أوكسجين العدد 107 السنة الثالثة - الأحد 27-04-2014

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫االغتصاب‬ ‪‭‬‬ ‫كوسيل ‬ة ‪‭‬لالنتقام‬ ‪‭‬م ‬ن ‪‭‬الثورة‬ ‪‭‬السورية‬ ‫الزواج‬ ‪‭‬ف ‬ي ‪‭‬الثورة‪‬ ..‬نعم ‬ة ‪‭‬أ ‬م ‪‭‬نقمة‬‪‭‬؟‬!‪‭‬‬ ‫ماذا‬ ‪‭‬لو كا ‬ن ‪‭‬فيس‬ ‪‭‬بوك‬ ‫ف ‬ي ‪‭‬الزم ‬ن ‪‭‬الجاهلي‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫االفتتاحية‬

‫الكيماوي واالنتخابات‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬الزواج‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬الثور‬ة ‪‭..‬نعمة‬ ‪‭‬أم‬ ‪‭‬نقمة‬ ‪‭‬؟‬!‪‭‬‬ ‫‪ -٤‬تهاوي‬ ‪‭‬الليرة‬ ‪‭‬ينذر‬ ‪‭‬بانهيار‬ ‪‭‬االقتصاد‬ ‫ شهيدان بالتزامن مع محاوالت تهدئة جديدة‬‫‪ -٥‬الدي ـن‬ ‪‭‬أفيــون‪‭ ‬...‬ســاح‬ ‪‭‬علمــاء‬ ‪‭‬الســاطين‬ ‪‭‬ف ـي‪‭‬‬ ‫‬تخدي ـر‬ ‪‭‬الســوريين‬ ‫‪ -6‬االغتصاب‬ ‪‭‬كوسيلة‬ ‪‭‬لالنتقام‬ ‪‭‬من‬ ‪‭‬الثورة‬ ‪‭‬السورية‬ ‫ّ‬ ‫‪ -8‬كأنك‬ ‪‭‬يا‬ ‪‭‬ابو‬ ‪‭‬زيد‬ ‪‭‬ما‬ ‪‭‬غزيت‬ ‫‪ -9‬نساء‬ ‪‭‬بين‬ ‪‭‬سقف‬ ‪‭‬وسماء‬ ‫‪ -10‬فائض‬!‪‭..‬‬ ‫‪ -12‬ماذا‬ ‪‭‬لوكان‬ ‪‭‬فيس‬ ‪‭‬بوك في‬ ‪‭‬الزمن‬ ‪‭‬الجاهلي‬ ‫‪‭‬البرية‬ ‪‭‬مأكوالت‬ ّ‬ ‫‪ -13‬من‬ ‪‭‬نباتاتنا‬ ّ‬ ‫‪‭‬شعبية‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫أعلنــت البعثــة املشــركة ملنظمــة حظــر األســلحة الكيميائيــة‬ ‫واألمــم املتحــدة بــأن مجمــوع الدفعــات املسـلّمة من ترســانة‬ ‫النظــام الكيميائيــة وصــل إىل ‪ %92‬بينــا بقــي ‪ %8‬مــن الكميــة‬ ‫املفــرض تســليمها لــدى النظــام يف إنتظــار تســليمه‪ ،‬وهــل‬ ‫هــذه الكميــة حقيقيــة‪ ،‬أم هنــاك كميــات غــر معلــن عنهــا‬ ‫ملنظمــة حظــر األســلحة الكيميائيــة حســب مــا نقلتــه رويــرز‬ ‫عــن دبلوماســيني غــرب‪ ،‬وقــد أكــدت هــذه املعلومــات‬ ‫اســتخبارات عــدة منهــا "الفرنســية والربيطانيــة واألمريكيــة"‬ ‫ولكــن هــذه الترصيحــات واألدلــة مل ترتقــي لتتقــدم كأدلــة‬ ‫للمطالبــة بالكميــة الخفيــة‪ ،‬وقــد نفــى مبعوث األمــم املتحدة‬ ‫الجعفــري هــذه االتهامــات وطالــب بأدلــة عليهــا‪ .‬ولكــن هــذا‬ ‫كلــه ال يعنــي املواطــن الســوري بــيء فهــو بــكل األحــوال‬ ‫تحــت ســلطة املــوت ســوا ًء بالغــازات الســامة أو الكلــور أو‬ ‫قذائــف الدبابــات أو الرباميــل… أو‪ ..‬أو‪ ..‬أو‪ ..‬ومــا أكرثهــا‬ ‫مــن أدوات مــوت غابــت عــن الحظــر وكأن املجتمــع الــدويل‬ ‫يعطيــه الضــوء األخــر لقتــل الســوريني بكافــة األســلحة للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫الحربيــة ولكنــه ميتعــض مــن اســتخدام األســد للكيــاوي ‪.‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫بــن تســليم الكيــاوي والتأكــد مــن إمتــام التســليم مازالــت‬ ‫الرباميــل تتســاقط عــى حلــب والزبــداين وحمــص ويقتــل‬ ‫يومي ـاً ع ـرات األطفــال بــدم بــارد لتحصــد أرواح الســوريني‬ ‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫يوم ـاً بعــد يــوم‪.‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬ ‫لكــن ثقــة األســد بحلفائــه مازالــت قامئــة منــذ اللحظــة األوىل‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫لثــورة الشــعب ‪،‬فوعــد الجامهــر والــدول الصديقــة أنــه‬ ‫لــن يرحــل قبــل انتخابــات ‪ 2014‬وبــدأت مراســمها يف أحيــاء‬ ‫عــدة يف العاصمــة دمشــق بعيــدة كل البعــد عــن املحافظــات‬ ‫األخــرى التــي متثــل الحاضنــة الشــعبية للثــورة ولكــن مــن‬ ‫ســيقرتع ومــن ســينتخب ؟؟ املعتقلــون ؟ الجرحــى ؟ الشــهداء‬ ‫الذيــن بلــغ عددهــم ثالمثئــة ألــف ؟؟ أم الالجــن يف دول‬ ‫الجــوار وهــم أكــر مــن ســت ماليــن شــخص؟! أســئلة برســم‬ ‫اإلجابــة مــن كل مرشــح ومــن كل ســوري ينــوي اإلدالء بصوتــه‬ ‫يف االنتخــاب‪.‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬

‫تقرير‬

‫الزواج في الثورة ‪ ..‬نعمة أم نقمة ؟!‬ ‫باسمة علي | أوكسجين‬

‫لعــل هــذه الظــروف التــي متــر بهــا املــدن‬ ‫ّ‬ ‫الســورية وخاصــة الشــباب الثائريــن واملرابطــن‬ ‫عــى الجبهــات جعلهــم يســتثنون أشــياء كثــرة‬ ‫مــن حياتهــم ويوفــرون أموالهــم للقمــة العيــش‬ ‫بالدرجــة األوىل‪ ،‬إال أن الجهــاد والــذود عــن‬ ‫الحمــى مل يثنيهــم عــن إكــال نصــف دينهــم‬ ‫كــا يقــول البعــض‪ ،‬فالــزواج مــن حــق أي‬ ‫شــخص ناضــج وعاقــل ولــه رشوطــه ومتطلباتــه‬ ‫كــا قــال النبــي محمــد صــي اللــه عليه وســلم‬ ‫"مــن اســتطاع البــاءة فليتــزوج"‪ ،‬فعــى الشــاب‬ ‫املقبــل عــى الــزواج ‪-‬العريــس‪ -‬أن ي ّجهــز‬ ‫البيــت ويشــري غرفــة النــوم وغرفــة الجلــوس‬ ‫فهــذه هــي عــادات الزبدانيــن ودفــع النقــد‬ ‫للعــروس ورشاء الذهــب‪ ،‬أمــا اليــوم فاملوضــوع‬ ‫بالنســبة للبعض أبســط وأســهل فاســتعارة شقة‬ ‫مفروشــة مــن أحــد املعــارف الذيــن نزحــوا مــن‬ ‫املدينــة حيــث مل يبـ َـق ســوى ‪ %30‬مــن أهلهــا‪،‬‬ ‫رشيطــة أن تكــون يف الطوابــق الســفلية و آمنــة‬ ‫بعيــدة عــن القصــف نوع ـاً مــا‪ ،‬ويطلــب مــن‬ ‫العريــس تجهيــز العــروس ببعــض املالبــس‬ ‫واألشــياء الخاصــة فقــط باإلضافــة لخاتــم‬ ‫الخطوبــة فقــط‪ ،‬فالظــروف االقتصاديــة الســيئة‬ ‫رضت بحــال النــاس جعلتهــم يتنازلــون‬ ‫التــي أ ّ‬ ‫عــن متطلباتهــم ‪،‬ويخففــون عــى العريــس‬ ‫هــدر املــال يف تحضــر حفلــة كبــرة‪.‬‬

