أوكسجين العدد 106 السنة الثالثة - الأحد 20-04-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫ّ‬ ‫ت ‪‭‬المدين ‬ة ‪‭‬ملبد ‬ة ‪‭‬بالحواجز‬ ‫طرقا ‬‬ ‫ص"‪‭‬‬ ‫‬"‪‭‬طريق‬ ‪‭‬العود ‬ة ‪‭‬إل ‬ى ‪‭‬حم ‪‬‭‬‬ ‫‬فيلم‬اً ‪‭...‬وحياة‬ ‫ه ‬ل ‪‭‬حربن ‬ا ‪‭‬طائفي ‪‭‬ة‬ ‫‬‪‭‬بين‬‪‭‬السنة‬‪‭‬والشيعة‬ ‫م ‬ع ‪‭‬أطفالنا‬ ‪‭‬الالجئي ‪‭‬ن‬ ‫‬في‬ ‪‭‬يو ‬م ‪‭‬اليتيم‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫األسد والكيماوي مجدداً‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫‪ -3‬طرقات‬ ‪‭‬المدينة‬ ّ‬ ‫‪‭‬ملبدة‬ ‪‭‬بالحواجز‬ ‫‪ -4‬طابور‬ ‪‭‬الزبداني‬ ‪‭‬الخامس‬ ‫‪ -5‬الزبداني‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬مواجهة‬ ‪‭‬اقتحا ‪‭‬م‬ ‫‪ -6‬كشف‬ ‪‭‬المستور‬ ‫‪‭"‬ -8‬طريق‬ ‪‭‬العودة‬ ‪‭‬إلى‬ ‪‭‬حمص‬ ‪‭"‬‭‬فيلم‬ًا ‪‭...‬وحياة‬ ‫‪ -9‬وسائل‬ ‪‭‬اإلعالم‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬زمن‬ ‪‭‬الحروب‪..‬‬ ‫حرية‬ ‪‭‬تعبير‬ ‪‭‬أم‬ ‪‭‬تحريض‬ ‪‭‬على‬ ‪‭‬الحرب‬ ‫‪ -10‬هل‬ ‪‭‬حربنا‬ ‪‭‬طائفية‬ ‪‭‬بين‬ ‪‭‬السنة‬ ‪‭‬والشيعة‬ ‫‪ -12‬متصفح‬ ‪‭‬اإلنترنت‬ ‪‭‬جوجل‬ ‪‭‬كروم‬ ‪..‭‬‬ ‫إجراءات‬ ‪‭‬األمان‬ ‪‭‬والخصوصية‬ ‫‪ -13‬مع‬ ‪‭‬أطفالنا‬ ‪‭‬الالجئين‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬يوم‬ ‪‭‬اليتيم‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬الثورة‬ ‪‭‬السورية‬ ‪‭‬والتسليح‬ ‪‭‬الذاتي‬

‫مــا يحصــل يف ســوريا اليــوم يفــوق كل األســاطري و الجرائــم‬ ‫التــي شــهدها التاريــخ بحــق اإلنســان والبرشيــة‪ ،‬بعــد أن‬ ‫تجــاوز نظــام األســد كل الحــدود يف القــدرة عــى التفنــن‬ ‫بطرائــق القمــع الوحشــية والهمجيــة الرصفــة‪ ،‬بــدءا ً مــن‬ ‫كافــة أنــواع األســلحة الخفيفــة والثقيلــة إىل الكيــاوي‪ ،‬الــذي‬ ‫أكــدت تقاريــر مخابراتيــة غربيــة عــن اســتخدام النظــام لــه‬ ‫مجــددا ً يف ريــف دمشــق وكفــر زيتــا يف ريــف حــاة الغــريب‪،‬‬ ‫وذلــك اســتنادا ً ملركــز توثيــق االنتهــاكات يف ســوريا‪ ،‬ورصــده‬ ‫إصابــات عديــدة ناجمــة عــن غــازات ســامة وكيامويــة يعتقــد‬ ‫أنهــا غــاز الكلــور حســب األعــراض املالحظــة عــى عمــوم‬ ‫املصابــن‪ .‬مــن جهتــه أكــد املركــز عــن اســتخدام أســلحة ذات‬ ‫طبيعــة كيامويــة يف نحــو أربعــة عــر منطقــة تشــهد عمليات‬ ‫عســكرية يف ســوريا منــذ بدايــة العــام الجــاري‪ ،‬مــا يشــكل‬ ‫خرقــاً لتعهــدات النظــام الســوري األخــرة الــذي انضــم إىل‬ ‫معاهــدة حظــر الســاح الكيــاوي بتاريــخ ‪ / 14‬ترشيــن األول للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪ .2013 /‬املركــز طالــب لجنــة التحقيــق الخاصــة باألســلحة‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫الكيامويــة يف ســوريا بالتوجــه إىل جميــع املناطــق التــي رصــد‬ ‫فيهــا اســتخدام الكيــاوي ألخــذ عينــات مــن تلــك األماكــن‪،‬‬ ‫ورضورة فتــح تحقيــق يف هــذا الشــأن مــن قبــل منظمــة حظــر‬ ‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬ ‫األســلحة الكيامويــة والبعثــة املشــركة يف األمــم املتحــدة‪،‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫باإلضافــة إىل مطالبتــه مجلــس األمــن بتدخــل رسيــع تحــت‬ ‫الفصــل الســابع بغــرض إزالــة هــذا الســاح فــورا ً مــن أيــدي‬ ‫النظــام الــذي تجــاوز كافــة الخطــوط الحمــر‪ ،‬عــى مــرأى مــن‬ ‫املجتمــع الــدويل الــذي وقــف عاجـزا ً أمــام الشــعب الســوري‬ ‫وتســاؤالته كل يــوم عــن دور العــامل الحــر‪ ،‬وعــن املواثيــق‬ ‫والقوانــن الدوليــة ومنظــات حقــوق اإلنســان‪ ،‬وكل أولئــك‬ ‫مــن املجــازر التــي ترتكــب كل يــوم ضــد الضحايــا الذيــن‬ ‫ماتــوا قبــل أن تتســنى لهــم الفرصــة بــأن يخــروا العــامل بأنهــم‬ ‫قتلــوا بالســاح الكيــاوي املحــرم دولي ـاً‪!...‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫ّ‬ ‫طرقات المدينة ملبدة بالحواجز‬ ‫نيرمين عبدالرؤوف | أوكسجين‬

‫ـج بالحركــة والحيــاة‪ ،‬وعــامل يختلــف كث ـرا ً‬ ‫تضـ ّ‬ ‫عــن واقــع مدينتــه يف الطــرف اآلخــر‪ ،‬حيــث‬ ‫ميــوت الســوري هنــاك بتشــكيلة متنوعــة‬ ‫مــن األســلحة الخفيفــة والثقيلــة‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫مــوت بطــيء يف ظــل القهــر والنــزوح والحصار‪.‬‬ ‫يوصــف يوســف نفســه بأنــه معــارض للنظــام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكنــه يــرى بــأن األخــر يبقــى أكــر وضوح ـاً‬ ‫وقبــوالً مــن بديــل مجهــول أو مــن حكــم‬ ‫جامعــة مــا مــن اإلســاميني "المتشــددين"‪.‬‬ ‫التفكير بالمجهول‬ ‫تعمــل نريمــن بــدوام جــزيئ يف أحــد معاهــد‬ ‫بلــودان التــي تبعــد حــوايل خمســة كيلــو‬ ‫مــرات عــن مــكان إقامتهــا عــى أطــراف‬ ‫مدينــة الزبــداين‪ .‬تســتغرق رحلتهــا إىل بلــودان‬ ‫ســاعة ونصــف حســب توقيــت الحركــة‬ ‫الجديــدة‪ ،‬رغــم أنهــا مل تكــن تســتغرق أكــر‬ ‫مــن خمــس دقائــق يف األحــوال العاديــة‪.‬‬ ‫تعــر كل يــوم ثالثــة حواجــز بــدءا ً مــن حاجــز‬ ‫الجرجانيــة وحاجــز القــوس ومــن ثــم حاجــز‬ ‫اللجــان الشــعبية أو مــا يســمى بقــوات‬ ‫الدفــاع الوطنــي‪ .‬بانتظــار ســيارة تقلهــا؛ تقــف‬ ‫وطفلتيهــا عــى مقربــة مــن الحاجــز الــذي‬ ‫مل يعــد بالنســبة لهــا مجــرد كتــل اســمنتية‬ ‫وبراميــل صدئــة‪ ،‬بــل مثــة حيــاة كاملــة هنــاك‪،‬‬ ‫حيــث باتــت تلتقــي وتتعــرف عــى كثــرات‬ ‫مــن النســاء اللــوايت دفعته ـ ّن ظــروف الحــرب‬ ‫إىل الخــروج بــدالً مــن أزواجهــ ّن لتأمــن‬ ‫حاجيــات ومتطلبــات عائالتهـ ّن‪ .‬قصــص كثــرة‬ ‫وشــجون تــروى‪ ،‬محورهــا غالب ـاً أخبــار املــوت‬ ‫والقصــف واالعتقــال‪ .‬تقــول بأنهــا تــكاد تصاب‬ ‫بنوبــة بــكاء حاملــا تلقــي بنفســها متعبــة عــى‬ ‫املقعــد‪ ،‬بعــد أن تكــون قــد أمضــت أحيانــاً‬

‫ســاعة أو رمبــا أكــر تحــت املطــر بانتظــار‬ ‫رسفيــس‪ ،‬وهــي التــي لــن تســتطيع يف كل مــرة‬ ‫أن تذهــب يف ســيارة تاكــي أجرتهــا ال تقــل‬ ‫عــن ‪ 600‬لــرة ســورية‪ .‬تبــدأ طريقهــا مــع ذل‬ ‫الحواجــز وتحــرش عنارصهــا اللفظــي الــذي‬ ‫تتجاهلــه بصمــت وعجــز مل تعهــده يف نفســها‬ ‫مــن قبــل‪ ،‬وهــي األنثــى التــي متــردت طوي ـاً‬ ‫عــى مجتمعهــا وســلطته الذكوريــة‪ ،‬وكانــت يف‬ ‫مقدمــة مــن ثــاروا ضــد الظلــم والنظــام‪ .‬تتأمل‬ ‫بــأىس عيــون النــاس الفارغــة مــن كل يشء إال‬ ‫مــن الحــزن والتعــب‪ ،‬وأفواههــم التــي مل تعــد‬ ‫متلــك القــدرة عــى االبتســام‪ ،‬وإىل جانبها شــابة‬ ‫شــاحبة النظ ـرات تخفــي وراء أصبغــة وألــوان‬ ‫مكياجهــا وجهـاً آخــر لليــأس واالنتظــار‪ .‬تؤمــن‬ ‫نريمــن بأنهــا والنــاس العاديــون دفعــوا رضيبــة‬ ‫الثــورة الســلمية التــي تحولــت إىل نزاع مســلح‪،‬‬ ‫وهــي التــي ملّــت مــن اج ـرار أخبــار املــوت‬ ‫اليومــي‪ ،‬ومل تعــد تنفــق وقتهــا يف التفكــر‬ ‫مبصــر بلدهــا‪ ،‬بقــدر مــا تفكــر مبصريهــا‬ ‫وعائلتهــا وســبل تأمــن عيشــها‪ ،‬وســكن بديــل‬ ‫لهــا مينحهــا بعضـاً مــن االســتقرار الــذي فقدتــه‬ ‫مــع دمــار منزلهــا‪ .‬تصــل أخ ـرا ً‪ ...‬بعــد شــجار‬ ‫حــول التعرفــة مــع الســائق الــذي يتفنــن‬ ‫كغــره بروايــة قصــة معاناتــه مــع ارتفــاع‬ ‫أســعار البنزيــن واملحروقــات‪ .‬تبتســم بســخرية‬ ‫ســوداء وهــي تقــول لنفســها بأننــا مل نعــد‬ ‫محكومــون باألمــل‪ ،‬بــل مقتولــون بحواجــز‬ ‫تنهــب الوقــت وتضبــط الســاعة حســب‬ ‫توقيــت أمزجتهــا الخاصــة‪ ،‬دون أن تبــايل‬ ‫بــاألرواح التــي تتشــبث مكرهــة بوســائط‬ ‫النقــل العامــة‪ ،‬وتتابــع أعامرهــا بانتظــار مــوت‬ ‫عشــوايئ أو حيــاة ال تشــبه الحيــاة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يتفــوق الســوري علــى نفســه فــي ممارســة حياتــه‬ ‫ّ‬ ‫تتصبــب عرق ـا‪ ،‬فــي مــدن‬ ‫اليوميــة التــي باتــت‬ ‫ّ‬ ‫تقطعــت أوصالهــا بالحواجــز‪ ،‬ونقــاط عســكرية‬ ‫باتــت تمتهــن إرهــاق النــاس ومالحقتهــم فــي قــوت‬ ‫يومهــم‪ .‬ورغــم أن تلــك الحواجــز تتنــوع بيــن أمــن‬ ‫سياســي وأمــن عســكري وآخــر فرقــة رابعــة أو‬ ‫مخابــرات جويــة؛ إال أنهــا تشــبه بعضهــا فــي تطرفها‬ ‫نحــو المواطنيــن العادييــن‪ ،‬وإن بــدا عناصــر أحدهــا‬ ‫أقــل تفحصــا فــي وجــوه العابريــن وقــد يكتفــي‬ ‫ٌ‬ ‫بقــراءة طالــع الوجــه علــى عجالــة‪ .‬آالف مــن قصــص‬ ‫التغريبــة الســورية تــروى علــى طرقــات العبــور‪،‬‬ ‫ولــكل ســوري نصيبــه مــن المأســاة التــي تتلخــص‬ ‫بتفتيــش وإذالل وقــد تنتهــي باعتقــال‪ .‬األمــر الــذي‬ ‫يضطــر كثي ـرًا مــن المطلوبيــن أو ّ‬ ‫المتخوفيــن إلــى‬ ‫حيلــة غيــر شــرعية ولكنهــا تبــدو ناجعــة‪ ،‬بإبــراز‬ ‫بطاقــة شــخصية غيــر بطاقتهــم يســتعيرونها مــن‬ ‫صديــق أو قريــب مشــابه لهــم فــي المالمــح‪ ،‬ولكــن‬ ‫بســيرة أمنيــة نظيفــة وبســلوك انضباطــي غيــر ثائــر‪.‬‬ ‫الطريق إلى دمشق‬ ‫يوســف طالــب جامعــي مل يعــد يذهــب إىل‬ ‫دمشــق إال نــادرا ً‪ ،‬يحســب الوقــت بالســاعات‬ ‫والخــوف أثنــاء املــرور عــى الحواجــز رغــم‬ ‫أنــه غــر مطلــوب ألي فــرع أمنــي‪ ،‬ولكنــه‬ ‫يخــى دومــاً مــن اعتقــال مفاجــئ ال يــدرك‬ ‫أســبابه‪ .‬الطريــق إىل هنــاك طويــل متقطّــع‬ ‫بأكــر مــن عــرة حواجــز‪ ،‬ميضيــه الشــاب‬ ‫العرشينــي وهــو يفكــر مبســتقبل دراســته‬ ‫وحلمــه يف شــهادة الهندســة الــذي يوشــك عىل‬ ‫االنهيــار‪ ،‬بعــد أن اضطــر إليقــاف تســجيله يف‬ ‫الجامعــة للعــام الثــاين‪ ،‬خوفـاً مــن االعتقــاالت‬ ‫التــي يشــهدها الحــرم الجامعــي كل يــوم‪.‬‬ ‫يشــعر بــأن الزمــن يعبــث بــه وهــو يســتعيد‬ ‫يف مخيلتــه لحظاتــه مــع خطيبتــه التــي قضــت‬ ‫منــذ أشــهر برصــاص قناصــة‪ .‬عــى مداخــل‬ ‫املدينــة يتفحــص عنــر الجيــش أو األمــن‬ ‫بطاقاتهــم الشــخصية‪ ،‬يحــ ّدق يف وجوههــم‬ ‫بحــذر بحث ـاً عــن "مطلوبــن"‪ ،‬بعــد ســيل مــن‬ ‫األســئلة عــن عملهــم ونواياهــم ووجهاتهــم‪.‬‬ ‫يصــل إىل وســط العاصمــة املنهكــة بالحواجــز‬ ‫بعــد ثــاث ســاعات أو أكــر حســب االزدحــام‪.‬‬ ‫يشــعر بالغرابــة وهــو يتنقــل يف شــوارع‬


