أوكسجين العدد 103 السنة الثالثة - الأحد 30-03-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫عرسال‬‪‭..‬شكراً‬ ‫إعادة‬‪‭‬البناء‬‪‭‬‬ ‫ال‪‭‬ترميم‬‪‭‬المتداعي‬ ‫‬‬ ‫ي‪‭‬الزبداني‪.‭ .‬‬ ‫ي‪‭‬ف ‬‬ ‫ع‪‭‬دام ‬‬ ‫أسبو ‬‬ ‫ت‪‭‬الجرحى‬‪‭‬‬ ‫‬سبع ‬ة‪‭‬شهدا ‬ء‪‭‬وعشرا ‬‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) ١٠٣‬السنة الثالثة ‪ -‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫الجرح القديم الجديد‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الزبــداين ‪ ،..‬العــروس الســورية الجريحــة‪ ،..‬مدينــة األحــرار‬ ‫والحريــة‪ ..‬الصامــدة يف وجــه أعتــى الطغــاة ورشاذمــة وأفــاق‬ ‫األرض‪ .‬املدينــة التــي قدمــت الكثــر ومــا زالــت تقــدم‪ ..‬الدمــاء‬ ‫والشــهداء يوميــاً‪ .‬فالتســوية التــي نــادى بهــا نظــام القتــل‬ ‫ت ُخــرق كالعــادة للمــرة الثالثــة أو الرابعــة‪ ..‬إلــخ‪ .‬يتــم اعتقــال‬ ‫الوفــد املفــاوض‪ ..‬ويطلــب النظــام األســدي أســاء لـــ ‪ 250‬إمــرأة‬ ‫يريــد منهــن أن يقابلــن ويراجعــن األفــرع األمنيــة املتعــددة‬ ‫لتســوية أوضاعهــن‪!..‬؟‪ .‬ال نعــرف بعــد مــاذا ارتكــن يك تســوى‬ ‫أوضاعهــن ومــن قبــل مــن‪..‬؟ مــن قبــل نظــام البطــش والغــدر‬ ‫والقتــل األســدي‪ .‬حرائرنــا الــايئ هتفــن بالحريــة والكرامــة منــذ‬ ‫انــدالع ثــورة الكرامــة‪ ..‬مــا زلــن عــى العهــد‪ ..‬عهــد الحريــة‬ ‫وســوريا الدميقراطيــة‪ .‬القصــف الــذي يطــال الزبــداين اآلن‪ ..‬وكل‬ ‫يــوم‪ ،..‬وكل مســاء‪ ..‬مــا هــو ّإل إلخضــاع املدينــة املنيعــة للــذل‬ ‫والهــوان‪ .‬قذائــف وحمــم الدبابــات العنيفــة تســتهدف منطقــة‬ ‫الســلطاين والجرجانيــة مــن دبابــات حــرش بلــودان وقلعــة التــل‬ ‫التــي تنهــال كاملطــر وتحصــد الشــهداء والشــهيدات‪ ..‬كل هــذا‬ ‫القصــف الهمجــي ال يزيــد املدينــة وأهلهــا ّإل صمــودا ً‪ .‬والطائـرات‬ ‫التــي تحــوم يف الســاء حاملــة براميــل املــوت‪ ..‬عــى الزبــداين‬ ‫مــع قصــف الجبــل الغــريب والجبــل الرشقــي بشــكل متواصــل‪..‬‬ ‫فيســقط الشــهداء‪ ،‬وتكــر الشــهادة‪ ..‬بالنضــال والتضحيــات‪ .‬كان‬ ‫العتــب منــذ مــدة عــى الثــوار مــن قبــل بعــض األهــايل الذيــن‬ ‫تعبــوا مــن حالــة املــد والجــزر مــا بــن النظــام والثــوار‪ ..‬وكان رأي‬ ‫هــؤالء طبع ـاً‪ ..‬فلنعقــد الهدنــة‪ ..‬أو التســوية‪ ..‬أو وقــف إلطــاق‬ ‫النــار‪ ..‬أو ‪ ..‬أو‪ ..‬إىل آخــر مــا هنالــك مــن تســميات‪ ..‬يك يتنفــس‬ ‫النــاس‪ ..‬بعــد أن تعبــوا مــن الحصــار ومــن القتــل‪ .،‬وكان لهــؤالء‬ ‫مــا أرادوا‪ ..‬متــت التســوية‪ ،‬وإلتــزم الثــوار ببنودهــا ورشوطهــا‪ ..‬ومل‬ ‫يلتــزم بهــا النظــام‪ ..‬ومل يطبــق رشطـاً واحــدا ً مــا إ ّدعــاه‪ .‬أينإاطالق‬ ‫رساح املعتقلــن الذيــن هــم يف ســجون املــوت‪ ،‬ويبلــغ تعدادهــم‬ ‫قرابــة ‪ 500‬معتقــل‪ .‬ت ّعهــد نظــام الطاغيــة باإلف ـراج عــن النســاء‬ ‫أوالً‪ ..‬ومل يفــرج حتــى اللحظــة عــن امــرأة واحــدة‪ ..‬ال بــل مــازال‬ ‫يعتقله ـ ّن باســتمرار دون رادع‪ .‬مــرة أخــرى يتضــح غــدر النظــام‬ ‫ويظهــر وجهــه القبيــح بعــد أن تجمــل مـرارا ً وتكـرارا ً‪ ..‬فــا حــوار‬ ‫مــع القتلــة‪ ،..‬واملــاء خــر دليــل عــى كــذب الغطّــاس‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬أسبوع‬ ‪‭‬دامي‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬الزبداني‪..‬‬ ‫سبعة‬ ‪‭‬شهداء‬ ‪‭‬وعشرات‬ ‪‭‬الجرحى‬ ‪‭‬‬ ‫‪ -4‬قطار‬ ‪‭‬الزبداني‬ ‫‪‭‬علم ‪‭‬و‬ ‪‭‬ثورة‬ ‫‪ -5‬طالب‬ ٍ ‬‬ ‫‪ -6‬عرسال‬ ‪‭..‬شكرًا‬ ‫‪ -8‬إعادة‬ ‪‭‬البناء‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬ترميم‬ ‪‭‬المتداعي‬ ‫‪ -9‬سوريا‬ ‪‭‬القادم ‬ة ‪‭..‬كيف‬ ‪‭‬ستكون‬ ‪‭‬؟‬ ‫‪ -10‬نهايات‬ ‪‭‬عصر‬ ‪‭‬السبات‬ ‫‪ -11‬على‬ ‪‭‬طريق‬ ‪‭‬النصر‬ ‪‭‬مع‬ ‪‭‬نصف‬ ‪‭‬الكوب‬ ‪‭‬المملوء‬ ‫‪ -12‬النفاق‬ ‪‭‬االقتصادي‬ ‫‪ -13‬حكايا‬ ‪‭‬السفرطاس‬ ‫‪ -14‬بوابة‬ ‪‭‬االصالح‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫بتول عبدالله | أوكسجين‬

‫تعرضــت مدينــة الزبــداين خــال اﻷســبوع‬ ‫املنــرم لقصــف مــن الطـران املروحــي الــذي‬ ‫شــن غــارات ليليــة مبعــدل ‪6-4‬برامبــل يومي ـاً‬ ‫لتكــون الحصيلــة ‪30‬برميــل ‪ ,‬ناهيــك عــن‬ ‫عـرات القذائــف مــن نقطــة هابيــل ومدافــع‬ ‫املعســكر وحاجــز الجرجانيــة الــذي اســتهدف‬ ‫املدنيــن يف منطقــة الســلطاين والكــري حيــث‬ ‫أســفر عــن سقوطخمســة شــهداء ثالثــة نســاء‬ ‫ورجلــن (عبــد الجليــل عــاء الديــن ‪ ,‬محمــود‬ ‫رحمــة االرشفــاين ‪ ,‬فاطمــة رحمــة االرشفــاين‬ ‫‪ ,‬نهــى رحمــة االرشفــاين ‪ ,‬نايفــة رحمــة‬ ‫االرشفــاين)‬ ‫قضــوا بقذيفــة مــن حاجــز الجرجانيــة أثنــاء‬ ‫عودتهــم مــن مخبــز الفــرن اآليل القريــب مــن‬ ‫املنطقــة وذلــك يــوم الســبت‪.2014/3/29‬‬ ‫ويف يــوم ســابق ‪3/28‬اشــتد القصــف عــى‬ ‫املدينــة وت ّركــز عــى الجبــل الغــريب بعــد متركــز‬ ‫حاجــز جديــد بالقــرب مــن حاجــز املــيء‬ ‫‪ ،‬أســفر القصــف عــن استشــهاد الشــابني‬ ‫محمــود الدرســاين و عــار زعــرورة وإصابــة‬ ‫‪15‬آخريــن بجــروح بــن املتوســطة والخطــرة‪.‬‬ ‫جــاء هــذا التصعيــد عــى املدنيــة بعــد نقــض‬ ‫النظــام للهدنــة املزعومــة وبــدء القصــف‬ ‫بالطــران قبــل عــودة املفاوضــن ومعرفــة‬ ‫نتيجــة تلــك املفاوضــات التــي بــاءت بالفشــل‬ ‫‪ ,‬وأعلــن املفاوضــون عــر صفحاتهــم عــى‬ ‫مواقــع التواصــل االجتامعــي عــن فشــلها وأن‬ ‫النظــام طلــب الكثــر منهــم ‪ .‬و مــن جهتهــا‬

‫ردت كتائــب حمــزة بــن عبداملطلــب التابعــة‬ ‫لحركــة أحــرار الشــام االســامية عــى قصــف‬ ‫املدنيــن ‪ ،‬بــرب حاجــز حــرش بلــودان‬ ‫أســفر عــن مقتــل وجــرح عــدة عنــارص مل‬ ‫يتبــن عددهــم ‪ .‬وباملقابــل منعــت الحواجــز‬ ‫املحيطــة بالزبــداين دخــول أي نــوع مــن املــواد‬ ‫الغذائيــة إىل املدينــة وهــم يــرددون عبــارة‬ ‫"بدكــم تطعمــوا االرهابيــن "‪.‬‬ ‫تقــول (ســعاد ) وهــي ربــة منــزل ونازحــة مــن‬ ‫الزبــداين اىل الشــاح ‪" :‬منعــوين مــن احضــار‬ ‫ربطــة خبــز واحــدة وهــذا حــال العـرات مــن‬ ‫النســاء عــى حاجــز قــوس بلــودان"‬ ‫أمــايف الشــاح فحدثــت حملــة مداهمــة‬ ‫عــدة مــرات خــال اﻷســبوع واطــاق للنــار‬ ‫‪ ،‬وتــم اعتقــال الطبيــب الوحيــد يف املنطقــة‬ ‫وافــرج عنــه يف اليــوم التــايل بعــد ان تــم‬ ‫اغــاق الصيدليــة الوحيــدة أيضــاً ورسقــة كل‬ ‫محتوياتهــا بحجــة معالجــة الجرحــى بعــد ان‬ ‫اســتهدفت قذائــف منــازل املدنيــن يف الشــاح‬ ‫وأســفرت عــن جــرح أربــع أشــخاص بجــروح‬ ‫بســيطة‪.‬‬ ‫يقــول (أبــو حســن) نــازح يف الشــاح "ان‬ ‫الزبــداين عــى كــف عفريــت وأوضاعنــا‬ ‫االقتصاديــة ســيئة جــدا ‪ ،‬مــاذا نفعــل وإىل ايــن‬ ‫نذهــب؟"‬ ‫ومــن جانــب آخــر‪ ..‬قامــت بلديــة الزبــداين يف‬ ‫بلــودان بتوزيــع ســلل وحصــص غذائيــة عــى‬ ‫بعــض أهــايل الزبــداين بعــد أن تــم اســتثناء‬ ‫الكثــر مــن اﻷســاء مــن قبــل اللجــان الشــعبية‬ ‫ﻷنهــم ضــد النظــام واســتبدالها بأســاء عائالت‬

‫مؤيــدة لألســد ‪.‬‬ ‫وتقــوم عنــارص اللجــان او مايعــرف بجيــش‬ ‫الدفــاع الوطنــي يف بلــودان واملعمــورة‬ ‫مبداهمــة املنــازل ورسقتهــا واخــراج أهــايل‬ ‫الزبــداين منهــا مــع العلــم أ ّن ملك ّيتهــا تعــود‬ ‫إىل ســعوديني ‪.‬‬ ‫يقــول (أحمــد) و هــو أحــد النازحــن "إن‬ ‫كنــت تســكن يف بيــت ليــس ملــك لبلــوداين‬ ‫وتدفــع لــه اﻷجــرة فعليــك اخــاء املنــزل أو أن‬ ‫تســكت عــى رسقــة أشــياءك وأغراضــك امــام‬ ‫عينيــك وتســكت وتنتظــر أن يطــردوك بــأي‬ ‫لحظــة"‪.‬‬ ‫وذكــرت (جــود) و هــي موظفــة ســابقة "أمتنى‬ ‫ان أعــود إىل الزبــداين وأســكن تحــت خطــر‬ ‫ي مــن العيــش بهــذا الــذل‬ ‫القصــف أهــون عـ ّ‬ ‫تحــت رحمــة اللجــان التشــبيحية ‪-‬عــى حــد‬ ‫تعبريهــا‪ -‬نحــن نعيــش بخــوف بعــد اعتقــال‬ ‫زوجــي واختفائــه منــذ العــام ‪..‬يــارب تفرجهــا"‬ ‫إذا ً حــال النازحــن ليــس بأحســن مــن حــال‬ ‫مــن بقــي يف الزبــداين فهــم يتعرضــون‬ ‫لالضطهــاد بســبب معارضتهــم رغــم أنهــم‬ ‫اليظهــرون ذلــك يف مناطــق نزوحهــم أمــا‬ ‫أطفالهــم فهــم يخشــون االعتقــال ويحاولــون‬ ‫رسا ً كشــف شــوقهم للحريــة ‪ ،‬هكــذا وصفتهــم‬ ‫املعلــات حيــث ذكــرت أنهــا تــرى‬ ‫احــدى‬ ‫ّ‬ ‫عــى دفاترهــم علــم الثــورة الســورية وكلــات‬ ‫الســقاط اﻷســد‪.‬‬ ‫وحتــى اليــوم مــازال القصــف مســتمر عــى‬ ‫الزبــداين وحصــار يشــتد يومــا بعــد يــوم‬ ‫منتظريــن فــرج مــن اللــه وفتــح قريــب‪.‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫تقرير‬

‫أسبوع دامي في الزبداني‪ ..‬سبعة شهداء وعشرات الجرحى‬


‫تقرير مصور‬

‫قطار الزبداني‬ ‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫"صفــر صفــر يــا بابــور وخدنــا ع الزبــداين‪ ...‬ببقــن‬ ‫منعمــل فطــور الغــدا ببلــوداين"‪...‬‬ ‫كلــات أغنيــة قدميــة كانــت ترددهــا ألســنة‬ ‫املســافرين يف قطــار الزبــداين‪ ،‬الــذي كان ميــر بأكــر‬ ‫مــن عرشيــن محطــة بــدءا ً مــن دمشــق وحتــى‬ ‫رسغايــا‪ .‬حكايــة الخــط الحديــدي زرعــت يف ذاكــرة‬ ‫كل زائــر‪ ،‬وهــو ميــر عــى أوابــد تاريخيــة تــروي‬ ‫عراقــة دمشــق وحضارتهــا‪ .‬املحطــة التــي بــدأ‬ ‫العمــل بهــا عــام ‪ ،1894‬تــم تدشــينها يف تاريــخ ‪1908‬‬ ‫وكانــت بهــدف نقــل الحجــاج إىل املدينــة املنــورة‪،‬‬ ‫ليتحــول الخــط الحجــازي فيــا بعــد إىل عالمــة‬ ‫مميــزة يف الحيــاة اليوميــة لشــعوب الــدول و ســكان‬ ‫املناطــق التــي ميــر بهــا‪ ,‬وليأخــذ طابعــاً اجتامعيــاً‬ ‫واقتصاديــاً أنعــش الحيــاة يف العديــد مــن قراهــا و‬ ‫مدنهــا‪ ،‬فأصبــح قطــار الحجــاز حالــة اجتامعيــة منــذ‬ ‫اللحظــات األوىل النطالقتــه إىل جانــب كونــه للحــج‬ ‫ســمي بقطــار النزهــة‬ ‫والســياحة‪ .‬عــرف أيضــاً مــا‬ ‫ّ‬ ‫الــذي ينطلــق مــن التاســعة صباحــاً مــن الربــوة‪،‬‬ ‫ليصــل يف الواحــدة ظهــرا ً إىل الزبــداين ويعــود يف‬ ‫السادســة مســا ًء‪ ,‬ويجــري تشــغيل ثــاث عربــات يف‬ ‫الرحلــة الواحــدة‪ ،‬مبعــدل رحلتــن يف يومــي العطلــة‪.‬‬ ‫كــا وخصصــت رحلــة للنزهــات الشــعبية وأخــرى‬ ‫خاصــة بالســياح حســب حجوزاتهــم عــى القطــار‪،‬‬ ‫وتــم توظيــف الخــط ســياحياً مــن خــال املجموعــات‬ ‫الســياحية التــي تحجــز عــر املكاتــب يف بالدهــا‬ ‫لركــوب هــذا القطــار ضمــن برامجهــا الســياحية‪.‬‬ ‫رحلــة القطــار التــي لطاملــا جذبــت الســياح‪ ،‬كانــت‬ ‫متــر عــى جــال الطبيعــة بــكل إبداعاتهــا‪ ،‬مــن‬ ‫الشــجر املع ّمــر بأنواعــه املتعــددة إىل املناظــر الجبلية‬ ‫األخــاذة‪ ،‬وصــوت امليــاه التــي ترافــق الخــط عــى‬ ‫طولــه‪ ,‬إىل جانــب عــدد مــن املحطــات التــي أعيــد‬ ‫تأهيلهــا لتكــون بحــد ذاتهــا نقــاط ســياحية مهمــة‪،‬‬ ‫تنســجم مــع جــال الطبيعــة وتشــكّل اســتمرارية‬ ‫يف العنــوان الســياحي الكبــر لخــط رسغايــا‪ .‬املحطــة‬ ‫التــي اســتطاعت الوقــوف بثبــات رغــم مــرور الســنني‬ ‫نالــت نصيبهــا اليــوم مــن قذائــف نظــام األســد‪،‬‬ ‫لتكــون شــاهدا ً جديــدا ً عــى جرامئــه بحــق املــوروث‬ ‫التاريخــي واإلنســاين‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫يعــرف بجيــش الدفــاع الوطنــي‬ ‫الــذي يســارع إىل اعتقالــه‪ ،‬يقــول‬ ‫حســن التزمــت باملدرســة أول‬ ‫شــهرين مــن العــام الــدرايس‬ ‫لكــن اللجــان الشــعبية مل ترتكنــي‬ ‫و شــأين ألنهــم يعلمــون أننــي‬ ‫خرجــت يف املظاهــرات الســلمية‬ ‫يف بــدء األحــداث لذلــك اضطــررت‬ ‫للعــودة إىل الزبــداين و التخــي‬ ‫عــن الدراســة‪ ،‬أمــا خالــد الــذي‬ ‫عــر باســتياء انــا مل أتخــى عــن‬ ‫ّ‬ ‫الدراســة تابعــت رغــم الصعوبــات‬ ‫لكــن و بســبب القــرار الــذي‬ ‫أصدرتــه وزارة الرتبيــة بــأن عــى‬ ‫كل طالــب بكلوريــا أن يحــر‬

‫ورقــة ال حكــم عليــه و أ ّن النظــام‬ ‫الســوري يعلــم مــا يفعــل متامــاً‬ ‫ال يــرك ثغــرة ميكــن النفــاذ‬ ‫منهــا فهــو يحــرص عــى تدمــر‬ ‫جيــل الثــورة‪ ،‬الجيــل الــذي قــال‬ ‫عنــه بشــار األســد يف خطابــه‬ ‫الثــاين لدينــا اآلن جيــل ال يحــرم‬ ‫املؤسســات يجــب اعــادة تأهيلــه‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة لوضــع الفتيــات فهــو‬ ‫أكــر تعقيــدا ً تقــول غديــر التــي‬ ‫ُز ِو َجــت بعمــر ‪17‬عــام ال يريــدين‬ ‫أيب أن أمــر كل يــوم عــى حواجــز‬ ‫النظــام التــي ال يتــواىن عنارصهــا‬ ‫عــن اإلســاءة للــا ّرة "هيــك أمئــن‬ ‫و بعديــن بنفكــر بالتعليــم"‪ ،‬لكــن‬ ‫نــدى و بتشــجيع مــن أهلهــا‬ ‫تابعــت دراســتها و اليــوم و‬ ‫اإلمتحانــات عــى األبــواب يظهــر‬ ‫أن لهــا وضعـاً أمنيـاً خاصـاً يحــاول‬ ‫بشــق األنفــس‬ ‫أهلهــا تســويته و‬ ‫ّ‬ ‫يوافقــون عــى منحهــا بطاقــة‬ ‫االمتحــان يقــول والدهــا نحــن‬ ‫ثرنــا لنصنــع لهــم مســتقبالً أفضــل‬ ‫ال لنحرمهــم مــن أبســط حقوقهــم‬

‫ســتغامر نــدى بالذهــاب إىل مركــز‬ ‫االمتحانــات يك ال يتبــدد حلــم‬ ‫الهندســة لقــد دمــرت قــوات‬ ‫النظــام الســوري ‪%90‬مــن املدارس‬ ‫يف الزبــداين و يتع ـذّر اليــوم عــى‬ ‫أكــر مــن ‪300‬طالــب داخــل‬ ‫املدينــة االلتحــاق مبــدارس بســبب‬ ‫الحصــار بالرغــم مــن محــاوالت‬ ‫خجولــة لبعــض ســيدات املنطقــة‬ ‫باســتحاث مدرســة التــي مل‬ ‫تســتمر أكــر مــن ‪ 6‬أشــهر بســبب‬ ‫القصــف و نقــص التمويــل‪ ،‬هنــا‬ ‫نســأل عــن دور منظمــة األمــم‬ ‫املتحــدة و اليونيســيف كونهــا‬ ‫املعنيتــان بالطفــل و التعليــم ألن‬ ‫هــذا الطفــل املهمــل اليــوم هــم‬ ‫مــن ســيكون غــدا ً قائــدا ً و مدرسـاً‬ ‫و ناقــدا ً ســيعمل مكانكــم فهــل‬ ‫ســترتكونه لويــات الحــرب‪ .‬وكــا‬ ‫قــال اســتاذ الرياضيــات يف جامعــة‬ ‫ترشين"ســابقاً" الدكتــور محمــد‬ ‫الشــيخ إذا ُد ِمــر َهــذا الجيــل فلــن‬ ‫يكــون للثــورة معنــى ال نريــد‬ ‫جيــاً محطــاً جاهــاً‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫تقرير‬

‫منتهى عبد الرحمن | أوكسجين‬ ‫طــاب بعمــر الــورود ‪ 18‬ربيعــاً‬ ‫ال يكلّــون و ال ميلّــون الدراســة‬ ‫لكنهــم ال يعلمــون هــل ســتُتاح‬ ‫لهــم الفــرص لدخــول الجامعــة‬ ‫التــي باتــت حلــاً بعيــد املنــال‬ ‫عــى معظمهــم بســبب الحــرب‬ ‫الدائــرة يف ســورية‪ ،‬الطــاب يف‬ ‫مدينــة الزبــداين نزحــوا مــع‬ ‫أهاليهــم إىل املناطــق املجــاورة‬ ‫األكــر أمنــاً بســبب القصــف‬ ‫اليومــي عــى املدينــة منــذ‬ ‫عامــن‪ ،‬البعــض منهــم و بســبب‬ ‫وجــود مــدارس قريبــة يف مناطــق‬ ‫نزوحهــم اســتطاعوا متابعــة‬ ‫دراســتهم ‪ .‬إال ان أكــر مــن‬ ‫‪ %60‬مــن الطــاب مل يســتطيعوا‬ ‫متابعــة دراســتهم بســبب ظــروف‬ ‫عــدة‪ .‬ففــي منطقــة بلــودان و‬ ‫بالرغــم مــن اســتحداث دوام‬ ‫مســايئ مــن ‪ 1‬ظهــرا ً اىل ‪ 5‬مســا ًء‬ ‫لطــاب الزبــداين مل يســتطع‬ ‫الــكل االلتحــاق باملدرســة بســبب‬ ‫أوضاعهــم األمنيــة خاصــة الشـبّان‬ ‫منهــم حيــث تكــر الحواجــز‬ ‫التابعــة للنظــام عــى طريــق‬ ‫املدرســة و مــن يســتطيع الوصــول‬ ‫مــن الطــرق الفرعيــة تالقيــه‬ ‫دوريــات اللجــان الشــعبية مــا‬

‫علم و ثورة‬ ‫طالب ٍ‬


‫ملف العدد‬

‫عرسال‪ ..‬شكراً‬

‫تيمنًا بالمهاجرين واألنصار‬ ‫سمر قباني | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تقــع عرســال اللبنانيــة عــى‬ ‫سلســلة جبــال لبنــان الرشقيــة‪.‬‬ ‫عــدد ســكانها ‪ 35000‬نســمة‬ ‫أغلبهــم مــن املســلمون الس ـ ّنة‪..‬‬ ‫يتوزعــون عــى ‪ 5000‬منــزل‪.‬‬ ‫وقفــت بلــدة عرســال إىل جانــب‬ ‫الثــورة الســورية منــذ البدايــة‬ ‫إميانــاً منهــا بالحــق والعدالــة‬ ‫املســلوبني مــن الشــعب‬ ‫الســوري‪ ..‬ســاندت الثــوار‬ ‫الســوريني وقدمــت لهــم املشــايف‬ ‫امليدانيــة‪ ..‬واملــأوى واملســاعدة‪..‬‬ ‫والدعــم بحــق‪ ..‬حيــث أوارص‬ ‫القرابــة مــا بــن أبنائهــا وأهــل‬ ‫ســوريا‪ .‬أصبحــت اليــوم محطــة‬ ‫اللجــوء الكــرى للســوريني الذيــن‬ ‫تدفقــوا مــن منطقــة القلمــون‬ ‫عــى وقــع شــدة املعــارك يف‬ ‫القلمــون‪ ..‬بعــد تهجريهــم‬ ‫األول مــن بلداتهــم يف حمــص‬ ‫الســورية‪.‬‬ ‫أينــا رست يف شــوارع عرســال‬ ‫الواقعــة عــى الحــدود مــع‬ ‫لبنــان تصــادف الســوريني أكــر‬ ‫مــن اللبنانيــن‪ ،‬حيــث كل منــزل‬ ‫مــن منــازل البلــدة يســتضيف‬ ‫عائلــة ســورية نازحــة أو أكــر‪..‬‬ ‫وهنــاك مقولــة تقــال يف البلــدة‬ ‫"تيمنــا بالمهاجريــن واألنصــار"‪.‬‬ ‫ينتــر النــزوح الســوري عــى‬ ‫ترابهــا املتفــرق‪ ،‬وتفــرش أرضهــا‬ ‫عــرات املخيــات الصغــرة‪،..‬‬ ‫التــي تحضــن األطفــال والنســاء‬ ‫والشــيوخ حتــى غــدت أعــداد‬ ‫الســوريني النازحــن والالجئــن‬ ‫إليهــا يفــوق تعــداد ســكان‬ ‫البلــدة‪.‬‬

