)ﺧﺮﯾﻒ
٢٠١٤م(.
ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺃﺛﲑ ﻓﻨﺎﹰ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﻫﻮ ﻓﻦ ﺟﺪﻳﺪ ؛ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ )ﺃﺩﺏ ﺍﳌﺮﺍﺳﻼﺕ ( ، ﻭﻛﺎﻥ ﳉﱪﺍﻥ ﻭﳎﻠﻮﺑﺘﻪ ،ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻭﻓﻨﻮﻧﺔ ،ﻓﺂﺛﺮﺕ ﺃﻥ ﻻ ﳝﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﺮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﺕ ﺍﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻠﻔﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻜﻠﻒ ،ﻭﺍﺛﺎﺭﺕ ﺇﻋﺠﺎﰊ ﺑﺸﺪﺓ . ﺑﻴﺪ ﺍﱐ ﱂ ﺍﺗﻌﺮﺽ ﻟﻌﺮﺽ ﺍﻭ ﻣﻌﺎﳉﺔ ) ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺩﻳﺐ ﺍﻭ ﺍﺩﻳﺒﺔ ( ،ﻛﻤﻮﺿﻮﻉ ﻗﺼﺼﻲ ،ﺃﻭ ﻋﺮﺽ ﻟﻘﺼﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺳﺮﺩ ﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﺣﺪﺍﺙ ،ﺍﻭ ﳎﺮﺩ ﺣﺎﻛﺎﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﻭﺛﺔ ﺗﺬﻛﺮ ،ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ، ﻭﺗﺮﱏ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺁﻫﻢ ﻓﺤﺴﺐ. ﺑﻞ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻭ ﺗﺪﻭﻳﻦ ،ﻭ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻋﻦ ﺿﺮﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻷﺩﺏ ؛ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﺩﺏ ﺍﳌﺮﺍﺳﻼﺕ ،ﺟﺴﺪﺗﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺒﻴﺒﲔ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﲔ ،ﻭﳘﺎ ﻗﻄﱯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﳌﺎﺛﻞ ،ﺳﻮﺍﺀﺍﹰ ﺍﻻﺩﻳﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ،ﻭﻫﻮ ﰲ ﻣﻬﺠﺮﻩ ﰲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﺳﻞ ﻭﻳﱪﻕ ﳊﺒﻴﺒﺘﻪ ،ﺍﻵﻧﺴﺔ )ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ( ،ﻟﻴﺴﻄﺮ ﺍﲨﻞ ﻭﺍﻋﺬﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ،ﰲ ﺑﻀﻊﹴ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳋﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﲢﻮﻱ ﺃﺩﺑﺎﹰ ،ﻭﻋﻠﻤﺎﹰ ،ﻭﺭﻗﻴﺎﹰ ﻓﻜﺮﻳﺎ ً ،ﻭﻋﺎﻃﻔﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻷﺧﻼﻕ ﻧﺒﻴﻠﺔ . ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﲏ ﳓﻮ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﲨﻊ ،ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ،ﺑﻌﺪ ﲝﺚ ﻣﻀﻦ ،ﻭﻏﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ،ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﻀﻴﺎﻉ ،ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺮﺿﻪ ﺑﲔ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﺃﻏﻠﺐ ﻇﲏ ﺍﻧﲏ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺩﻓﻌﺎﹰ ،ﻻ ﻟﺸﻴﺊ ﺇﻻ ﳌﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻮ ﺍﻻﺩﺏ ،ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﳉﻴﺎﺷﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ . ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺬﺓﹰ ﻭﻣﺘﻌﺔ ﺃﺧﺎﺫﺓ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺍﳌﻬﺘﻢ ﻭﺍﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﺩﺏ ،ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﺗﺮﺍﺙ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﺔ ﺍﳉﻮﻓﺎﺀ ،ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﻬﻤﺎﺀ ،ﻓﺎﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﳌﺘﺎﻣﻞ ﺍﳌﺘﻤﻌﻦ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﺭﻭﻳﺔ ، ﳚﺪ ﺍﺎ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻨﲑﺓ ،ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻦ ،ﻭﻗﺪﺡ ﺯﺗﺎﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﳊﺐ . ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﻴﺊ ،ﻓﺴﺘﺒﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺮﺍﺛﺎﹰ ﺃﺩﺑﻴﺎﹰ ﻭﺍﻓﺮﺍﹰ ،ﲜﺴﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ،ﻭﻏﲏ ﻷﺧﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻈﺔ ؛ )ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻫﱯ( ،ﺗﻠﻚ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻭﺍﻓﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﺃﺭﺟﺎﻻﹰ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭ ﻧﺴﺎﺀﺍﹰ ،ﺟﺎﺩ ﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻤﺠﻴﺌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﹴ ،ﻭﺳﻴﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞﹴ ،ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻔﻮﺍ ﺗﺮﺍﺛﺎﹰ ﺧﺎﻟﺪﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻻﺩﺏ .
ﻭ ﺍﺧﲑﺍﹰ ..ﻭﻟﻼﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﺷﺘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﻮﺍ ﺑﺎﻷﺩﺏ ،ﻓﺠﻤﻌﺖ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺑﻄﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ _ ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ _ ﻭﳘﺎ ﻏﻨﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ـ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺘﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ ،ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻬﺎﺏ ﰲ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺮﺍﺗﻜﻢ . ﺃﺭﺩﺕ ﻋﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ ،ﻟﺘﻌﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ،ﻭﳌﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﻢ ﻭﺍﻓﺮ ﺑﺜﺮﻱ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﺪﻯ ﻃﺎﻟﱯ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳌﺎ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺃﺩﺏ ،ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻸﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﻛﻴﻚ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻪ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﻭﻣﺘﻌﻠﻤﻲ ﺍﻻﻣﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﲡﺎﻫﻠﻮﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻻﺩﺏ . ﻭﺍﷲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﺪ ،،،
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﳏﻤﺪ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺸﻠﻮﻱ
ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ..ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ؟! ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ..ﻟﻴﻠﻰ ﻋﺼﺮﻫﺎ. ﻫﻲ ﺃﺩﻳﺒﺔ ﻭﺷﺎﻋﺮﺓ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻭﻣﺜﻘﻔﺔ ،ﻭﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻲ ﺑﲔ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﺗﺄﻟﻘﻬﺎ ﺍﻷﺩﰊ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﻭﺻﺎﻟﻮﺎ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﺭﻭﻥ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﺍﻷﺩﰊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﲑ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺗﻨﺸﻴﻂ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺇﳌﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ،
ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻛﺄﺩﻳﺒﺔ ﻭﺑﺎﺣﺜﺔ ﻭﻧﺎﻗﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺎﺑﺔ. ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻌﺬﺭﻱ ﺑﲔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ . ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳛﻖ ﻟﺘﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﻥ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﳒﺐ ﺷﻌﺮﺍﹰ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻗﺼﺺ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻌﺬﺭﻱ ) ﻗﻴﺲ ﻭﻟﻴﻠﻰ ،ﻭ
ﲨﻴﻞ ﺑﺜﻴﻨﺔ ،ﻭﻗﻴﺲ ﻭﻟﺒﲎ ( ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻌﺎﻳﺶ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺃﺩﺑﻨﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺰﻏﺖ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﺑﲔ ﻗﻠﱯ ﺍﻷﺩﻳﺒﲔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻤﺎ ﱂ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ ﺃﺑﺪﺍﹰ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻴﻢ )ﻣﻲ( ﻭﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻴﻢ )ﺟﱪﺍﻥ( ﻫﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺿﺎﻋﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ )ﻛﻤﺎ
ﺫﺍﻋﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻏﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻏﺴﺎﻥ ﻛﻨﻔﺎﱐ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ )ﺟﱪﺍﻥ( ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺍﻷﺩﻳﺐ ،ﻭﻓﻌﻼﹰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺇﺛﺮ ﻭﻓﺎﺓ ﺟﱪﺍﻥ ،ﺇﺫ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﺳﻜﺮﺗﲑﺗﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺃﺷﻴﺎﺋﻪ!! ...ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ :ﻫﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﺻﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻣﲑﺍﺙ ﺟﱪﺍﻥ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻄﻮ ﺇﺛﺮ ﻭﻓﺎﺗﻪ ،ﻛﻲ ﻻ ﻧﻈﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﳜﻔﻲ ﺗﻌﺼﺒﺎﹰ ﻧﺴﻮﻳﺎﹰ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ ﳕﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ،
ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻧﻌﻴﻤﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﱪﺍﻥ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺪﻳﻪ ،ﳍﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ .ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺻﻮﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ! ﻛﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﺻﻮﺎ ﰲ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻌﺬﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﹼﺪﻩ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ!
ﻭﻗﺪ ﺁﳌﲏ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻛﻤﺎ ﺿﺎﻉ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﻧﺴﺞ ﺧﻴﻮﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﰲ "ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺑﲔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ" ،ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﱪ ﲣﻴﻞ ﺻﻮﺎ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﺣﺐ ﻓﺮﻳﺪ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﻔﺘﺤﻬﺎ ﻭﺣﱴ ﻣﻮﺎ!.. ﻣﻲ ..ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻋﺼﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﻻﺩﺏ. ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﰲ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﳍﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﱃ ﺧﻄﻮﺍﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺑﻴﺘﻬﺎ ،ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﲢﺎﻭﺭﻫﻢ ﻭﺗﺴﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﻢ ﰲ ﺻﺎﻟﻮﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻘﺪﻩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺛﻼﺛﺎﺀ ،ﳑﺎ ﺃﺛﺮ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺍﻷﺩﰊ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ "ﺍﶈﺮﻭﺳﺔ" ﺍﻟﱵ ﺍﻓﺘﺘﺤﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺯﻣﻦ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲡﺮﺅ ﻋﻠﻰ
ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﱰﻝ ﻭﺣﺪﻫﺎ.
ﺣﺎﺯﺕ ﻗﺼﺒﺔ ﺍﻟﺴﺒﻖ ...ﻭﺣﻄﻤﺖ ﻗﻴﻮﺩ ﻭﺃﻏﻼﻝ ﻋﺼﺮﻫﺎ. ﱂ ﲢﺎﻭﻝ ﻣﻲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻴﺪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﲢﺎﻭﻝ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﻏﻼﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﻋﱪ ﺍﻷﺩﺏ ) ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ،ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ،ﺍﳋﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﺎ( ﺃﻱ ﻋﱪ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻮﺕ )ﺍﻷﻧﺎ )ﺻﺮﳛﺎﹰ ﻭﺍﺿﺤﺎﹰ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺎﻳﺶ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ
ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻠﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ،ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﱂ ﲡﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ )ﻣﻲ( ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ ،ﻏﺎﻟﺒﺎﹰ ،ﺣﲔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺫﺍﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ .
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ..ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺇﱃ ﺣﺐ ﻋﺬﺭﻱ. ﻫﻨﺎ ﳚﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﺿﺢ ﺃﻥ )ﻣﻲ( ﱂ ﺗﻜﻦ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﲜﱪﺍﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺫﺍﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻛﺘﻔﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ ﺩﻋﺖ ﺟﱪﺍﻥ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﲝﺪﻭﺩﻫﺎ ،ﻓﺎﺗﺴﻤﺖ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﺑﺎﳊﺬﺭ، ﻭﲢﺼﻨﺖ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﻓﺄﺧﻔﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺑﺄﻟﻒ ﻗﻨﺎﻉ ،ﺣﱴ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎﹰ ﺷﺪﺓ
ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ ﻭﺣﺬﺭﻫﺎ" :ﺃﻫﻮ ﺍﳋﺠﻞ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ﺃﻡ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ" .ﻟﻌﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﺭﺎ ﺑﺎﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﲝﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ !ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺿﻐﻂ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﳑﺎ ﺗﻀﻄﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﺀ ﺑﺎﳋﺠﻞ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺑﺎﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ!..
ﻣﻲ ..ﻭﺃﺩﺏ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﺔ.. ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻥ )ﻣﻲ( ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺳﻌﺖ ﺇﱃ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺃﺩﻳﺐ ﻣﺸﻬﻮﺭ ،ﻛﻲ ﲡﻌﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣﻼﹰ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻷﺩﰊ ،ﻭﱂ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﺃﺳﲑﺓ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﲔ ﺃﺣﺴﺖ ﺃﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﲢﺮﻙ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻭﲤﺘﻊ ﺫﺍﺋﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻌﺎﹰ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ!. ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﻣﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺸﻘﺖ ﻣﻲ ﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺭﲟﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﺔ، ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻋﺸﻘﺎﹰ ﳍﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﻓﺎﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻔﲏ ﺇﱃ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻣﺘﺄﺟﺠﺔ ﻳﺄﺑﺎﻫﺎ ﻋﻘﻠﻬﺎ ،ﳍﺬﺍ ﻣﻸ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﺫﺍﺎ ،ﻭﺷﺎﻋﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﰲ ﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ )ﺍﳌﺮﺳﻞ( ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ،ﳍﺬﺍ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑـ )ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﺔ( ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻐﺮﺏ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﱵ ﻧﺴﺘﺸﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ،ﻓﻬﻲ ﳏﺒﺔ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻊ ﺟﱪﺍﻥ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻐﺎﻣﺮﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻭﱂ ﻳﻌﺘﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﳊﺐ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﻭﻥ ﺭﺍﺑﻂ ﺷﺮﻋﻲ! ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻮﻗﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺳﻠﺘﻪ ﺃﺷﻬﺮﺍﹰ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﰒ ﺗﻌﻮﺩ ،ﻭﻣﻊ ﻋﻮﺩﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻄﺮ ﳌﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺫﺍﺎ ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﱪﺍﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺻﺮﺍﻋﺎﹰ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﻣﻊ ﺫﺍﺎ ،ﻓﺘﺘﻜﺮﺭ ﳏﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﳍﺎ ،ﳍﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﺴﺘﻔﻬﻤﺎﹰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺑﺘﺮﺩﺍﺩ ﺣﺠﺠﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺍﻟﱵ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺟﺎﻫﺔ ﻭﺇﻗﻨﺎﻋﺎﹰ! ﺇﺫ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ!! ﻛﻤﺎ ﳒﺪﻫﺎ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﺘﻤﻊ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ! ﳍﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺣﻮﺍﱄ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻟﺘﺼﺮﺡ ﺑﻌﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﳉﱪﺍﻥ ،ﻭﻟﺘﺒﲔ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﳉﺮﺃﺓ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﳌﺎ ﺟﺮﺅﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ! ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﱂ ﳚﻠﺐ ﳍﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺧﺎﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﻌﺮﺽ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﱪﺍﻥ! ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ ﻭﺮﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﺰﺍ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻣﻔﺮﻗﻬﺎ!..
ﻟﻜﻦ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻳﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺣﺲ ﺇﻧﺴﺎﱐ ﻣﺮﻫﻒ ﺑﺂﻻﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﳍﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﻮﺩﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎﹰ!.. ﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﰲ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﺣﺎﻝ ﺣﻴﺎﺎ ﺇﱃ ﻣﺄﺳﺎﺓ ،ﻓﻌﺎﺷﺖ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﳌﻌﺎﻧﺎﺓ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﺰﺍﺅﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻋﱪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﱃ ﻋﻮﺍﱂ ﻣﺪﻫﺸﺔ ،ﺗﻨﺄﻯ ﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ )ﻣﻲ( ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺳﻮﻯ ﳊﻈﺎﺕ ﲢﻠﻖ ﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍﹰ ،ﰒ ﺗﺮﺗﻄﻢ ﺑﺎﻷﺭﺽ ،ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺜﻘﻔﺔ ﻭﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻭﺃﻣﻮﻣﺘﻬﺎ! ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﲢﻠﻖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍﹰ ﻋﻦ ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ!.. ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺭﻭﻋﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ )ﻣﻲ( ﲡﻠﺖ ﰲ ﻛﻮﺎ ﺃﺖ ﺻﺮﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺣﲔ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺟﱪﺍﻥ ،ﻓﺒﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻭﺃﻣﺎﹰ ﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﱪﺍﻥ ﰲ ﳏﻨﺘﻪ! ...ﻓﺘﺤﻴﻄﻪ ﺑﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻣﻌﺎﹰ!!.. ﺇﻥ ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﳊﺐ ﻫﺬﻩ ،ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﻫﺸﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ،ﻓﻘﺪ
ﻣﻨﺤﺖ ﺭﺟﻼﹰ ﱂ ﺗﺮﻩ ﺃﺑﺪﺍﹰ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺎ ،ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﻣﺄﺳﺎﺎ ﻭﻋﺰﺍﺀﻫﺎ ﻣﻌﺎﹰ! ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺒﺖ ﺟﱪﺍﻥ ﻋﱪ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ، ﻭﺃﺧﻠﺼﺖ ﻟﻪ ،ﺣﱴ ﺇﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﱪﺍﻥ ﺃﻡ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ!.. ﻣﻲ ..ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﺍﻷﺩﰊ..ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮﺓﹰ ﰲ ﻋﺼﺮﻫﺎ . ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺗﺒﺪﻭ ﻟﻨﺎ )ﻣﻲ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺇﱃ ﻧﺴﺎﺀ ﻋﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺎﺕ ،ﺇﺫ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﲡﻤﻊ ﰲ ﺻﺎﻟﻮﺎ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻋﺼﺮﻫﺎ )ﻃﻪ ﺣﺴﲔ ،ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ،ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻲ ،(...ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﲰﺎﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳌﺮﺣﺔ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ( ﳑﺎ ﻳﺪﻓﻌﲏ ﺇﱃ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﺎ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺟﻮﺍﹰ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺎﹰ ﺑﲔ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﻴﺎﹰ ﺑﻜﺴﺐ ﻭﺩﻫﺎ ،ﺑﻞ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ! ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻇﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻣﺘﺤﻔﻈﺔ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﻳﻮﻣﺎﹰ :ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻴﺸﲔ ﻛﺮﺍﻫﺒﺔ ﰲ ﺻﻮﻣﻌﺔ! ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻇﻠﺖ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ،ﳍﺬﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﳎﺘﻤﻌﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﺧﺘﻼﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﲑ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺻﻬﺎ ﳉﱪﺍﻥ!!..
ﻟﻘﺪ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻣﻲ ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ﺣﲔ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﳊﺐ ﻣﻼﺫﺍﹰ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎﹰ ﳍﺎ ،ﻓﺴﺠﻨﺖ ﺣﻴﺎﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺣﺒﺎﹰ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﳋﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ،ﻓﺤﺮﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻑﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺿﺤﺖ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﻠﻢ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ!.. ﻣﻲ ..ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻳﻼ ﺯﻭﺝ . ﻭﻟﻌﻞ ﺧﲑ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ )ﻣﻲ( ﺃﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ،ﻭﱂ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺟﱪﺍﻥ ) (١٩٣١ﺇﺫ ﻋﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﺭﻣﻠﺘﻪ ،ﻓﺎﺭﺗﺪﺕ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﳑﺎ ﻓﺎﻗﻢ ﺑﺆﺳﻬﺎ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﻣﻬﺎ ﰲ ﺇﺛﺮﻩ ).(١٩٣٢ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﱂ ﻳﻜﻦ
ﺻﺎﺋﺒﺎﹰ! ﻭﺑﺪﺃﺕ ﲢﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﲟﺪﻯ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﳊﻘﺘﻪ ﲝﻴﺎﺎ ﺣﲔ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺟﱪﺍﻥ، ﻭﻭﻫﺒﺖ ﺷﺒﺎﺎ ﳊﺐ ﲰﺎﻭﻱ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ!..
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻲ ..ﻭﻗﺴﻮﺓ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻻ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻨﺤﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺇﻏﺮﺍﻗﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻠﻐﻲ ﺇﺭﺍﺩﺎ ﰲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺟﻠﺒﺖ ﳍﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻷﱂ ﻣﻌﺎﹰ!.. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳓﻤﻞ ﺃﻗﺎﺭﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ ﰒ ﰲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺅﻭﺍ ﺑﺈﺯﻋﺎﺟﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ) (١٩٣٠ﻓﻄﺎﻟﺒﻮﻫﺎ ﺑﺎﻹﺭﺙ ،ﺑﻞ ﻭﺻﻞ ﻢ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﺣﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﺑﻨﺼﻒ ﺛﺮﻭﺎ ﺍﻟﱵ ﻛﻮﻧﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻬﺎ! ﻭﺣﲔ ﺭﻓﻀﺖ ﺯﺍﺩ ﺇﺯﻋﺎﺟﻬﻢ ﳍﺎ ،ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﺷﺮﻫﻢ ﺣﺪ ﺗﺪﺑﲑ ﻣﻜﻴﺪﺓ ﺇﺩﺧﺎﳍﺎ ﻣﺸﻔﻰ ﺍﺎﻧﲔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎﻥ! ﻭﻟﻮﻻ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ )ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ( ﻭﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻣﲑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ﳌﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﳏﻨﺘﻬﺎ!!..
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺒﻴﺐ ..ﺳﻠﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻋﺰﺍﺋﻪ. ﺍﳌﺪﻫﺶ ﺃﻥ )ﻣﻲ( ﲪﻠﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﻌﻬﺎ ،ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺭﺣﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺭﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺄﺳﺎﺎ ﰲ ﻣﺸﻔﻰ )ﺭﻳﻔﺰ( ﰲ ﺑﲑﻭﺕ ﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺎﺭﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﺎﻭﺭﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﳍﺎ ﻋﺰﺍﺀ ﰲ ﻣﺄﺳﺎﺎ ﺍﻟﺮﻫﻴﺒﺔ!.. ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﺃ ﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﲑ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺃﺧﻠﺼﺖ ﳊﺐ ﺭﺟﻞ ،ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﻴﺪﺍﹰ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ﳍﺎ ،ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ،ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﺑﲔ ﺍﻣﺮﺃﺗﲔ) ،ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﳊﻠﻢ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ( ﻓﻜﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ )ﻣﻲ( ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻠﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻓﲑﺳﻞ ﳍﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻨﺤﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ﳍﺎ ،ﻓﺘﺸﺪﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﻚ ﺃﺳﺮﻫﺎ! ﰲ ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ )ﻣﺎﺭﻱ ﻫﺎﺳﻜﻞ( ﺗﻘﻒ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻓﺘﺴﺎﻧﺪﻩ ﻣﺎﺩﻳﺎﹰ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﰲ ﻋﺎﱂ
ﺍﻟﻔﻦ ،ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻧﺪﺗﻪ ﻣﻌﺮﻓﻴﺎﹰ ،ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺤﺢ ﻟﻪ ﻧﺴﺦ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ! ﻭﺗﻌﺘﺮﻑ ﻣﺎﺭﻱ ﻫﺎﺳﻜﻞ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ،ﺭﲟﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﻟﺴﻦ ،ﻭﺭﲟﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ! ﺍﳌﻬﻢ ﺃﻥ ﺻﺪﺍﻗﺘﻬﺎ ﲜﱪﺍﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺭﻏﻢ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ )ﻣﻲ( ﰲ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺎ! ﻓﻘﺪ ﺃﺳﺮﺎ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﳌﺪﻫﺸﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻠﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺑﻌﻨﻔﻮﺍﺎ ﻭﺻﺪﻗﻬﺎ "ﺃﻧﺖ ﲢﻴﲔ ﰊ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﻴﺎ ﺑﻚ" ﻛﻤﺎ ﺃﺳﺮﺎ ﺻﺮﺍﺣﺘﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﻳﻜﺸﻒ ﳍﺎ ﻋﻴﻮﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺳﺠﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ،ﻳﻼﺣﻘﻪ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﺧﺎﻟﺪﺍﹰ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺆﺭﻕ ﺎﺟﺲ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺗﻔﺮﻏﺎﹰ ﻛﻠﻴﺎﹰ ،ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺘﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻮﺿﺢ ﳍﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺳﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﻭﺭﻓﻴﻘﺔ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺔ! ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺟﱪﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻧﻌﻴﻤﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻳﺔ ﻗﻴﻮﺩ، ﻓﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﻃﻤﺢ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺮﻗﻴﺔ ،ﺗﻐﺬﻱ ﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﺑﻨﺒﺾ ﺧﺎﺹ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺗﺮﳛﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﳍﺎﻡ ﻟﻪ ،ﰲ ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ )ﻣﻲ( ﺣﻴﺎﺎ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﺧﻴﺎﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﳊﻠﻢ! ﻓﺒﺪﺕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺗﺴﺮﻱ ﰲ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ ﻟﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺃﻟﻘﻬﺎ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ )ﻣﻲ( ﺿﺤﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺭﲰﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﻃﻤﻮﺣﻪ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﲢﻠﻢ ﺑﻪ.
ﺇﺫﺍﹰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻟﺮﻓﻀﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺐﺀً ﻋﻠﻴﻬﺎ!! ﻫﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ :ﻫﻞ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻰ )ﻣﻲ( ﺭﻫﺎﻓﺔ ﺣﺲ ﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ،ﻓﻌﺎﺷﺖ ﳐﻠﺼﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﰲ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ! ﻫﻞ ﺭﺃﺕ ﰲ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﲨﺎﻻﹰ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺟﱪﺍﻥ ﺣﻠﻤﺎﹰ ﻻﺫﺕ ﺑﻪ ﻳﻌﻮﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﺆﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؟ ...ﻫﻞ ﺣﻴﺎﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺃﻱ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺳﺒﺒﺎﹰ ﰲ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﲜﱪﺍﻥ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﻃﻨﺎﹰ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ!؟ ﻫﻞ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺇﳒﺎﺏ ﻛﻒﺀ ﳍﺎ؟ ..ﻓﻜﺎﻥ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﺃﺭﺣﻢ ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ!..
ﺭﲟﺎ ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﰲ ﳏﻴﻄﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﺪ ﳍﺬﺍ ﻋﺎﺷﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﺗﺮﺿﻲ ﺫﺍﺎ ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﱪ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ،ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﱂ ﻳﻄﺮﺡ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﹰ ﻓﻌﺎﺷﺖ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﳊﻠﻢ ،ﺑﻞ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺍﳊﻠﻢ. ﻟﻘﺪ ﺃﺩﻫﺸﺘﲏ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﺸﺒﺎﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺐ ﲰﺎﻭﻱ ،ﻛﻤﺎ ﺁﳌﲏ ﺿﻴﺎﻉ ﺻﻮﺎ ﺍﳋﺎﺹ
ﺑﻀﻴﺎﻉ ﻣﻌﻈﻢ ﺭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ،ﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﺿﺤﺖ ﲝﻴﺎﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ! ﳍﺬﺍ ﲡﺮﺃﺕ ﰲ ﻛﺘﺎﰊ "ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺑﲔ
ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ" ﻋﻠﻰ ﲡﺴﻴﺪﻩ ﻋﱪ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ،ﻛﻲ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﺸﻔﺎﻑ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﻣﻲ ،ﻭﺃﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﳏﻮﺭ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺇﳕﺎ ﳏﻮﺭ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ! ..ﳍﺬﺍ ﳝﻜﻨﲏ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺛﻼﺛﺔ( ﻣﻲ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻨﺤﺔ(. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﺂﺑﺔ ) ﻣﻲ( ﺍﻟﱵ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﻐﺼﺔ ﺣﻴﺎﺎ؟
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻲ ﻭﺟﱪﺍﻥ ..ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ. ﻳﻌﺘﱪ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺛﺮﻭﺍ ﻓﻦ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲟﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻔﺘﺖ ﻧﻈﺮ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺃﺛﺎﺭﺕ ﻓﻀﻮﳍﻢ ،ﻓﻮﳉﻮﺍ ﻋﱪﻫﺎ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﳌﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ..ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺟﱪﺍﻥ ﻓﺘﺤﺎﹰ ﺟﺪﻳﺪﺍﹰ
ﻭﺭﺍﺋﻌﺎﹰ ﰲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﺃﱃ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻷﳒﻠﻴﺰﻳﻪ ..ﺣﱴ ﳌﻊ ﺃﲰﻪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﻪ..
ﺣﺐ ﻓﺮﻳﺪ ﻭﻧﺎﺩﺭ. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺳﻠﹼﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﺑﲔ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﻩ ، ،ﺣﺐ
ﻓﺮﻳﺪ ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺃﻭ ﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ،ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺍﳌﺘﺠﺮﺩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﺳﻄﺤﻲ
ﻟﻘﺪ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺯﻫﺎﺀ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎﹰ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ ﺍﻻﹼ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ﺍﻟﻀﺒﺎﰊ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺟﱪﺍﻥ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻘﻴﻤﺎﹰ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻗﻬﺎ ،ﻛﺎ ﻥ ﰲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﻩ .ﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﺐ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﻟﻴﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﺎﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻓﺴﻼﻡ ﻓﻜﻼﻡ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺎﹰ ﻧﺸﺄ ﻭﳕﺎ ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺳﻠﻪ ﺃﺩﺑﻴﻪ ﻃﺮﻳﻔﻪ ﻭﻣﺴﺎﺟﻼﺕ ﻓﻜﺮﻳﻪ ﻭﺭﻭﺣﻴﻪ ﺃﻟﻔﺖ ﺑﲔ ﻗﻠﺒﲔ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﺭﻭﺣﲔ ﻣﻐﺘﺮﺑﲔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺒﲔ ﻭﺃﺷﻐﻒ ﺣﺒﻴﺒﲔ.. ﺑﺪﺍﻳﺔ ..ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .. ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎﹰ ﺟﺪﺍﹰ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﺭﻑ ﺑﻄﻼ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﰲ ﺍﻭﺍﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺃﺻﺎﺏ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺷﻬﺮﻩ ﻛﺒﲑﻩ ..ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﻣﻌﺠﺒﻪ ﲟﻘﺎﻻﺕ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﲟﺮﺍﺳﻠﺘﻪ ﻋﻘﺐ ﺃﻃﻼﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺘﻪ ) ﺍﻷﺟﻨﺤﻪ ﺍﳌﺘﻜﺴﺮﻩ ( ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻬﺠﺮ ﻋﺎﻡ ١٩١٢ﻡ ،ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ ﺗﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺃﻋﺠﺎﺎ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺍﺳﻠﻮﺑﻪ ،ﻭﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﺭﺍﺀﻩ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻗﻴﻮﺩﻩ ،ﻭﺍﳊﺐ ﻭﺃﻃﻮﺍﺭﻩ ﺣﺴﺐ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺮﺃﺎ ﻟﻪ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﰲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﰲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﺮﺃﻩ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺐ ﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻭﻋﺎﺭﺿﺘﻪ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ ":ﻻﻳﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺮﺃﻩ ﱂ ﲡﺪ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﱵ ﺣﻠﻤﺖ ﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﻏﲑ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﻴﺪ ﺍﳌﺮﺃﻩ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻪ ﺗﻘﻴﺪﺍﹰ ﺗﺎﻡ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻫﻲ ﺳﻼﺳﻞ ﺛﻘﻴﻠﻪ ،ﻓﻠﻮ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﱃ ﻛﺴﺮ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻷﺻﻄﻼﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺍﱃ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻪ ﻷﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻪ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺗﻌﺘﱪ
ﺧﻴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻮﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﻭﲣﻮﻥ ﺍﳍﻴﺄﻩ ﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﻀﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﻳﻘﻈﺘﻪ ﻭﺃﺣﻼﻣﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﰲ ﺭﻭﺡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﱴ ﻟﻜﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻲ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮ ...ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺎﺑﻀﻪ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ،ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺯﺩﺩﻧﺎ ﻳﻘﻴﻨﺎﹰ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺪ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﱃ ﻣﻲ ،ﻭﺷﻐﻒ ﻣﻲ ﲜﱪﺍﻥ ،ﺣﺐ ﻋﻈﻴﻢ ،ﺑﻞ ﻋﺸﻖ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻮﻓﻴﺎﹰ ﻷﻧﻪ ﲣﻄﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﱃ ﻋﺎﱂ ﺗﺘﺤﺪ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.
ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﺮﻏﻢ ﺿﻴﺎﻉ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻠﻪ ﺑﲔ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﻣﻲ ﺗﻮﺛﻘﺖ
ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻓﺸﻴﺌﺎﹰ ﻷﻥ ﳍﺠﺘﻪ ﰲ ﳐﺎﻃﺒﺘﻬﺎ ﺗﺪﺭﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻋﺠﺎﺏ ﺍﱃ ﺻﺪﺍﻗﻪ ﲪﻴﻤﻪ ،ﻭﻣﻦ ﰒﹶ
ﺍﱃ ﺣﺐ ﻋﺎﻡ ١٩١٩ﻡ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﺣﱴ ﻋﻜﺮﺕ ﺻﻔﻮﻩ ﺳﻠﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﺮﺓﹰ " ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻛﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﻮﻝ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﱄ ﻣﺮﺍﺭﻩ " ﻭﻗﺎﻝ "ﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎﹰ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﻪ ﺗﺄﺭﺟﺤﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺐ ﺍﳉﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ،ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺷﻔﺎﻓﻴﻪ ﺭﻭﺣﻴﻪ ﺗﻐﻤﺮﳘﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﻩ ،ﻭﺑﲔ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﳌﻬﻤﺎ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﻪ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎﹰ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺪﺓ ﻭﻟﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﻌﻬﻤﺎ ﻟﻠﺘﺼﺎﱀ ﳎﺪﺩﺍﹰ ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﳜﺸﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﻮﺍﻃﻔﻪ ﻓﻴﻠﺠﺄ ﺟﱪﺍﻥ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺢ ،ﻭﻳﺮﻣﺰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﻀﻊ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺻﻮﺭ ﻣﺒﺘﻜﺮﻩ ﻭﲨﻴﻠﻪ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻲ ﻗﻂ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺣﺒﻴﺒﱵ( ، ﻭﱂ ﳜﺎﻃﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﻪ ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﻪ ﻟﻠﻌﺸﺎﻕ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺒﻪ ﲟﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻠﻎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺖ ﲢﻴﲔ ﰲﹼ ،ﻭﺍﻧﺎ ﺃﺣﻴﺎ ﻓﻴﻚ"
ﻭﻭﺻﻒ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺎ " ﺑﺄﺎ ﺃﺻﻠﺐ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﲟﺎ ﻻﻳﻘﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﻪ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﻪ "ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺎﺡ ﳍﺎ ،ﺭﺟﺎﻫﺎ ﺍﻥ
ﺗﻄﻌﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﺫﺍ ﱂ ﲡﺪ ﻟﺒﻮﺣﻪ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﺍﳌﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ،ﻭﺍﳊﺒﻴﺒﻪ ﺍﳌﻠﻬﻤﻪ ،ﻭﺻﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﻭﻃﻨﻪ ،ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎﺣﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻟﺬﻯ ﲡﻠﻰ ﰲ ﻣﻘﺎﻻﺎ ﻭﻛﺘﺒﻬﺎ ،ﻭﺃﺣﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ . ﻭﺍﻋﺠﺎﺎ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺍﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻷﺩﰊ ﻭﺍﻟﻔﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﻆ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﰲ ﻣﻘﺎﻻﺎ ﰲ
ﻣﺼﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻛﹸﺘﺐ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻣﺜﺎﻝ " ﻣﺎﺭﻱ ﻫﺎﺳﻜﻞ " ﻭﻣﻴﺸﻠﲔ " ﻓﺄﻥ ﺣﺒﻪ ﳌﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻠﻚ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺧﻴﺎﻟﻪ ﻭﺭﺍﻓﻘﻪ ﺣﱴ ﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﻪ ﳍﺎ ﻣﻌﺎﺩﻻﹰ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻡ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ..ﻭﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻭﺑﺎﻟﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺮﻱ ﰲ ﻋﺮﻭﻗﻪ ،،ﻭﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻌﻠﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ،ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﰲ ﺃﲰﻰ ﺻﻔﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﳝﻴﻞ ﺍﶈﻠﻠﻮﻥ ﻟﻸﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻻﻋﺘﻼﻝ ﰲ ﺻﺤﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺷﺒﺎﺑﻪ ،،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺍﻥ ﻣﻲ ﺍﺣﺒﺖ ﺟﱪﺍﻥ ﺣﺒﺎﹰ ﺟﻌﻞ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻄﺒﻮﺍ ﻭﺩﻫﺎ ﺃﻣﺮﺍﹰ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼﹰ ،ﺑﺮﻏﻢ ﺗﺮﺩﺩ ﻣﻲ ﰲ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺧﺸﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﻧﻄﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﺍﺳﻠﺘﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻥ ﺟﱪﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻋﺎﱂ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﲢﺮﺭﺕ ﻧﺴﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻘﻠﻢ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﺒﻴﺌﻪ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻴﻬﺎ ..ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺍﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺻﺎﻟﻮﻧﺎﹰ ﺃﺩﺑﻴﺎﹰ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﺎﺀ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﲪﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮﺍﻥ ﻭﻃﻪ ﺣﺴﲔ ﻭﻋﺒﺎﺱ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ...
ﻟﻘﺪ ﲤﲎ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﻥ ﺗﺘﺤﺮﺭ ﻣﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻪ ﻭﺷﻜﻮﻛﻬﺎ ! ﻣﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﺻﺮﺍﻋﺎﹰ ﻧﻔﺴﻴﺎﹰ ﺣﺎﺩﺍﹰ ﰲ ﺣﺒﻬﺎ ﳉﱪﺍﻥ ﺳﺒﺐ ﳍﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﳉﱪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻷﺭﻫﺎﻕ ..ﻭﺣﲔ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﺍﳋﺎﻣﺴﻪ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﳌﻠﻤﺖ ﻛﻞ ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺃﲨﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺣﺐ ..ﻭﻟﻜﻦ ﺃﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﺂﺑﺔ( ﻣﻲ( ﺍﻟﱵ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﻐﺼﺔ ﺣﻴﺎﺎ؟ ﻳﻌﺘﱪ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺛﺮﻭﺍ ﻓﻦ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲟﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻔﺘﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺃﺛﺎﺭﺕ ﻓﻀﻮﳍﻢ ،ﻓﻮﳉﻮﺍ ﻋﱪﻫﺎ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﳌﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ..ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺟﱪﺍﻥ ﻓﺘﺤﺎﹰ ﺟﺪﻳﺪﺍﹰ ﻭﺭﺍﺋﻌﺎﹰ ﰲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﺃﱃ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻷﳒﻠﻴﺰﻳﻪ ..ﺣﱴ ﳌﻊ ﺃﲰﻪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ. ﻭ ﻫﻨﺎ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺳﻠﹼﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﺑﲔ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﻩ ، ،ﺣﺐ ﻓﺮﻳﺪ ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺃﻭ ﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ،ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺍﳌﺘﺠﺮﺩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﺳﻄﺤﻲ . ﻗﻴﺲ ﻭﻟﻴﻠﻰ ..ﻋﺼﺮﳘﺎ. ﻟﻘﺪ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺯﻫﺎﺀ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎﹰ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ ﺍﻻﹼ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ،
ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ﺍﻟﻀﺒﺎﰊ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺟﱪﺍﻥ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻘﻴﻤﺎﹰ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻗﻬﺎ ،ﻛﺎ ﻥ ﰲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﻩ .ﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﺐ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﻟﻴﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﺎﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻓﺴﻼﻡ ﻓﻜﻼﻡ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺎﹰ ﻧﺸﺄ ﻭﳕﺎ ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺳﻠﻪ ﺃﺩﺑﻴﻪ ﻃﺮﻳﻔﻪ ﻭﻣﺴﺎﺟﻼﺕ ﻓﻜﺮﻳﻪ ﻭﺭﻭﺣﻴﻪ ﺃﻟﻔﺖ ﺑﲔ ﻗﻠﺒﲔ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﺭﻭﺣﲔ ﻣﻐﺘﺮﺑﲔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺒﲔ ﻭﺃﺷﻐﻒ ﺣﺒﻴﺒﲔ.. ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎﹰ ﺟﺪﺍﹰ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﺭﻑ ﺑﻄﻼ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﰲ ﺍﻭﺍﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ،ﺑﻌﺪ
ﺍﻥ ﺃﺻﺎﺏ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺷﻬﺮﻩ ﻛﺒﲑﻩ ..ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﻣﻌﺠﺒﻪ ﲟﻘﺎﻻﺕ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﲟﺮﺍﺳﻠﺘﻪ ﻋﻘﺐ ﺃﻃﻼﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺘﻪ ) ﺍﻷﺟﻨﺤﻪ ﺍﳌﺘﻜﺴﺮﻩ ( ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻬﺠﺮ ﻋﺎﻡ ١٩١٢ﻡ، ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ ﺗﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺃﻋﺠﺎﺎ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺍﺳﻠﻮﺑﻪ ,ﻭﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﺭﺍﺀﻩ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻗﻴﻮﺩﻩ ،ﻭﺍﳊﺐ ﻭﺃﻃﻮﺍﺭﻩ ﺣﺴﺐ
ﺭﺅﻳﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺮﺃﺎ ﻟﻪ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﰲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﰲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﺮﺃﻩ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺐ ﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻭﻋﺎﺭﺿﺘﻪ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ . ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ ) ﻣﻲ( " :ﻻﻳﺼﺢ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺮﺃﻩ ﱂ ﲡﺪ ﰲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﱵ ﺣﻠﻤﺖ ﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﻏﲑ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﻴﺪ ﺍﳌﺮﺃﻩ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻪ ﺗﻘﻴﺪﺍﹰ ﺗﺎﻡ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻫﻲ ﺳﻼﺳﻞ ﺛﻘﻴﻠﻪ ،
ﻓﻠﻮ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﱃ ﻛﺴﺮ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻷﺻﻄﻼﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺍﱃ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻪ ﻷﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻪ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺗﻌﺘﱪ ﺧﻴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻮﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﻭﲣﻮﻥ ﺍﳍﻴﺄﻩ ﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﻀﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﻳﻘﻈﺘﻪ ﻭﺃﺣﻼﻣﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﰲ ﺭﻭﺡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﱴ ﻟﻜﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻲ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮ ...ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺎﺑﻀﻪ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ،ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺯﺩﺩﻧﺎ ﻳﻘﻴﻨﺎﹰ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺪ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﱃ ﻣﻲ ،ﻭﺷﻐﻒ ﻣﻲ ﲜﱪﺍﻥ ،ﺣﺐ ﻋﻈﻴﻢ ،ﺑﻞ ﻋﺸﻖ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻮﻓﻴﺎﹰ ﻷﻧﻪ ﲣﻄﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﱃ ﻋﺎﱂ ﺗﺘﺤﺪ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ . ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﺮﻏﻢ ﺿﻴﺎﻉ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻠﻪ ﺑﲔ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﻣﻲ ﺗﻮﺛﻘﺖ ﺷﻴﺌﺎﹰ
ﻓﺸﻴﺌﺎﹰ ﻷﻥ ﳍﺠﺘﻪ ﰲ ﳐﺎﻃﺒﺘﻬﺎ ﺗﺪﺭﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻋﺠﺎﺏ ﺍﱃ ﺻﺪﺍﻗﻪ ﲪﻴﻤﻪ ،ﻭﻣﻦ ﰒﹶ ﺍﱃ ﺣﺐ ﻋﺎﻡ ١٩١٩ﻡ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﺣﱴ ﻋﻜﺮﺕ ﺻﻔﻮﻩ ﺳﻠﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﺮﺓﹰ
"ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻛﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﻮﻝ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﱄ ﻣﺮﺍﺭﻩ " ﻭﻗﺎﻝ "ﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎﹰ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﻪ ﺗﺄﺭﺟﺤﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺐ ﺍﳉﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ،ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺷﻔﺎﻓﻴﻪ ﺭﻭﺣﻴﻪ ﺗﻐﻤﺮﳘﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﻩ ،ﻭﺑﲔ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﳌﻬﻤﺎ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﻪ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎﹰ .ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺪﺓ ﻭﻟﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﻌﻬﻤﺎ ﻟﻠﺘﺼﺎﱀ ﳎﺪﺩﺍﹰ..
ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ.
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﳚﺪ ﺍﺎ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﺑﲔ ﺍﳊﺒﻴﺒﲔ ،ﻳﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﺷﻜﻮﺍﻩ ، ﻭﻳﺼﻒ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﳒﻮﺍﻩ ،ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﻩ ،ﻓﻠﻤﻲ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﳉﱪﺍﻥ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﺊ ،ﺍﻭ ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺁﻧﻔﺎﹰ ﻭﱂ ﺑﻴﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ )ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ( .
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻣﻦ ﻣﻲ ﺇﱃ ﺟﱪﺍﻥ : ﺟﱪﺍﻥ !...ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻷﲢﺎﻳﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﺐ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺎﺟﺮﻭﻥ ﲟﻈﻬﺮ ﺍﳊﺐ
ﻭﺩﻋﻮﺍﻩ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﻗﺺ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﻳﻨﻤﻲ ﺍﳊﺐ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻐﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺯﻋﻮﻥ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﻢ
ﰲ ﺍﻟﻸﻷ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﻷﻢ ﻻ ﻳﻘﺎﺳﻮﻥ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻨﻔﺠﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻐﺒﻄﻮﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺘﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻮﻫﺎ ﻟﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ،ﻭﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﻭﺣﺪﻢ ،ﻭﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ،ﻭﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﻭﺩﺍﺋﻌﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻠﻬﻲ ﲟﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ.
ﻭﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﻏﺮﺑﺔ ﻭﺃﻱ ﺷﻘﺎﺀ )ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﺀٍ ﰲ ﻏﲑ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ؟( ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻴﺤﺔ. ﻣﺎ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺘﺒﻪ؟ ﺇﱐ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻋﲏ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻜﲏ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﳏﺒﻮﰊ ،ﻭﺃﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﳊﺐ. ﺃﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ. ﺍﳉﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭﺍﻟﻼﺷﻲﺀ ﺑﺎﳊﺐ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﱰﺭ ﺍﻟﻴﺴﲑ .ﻛﻴﻒ ﺃﺟﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻓﻀﺎﺀ ﺇﻟﻴﻚ ﺬﺍ. ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻓﺮﻁ ﻓﻴﻪ؟ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ. ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺃﱐ ﺃﻛﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﻻ ﺃﺗﻠﻔﻆ ﺑﻪ ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍﹰ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﳍﺮﺑﺖ ﺧﺠﻼﹰ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻻﺧﺘﻔﻴﺖ ﺯﻣﻨﺎﹰ ﻃﻮﻳﻼﹰ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺩﻋﻚ ﺗﺮﺍﱐ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ .ﺣﱴ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻟﻮﻡ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻷﱐ ﺎ ﺣﺮﺓ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻳﺔ.. ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﲔ :ﺇﻥ ﺧﲑ ﻟﻠﺒﻨﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﺮﺃ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺐ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻱ ﻫﻨﺎ ﺃﺛﺮﺍﹰ ﻟﻠﻮﺭﺍﺛﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ .ﻣﺎ ﻫﻮ؟ ﻗﻞ ﱄ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﻫﻮ. ﻭﻗﻞ ﱄ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻝ ﺃﻭ ﻫﺪﻯ ﻓﺈﱐ ﺃﺛﻖ ﺑﻚ ..ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﻨﺖ ﳐﻄﺌﺔ ﺃﻡ ﻏﲑ ﳐﻄﺌﺔ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﱯ ﻳﺴﲑ ﺇﻟﻴﻚ ،ﻭﺧﲑ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﺣﺎﺋﻤﺎﹰ ﺣﻮﺍﻟﻴﻚ ،ﳛﺮﺳﻚ ﻭﳛﻨﻮ ﻋﻠﻴﻚ ....ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻓﻖ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺣﺼﺤﺼﺖ ﳒﻤﺔ ﻻﻣﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ،ﺁﳍﺔ ﺍﳊﺐ، ﺃﺗﺮﻯ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﻛﺄﺭﺿﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﳛﺒﻮﻥ ﻭﻳﺘﺸﻮﻗﻮﻥ؟ ﺭﲟﺎ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﻫﻲ ﻣﺜﻠﻲ ،ﳍﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺣﻠﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ. ﺗﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﻟﺸﻔﻖ ﳝﻸ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ،ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﳜﻠﻒ ﺍﻟﺸﻔﻖ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﻈﻼﻡ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﻴﺨﻠﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﻴﺘﺒﻊ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺐ ،ﻓﺘﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﺸﻔﻖ ،ﻭﻛﻞ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻓﺘﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺟﺎﻧﺒﺎﹰ ﻟﺘﺤﺘﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻓﺎﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ :ﺟﱪﺍﻥ(. ــــــــــــــ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ. ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺇﱃ ﺟﱪﺍﻥ.. ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺟﱪﺍﻥ.. ﻭﻗﺪ ﻓﺸﻞ ﺃﻣﻠﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﺼﻠﲏ ,ﻟﻘﺪ ﺗﻮﺯﻉ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺑﺮﻳﺪ ﺃﻭﺭﻭﺑﺔ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻨﻚ .ﻧﻌﻢ ﺇﱐ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻣﻨﻚ ﰲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺣﻨﺔ ﺍﳉﻤﻴﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ .ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﺳﻜﻮﺕ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻣﻞ
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﺇﱄ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻴﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺳﺮﻭﺭﺍ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺋﺐ ﺇﱃ ﺃﺧﺒﺎﺭﻙ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﺍﺭ ﻣﻮﺯﻉ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﻳﻔﺮﻍ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻌﺒﺘﻪ ﺃﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﱪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ،ﺣﱴ ﻃﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻭﺍﺿﺢ ،ﻓﻼ ﺃﺫﻛﺮ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭﻻ ﺃﺻﺒﻮ ﺇﱃ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺧﻂ ﻳﺪﻩ ﻭﳌﺲ ﻗﺮﻃﺎﺳﻪ ﻭﻟﺘﺤﻤﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺭﻗﻌﱵ ﻫﺬﻩ ﻋﻮﺍﻃﻔﻲ ﻓﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻛﺂﺑﺘﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺌﻴﺒﺎ ،ﻭﺗﻮﺍﺳﻴﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﺳﺎﺓ ، ﻭﻟﺘﻘﻮﻙ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻛﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻭﻟﺘﺰﺩ ﰲ ﺭﻏﺪﻙ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺣﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﻨﺸﺮﺣﺎ ﺳﻌﻴﺪﺍ .
ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺁﺫﺍﺭ ١٩٢٥ ــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ :
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺭﺳﺎﺋﻞ )ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ( .. ﻣﻦ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ.. ﳓﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﻫﻦ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺛﻠﺠﻴﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻱ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺜﻠﺠﻴﺔ ،ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺜﻠﺞ ،ﺃﺣﺐ ﺑﻴﺎﺿﻪ ،ﻭﺃﺣﺐ ﻫﺒﻮﻃﻪ ،ﻭﺃﺣﺐ ﺳﻜﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .ﻭﺃﺣﺐ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﰲ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺍﻬﻮﻝ ﺣﱴ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﺮﻓﺮﻓﺎﹰ ،ﰒ ﻳﺘﻸﻷ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﰒ ﻳﺬﻭﺏ ﻭﻳﺴﲑ ﺃﻏﻨﻴﺘﻪ ﺍﳌﻨﺨﻔﻀﺔ. ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻭﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭﳘﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﱯ ﳍﻤﺎ ﻗﻂ ﺳﻮﻯ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﳊﺐ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻭﺳﻊ .ﻣﺎ ﺃﻟﻄﻒ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻲ ﻋﻴﺪﻙ ﻳﻮﻡ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺍﻧﻈﺮﻱ ﻳﺎ ﳏﺒﻮﺑﱵ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺇﱃ ﻗﺪﺱ ﺃﻗﺪﺍﺱ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ))ﺭﻓﻴﻘﺔ(( ﺍﺭﺗﻌﺶ ﻗﻠﱯ ﰲ ﺻﺪﺭﻱ ،ﻓﻘﻤﺖ ﻭﻣﺸﻴﺖ ﺫﻫﺎﺑﺎﹰ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻛﻤﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﻓﻴﻘﻪ. ﻣﺎ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﻳﲔ! ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺮﻧﲔ ﺟﺮﺱ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ! ﺇﺎ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﺗﻘﻮﻟﲔ ﱄ ﺃﻧﻚ ﲣﺎﻓﲔ ﺍﳊﺐ ﳌﺎﺫﺍ ﲣﻔﲔ ﻳﺎ ﺻﻐﲑﰐ؟
ﺃﲣﺎﻓﲔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ؟ ﺃﲣﺎﻓﲔ ﻣﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ؟ ﺃﲣﺎﻓﲔ ﳎﻲﺀ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﲣﺎﻓﲔ ﺍﳊﺐ؟ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻻ ﻳﺮﺿﻴﻚ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﰲ ﺍﳊﺐ ﻻ ﻳﺮﺿﻴﲏ ،ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﻭﻟﻦ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ .ﳓﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﺜﲑ .ﳓﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﳓﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ. ﺃﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻱ ﺇﻥ ﰲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﳊﺼﻮﻝ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻇﻼﹰ ﻣﻦ ﺃﻇﻼﻝ ﺍﷲ ،ﻓﺴﻮﻑ ﳓﺼﻞ ﺑﺪﻭﻥ
ﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﷲ.
ﻻ ﲣﺎﰲ ﺍﳊﺐ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻱ ،ﻻ ﲣﺎﰲ ﺍﳊﺐ ﻳﺎ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﻗﻠﱯ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﳊﻨﲔ
ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﺍﳊﲑﺓ.
ﺍﲰﻌﻲ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻱ :ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﺎﺋﺐ ،ﻭﻟﻘﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺎﺋﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻟﺪﺕ .ﻭﺃﻧﺎ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﻘﻴﻮﺩ ﻓﻜﺮﺓ ﻗﺪﳝﺔ ،ﻗﺪﳝﺔ ﻛﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﲔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻌﻲ ﰲ ﺳﺠﲏ ﺣﱴ ﳔﺮﺝ ﺇﱃ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻫﻞ ﺗﻘﻔﲔ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﱯ ﺣﱴ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻓﻨﺴﲑ ﺣﺮﻳﻦ ﻃﻠﻴﻘﲔ ﳓﻮ ﻗﻤﺔ ﺟﺒﺎﻟﻨﺎ؟ ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺮﰊ ﺟﺒﻬﺘﻚ. ﻗﺮﰊ ﺟﺒﻬﺘﻚ ﺍﳊﻠﻮﺓ ﻭﺍﷲ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ ﻭﳛﺮﺳﻚ ﻳﺎ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﻗﻠﱯ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ. ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﲏ ﺃﺧﺸﻰ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ. ﻟﻨﻌﺪ ﻫﻨﻴﻬﺔ ﺇﱃ ))ﻋﻴﺪﻙ(( ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﰲ ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﺻﻐﲑﰐ ﺍﶈﺒﻮﺑﺔ.
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻷﱐ ﺃﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﺪ. ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻌﻴﺪ ﻣﺎﺭﻱ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻋﻨﺪﻱ .ﺳﺘﻘﻮﻟﲔ ﱄ ))ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻣﻮﻟﺪﻱ ﻳﺎ ﺟﱪﺍﻥ(( ﻭﺳﺄﺟﻴﺒﻚ ﻗﺎﺋﻼﹰ)) :ﻧﻌﻢ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻴﺪ ﻟﻚ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﻴﺪ ﺧﺼﻮﺻﻲ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ((.
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ :
ﻣﻦ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ !!.. ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺭﺳﺎﺋﻠﻚ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﻟﻒ ﺭﺑﻴﻊ ﻭﺃﻟﻒ ﺧﺮﻳﻒ ﻭﺃﻭﻗﻔﺘﲏ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﻨﺎ ﻧﺒﺘﺪﻋﻬﺎ ﻭﻧﺴﲑﻫﺎ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﺇﺛﺮ ﻣﺮﻛﺐ ..ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﱪﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺣﱴ ﺍﻧﺰﻭﺕ ﳏﺘﺠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻤﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻮﻟﻪ ! ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﺑﺄﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺍﳌﺘﻘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻭﺍﻷﻧﺲ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﺑﺄﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﺬﺍﰐ ،ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺻﺒﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ،ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺎ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﰲ ﻗﺪﺱ ﺍﻷﻗﺪﺍﺱ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲣﺬﻩ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﰒ ﺍﲣﺬﺕ ﺑﻼﺩﻱ ﺑﻼﺩﺍ ﳍﺎ ﻭﻗﻮﻣﻲ ﻗﻮﻣﺎ ﳍﺎ . ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﺑﺄﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﳘﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻮﺩﺓ ﰲ ﺃﺫﻥ ﺧﻴﺎﱄ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻨﻚ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﳌﺎ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﱄ ،ﻭﺭﲟﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻓﺎﻧﻘﻄﻌﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ.
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ :
ﻣﻦ ﺟﱪﺍﻥ ﳌﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ. ﻗﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﳋﺮﺳﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻣﺮﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﻻ ﺟﻮﺍﺏ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳜﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﱄ ﻛﻮﻧﻚ " ﺷﺮﻳﺮﺓ" ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺣﺖ ﱄ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮ ﰲ ﺭﻭﺣﻚ ﻓﻼ ﳚﻤﻞ ﰊ ﺳﻮﻯ ﺗﺼﺪﻳﻘﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺻﺪﻕ ﻭﺃﺛﻖ ﺑﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻬﺎ ﱄ ! ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﻔﺘﺨﺮﻳﻦ ﺑﻘﻮﻟﻚ – ﺃﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮﺓ – ﻭﳛﻖ ﻟﻚ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﻗﻮﺓ ﺗﻀﺎﺭﻉ ﺍﳋﲑ ﺑﻌﺰﻣﻬﺎ ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﲰﺤﻲ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺼﺮﺣﺎﹰ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﲤﺎﺩﻳﺖ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻓﻼ ﺗﺒﻠﻐﲔ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮ ﻛﺎﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﰲ ﻛﻬﻮﻑ ﺍﳉﺤﻴﻢ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮ ﻛﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﺱ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳉﺤﻴﻢ ! ﻭﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﺘﺼﺪﻗﲔ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ !. ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﻟﻶﻥ ﱂ ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﻋﺘﻚ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮ ﺿﺪﻱ ﻓﻬﻼ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺑﺎﻓﻬﺎﻣﻲ ؟ ﻗﺪ ﺃﺟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﻠﺖ ﻣﺘﻌﻤﻘﺎﹰ ﲟﻌﺎﱐ ﻛﻞ ﻟﻔﻈﺔ ﺗﻌﻄﻔﺖ ﻤﺴﻬﺎ ﰲ ﺃﺫﱐ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻠﻪ ؟ ﺃﻭ ﱂ ﺗﺒﺪﻋﻲ ﱄ ﻣﻦ " ﻻ ﺷﻲﺀ" ﺫﻧﺒﺎﹰ ﻟﺘﺒﻴﲏ ﱄ ﻣﻘﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ؟ ﻟﻘﺪ ﻓﻠﺤﺖ ﻭﺃﺣﺴﻨﺖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻗﻨﻮﻣﻚ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺑﲔ ﺃﺳﻴﺎﻑ " ﻛﺎﱄ" ﺭﺑﺔ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺳﻬﺎﻡ " ﺩﻳﺎﻧﺎ" ﻣﻌﺒﻮﺩﺓ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ . ﻭﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺭﻭﺡ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ﻓﻠﻨﻌﺪ ﺇﱃ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﲔ .ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺖ ﻭﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﺼﺤﺔ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ ) ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻜﺎﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ (؟
ﻫﻞ ﺧﻠﻌﺖ ﺫﺭﺍﻋﺎﹰ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺃﻡ ﻣﻨﻌﺘﻚ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻣﻦ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﳋﻴﻞ ﻓﻌﺪﺕ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺬﺭﺍﻋﲔ ؟ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺼﺤﱵ ﺃﺷﺒﻪ ﺷﻲﺀ ﲝﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ﻭﻗﺪ ﺻﺮﻓﺖ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺍﳋﺮﻳﻒ ﻣﺘﻨﻘﻼﹰ ﺑﲔ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﰒ ﻋﺪﺕ ﺇﱃ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺃﺻﻔﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﳓﻴﻞ ﺍﳉﺴﻢ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﺼﺎﺭﻋﺔ ﺍﻷﺣﻼﻡ – ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻌﺪ ﰊ ﺇﱃ ﻗﻤﺔ ﺍﳉﺒﻞ ﰒ ﺒﻂ ﰊ ﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ . ﻭﻗﺪ ﺳﺮﺭﺕ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻚ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻓﻬﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺃﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﱴ ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻭﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﻳﻨﺸﺮﻫﺎ ﲢﺖ ﺍﺳﻢ " ﻟﻴﻒ" ﻭﳑﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﳑﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻻﻓﺮﻧﺞ ﺇﻻ ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺣﻖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ .ﺃﻣﺎ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﺑﻨﺸﺮ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﳎﻠﺔ ﻓﻨﻮﻥ ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﱄ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﻓﻮﺟﺪﺎ ﲨﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﺒﻌﺜﲔ ﺇﱄﹼ ﲟﻘﺎﻟﺔ ﻓﻔﺮﺡ ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺘﺮﻗﺐ . ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻧﲏ ﻻ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﺣﺐ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﳏﺒﱵ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﱄ ﻭﻟﻊ ﺧﺎﺹ ﺑﺪﺭﺱ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺄﺎ ﻭﺍﺭﺗﻘﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺎﻥ ﺍﺑﻘﺘﲏ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﺄﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻭﺗﺪﺭﺟﻬﺎ ﻭﺗﻨﺎﺳﺨﻬﺎ ﻭﱄ ﻣﻴﻞ ﻟﻠﻤﻮﺳﻘﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﻀﺎﺭﻉ ﻣﻴﻠﻲ ﻟﻸﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻼ ﳝﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺇﻻ ﻭﺃﺫﻫﺐ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﲔ ﺇﱃ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻏﲑ ﺃﱐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻷﻓﺮﳒﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﻔﻮﱐ ﻭﺍﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺎ ﻭﺍﻟﻜﻨﺘﺎﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﻠﻮ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻭﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺎﱄ . ﻭﺍﲰﺤﻲ ﱄ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺃﻏﺒﻂ ﻳﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺩﻙ ﻭﻋﻮﺩﻙ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻙ ﻭﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻱ ﺍﲰﻲ ﻣﺸﻔﻮﻋﺎﹰ
ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎﱐ ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺮﺑﺖ ﻧﻐﻢ ﺍﻟﻨﻬﻮﻧﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺗﺎﺭ ﻓﻬﻮ ﻧﻐﻢ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﱄ ﺭﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺭﺃﻱ " ﻛﺎﺭﻟﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ". ) ﻛﺎﺭﻻﻳﻞ( :ﺃﺩﻳﺐ ﻭﻣﺆﺭﺥ ﺍﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺩﺭﺱ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻤﱪﺩﺝ ﺳﻨﺔ ١٧٩٥
ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﻓﺼﻼ ﺿﻤﻨﻪ ﺇﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺆﻟﻔﻪ " ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ،ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﻭﻫﻼ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺑﺬﻛﺮﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﻴﺒﺔ ﺃﰊ ﺍﳍﻮﻝ ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﺮﺗﲔ ﰲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﺻﺮﻑ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺟﺎﻟﺴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﳏﺪﻗﺎﹰ ﺑﺎﻷﻫﺮﺍﻡ ﻭﻛﻨﺖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺻﺒﻴﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺫﺍ ﻧﻔﺲ ﺗﺮﺗﻌﺶ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﺭﺗﻌﺎﺵ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻮﻝ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﱄ ﻭﳝﻸ
ﻗﻠﱯ ﲝﺰﻥ ﻋﺬﺏ ﻭﻧﺪﺑﺎﺕ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ .
ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﻣﺜﻠﻚ ﺑﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﴰﻴﻞ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺒﺘﻬﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﱏ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﲔ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﴰﻴﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻟﻠﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻮﻥ ﻭﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻫﻞ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺧﲑ ﺍﷲ ﺍﻓﻨﺪﻱ ﺧﲑ ﺍﷲ ؟ ﺃﻧﺎ ﱂ ﺃﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺼﻞ ﻋﻨﻚ ﻭﻓﺼﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﲏ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻧﺴﺨﺘﺎﻥ ﺗﻜﺮﻣﻲ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﱄﹼ ﻭﺃﺟﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻠﻴﺴﻌﺪ ﺍﷲ ﻣﺴﺎﺀﻙ ﻭﻳﺒﻘﻴﻚ ﻟﻠﻤﺨﻠﺺ !!...
ﺭﺩ ﺟﱪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻲ..
ﻣﺎﺃﻟﻄﻒ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎﻣﻲ ﻋﻴﺪﻙ ﻳﻮﻡ ** ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﻣﺎ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﺎﺗﻔﻌﻠﻪ ﻛﻠﻤﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﺃﺎ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﳋﻔﻴﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﱃ
ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ..ﺗﻘﻮﻟﲔ ﺃﻧﻚ ﲣﺎﻓﲔ ﺍﳊﺐ ! ﳌﺎﺫﺍ ﲣﺎﻓﻴﻨﻪ ؟ ﺃﲣﺎﻓﲔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ؟ ﺃﲣﺎﻓﲔ ﻣﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ؟ ﺃﲣﺎﻓﲔ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ؟ ﺃﲣﺎﻓﲔ ﳎﻲﺀ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﺎﺗﺮﻯ ﲣﺎﻓﲔ ﺍﳊﺐ ؟
ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﰲ ﺍﳊﺐ ﻻﻳﺮﺿﻴﻚ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﰲ ﺍﳊﺐ ﻻﻳﺮﺿﻴﲏ ،ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ
ﻭﻟﻦ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ,ﳓﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ..ﺍﻟﻜﺜﲑ ،ﻛﻞ ﺷﻲﺀ! ﻻﲣﺎﰲ ﺍﳊﺐ ﻳﺎﺭﻓﻴﻘﺔ ﻗﻠﱯ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻏﻢ ﻣﺎﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﳊﻨﲔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﻪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﺍﳊﲑﻩ ﺟﱪﺍﻥ .. ــــــــــــــــــ
رﺳﺎﺋﻞ ﺟﺒﺮان إﻟﻰ ﻣَﻲّ زﯾﺎدة اﻟﺸﻌﻠﺔ اﻟﺰرﻗﺎء ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ٢ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ. ﻗﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﳋﺮﺳﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻣﺮﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﻭ ﻻ ﺟﻮﺍﺏ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳜﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﱄ ﻛﻮﻧﻚ " ﺷﺮﻳﺮﺓ " ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻗﺪ ﺻﺮﺣﺖ ﱄ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮ ﰲ ﺭﻭﺣﻚ ﻓﻼ ﳚﻤﻞ ﰊ ﺳﻮﻯ ﺗﺼﺪﻳﻘﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﻔﺘﺨﺮﻳﻦ ﺑﻘﻮﻟﻚ – ﺃﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮﺓ – ﻭ ﳛﻖ ﻟﻚ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﻷﻥ ! ﺃﺻﺪﻕ ﻭ ﺃﺛﻖ ﺑﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻬﺎ ﱄ ﺍﻟﺸﺮ ﻗﻮﺓ ﺗﻀﺎﺭﻉ ﺍﳋﲑ ﺑﻌﺰﻣﻬﺎ ﻭ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﲰﺤﻲ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺼﺮﺣﺎﹰ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﲤﺎﺩﻳﺖ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻓﻼ ﺗﺒﻠﻐﲔ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮ ﻛﺎﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﰲ ﻛﻬﻮﻑ ﺍﳉﺤﻴﻢ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮ ﻛﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﺱ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳉﺤﻴﻢ ! ﻭ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﺘﺼﺪﻗﲔ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ!. ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﻟﻶﻥ ﱂ ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﻋﺘﻚ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮ ﺿﺪﻱ ﻓﻬﻼ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺑﺈﻓﻬﺎﻣﻲ ؟ ﻗﺪ ﺃﺟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺎ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺍﺳﺘﺮﺳﻠﺖ ﻣﺘﻌﻤﻘﺎﹰ ﲟﻌﺎﱐ ﻛﻞ ﻟﻔﻈﺔ ﺗﻌﻄﻔﺖ ﻤﺴﻬﺎ ﰲ ﺃﺫﱐ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻠﻪ ؟ ﺃﻭ ﱂ ﺗﺒﺪﻋﻲ ﱄ ﻣﻦ " ﻻ ﺷﻲﺀ " ﺫﻧﺒﺎﹰ ﻟﺘﺒﻴﲏ ﱄ ﻣﻘﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ؟ ﻟﻘﺪ ﻓﻠﺤﺖ ﻭ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻗﻨﻮﻣﻚ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺑﲔ ﺃﺳﻴﺎﻑ " ﻛﺎﱄ " ﺭﺑﺔ ﺍﳍﻨﺪ ﻭ ﺳﻬﺎﻡ " ﺩﻳﺎﻧﺎ" ﻣﻌﺒﻮﺩﺓ ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ.
ﻭ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺭﻭﺡ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ﻓﻠﻨﻌﺪ ﺇﱃ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﲔ .ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺖ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﺼﺤﺔ ﻭ ﻋﺎﻓﻴﺔ ) ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻜﺎﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ( ؟ ﻫﻞ ﺧﻠﻌﺖ ﺫﺭﺍﻋﺎﹰ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺃﻡ ﻣﻨﻌﺘﻚ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻣﻦ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﳋﻴﻞ ﻓﻌﺪﺕ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺬﺭﺍﻋﲔ ؟ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺼﺤﱵ ﺃﺷﺒﻪ ﺷﻲﺀ ﲝﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ﻭ ﻗﺪ ﺻﺮﻓﺖ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﻣﺘﻨﻘﻼﹰ ﺑﲔ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﰒ ﻋﺪﺕ ﺇﱃ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺃﺻﻔﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﳓﻴﻞ ﺍﳉﺴﻢ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﻣﺼﺎﺭﻋﺔ ﺍﻷﺣﻼﻡ – ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻌﺪ ﰊ ﺇﱃ ﻗﻤﺔ ﺍﳉﺒﻞ ﰒ ﺒﻂ ﰊ ﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ.
ﻭ ﻗﺪ ﺳﺮﺭﺕ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻚ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻓﻬﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺃﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﱴ ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻭ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﻳﻨﺸﺮﻫﺎ ﲢﺖ ﺍﺳﻢ ﻟﻴﻒ " ﻭ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﳑﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻹﻓﺮﻧﺞ ﺇﻻ ﻭ ﻋﺮﻓﻪ ﺣﻖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ .ﺃﻣﺎ " ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﺑﻨﺸﺮ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﳎﻠﺔ ﻓﻨﻮﻥ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﱄ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﻓﻮﺟﺪﺎ ﲨﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭ ﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﺒﻌﺜﲔ ﺇﱄﹼ ﲟﻘﺎﻟﺔ ﻓﻔﺮﺡ ﻭ ﺑﺎﺕ ﻳﺘﺮﻗﺐ.
ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﲏ ﻻ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﺃﺣﺐ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﳏﺒﱵ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﱄ ﻭﻟﻊ ﺧﺎﺹ ﺑﺪﺭﺱ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺄﺎ ﻭ ﺍﺭﺗﻘﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺎﻥ ﺃﺑﻘﺘﲏ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﺄﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻭ ﺗﺪﺭﺟﻬﺎ ﻭ ﺗﻨﺎﺳﺨﻬﺎ .
ﻭ ﱄ ﻣﻴﻞ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﻀﺎﺭﻉ ﻣﻴﻠﻲ ﻟﻸﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻼ ﳝﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺇﻻ ﻭ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﲔ ﺇﱃ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻏﲑ ﺃﱐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻹﻓﺮﳒﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﻔﻮﱐ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺎ ﻭ ﺍﻟﻜﻨﺘﺎﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﻠﻮ ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻭ ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺎﱄ. ﻭ ﺍﲰﺤﻲ ﱄ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺃﻏﺒﻂ ﻳﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺩﻙ ﻭ ﻋﻮﺩﻙ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻙ ﻭ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻱ ﺍﲰﻲ ﻣﺸﻔﻮﻋﺎﹰ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎﱐ ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺮﺑﺖ ﻧﻐﻢ ﺍﻟﻨﻬﻮﻧﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺗﺎﺭ ﻓﻬﻮ ﻧﻐﻢ ﺃﺣﺒﻪ ﻭ ﱄ ﺭﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺭﺃﻱ " ﻛﺎﺭﻟﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ. ﻭ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ 1795ﻛﺎﺭﻟﻴﻞ :ﺃﺩﻳﺐ ﻭ ﻣﺆﺭﺥ ﺍﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺩﺭﺱ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻤﱪﺩﺝ ﺳﻨﺔ ( ﳏﻤﺪ ﻓﺼﻼ ﺿﻤﻨﻪ ﺇﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺆﻟﻔﻪ: ) ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ،ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ،ﻭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ (. ﻭ ﻫﻠﹼﺎ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺑﺬﻛﺮﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﻴﺒﺔ ﺃﰊ ﺍﳍﻮﻝ ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﺮﺗﲔ ﰲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻭ ﺃﺻﺮﻑ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺟﺎﻟﺴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﳏﺪﻗﺎﹰ ﺑﺎﻷﻫﺮﺍﻡ ﻭ ﻛﻨﺖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺻﺒﻴﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺫﺍ ﻧﻔﺲ ﺗﺮﺗﻌﺶ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﺭﺗﻌﺎﺵ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻮﻝ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﱄ ﻭ ﳝﻸ ﻗﻠﱯ ﲝﺰﻥ ﻋﺬﺏ ﻭ ﻧﺪﺑﺎﺕ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ.
ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﻣﺜﻠﻚ ﺑﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﴰﻴﻞ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﺒﺘﻬﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﱏ ﻭ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﲔ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﴰﻴﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻟﻠﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻮﻥ ﻭ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻦ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻫﻞ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺧﲑ ﺍﷲ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺧﲑ ﺍﷲ ؟ ﺃﻧﺎ ﱂ ﺃﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺼﻞ ﻋﻨﻚ ﻭ ﻓﺼﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﲏ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻧﺴﺨﺘﺎﻥ ﺗﻜﺮﻣﻲ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﱄﹼ ﻭ ﺃﺟﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ. ﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻠﻴﺴﻌﺪ ﺍﷲ ﻣﺴﺎﺀﻙ ﻭ ﻳﺒﻘﻴﻚ ﻟﻠﻤﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ٢٤ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ١٩١٩ ــــــــــــــ
ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﺎﺭﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﶈﺘﺮﻣﺔ. ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ . ﻭ ﺑﻌﺪ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻘﺘﻄﻒ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻀﻠﺖ ﺑﺈﺭﺳﺎﳍﺎ ﺇﱄﹼ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻣﻘﻼﺗﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﺛﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ . ﻭ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻣﻘﺎﻻﺗﻚ ﺳﺮﺑﺎﹰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﳌﺎ ﺣﺎﻣﺖ ﺣﻮﻝ ﻓﻜﺮﰐ ﻭﺗﺘﺒﻌﺖ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻔﺎﻫﺎﹰ . ،ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻻﺳﺘﻌﻄﻔﺘﻚ ﻟﺘﺴﻤﺤﻲ ﱄ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻚ ﻓﻨﺘﺤﺪﺙ ﻣﻠﻴﺎ ﰲ " ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ " ﻭ ﰲ " ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ " ﻭ ﰲ " ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮ " ﻫﻨﺮﻱ ﺑﺮﻏﺴﻦ ﻫﻨﺮﻱ ﺑﺮﻏﺴﻦ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻋﺎﻡ ١٩٢٧ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ( ﺿﺪ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ .ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ " ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ" ،ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﻭ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺎ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻩ ﻭ ﺃﲤﻨﺎﻩ
ﺇﻥ ﻣﻘﺎﻻﺗﻚ ﻫﺬﻩ ﺗﺒﲔ ﺳﺤﺮ ﻣﻮﺍﻫﺒﻚ ﻭ ﻏﺰﺍﺭﺓ ﺇﻃﻼﻋﻚ ﻭ ﻣﻼﺣﺔ ﺫﻭﻗﻚ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻭ ﻭ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥﱠ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ – ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺒﲔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻠﻴﺔ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺗﻚ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ .ﻳﻔﻮﻕ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻭ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ – ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﺒﺎﺣﺜﻚ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﱄ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﻚ ﺑﻄﺮﺣﻪ ﻟﺪﻳﻚ ﻭ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ :ﺃﻻ ﳚﻲﺀ ﻳﻮﻡ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺗﻨﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻫﺒﻚ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﺂﰐ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺇﱃ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻧﻔﺴﻚ ﻭ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭ ﳐﺒﺂﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ؟
ﺃ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﺃﺑﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﳌﺒﺪﻋﲔ ؟ ﺃﻻ ﺗﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻧﻈﻢ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻧﺜﺮﻫﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ؟ ﺇﱐ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠﺒﲔ ﺑﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺍﻗﺮﺃ ﻟﻚ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﰲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﰊ ﺍﳍﻮﻝ ﻣﺜﻼ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ ﻟﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺪﺭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺇﱃ ﻋﻬﺪ ﻭ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﱃ ﺩﻭﻟﺔ ﻷﻥ ﺑﻨﻈﻤﻚ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﰲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﰊ
ﺍﳍﻮﻝ ﺒﻴﲏ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻧﻔﺴﻴﺎﹰ ﺫﺍﺗﻴﺎﹰ ﺃﻣﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺪﻟﻴﻨﲏ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻋﻘﻠﻲ .ﻭ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﻛﻮﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﲔ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺗﻚ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﻴﺪ ﺃﱐ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻦ – ﻭ ﺍﻟﻔﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻄﻮﻑ ﻭ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻭ ﻳﺘﺠﻮﻫﺮ ﰲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ -ﻫﻮ ﺃﺣﺮﻯ ﻭ ﺃﺧﻠﻖ – ﲟﻮﺍﻫﺒﻚ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻄﻮﻑ ﻭ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻭ ﻳﺘﺠﻮﻫﺮ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺳﻮﻯ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻄﺎﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻔﻦ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻟﺪﺕ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ( ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺳﺘﻌﻄﻔﻚ ﻷﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻤﻴﻠﻚ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻓﻮ ﳍﺎ ﺗﺴﻊ ﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻲ ,ﻟﻴﺰﺑﻮﺱ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﻭ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﱂ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺑﻀﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪ ( ﻭ ﺍﻳﻠﻴﺰﺑﻴﺖ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ) ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺒﺪﻋﺔ ﲤﺘﺎﺯ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻖ ﻭ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ .ﻭﻫﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰒ ﺯﺍﺭﻫﺎ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺄﺣﺒﺘﻪ ﺣﺒﺎﹰ ﻋﺎﺭﻣﺎﹰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺽ ﻋﻀﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻗﻌﺪﻫﺎ (. ﻭ ﺃﻟﻴﺲ ﺷﺮﺍﻳﻨﺮ ) ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺍﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺩﻋﺖ ﰲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺎ ﺇﱃ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ( ﻭ ﻏﲑﻫﻦ ﻣﻦ ﺃﺧﻮﺍﺗﻚ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﺑﻨﲔ ﺳﻠﹼﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺝ ﺑﲔ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺜﻘﻲ ﺑﺈﻋﺠﺎﰊ ﻭ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﻀﻠﻲ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻲ ﺍﻟﻔﺎﺋﻖ .ﻭ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ﻟﻠﻤﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﰲ ٧ﺷﺒﺎﻁ ١٩١٩ ﻋﺰﻳﺰﰐ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ. ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﻟﻒ ﺭﺑﻴﻊ ﻭ ﺃﻟﻒ ﺧﺮﻳﻒ ﻭ ﺃﻭﻗﻔﺘﲏ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﻨﺎ ﻧﺒﺘﺪﻋﻬﺎ ﻭ ﻧﺴﲑﻫﺎ ﻣﻮﻛﺒﺎﹰ ﺇﺛﺮ ﻣﻮﻛﺐ . ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﱪﻛﺎﻥ ) ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ( ﰲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺣﱴ ﺍﻧﺰﻭﺕ ﳏﺘﺠﺒﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ – ﻭ ﻣﺎ ﺃﻋﻤﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭ ﻣﺎ ﺃﻃﻮﻟﻪ. ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﺃﻧﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺍﳌﺘﻘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﻧﺲ ﻭ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،ﻭ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﺑﺄﻧﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﺬﺍﰐ ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺻﺒﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺎ ﻭ ﻭﻗﻔﺖ ﰲ ﻗﺪﺱ ﺍﻷﻗﺪﺍﺱ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﲣﻔﺮﻩ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﰒ ﺍﲣﺬﺕ ﺑﻼﺩﻱ ﺑﻼﺩﺍﹰ ﳍﺎ ﻭ ﻗﻮﻣﻲ ﻗﻮﻣﺎﹰ ﳍﺎ ،ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﺑﺄﻧﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﳘﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻮﺩﺓ ﰲ ﺇﺫﻥ ﺧﻴﺎﱄ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻨﻚ ؟ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﳌﺎ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﱄ. ﻭ ﺭﲟﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻓﺎﻧﻘﻄﻌﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭ ﺍﳊﻜﻤﺔ . ﺃﻣﺎ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺃﰊ ﺍﳍﻮﻝ ﻓﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﲏ ﱂ ﺃﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻚ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﳊﺎﺡ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ – ﺳﺎﳏﻪ ﺍﷲ .ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻲ ﺍﺳﺘﻬﺠﺎﻥ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺧﺼﻮﺻﺎﹰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺪﻭﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﻴﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ – ﻭ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ – ﻭ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻭ ﻻ
ﻓﻠﻮ ﻛﺘﺒﺖ ﺇﱄ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﺎﺋﻠﺔ " ,ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ،ﻭ ﺃﻥ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻣﺎﻧﻌﺎﹰ ﻋﻦ ﺍﻹﺟﺎﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻣﻴﻞ ﱄ ﺍﻵﻥ ﺇﱃ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺃﰊ ﺍﳍﻮﻝ " ﻟﻘﻠﺖ ﻣﺘﺮﳕﺎً: ﻟﺘﻌﺶ ﻣﻲ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻬﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﺰﺍﺝ ﻓﲏ ﻻ ﻏﺶ ﻓﻴﻪ " ﺍﳋﻼﺻﺔ ﺃﻧﲏ ﺳﺄﺳﺒﻘﻚ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ " ﻣﻘﺎﻟﺔ ،ﰲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﰊ ﺍﳍﻮﻝ ! ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻧﻈﻢ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﰲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﻲ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ ﺻﻮﺭﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻟﻔﻌﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺭ ﻣﺼﺮ ﻷﺭﻯ ﻣﻲ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ .ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﰲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ؟
ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻴﻮﻧﺎﺭﺩﻭ ﺩﺍﻓﻨﺸﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻻ ﺟﻮﻏﻨﺪﺍ " ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ ،ﺃﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻏﲑ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﱐ ،ﺃﻡ ﻫﻲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﺘﺨﻔﻲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻮﻛﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﻭ ﺍﻨﻮﻥ ) ﺃﻭﻝ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺟﱪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ( ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻨﻮﻥ ؟ ﺃﻧﺖ ﺗﻘﻮﻟﲔ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ" ﺑﻞ ﻭ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﺍﳌﻈﻠﻤﺔ " . ﻭ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﱂ ﺃﲰﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﻣﻊ ﺃﻧﲏ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﻭ ﳎﻼﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭ ﺍﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻐﲑ . ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻘﻄﻌﺘﲔ: My Minds ﻭ The Sleep Walkers ) ﻣﻘﺎﻟﺘﺎﻥ ﳉﱪﺍﻥ ،ﻋﻘﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻭﻥ ﰲ ﻧﻮﻣﻬﻢ ( ﻭ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪﻭﺍ ﻤﺎ ﺃﻭ ﺫﻛﺮﻭﳘﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ .ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ – ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﺑﺢ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺧﺴﺮ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻣﻲ ؟ ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺭﺗﻴﺎﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﺇﱃ ﺍﻨﻮﻥ ﻭ ﺃﺧﻴﻠﺘﻪ ﻧﺎﲡﺎﹰ ﻋﻦ ﻣﻠﻠﻬﻢ ﺃﺧﻴﻠﺔ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺃﻣﺎ ﺗﻠﻚ .ﻭ ﻋﻦ ﻣﻴﻠﻬﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺧﺼﻮﺻﺎﹰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﲨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺃﺩﻳﺐ ﳏﺒﺘﻪ ﱄ ﺃﻭﺳﻊ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ. ﻭ ﻟﻘﺪ ﺭﲰﺖ ﺑﺎﳊﱪ ﺍﻷﲪﺮ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﻟﻔﻈﺔ " ﺍﴰﺌﺰﺍﺯ" ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﻛﻼﻣﻚ ﻋﻦ ﺍﻨﻮﻥ ،ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺄﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ : The Sleep Walkers ﺑﲔ ﺷﻔﺎﻩ ﺍﻷﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻐﺪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻡ ﻭ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻷﺑﺪﻟﺖ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻻﴰﺌﺰﺍﺯ ﺑﻠﻔﻈﺔ ﺃﺧﺮﻯ – ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ؟ ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻋﻦ ﻛﻬﻮﻑ ﺭﻭﺣﻲ ؟ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﺍﻟﱵ ﲣﻴﻔﻚ – ﺃﱐ ﺍﻟﺘﺠﺊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﺣﻘﻮﳍﻢ ﺍﳌﺰﻫﺮﺓ ﻭ ﻏﺎﺑﺎﻢ ﺍﳌﺘﻌﺮﺷﺔ .ﺇﱐ ﺃﺩﺧﻞ ﻛﻬﻮﻑ ﺭﻭﺣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎﹰ ﺁﺧﺮ ﺃﺳﻨﺪ
ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﺳﻲ ،ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻬﻢ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﳌﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺭﺟﻞ ﺭﺍﻛﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ . ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﰲ ﺍﻨﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺳﺮﱐ ﻭ ﺩﻟﲏ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﲔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،ﻭ ﻗﺪ ﻃﺎﳌﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﺫﻧﻴﻚ ﺁﺫﺍﻥ ﺧﻔﻴﺔ ﺗﺴﻤﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ – ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲢﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﻭ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﺑﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ،ﻭ ﺍﻷﱂ ﺍﳌﻔﺮﺡ ،ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﻌﺮﻭﻑ. ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﺴﺄﻟﲔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﲏ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﱄ: For those who understand us enslave something in us " ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺧﺒﺎﻳﺎ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻳﺄﺳﺮﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ " ﻭ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﳘﻮﻥ .ﻻ ،ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﲏ ﺑﺸﺮﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻤﻪ ﺇﻳﺎﻱ ﺿﺮﻳﺎﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺃﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻨﺎ ﻷﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﺷﺒﻴﻬﺎﹰ ﲟﺎ ﺍﺧﺘﱪﻭﻩ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺣﻴﺎﻢ .ﻭ ﻟﻴﺘﻬﻢ ﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﺎﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﺳﺮﺍﺭﻧﺎ – ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﳓﻦ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻛﻬﺎ – ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺼﻤﻮﻧﻨﺎ ﺑﻌﻼﻣﺎﺕ ﻭ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﰒ ﻳﻀﻌﻮﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻑ ﻣﻦ ﺭﻓﻮﻑ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺼﻴﺪﱄ ﺑﻘﻨﺎﱐ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﺣﻴﻖ ! ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﻘﻠﺪﻳﻨﲏ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﻔﺎﻳﺎﻧﺎ ؟ ﻭ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﲔ ﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻫﻮ ﳏﺠﺔ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭ ﺇﻥ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺪﻳﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ ﻻ ﺗﻨﻤﻮ ﰲ ﻇﻼﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ؟ ﻫﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﱵ ﻭ ﱂ ﺃﻗﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﳑﺎ ﻗﺼﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﳛﻮﻝ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺇﱃ ﲤﺎﺛﻴﻞ ﻭ ﺃﻧﺼﺎﺏ ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺳﺘﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ. ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻭ ﻭﺟﺪﺍﻧﻚ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻭ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ ﺍﷲ ﳛﺮﺳﻚ. ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ١١ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ١٩١٩ﻡ. ﻋﺰﻳﺰﰐ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ. ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺭﺳﺎﺋﻠﻚ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻀﻠﺖ ﺑﻨﺸﺮﻩ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﶈﺮﻭﺳﺔ ". ﻭ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺧﺎﺩﻣﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﳉﻠﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﻌﺎﹰ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ " . ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺠﺰ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭ ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻷﺻﺮﻑ ﺎﺭﻱ ﻣﺼﻐﻴﺎﹰ ﺇﱃ ﺣﺪﻳﺜﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻨﻴﻒ – ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺘﻌﻨﻴﻒ ﻷﻧﲏ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻟﻮ ﲰﺤﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﱂ ﻟﺘﺄﳌﺖ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﲰﺢ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺷﺒﻪ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﲰﺎﺀ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﺮﺻﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺃﺣﻮﻝ ﻋﻴﲏ ﻋﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﺰﻫﺮﺓ ﺇﱃ ﻇﻞﹼ ﻣﻦ ﺃﻏﺼﺎﺎ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺧﺰﺓ ﺻﻐﲑﺓ ﻣﻦ ﻳﺪ ﻋﻄﺮﺓ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﳉﻮﺍﻫﺮ ؟ ﺇﻥ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘﺬﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺳﻜﻮﺕ ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻻ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﻋﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻪ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺑﺄﻧﻪ ﳚﻤﻞ ﺑﻨﺎ ﻭ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻴﻞ ﺗﻔﺼﻠﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻀﻴﻒ ﻓﺘﺮﺍﹰ ﻭﺍﺣﺪﺍﹰ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﺑﻞ ﺃﻥ ﳓﺎﻭﻝ ﺗﻘﺼﲑﻫﺎ ﲟﺎ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﷲ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺒﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﺪ .ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ.
ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻭ ﺍﳌﺘﺎﻋﺐ ﻭ ﺍﳌﺼﺎﻋﺐ .ﻭ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺮﺩ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻻ ﺗﺰﻋﺠﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﺗﺖ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺔ .ﺇﺫﺍ ﻓﻠﻨﻀﻊ ﺧﻼﻓﺎﺗﻨﺎ ،ﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻟﻔﻈﻴﺔ – ﰲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭ ﻟﻨﺮﻡﹺ ﺎ ﺇﱃ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ . ﻣﺎ ﺃﲨﻞ ﺭﺳﺎﺋﻠﻚ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﻬﺎﻫﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻛﻨﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻖ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺎﱄ ﻭ ﻳﺴﲑ ﻣﺘﺮﳕﺎﹰ ﰲ ﻭﺍﺩﻱ ﺃﺣﻼﻣﻲ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻛﻘﻴﺜﺎﺭﺓ ﺍﻭﺭﻓﻴﻮﺱ ) ﺷﺎﻋﺮ ﻭ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﺳﺎﻃﲑ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ،
ﺳﺤﺮ ﺑﺄﻧﻐﺎﻣﻪ ﻭﺣﺶ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻭ ﺁﳍﺔ ﺍﳉﺤﻴﻢ (.ﺗﻘﺮﺏ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭ ﺗﺒﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭ ﲢﻮﻝ ﺑﺎﺭﺗﻌﺎﺷﺎﺎ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺷﻌﻼﺕ ﻣﺘﻘﺪﺓ ﻭ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺇﱃ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ . ﺇﻥ ﻳﻮﻣﺎﹰ ﳚﻴﺌﲏ ﻣﻨﻚ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﳍﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﲟﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻞ ﻓﻤﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﰲ ﻳﻮﻡ ﳚﻴﺌﲏ ﺑﺜﻼﺙ ﺭﺳﺎﺋﻞ ؟ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻧﺘﺤﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻷﺻﺮﻓﻪ ﻣﺘﺠﻮﻻ ﰲ ﺇﺭﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ. ﻭ ﲟﺎ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻻﺗﻚ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎﻻ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻊ ﺍﳊﱪ ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ .ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎﹰ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻟﺪﻳﻚ ، ﺗﻘﻮﻟﲔ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﺍﻷﻭﱃ " ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻟﻜﻨﺖ ﺯﺭﺕ ﻣﻜﺘﺒﻚ ﺍﻟﻔﲏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ " ﺃﻓﻠﻢ ﺗﺰﻭﺭﻱ ﻣﻜﺘﱯ ﻗﻂ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺭﻭﺍﺀ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺟﺴﺪ ﺧﻔﻲ ﻟﻠﺬﻛﺮﻯ ؟ ﺇﳕﺎ ﻣﻜﺘﱯ ﻫﻴﻜﻠﻲ ﻭ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭ ﻣﺘﺤﻔﻲ ﻭ ﺟﻨﱵ ﻭ ﺟﺤﻴﻤﻲ .ﻫﻮ ﻏﺎﺑﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻫﻮ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺃﻗﻒ ﰲ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺳﻮﻯ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﻝ ﻭ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺃﺛﲑ .ﺇﻥ ﻣﻜﺘﱯ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﻫﻮ ﻣﱰﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﻘﻒ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﻣﻜﺘﱯ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺃﻧﺎ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭ ﰲ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭ ﺑﻌﺾ ﻧﻔﺎﺋﺴﻬﺎ ﻛﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭ ﺃﻟﻮﺍﺡ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺯﺟﺎﺝ ﻓﻴﻨﻴﻘﻲ ﻭ ﺧﺰﻑ ﻓﺎﺭﺳﻲ ﻭ ﻛﺘﺐ ﻗﺪﳝﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭ ﺭﺳﻮﻡ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭ ﺁﻻﺕ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻭ ﻫﻲ ﺻﺎﻣﺘﺔ .
ﺇﱐ ﺃﻣﻴﻞ ﺑﻜﻠﻴﱵ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻭ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﲤﺜﺎﻝ ﻛﻠﺪﺍﱐ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻛﻠﺪﺍﱐ ﻓﺄﺳﺎﻃﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺷﻌﺮﻩ ﻭ ﺻﻠﻮﺍﺗﻪ ﻭ ﻫﻨﺪﺳﺘﻪ ﺑﻞ ﻭ ﺃﺻﻐﺮ ﺃﺛﺮ ﺃﺑﻘﺎﻩ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻧﻪ ﻭ ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻳﻨﺒﻪ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍﺕ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﰊ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻭ ﳚﻌﻠﲏ ﺃﺭﻯ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ . ﺃﺣﺐ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭ ﺃﺷﻐﻒ ﺎ ﻷﺎ ﻣﻦ ﺃﲦﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﺓ ﺑﺄﻟﻒ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ – ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﻮﺹ ﺑﺎﻟﻔﻦ ﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭ ﺗﺼﻌﺪ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﺮﺓ . ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ " ﻣﺎ ﺃﺳﻌﺪﻙ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻊ ﺑﻔﻨﻚ " ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﲏ ﺃﻓﺘﻜﺮ ﻃﻮﻳﻼﹰ ،ﻻ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻟﺴﺖ ﺑﻘﺎﻧﻊ ﻭ ﻻ ﺃﻧﺎ ﺑﺴﻌﻴﺪ .
ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻟﻄﻤﻊ ،ﻭ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ .ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﺧﻔﻘﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﺃﱂ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﺑﺪﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻻ ﺗﻐﻴﲑ ﺫﺍﻙ – ﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺸﻜﻮ ﻷﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺿﺮﺑﺎﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭ ﺷﻜﻼﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ. ﻭ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭ ﻗﺎﻧﻌﺔ ﲟﻮﺍﻫﺒﻚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ؟ ﺃﺧﱪﻳﲏ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻗﺎﻧﻌﺔ ﻭ ﺳﻌﻴﺪﺓ ؟ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﲰﻌﻚ ﻫﺎﻣﺴﺔ " :ﻻ ﻟﺴﺖ ﺑﻘﺎﻧﻌﺔ ﻭ ﻻ ﺃﻧﺎ ﺑﺴﻌﻴﺪﺓ " ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﳏﺪﻭﺩ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻏﲑ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﺃﻥ ﳝﻸ ﺍﳌﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﲬﺮﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺄﺳﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻓﺮﺳﺦ ﺑﺎﻟﻄﻮﻝ ﻭ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻓﺮﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﺮﺽ ﻻ ﻭ ﻟﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺣﱴ ﺗﻨﺴﻜﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﰲ ﻛﺄﺳﻪ .ﺃ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﺄﺳﻚ ﻳﺎ ﻣﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻓﺮﺳﺦ ﻭ ﻓﺮﺳﺦ ؟ ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻋﻦ " ﺟﻮﻱ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ؟ " ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﰐ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﲔ ﻻ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﺑﺎﻟﻀﺠﻴﺞ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺑﺎﻟﱰﺍﻉ .ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﻠﺘﻬﻤﻮﻥ ﺃﻳﺎﻣﻲ ﻭ ﻟﻴﺎﱄﹼ ﻭ ﻳﻐﻤﺮﻭﻥ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﲟﻨﺎﺯﻋﻬﻢ ﻭ ﻣﺮﺍﻣﻴﻬﻢ ﻓﻜﻢ ﻣﺮﺓ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳍﺎﺋﻤﺔ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺼﻲ ﻷﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻳﻀﺎﹰ .ﺇﳕﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﺒﺎﺭ ﻻ ﻳﻜﻞ ﻭ ﻻ ﳝﻞ ﻭ ﻻ ﻳﺘﻌﺐ ﻭ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﻭ ﻻ ﳛﻠﻢ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻐﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺭﺟﻼﹰ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﺎﻹﳘﺎﻝ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺒﻪ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﺎﻻﻧﻌﻄﺎﻑ ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﳛﲕ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻴﻔﹰﺎ ﺳﻨﻴﻨﺎﹰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﻏﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ :ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﺮﻭﻉ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﲔ ﰲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻹﺭﺿﺎﺀ ﺍﳉﺎﺋﻌﲔ! ﻭ ﺳﻮﻑ ﳚﻲﺀ ﻳﻮﻡ ﺃﻫﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻕ .ﺇﻥ ﺷﻮﻗﻲ ﺇﱃ ﻭﻃﲏ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺬﻳﺒﲏ ﻭ ﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺒﻜﺖ ﻗﻀﺒﺎﻧﻪ ﺑﻴﺪﻱ – ﻻﻋﺘﻠﻴﺖ ﻣﱳ ﺃﻭﻝ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺳﺎﺋﺮﺓ ﺷﺮﻗﺎﹰ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻨﺎﺀً ﺻﺮﻑ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﻨﺤﺖ ﺣﺠﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﺻﻔﹼﻬﺎ ؟ ﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺳﺠﻨﺎﹰ ﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ.
ﺳﺎﳏﻴﲏ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﺯﻋﺠﺘﻚ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﺑﺸﻜﻮﺍﻱ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺩﻋﻰ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺬﻣﺮ. ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻚ " ﺍﳌﻮﺍﻛﺐ " ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻟﺪﻱ . ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﺴﺘﻈﻬﺮﻳﻦ ﺃﺑﻴﺎﺎ ﻓﻤﻨﺔ ﺃﺣﲏ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺭﺃﺳﻲ ،ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺣﺎﻓﻈﺘﻚ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﺃﲰﻰ ﻭ ﺃﺑﻠﻎ ﻭ ﺃﻧﺒﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻛﺐ ( ،ﺑﻞ ﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻭ ﺃﻛﺘﺒﻪ .
ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻦ ﺗﱪﺯﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻊ ﺑﻘﻮﻯ ﺃﺛﲑﻳﺔ ﺍﺣﺘﻔﻈﺘﻜﻢ ) ﻭ ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﰲ ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﻓﻨﺄﰐ ﺑﻐﺒﺎﻭﺗﻨﺎ ﺃﺷﻘﻴﺎﺀ ﻣﻈﻠﻮﻣﻮﻥ. ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﲤﺮﺩﻱ _ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻲ _ ﻭ ﳓﻦ ﺎ ﺃﺷﻘﻴﺎﺀ ﺧﺎﺳﺮﻭﻥ " ﻓﻜﻼﻡ ﻻ ﺃﻗﺒﻠﻪ ﺑﻞ ﺇﱐ ﺃﺳﺘﻤﻴﺤﻚ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻣﻨﺎ ﻭ ﻓﻴﻨﺎ .ﺑﻞ ﻭ ﺃﻧﺖ ﺑﲔ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﻦ ﻭ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻛﺎﻟﻮﺭﺩﺓ ﺑﲔ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ .ﺇﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻚ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮﺕ ﰲ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻡ )ﺍﶈﺮﻭﺳﺔ( . ﺍﻨﻮﻥ " ﻷﻛﱪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﻓﲏ ﻋﻤﻴﻖ ﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﺑﺼﲑﺓ ﻧﻔﺎﺫﺓ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ " ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻟﺴﺖ ﲟﺒﺎﻟﻎ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺑﺄﻧﻚ ﺃﻭﻝ ﺻﺒﻴﺔ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻣﺸﺖ ﰲ ﻏﺎﺑﺔ . ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻊ " ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻵﳍﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﰲ ﺍﳌﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﳌﺸﺮﻓﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭ ﻗﺪ " ﻋﺮﻓﻦ ﺑﺄﲰﺎﺀ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﱘ (.ﺑﻘﺪﻡ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺭﺃﺱ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻭ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻨﻔﺮﺟﺔ ﻛﺄﺎ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻬﺎ .ﺃﻻ ﻓﺄﺧﱪﻳﲏ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﲔ ﻭ ﰲ ﺃﻱ ﻋﺎﱂ ﲨﻌﺖ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭ ﰲ ﺃﻱ ﻋﺼﺮ ﻋﺎﺷﺖ ﺭﻭﺣﻚ ﻗﺒﻞ ﳎﻴﺌﻬﺎ ﺇﱃ ﻟﺒﻨﺎﻥ ؟ ﺇﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﻍ ﺳﺮﺍﹰ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﺳﺮ ﺍﳊﻴﺎﺓ. ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ ﻋﲏ ،ﻓﺄﻟﻒ ﺷﻜﺮ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺒﺎﻟﻐﲔ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﻣﺘﻄﺮﻓﲔ ﰲ ﻇﻨﻮﻢ ﻣﺘﻮﳘﲔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳉﹶﻤﻞ ﰲ ﻭﻛﺮ ﺍﻷﺭﻧﺐ .ﻭ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﺑﺄﻧﲏ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﺣﺴﻨﺎﹰ ﻋﲏ ﺇﻻ ﻭ ﳓﺖ ﰲ ﻗﻠﱯ .ﺇﻥ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﺗﻘﻨﺎ ﻓﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻀﻌﻔﻨﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﲑ ﺣﱴ ﻭ ﻟﻮ ﻗﻮﺱ ﺍﳊﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻇﻬﻮﺭﻧﺎ ،ﻭ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ . ﺍﻟﻀﻌﻒ .ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻋﺚ ﺇﻟﻴﻚ ﰲ ﻏﻼﻑ ﺁﺧﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭ ﺍﻼﺕ ﻭ ﺳﺘﻌﻠﻤﲔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﻗﺪ ﻣﻠﻮﺍ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭ ﺿﺠﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﻢ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺧﺼﻮﺻﺎﹰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻗﻴﺎ
ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺛﻴﲏ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻫﱯ .ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﰲ " ﺍﻨﻮﻥ " ﺇﱃ ﺇﻣﻴﻞ ﺯﻳﺪﺍﻥ ) ﺗﻮﱃ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ ﺍﳍﻼﻝ ﺳﻨﺔ ١٩١٤ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺟﻮﺭﺟﻲ ﺯﻳﺪﺍﻥ (.ﻭ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ .
ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺃﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻋﻨﺪﻛﻢ .ﻭ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺮﺃ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﺄﲣﻴﻠﻚ ﻫﺎﺋﺒﺔ ﻓﺄﻫﺎﺏ ،ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ .ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺩﺩ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﲔ ﻗﻮﻝ ﺷﻜﺴﺒﲑ: Do not fear our person There’s such divinity doth hedge a king That treason can but peep to what it would Acts little of his will
ﻻ ﲣﺎﰲ ﻣﻨـّﺎ ﻓﺎﳌﻠﻚ ﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﻫﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﲢﺪ ﻣﻦ ﻋﺰﳝﺘﻪ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﻭﺳﲔ ﻭ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻠﹶﻚ ﳛﻤﻴﻪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭ ﺗﺴﺄﻟﲔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﰲ ﺭﺑﻮﻋﻨﺎ ؟ ﺃﻱ ﻭ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺣﻼﻭﺓ ﺟﺎﺭﺣﺔ ﻭ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺇﻥ ﻟﻜﻢ ﰲ ﺭﺑﻮﻋﻨﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﹰ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻜﻢ ﻭ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻟﻜﻢ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻋﻨﻜﻢ ﻭ ﲢﻤﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺫﻯ .ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﳉﺒﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻫﻴﺒﺔ ﻭ ﺃﺷﺪ ﻭﺿﻮﺣﺎﹰ ﻭ ﻇﻬﻮﺭﺍﹰ ﻟﺴﺎﺋﺮﹴ ﰲ .ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺃﺩﱏ ﻭ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻣﻨﻪ ﻟﺴﺎﻛﻨﻴﻪ ؟
ﻫﺎ ﻗﺪ ﻏﻤﺮ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺑﻮﺷﺎﺣﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺭﻯ ﻣﺎ ﲣﻄﻪ ﻳﺪﻱ .
ﻭ ﺃﻟﻒ ﲢﻴﺔ ﻟﻚ ﻭ ﺃﻟﻒ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻭ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ﻭﳛﺮﺳﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎً. ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ٢٥ﲤﻮﺯ ١٩١٩ ﻋﺰﻳﺰﰐ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻛﺘﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻭ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺧﺎﻃﺮﻱ .ﻭ ﻟﻘﺪ ﺻﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﻣﻔﻜﺮﺍﹰ ﺑﻚ ﳐﺎﻃﺒﺎﹰ ﺇﻳﺎﻙ ﻣﺴﺘﺠﻮﺑﺎﹰ ﺧﻔﺎﻳﺎﻙ ﻣﺴﺘﻘﺼﻴﺎﹰ ﺃﺳﺮﺍﺭﻙ . ﻭ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻧﲏ ﺷﻌﺮﺕ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺫﺍﺗﻚ ﺍﻷﺛﲑﻳﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺗﺮﻗﺐ ﺣﺮﻛﺎﰐ ﻭ ﺗﻜﻠﻤﲏ ﻭ ﲢﺎﻭﺭﱐ ﻭ ﺗﺒﺪﻱ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﰲ ﻣﺂﰐﱠ ﻭ ﺃﻋﻤﺎﱄ. ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺴﺘﻐﺮﺑﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻐﺮﺏ ﺣﺎﺟﱵ ﻭ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﻱ ﺇﱃ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺇﻟﻴﻚ .ﻭ ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﱐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﳋﻔﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﺎﺳﺔ. ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﱄ ﻣﺮﺓﹰ " :ﺃﻻ ﺇﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﺴﺎﺟﻠﺔﹰ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺒﺎﺩﻻﹰ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﳊﺴﻲ ﻭ " ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﻔﻴﻪ ﺑﺘﺎﺗﺎﹰ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ؟ ﺇﻥﱠ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﱐ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ .ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻗﺪ ﲢﻘﻖ ﱄ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﲣﺘﻠﻒ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﺰﺍﻳﺎﻫﺎ ﻭ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻬﻲ ﺃﺷﺪ ﻭ ﺃﺻﻠﺐ ﻭ ﺃﺑﻘﻰ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﳉﻴﻨﻴﺔ ﺣﱴ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﲔ ﺧﻴﻮﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺧﻴﻂ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻏﺰﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﺍﻟﱵ ﲤﺮ ﺑﲔ ﺍﳌﻬﺪ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﺪ. ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﲔ ﺧﻴﻮﻃﻬﺎ ﺧﻴﻂ ﻏﺰﻟﺘﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺃﻭ ﺭﻏﺎﺋﺐ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺃﻭ ﺃﻣﺎﱐ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﲔ . ﺍﺛﻨﲔ ﱂ ﳚﻤﻌﻬﻤﺎ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭ ﻻ ﳚﻤﻌﻬﻤﺎ ﺍﳊﺎﺿﺮ – ﻭ ﻗﺪ ﻻ ﳚﻤﻌﻬﻤﺎ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﻳﺎ ﻣﻲ ، ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺍﳋﻔﻲ ،ﺃﺣﻼﻡ ﺃﻏﺮﺏ ﻭ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ – ﺃﺣﻼﻡ ﻃﻲ ﺃﺣﻼﻡ ﻃﻲ ﺃﺣﻼﻡ.
ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻳﺎ " ﻣﻲ " ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ ﰲ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺘﻨﺘﻘﻞ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﺇﱃ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﺇﱃ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﺇﱃ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ. ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻏﺼﺎﺕ ﺃﻟﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﳌﺎ ﺃﺑﺪﻟﻨﺎﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻭ ﻧﺘﺨﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﳎﺎﺩ. ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺑﻨﺖ .ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﰲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﺑﻼﻏﻚ ﻣﺎ ﻻ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺒﻠﻐﻚ ﺇﻳﺎﻩ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻪ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﺳﺮﺍﹰ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎﹰ ﻟﺪﻳﻚ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺣﺒﺘﻬﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﺃﻭﻗﻔﺘﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻷﺑﻴﺾ .ﻭ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺑﻨﺖ ﺃﻣﺮﹰﺍ ﺧﺎﺻﺎﹰ ﰊ ﻭﺣﺪﻱ ﻓﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﻄﻌﻤﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ. ﺍﺳﺘﻌﻄﻔﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﱯ ﺇﱄﱠ ،ﻭ ﺍﺳﺘﻌﻄﻔﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﱯ ﺇﱄﱠ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺍﺮﺩﺓ ﺍﻨﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ .ﺃﻧﺖ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺮﻢ ﺇﱃ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻌﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ .ﻓﻬﻼ ﺗﻨﺤﻴﻨﺎ ﻭ ﻟﻮ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﳌﻄﺮﻭﻗﺔ
ﻭ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﳏﺪﻗﲔ ﻭ ﻟﻮ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﲟﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﲟﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﲟﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﲟﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ؟ ﻭ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻭ ﳛﺮﺳﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ٩ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ ١٩١٩ ﻋﺰﻳﺰﰐ ﺍﻵﻧﺴﺔ /ﻣﻲ. ﺃﻧﺖ ﺣﺎﻗﺪﺓ ﻋﻠﻲ ، ﻧﺎﻗﻤﺔ ﻋﻠﻲ ، ﻭ ﻟﻚ ﺍﳊﻖ ،ﻭ ﻣﻌﻚ ﺍﳊﻖ ،ﻭ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﻮﻯ ﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﻓﻬﻼ ﻧﺴﻴﺖ ﺇﲦﺎﹰ ﺍﻗﺘﺮﻓﺘﻪ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭ ﺍﳌﻮﺍﺯﻳﻦ ؟ ﻫﻼ ﻭ ﺿﻌﺖ ﰲ " ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺬﻫﺐ " ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﳊﻔﻆ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺛﲑﻱ ؟ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﳚﻬﻠﻪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺃﻥ ﲢﺴﺐ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺟﺮﳝﺔ ﻓﺎﳉﺮﺍﺋﻢ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﻜﺐ ﺳﻬﻮﺍﹰ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﳌﺬﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺍﳌﺪﺭﻛﲔ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﺮﻣﲔ ﻭ ﺃﻥ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻣﺎ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ. ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺄﻧﺴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭ ﺍﳊﻮﺍﺟﺰ ،ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳌﺴﺘﻮﺣﺸﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺄﻧﺲ ﺇﻻ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭ ﻻ ﺗﺴﺘﺼﺮﺥ ﺳﻮﺍﻩ ﻭ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﻏﲑﻩ .ﻭ ﺃﻧﺖ – ﺃﻧﺖ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻴﺸﲔ ﻛﺜﲑﺍﹰ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﲎ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻓﻴﻨﺎ ﻳﺘﻨﺤﻰ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﺣﱴ ﻭ ﻋﻦ ﺃﲨﻞ ﻣﻴﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺃﻧﺒﻞ ﺭﻏﺎﺋﺒﻨﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻭ ﺇﻥ ﺟﺎﻭﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻻ ﻳﻨﻈﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﻧﺸﻴﺪﺍﹰ ﻏﻨﺎﺋﻴﺎﹰ ﻭ ﻻ ﻳﻀﻊ ﺧﻔﺎﻳﺎﻩ ﰲ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﻭ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻛﻞ ﺑﺸﺮﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻜﻠﻒ ﲟﻨﺎﺯﻋﻪ ﻭ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﲟﻄﺎﻣﻌﻪ ﻭ ﺍﳌﺘﺎﺟﺮﺓ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻜﻠﻒ ﺑﻮﺣﺸﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺄﳌﻪ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺎﺟﺮﺓ ﲜﻮﻋﻪ ﻭ ﻋﻄﺸﻪ . ﻟﻴﺲ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﳛﻮﻝ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﻞ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ .ﻭ ﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻴﻨﺎ ؟
ﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﳌﻘﺘﺒﺴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﲢﻮﺭ ﻭ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ؟ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺗﻨﲑ ﻭ ﻻ ﺗﺘﻐﲑ ﻭ ﲢﻮﻝ ﻭ ﻻ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻭ ﺗﺄﻣﺮ ﻭ ﻻ ﺗﺄﲤﺮ .ﻭ ﻫﻞ ﺗﻈﻨﲔ ﺣﻘﻴﻘﺔﹰ ،ﻭ ﺃﻧﺖ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺮﺍﹰ ،ﺃﻥ: ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ " ﻳﻨﺒﺖ ﰲ ﺣﻘﻞ ﻳﻔﻠﺤﻪ ﺍﻷﱂ ﻭ ﺗﺰﺭﻋﻪ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭ ﳛﺼﺪﻩ ﺍﳉﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ؟ ﻫﻞ ﺗﻈﻨﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺗﺴﲑ ﲜﺎﻧﺐ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﺮﺩ ﺍﳌﻄﻠﻖ ؟
ﻻ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ،ﺃﻧﺖ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻭ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺏ .ﺍﻟﺸﻚ ﻳﻼﺯﻡ ﺍﳋﺎﺋﻔﲔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﲔ ﻭ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺏ ﻳﻼﺣﻖ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻘﻮﻳﺔ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻟﻚ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻬﻼ ﻛﻨﺖ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻀﻌﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﰲ ﺭﺍﺣﺘﻴﻚ ؟ ﻫﻼ ﺣﻮﻟﺖ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ؟ ﻗﺪ ﺻﺮﻓﺖ ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﰲ ﻣﱰﻝ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﻣﻨﺘﺼﺐ ﻛﺎﳊﻠﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻓﻜﻨﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺿﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺄﺟﺪﻫﺎ ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﻓﻘﺪﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﱃ ﻇﻞ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﺄﻟﺘﻘﻲ ﺎ . ﺇﻥ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻓﺔﹰ ،ﻓﻬﻲ ﻏﻀﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﺘﻌﺮﺷﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮﻯ ﺇﱃ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﷲ ! ﺃﻣﺎ ﲝﺮﻧﺎ ﻓﺒﺤﺮﻛﻢ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻨﺢ ﺍﻟﺬﻱ ,ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﺗﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻣﺼﺮ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﳓﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ،ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻫﺎﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻸ ﺻﺪﻭﺭﻛﻢ ﻴﺒﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻫﻮﳍﺎ ﳝﻸ ﺻﺪﺭﻧﺎ ﻮﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻫﻴﺒﺘﻬﺎ . ﻟﻘﺪ ﺃﺻﻐﻴﺖ ﺇﱃ ﻧﻐﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻣﻐﺎﺭﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻭ ﱂ ﺗﺰﻝ ﻫﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻠﻮ ﻭ ﺒﻂ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻓﺘﻜﺴﺒﻬﺎ ﺗﺎﺭﺓﹰ ﺍﳊﺰﻥ ﻭ ﻃﻮﺭﺍﹰ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ . ﻟﻘﺪ ﺃﺻﻐﻴﺖ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔ ﺣﱴ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ – ﻧﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ –
ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ﻣﻦ ﲝﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﲰﻌﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻣﻦ 1903ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺻﻴﻒ
ﲝﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﻌﺘﻪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻭ ﺃﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻓﺎﺣﺘﺮﺕ ﺑﺄﻣﺮﻱ ﻭ ﺃﻟﺒﺴﺖ ﻋﻠ ﻲ ﺣﻴﺎﰐ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺃﺣﺎﺭﺏ ﺑﺴﺆﺍﻻﰐ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺻﱪ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ﺃﻣﻲ ﻭ ﺟﻠﺪﻫﺎ ،ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﲰﻌﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺄﻃﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻻﺕ ﺫﺍﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻓﺘﺠﻴﺒﲏ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺗﻔﻬﻤﲏ ﺃﻣﻮﺭﺍﹰ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﲢﻮﻟﺖ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﰲ ﻓﻤﻲ ﺇﱃ ﺳﻜﻮﺕ ﻋﻤﻴﻖ .
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺻﺮﺕ ﰲ )ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ؟؟؟؟( ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻭ ﺃﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ،ﺃﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭ ﺃﺳﺄﻝ ﺃﻟﻒ ﺳﺆﺍﻝ ﻭ ﺳﺆﺍﻝ " :ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﳎﻴﺐ ﰲ ﺭﺑﻮﻋﻜﻢ ؟ " ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭ ﺍﳋﻔﺎﻳﺎ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﳌﻮﺕ ﻧﻘﺎﺑﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﻠﻰ ,ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ؟" ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﺴﺄﻟﲔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻻ " ﺃﺳﺘﻄﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻪ ﺑﻼ ﺇﺟﻬﺎﺩ " ﺇﱐ ﺃﺳﺘﻄﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻧﺼﻌﺪ ﻋﻠﻴﻪ !!! ﺃﺳﺘﻄﻴﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺮﺟﻢ ﻟﻔﻈﻬﺎ ﺇﱃ ﻟﻐﱵ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻨﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ .ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻋﻠﻴﱵ ﻃﺎﺋﺮﺍﹰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﱂ ﺗﻌﻠﹼﻢ ﺟﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺮﻓﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ،ﻭ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﳊﺎﺳﺔ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺍﻛﺘﻔﺎﺀً ﻭ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ . ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﺇﱐ ﺃﺳﺘﻄﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ،ﺑﻞ ﻭ ﺃﺳﺘﻄﻴﺐ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺍﳊﲑﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻴﻬﺎ ﻏﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﲑﺓ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﲏ ﻭ ﻗﻠﺖ ﰲ ﺳﺮﻱ " ﻫﺬﺍ ﺻﻠﻴﺐ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﲪﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﺃﲪﻠﻬﺎ " ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﳊﲑﺓ ﺑﺬﺍﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻜﺮﻭﻫﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﻗﺪ ﺭﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﺣﱴ ﻣﻠﻠﺘﻬﺎ – ﻗﺪ ﺃﻛﻠﺘﻬﺎ ﺧﺒﺰﺍﹰ ﻭ ﺷﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣﺎﺀً ﻭ .ﺗﻮﺳﺪﺎ ﻓﺮﺍﺷﺎﹰ ﻭ ﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﺭﺩﺍﺀً ﺣﱴ ﺻﺮﺕ ﺃﺗﱪﻡ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﺍﲰﻬﺎ ﻭ ﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻇﻞ ﻇﻠﻬﺎ. ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﻟﺘﻚ ﰲ " ﺍﳌﻮﺍﻛﺐ " ﻫﻲ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﲝﺚ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻮﺿﻊ ﻛﺘﺎﺏ .ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺩﻭﻥ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ .ﳚﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻣﺘﻨﺎﱐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﻷﻧﲏ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﺼﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺷﺨﺼﻲ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻣﺘﻨﺎﱐ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﳛﺴﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲡﺎﻭﺭ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ! ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺠﻲﺀ ﻳﻮﻡ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﱵ ﰲ " ﻣﻲ " ﻭ ﻣﻮﺍﻫﺒﻬﺎ ،ﻭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﻠﻤﱵ ﻫﺎﺋﻠﺔ ! ﻭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ! ﻭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻷﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﲨﻴﻠﺔ.
. ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺪﺭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺳﻮﻡ ﺧﺎﻝﹴ ﻣﻦ " ﺿﺠﻴﺞ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ".ﻭ ﻟﻮﻻ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﺑﻊ ﻟﻈﻬﺮ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ .ﻭ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺳﻴﺼﺪﺭ ﻛﺘﺎﺑﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ " ﺍﳌﺴﺘﻮﺣﺪ " ﻭ ﺭﲟﺎ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺁﺧﺮ " ﻭ ﻫﻮ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻭ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺳﻮﻡ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ " ﳓﻮ
ﻭﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻭ ﺍﺑﺘﺪﺉ ﺑﻌﻬﺪ ﺁﺧﺮ .ﻭ ﺃﻣﺎ " ﺍﻟﻨﱯ " ﻓﻜﺘﺎﺏ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ " ﺍﷲ
ﱂ ﺃﻛﺘﺐ ﻓﺼﻼﹰ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻟﻪ ﺣﱴ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ .ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﺴﻰ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﱯ ؟ ﻫﻮ ﻭﻻﺩﰐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﱵ ﺍﻷﻭﱃ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﲏ ﺣﺮﻳﺎﹰ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ . ﻭ ﻟﻘﺪ ﻭﺿﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻭﺿﻌﻪ ،ﻭ ﺃﻟﻔﱠﲏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺮ ﺑﺘﺄﻟﻴﻔﻪ ﻭ ﺳﻴﺮﱐ ﺻﺎﻣﺘﺎﹰ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻓﺮﺳﺦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻟﻴﻤﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﻴﻮﻟﻪ ﻭ ﻣﻨﺎﺯﻋﻪ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﱄ ﺭﻓﻴﻘﻲ ﻭ ﻣﻌﺎﻭﱐ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ . ﺍﺳﺄﱄ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ،ﺍﺳﺄﻟﻴﻪ ﰲ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻌﺘﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩﻫﺎ ﻭ ﺗﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺛﻮﺍﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﻮﺡ ﻟﻚ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﲞﻔﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﲨﻌﲔ. ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﺃﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻣﺎ ﻟﻮ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺫﺭﺓﹰ ﻣﻨﻪ ﲢﺖ ﺟﺒﻞ ﻻﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ,ﻣﻜﺎﻥ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ. ﻭ ﺃﻋﺘﻘﺪ ،ﺑﻞ ﻭ ﺃﻋﻠﻢ ،ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳕﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺳﻠﻜﺎﹰ ﺑﲔ ﺑﻼﺩ ﻭ ﺑﻼﺩ ﻓﻨﻌﻠﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻭ ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻧﺒﺘﻐﻴﻪ.
ﻭ ﻟﺪﻱ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﳍﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﺻﺎﻣﺘﺎﹰ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭ ﺳﻮﻑ ﺃﺑﻘﻰ ﺻﺎﻣﺘﺎﹰ ﺣﱴ ﻳﻀﻤﺤﻞ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻭ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺮﺏ " ﺗﻜﻠﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺳﺮ ﻓﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﻭﻗﻮﻓﻚ ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﳊﲑﺓ ﺃﻱ ﻣﱴ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﺃﻱ ﻣﱴ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﻀﻤﺤﻞ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ؟ ﻭ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ﻳﺎ " ﻣﻲ" ﻭ ﳛﺮﺳﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ١٥ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ١٩١٩
ﻭ ﰲ ١٥ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ ١٩١٩ﺗﻠﻘﺖ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﳛﻤﻞ ﻣﻐﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻵﻧﻒ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﳌﻌﺮﺽ ﻓﲏ ﻛﺒﲑ ﺃﻗﻴﻢ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻟﻔﻨﺎﻧﲔ ﺃﺟﺎﻧﺐ ﻭ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎﻥ .ﻭ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺟﱪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺇﱃ ﻣﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
) ﻫﺬﻩ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻬﻼ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﻭ ﺷﺮﻓﺘﻨﺎ !!( ــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ
ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ٣٠ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ ١٩١٩ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ ،ﺃﻱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ٣٠ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ ١٩١٩ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺍﳌﺴﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ " ﺍﳌﻐﻠﻒ ﺗﻠﻘﺖ ﻣﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﻱ " ﻣﺎﻛﺪﻭﻳﻞ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﳊﻀﻮﺭ ﺃﻣﺴﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﰲ ٢ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ١٩١٩ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﱪﺍﻥ ﺑﻌﻀﺎﹰ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻪ ﻭ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ،ﻭ ﻳﻨﺸﺪ ﻓﻴﻬﺎ " ﻭﻳﺘﺮ ﺑﺎﻳﻨﺮﺯ " ﺑﻌﻀﺎﹰ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺷﻴﺪﻩ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺟﱪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
Would that you were here to lend wings to my voice and turn my " mutterings into songs . Yet I shall read knowing that among the strangers" an invisible " friend" is listening and smiling sweetly and tenderly.
ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﻌﲑﻱ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺇﱃ ﺻﻮﰐ ﻭ ﲢﻴﻠﻲ ﳘﻬﻤﺎﰐ ﺇﱃ ﺗﺮﺍﺗﻴﻞ .ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺴﻮﻑ ( ﺃﻗﺮﺃ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺛﻖ ﺃﻥ ﱄ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺻﺪﻳﻘﺎﹰ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻳﺴﻤﻌﲏ ﻭ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﱄ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ ﻭ ﺣﻨﺎﻥ.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ٢٨ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ١٩٢٠ﻡ. ﻋﺰﻳﺰﰐ ﺍﻵﻧﺴﺔ /ﻣﻲ. ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻌﲎ ﻧﺪﺍﻣﱵ ﻭ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻃﻠﱯ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻣﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .ﻭ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺎﺕ. ﱂ ﺃﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﺪﻳﻚ " ﺑﺎﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻲ " – ﻭ ﻟﻦ ﺃﻧﺪﻡ. ﱂ ﺃﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻐﺮ ﺣﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻭ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﱪ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻟﻦ ﺃﻧﺪﻡ. ﱂ ﺃﻛﻦ ﰲ ﺿﻼﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﱂ ﺃﺭ ﺩﺍﻋﻴﺎﹰ ﻟﻼﻫﺘﺪﺍﺀ. ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻵﻥ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﹰ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ؟ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﳑﻦ ﻳﻨﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﻣﺎ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺑﲔ ﺷﻔﺎﻫﻬﻢ . ﻭ ﻟﺴﺖ ﳑﻦ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﰲ ﻳﻘﻈﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺘﻮﻧﻪ ﰲ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ،ﻷﻥ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﻫﻲ ﻳﻘﻈﱵ ﻭ ﻳﻘﻈﱵ ﻫﻲ ﺃﺣﻼﻣﻲ ،ﻷﻥ ﺣﻴﺎﰐ ﻻ ﺗﻘﺴﻢ ﺇﱃ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭ ﺧﻄﻮﺗﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺃﻣﺎ ﺍﻹﰒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﻓﺘﻪ -ﺃﻭ ﺗﻮﳘﺖ ﺑﺄﱐ ﺍﻗﺘﺮﻓﺘﻪ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ -ﻓﻬﻮ ﻫﺬﺍ : ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺃﺕ ﻛﻼﻣﻚ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺭﻙ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻚ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺇﱃ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ -ﺃﻋﲏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ " ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ ﱂ ﺗﺴﻜﱯ ﺳﻬﻮﺍﹰ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ " ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ " ﺃﻣﺮ ﻏﲑ ﳏﻤﻮﺩ " -ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺃﺕ ﻛﻼﻣﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﺸﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻄﻦ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﱪﻳﺪ ،ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺃﻭ ﲣﻴﻠﺖ ،ﺃﻭ ﺗﺼﻮﺭﺕ ،ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺳﺒﺒﺖ ﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ .
ﻭ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﺄﻓﻒ ﻭ ﻳﺘﱪﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻩ ﻗﺪ ﻣﺮﺕ ﺑﲔ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺍﳊﻖ ﲟﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ؟ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻪ ﻓﻨﺪﻣﺖ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺿﻌﻪ ﰲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ . ﻭ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺕ " ﻗﻠﻢ ﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ " ﻭ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺟﺪﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺟﺪﺎ " ﺑﻌﺎﱂ ﺍﳌﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ " ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﺤﻴﻢ ﻋﻦ ﻏﺎﺑﺔ ﺍﳊﻖ. ﻭ ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻋﻦ " ﻗﻠﻢ ﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ " ﻣﺎ ﻳﻀﺤﻚ ﺍﻟﺒﻮﻡ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ! ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺇﱄﹼ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ ﻳﺬﻳﻠﻮﺎ ﺑﺎﳊﻮﺍﺷﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﲏ ﺍﳌﺎﻝ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﱂ ﺃﲰﻊ ﲟﺜﻠﻬﺎ. ﻭ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﲨﻴﻌﻬﻢ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﰲ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺟﺪ ﻓﺴﺤﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱄﹼ ﻓﻨﻤﻘﻬﺎ ﻭ ﻃﺮﺯﻫﺎ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﳝﺪﺣﲏ ﺎ ! ﻭ ﻟﻮ ﺃﺧﱪﺗﻚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻟﻐﻀﺒﺖ ﻋﻠﻲ.
ﺃﻣﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ " ﺑﺎﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻲ " ﻓﻬﻲ ﻣﲏ ﻭ ﰊ ﻭ ﰲﹼ ،ﻭ ﻫﻲ ﺃﻧﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻭ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺄﻛﻮﻥ ،ﻭ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﺪ ﻓﻬﻼ ﺁﻣﻨﺖ ﻭ ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺗﻮﻣﺎ ) ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺃﺣﺪ ﺭﺳﻞ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻻﺛﲏ ﻋﺸﺮ .ﱂ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻘﻴﺎﻣﺘﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺁﺛﺎﺭ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻪ ﻭ ﻭﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺻﺒﻌﻪ .ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳍﻨﺪ (.ﺃﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻭﺿﻊ ﺇﺻﺒﻌﻚ ﰲ ﺍﳉﺮﺡ ﻳﺎ ﻣﻲ ؟ ﻭ ﺍﲰﺤﻲ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﲏ ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭ ﺍﻟﻐﲑ ﺩﻗﻴﻖ ﺑﲔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﻭ ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﲑ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻔﺎﳘﲔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ,ﻭ ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﻜﻠﻒ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ ﰲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺣﱴ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
ﻭ ﺃﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﻛﺮﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﺣﻮﱄ ﰲ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﻭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻟﻴﺐ ﻷﻧﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﻨﺤﺔ. ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺰﻱ ﺇﱄﹼ " ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ " ﻫﻮ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ " ﺍﻨﻮﻥ " ﻭ ﺇﺫﺍ ﺻﺢ ﻇﲏ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻷﻥ " ﺍﻨﻮﻥ " ﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ ﺑﻜﻠﻴﱵ ،ﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻴﺎﺎ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﻋﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﺯﻉ ،ﻭ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﺪﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﳌﻴﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻨﻮﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﲣﺬﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺟﻠﺲ ﶈﺎﺩﺛﺔ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﺣﺒﻪ ﻭ ﺃﺣﺘﺮﻣﻪ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺣﻘﻴﻘﱵ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻓﻤﺎ ﻋﺴﻰ ﳝﻨﻌﻚ ﻋﻦ ﺍﲣﺎﺫ ﻓﱴ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﳌﻮﺍﻛﺐ " ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ " ﺍﻨﻮﻥ " ؟ ﺇﻥ ﺭﻭﺣﻲ ﻳﺎ ﻣﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺇﱃ " ﻓﱴ ﺍﻟﻐﺎﺏ " ﻭ ﻧﻐﻤﺔ ﻧﺎﻳﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ " ﺍﻨﻮﻥ " ﻭ ﺻﺮﺍﺧﻪ .ﻭ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﺪﻳﻚ ﺑﺄﻥ
"ﺍﻨﻮﻥ " ﱂ ﻳﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﳐﺘﻠﻔﺔ .ﻻ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﻥ " ﺍﻨﻮﻥ " ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻘﺔ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﳐﺘﻠﻔﺔ .ﻻ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﻥ " ﺍﻨﻮﻥ " ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻘﺔ ﺧﺸﻨﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺑﻜﻠﻴﺘﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﺍﳋﺸﻦ .ﻟﻜﻞ ﺭﻭﺡ ﻓﺼﻮﻝ ﻳﺎ ﻣﻲ ،ﻭ ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻴﺲ ﻛﺮﺑﻴﻌﻬﺎ ،ﻭ ﻻ ﺻﻴﻔﻬﺎ ﻛﺨﺮﻳﻔﻬﺎ. ﻗﺪ ﺳﺮﺭﺕ ﺟﺪﺍﹰ ﻻﻧﺘﺴﺎﺑﻚ ﺇﱃ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻻﻭﻳﺔ ) ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻻﻭﻱ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻴﻌﻘﻮﺏ ﻭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻼﻭﻳﻮﻥ ،ﻛﻬﻨﺔ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺳﺒﻄﺔ ( ،ﺳﺮﺭﺕ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻭ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻛﺎﻫﻦ ﻣﺎﺭﻭﱐ !! ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻱ ،ﻭﺍﻟﺪ ﺃﻣﻲ ،ﻛﺎﻫﻨﺎ ﻣﺘﻌﻤﻘﺎﹰ ﺑﺎﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ! ) ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎﹰ ﺑﺎﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﲑ ﻛﻨﺎﺋﺴﻴﺔ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻗﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻪ ﻛﻬﻨﻮﺗﻴﺘﻪ (.ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺃﺣﺐ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺷﺒﻬﻬﻢ ﺑﻪ .ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﺎ ﻋﺰﻣﺖ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﻭ ﻫﻲ ﰲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﲰﻌﺎﻥ ﻟﻠﺮﺍﻫﺒﺎﺕ ﰲ ﴰﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ . ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺛﺖ ﻋﻦ ﺃﻣﻲ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﺎﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻭ ﻣﻴﻮﱄ ) ﻻ ﺃﻗﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻧﲏ ﺃﻣﺎﺛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳊﻼﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ ﻭ ﻛﱪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ( ﻭ ﻣﻊ ﺃﻧﲏ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﳓﻮ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺎﺕ ﻭ ﺃﺑﺎﺭﻛﻬﻦ ﰲ ﻗﻠﱯ. ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﱯ ﳍﻦ ﻧﺎﲡﺎﹰ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻏﺎﺋﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻞ ﺧﻴﺎﻝ ﺃﻣﻲ ﰲ ﺻﺒﺎﻫﺎ .ﻭ ﺇﱐ ﺃﺫﻛﺮ ﻗﻮﳍﺎ ﱄ ﻣﺮﺓ ،ﻭ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ:
ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﱄ ﻭ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ: ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﳌﺎ ﺟﺌﺖ ﺃﻧﺎ.ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ: ﺃﻧﺖ ﻣﻘﺪﺭ ﻳﺎ ﺍﺑﲏ.ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﺗﻚ ﺃﻣﺎﹰ ﱄ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺟﻲﺀ ﺑﺰﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ.ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻟﻮ ﱂ ﲡﻲﺀ ﻟﺒﻘﻴﺖ ﻣﻼﻛﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.ﻓﻘﻠﺖ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﻣﻼﻛﺎﹰ!ﻓﺘﺒﺴﻤﺖ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻳﻦ ﺟﻮﺍﳓﻚ ؟ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﻗﺎﺋﻼﹰ: ﻫﻨﺎﻓﻘﺎﻟﺖ:
ﻣﺘﻜﺴﺮﺓ!ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺘﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﻣﻲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻷﺯﺭﻕ .ﺃﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ "ﻣﺘﻜﺴﺮﺓ "
ﻓﻈﻠﺖ ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﻏﺰﻟﺖ ﻭﻧﺴﺠﺖ ﺣﻜﺎﻳﺔ " ﺍﻷﺟﻨﺤﺔ ﺍﳌﺘﻜﺴﺮﺓ". ﻻ ﻳﺎ ﻣﻲ ﱂ ﺃﻛﻦ ﻗﻂ ﻣﻦ ﺟﺪﻭﺩ ﺟﺪﻭﺩ ﺃﻣﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻭ ﱂ ﺗﺰﻝ ﺃﻣﺎ ﱄ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ .ﻭ ﺇﱐ ﺃﺷﻌﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻘﺮﺎ ﻣﲏ ﻭ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺎ ﱄ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ -ﺃﻛﺜﺮ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﺎﺱ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﺑﻴﲏ ﻭ ﺑﲔ ﺃﻣﻬﺎﰐ ﻭ ﺃﺧﻮﺍﰐ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ،ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﳓﻮ ﺃﻣﻲ ﻭ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﳓﻮ ﺃﻣﻬﺎﰐ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻀﺌﻴﻠﺔ. ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻗﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﻣﻲ .
ﻭ ﺇﺫﺍ ﲨﻌﺘﻨﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺧﱪﺗﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺷﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﺤﺒﻴﻨﻬﺎ .ﺳﺘﺤﺒﻴﻨﻬﺎ ﻷﺎ ﲢﺒﻚ .ﻭ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺴﺎﲝﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﲢﺐ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻲ ﺭﻭﺡ ﲨﻴﻠﺔ ﺇﺫﺍ ًﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﰊ ﻗﻮﱄ " ﺇﺎ ﲢﺒﻚ ". ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮ ﰲ " ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ" ﻓﻬﻮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﱂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ .ﻭ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ " ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺭﲰﺎ ً" ) ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺭﺳﻮﻣﺎﹰ ﺑﺮﻳﺸﺔ ﺟﱪﺍﻥ ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﻴﺲ ﺭﺍﻓﺎﺋﻴﻞ ﻧﺸﺮ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺳﻨﺔ (. ١٩١٩ﻫﻮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎﹰ ،ﻭ ﻟﻘﺪ ﺩﻋﻮﺗﻪ " ﳓﻮ ﺍﻟﻼﺎﻳﺔ " ﻷﻧﻪ ﳝﺜﻠﻬﺎ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺎ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺃﻭﻝ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺎ ﻫﻨﺎﻙ. ﻭ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺈﱐ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺒﺠﺢ ﻭ ﺃﺗﺒﺎﻫﻰ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺒﺎﻫﻴﺖ ﻭﺗﺒﺠﺤﺖ ﺑﻜﻬﻨﺔ ﻭ ﻗﺴﺲ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﺎﺩﺓ !!!! ﺃﻗﺮ ﻟﻚ ﲟﻴﺰﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﻫﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺴﺲ ﻋﻨﺪﻛﻢ ،ﺇﻥ ﺷﺠﺮﺗﻨﺎ ﱂ ﺗﺜﻤﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ! ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺧﻮﺭﻭ " ﺳﻘﻔﺲ" ﺃﻱ ﺧﻮﺭﻱ ﻭﻧﺼﻒ ﺧﻮﺭﻱ ،ﻓﻬﻞ ﻇﻬﺮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ؟ ﻭ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻮﺭﻭﺳﻘﻔﺲ ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻧﺴﻨﻴﻮﺭ ﺍﳉﱪﺍﱐ ،ﻳﺼﻠﻲ ﻭ ﻳﺒﺘﻬﻞ ﷲ ﻟﲑﺟﻌﲏ ﺇﱃ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﺭﺟﻊ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮ ﺇﱃ ﺃﺑﻴﻪ! ﻭ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﲔ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺻﺪﺭ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ -ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﳋﻄﺄﺓ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .ﻭ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻻ ﻳﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺣﱴ ﻳﻬﺒﻂ ﰲ ﺫﺍﻙ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﱂ ﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄﺓ ﻭ ﻟﻦ ﺃﺻﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ! ﺑﻴﺪ ﺃﻧﲏ ﺃﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺇﲨﺎﻻﹰ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺧﺼﻮﺻﺎﹰ...
ﻫﺬﺍ ﻭ ﻻ ﻳﻐﺮﺏ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ ﴰﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ! ﻓﻬﻞ ﰲ ﺑﻠﺪﻛﻢ – ﻭ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﻏﺰﻳﺮ ( -ﻗﺮﻳﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺷﺤﺘﻮﻝ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻣﻬﺎ ﻟﻼﺻﻄﻴﺎﻑ (.ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ؟ ﺃﻣﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ -ﺑﺸﺮﻱ ) ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺟﱪﺍﻥ( ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺇﺣﺼﺎﺀ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ!
ﺃﺟﻞ ﻟﻨﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ " ﺩﻣﻌﺔ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﲞﺎﺋﻒ ! ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﻮﺏ ﺍﳊﺮﺏ ﲟﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ .ﻭ ﻗﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺻﺪﻭﺭﻩ .ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ " ﺩﻣﻌﺔ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻳﻮﻡ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﱂ ﺃﲰﻊ ﻣﻨﻚ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﻭﺻﻮﳍﺎ ﻓﺘﺄﺛﺮﺕ ﻭ ﱂ ﺃﺯﻝ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍﹰ!!
