العدد الرابع من مجلة مُباشر

Page 1



‫فيدرك أحدنا اآلخر‪..‬‬ ‫إيماني بأن الكتابة هي بوابة العبور بين العقول ونفق التسلل إلى الروح‪ ،‬جعلني‬ ‫أؤمن ً‬ ‫أيضا بأن ما أكتبه أنا أو غيري ال يجب أن يكون حالة فردية ممثلة لكاتبها‬ ‫فقط‪ ،‬بل ينبغي أن تكون الكتابة مساحة مشتركة يتقاسمها الكاتب والقاريء‬ ‫ً‬ ‫قليلا من الزمن الذي استغرقته عمليتي الكتابة والقراءة‪.‬‬ ‫لمدة زمنية أطول‬ ‫يرى البعض العمل الجماعي عمل مرهق للغاية وغير فعال‪ ،‬وأن العمل الفردي‬ ‫أسرع كثيرً ا وأجدى‪ ،‬وربما يكون في ذلك شيء من الصحة في كثير من األحيان‪،‬‬ ‫ولكن اإلنفراد باألشياء ال ينتج عنه إال قوالب مسطحة ال تمثل إال صانعها‪ ،‬وال‬ ‫تعبر بأي حال من األحوال عن األطراف األخرى‪.‬‬ ‫صفحات هذا العدد من مجلة ُمباشر يصعب فصل مجهودات صانعيها عن‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬فكل مقال يحمل اسم صاحبه أعاله ولكنه في حقيقة األمر‬ ‫يحمل مشاركة إما برأي أو بفكرة من باقي صناع العدد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بحثا عن كمال األشياء‪ ،‬ولكن سعيً ا الستثمار وقتك في معلومة مختارة‬ ‫ليس‬ ‫بدقة ومعروضة بعناية أو منظور مختلف في أحد مجاالت الحياة‪ ،‬فصفحات‬ ‫هذه المجلة صنعت لتعبر عن صانعيها وعنك‪.‬‬

‫آيـــة الحلو‬


‫مجلة طالبية شبابية تصدر عن جامعة القاهرة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫أميرة طارق‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫آيــة الحلــو‬ ‫ديسك‬ ‫نهى حسين‬ ‫حسناء خالد‬ ‫أماني محمود‬

‫إخراج فني‬ ‫فارس إسالم‬ ‫عز الدين محمد‬

‫للتواصل معنا‬ ‫‪Pr@radiomubasher.com‬‬ ‫‪mubasher_editorial@hotmail.com‬‬

‫‪RadioMubasherOfficial‬‬ ‫‪@MubasherRadio‬‬

‫‪RadioMubasher‬‬

‫‪www.radiomubasher.com‬‬


‫‪6‬‬

‫مجتمع‬ ‫من أنا؟‬

‫في أخر خمس دقايق‬

‫‪8‬‬

‫أدب وفن‬ ‫بيكساريات‬

‫دراما األجزاء‪ ...‬بين الفشل والنجاح‬

‫‪10‬‬

‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫حتى إصدا ٍر آخر‬

‫لغات بال كلمات‬

‫‪13‬‬

‫ملف العدد‪ :‬على خشبة األحالم‪..‬‬

‫‪24‬‬

‫رياضة وصحة‬ ‫مــا ال تعرفينــه غــن مســتحضرات‬ ‫التجميــل‬

‫الرياضة بين الموهبة والمال‬

‫‪26‬‬

‫منوعات‬ ‫بين الثانية عشرة والعشرون‬

‫الدبلجة‪ ..‬جسر ثقافي أم حاجز ُلغوي‬

‫‪28‬‬

‫ناس مباشر‬ ‫ماذا عن الرجال!‬

‫بورتريه‬


‫مجتمع‬

‫كتب‪ :‬حازم اشرف‬

‫هي حالة (ال أكون) بالنسبة لهاملت‪،‬‬ ‫سنوات التيه بالعهد القديم‪ ،‬وترتبط‬ ‫بعدم القدرة على الكشف عن الذات‬ ‫وتعريفها‪ ،‬والعجز عن تحديد القيم‬ ‫الشخصية‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى «إظالم ثم‬ ‫ستار» بلغة المسرح‪.‬‬ ‫حين نستيقظ كل يوم‪ ،‬نسأل أنفسنا‬ ‫أسئلة ثابتة‪ :‬من أنا؟ أين هو المكان الذي‬ ‫أرغب بالوصول إليه؟ كيف سيتم بلوغه؟‬ ‫متي أصل إليه؟ ولماذا أريد الوصول إلى‬ ‫هذا المكان؟ يتم اإلجابة عن هذه األسئلة‬ ‫يوميًا بالفعل ال بالكالم‪ ،‬حتى وإن كنت ال‬ ‫تفكر بتلك األسئلة‪ ،‬سيظل السؤال األول‬ ‫أهم وأصعب سؤال؛ ألنه كالبوصلة التي‬ ‫ترشدك للطريق‪ ،‬وحين تضيع البوصلة‬ ‫تظهر أزمة الهوية للفرد‪.‬‬ ‫تطفو أزمة الهوية على السطح مع بدء‬ ‫مرحلة المراهقة‪ ،‬التي تشمل لحظة‬ ‫االصطدام بالواقع‪ ،‬فهي تنطوي على‬ ‫اإلحساس باالغتراب وعدم الجدوى‪ ،‬وعدم‬ ‫القدرة على اختيار المستقبل المهني‪،‬‬ ‫واضطراب الشخصية‪ .‬ويعد التفكك‬ ‫األسري من أهم العوامل التي تزيد من‬ ‫ً‬ ‫مراهقا كان أو شابًا‪ ،‬في‬ ‫الطين بلة‪ ،‬فالفرد‬ ‫تلك الحالة يشعر بالتفكك داخليًا وخارجيًا‪،‬‬ ‫وهذا يدفعنا إلى النظر إلى اإلحصائيات‪،‬‬ ‫فقد ارتفعت نسبة الطالق في مصر من‬ ‫عاما الماضية‪،‬‬ ‫‪ %7‬إلى ‪ %40‬خالل الخمسين ً‬ ‫فتقع بمعدل ‪ 250‬حالة طالق في اليوم‬

‫‪6‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫الواحد أي حدوث طالق كل ‪ 4‬دقائق‪.‬‬ ‫حين نضع أزمة الهوية تحت المجهر‪،‬‬ ‫تظهر في شكلين أساسيين‪ :‬اضطراب‬ ‫الدور‪ ،‬وتبني الهوية السالب‪.‬‬ ‫بالشكل األول‪ :‬يعاني المراهق من عدم‬ ‫معرفة معنى لوجوده‪ ،‬ويرتبط بالقلق‬ ‫وسوء العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫بالشكل الثاني‪ :‬وهو األخطر‪ ،‬يصاب‬ ‫المراهق بالتفكك الداخلي الذي يدفعه‬ ‫إلى ممارسة أدوار غير مقبولة اجتماعيًا‪،‬‬ ‫كاإلدمان والتطرف واإللحاد‪ .‬فرد ال‬ ‫يستطيع إيجاد نفسه بأي مكان‪ ،‬فيُذهب‬ ‫عقله لعله يطير إلي حيث توجد النفس‪،‬‬ ‫ذلك هو المفهوم الذي يتبعه المدمن‬ ‫ال إراديًا‪ ،‬وذلك أحد األسباب التي جعلت‬ ‫نسبة اإلدمان في مصر تصل إلى ‪،%2.4‬‬ ‫ونسبة التعاطي وصلت إلى ‪ ،%10‬فاإلدمان‬ ‫والتعاطي إحدى طرق الهروب من الحيرة‬ ‫التي تحيط بالفرد‪ ،‬فصار التعاطي هو‬ ‫العالج المؤقت للحياة الميتة‪ ،‬وتؤكد‬ ‫اإلحصائيات أن الشباب يبدأ في مرحلة‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫التعاطي من عمر ‪11‬‬ ‫ً‬ ‫حين نقرأ سطرًا بكتاب ونشعر أن هناك‬ ‫جزء ما قد تاه منا‪ ،‬نعيد قراءة الفقرة‬ ‫ً‬ ‫مجددًا أو نقوم بالعودة إلى أعلى‬ ‫الصفحة لنستطيع إكمال الكالم وفهمه‬ ‫دون غموض‪ ،‬اللجوء إلى الدين هو العودة‬ ‫إلى أعلى الصفحة لفهم الموقف‪ ،‬وهناك‬ ‫من يشعر أنه كان يجهل دينه وغير ملم‬

‫به‪ ،‬رغم أن الدين جزء من حياتنا اليومية‪،‬‬ ‫وحين صار من المواظبين على العبادات‪،‬‬ ‫اتضحت الرؤية‪ ،‬ووجد نفسه‪ ،‬وذلك هو‬ ‫الجانب المشرق‪.‬‬ ‫صعيد آخر‪ ،‬يتجه البعض إلى مصادر‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫غير موثوق بها متعلقة بالدين‪ ،‬ويلجأ إلى‬ ‫أفكار هدامة‪ ،‬الدين بري ٌء منها‪ ،‬تنتهي‬ ‫به إلى التطرف‪ ،‬وحين يكون فردً ا بأحد‬ ‫الجماعات ذات الفكر المتطرف‪ ،‬يشعر‬ ‫أخيرًا بأن صار له دور‪.‬‬ ‫حين قال نيتشه أن اهلل قد مات‪ ،‬كان‬ ‫يشعر بالسخط‪ ،‬لمرضه وظروفه التي مر‬ ‫بها‪ ،‬وحين يؤمن أحد األفراد بعدم وجود‬ ‫اهلل؛ ذلك إلصابته بالملل من كل شيء‬ ‫حوله‪ ،‬فهو ال يدري سبب وجوده علي‬ ‫وجه البسيطة‪ ،‬وقد أعلن مفتي الديار‬ ‫السابق أن ‪ %12.3‬من الشباب المصري تمثل‬ ‫نسبة الملحدين‪ ،‬قد يشوب تلك النسبة‬ ‫بعض الشك‪ ،‬ولكنها توضح ضخامة األزمة‪،‬‬ ‫الفرد في تلك الحالة يحاول أن يكون ندً ا‬ ‫لإلله‪ ،‬فكما انعدمت هويته‪ ،‬لم يعترف‬ ‫بوجود إلهه‪.‬‬ ‫بشارعنا كثيرًا ما نشهد الغرائب‪ ،‬قد تكون‬ ‫أفعال يرفضها العقل أحيا ًنا ويكون‬ ‫مصدرها العادات‪ ،‬وأحيانًا أخرى تكون‬ ‫منبعها ثقافة غريبة عنا‪ ،‬وهذا ينقلنا من‬ ‫«من أنا؟» إلى «من نحن؟»‪.‬‬


‫مجتمع‬

‫كتب ‪ :‬حسن ميهوب‬

‫« لدي إحساس عميق بأنني‬ ‫لست حقيقة تماما‪ ،‬بل أننى‬ ‫زيف مفتعل ومصنوع بمهارة‬ ‫وكل إنسان يشعر في هذا‬ ‫العالم بهذا اإلحساس بين‬ ‫حين وأخر ولكني أعيش في‬ ‫هذا اإلحساس طيلة الوقت‪ ،‬بل‬ ‫إنتاجا‬ ‫أظن أحيا ًنا أنني لست إال‬ ‫ً‬ ‫صنعه‪».‬‬ ‫مائيا أُ ِ‬ ‫سينِ‬ ‫تقن ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬مارلين مونرو‪1962 ،‬‬

‫إن التعمق فى تفكير المنتحر قبل أن‬ ‫يقوم بذلك شيء معقد للغاية لدرجة‬ ‫أنه قد يجعلك تفكر في أن ُتقدم أنت‬ ‫على تلك الخطوة بنفسك‪ .‬خوف‪ ،‬ملل‪،‬‬ ‫إنكار الذات‪ ،‬اضطراب المزاج‪ ،‬الهروب‬ ‫من الذات‪ ،‬اكتئاب شديد‪ ،‬احتقار الحياة‬ ‫والشعور بالقوة‪ .‬كل هذه الدوافع تصيب‬ ‫المنتحر‪ ،‬قد تراها أنت أنها مشاعر بسيطة‬ ‫تنتابك أنت شخصيًا أحيا ًنا ولكن إن زادت‬ ‫هذه المشاعر عن حدها فإنها كفيلة‬ ‫بأن تجعلك ُتلقي بنفسك من فوق‪ ،‬برج‬ ‫أو فتح أنبوبة الغاز لتستنشق رائحة ذلك‬ ‫الغاز الممزوج بطعم الموت‪.‬‬ ‫يزعم البعض أن االكتئاب هو السبب‬ ‫تماما‬ ‫الرئيسي لالنتحار ولكن هذا خطأ‬ ‫ً‬

‫فيقول عالم النفس «روي»‪ :‬إن االعتقاد بأن‬ ‫كاف‬ ‫اكتئاب هو الدافع األساسي أمر غير‬ ‫ٍ‬ ‫وذلك ألن معظم المكتئبين ال يحاولون‬ ‫االنتحار‪ ،‬كما أنه ليس كل منتحر يعاني‬ ‫من االكتئاب‪ .‬والفقر بعيد كل البعد‬ ‫عن االنتحار‪ ،‬والسعادة والغنى قريبة كل‬ ‫القرب منه‪ ،‬حيث إن الشخص السعيد‬ ‫أو الذي يعيش في رفاهية يكون أكثر‬ ‫عرضة النتحار إذا خسر تلك السعادة‪ ،‬لذلك‬ ‫دائما‪،‬‬ ‫أنصحك يا صديقي العزيز أال تسعد‬ ‫ً‬ ‫وأال تحزن ألنك حزين‪ ،‬ألن السعادة قد‬ ‫تكون هى بداية تعاستك‪.‬‬ ‫لوم الذات من الدوافع الرئيسية لالنتحار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كارها‬ ‫إذ أن الشخص الذي يحتقر ذاته‬ ‫لها يتمنى أن يموت أم ًلا في إيجاد ذات‬ ‫جديدة في العالم األخر‪ ،‬كم مرة نهضت‬ ‫ووقفت أمام المرآة لترى نفسك وتسبها‬ ‫وتتمنى أن تهجم على تلك الذات من‬ ‫خلف المرآة لتفتك بها‪ .‬هل سألت نفسك‬ ‫ذات مرة كيف يقدر المنتحر على أن يهلك‬ ‫جسده وال يكترث بأي ألم؟ فالحقيقة‬ ‫أنه ال يشعر حقًا؛ ألنه بعد أن ينتهي دور‬ ‫الذهن في التمهيد يأتي دور الجسد ومن‬ ‫ثم يفقد الخوف تمامًا‪.‬‬ ‫االنتظار‪ ،‬هاجس يشغل فكر المنتحر‪،‬‬ ‫مستني إيه؟ تشتغل‪،‬تتجوز‪ ،‬تخلف‬ ‫وبعدين تموت‪.‬‬

‫هذا ما يؤرق فكره‪ ،‬لماذا تنتظر كل تلك‬ ‫السنين في الضغوط والمشاكل لتموت‬ ‫بعد عدد سنين؟ لماذا ال تذهب أنت‬ ‫تماما أن انتظار‬ ‫بقدميك له؟ فهو يعتقد‬ ‫ً‬ ‫الموت أسوء من لقائه‪.‬‬ ‫في رأيي المنتحر ذكي وماكر قد تراه ال‬ ‫تفارق االبتسامة وجهه وتتفاجأ بعدها‬ ‫ً‬ ‫حدث مع‬ ‫بيوم بأنه قتل نفسه هذا ما‬ ‫المغني «‪ ،»linking park‬جمعت صورة‬ ‫بينه هو وعائلته وهو يضحك يكفي أن‬ ‫ترى إبتسامته لتقول إنه شخص سعيد‬ ‫جدً ا‪ ،‬ولكن استيقظ العالم بعدها بيوم‬ ‫على خبر انتحاره لذلك ال تصدق إبتسامة‬ ‫أي شخص ألنه قد يكون في نفس‬ ‫الوقت يموت بداخله‪.‬‬ ‫يلقى ما يقارب من ‪ 800000‬شخص حتفه‬ ‫كل عام بسبب االنتحار‪ %15 ،‬من األمراض‬ ‫النفسية تؤدي إلى االنتحار مثل االكتئاب‬ ‫والفصام‪ ،‬حولي ‪ %10‬من مرضى الفصام‬ ‫ينتحرون نتيجة الهالوس‪ ،‬تختلف اآلراء‬ ‫والمعتقدات في االنتحار حيث يرى‬ ‫البعض أن االنتحار ما هو إال هروب ال‬ ‫يلجأ إليه إال الضعفاء‪ ،‬والبعض األخر‬ ‫ينظر للمنتحر على أنه شخص قوي ألنه‬ ‫استطاع أن ينهي حياته بنفسه في‬ ‫الوقت الذي يختاره دون خوف‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أدب وفن‬