‫أبواق النظام السوري‬ ‫مــع نهايــة معركــة القلمــون‪..‬‬ ‫تــواردت أنبــاء روجهــا إعــام‬ ‫النظــام الســوري مــع حلفائــه‬ ‫مــن إعــام لبنــاين‪ ،..‬أن هنالــك‬ ‫‪ 1500‬مقاتــل مــن جبهــة‬ ‫ال ُنــرة هربــوا مــن يــرود باتجاه‬ ‫مخيــات النازحــن الســوريني يف‬ ‫جــرود عرســال‪ ..‬حيــث النازحــن‬ ‫مــن األرس الســورية التــي ال‬ ‫معيــل لهــا‪ ..‬مدنيــن أبريــاء كانوا‬ ‫مــن املفــرض أن يكونــوا تحــت‬ ‫حاميــة الدولــة اللبنانيــة وفــق‬ ‫القوانــن الدوليــة الحقوقيــة‬ ‫واإلنســانية‪ ..‬لبنــان الــذي مــا زال‬ ‫حتــى الســاعة يدعــي سياســة‬ ‫النــأي بالنفــس‪ ،..‬الصــورة التــي‬ ‫قدمــت ور ّوج لها لتربيــر الغارات‬ ‫األســدية عــى جــرود عرســال‬ ‫بصفتهــا امتدادا ً ملعركــة يربود‪ ،‬يف‬ ‫الوقــت الــذي كانــت فيــه تتــواىل‬ ‫وفــود النازحــن مــن املعــرة يف‬ ‫حــن كان هــؤالء املواطنــن‬ ‫األبريــاء عرضــة لقصــف الط ـران‬

‫الحــريب األســدي الــذي أغــار‬ ‫عــى مــا يزيــد عــن ‪ 10‬غــارات‪،‬‬ ‫اســتهدفت النازحــن الذيــن‬ ‫ســقط منهــم ‪ 9‬شــهداء وعـرات‬ ‫الجرحــى بينــا بقــوا محــارصون‬ ‫وال يســتطيعون دخــول البلــدة‬ ‫بــل حجــزوا خارجهــا‪.‬‬ ‫و يف وقــت اتضــح فيــه أن هــؤالء‬ ‫املســلحني الفاريــن ليســوا ســوى‬ ‫مدنيــن عــزل أغلبهــم مــن‬ ‫النســاء واألطفــال‪.‬‬ ‫وســط حملــة تصعيــد اعالمــي‬ ‫شــديد ضــد بلــدة عرســال وضــد‬ ‫العرســاليني املنهمكــن باســتقبال‬ ‫ورعايــة األرس التــي نزحــت‬ ‫حديث ـاً‪ ،‬حيــث يقدمــون وســائل‬ ‫العــون املختلفــة‪ ،..‬عــى الرغــم‬ ‫مــن قطــع الطرقــات وإخضــاع‬ ‫األهــايل للتفتيــش واالســتفزاز‬ ‫مــن قبــل حواجــز حــزب اللــه‬ ‫مــع اســتمرار القصــف املشــبوه‬ ‫عــى القــرى اللبنانيــة والــذي‬ ‫يهــدف إىل تعميــم الفــوىض‬ ‫والفتنــة بــن املواطنــن مــع‬

‫اشــعال نــار الكراهيــة ضــد‬ ‫النازحــن الســوريني‪.‬‬ ‫ما وراء المضايقات‬ ‫عمــد حــزب اللــه اللبنــاين اليــد‬ ‫الضاربــة إليــران يف املنطقــة‬ ‫إىل إقفــال الطــرق املؤديــة إىل‬ ‫عرســال لتشــديد الخنــاق عــى‬ ‫النازحــن الســوريني مــن جهــة‪..‬‬ ‫ومــن جهــة ثانيــة حتــى تتوقــف‬ ‫أعــال املســاعدات مــن قبــل‬ ‫األمــم املتحــدة املعنيــة بأعــال‬ ‫اإلغاثــة منــذ أن أقفلــت الطريــق‬ ‫إىل عرســال مــن جهــة اللبــوة‬ ‫بســاتر تــرايب ملنــع اســعاف أو‬ ‫إخـراج أي جريــح ســوري‪ ..‬بينــا‬ ‫تســاءل نائــب بلديــة عرســال‬ ‫أحمــد الفليطــي كيــف ميكــن‬ ‫أن نعالــج القضيــة وهنــاك‬ ‫موضوعــاً كبــرا ً هــو خــرق‬ ‫للســيادة اللبنانيــة‪ ..‬وكيــف‬ ‫تقبــل املؤسســة العســكرية‬ ‫اللبنانيــة بذلــك‪ .‬وحــول وقــوع‬ ‫ضحايــا مــن اللبــوة أعــرب عــن‬ ‫اســتنكاره ملــا حصــل مــن قتــل‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫ملف العدد‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫وأعــرب عــن أســفه ألن عرســال‬ ‫قدمــت أيضــاً ضحايــا‪ ..‬وعــن‬ ‫الحــل وســط الحصــار الــذي‬ ‫فرضــه حــزب اللــه قــال‪ :‬ســيتم‬ ‫اللجــوء إىل عمليــات التهريــب‬ ‫لنــأكل ونــرب‪ ،‬وســوف نذهــب‬ ‫‪ 20‬كلــم ل ـراء األرز أو الســكر‪.‬‬ ‫وأردف حتــى األمــم املتحــدة‬ ‫تتعــرض ملضايقــات حــزب اللــه‬ ‫حيــث يتــم إطــاق النــار عــى‬ ‫القوافــل وتكســر ســياراتهم رغــم‬ ‫التحفــظ عــى األمــر مــن قبــل‬ ‫مفوضيــة األمــم‪.‬‬ ‫جهود أدت لفك الحصار‬ ‫أمــا عــن فــك الحصــار فقــد‬ ‫أصــدر أهــايل عرســال بيانــاً‬ ‫طالبــوا فيــه املســؤولني اللبنانيــن‬ ‫لفــك الطــوق املفــروض عليهــم‬ ‫مــن قبــل حــزب اللــه والتحــرك‬ ‫رسيعــاً لتــايف الفتنــة‪ .‬وقــد‬ ‫أدى الحصــار املفــروض عــى‬ ‫البلــدة إىل تحــركات عديــدة مــن‬

‫قبــل املواطنــن اللبنانيــن مــن‬ ‫باقــي املناطــق اللبنانيــة الذيــن‬ ‫عمــدوا إىل قطــع الطرقــات يف‬ ‫بــروت العاصمــة‪ ..‬ويف الطريــق‬ ‫الجديــدة‪ ..‬وعــى األوتســراد‬ ‫البحــري الــذي يصــل إىل صيــدا‬ ‫يف منطقــة الســعديات وســط‬ ‫غليــان يف الشــارع اللبنــاين مــن‬ ‫مامرســات وهيمنــة الحــزب‬ ‫األخــرة عــى عرســال‪.‬‬ ‫التدخل‬ ‫وبعــد أربعــة أيــام مــن الحصــار‬ ‫املفــروض عىل بلــدة عرســال‪ ،‬قام‬ ‫الجيــش اللبنــاين بفتــح طريــق‬ ‫اللبــوة ـ عرســال‪ ،‬ودخلــت قــوة‬ ‫مــن الفــوج املجوقــل وفصيلــة‬ ‫مــن الــدرك إىل عرســال لالنتشــار‬ ‫داخــل البلــدة ويف الجــرود‪ .‬وفــور‬ ‫دخولــه إىل البلــدة قــام الفــوج‬ ‫املجوقــل بتســيري دوريــات مؤلّلة‬ ‫يف شــوارع عرســال وأحيائهــا‪.‬‬ ‫القــوى األمنيــة اســتُقبلت يف‬

‫عرســال برتحيــب كبــر‪ ،‬حيــث مبثابــة نهايــة االتهامــات بحــق‬ ‫أُقيــم حشــد شــعبي عنــد أهــايل البلــدة‪ .‬ونأمــل أيضــاً أن‬ ‫مدخــل البلــدة‪ ،‬تق ّدمــه رئيــس يشــكل هــذا االنتشــار رادعــاً‬ ‫البلديــة عــي الحجــري وعــدد‬ ‫لالعتــداءات املتكــررة بحــق أهايل‬ ‫مــن أعضــاء البلديــة‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫مخاتــر وفاعليــات مــن عرســال‪ .‬عرســال‪ ،‬مــن قصــف الطائــرات‬ ‫ودخلــت القــوى األمنيــة عــى األســدية وقطــع الطرقــات مــن‬ ‫وقــع الهتافــات املرحبــة بالجيــش قبــل حــزب اللــه‪.‬‬ ‫اللبنــاين وقــوى الرشعيــة‪.‬‬ ‫ف ُّ‬ ‫َــك الحصــار املفــروض مــن‬ ‫ف ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ودخــول‬ ‫َــك الحصــار عــن عرســال‪ ،‬قبــل حــزب اللــه‬ ‫ودخــول القــوى األمنيــة إليهــا‪،‬‬ ‫الجيــش اللبنــاين‪ ،‬أعــاد الحيــاة‬ ‫عكــس ارتياحــاً لــدى األهــايل‬ ‫ولــدى الســوريني املتواجديــن إىل طبيعتهــا‪ ،‬ففتحــت املحــات‬ ‫فيهــا‪ .‬أحــد أبنــاء عرســال يشــر التجاريــة‪ ،‬وبــدأت أعــداد مــن‬ ‫إىل أ ّن دخــول الجيــش والقــوى الشــاحنات املحملــة باملــواد‬ ‫األمنيــة املر ّحــب بها‪ ،‬إىل عرســال‪ ،‬الغذائيــة واألدويــة بالدخــول إىل‬ ‫ليــس ســابقة‪ .‬فالجيــش‬ ‫ّ‬ ‫يســر عرســال‪ .‬كذلــك عــادت بعــض‬ ‫دورياتــه باســتمرار‪ ..‬وينتــر‬ ‫معامــل الحجــر إىل العمــل بعــد‬ ‫عــى مداخــل البلــدة بعــ ّدة‬ ‫نقــاط ثابتــة‪ .‬وأضــاف‪" :‬لكننــا توقفهــا بســبب إقفــال الطريــق‪،‬‬ ‫نأمــل أن يكــون انتشــار الجيــش فــور دخــول الجيــش اللبنــاين‬ ‫يف عرســال ومحيطهــا هــذه املــرة‪ ،‬إليهــا‪.‬‬


‫رأي‬

‫إعادة البناء ال ترميم المتداعي‬ ‫سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫اتفــق نظــام االســتبداد مــع مــدراء مشــاريع االســتعامر والهيمنــة يف املنطقــة‬ ‫العرب ّيــة عــى محاربــة الثــورات العرب ّيــة‪ .‬والحــرب لهــا أشــكال مختلفــة‪ .‬يف‬ ‫ســوريا يحاربــون الثــورة بأســلحة التدمــر وبصواريــخ ومشــاريع وقطعــان بــر‬ ‫مــن كل األصقــاع تحــت رايــات الثــأر واملظلوميــة والتكفــر‪ .‬ويحاربــون الثورات‬ ‫باملعارضــة‪ .‬واملعارضــة الســورية‪ ،‬يف عمــوم أدائهــا‪ ،‬ســاح فتّــاك بالثــورة؛ فهنــاك‬ ‫ـب‬ ‫فــوىض معارضــات كثــرة حتــى حالــة العشــوائيات‪ .‬وهنــاك معارضــات تصـ ّ‬ ‫يف خدمــة النظــام وداعميــه‪ ،‬بقصــد أو دونــه‪ .‬بــل أصبحــت املعارضــة حصــان‬ ‫طــروادة الغــادر‪ ،‬وقصــة قميــص عثــان لالنقضــاض عــى مرشوعيــة الثــورة‬ ‫ورشعيتهــا ومطالبهــا بحجــة االخ ـراق والتضليــل ورسقــة الثــورة مــن أهلهــا‪.‬‬ ‫املعارضــة الســوريّة مصطلــح واســع فضفــاض‪ ،‬لك ّنــه يعكــس صــورة سياســية‬ ‫كبــرة‪ ،‬لحالــة متناقضــة متناحــرة تســر بــن خطــن متنافريــن و متباعديــن‬ ‫أخالق ّيـاً وسياسـ ّياً‪ :‬خــط النظــام وخــط الثــورة‪ .‬وهــي تحمــل اللوثة االســتبداديّة‬ ‫االســتئثاريّة؛ فرتفــض اســتيعاب بعضهــا‪ ..‬ومصابــة بضحالــة التّعبــر الوطنــي‬ ‫واإلنســاين‪ ،‬وبالتّحديــد‪ ،‬يف أمثلــة معروفــة لبعــض األطيــاف‪ ،‬مصابــة بضعــف‬ ‫اإلخــاص الوطنــي‪ ،‬وانســداد النظــرة الدميقراطيّــة‪ ،‬حد القبــول بالخيانــة‪ ،‬أحياناً‪،‬‬ ‫مــن أجــل تحقيــق مكاســب فئويّــة‪ .‬ولديهــا‪ ،‬يف األغلــب‪ ،‬إشــكاليّة إعــادة نســخ‬ ‫الفكــر االســتبدادي تحــت مفهــوم العصمــة والنخبــة والعصبيــة السياســية‪.‬‬ ‫اتســعت الفجــوة مــا بــن املعارضــة و أطيــاف الشــعب حتــى التّبايــن يف الرؤيــة‬ ‫واملوقــف واملســؤولية‪ ،‬وصــار شــائعاً اتهامهــا بالالوطنيــة والعاملــة لــدول عربية‬ ‫رجع ّيــة‪ ،‬أو غربيــة‪ ،‬وبالعاملــة لنظــام األســد‪ .‬وباملقابــل مل تتوقــف أطيــاف كثرية‬ ‫مــن املعارضــة عــن اتهــام الثــورة بالســذاجة واالرهــاب والظالم ّيــة‪ ،‬والطائف ّيــة‬ ‫والعنــف واســتجالب الغريــب والعاملــة ومتويلهــا‪ .‬وهــذا الوضــع‪ ،‬يســتمر يوميـاً‬ ‫وتســتمر معــه حالــة اســتقطاب وفــرز‪ ،‬مــن دون التّوافــق عــى عمــل وطنــي‬ ‫مشــرك منظّــم مســؤول ومخلــص‪ .‬مــن الواضــح أن املعارضــة الســورية الميكــن‬ ‫ان تتوحــد واقعيّ ـاً يف املــدى املنظــور؛ ألنهــا تنطلــق مــن متناقضــات متناحــرة‬ ‫ومــن مشــارب متنافــرة‪ .‬مامرســاتها االســتبداديّة وحــاالت املرواغــة والذاتيــة‬ ‫والغــرور والفســاد‪،‬‬ ‫وظهــور بعــض األصــوات‬ ‫واألفعــال املشــبوهة‬ ‫واملتواطئــة مــع النظــام‬ ‫األمنــي‪ ،‬وترصيحــات‬ ‫بعضهــا‪ ،‬التــي تصــب يف خانــة العــدو‪ ،‬أصابتهــا بالوهــن الشــديد‪.‬‬ ‫واألصــوات ولألســف فــإن أصــوات املعارضــن عاليــة ضــد بعضهــم‬ ‫يف التخويــن والســخرية واإلقصــاء‪ ،‬لك ّنهــم ال يؤسســون أليــة قواعــد‬ ‫عمــل متينــة وقابلــة للبنــاء‪ ،‬ويعجــزون عــن التّصــدي الواعــي الناجــح‬ ‫للعــدو الطاغــي ونظامــه وإســقاطه؛ فهــم شــتات وقلوبهــم متف ّرقــة؛‬ ‫حــي وزعامــات حارة)‪.‬واقعيــاً؛ فــإن‬ ‫فــكان األمــر أشــبه (بطوشــات ّ‬ ‫خدمتهــم للثــورة جــاءت قــارصة ومتواضعــة جــدا ً‪ ،‬وأحيانــا معرقلــة ومســيئة؛‬ ‫فــا مشــاريع عمــل ميدانيــة ظاهــرة أو حــارضة مبــا هــو مفــروض ومفــرض‬ ‫ومتوقّــع‪ .‬ال يف املخيــات وال يف األماكــن املتــررة‪ ،‬وال يف األماكــن املحــررة‪،‬‬ ‫وال يف مياديــن الثــورة‪ ،‬وال عــى الصعيــد الــدويل الســيايس‪ .‬كلّهــا جهــود‬ ‫ارتجال ّيــة وشــلل ّية وعشــوائية فيهــا حالــة مــن الفســاد ومزاجيــة التمويــل‪،‬‬ ‫تفتقــر لالســتدامة والثبــات والتنظيــم والعمل ّيــة الناجحــة‪ ،‬وســط مزاجيــة‬ ‫انتقائيــة‪ ،‬متعلقــة بانتــاءات العائلــة والعشــرة والقريــة أو محســوبة بحســاب‬