‫أجابــت "مل نطلــب شــيئاً غاليــاً فالظــروف‬ ‫االقتصاديــة صعبــة ويكفــي أن يكــون لهــا‬ ‫عونــا وزوجــاً صالحــاً ويكمــا معــاً حياتهــا"‬ ‫وأعقبــت بالقــول "وحتــى نحــن مل نجهــز‬ ‫العــروس ومل نشــري الذهــب وأدوات املطبــخ‬ ‫كــا املعتــاد فظروفنــا صعبــة أيضــاً"‪.‬‬

‫إقبال وتشجيع ‪:‬‬ ‫ه ـ ّم الكثــر مــن شــباب الزبــداين مــع نهايــة‬ ‫صيــف العــام املــايض عــى الــزواج بتشــجيع‬ ‫مــن أهاليهــم مــن جهــة والكتائــب التــي‬ ‫ينتمــون إليهــا مــن جهــة أخــرى حيــث‬ ‫يتوجــب عــى الكتيبــة دفــع مبلــغ نقــدي‬ ‫للشــاب يـراوح بــن ‪ 25-10‬ألــف لــرة حســب‬ ‫الحاجــة وتســمى "منحــة زوج" أكــر ضعــف‬ ‫التكلفــة االقتصاديــة بــن مراســم واحتفــال‬ ‫ووليمــة الغــداء التــي اقتــرت اليــوم عــى‬ ‫بعــض األصدقــاء ووجبــة خفيفة‪.‬وبلــغ عــدد‬ ‫الشــباب املتزوجــن خــال ســتة أشــهر املاضيــة‬ ‫حــوايل ‪ 50‬شــاب بشــكل تقريبــي‪ .‬يحقــق هــذا‬ ‫الــزواج املصلحــة للطرفــن فهــو يقــدم الحاميــة‬ ‫واألمــان ويؤ ّمــن الســكن واالســتقرار وهــي‬ ‫تعيلــه وتســهر عــى راحتــه وتكــون لــه العــون‬ ‫والســند وتشــاركه لقمــة طازجــة طاملــا ُحــرم‬ ‫منهــا بعــد نــزوح األهــل وبعــد األقــارب‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫وعن المعوّقات التي تواجه الشباب‪:‬‬ ‫بعــض العائــات ترفــض تزويــج بناتهــم بســبب‬ ‫وضــع الزبــداين املضطــرب والخــوف مــن‬ ‫القصــف والحصــار املفــروض عليهــا مــا مينــع‬ ‫إدخــال املــواد الغذائيــة واحتياجــات أخــرى‬ ‫للمنــزل‪ ،‬ويرفــض بعــض الشــباب فكــرة الــزواج‬ ‫من الواقع ‪:‬‬ ‫محمــد شــاب مــن الزبــداين تــزوج منــذ الشــهر لعــدم قدرتهــم عــى تحمــل مشــاق الحيــاة‬ ‫تقريب ـاً‪ ،‬يعمــل يف كتيبــة تابعــة للجيــش الحــر وتلبيــة حاجــات األرسة يف ظــل هــذه الظــروف‪.‬‬ ‫فيهــا تحــدث لنــا عــن زواجــه أثنــاء الثــورة‪،‬‬ ‫كان عليــه تأمــن شــقة مفروشــة وخاتــم آراء وتضحية ‪:‬‬ ‫الخطوبــة ومبلــغ ‪ 25‬ألفــاً لــراء أغــراض يــرى بعــض األهــايل أن الــزواج يف هــذا الوقــت‬ ‫ومالبــس للعــروس‪ ،‬ومتــت مراســم الــزواج رغــم غــر مناســب ملــا فيــه مــن مســؤولية عــى‬ ‫التصعيــد الــذي حــدث يف األســابيع األخــرة عاتــق الشــاب وأهلــه يف حاميــة الزوجــة‬ ‫والقذائــف والرباميــل إال أن الحيــاة تســتمر وتلبيــة احتياجاتهــا وخاصــة يف حــال غيــاب‬ ‫رغــم كل مآســيها‪ ،‬ويبقــى فيهــا فســحات الــزوج واشــتداد القصف‪.‬ويــرى آخــرون‬ ‫صغــرة متــأ حيــاة الســوريني بالفــرح واألمــل‪ ،‬أن األيــام متــي وتــرق منهــم أحــى أيــام‬ ‫وتقــول أم عــي (حــاة محمــد)‪" :‬اللجــان صباهــم والوضــع يف ســوريا يــزداد ســوءا ً‬ ‫الشــعبية واملداهــات يف بلــودان جعلتنــي ‪،‬كــا يقــول أبــو حســن "الثــورة ط ّولــت‪ ..‬وأنــا‬ ‫أخــاف عــى ابنتــي‪ ،‬ومحمــد صاحــب خلــق بــدي أفــرح بــأوالدي قبــل أن مــوت‪ ،‬وزواجــه‬ ‫وملتــزم ومــن عائلــة طيبــة فــا مانــع مــن لــن يثنيــه عــن إكــال دوره"‪.‬بينــا يرفــض‬ ‫تزويــج ابنتــي لــه" وعــن متطلبــات العــروس حســن رغبــة والديــه بتزويجــه رغــم أن عمــره‬