‫سلسلة من‬ ‫الشخصيات المتداخلة‬

‫كتب‪ :‬عزالدين محمد‬

‫من منا لم يشاهد أفالم «األنيميشن»‬ ‫ويعجب بها وبشخصياتها في صغره‬ ‫فكلنا قد جلسنا لساعات وساعات أمام‬ ‫التلفاز لنشاهدها ولكن لم يخطر ببالنا أن‬ ‫تكون هذه األفالم مرتبطة ببعضها‪.‬‬ ‫كانت شركة «‪ »Pixar‬أعظم شركات‬ ‫صناعة الرسوم المتحركة تضع في‬ ‫أفالمها إشارات ألفالم سوف تقوم‬ ‫بإنتاجها في المستقبل أو أفالم أخرى‬ ‫أنتجتها من قبل‪ ،‬فأصبح ذلك أكثر من‬ ‫تلميح بسيط ألفالمها إنما هي قصة‬ ‫واحدة مترابطة تجمع كل أفالم «بيكسار»‬ ‫و لكنها بال بداية أو نهاية محددة‪ .‬فأقدم‬ ‫األفالم قد يحكى عن أعمال للعصر‬ ‫القادم‪ ،‬وأحدثها قد يرجع بالذاكرة ألفالم‬ ‫انتهت منذ سنين‪.‬‬ ‫يبدأ التسلسل الزمني للقصة في فيلم‬ ‫«‪ »Brave‬الذي عُ رِ ض في ‪ 2012‬ويحكي‬ ‫عن عصور الظالم القديمة‪ ،‬وهذا الفيلم‬ ‫يفسر أن للحيوانات خصائص إنسانية في‬ ‫جميع أفالم «بيكسار»‪ ،‬حين اكتشفت‬ ‫«مريدا» السحر وحولت أمها إلى دب عن‬ ‫طريق الخطأ‪ ،‬وبعثت الحياه في بعض‬ ‫األشياء األخرى ً‬ ‫أيضا‪ ،‬وقد قامت بأساس‬ ‫هذا السحر ساحرة تختفي في كل مرة‬ ‫من الباب بشكل غريب‪ ،‬لنعلم أن هذه‬ ‫الساحرة هي أساس قصص «بيكسار» ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫تتأثر الحيوانات كلها بسحر الساحرة وهذا‬ ‫ما يفسر كونها تتحدث‪ .‬نتيجة لذلك تصبح‬ ‫ذكاء وتتصف بالصفات‬ ‫الحيوانات أشد‬ ‫ً‬

‫‪8‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫اإلنسانية في بقية السلسلة‪.‬‬ ‫يتبع ذلك اختراع «تشارز مونت» في فيلم‬ ‫«‪ »UP‬تكنولوجيا لتسخير قوة الحيوانات‬ ‫ويستخدمها لتسخير الكالب لخدمته‬ ‫فينتهي ذلك بموته وتصبح الكالب حرة‬ ‫طليقة‪ .‬يزيد ذكاء الحيوانات كما يظهر في‬ ‫«‪ »Finding nemo‬مما يؤدي إلى ثورة صناعية‬ ‫عبر شركة ‪ BNL‬التي تسببت في فرار البشر‬ ‫إلى الفضاء‪ .‬وفي فيلم «‪ »WALL-E‬بعد‬ ‫أن أنهى التطور التكنولوجى الكبير الحياة‬ ‫البشرية على األرض ولم يقتصر ظهور تلك‬ ‫الشركة في هذه األفالم فقط‪ ،‬بل كانت‬ ‫ً‬ ‫أيضا ألعابًا في فيلم «‪ »Toy Story‬من‬ ‫منتجاتها‪.‬‬ ‫فلو تتبعنا أفكار شركة «بيكسار» سنجد‬ ‫أنها تجسد أشد مخاوفها في سيطرة‬ ‫التكنولوجيا على البشر وهي فكرة‬ ‫موجودة وواضحة في الوقت الحالي ففي‬ ‫فيلم «‪ »Incredibles‬يستخدم سيندروم‬ ‫روبوت قتل «‪ »Killboot‬عن طريق تلك‬ ‫التكنولوجيا لإلبادة الجماعية للبشر‪ .‬ولكن‬ ‫ينقلب الروبوت عليه في نهاية الفيلم‬ ‫وهذا يدل على أن الروبوتات قد بدأت تتمرد‬ ‫على البشر وتحاول التخلص منهم‪ .‬يتبع‬ ‫ذلك أحداث فيلم «‪ »cars‬الذي تمتلك به‬ ‫السيارات واآلالت ذكا ًئا بشريًا فتكون نتيجة‬ ‫ذلك بعد سنين طويلة هي اعتماد البشر‬ ‫بشكل كامل على اآلالت كما يظهر في‬ ‫«‪ »WALL-E‬فتصبح الحياة غير صالحة على‬ ‫كوكب األرض‪.‬‬

‫وفي نهاية الفيلم تعود الحياة إلى األرض‬ ‫بعد نجاحهم في زراعة أول شجرة على‬ ‫الكوكب فتصبح تلك الشجرة هي المشهد‬ ‫االفتتاحي في فيلم آخر‪ ،‬وهو «‪A bug's‬‬ ‫‪.»life‬‬ ‫في تلك األثناء تظهر أنواع جديدة وهي‬ ‫الوحوش والتي ظهرت على األرض ً‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫لكن في المستقبل بعد آالف السنين‬ ‫حيث ستتعرض األرض إلشعاع ينهي حياة‬ ‫َ‬ ‫وتعطى طفرة جينية للحيوانات‬ ‫اإلنسان‬ ‫ً‬ ‫فتصبح وحوشا في الفيلم الشهير «شركة‬ ‫المرعبين المحدودة»‪ ،‬ولكن ستتعرض تلك‬ ‫الحيوانات ألزمة طاقة‪ ،‬فسيتم توفير تلك‬ ‫الطاقة عن طريق السفر عبر الزمن‪ ،‬وفي‬ ‫الحقيقة أن كل باب في الفيلم هو آلة زمن‬ ‫ترجع لعصور البشر‪ ،‬والفتاة «بوو» في ذلك‬ ‫الفيلم ‪ ،‬بعد أن انتقلت لزمن الوحوش في‬ ‫المستقبل وعرفت المستقبل المظلم‬ ‫لإلنسان‪ ،‬أصبحت مهووسة لمعرفة ماذا‬ ‫حدث لـ «شلبي سلوفان» أو «‪ »Sully‬لتصبح‬ ‫بعد سنوات هي نفسها الساحرة التي‬ ‫ظهرت في فيلم «‪ »Brave‬بعد أن أصبحت‬ ‫عجوز‪ ،‬والتي قلنا إنها ستكون أساس أفالم‬ ‫«بيكسار» كلها حيث مازالت تبحث عن‬ ‫«‪ »sully‬وهذا ما يفسر اختفائها عند غلق‬ ‫األبواب‪.‬‬ ‫وتظل قصص «بيكسار» تمتعنا‪ ،‬وتمتد‬ ‫القصص وال تنتهى إلى الالنهائية وما بعدها!‬


‫ادب وفن‬

‫بين الفشــل والنجاح‬ ‫كتب ‪:‬سارة رجب‬

‫يعتقد البعض أن دراما األجزاء هي‬ ‫استغالل لنجاح القصة األساسية وحب‬ ‫الجمهور لها واعتمادها على المط‬ ‫والتطويل‪ ،‬ويرى البعض اآلخر أنها دراما‬ ‫من النوع االحترافي‪ ،‬حيث أن المؤلف‬ ‫الذي يكتب عدة أجزاء لمسلسل واحد‬ ‫دون أن يُشعر المشاهد بملل بل وينتظره‬ ‫بشغف؛ يكون مؤلف ناجح وعلى‬ ‫مستوى عالي من الثقافة‪ ،‬وأكبر مثال هو‬ ‫«أسامة أنور عكاشة» أحد أهم المؤلفين‬ ‫وكتاب السيناريو في الدراما المصرية و‬ ‫العربية‪ ،‬من أشهر أعماله مسلسل «ليالي‬ ‫الحلمية» الذي قام بإخراجه إسماعيل‬ ‫عبد الحافظ‪ ،‬حيث صور هذا المسلسل‬ ‫التاريخ المصري الحديث من عصر الملك‬ ‫فاروق وحتى مطلع التسعينات في‬ ‫عدة أجزاء‪ ،‬وشارك فيه نخبة من أكبر‬ ‫الفنانين زاد عددهم على ‪ 300‬ممثل‪،‬‬ ‫وكان من أنجح دراما األجزاء ولكن في‬ ‫عام ‪ 2016‬جاء المؤلف أيمن بهجت قمر‬ ‫ليستكمل هذا المسلسل في الجزء‬ ‫هجوما كبيرًا من كبار‬ ‫السادس ولقى‬ ‫ً‬ ‫النقاد؛ حيث اعتبره البعض سرقة أدبية‬ ‫وعدم احترام للملكية الفكرية ألسامة‬ ‫أنور عكاشة‪ ،‬وقال اإلعالمي شريف عامر‬

‫«هذه ليست الليالي وال هؤالء شخوصها‬ ‫وال هذا زمانها»‪ ،‬وإتفقت الناقدة ماجدة‬ ‫خير اهلل مع متابعيها على الفيسبوك أن‬ ‫الجزء السادس محكوم بالفشل‪ ،‬وقالت‬ ‫«حكاية الجزء السادس من ليالي الحلمية‬ ‫ال تجوز؛ ألن في حاجة اسمها الملكية‬ ‫الفكرية واألدبية‪ ،‬وال يجوز ألي مؤلف‬ ‫معاصر أن يقدم عم ًلا عن أحفاد سليم‬ ‫البدري ونازك السلحدار وسليمان غانم»‪،‬‬ ‫ولكن كان هناك من يشجع الفكرة حيث‬ ‫قالت نسرين أسامة أنور عكاشة «قبل‬ ‫ما تستقبلوا تجربة أيمن بهجت قمر و‬ ‫عمرو ياسين بكل العدائية غير المقبولة‬ ‫وال المنطقية‪ ،‬أتسقوا مع نفسكم‪،‬‬ ‫احترموا حق الغير في التجربة»‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من الجدل المثار إال أنه حقق نسبة‬ ‫مشاهدة مقبولة؛ والسبب هو وجود‬ ‫نجوم شباب لهم معجبينهم وأيضًا رغبة‬ ‫البعض في معرفة مصير األبطال في‬ ‫المسلسل‪ ،‬ومع ذلك ال يمكن أن ننسي‬ ‫أطول مسلسل في تاريخ دراما األجزاء‬ ‫المصرية‪« ،‬يوميات ونيس» مسلسل مكون‬ ‫من ‪ 8‬أجزاء‪ ،‬بدأ هذا المسلسل في ‪،1994‬‬ ‫وهو يناقش قضايا اجتماعية مهمة حيث‬ ‫يقوم ونيس ومايسة بتربية أبناءهما على‬

‫األخالق والقيم الصحيحة‪ ،‬وأثناء تأديتهم‬ ‫لهذه الرسالة يكتشفون أنهم يخالفون‬ ‫الكثير من القيم التي يحاوالن زرعها في‬ ‫أوالدهما‪ ،‬فيعمالن على التصحيح من‬ ‫نفسيهما‪ .‬وبعد ذلك أعلن محمد صبحي‬ ‫عن تأليف الجزء السادس والسابع والثامن؛‬ ‫تكريما لكل الراحلين الذين ظهروا‬ ‫وذلك‬ ‫ً‬ ‫في كل أجزاء مسلسل ونيس مثل المخرج‬ ‫أحمد بدر الدين والممثلة سعاد نصر وزوزو‬ ‫نبيل‪ ،‬وبذلك وصل عدد حلقات المسلسل‬ ‫إلى ‪ 270‬حلقة‪ ،‬أكد محمد صبحي أنه لم‬ ‫يكن يهدف من تقديم جزء تاسع إلى‬ ‫استغالل نجاح المسلسل‪ ،‬بل ألنه يساهم‬ ‫في تثقيف وخدمة المجتمع ونشر الوعي‬ ‫من خالل مناقشة المسلسل للكثير من‬ ‫المشاكل المعاصرة‪.‬‬ ‫وتستمر دراما األجزاء في إدهاش‬ ‫المشاهدين مثل مسلسل «المال والبنون»‬ ‫و «زيزينيا» و»الشهد والدموع» و «رأفت‬ ‫الهجان»‪ ،‬وكل هذه المسلسالت التي‬ ‫نجاحا باهرًا ونالت إعجاب وتقدير‬ ‫حققت‬ ‫ً‬ ‫المشاهدين‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫حتى إصدار آخر ‪..‬‬ ‫كتب ‪ :‬رحمة خالد‬

‫ُك ٌل منا يسعى للتميز بطريقته‪ُ ،‬ك ٌل منا‬ ‫يسعى للوصول للكمال‪ .‬بالطبع هو‬ ‫غاية ال تدرك‪ ،‬ولكن قدر محاولتك قدر‬ ‫ما ستجني منه‪ .‬كذلك األمر هنا في‬ ‫عالم التكنولوجيا والحواسيب واألجهزة‬ ‫المتنقل منها والثابت‪ُ ،‬ك ٌل من الصانع‬ ‫والمستخدم يسعى للتميز وتحقيق‬ ‫الكمال وفق قانون العرض والطلب الذي‬ ‫يسيطر على حياتنا بشكل أساسي‪ .‬وإذا‬ ‫ذكرنا التميز في عالم التكنولوجيا‪ ،‬ذكرنا‬ ‫تلك الشركة التي تسعى للكمال وتتخذه‬ ‫ً‬ ‫ميثاقا رسميًا لها‪ ،‬وهى شركة «أبل»‪.‬‬ ‫ففي كل مرة تعلن فيها شركة «أبل» عن‬ ‫إصدار جديد تتوجه أنظار العالم نحوه‪،‬‬ ‫ويتطلع المستهلكون لكل المميزات التي‬ ‫ستجعل هذا اإلصدار يتفوق على سابقيه‪.‬‬ ‫وعلى ذكر اإلصدارات الجديدة‪ ،‬ما رأيك‬ ‫في اإلصدار األحدث الذي لم يتم البدء‬ ‫في تصنيعه حتى اآلن «األيفون إكس»؟‬ ‫البد أنك قد سمعت عن تلك الخصائص‬ ‫المختلفة‪ ،‬وأعني هنا كلمة االختالف‬ ‫بمعناها الحرفي‪ .‬سأخبرك ببعض األمور‬ ‫التي قد تهمك معرفتها في حال قررت‬ ‫ً‬ ‫بداية وقبل أي حديث عن أي ميزة‪،‬‬ ‫اقتنائه‪.‬‬ ‫البد وأنك سمعت عن النوع الجديد من‬ ‫البصمة‪ ،‬ليست بصمة إصبعك أو كفك‪،‬‬ ‫وإنما بصمة وجهك! و هنا يتبادر إلى ذهنك‬ ‫فيضان من األسئلة عن كيفية عمل‬

‫‪10‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫هذه اآللية‪ ،‬وهل ستعمل في كل األحوال‬ ‫أيًا كان شكل وجهي الذي ستطالعه‬ ‫بعض الدوائر الحساسة والدقيقة داخل‬ ‫الجهاز؟ فربما أنا أبكي فهل ستتغاضى‬ ‫المستشعارات عن دموعي وتفتح قفل‬ ‫الشاشة ببصمة وجهي الباكي؟ وغيرها‬ ‫من الحاالت والتساؤالت التي ستتخذها‬ ‫حتما‬ ‫الشركة في الحسبان أثناء التصنيع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذه ليست الخاصية الوحيدة لكنها‬ ‫األبرز‪ .‬أما غيرها من الخصائص «فاأليفون»‬ ‫الجديد يدعو لكسر الحواجز والتحرر من‬ ‫القيود وجعل ما ترى أوضح‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫شاشة من دون حواف لترى األفق أمامك‬ ‫ممتدً ا‪ ،‬ولكن دون أن تخلو الشاشة من‬ ‫بعض المستشعرات في أعلى التصميم‬ ‫لتضمن لك النقاء الذي تتطلع له‪ .‬وربما‬ ‫قدم التصميم حل جيد لمشكلتنا األزلية‬ ‫وهي قصر أسالك الشاحن التي تمنعنا‬ ‫من التحرك حتى لبعض سنتيمترات قليلة‪،‬‬ ‫ولكن «األيفون» وعدنا بالحرية من القيود؛‬ ‫فهو مدعم بالشحن الالسلكي‪ ،‬وبذلك‬ ‫وداعً ا للجلوس لساعات بجانب وصلة‬ ‫الكهرباء‪ .‬فما رأيك؟ هل تفكر في اقتنائه؟‬ ‫وهنا ننتقل للمرحلة الثانية وهي ما بعد‬ ‫التفكير والتطلع القتنائه وما جعلك تفكر‬ ‫فيه‪ ،‬سأخبرك أنهما ربما سببان‪ .‬أولهما‬ ‫هو تلك الخصائص‪ ،‬بعضها مؤثر أكثر‬ ‫من كونه ضروري‪ ،‬بمعني أن «أبل» دائما‬

‫تسعى لجعلك تشعر بالراحة والتميز‬ ‫في استعمالك لمنتجها‪ ،‬أكثر من كونها‬ ‫تسعى لخلق مزايا تنافسية‪ .‬أما السبب‬ ‫الثاني فهو تلك الكلمات البسيطة‬ ‫والفعالة التي تستخدمها في التسويق‬ ‫إلصداراتها‪ ،‬بعيدً ا عن مصطلحات البرمجة‬ ‫المعقدة التي ال تهم المستهلكين‪ .‬فقط‬ ‫عدة كلمات تجعلك تدرك أنك بحاجة إلى‬ ‫شراء «األيفون»حا ًلا‪ .‬على ذكر الكلمات‬ ‫المؤثرة‪ ،‬ننتقل للمرحلة الثالثة‪ .‬بعضنا‬ ‫إلهاما‪ ،‬والبعض األخر‬ ‫دائما فى غيره‬ ‫يرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يرى أن غيره حقق المعجزة في زمن‬ ‫المعجزات فيه من النوادر‪ .‬وربما كان حظ‬ ‫شركة «أبل» وافرًا أن يكون «ستيف جوبز»‬ ‫هو ملهمها وقائدها‪ .‬في رأيي المتواضع‪،‬‬ ‫نموذجا ونأخذ قصته‬ ‫أرى أننا نحب أن نتبع‬ ‫ً‬ ‫دربًا نسير فيه نحو تميزنا‪ .‬فقد يكون‬ ‫«ستيف جوبز» هو السبب الثالث الخفي‪،‬‬ ‫هو رمز تحقيق التميز‪.‬‬ ‫يوما ما قال «جوبز»‪« :‬جمال كل شيء ليس‬ ‫ً‬ ‫فى االكتمال‪ ،‬كذلك هي الحياة لو أنها‬ ‫اكتملت لنا لما شعرنا بأي انجذاب لها»‪.‬‬ ‫بذلك ترينا «أبل» أن األهم هو التميز في‬ ‫الشكل والتسويق ال في الميزة التنافسية‪،‬‬ ‫التي ستجعلك في الصدارة حتي إصدار‬ ‫آخر‪.‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫لغات‬

‫بال‬

‫كلمات‬ ‫كتب‪ :‬محمد فكرى‬

‫سألني صديقي عن إذا ما سافرت دجاجة من إحدى الدول‬ ‫العربية في طائرة إلى إحدى البالد األروبية‪ ،‬فـهل ستستطيع تلك‬ ‫الدجاجة التحدث إلى الدجاجات هناك؟‬ ‫كانت بالطبع تلك دعابة من صديقي ولكن السؤال الحقيقي‬ ‫هنا هل الدجاجة – أو الحيوانات بشكل عام – تتحدث؟!‬ ‫في البداية أريد أن أوضح لك مفهوم اللغة‪ ،‬فعندما أذكر كلمة‬ ‫«لغات» سيخطر على بالك ( العربية‪ ،‬اإلنجليزية‪ ،‬الهندية‪ ،‬الصينية‬ ‫‪ ...‬إلخ )‪ ،‬ولكن ماذا سيخطر ببالك عندما أقول لك مصطلح «لغات‬ ‫بال كلمات»؟ هال أخبرتني كيف يتحدث األشخاص ذوو االحتياجات‬ ‫الخاصة سمعيًا(الصم) أو صوتيًا(البكم)؟‬ ‫نعم‪ ،‬إنهم يستخدمون لغة خاصة بهم تسمي لغة الصم‬ ‫والبكم (لغة اإلشارة) ال تعتمد على األصوات أو الكلمات‪ ،‬بل‬ ‫تعتمد تلك الطريقة على اإلشارات باليد و حركات الجسد‬ ‫وإيماءات الوجه وفي بعض المراحل المتقدمة تستخدم حركة‬ ‫الشفاه‪ ،‬وكذلك تستخدم قوات الشرطة والعسكرية لغة خاصة‬ ‫وشفرات ليتبادلوا أفكارهم وخططهم دون استخدام الكلمات‪،‬‬ ‫واألطفال في سن مبكر يستخدمون بعض التعبيرات لتدل على‬ ‫ما يحتاجون دون كالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا يتضح لك أنه ليس بالضرورة أن تحتوي اللغة على كلمات‬ ‫وحروف كما قد يظن البعض‪ ،‬وإنما اللغة عبارة عن أنواع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا وثيقا‪،‬‬ ‫من اإلشارات والرموز ترتبط بالتفكير والعواطف‬ ‫والحيوانات دائرة تفكيرها واحتياجاتها بسيطة وغير معقدة‬ ‫مثل البشر لذلك نجد لغة الحيوانات بليغة ولكننا ال نفهمها ألننا‬ ‫فقط لم نتعلمها‪.‬‬ ‫وتستند اللغة البشرية على مبدأين وهما المفردات وهي قائمة‬ ‫من األصوات ومجموعة من المقاطع المتفق عليها بين جميع‬ ‫الناطقين باللغة باعتبارها ّ‬ ‫مفهوما معي ًنا‪ ،‬والمبدأ األخر هو‬ ‫تمثل‬ ‫ً‬ ‫قواعد اللغة والنحو وهي خوارزمية مبنية في دماغ كل ناطق‬ ‫معا بطرق ال نهائية من أجل‬ ‫باللغة وتسمح له بضم الكلمات ً‬

‫التعبير عن كل فكرة تخطر في باله‪.‬‬ ‫في المقابل يستند معظم تواصل الحيوانات على إظهار الحالة‬ ‫المزاجية أو قصد الحيوانات التي تتواصل فعلى سبيل المثال‬ ‫القط عندما يكون راضيًا‪ ،‬و ينفث عندما يريد أن يهاجم‪،‬‬ ‫يغرغر ِ‬ ‫ويصدر أصوات عويل مرتفعة عندما يكون على مقربة من قطة‬ ‫ذات هياج جنسي ويكون راغبًا فيها‪.‬‬ ‫وأنعم ُ‬ ‫اهلل على سيدنا سليمان بفهم لغة الحيوانات حيث‬ ‫استطاع التحدث إلى النملة وإلى الهدهد وتلك معجزة من اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى ونعمة خصها اهلل ألحد أنبياءه دون غيره‪ ،‬ولم‬ ‫تستطع العلوم فك شفرات لغة الحيوانات ولكن هناك بعض‬ ‫الحاالت التي استطاع العلماء التكهن بمعانيها وربطها ببعضها‪،‬‬ ‫فمث ً‬ ‫ال أن يكشر األسد عن أنيابه أو ترتفع أفعى الكوبرا من األرض‬ ‫أوعندما يقوس القط ظهره ويقف شعره كل تلك حركات‬ ‫جسدية تدل على الغضب أو القلق أو االستعداد للهجوم‪.‬‬ ‫وكذلك الرائحة من أهم طرق التواصل بين الحيوانات و تسمى‬ ‫المواد الكيميائية التي تستخدمها الحيوانات لنقل رسالة ألبناء‬ ‫جنسها «الفيرومونات» ويمكن لذكور الكالب أن تتعرف بهذه‬ ‫الطريقة على وجود أنثى ذات هياج جنسي في المنطقة أو أن‬ ‫تتعرف النملة على أماكن الغذاء‪.‬‬ ‫وهناك األصوات المختلفة والنداءات التي تعتبر لغة هامة‬ ‫للتواصل فمث ً‬ ‫ال القرود تصدر نداءات تحذيرية مختلفة عندما ترى‬ ‫نمراَ‪ ،‬نسراَ أو ثعبان َا لتحذر األخرين‪ ،‬وتصدر الدالفين صوت مميز‬ ‫عندما تشعر بالسعادة‪.‬‬ ‫يدعون أنه ال توجد أي عالقة حقيقية‬ ‫ولكن هناك باحثين ُكثر َّ‬ ‫بين األصوات التي تصدرها الحيوانات وبين رغباتها وأنها كما يبدو‬ ‫انتقاء طبيعي وما زال األمر تحت الدراسة‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تابعوا الموسم الـ ‪ 11‬لراديو ُمباشر على ‪www.radiomubasher.com‬‬ ‫كل يوم من السبت لألربعاء‬ ‫مساء‬ ‫اإلعادة‪ :‬الساعة ‪11‬‬ ‫مساء‬ ‫اإلذاعة‪ :‬الساعة ‪9‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مساء‬ ‫ويوم الجمعة تقدروا تسمعوا كل الحلقات اللي فاتتكم من الساعة ‪ 4‬لحد ‪10‬‬ ‫ً‬


‫الملف‬

‫من الكالوس للبريميرا عالم كبير من السحر واألحالم‪ ،‬خشبة‬ ‫ذهبية تتحرك عليها أرواح ساكنيها‪ .،‬من الكالوس المزدحم الذي‬ ‫يعج بفوضى التأهب تنسى هذه األرواح من تكون لتأخذك في‬ ‫ٌ‬ ‫كل منا أن يصبح ما يريد‪ ،‬حتى‬ ‫رحلة إلى‬ ‫واقع آخر ‪ ،‬حيث بإمكان ٍ‬ ‫تغلق البريميرا‪.‬‬


‫من هنا بدأت الحكاية‪..‬‬

‫كتب‪ :‬أماني محمود‬ ‫وآية محمد‬

‫تنطفئ األنوار‪ ،‬وهناك يظهر ضوء خافت ينبئ عن قدوم أحدهم سيرًا‬ ‫ومشاكله‪ ،‬كما فى مسرحية "البنت العصرية" حيث تناول مشكلة انسياق‬ ‫على األقدام‪ ،‬فتتالشى أصوات الناس‪ ،‬وتتعلق القلوب بفضول قاتل؛ ماذا بعض األسر وراء تقليد الغرب فى التبرج‪ ،‬ومسرحية "الضرتين" وتناوله لقضية‬ ‫سوف يحدث اآلن؟ هنا تشعر وكأنك في عالم مواز‪ ،‬عالم ترتطم فيه‬ ‫تعدد الزوجات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحقيقة بالخيال‪ ،‬والحب بالكراهية‪ ،‬والخوف باإلطمئنان‪ ،‬ببساطة ألنك‬ ‫إدراكا لمشكالت المجتمع؛ ولديه القدرة على معالجتها‬ ‫كان يعقوب أكثر‬ ‫في بيت من بيوت الفن‪ ،‬يقدم لك القصة على هيئة نكهة جديدة؛ يفصح وتحليلها فى مسرحياته وهو ما يهدف إليه المسرح تحديدً ا‪.‬‬ ‫عن باطنها أشخاص وكلمات وإيماءات وموسيقى‪.‬‬ ‫في بداية القرن العشرين اتجه المسرح المصري إلى العروض الغنائية‬ ‫إنه المسرح أبو الفنون وأعرقها‪ ،‬أقدمها س ًنا وأحدثها مضمو ًنا وفحوى‪،‬‬ ‫الراقصة‪ ،‬فكان المسرح حين إذا ترفيهي فقط‪ ،‬حتى انضم رواد المسرح‬ ‫والدة المسرح بدأت منذ أيام اإلغريق واليونان‪ ،‬حيث كانت المسارح هي‬ ‫المصري ليرسموا المسرح التمثيلي ببصمتهم االبتكارية والساحرة‪.‬‬ ‫الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني‪ ،‬فيلجأ إليها كل عاشق للفن ليبوح عن ما ولكن دعنا أو ًلا نتعرف عليهم‪:‬‬ ‫يدور في مكنونه‪ ،‬ويعلو بك أنت كمشاهد إلى سماء الخيال‪.‬‬ ‫طفل صغير صارع عشقه للتمثيل أمام أسرته األرستقراطية ذوي المناصب‬ ‫بدأ المسرح اإلغريقي من مجال الدين واآللهة وأساطيرهم‪ ،‬إلى مجال‬ ‫الرفيعة التي كانت تستخف بتلك الهواية‪ ،‬فأنهى دراسته في معهد‬ ‫اإلنسان وحياته ومجتمعه وذلك ألن اآللهة لم تكن في الواقع إال بشرًا‪.‬‬ ‫الزراعة وسافر إلى إيطاليا‪ ،‬ليعود بعد ذلك إلى القاهرة وينشئ مسرحه‬ ‫سجن هذا الفن‪ ،‬واقتصر على‬ ‫الخاص عشقه األول "مسرح رمسيس"‪ ،‬نعم هذا لقبه‪ ،‬رمسيس هو يوسف‬ ‫أما في مصر الفرعونية القديمة فقد ُ‬ ‫الطقوس الدينية فى المعابد ولم يخرج من حيطان المعابد حتى‬ ‫وهبي عميد المسرح العربي‪ ،‬عمد وهبي بجانب تمثيله األدوار الرئيسية‬ ‫دفنوا سويًا‪ ،‬وبعد فترة غياب طويلة عاد المسرح من جديد لألراضي‬ ‫روحا جديدة على فن المسرح‪،‬‬ ‫في مسرحياته إلى التأليف واإلخراج‪ ،‬وأدخل ً‬ ‫العربية‪ ،‬وأسهمت الحملة الفرنسية فى ذلك إذ أنهم جلبوا معهم‬ ‫ووضع تقاليد له ما زالت ُتؤرخ باسمه حتى اآلن؛ حيث أدخل أفكارًا لم‬ ‫الممثلين والمخرجين والك َتاب‪ ،‬وأقاموا بعض المسارح الخشبية ليمثلوا‬ ‫تكن معروفة مثل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار‪ ،‬واهتم‬ ‫بها بالفرنسية بعض الروايات للترويح عن جنودهم‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬ ‫بالديكورات واإلضاءة باعتبارهما أهم مكمالت للعرض المسرحي‪ ،‬وتتالت‬ ‫الشعب ال يفهم ما يقال على خشبة المسرح إال أنهم انجذبوا له وكانوا مسرحياته واحدة تلو األخرى بين نجاح وفشل‪ ،‬ولكنها تميزت بالطابع‬ ‫يسترقون النظر من خالل األلواح الخشبية‪ ،‬لكي يشاهدوا مايجري على‬ ‫الدرامي التي تعتمد على نشر الوعي االجتماعي ونقد عيوب المجتمع؛‬ ‫تلك المسارح‪.‬‬ ‫حيث عرض لمشكالت‪ ،‬مثل‪:‬أطفال الشوارع‪ ،‬والصراع بين الضمير والعاطفة‪،‬‬ ‫وكانت من هنا االنطالقة فى عالم المسرح‪ ،‬فبعد خروج الحملة‬ ‫كذلك عمد إلى محاربة االستعمار والفساد‪ .‬وقد حظي المسرح بـ ‪320‬‬ ‫الفرنسية عام ‪ُ 1801‬فتح الباب على مصراعيه أمام تدفق عدد كبير من تلك مسرحية من يوسف وهبي قبل انتقاله إلى السينما؛ ألن مسرحه توقف‬ ‫الفرق التي رسخت شكل المسرح الغربي ثم بدأت بأخذ الوجهة العربية‪ .‬نتيجة ظهور المسرح الكوميدي واهتمامه بالمشاكل االجتماعية في قالب‬ ‫لم يكن يتم هذا من دون ترحيب وتشجيع من سلطة عليا‪ ،‬وتمثلت فى ساخر يختلف عن الطابع الميلودرامي الذي يقدمه يوسف وهبي‪ ،‬وكان‬ ‫الخديوي إسماعيل الذي رحب بالفرق المسرحية األوروبية‪ ،‬واستقبل الفرق من أشد منافسيه في هذا المجال نجيب الريحاني وعلي الكسار‪.‬‬ ‫االيطالية والفرنسية و األرمينية‪ ،‬كما أنه شيد فى عام ‪ 1869‬بمناسبة‬ ‫افتتاح قناة السويس دار األوبرا الخديوية التي قدمت "عايدة" المستوحاة "سأبكيكم من الضحك إن شاء اهلل”‪ ،‬قالها نجيب الريحاني بعد تمثيله‬ ‫من التاريخ المصرى القديم بناء على طلب الخديوي نفسه‪ .‬ولم يكتف‬ ‫على المسرح دور «حسب اهلل» لقصة «ريا وسكينة»‪ ،‬وسماعه ضحكات‬ ‫بذلك بل أنشأ العديد من المسارح مثل المسرح الكوميدي‪ .‬فى الحقيقة الجمهور الصاخبة؛ فلم يكن يتوقع ردة فعل الجمهور ألن المسرحية من‬ ‫فى ظل كل هذه الجهود كانت هناك مشكلة تعرقل ازدهار فن‬ ‫المسرح؛ فالمجتمع العربي لم يكن يعلم ما هو المسرح ولذلك تقدم‬ ‫«مارون النقاش» أحد داعمي فكرة المسرح العربى بإلقاء خطبة عند‬ ‫تقديمه مسرحيته األولى يبين فيها رسالة المسرح‪ً .‬‬ ‫أيضا سعى رائد‬ ‫المسرح المصري يعقوب صنوع إليقاظ الشعب من سباته ليعالج شئونه‬

‫‪14‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫النوع التراجيدي المأساوي‪ .‬لهذا حمل نجيب الريحاني على عاتقه تقديم‬ ‫الكوميديا المأساوية التي تقدم أحوال المجتمع بشكل ساخر‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫كتب الريحاني وأخرج أولى مسرحيَّات «كشكش بك» بِعنوان «تعالي لي يا‬ ‫َّ‬ ‫وسرعان ما ذاعت أنباء هذه‬ ‫بطة»‪ ،‬التي استغرق عرضها عشرين دقيقة‪ُ ،‬‬ ‫المسرحيَّات وتهافت الناس على ُمشاهدتها‪.‬‬


‫أما علي الكسار فكان نسخة مشابهة من الريحانى فى إخراج عروضه المسرحية‪ ،‬فقد أسس‬ ‫فرقة مسرحية حملت اسمه وقدم من خاللها عددً ا وفيرًا من المسرحيات الغنائية االستعراضية‪.‬‬ ‫كما اشتهرت شخصية "عثمان عبد الباسط" التي قدمها علي الكسار في مسرحياته والحقا‬ ‫قدمها للسينما‪.‬‬ ‫وفي عشرينيات القرن العشرين بدأ الرأي العام ينادي بوجود مسرح وطني مصري بعيد عن االدب‬ ‫العالمي‪ ،‬فنشأ المسرح الوطني سنة ‪ .1921‬وفي هذه الفترة ظهر المسرح ذو الطابع المصري‪،‬‬ ‫فخرج أمير الشعراء أحمد شوقي بمسرحيات شعرية مثل "مجنون ليلى"‪ ،‬وسطع توفيق الحكيم‬ ‫بتقديم مسرحيات أدبية مثل "أهل الكهف"‪.‬‬ ‫وعند ازدهار السينما في الثالثينيات‪ ،‬اتجه أغلب الفنانين لألفالم‪ ،‬إلى أن تأسس المعهد العالي‬ ‫للفنون المسرحية سنة ‪ 1944‬وتأسيس جيل جديد يعتمد على الدراسة أكثر من االعتماد على‬ ‫الموهبة‪.‬‬ ‫وشهدت فترة الثمانينات والتسعينات اتجاه العروض المسرحيه للكوميديا‪ ،‬أي الضحك للضحك‬ ‫من دون هدف‪ ،‬وسيطر هذا القطاع على المسرح وأصبح الهدف األول واألخير هو المكسب ال غير‪.‬‬ ‫وحاول محمد صبحي تقديم بعض لمسرحيات الهادفة حتى وإن غلب عليها الطابع الكوميدي‪.‬‬ ‫"الناس دي جاية عشان تضحك"‬ ‫قيلت هذه الجملة في مسرح مصر الذي يقدمه أشرف عبد الباقي وفرقته؛ ليصبح المسرح اآلن‬ ‫يقف خلف ستار الكوميديا والالمعنى‪ ،‬وكل المطلوب ضحكات مبعثرة مع عقول فارغة‪.‬‬

‫«مرة أخرى عودة مهرجان القاهرة‬ ‫كتب‪ :‬راندا أحمد‬ ‫الدولي للمسرح التجريبي»‬ ‫“إن المسرح يكشف‪ ،‬ويزيل األوهام‪ ،‬ويزيح األقنعة‪ ،‬ويختلف‪ ،‬ويناقش”‬ ‫قالها الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح‬ ‫مفتتحا بها فاعلياته التي بدأت في تمام الساعة الثامنة من‬ ‫التجريبي‬ ‫ً‬ ‫مساء يوم ‪ 19‬سبتمبر على المسرح الكبير بدار األوبرا المصرية‪ ،‬لتبدأ دورته‬ ‫الرابعة والعشرين بعد توقف دام خمسة أعوام‪.‬‬ ‫قدم المهرجان الفنان محمد رياض‪ ،‬في حضور كبير من المسرحيين‬ ‫ونجوم الفن‪ .‬وعقب السالم الجمهوري‪ ،‬بدأ االحتفال بفقرة التنورة‬ ‫التابعة لهيئة قصور الثقافة‪ ،‬يليها فيلم تسجيلي قصير عن فعاليات‬ ‫المهرجان‪ .‬ثم قام وزير الثقافة بتسليم درع المهرجان للسادة‬ ‫المكرمين وهم ‪ :5‬منهم الراحل محفوظ عبد الرحمن والتي تسلمت‬ ‫جائزته زوجته القديرة سميرة عبد العزيز‪.‬‬ ‫احتوى المهرجان على حوالي ‪ 13‬مسرحية أجنبية‪ ،‬وافريقية‪ ،‬وآسيوية‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ‪ 7‬عروض قومية‪ ،‬وعروض أخرى من دول عربية شقيقة‪ .‬وتم‬ ‫عرض المسرحية البلجيكية "الشقيقات الثالثة" وهي تتناول فكرة العزلة‬ ‫وليس االنعزال عن المجتمع‪ ،‬التواجد بداخله وبقاء الشخص بمفرده مع‬ ‫ذلك‪ .‬وفي مساء اليوم التالي الساعة السادسة‪ ،‬تم عرض المسرحية‬ ‫المصرية "يوم أن قتلوا الغناء" حيث شهد مسرح الطليعة إقبا ً‬ ‫ال جماهيريا‬ ‫لدرجة تخطى عدد الحضور مقاعد صالة العرض‪ .‬وتم عرض المسرحية‬ ‫مساء‪ ،‬دخل العرض المسرحي‬ ‫األردنية"ظالل أنثى" الساعة الثامنة‬ ‫ً‬ ‫لمنطقة ال يتم االقتراب منها كثيرًا‪ ،‬حيث كان مباشرًا في عرضه لصورة‬ ‫الرجل المثقف االنتهازي والسياسي من خالل ثالثة إناث جسدن هذا على‬ ‫المسرح‪ .‬وفي الدقائق األخيرة لبدء افتتاح العرض األردني شهدت ساحة‬ ‫مسرح الهناجر إقبا ً‬ ‫ال جماهيريًا من الشباب‪ ،‬كما حظي العرض بحضور‬ ‫رسمي للسفير األردني علي العابد واستقبله رئيس المهرجان الدكتور‬ ‫سامح مهران‪.‬‬ ‫ويومي السبت واألحد تم عرض المسرحية األمريكية “بريفاتوبى”‪ ،‬وهي‬ ‫تلقي الضوء على الخوف المتزايد من اآلخر فى المجتمعات المعاصرة‪،‬‬ ‫بينما تتزايد أزمة الالجئين في العالم‪ .‬وشاركت الصين بمسرحية "‪9‬‬ ‫ونصف حب” وهي تتناول قصة انتقام حقيقية حدثت فى جنوب الصين‪،‬‬ ‫إلى جانب استخدام "ملحمة هوميروس”القصة اليونانية الشهيرة”‪.‬‬

‫وهناك مسرحية بلجيكية تدعى “عطيل" المأخوذة عن وليم شكسبير‪،‬‬ ‫والمسرحية ترصد التشابه الكبير بين قصة حياة عطيل وما حدث لصدام‬ ‫حسين والعراق بعد الغزو األمريكى‪ .‬وفي األيام األخيرة من المهرجان‬ ‫تم عرض المسرحية الثانية ألمريكا "انطلقوا"‪ ،‬مستوحاة من "كتاب‬ ‫الموتى" المصري المعروف قديما‪ ،‬وهو يهدف إلى توفير مخطط للحياة‬ ‫األخرى للميت‪ ،‬كما تستخدم بعض الرقصات لتصور طقوس القدماء عند‬ ‫دفن الموتى‪ .‬وكان أيضا لفرنسا ولبنان ً‬ ‫حظا في عرض مسرحية "ليلة‬ ‫الخريف" والذي كان على مسرح السالم‪ ،‬وهو ال ينتمي لجنس الروايات‬ ‫أو األقاصيص واضحة المعالم بل ببساطة هو مليء بالمشاعر اإلنسانية‬ ‫المتدفقة مثل "الوجع"‪" ،‬أمومة لم تكتمل"‪" ،‬الرغبة في التعافي من‬ ‫الحب" وغيرها‪.‬‬ ‫قدم حفل الختام الفنان محمد عادل و األردنية أمل الدباس‪ ،‬بدأ‬ ‫بالموسيقى التراثية العربية‪ ،‬وقدم من خالل أوركسترا بيت العود‬ ‫مجموعة من أشهر ألحان الموسيقيين العرب‪ ،‬وذلك من خالل االحتفالية‬ ‫التى أقيمت بمسرح الجمهورية ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫بيوت اإلبداع‪..‬‬

‫كتب‪ :‬رضوى أحمد وهدير علي‬

‫خشبة بها درجات يصعدها الفنان نحو عالم آخر حيث يتواصل مع جمهوره بشكل أعمق‪ ،‬تتجلى الموهبة وتتطاير‬ ‫الضحكات والتصفيق في إعجاب‪ ،‬يرفرف قلب الفنان بحماس مشوب بخوف ويمارس في هذه اللحظة ثبا ًتا ترفع له‬ ‫القبعة فيستمر في عالمه مبر ًزا إبداع يالمس القلوب ويسكن الذاكرة‪ .‬المسرح هو اإللهام الذي يسرح بالخيال فهو خالي‬ ‫من الزيف يعتمد فيه الممثل على نص الكاتب‪ ،‬والكاتب على أداء الممثل‪ ،‬وكالهما على مخرج مبدع‪ ،‬الذي بدوره يعتمد‬ ‫على متاريس المسرح وهم األبطال وراء الستار‪ ،‬فلتأت عزيزي القارئ في جولة حول بعض من أجهزة الفن‪.‬‬

‫المسرح القومي المصري‬

‫مركز اإلبداع الفني‬

‫من أشهر المسارح المصرية فى األزبكيه‪ ،‬الذي تأسس فى عهد الخديوي‬ ‫أسماعيل‪ ،‬وقدم أول عرضه عام ‪1885‬م لفرقة «أبو خليل القباني»‬ ‫بالقاهرة‪ .‬وبعد قيام ثورة ‪ 52‬تغير اسمه إلى المسرح القومي وتأستت به‬ ‫فرقتان‪ :‬الفرقة القومية المصرية‪ ،‬وفرقة المسرح المصري الحديث‪ .‬شهد‬ ‫المسرح أعمال حديثه مثل مسرحية «أه ًلا يا بكوات» لحسين فهمي‬ ‫وعزت العاليلي‪ ،‬ومسرحية «الملك لير» ليحيى الفخراني‪ .‬ويُعد المسرح‬ ‫القومي من المباني األثرية التى شهدتها منطقه األزبكية حيث بُنى من‬ ‫الخشب ويتميز بجمال التصميم وروعة الديكوروتضم قاعه تحمل اسم‬ ‫«جورج أبيض» الذي يُعتبر أحد رواد المسرح المصري فى األربعنيات‪ .‬وفى‬ ‫عام ‪2008‬م نشب حريق بالمسرح القومي وقامت الحمايه المدنية بدفع‬ ‫‪ 30‬سيارة إلنقاذه‪ .‬وقد كانت آخر مسرحية ُقدمت على خشبه المسرح‬ ‫«ليلة من ألف ليلة» بطوله يحيى الفخراني‪ ،‬هبة مجدي‪ ،‬محمد محسن‪.‬‬ ‫وتتراوح أسعار التذاكر مابين ‪ 50، 200،100‬جنيه‪ ،‬كما يوفر المسرح أسعارًا‬ ‫ً‬ ‫جنيها‪.‬‬ ‫مخفضة للطالب تتراوح ما بين ‪ 10‬إلى ‪20‬‬

‫هو مكان لصياغة التجارب غير التقليدية وإبهار الجمهور بالمواهب‬ ‫الجديدة إلنعاش ساحة الفن‪ .‬افتتح فى ‪2002‬م ليكون نواة لمؤسسة‬ ‫ثقافية تساهم فى تخريج أجيال شابة من المبدعيين ليصنعوا تجارب‬ ‫مبتكرة مستخدمين أحدث التقنيات لخدمة اإلبداعات الجادة‪ .‬ويتكون‬ ‫هذا الصرح من المسرح‪ ،‬استوديو مسرح إبداع‪ ،‬قاعة العرض السينمائي‪.‬‬ ‫أما عن قاعة المسرح فقد صممت الستقبال عروض فنية عالمية من‬ ‫مدارس مسرحية متنوعة‪ .‬أما عن استوديو المسرح فقد أخذ على عاتقه‬ ‫مسؤولية اتاحة الفرصة ألصحاب المواهب الذين لم تتح لهم الدراسة‬ ‫األكاديمية‪ ،‬فكانت حصيلة ذلك العديد من العروض الناجحة والتي‬ ‫أفرزتها ورشه المختلفة ومنها‪« :‬حلم ليلة صيف»‪« ،‬بردة البوصيري»‪،‬‬ ‫«حنغني»‪« ،‬خمس رؤى للملك لير»‪« ،‬هبوط اضطراري»‪« ،‬أيامنا الحلوة»‪.‬‬ ‫ولعل اإلقبال الجماهيري غير المسبوق الذى تشهده «قهوة سادة» التى‬ ‫يقدمها ستوديو المسرح اآلن خير شاهد على مدى النجاح الذى تحقق‬ ‫خالل السنوات الماضية فى تخريج دفعات من شباب الفنانين القادرين‬ ‫على قيادة مستقبل الحركة المسرحية فى مصر‪.‬‬

‫المسرح الفلكي‬ ‫ليس ما يخطر في البال من نجوم وكواكب مع أنه ملء بالنجوم‪ ،‬أعيد‬ ‫افتتاحه في عام ‪ 2012‬م على يد شركة «المشرق لإلنتاج» بالتعاون مع‬ ‫الجامعة األمريكية ومؤسسة استوديو «عماد الدين»‪ ،‬وتم ذلك في حرم‬ ‫الجامعة في وسط البلد‪ .‬وفي عام ‪2013‬م أطلق المسرح أول موسم‬ ‫كامل خاص به لفترة الخريف والشتاء ومع هذه االفتتاحية بدأ المسرح‬ ‫بسلسلة من العروض المتميزة‪ ،‬التي كانت جزء من فعاليات مهرجان‬ ‫وسط البلد للفنون المعاصرة‪ ،‬وخالل هذا الشهر تستضيف الخشبة‬ ‫العرض الغنائي «تشارلي ومصنع الشوكوالته» بعد عرضه ألول مرة في‬ ‫أبريل الماضي ضمن فعاليات مهرجان جامعة حلوان لعام ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬


‫دار األوبرا‬

‫مسرح جالل الشرقاوي‬

‫دار األوبرا أو ما سمي المركز الثقافي القومي والذى أفتتح عام ‪1988‬م‬ ‫هو البديل عن دار أوبرا الخديوي إسماعيل ويرجع بنائه إلى عصر‬ ‫الخديوي الستقبال ملوك وملكات أوروبا‪ .‬وتتعدد المسارح بدار األوبرا‬ ‫فتشمل المسرح الكبير‪ ،‬المسرح المكشوف‪ ،‬المسرح الصغير‪ ،‬مسرح‬ ‫الجمهوريه‪ ،‬مسرح سيد درويش‪ ،‬معهد الموسيقى العربية‪ ،‬المسرح‬ ‫الرومانى‪ .‬وتضم ً‬ ‫أيضا من الفرق فرقة أوبرا إسكندرية‪ ،‬فرقة عبد‬ ‫الحليم نويره للموسيقى العربية‪ ،‬والعديد من الفرق اآلخرى‪ .‬ويعتبر‬ ‫المسرح الكبير بدار األوبرا المصرية محل إعجاب كل الفرق الفنية‬ ‫المصرية ألنه بالمقارنة بين كل المسارح المصرية هو األكبر واألجمل‬ ‫واألكثر بهاء‪.‬‬

‫يقع مسرح جالل الشرقاوي فى وسط البلد بالقاهرة وينسب إلى رائد‬ ‫من رواد الفن هو جالل الشرقاوي الذى ارتبط اسمه بالمسرح وأفنى‬ ‫عمره فيه‪ .‬وقدمت عروض مسرحية مثل «األحياء المجاورة» للراحل‬ ‫أنيس منصور‪ ،‬و»مفتاح النجاح» من تأليف «توفيق الحكيم» و»مدرسه‬ ‫المشاغبين»‪ .‬وحصل الشرقاوي بتلك األعمال على ميدالية من المركز‬ ‫الكاثوليكي المصري‪ ،‬ميدالية المسرح التجريبي‪ ،‬وجائزة الدولة التقديرية‪.‬‬ ‫تعرض مسرح جالل الشرقاوي لصعوبات عندما حاول وزير الثقافة األسبق‬ ‫فاروق حسني ومحافظ القاهرة رفع قضيه ضد المسرح ألنه يقدم‬ ‫أعمال ال تتوافق مع سياسات السلطه الحاكمة‪ .‬وكانت آخر مسرحية‬ ‫قدمت على خشبة هذا المسرح هي «كاستنج»‪.‬‬

‫مركز الهناجر للفنون‬

‫مسرح مينوش الهوسابير‬

‫معناه اللغوي هو المستودعات الكبيرة‪ ،‬ولكن عندما تفكر جيدً ا تجد‬ ‫أنه االسم األنسب فهو مخزن اإلبداع الذي يعمل كورشة لصيانة الفن‬ ‫ليخرجه في الصورة التي يراها الناس‪ .‬تم افتتاح مركز الهناجر للفنون‬ ‫في ‪1991‬م‪ ،‬افتتحه وزير الثقافة األسبق فاروق حسني‪ ،‬وقدم عرض‬ ‫«المحبظاتية» إخراج محسن حلمي فى االفتتاح‪ .‬يقدم المركز العديد من‬ ‫األنشطة المسرحية منها العروض التي يقدمها كبار المخرجيين مثل‪:‬‬ ‫«ميتانون»ا‪« ،‬الحفرة»‪« ،‬أريوس»‪« ،‬بارانويا»‪ ،‬ويعد المركز تذكرة عبور للعروض‬ ‫والمواهب وذلك بسبب الدقة في اختيار العروض‪ .‬وتتمحور رسالة المركز‬ ‫حول ترويج كل أنواع الفن ومحاولة التقدم بالمسرح وشباب المسرح‬ ‫وإظهار أنواع جديدة من الفن والشباب المبدع‪.‬‬

‫يقع المسرح فى وسط البلد قدمت العديد من المسرحيات على خشبته‬ ‫مثل «خليفة» بطوله مجد القاسم‪ ،‬و»حكاية طرابلسية» للمخرج جمال‬ ‫عبد الناصر بطوله النجمة الليبيه خدوجة صبرى‪ .‬واستقبل المسرح فريق‬ ‫«كالكيت» لعرض مسرحيته « ‪ 8‬حارة يوتوبيا»‪ ،‬وأنطلق مهرجان القاهرة‬ ‫للفنون فى دورته الثانية من على خشبه مسرح الهوسابير‪ .‬ويحتوى‬ ‫المسرح على قاعات ُمكيفه وتتراوح أسعار التذاكر بين ‪.10 ،20، 30 ،50 ،100‬‬