‫املكتســبات الشــخصية‪ ،‬قــارصة عــن إنجــاز عمــل يرتقــي لقيمــة البطــوالت‬ ‫والتضحيــات والــدم امل ـراق‪ .‬عندمــا تكــون قويّ ـاً عــى األرض‪ ،‬ملتصق ـاً بــروح‬ ‫مــا يحــدث‪ ،‬تنقلــب املواقــف؛ فاملعــارض الحيــادي أو الــذي يتف ـ ّرج ويشــاهد‬ ‫وينتقــل مــن شاشــة إىل شاشــة‪ ،‬مــن دون أن يشــارك يف الفعــل الثــوري‪ ،‬غــر‬ ‫الــذي يقاتــل ويكافــح ويجاهــد بحياتــه ومالــه ومصــره مــن أجــل إنقــاذ يومــه‬ ‫وحياتــه وحريتــه وســامته وســامة أهلــه‪ .‬نظــام األســد اإلرهــايب حــاول تفريــغ‬ ‫الثــورة مــن معانيهــا ورشعيتهــا‪ ،‬وأرهقهــا‪ ،‬وعمــل عــى دعــم مكونــات املعارضة‬ ‫املخمل ّيــة غــر الخطــرة عــى نظامــه وعرشــه‪ ،‬وغطاهــا بهالــة وطن ّيــة‪ ،‬وأغرقهــا‬ ‫بأوهــام اإلصــاح والحــل الســيايس وتقاســم الســلطة‪ .‬واخــرع معارضــات أخــرى‬ ‫لتمديــد الفتنــة؛ لكـ ّن ذلــك كلّــه‪ ،‬عــى الرغــم مــن تحقيــق بعــض نجاحاتــه يف‬ ‫التشــتيت‪ ،‬غـذّى الثــورة وألهبهــا وزاد مــن طاقــة اإلرصار عــى التحــدي والثــأر‪.‬‬ ‫و مــن كان يراهــن عــى التفــاوض والحــل الســلمي ســقط سياســياً تحــت‬ ‫براميــل املــوت التــي كان النظــام يلقيهــا عــى املــدن والقــرى‪ .‬واســتمرت الثــورة‬ ‫بعــزم الضحايــا واملبــادىء‪ .‬فالنظــام الــذي قتــل وجــرح وارتكــب املجــازر وأبــاد‬ ‫رســخ‬ ‫واســتغل كل املك ّونــات الضعيفــة والــروخ‪ ،‬ال ميكــن التعايــش معــه‪ ،‬فقد ّ‬ ‫يف مواجهتــه مفهــوم الجهــاد حيــث ال حــل مــع مامرســاته اإلجراميــة إال الحــرب‬ ‫مهــا جــاءت التكلفــة‪ .‬الثــورة اســتمرت وتع ّمقــت رغــم اإلحبــاط والخســائر‬ ‫والخــذالن والتآمـرات واالنحرافــات املؤقّتــة‪ ،‬لكــن‪ ،‬فشــلت املعارضــات‪ ،‬وفشــل‬ ‫االئتــاف‪ ،‬بشــكله الحــايل‪ ،‬وهــو املمثــل الرســمي للمعارضــة والثــورة‪ ،‬يف كل‬ ‫مهامتــه الوطنيــة؛ ألنّــه عجــز عــن تحقيــق مصداقيــة وجديــة يف العمــل‬ ‫والدعــم‪ ،‬وخــر يف أدائــه الســيايس والوطنــي ومل ينجــح يف دعــم الثــورة‬ ‫عســكرياً وسياســياً وإغاثي ـاً وميداني ـاً‪ ،‬بســبب بنيتــه وطبيعــة نشــأته وعقليّــة‬ ‫إدارتــه ومســار عملــه‪ ،‬إذ غــرق يف متاهــات اللعبــة الدوليــة؛ وفقــد قيمتــه‬ ‫املعنويّــة يف الشــارع الســوري‪ ..‬وليــس أمامــه اآلن ســوى االنتفــاض عــى ذاتــه‬ ‫وإعــادة بنــاء نفســه وترســيخ خطــة عمــل مقبولــة ومتفــق عليهــا‪ ،‬اســتنادا ً‬ ‫إىل األرض والشــعب‪ ،‬وإال فــا مــكان لــه وال مســتقبل يف الخارطــة السياس ـ ّية‪.‬‬ ‫وخســة‪ ،..‬ملجــرد إطالــة الوقــت‬ ‫النظــام يحــارب بعنــف ورشاســة ووحشــ ّية ّ‬ ‫وزيــادة الدمــار والتدمــر‪ .‬يراهــن عــى انهيــار الثــورة وتهــاوي مرشوعيتهــا‬ ‫ورشعيتهــا حتــى يتخــى النــاس عنهــا‪ .‬والعــامل كلّــه‪ ،‬معنــي مبصالحــه فقــط‪.‬‬ ‫ولكــن يبقــى رهــان الشــعب املؤمــن بالحريــة والكرامــة عــى الثــورة وعــى‬ ‫ســواعده يف الثــورة‪ .‬ويجــب تقديــم مــروع عمــل للثــورة والثــوار‪،‬‬ ‫مــروع منهجــي بعيــد عــن االســتقطاب الفئــوي‪،‬‬ ‫وأكــر مــن أطروحــات ضيقــة‪ ،‬يســتوعب‬ ‫املجاهديــن والثائريــن واملغيثــن واملدنيــن‬ ‫وعمــوم الشــعب مــن املنكوبــن والنازحــن‬ ‫واملحارصيــن والخائفــن‪ .‬لذلــك عــى مــن‬ ‫ميثــل الثــورة واملعارضــة أن ينســجم مــع‬ ‫الثــورة ومطالبهــا التحرريــة وحاضنتهــا‬ ‫الشــعب ّية‪ ،‬وأن يظهــر إخالصــه لهــا‪ ،‬ويقــدم‬ ‫برنامــج عمــل يســتوعب املتناقضــات‬ ‫والظــروف ويكــون بديــاً عــن املشــاريع‬ ‫الرجعيــة والذاتيــة التــي أكلهــا العفــن‬ ‫واألنانيّــة‪ .‬وإال ســارت الثــورة يف طريــق‪..‬‬ ‫واملعارضــة يف طريــق آخــر‪ ..‬وتخ ّبــط‬ ‫الجميــع‪ ،‬وكان الضح ّيــة ســوريا وشــعبها‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫فكر‬

‫سوريا القادمة ‪ ..‬كيف ستكون ؟‬ ‫غرام الحسين | أوكسجين‬

‫التاريــخ املقــارن ال يقــدم مــادة شــبيهة أو‬ ‫مفيــدة باســتثناء الســنوات العــر التاليــة‬ ‫لالســتقالل حيــث تراصفــت قــوى مدنيــة يف‬ ‫مــروع ســيايس مل يكتمــل ألســباب ليــس‬ ‫محلهــا هنــا ‪ .‬تقــدم لنــا دول الربيــع العــريب‬ ‫(مصــر‪ ,‬تونــس‪ ,‬اليمــن) تجــارب مضطربــة‬ ‫ومنــاذج مل تكتمــل بعــد و تلتهــا التجربــة‬ ‫الســورية األكــر دمويــة يف التاريــخ املعــارص‪،‬‬ ‫وقــد يكــون ذلــك عامــاً محبطــاً للجمهــور‬ ‫العــريب التَّــواق لاللتحــاق بالعــامل املتمــدن‬ ‫وأبقتــه أنظمتــه بــا أجنحــة ‪ ،‬وســيختتم ذلــك‬ ‫الربيــع مرحلتــه األوىل بانقشــاع التجربــة‬ ‫الســورية التــي ســيكون لهــا عــى األغلــب‬ ‫ســبب إعــاد ِة إقالعــه مــن جديــد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مــن نتائــج "ســايكس‪ -‬بيكــو"‪ :‬ســوريا‬ ‫كجمهوريــة تحتضــن أعقــد نســيج اجتامعــي‬ ‫يف املنطقــة‪ ,‬وكادت الثــورة الســورية الكــرى‬ ‫بقيــادة جبــل العــرب الــدرزي والســنوات‬ ‫القليلــة الالحقــة ان تقــود هــذا النســيج إىل‬ ‫ضفــة آمنــة رغــم اللبــس الــذي احتضنتــه‬ ‫القــوى السياســية العلامنيــة التــي اعتمــدت‬ ‫عــى األقليــات كبيئــة حاضنــة وكــوادر لهــا ‪،‬‬ ‫يف حــن بقيــت األغلبيــة الســنية "عثامنيــة "‬ ‫بــا بوصلــة تنويريــة‪ .‬لكــن مــا حــدث مبــارشة‬ ‫بعــد نكبــة فلســطني هــو أن نخب ـاً عســكري ًة‬ ‫ريفيــة بــا منظــو ٍر نهضــوي حقيقــي اســتلمت‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الســلطة وكان االنســداد التاريخــي ‪ ,‬ومتثــل‬ ‫هــذا بغيــاب أي حلــول دميوقراطيــة للمســألة‬ ‫الوطنيــة ووالدة املجتمــع امللتبــس والخائــف‬ ‫بقيــادة حــزب واحــد وزعيــمٍ مؤلــ ٍه واحــد‪.‬‬ ‫إن غيــاب الحريــات الدميوقراطيــة ممثلــ ًة‬ ‫بقــوى سياســية ونشــاط أهــي سيســاهم‬ ‫يف مزيــد مــن تشــ ّوه االحتــاالت السياســية‬ ‫للجمهوريــة الثانيــة‪ ،‬وســيتجىل ذلــك االنســداد‬ ‫بتجليــات هــي نفســها أســباب أيضــاً‪:‬‬ ‫‪ -1‬آثــار اســتبعاد االغلبيــة الســنية التاريخــي‬ ‫وبــروز االســام الســيايس كمخلــص‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفــرز الناجــم مــن موقــف األقليــات مــن‬ ‫الثــورة‪.‬‬ ‫‪ -3‬البنيــة االجتامعيــة للثــورة املتمحــورة عــى‬ ‫األريــاف‪.‬‬ ‫‪ -4‬عدم ظهور تعبريات سياسية‪.‬‬ ‫الثــورة الســورية مثقلــة بــاألرضار الجانبيــة‪:‬‬ ‫(القتــل‪ ،‬االعتقــال‪ ،‬الفقــدان‪ ،‬النــزوح‪ ،‬اللجــوء)‬ ‫هــي خمــس أرضا ٍر بأبعــاد إنســانية‪/‬اجتامعية‬ ‫واقتصاديــة هائلــة نجمــت عــن مواجهــة‬ ‫النظــام الحاكــم بفائــض قوتــه مــع حركــة‬ ‫احتجــاج ســورية عميقــة وتفتقــر إىل برنامــج‬ ‫ســيايس واضــح وبــدت كافــة القــوى السياســية‬ ‫وكأنهــا ملحقــة بهــا ‪ .‬ومــن الضفــة املقابلــة‬ ‫فقــد ســاهمت اسـراتيجية املعارضــة املســلحة‬ ‫التــي افتقــرت اىل رؤيــة قتاليــة مدروســة هــي‬ ‫األخــرى يف األرضار املشــار إليهــا ‪ ,‬وخلّفــت‬ ‫وراءهــا "مناطــق محــررة" محروقــة وبــا‬ ‫برامــج مدنيــة ‪ ،‬وســاهم بذلــك حالــة الفصــام‬ ‫الكاملــة بــن مــن يقاتــل عــى االرض وبــن‬ ‫معارضــة سياســية تتاجــر بــه دون أن تقــوده ‪.‬‬ ‫ســورية القادمــة ســتضع يدهــا وألول مــرة عىل‬ ‫ذلــك النقــص يف اندمــاج نســيجها األهــي ليــس‬ ‫بـ(بــوس الشــوارب) بــل بـراع برامــج شــاملة‬ ‫تحملهــا أحــزاب سياســية عابــرة للثقافــات‬ ‫املحليــة ‪.‬‬ ‫ســورية القادمــة ســتكون تفاوضــاً تاريخيــاً‬ ‫مــع الــذات يُن ِتــج عقــدا ً اجتامعيــاً جديــدا ً‬ ‫لدول ـ ٍة مبعايــر حديثــة ‪ ،‬وليــس ُم ِهـ َـاً الغــرق‬ ‫يف تفاصيــل مركزيــة أو المركزيــة‪ .‬ســورية‬ ‫القادمــة ســتكون إعــادة إيقــاف املــروع‬