‫تجــاوز ‪32‬عامــاً وهــو يســكن مــع عائلتــه يف‬ ‫املعمــورة ألنــه عاطــل عــن العمــل وال يريــد‬ ‫أن يكــون عال ـ ًة عــى أهلــه عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫أمــا نهــى (متزوجــة منــذ عــدة أشــهر وتســكن‬ ‫يف الزبــداين) فــرى أنهــا سـ ّنة الحيــاة وال مانــع‬ ‫مــن الــزواج يف هــذه الظــروف لتكــون عونــاً‬ ‫لزوجهــا ومشــجعة لــه عــى عملــه فهــي تــرى‬ ‫أنــه نــوع آخــر مــن الجهــاد والتضحيــة مــن‬ ‫أجــل أبنــاء بلدهــم‪.‬‬

‫تقرير‬

‫شهيدان بالزتامن‬ ‫مع محاوالت تهدئة جديدة‬

‫تعرضــت الزبــداين خــال‬ ‫األســبوعني املاضيــن ألكــر مــن ‪50‬‬ ‫برميـاً نتــج عنهــم دمــار يف املنازل‬ ‫وخلّفــت عــدة جرحــى مــن بينهــم‬ ‫عائلــة بأكملهــا واستشــهدت‬ ‫الطفلــة ســامية الططــري وعمرهــا‬ ‫‪ 10‬ســنوات وأصيــب والدهــا‬ ‫بجــروح خطــرة وكذلــك أخوتهــا‬ ‫أمــا الشــهيد اآلخــر فهــو الطفــل‬ ‫بشــار عبــد النبــي الــذي اســتهدفه‬ ‫حاجــز الحكمــة بثــاث طلقــات‬ ‫أدت لوفاتــه بعــد مقاومة جســمه‬

‫الغــض للمــوت بثالثــة أيــام عندما‬ ‫كان يلعــب مــع رفاقــه كــرة‬ ‫القــدم أمــام منزلــه القريــب مــن‬ ‫الحاجــز‪ .‬بينــا يســعى املجلــس‬ ‫املحــي والكتائــب وأهــايل املدينــة‬ ‫لعقــد هدنــة مــع النظــام مفادهــا‬ ‫وقــف إطــاق النــار و وقــف‬ ‫الغــارات الجويــة عــى املدينــة‬ ‫بعــد محــاوالت انســحاب لحاجــز‬ ‫االســراحة و اقتحــام للزبــداين‪،‬‬ ‫وكانــت متطلبــات األهــايل‬ ‫بإخــراج املعتقلــن يف الدرجــة‬