‫تقرير‬ ‫محمد كرم | أوكسجين‬

‫طابور الزبداني الخامس‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫نشأته في مدينتنا ‪:‬‬ ‫لــم يكــن مصطلــح الطابــور الخامــس معروفــا أو‬ ‫مطروقــا علــى مســامع أهالــي الزبدانــي‪ ،‬ولكــن مــع‬ ‫ً‬ ‫بــدء البــذور األولــى للثــورة ظهــر واقعيــا متمثــا‬ ‫باألشــخاص المنطوييــن تحتــه والذيــن شــاركوا‬ ‫ّ‬ ‫بفعاليــة كبيــرة بهــدم المدينــة إجتماعيــا قبــل‬ ‫المشــاركة بالفتــرة الالحقــة بهدمهــا عمرانيــا‪.‬‬ ‫مكان و زمان وجود االشخاص المتمثلين به‪:‬‬ ‫يتواجــد هــؤالء داخــل املدينــة منــذ فــرة‬ ‫بعيــدة حتــى قبــل قيــام الثــورة بكثــر‬ ‫نشــاطهم كان خفي ـاً بكتابــة التقاريــر واإلرضار‬ ‫بالنــاس مســتفيدين مــن ذلــك ســلطوياً أو‬ ‫ماديـاً وكانــوا هــم آذان الجــدران التــي يخــاف‬ ‫منهــا الجميــع‪ .‬مــع بــدء املرحلــة الثوريــة التــي‬ ‫دخلتهــا املدينــة مــن أوســع أبوابهــا بــدأ عمــل‬ ‫الطابــور الخامــس بالتطــور تدريجيــاً‪ ،‬فمــن‬ ‫مراقبــة املظاهــرات وتصويرهــا إىل كتابــة‬ ‫التقاريــر باألشــخاص املشــاركني ومواعيــد‬ ‫املظاهــرات‪ ،‬حيــث بــدأ األمــر بالتطــور أكــر‬ ‫فأكــر حتــى بلــغ مرحلــة العالن ّيــة فمنهــم مــن‬ ‫شــارك بحمــات القمــع واملداهــات ومنهــم‬ ‫مــن شــارك بعمليــات تعذيــب املعتقلــن أو‬ ‫بعمليــات اغتيــال لرمــوز ثوريــة داخــل املدينــة‬ ‫وطبعـاً مــن كشــف غطــاء رأســه منهــم أُرســل‬ ‫فــورا ً للقــاء حتفــه‪ ،‬فكثــرة حــاالت قتــل‬ ‫املخربيــن ممــن تــم التأكــد مــن عاملتهــم‬ ‫بالدليــل القاطــع أو بنفيهــم خــارج املدينــة‬ ‫بعــد إنذارهــم مبغادرتهــا فــورا ً‪.‬‬ ‫ولكــن رجــس أربعــون عام ـاً ال متحــوه ثــاث‬ ‫ســنوات ثوريــة ببســاطة‪ ،‬فالتجنيــد مــن أهــم‬ ‫صفــات ذلــك الطابــور الــذي يســعى دامئــاً‬ ‫لإلنتشــار مهــا كانــت خســائره مســتعيناً‬ ‫بضعــاف النفــوس‪ ،‬فمنــذ قطّــع أوصــال التواجد‬ ‫العســكري للنظــام داخــل املدينــة وخســائر‬ ‫الثــوار تــأيت رضبــة واحــدة فمــن ُج ّن ـ َد منهــم‬ ‫وبقــي فيهــا مختفيــاً بعبــاءة الثــورة كانــت‬ ‫آثامــه أكــر وهنــاً‪ ،‬بــدأت املرحلــة الثانيــة‬ ‫املتمثلــة بالهــدم العمــراين والقتــل الجامعــي‬ ‫املمنهــج‪ .‬هــؤالء هــم الكامــرات الحيّــة ذو‬ ‫البــث املبــارش لهــذا الفــرع األمنــي أو ذاك‬ ‫وأصبــح عملهــم يتمثــل بإلقــاء الرشائــح الذكيــة‬ ‫التــي تُعنــى بتحديــد األهــداف بدقــة قــرب‬

‫مراكــز تجمــع الثــوار أو يف العيــادات‬ ‫امليدانيــة غــر مكرتثــن‬ ‫حــس‬ ‫بــأي‬ ‫إنســاين لطفــل‬ ‫مصــاب داخــل‬ ‫إحداهــا ومعرفــة كل‬ ‫التطــورات والخطــط‬ ‫املتفــق عليهــا بــن‬ ‫الكتائــب املوجــودة عــى‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫الغريــب هنــا واملدهــش‬ ‫حقـاً أنهــم يعانــون مــا يعانيه‬ ‫مــن بقــي داخــل املدينــة فهــم‬ ‫تحــت نــران املدفعيــة و القذيفــة ســاح‬ ‫ُص ِن ـ َع ليقتــل‪ ،‬لــن مييــز بــن صديــقٍ أو عــدو‬ ‫وهــو ضمــن الحصــار فهــو جائــع متامـاً كذلــك‬ ‫العجــوز الــذي مل يغــادر ومقطوعــة عنــه كل‬ ‫مق ّومــات الحيــاة الطبيعيــة فهــم داخلهــا‬ ‫خــارسون قطعـاً و قــد يُفضــح أمرهــم ويقتلون‬ ‫كــا حــدث مــع أمثالهــم أو قــد ميوتــون عــى‬ ‫زغاريــد بنــادق مــن وضعهــم هنــا ليكونــوا‬ ‫عيونــاً لجســم بقــي خارجــاً‪ ،‬أمــا مــن ُج ّنــد‬ ‫لرياقــب مــن نــزح منهــا فهــو أيض ـاً اختــار‬ ‫العالن ّيــة لكــن بــذكاء الهــروب لعيــش‬ ‫مؤقــت فهــو خائــن يبيــع أهلــه وعرضــه‬ ‫مقابــل فــرة زمنيــة ســلطوية أو مقابــل‬ ‫مــال زائــل فالتاريــخ ال يُنــى والطفــل ال‬ ‫ينــى وتلــك املدينــة ال تنــى‪.‬‬ ‫نتائجه ‪:‬‬ ‫كــا أفــرز الطابــور الخامــس مــا يســمى‬ ‫الطابــور الســادس بــذكاء وحنكــة معتمــد‬ ‫عــى الفطــرة اإلنســانية ليصــل ملبتغــاه بدون‬ ‫أي خســائر إضافيــة وهــم األنــاس العاديــن‬ ‫ممــن ينقــادون خلــف اإلشــاعات ي ّروجــون‬ ‫لهــا مبجــرد دخولهــا مبجراهــم الســمعي‬ ‫برسعــة أهتـزازات اللســان التــي أصبحــت‬ ‫تفــوق رسعــة الضــوء ال يفكــرون بهــا إال‬ ‫عاطفيـاً أو ألنهــا تســبب الخــوف لهــم‬ ‫ووضــع احتــاالت ليســت موجــودة‬ ‫أصــاً يف ذهــن نارشهــا األول‪،‬‬ ‫فالعقــل البــري عاشــق لإلشــاعات‬ ‫ومبــدع يف بلورتهــا حســب أهــواء‬ ‫األشــخاص ومــا إن يصــل العقــل‬ ‫ملبــدأ اإلحتــاالت حتــى يكــون‬

‫منتــج‬ ‫اإلشــاعة قــد‬ ‫وصــل لهدفــه املنشــود دون أي‬ ‫عنــاء يُذكــر و برسيـ ٍة تامــة حيــث تــرك لناقلهــا‬ ‫حريــة النتائــج ليختــار منهــا فيــا بعــد مــا‬ ‫يناســبه متامــاً ويخــدم مصالحــه‪.‬‬ ‫يف النهايــة ال يســعني أن أقــول ّإل ‪ :‬إخــر‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ َْ ْ‬ ‫ـدق ّ‬ ‫النيــة كثيــرة‬ ‫موقعــك بإنتبــاه (فشــعب ال يصـ‬ ‫ّ‬ ‫خطواتــه المتعثــرة لنيــل الحريــة)‬ ‫‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫تقرير‬

‫الزبداني في مواجهة اقتحام‬ ‫الزبداني | أوكسجين‬ ‫استشــهاد خمــس شــبان‬ ‫بالقصــف عــى مدينــة الزبــداين‬ ‫التــي تطالهــا قذائــف الدبابــات‬ ‫وبراميــل الطائــرات خــال‬ ‫هــذا األســبوع‪ ،‬حيــث يتــوزع‬ ‫القصــف يف الزبــداين عــى عــدة‬ ‫حواجــز محيطــة باملدينــة منهــا‬ ‫الحــوش وجمــا واملعســكر‬ ‫وحــرش بلــودان وحواجــز الغــريب‬ ‫وغريهــا‪ .‬وتختــر قصــة الشــهداء‬ ‫الخمســة يف مالمــح رائعــة عــن‬ ‫قــدر التضحيــة املقــدم مــن أبنــاء‬ ‫املدينــة إذ استشــهد اثنــان تحــت‬ ‫القصــف‪ ،‬ليتقــدم آخــرون النقــاذ‬ ‫الجرحــى فاســتهدفتهم قذيفــة‬ ‫أخــرى ليلحقــوا برفاقهــم وهــم‬ ‫(املهنــدس رضــوان الزيــن‪ ،‬عمــر‬ ‫الكناكــري‪ ،‬عبــد الرحمــن أبــو‬ ‫حمــد‪ ،‬عمــر أبــو حمــد‪ ،‬أحمــد‬ ‫الزيــن) وتعــرض طفــل كان يلعــب‬ ‫بالكــرة مــع رفاقــه إلطالق نــار من‬ ‫عنــارص حاجــز مشــفى الحكمــة‬ ‫لتســتقر رصاصــة يف صــدره‪.‬‬ ‫إىل جانــب كل مايحــدث تتعــرض‬ ‫املدينــة لحملــة كبــرة مــن‬ ‫الشــائعات إعالميــاً وسياســياً‬ ‫وعســكرياً‪ ،‬ففــي اإلعــام ذكــرت‬ ‫محطــات اﻷخبــار الفضائيــة عــن‬ ‫آخــر معاقــل الثــوار يف القلمــون‬ ‫"الزبــداين" وذكــرت أخــرى أن‬

‫مقاتــي املعارضــة ينســحبون‬ ‫باتجــاه الزبــداين‪ ،‬وأ ّن أعــداد‬ ‫املقاتلــن فــاق الـــ ‪ 20‬ألــف مقاتل‪،‬‬ ‫والنظــام ســيفتح معركــة جديــدة‬ ‫وميّهــد القتحــام املدينــة‪.‬‬ ‫ومــن جهتهــا ر ّوجــت حواجــز‬ ‫النظــام القريبــة مــن الزبــداين‬ ‫عــن اقتحــام قريــب للمدينــة‬ ‫حيــث همــس أحــد العســاكر رسا ً‬ ‫للــا ّرة "ديــروا بالكــن ‪ ..‬يف اقتحــام‬ ‫قريــب للزبــداين"‪ ،‬ليــس حبــاً‬ ‫بأبنــاء وطنــه وإمنــا ل ّبــث الذعــر‬ ‫والخــوف إلضعــاف العزميــة ال‬ ‫أكــر‪.‬‬ ‫يف حــن اجتمــع أهــايل الزبــداين‬ ‫النازحــن منهــا يف حال َيــا ومج ّمــع‬ ‫اللؤلــؤة والشــاح مــع لجنــة‬ ‫املصالحــة (التــي تشّ ــكلت مــن‬ ‫فــرة قريبــة لتســوية أوضــاع‬ ‫املدنيــن والعســكريني واملســر يف‬ ‫هدنــة وتســوية عامــة للمدينــة)‪،‬‬ ‫وجــاء االجتــاع بعد بث إشــاعات‬ ‫بســحب حاجــز الشــاح وحاجــز‬ ‫الحكمــة وحاجــز االسـراحة الواقع‬ ‫أمــام اسـراحة مجلــس الــوزراء يف‬ ‫املدينــة‪ ،‬طلــب اﻷهايل مــن العقيد‬ ‫"نــزار" املســؤول عــن اإلســراحة‬ ‫عــدم انســحابه خوف ـاً مــن متــادي‬ ‫القصــف ليصــل إىل مــكان نزوحهم‬ ‫فيضطــرون للنــزوح مــن جديــد‪،‬‬ ‫وكان جــواب العقيــد ‪" :‬أن اﻷوامــر‬ ‫جاءتنــا باإلنســحاب ﻷن الجيــش‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ســيقتحم املدينــة عــا قريــب"‪،‬‬ ‫وطلــب مــن اﻷهــايل التحــ ّدث‬ ‫مــع أبنائهــم الباقــن يف املدينــة‬ ‫و املســلّحني لتســليم أنفســهم‬ ‫وتســوية أوضاعهــم قبــل دخــول‬ ‫الجيــش‪ .‬يــرى بعــض الشــبان‬ ‫م ّمــن تخلفــوا عــن الخدمــة‬ ‫العســكرية وأُجــروا عــى البقــاء‬ ‫يف الزبــداين أ ّن هــذه التســوية‬ ‫ميكــن أن تخفــف مــن الضغــط‬ ‫عليهــم كــا قــال أحدهــم ويُدعــى‬ ‫"أنــس"‪" :‬أنــا ال أريــد أن أمــوت يف‬ ‫الجيــش و أنــا أقتــل أبنــاء بلدي أو‬ ‫أقصــف وأحــرق منازلهــم أو أكــون‬ ‫ســبباً يف اعتقالهــم‪ ،‬لذلــك تخلّفــت‬ ‫عــن خدمــة العلــم وعــدت إىل‬ ‫مدينتــي خوفـاً مــن اعتقــايل عــى‬ ‫الحواجــز"‪ .‬ويــرى آخــر أنــه انشــق‬ ‫عــن جيــش النظــام ليحمــي أهــل‬ ‫بلــده كـــ "محمــد" الــذي نــزل يف‬ ‫إجــازة لزيــارة أهلــه وقــرر عــدم‬ ‫الرجــوع بعــد مــا رأى الزبــداين‬ ‫ــل أصدقائــه‬ ‫ركامــاً وحطامــاً و ُج َّ‬ ‫معتقلــن أو شــهداء‪.‬‬ ‫جانــب آخــر تخــ ّوف‬ ‫مــن‬ ‫ٍ‬ ‫اﻷهــايل مــن هــذا االقتحــام ومــن‬

‫الشــائعات ونشــبت الخالفــات‬ ‫بــن الثــوار وأهاليهــم _وهــذا‬ ‫مــا أراده النظــام_ ليُفقــدو‬ ‫الحاضنــة الشــعبية لهــم وتهــون‬ ‫عزميتهــم‪ ،‬وذكــر "عمــر" ناشــط‬ ‫مــن الزبــداين "أن املدينــة صامــدة‬ ‫وأن أي عمليــة ســحب للحواجــز‬ ‫ستســمح للثــوار بالتقــ ّدم أكــر‬ ‫وتوســيع دائــرة عملياتهــم"‪ ،‬هــذا‬ ‫رصح الشــيخ أبــو عدنــان القائــد‬ ‫و ّ‬ ‫العــام لكتائــب حمــزة بــن عبــد‬ ‫املطلــب التابعــة لحركــة أحــرار‬ ‫الشــام اإلســامية‪" :‬أنّــه الصحــة‬ ‫ملــا تناقلتــه وســائل اإلعــام عــن‬ ‫ف ـرار الثــوار مــن يــرود و معــاق‬ ‫وﻻ منطقــة أخــرى إىل الزبــداين‪،‬‬ ‫و املرابطــون فيهــا هــم مــن أهــل‬ ‫البلــد وليــس ببنهــم غربــاء"‪.‬‬ ‫ويتخــوف أهــايل الزبــداين مــن‬ ‫مجــزرة ســرتكبها النظــام يف حــال‬ ‫اقتحامهــا للبلــدة بينــا يعــد‬ ‫الثــوار العــدة ملجابهتهــم والدفــاع‬ ‫عــن مدينتهــم إميانــا منهــم بقــول‬ ‫اللــه تعــاىل (وكــم مــن فئــة قليلــة‬ ‫غلبــت فئــة كثــرة بــاذن اللــه)‪.‬‬


‫ملف العدد‬

‫كشف المستور‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫هنــاك مثــل شــعبي مكــروه يقــول‪" :‬اذا شــفت‬ ‫األعمــى ّ‬ ‫طبــو مانــك أرحــم مــن ربــه" (أســتغفر اللــه‬ ‫فهــو ارحــم الراحميــن) رمبــا هــذا املثــل يــردده‬ ‫مــن ال يؤمــن برحمــة اللــه وعدلــه وهــذه‬ ‫حالنــا يف ســوريا فــكل األقطــاب القــادرة عــى‬ ‫إيقــاف هــذه املجــازر التــي ترتكــب يف ســوريا‬ ‫تؤمــن بهــذا املثــل وتعمــل بــه‪ ،‬فالغــرب ممثـاً‬ ‫بأمريــكا وأوروبــا والــرق ممثــاً بروســيا‬ ‫والصــن تــرى أن الحــرب الدائــرة يف ســوريا بــن‬ ‫النظــام واملعارضــة هــي حــرب عميــان وال رضر‬ ‫مــن دفعهــم أكــر نحــو الهاويــة طاملــا أن تلــك‬ ‫القــوى ال تدفــع مثنــاً يذكــر يف هــذه الحــرب‬ ‫الــروس بــل عــى العكــس إنهــا تحصــد نتائــج‬ ‫مذهلــة بأرخــص األمثــان‪ ،‬فالغــرب حليــف‬ ‫إرسائيــل جعــل آخــر قــوة بجــوار إرسائيــل‬ ‫مــن املمكــن أن تشــكل عليهــا خطــرا ً لــو‬ ‫ت ّبــدل نظــام الحكــم فيهــا قــوة ال يحســب لهــا‬ ‫حســاب لنصــف قــرن قــادم فالحــرب وفــرت‬ ‫بوليصــة أمــان بامل ّجــان إلرسائيــل ومتالزمــة‬ ‫اإلرهــاب يف ذهــن الغــرب جعلتــه يصمــت‬ ‫عــى تحــول ســوريا إىل منطقــة جــذب لــكل‬ ‫تطـ ّرف يف العــامل اإلســامي لينتحــر فيهــا أيضـاً‬ ‫دون أن يخــر جنديــاً أو تنفجــر يف مدنــه‬ ‫قذيفــة هنــا أو هنــاك‪ ،‬واملراقــب للســاحة‬ ‫الدوليــة يالحــظ انعــدام أيّــة عمليــة إرهابيــة‬ ‫أو انتحاريــة طــوال ســنوات الحــرب يف ســوريا‬ ‫التــي مــى عليهــا ثالثــة أعــوام وهــذه مثــرة‬ ‫جناهــا الغــرب بامل ّجــان‪ ،‬والحــرب البــاردة‬ ‫بــن معســكر الغــرب والــرق عــادت لتطفــو‬ ‫عــى الســطح مــن جديــد واســتطاع الغــرب أن‬ ‫يســجل نقــاط لصالحــه ضــد املعســكر الرشقــي‬ ‫مــن خــال إســقاط صــورة املعســكر الرشقــي‬ ‫أخالقيــاً نتيجــة تحالفــه مــع نظــام األســد‪،‬‬ ‫األمــر الــذي أدى إىل نشــوء كراهيــة كبــرة لــه‬ ‫يف العــامل اإلســامي عموم ـاً وبالــرق االوســط‬ ‫خصوصــاً‪ ،‬ثــم يــأيت الــراع مــع اإلســام‬ ‫الســيايس الــذي ســجل مؤخــرا ً انتكاســات‬ ‫شــديدة ســواء عــى أداء جامعــة األخــوان‬ ‫املســلمني يف مــر وســوريا والســلفيني مــن‬ ‫خــال إدارة ال ـراع املســلح بذهنيــة متخلفــة‬ ‫أو قبليــة يوجههــا النظــام‪ ،‬والغــرب والــرق‬

‫معــاً لتصويــر اإلســام أنــه حالــة تاريخيــة ال‬ ‫تنفــع إلدارة الــراع فجعــل صورتهــا منفــرة‬ ‫ولعــل هــذا‬ ‫ّ‬ ‫بــن املســلمني قبــل اآلخريــن‬ ‫الجانــب مــن األزمــة الســورية هــو الجانــب‬ ‫الوحيــد الــذي يشــرك ويتضامــن فيــه الغــرب‬ ‫والــرق مــع النظــام يف تنفيــذه الدقيــق‪ ،‬أمــا‬ ‫إزكاء الحــرب املذهبيــة بــن الســنة والشــيعة‬ ‫فالغـــرب يــرى فيهــا إضعــاف للفريقــن مع ـاً‬ ‫بينــا تــرى فيهــا إيــران التــي متثــل خــزان‬ ‫الحقــد الشــيعي فرصــة الســتعادة أمجــاد‬ ‫اإلمرباطوريــة الفارســية مــن خــال الحلــف‬ ‫الشــيعي الــذي يبــدأ يف اي ـران مــرورا ً بالع ـراق‬ ‫وســوريا ولبنــان ولينتهــي بقضــم جنــوب تركيــا‬ ‫و دول الخليــج لتحويــل الخليــج العــريب إىل‬ ‫بحــرة نفــط فارســية الهــوى واملذهــب يف‬ ‫ظــل ســبات الــدول اإلســامية والعربيــة ذات‬ ‫األغلبيــة السـ ّنية مــن خــال إشــغالها بنفســها‪،‬‬ ‫كــا يحــدث مبــر قلعــة أهـــل السـ ـ ّنة‪ ،‬ويف‬ ‫تركيــا التــي كانــت إمــارة أهــل الســ ّنة عــى‬ ‫مــدى تســعة قــرون وتحــاول أن تعــود لتأخــذ‬ ‫دورا ً طليعيــاً يف العــامل اإلســامي املت ّحــر‪.‬‬ ‫مــا ال شــك فيــه أ ّن الــدول الغربيــة تســعى‬ ‫لتكــون ســوريا دولــة أكرث ضعفـاً وتبعيّــة وذات‬ ‫هــوى غــريب عــى أن تدخــل نــادي الســام‬ ‫مــع إرسائيــل بأقــرب فرصــة ممكنــة‪ ،‬عــى‬ ‫املقلــب اآلخــر فإننــا نــرى ان روســيا تحــاول ان‬ ‫تســرجع دور االتحــاد الســوفيتي مــن خــال‬ ‫عمليــة كــر العظــم ألوروبــا وأمريــكا عــى‬ ‫االرض الســورية ولقــد اســتفادت مــن درس‬

‫ليبيــا جيــدا ً‪ ،‬وهنــا فهــي عــى اســتعداد للقتــال‬ ‫واملناكفــة يك ال تخــرج مــن آخــر نقطــة ارتــكاز‬ ‫لهــا عــى حــوض املتوســط‪.‬‬ ‫"بوتيــن" يعيــش وحلــم عــر القيــارصة الروس‪،‬‬ ‫لذلــك فهــو ميــارس سياســية العنــاد واملواجهــة‬ ‫املكشــوفة مــع خصومــه يف األزمــة الســورية‬ ‫وعــى الرغــم مــن تاريــخ روســيا الشــيوعي‬ ‫والــذي مــازال ينســحب عــى جوهــر سياســتها‬ ‫الحاليــة كزعيمــة للمعســكر الســيايس الرشقــي‬ ‫بغــض النظــر عــن اإلنفتــاح اإلقتصــادي الحــر‬ ‫الــذي تقــوده مافيــا متحالفــة مــع النظــام إال‬ ‫أن روســيا يف ســبيل تفوقهــا عــى خصمهــا‬ ‫التقليــدي عــى إســتعداد للتعــاون املبــارش‬ ‫مــع إيــران ذات املنهــج العقائــدي‪ ،‬روســيا‬ ‫ممكــن أن تضحــي باألســد رشيطــة أن ال‬ ‫تخــرج مهزومــة مــن ســوري‪ ،‬وهــذه معادلــة‬ ‫ميكــن الوصــول اىل حــل توافقــي فيهــا‪،‬‬ ‫أمــا إيــران فســقوط األســد يعنــي ســقوط‬ ‫مرشوعهــا النــووي وبدايــة النهايــة لحكــم‬ ‫املــايل فيهــا‪ ،‬حيــث أن نجــاح الثــورة ســيعطي‬ ‫دفعــة قويــة لتيــار اإلصــاح يف إيــران لقلــب‬ ‫الطاولــة عــى رؤوس املــايل وكــا أســلفنا‬ ‫ســابقاً فــإن الحلــف الشــيعي ميثــل إليــران‬ ‫مســألة حيــاة أو مــوت لحلــم االمرباطوريــة‬ ‫الفارســية الــذي لــو تحقــق تصبــح ايــران‬ ‫العــب دويل يتحكــم يف اكــر املناطــق حساســية‬ ‫بالعــامل وتصبــح مــن خــال جوارهــا إلرسائيــل‬ ‫تشــكل رشيــكاً باإلك ـراه للعــب دور الرشطــي‬ ‫ولحاميــة مصالحهــا‪ ،‬إيــران نجحــت إىل حــد‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫ملف العدد‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫كبــر بإقنــاع الشــيعة العــرب أنهــا الحامــي‬ ‫للمذهــب الشــيعي فأغفلــت البعــد الســيايس‬ ‫ملذهبهــا الشــيعي املتمثــل بالحركــة الصفويــة‬ ‫التــي ســخّرت العقيــدة الشــيعية لفــرض‬ ‫نفوذهــا عــى املنطقــة العربيــة واإلســامية‬ ‫منــذ أيــام اســاعيل الصفــوي وجعلــت مــن‬ ‫املذهــب الشــيعي حصــان طــروادة لدخــول‬ ‫املنطقــة العربيــة وأسســت الحــوزات الدينيــة‬ ‫يف قــم الكــوادر النامئــة وبثتهــا يف كل مــن‬ ‫العـراق و ســوريا ولبنــان وحاولــت باإلســرضاء‬ ‫كســب و ّد الشــيعة العــرب‪ ،‬وعندمــا اســتعىص‬ ‫عليهــا بعــض التيــارات الشــيعية ذات البعــد‬ ‫القومــي تحــول الحصــان إىل وحــش كارس يغتل‬ ‫معارضيــه مــن الشــيعة العــرب ويحاربهــم‬ ‫فــكان اختفــاء اإلمــام مــوىس الصــدر رضورة‬ ‫الســتكامل مرشوعهــا التوســعي ومــن ثــم‬ ‫حربهــا مــع حركــة أمــل الشــيعية عــن طريــق‬ ‫كــر عضدهــا بواســطة حــزب اللــه الحليــف‬ ‫الجديــد والقــوي إلي ـران وتحويلهــا إىل حركــة‬ ‫تابعــة ال حــول وال قــوة لهــا‪.‬‬ ‫جــاء ســقوط بغــداد ليعطــي دفعــة قويــة‬ ‫ملخطــط الحلــف الشــيعي ومل تعــد هنالــك‬ ‫معضلــة لظهــور الهــال الشــيعي ســوى‬ ‫إخضــاع حلقــة الوصــل أال وهــي ســوريا‪ ،‬لذلــك‬ ‫يعتــر دور إيــران كحليــف للنظــام الســوري‬ ‫ولعــل اســتئثارها‬ ‫ّ‬ ‫دورا ً محوريــاً بالنســبة لهــا‬ ‫بالوصايــة عــى ســوريا تقدمــه عــى مرشوعهــا‬

‫النــووي‪ ،‬أ ّمــا حــزب اللــه فهــو رأس الحربــة‬ ‫للمــروع اإليــراين يف املنطقــة اســتطاع أن‬ ‫يســتأثر بعــض املقاومــة يف املنطقــة ليصبــح‬ ‫هــو النــد الوحيــد إلرسائيــل بالعلــن ورشطــي‬ ‫لحــدود فلســطني املحتلــه الشــالية كعــ ّراب‬ ‫لتقاســم النفــوذ الصفــوي الصهيــوين للمنطقــة‪،‬‬ ‫إال أن دخــول حــزب اللــه إىل جانــب النظــام‬ ‫الســوري باملعركــة كلّفــه الكثــر‪ ،‬حيــث‬ ‫ســقوط مئــات القتــى و بــدأ يشــكّل قلقــاً‬ ‫عــى قيــادة الحــزب داخــل لبنــان وسياســية‬ ‫الرضبــة الوقائيــة التــي ي ّدعيهــا ملنــع دخــول‬ ‫الجامعــات املتطرفــة إىل لبنــان بــدت واهيــة‪،‬‬ ‫فالتفجــرات األخــرة والــراع املســلّح يف‬ ‫طرابلــس أســقط هــذا اإلدعــاء كــا أ ّن حــزب‬

‫اللــه مل يتوقــع أن الحــرب ســتطول إىل هــذا‬ ‫الحــد وســتكلفه اضافــة اىل قتــاه ســقوط‬ ‫رمزيتــه كحــزب إســامي مقــاوم مــن خــال‬ ‫التصاقــه بالنظــام الســوري الــذي ســقط عــى‬ ‫الصعيــد العــريب واإلســامي وجــر معــه حليفــه‬ ‫الحــزب‪ ،‬ســقوط النظــام كارثــة مبعنــى الكلمــة‬ ‫لــه فهــو سيســقط الجــدار الــذي يســتند إليــه‬ ‫الحــزب رشقــاً وســيقطع طــرق اإلمــداد بعــد‬ ‫الحصــار البحــري الــذي تفرضــه إرسائيــل و‬ ‫أملانيــا مــا يعنــي تص ـ ّدع دوره داخــل لبنــان‬ ‫وبدايــة النهايــة لعربــدة إيرانيــة يف لبنــان‪.‬‬ ‫يبقــى النظــام الســوري الــذي تحـ ّول إىل طفــل‬ ‫رضيــع يتحــول مــن ثــدي إىل آخــر فتــارة يف‬ ‫الحضــن الــرويس و أخــرى يف الحضــن اإليـراين‪.‬‬ ‫النظــام الســوري يعلــم متام ـاً أنــه لــن ينجــح‬ ‫يف إخــاد الثــورة ولك ّنــه يجاهــد إلطالــه أمــد‬ ‫الــراع وصــوالً إىل تقاســم نفــوذ أو الخــروج‬ ‫اآلمــن‪ ،‬والثمــن الــذي يدفعــه حتــى اآلن مل‬ ‫يطــال العائلــة الحاكمــة فهــي مبنــأى عــن‬ ‫األخطــار حتــى اللحظــة‪.‬‬ ‫هــذه مكاشــفة مختــرة لواقــع األطــراف‬ ‫اإلقليميــة املشــاركة فعليـاً يف األزمــة الســورية‪،‬‬ ‫وللحديــث بقيــة نســتعرض فيــه بقيــة الــدول‬ ‫االقليميــة ذات األدوار الثانويــة ودور املعارضــة‬ ‫الســوريّة بشــقيها الســيايس والثــوري‪.‬‬


‫فعاليات‬

‫"طريق العودة إلى حمص" فيلماً ‪ ...‬وحياة‬ ‫غرام الحسين | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫إن "الطريــق إلــى حمـ َـص" قــد يكــون هــو "طريــق الحريــر" لــكل قوافــل األبطــال‬ ‫والمجرميــن‪ ،‬قوافــل الفــراش والجــراد‪ ،‬قوافــل ِالحمــان والذئــاب‪ ،‬قوافــل الجائعيــن‬ ‫والمتخميــن‪ ،‬قوافــل المؤمنيــن ٌ والكافريــن…‪ .‬قوافــل كل المتناقضــات! حمــص‬ ‫التــي كانــت نـ َ‬ ‫ـور الثــورة‪ّ ،‬غارقــة فــي الظــام‪ ،‬حمــص التــي صـ ّـدرت األبطــال إلــى‬ ‫كل المناطــق تعانــي مــن قلــة الرجــال فيه ـا‪ ،‬حمــص التــي نــادت للجميــع مــا عــادتْ‬ ‫تســمع أحـدًا‪ .‬حمــص ليســت مجــرد عاصمــة للثــورة‪ ،‬بــل هــي عاصمــة لــكل المغيبيــن‬ ‫والمنســيين فــي هــذا العالــم‪ ،‬هــي عاصمــة الخبــز اليابــس‪ ،‬والبــرد القــارس‪ ،‬هــي‬ ‫عاصمــة رجــال ماتــوا جوعــا وبــردًا تحــت أنظــار هــذا العالــم وتحــت قســوته! حمــص‬ ‫هــي الحبــل السـ ّـري النا ًشــف‪ ،‬وهــي والثــدي الرملــي‪ ،‬حمــص حيــث ســيتركها الرجــال‬ ‫تالقــي مصيرهــا وحيــدة وسيجلســون عنــد عتباتهــا وأعتابهــا ينفثــون الحــزن مــن‬ ‫دخــان ســجائرهم حــول المواقــد الشـ ّ‬ ‫ـتوي ُّة‪ ،‬ويترحمــون علــى مــن بقـ َـي فيهــا مــن‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫عشــاق ومجانيــن! حمــص هــي أن يتــرك الــكل بعضــه‪ ،‬ثــم يتــرك الباقــون للجــوع‪ ،‬وأن‬ ‫ُ‬ ‫يتــرك هــذا الجــوع ليصيــر ذئبــا‪ ،‬وأن يتــرك هــذا الذئــب طليقــا… حمــص حيــث تتــرك‬ ‫الرصاصــة األخيــرة ّ‬ ‫مصوبــة نحــو القلــب مباشــرة‪.‬‬ ‫الفيلم والفكرة‪:‬‬ ‫ذهبــت ملتابعــة فيلــم "الطريــق إىل حمــص"‪ ،‬مل أكــن أتوقّــع أين‬ ‫عندمــا‬ ‫ُ‬ ‫سأســلك تلــك الطريــق الوعــرة عــر حــدود ســ ّيجتها املخيــات البــاردة‪،‬‬ ‫مــرورا ً يف حقــول ألغــام متناثــرة يف املناطــق املحــررة‪ ،‬ألصــل إىل قلــب‬ ‫الجحيــم الجائع‪...‬هنــا حمص!يقــول املخــرج طــال ديــريك عــن فكــرة الفيلــم‬ ‫واختيــاره لحمــص بالــذات‪" :‬انطلقــت فكــرة الفيلــم مــن رغبتــي أن يكــون‬ ‫هنــاك عمـاً يعـ ّوض غيــاب اإلعــام العاملــي عــن الســاحة الســورية‪ ،‬غيــاب‬ ‫ـوريا!تنقلت يف عـ ّدة مــدن‬ ‫اإلعــام كعـ ٍن ثالــث جعــل الحقيقــة عــوراء يف سـ‬ ‫ُ‬ ‫قبــل وصــويل إىل حمــص‪ ،‬حمــص الغارقــة بالغنــاء واملظاهــرات واألعــام‬ ‫ـلت بعــد عــوديت إىل دمشــق خمــس‬ ‫واألضــواء والهتافــات الحامســية‪ ،‬أرسـ ُ‬ ‫دقائــق تصويــر للمنتــج‪ ،‬دقائقــاً كانــت كفيلــة النطــاق املــروع‪ .‬أكــر‬ ‫اللحظــات العالقــة يف ذاكــريت تعــود لنهايــة شــهر نيســان العــام ‪ ،٢٠١٢‬فبعــد‬ ‫انقطاعــي عــن حمــص ملــدة شــهرين‪ ،‬عــدت إليهــا وقــد استشــهد الكثــر مــن‬ ‫أصدقائنــا ومنهــم املصــور واإلعالمــي مظهــر طيــارة‪ ،‬واملصــور أســامة كان‬ ‫الي ـزال قيــد العــاج بعــد إصابتــه بقذيفــة هــاون‪ ،‬املدينــة املحــررة فقــدت‬ ‫ســكانها‪ ،‬لقــد تــرك الجميــع منازلهــم‪ ،‬الدمــار انتــر يف أغلــب األبنيــة‪ ،‬وال‬ ‫مظاه ـرات بعــد اليــوم فلــم يبـ َـق ســوى مجموعــات مدافعــة عــن املدينــة‪،‬‬ ‫دخلنــا شــارع القاهــرة ‪ ،‬املوقــع الرئيــي يف الفيلــم‪ ،‬لكــن هــذه املــرة عــر‬ ‫البيــوت املهجــورة‪ ،‬مازالــت مشــاهد الغســيل املنشــور داخــل البيــوت تثــر‬ ‫القشــعريرة‪ ،‬رســومات األطفــال عــى الجــدران‪ ،‬بعــض صحــون الفطــور مــا‬ ‫زالــت عــى الطاولــة‪ ،‬كل صــورة يف مدينــة األشــباح مــا زالــت تحمــل روح‬ ‫السـكّان امله ّجريــن قـرا ً" ‪.‬الســاروتحمص الســاروت أو ســاروت حمــص‪ ،‬كال‬ ‫الحالتــن تجــوزان ِشــعرا ً ورشعـاً ! فليــس مــن الصعــب أن تحـ ّول الســاروت‬ ‫إىل أيقونــة‪ ،‬ولــن يتطلــب األمــر ســوى كامــرا تالحــق وجهــه وصوتــه‪،‬‬ ‫حتــي يصــر ‪ ..‬وقــد صار!يقــول ديــريك ‪" :‬ولع ـ ّدة أشــهر كنــت أبحــث عــن‬ ‫شــخصيتي املحوريــة‪ ،‬وعندمــا التقيــت مــع الســاروت‪ ،‬مل يتطلــب األمــر‬ ‫ســوى حديــث مقتضــب معــه‪ ،‬حتــى أعــرف إنــه ضالتــي‪ ،‬شــاب ذو ‪ ١٩‬ربيعـاً‬ ‫موهــوب وذو شــخصية محبوبــة‪ ،‬شــجاع يتق ـ ّدم الجميــع يف املظاه ـرات وال‬ ‫يخــى مــن كشــف وجهه"‪.‬كامـرا بــا عدســة !اســامة‪ ،‬كان مقاتـاً مــن نــوع‬ ‫فريــد‪ ،‬رصاصتــه تلمــع يف العيــون "فالشــات" حــا ّدة‪ ،‬حتــى إذا مــا اســتقر‬ ‫الضــوء‪ ،‬تج ّمــد الزمــان كـــ صورة‪!..‬أســامة‪ ،‬هــو الجريــح املنــي عــى الحــدود‬ ‫الســوريّة اللبنانيــة‪ ،‬حيــث مل يكــن الجــرح جــواز ســفر لعبــور الحــدود‪ ،‬بــل‬ ‫كان ‪-‬ولألســف‪ -‬جــواز لغيــاب تجــاوز عام ـاً مــن االنتظــار ‪ ..‬هــل ســيعود‬ ‫يومــا مــا؟ هــل ســيتجمد الزمــن ثانيــة يف عدســته؟ أم ســيصبح أســامة مثــل‬ ‫مئــات اآلالف مــن الســوريني املغيبــن يف معتقــات املــوت مجــرد أرقــامٍ باردة‬

‫!أعتقــل أســامة الحمــي يف صيــف العــام ‪ ،٢٠١٢‬بعــد اصابتــه يف شــهر أذار‬ ‫‪ ٢٠١٢‬أثنــاء عملــه يف مشــفى ميــداين‪ ،‬فقــد أصابــت قذيفــة هــاون الســيارة‬ ‫التــي كان يســتقلها داخــل الخالديــة‪ ،‬نقــل بعدهــا إىل املشــفى امليــداين الــذي‬ ‫كان يعمــل بــه‪ ،‬وأجريــت لــه جراحــة ميدانيــة ُليســل بعــد ذلــك إىل لبنــان‬ ‫إلكــال العــاج‪ ،‬لك ّنــه أعتقــل يف طريــق عودتــه عــى الحــدود الســورية‬ ‫اللبنانيــة مــن قبــل قــوات األســد‪ ،‬وحتــى هــذا اليــوم ال يُعــرف مصــره أو‬ ‫مــكان اعتقاله‪.‬إخـراج أم خروج!عبثـاً كان طــال‪ ،‬املخــرج‪ ،‬يتجنــب أن يتــورط‬ ‫عاطفي ـاً يف الفلــم‪ ،‬عبث ـاً حــاول أن ينــى الوجــوه واألســاء‪ ،‬عبث ـاً حــاول أن‬ ‫يكــون احرتافي ـاً وبــاردا ً وعــى مســافة واحــدة بــن القلــب والعقــل‪ ،‬لكــن‬ ‫عنــد عــرض الوجــوه ‪ ..‬مل يتاملــك إال أن ينحنــي إىل صديقتــه الجالســه إىل‬ ‫جانبــه خــال العــرض األول ليهمــس لهــا‪ :‬كل هــؤالء قــد ماتــوا ‪ ،‬أجابتــه‪:‬‬ ‫كل ّنــا ميتــون !!هنــا أ ت ـ ّم املــوت دورتــه الكاملــة وهــو يركــض يف "الطريــق‬ ‫إىل حمــص" !طــال ديــريك كان صاحــب قـراره عندمــا دخــل طريــق حمــص‬ ‫‪ ،‬لكنه‪-‬بعــد ذلــك‪ -‬لــن يكــون ح ـ ّرا ً يف ق ـرار الخــروج منــه ‪..‬فحمــص عالقــة‬ ‫يف كل زوايــا الضــوء والظــال ‪...‬يف الــكالم عــن مشــاركات الفيلــم يقــول‬ ‫املخــرج طــال‪" :‬شــارك الفيلــم كعــرض افتتــاح ملهرجــان إدفــا (‪IDFA Film‬‬ ‫‪ )Festival Competition I Amsterdam‬للســينام الوثائقيــة يف هولنــدا‪،‬‬ ‫تــا ذلــك مشــاركته يف مهرجــان صندانــس (‪Sundance Film Festival‬‬ ‫حصــل جائــزة أفضــل فيلــم‬ ‫‪ )2014‬للســينام املســتقلة يف أمريــكا ـ وقــد ّ‬ ‫وثائقــي ـ ‪ ،‬ثــم مهرجــان غوتنبــورغ (‪38th Göteborg International‬‬ ‫‪ )Film Festival‬يف الســويد ومهرجانــات حقــوق اإلنســان يف كل مــن فرنســا‬ ‫حصــل جائــزة أفضــل فيلــم‬ ‫والدمنــارك وســويرسا وبريطانيــا وأمريــكاـ وقــد ّ‬ ‫وثائقــي يف مهرجــان جنيــف لحقــوق اإلنســان (‪ )FIFDH Genève‬وجائــزة‬ ‫معاهــد الســينام يف باريــس ـ ‪ ،‬وشــارك يف مهرجــان فيلــم ومخــرج يف نيويورك‬ ‫حصــل‬ ‫(‪ )New Directors/New Films film festival (New York‬ـ وقــد ّ‬ ‫جائــزة أفضــل فنــان واعــد يف مهرجــان فــول فريــم يف أمريــكا ‪Full Frame‬‬ ‫‪ Documentary Film Festival in Durham‬ـ‪ ،‬وجائــزة أفضــل وثائقــي يف‬ ‫مهرجــان ســلوفانيا للفيلــم الوثائقــي باالضافــة إىل العديــد مــن املهرجانــات‬ ‫حــول العامل‪.‬وأمــا عــن هــدف الفيلــم وعــدم نــره عــر اإلنرتنــت حتــى االن‬ ‫‪ ،‬قــال ‪" :‬لعــدة أســباب أهمهــا رشوط العقــد مــع املحطــات واملهرجانــات‪،‬‬ ‫الفيلــم صنــع ليكــون رســالة الســوريني إىل باقــي الشــعوب‪ ،‬ومــا تقــوم بــه‬ ‫املهرجانــات حــول العــامل ومــا يتبعهــا مــن تغطيــة إعالميــة شــكلت داع ـاً‬ ‫مســاهامً‪.‬من الناحيــة التمويليــة فقــد ت ـ ّم دعــم الفيلــم مــن عــدة جهــات‬ ‫ثقافيــة كصنــدوق دعــم الســينام مأفــاق‪ ،‬ومؤسســة بريثــا التابعــة ملهرجــان‬ ‫أدفــا يف أمســردام‪ ،‬يضــاف أيض ـاً أن الفيلــم باإلنتــاج املشــرك مــع محطــة‬ ‫أرتيــه الفرنســيه االملانيــة والتلفزيــون اليابــاين وتلفزيــون راديــو كنــدا‪.‬‬ ‫وأعتقــد أنّــه حــال انتهــاء عــروض الســينام ســننرش الفيلــم عــى اإلنرتنيــت"‪.‬‬ ‫يف النهاية‪...‬حمــص هــي الطريق!"الطريــق إىل حمــص" مل يكــن بالحقيقــة‬ ‫مجــرد "طريــقٍ " إىل حمــص‪ ،‬بــل كانــت حمــص هــي ذاتهــا‪ ،‬بــكل كرامتهــا‬ ‫وكربيائهــا‪ ،‬طريق ـاً !‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫وسائل اإلعالم في زمن الحروب‬ ‫حرية تعبير أم تحريض على الحرب‬ ‫مسعود عكو | أوكسجين‬

‫إن حريــة التعبــر حــق مكفــول مبوجــب‬ ‫القانــون الــدويل لــكل فــرد أو جامعــة‪ .‬وال‬ ‫يحــق أليــة ســلطة فرديــة أو جامعيــة انت ـزاع‬ ‫هــذا الحــق عــن األخريــن تحــت أيــة ذريعــة‬ ‫كانــت‪ .‬ولكــن نظــم القانــون الــدويل حريــة‬ ‫التعبــر‪ ،‬وحريــة املعلومــات وعــرف جوهرهــا‬ ‫وروحهــا بأنهــا حــق أســايس لإلنســان‪ ،‬وحجــر‬ ‫الزاويــة لجميــع الحريــات التــي تنــادي بهــا‬ ‫األمــم املتحدة‪.‬وعــززت املنظومــة األمميــة هــذا‬ ‫الحــق باإلعــان العاملــي لحقــوق اإلنســان يف‬ ‫‪ 1948 /12/10‬حيــث نصــت املــادة ‪ 19‬منــه‬ ‫عــى أنــه‪" :‬لــكل شــخص الحــق يف حريــة‬ ‫الــرأي والتعبــر‪ ،‬ويشــمل هــذا الحــق حريــة‬ ‫اعتنــاق اآلراء دون أي تدخــل‪ ،‬واســتقاء األنبــاء‬ ‫واألفــكار وتلقيهــا وإذاعتهــا بأيــة وســيلة‬ ‫كانــت دون تقيــد بالحــدود الجغرافية"‪.‬كــا‬ ‫عرفــت املحكمــة األوروبيــة لحقــوق اإلنســان‬ ‫حريــة الــرأي والتعبــر بأنهــا "أحــد الــروط‬ ‫األساســية لتطــور املجتمــع الدميقراطــي ولنمــو‬ ‫كل إنســان"‪.‬باإلضافة اىل القــرار ‪ 104‬الــذي‬ ‫اعتمــده املؤمتــر العــام لليونســكو يف العــام‬ ‫‪ 1990‬الــذي "يســلم بــأن الصحافــة الحــرة‬ ‫واملتعــددة واملســتقلة عنــر أســايس يف كل‬ ‫مجتمــع دميقراطي"‪.‬ولكــن الخطــاب التعبــوي‬ ‫الطائفــي واملحــرض عــى العنــف والكراهيــة‬ ‫والحــرب الــذي تنتهجــه وســائل إعــام‬ ‫النظــام الســوري ووســائل اإلعــام الشــيعية‬

‫اللبنانيــة‪ ،‬هــو غــر رشعــي ومحظــور وفقــاً‬ ‫للمفهــوم األممــي لحريــة الــرأي والتعبــر‬ ‫ويجــب مكافحتــه واعتبــاره يخــرج عــن حــدود‬ ‫حريــة الــرأي والتعبــر وال يســتتبع أي حاميــة‬ ‫له‪.‬واجــب وســائل اإلعــام ليــس فقــط االمتنــاع‬ ‫عــن نــر كل مــا يشــكل دعــوة اىل العنــف‬ ‫والتمييــز وإمنــا مــن واجبهــا ان تســهم يف‬ ‫تدعيــم الســام بــن الشــعوب والتفاهــم بــن‬ ‫الــدول‪ .‬حيــث أصــدر املؤمتــر العــام ملنظمــة‬ ‫األمــم املتحــدة للرتبيــة والعلــم والثقافــة إعالنـاً‬ ‫بشــأن املبــادئ األساســية الخاصــة بإســهام‬ ‫وســائل اإلعــام يف دعــم الســام والتفاهــم‬ ‫الــدويل‪ ،‬وتعزيــز حقــوق اإلنســان‪ ،‬ومكافحــة‬ ‫العنرصيــة والفصــل العنــري والتحريــض عــي‬ ‫الحــرب‪ ،‬يف دورتــه العرشيــن‪ ،‬يــوم ‪ 28‬ترشيــن‬ ‫الثاين‪/‬نوفمــر ‪ .1978‬وأكــد اإلعــان أن مامرســة‬ ‫حريــة الــرأي والتعبــر وحريــة اإلعــام املعــرف‬ ‫بهــا كجــزء ال يتجــزأ مــن حقــوق اإلنســان‬ ‫وحرياتــه األساســية‪ ،‬هــي عامــل جوهــري يف‬ ‫دعــم الســام والتفاهــم الــدويل‪ .‬أضــف اىل‬ ‫ذلــك واجــب عــى وســائل اإلعــام يف توخــي‬ ‫الدقــة واملوضوعيــة وعــدم التحيــز وتشــويه‬ ‫الوقائــع عنــد نقلهــا للخرب‪.‬يحمــي القانــون‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الــدويل اإلنســاين املدنيــن جميعــاً‪ ،‬وكذلــك‬ ‫الكــوادر الطبيــة والعاملــن يف املجــال اإلنســاين‪،‬‬ ‫واإلعــام ورجــال الديــن وكل شــخص ال يحمــل‬ ‫ســاحاً‪ .‬وتســقط الصفــة عــن كل هــؤالء إذا‬ ‫أصبــح حامـاً للســاح ســوا ًء اســتعمله للقتــال‬ ‫أو للحاميــة‪ ،‬فيصبــح هدفــاً مرشعــاً للخصــم‪.‬‬ ‫ولكــن يجــب أن يتناســب حجــم الــرر وقــوة‬ ‫الهجوم‪.‬يحمــي القانــون الــدويل اإلنســاين‬ ‫األعيــان املدنيــة (املســاكن‪ ،‬دور العبــادة‪،‬‬ ‫املشــايف‪ ،‬األف ـران‪ ،‬املق ـرات الحكوميــة املدنيــة‪،‬‬ ‫هيئــات اإلذاعــة والتلفــزة‪ ،‬املــدارس‪ ،‬املالجــئ)‬ ‫ولكــن تســقط عنهــا الصفــة املدنيــة والحاميــة‪،‬‬ ‫إذا مــا اســتعملت يف الحــرب كمقــرات‬ ‫لألســلحة‪ ،‬وتبــادل النــران‪ ،‬أو قــام مســلحون‬ ‫باحتاللهــا والســيطرة عليهــا واالنطــاق منهــا‬ ‫لتنفيــذ العمليــات العســكرية‪ .‬وتصبــح هدف ـاً‬ ‫مرشوع ـاً للخصــم‪ ،‬ويجــب أن يتناســب حجــم‬ ‫الــرر وقــوة الهجــوم مــع امليــزة‪ ،‬والهــدف‬ ‫امل ـراد تحقيقــه‪ ،‬وأن يحــد قــدر اإلمــكان مــن‬ ‫األرضار الجانبيــة‪ .‬وأن يبلــغ عــر كافــة الوســائل‬ ‫عــن نيــة القــوات العســكرية مهاجمــة ذلــك‬ ‫املكان‪.‬يحمــي القانــون الــدويل هيئــات‬ ‫ومقــرات اإلذاعــات والتلفــزة‪ ،‬ولكــن تســقط‬ ‫هــذه الحاميــة إذا مــا بثــت هــذه الهيئــات أيــة‬ ‫نــرات إخباريــة‪ ،‬أو برامــج‪ ،‬أو أفــام تحــض‬ ‫عــى الحــرب والعنــف والكراهيــة واالقتتــال‪.‬‬ ‫فتصبــح هدفـاً مرشوعـاً للخصــم ولكــن يجــب‬ ‫أن يتناســب حجــم الــرر وقــوة الهجــوم‪ .‬وأن‬ ‫يتــم إبــاغ هــذه الهيئــات عــر كافــة الوســائل‬ ‫عــن نيــة القــوات العســكرية مهاجمــة ذلــك‬ ‫املــكان‪.‬إن اســتمرار هــذه املؤسســات اإلعالميــة‬ ‫يف التحريــض عــى العنــف والكراهيــة وشــن‬ ‫الحــروب‪ ،‬يضعهــا يف خانــة األهداف املســتباحة‬ ‫للخصــم ووفــق القانــون الــدويل‪ ،‬إال إذا توقفت‬ ‫عــن كل تلــك املامرســات التحريضيــة‪.‬‬


‫سياسة‬

‫هل حربنا طائفية بين السنة والشيعة‬ ‫سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أن تبقــى ضحيــة التاريــخ‪ ،‬وال تقــاوم لتتعــاىف‬ ‫مــن تبعيتــك وتصنــع ذاتــك؛ فهــذا ق ـرار بــأن‬ ‫تكــون ذليـاً ضعيفـاً ناقـاً عىل نفســك بســبب‬ ‫نقصــك عــن اآلخريــن‪ .‬فتســ ّوغ تصاغــرك‬ ‫وعجــزك وإخفاقــك باملظلوميــة والثأريــة وتآمر‬ ‫الغــر عليــك‪ .‬أنــت الخــارس قبــل أي أحــد آخــر‪،‬‬ ‫واللجــوء الضطهــاد نفســك باللطــم والتبــايك‬ ‫وجلــد الــذات وتحطيــم اآلخــر؛ هــو جــزء مــن‬ ‫معاقبــة نفســك عــى تخاذلهــا‪ .‬أ ّمــا تعذيــب‬ ‫اآلخريــن تحــت مســمى االنتقــام التاريخــي؛‬ ‫فألنــك تشــعر بالنقــص والضآلــة‪ .‬وبغــض‬ ‫النظــر عــن كل التســويغات؛ فــإن العواقــب‬ ‫املســؤول عنهــا دمويــة عليــك وعــى غــرك‪.‬‬ ‫لألســف هنــاك كثــرون يف واقعنــا‪ ،‬مــن الذيــن‬ ‫يشــن ّون هجومـاً رشسـاً عــى املطالبــن بالنهضة‬ ‫والحريــة والكرامــة‪ ،‬والثائريــن عــى الواقــع‬ ‫وانســداد األفــق التاريخــي‪ .‬فليــس هنــاك أبعــد‬ ‫غــورا ً يف الباطــل مــن املنافــق والجبــان الذليــل‪.‬‬ ‫ونحــن كنــا أغلقنــا البــاب علينــا داخــل مرحلــة‬ ‫ترســخت تحــت تصنيــف‬ ‫واســعة مــن تاريخنــا‪ّ ،‬‬ ‫االمتهــان‪ .‬وفجــأة ومــن دون اســتعداد‪،‬‬ ‫هبّــت الريــاح وعصفــت باألبــواب املوصــدة‪،‬‬ ‫وكشــفت الســتار عــن الــذي ســكت الضمــر‬ ‫عليــه وعنــه‪ .‬واندلعــت بوجــه الثــورات حروب‬ ‫طاحنــة جــاءت ردا ً ممنهجــاً عــى التغيــر‪،‬‬ ‫الــذي لــو اســتمر ستســقط العــروش الفاســدة‬ ‫الطاغيــة يف بالدنــا‪ .‬فــإذا نحــن أمــام مــراث‬ ‫فظيــع مــن طائفيــة وعنرصيــة ورجعيــة‪ ،‬كانت‬ ‫تل ّونــت وتبطّنــت بأشــكال كثــرة‪ .‬وإذ بعقــل‬ ‫طائفــي مســتبد متواطــئ معــه شــبكة مــن‬ ‫أنظمــة عامليــة يعمــان للقضــاء عــى مــروع‬ ‫التحــرر واالســتقالل‪ .‬فهــل حربنــا طائفيــة؟ بيــن‬ ‫ّ‬ ‫الســنة والشــيعة؟ بــن اإلســام العــريب واإلســام‬ ‫الفــاريس؟ بــن األقليــات املحتكــرة للقـرار وبــن‬ ‫"اإلرهــاب" اإلســامي‪ .‬هــل هــي حــرب قوميــة‬ ‫بــن العــرب والفــرس؟‪ ،‬أســئلة كثــرة واإلجابات‬ ‫واضحــة‪ ،‬لكــن اليـزال هنــاك مــن يرفــض قبــول‬ ‫اإلجابــات ويســتنكر افــراض األســئلة‪ .‬هــي‬ ‫حتــاً حــرب تحرريــة عقــب ثــورة الحريــة‬ ‫والكرامــة وحــرب مقابلــة ضدهــا‪ ،‬لكنهــا أيضـاً‬ ‫حــرب بــن العــرب والفــرس والديــن أحــد‬