‫التنويــري عــى قدمــي "االغلبيــة" وليــس مــن‬ ‫نوافــذ االقليــات‪ ,‬واملقصــود هنــا أن املــروع‬ ‫التنويــري للعلامنيــة الــذي حملتــه أحــزاب‬ ‫أتــت مــن األقليــات وفاوضــت األغلبيــة الســنية‬ ‫التقليديــة عــى التخــي عــن ذاتهــا الثقافيــة‬ ‫مــن أجــل وطنيــة جامعــة معمم ـ ًة اســتبدادا ً‬ ‫مــن أنظمــة حكــم الحــزب الواحــد التــي‬ ‫تقودهــا نخــب علامنيــة‪.‬‬ ‫الخطاب القادم لن تقوده جزئيتان‪:‬‬ ‫االلتبــاس‪ :‬ونــراه عنــد النخــب الالدينيــة‬‫والعلامنيــة والقوميــة وضمنـاً جــز ٌء من اليســار‬ ‫الســيايس والقومــي‪ ،‬فهــي ال تســتطيع أن‬ ‫تعــادي أطروحــات العدالــة‪ ,‬الحريــة والكرامــة‬ ‫لكنهــا وبنفــس الوقــت وبســبب بنيتهــا‬ ‫االســتعالئية وقصــرة النفــس وأســر ًة لخطــاب‬ ‫ايديولوجــي يعتمــد رسديــات النـ ّـق واملظلوميــة‬ ‫بقيــت معزولــة بــا تأثــر وتــدور يف فضاءاتهــا‬ ‫الخاصــة يف منتصــف الطريــق‪.‬‬ ‫التوجــس‪ :‬ذلــك الخــوف الــذي يضبــط إيقــاع‬‫حركــة األقليــات يف مجتمــع مــأزوم ‪ ,‬وموضــوع‬ ‫الخــوف هنــا هــو اإلســام السـ ّني وهــو خــوف‬ ‫تاريخــي تــم إخفــاؤه وراء ثقافــة تنويــر هشّ ــة‬ ‫وســطحية غ ّيبــت إنتــاج أغلبيــة سياســية‬ ‫لصالــح إنتــاج وطنيــة جامعــة انفجــرت‬ ‫بوجــه الجميــع بعــد خمســن عامــاً مــن‬ ‫بنــاء شــمويل‪ . .‬املطلــوب االن مــن الباحثــن‬ ‫االقتصاديــن واالجتامعيــن والنفســيني إجــراء‬ ‫مســوحات اجتامعيــة تبــن لنــا ‪ - :‬القــوة‬ ‫البرشيــة املدرســية مــن كل املراحــل التــي‬ ‫تــم رميهــا خــارج املــدارس ‪ - .‬القــوة البرشيــة‬ ‫الجامعيــة التــي أصبحــت خــارج الجامعــات‪.‬‬ ‫ قــوة العمــل التــي تــم تحييدهــا بفعــل‬‫تدمــر قدراتهــا االقتصاديــة وعمليــات النــزوح‬ ‫واللجــوء وتوزيــع هــذه القــوة اىل قطاعاتهــا‬ ‫االقتصاديــة ‪ - .‬مســح شــامل وموثــق للدمــار‬ ‫لــكل القطاعــات العامــة واالهليــة‪ .‬الهــدف‬ ‫ليــس اقتصاديــا بحتــاً‪ ,‬بــل اســترشاف لآلثــار‬ ‫التــي ســترتتب عــى تغييــب تلــك القــوى‬ ‫البرشيــة عــن ســاحاتها االصليــة‪ ،‬ورســم‬ ‫اس ـراتيجيات إعــادة البنــاء وتحضريهــا لذلــك‪.‬‬


‫رأي‬

‫نهايات عصر السبات‬ ‫د‪ .‬إيهاب الحموي | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫العالــم تحكمــه طواغيــت بالــوان مختلفــه تلقنــه‬ ‫عبــادة االصنــام ‪ ،‬وكلمــا اكتشــف النــاس الخــداع‬ ‫اســقطوا تلــك االصنــام وحطموهــا ووطأووهــا‬ ‫اقدامهــم‪ ،‬لكــن يــد الطاغــوت الخفــي التفتــأ تقــدم‬ ‫لهــم دومــا ماهــو بديــل للعبــادة ‪،‬علــى انــه المخلــص‬ ‫لهــم مــن الشــرور التــي يعانــون‪...‬‬ ‫هــذه هــي حــال االيديولوجيــات واالحــزاب‬ ‫السياســية‪ ،‬وتلــك التــي تتســر وراء الديــن‬ ‫لهــا شــأن اخــر فهــي "تقنــن الديــن" وتحــره‬ ‫يف زاويــة ضيقــة جــدا ً لتــارس مــن خاللــه‬ ‫تســلط اإلنســان عــى اإلنســان وتعــزو ذلــك اىل‬ ‫حــق رشعــي تســتمده مــن القداســة املطلقــة‪،‬‬ ‫والديــن اليجــب أبــدا ً حــره بحــزب‪ ،‬فنكــون‬ ‫قــد انجررنــا وراء اللعبــة املخادعــة ‪ ..‬امــا‬ ‫اإليديولوجيــات والجبهــات واألح ـزاب االخــرى‬ ‫فــا تعــدو كونهــا أصنامــاً جديــدة ُصنعــت‬ ‫خصيصــاً لخــداع النــاس‪ ،‬ميــارس طواغيتهــا‬ ‫التبشــر الخفــي بأديــان برشيــة جديــدة‬ ‫منقوصــة الفكــر قليلــة النفــع‪ ،‬لغســل االدمغــة‬ ‫بداعــي التحــرر‪ ،‬فرتســخ الطغيــان بــدءا مــن‬ ‫الفكــر مــرورا باملعتقــد الجديد ومامرســاته عىل‬ ‫األرض‪ ..‬وهنــا ينقســم النــاس اىل قطعــان مــن‬ ‫"حيوانــات غريبــة" تشــبه املاشــية حين ـاً عندمــا‬ ‫تثغــوا كلــا نبــح قائدهــا‪ ،‬وتقــارب الذئــب‬ ‫بالوحشــية تــارة ثانيــة اذ نافســتها قطعــان‬ ‫اخــرى عــى الطريــق‪ ...‬الحظــوا التقــارب يف‬ ‫هــذه الحالــة بــن "الكلــب القائــد" و"المــرؤوس‬ ‫الــذي انقلــب ذئبــا"‪ ،‬فكالهــا مــن وجهــه نظــر‬ ‫بيولوجيــة ينتمــي لنفــس الفصيلــة "الكلبيــات"‬ ‫و التــي تضــم الــكالب والذئــاب وابنــاء آوى‬ ‫عــى حــد ســواء !‪..‬وكــم مــن طاقــات وحيــوات‬ ‫وحضــارات ُهــدرت وهدمــت بســبب هــذا‪!..‬‬ ‫العــامل يعيــش كذبــة كــرى مــره اخــرى‪ ،‬فبعــد‬ ‫ان فهمنــا باملقلــوب روح األديــان الســاويه‬ ‫ومارســناها بشــكل خاطــئ‪ ،‬تركناهــا لنــزداد‬ ‫تيهــا يف ركام الجهــل البــري كلــا ازددنــا "علما‬ ‫وتطــورا" كــا نتوهــم‪!..‬‬ ‫فكــم مــن ثــورة حصلــت يف القــرون املاضيــة‪،‬‬ ‫ولــدت مــن رحــم املعانــاه البرشيــة ليرسقهــا‬ ‫خبثــاء "الفكــر الجديــد" ويزجــوا بهــا يف قــارورة‬ ‫محكمــة الســد‪ ،‬ليلقوهــا يف البحــر فيتخلصــوا‬ ‫منهــا‪!!..‬‬

‫عــى البرشيــة اذا ً‪ ،‬ان تتخلــص رسيعــا مــن‬ ‫تلــك الســموم لتعــود اىل حياتهــا الطبيعيــة و‬ ‫فطرتهــا الســليمة‪ ،‬فامنــاط الســلطة املعروفــه‬ ‫يجــب ان تتغــر يف كل املعمــورة ‪ ،‬يجــب عــى‬ ‫االنســان ان يتعلــم كيــف ميــارس الســلطة‪،‬‬ ‫فهــو الزال فاشــا يف ذلــك منــذ االزل‪،‬مفتق ـرا‬ ‫للقــدرة العمليــه عــى حكــم نفســه بنفســه‬ ‫دون ان يدمــر ذاتــه‪ ..‬وهــذا يشء قــد نتمكــن‬ ‫منــه ان اســتيقظنا‪ ،‬و أي انســان يف هــذا‬ ‫العــامل يســتطيع فعــل الكثــر لقطــع الســبات‬ ‫ووقــف الخــداع والــر‪..‬‬ ‫ مــاذا حصــل لــو اجتمعــت شــعوب ثائــرة‬‫عــى طغيــان االســتعامر وفكــره املســموم‬ ‫والســلطة العامليــة؟‬ ‫ مــاذا يحصــل لــو ان الشــعوب املســحوقة‬‫إســتيقظت وابتــدأت ثورتهــا عــى النظــام‬ ‫العاملــي؟ هــل ســيتمكن ذاك النظــام‪ ،‬الــذي‬ ‫يتغــذى عــى النامئــن واملغيبــن والفاســدين يف‬ ‫كل العــامل‪ ،‬مــن ان يشــن حري ـاً شــاملة عــى‬ ‫كل املجتمعــات البرشيــة التــي يقتــات مــن‬ ‫ســباتها ونهبهــا؟ مــن يبقــى لــه إذا ً؟؟‬ ‫ان ظاهــره الصحــوة والتغيــر ابتــدأت‬ ‫ارهاصاتهــا مؤخـرا ً يف شــال إفريقيــا واملرشق‪،‬‬ ‫جعلــت يف ســورية أول ثــورة تنضــج ضــد هــذا‬ ‫النظــام العاملــي‪ ،‬نجــد اآلن محــاوالت خجولــة‬ ‫للتغيــر يف اماكــن اخــرى مــن العــامل‪ ،‬وهــذا‬ ‫بدايــه الوعــي‪ ،‬تقابلــه محــاوالت مســتميته‬ ‫مــن قبــل النظــام العاملــي لتخديــر الشــعوب‬

‫واعادتهــا للســبات‪ ،‬ورمبــا طــال الطريــق‪ ،‬لكــن‬ ‫يف النهايــة‪ ،‬ان اســتطعنا انشــاء جســور تعــاون‬ ‫فاعلــة بــن الجبهــات الشــعبية العامليــة‬ ‫الثائــرة ضــد االســتعامر والنظــام العاملــي‪،‬‬ ‫عــى اختــاف وتنــوع ثقافاتهــا ومشــاربها‬ ‫االنســانية‪ ،‬ودون الســقوط يف فــخ إمربيــايل‬ ‫جديــد ‪ ،‬ان اســتطعنا تحفيزهــا تحــت مطلــب‬ ‫إنســاين واضــح بســيط‪ :‬التحــرر مــن الظلــم‬ ‫والنهــب والتبعيــة ‪ ،‬اســقطنا تلــك الطغمــة‬ ‫التــي تســتبعد العــامل بــارسه منــذ امــد و اىل‬ ‫االبــد‪.‬‬ ‫ليســت الحيــاة بتلــك البشــاعة التــي يصورونها‬ ‫لنــا دومــا‪ ،‬وال يحتــاج املــرء لــكل هــذا التعقيد‬ ‫ليعيــش ببســاطة ويســتمتع بجــال الكــون‬ ‫دون ان يــؤذي أحدا ً‪..‬فلســنا بحاجــة ألصنــام‬ ‫تســمم حياتنــا وتوهمنــا بانهــا تنــر الطريــق‪،‬‬ ‫فالطريــق واضــح والــكل يســتطيع الســر فيــه‪،‬‬ ‫علينــا فقــط ان نســتخدم النظــر لــرى مــا‬ ‫كانــوا عنــا يحجبــون!‬ ‫ايهــا العــامل‪ ،‬اســتيقظ مــن الحلــم الــكاذب‬ ‫و توقــف عــن اإلنجــرار وراء الخــداع‪ ،‬عــن‬ ‫بنــاء األحــزاب وااليديولوجيــات الغبيــة‪،‬‬ ‫توقــف عــن عمــل األصنــام ووفــر الجهــد‬ ‫للبنــاء والعمــل‪ ،‬فعــا قريــب ســتأكلها حــن‬ ‫يشــتد الجــوع‪ ،‬ولــن ترتــاح اال حينــا تخــرج‬ ‫مــن جســدك الهزيــل املتعــب عــى طبيعتهــا‬ ‫الحقيقيــة!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫سياسة‬

‫على طريق النصر مع نصف الكوب المملوء‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫جبــان وال قولــة اللــه يرحمــه‪ .....‬إلــخ)‪.‬‬ ‫صــار تقييمنــا للمواقــف واألشــخاص مبنيـاً عىل‬ ‫مــدى صــدق أصحابهــا‪ ،‬وثباتهــم‪ ..‬ومطابقــة‬ ‫أقوالهــم ‪..‬ألفعالهــم‪ ،‬فارتفــع التقديــس عــن‬ ‫عالِــم الديــن – مســلامً كان أو مســيحياً‪-‬‬ ‫وصــارت منزلتــه لــدى النــاس بقــدر دعمــه‬ ‫للحــق ونرصتــه للمظلومــن‪ .‬أصبحــت جموعنــا‬ ‫ترفــض أي خطــاب دينــي بعيــد عــن معانــاة‬ ‫النــاس وهمومهــم ومــا يحــل بهــم مــن ظلــم‬ ‫وقهــر‪.‬‬ ‫ســاد شــعور (املواطنــة) لــدى عمــوم الســوريني‬ ‫وصــار كل ســوري يتكلــم عــن (ســوريا) الوطن‪،‬‬ ‫وســوريا األم‪ ،‬وســوريا الحضــن الدافــئ‪ ،‬بعــد‬ ‫عقــود مــن الغربــة واليــأس مــن تســلل أي‬ ‫شــعاع للشــمس يزيــح ظلمــة املحتــل‪.‬‬ ‫ســقطت أمــام أبصارنــا األقنعــة‬ ‫ليــس عــن األشــخاص فحســب‪،‬‬ ‫بــل عــن املخططــات واملؤامرات‪،‬‬ ‫فصــار الطفــل فينــا يفهــم‬ ‫أطــاع إيــران فيــا تســميه بـــ‬ ‫(الهــال الشــيعي) وســقطت‬ ‫عنــد أقدامــه أســاطري (املامنعــة‬ ‫واملقاومــة والصمــود والتصــدي)‬ ‫وتعــرت جميــع القيــم التــي‬ ‫تختبــئ وراءهــا القــوى العامليــة‬ ‫كـــ (حقــوق اإلنســان ‪ ،‬وأصدقــاء‬ ‫الشــعب الســوري وغريهــا)‪.‬‬ ‫تنامــت أحالمنــا فصــار ميكنهــا‬ ‫أن تحلــق يف رؤوس شــبابنا‬ ‫وأطفالنــا إىل أن يقــول أحدهــم‪:‬‬ ‫أحلــم أن أصــر يف املســتقبل‬

‫رئيــس ســوريا‪ !..‬بعــد أن كانــت هــذه العبــارة‬ ‫محرمــة‪ ..‬وكفيلــة بــأن تكــون ســبباً يف مغــادرة‬ ‫رأس صاحبهــا لجســده‪.‬‬ ‫ترســخت يف القلــوب عبــارة تحمــل كل أوجاعنا‬ ‫‪ ،‬وتو ِّجــه بوصلتنــا عــى الــدوام ‪ .‬تلــك العبــارة‬ ‫التــي علــت يف بدايــة ثورتنــا‪ ،‬ثــم صــارت عــى‬ ‫مــدى ثــاث ســنوات عقيــدة راســخة فينــا‪ ( :‬يــا‬ ‫اللــه مالنــا غــرك يــا اللــه)‪.‬‬ ‫تلــك كانــت بعــض األمــور التــي مألنــا بهــا‬ ‫كأس ثورتنــا‪ ،‬والتــي نجحــف بحــق ســوريا‪ ،‬إن‬ ‫مل نرهــا‪ ،‬كــا نتــوه‪ ..‬إن مل نــر غريهــا‪.‬‬ ‫لــذا كان لزامـاً علينــا أن نقــف وقفـ ًة مشــابهة‬ ‫نرصــد فيهــا أبعــاد نصــف الكــوب الفــارغ‬ ‫ر نــؤدي بــه‬ ‫ســعياً منــا مللئــه‪ ..‬و وصــوالً لن ـ ٍ‬ ‫حــق الشــهداء علينــا‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫متشــامئون‪ ،..‬هــم الذيــن ينظــرون دامئــاً إىل‬ ‫النصــف الفــارغ مــن الكــوب‪ .‬ومغــرون‪ ،..‬هــم‬ ‫الذيــن ينظــرون إىل نصفــه امللــوء‪ ،‬وعــى الرغم‬ ‫مــن أن كالً مــن الفريقــن متباعــدان يف الرؤيــة‪،‬‬ ‫إال أنهــا يلتقيــان معـاً يف نقطــة واحــدة‪ ،‬هــي‬ ‫نقطــة الوقــوف والســكون والالفعــل‪ .‬فالفريــق‬ ‫األول يــرى أن ال ســبيل لفعــل يشء طاملــا أن‬ ‫الكــوب فــارغ‪ ،‬والفريــق الثــاين يــرى أن ال يشء‬ ‫زيــادة يفعلــه طاملــا أن الكــوب مــآن‪.‬‬ ‫وبالعــودة إىل كــوب ثورتنــا الــذي امتــأ نصفــه‬ ‫–ورمبــا أكــر‪ -‬بانتصاراتنــا وبقــي نصفــه اآلخــر‬ ‫فارغــاً‪ ،‬فإنــه يجــدر بنــا إلكــال الطريــق أن‬ ‫نق ّيــم األمــور عــى نحــو متــوازن‪ ،‬فــا نــرى‬ ‫نصفــاً بعــن‪ ،‬إال وكانــت عيننــا الثانيــة عــى‬ ‫النصــف اآلخــر‪ ،‬وذلــك ليدفعنــا النصــف‬ ‫الفــارغ إىل العمــل مللئــه‪ ،‬ويدفعنــا النصــف‬ ‫اململــوء إىل الحفــاظ عليــه وزيادتــه‪.،..‬‬ ‫واليــوم أتوقــف مــع النصــف اململــوء ألعــدد‬ ‫بعضــاً مــن مكاســب ثورتنــا املباركــة ومــا‬ ‫حققتــه لنــا‪ ..‬ولشــعبنا رغــم كل مــا حــل بنــا‬ ‫مــن قتــل ودمــار واعتقــال وترشيــد‪.،..‬‬ ‫خرجــت مــن رحــم األرض الســورية أجيــال‬ ‫كنــا نظــن أننــا بحاجــة لعقــود ورمبــا لقــرون‬ ‫لوالدتهــا‪ ...‬أجيــال رصنــا نجــد لديهــا رشحــاً‬ ‫وافيــاً لعبــارات وكلــات كانــت قبــل الثــورة‬ ‫ال معنــى لهــا مثــل‪( :‬الحريــة ‪ ،‬الحــق ‪ ،‬العــدل‪،‬‬ ‫الديموقراطيــة‪ ،‬التعدديــة‪ ،‬الكرامــة‪ ،‬التضحيــة)‬ ‫وكذلــك كلمتــا‪( :‬الوطــن‪ ،‬و ســوريا)‪.‬‬ ‫عــادت معــاين التضحيــة لتحيــا يف النفــوس‪،‬‬ ‫فرصنــا نــرى مــن يقــدم روحــه ألجــل إســعاف‬ ‫مصــاب‪ ،‬أو إنقــاذ جريــح‪ ،‬أو نجــدة معتقــل‪،‬‬ ‫أو إغاثــة محــارص‪ ،‬أو إنقــاذ امــرأة‪ ،‬أو إخ ـراج‬ ‫طفــل مــن تحــت األنقــاض‪ ..‬بعــد أن كان‬ ‫أحدنــا يخــى إن وجــد مصاب ـاً يف الطريــق أن‬ ‫ينقــذه خوفــاً مــن املســاءلة واالتهــام‪.‬‬ ‫غــرت األيــام املاضيــة الكثــر مــن طرائــق‬ ‫تفكرينــا‪ ،‬فلــم نعــد نقبــل بأمثالنــا الشــعبية‬ ‫املوروثــة التــي ترســخ فينــا روح الهزميــة‬ ‫والســلبية واالنكســار‪ ،‬وتدعــو إىل القعــود‬ ‫واالنســحاب مثــل ( مبــي بجنــب الحيــط‬ ‫وبقــول يــاريب الســر ‪ ،‬ايل بيتجــوز أمــي بقلــو‬ ‫عمــي ‪ ،‬الهريبــة تلتــن املرجلــة‪ ،‬ألــف قولــة‬


‫اقتصاد‬

‫النفاق االقتصادي‬ ‫منال أحمد| أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أثبــت االقتصــاد الســوري عجــزه التــام و عــدم قدرتــه عــى‬ ‫تلبيــة احتياجيــات الســوريني بالشــكل األمثــل‪ ،‬وقــد فشــل‬ ‫يف التعبــر عــا يجــري فعليــا لإلعــام محــاوالً اتقديــم أفكارا ً‬ ‫مفرغ ـ ًة مــن مضامينهــا لتحســن صورتــه أمــام املواطنــن‬ ‫فعــى ســبيل املثــال ال الحــر أنهــم يضعــون تحديــدات‬ ‫ألســعار املــواد الغذائيــة و الطاقــة‪ ،‬و ال شــيئ منهــا تحقــق‪،‬‬ ‫صاحــب الدخــل العــادي ‪-‬هــذا ان كان مــازال دخلــه جــا ٍر‬ ‫يف هــذه األوضــاع‪-‬ال يســتطيع رشاء مــادة املــازوت أو حتــى‬ ‫الغــاز فيعــود ألســاليب قدميــة للتدفئــة و الطهــي يف ظــل‬ ‫انعــدام مك ّونــات الحيــاة يف املناطــق الســاخنة‪ .‬وصــل ســعر‬ ‫جــرة الغــاز إىل ‪2000‬ل‪.‬س و ســعر ليــر املــازوت ‪200‬ل‪.‬س‬ ‫مــع العلــم أن تســعرية الدولــة لـــ جــرة الغــاز ‪700‬ل‪.‬س و لـ‬ ‫ليــر املــازوت ‪75‬ل‪.‬س و هــذا ليــس رسا ً عــى النظــام‪.‬‬ ‫إن جميــع مشــاكلنا الحاليــة هــي بســبب انخفــاض ســعر‬ ‫اللــرة الســورية أمــام الــدوالر األمريــي‪ ،‬لذلــك أهــم شــيئ‬ ‫علينــا القيــام بــه كدولــة هــو الحفــاظ عــى ســعر رصف‬ ‫اللــرة أمــام الــدوالر‪ ،‬أو العمــل عــى امتصــاص هــذه‬ ‫الهجمــة التضخميــة باألســعار بطــرق أكــر رصامــة و أكــر‬ ‫رقابــة ممكنــة عــى التجــار عــى حــد ســواء‪.‬‬ ‫ولنكــون واقعيــن بقرائتنــا للواقــع أكــر‪ ،‬فهــو جــدا ً مريــر و‬ ‫صعــب و إدارة الدفــة االقتصاديــة يف ظــل الظــروف الحاليــة‬ ‫هــي معقــدة و صعبــة و تحتــاج إىل ضمــر (الســلعة الشــبه‬ ‫معدومــة) يف أيامنــا هــذه و بــكل تأكيــد مهــا كانــت‬ ‫الظــروف لــن متنــع محاســبة كل مــن هــو مســؤول عــن‬ ‫حصــول هــذه االزمــة مــن مســؤولني مســؤولية مبــارشة‬ ‫أمــام اللــه أوالً و أمــام الشــعب املســكني ثانيـاً‪ ،‬و محاســبة‬ ‫حاكــم مــرف ســورية املركــزي لضعــف أدائــه بشــكل‬ ‫ملحــوظ‪ ،‬وال ننــى أن كل مواطــن ســوري لديــه أقــارب‬ ‫يف الخــارج فإنــه يســاعده بشــكل أو بآخــر مــا يــؤدي إىل‬ ‫دعــم اللــرة بشــكل غــر مبــارش عــن طريــق دخــول العملة‬ ‫االجنبيــة كحوالــة و يقيضهــا باللــرة الســورية مــا يدعــم‬ ‫االقتصــاد بشــكل ملحــوظ‪ ،‬ناهيــك عــن هــذا كلــه‪ ،‬تــأيت‬ ‫الدولــة لتضيّــق أكــر عــى املواطنــن فعــى ســبيل املثــال‬ ‫اصبــح رشط العبــور عــى الحواجــز األســدية املوجــودة‬ ‫أب ـراز فواتــر املــاء و الكهربــاء و الهاتــف األريض و إثباتــه‬ ‫دفعهــا‪ ،‬مــن جهتهــا تلــك الحواجــز تقــوم باعتقالــه إن تكــن‬ ‫ذمتــه بريئــة منهــا‪ ،‬حتــى اضطــرت النســاء إىل قضــاء أكــر‬ ‫الحاجــات الرضوريــة التــي تحتــاج إىل النــزول إىل العاصمــة‬ ‫فهــي غــر مطالبــة كالرجــل بإب ـراز تلــك الفواتــر‪ ،‬الوضــع‬ ‫االقتصــادي يــزداد ســوءا ً يوم ـاً بعــد يــوم و ننتظــر فرج ـاً‬ ‫مــن اللــه يخرجنــا مــن هــذا العــدم‪.‬‬

‫حديث الجمر‬

‫لمار أحمد‬

‫ما طأطأت رؤوس خَيلنا‬ ‫وإن غادرتها فوارسها‬ ‫يا صوت الله يف وطني‬ ‫زلزل الفجر والليل فينا‬ ‫صمت أ ّمة إقرأ ُذلّنا‬ ‫العار إن دفن دم شهيدنا‬ ‫ومل ت َن َك ِفئ ِد ُ‬ ‫الل قهوتنا‬ ‫يارجال بردى‬ ‫والفرات‬ ‫والعايص‬ ‫ويرموك م ّنا‬ ‫أفيضوا طوافاً‬ ‫وتحلّلوا يف ُعقر قَرص‬ ‫أمىس سياجه أجساد حرائرنا‬ ‫ال حافظ وال بشار سادتنا‬ ‫وسادة شآم حمزة‬ ‫والغياث والقاشوش‬ ‫هدير نحيب الثكاىل‬ ‫عفّة ساره وروان‬ ‫وزينب‬ ‫أين م ّنا الطّل‬ ‫يا رجال شآم م ّزقوا حرير أرديتكم‬ ‫يتناوب القاص والدان‬ ‫عىل اغتصاب عفّة شآم‬ ‫أما آن لسعيكم أن يتحلّل بقرص األوغاد‬ ‫ابتليتم بقيل وقال‬ ‫استهوتكم عباءة اإلذالل‬