‫تهاوي الليرة ينذر‬ ‫بانهيار االقتصاد‬

‫عامر مصطفى | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يُعــد االقتصــاد عمــود رئيــي‬ ‫يف بنــاء أي نظــام حكــم وحجــر‬ ‫الزاويــة األســاس لبنــاء الدولــة‪،‬‬ ‫وأ ّن انهيــاره ي ّنبــئ بانهيــار حكمــه‬ ‫ودولتــه‪ .‬ففــي ســوريا يحــاول‬ ‫النظــام الحاكــم اإلبقــاء عــى‬ ‫االقتصــاد مضبوطــاً يف الواجهــة‬ ‫يف حــن أنــه يتــآكل ويــأكل حيــاة‬ ‫املواطــن الســوري‪ .‬فقــد كشــف‬ ‫تقريــر صــادر عــن املجلــس‬ ‫األورويب للعالقــات الخارجيــة "أن‬ ‫االقتصــاد الســوري ســيحتاج إلــى ‪30‬‬ ‫عامــا للتعافــي بســبب مــا يشــهده‬

‫هــذا البلــد مــن حــرب طاحنــة ّدمــرت‬ ‫بنيتــه التحتيــة‪ ،‬إضافــة إلــى مقتــل مــا‬ ‫ال يقــل عــن ‪ 140‬ألــف شــخص لــآن"‪.‬‬ ‫و ي ّوضــح التقريــر‪ ،‬أن االقتصــاد‬ ‫الســوري شــهد أربــع مراحــل مــن‬ ‫الرتاجــع بســبب انــدالع الــراع‪،‬‬ ‫وفــرض العقوبــات‪ ،‬والتوســع‬ ‫يف القتــال واســتيالء الحــر عــى‬ ‫املناطــق الغنيــة باملــوارد يف‬ ‫الشــال الرشقــي‪ ،‬ومــع ذلــك‪،‬‬ ‫ال تــزال املناطــق التــي يســيطر‬ ‫عليهــا النظــام مرنــة ال ســيام‬ ‫بســبب الدعــم الحــرج الــذي‬

‫األوىل وإدخــال املــواد الغذائيــة‬ ‫للمدنيــن بينــا طلــب النظــام‬ ‫تســليم ‪100‬قطعة ســاح وتســوية‬ ‫أوضــاع ‪200‬مســلح مــن املدينــة‬ ‫ومازالــت املفاوضــات جاريــة بــن‬ ‫الطرفــن إال أن األخــر وكالعــادة ال‬ ‫يلتــزم مبيثــاق أي هدنــة قتخللــت‬

‫عــدة قذائــف أجــواء املدينــة يــوم‬ ‫الســبت ‪ 4/26‬الــذي كان اليــوم‬ ‫الثــاين للهدنــة‪ .‬ويتأمــل أهــايل‬ ‫الزبــداين وقــف شــال الــدم يف‬ ‫املدينــة الــذي حصــد أرواح مــا‬ ‫يقــارب ‪ 520‬شــهيد وأكــر مــن‬ ‫‪ 500‬معتقــل‪.‬‬