ﺃﻣﺎ ﻣﻘﺎﻻﺕ " ﺩﻣﻌﺔ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻓﻬﻲ ﺃﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﻧﺸﺮ ﱄ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ .ﻫﻲ ﻣﻦ ﺣﺼﺮﻡ ﻛﺮﻣﻲ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ " ﻋﺮﺍﺋﺲ ﺍﳌﺮﻭﺝ " ﺑﺰﻣﻦ ﻭ ﻟﻘﺪ ﺷﺎﺀ ﻧﺴﻴﺐ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻓﺠﻤﻌﻬﺎ ﻭ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎﻟﺘﲔ ﻛﺘﺒﺘﺎ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻣﻨﺬ ١٢ﺳﻨﺔ .ﺳﺎﳏﻪ ﺍﷲ ! ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻭ ﻧﻈﻤﺖ ﻗﺒﻞ " ﺩﻣﻌﺔ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ" ﺃﻋﲏ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻀﺨﺎﻡ ! ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﱂ ﺃﻗﺘﺮﻑ ﺟﺮﳝﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ ،ﻭ ﻟﻦ ﺃﻓﻌﻞ .ﻭ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻋﺚ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ "ﺩﻣﻌﺔ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﺘﻨﻈﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻻ ﺇﱃ ﺟﺴﺪﻫﺎ. ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺎﻟﲔ ﺇﱃ ﺷﺎﺭﻝ ﺟﲑﺍﻥ ) ﺷﺎﻋﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ (.ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻫﻮ ﻏﺼﻦ ﻣﻦ ﻏﺼﻮﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﲤﺔ ﻟﺸﻲﺀ ﻭﺟﺪ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﺸﻲﺀ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ -ﺃﻋﲏ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﳊﻮﺍﺱ .ﻓﻔﻲ ﻋﻘﻴﺪﰐ ﺃﻥ ﺭﻭﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﺜـّﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻪ ﺟﱪﺍﻥ -ﻭ ﻛﲑﻳﺎﺭ ﺍﳌﺼﻮﺭ ) ﺭﺳﺎﻡ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺑﺄﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ (.ﻭ ﺩﻳﺒﻮﺳﻲ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ) ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭ ﳎﺪﺩﻳﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ (.ﻗﺪ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﺟﲑﺍﻥ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭ ﻣﺎ ﺑﺮﺣﻮﺍ ﻳﺴﲑﻭﻥ ﺣﱴ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﱵ ﺭﲰﺘﻬﺎ ﳍﻢ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﰲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺮﺏ .ﻭ ﻣﻊ ﺃﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﲜﻤﺎﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﱂ ﻭ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔﻭ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﻭ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻓﻬﻢ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﻣﺴﺎﺀ ﻋﻬﺪ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺻﺒﺎﺡ ﻋﻬﺪ ﺁﺧﺮ .ﻭ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﳝﺜﻠﻮﻥ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﺟﺪﺍﹰ ،ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻬﺪ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺈﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ :ﳌﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻣﺼﺮ ﺍﳌﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ؟ ﺃﻧﺖ ﻭﺣﺪﻙ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﳝﻨﻌﻚ ؟ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻨﺒﻬﻲ ﺍﻟﺮﺍﻗﺪﻳﻦ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﳌﻮﻫﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﲟﻘﺎﻡ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﻮﻫﻮﺏ .ﻭ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺷﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﺎﺩﻳﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﺍﳊﺎﺋﺮﺓ ﺍﳌﺴﺘﻌﺒﺪﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﻳﻘﻈﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻭ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﳓﻮ ﺍﳉﺒﻞ . ﺍﻓﻌﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺛﻘﻲ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﻜﺐ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﳝﻸ ﺑﻴﺘﻪ ﻧﻮﺭﺍﹰ – ﺃ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﻴﺘﻚ ﻭ ﺑﻴﱵ ؟ ﺃﻧﺖ ﺗﺘﺄﺳﻔﲔ ﻷﻧﻚ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻲ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺇﱃ " ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ"
ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻐﺮﺏ ﺃﺳﻔﻚ ﻫﺬﺍ ،ﺃﺳﺘﻐﺮﺑﻪ ﺟﺪﺍﹰ ﺃﻓﻼ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﺫﻫﺎﺑﻨﺎ ﺳﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺮﺽ ؟ ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺻﻮﺭﺓ ؟ ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﻛﻴﻒ ﺳﺮﻧﺎ ﺑﺒﻂﺀ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻧﺒﺤﺚ ﻭ ﻧﻨﺘﻘﺪ ﻭ ﻧﺴﺘﻘﺼﻲ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﻭ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ؟
ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ؟ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ " ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ " ﻓﻴﻨﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﳌﺂﰐ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺒﺢ ﻣﺮﻓﺮﻓﺎﹰ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﳓﻦ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻧﻘﺮﺃ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﳌﺴﺎﺀ .ﻭ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﻳﻦ ﻭ ﳓﻦ ﳒﺎﻟﺲ ﻭ ﳓﺪﺙ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﲔ ،ﻭ ﻳﺴﲑ ﰲ ﺣﻘﻮﻝ ﻭ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﱂ ﺗﺮﻫﺎ ﻋﲔ ﺑﺸﺮﻱ ﻭ ﳓﻦ ﻧﺴﻜﺐ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﰲ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺳﻴﺪﺓ ﲣﱪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﺮﺱ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ. ﻣﺎ ﺃﻏﺮﺏ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻓﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻭ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻬﻮﻟﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﱂ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﻣﻠﻨﺎ ﻭ ﳏﺠﺘﻨﺎ .ﻭ ﻫﻮ ﻣﺼﲑﻧﺎ ﻭ ﻛﻤﺎﻟﻨﺎ .ﻭ ﻫﻮ ﳓﻦ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ. ﻫﺬﺍ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺟﻬﺪﺕ ﺣﺎﻓﻈﺘﻚ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﺗﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺮﺽ ﻓﻬﻼ ﻓﻌﻠﺖ ؟ ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻟﺖ ﺭﺳﺎﻟﱵ – ﻭ ﻣﻦ ﳚﺪ ﻟﺬﺓﹰ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺃﻃﺎﻟﻪ. ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺒﻞ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﻫﺎ ﻗﺪ ﺻﺮﺕ ﺑﲔ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﻟﻶﻥ ﱂ ﺃﻗﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﳑﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ .ﺇﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ،ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺍﺮﺩ ،ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻠﻢ ﺍﳌﻠﺘﻒ ﺑﺎﻟﻴﻘﻈﺔ ﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﻏﲑ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻣﻈﻬﺮﺍﹰ ﻭ ﺑﻴﺎﻧﺎﹰ.
ﻧﻌﻢ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﺼﺪﻱ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻟﻒ ﺳﺆﺍﻝ ﻭ ﺳﺆﺍﻝ ﻭ ﻫﺎ ﻗﺪ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻭ ﱂ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎﹰ . ﻛﺎﻥ ﺑﻘﺼﺪﻱ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﺜﻼﹰ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻔﻈﺔ " ﺳﻴﺪﻱ " ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ؟ ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺸﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﻭ ﱂ ﺃﺟﺪﻫﺎ ..ﻓﺎﺣﺘﺮﺕ ﺑﺄﻣﺮﻱ ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﻧﺴﺨﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﳌﺼﺤﺤﺔ – ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﻏﲑ ﻣﺼﻴﺐ!
ﻫﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﺻﻐﲑ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻓﺴﺄﺗﺮﻛﻬﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ -ﺇﱃ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ -ﻓﻠﻴﻠﱵ ﻫﺬﻩ ﻗﺪ ﺷﺎﺧﺖ ﻭ ﻫﺮﻣﺖ ،ﻭ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﺍﳌﺴﻨﺔ. ﻭ ﺇﱐ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﳝﻸ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺭﺍﺣﺘﻴﻚ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ. ﻭ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ﻳﺎ ﻣﻲ ﻭ ﳛﺮﺳﻚ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ــــــــــــــ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺘﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﻧﺎﻓﺬﰐ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﺘﺸﺤﺔ ﺑﺮﺩﺍﺀ ﺃﺑﻴﺾ ﻭ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺪﻭﺀ ﻭ ﻋﺰﻡ ﻭ ﻏﺰﺍﺭﺓ ،ﻓﺘﻬﻴﺒﺖ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺑﻄﻬﺮﻩ ﻭ ﻧﻘﺎﻭﺗﻪ ،ﻭ ﻋﺪﺕ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺇﱃ ﴰﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺇﱃ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺪﺍﺛﱵ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻊ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﰒ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺘﺬﻳﺒﻬﺎ. ﺇﱐ ﺃﺣﺐ ﻋﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﳏﺒﱵ ﻟﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ .ﻭ ﺳﺄﺧﺮﺝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﺃﻣﺸﻲ ﲢﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.
ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﻻ ﻭ ﻟﻦ ﺃﻣﺸﻲ ﻭﺣﺪﻱ. ﺟﱪﺍﻥ ــــــــــــــ
ﻗﺼﯿﺪة
)اﻟﻤﺴﺎء(. ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺟﺒﺮان ﺧﻠﯿﻞ ﺟﺒﺮان. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺗﻐﺰﻻﹰ ﰲ ﳏﺒﻮﺑﺘﻪ ﺍﻵﻧﺴﺔ )ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ( ،ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻥ ﺍﲨﻌﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺣﱴ ﻻ ﻳﻔﻮﺗﲏ ﺷﻴﺊ ﻣﻦ ﲨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ.
ﻛﻨﺎ وﻗﺪ أزف اﻟﻤﺴﺎء ﺛﻤﻠﯿﻦ ﻣﻦ ﺧﻤﺮ اﻟﮭﻮى ﻣﺘﺸﺎﻛﯿﯿﻦ ھﻤﻮﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ إذا ﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻧﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻨﺰل ﻓﺎﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ واﻧﺒﺮت ﺣﺘﻰ ﺗﻮارت ﻓﯿﮫ ﻋﻨﻲ وارﺗﺒﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻓﺘﺒﻌﺘﮭﺎ ﻣﺘﻀﺎﺋﻼ ﻓﺮأﯾﺖ أﻣﺎ ﺑﺎدﯾﺎ ورأﯾﺖ وﻟﺪا ﺳﺒﻌﺔ ﺳﻮد اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻛﺎﻟﺪﺟﻰ وﻛﺄن ﻟﯿﻠﻰ ﺑﯿﻨﮭﻢ وھﺒﺖ ﻓﺄﺟﺰﻟﺖ اﻟﮭﺒﺎت ﻓﺨﺠﻠﺖ ﻣﻤﺎ راﺑﻨﻲ وﺑﺴﻤﺖ إذ رﺟﻌﺖ ﻓﺘﻨﺼﻠﺖ ﻛﺬﺑﺎ وﻟﻢ وﻟﺮﺑﻤﺎ ﻛﺬب اﻟﺠﻮاد ﻓﺄﺟﺒﺘﮭﺎ أﻧﻲ رأﯾﺖ ﻻ ﺗﻨﻜﺮي ﻓﻀﻼ ﺑﺪا ﯾﺨﻔﻲ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻣﻜﺎﻧﮫ ﺛﻢ اﻧﺜﻨﯿﻨﺎ راﺟﻌﯿﻦ
ﻧﻤﺸﻲ اﻟﮭﻮﯾﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻼء ﻃﺮﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﻧﻐﻢ اﻟﮭﻮاء وﻛﺜﯿﺮھﺎ ﻣﺤﺾ اﺷﺘﻜﺎء ﺻﻮت اﻟﻤﺆذن ﺑﺎﻟﻌﺸﺎء ﻣﺘﻄﺎﻣﻦ واھﻲ اﻟﺒﻨﺎء وﺛﺒﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺜﺐ اﻟﻈﺒﺎء ﻓﺎﻧﺘﻈﺮت ﻋﻠﻰ اﺳﺘﯿﺎء ذھﺒﺖ إﻟﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء أﻣﺸﻲ وﯾﺜﻨﯿﻨﻲ اﻟﺤﯿﺎء ﻓﻲ وﺟﮭﮭﺎ أﺛﺮ اﻟﺒﻜﺎء ﺻﺒﺮا ﻋﺠﺎﻓﺎ أﺷﻘﯿﺎء ﺣﻤﺮ اﻟﻤﺤﺎﺟﺮ ﻛﺎﻟﺪﻣﺎء ﻣﻠﻚ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻌﺰاء وﻣﻦ أﯾﺎدﯾﮭﺎ اﻟﺮﺟﺎء ﻣﻨﮭﺎ وﻋﺪت إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻓﻘﻠﺖ ﻛﺬا اﻟﺘﻠﻄﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء ﯾﺴﺒﻖ ﻟﮭﺎ ﻗﻮل اﻓﺘﺮاء ﻓﻜﺎن أﺻﺪق ﻓﻲ اﻟﺴﺨﺎء وﻻ ﺗﻜﺬب ﻋﯿﻦ راء ﻛﺎﻟﺼﺒﺢ ﻧﻢ ﺑﮫ اﻟﻀﯿﺎء ﻓﺘﺮاه أﻃﯿﺎر اﻟﺴﻤﺎء وﻣﻞء ﻗﻠﺒﯿﻨﺎ ﺻﻔﺎء
ﻣﻔﻜﮭﯿﻦ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻓﺈذا ﻋﺼﯿﻔﯿﺮ ھﻮى ﻋﺎر ﺻﻐﯿﺮ واﺟﻒ ﻇﻤﺂن ﯾﻄﻠﺐ رﯾﮫ وﻟﺸﺪ ﻣﺎ ﺳﺮت ﺑﮭﺬا
اﻟﻌﺬاب ﺑﻤﺎ ﻧﺸﺎء ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﺑﯿﺪ اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻣﻨﮫ ﺳﻮى اﻟﺬﻣﺎء ﺟﻮﻋﺎن ﯾﻠﺘﻤﺲ اﻟﻐﺬاء اﻟﻀﯿﻒ ﻟﯿﻠﻰ ﺣﯿﻦ ﺟﺎء
ﻓﺮﺣﺖ ﺑﻄﯿﺐ ﻟﻘﺎﺋﮫ
ﻓﺮح اﻟﻤﻔﺎرق ﺑﺎﻟﻠﻘﺎء
ﺍﳋﺎﲤﺔ ﻭﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﻌﻪ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﻪ ﺍﳌﺆﺛﺮﻩ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﻪ ﺑﺎﳊﺐ ﻭﺍﻟﻠﻮﻋﻪ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ,ﺃﻋﺮﺑﺖ ﻣﻲ ﻋﻦ ﺷﻮﻗﻬﺎ
ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﺟﱪﺍﻥ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎﹰ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺆﺍ ﻣﺮﺣﻠﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺳﺘﺒﺪ ﺎ ﺍﳊﺰﻥ ..ﻭﻋﺎﺷﺖ ﰲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﲤﺰﻗﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪﻩ ،ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﺎﻴﺎﺭ ﻋﺼﱯ ،ﺗﺒﻌﻪ ﺍﻴﺎﺭ ﰲ ﺻﺤﺘﻬﺎ ،ﻓﺎﻋﺘﺰﻟﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﱃ ﻗﺮﻳﺐ ﳍﺎ ﰲ ﺑﲑﻭﺕ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺯﻳﺎﺩﻩ ﺭﺳﺎﻟﻪ ﻣﺆﺛﺮﻩ ﻭﺻﻔﺖ ﺍﻵﻣﻬﺎ ﻭﺗﺮﺩﻱ ﺻﺤﺘﻬﺎ ،ﺗﻠﻚ ﺍﶈﻨﻪ ﻗﺎﺩﺎ ﺍﱃ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭﺃﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﻇﻠﻤﺎﹰ ﺍﱃ ﻣﺼﺢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻪ ﳑﺎ ﻃﻌﻨﻬﺎ ﰲ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ,ﻭﻗﻀﺖ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﺘﻨﻘﻠﻪ ﺑﲔ ) ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭﻳﻪ ( ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ،ﻭﻣﺼﺢ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﲑﻳﺰ ﻭﺑﲔ ﺑﻴﺖ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﺍﱃ ﺃﻥ ﻫﺒﻮﺍ ﺍﻗﺎﺭﺑﺎﺋﻬﺎ ﻷﻧﻘﺎﺫﻫﺎ ،ﻭﻋﺎﺩﺕ ﱃ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﻩ ﻋﺎﺷﺖ ﺳﻨﺘﲔ ﻭﻧﺼﻒ ، ﺍﱃ ﺃﻥ ﺫﻭﺕ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻓﺸﻴﺌﺎﹰ ،ﻓﺘﻮﻓﻴﺖ ﻋﺎﻡ ١٩٤١ﻡ ﻭﻣﺎﻫﻮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﻣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﺻﻄﺤﺒﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﻣﻌﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺠﺎﹰ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ،ﺣﲔ ﻳﺸﻔﹼﻬﺎ ﺍﻟﻮﺟﺪ ،ﻭﺻﻮﺭﻩ ﳉﱪﺍﻥ ﻛﺘﺒﺖ ﲞﻄﻬﺎ ﺍﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭﻩ... )ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺼﻴﺒﱵ ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ (. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺇﻣﻌﺎﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻦ ﻭﺗﻌﺒﲑﺍ
ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻭﺍﻦ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﺟﻨﺴﻴﺎ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺇﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺇﳒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺑﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺣﻴﺎ ﻓﺎﻋﻼ ﺧﻼﻗﺎ ،ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻏﺰﻟﻴﺎ ﻳﺘﻐﲎ ﺑﺎﻟﻘﺪ ﺍﳌﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﻌﲔ ﺍﻟﻨﺠﻼﺀ ﻭﺍﳋﺪ ﺍﻷﺳﻴﻞ ﻓﻘﻂ. ﻭﻗﺪ ﺃﲦﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﲦﺎﺭﺍ ﻃﻴﺒﺔ ﲡﻠﺖ ﰲ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﻗﻔﻦ ﻧﺪﺍ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻦ ﻟﺒﻴﺒﺔ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﻣﻠﻚ ﺣﻔﲏ ﻧﺎﺻﻒ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﺘﻴﻤﻮﺭﻳﺔ ﻭﻫﺪﻯ ﺷﻌﺮﺍﻭﻱ ﻭﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﱃ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻧﻌﻤﺎﺕ ﻓﺆﺍﺩ ﻭﻓﺪﻭﻯ ﻃﻮﻗﺎﻥ ﻭﻧﺎﺯﻙ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺳﻬﲑ ﺍﻟﻘﻠﻤﺎﻭﻱ ﻭﻏﲑﻫﻦ.
ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮﻫﻦ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺷﻐﻼ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ،ﻓﻘﺪ ﲨﻌﺖ ﺑﲔ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﰲ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﻋﺠﻴﺐ ،ﻭﺃﳌﺖ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺇﳌﺎﻣﺎ ﻣﺪﻫﺸﺎ.ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻘﻨﺖ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﳍﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﳉﺴﺪﻱ ﻣﻐﺮﻳﺎ ﻟﻸﺩﺑﺎﺀ ﲝﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﲝﺒﻬﺎ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻲ ﻭﻋﺒﺎﺱ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﻬﺠﺮ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺻﺎﻟﻮﺎ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍ ﻓﺎﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﺍﻷﺩﰊ ﻓﻜﺮﺓ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﳏﻀﺔ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺎ ﺑﻌﺾ ﻛﺎﺗﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺇﻧﺸﺎﺅﻩ ﻭﺗﺮﺳﻴﺨﻪ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ ﻋﺼﺮﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺧﻼﻗﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﳎﺮﺩ ﻭﺟﻪ ﲨﻴﻞ ﻭﺭﺣﻢ ﻭﻟﻮﺩ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺯﺍﺩ ﰲ ﺷﻬﺮﺎ ﻭﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﺘﻤﻊ ﳍﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ. ﻭﻟﻶﻧﺴﺔ ﻣﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ " ﺑﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ " ﻭ" ﺑﲔ ﺍﳌﺪ ﻭﺍﳉﺰﺭ" ﻭ"ﺳﻮﺍﻧﺢ ﻓﺘﺎﺓ " ﻭ" ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ " ﻭ"ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻭﺃﺷﻌﺔ " ﻭ"ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭﺩﻣﻮﻉ " ﻭﳍﺎ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﺃﺯﺍﻫﲑ ﺣﻠﻢ" .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﳏﺒﺔ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﻣﻠﻤﺔ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﺇﳌﺎﻣﺎ ﺃﺩﻫﺶ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻭﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﳓﺖ ﺍﺳﻢ ﳍﺎ ﻋﺮﰊ ﺧﺎﻟﺺ ﻣﻦ ﺍﺳﻢ "ﻣﺎﺭﻱ" ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ "ﻣﻴﺔ" ﺍﺳﻢ ﻋﺮﰊ ﺗﺮﺩﺩ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻴﻞ ﻣﻲ ﻭﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﳎﻠﺴﻬﺎ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﻧﱪﺎ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻭﻣﻼﳏﻬﺎ ﺍﳍﺎﺩﺋﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﻘﺔ ،ﻭﻛﻠﻤﺎﺎ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺍﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳋﻼﻗﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﻟﺒﻜﺮ ،ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﺛﺎ ﻣﺆﳌﺎ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻀﺘﻪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ،ﻭﺃﺑﻜﺘﻪ ﺣﺴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺟﻊ ﺍﳊﺰﻥ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻐﺼﺔ، ﻏﺼﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻌﻠﻬﺎﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺎ ﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ ﺍﻷﺧﲑﺍﻥ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻣﻲ ﺑﺄﺩﺎ ﻭﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ،ﻭﲜﻤﺎﳍﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﳉﺴﺪﻱ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﳏﺔ ﺇﱃ ﻋﺼﺮ ﻏﲑ ﻋﺼﺮ ﺍﳊﺮﱘ ،ﻭﺇﱃ ﺷﻌﺮ ﻻﻳﻜﺘﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﺻﻒ ﺍﻟﻨﻬﻮﺩ ﻭﺍﻷﺭﺩﺍﻑ ﻭﺍﳋﺪﻭﺩ ،ﺑﻞ ﻳﺸﻴﺪ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻷﺩﰊ .
ﺃﺭﺷﻒ ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ .
ﺻﻮرة ﻟﻸدﯾﺒﺔ ﻣﻲ زﯾﺎدة اﻣﺎم آﻟﺔ اﻟﺒﯿﺎﻧﻮ.
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ /ﺟﱪﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪﺍﻥ .
ﻣﺎﺭﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ.