أوكسجين العدد 100 السنة الثالثة - الجمعة 07-03-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫الثور ‬ة‪‭‬السوري ‬ة‪‭‬في‬‪‭‬ذكرى‪‭‬‬ ‫ب‪‭‬الثامن‬‪‭‬م ‬ن‪‭‬آذار‬ ‫‬انقال ‬‬

‫جمع‬‪‭‬المخ ّلفات‪‭‬‬

‫ى‪‭‬األطفال‬ ‫‬طريق ‬ة‪‭‬كسب‬‪‭‬جديدة‬‪‭‬لد ‬‬

‫ليس‬‪‭‬بسخاء‬‪‭‬الرثا ‬ء‪‭‬والتعاطف‪‭‬‬ ‫بل‬‪‭‬بالعدل‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) ١٠٠‬السنة الثالثة ‪ -‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫األفتتاحية‬

‫صوت المرأة السورية‬

‫ثورة‬

‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بينــا يحتفــل العــامل بيــوم املــرأة العاملــي تعيــد األنثــى الســورية‬ ‫صياغــة معــاين الشــجاعة والرجولــة‪ ،‬وهــي التــي وقفــت جنبـاً إىل‬ ‫جنــب مــع الرجــل يف نضالــه مــن أجــل حريتــه‪ ،‬فكانــت رحــم‬ ‫الثــورة وخصوبتهــا ونالــت بحــق لقــب "أخــت رجــال"‪ .‬خاضــت‬ ‫املــرأة الحــراك الســلمي مناصفــة مــع الشــباب يف التظاهــرات‬ ‫واالعتصامــات‪ ،‬إىل جانــب دورهــا اإلعالمــي والحقوقــي يف توثيــق‬ ‫االنتهــاكات عــر الصفحــات واملدونــات‪ ،‬حيــث كانــت مواقــع‬ ‫التواصــل االجتامعــي منــرا ً للكثــرات مــن أجــل التعبــر عــن‬ ‫رفضهــ ّن للظلــم والقمــع‪ .‬كــا كانــت حــارضة أيضــاً يف املجــال‬ ‫الطبــي واإلغــايث‪ ،‬وكث ـرا ً مــا ســاعدت يف العمليــات االســتخبارية‬ ‫واللوجســتية‪ ،‬كإدخــال الســاح ومرافقــة الصحفيــن إىل مناطــق‬ ‫الــراع وأماكــن تواجــد املقاتلــن‪ .‬مل تقــف املــرأة عنــد ذلــك‬ ‫فحســب‪ ،‬بــل التحقــت يف بعــض املناطــق بكتائــب الجيــش‬ ‫الحــر يف تح ـ ّد صــارخ للعقليــة الذكوريــة‪ ،‬ولــو أن تســليح الثــورة‬ ‫والخيــار العســكري قــد أبعدهــا إىل حــد مــا عــن املشــاركة يف‬ ‫صنــع الحــدث‪ ،‬كــون القتــال نشــاط ذكــوري بالدرجــة األوىل‪،‬‬ ‫إضافــة إىل تصعيــد العمليــات مــن قبــل النظــام‪ ،‬ومالحقتــه‬ ‫للناشــطات واعتقــال الكثــرات منهــن‪ ،‬مــع تزايــد الخــوف مــن‬ ‫التع ـ ّرض لالغتصــاب الــذي اعتمــد كسياســة لتحييــد املــرأة عــن‬ ‫مســار الثــورة ملــا يف هــذا األمــر مــن حساســية خاصــة‪ ،‬فقــد تــم‬ ‫توثيــق العــرات مــن حــاالت االغتصــاب والتحــرش الجنــي‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل مئــات مل يســتطعن الترصيــح عــن ذلــك نظــرا ً‬ ‫لطبيعــة املجتمــع املحافــظ‪ .‬فدفعــت بذلــك رضيبــة مشــاركتها يف‬ ‫الثــورة‪ ،‬بأعــداد ضحايــا تجــاوزت اآلالف إىل جانــب املئــات مــن‬ ‫املعتقــات واملغيّبــات‪ .‬ولكــن ورغــم ذلــك تكمــل املــرأة الســورية‬ ‫دورهــا يف بنــاء ســوريا الجديــدة‪ ،‬بــن ضغــوط الحيــاة وواجباتهــا‬ ‫كزوجــة وأم‪ ،‬وتفضـ ّـل املــوت ذبحـاً وجوعـاً عــى الــذل‪ ،‬يف الوقــت‬ ‫الــذي التــزم فيــه رجــال كثــرون الصمــت‪ ،‬فــكان صمتهــم عــورة‪..‬‬ ‫وصــوت نســائنا‪ ..‬ثــورة‪..‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫ّ‬ ‫‪ -3‬جمع‬ ‪‭‬المخلفات‬ ‪‭‬طريقة‬ ‪‭‬كسب‬ ‪‭‬جديدة‬ ‪‭‬لدى‬ ‪‭‬األطفال‬ ‫‪ -4‬إغــاق‬ ‪‭‬صفحـة‬ ‪‭‬ترشــيح‬ ‪‭‬معــاذ‬ ‪‭‬الخطيـب‬ ‪‭‬رئيسـا‬ ‪‭‬لســوريا‪‭‬‬ ‫‬بعـد‬ ‪‭‬أن‬ ‪‭‬أثــارت‬ ‪‭‬الكثيـر‬ ‪‭‬مـن‬ ‪‭‬الجــدل‬ ‫‪ -5‬اللجــان‬ ‪‭‬الشــعبية‬ ‪‭‬تغــزو‬ ‪‭‬المعمــورة‬ ‪‭‬وتقتح ـم‬ ‪‭‬المنــاز ‪‭‬ل‬ ‫‬ف ـي‬ ‪‭‬بلــودان‬ ‫نار‬ ‪‭‬تحت‬ ‪‭‬الرماد‬ ‫‪ -6‬الثورة‬ ‪‭‬السورية‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬ذكرى‬ ‪‭‬انقالب‬ ‪‭‬الثامن‬ ‪‭‬من‬ ‪‭‬آذار‬ ‫‪ -8‬دوافع‬ ‪‭‬القتل‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬سوريا‬ ‫‪ -9‬أسباب‬ ‪‭‬مهمة لعدم‬ ‪‭‬اليأس‬ ‫‪ -10‬صواريخ‬ ‪‭‬المقاومة‬ ‪‭‬الموجهة‬ ‪‭‬إلى‬ ‪‭‬صدور‬ ‪‭‬السوريين‬ ‫‪ -11‬ليس‬ ‪‭‬بسخاء‬ ‪‭‬الرثاء‬ ‪‭‬والتعاطف‬ ‪‭..‬بل‬ ‪‭‬بالعدل‬ ‫‪ -12‬الشائعات‬ ‪ ‭:‬المصيدة‬ ‪‭‬الكالسيكية‬ ‪‭‬التي‬ ‪‭‬نقع‬ ‪‭‬فيها‬ ‫‪ -13‬كل‬ ‪‭‬الدروب‬ ‪‭‬بتودي‬ ‪‭‬ع‬ ‪‭‬الطاحون‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬فواصل‬ ‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫جمع المخ ّلفات‬ ‫طريقة كسب جديدة لدى األطفال‬ ‫بتول عبدالله | أوكسجين‬ ‫حســن يف الخامســة عــر مــن عمــره‪ ،‬تــرك‬ ‫يف ظــل الظــروف االقتصاديــة الســيئة مدرســته وعــاد إىل الزبــداين بعــد اعتقــال‬ ‫التــي خلّفــت آالف العاطلــن عــن العمــل أخيــه يف منطقــة الشــاح‪ ،‬يعمــل بجمــع‬ ‫وعــدد مــن العائــات دون دخــل‪ ،‬ومــع املخلفــات ليجنــي املــال‪.‬‬ ‫وجــود املتخلفــن عــن الخدمــة العســكرية‬ ‫الذيــن هــم دون ‪ 20‬عام ـاً؛ ابتكــر الشــباب سلبيات العمل وعمالة األطفال‪:‬‬ ‫يف الزبــداين عمــاً جديــدا ً يعــود عليهــم مل يقتــر العمــل هــذا عــى الشــبان بــن‬ ‫وعــى مجتمعهــم بالفائــدة‪ .‬هــذا العمــل ‪ 20-15‬عــام فقــط‪ ،‬بــل تعــداه ليصــل إىل‬ ‫هــو جمــع النفايــات البالســتيكية الناتجــة تشــكيل فريــق عمــل مؤلــف مــن شــاب‬ ‫عــن القصــف‪ ،‬كخزانــات امليــاه البالســتيكية ومعــه عــدة أطفــال يصــل عددهــم إىل‬ ‫واملقاعــد والكــرايس والطــاوالت وأقفــاص ‪ 10‬أحيانــاً‪ ،‬يحملــون األكيــاس الكبــرة‬ ‫الفواكــه وغريهــا‪ ،‬وبعــد جمعهــا تبــاع إىل ويجمعــون مــا يســتطيعون ثــم يســلمونها‬ ‫شــخص لديــه آلــة تقــوم بتقطيــع األشــياء لــرب العمــل مقابــل ‪ 200‬لــرة أو ‪300‬‬ ‫وتحويلهــا إىل قطــع صغــرة‪ ،‬ثــم يتــم إعــادة لــرة يومي ـاً للطفــل‪ .‬هــذا املبلــغ ميكــن أن‬ ‫تدويرهــا لتصنــع منهــا الســال البالســتيكية يكــون الدخــل الوحيــد لبعــض العائــات‬ ‫وبعــض األدوات املنزليــة وتبــاع فيــا بعــد‪ .‬التــي ليــس لديهــا دخــل آخــر أو معيــل‪،‬‬ ‫بســبب مــوت األب أو اعتقالــه وغريهــا مــن‬ ‫الفائدة المرجوة‪:‬‬ ‫الظــروف التــي تتعــرض لهــا األرس الســورية‬ ‫عــاد هــذا العمــل بالنفــع عــى الكثرييــن الفقــرة واملتوســطة‪ ،‬مــا أدى إىل تــرك بعــض‬ ‫يف الزبــداين‪ ،‬فهــو مربــح كــا ي ـراه محمــد األطفــال ملدارســهم وانتشــار ظاهــرة عاملــة‬ ‫الــذي مل يغــادر املدينــة منــذ الســنتني األطفــال بأعــداد ال بــأس بهــا‪ .‬يرتكــز عملهــم‬ ‫وليــس لديــه دخــل يعيــش منــه‪ ،‬فوجــد يف املنطقــة القريبــة مــن الحواجــز مثــل‬ ‫يف جمــع مخلفــات القصــف عمــاً جيــدا ً‪ .‬الشــاح وحاليــا واإلنشــاءات‪ ،‬بينــا يكــون‬ ‫يقــول بأنــه يبيــع الكيلــو غـرام الواحــد مــن تواجدهــم داخــل الزبــداين أقــل‪.‬‬ ‫الخــردة البالســتيكية بـــ‪ 30‬لــرة‪" :‬أخــرج من‬ ‫الصبــاح حتــى الســاعة الثانيــة ظهـرا ً‪ ،‬أجوب رواج المهنة‪:‬‬ ‫الحــارات وأجمــع‬ ‫القــت هــذه املهنــة رواجــاً بعــد وقــف‬ ‫يوميــاً حــوايل‬ ‫إطــاق النــار‬ ‫‪ 50‬كيلــو غــرم‬ ‫مــن القطــع‬ ‫ا ملتكــر ة‬ ‫التــي ال ميكــن‬ ‫إ صال حهــا‬ ‫و أ بيعهــا ‪.‬‬

‫مؤخــرا ً يف الزبــداين‪ .‬وبعــد أن رفضــت‬ ‫الكتائــب تجنيــد شــبان معهــا دون ‪ 18‬عاماً؛‬ ‫رآهــا األهــل بديــاً جيــدا ً وعمــاً مربحــاً‬ ‫ميكــن أن يعمــل بــه أي شــخص‪ ،‬وليــس‬ ‫فيهــا أيــة مخاطــرة‪ .‬عائلــة أبــو مديــن التــي‬ ‫منعــت ولدهــا عــي ابــن ‪ 17‬عامــاً مــن‬ ‫االلتحــاق بالثــوار؛ دفعــت بــه إىل العمــل يف‬ ‫الزبــداين خوفـاً عليــه مــن االعتقــال يف حــال‬ ‫مــروره عــى الحواجــز‪.‬‬ ‫بين القبول والرفض‪:‬‬ ‫يــرى البعــض أنهــا ستشــجع عــى عاملــة‬ ‫األطفــال‪ ،‬بعــد أن بــدأت تنتــر أكــر يف‬ ‫مدينــة الزبــداين‪ ،‬األمــر الــذي قــد يدفــع‬ ‫بعــض العائــات إىل إخ ـراج أطفالهــم مــن‬ ‫املدرســة وزجهــم يف هــذه املهنــة الجديــدة‪،‬‬ ‫وخاصــة النازحــن مــن مناطــق الريــف‬ ‫الدمشــقي إىل أطــراف الزبــداين مثــل‬ ‫حاليــا والشــاح‪ .‬ال تخلــو هــذه املهنــة مــن‬ ‫االحتــكار والتالعــب مــن قبــل املتاجريــن‬ ‫بهــا‪ ،‬ألنهــم يدفعــون مثــن الكيلــو غــرام‬ ‫‪ 35-30‬لــرة فقــط وســعره الحقيقــي أكــر‬ ‫مــن ‪ 60‬لــرة قبــل تدويــره‪ .‬ومــع ذلــك‬ ‫العمــل قامئـاً يقبــل عليــه‬ ‫ال يــزال‬ ‫الشــبان طلب ـاً ملكســب‬ ‫بســيط يكفيهــم ذل‬ ‫الســؤال‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬


‫تقرير‬

‫إغالق صفحة ترشيح معاذ الخطيب رئيساً لسوريا‬ ‫بعد أن أثارت الكثير من الجدل‬

‫نيرمين عبدالرؤوف | أوكسجين‬

‫قــرر أدمــن صفحــة "معــا لترشــيح معــاذ‬ ‫الخطيــب رئيســا لســوريا ضــد األســد" إغالقهــا‬ ‫بعــد أيــام عــى إنشــائها‪ ،‬وذلــك بنــاء عــى‬ ‫طلــب شــخيص مــن الشــيخ معــاذ الخطيــب‬ ‫رئيــس االئتــاف الســوري املعــارض الســابق‪.‬‬ ‫نــرت الصفحــة تنويه ـاً قالــت فيــه‪" :‬الســادة‬ ‫أعضــاء الحملــة الكــرام‪ ،‬نشــكر كل مــن ســاهم‬ ‫وشــارك معنــا فــي هــذه الحملــة‪ ،‬وكل مــن قـ ّـدم‬ ‫الدعــم و العــون‪ .‬نلفــت عنايتكــم الكريمــة أنــه بنــاء‬ ‫علــى طلــب الشــيخ معــاذ الخطيــب قررنــا وقــف هــذه‬ ‫الحملــة وإغــاق الصفحــة‪ .‬نشــكركم جميعــا ونلقاكــم‬ ‫فــي حملــة قادمــة"‪.‬‬ ‫الصفحــة التــي حصــدت عــرات آالف‬ ‫املعجبــن خــال وقــت قصــر أثــارت الكثــر‬ ‫مــن ردود الفعــل‪ ،‬مــا بــن مؤيــد ومعــارض‬ ‫وبــن مــن مل يعرهــا أي اهتــام‪.‬‬ ‫تفاعــل ملفــت متيــزت بــه هــذه الحملــة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫بعضهــم اقتنــع متامــاً بالفكــرة انطالقــاً مــن‬ ‫شــخصية معــاذ الخطيــب الوســطية التــي‬ ‫متلــك الكثــر مــن الشــعبية والتأييــد‪ ،‬وهــو‬ ‫الــذي انفــرد مـرات ســابقة بعــدد مــن األفــكار‬ ‫واآلراء التــي أثبتــت جدواهــا فيــا بعــد‪،‬‬ ‫وبــأن عودتــه إىل الســاحة يف هــذا الوقــت‬ ‫قبيــل االســتحقاق الرئــايس وبــروزه كمرشــح‬ ‫واضــح؛ قــد يكــون لــه أثــره اإليجــايب يف اإلعــام‬

‫والــرأي العــام‪ ،‬ويدحــض بذلــك فكــرة تــرذم‬ ‫املعارضــة وعجزهــا عــن االتفــاق عــى شــخص‬ ‫محــدد لتــويل الرئاســة‪.‬‬ ‫الحملــة أثــارت حفيظــة البعــض ممــن ال‬ ‫ينكــرون دور الخطيــب البــارز والفاعــل يف‬ ‫الثــورة‪ ،‬ولكــن هــذا ال يعنــي لهــم بأنــه يصلــح‬ ‫ألن يكــون رئيسـاً للجمهوريــة‪ .‬ورأوا أن الحملــة‬ ‫كانــت فقــط لغــرض املنافســة مــع باقــي‬ ‫صفحــات الثــورة ال أكــر‪ ،‬وبــأن القامئــن عليهــا‬ ‫ال ميلكــون شــيئاً مــن الجديــة‪.‬‬ ‫آراء أخــرى تداولــت الفكــرة بكثــر مــن‬ ‫الته ّكــم والســخرية‪ ،‬وهــم الذيــن يعلمــون بــأن‬ ‫جمــع الصفحــة حتــى ملليــار "اليــك" ال يعنــي‬ ‫بأنــه أصبــح لدينــا مرشــح حقيقــي لرئاســة‬ ‫الجمهوريــة‪ ،‬وحتــى يف حال قبــول النظام مبعاذ‬ ‫الخطيــب أو غــره مــن رمــوز املعارضــة مرشــحاً‬ ‫لالنتخابــات الرئاســية‪ ،‬وهــو أمــر مســتبعد يف‬ ‫ضــوء الدســتور الحــايل الــذي يشــرط إقامــة‬ ‫املرشــح عــر ســنني متواصلــة يف ســوريا أثنــاء‬ ‫الرتشــح‪ ،‬مــع تأييــد خطّــي لرتشــيحه مــن قبــل‬ ‫خمســة وثالثــن عضــوا ً عــى األقــل مــن أعضــاء‬ ‫مجلــس الشــعب؛ لــو فرضنــا أن كل هــذا‬ ‫قــد حــدث فمــن ســيضمن نزاهــة عمليــات‬ ‫االق ـراع مــع عــدم وجــود لجــان مراقبــة؟‪ ،‬ويف‬ ‫حــال فــوز بشــار األســد مــاذا ســيكون موقــف‬ ‫الشــعب واملعارضــة هنــا؟‪.‬‬ ‫معــاذ الخطيــب مــن جهتــه أصــدر بيانــاً‬ ‫شــكر فيــه القامئــن عــى الحملــة لصمودهــم‬

‫يف وجــه موجــات التخويــن واالســتهزاء التــي‬ ‫تع ّرضــوا لهــا‪ .‬ورأى بــأن الحملة ورغم بســاطتها‬ ‫وعفويتهــا شــكلّت تحديـاً كبـرا ً بإنهائهــا مقولة‬ ‫القائــد الخالــد‪ ،‬وســاهمت يف إيقــاظ القــوى‬ ‫االجتامعيــة الكامنــة التــي مل تتحــرك بعــد‪.‬‬ ‫وقــال بــأن وتــرة االســتجابة العاليــة خــال‬ ‫الســاعات األوىل دلّــت عــى وجــود القــرار‬ ‫الســيايس الســوري الــذي ال يســتطيع أحــد‬ ‫إقصــاءه‪ .‬ولكنــه رفــض الرتشــح كونــه مســؤولية‬ ‫خطــرة ال يتــم إال بعــد مشــاورات عــدة مــع‬ ‫السياســيني النزيهــن والفعاليــات املدنيــة‬ ‫وغريهــا مــن قــوى الثــورة‪ ،‬وال ميكــن القيــام بــه‬ ‫أصـاً يف ظــل الظــروف الراهنــة‪" :‬ال يمكــن القيام‬ ‫بانتخابــات لشــعب نصفــه مشــرد‪ ،‬وربعــه فــي المقابر‬ ‫والســجون والمشــافي‪ ،‬وحتــى جــزؤه الموالــي للنظــام‬ ‫أغلبــه محكــوم بالقهــر والخــوف‪ ،‬وكل ســوري يعلــم‬ ‫كيــف تجــري االنتخابــات‪ ،‬وكيــف يتــم التحكــم بهــا‬ ‫مــن مســتوى المخاتيــر حتــى رئاســة الدولــة‪ ،‬وفــوق‬ ‫ذلــك ال يوجــد فصــل بيــن الســلطات بــل دســتور‬ ‫يتــم التحكــم بــه حســب أهــواء النظــام"‪ .‬معظــم‬ ‫الناشــطون الذيــن يــرون يف الحــراك املــدين‬ ‫الســلمي وســيلة مهمــة مــن وســائل التغيــر؛‬ ‫يــرون أن نجــاح فكــرة حملــة كهــذه البــد أن‬ ‫تقــوم عــى منهــج مــدروس وأســس إعالميــة‬ ‫واضحــة‪ ،‬يف حــن رآهــا البعــض فكــرة عبثيــة ال‬ ‫معنــى لهــا‪ ،‬وبــأن ثــورة تديــر بوصلتهــا بعــض‬ ‫صفحــات الفيســبوك لــن تنجــح أبــدا ً!‪.‬‬

‫معاذ الخطيب‬ ‫مرشح للرئاسة‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫تقارير‬

‫اللجان الشعبية تغزو المعمورة‬ ‫وتقتحم المنازل في بلودان‬ ‫باسمة علي | أوكسجين‬

‫ات ّســعت ظاهــرة اللجــان الشــعبية ليصبــح‬ ‫عملهــا الرئيــي يف مناطــق بلــودان واملعمــورة‬ ‫مداهمــة بيــوت األهــايل النازحــن‪ ،‬ورسقــة كل‬ ‫مــا فيهــا مــن مــال أو أي يشء لــه قيمــة وميكــن‬ ‫بيعــه‪ .‬فقامــت األســبوع املــايض مبداهمــة‬ ‫منــزل أحــد األشــخاص يف بلــودان‪ ،‬وذلــك أثنــاء‬ ‫انقطــاع التيــار الكهربــايئ وســط هــدوء حــذر‬ ‫يســود املنطقــة‪ ،‬وتــم اعتقــال األب ورضب‬ ‫الشــاب‪ ،‬بعــد شــتائم انهالــت عليهــم‪ ،‬ثــم رسق‬ ‫مــن العائلــة مــا كان لديهــا مــن ذهــب أو ومال‬ ‫وتكــرر األمــر ذاتــه مــع عــدد مــن العائــات‬ ‫األخــرى‪ .‬كــا أنشــؤوا مركــزا ً لهــم بجــوار‬ ‫الفنــدق األزرق عنــد مدخــل وادي غــزال يف‬ ‫بلــودان‪ ،‬يعرتضــون الســيارات واملــارة ومينعــون‬ ‫اقتنــاء األشــياء وابتيــاع الحاجيــات ويهــددون‬ ‫أهــايل الزبــداين مبصادرتهــا‪ .‬يف املعمــورة تُقتحم‬ ‫املنــازل أيضـاً عــى يــد اللجــان الذيــن يقومــون‬ ‫بإنشــاء الحواجــز بــن الحــارات إىل جانــب‬

‫مضايقــة املــارة‪ .‬مؤخـرا ً تــم إلقــاء القبــض عــى‬ ‫أحــد عنــارص اللجــان‪ ،‬وبعــد أن أق ـ ّر بارتكابــه‬ ‫أفعــال دنيئــة لقــاء راتــب شــهري يتلقــاه؛ تــم‬ ‫إعدامــه ليكــون عــرة لــكل مــن تســ ّول لــه‬ ‫نفســه االنضــام ملجموعــات اللجــان أو أن‬ ‫يحــذو حذوهــم‪ .‬األهــايل واملجلــس العســكري‬ ‫يف بلــدة مضايــا رفضــوا تشــكيل لجــان شــعبية‬ ‫يف حــال متــت التســوية‪ ،‬وهـ ّدد بعــض األهــايل‬

‫نار تحت الرماد‬

‫محمد الصفدي‬

‫يعطــي علـاً للجيــش‪ .‬حــزب اللــه‬ ‫اليــد الضاربــة إلي ـران يف املنطقــة‪،‬‬ ‫تشــهد جامهرييتــه الســابقة بأنــه‬ ‫درع املقاومــة وحامــي الوطــن‬ ‫ســقوطاً شــديدا ً مدويـاً‪ .‬بــدءا ً مــن‬ ‫مخالفتــه إلعــان بعبــدا بإرســال‬ ‫طائــرة أيــوب فــوق إرسائيــل التــي‬ ‫كادت أن تشــعل حربــاً‪ ،‬وتدخلــه‬ ‫العســكري إىل جانب نظــام متهاوٍ‪،‬‬ ‫فــكان ســقوطه يف املســتنقع‬ ‫الســوري القشــة التــي قصفــت‬ ‫ظهــر البعــر‪ .‬لقــد أخلّــت مقاومــة‬ ‫الداخــل املزعومــة بالتوازنــات‬ ‫السياســية واملذهبيــة الدقيقــة‪،‬‬ ‫كــا أن قتالــه يف ســوريا مــع طرف‬ ‫ضــد آخــر زاد مــن رشخ االنقســام‬ ‫بــن اللبنانيــن‪ ،‬بل وعرقل تشــكيل‬ ‫حكومــة لبنانيــة جديــدة ألكــر‬ ‫مــن عــرة أشــهر‪ .‬و مــا زال يقــف‬ ‫أيضـاً يف وجــه االتفــاق عــى بيانهــا‬ ‫الــوزاري بــإرصاره عــى إي ـراد مــا‬

‫يســمى ثالثيــة "الجيــش والشــعب‬ ‫واملقاومــة" يف البيــان‪ ،‬بوصفهــا‬ ‫ميثاقيــة دون أن يذكــر كيف تكون‬ ‫كذلــك‪ ،‬مــع العلــم أن أكــر مــن‬ ‫نصــف الشــعب اللبنــاين هــو ضــد‬ ‫هــذه الثالثيــة ألنهــا غــر خاضعــة‬ ‫ملرجعيــة الدولــة‪ ،‬متناســياً أن ال‬ ‫ميثاقيــة دون موافقــة اللبنانيــن‪.‬‬ ‫ويف املعلومــات أن "حــزب اللــه"‬ ‫ومــن وااله يخطــط لف ـراغ رئــايس‪،‬‬ ‫ال خــروج منــه إال بوضــع طائــف‬ ‫جديــد يعيــد توزيــع الصالحيــات‬ ‫مــا بــن الســلطات الثــاث‪ ،‬أو‬ ‫باألحــرى مــا بــن السـ ّنة واملوارنــة‬ ‫والشــيعة‪ .‬وقــد حــاول تعطيــل‬ ‫تشــكيل الحكومــة باشــراطه أن‬ ‫تكــون جامعــة‪ ،‬يك يفــرض ذلــك‬ ‫عــى بعــض القــوى مثــل ‪14‬‬ ‫آذار التــي ترفــض أن تجلــس مــع‬ ‫حــزب اللــه عــى طاولــة واحــدة‬ ‫مــا مل ينســحب مــن ســوريا‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بــات ال يخفــى عــى أحــد مــن‬ ‫اللبنانيــن‪ ،‬وال عــى الكثــر مــن‬ ‫املدنيــن الســوريني الالجئــن الذين‬ ‫يعيشــون داخــل لبنــان؛ ظــروف‬ ‫هــذا البلــد الصغــر املنقســم عــى‬ ‫نفســه سياســياً وطائفيـاً ومذهبيـاً‬ ‫وعشــائرياً حتــى‪ .‬فاملناطــق‬ ‫اللبنانيــة املترشذمــة حســب‬ ‫تلــك التكتــات الســابقة‪ ،‬تشــهد‬ ‫اليــوم احتقان ـاً متزايــدا ً بــل خوف ـاً‬

‫يســكن الصــدور‪ .‬مفــاده هواجــس‬ ‫تــراود الجميــع مــن اشــتعال‬ ‫حــرب أهليــة لبنانيــة جديــدة‪،‬‬ ‫بــن املوالــن مــن جميــع األطـراف‬ ‫لنظــام األســد واملعارضــن لــه‪.‬‬ ‫وتظهــر اليــوم جلي ـاً غيــوم تتلبــد‬ ‫بالشــحن الطائفــي بــن الســ ّنة‬ ‫والشــيعة‪ ،‬والتــي يرجــع ظهورهــا‬ ‫إىل تدخــل حــزب اللــه يف ســوريا‬ ‫دون أن يستشــر الشــعب أو‬

‫هنــاك بقتــل أي شــخص ينضــم إىل اللجــان‪،‬‬ ‫يف الوقــت الــذي وضــع النظــام تشــكيل لجــان‬ ‫شــعبية يف مضايــا رشطــاً أساســياً مــن رشوط‬ ‫التســوية فيهــا‪ .‬مــن جهــة أخــرى تتــرب أخبار‬ ‫عــن ســحب أفــراد مــن اللجــان الشــعبية يف‬ ‫منطقــة املعمــورة وبلــودان‪ ،‬ليز ّجهــا النظــام‬ ‫مــع جيشــه يف معركتــه يف القلمــون‪ ،‬بعــد فـرار‬ ‫كثــر مــن عنــارص حــزب اللــه هنــاك‪.‬‬