‫تبادلتم العزاء وتف ّردتم بالسواد‬ ‫جاورتم اللطم والسؤال‬ ‫وأقمتم للحزن خيام‬ ‫ن ُّصبت أعمدة الهوان‬ ‫باكتفاء ذكر الشهداء‬ ‫يتوارى القول خلف عاصفة املوت‬ ‫والنون م ّنا تبيك ُمدن األطالل‬ ‫النبك مجزرة‬ ‫الرقة مجزرة‬ ‫وشهباءوأذرعات‬ ‫وهل استثنوا حمص الوليد‬ ‫أم حامة الفداء‬ ‫أم مجازر الجوع يف جزيرتنا‬ ‫أم خواء الدير واألنقاض‬ ‫يا رجال شآم‬ ‫م ّزقوا حرير أرديتكم‬ ‫أما آن لسعيكم أن يتحلّل بقرص األوغاد‬ ‫شآم ال أملك إالّ الحرف‬ ‫وقلبي املوجوع‬ ‫ِ‬ ‫أفديك‬ ‫أَأقول‬ ‫حق القول‬ ‫أم ُج ِّردتُ ّ‬ ‫تبارت اآلهات‬ ‫وال آه تكفي ضجيج ُحزين‬ ‫كفراشة أجنحتها فوق الجمر‬ ‫ال أملك إالّ الحرف‬ ‫وقلبي املوجوع‬ ‫يا وطن‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫أو اليابــس وغريهــا‪ .‬وقــد كانــت صناعــة‬ ‫الســفرطاس رائجــة كثــرا ً يف املــايض لحاجــة‬ ‫النــاس إىل اســتخدامها املتواصــل‪ .‬ويصنعــه‬ ‫الحــريف املاهــر بشــكل يــدوي كحــال معظــم‬ ‫مفــردات الرشقيــات القدميــة التــي مل يعــد‬ ‫لهــا وجــود‪ .‬وتنــدرج صناعتــه حســب املعــدن‬ ‫املصنــوع منــه الســفرطاس‪ .‬فمنــه الفاخــر‬ ‫النحــايس ومنــه املطعــم بالفضــة لألغنيــاء ‪ ..‬أمــا‬ ‫املصنــوع مــن معــدن األملنيــوم فــكان للطبقــة‬ ‫املتوســطة أو الفقــرة مــن النــاس‪ .‬وتصنيــع‬ ‫الســفرطاس عمليــة صعبــة وليســت ســهلة كام‬ ‫يعتقــد البعــض‪ ،‬ألنهــا متــر مبراحــل كثــرة‪.،..‬‬ ‫بدايــة يــؤىت باألملنيــوم الخــام عــى شــكل‬ ‫مســاطر طويلــة ويقــوم الحــريف بتحويلهــا إىل‬ ‫قطــع دائريــة أو غــر ذلــك‪ ،‬ويتابــع مراحــل‬ ‫العمــل اليــدوي فيــه‪ ،‬حيــث يوصــل القطــع‬ ‫بعضهــا ببعــض ويعمــل يف مــا بعــد عــى‬ ‫حملــة (يــد) الســفرطاس‪ ،‬وهــي‬ ‫تحضــر ّ‬ ‫مــن األملنيــوم أيضــاً ومــن ثــم صنــع القفــل‪.‬‬ ‫يزخــرف الســفرطاس مــن الخــارج مــن خــال‬ ‫نقــوش مختلفــة األشــكال‪ ،‬مثــل النباتــات أو‬ ‫أوراق األشــجار‪ ،‬أو الطيــور‪ ..‬وغــر ذلــك‪ ..‬وكان‬ ‫يبــاع يف ســوق النحاســن أو يف حــي األمــن‬ ‫بدمشــق القدميــة‪.‬‬ ‫وللســفرطاس املشــبع بحنــن ال يجاريــه‬ ‫ّإل حنــن الوطــن‪ ،..‬فلــه تقاليــده الخاصــة‬ ‫ومشــاعر متميــزة يعيشــها املــرء عندمــا يحملــه‬ ‫بيــده قادم ـاً مــن منزلــه إىل دكانــه‪ .‬أو خارج ـاً‬ ‫مــن منزلــه إىل حقلــه‪ ..‬أو مســافرا ً مــن قريتــه‬ ‫إىل املدينــة‪ .‬ويتحــدث أحــد الزبدانيــن عــن‬ ‫اللمــة(‪ )9‬وقــت الغداء مــع الجـران واألصدقاء‬

‫يف حقــول وبســاتني الزبــداين الرائعــة‪ ..‬فالرجــل‬ ‫الــذي يغــادر مــن الصبــاح إىل املســاء قاصــدا ً‬ ‫عملــه ال بــد لــه مــن تنــاول وجبــة الغــداء‬ ‫التــي كانــت الزوجــة تحرضهــا لــه منــذ‬ ‫الصبــاح الباكــر‪ ..‬وهــي عــادة الوجبــة نفســها‬ ‫التــي تكــون معــدة لــأرسة يف املنــزل‪ .‬وكث ـرا ً‬ ‫مــا يحصــل أن يتنافــس الرجــال حــول أنــواع‬ ‫الوجبــة التــي يضمهــا الســفرطاس وتنوعهــا‪،‬‬ ‫حيــث إنــه كلــا كانــت طبقــات الســفرطاس‬ ‫ممتلئــة بالطعــام دل ذلــك عــى جهــد الزوجــة‬ ‫واهتاممهــا بطعــام زوجهــا‪ .‬أمــا عــن أنواعــه‪:‬‬ ‫فمنهــا السفرطاســات املزخرفــة واملفضضــة‬ ‫والتــي يزيــد عمــر بعضهــا عــى املائــة عــام‬ ‫وأكــر‪ .‬واملتابــع لهــذه السفرطاســات الرتاثيــة‬ ‫يالحــظ كــم هــو ماهــر وبــارع مــن صنعهــا‬ ‫مــن الحرفيــن الدمشــقيني‪ ،‬حيــث هنــاك‬ ‫منــاذج مــن السفرطاســات البيضاويــة الشــكل‬ ‫بطبقاتهــا األربــع‪ ،‬وهنــاك نــوع آخــر يضــم‬ ‫خمــس طبقــات وهــو مــن النــوع الفاخــر‪،‬‬ ‫وهنــاك السفرطاســات االســطوانية‪ ،‬وجميعهــا‬ ‫مزخرفــة بشــكل أنيــق وجميــل كــا يربطهــا‬ ‫قفــل طويــل متناســق يزيدهــا جــاالً‪ ،‬تعلوهــا‬ ‫حملــة متميــزة يف طريقــة تصنيعهــا وزخرفتهــا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يبقــى الســفرطاس غارق ـاً يف الذاكــرة الشــعب ّية‬ ‫املشــوبة بالحنــن إىل املــايض العتيــق‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وهــو رمــاد األحطــاب واألخشــاب باللهجــة‬ ‫الزبدانيــة‬ ‫‪2‬ـ أي تضعهــا يف مــكان منظــور للجميــع‬ ‫للتفاخــر‪ ،‬والصمــد مفــردة زبدان ّيــة‬ ‫‪3‬ـ توضــع فيــه األطعمــة أثنــاء الغيــاب عــن‬ ‫البيــت‬ ‫‪4‬ـ تعمــل املــرأة اللبنــة الســميكة بعــد أن‬ ‫تصفــي اللــن وتجعلهــا كــرات ثــم تحفظهــا‬ ‫بزيــت الزيتــون‬ ‫‪5‬ـ ويســمونه بالكشــك األخــر أي الــذي مــا‬ ‫زال طري ـاً قبــل تجفيفــه بالشــمس وطحنــه‬ ‫‪6‬ـ وهــي عمــل الفواكــه الزبدانيــة بالســكر‬ ‫كمــرىب املشــمش والســفرجل‬ ‫‪7‬ـ يقولــون يف الزبــداين عــن املربيــات معقــود‬ ‫وتصنعــه املــرأة صحيح ـاً دون تقطيــع‬ ‫‪8‬ـ وهي الدكاكني ومفردها دكّان‬ ‫‪9‬ـ وهــي اجتــاع لعــدة أشــخاص يف جــو‬ ‫تســوده األلفــة واملحبــة والســعادة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫كثــرا ً مــا كنــا نتســاءل ونحــن صغــار‪ ،‬عــن‬ ‫تلــك التحفــة الجميلــة الرباقــة التــي تهتــم بهــا‬ ‫إمــي ـ رحمهــا اللــه ـ مــع ســائر اهتامماتهــا‬ ‫الكثــرة‪ ،‬حيــث تجليهــا وتفركهــا بالصفــوة(‪..)1‬‬ ‫ومــن ثــم تقــوم بتنشــيفها قطعــة قطعــة‪..‬‬ ‫ثــم تعيــد جمعهــا‪ ،‬وتصمدهــا(‪ )2‬دامئــاً يف‬ ‫مكانهــا املحــدد‪ ..‬لتســتخدمها يف صبــاح اليــوم‬ ‫التــايل‪ .‬الســفر طــاس تســمية شــعبية دارجــة‬ ‫يف مجتمعنــا الريفــي و املــدين منــذ عــرات‬ ‫الســنني‪ ،‬وأصــل الكلمــة مــن اللغــة الرتكيــة‬ ‫وتعنــي وعــاء الســفر(‪ .)3‬كان الســفرطاس ال‬ ‫يخلــو مــن أي بيــت‪ ،‬ميتلــئ بطعــام الغــداء‪،‬‬ ‫وتضــع بــه املــرأة أيض ـاً اللبنــة(‪ )4‬أو الكشــك‬ ‫املدعبلــن(‪ .. )5‬ويحــوي مــا لــذ وطــاب مــن‬ ‫املــآكل الشــهية والحلويــات أيضـاً كاملربيات(‪)6‬‬ ‫التــي تعدهــا املــرأة الزبدانيّــة‪ ..‬مثــل (معقــود‬ ‫الســكري)(‪ .)7‬ويتكــون الســفرطاس‬ ‫التفــاح ُ‬ ‫مــن وعــاء معــدين مؤلــف مــن عــدة طبقــات‬ ‫محكمــة اإلغــاق ولكــن بقطــر واحــد‪ ..‬لــه‬ ‫حامــل لليــد‪ ..‬وقفــل يف أعــى طبقاتــه بحيــث‬ ‫يتــم مــن خاللــه إحــكام إقفــال الطبقــات‬ ‫املتعــددة‪ ،‬حيــث ال يفتــح غطــاء أي طبقــة و‬ ‫نــزول الطعــام منهــا أو امتزاجــه مــع بعضــه‪،‬‬ ‫فهــي تُركــب فــوق بعضهــا البعــض حيــث‬ ‫يوضــع يف كل طبقــة الطعــام املعــد‪ .‬لكــن ميــزة‬ ‫الســفرطاس املصنــع مــن األملنيــوم أنــه ميكــن‬ ‫تســخني الطعــام فيــه بعكــس الســفرطاس‬ ‫املصنــع مــن النحــاس‪ ،‬حيــث يتفاعــل النحــاس‬ ‫مــع الحمــوض أثنــاء التســخني ويصبــح الطعــام‬ ‫ضــارا ً‪ .‬يخــرج الرجــال مــن منازلهــم وبأيديهــم‬ ‫طعامهــم ‪ ..‬إن كانــوا فالحــن‪ ،‬أو أصحــاب‬ ‫محــال صغــرة(‪ )8‬أو كبــرة‪ ..‬وأيضــاً يحملــه‬ ‫الباعــة املتجولــن‪ ،‬وكافــة العــال‪ ،‬والصياديــن‪.‬‬ ‫إذ توضــع املــرأة يف طبقاتــه املتعــددة األكالت‬ ‫الشــعبيّة املنزليــة املعروفــة‪ ،‬حيــث تضــع يف‬ ‫الطبقــة األوىل األرز املطبــوخ‪ ،‬ويف الطبقــة‬ ‫الثانيــة الوجبــة املرافقــة لــه كالشــاكرية أو‬ ‫مرقــة البطاطــا أو الفاصوليــاء أوالباميــاء أو‬ ‫الرشــتاية وغريهــا‪ ،‬ويف طبقــة ثالثــة يوضــع‬ ‫اللــن وهــو رضوري يف وجبــة الغــداء أو يوضــع‬ ‫الحســاء يف فصــل الشــتاء‪ ،‬فيــا متتلــئ الطبقــة‬ ‫الرابعــة باملربيــات أو باملقبــات التــي تــؤكل‬ ‫مــع الوجبــة كاملخلــات والبصــل األخــر‬

‫زبدانيات‬

‫حكايا السفرطاس‬


‫رأي‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫بوابة االصالح‬

‫نعلــم جميعــاً أن الثــورات تبــدأ عفويــة‬ ‫وتنطلــق بــا تخطيــط مســبق مــن خــال‬ ‫رشارة تفّجــر ضغطــا ًكان ُيــارس عــى الشــعب‬ ‫لســن ٍني عــدة‪ ،‬ال تــام الثــورة عــى الفــوىض‬ ‫يف أشــهرها األوىل فــاذا اســتطاعت الوصــول‬ ‫اىل غايتهــا رسيعــا ًكان عليهــا بعــد التغيــر‬ ‫أن تبــدأ مرحلــة التنظيــم والتأســيس وتعيــد‬ ‫بنــاء مؤسســات الدولــة وفــق منظــور الحداثــة‬ ‫ومتطلبــات ومنطلقــات الثــورة التــي قامــت‬ ‫عــى أساســها أمــا اذا طالــت فــرة الـراع مــع‬ ‫النظــام فــا يجــوز للثــورة أن تســتمر بفــوىض‬ ‫اإلنطــاق وعليهــا أن تعيــد النظــر يف آلياتهــا‬ ‫وترصــف صفوفهــا وتصحــح مســارها وتخــرج‬ ‫مــن الفــوىض رسيعــا ًيك التنجــرف الثــورة اىل‬ ‫منزلقــات تــودي بهــا إىل وضــع كاريث أســوء من‬ ‫الوضــع التــي كانــت عليــه البــاد قبــل بــدء‬ ‫الثــورة‪ ،‬والثــورة يف حالــة الفوىض عنــد إنطالقها‬ ‫تضــم عــادة يف صفوفهــا الرشفــاء واملنتفعــن‬ ‫وصائــدي الفــرص وامــراء الغفلــة واملخرتقــن‬ ‫مــن قبــل الضفــة االخــرى والطابــور الخامــس‪،‬‬ ‫ويعمــل فيهــا مــن يرغــب يف إفشــالها بعلــم أو‬ ‫بدونــه‪ ،‬ويســعى البعــض ليتسـلّق عــى أكتــاف‬ ‫الثــ ّوار ويصنــع لــه أمجــادا ً وتاريخــاً وطنيــاً‬

‫زائفـاً وكلــا طالــت تلــك الفــرة الزمنيــة ازداد‬ ‫انحـراف الثــورة عــن مســارها الصحيــح االأمــر‬ ‫الــذي قــد يــؤدي بهــا إىل فقــدان حاضنتهــا‬ ‫الشــعبية لحظــة انطالقهــا وانــراف النــاس‬ ‫عنهــا يف الداخــل والخــارج إىل أن تتحــول إىل‬ ‫حركــة متــرد ال جــدوى مــن اســتمرارها بــل‬ ‫وتصبحأاكــر جهالــة مــن النظــام نفســه لذلــك‬ ‫وجــب عــى الثــورة أن ت ُنشــئ فــورا ً جهــازا ً‬ ‫انضباطيــا ًرقيبــا ًعليهــا يقـ ّوم اعوجاجهــا وينــر‬ ‫طريقهــا نحــو الهــدف الســامي لهــا‪ ،‬مــاذا‬ ‫تحتــاج ثورتنــا اآلن وقبــل كل يشء؟ تحتــاج اىل‬ ‫محكمــة مــن خــرة قضــاة البلــد الرشفــاء الذين‬ ‫يشــهد لهــم الجميــع بنزاهتهــم‪ ،‬هــؤالء القضــاة‬ ‫يلعبــون دور الحكــاء فيضعــون أســس لتقويم‬ ‫مســار الثــورة ويحاســبون مــن يشــذ عنهــا‬ ‫حســاباً عس ـرا ً محكمــة ال ســلطة تعلــو فــوق‬ ‫ســلطتها وال وصيـاً عليها مســتقل ًة عــن األحزاب‬ ‫والتيــارات واألهــواء داخليــة كانــت أو إقليميــة‬ ‫أو دوليــة ال تصغــي إال لصــوت ضمــر الثــورة‬ ‫وال تحكــم إال وفــق ثوابتهــا وأدبيتهــا‪ ،‬محكمــة‬ ‫تأخــذ رشعيتهــا مــن الشــعب مــن خــال مؤمتــر‬ ‫وطنــي جامــع شــامل موحــد يبايــع املحكمــة‬ ‫عــى أن تكــون ضمــر الثــورة وعصاهــا الغليظة‬ ‫يف وجــه الفاســدين املفســدين وعــى نفــس‬ ‫الصعيــد ال بــد مــن إنشــاء جهــاز تنفيــذي لــواء‬

‫قــوي مــن الجيــش والرشطــة الذيــن انشــقوا‬ ‫طواعي ـ ًة عــن النظــام ليشــكلوا جهــاز رشطــه‬ ‫قضائيــة أشــبه بالرشطــة العســكرية رجــال‬ ‫مــن مغاويــر جيشــنا الوطنــي الحــر هدفهــم‬ ‫تنفيــذ قـرارات املحكمــة وتطبيقهــا ال يخشــون‬ ‫احــدا وال يهابــون تكتــاً أو فئــ ًة أو جامعــة‬ ‫أو تيــار أو عصابــة أو أمــر حــرب أو متســلق‬ ‫أو مناضــل أفســده املــال وســحره املنصــب‪،‬‬ ‫املحكمــة الثوريــة وجهازهــا التنفيــذي بعــد‬ ‫مبايعــة الشــعب لهــا هــا الســبيل الوحيــد‬ ‫لتصحيــح مســار الثــورة وإنهــاء حالــة الفــوىض‬ ‫والعبــث الســيايس‪ ،‬املحكمــة الثوريــة وجهازهــا‬ ‫التنفيــذي مــن خــال ضوابــط الثــورة ســيوقف‬ ‫حالــة الفرقــة وســيقف عائقــا ًأمــام مــن‬ ‫ر بالثــورة‬ ‫يرغــب أو يرغبــون بتحالفــات تــ ّ‬ ‫ملنفعــة شــخصية أو اقليميــة أو دوليــة‪ ،‬إنشــاء‬ ‫املحكمــة ليــس مبعجــزة فالكــوادر الرشيفــة‬ ‫نعرفهــم إســاً إســاً‪ ،‬وإنشــاء لــواء مســلح‬ ‫خــاص بالرشطــة القضائيــة ليــس باألمــر‬ ‫الصعــب وعــى الرغــم مــن املفســدين قــد‬ ‫ملئــوا وتصــدروا واجهــة العمــل إال أن الرشفــاء‬ ‫هــم األغلبيــة يف الثــورة وإن كانــت أصواتهــم‬ ‫خافتــة اآلن‪ ،‬الخــاص مــا نحــن فيــه هــو‬ ‫محكمــة عليــا ثوريــة ولــواء عســكري رشطــي‬ ‫لينفــذ قراراتهــا عــى الجميــع‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫*) مرســوم جمهــوري بإلغــاء رمضــان هــذا‬ ‫العــام بعــد رحيــل "هــال" الوطــن الــذي رحــل‬ ‫باكــرا ً قبــل مــا يتــد ّور ويصــر بــدر‪): ...‬‬

‫*) تعلــن الحكومــة الســورية عــن بــدء العمــل‬ ‫ببطاقــة املحروقــات الذكيــة اعتبــارا ً مــن أيــار‬ ‫املقبــل‪ ...‬وذلــك بعــد أيــام فقــط عــى إطــاق‬ ‫وكالــة الفضــاء الســورية‪ ...‬بانتظــار إطــاق أول‬ ‫قمــر صناعــي للمنظومــة تحــت اســم (برميــل‬ ‫للشــعب)‪ ...‬وبتقولــوا مــا يف تحديــث وتطويــر‪!...‬‬ ‫*) ترسيبــات عــن اختطــاف عــي الديــك يف‬ ‫بعلبــك وإرســاله لعنــد حافــظ كرمــال يغنــي كــم‬ ‫مــوال‪ ...‬وســط مخــاوف جامهرييــة مــن توقــف‬ ‫برنامجــه "غنيــي تاغنيلــك"‪!...‬‬

‫*) النظــام الســوري يقــول بــأن إســقاط الطائــرة‬ ‫الســورية مــن قبــل تركيــا هــو اعتــداء (ســافر)‪...‬‬ ‫وســوف يحتفــظ بحــق الــرد حتــى عودتــه مــن‬ ‫(الســفر) بالســامة‪!...‬‬ ‫*) الحكومــة الســورية يف بيــان لهــا أمــام مجلس‬ ‫حقــوق اإلنســان تقــول بــأن ســلطات االحتــال‬ ‫اإلرسائيــي تواصــل اســتهتارها بقـرارات الرشعيــة‬ ‫الدوليــة حــول احتــال فلســطني والجــوالن‪...‬‬ ‫وشــو مشــان ســوريا يــي محتلهــا نظامــك األســد‬ ‫وعاملهــا مزرعــة لعيلتــو وجحاشــو‪...‬؟!‬ ‫*) وزيــر إدارة اإلســطبالت املحليــة يف الحكومــة‬ ‫املؤقتــة الوطنجيــة يقــول بــأن الشــعب الســوري‬ ‫بــروح ويــن مــا كان كرمــال عــر لـرات‪ ...‬طلــع‬ ‫يــا محــا النظــام يــي كان يقــول خمســمية لــرة‬ ‫بقلــب صندويشــة فالفــل‪!...‬‬

‫فواصل‬

‫زبداني‬ ‫اف ام‬

‫بلودان ‪...‬‬ ‫طريق جديد للقلمون أم ماذا‬ ‫عمرو عادل | أوكسجين‬

‫تحتــل منطقــة بلــودان أهميــة كبــرة لــدى‬ ‫قــوات النظــام ملوقعهــا املرتفــع واملطــل عىل‬ ‫مدينــة الزبــداين الثائــرة‪ ،‬حيــث أن منطقــة‬ ‫بلــودان أحتلــت عســكريا منــذ إقتحــام‬ ‫مدينــة الزبــداين عســكريا و أصبحــت جبالها‬ ‫وأحراشــها منصــات للمدفعيــة ونقــاط متركــز‬ ‫للدبابــات‪ ،‬ناهيــك عــن إنشــاء مــا يســمى‬ ‫"اللجــان الشــعبية" أو "جيــش الدفــاع‬ ‫الوطنــي" يف املنطقــة‪.‬‬ ‫ومــن جهــة أخــرى فهــي منطقــة شــبه أمنــة‬ ‫للعائــات النازحــة مــن خطــر القصــف‬ ‫اليومــي والقنــص مــن حواجــز النظــام يف‬ ‫مدينــة الزبــداين غــر أنهــا ليســت أمنــة مــن‬ ‫جهــة االعتقــاالت العشــوائية وقطــع ســبل‬ ‫الحيــاة عــن املدنيــن ممــن نزحــوا اليهــا‪.‬‬ ‫ويف مجريــات تطــور تطــور األحــداث يف‬ ‫أي حلــول لوقــف‬ ‫الزبــداين وعــدم وجــود ّ‬ ‫القصــف املدفعــي اليومــي عــى الزبــداين‬ ‫توجهــت عــدد مــن كتائــب الجيــش الحــر و‬ ‫"الحــركات اإلســامية" إلنشــاء معســكرات يف‬ ‫سلســلة الجبــال الرشقيــة والغربيــة لتكــون‬ ‫املعركــة شــبه عادلــة إن مل تكــن مــن ناحيــة‬ ‫العــدة فتكــن مــن ناحيــة العلــو ونجــح‬ ‫الثــوار بفــرض الخــوف مــع كل أســتهداف‬ ‫ورد عــى املجــازر املرتكبــة بحــق الزبــداين‬ ‫بــرب ولــو واحــد مــن ع ـرات الحواجــز‪.‬‬ ‫ويف ظــل وقــف أطــاق النــار الــذي شــهدته‬

‫مدينــة الزبــداين ملــدة شــهر توجهــت األنظار‬ ‫ملعــارك القلمــون وبســط النظــام ســيطرته‬ ‫عــى يــرود االســراتيجية للطرفــن ‪-‬الحــر‬ ‫والنظامــي‪ -‬بعــد دفــاع دام ‪33‬يــوم مــن‬ ‫قبــل الكتائــب املرابطــة بأســلحتها الخفيفــة‬ ‫ومضــادات دروع ويف الجهــة املقابلــة كان‬ ‫النظــام وتنظيــم "حالــش" يســتخدمون‬ ‫أعتــى أنــواع األســلحة مــن صواريــخ األرض‬ ‫أرض ورمــي الرباميــل مــن الطائــرات عــى‬ ‫أماكــن تجمــع الثــوار واملدنيــن مــا أدى‬ ‫لحملــة نــزوح كبــرة بإتجــاه بلــدة عرســال‬ ‫الحدوديــة اللبنانيــة‪.‬‬ ‫وبعــد خــرق وقــف أطــاق النــار مــن قبــل‬ ‫جيــش النظــام وإلقــاء ســتة براميــل قضــت‬ ‫عــى أحــام ســكان املدينــة بالعــودة ومللمــة‬ ‫ذكرياتهــم املغــرة بحطــام بيوتهــم توجهــت‬ ‫األنظــار وبــدأت االســئلة تلــوح يف أفــق‬ ‫املــوت اليومــي إن مل يكــن جســديا فروحيـاً‪.‬‬ ‫هــل ســتكون بلــودان طريقــاً جديــدا‬ ‫ًللقلمــون وســتكون رنكــوس بــن فــي‬ ‫كامشــة مــن جهــة بلــودان وبعــد الســيطرة‬ ‫عــى يــرود وخاصــة بعــد الــرب بوقــف‬ ‫أطــاق النــار املوقــع عليــه يف الزبــداين‬ ‫بعــرض الحائــط وهــل كان وقــف إطــاق‬ ‫النــار أصــاً غــر مهلــة بســيطة إليقــاف‬ ‫جبهــة الزبــداين وتوجيــه دعــم الجيــش‬ ‫ليــرود وخاصــة أن الطائــرات ال تنفــك‬ ‫تقصــف ليــا ونهــارا الزبــداين مســبب ًة مــن‬ ‫الدمــار الشــيئ الــذي ال يوصــف‪.‬‬

‫*) قذيفــة تســتهدف منــزل ســلنغو يف ضيعــة‬ ‫أم الطنافــس الفوقــا‪ ...‬يف نفــس املــكان الــذي‬ ‫ســفقته فيــه حبيبتــو عفوفــة بالتاســومة‪...‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٣‬األحد ‪2014\٠٣\٣٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫*) دعــوة للســوريني املشــاغبني بأنــو يل ّحقــوا‬ ‫حالهــن ويســكروا حســاباتهن ومجموعاتهــن‬ ‫ويرجعــوا لحضــن الوطــن بعــد البيــان التاريخــي‬ ‫املخيــف يــي أصدرتــه رئاســة مجلــس الــوزراء‬ ‫عــن عمليــة "التطهــر" التــي ســتقوم بهــا والتــي‬ ‫ســميت (مبعركــة الســيادة وتطهــر الحــدود)‪...‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.