‫وجوههــا‪ ،‬مثلــا كانــت حــروب الفرنجــة عــى‬ ‫العــرب تحــت مســمى الحــروب املقدســة‬ ‫(الصليبيــة)‪ ،‬ومازالــت مســتمرة بــن الغــرب‬ ‫والعــرب؛ إذ ال ميكــن تربير هجــوم بربري رشس‬ ‫يقتــل البــر ويصنفهــم بــن أرشار وأخيــار إال‬ ‫بعصبيــة قوميــة ودينيــة‪ ،‬وبرشعيــة عقائديــة‬ ‫وترشيــع ســيايس لــه مظلوميــة حقوقيــة‪ .‬لعــل‬ ‫األكــر صدمــة هــو موقــف عمــوم األقليــات‬ ‫الدينيــة‪ ،‬مــن إســامية وغــر إســامية‪ ،‬يف‬ ‫االنحيــاز لالســتبداد والطغيــان بحجــة الحيــاد‬ ‫والخــوف مــن اإلرهــاب‪ .‬كذلــك تصعيــد‬ ‫النزعــات االنفصاليــة لــدى األقليــات العرقيــة‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل موقــف أطيــاف الرماديــن مــن‬ ‫جميــع الفئــات واملكونــات‪ ،‬يتبــع ذلــك تخــاذل‬ ‫األنظمــة السياســية الحاكمــة التــي ت ّدعــي‬ ‫حاميــة العروبــة واإلســام‪ ،‬وهــي يف مرمــى‬ ‫الهجــوم شــعبياً وشــعوبياً‪ ،‬وقــد تواطــئ أكرثهــا‬ ‫مــع الهجمــة الدوليــة املعاديــة للثــورات‬ ‫العربيــة بحجــة اإلرهــاب؛ خوفـاً عىل عروشــها‪.‬‬ ‫عمــوم األقليــات رفضــت الثــورة‪ ،‬حتــى قبــل أن‬ ‫يكــون هنــاك قواعــد للمتأســلمني املتطرفــن‪،‬‬ ‫بالتحديــد الطائفــة العلويــة‪ ،‬فتقاعســت عــن‬ ‫نــرة الثــورة الســورية الســلمية‪ ،‬وعمــل‬ ‫منهــم مــع النظــام بحجــة محاربــة املندســن‬ ‫والخونــة ثــم اإلرهابيــن‪ ،‬متناغمــن مــع حمــى‬ ‫الحــرب العامليــة عــى اإلســام‪ .‬وليــس اال ّدعــاء‬

‫بأنهــم وقعــوا بــن نــار النظــام الــذي يتحكــم‬ ‫بهــم وبــن املتعصبــن اإلرهابيــن مقبــوالً‪ ،‬فهــم‬ ‫تحالفــوا ضــد رشكائهــم يف الوطــن‪ ،‬وراحــوا‬ ‫يطالبــون بأنــواع مــن ثــأر تاريخــي عــدايئ‪،‬‬ ‫رافضــن التخــي عــن مكاســب اســتئثارهم‬ ‫بالســلطة؛ علــاً بــأن الثــورة يف شــعاراتها‬ ‫وحراكهــا مــ ّدت يدهــا لهــم‪ ،‬كذلــك فعلــت‬ ‫املعارضــة‪.‬‬ ‫النظــام األســدي مل يــورط أحــدا ً؛ بــل الجميــع‬ ‫انجرفــوا معــه يف الحــرب حتــى ال يخــروا‬ ‫مــا كان يف أيديهــم‪ .‬والفقــراء مــن الطوائــف‬ ‫كانــوا األكــر تورطـاً بســبب جهلهــم‪ ،‬وحاجتهــم‬ ‫للوظائــف التــي يعملــون فيهــا عــى حســاب‬ ‫املاليــن الكثــرة مــن الشــعب‪ .‬لكــن ألجــل‬ ‫مــن يحــارب بشــار؟ هــل لطائفتــه؟ إليــران؟ أم‬ ‫إلســرائيل؟ هــل لــكل ذلــك؟‪ .‬حــزب اللــه يســر‬ ‫بأمــر إيــران وهــي عــدو للعــرب‪ ،‬ملصلحــة‬ ‫مــن كان ومــازال يحــارب املالــي‪ ،‬وملــاذا ذبــح‬ ‫حتــى الشــيعة الذيــن عارضــوه يف الجنــوب؟‬ ‫ملــاذا يــأيت الحوثيــون وغريهــم لقتــال‬ ‫األبريــاء يف ســوريا؟من املســتفيد مــن هــذه‬ ‫الحرب؟ومــن هــم أعــداء العــرب؟ الفــرس‪،‬‬ ‫الغــرب‪ ،‬الصهيونيــة‪ ،‬أو الصهيونيــة املســيحية‬ ‫اليهوديــة؟‪ .‬إنهــا هــي حــرب احتــال للعقــل‬ ‫والتاريــخ والجغرافيــا واإلرادة‪ ،‬وال ميكــن اعتبــار‬ ‫مــا يجــري يف ســوريا باملطلــق هــو رصاع ســني‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫سياسة‬

‫مفهــوم العروبــة مبكونهــا الجوهــري اإلســامي‬ ‫التعايــي اإلنســاين ال العنــري‪ ،‬واإلســام‬ ‫مبكونــه الجوهــري‪ ،‬لكــن ليــس اإلســام‬ ‫املنســوخ مــن املقابــر أو مــن مضــارب‬ ‫الوهابيــن‪ .‬ومعركــة األقليــات هــي الوقــود‬ ‫لتشــغيل التدخــات الخارجيــة ومتريــر الن ـزاع‬ ‫والتقســيم‪ ،‬لذلــك يجــب إنهــاء متوضعهــا‬ ‫الســيايس‪ ،‬فكريــاً‪ ،‬عســكرياً‪ ،‬واقتصاديــاً‪،‬‬ ‫قبــل بنــاء الدولــة الدميقراطيــة وإال لــن‬ ‫ينجــح البنــاء الدميقراطــي‪ ،‬بــل ســيجري‬ ‫االعتــداء عــى الرشعيــة الدميقراطيــة بحجــة‬ ‫الخــوف مــن اإلســاميني واإلرهــاب‪ .‬تضــاءل‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــع الشــيعة والعلويــن والواقفــن معهــم‪ .‬مــع‬ ‫أن الذيــن يقتلــون ســ ّنة‪ ،‬لكنهــا هــي حــرب‬ ‫تحرريــة‪ .‬لذلــك يجــب إعــادة النظــر يف املعركة‬ ‫ومصطلحاتهــا‪ ،‬فالثــورة ملــا بــدأت هدفهــا هدر‬ ‫التعايــش ولــن يكــون‪ ،‬هــدر التعايــش برنامــج‬ ‫ســيايس منظــم لالســتقواء علينــا وتحطيمنــا‪.‬‬ ‫ليــس جــذر املشــكلة يف ثــورة ســوريا ويف‬ ‫الحــرب عليهــا وعــى أهلهــا‪ ،‬ال ـراع الســني‪،‬‬ ‫الشــيعي‪ ،‬املســيحي‪ ،‬أو العلــوي‪ .‬إنــه ال ـراع‬ ‫االســتعامري األزيل األبــدي مــن منطلقــات‬ ‫عصبيــة الشــيعي الفــاريس‪ ،‬الغــريب الصليبــي‪،‬‬ ‫الصهيــوين‪ ،‬الســني الوهايب‪،‬وعصبيــة الباطنــي‬ ‫الشــعويب‪ .‬وأي ذبــح يف التاريــخ كانــت تدخــل‬ ‫عليــه قــوى خارحيــة مســتغلة األقليــات‬ ‫وبذرائــع واهيــة‪ .‬هــذا ال يــرئ جمــوع‬ ‫األقليــات وال غــر األقليــات‪ .‬لكــن مــن الواجــب‬ ‫معرفــة املشــكلة لتعــرف النتيجــة‪ .‬الــكل‬ ‫تدخّلــوا يف املجتمــع باســم الديــن أو العــرق‪،‬‬ ‫حتــى تركيــا العثامنيــة‪ ،‬يف املــايض بنــت إســاماً‬ ‫يناســبها وخطاب ـاً عقائدي ـاً بــرر لهــا الهيمنــة‪،‬‬ ‫وميكــن أن يعــاد األمــر مــن الجميــع ويف أي‬ ‫وقــت وتحــت أي مس ـ ّوغ‪ .‬جــزء مــن املشــكلة‬ ‫أن النخبــة العنرصيــة التــي ترتــدي العلامنيــة‬ ‫ر عــى اجتثــاث‬ ‫كرؤيــة عميقــة التينيــة‪ ،‬تــ ّ‬

‫اآلخــر وعــى إقصــاء الفكــر اإلســامي وتقزيــم اليقــن بنجــاح الثــورات وعودتهــا إىل التوقّــد‬ ‫نفــوذ املســلمني سياســياً واقتصاديــاً وفكريــاً‪ .‬واالنتشــار والتوســع؛ فيجمــع أغلــب املحللــن‬ ‫ويف املقابــل وكجــزء مــن لعبــة التأزيــم‪ ،‬جــاء عــى أن الثــورات انتهــت‪ ،‬ودخلنــا يف حــرب‬ ‫بنــاء قاعــدة ال تقــل وحشــية وظالميــة عــن أهليــة وانح ـراف واقتتــال طائفــي‪ .‬لكــن هــذا‬ ‫النظــام األســدي‪ ،‬تحــت مســميات وتصنيفــات الــكالم غــر دقيــق‪ ،‬وليــس مبنيـاً عــى التحليــل‬ ‫إســامية‪ ،‬وعــر أمــراء حــرب يســتخدمون املوضوعــي‪ .‬فالحــرب الطائفيــة قامئــة منــذ أمد‬ ‫شــارات اإلســام‪ ،‬ويتحركــون وفــق مخطــط واآلن جــاء حســمها‪ .‬وهــي مرحلــة جديــدة‬ ‫إرهــايب دويل مدعــوم مــن مخابـرات وســلطات للثــورات العربيــة؛ فبعــد الخــروج وتكســر‬ ‫خفيــة‪ ،‬ويســر بتوجيــه املتحكمــن بالحــرب الصمــت والســعي إلســقاط النظــام‪ ،‬أصبحنــا‬ ‫وتجارتهــا‪ ،‬ليحاربــوا مــروع التحــرر والتنويــر‬ ‫اآلن يف حــرب لتحريــر الــذات والوطــن وكــر‬ ‫باســم محاربــة ملّــة الكفــر‪ .‬مــن الواضــح أن‬ ‫منظومــات راســخة رجعيــة وفاســدة‪.‬‬


‫تقانة‬

‫متصفح اإلنترنت جوجل كروم‬ ‫إجراءات األمان والخصوصية‬

‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫غوغــل كــروم هــو متصفــح إنترنــت مجانــي مــن‬ ‫شــركة غوغــل العمالقــة‪ .‬تــم إطالقــه رســميا‬ ‫بإصــداره األول المســتقر فــي كانــون األول مــن عــام‬ ‫‪ ,2008‬وهــو يحتــل اليــوم ‪ %43‬مــن ســوق‬ ‫متصفحــات اإلنترنــت‪ ,‬مــا يجلعــه المتصفــح األكثــر‬ ‫انتشــارا واســتخداما فــي العالــم وفــق إحصــاءات‬ ‫صــدرت فــي آذار الماضــي‪ .‬وقــد نشــرت الشــركة‬ ‫جـ ًـزء كبيــرا مــن الكــود الخــاص بالمتصفــح وجعلتــه‬ ‫مفتــوح المصــدر إال انهــا اختفظــت بالكــود الخــاص‬ ‫بقــارئ ملفــات ‪ PDF‬ومشــغل فــاش‪ ,‬وهمــا مــن‬ ‫الالوحــق التــي عــادة مــا يشــتغلها المخترقــون علــى‬ ‫نحــو واســع‪.‬‬ ‫يعتــر غوغــل كــروم مــن املتصفحــات الرسيعــة‬ ‫وســهلة االســتخدام واآلمنــة مقارنــة بأقرانــه من‬ ‫املتصفحــات‪ .‬فهــو أكرثهــا رسعــة يف التعامــل‬ ‫مــع جافاســكريبت وهــو أول مــن دمــج فعليــا‬ ‫نافــذة البحــث يف رشيــط العناويــن عــى الرغم‬ ‫مــن أن كل مــن فايرفوكــس وإكســبلورر قــد‬ ‫أعلنــا عــن خطــط لهــذا الدمــج قبــل غوغــل‪.‬‬ ‫مزايا األمان في غوغل كروم‬ ‫يتمتــع غوغــل كــروم مبيــزة التصــدي وحجــب‬ ‫املواقــع أو الروابــط الخبيثــة وروابــط تصيــد‬ ‫كلــات الــر‪ ,‬وهــو يعتمــد عــى قاعــديت‬ ‫بيانــات معرفتــن لذلــك ويقــوم بتحديــث‬ ‫أليتــه الداخليــة لهــذا العمــل باســتمرار‪.‬‬ ‫يعتمــد غوغــل كــروم عــى أليــات مدمجــة‬ ‫داخــل املتصفــح لقرائــة ملفــات ‪ PDF‬وعــرض‬