‫‪17‬‬


‫خشب المع‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫فى رحلة الكتشاف كواليس المسرح الجامعى‪ ،‬اصطحبنا أقالمنا‬ ‫و أچنداتنا و رُحنا نطوف ردهات و شوارع جامعة القاهرة نبحث عن‬ ‫بصمة المسرح فى كل الكليات‪ ،‬فأجرينا حوارات مع رؤساء رعاية‬ ‫لكليات مختلفة و بحثنا خلف كواليس المسارح‪ ،‬فذهبنا إلى‬ ‫الشباب‬ ‫ٍ‬ ‫ورش المسرح لكليات اإلعالم و التجارة لنسألهم عن سر سحرهم‬ ‫العجيب‪ ،‬وأثناء تتبعنا لخيط الكنز الكامن فى خشبة المسرح قابلنا‬ ‫الكثير من المسئولين عن النشاط المسرحى بالجامعة و الكثير من‬ ‫أعضاء الفرق المسرحية لمختلف الكليات‪ ،‬لنجد أنفسنا فى مسرحية‬ ‫متعددة الشخصيات أنتجها بحثنا الدؤوب و شغفنا الدفين‪ .‬فهلموا‬ ‫نفتح الستار عن ذلك العالم األسطورى لنعرفه ونعرف أنفسنا فيه‪.‬‬

‫المشهد األول‪:‬‬ ‫"هذه هي الجامعة؟! لقد كذبوا عندما قالوا إن الجامعة راحة‪ ،‬في‬ ‫أول أسبوع ويطلبون كل تلك التكليفات واألبحاث إلنجازها؟ ماذا تركوا‬ ‫للمدرسة؟!" قالها بطلنا لزميله بضيق ينبأ عن نبوة غضب في الطريق‪.‬‬ ‫ازدحاما‬ ‫وما أن مر بجانب لوحة اإلعالنات حتى اشتعل غضبًا وهو يرى‬ ‫ً‬ ‫كبيرًا أمامها‪" ،‬ماذا اآلن؟ هل يطلبون أن نحضر يوم إجازتنا ً‬ ‫أيضا ؟ "‬ ‫اقتحم صفوف الطالب المكدسة أمام اللوحة ليرى ما األمر‪" .‬اكتشف‬ ‫السحر بداخلك‪ ،‬إذا كنت تملك ذاك الجانب الذي لم يره أحد‪ ،‬فاعتلى‬ ‫خشبة مسرحنا واظهر نفسك" مع إمضاء رئيس فريق المسرح‪" .‬ما هذه‬ ‫العبارات السخيفة؟ تلك مبالغة كبيرة" على صوت بطلنا وهو يبتعد عن‬ ‫اللوحة بعد قراءته إلعالن فريق مسرح الكلية النضمام األعضاء الجدد‪،‬‬ ‫فاقترح على زميله أن يذهبا ليحظيا بوقت ممتع في السخرية من‬ ‫المتقدمين للورشة‪ ،‬الباحثين عن السحر في داخلهم‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫كتب‪ :‬روزالين جاد‬ ‫ورحمة خالد‬

‫المشهد الثاني‪:‬‬ ‫كانت الورشة قد بدأت في تمام الساعة الواحدة ظهرًا‪ ،‬لكن بطلنا‬ ‫تعمد أن يدخل متأخرًا‪ ،‬ألنه سمع أن مخرج الفريق ‪-‬فتى السنة‬ ‫الرابعة"ينزعج بشدة من التأخير وصوت الباب يُفتح ويُغلق‪ .‬كان الباب‬ ‫شخص آخر بداخلي"‪ .‬استدار‬ ‫مواربًا‪ ،‬فدفعه بقدمه وصاح “أبحث عن‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت‬ ‫له الفرقة وذهب ناحيته بوجهٍ هادئ وابتسامة صافية وقال‬ ‫ٍ‬ ‫أقرب للهمس "اخفض صوتك‪ ،‬فالجميه يتدرب على تصفية أذهانهم‬ ‫من كل ما هو خارج هذا المكان وأنت ُتشتتهم‪ ،‬بالمناسبة رأيتك وأنت‬ ‫تغنى بالخارج وتخبر صديقك أنك ستدخل متأخرًا لتغيظني‪ ،‬ولكنك‬ ‫لم تنجح في ذلك‪ ،‬أنت ال تتحلى بالروح المطلوبة للمسرح لذلك ال‬ ‫أكترث إن دخلت متأخرًاـ واآلن من فضلك إذا كنت ال تريد أن ترى السحر‬ ‫بداخلك‪ ،‬فاغلق الباب خلفك‪ ".‬استدار الفتى الكبير مبتعدً ا ووقف‬ ‫وسط حلقة الطالب يعملهم كيف يصفون أذهانهم‪ .‬استفزت ردة‬ ‫الفعل تلك بطلنا وشعر بإهانة فادحة لكبريائه‪ ،‬فقرر أن يُرى هذا‬ ‫المتكبر أن بإمكانه التحلي بروح المسرح السخيفة التي يتحدث عنها‪.‬‬ ‫ذهب إله وقال بنبرة متزنة ال تخلو من التحدي "علمني أن أتحلى بروح‬ ‫المسرح‪ ،‬وسأبهرك وأصبح أفضل من كل هؤالء الهواة هنا‪ ".‬فأجابه‬ ‫المخرج بنفس النبرة الهادئة واالبتسامة الصافية "وأنت حتى ال َ‬ ‫ترق‬ ‫لمستوى الهاوي‪ ،‬ولكن ال بأس ألنك بحاجة للمسرح لتكن أكثر حبًا‬ ‫لذاتك التي ُتخفى كرهك لها بتلك الحركات الصبيانية‪ ".‬هذه المرة‬ ‫صريحا على األقل مع نفسه‬ ‫صدمته كلمات المتكبر ولكن ليكن‬ ‫ً‬ ‫التي ال يسمعها غيره‪ ،‬كان ُم ً‬ ‫حقا؛ فهو بالفعل يكره ذاته وال ي َر نفسه‬ ‫ممي ًزا‪ .‬أخرجه من حديث النفس صوت المتكبر "ادخل إلى الدائرة"‪.‬‬


‫المشهد الثالث‪:‬‬ ‫ا أن أنهى اخر محاضرة له باليوم في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا‬ ‫متربعا على األرض أمام الباب الذي يُفتح‬ ‫حتى هرول إلى المسرح وجلس‬ ‫ً‬ ‫في تمام الواحدة‪ .‬كان يعرف أنه مبكر جدً ا في المجيء‪ ،‬لكنه أراد أن‬ ‫يُظهر للمتكبر أنه ُمخطئ بشأن مستواه الذي ال يرقى لمستوى الهاوي‪،‬‬ ‫فهو سريع التعلم‪ .‬في تمام الواحدة إال ربع حضر المتكبر ومعه مفتاح‬ ‫المسرح‪" ،‬أرى أنك جئت مبكرًا هذه المرة‪ ،‬هذه خطوتك األولى‪ ،‬فالمسرح‬ ‫يساوى االلتزام‪ ".‬أشار له أن يتبعه ودخل بطلنا المسرح‪ .‬راح يتقدم بين‬ ‫صفوف الكراسي الشاغرة حتى وصل إلى خشبة المسرح‪ ،‬فصعد وألقى‬ ‫نظرة على تلك القاعة الكبيرة المليئة بالكراسي‪" ،‬بعد عدة شهور‬ ‫ستمتلئ تلك الكراسي عن اخرها بجمهور كبير" قالها المتكبر وهو يضع‬ ‫يده على كتف بطلنا الذى كان يرتعد من شدة التوتر لمجرد التفكير‬ ‫في األمر‪ ،‬ربما عليه التراجع في ذلك‪ ،‬ولكنه لن يفعل حتى يُثبت ما جاء‬ ‫من أجله‪ .‬بدأ باقي المتدربين من الطالب في التوافد‪ .‬قابلهم المتكبر‬ ‫بابتسامته الصافية المعهودة وأعلن عن عنوان تدريب اليوم وهو تدريب‬ ‫"الضاحك الباكي" أي كيف تنتقل من شدة الضحك إلى شدة البكاء في‬ ‫خالل بضع دقائق‪ .‬البد أن المتكبر يمزح‪ ،‬كان ذلك تفكير بطلنا ولكن‬ ‫الحقيقة أنه البد أن يقوم بهذا التدريب‪ .‬أخبرهم المتكبر أن يعتمدوا‬ ‫على الذكريات في البداية حتى يقوموا بالتدريب‪ ،‬البد لبطلنا أن يسترجع‬ ‫ذكرى مرحة تجعله يضحك بقوة‪ ،‬فأخذ يعتصر دماغه ليتذكر ما يجعله‬ ‫يضحك‪ ،‬راحت ذكرياته مع أصدقاء المدرسة تمر أمام عينيه المغلقتين‬ ‫كشريط‪ ،‬تذكر الكثير من المقالب والخدع التي لم يسلم منها أحد سواء‬ ‫زمالئهم أو معلميهم أو حتى مديرهم‪ .‬فأخذ يضحك تدريجيًا حتى عال‬ ‫صوته على الجميع‪ ،‬أخبرهم المتكبر أن ينتقلوا إلى البكاء‪ .‬ما أن أنهى‬ ‫جملته‪ ،‬كان بطلنا تبلل وجهه الدموع ويبكي بصوت مخنوق‪ ،‬فقد تذكر‬ ‫أن تلك األيام مع أصدقائه لن تعد‪ ،‬فهي مجرد ذكريات وحسب‪ ،‬تذكر‬ ‫صديقه المقرب بعد أن رحل عن دنيانا قبل دخوله الجامعة مع بطلنا‪.‬‬ ‫أفاق من رحلة الذكريات تلك والمتكبر يساعده على النهوض بعد أن ركع‬ ‫على ركبتيه‪ ،‬والتف المتدربون من حوله بنظرة انبهار‪ .‬هنا قال المتكبر‬ ‫"أعتقد اآلن أنك تجاوزت مستوى الهاوي‪ ،‬فابحث عن السحر"‪.‬‬

‫المشهد الخامس‪:‬‬ ‫ومع انتصاف النهار وانصهار األبدان‪ ،‬أثناء عبوره في ردهات مبنى الكلية‬ ‫بين جموع القلوب الثقيلة‪ ،‬استوقفته تلك الصرخة المدوية من داخل‬ ‫إحدى قاعات المحاضرات "إما الحياة بحرية‪ ،‬أو الموت في ظلمة السجون"‪،‬‬ ‫من هذا الذي يزعم الحرية في تلك الحياة؟ لم يدري الدكتور الجامعي‬ ‫ً‬ ‫واقفا أمام قاعة المحاضرات يشاهد بطلنا‬ ‫المبجل إال عندما وجد نفسه‬ ‫ً‬ ‫منطلقا كالفرسان على خشبة المسرح‪ ،‬انتزعه من دهشته فرّ اش المسرح‬

‫الذي ناداه باسمه لشهرته في الكلية‪ ،‬قائ ًلا له‪" :‬إن هذا الشاب ال يبرح عن‬ ‫هذه الخشبة إال عند إغالق أبواب الجامعة وعودة اخر طالب إلى منزله‪".‬‬ ‫وأما الدكتور فنظر إليه بازدراءٍ ولم يجيبه‪ .‬وفى صباح اليوم التالي‪ ،‬دخل‬ ‫ليوم جديد من التعامل‬ ‫الدكتور الجامعي إلى مكتبه كعادته ليستعد‬ ‫ٍ‬ ‫مع فارغي العقول مشغولي القلوب‪ ،‬لكنه فوجئ بطرقة باب مكتبه‪.‬‬ ‫من يريدني في مثل هذه الساعة؟ أال يحق لي احتساء شاي الصباح دون‬ ‫ً‬ ‫واقفا عند باب الغرفة بابتسامته الساذجة‪ ،‬جاء يدعوه لحضور‬ ‫ازعاج؟ رآه‬ ‫العرض المسرحي المقام على مسرح المدينة الجامعية ضمن فعاليات‬ ‫مهرجان العروض القصيرة‪ ،‬والذي سيؤدى فيه ذلك الدور الذي أفنى‬ ‫األسابيع الماضية في اتقانه‪ .‬يا له من ساذج‪ ،‬كيف يجرؤ على المجيء إلى‬ ‫في مكتبي؟ وأنا المعروف بعدائي الشديد للمسرح! فألذهب ً‬ ‫إذا وليثبت‬ ‫لي إن كان على حق‪.‬‬

‫المشهد الرابع‪:‬‬ ‫طرق الباب وانتظر عدة ثواني قبل أن يُؤذن له بالدخول‪ ،‬دلف إلى مكتب‬ ‫الدكتور حام ًلا له تلك الورقة وقدمها إليه‪" .‬هذه ورقة إذن غياب من عدة‬ ‫محاضرات في األسابيع المقبلة‪ ،‬فقد انضممت لفريق المسرح‪ ".‬أخذ‬ ‫الدكتور الورقة وهو ينظر إليه بتعجب ثم قال‪" :‬ال أخفى عليك اندهاشي‪،‬‬ ‫طالب متميز وقد ظهر ذلك من خالل طريقتك في األبحاث‬ ‫أنت‬ ‫ٌ‬ ‫لم ستضيع وقتك في‬ ‫والتكاليف التي تسلمتها منك االسبوع الماضي‪َ ،‬‬ ‫هذا النشاط المسرحي غير المفيد على المستوى األكاديمي؟" ابتسم‬ ‫بطلنا ابتسامة هادئة وأجابه‪" :‬لكنه مفيد على المستوى الشخصي‪،‬‬ ‫يساعدني على اكتشاف ذاتي وما أنا قاد ٌر على فعله‪ ،‬يعلمني االلتزام‬ ‫والعمل الجماعي وغيرها من القيم غير المكتوبة في كتب"‪ .‬خرج بطلنا‬ ‫ً‬ ‫باحثا عن زميله ليعرف المطلوب في المحاضرات الفائتة‪،‬‬ ‫من المكتب‬ ‫بعد التحية سأله زميله‪" :‬ألم تقل إن نشاط المسرح سخيف وعبارات‬ ‫إعالناته مبالغ فيها؟" فأجابه بطلنا "كنت ُمخط ًئا‪ ،‬وجدت نفسي هناك‬ ‫وأدرك اآلن أن هناك سح ٌر بداخلي وأنا أسعى نحوه"‪.‬‬

‫فريق مسرح إعالم‬

‫المشهد السادس‪:‬‬ ‫في أبعد نقطة عن األرض وأقربها إلى السماء‪ ،‬يقف بطلنا منتصبًا‬ ‫ً‬ ‫آخذا‬ ‫على خشبة مسرح المدينة الجامعية في المربع الخامس‬ ‫وضعية البروفيل –بلغة المسرح»قلبه الخفاق يذكره بكل ما مر وكل‬ ‫ما سيأتي‪ .‬ستائر المسرح مغلقة‪ ،‬كذلك كانت عيناه قبل أن يعرف‬ ‫المسرح‪ ،‬كان آليًا ال يعرف الحياة‪ُ « .‬ترى من يجلس خلف الستار؟»‪،‬‬ ‫صائحا بهم «احنا هنا‬ ‫هل جاء ذلك الدكتور الذي نهر طالب المسرح‬ ‫ً‬ ‫مش في معهد تمثيل» ولم ينقذهم من أنيابه وأسلحة «أعمال‬ ‫السنة» الخاصة به إال قرار وكيل الكلية بإعفائهم من الغياب؟ هل‬ ‫يجلس أبواه اللذان رأياه فيه نبتة الفن والمسرح؟ انتفض جسده عند‬ ‫سماعه إعالن فتح الستائر بعد ثالث دقائق‪ .‬ها هو الحلم يتحقق‪،‬‬ ‫ها هي الروح تدب على خشبة المسرح وتحتل المكان‪ ،‬قوة خفية‬ ‫تحرك الممثلين كما يحرك لوسيفر أتباعه‪ .‬تتراقص المدينة الجامعية‬ ‫باشتعال مسرحها بذلك السحر‪ .‬ساعة كاملة تتراقص خاللها جنيات‬ ‫الفن وتلمع سماء المسرح بالنجوم المتأللئة‪ ،‬ها هي براكين الجمهور‬ ‫تنفجر‪ ،‬تصفيق واحتفاالت‪ ،‬يسمع بطلنا اسمه من بعيد‪ ،‬ليلتفت‬ ‫فيجد أصدقاءه ووسطهم ذلك الذي يكاد ال يذكر اسمه لعدم‬ ‫حضوره محاضراته‪ ،‬فقط يعرف عنه احتقاره الشديد للمسرح ألنه‬ ‫مبتسما للمرة األولى تقريبًا‪ ،‬يخبره في‬ ‫مضيعة للطاقة والوقت‪ .‬يراه‬ ‫ً‬ ‫ابتهاج أنه فخو ٌر به‪ .‬ال يكاد يصدق ما يراه أو يسمعه‪ .‬العالم يحتفى‬ ‫به اليوم‪ ،‬لكنه ليس االحتفاء األخير‪ ،‬فها هو قد وجد سحره ولن‬ ‫يتركه لينطفئ مرة أخرى‪ ،‬للحلم بقية لذلك عليه أن يكمل ما بدأه‪،‬‬ ‫عليه أن يكن ما ُخلق ليكونه‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫أنت معندكش خلفية؟؟‬ ‫الخاتمة‪:‬‬ ‫ُأسدل الستار عن مسرحيتنا التي عشنا معها ولو لدقائق من‬ ‫القراءة‪ ،‬لكنها أبدً ا لن ًتسدل على مسارح جامعاتنا‪ .‬فتلك الخشبة‬ ‫ليست مجرد كيان جامد من الخشب الالمع بل هي كيان يحتوي‬ ‫شغف مجموعة اختارت أن تكون مختلفة ومميزة بأن تطلق ذلك‬ ‫النور الكامن بداخلها‪ .‬فلتشاركوهم تلك الحياة ولتذهبوا إلى‬ ‫المسرح لتروا الفن متجسدً ا على هيئة بشر‪.‬‬

‫ً‬ ‫«أهل يا بكوات»‬ ‫محاولة لتغيير‬ ‫التاريخ‪..‬‬ ‫كتب‪ :‬آميرة سعيد‬ ‫الرجوع بالزمن إلى الوراء ومحاولة تغيير الماضي وفرض تاريخ جديد‬ ‫عليه‪ ،‬أمر يستحيل حدوثه؛ ولكن الكاتب المسرحي المصري الراحل‬ ‫"لينين الرملي” تمكن من ذلك فى مسرحيته "أه ًلا يا بكوات" التي تعتبر‬ ‫المسرحية رقم ‪ 26‬فى أعماله‪ ،‬وقدمت على خشبة المسرح ألول مرة‬ ‫عام ‪ ،1989‬ثم أعيد عرضها عدة مرات آخرها عام ‪ ،2006‬وقامت دار نهضة‬ ‫مصر بطباعتها عام ‪ 2008‬فى ‪ 166‬صفحة‪.‬‬ ‫وهي مسرحية واقعية تمزج بين الكوميديا والدراما‪ ،‬وهذا ما تميز به‬ ‫أسلوب الكاتب فالضحك والدراما يتالزمان طوال الوقت فى كتاباته‬ ‫المسرحية‪ ،‬وهي مسرحية من إخراج"عصام السيد" تتكون من فصلين‬ ‫الفصل األول يحتوي على أربع مشاهد والثاني على خمس مشاهد‪.‬‬ ‫وتدور المسرحية حول مدرس رسم فالح فقير يعاني من االكتئاب اسمه‬ ‫محمود "عزت العاليلي" يعيش في القرن العشرين‪ ،‬يقابل صديقه من‬ ‫أيام الدراسة دكتور التكنولوجيا نادر"حسين فهمى" بعد فترة طويلة‪،‬‬ ‫وفي حديثهم عن المستقبل يحدث زلزال يؤدي إلى رجوعهم بالزمن‬ ‫إلى الوراء مائتي عام‪ ،‬حيث عصر المماليك فى نهاية القرن الثامن‬ ‫تحديدً ا فى إقليم الجيزة‪ ،‬بجانب تجارة الرق وتعاطي الذل والجهل‪،‬‬ ‫يقرر الصديقان تغير الماضي‪ ،‬وفرض تاريخ جديد عليه وذلك بمنع دخول‬ ‫الحملة الفرنسية إلى مصر‪.‬‬ ‫كانوا يحاولون تغيير الماضي باالختراعات‪ ،‬والعلم‪ ،‬وتحرير المرأة‪ .‬ولكن‬ ‫بسبب أفكارهم المختلفة؛ يقرر”نادر” التكيف مع هذا العصر‪ ،‬ولكن‬ ‫“محمود” قرر فعل كل ما بوسعه لتغيير الماضي فواجهوا الكثير من‬ ‫المشاكل‪ ،‬وأدركوا فى النهاية أننا لم نخرج من جب الماضي حتى نعود‬ ‫إليه‬ ‫وبجانب الشخصيات األساسية «محمود» و «نادر» اللذان أبدعوا فى‬ ‫دوريهما‪ ،‬يوجد شخصيات ثانوية لعبت دورها بطريقة رائعة ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫وهم‪ :‬مراد بك «سامي مغاوري» الذي جسد الشخصية بإتقان إذ‬ ‫طبع عليه الخوف مع التهور واإلقدام‪ ،‬فكان من أعظم أسباب‬ ‫خراب األقاليم المصرية‪ ،‬والسنارى ”بيومي فؤاد” لكنها كانت عكس‬ ‫الشخصية الحقيقية‪ .‬واألغا "خليل مرسي" والشيخ "مصطفى طلبة"‬ ‫والتاجر"رشدى الشامي" وآمنة"لقاء السويدان"‪.‬‬ ‫أما الحوار فكان مناسبًا للشخصيات فتنوع بين العامية والفصحى‪.‬‬ ‫وأبدعت مصممة األزياء"نعيمة العجمي" فى تصميمها لمالبس‬ ‫المسرحية‪ ،‬من مالبس البكوات الغالية‪ ،‬لألفندي البدلة والقميص‬ ‫والبنطلون‪ ،‬والشيوخ الجبة والقفطان‪ ،‬والفقراء الجلباب البالي‪،‬‬ ‫والبدلة العسكرية والطربوش األحمر‪ ،‬ومصمم الديكور"حازم شبل"‬ ‫أتقن فى تصميمه للبيوت األسالمية الجميلة من الداخل والخارج‪.‬‬ ‫أما عن الموسيقى لم تكثر فى هذه المسرحية النتشار الفكر‬ ‫الديني السلفي فى هذه الفترة‪.‬‬ ‫نالت هذه المسرحية إعجاب الجمهور ألنها تخاطب العقول وليس‬ ‫الغرائز‪ ،‬إذ قال الفنان أحمد فؤاد سليم مستشار مدير المسرح‬ ‫القومي "إن هذه هي المرة األولى منذ عدة سنوات التي تمتلئ فيها‬ ‫قاعة المسرح القومي وشرفاته بالمتفرجين مما يبشر بعودة الزمن‬ ‫الجميل للمسرح الذي عانى في السنوات األخيرة من ضعف اإلقبال”‪.‬‬ ‫وحازت المسرحية على جائزة أفضل عرض مسرحي من المهرجان‬ ‫القومي للمسرح المصري فى يوم الخميس الموافق ‪ 20‬يوليو ‪.2006‬‬


‫ُ َّ‬ ‫كتاب عشقوا المسرح‪..‬‬ ‫يوسف إدريس‪ . .‬ألن الحياة الزم تستمر‬

‫كتب‪ :‬أمين الشيخ‬ ‫وعنان عادل‬

‫ملحوظة‪ :‬ربما يكون انطباعك األول عن الجملة « ألن الحياة الزم تستمر» متفائ ًلا بعض الشىء‪.‬‬ ‫« فى البدء كان الكلمة*‪ ،‬وما بعدها؛ كيف يكون؟ يحاول الطبيب يوسف إدريس رائد القصة القصيرة‬ ‫األبرز فى األدب العربي‪ ،‬والمسرحي المصري الكبير فى أعماله التى سنتناول منها المسرح طرح‬ ‫األسئلة‪ ،‬أسئلة اإلنسان الكبرى التي نسجت خيوط التاريخ البشري من دون الحصول على إجابات‬ ‫شافية‪ ،‬أو لنقل «عملية»‪ .‬وإلدريس عشر مسرحيات منها‪ :‬ملك القطن واللحظة الحرجة والمهزلة‬ ‫نجاحا‪.‬‬ ‫األرضية والمخططين والجنس الثالث والبهلوان‪ ،‬فيما تعتبر مسرحيته الفرافير األشهر واألكثر‬ ‫ً‬ ‫تدور أحداث الفرافير فى فصلين حول سؤال المجتمع البشري الذى يتمثل فى خضوع اإلنسان‬ ‫لإلسان‪ ،‬فهى تتحدث عن السيد الذى سماه إدريس بكل بساطة «السيد»‪ ،‬والذى يصحو فجأة من‬ ‫نومه ليدرك بأنه لم يكن يحلم بمارلين مونرو‪ ،‬فقط كان يحلم بأنه فى حلم‪ .‬فقد السيد الكسول‬ ‫العاطل الحد الفاصل بين الواقع والحلم‪ ،‬أنتجت سيادته الموروثة التى اعتبرها حقه الشرعي واقعه‬ ‫المزيف بذات الطريقة التى أنتجت بها واقع فرفورالخادم الذى يعمل عنده‪ ،‬لكنه تزييف فى صالح‬ ‫السيد وضد الخادم‪ ،‬لقد تم التزييف بإيجاد حتمية وجود سادة وعبيد‪.‬‬ ‫تصنع السيادة من السيد شخصا ال مباليا حيث تقضى على قلقه بشأن الواقع أو المستقبل حتى‬ ‫يختلط واقعه بأحالمه‪ ،‬بينما اليأس والقلق هما خواص الخضوع األولى والتى تستحوذ على كيان‬ ‫الفرفور‪ ،‬يحاول إدريس إيجاد حل لتلك المعضلة‪ ،‬يتسائل بتشاؤم عن إمكانية الخالص‪ ،‬وكأنه‬ ‫بتشاؤم مرة أخرى يتسائل عن إمكانية إنهاء شىء صنع منه التاريخ ما يشبه القدر‪ :‬خضوع اإلنسان‬ ‫ألخيه اإلنسان‪ .‬فجأة يكتشف السيد أنه بحاجة إلى العمل‪ ،‬ويفشل رفقة خادمه فرفور فى إيجاد‬ ‫أى عمل يصلح له‪ ،‬فيقترح عليه الخادم مهنة حفر القبور ودفن الموتى‪ ،‬لكن من يا ترى سيدفن؟ هنا‬ ‫يتدخل أحد الممثلين المنخرطين بالجمهور عارضا نفسه كميت مقابل أجر‪ ،‬يستخدم إدريس أسلوب‬ ‫«مسرحة المسرح» الذى يهدف إلى إنهاء عزلة الجمهور بدمجهم داخل القصة حتى وإن تم ذلك عن‬ ‫ّ‬ ‫طريق زرع ممثلين وسطهم واستخدامهم بطرق مختلفة على مدار المسرحية مثلما تم فى حالة‬ ‫الميت الذى يرحب السيد بعرضه ويأمر الفرفور بأن يقتله‪ ،‬هنا يرفض الفرفور الذى يرى فعل القتل‬ ‫أكثر مالئمة لسيده الذى ال يتوانى بدوره عن قتل «الميت بأجر» بدم بارد‪.‬‬ ‫يذكر الفرفور الحقيقة التي يدركها كاملة‪« :‬ماهو اللي ودانا فـداهية حكاية الحياة الزم تستمر‬ ‫دي‪ ،‬الزم الجاموسة تفضل دايرة فـالساقية‪ ،‬وعلشان تدور الزم يغموها‪ ،‬وأكل العيش هو الغما‬ ‫بتاعنا‪ ،‬طول ما هو ورانا ال هنشوف نفسينا‪ ،‬وال هنعرف احنا بنشتغل ليه عندهم‪ .‬حق الحياة الزم‬ ‫تستمر‪ ،‬الفح حملك‪ ،‬وشي يا بهيم اتغمى ودور‪ ،‬ألن الحياة الزم تستمر»‪ .‬يهرب الفرفور من نطاق‬ ‫ً‬ ‫باحثا عن سيد آخر ومن ثم يعود ليكشف أنهم جميعا كسيده القديم أو‬ ‫سيده ويذهب فى رحلة‬ ‫سوءا‪ ،‬يستعرض الفرفور بمزيج من السخرية واليأس تراث أسياده ومنجزات التاريخ البشري‪»:‬كل‬ ‫أشد‬ ‫ً‬ ‫حاجة قديمة للبيع‪ ،‬مجد قديم للبيع‪ ،‬قنابل ذرية قديمة للبيع مدافع قديمة للبيع‪ ،‬مين عايز قنبلة‬ ‫هيدروجينية؟ كله موجود‪ ،‬بيكيا»‪( ،‬إنجيل يوحنا ‪.)1 :1‬‬

‫اإلبياري‪ ،‬موهبة ٌمورثة تحولت إلى عشق للمسرح‪..‬‬ ‫وإذا انتقلنا من األسكندرية إلى حي األزبكية في العصر الحديث حيث نشأة السيناريست والكاتب‬ ‫المسرح "أحمد اإلبياري" الذي عشق الفن المسرحي ٌمنذ صغره والزم والده "أبو السعود اإلبياري"‬ ‫الذي كان بمثابة مدرسة تعلم منها فنون التأليف المسرحي‪ ،‬فنشأ على الولع بالفن والمسرح‬ ‫من كثرة جلوسه مع والده وهو يؤلف مسرحياته‪ ،‬فقال في أحد لقاءاته‪" :‬حظي سعيد أني‬ ‫مولود في كنف والدي أبو السعود اإلبياري وأني تربيت على مسرحه"‪.‬‬ ‫وبدأ اإلبياري طريقه الفني بعدما حصل على درجة البكالوريوس من كلية التجارة جامعة‬ ‫القاهرة‪ ،‬وكانت أولى مسرحياته "بحبك وشرف أمي" من بطولة الفنان فريد شوقي عام ‪،1975‬‬ ‫ً‬ ‫جنيها‬ ‫وعٌ رضت في األسكندرية‪ ،‬وأراد أن يستكمل ذلك الطريق فأنفق من ماله الخاص ‪ 800‬ألف‬ ‫متاحا للجمهور من أجل عرض مسرحياته‪ ،‬ومن ذلك إنطلق‬ ‫لصيانة مسرح "الريحاني" ليصبٌح‬ ‫ً‬ ‫مجددً ا العرض األول لمسرحيته الثانية "زوجة واحدة تكفى" بطولة الفنان محمد نجم وكان‬ ‫ً‬ ‫ومؤلفا للمسرحيات السيما الكوميدية منها‬ ‫منتجا‬ ‫ذلك عام ‪ .1979‬وأصبح اإلبياري منذ عام ‪1980‬‬ ‫ً‬ ‫كمسرحية "المحظوظ وأنا"‪" ،‬ربنا يخلي جمعة"‪" ،‬مرسي عاوز كرسي"‪ ،‬وكان أخر أعماله مسرحية‬ ‫"رسمي فهمي نظمي" التي عٌ رضت في مارس عام ‪.2016‬‬

‫رائد المسرح الذهني‪..‬‬ ‫في التاسع من أكتوبر عام ‪ ،1878‬كان ميالد‬ ‫واحدً ا من رواد األدب والمسرح العربي‪ ،‬وٌ لِد "توفيق‬ ‫الحكيم" في مدينة األسكندرية في عائلة‬ ‫متوسطة‪ ،‬وقد كان تردده على المسرح ٌمنذ‬ ‫المرحلة الثانوية أثرًا كبيرًا في زيادة إهتمامه به‪،‬‬ ‫وبعد إلتحاقه بكلية الحقوق استكمل نشاطه‬ ‫األدبي حيث أخرج عدة مسرحيات مثل "العريس"‪،‬‬ ‫"خاتم سليمان" ومثلها فريق عكاشة على‬ ‫ٌ‬ ‫مسرح األزبكية‪ ،‬ثم وجد أمامهٌ حشدً ا من الكتب‬ ‫المتعلقة بالمسرح واألدب العالمي في المكتبات‬ ‫ٌ‬ ‫الفرنسية عند سفره لباريس إلستكمال الدراسات‬ ‫العليا‪ ،‬مما فتح له األبواب إلكتشاف ما يريد أن‬ ‫يتجه إليه‪،‬فإنتهى به األمر بالعودة إلى مصر دون‬ ‫الحصول على الشهادة وشرع أولى خطواته في‬ ‫الكتابة األدبية التراثية‪.‬‬ ‫عٌ رف الحكيم بأنه رائد المسرح الذهني‪ ،‬أي أن‬ ‫القليل مسرحياته تصلح للتمثيل على خشبة‬ ‫المسرح و تكفي للقراءة فقط فيستطيع القارئ‬ ‫أن يستنبط أحداثها من خالل الرموز والدالئل‬ ‫ويقوم بربطها في ذهنه بالواقع‪،‬فكانت أقرب‬ ‫دون تعقيد أو غموض‪ ،‬وظهر ذلك‬ ‫إلى الخيال‬ ‫في المرحلة األولى في كتاباته "أهل الكهف"‪،‬‬ ‫أما في المرحلة الثانية اهتم بالحصيلة اللغوية‬ ‫ّ‬ ‫والتعبيرات الجيدة وتمثلت في مسرحيات "الخروج‬ ‫من الجنة"‪" ،‬شهرزاد"‪" ،‬رصاصة في القلب"‪ ،‬وفي‬ ‫المرحلة األخيرة تطورت كتاباته وإكتملت لتشمل‬ ‫معاني وأفكار واضحة وجسدت مسرحيات "سر‬ ‫المنتحرة"‪" ،‬نهر الجنون"‪" ،‬براكسا" تلك المرحلة‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫بعد تلك الرحلة المدهشة الطويلة داخل كواليس مسرحيات وحيوات‬ ‫عشاق ذلك العالم الساحر‪ ،‬جاء دورنا لكي نشكرهم على ذلك‪.‬‬ ‫نشكرهم على أوقات طويلة قضوها دون في سبيل أن يخرجوا‬ ‫علينا بقطعة مسرحية ذهبية‪ .‬نشكرهم علي إدخالنا عالم مختلف‬ ‫وجديد في كل عرض جديد على خشبات المسارح‪ .‬ونشكرهم على‬ ‫سماحهم لنا أن نكون جزء بسيط من حياتهم في الكالوس‪ ،‬رأينا‬ ‫كيف هى أرواحهم شغوفة محبة للمكان‪ ،‬يدخلون وكلهم حياة‪،‬‬ ‫ليملئ غرفتهم الضعيرة أو مسرحهم الكبير نور خاص‪ ،‬فكلما تذكرنا‬ ‫كلماتهم وحركات الجميع من وراءنا في نشاط وصوت ضحكاتهم‬ ‫وأصواتهم تعلو بجملهم من نص مسرحي جديد‪ ،‬كلما كانت تندفع‬ ‫الكلمات منا كالنهر الجاري ليعبرعن تلك الحالة الفريدة من الفن‬ ‫الخالص‪ .‬وال يسعنا اآلن إال أن نذكر أسماءهم‪.‬‬ ‫نقدم تحية كبيرة لهيثم حسام الدين المشرف الفني لمسرح كلية‬ ‫تجارة على وقته الذي أهداه لنا يسقينا شغفه بمسرح كلية تجارة‬ ‫جعله باق بمسرح كليته‪،‬الذي انضم له بعامه األول‪ ،‬حتى بعد تخرجه‪.‬‬ ‫نشكر منال السعيد رئيس رعاية الشباب كلية اآلداب عن استقبالها‬ ‫الحافل وبشاشة وجهها وكلماتها الدقيقة عن مسرح كليتها‪.‬‬ ‫فلنشكر سارة هشام مخرج مسرح كلية إعالم على إجابتها عن أسئلتنا‬ ‫الكثيرة بكل تفهم وتفصيل‪.‬‬ ‫وكذلك المخرج المنفذ للفريق سمية شهيب علي كلماتها الحماسية‬ ‫عن مدي حبها واستفادتها من المسرح في كل عام تقرر فيه أال تدخل‬ ‫فتدخل‪.‬‬ ‫وأخي ًرا نتمني لكم جميعا عام حافل بالسحر المسرحي البراق‪.‬‬


‫تابعوا مسلسل «البالطو األسود» على ‪www.radiomubasher.com‬‬ ‫مساء‬ ‫اإلذاعة‪ :‬يوم الخميس الساعة ‪9‬‬ ‫ً‬

‫مساء‬ ‫اإلعادة‪ :‬يوم الثالثاء الساعة ‪11‬‬ ‫ً‬

‫مساء‬ ‫يوم الجمعة الساعة ‪9‬‬ ‫ً‬


‫رياضة وصحة‬

‫كتب‪ :‬اسراء فتيان‬ ‫ً‬ ‫الفتــاة تفضل أن تظهر بشــكل الئق‬ ‫وأيضــا تعرض الفتيات إلى حرارة الشــمس‬ ‫خاصــة بعد الوصول لمرحلــة البلوغ فترى‬ ‫طــول الوقت يعمل على تأثير الســلبي على‬ ‫نفســها بزاوية مختلفــة ويظهر ذلك في‬ ‫الوجه ‪.‬‬ ‫بدايــة مرحلة جديدة من عمرها وبشــكل‬ ‫وأضافت الطالبة «آالء يوســف» أنها‬ ‫شــديد التخصص بعــد انتهاء «المرحلة‬ ‫فــي بداية الجامعة كانت تســتخدم‬ ‫الثانويــة» يبدو رؤية الــذات مختلفة خاصة‬ ‫مســتحضرات تجميــل مما عمل على‬ ‫أن الجامعــة ال يوجــد به قيود وأكثر‬ ‫تغميق الوجه بشــكل واضح وانتشــار بعض‬ ‫تفتحــا وال ترتبط بهيــكل معين أو طراز‬ ‫البقــع على الوجــه باإلضافة إلى تغير‬ ‫مخصص كالمدرســة‪ .‬فعند استخدامك‬ ‫لون البشــرة واســمرارها‪ ،‬وذلك يرجع إلى‬ ‫مســتحضرات تجميل بشــكل يومي‪ ،‬خاصة انســداد المســام الجلدية مما يؤدي إلى‬ ‫أن فــي الفترة االخيــرة ارتبط الجمال‬ ‫ظهــور حبوب في الوجــه وإصابة الجلد‬ ‫باســتخدامك «‪ »makeup‬ذو جودة عالية‬ ‫بالتهيج والحكة بســبب تحسســه من بعض‬ ‫ذلك دفع بالشــابات إلى اســتخدمه دون‬ ‫المركبــات‪ .‬وحدوث عجز فــي تجديد خاليا‬ ‫الوعــي التام بمدى الضــرر الواقع عليها‪.‬‬ ‫البشــرة يرجع إلى تراكم مــواد التجميل‬ ‫وأضرار مســاحيق التجميــل تتمثل فيه‬ ‫على المســامات‪ ،‬وامتصاص البشــرة لها‪.‬‬ ‫‪ :‬تعرض البشــرة لإلصابة بحب الشــباب‪،‬‬ ‫والتعرض للعدوى بســبب تبادل أدوات‬ ‫وتحسسه وتهيجه‪.‬‬ ‫ومســتحضرات التجميــل‪ ،‬كالكحل‪ ،‬وفرش‬ ‫وقالت الطالبة «نــور محمد»‪« :‬عند‬ ‫التجميــل‪ .‬وقالت الطالبــة «هاجر « أنه عند‬ ‫اســتخدامي لكريم االساس أول مرة‬ ‫اســتخدام أحد مســتحضرات تجميل أحد‬ ‫وكان افتــح من وجهى بدرجــة تقريبًا امتالء مــن األصدقاء اضطر للتعامل مع انتشــار‬ ‫وجهى بالحبــوب‪ ،‬باإلضافة إلى تعرض‬ ‫الحبــوب على الوجه وانتفاخ الفم بشــكل‬ ‫وجهى لتقشــير بشكل مباشر‪».‬‬ ‫واضح واضطــر إلى االتجاه الى األدوية‬ ‫وأكــدت الطالبة «مريــم منير» أنها عند‬ ‫للتخلــص من كل هذا ‪.‬‬ ‫قدومهــا للجامعة قامت باســتخدام أنواع إلحاق الضرر بالعينين‪ ،‬بســبب اســتخدام‬ ‫عاليــة الجودة ومــع ذلك تعرض وجوها‬ ‫الرمــوش الصناعية‪ ،‬والمــواد الالصقة للصق‬ ‫للحبوب بشــكل ملحــوظ واضطر للذهاب‬ ‫الرموش‪ .‬وأشــارت الطالبــة «مها أحمد» إلى‬ ‫لدكتور الجلدية وتحســن الوضــع‬ ‫تماما بعد أن عند اســتخدامها الكحل أو الليزر تشــعر‬ ‫ً‬ ‫توقف اســتعمالها المستمر له‪.‬‬ ‫بحرق شــديد فــي العين باإلضافة إلى‬ ‫كما تؤدي إلــى احمرار الوجه‪ ،‬وظهور‬ ‫االحمرار الواضــح تحت العين ‪.‬‬ ‫الطفــح الجلدي‪ ،‬اإلصابــة بالتهاب الجلد‪ ،‬أو‬ ‫أيضــا تجنب تعريض مســتحضرات التجميل‬ ‫ظهور األكزيما‪ ،‬بســبب التفاعل بين البشــرة ألشــعة الشــمس؛ ألن ذلك يؤدي إلى فقدان‬ ‫وبعــض مركبات مســتحضرات التجميل‪.‬‬ ‫المــواد الحافظة منها‪،‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫وهــذا يضاعف ضررها على البشــرة و‬ ‫ظهــور التجاعيد على البشــرة في مرحلة‬ ‫عمرية صغيرةٍ ‪.‬‬ ‫اإلفراط في اســتخدام مستحضرات‬ ‫التجميل‪.‬‬ ‫توصــل الخبراء فــي جامعة لندن إلى أن‬ ‫مســتحضرات التجميــل القديمة تحتوي‬ ‫علــى البكتيريا البرازيــة المعويّة‪ ،‬وهي من‬ ‫أبرز األســباب المؤديّة اللتهاب الســحايا‪،‬‬ ‫ناهيــك عن احتوائهــا على جرثومة‬ ‫تتســبب في التهابات‪.‬‬

‫يمكنك تجنب أضرار مستحضرات‬ ‫التجميل عن طريق‪:‬‬ ‫االنتباه إلى‪ :‬تاريخ تصنيع المنتجات‬ ‫وتاريخ انتهاء صالحيتها‪ ،‬وطبيعة المواد‬ ‫المتكونة منها‪ ،‬وهل هي مناسبة‬ ‫لطبيعة البشرة أو ال‪.‬‬ ‫اختيار مستحضرات التجميل المعروفة‪،‬‬ ‫والتي خضعت للتجارب والفحص‬ ‫جيد‪ ،‬واالبتعاد عن استخدام‬ ‫بشكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الماركات المجهولة‪.‬‬ ‫االبتعاد عن استخدام المستحضرات‬ ‫التي تحتوي على مواد تفتيح البشرة‪،‬‬ ‫ألنها تؤثر على البشرة‬ ‫بشكل سيءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بعد مدة من استخدامها‪ ،‬وعن تعريض‬ ‫الشعر للصبغ وتغيير لونه كثيرًا‪ ،‬فقد‬ ‫أثبتت الدراسات الحديثة أن الصبغات‬ ‫تؤدي إلى اإلصابة بالسرطان‪.‬‬


‫رياضة وصحة‬

‫الرياضة ‪..‬‬ ‫بين المجد والمال‬ ‫كتب‪ :‬محمد س ّلام‬

‫تقول الحكمة‪ :‬إن المال ال يشتري السعادة‪.‬‬ ‫قد نتفق أو نختلف مع هذه الحكمة‪ ،‬و‬ ‫لكن ال نستطيع أن ننكر أن المال قادر على‬ ‫تغيير أي شيء كالصحة والتعليم مثلهما‬ ‫مثل الرياضة‪.‬‬ ‫الرياضة التي ُتغير شكلها كثيرًا بزيادة‬ ‫االستثمارات المالية‪ ،‬التغيير الذي جعل‬ ‫الرياضيين و أصحاب الموهبة ينظرون‬ ‫إلى المال بعدما كانوا يبحثون عن المجد‬ ‫والشكل المثالي‪ ،‬كالنمر الكولومبى‬ ‫«ردميل فالكو» الذي انتقل إلى نادي‬ ‫«موناكو» رغم اهتمام كبار األندية األوربية‬ ‫به آن ذاك‪.‬‬ ‫وإننا نالحظ في الخمس سنوات الماضية‬ ‫زيادة في التعاقدات و الرواتب‪ .‬ففى‬ ‫الساحرة المستديرة نالحظ زيادة أسعار‬ ‫التعاقدات في أخر ‪ 10‬سنوات حيث انتقل‬ ‫«كريستيانو رونالدو» إلى نادي «ريال مدريد»‬ ‫عام ‪ 2009‬كأغلى العب في العالم في‬ ‫صفقة قدرت بحوالي ‪ 94‬مليون يورو‪،‬‬ ‫ليظل هذا الرقم هو األعلى حتى عام‬ ‫‪ ،2013‬ثم قام الويلزي «جاريث بيل» بتخطي‬ ‫هذا الرقم عندما انتقل إلى «ريال مدريد»‬ ‫ً‬ ‫أيضا في صفقة قدرت بحوالي ‪ 100‬مليون‬ ‫يورو ليستمر هذا الرقم ثالثة أعوام فقط‪،‬‬ ‫ليأتى «بول بوجبا» بتخطيه في صفقة‬ ‫تساوي ‪ 105‬مليون يورو‪ ،‬ليُكسر هذا الرقم‬ ‫هو األخر بعد عام عندما دفع نادي‬ ‫العاصمة الفرنسي باريس «سان جيرمان»‬

‫قيمة الشرط الجزائي للبرازيلي «نيمار» و‬ ‫الذي كان يساوي ‪ 222‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وفي كرة السلة ال يختلف األمر كثيرًا فمن‬ ‫كان يتوقع أن يتخطى أحد راتب األسطورة‬ ‫الحية «مايكل جوردن» و الذي كان يبلغ‬ ‫‪ 30‬مليون دوالر في الموسم األول الرقم‬ ‫الذي تخطاه «ستيفان كاري» العب فريق‬ ‫«غولدن ستايت ووريورز»‪ ،‬والذي يقدر راتبه‬ ‫بحوالي ‪ 34.68‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫ياقوت‪ ،‬و‪ 300‬قطعة زمرد‪ ،‬و‪ 1.5‬كيلوغرام‬ ‫صنِع من جلد‬ ‫من الذهب‪ .‬بجانب أنه ُ‬ ‫التمساح‪.‬‬ ‫لتبقى األسئلة هل تستمر هذه الفوضى‬ ‫حتى يفقد العالم المواهب الرائعة؟ و ما‬ ‫هو الشيء القادر على وقف هذا النظام؟‬ ‫أم أنه سيصبح النظام الشائع في‬ ‫العالم؟‬

‫وال تنحصر األمثلة على الرياضات الجماعية‬ ‫فقط‪ ،‬ففي الرياضات الفردية ال يختلف‬ ‫األمر كثيرًا‪ ،‬ففي رياضة المالكمة نرى زيادة‬ ‫أرباح المالكم «فلويد مايويذر جونيور»‪،‬‬ ‫األسطورة الذي لم يُهزم في حياته قط‪،‬‬ ‫ففي عام ‪ 2015‬استطاع أن يربح ‪ 120‬مليون‬ ‫دوالر نظير مشاركته في مباراة القرن ضد‬ ‫ليحطم‬ ‫المالكم الفلبينى «مانى باكياو»‬ ‫ِ‬ ‫ذلك الرقم بعد عامين خالل المباراة التي‬ ‫وصفت بنزال المليار دوالر‪ ،‬والذي كان‬ ‫ِ‬ ‫خصمه فيها المقاتل األيرلندي «كونر‬ ‫ماكغريغور» وقد حصل «مايويذر» على ‪100‬‬ ‫مقدما‪ ،‬وهو مبلغ قد يصل‬ ‫مليون دوالر‬ ‫ً‬ ‫إلى ‪ 250‬مليو ًنا نتيجة تقسيم عائدات‬ ‫البث باإلضافة إلى الحصول على الحزام‬ ‫الذي صنعه المجلس العالمي للمالكمة‬ ‫خصيصا لهذه المواجهة و الذي يحتوي‬ ‫ً‬ ‫على ‪ 3360‬قطعة ألماس‪ ،‬و‪ 600‬قطعة‬

‫‪25‬‬


‫منوعات‬

‫كتب ‪ :‬سارة مصطفى‬

‫حيــاة اإلنســان تقدر بالعديد من المحــاور‪ ،‬فقد تقدر بعدد‬ ‫الســنوات أو محصلــة اإلنجازات أو حتى مجمــوع الخبرات التي‬ ‫تمكــن من الحصــول عليها خالل فترة حياتــه‪ ،‬وعند النظر‬ ‫للمحصلــة العمرية للبشــر نجدها مقســمة لمراحل‪ ،‬ولكل‬ ‫مرحلــة تفاصيلهــا الخاصة‪ ،‬يعيش اإلنســان مرحلة الطفولة‬ ‫ثــم المراهقة ثم النضج ثم الشــيخوخة‪ ،‬ولــكل مرحلة حياتها‬ ‫المختلفــة‪ ،‬وتجاربهــا الخاصة‪ ،‬وطابعها الخاص التــي تمكنت من‬ ‫خاللــه التأثير فــي حياة مالكها‪.‬‬ ‫مرحلــة المراهقــة تعد من أهم المراحل تأثي ًرا في حياة البشــر‪،‬‬ ‫لذا تســتحق االســتحواذ على كلمات هذا المقال بشــكل خاص‪.‬‬ ‫وهــي تعد من أهــم المراحل العمرية تأثي ًرا في حياة اإلنســان‪،‬‬ ‫ومــن خاللها يحصل اإلنســان علــى مجموعة من التجارب‬ ‫والخبرات المصغرة التي تســاهم بنســبة ال يســتهان بها في‬ ‫الفكــر العقالنــى والتخطيطى وأيضــً االنطباعي‪ ،‬وذلك الفكر‬ ‫هو حجر األســاس للجانب الناضج من حياة اإلنســان‪،‬‬ ‫وتتمركــز خطــورة هذه المرحلة في كونها ســاح ذو حدين‪ ،‬قد‬ ‫تكــون نقطة قــوة وقد تكون نقطة ضعــف‪ ،‬ويمتلك الفرد خالل‬ ‫هــذه المرحلــة كم هائل من الطاقة والحركة والنشــاط‪ ،‬كما‬ ‫لديه إفراط في المشــاعر والقدرة الهائلة على نســج األحالم‪،‬‬ ‫فالكــم الهائل مــن تلك الخصائص إذا تم اســتغالله وتوجيهه‬ ‫ً‬ ‫صالحا‪ ،‬وإذا تم هــدره وتجاهله أصبح عدوً ا لدودً ا‪.‬‬ ‫صديقــا‬ ‫أصبــح‬ ‫ً‬ ‫داخــل ك ًلا منــا كافتيــن أحدهما مثقلة بالمشــاعر واألخرى مثقلة‬ ‫بالمنطــق والعقالنية‪ ،‬تبدأ حياة اإلنســان خــال مرحلة المراهقة‬ ‫وإحــدى الكافتيــن راجحة عن األخرى ‪ ،‬وهي كافة المشــاعر‪.‬‬ ‫وكلما أقترب اإلنســان مــن مرحلة النضج كلما أقتربــت الكافتين‬ ‫مــن التوازن‪ ،‬فالقلب لــه إتجاهاته في التفكيــر وللعقل أيضًا‬ ‫اتجاهاتــه الخاصــة به‪ ،‬ولكي يتمكن األنســان من التعايش‬