‫ملف سياسي‬

‫الثورة السورية في ذكرى انقالب الثامن من آذار‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫متــر اليــوم الذكــرى الواحــدة‬ ‫والخمســون النقــاب الثامــن‬ ‫مــن آذار‪ ،‬أو "ثــورة" الثامــن مــن‬ ‫آذار كــا يســميها مؤيدوهــا‪.‬‬ ‫وبقــدر مــا يتصــور أصحابهــا مــن‬ ‫إنجــازات عظيمــة حققتهــا؛ إال أننا‬ ‫نســتطيع أن نــؤ ّرخ تاريــخ ســوريا‬ ‫األســود مــن ‪ 8‬آذار عــام ‪.1963‬‬ ‫هــذا ال يعنــي أننــا مــن حلــف‬ ‫االنفصاليــن مطلق ـاً‪ ،‬ولكــن ذلــك‬ ‫التاريــخ هــو الــذي أســس الســتالم‬ ‫حــزب البعــث الســلطة‪ ،‬وأصبــح‬ ‫ميثــل األداة الفكريــة والسياســية‬ ‫المتطــاء الســلطة طيلــة نصــف‬ ‫قــرن‪ .‬يف ظــل فــراغ ســيايس‬ ‫أعقــب اســتقالل ســوريا عــام‬ ‫‪ ،1946‬تأسســت حركــة البعــث‬ ‫العــريب مــن قبــل ميشــيل عفلــق و‬ ‫صــاح الديــن البيطــار عــام ‪.1947‬‬ ‫آخــرون أيضـاً لعبــوا دورا ً ملحوظـاً‬ ‫يف املراحــل املبكــرة مــن الحركــة‬ ‫البعثيــة أمثــال‪ :‬زيك األرســوزي‪،‬‬ ‫وهيــب الغانــم‪ ،‬وجــال الســيد‪.‬‬ ‫ورغــم أن التأســيس كان يف‬ ‫دمشــق عــام ‪ ،1947‬إال أن نشــأة‬ ‫الحــزب ميكــن تأريخهــا منــذ‬ ‫بدايــة األربعينيــات عــى يــد‬ ‫ميشــيل عفلــق وصــاح البيطــار‪،‬‬ ‫اللــذان ينحــدران مــن الطبقــة‬ ‫املتعلمــة املتوســطة يف دمشــق‪.‬‬ ‫بعــد عودتهــا مــن دراســتهام يف‬ ‫الســوربون يف باريــس إىل دمشــق‬ ‫عــام ‪1933‬؛ بــدأ األســتاذان‬ ‫بالتبشــر بأفكارهــا ونرشهــا‬ ‫وســط الطــاب والشــباب‪ .‬ورسعان‬ ‫مــا بــدأت تســتقطب حولهــا‬ ‫عــددا ً مــن الشــباب القوميــن‬ ‫املتحمســن مــن طلبــة املــدارس‬ ‫والجامعــات‪ ،‬إال أن التجمــع مل‬ ‫يتحــول إىل حركــة سياســية إال يف‬ ‫بدايــة األربعينيــات‪ ،‬حــن شــكّل‬ ‫عفلــق والبيطــار جامعــة سياســية‬ ‫منظمــة باســم حركــة اإلحيــاء‬

‫العــريب التــي أصــدرت بيانهــا األول‬ ‫يف شــباط ‪ .1941‬عقــد املؤمتــر‬ ‫األول يف دمشــق بتاريــخ ‪ 7‬نيســان‬ ‫‪ 1947‬وانتخــب ميشــيل عفلــق‬ ‫عميــدا ً لــه‪ .‬وعمــل البعــث عــى‬ ‫مواجهــة التدخــل األجنبــي يف‬ ‫شــؤون املنطقــة وتوطيــد القوميــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬وأصبــح لــه تأثــر‬ ‫ف ّعــال عــى الحكــم يف ســوريا‬ ‫بعــد االســتقالل عــام ‪.1946‬‬ ‫ورسعــان مــا انتــر الحــزب يف‬ ‫بعــض البلــدان العربيــة كالع ـراق‬ ‫ولبنــان وفلســطني واألردن واليمــن‬ ‫باإلضافــة إىل البلــد األصــي‬ ‫ســورية‪ .‬يف ‪ ،1952‬اندمــج حــزب‬ ‫البعــث العــريب مــع الحــزب العريب‬ ‫االش ـرايك الــذي كان يرأســه أكــرم‬ ‫الحــوراين‪ ،‬يف حــزب واحــد أصبــح‬ ‫اســمه "حــزب البعــث العــريب‬ ‫االشــرايك"‪ ،‬كحــزب قومــي عــريب‬ ‫يســعى لخلــق جيــل جديــد يؤمــن‬ ‫بوحــدة أمتــه‪ .‬كان حــزب البعــث‬ ‫مــن أبــرز الداعــن إىل وحــدة‬ ‫ســوريا ومــر‪ ،‬ونجــح يف تحقيقهــا‬ ‫مــع الرئيــس جــال عبــد النــارص‬ ‫عــام ‪ .1958‬ولكــن الوحــدة مل‬ ‫تصمــد طوي ـاً فحصــل االنفصــال‬ ‫عــام ‪ 1961‬وكان مــن مؤيديه أكرم‬ ‫الحــوراين‪ ،‬الــذي فُصــل مــن حــزب‬ ‫البعــث عــى أثــر ذلــك‪ .‬دام حكــم‬

‫االنفصــال مــن ‪1961/9/28‬حتــى‬ ‫‪ 8‬آذار ‪ 1963‬حــن اســتلم البعــث‬ ‫الســلطة يف ســورية‪ .‬اســتطاع‬ ‫الحــزب مــن خــال حشــد تأييــد‬ ‫قــوي لــه مــن الفالحــن والحرفيني‪،‬‬ ‫نتيجــة قوانــن اإلصــاح الزراعــي‬ ‫وحكومــة الكادحــن مــن االنف ـراد‬ ‫بالســلطة‪ ،‬مــع اإلبقــاء الصــوري‬ ‫لحــزب النــارصي والشــيوعي‬ ‫ملغازلــة الجمهوريــة العربيــة‬ ‫املتحــدة واالتحــاد الســوفيتي‪،‬‬ ‫ولكنــه مل ينجــح يف إعــادة الوحــدة‬ ‫مــع مــر نتيجــة موقــف عبــد‬ ‫النــارص الرافــض للبعثيــن‪ .‬كــا‬ ‫أنــه ورغــم النهــج االشــرايك‬ ‫للدولــة مل يســمح بــأن يأخــذ‬ ‫الحــزب الشــيوعي دورا ً بــارزا ً‬ ‫يف الحيــاة السياســية‪ ،‬فقــد كان‬ ‫أغلــب زعامئــه مــن ز ّوار الســجون‬ ‫واملعتقــات‪ .‬حكــم البعــث‬ ‫بســلطة مبــارشة مــن خــال إدارة‬ ‫سياســية تتمثــل باألمــن العــام‬ ‫ميشــيل عفلــق والرئيــس الفريــق‬ ‫أمــن الحافــظ دون انتخابــات‪ ،‬و‬ ‫لفــرة طويلــة مل يحقّــق خاللهــا‬ ‫الحــزب أو الحكومــة أي إنجــاز‬ ‫يذكــر‪ .‬وجــاءت انتفاضــة حــاة‬ ‫عــام ‪ 1964‬كــر ّد عــى السياســات‬ ‫املاركســية للدولــة لتع ّمــق الخالف‬ ‫بــن الشــعب والحكومــة‪ .‬يف عــام‬

‫‪ 1966‬حــدث انقــاب ثــاين داخــل‬ ‫قيــادة الحــزب نفســه‪ ،‬أقصــت‬ ‫عفلــق وأمــن الحافــظ رئيــس‬ ‫الجمهوريــة املعـ ّـن وعينــت صــاح‬ ‫جديــد بــدالً منــه‪ .‬ثــم خــرت‬ ‫ســوريا الجــوالن يف حــرب ‪،1967‬‬ ‫وتفاقمــت انشــقاقات وخالفــات‬ ‫الحــزب الداخليــة‪ ،‬فجــرى انقــاب‬ ‫ثالــث عــرف باســم الحركــة‬ ‫التصحيحيــة بقيــادة حافــظ األســد‬ ‫عــن‬ ‫وزيــر الدفــاع إىل الســلطة‪ّ .‬‬ ‫األســد أحمــد الحســن الخطيــب‬ ‫رئيســاً لفــرة انتقاليــة‪ ،‬ثــم‬ ‫أجــرى اســتفتا ًء عــى شــخصه‬ ‫أصبــح مبوجبــه حافــظ األســد‬ ‫رئيســاً‪ .‬يف عــام ‪ 1973‬وضــع أول‬ ‫دســتور يف ظــل البعــث‪ ،‬كــ ّرس‬ ‫الحــزب قائــدا ً للدولــة واملجتمــع‪،‬‬ ‫ووضــع أهــداف الدولــة بالوحــدة‬ ‫والحريــة واالشــراكية‪ ،‬وألغــى‬ ‫التعدديــة السياســية واالقتصاديــة‬ ‫واحتكــر اإلعــام والتعليــم وغريهــا‬ ‫مــن املجــاالت الفكريــة‪ .‬اســتطاع‬ ‫حافــظ األســد مــن خــال حــرب‬ ‫ترشيــن أن يكتســب شــعبية‬ ‫ك ّرســت حكمــه الديكتاتــوري‪،‬‬ ‫وبــدأت تظهــر مامرســات وصفــت‬ ‫بالتحـ ّزب الطائفــي لطائفــة األســد‬ ‫العلويــة‪ ،‬حيــث تــم إقصــاء‬ ‫الضبــاط الســ ّنة تدريجيــاً مــن‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫فتى في المعتقل (‪)1‬‬

‫لم يبكِ البطل‬

‫ديمة محمود‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تنتيش اإلراد ُة يف ترب ِة‬ ‫ذلك الفتى األسري‪..‬‬ ‫تتشبث به‪..‬‬ ‫ويتشبثُ بها‪..‬‬ ‫كل عصا‬ ‫مع لسع ِة ِّ‬ ‫أو كرباج‬ ‫يتضخ ُم املار ُد داخله‪..‬‬ ‫كلّام ّلف به الدوالب‬ ‫و هل أكرثُ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬ ‫كبت دموعه‪..‬‬ ‫ابيج ُ‬ ‫تنهال علي ِه‬ ‫و الكر ُ‬ ‫بوحشية‪..‬‬ ‫بىك منفردا ً مع‬ ‫خلو ِة ضمري ِه‪..‬‬ ‫نفسه يف ِ‬ ‫نفسه‬ ‫وغرقت ُ‬ ‫بدمو ِعها‪..‬‬ ‫من الداخل‪ ..‬فقط‬ ‫مل ير ْد لس ّجانِه أن يرى‬ ‫دمع ًة واحد ًة يف عينيه‬ ‫املتأللئت ِني‬ ‫شباباً و طهرا ً‪..‬‬ ‫رص عىل قه ِر الس ّجان‬ ‫وأ ّ‬

‫مل ِ‬ ‫يبك البطل‬ ‫مل ِ‬ ‫يبك‪..‬‬ ‫رص غيظاً َ‬ ‫ذلك الوحش‬ ‫و اعت َ‬ ‫واجرتَّ وحشيت ُه‬ ‫مر ٍ‬ ‫ات ومرات‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ر هــو‬ ‫بــدل أن يكــ َ‬ ‫وانكــ َ‬ ‫ا لفر يســة‬ ‫مل ينكرس فقط‬ ‫بل تحطّم‪..‬‬ ‫يتحس ُس شاربي ِه‬ ‫اح ّ‬ ‫ر َ‬ ‫قد َر هزميته‪..‬‬ ‫مل يفه ْم بغبائ ِه وعبودي ِته ألسياد ِه‬ ‫كيف ملثلِك أالّ ترص َخ أو تتأمل‬ ‫َ‬ ‫كل هذ ِه السادية‬ ‫أما َم ّ‬ ‫فاستسل َم أما َمك‪..‬‬ ‫وهوت عصا ُه الغليظة‬ ‫كام مالمح ُه وقلب ُه املتف ّحم‬ ‫لقد تالىش أبو هندي‬ ‫أمام جربوتك‪..‬‬ ‫وكربيائك‪..‬‬

‫ملف سياسي‬

‫املناصــب العليــا وتــم اســتبدالهم‬ ‫بالضبــاط العلويــن‪ ،‬واســتبقى‬ ‫عــى بعــض الشــخصيات الســنيّة‬ ‫التــي منحتــه والء مطلق ـاً للحكــم‬ ‫دون أي مراجعــة‪ .‬هــذا الشــكل‬ ‫الديكتاتــوري للحكــم الــذي‬ ‫مارســه األســد؛ دفــع الجامهــر‬ ‫املســتنكرة يف كل مــن حــاة‬ ‫وحلــب النتفاضــة قادهــا شــباب‬ ‫اإلخــوان املســلمني يف عــام ‪،1982‬‬ ‫انتهــت مبجــزرة دمويــة يف حــاة‬ ‫راح ضحيتهــا أكــر مــن ‪ 35‬ألــف‬ ‫مواطــن‪ .‬واســتطاع حافــظ األســد‬ ‫بنهــج القبضــة الحديديــة مــن‬ ‫أن ميســك مقاليــد الســلطة‪ ،‬عــى‬ ‫الرغــم مــن تناقــض سياســاته مــع‬ ‫جــواره العــريب واالقليمــي‪ .‬عــام‬ ‫‪ ،2000‬ورث بشــار األســد الحكــم‬ ‫عــن والــده الــذي تــويف بعــد مرض‬ ‫عضــال‪ ،‬فحــاول أن يق ـ ّدم نفســه‬ ‫كرئيــس شــاب منفتــح وعــري‪،‬‬ ‫إال أن ثــورات الربيــع العــريب‬ ‫اجتاحــت ســوريا أيضـاً‪ ،‬ووضعــت‬

‫النظــام الحاكــم أمــام مســؤولياته‪،‬‬ ‫ففشــل يف عمليــة التطويــر‬ ‫الســيايس وتصــدى لحركــة النضــال‬ ‫الســلمي‪ ،‬فتحولــت املواجهــة‬ ‫مــع النظــام إىل ســاحة حــرب‬ ‫مفتوحــة أمــام الجميــع ولكافــة‬ ‫األفــكار والتوجهــات السياســية‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن تعاقــب أربــع‬ ‫حكومــات منــذ تاريــخ االنقــاب‬ ‫العســكري يف ‪ 8‬آذار؛ إال أن‬ ‫الحكومــات األربعــة كانــت تعتــر‬ ‫نفســها "أم الصبــي"‪ ،‬وتحتفــل‬ ‫بتلــك الذكــرى وتق ّدســها دون أن‬ ‫تعطــي أي دور حقيقــي للحــزب‬ ‫بقيــادة الدولــة‪ .‬تلــك الحكومــات‬ ‫األربعــة هــي عســكرية بشــكل‬ ‫مطلــق‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن‬ ‫الرئاســة مــن عــام ‪ 1966‬إىل‬ ‫‪ 1970‬كانــت للدكتــور نــور‬ ‫الديــن األتــايس‪ ،‬ولكــن القيــادة‬ ‫العســكرية كانــت هــي املحــرك‬ ‫األســايس للحكــم‪ .‬ورغــم تفــ ّرد‬ ‫حــزب البعــث مف ّجــر االنقــاب يف‬

‫‪ 8‬آذار‪ ،‬إال أن دوره كان مرسحيــاً‬ ‫خصوصــاً وأنــه تــرأّس الجبهــة‬ ‫الوطنيــة التقدميــة التــي تجمــع‬ ‫تســعة أحــزاب يف ســوريا فقــط‪،‬‬ ‫ليعطــي انطباعــاً أن الحكومــة‬ ‫تقبــل بالتعــدد الحــزيب‪ .‬عــى مدى‬ ‫نصــف قــرن مــن عمــر االنقــاب‬ ‫اســتطاع حــزب البعــث تكريــس‬ ‫واقــع مــن التســطّح الفكــري‬ ‫لــدى العديــد مــن املواطنــن‪.‬‬ ‫فمــن مــدارس طالئــع البعــث‬ ‫إىل األطفــال الصغــار فشــبيبة‬ ‫الثــورة‪ ،‬حتــى فــروع الحــزب‬ ‫وقيادتــه القطريــة والقوميــة‪ ،‬إىل‬

‫أســلوب الــوالء األعمــى‪ ،‬فنشــأت‬ ‫طبقــة الدمياغوجيــن واملتنطعــن‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن ســلطة الحــزب‬ ‫الواهيــة‪ ،‬إال أنــه يُعتــر املســؤول‬ ‫األول عــن تدهور الوعي الســيايس‬ ‫يف البــاد‪ .‬إن انقــاب ‪ 8‬آذار يعتــر‬ ‫تأريخـاً لعــر االنحطاط الســيايس‬ ‫يف ســوريا الحديثــة‪ .‬ولعــل مــن‬ ‫محاســن الصــدف أن تــأيت ثــورة‬ ‫الربيــع العــريب بســوريا يف آذار‬ ‫أيضـاً مــن عــام ‪ ،2011‬لتمحــو مــن‬ ‫ـاب أدخــل‬ ‫هــذا الشــهر عــار انقـ ٍ‬ ‫ســوريا يف عــامل ظــام دامــس‬ ‫نحــاول اليــوم أن منــ ّزق ظلمتــه‪.‬‬


‫تحقيق‬

‫دوافع القتل في سوريا‬ ‫عمار حسن | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تــم توثيــق مقتــل نحــو ‪ 140‬ألــف ســوري‬ ‫منــذ انــدالع االحتجاجــات الشــعبية يف البــاد‬ ‫يف آذار ‪ 2011‬حتــى اآلن‪ ،‬إىل جانــب اآلالف‬ ‫مــن غــر الســوريني‪ .‬نســاء وأطفــال‪ ،‬مدنيــون‬ ‫ومســلحون‪ .‬دوامــة القتــل كانــت وال تــزال‬ ‫تبتلــع كل مــا يقــرب منهــا‪ .‬لكــن أشــ ّد مــا‬ ‫يلفــت االنتبــاه هــو أن معظــم هؤالء الســوريني‬ ‫قتلــوا عــى أيــدي ســوريني مثلهــم‪ .‬فــا دوافــع‬ ‫هــذا القتــل؟ وهــل مــن املمكــن يف حــال‬ ‫ُعرفــت تلــك الدوافــع أن يتــم التوصــل إىل حــل‬ ‫يــريض جميــع األطـراف؟‪ ،‬وهنــا أقصــد الشــعب‬ ‫ال األطــراف السياســية كاالئتــاف والنظــام‪.‬‬ ‫الدافع االنتقامي‬ ‫مــن الغــر الدقيــق أن نعتــر الدافــع‬ ‫االنتقامــي أخطــر وأصعــب دوافــع القتــل‪،‬‬ ‫لكنــه ومــن دون أدىن شــك أحــد أكــر الدوافــع‬ ‫انتشــارا ً يف ســوريا‪ ،‬ســوا ًء أخــذ طابع ـاً فردي ـاً‪،‬‬ ‫عائليــاً‪ ،‬عشــائرياً‪ ،‬طائفيــاً‪ ،‬أو دينيــاً‪ .‬يف كثــر‬ ‫مــن األحيــان كان الثــأر ســبباً يف انضــام بعــض‬ ‫املناطــق للثــورة‪ ،‬ووقــوف أخــرى يف صــف‬ ‫النظــام‪ .‬كثــرون ممــن مل يكرتثــوا مبــا يحصــل‬ ‫يف البــاد عــى الصعيــد الســيايس؛ قــرروا‬ ‫االنخــراط مــع أحــد الطرفــن انتقامــاً ألحــد‬ ‫أقربائهــم أو أصدقائهــم أو أوالد عشــرتهم‪.‬‬ ‫إال أن الحالــة األخطــر هــي عنــد أولئــك‬ ‫الذيــن اعتــروا الظلــم واقعــاً عــى دينهــم‬ ‫أو طائفتهــم‪ ،‬خصوصــاً بعــد النزاعــات ذات‬ ‫الطابــع الطائفــي التــي بــدأت تظهــر هنــا‬ ‫وهنــاك‪ ،‬قصــف النظــام للمســاجد وارتكابــه‬ ‫ملجــازر واســعة مــن جهــة‪ ،‬واســتهداف بعــض‬ ‫املقاتلــن املتشــددين للعلويــن نســا ًء وأطفــاالً‬ ‫يف ريــف الســاحل مــن جهــة أخــرى‪.‬‬ ‫الدافع الديني‬ ‫وانطالقــاً مــن اإلشــارة إىل البعــض ممــن‬ ‫يــرى مــا يحصــل يف البــاد عــى أن دينــه أو‬ ‫طائفتــه تتعــرض للظلــم ويجــب الدفــاع عنهــا‬ ‫واالنتقــام لهــا‪ .‬مــن هــذه النقطــة نتعــرف عــى‬ ‫أحــد الدوافــع الرئيســية يف القتــل يف ســوريا أال‬ ‫وهــي الدافــع الدينــي‪ .‬ال أحــد ينكــر وجــود‬ ‫ميليشــيات مســلحة لبنانيــة وإيرانيــة وعراقيــة‬

‫تقاتــل إىل جانــب النظــام الســوري بصفــة‬ ‫دينيــة طائفيــة بحتــة‪ ،‬بــل إن أمــن عــام حــزب‬ ‫اللــه حســن نــر اللــه قــال أن مقاتــي حزبــه‬ ‫يدافعــون عــن مـزارات دينيــة يف دمشــق‪ .‬عــى‬ ‫الجانــب اآلخــر نجــد تنظيــم القاعــدة بفصيليــه‬ ‫الرئيســيني‪ :‬الدولــة اإلســامية وجهــة النــرة‪،‬‬ ‫كــا أصبــح مصطلــح "الكتائــب اإلســامية"‬ ‫يطلــق عــى نطــاق واســع مــن فصائــل‬ ‫املعارضــة املســلحة‪ ،‬وباتــت مطالــب إقامــة‬ ‫الخالفــة وفــرض الرشيعــة دافعــاً مســتقالً‬ ‫للقتــال والقتــل‪.‬‬ ‫الدافع العسكري الوطني‬ ‫أولئــك ممــن ابتلعــوا روايــة النظــام يف بدايــة‬ ‫الثــورة‪ ،‬القائلــة بــأن الجيــش الســوري يدافــع‬ ‫عــن البــاد والشــعب يف وجــه هجــات‬ ‫اإلرهابيــن‪ ،‬أصبحــت لديهــم اليــوم بعــض‬ ‫األســباب التــي تدفعهــم للتمســك بتصديــق‬ ‫هــذه الروايــة‪ .‬هــم قســ ٌم مــن الجيــش‬ ‫الســوري النظامــي يقاتلــون عــى قناعــة بأنهــم‬ ‫يدافعــون عــن الشــعب والوطــن و"قائــد‬ ‫الشــعب والوطــن"‪ .‬يف املقابــل نجــد رشيحــ ًة‬ ‫متآكل ـ ًة لكــن ال ت ـزال موجــود ًة وخصوص ـاً يف‬ ‫النصــف الجنــويب مــن ســوريا‪ ،‬حملــت الســاح‬ ‫دفاعــاً عــن املتظاهريــن العــ َّزل واملدنيــن‬ ‫الذيــن يتعرضــون للقصــف‪ ،‬بالنســبة لهــم‪:‬‬ ‫القتــال لــدرء الظلــم‪ ،‬وزوال الســبب ســيؤدي‬ ‫لــزوال النتيجــة‪.‬‬

‫الدافع القطيعي‬ ‫األشــخاص الذيــن ال يســتطيعون الحيــاة بــدون‬ ‫قيــادة‪ ،‬لديهــم قناعــة كاملــة بشــخص واحــد‬ ‫فريــد مــن نوعــه ومــن غــر املمكــن اإلتيــان‬ ‫بشــبي ٍه لــه أو مثيــل‪ ،‬شــخص يســتحق القتــل‬ ‫والقتــال مــن أجــل‪ .‬فاختزلــوا الوطــن بأكملــه‬ ‫بعبــارة "قائــد الوطــن"‪ ،‬هــم كالقطيــع مــن‬ ‫األغنــام املســتعد للمــوت دفاع ـاً عــن راعيــه‪،‬‬ ‫ولــو أن الراعــي لــن يتــواىن عــن ذبحهــم‬ ‫واحــدا ً تلــو اآلخــر حــن يجــوع‪ ،‬لــو أنهــم‬ ‫أدركــوا فقــط أن بإمكانهــم قتــل الراعــي الــذي‬ ‫ال يكــرث لشــأنهم لعاشــوا بدورهــم بســام‬ ‫وهــدوء‪.‬‬ ‫الدافع التسلطي‬ ‫يف كثــرٍ مــن البلــدات واألحيــاء الســورية‪،‬‬ ‫ظهــرت جامعــات مســلحة تجمعهــا العائلــة أو‬ ‫العشــرة أو املصالــح املشــركة‪ ،‬تقاتــل وتقتــل‬ ‫ال لــي ٍء ســوى ملنفعتهــا الشــخصية‪ .‬تعتــر‬ ‫نفســها أحــق بحكــم منطقتهــا‪ ،‬فتبــدأ بفــرض‬ ‫القوانــن والتســلط عــى النــاس وتتدخــل يف‬ ‫كافــة شــؤون وتفاصيــل حياتهــم‪ .‬عــى الصعيــد‬ ‫الفــردي كلنــا نعــرف أولئــك الذيــن التحقــوا‬ ‫بالجيــش أو بفــر ٍع يف األمــن ال لــي ٍء ســوى‬ ‫ليامرســوا هوايتهــم يف القتــل والتعذيــب‬ ‫ولينصبــوا أنفســهم عــى قمــة هــرم‬ ‫بســادية‪ّ ،‬‬ ‫الســلطة‪ ،‬أو عــى األقــل يف مــكان عــا ٍل مــن‬ ‫الهــرم قريــب مــن أزالم الســلطة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫الدافع المبدئي‬ ‫القضــاء عــى النظــام الســوري بالنســبة ملقاتــي‬ ‫املعارضــة‪ ،‬أو عــى الثــورة الســورية مــن جهــة‬ ‫جيــش النظــام بــات مطلبــاً ودافعــاً أساســياً‪.‬‬ ‫عنــد بعــض الرشائــح ميكــن إقنــاع الطرفــن‬ ‫بالتوقــف عــن القتــال مــن أجــل إجــراء‬ ‫مصالحــة ووقــف الــدم‪ ،‬لكــن أخــرى ســتفضل‬ ‫الــدم عــى املصالحــة‪ ،‬وســتعترب مــا يحــدث‬ ‫معركــة ال تنتهــي إال بانتهــاء الطــرف اآلخــر‪.‬‬ ‫الحل؟‬ ‫هــل يوجــد حــل واحــد مــن املمكــن أن‬ ‫يــريض جميــع األطــراف؟ بالطبــع ال‪ .‬لكــن‬ ‫مــن املمكــن التوصــل إىل حزمــة مــن الحلــول‬ ‫واملقرتحــات غــر املتناقضــة بشــكل جوهــري‪،‬‬ ‫والتــي قــد تنتهــي بالتوصــل إىل نــوع مــن‬ ‫املصالحــة الحقيقيــة ووقــف لحــام الــدم‪.‬‬ ‫هنــاك دامئــاً مــن يقتــل مــن أجــل القتــل‬ ‫إىل جانــب "القتلــة املســتوردين"‪ ،‬فــا أســف‬ ‫رصوا عــى تقويــض الحــل‪،‬‬ ‫عليهــم إن هــم أ ّ‬ ‫خصوصـاً أن عــدوا ً مشــركاً مثلهــم قــد يســاعد‬ ‫عــى تو ّحــد الســوريني‪ .‬قــد ال تحتــاج ســوريا‬ ‫لتدخــل خارجــي أو حــل يُفــرض فرضـاً عليهــا‪.‬‬ ‫رمبــا مــا بــدأ بثــورة لــن ينتهــي إال بثــورة‪،‬‬ ‫ومــن املحتمــل أن يظهــر تيــار مــدين يضــع‬ ‫الجميــع يف الصــورة الكبــرة‪ ،‬ويوضــح أن يف‬ ‫لعبــة الشــطرنج ميــوت الجنــود مــن أجــل‬ ‫امللــك‪ .‬قــد ال يــأيت مثــل هــذا التيــار ويســتمر‬ ‫القتــال دهـرا ً آخــر ليصبــح معهــا عــادة‪ ،‬ويبــدأ‬ ‫مــن ميارســها بنســيان الدوافــع الرئيســية التــي‬ ‫دفعتــه لحمــل الســاح يف البدايــة‪.‬‬

‫أسباب مهمة‬ ‫لعدم اليأس‬ ‫مازن كم الماز | مشاركة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ال أعتقــد أننــا عدنــا ثانيــة إىل زمــن‬ ‫االستســام للســادة‪ ,‬أو أن ليــل الصمــت قــد‬ ‫عــاد مــن جديــد‪ .‬ال مــرر لليــأس‪ ,‬فــكل مــا‬ ‫أثبتتــه لنــا األيــام و التجــارب املاضيــة القاســية‬ ‫جــدا ً يف بعضهــا؛ أن مهمــة تدمــر نظــام أو‬ ‫عــامل و بنــاء آخــر هــي عمليــة معقــدة و‬ ‫مؤملــة يف نفــس الوقــت‪ ,‬رمبــا يكــون التخلــص‬ ‫مــن طاغيــة األمــس أســهلها‪ .‬صحيــح أننــا‬ ‫بعيــدون جــدا ً عــن االنتصــار عــى كل مــا هــو‬ ‫اســتبدادي و قمعــي و ســلطوي يف حياتنــا‪,‬‬ ‫لكــن مؤسســات و آليــات القمــع و الكبــت‬ ‫القامئــة حتــى األمــس تلقــت رضبــة موجعــة‪،‬‬ ‫رغــم جميــع محــاوالت إحيائهــا و ضـ ّخ دمــاء و‬ ‫أســاطري جديــدة يف عروقهــا اليابســة‪ .‬لدينــا مــا‬ ‫يكفــي اليــوم يك نواصــل البحــث عــن أســباب‬ ‫فشــل نضاالتنــا‪ .‬مل تلعــب خمــرة االنتصــارات‬ ‫املزيفــة برؤوســنا و مل تقتــل الرغبــة يف تغيــر‬ ‫واقعنــا‪ ،‬كان مــن املمكــن أن نكــون يف حالــة‬ ‫أســوأ مــن هســترييا متجيــد حكامنــا لــو أنهــم‬ ‫مثــاً انتــروا يف حروبهــم‪ ،‬أو لــو كانــت‬ ‫"ممانعتهــم" فعـاً حقيقيــة‪ .‬الغربيــون يف مثــل‬ ‫هــذا املوقــف يظنــون أنهــم متفوقــن عــى‬ ‫بقيــة شــعوب العــامل‪ ،‬و يجعلهــم ذلــك الوهــم‬ ‫يتقبلــون عبوديتهــم بخنــوع زائــد و غبــي‪.‬‬ ‫صحيــح أن هنــاك مقاومــة متزايــدة بينهــم‪,‬‬ ‫لكــن مــا فعلــه رجــال السياســة و أصحــاب‬ ‫البنــوك مباليــن األوروبيــن و األمريكيــن أكــر‬ ‫مــن اســتغباء‪ ،‬فقــد رسقوهــم لعقــود باســم‬ ‫الليرباليــة الجديــدة ثــم أجربوهــم أن يدفعــوا‬ ‫مثــن ذلــك النهــب مليــارات ال تحــى مــرة‬ ‫أخــرى‪ ،‬حتــى اضطروهــم للعيــش يف ضنــك‬ ‫حقيقــي بحجــة تحفيــز االقتصــاد املنهــوب‪.‬‬ ‫املهــزوم و األفقــر حــاالً يبقــى دامئ ـاً متحف ـزا ً‬ ‫ليغــر حياتــه‪ ,‬ويكــون أقــل تقب ـاً و تصديق ـاً‬ ‫ألســاطري ســادته‪ .‬العبيــد األكــر بؤســاً‬ ‫محظوظــون نســبياً‪ ,‬ألن تعاســتهم تســاعدهم‬

‫عــى الوعــي بحقيقــة عبوديتهــم‪ .‬الديكتاتــور‬ ‫املنتــر يف حروبــه قــادر عــى أن يؤســس‬ ‫لســلطة تســتمر طويـاً‪ ،‬ألن عبيــده يعتقــدون‬ ‫أنهــم هــم أصحــاب تلــك اإلمرباطوريــة‪ ,‬بينــا‬ ‫تكــون وظيفتهــم الفعليــة هــي حاميــة‬ ‫الحاكــم و توســيع ســلطته‪ .‬إن مــن يشــخّص‬ ‫تأ ّخــر النــر ضــد مــن يســتعبدنا يفــرض أن‬ ‫يســتفز فينــا بحث ـاً شــجاعاً عــن طــرق نضــال‬ ‫جديــدة‪ ,‬و عــن األخطــاء يف أســاليب نضالنــا‬ ‫املاضيــة‪ .‬تأ ّخــر النــر لــه دور إيجــايب آخــر‪,‬‬ ‫هــو أنــه يحبــط عمليــة تشــكيل أســاطري و‬ ‫أوهــام جديــدة‪ ,‬ويحــول دون تشــكيل كهنــوت‬ ‫ســيايس و ثقــايف و حــزيب جديــد خــاص‬ ‫باألســاطري الجديــدة‪ ,‬التــي ثبــت فشــلها و‬ ‫زيفهــا حتــى قبــل أن تكتســب صفــة اإلطــاق‬ ‫و تحــل مــكان األســاطري القدميــة‪ .‬لــذا ال داعــي‬ ‫أبــدا ً للشــعور باليــأس‪ ,‬فمهمــة إح ـراق العــامل‬ ‫القديــم تســر بشــكل جيــد حتــى اآلن‪ .‬تونــس‬ ‫و مــر و ســوريا و ليبيــا و اليمــن و غريهــا‬ ‫كانــت قبــل إحــراق "البوعزيــزي" نفســه‬ ‫ســجوناً غبيــة‪ ,‬و عمليــة تحطيــم كل تلــك‬ ‫األســوار و القضبــان تســر متامــاً كــا يجــب‬ ‫مــن مــكان آلخــر‪ ,‬بــدءا ً مــن ســيدي بوزيــد إىل‬ ‫ميــدان التحريــر‪ ،‬فبنغــازي و ويسكونســن و‬ ‫ســاحة الحريــة يف صنعــاء إىل حمــص و تقســيم‬ ‫و كييــف‪ ،‬ومــا زال هــذا العــامل يتملمــل بينــا‬ ‫يه ـ ّز العبيــد قيودهــم يف وجــه الطغــاة‪ .‬هــذا‬ ‫ال يعنــي أننــا نحنــا أو أن مــن يف الســجون‬ ‫يفعلونهــا "كــا يجــب"‪ ،‬أو أننــا قريبــون مــن‬ ‫النجــاح يف مهمــة تغيــر العــامل و إعــادة بنائــه‪،‬‬ ‫ولكــن تلــك هــي مهمتنــا امللّحــة اليــوم‪ ,‬كــا‬ ‫قــال الثــوري اإلســباين دورويت‪" :‬مهمــة الثــوار‬ ‫أن يفهمــوا الصــرورة الطبيعيــة للتمــرد‪ ،‬و أال‬ ‫يعزلــوا أنفســهم عــن طبقتهــم بحجــة خدمتهــا‬ ‫عــى نحــو أفضــل"‪.‬‬


‫رأي‬

‫صواريخ المقاومة الموجهة إلى صدور السوريين‬ ‫هشام منور | كاتب وباحث‬

‫هــل يجــوز بدايــة أن نســتمر يف اســتعادة‬ ‫مصطلــح "المقاومــة"‪ ،‬للتعبــر عــن فصائــل‬ ‫عربيــة حاولــت الوقــوف أمــام آلــة القتــل‬ ‫اإلرسائيليــة يف وقــت مــا؟!‪ .‬ســؤال حســم‬ ‫إجابتــه إبــداع الســوريني مــن خــال اخــراع‬ ‫توصيــف جديــد لحــزب اللــه اللبناين‪ ،‬وتســميته‬ ‫بـــ (حالــش) اختصــارا ً الســمه الطويــل‪ ،‬وتنبيه ـاً‬ ‫لجــذوره الطائفيــة واملعاديــة لحـراك الشــعوب‬ ‫يف أي مــكان مــا مل تخــدم أهدافــه‪ .‬أســلحة‬ ‫الحــزب التــي عــرت األرايض الســورية وحامهــا‬ ‫الســوريون بأرواحهــم ودمائهــم ودفعــوا مــن‬ ‫أمثانهــا الــيء الكثــر؛ باتــت مو ّجهــة إليهــم‬ ‫بعــد تــو ّرط الحــزب يف محاربتهــم داخــل‬ ‫أرضهــم وأينــا حلّــوا‪ .‬واليــوم ال يتــو ّرع حــزب‬ ‫اللــه أو حالــش عــن قصــف يــرود بأكــر‬ ‫الصواريــخ فتــكاً وتدمـرا ً مثــل نــوع "كورنيــت"‪،‬‬ ‫كــا ينــوي اســتخدام صــاروخ "بــركان" املع ـ ّدل‬ ‫ألول مــرة يف القلمــون‪.‬‬ ‫مل يعــد خافيـاً عــى أحد أن املعارك يف ســوريا‬ ‫وخصوصــاً يف القلمــون‪ ،‬حاصلــة بــن الثــوار‬ ‫الســوريني وحــزب اللــه اللبنــاين‪ ،‬بينــا يجلــس‬ ‫جيــش النظــام الســوري متفرج ـاً‪ ،‬وإن حــدث‬ ‫ــا‬ ‫وشــارك فمــن الصفــوف الخلفيــة‪ ،‬مفضّ ً‬ ‫التضحيــة بشــ ّبان لبنانيــن غــ ّرر بهــم تحــت‬ ‫شــعار الواجــب الجهــادي‪ .‬ومــع اعـراف حــزب‬ ‫اللــه يف كل لحظــة أنــه قــد أخــذ عــى عاتقــه‬ ‫عمليــة تطهــر يــرود مــن ســكانها وثوارهــا‪ ،‬ال‬ ‫حــرج بعدئــذ مــن قصــف هــذه املدينــة بــكل‬ ‫مــا أويت مــن صواريــخ إيرانيــة وغــر إيرانيــة‪.‬‬ ‫أيضــاً مــن توثيــق‬ ‫وال بــأس‬ ‫بالصــوت‬ ‫هــذ ا‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫والصــورة‪ .‬تقاريــر صحفيــة نقلــت عــن مصــادر‬ ‫مق ّربــة مــن حــزب اللــه؛ إفشــاءها نيتــه‬ ‫اســتخدام ســاح متطــور يف معــارك يــرود‬ ‫ألول مــرة‪ ،‬وهــو صــاروخ بــركان املعـ ّدل الــذي‬ ‫كان نجــم معركــة القصــر‪ ،‬وســاهم بفاعليــة‬ ‫يف إســقاطها‪ .‬هــو صــاروخ مــن عيــار ‪107‬‬ ‫ميلليمــر‪ ،‬يحمــل ‪ 80‬كيلوغراماً مــن املتفجرات‪،‬‬ ‫مــا يجعــل منــه صاروخــاً بقــدرة تدمرييــة‬ ‫هائلــة‪ .‬وقــد طــرأ عليــه تعديــات زادت مــن‬ ‫فاعليتــه فجعلتــه يحمــل حشــوتني متفجرتــن‪.‬‬ ‫لــأوىل قــدرة تدمرييــة كبــرة وللثانيــة قــدرات‬ ‫انتشــار‪ ،‬إذ تســقط وتنتــر يف دائــرة واســعة‬ ‫قبــل أن تصيــب الهــدف‪ .‬الحــزب الــذي كان‬ ‫ي ّدعــي محاربــة "إرسائيــل" مل يعــد يجــد وقت ـاً‬ ‫للحــرب معهــا‪ ،‬ســوى مــن خــال الرتويــج‬ ‫للحشــيش واملخــدرات وســائر أنــواع الســموم‬ ‫األخــرى‪ .‬فقــد ذكــرت صحيفــة "يديعــوت‬ ‫أحرونــوت" وفــق مصــادر اســتخباراتية‬ ‫وصفتهــا بالـــ "موثوقــة" يف منطقــة الــرق‬ ‫األوســط؛ بــأن حــزب اللــه اللبنــاين بــدأ‬ ‫مؤخــرا ً بإقامــة شــبكة خاصــة بــه لنــر‬ ‫املخــدرات وتنفيــذ العمليــات‬ ‫ضــد إرسائيــل‪ .‬وفقــاً للصحيفــة‬ ‫ذاتهــا‪ ،‬تعمــل مجموعــة‬ ‫مهــ ّريب املخــدرات التــي‬ ‫بــدأت نشــاطها مــن كال‬ ‫جهتــي الحــدود اللبنانيــة‬ ‫‪ -‬اإلرسائيليــة‪ ،‬مبوجــب‬

‫تعليــات عليــا للمنظومــة التنفيذيــة يف حــزب‬ ‫اللــه وبواســطة وحــدة خاصــة تابعــة لــه‪ .‬ومــن‬ ‫املتوقــع أن تســتخدم كقنــاة قتــال "هادئــة"‪.‬‬ ‫املبــادرة بــدأت قبــل التوتــرات األخــرة عــى‬ ‫خلفيــة الهجــوم الــذي نســب إلرسائيــل هــذا‬ ‫األســبوع‪ ،‬ولكــن مــن املتوقــع أن تصبــح‬ ‫جــزءا ً مــن "االنتقــام" الــذي وعــد بــه حــزب‬ ‫اللــه‪ .‬املحلّــل العســكري للصحيفــة "رون بــن‬ ‫يشــاي" كتــب يقــول أن للشــبكة املقامــة ثالثــة‬ ‫أهــداف‪ :‬إفســاد املجتمــع اإلرسائيــي بواســطة‬ ‫املخــدرات‪ ،‬جنــي أربــاح ماليــة مــن تهريــب‬ ‫الحشــيش‪ ،‬واســتخدام الشــبكة لوجســتياً‬ ‫واســتخباراتياً لتنفيــذ عمليــات داخــل إرسائيــل‬ ‫حــن تقــ ّرر قيــادة الحــزب ذلــك‪ ،‬لكــن دون‬ ‫ظهــور بصــات أصابــع التنظيــم‪ .‬الهــدف هــو‬ ‫إقامــة شــبكة مــن جهــات االتصــال املنظّمــة‬ ‫يف إرسائيــل‪ ،‬والتع ـ ّرف عــى قنــوات التهريــب‬ ‫واالخ ـراق اآلمنــة نســبياً مــن خــال الحــدود‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬والتــي ســتخدم حــزب اللــه دون أن‬ ‫يتــو ّرط يف هــذه األثنــاء مبواجهــة فعليــة مــع‬ ‫إرسائيــل‪ .‬وفيــا تتجــه صواريخــه إىل صــدور‬ ‫الســوريني وتنهــش مــن لحومهــم ودمائهــم‪،‬‬ ‫يكتفــي الحــزب بجنــي أربــاح حربــه املزعومــة‬ ‫مــع "إرسائيــل"‪ ،‬عــر تشــكيل شــبكات لتهريــب‬ ‫الحشــيش وأنــواع املخــدرات التــي تبــدو هدية‬ ‫أكــر منهــا حربـاً حقيقيــة‪ .‬فهــل باتــت قواعــد‬ ‫اللعبــة بــن حالــش وإرسائيــل مفضوحــة إىل‬ ‫هــذه الدرجــة؟!‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫د‪ .‬سماح هدايا | أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مل تكــن تلــك لحظــات تذكاريــة عذبــة حتــى‬ ‫تعلّقهــا املــرأة يف ملــف الذكريــات والصــور‪،‬‬ ‫كانــت عذابــا شــديدا ً وقهــرا ً‪ ،‬وقــد تســتمر‬ ‫كابوســاً مرعبــاً مــن الصعــب نســيانه‪ .‬كيــف‬ ‫ميكــن تعويــض املــرأة عــن التعذيــب؟‪ ،‬وعــن‬ ‫آثــار املهانــة واإلذالل واالحتقــار؟‪ ،‬كيــف تســرد‬ ‫إنســانيتها املســلوبة عندمــا يصبــح االغتصــاب‬ ‫وانتهــاك جســدها ســاحاً فتــاكاً يف زمــن‬ ‫الحــروب؟!‪ .‬كيــف مــن املمكــن التعايــش مــع‬ ‫الحــدث ونتائجــه ومــا رافقه من أرضار جســيمة‪،‬‬ ‫يف رشيــط طويــل مــن جرائــم مر ّوعــة ســجلتها‬ ‫عــى الواقــع ويف الذاكــرة وحشــ ّية العصابــات‬ ‫األمنيــة بتفويــض من النظــام؟‪ .‬حقــوق املغتصبة‬ ‫وعائلتهــا أمــر يف غايــة األهميّــة‪ ،‬والعمــل عليــه‬ ‫جــزء حيــوي مــن حاميــة املجتمــع‪ .‬لكــن‪ ،‬ال‬ ‫يكفــي أن تعمــل املــرأة مبفردهــا عليــه‪ ،‬أو أن‬ ‫يقتــر عــى منظــات حقوقيــة إنســانية‪ ،‬ألن‬ ‫جمعيــات املجتمــع املــدين والهيئــات الحقوقيــة‪،‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن دورهــا الكبــر يف هــذا‬ ‫املجــال؛ ال تســتطيع منعزلــة تغيــر الواقــع أو‬ ‫إصالحــه‪ ،‬وبنــاء العدالــة والســلم األهــي‪ .‬كذلــك‬ ‫ال يســتطيع الفقهــاء فعــل ذلــك وحدهــم‪ ،‬ألن‬ ‫املســائل الفقهيــة معقــدة وتحتــاج إىل اجتهادات‬ ‫علــاء الديــن‪ ،‬وطريــق عمــل طويــل مرتبــط‬ ‫باإلصــاح الدينــي قبــل االجتامعــي ‪ .‬صحيــح‬ ‫أن بعــض الفقهــاء يحاولــون الخــروج بفتــاوى‬ ‫جيــدة لدعــم حقــوق املغتصبــة؛ لكنهــا ال تكفــي‬ ‫طاملــا أنهــا محــدودة ومرتبطــة مبواقــف رجــال‬ ‫الديــن ورؤاهــم‪ ،‬والدولــة الســلطوية تســتخدم‬ ‫املؤسســة الدينيــة لحاميــة مصالحهــا‪ .‬موضــوع‬ ‫االغتصــاب يرتبــط بــراكات أخــرى واســعة‪،‬‬ ‫والبــد مــن التعــاون املجتمعــي والتشــارك‬ ‫الثقــايف‪ ،‬مــع اعتــاد إصــاح القانــون املــدين‬ ‫كمدخــل لعمليــة التغيــر وإلغــاء كل الفصــول‬ ‫املجحفــة بحــق املــرأة‪ .‬ال يكفــي تقديــم ســخاء‬ ‫الرثــاء والتعاطــف اللفظــي والوجــداين مــع‬ ‫املغتصبــات والنســاء املظلومــات‪ ،‬وال تكفــي‬ ‫املكرمــات االســتثنائية للرجــال األحـرار القادمــن‬ ‫إىل الحكــم بعــد الثــورات؛ فــرد اعتبــار املــرأة‬ ‫خصوص ـاً املغتصبــة‪ ،‬أو املع ّرضــة لعنــف جنــي‬ ‫قهــري يف الحــرب الدائــرة هــو إلزامــي‪ .‬إن العدل‬ ‫هــو أســاس الرشع والقانــون ومنظومــة الحقوق؛‬ ‫فــا يكفــي االســتناد إىل الرحمــة العابــرة‬ ‫وطأمنــة املــرأة بصحــوة الضمــر‪ .‬البــ ّد مــن‬ ‫وضــع خطــة عمــل قانونيــة واجتامعيــة لحــل‬ ‫القضايــا املتعلقــة باالغتصــاب‪ .‬هنــاك معوقــات‬

‫كثــرة تقــف يف وجــه التعاطــي مــع إنصــاف‬ ‫املغتصبــات‪ .‬ليــس الديــن اإلســامي كــا يعتقــد‬ ‫بعــض املســترشقني‪ ،‬إمنــا القوانــن الحاكمــة يف‬ ‫أغلــب املجتمعــات العربيــة واإلســامية‪ ،‬التــي‬ ‫يســهم فيهــا مــوروث الترشيعــات املســتندة‬ ‫إىل الديــن وإىل العــادات والتقاليــد‪ .‬قضيــة‬ ‫االغتصــاب الســيايس مرتبطــة بالوعــي اإلنســاين‬ ‫واالجتامعــي‪ ،‬وبــإدراك مفاهيــم العــدل‬ ‫وتطبيقاتهــا؛ فحتــى املجتمــع الــدويل املتقــدم‬ ‫مدنيــاَ وقانونيــاَ يف منظومــة حقــوق املــرأة‪ ،‬مل‬ ‫يقــم بتطويــر قانــون جــ ّدي مبوضــوع ضحايــا‬ ‫االغتصــاب يف الحــروب إال يف نهايــة القــرن‬ ‫العرشيــن‪ .‬إن تطويــر الثقافــة االجتامعيــة‬ ‫وتحويلهــا مــن تلقائيــة إىل إنتاجيــة وإصــاح‬ ‫املجتمــع‪ ،‬والتغيــر القانــوين والدســتوري كيــان‬ ‫واحــد ال يتجــ ّزأ‪ .‬القانــون ينتــج العالقــة التــي‬ ‫تتبلــور لتتحكــم بالقوانــن‪ .‬ولعــل التغيــر‬ ‫الجــذري يف مفاهيــم قانــون األحــوال الشــخصية‬ ‫هــو نقطــة مهمــة يف بدايــة مســرة التغيــر‪،‬‬ ‫وتطويــر املفاهيــم االجتامعيــة وترقيــة األدوار‬ ‫املطلوبــة مــن الجميــع‪ .‬وهــذا ســينعكس‬ ‫إيجاب ـاً عــى كرامــة املــرأة وإنســانيتها‪ ،‬وعــى‬ ‫متكينهــا وتعزيــز دورهــا سياســياً واجتامعيــاً‪.‬‬ ‫املعركــة هــي اجتامعيــة وقانونيــة وسياســية‪،‬‬ ‫واملســألة يف جوهرهــا معركــة حــق وتحــرر‬ ‫وعدالــة‪ .‬البدايــة تكــون مــن عمليــة الترشيــع‬ ‫التــي البــد أن تكــون املــرأة جــزءا ً منهــا‪ ،‬وإال‬ ‫رع مرتبطــة بعقليــة‬ ‫فســتبقى عقليــة املــ ّ‬ ‫املتسـلّط الناظــم للواقــع الســيايس واالجتامعــي‬ ‫والثقــايف‪ .‬ويف املقابــل‪ ،‬عــى الجمعيــات‬ ‫النســائية والحــركات الناشــطة لحقــوق املــرأة‬ ‫متابعــة النضــال إلصــاح الثقافــة االجتامعيــة‪،‬‬ ‫واملطالبــة بالتغيــر القانــوين‪ ،‬وإال فسيســتمر‬ ‫اضطهــاد املــرأة بتســويغات اجتامعيــة مختلفــة‪.‬‬ ‫قضيــة االغتصــاب متعلقــة بالعنــف واإلرهــاب‪،‬‬ ‫ويف أجــواء غــر ســويّة؛ ميكــن تزويــر أي قضيــة‬ ‫شــخصية للمــرأة تحــت اســم الــرف والعــار‪،‬‬ ‫لتســويغ إبقــاء الهيمنــة‪ ،‬وكثــرة هــي القضايــا‬ ‫التــي كانــت مائعــة قبــل الثــورة‪ ،‬وذلــك بســبب‬ ‫غوغائيــة الدولــة وفســادها وعــدم رشعيتهــا‬ ‫املســتقلة‪ .‬أمــا اآلن وبعــد دفــع الثمــن الكبــر‬ ‫الســتحقاق املطالــب التحرريــة؛ فلــن يعــود‬ ‫التقاعــس مقبــوالً يف اســتمرار الوضــع املهــن‬ ‫للمــرأة‪ .‬األمــر ليــس قضيــة شــخصية وفرديــة‬ ‫وفئويــة‪ ،‬بــل قضيــة اجتامعيــة تنــال الجميــع‪.‬‬ ‫ومبــا أن املــرأة تتحمــل الثقــل األكــر لشــخصها‬ ‫ورمزيتهــا االجتامعيــة واألرسيــة‪ ،‬وبالتحديــد مبــا‬ ‫يتعلــق مبفاهيــم العــار‪ ،‬خصوصــاً يف البيئــات‬

‫التــي متــارس القتــل تحــت عنــوان الحفــاظ‬ ‫عــى الــرف؛ كان االغتصــاب ســاح مخيــف‬ ‫اســتخدمه العــدو إلهانتهــا وتعذيبهــا‪ .‬ومل يعــد‬ ‫ينفــع مــع تطــور الوعــي التحــرري‪ ،‬تطبيــق‬ ‫الحلــول الرتقيعيّــة بحجــة األمــن االجتامعــي؛‬ ‫كتزويــج املغتصبــة مــن املغتصــب الــذي‬ ‫ألحــق بهــا اإلهانــة‪ ،‬أو إخفــاء عارهــا بعزلهــا أو‬ ‫تزويجهــا‪ .‬صحيــح أن هنــاك ســوريني يتعهــدون‬ ‫بالــزواج مــن فتيــات تعرض ـ ّن لالغتصــاب؛ لكــن‬ ‫املوضــوع ليــس مجــرد شــفقة‪ .‬وصحيــح أن‬ ‫الرحمــة خلــق عظيــم‪ ،‬لكــن عــر الحريــة ليــس‬ ‫ألفـراده البقــاء ضمــن منظومــة العبوديــة‪ ،‬حتــى‬ ‫ولــو كانــت بأقفــاص مــن ذهــب‪ .‬البــ ّد مــن‬ ‫تغيــر القوانــن املتعلقــة بقضايــا املغتصبــات‬ ‫مــع وضــع وســائل تنفيــذ بجوارهــا‪ .‬االغتصــاب‬ ‫ليــس مجــرد أمــر عشــوايئ فــردي‪ .‬هــو حالــة‬ ‫ممتــدة عســكرياً وأمنيــاً‪ ،‬مشــحونة بالكراهيــة‬ ‫والحقــد واالنتقــام ولــه آثــار طويلــة املــدى‪.‬‬ ‫يجــب مراجعــة القوانــن وتنويــر العقليــات‬ ‫لــي نرفــع الظلــم عــن املــرأة واملجتمــع‪،‬‬ ‫وخصوصـاً فيــا يتعلــق بقضيــة االغتصــاب ومــا‬ ‫يــدور حولهــا مــن مفاهيــم الــرف والعــار‪.‬‬ ‫ســيكون للقضيــة متعلقــات كثــرة بحاجــة إىل‬ ‫متابعــة وحلــول‪ ،‬أعــداد كبــرة مــن املغتصبــات‬ ‫املريضــات نفســياً وجســدياً و أحيانــاً بــا‬ ‫معيــل‪ .‬أطفــال حــرب مولــودون قــرا ً نتيجــة‬ ‫االغتصــاب‪ ،‬أمــراض منقولــة جنســياً‪ ،‬وحــاالت‬ ‫ثــأر وتهميــش‪ .‬وبالتــايل هنــاك مطالــب بالرعايــة‬ ‫الصحيــة واملاليــة والنفســية‪ ،‬ومالحقــة رجــال‬ ‫ميليشــيات الحــروب األهليــة‪ ،‬مــع رد االعتبــار‬ ‫للمغتصبــة رمزيــاً وواقعيــاً‪ ،‬يك تســتعيد الثقــة‬ ‫بنفســها وبأدائهــا وتندمــج يف املجتمــع الجديــد‬ ‫إيجابيــاً‪ .‬بعــد كل مــا حصــل يف ســوريا مــن‬ ‫ظلــم وانتهــاك ومقاومــة‪ ،‬لــن تعــود املــرأة إىل‬ ‫الــوراء‪ .‬لكــن عمليــة االستشــفاء مــن االغتصــاب‬ ‫مهمــة صعبــة وبحاجــة لتوحيــد جهــود الجميــع‪.‬‬ ‫واليــوم ورغــم أن العــامل يحتفــل بعيــد املــرأة‬ ‫العاملــي لكــن احتفالــه مزيــف‪ ،‬ألن مــن التناقض‬ ‫األخالقــي واإلنســاين أن يحتفــل العــامل بعيدهــا‬ ‫ويقــف عاجــزا ً عــن نــرة املــرأة الســورية‬ ‫التــي تواجــه عــر حــرب إبــادة وجرائــم حــرب‬ ‫ومجــازر تنالهــا وأطفالهــا‪ .‬ال يكفــي إنصــاف‬ ‫املــرأة باملــدح واإلط ـراء والشــعارات‪ ،‬اإلنصــاف‬ ‫يكــون عمليــاً بإنجــازه واقعيــاً ونجدتهــا‪ .‬و ر ّد‬ ‫اعتبارهــا ال يكــون بتقديــم مســاعدات إغاثيــة‬ ‫والتبــايك عليهــا ولثــم الجــراح‪ ،‬بــل بتغيــر‬ ‫املفاهيــم مــن خــال تغيــر القوانــن وســ ّن‬ ‫أخــرى جديــدة‪.‬‬

‫المرأة‬

‫ليس بسخاء الرثاء والتعاطف‪ ..‬بل بالعدل‬


‫تقانة‬

‫الشائعات‪:‬‬

‫المصيدة الكالسيكية التي نقع فيها‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫"الجيــش الحــر يقصــف مطــار المــزة العســكري‬ ‫ويحقــق إصابــات كبيــرة فــي صفــوف الشــبيحة‪.‬‬ ‫أدخــل هنــا لتــرى الفيديــو"‪.‬‬ ‫هــل ســبق أن رأيــت هــذا الخــر عــى‬ ‫فيســبوك أو يف رســالة إلكرتونيــة ونقــرت عــى‬ ‫الرابــط املرفــق؟ إن كنــت قــد فعلــت ذلــك‪,‬‬ ‫فرمبــا أن جهــازك مخــرق منــذ ذلــك الحــن‪.‬‬ ‫تســتغل الشــائعات للوصــول إىل عقــول‬ ‫اآلخريــن‪ ,‬والتالعــب مبشــاعرهم ومواقفهــم‪,‬‬ ‫وتســتغل الســتدراجهم للقيــام بأمــور محــددة‪.‬‬ ‫يف العــامل االفــرايض الواســع الــذي ال يعــرف‬ ‫الكثــر مــن الحــدود‪ ,‬وحيــث تســافر املعلومات‬ ‫واألخبــار وتصــل إىل الجميــع برسعــة الضــوء‪,‬‬ ‫تشــكل الشــائعات أداة خطــرة الســتدارج‬ ‫مســتخدمي تكنولوحيــا املعلومــات واالتصاالت‬ ‫للموقــع يف مصائــد القراصنــة‪ .‬إن أكــر األخطار‬ ‫التــي تواجهنــا يف هــذا العــامل هــو ضعــف‬ ‫قدرتنــا عــى التحقــق مــن مصــادر املعلومــات‬ ‫واألخبــار‪ ,‬حيــث أصبــح بــث املعلومــات‬ ‫ونرشهــا متاحــا عــى نحــو غــر مســبوق‪.‬‬ ‫ينــدرج هــذا النــوع مــن التكتيــكات تحــت‬ ‫مــا يســمى بالهندســة االجتامعيــة‪ ,‬وهــو علــم‬ ‫وفــن يف آن معــا‪ ,‬ويتعــدى توظيفــه الفضــاء‬ ‫االفـرايض‪ ,‬حيــث تعــرف الهندســة االجتامعيــة‬ ‫بأنهــا فــن اخـراق العقــول‪ ,‬أو خداع األشــخاص‬ ‫الســتدراجهم إلتاحــة املجــال أمــام املهاجــم‬ ‫للوصــول إىل بيانــات حساســة أو رسيــة مثــل‬ ‫كلــات الــر مثــا‪.‬‬ ‫خــال األعــوام األربعــة املنرصمــة مــن عمــر‬ ‫الثــورة الســورية لعبــت الهندســة االجتامعيــة‬ ‫دورا كبــر يف اســتدراج الكثرييــن ووقوعهــم‬ ‫يف رشك عدوعــم الــذي يرتبــص بهــم‪ .‬فلطاملــا‬ ‫اســتخدم النظــام الســوري وقراصنتــه‬ ‫اإللكرتونيــن تكتيــات الهندســة االجتامعيــة‬

‫املختلفــة للوصــول إىل حســابات الناشــطني‬ ‫واملعارضــن اإللكرتونيــة‪ .‬وطاملــا وقــع الكثــرون‬ ‫ضحيــة هــذه العمليــات‪ ,‬وأصبــح كل مــا‬ ‫يقومــون بــه عــى هــذه الحســابات يف يــد‬ ‫األجهــزة األمنيــة‪ ,‬وأدى إىل اعتقــال أو مــوت‬ ‫العديــدن‪ .‬جميعنــا رأى رســائل ومنشــورات‬ ‫تبــث أخبــار كاذبــة وتحــوي يف طياتهــا‬ ‫روابــط أو ملفــات خبيثــه‪ ,‬ولعــل بعضنــا وقــع‬ ‫ضحيتهــا‪.‬‬ ‫يف الصيــف املــايض قامــت مجموعــة مــن‬ ‫القراصنــة اإللكرتونيــن املوالــن للنظــام والتــي‬ ‫ســمت نفســها بقــوات الدفــاع الوطنــي‬ ‫اإللكرتونيــة والتــي كانــت تتخــذ مــن مدينــة‬ ‫حمــص مقـرا لهــا‪ ,‬باخـراق صفحــة الفيســبوك‬ ‫الخاصــة بداعيــة ســوري اســمه "أبــو النــر‬ ‫عطــار"‪ .‬وقامــت بوضــع منشــور عــى الصفحــة‬ ‫املنشــور التــايل‪:‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫معينــة للوصــول إىل الضحيــة‪ .‬لكنــه الهندســة‬ ‫االجتامعيــة ال تقتــر عــى العــامل االف ـرايض‪,‬‬ ‫فعلينــا الحــذر منهــا يف حياتنــا الواقعيــة ألن‬ ‫هــذه التكتيــكات ميكــن أن تطبــق يف الواقــع‪,‬‬ ‫فاســتدراج شــخص مــا بعيــدا عــن جهــازه مثــا‬ ‫بحجــة مــا ترغمــه عــى االبتعــاد عنــه برسعــه‬ ‫تســمح لطــرف آخــر بالتالعــب بالجهــاز‪ ,‬كأن‬ ‫يضــع عليــه برمجيــات خبيثــه مــن خــال‬ ‫بطاقــة ذاكــره متنقلــه‪ ,‬أو أن يتســلل إىل‬ ‫املتصلــح ويقــوم بنســخ جميــع بيانــات‬ ‫تســجيل الدخــول التــي يحتقــط بهــا‪ ,‬أو‬ ‫رسقــة ملــف مــا‪ ,‬أو حــذف آخــر‪ .‬وقــد ينتحــل‬ ‫املهاجــم شــخصية صديــق لــك ويوقعــك مبــا‬ ‫أنــت يف غنــى عنــه‪.‬‬ ‫لتجنــب الوقــوع يف هــذه املطبــات علينــا أن‬ ‫نتبــع الكثــر مــن إج ـراءات الحيطــة والحــذر‬ ‫والتعامــل مــع هــذه الهجــات بوعــي شــديد‪.‬‬ ‫لعــل اإلجـراءات البديهيــة التــي علينــا أن نقوم‬ ‫بهــا تلخــص يف التــايل‪:‬‬ ‫ يف الواقــع االفـرايض متعــن جيــدا يف الخــر أو‬‫الرســالة التــي تتلقاهــا ثــم يف شــكل وطبيعــة‬ ‫الرابــط أو امللــف املرفــق وال تقــم بفتحهــا إىل‬ ‫يف حــال تأكــدك مــن مصداقيتهــا ومصداقيــة‬ ‫املرســل‪ ,‬وال تســمح ملشــاعرك بالســيطرة عليــك‬ ‫ودفعــك لتقــوم مبــا لــن تقــوم بــه يف الحــاالت‬ ‫األكــر اعتيــادا‪.‬‬ ‫ ال تنــر الكثــر مــن املعلومــات الخاصــة‬‫عنــك‪ ,‬وعليــك دامئــا التأكــد مــن شــخصية‬ ‫الطــرف اآلخــر لتجنــب الوقــوع ضحيــة ملــا‬ ‫يعــرف بانتحــال الشــخصية‪ .‬إســأل الطــرف‬ ‫اآلخــر أســئلة ال يعــرف جوابهــا ســواه للتأكــد‬ ‫مــن شــخصيته‪.‬‬ ‫ اتبــع قواعــد األمــان الرقمــي وال تــرك‬‫جهــازك مفتوحــا بــن يــدي اآلخريــن ‪ ,‬ومــارس‬ ‫أقــى درجــات الحيطــه يف ذلــك‪.‬‬ ‫ ال تنــس إعــام اآلخريــن فــورا يف حــال‬‫وقوعــك ضحيــة ملثــل هــذه الخــدع للحــد مــن‬ ‫الــرر‪.‬‬

‫عنــد التمعــن باملنشــور‪ ,‬نجــد ثالثــة أمــور‬ ‫رئيســية‪ .‬إن هــذا املنشــور يحــاول بــث خــر ما‬ ‫يثــر فضــول الكثرييــن مــن املعارضــن للنظــام‬ ‫الســوري وقــد يدفعهــم مبشــاركته مــع آخريــن‬ ‫قبــل التحقــق منــه‪ .‬إنــه ال يكتفــي بذلــك بــل‬ ‫إنــه يســتغل حالــة عاطفيــة معينــة نجمــت‬ ‫خــال اإلعــوام الســابقة عــن تراكــم الكثــر مــن‬ ‫مشــاعر الغضــب واالمل لــدى الســوريني بســبب‬ ‫مامرســات عنــارص النظــام بحــق الســوريني‪.‬‬ ‫األمــر الثالــث هــو أنــه وبالتمعــن بالرابــط‬ ‫املرفــق نجــد أنــه يدعــي أنــه رابــط تســجيل‬ ‫الدخــول ملوقــع فيســبوك‪ ,‬فهــو ســيطلب منــك‬ ‫إدخــال بياناتــك ثانيــة‪ .‬لكــن نهايــة الرابــط‬ ‫وبدايتــه تختلفــان عــم شــكل رابــط املوقــع‬ ‫األصــي (‪.)www.facebook.com‬‬ ‫إذن فالهندســة االجتامعيــة تعتمــد عــى لالطــاع عــى املويــد حــول الهندســة‬ ‫بــث الشــائعات لكنهــا تعتمــد أيضــا عــى االجتامعيــة الرجــاء زيــاة موقــع ســامتك‬ ‫التالعــب مبشــاعر املتلقــي‪ ,‬واســتغالل أحــداث ‪www.salamatechwiki.org‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫زبدانيات‬

‫كل الدروب بتودي ع الطاحون‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عندمــا نقــرأ عنــوان املقالــة الــذي هــو‬ ‫مثــل شــعبي يقصــد بــه بــأن جميــع الســبل‬ ‫توصــل إىل الغايــة ذاتهــا؛ نتذكــر الطاحونــة‬ ‫القدميــة التــي ته ّدمــت وأصبحــت أثــرا ً بعــد‬ ‫عــن‪ .‬كانــت جدرانهــا اللبنيّــة(‪ )1‬البيضــاء‬ ‫تطــى بالكلــس(‪ )2‬مرتــن يف العــام‪ ،‬تتخللهــا‬ ‫عــدة ثقــوب لوضــع فوانيــس اإلنــارة يف الليــل‪.‬‬ ‫أمــا الســقف فهــو نســخة طبــق األصــل عــن‬ ‫أســقف البيــوت الزبدانيّــة القدميــة املبنيــة‬ ‫مــن جــذوع أشــجار الحــور(‪ ،)3‬واملفروشــة‬ ‫البــان(‪)4‬‬ ‫اصــة‪ ،‬يليهــا ّ‬ ‫بألــواح خشــب ّية مرت ّ‬ ‫قبــل وضــع الــراب‪ .‬كان يف الزبــداين قدميــاً‬ ‫ثــاث طواحــن(‪ )5‬تعمــل عــى املــاء‪ ،‬بهــدف‬ ‫خدمــة الفالحــن الذيــن يزرعــون القمــح يف‬ ‫البيــادر‪ ،‬ومــن مل يــزرع كان يشــري القمــح‬ ‫مــن منطقــة "معــدر"‪ .‬تــم تشــييدها عــى‬ ‫نهــر النابــوع(‪ .)6‬األوىل طاحونــة نهــر القــوس‬ ‫وتقــع عــى الضفــة اليــرى للنهــر‪ ،‬أمــا عــى‬ ‫الضفــة اليمنــى فــرى الخلقــن النحــايس‬ ‫الكبــر املخصــص لســلق القمــح عــى الحطــب‬ ‫ويتســع لـــ ‪ 200‬كــغ تقريبــاً‪ .‬كان القمــح‬ ‫املســلوق يوضــع بــأوانٍ مــن مــادة الفخــار‬ ‫أو الشــينكو األبيــض ذات رســومات ورديــة‬ ‫زرقــاء‪ ،‬يق ّدمونــه لــكل مــن قــال كلمــة عــى‬ ‫الربكــة(‪ )7‬مــن املــارة‪ .‬الطاحونــة الثانيــة كانــت‬ ‫يف منطقــة الجــر جانــب املجمــع االســتهاليك‬ ‫أي مبحــاذاة العبــارة‪ .‬أمــا الثالثــة ففــي بلــدة‬ ‫بقــن املتاخمــة للزبــداين وتعمــل عــى نبــع‬ ‫الجرجانيّــة‪ ،‬وكانــت أكرثهــا عم ـاً ومقصــدا ً‪.‬‬ ‫أقسامها‬ ‫تتألــف مــن مصطبــة كبــرة وعاليــة (‪ )8‬تفــي‬ ‫إىل غرفــة واســعة‪ ،‬بجوارهــا إســطبل للــدواب‪،‬‬ ‫وعــدد مــن مســتودعات الربغــل والطحــن‬ ‫والقمــح الصحيــح‪ .‬يتكــون الطاحــون مــن‬ ‫حجريــن مــن الغرانيــت الدائــري الخشــن‬ ‫بنصــف قطــر ‪1‬م‪ .‬وعجلــة تحــرك ِريَ ِ‬ ‫ــش‬ ‫امل ـراوح الخشــبية وتكــون عــى شــكل أفقــي‬ ‫وتشــبه الناعــورة‪ ،‬يســندها عمــود قائــم‪ .‬وكلــا‬ ‫كان جريــان املــاء قويـاً كلــا كان دوران حجــر‬ ‫الطاحــون أرسع‪ .‬ولهــا مــا يدعــى باملقاســم‪،‬‬ ‫حيــث ينســاب املــاء فيهــا إىل ‪ 3‬أو ‪ 4‬قنــوات‬ ‫بغــرض زيــادة املــاء الجــاري أو التقليــل منــه‪.‬‬

‫يــي حجــري الطاحــون حفــرة كبــرة لجمــع‬ ‫الطحــن‪ ،‬ويوجــد فوقــه الكــور(‪ )9‬الــذي يهتــز‬ ‫دامئ ـاً يك ينــزل القمــح مــن املــزراب‪ ،‬ويعلــق‬ ‫بعــدد مــن حبــال الق ّنــب املثبتــة بالســقف‬ ‫الخشــبي‪ .‬قالــوا قدميــاً‪" :‬الطاحونــة مــزراب‬ ‫ّ‬ ‫دهــب"‪ ،‬ألن العمــل بهــا يكــون عــى مــدار‬ ‫‪ 24‬ســاعة متواصلــة‪ .‬العامــل فيهــا يدعــى‬ ‫"طحــان" و يكــون دامئــاً حــايف القدمــن‪،‬‬ ‫يســاعده أصحــاب القمــح مــن الفالحــن‬ ‫الذيــن يريــدون طحــن غاللهــم‪ .‬وقــد تســاعده‬ ‫زوجتــه أحيانــاً التــي تصنــع أيضــاً مــادة‬ ‫الصقــة(‪ )10‬مــن الطحــن املتناثــر عــى األرض‪،‬‬ ‫تلصــق بهــا أكيــاس ورق اإلســمنت‪ ،‬وتجعلهــا‬ ‫بعــدة قياســات تبيعهــا فيــا بعــد وذلــك‬ ‫مســاعدة يف الدخــل األرسة‪.‬‬ ‫درجات الطحن‬ ‫للطحــن ثالثــة أنــواع‪ ،‬يــأيت الطحــن يف األولويــة‬ ‫ثــم جــرش الــذرة والفــول علفــاً للحيوانــات‪،‬‬ ‫وأخــرا ً القمــح املســلوق وتحويلــه إىل برغــل‬ ‫خشــن(‪ )11‬وبرغــل ناعــم (‪ .)12‬تضــع املــرأة‬ ‫القمــح يف أوعيــة نحاســية‪ ،‬تغســله يف النهــر‬ ‫بصــب املــاء الوســخ عــى الــراب وليــس يف‬ ‫النهــر حفاظــاً عــى نظافتــه‪ .‬وبعــد الغســل‬ ‫تــأيت عمليــة ســلق الربغــل وفــرده عــى قــاش‬ ‫الخــام‪ ،‬وتنشــيفه عــى الســطح لعــدة ســاعات‪.‬‬ ‫ثــم يوضــع يف أكيــاس الخيــش ذات الخيــط‬ ‫األحمــر التــي تتســع لـــ ‪100‬كــغ‪ ،‬ويليــه كيــس‬ ‫الخيــط األزرق ويتســع لـــ ‪75‬كــغ‪ ،‬ثــم الخيــط‬ ‫األخــر وســعته ‪50‬كــغ‪.‬‬ ‫صيانة أحجار الطاحون‬ ‫رغــم أن حجــره مــن الغرانيــت خشــن‪ ،‬إال‬ ‫أنــه ومــع العمــل املتواصــل واالحتــكاك‬ ‫فيحــرق الطحــن‬ ‫ســطحه‬ ‫ينعــم‬ ‫أثنــاء الــدوران‪ .‬لذلــك‬ ‫يلجــأ الط ّحــان إىل فــك‬ ‫الحجريــن عندمــا تصبــح‬ ‫أســطح "الرحــى" ملســاء‪،‬‬ ‫فيعيــد "تنقريهــا" بواســطة أداة‬ ‫تشــبه املطرقــة مســننة مــن األمــام‬ ‫للحصــول عــى نتيجــة‬ ‫أفضــل للطحــن‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وهــي عبــارة‬

‫عــن الحجــارة الصخريــة والــراب املمــزوج‬ ‫بالقــش‪.‬‬ ‫‪2‬ـ هــو الحجــر الكلــي املعــروف‪ ،‬كان يــؤىت‬ ‫بــه مــن منطقــة الدميــاس التــي تبعــد عــن‬ ‫الزبــداين ‪ 25‬كــم وللكلــس وظيفتــان‪ :‬األوىل‬ ‫الطــاء باللــون األبيــض والثــاين التعقيــم‪.‬‬ ‫‪3‬ـ وتســمى جســور ومفردهــا جــر باللهجــة‬ ‫الزبدانيــة‪.‬‬ ‫‪4‬ـ نبــات شــائك يوضــع بهــدف تشــكيل‬ ‫منطقــة عازلــة بــن الخشــب وال ـراب‪ ،‬ويك ال‬ ‫تنتــر األفاعــي والزواحــف والقــوارض داخــل‬ ‫األســقف‪.‬‬ ‫‪5‬ـ للطواحــن عــدة أنــواع منهــا طواحــن املــاء‬ ‫و طواحــن الهــواء‪.‬‬ ‫‪٦‬ـ ع الربكــة باللهجــة الزبدانيــة وتعنــي‬ ‫التحيــة‪.‬‬ ‫‪٧‬ـ والغــرض مــن علوهــا رفــع املــكان قــدر‬ ‫اإلمــكان عــن الــراب انطالقــاً مــن االعتقــاد‬ ‫الشــعبي الســائد بــرورة احــرام النعمــة‬ ‫وعــدم الــدوس عليهــا وحفظهــا‪.‬‬ ‫‪٨‬ـ ويســمى الدلــو وهــو عبــارة عــن خــزان‬ ‫القمــح ويكــون مــن الخشــب ولــه فتحــة مــن‬ ‫األعــى وفتحــة مــن األســفل تالقــي ثقــب‬ ‫حجــر الطاحونــة‪.‬‬ ‫‪٩‬ـ كانــت تنكــس الطحــن الــذي يقــع عــى‬ ‫أرض املطحنــة وتضــع لــه قليــاً مــن الســكر‬ ‫جيــدة للصــق‪.‬‬ ‫واملــاء فيشــكل مــادة‬ ‫املفلفــل‬ ‫‪ -١٠‬لعمــل الربغــل‬ ‫مــع الشــعريية‪.‬‬ ‫‪ -١١‬لعمــل الكبة‬ ‫الزبدان ّية‪.‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫قاموس‬ ‫أوكسجني‬ ‫االستفتاء الدستوري‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*)‬

‫*) نظــام األســد يســتعني بصواريــخ (صناعــة‬ ‫مرصيــة) يف حربــه ضــد الشــعب الســوري‪..‬‬ ‫قــريت‬ ‫العرعــور وبعــد عــدم ترشــيح الســوريني شــكرا ً أم الدنيــا‪ ..‬شــكرا ً مــر مــا ّ‬ ‫لــه يف االنتخابــات الرئاســية القادمــة ضــد واللــه‪!..‬‬ ‫ســيادتو يهــدي أغنيــة‪" :‬ياخايــن‬

‫يعني الرجوع إىل الشعب‪ ،‬ممثالً باملواطنني الذين‬ ‫لهم حق االنتخاب‪ ،‬من أجل إقرار ترشيع دستوري‬ ‫الســوري‪): ..‬‬ ‫يصبح نافذا ً‪ ،‬أي أنه ال يكون ملزماً إال بعد عرضه عىل‬ ‫*) وليــام هيــغ ي ّرحــب‬ ‫الشعب وموافقته عليه‪ .‬ويكون ذلك يف الحاالت التي تضع‬ ‫فيها الجمعيات التأسيسية مرشوعاً لدستور جديد‪ ،‬أو لتعديل‬ ‫بتقريــر األمــم املتحــدة‬ ‫الدستور القائم‪ .‬وبذلك يبارش الشعب سيادته بنفسه‪ ،‬فال تنفرد‬ ‫حــول ســوريا‪ ..‬والشــعب‬ ‫الجمعية التأسيسية بسلطة وضع الدستور وإصداره‪.‬‬ ‫الســوري مــن جهتــه‬ ‫مالكــش‬

‫أمــان"‬

‫للشــعب‬

‫*) ترشــيح الرئيــس الــرويس بوتــن لجائــزة‬ ‫نوبــل للســام هــذا العــام وذلــك بعــد ترشــح‬ ‫األســد ســابقاً لنفــس الجائــزة‪ !..‬واللــه مــا يعــرف‬ ‫املرحــوم نوبــل الشــكيالت يــي عــم تنعطــى‬ ‫إلهــا الجائــزة باســمو ليطلــع مــن قــره وينتــف‬ ‫شــعره‪!..‬‬

‫*) تحديــد موعــد الجولــة الثالثــة مــن جنيــف‬ ‫يف ‪ 20‬آذار‪ ..‬مــع ترسيبــات بــأن جامعــة‬ ‫ي ّرحــب ترحيبــاً حــارا ً‬ ‫استفتاء رأي عام‬ ‫املعارضــة الخارجيــة بلّشــوا الشــوبينغ كرمــال‬ ‫برتحيــب هيــغ وبيقلّــو‪:‬‬ ‫يحــروا بــدالت الســمويك والصبابيــط مشــان‬ ‫ّ‬ ‫ميــة مرحبــا وســهالً‪!..‬‬ ‫هو تلك االتجاهات التي تسيطر عىل أكرث من مجتمع واحد‬ ‫يطلعــوا حلويــن ع التصويــر‪!..‬‬ ‫أو هو االستفتاء الذي تقوم به الصحف واملؤسسات الخاصة‬ ‫*)‬ ‫رئيــس الــوزراء‬ ‫*) دول الخليــج تتمســك بــرورة تنفيــذ‬ ‫والعامة أو الدولة لرصد اتجاهـات الرأي العـام تجاه‬ ‫اإلرسائيــي بنيامــن نتنياهــو‬ ‫النظــام الســوري التزاماتــه ملؤمتــر جنيــف‪..1‬‬ ‫موضوع أو قضية اجتمـاعية أو اقتصادية أو سياسية‬ ‫ســعي‬ ‫عــن‬ ‫كالمــه‬ ‫ومبعــرض‬ ‫معينة ‪ .‬ويبحث يف املواقف املختلفة لفئة من‬ ‫عنجــد صــدق املتــل ملــا قــال‪" :‬ياناطــر الوفــا‬ ‫الناس تستخلص منها بعض النتائج التي تساعد‬ ‫إي ـران المتــاك ســاح نــووي يقــول مــن نظــام الجحــش‪ ..‬متــل يــي ناطــر العســل‬ ‫يف تكوين فكرة عامة عن أي موضوع أو‬ ‫بــأن حيــوان ميــي كالبطــة‪ ..‬ويتحــرك مــن‪ .......‬النمــس!‬ ‫قضية‪.‬‬ ‫كالبطــة‪ ..‬ويتكلــم كالبــط فــاذا ندعــوه‪..‬‬ ‫*) املتشــ ّيع فــادي برهــان الزفــت يتفلســفف‬ ‫دجاجــة مثــاً؟ ال‪ ..‬إنــه بطــة نوويــة‪ !..‬يعنــي ويتفزلــك ويطالــب ســيادتو بالرتشــح لالنتخابــات‬ ‫األســد صــار بطــة نوويــة وعامليــة كــان‪ !..‬الرئاســية‪ ..‬ســمعانة كلــب عــم يعــ ّوي هــون‪!..‬‬

‫ديليت ‪DELETE‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الثــورة يــي طلعنــا كرمالهــا مــن ســنتني و بــدل مــا تج ّمعنــا وتو ّحدنــا‬ ‫لألســف بعدتنــا وف ّرقــت قلــوب الــكل‪ ..‬النــاس اختلفــت وتف ّرقــت وصــارت‬ ‫مبيــة رأي ورأي‪ ..‬وكل مــن صــار بطــرف تكتــل أو حــزب أو تنظيــم‪ .‬جامعــة‬ ‫الكيلــو مثـاً ضــد منــاع‪ ..‬وجامعــة منــاع ضــد الخطيــب‪ ..‬والخطيــب ضــد‬ ‫الجربــا‪ .‬االئتــاف ضــد الهيئــة‪ ..‬والهيئــة ضــد اإلخــوان‪ ..‬بيــت فــان بدهــن‬ ‫دولــة إســامية‪ ..‬وبيــت علتــان بدهــن ياهــا علامنيــة‪ ..‬وبــن اإلســامية‬ ‫والعلامنيــة نســيوا دولــة املواطنــة واملدنيــة‪ !..‬باملقابــل عدونــا يــي هــو‬ ‫النظــام كان كتــر أحســن منــا‪ ..‬ألنــو ومــن أول األحــداث كان إيــد وحــدة‬ ‫ضــد كل يــي وقــف بوجهــه ولــو ومــن مــا كان‪ ..‬حــارب كل الجامعــات‬ ‫والتيــارات املعارضــة مــن النــرة واألحـرار وهيتــو والخطيــب وكيلــو ومناع‬ ‫وكل مــن قــال الء‪ .‬ويــي بيزعــل أكــر النــاس يــي عــم تغــر قناعاتهــا‬ ‫ومبادئهــا كرمــال الجامعــة يــي صــارت فيهــا‪ ..‬متــل البعــض مــن الفئــة‬ ‫الثائــرة يــي كانــت ضــد النظــام واليــوم صــارت تحــت مظلــة يش اســمو‬ ‫التيــار الوطنــي وعــم تقنــع النــاس بــرورة الحــوار بعــد مــا هتفــت كتــر‬

‫مــن قبــل "ال للحــوار مــع النظــام"‪ !..‬طاملــا بدنــا نحــي ونحــاور ليــش مــا‬ ‫رضينــا بهالــي مــن قبــل وقــت كنــا نحنــا الحلقــة األقــوى‪ ..‬ليــش مــا وفّرنــا‬ ‫شــوية قذائــف ومــوت ودمــار طاملــا بدنــا نقــاش وحــوار؟! الزم نفهــم بقــا‬ ‫أنــو مصلحتنــا ومصلحــة الجميــع هــي بإســقاط النظــام وبــس إســقاط‬ ‫النظــام‪ ..‬ألنــو حلــم دولــة املواطنــة والدميقراطيــة مــارح يتحقــق إذا مــا‬ ‫طــار بالقــوة والنــار مــو بالحــوار‪ .‬مــع بدايــة الســنة الرابعــة مــن ثورتنــا‬ ‫رضوري نتذكــر أنــو نحنــا يــي طلعنــا ومتردنــا وكنــا صاحبــن القـرار‪ ..‬وخيار‬ ‫الحريــة الزم نتمســك فيــه لــو شــو مــا صــار‪ ..‬ونوقــف ســوا ونكــون إيــد‬ ‫وحــدة ونعمــل للتفــرق واالختــاف‪ ..‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٠‬الجمعة ‪2014\٠٣\٠٧‬‬

‫عروبة‪ ..‬عروبة‬ ‫‪Diego de la Vega‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عروبة‪ ..‬عروبة‬ ‫ٌ‬ ‫أرشيفنا مشرف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نبايع‪ ..‬نقاتل‬ ‫ُ‬ ‫بجهلنا نتطرف‬ ‫بصمتنا‪ُ ..‬‬ ‫نتوجس‬ ‫ُ‬ ‫بالرعونة‪ ..‬نوصف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نفاوض‪ ..‬نفاوض‬ ‫ُ ُ‬ ‫حلولهم‪ ..‬تفرض‬ ‫ٌ َ ٌ‬ ‫غزة‪ ..‬ضفة‬ ‫ُ‬ ‫بسجننا نتأفف‬

‫سودوكو‬ ‫‪Sudoku‬‬

‫أحالمنا‪ ..‬قبورنا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تجارنا‪ ..‬تستعطف‬ ‫أبناؤنا‪ ..‬بناتنا‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫طفولة تخطف‬ ‫ْ‬ ‫عشقنا‪ِ ..‬كذبهم‬ ‫ٌ ُ‬ ‫دمعة تتأسف‬ ‫ٌ‬ ‫سخطنا ثورة‬ ‫ُ‬ ‫أصنامهم‪ ..‬ستنسف‬ ‫ِدماؤنا‪ ..‬ربيعنا‬ ‫ُ‬ ‫إلى العال سنرفرف ‪!! ..‬‬

‫يجــب مــلء ال ‪ ٩-١‬مربعــات بأرقــام بحيــث‬ ‫أن كل عمــود وصــف ومربــع مــن املربعــات‬ ‫التســعة (والتــي تدعــى مناطــق) تحتــوي عــى‬ ‫األرقــام مــن واحــد إىل التســعة دون تكــرار‪.‬‬

‫‪Easy Puzzle 7,164,351,872‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪2‬‬

‫‪9‬‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪9‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪Print another...‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪Back to puzzle‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫‪© Web Sudoku 2014 ­ www.websudoku.com‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مرج األخضر اإلبراهيمي‪:‬‬ ‫شــو حبيــب مــن زمــان مــا حكيــت‬ ‫أو قلقــت لتكــون دبــان ومص ّفــر‬ ‫وبــدك ســقاية؟!‬ ‫برج المواطن‪:‬‬ ‫مــو رشط كل شــغلة ســمعتها‬ ‫تعمــل منهــا خــر عاجــل‪ ..‬الزم‬ ‫تتعلــم مــا تكــون مــن الطابــور‬ ‫الخامــس‪ ..‬و يــا ريــت تعمــل‬ ‫فلــرة ألي خربيــة بتفــوت عــى‬ ‫إدنــك‪..‬‬ ‫برج بشار‪:‬‬ ‫واللــه شــكلك بقيــان ورح ترتشــح‪..‬‬ ‫وهالزفــت الــدويل املرششــح مــا‬ ‫كان يتلحلــح‪!..‬‬ ‫برج المعارضة الخارجية‪:‬‬ ‫انســوا املناصــب واملــال يــي‬ ‫بــروح وبيجــي‪ ..‬وخلّونــا عينكم ع‬ ‫الحريــة يــي راح نــص دم الشــعب‬ ‫الســوري كرمالهــا‪..‬‬ ‫برج النازح‪:‬‬ ‫أســبوع حافــل بهــز البــدن‬ ‫بتتوقعــه إلــك األبــراج وأنــت‬ ‫مشــنطط وناطــر بــن طابــور‬ ‫الخبــز وطابــور الغــاز‪!..‬‬ ‫برج حالش‪:‬‬ ‫يــا ريــت تبعتلنــا الباقــي مــن‬ ‫جنــودك ع واجبهــم الجهــادي‬ ‫بالقلمــون كرمــال يوصلهــن‬ ‫جيشــنا الحــر عــى القــر‪..‬‬

‫فواصل‬

‫الفلك مع‬ ‫أوكسجين‬


‫األسد بعيون طفل سوري"‪ ..‬عبد الرحمن الطيب ‪ 11‬سنة‬

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.