‫فيديوهــات فــاش‪ ,‬وهــو أم مييــزه عــن باقــي‬ ‫املتحصفــات‪ ,‬ويعمــل يف الحقيقــة عــى التقليل‬ ‫كث ـرا مــن خطــر اخ ـراق املتصفــح‪.‬‬ ‫يضــم املتصفــح ميــزة متكــن مــن الفصــل شــبه‬ ‫الكامــل بــن مــا يحــدث يف التبويبــات املختلفــة‬ ‫التــي يفتحهــا املســتخدم (‪ ,)tabs‬وهــو يوفــر‬ ‫طبقــة إضافيــة مــن الحاميــة‪.‬‬ ‫املزامنة‬ ‫تســتطيع تســجيل الدخــول إىل غوغــل كــروم‬ ‫مــن خــال حســابك عــى غوغــل بالذهــاب‬ ‫إىل (‪ ) chrome://settings‬وعندهــا سيســألك‬ ‫املتصفــح فيــا لــو كنــت ترغــب مبزامنــة‬ ‫تفضيالتــك عــى كــروم عــى هــذا الجهــاز‪.‬‬ ‫عليــك التفكــر مليــا بهــذا األمــر واختيــار مــا‬ ‫يناســب ظروفــك األمنيــة‪ .‬تضفــي هــذه امليــزة‬ ‫ســهولة كبــرة بالنســبة للمســتخدم‪ ,‬حيــث‬ ‫يقــوم املتصفــح مبزامنــة لواحــق وتطبيقــات‬ ‫كــروم واإلشــارات املرجعيــة واإلعــدادات‬ ‫األخــرى املرتبطــة بحســابك مثــل املــلء التلقايئ‬ ‫لالســتامرات‪ ,‬وتاريــخ التصفــخ وكلــات الــر‬ ‫وغريهــا (تســتطيع معاينتهــا مــن خــال هــذا‬ ‫الرابــط‪,)chrome://settings/syncSetup :‬‬ ‫كــا ميكنــك كــروم مــن اختيــار كلمــة رس‬ ‫لهــذه املزامنــه وعــدم االعتــاد عــى غوغــل يف‬ ‫تشــفري بيانتــك اثنــاء نقلهــا بــن جهــازك وبــن‬ ‫مخدمــات الرشكــة حيــث تبقــى عــى جهــازك‪.‬‬ ‫التصفح الخاص‬ ‫ميكــن غوغــل املســتخدم مــن التصفــح‬ ‫الخــاص‪ ,‬أي ان املتصفــح ال يقــوم باالحتفــاظ‬ ‫بأيــة بيانــات تتعلــق بنشــاط املســتخدم عــى‬

‫اإلنرتنــت أثنــاء التصفــح‪ ,‬وهــي ميــزة تتوفــر يف‬ ‫ســواه مــن املتصفحــات وينصــح باســتخدماها‬ ‫دامئــا‪ .‬يف حــال تســجيل الدخــول إىل كــروم‬ ‫مــن خــال حســاب غوغــل ســيقوم املتصفــح‬ ‫باملزامنــة حتــى يف حالــة التصفــح الخــاص إن‬ ‫كنــت قــد فعلــت هــذه الخيــار ســابقا‪ ,‬وهــو‬ ‫أمــر بتوجــب االنتبــاه لــه‪ .‬للتصفــح الخــاص‬ ‫إنقــر عــى أيقونــة الربنامــج بالــزر األميــن للفارة‬ ‫ثــم اختــر (‪.)New incognito window‬‬ ‫سجل أو تاريخ التصفح‬ ‫يحتفــظ كــروم كغــره مــن املتصفحــات بســجل‬ ‫نشــاطك عــى اإلنرتنــت‪ ,‬وهــو يشــمل املواقــع‬ ‫التــي تزورهــا‪ ,‬وامللفــات التــي تقــوم بتنزيلهــا‪,‬‬ ‫وملفــات االرتبــاط‪ ,‬وكلــات الــر‪ ,‬والصــور‬ ‫وامللفــات املخبــأة (‪ ,)Cash data‬وبيانــات‬ ‫التطبيقــات املســتخدمة (تطبيقــات غوغــل)‪,‬‬ ‫وبيانــات االســتامرات اململــوءه تلقائيــا (كاســم‬ ‫املســتخدم مثــا لحســاباتك عــى اإلنرتنــت)‪,‬‬ ‫إال يف حالــة التصفــح الخــاص‪ .‬لكــن ميكنــك‬ ‫أن تتحكــم مبــا يحتفــط بــه كــروم أيضــا‪ ,‬كــا‬ ‫مينــك حــذف هذا الســجل يدويــا بالذهــاب إىل‬ ‫إعــدادات (‪ )Setting‬ثــم التاريــخ (‪.)History‬‬ ‫ننصــح بإبطــال تفعيــل كل مــن االحتفــاظ‬ ‫بكلــات الــر‪ ,‬واملــلء التلقــايئ للبيانــات‬ ‫والتــي ســتجدها يف اإلعــدادات املتقدمــة‪.‬‬ ‫للحصــول عــى غوغــل كــروم‪www.google. :‬‬ ‫‪/com/chrome‬‬ ‫يتوفــر كــروم ألنظمــة التشــغيل التاليــة‪:‬‬ ‫وينــدوز‪ ,‬أندرويــد‪ OS ,‬وأي فــون ‪OS‬‬ ‫ولنوكــس‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫تقرير‬

‫مع أطفالنا الالجئني في يوم اليتيم‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫مبناســبة (يــوم اليتيــم) يف األول مــن إبريــل‬ ‫الجــاري زار الهــال األحمــر اإلمــارايت مخيــم‬ ‫اإلمــارات لالجئــن الســوريني يف األردن لالحتفــال‬ ‫مــع أطفــال املخيــم ‪ ،‬وقــف األطفــال يســتعدون‬ ‫للفــرح يتجهــزون الســتقباله لعلــه يجــد طريق ـاً‬ ‫إليهــم بعــد أن صــارت كلمــة يتيــم ال تصفهــم‬ ‫وحدهــم ‪ ،‬بــل تصــف ثــورة خرجــوا مــن رحمهــا‬ ‫تخــى عنهــا القريــب قبــل البعيــد ‪ ،‬وتصــف أرضـاً‬ ‫تغ َّنــى الكــون باســمها عــى أنهــا رمــز الحضــارة‬ ‫‪ ،‬ومهــد األبجديــة ‪ ،‬وأقــدم مــدن األرض ‪ ،‬وتغنــى‬ ‫العــرب بأمجادهــا عــى أنهــا عاصمــة خالفــ ٍة‬ ‫وصــل فيهــا لســان الضــاد إىل مغــرب الشــمس‬ ‫ومرشقهــا ‪ ،‬وتغنــى املســلمون بفضلهــا صبــاح‬ ‫مســاء وهــم يــرددون نبــوءات رســول اللــه عليــه‬ ‫الصــاة والســام بكونهــا خــرة اللــه مــن أرضــه‬ ‫يجتبــي إليهــا خريتــه مــن خلقــه ‪ ،‬وبأنهــا مــاذ‬ ‫النــاس يــوم امللحمــة الكــرى ‪ ،‬وخــر املنــازل‬ ‫وأرض الربكــة ‪ ،‬ثــم هــم اليــوم جميعــاً رشكاء يف‬ ‫ذبحهــا وترشيــد أهلهــا ‪ ،‬و َج ْع ـ ِل كلمــة (يتيــم)‬ ‫صفــة لهــا ‪ ،‬ميــوت أهلهــا تــارة بالســاح ‪ ،‬وتــارة‬ ‫بالصمــت ‪ ،‬وتــارة بتواقيـ َع تربمهــا مصالحهــم عىل‬ ‫عامئــم ســود تنــوح ‪ ،‬أو عــى لحــى طويلــة تصيــح‬ ‫‪ :‬اللــه أكــر ضمــن اتفاقيــات تُعقــد بعيــدا ً عــن‬ ‫أعــن إبليــس الــذي كث ـرا ً مــا تحايــل عليهــم أن‬ ‫يعلمــوه كيــف نجحــوا يف كل هــذا الكيــد ‪ ،‬وظلــوا‬ ‫مرتبعــن أمــام شــعوبهم عــى عــروش املبــادئ‬ ‫وحقــوق اإلنســان ‪ ،‬بينــا طــرد هــو مــن الجنــة‬ ‫ذات يــوم مذمومـاً مدحــورا ً ‪ ،‬وســقط قناعــه أمــام‬

‫العاملني ألنه كا َد آلدم عليه السالم ‪.‬‬ ‫يف ( يــوم اليتيــم ) بــدا األطفــال الســوريون وهــم‬ ‫ســعيدون يضحكــــــون ‪ ،‬فوقفــوا أمــام عدســات‬ ‫الكام ـرات ينســجون مــن خيــوط األمل ضحــكات‬ ‫يشــقون بهــا شــفاههم عــى شــكل هــال …‪.‬‬ ‫يخرجونهــا مــن حنايــا أرواحهــم ‪ ...‬يطلقونهــا مــن‬ ‫حناجرهــم مضمخــة بالــدم ‪ ،‬مقيــدة بالسالســل ‪،‬‬ ‫مثقلــة برائحــة البــارود…‪.‬‬ ‫قالــوا لعيوننــا التــي تراقبهــم مــن خلــف حجــب‬ ‫الشاشــات‪ :‬انظرونــا نحــن نضحــك… اآلن‬ ‫نضحــك اليــوم نضحــك ‪ ,,,‬منــذ متــى مل ترونــا‬ ‫ونحــن نضحــك!! هــل اطأمننتــم أننــا مــا زلنــا‬ ‫صغــارا ً ‪ ,,,‬مــا زلنــا أطفــاالً …!! مازلنــا نعــرف‬ ‫كيــف نضحــك؟؟!!‬ ‫هــل رأيتــم كيــف أن الصواريــخ مل تحطــم جينــات‬ ‫الضحــك يف خاليانــا!!؟… مل تقطــع ســكاك ُني الذبح‬ ‫أورد َة الضحــك يف أرواحنــا!!… مل تقتلــع شــهقاتُ‬ ‫القتــى جــذور الضحــك مــن أضالعنــا!!…‪ .‬رمبــا‬ ‫كانــت ضحكاتنــا قــد أضاعــت يف صدورنــا طريقَها‬ ‫… رمبــا اصطدمــت بلهيــب النــار فاحرتقــت…‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫رمبــا علــت عليهــا صــو ُر املجــازر فاختنقــت …‬ ‫رمبــا حبســتها رصخــاتُ أمهاتنــا ودمــو ُع آبائنــا‬ ‫فتعطلــت وتوقفــت وتاهــت وذبلــت‪ ،‬لكنهــا مل‬ ‫ترحــل…‪.‬‬ ‫وحــده الظلــم يرحــل … وحــده الطاغيــة يرحــل‬ ‫‪ ،‬أمــا ضحكاتنــا فــا……!!!!‬ ‫رغــاً عــن أنــف الــرق والغــرب ‪ ...‬والتشــدد‬ ‫والتطــرف ‪ ..‬واالنبطــاح والتــرذم … رغــاً‬ ‫عــن أنــف املؤمتــرات واملؤامــرات ‪ ،‬والقمــم‬ ‫واالتفاقيــات… رغ ـاً عــن أنــف كل أنـ ٍ‬ ‫ـف يعلــو‬ ‫فــوق قمــة قاســيون …‪ ..‬رغــاً عــن وحــوش‬ ‫الظــام ‪ ...‬وأوراق الكواليــس تحــت الطــاوالت‬ ‫‪ ،‬رغــاً عــن البارجــات التــي زارت بحرنــا ثــم‬ ‫عــادت …‪ .‬رغـاً عــن أبــواق النظــام ‪ ،‬وبســاطري‬ ‫الشــبيحة ‪ ،‬والرايــات الصفـراء الالطمــة أبــدا ً وجـ َه‬ ‫الحــق … رغـاً عــن الحواجــز والراجــات وغــاز‬ ‫الســيانيد… رغ ـاً عــن املســتحيل الــذي يطــرق‬ ‫أبــواب الشــام ليقلــع جــذور الياســمني ‪...‬‬ ‫رغـاً عــن كل َر ْغــمٍ …‪ .‬فضحكاتنــا ال ترحــل‪ ..‬ومل‬ ‫ترحــل… ولــن ترحل…‬ ‫إنهــا كالقــدر الــذي يولــد بــن الــكاف والنــون…‬ ‫كالفجــر الــذي ينبثــق مــن قلــب الدجــى كل‬ ‫يــوم… كعبــق الشــام الباقــي يف كل روح غادرتهــا‬ ‫…‪ .‬كإبــاء قاســيونها املرتفــع يف عــزة كل ٍ‬ ‫نفــس‬ ‫حضنتهــا… ضحكاتنــا ال ترحــل باقيــة كبقائهــا‬ ‫خالــدة كخلودهــا … تعــزف للبرشيــة لحــن‬ ‫األبجديــة… وتخــ ُّط يف معجــم البطولــة معنــى‬ ‫الكرامــة والحريــة … وتحفــر يف جبــن الدهــر‬ ‫عبارتهــا األزليــة‪:‬‬ ‫نحــن ضحــكات أطفــال ســوريا الباقيــة مــا بقيــت‬ ‫كلمــة ســوريا تزيــن وجــه األرض‪.‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫رح عــن انتخابــات رئاســية‬ ‫*) رئيــس مجلــس الشــعب الســوري ي ـ ّ‬ ‫ألول مــرة يف ســوريا منــذ أواســط القــرن املــايض‪ ...‬لكــن هــي يــي‬ ‫كانــت تصــر تحــت مســمى مامرســة حــق التصويــت والدميوقراطيــة‬ ‫شــو كانــت‪....‬؟ برتيــة تركــس مث ـاً‪!...‬‬ ‫*) أمــركا تعلــن عــن تســليم النظــام لـــ ‪ %70‬مــن الكيــاوي بالتــام‬ ‫والكــال‪ ...‬مــع وقيــة "ســارين" ونــص وقيــة "غــاز كلــور"‪ !...‬يحــرق‬ ‫حريشــها أمريــكا شــو أمينــة وصاحــب ذمــة‪!...‬‬