‫‪26‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬

‫بشــكل صحــي مع كالهما فعليــه بالتوازن وأال يجعل إحدى‬ ‫الكافتيــن راجحــة عن األخرى وأن يجد المشــتركات بينهم «فما‬ ‫كان اإلتحــاد إال قــوة»‪ ،‬القلب لديه البصيــرة والحدس الخاص الذي‬ ‫دائمــا لحمايتنا والعقــل لديه منطقيــة التفكير وواقعيته‬ ‫يســعى‬ ‫ً‬ ‫ولديــه التخطيــط ومهارة تحديد األولويــات‪ ،‬فعند اإلطالع على‬ ‫دور كل منهمــا داخلنــا ندرك أنهما ليــس بمتضاربين وإنما كل‬ ‫منهمــا يســعى لتكامل اآلخر؛ حتى ينتج عن إتحادهما إنســان‬ ‫ســوي ذو منطقية وخطــوات واضحة المالمح‪.‬‬ ‫ولكــي نصل إلى االســتفادة القصوى من فئــة المراهقين والتى‬ ‫تمثــل قــوة عددية ال يُغفل عنها‪ ،‬فالبد من حســن توظيف‬ ‫واســتغالل تلك الطاقات وتوجيهها نحو الشــعور بالمســؤلية‬ ‫واإلعــداد الدائم لما هو منتظر في المســتقبل‪.‬‬

‫مرحلة المراهقة هي حياة مصغرة داخل‬ ‫الحياة العمرية المتكاملة لإلنسان‪ ،‬تبدأ من‬ ‫سن ‪ 12‬سنة وتنتهي عند سن ‪21‬سنة‪ ،‬يمر‬ ‫اإلنسان خاللها بثالث مراحل‪:‬‬ ‫ مرحلة المراهقة المبكرة (‪)14-12‬‬‫ مرحلة المراهقة الوسطى (‪)18-14‬‬‫‪ -‬مرحلة المراهقة المتأخرة (‪)21-18‬‬


‫منوعات‬

‫كتب‪ :‬لمياء عالء‬

‫جلست أتأمل أبطال المسلسل المشهور‪،‬‬ ‫وهم يغدون ويروحون أمامي في الشاشة‬ ‫الكبيرة وتتحرك أفواههم بشكل ال‬ ‫يتناسب مع ما يُصدر من أصوات‪ ،‬وهم‬ ‫يتنادون بتعبيرات وكلمات وحتى أسماء‬ ‫تختلف كثيرًا عن ثقافتهم األصلية وبعد‬ ‫انقضاء ما يتجاوز الساعة‪ ،‬لم أحصل على‬ ‫أي معلومة بخالف أن البطل في حياته‬ ‫سلسلة من المشاكل الالمعقولة وأن‬ ‫البطلة نحيفة للغاية «مما أزعجني جدً ا»‬ ‫وتسألت لما ال يعرض هذا المسلسل وغيره‬ ‫من المسلسالت األجنبية خاصة األسيوية‬ ‫«باعتبارها األكثر انتشارًا» بلغة البلد األصلية‬ ‫وتبديل الدبلجة بالترجمة؟ وهل الدبلجة‬ ‫فعال هي اختراق حاجز إعاقة اللغة أم هي‬ ‫حاجز آخر يمنع انتقال اللغة والثقافة من‬ ‫بلد آلخر؟؟‬ ‫إن أحد أشهر وأمتع الطرق لتعلم اللغات‬ ‫والثقافات الجديدة للدول المختلفة‪ ،‬هي‬ ‫مشاهدة اإلنتاج الفني لتلك الدول بكل‬ ‫ما يشمله من أفالم ومسلسالت وأغاني‬ ‫وكتب‪.‬‬ ‫وهي وسيلة شيقة وقوية لتسجيل‬ ‫المعلومات واستعادتها فعندما ُتقدم‬ ‫الكلمات الجديدة في سياق فني ممتع‬ ‫كتكرارها على لسان الشخصيات في‬ ‫الفيلم أو المسلسل أو مصاحبتها لأللحان‬ ‫تجعل عملية تذكرها واستخدامها‬ ‫عملية سهلة بسيطة‪ ،‬وتجعل الكلمات‬ ‫والتعبيرات تحتفظ بنطقها الصحيح‬

‫وموضعها المناسب في ذهن المتعلم‪،‬‬ ‫المتعلم فهي تعلق في‬ ‫وليسفقط ُ‬ ‫ذهن المشاهد العادي الذي يشاهد‬ ‫العمل بغرض االستمتاع ال التعلم مما‬ ‫يجعل إتجاه معظم القنوات لدبلجة كل‬ ‫ما يُعرض من أعمال»خاصة المسلسالت‬ ‫التركية والكورية والهندية « عوض ُا عن‬ ‫ترجمته هو ليس تخطي لعائق اللغة‬ ‫بل هو وضع عائق جديد يمنع المشاهد‬ ‫من تعلم اللغة والثقافة األصلية للبلد‬ ‫المنتجة للعمل الفني‪.‬‬ ‫فنجد المشاهد يتأثر بالمسلسل التركي‬ ‫أو الهندي أو الكوري وبكل ما يراه فيه‬ ‫من أكالت غريبة وموضات مختلفة في‬ ‫المالبس حتى العادات الغريبة والمخالفة‬ ‫لعادتنا‪ ،‬فمشاهدة العادات والتقاليد‬ ‫الغربية وربطها باللغة العربية بشكل‬ ‫عام يجعل العقل الباطن للمشاهد‬ ‫يستسيغها ويتقبلها بشكل أو بآخر‪،‬‬ ‫وتعلق في ذهنه ً‬ ‫أيضا اللغة‪ ،‬ولكن‬ ‫ليست اللغة األصلية بل اللغة المدبلجة‬ ‫فنجد السيدات واألمهات بعد متابعة‬ ‫مسلسل أو مسلسلين تخاطب أفراد‬ ‫اسرتها باللهجة السورية‪ ،‬باعتبارها أشهر‬ ‫اللهجات في الدبلجة‪ ،‬وال عيب في‬ ‫هذا ولكن كل تلك األوقات المنقضية‬ ‫أمام أبطال المسلسل األجنبي‪ ،‬كانت‬ ‫ستتحول لدروس لغة قيمة توسع آفاق‬ ‫المعرفة اللغوية لنصف الشعب المصري‬ ‫تقريبًا فقط باستبدال الدبلجة المعتادة‬

‫بالترجمة العربية مع االحتفاظ باللغة‬ ‫األصلية للعمل‪.‬‬ ‫فالترجمة كعامل أساسي من عوامل‬ ‫تعليم اللغة تساعد علي تضييق‬ ‫المسافات والحدود بين الدول‪ ،‬فمث ًلا‬ ‫من أهم أسباب انتشار اللهجة المصرية‬ ‫ووضوحها لمعظم الدواللعربية‪،‬‬ ‫وبالرغم من اختالف اللهجات بمصر‬ ‫بسبب االحتالل واختالطها بلغات‬ ‫ولهجات تلك الدول بدرجة كبيرة‪ ،‬إال أن‬ ‫مصر كانت الرائدة بين الدول العربية‬ ‫في المجال الفني‪ ،‬وكانت مركز للفن‬ ‫والثقافة‪ .‬وكانت هي أول دولة عربية‬ ‫تؤسس قناة تلفزيونية‪ ،‬وكانت األفالم‬ ‫والمسلسالت واألغاني تنتشر في‬ ‫الدول العربية كلها وكانت ُتترجم‬ ‫باللغات اإلنجليزية والفرنسية؛ ليتمكن‬ ‫المشاهدون في تونس والجزائر والمغرب‬ ‫من فهم ما يُقدم مما ساعدهم على‬ ‫تعلم اللهجة المصرية برغم االختالف‬ ‫الكبير بينهم‪.‬‬ ‫فإن كانت الدبلجة تزيل الحدود‬ ‫الالزمة بين عادات البلدان المختلفة‪،‬‬ ‫وتضع مكانها عائق في تعلم اللغات‬ ‫وانتشارها‪ ،‬وقد استغني عنها بالفعل‬ ‫عدد ليس بالقليل من الدول حول‬ ‫العالم‪ ،‬فلم العالم العربي في خطة‬ ‫ممنهجة نحو استبدال عملية الترجمة‬ ‫بعملية الدبلجة وهل يخطو في اإلتجاه‬ ‫الصحيح؟‬

‫‪27‬‬


‫ناس مباشر‬

‫ماذا عن‬ ‫الرجال‬

‫لقد دخلت فى حوار مع احد أصدقائي كان يدور بشكل اساسى عن مدى‬ ‫تعقيد عقل المرأة‪ .‬آه يا إلهى أكاد ال اصدق أن هناك من ال يفكر فى جمله‬ ‫«النساء كائنات معقدة»‪.‬‬ ‫إنها كلمة مطاطة خزعبلية تضاف إلى عبثية هذا المجتمع المتحلل مع‬ ‫الديناصورات منذ مليون عام مضت‪ ،‬ولذلك فلنحاول كسر قالب الكعك‬ ‫المحلى الذي وضع المجتمع فيه كل ما هو مؤنث ولنثبت أن العلم أكثر صدقا‬ ‫من خزعبالت المجتمع‪.‬‬

‫كتب‪ :‬إيمان فاهم‬

‫ها هنا كائن مسمى بـ « رجل» يمر من أمامنا لنحاول تحليل بعض تصرفاته‪:‬‬ ‫مبدئيا‪ ،‬هو مستعد أن يقدم كل الحب والسعادة والمشاعر الفياضة التى لديه‬ ‫للفتاه التى يحبها ومن ثم يذهب فى طريقه للبحث عن أخرى للزواج منها‪،‬‬ ‫بمن قبلت باالختالط به من‬ ‫باقتناع تام ألنه من عائلة محافظة وال يصح أن يتزوج َ‬ ‫قبل‪ ..‬منتهى االختالط في المفاهيم‪.‬‬ ‫وهاهو يقدم كل الدعم والتشجيع لألشخاص الذين يحبهم‪ ،‬أو هكذا اتخيل‪،‬‬ ‫خاصه حبيبته‪ ،‬شرط أال تنجح أكثر منه‪ ،‬فال تتطوري وال تتقدمي وال أهميه لحصولك‬ ‫على الماجستير مادمت أنا حاصل على ليسانس وال أهميه للدكتوراه ما دمت أنا‬ ‫بماجيستير‪ ،‬وغيرها من القيود التي ستنتهي بـ «هما العيال يعنى مش هيتربوا من‬ ‫غير الدكتوراة‪ ،‬ما الست مالهاش غير جوزها وعيالها»‪.‬‬ ‫مهال إنها أعراض لذلك المرض الذي يشعر فيه االفراد بمدى أهميتهم ومدى تفاهة‬ ‫أحالم اآلخرين وطموحاتهم ومستقبلهم‪. ..‬نعم تذكرت «جنون العظمة»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫هو ً‬ ‫بطل مغوار‪ ،‬مدافع عن الحق فهو مستعد أن يدافع عن كل أنثي فى‬ ‫أيضا‬ ‫عائلته حتى ال يتم إهانتها من شخص غريب لكن ال مشكله أن يقوم بإهانتها هو‪،‬‬ ‫أعنى أن األمر االساسى ليس هو مبدأ إماطه األذى البدنى والنفسي عن افراد العائلة‪،‬‬ ‫األمر فى الحقيقة أنه من المخجل أن يكون هذا األذى من خارج العائلة‪ .‬أليست‬ ‫اإلزدواجية هىي عنوان المشهد هنا؟‬ ‫ولنأتى للحدث األوضح‪ ،‬فكل ما هو مذكر فى هذا المجنمع يحق له التحرش بكل ما‬ ‫بدءا من المملكة الحيوانية وحتى ذوات العقول‪ ،‬لكن بعد إمعان النظر ال‬ ‫هو مؤنث‪ً ،‬‬ ‫يصبح هذا الفعل مشكلة فى حد ذاته إذا تمت مقارنته بمشكلة اإلنكار وإلقاء الخطأ‬ ‫على اآلخرين‪ ،‬فالمذكر هنا هو الضحية لنساء البالد الالتي يمشين بالبالد غير رحيمات‬ ‫بشباب األمة‪ ،‬إنكار الخطأ وحدفه على االخرين هو االسم اآلخر للبارانويا‪.‬‬ ‫شخص كان‪.‬‬ ‫مازلت أستطيع العد أكثر لكن أظن أنها أساسيات كافية للحكم على أى‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫إذا‪ ،‬بعد قرائتك لهذا المقال أمازلت تظن أن النساء كائنات معقدة؟‬

‫صدقني األمر فقط هو الصورة النمطية التي وضعها المجتمع العالمي بأكمله عن‬ ‫ً‬ ‫بداية من كتابات الشعراء عن أن المراه كائن ال يمكن فهمه وانتقا ًلا لمن عاش‬ ‫المرأة‪،‬‬ ‫ومات ولم يعرف ماذا تريد زوجته ‪-‬وكأنها مشكلتنا‪ -‬الرجال كائنات أكثر تعقيدً ا من‬ ‫المرأة‪ ،‬إذا كنا بصدد تحليل الظواهر الحالية والتصرفات اليومية للذكور‪ ،‬لكن السوال هل‬ ‫أنت شجاع لتعترف ان الرجل كائن؟ لك الخيار‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد الرابع‬

‫‪-‬‬


‫ناس مباشر‬

‫بورتريه‬

‫يوما أن أذكر غريبًا في لوحة ال‬ ‫ما كنت أعتقد ً‬ ‫تفارق خيالي رُسمت بعد رحيليه من وقت لقائنا‪،‬‬ ‫كتب ‪:‬عزيز أبوبكر‬ ‫فصورته المتشبثة بذهني على غير عادته تحمل‬ ‫ً‬ ‫بداية من وقوف الميكروباص أمامه‪ ،‬رأيته‬ ‫له الكثير‪،‬‬ ‫بمالبسه المتسخة وشكله البسيط ولون البشرة المائل‬ ‫للسمار وفي كلتا يده طفلين يظهر عليهما المشقة‬ ‫واإلرهاق‪ ،‬تحدث قائ ًلا بلكنة صعيدية واضحة بأن يريد‬ ‫الذهاب لمنطقة تدعى «ركن فاروق»‪ ،‬فركب معنا وأكمل‬ ‫حديثه بأنه ليس من القاهرة وال يعلم عنها إال القليل‪ ،‬حيث‬ ‫قدم ليعمل بإحدى األعمال ولكنه وجد مشقة في الوصول‬ ‫فقرر العودة‪ ،‬رغب في الوصول إلى بلده سوهاج فنظر إلى‬ ‫ما معه من نقود فلم تك تكفي فركب معنا بعد أن أخبره‬ ‫الكثير عن عدة أماكن من قبل كان ذلك آخرها‪ ،‬ليتمكن له‬ ‫الذهاب مع أحدهم إن كان مار ببلده‪ ،‬كل هذا خرج من فمه‬ ‫بعد أن تطرق إليه أحد الراكبين بأنه بإمكانه التوجه إلى «حلوان»‬ ‫واتخاذ مواصلة أخرى‪ ،‬فخرجت منه تلك الكلمات كسوط يجلد به‬ ‫نفسه قبل أن يغلق به أفواهنا‪ ،‬ثم أردف قائ ًلا‪« :‬معيش غير ‪ ٥‬جنيه»‬ ‫وأنه سبق وحاول من قبل ولكن لم يتعاون معه أحد السائقين‪،‬‬ ‫حينها شعرت أنها تلك القصة المعادة أمام أعيننا بكثرة‪ ،‬شخص جار‬ ‫عليه الزمن وحال البالد ويحتاج ً‬ ‫حقا أن يساعده أحدهم‪ ،‬لكن بمجرد‬ ‫أن بدأ شخص يقدم له المساعدة المادية التي قد تمكنه من العودة‬ ‫وبرغم ضيقه ورغم غربته‪ ،‬وبعد سماع وابل من االقتراحات التي قام‬ ‫ً‬ ‫صرخا في الرجل الذي قدم لمساعدته‬ ‫بتنفيذ اغلبها‪ ،‬رفض بإصرار تام‬ ‫بعبارة أكاد أجزم أنها لم تكن على بال أحدنا «دنا أموت أنا وعيالي هنا وال‬ ‫أني أمد إيدي‪ ،‬إحنا صعايدة»‪.‬‬ ‫يا لعزة النفس والكرامة في صوته‪ ،‬حينها ذاع صوت بداخلي يناديه من أين‬ ‫لك بهما وبكل رباطة الجأش تلك بالرغم من كل ما تواجهه؟‬ ‫فمن المعتاد لنا في الشوارع والموصالت العامة نجد من يسعى للمساعدة‬ ‫حتى اتخذها البعض مهنة وحرفة ال لحاجة او لضيق حال‪ ،‬دوامة فكر‬ ‫اعتصرتني حتى بعد نزوله‪ ،‬كانت كافية بأال تمحى تلك الذكرى‪ ،‬بأن تخلد بصورة‬ ‫ذهنية في كياني غير مسموح لها بطي أو نسيان‪ ،‬وهل يا ترى بإمكانه العودة؟‬ ‫متوجا مكل ًلا بتلك العزة‬ ‫كم تمنيتها له‪ ،‬عودة أمنة سالمة إلي احضان آل بيته‬ ‫ً‬ ‫والكرامة‪.‬‬

‫‪29‬‬



‫شاركونا كتابتكم على‪:‬‬ ‫‪mubasher_editorial@hotmail.com‬‬ ‫ليتم شرها على ُمدونة ُمباشر اإلليكترونية‪..‬‬

‫‪#‬هو_صوت_وقلمك‬


‫جميع الحقوق محفوظة لـ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.