‫يحتفــل فيــه الشــعب بجــاء روح حافــظ وابنــو البطبــوط عــن ســوريا‪!...‬‬

‫*) زل ـزال يــرب جنــوب إي ـران‪ ...‬عقبــال يش زل ـزال بقــوة أربعطــش‬ ‫*) بشــار وحالــش والجحيــش الباســل مهدديــن أنهــم بدهــن ميحــوا‬ ‫ريخــر يــرب كــريس ســيادتو بلــي بيتزحــزح‪!...‬‬ ‫الزبــداين بالرباميــل إذا مــا استســلمت‪ ...‬وكرمــال هيــك خصصــوا إلهــا‬ ‫*) كــري يف جنيــف للمشــاركة يف اجتــاع رباعــي حــول أوكرانيــا‪ ...‬ســت براميــل يوميــة مــن بعــد الســاعة ‪ 12‬بالليل‪!...‬بــس ومــع كل هــاد‬ ‫لــك ركــزيل هــأ ع الشــأن الســوري يــرىض عليــك ال تلتهــي بأوكرانيــا‪ ...‬بتضــل الزبــداين شــوكة بحلــق النظــام‪ ...‬و "هــي زبــداين هــا هــا‪ ...‬هــي‬ ‫بدنــا نخلــص‪!...‬‬ ‫زبــداين هــا هــا"‪...‬‬ ‫*) تقريــر يقــول بــأن ســوريا هــي األخطــر عاملي ـاً عــى الصحفيــن‪ )* ...‬األهــايل يف مدينــة بلــودان تشــكو مــن تزايــد الذبــاب بشــكل مزعــج‬ ‫وكــان عــى األطبــاء والطــاب واملدنيــن والحيوانــات والفقاريــات جــدا ً نتيجــة عــدم رش الجهــات املســؤولة للمبيــد الحــري بعــد مــا‬ ‫والنباتــات وجميــع الكائنــات الحيــة وحتــى األمــوات‪!...‬‬ ‫س ـلّم ســيادتو كل الكيــاوي‪! ...‬‬ ‫*) بــو تفليقــة يفــوز باالنتخابــات بعــد أن حــر إليهــا بكــريس‬ ‫متحــرك‪ ...‬مــع ترسيبــات عــن احتــال قدومــه يف املــرة القادمــة مــع‬ ‫منفســة وســط مخــاوف مــن صعوبــة إزالــة القثطــرة البوليــة‪): ...‬‬ ‫*) الجهــات الرســمية تعطــل يــوم الخميــس مبناســبة ذكــرى جــاء‬ ‫االســتعامر الفرنــي عــن ســوريا‪ ...‬مــع انتظــارات أنــو يجــي اليــوم يــي‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫اليــوم بعــد وكل الهــرج واملــرج يــي صــار بــدي‬ ‫أعمــل ديليــت للقــال والقيــل ولإلشــاعات‬ ‫يــي عــم تلعــب بالبلــد‪ .‬فتحنــا عيوننــا‬ ‫مــن الصبــح عــى خربيــة انســحاب حاجــز‬ ‫االســراحة (الحــرس الجمهــوري)‪ ،‬والخــر كان‬ ‫متــل الصاعقــة ونحنــا يــي منعــرف كتــر‬ ‫منيــح موقــع هالحاجــز الحســاس‪ ،‬كونــه همــزة‬ ‫الوصــل بــن الزبــداين وبلــودان واملعمــورة‬ ‫وباقــي املناطــق أوالً‪ ،‬ومركــزه وثقلــه بــن كل‬ ‫ألويــة الجيــش ومحاذاتــه لقــر الجحيــش‬ ‫ثاني ـاً‪ .‬وهــون بلّشــت التحليــات والتنظ ـرات‪،‬‬ ‫وصــار الشــعب كلــو صفــوت الزيــات‪ !...‬مخــاوف‬ ‫وتوقعــات عــن اقتحــام‪ ،‬مــع ترسيبــات عــن‬ ‫انســحاب عــدة حواجــز ونقــاط‪ ،‬وســيناريو‬ ‫تــاين عــن نيــة لتدمــر املنطقــة بالرباميــل‬ ‫والط ـران‪ .‬بعــد عــدة اتصــاالت مــع الثــوار أو‬

‫*) نق ـاً عــن مراســل إعــام النظــام ن ـراس مجركــس‪ :‬إثــر مالحقتــه‬ ‫لفلــول املجموعــات املســلحة التــي اتجهــت مــن القلمــون بإتجــاه‬ ‫الزبــداين الجيــش العــريب الســوري يســتهدف تجمعــات للمســلحني يف‬ ‫الجبــال الرشقيــة ملنطقــة‏الزبــداين‪ ...‬ويدمــر عــددا ً مــن املنجنيقــات‬ ‫التــي كان يســتخدمها اإلخــوة اإلرهابيــون وكان اللــه ويل التوفيــق‪..‬‬

‫باألحــرى "المســلحين" ‪-‬متــل مــا صــار يســميهم‬ ‫كتيــر مــن أهالــي الزبدانــي األفاضــل‪ -‬طلعــت قصــة‬ ‫انســحاب الحاجــز مــو أكــر مــن مرسحيــة‬ ‫افتعلهــا النظــام كرمــال يزيــد الضغــط عــى‬ ‫األهــايل‪ ،‬يــي حقهــم الطبيعــي يصــر معهــم‬ ‫رعــب مــن امليــغ والطـران‪ ،‬مــع شــبه تأكيــدات‬ ‫بأنــو جامعــة االســراحة مشلشــن ومــو مــن‬ ‫مصلحتهــن أبــدا ً أنــو ينســحبوا‪ ،‬وأنــو النظــام‬ ‫ممكــن يســحب حاجــز الحــرش وجمــا‬ ‫وبدريــة وكل النقــاط العســكرية بالزبــداين‬ ‫ومــا رح يســحب هــاد الحاجــز بالــذات‪.‬‬ ‫بعــد كــم ســاعة انفتحــت ســرة جديــدة عــن‬ ‫مســرة مؤيــدة طلعــوا فيهــا النــاس تخوفـاً مــن‬ ‫عواقــب انســحاب الحاجــز‪ ،‬وهــون بلشــت‬ ‫املعــارك والخناقــات عــى مجموعــات األحـرار‪،‬‬ ‫وتخوينــات كتــرة واتهامــات‪ .‬يف طــرف قــال‬ ‫أنــو العوائــل يــي طلعــت مبســرة التأييــد مــا‬ ‫بيقــدر حــدا يلومهــن‪ ،‬ألنــو هنــي موجوديــن‬ ‫قريــب مــن حاجــز االس ـراحة‪ ،‬وخوفهــن عــى‬

‫والدهــن وأعراضهــن فــرض عليهــم هالــي‪،‬‬ ‫وهنــي أكيــد مــا بيحبــوا النظــام بــس باملقابــل‬ ‫مــا عندهــن إمكانيــة ماديــة أنــو ينزحــوا ع‬ ‫بلــودان وبيوتهــا يــي صــار أجــار أقــل بيــت‬ ‫فيهــا ‪ 10000‬لــرة ســورية‪ ،‬يعنــي باختصــار‬ ‫مكــره أخــاك ال بطــل!‪ .‬بينــا اتهــم طــرف‬ ‫تــاين النــاس يــي طلعــت باملســرة بالخيانــة‬ ‫والعــار‪ ،‬وبأنهــم تخلــوا عــن الثــورة وخانــوا‬ ‫دم الشــهداء‪ .‬مــو مهــم مــن طلــع باملســرة‬ ‫ومــن الء‪ ...‬ومــو مهــم إذا طلعــت هالتظاهــرة‬ ‫املؤيــدة أصـاً‪ ...‬املهــم أنــو النظــام نجــح متــل‬ ‫العــادة ببــث حلقــة جديــدة مــن مسلســل‬ ‫اإلشــاعات يــي بيصدقهــا عــادة ضعــاف‬ ‫النفــوس وبينرشوهــا الدراويــش‪ .‬خلونــا نعمــل‬ ‫فلــرة ألي خــر منســمعو‪ ،‬ومــا نكــون جــزء من‬ ‫الطابــور الخامــس‪ ،‬ونتقــي ربنــا بهالعبــاد يــي‬ ‫مــا عــادت تتحمــل يش‪ ...‬ونعمــل ألي خربيــة‬ ‫مــو متأكديــن منهــا‪ ...‬ديليــت‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫تقرير‬

‫الثورة السورية والتسليح الذاتي‬ ‫هيالنة | أوكسجين‬

‫عندمــا مياطــل الغــرب بتزويــد الجيــش الحــر‬ ‫يف ســوريا باألســلحة التــي هــو بأمــس الحاجــة‬ ‫إليهــا ملواجهــة نظــام األســد؛ تصبــح الحاجــة‬ ‫أ ّم االخــراع‪ ،‬وتتحــول مســتودعات مبعــدات‬ ‫بدائيــة بســيطة إىل ورشــات لتصنيــع عــدد‬ ‫مــن األســلحة والذخــرة‪ ،‬التــي قــد ال تكــون‬ ‫بقــوة مــا ميلــك النظــام مــن قذائــف وصواريــخ‬ ‫ولكــن لهــا تأثــرات جيــدة وفاعلــة نســبياً‪.‬‬ ‫يف تلــك الورشــات التــي انتــرت يف الشــال‬ ‫الســوري خاصــة يف مناطــق حلــب وإدلــب‬ ‫ورساقــب؛ تتناثــر حــول العاملــن املتطوعــن‬ ‫فيهــا الرقاقــات املعدنيــة‪ ،‬وأكــوام مــن املــواد‬ ‫األوليــة املســتخدمة يف تصنيــع بعــض القذائــف‬ ‫والعبــوات املتفجــرة مثــل نــرات البوتاســيوم‬ ‫والســكر‪ ،‬إضافــة إىل بعــض الخــردة ومخلفــات‬ ‫الحديــد مــن بقايــا الرباميــل وأســطوانات‬ ‫وحاويــات قذائــف املدفعيــة أو تلــك مل تنفجــر‪،‬‬ ‫والتــي يتــم اســتخراج مــادة «يت إن يت» منهــا‬ ‫إلعــادة تعبئتهــا يف أســلحة أخــرى‪ .‬صناعــة‬ ‫األســلحة املحليــة التــي تشــهد رواجاً يف ســوريا؛‬ ‫باتــت تســتعني بعــدد مــن املهندســن الذيــن‬ ‫يتمتعــون بخــرة يف خلــط املــواد الكيامئيــة‪ ،‬إىل‬ ‫جانــب هــواة يبحثــون عــر شــبكة اإلنرتنت عن‬ ‫طــرق إتقــان هــذه الصناعــة‪ .‬منتجــات متنوعــة‬ ‫قدمــت‪ ،‬كان أهمهــا قذائــف "مورتــر" التــي‬ ‫يســتغرق تصنيعهــا مــدة يــوم واحــد‪ ،‬وتصــل‬ ‫إىل مســافة ســتة كيلــو م ـرات محدثــة حفــرة‬ ‫بعمــق ثالثــة أمتــار ونصــف تقريبـاً‪ ،‬ولكــن مــع‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫تحالف‬

‫هــو عالقــة تعاقديــة بــن دولتــن أو أكــر يتــم‬

‫بعــض املشــكالت يف كونهــا قــد تنفجــر أحيان ـاً‬ ‫قبــل األوان أو قــد ال تنفجــر أبــدا ً‪ .‬باإلضافــة‬ ‫إىل املولوتــوف والقنابــل البدائيــة التــي تصنــع‬ ‫مــن األنابيــب املســتخدمة يف أعــال الســباكة‪،‬‬ ‫والعبــوات الناســفة التــي تــزرع حــول مواقــع‬ ‫تواجــد قــوات وآليــات النظــام‪ .‬ومــع ازديــاد‬ ‫الحاجــة ملثــل تلــك األســلحة‪ ،‬بــدأت مالمــح‬ ‫هــذه الصناعــة تتطــور إىل صنــع قذائــف‬ ‫هــاون وعــدد مــن الصواريــخ متوســطة املــدى‪،‬‬ ‫كان آخرهــا مدفــع صنعــه لــواء أح ـرار ســوريا‬ ‫أطلقــوا عليــه اســم "عمــر بــن الخطــاب"‪ ،‬وهــو‬ ‫ذو قــوت تفجرييــة تفــوق قــوة املدفعيــة التــي‬ ‫يســتخدمها النظــام‪ ،‬وبدقــة عاليــة يف إصابــة‬ ‫الهــدف‪ .‬مؤخـرا ً ومــع التخــوف مــن اســتخدام‬ ‫نظــام األســد مجــددا ً للســاح الكيــاوي‬ ‫والغــازات الســامة‪ ،‬انتــرت ورشــات عمــل‬ ‫متخصصــة بتصنيــع األقنعــة الواقيــة‪ ،‬تعتمــد‬

‫عــى مــا يتوفــر مــن فحــم الشــواء أو األراكيــل‬ ‫الــذي يطحــن مــن أجــل وضعــه مــع القطــن‬ ‫والقــاش داخــل كاممــة بســيطة‪ ،‬تكــون بديـاً‬ ‫عــن القنــاع األصــي الغــر متوفــر‪ .‬افتقــار‬ ‫الذخــرة التــي أجــرت مقاتــي الجيــش الحــر‬ ‫عــى الرتاجــع عــدة مــرات مــن الصفــوف‬ ‫األماميــة؛ دفعتهــم إىل االعتــاد عــى أنفســهم‬ ‫للحصــول عــى الســاح‪ ،‬فلجــؤوا إىل أفكارهــم‬ ‫الخاصــة‪ ،‬وتفوقــوا عــى أنفســهم بتطويــر‬ ‫فنــون تلــك الصناعــة برسعــة مدهشــة وبنتائــج‬ ‫باهــرة فاجأتهــم أنفســهم‪ ،‬وجعلتهــم أمــام‬ ‫تحـ ٍـد جديــد يف إنشــاء ترســانة ذاتيــة محليــة‬ ‫باتــت مكونـاً أساســياً لبقــاء واســتمرارية الثــوار‬ ‫عــى األرض‪ ،‬وســط مخــاوف مــن صعوبــة‬ ‫تحجيــم تلــك الورشــات بعــد ســقوط النظــام‬ ‫واعتبارهــا قنابــل موقوتــة قــد ال يردعهــا رادع‪.‬‬

‫تحالف انتخابي‬

‫منهام‪.‬‬

‫يشــر هــذا املصطلــح إىل احتــال متزايــد بــأن تحالف مغلق‬ ‫مرشــحاً ملنصــب مــا ســينتخب بســبب شــعبية تحالــف تكــون فيــه األحـزاب املشــاركة جميعـاً‬ ‫مرشــح آخــر ‪-‬ملنصــب أعــى عــادة‪ -‬يف بطاقــات متقاربــة بشــأن بعــد ســيايس مــا‪ ،‬وال يســتثنى‬ ‫مشــاركني‪ .‬وقــد تكــون الحالــة (مغلقــة) يف‬

‫سياســة التحالــف تاريخيــاً بسياســة تــوازن هــو االتفــاق الــذي يعقــد بــن دولتــن أو بعــد واحــد (السياســية واالقتصاديــة مثــاً)‪،‬‬ ‫القــوى‪ ،‬والدالئــل التاريخيــة تشــر عــى أنهــا أكــر للتعــاون فيــا بينهــا عســكرياً يف حالــة ولكنهــا مفتوحــة عــى بعــد آخــر عــى صعيــد‬ ‫تزيــد يف احتــال وقــوع الحــرب وانتشــارها‪.‬‬

‫هجــوم أو اعتــداء دولــة أخــرى عــى أرايض أي السياســة الخارجيــة عــى ســبيل املثــال‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٦‬األحد ‪2014\04\٢٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــن خاللهــا اتخــاذ خطــوات التعــاون والدعــم االقـراع نفســها‪.‬‬ ‫املتبــادل يف حالــة نشــوب حــرب‪ .‬وقــد ارتبطت تحالف دفاعي‬

‫حــزب يقــع عــى هــذا البعــد بــن حزبــن‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.