‫يقدمــه الحلفــاء‪ ،‬مــا ح ّولــه إىل‬ ‫اقتصــاد حــرب يهتــم بالدرجــة‬ ‫األوىل بتوجيــه املــوارد لخدمــة‬ ‫الحــرب‪ .‬ومــن جانبــه حــاول‬ ‫النظــام ســند اقتصــاده املتهــاوي‬ ‫مــن خــال الدعــم املقــ ّدم مــن‬ ‫الــدول الحلفــاء كروســيا والصــن‬ ‫وإيــران بالدرجــة األوىل‪ .‬وبــرز‬ ‫هــذا االنهيــار بخســارة اللــرة‬ ‫قيمتهــا أمــام الــدوالر األمــريك‬ ‫بشــكل متتــايل ففــي ‪2012- 2011‬‬ ‫خــرت ثلــث قيمتهــا وحتــى‬ ‫نهايــة ‪ 2013‬خــرت ثلثــي‬ ‫قيمتهــا وبلــغ ســعر رصف الــدوالر‬ ‫‪ 160‬لــرة‪ .‬وأثــر ذلــك أيض ـاً عــى‬ ‫ســعر غــرام الذهــب ليصــل إىل‬ ‫‪6500‬لــرة لغــرام الذهــب عيــار‬ ‫‪21‬قــراط بينــا ســ ّجل الذهــب‬ ‫عيــار ‪ 18‬قــراط ‪5571‬لــرة‪ .‬ويف‬ ‫كل مــرة يتعــرض ســعر رصف‬ ‫اللــرة لالهت ـزاز‪ ،‬يلجــأ النظــام إىل‬ ‫حلــول ترقيعيــة‪ ،‬مثــل االســتعانة‬ ‫باألجهــزة األمنيــة العتقــال بعــض‬ ‫املضاربــن‪ ،‬وضــخ جرعــة مــن‬ ‫الــدوالرات يف الســوق‪ ،‬مــا ينجــم‬ ‫عنــه فــرة مــن االســتقرار‪ ،‬ثــم‬ ‫ال تلبــث اللــرة أن تتهــاوى مــن‬

‫جديــد بعــد زوال آثــار اإلجـراءات‬ ‫"التخديريــة"‪ ،‬علــاً أ ّن ســعر‬ ‫رصف الــدوالر كان بحــدود ‪48‬‬ ‫لــرة قبيــل انــدالع الثــورة يف ربيــع‬ ‫‪ ،2011‬والتــي رد النظــام عليهــا‬ ‫بحــرب شــاملة‪ ،‬دمــرت البــاد‬ ‫وقتلــت ورشدت ماليني الســوريني‪.‬‬ ‫وليتــدارك التدهــور فــرض قيــودا ً‬ ‫كثــرة عــى الــدوالر بحجــة حاميــة‬ ‫اللــرة ومؤخـرا ً أصــدر قانــون رقــم‬ ‫‪ 54‬للعــام ‪ 2013‬الــذى ينــص‬ ‫عــى "منــع التعامــل بغيــر الليــرة‬ ‫الســورية كوســيلة للمدفوعــات أو‬ ‫ألي نــوع مــن أنــواع التــداول التجــاري‬ ‫أو التســديدات النقديــة وســواء كان‬ ‫ذلــك بالقطــع األجنبــي أو بالمعــادن‬ ‫الثمينــة"‪ .‬وذكــر حاكــم مــرف‬ ‫ســورية املركــزي أديــب ميالــة‪" :‬أن‬ ‫هــذا المرســوم يأتــي فــي إطــار ســعي‬ ‫المصــرف المركــزي المســتمر للدفــاع‬ ‫عــن الليــرة الســورية والحفــاظ علــى‬ ‫قوتهــا باعتبارهــا الوســيلة الوحيــدة‬ ‫لتســوية التعامــات ضمــن الجمهورية‬ ‫العربيــة الســورية وبهــدف محاســبة‬ ‫المتالعبيــن ممــن يحاولــون التشــكيك‬ ‫بهــا واســتغالل الوضــع الراهــن‬ ‫لتحقيــق مكاســب غيــر مشــروعة"‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬

‫رأي‬

‫الدين أفيون‪ ...‬سالح علماء السالطين في تخدير السوريين‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫مــكان قــد كفــرت بأنعــم اللــه يــوم ركنــت‬ ‫لحاكــم غــر رشعــي‪ ،‬ورضيــت أن يذلهــا‪ ،‬وأن‬ ‫يتحكــم مبق َّدراتهــا‪ ،‬وأن يبيــع أرضهــا‪ ،‬وأن‬ ‫يقتــل رجالهــا‪ ،‬ويعــادي دينهــا‪ ،‬ويفقــر أهلهــا‪،‬‬ ‫ويحــارص أنفاســهم‪ ،‬ويذلهــم‪ ،‬عندهــا كفــرت‬ ‫بأنعــم اللــه‪ ،‬وإن كانــت تعيــش يف جــو ظاهــره‬ ‫األمــن واألمــان‪ ،‬وباطنــه اإلمعــان يف الضيــاع‬ ‫والفقــر والجــوع والظلــم والخــوف…‪ .‬إال أن‬ ‫باطنــه مــا احتــل نفوســنا قبــل الثــورة مــن‬ ‫شــعور بالغربــة عــن أرضنــا وندائنــا كل صبــاح‬ ‫ومســاء‪ :‬هــل إىل خــروج مــن ســبيل؟!‪.‬‬ ‫وغنــي‬ ‫أمــن وأمــان باطنــه فســا ٌد وتســلطٌ‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫يــأكل الفقــر‪ ،‬ومسـ ٌ‬ ‫ـؤول ميثــل ســلطة ال حــدود‬ ‫لهــا‪ ،‬وحريـ ٌة ال معنــى لهــا يف قامــوس الحياة…‬ ‫وحقـ ٌ‬ ‫ـوق مهــدورة‪ ،‬ومعتقــاتٌ مملــوءة…‬ ‫يتذرعــون باألمــن واألمان ناســن أو متناســن أن‬ ‫كل منكـ ٍر يـراه بيده‬ ‫املســلم مكلَّــف بــأن يغـ ِّـر َّ‬ ‫قبــل لســانه‪ ،‬ناســن أو متناســن أيضـاً أن اللــه‬ ‫تعــاىل حــ َّدد لنــا الــوالة املأموريــن بطاعتهــم‬ ‫عندمــا قــال‪:‬‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ُ َّ َ َ َ ُ َّ ُ َ‬ ‫(ياأيهــا ال ِذيــن آمنــوا أ ِطيعــوا اللــه وأ ِطيعــوا الرســول‬ ‫ُ َْ ُْ‬ ‫َوأ ْوِلــي ال ْمـ ِـر ِمنك ْم…) (‪-59‬النســاء)‬ ‫فح َّدد لنا َمن هم أولو األمر‪..‬‬ ‫إنهــم (منكــم) أي مــن بينكــم ‪ ،‬م َّمــن‬ ‫اصطلحتــم عــى واليتهــم ‪ ،‬فبايعتموهــم‬ ‫وانتخبتموهــم فكانــوا منكــم‪..‬‬ ‫وإنهــم ليســوا حاكــاً واحــدا ً مســتبدا ً إليــه‬ ‫يرجــع األمــر كلــه‪ ،‬فاللــه تعــاىل مل يقــل‪:‬‬ ‫وأطيعــوا اللــه والرســول وويل األمــر منكــم‬ ‫(بصيغــة املفــرد) بــل قــال‪( :‬وأولــي األمــر منكــم)‪،‬‬

‫فالحاكــم معــه ثلــة مــن أويل األمــر املوكلــن‬ ‫كل مبــا يختــص بــه عــى شــكل حكــم‬ ‫بالحكــم ٌّ‬ ‫مؤسســات ليــس يف اســتبداد وال مركزيــة‪...‬‬ ‫يتذرعــون باألمــن واألمــان الواهــم ناســن‬ ‫أو متناســن أن اآليــة التــي يأمــر اللــه تعــاىل‬ ‫بهــا بطاعــة أويل األمــر منــا قــد ُســبقت بآيــة‬ ‫تح ـ ِّدد صفــات الحاكــم الــذي نحــن مأمــورن‬ ‫َّ ْ ُ َ‬ ‫بطاعتــه وذلــك يف قولــه‪(ِ :‬إ َّن اللـ َـه َيأ ُم ُركـ ْـم أ ْن‬ ‫ُ َ ُّ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫َتــؤ َدوا ُ المانـ ْ ِـات ِ إلــى أه ِل َّهــا ِوإذا حكم ُتـ ُـم بيــن َّ ِ‬ ‫أ ْن ت ْحك ُمــوا ِبال َعـ ْـد ِل ِ إ َّن اللـ َـه ِن ِع َّمــا َي ِعظكـ ْـم ِبـ ِـه ِ إ َّن اللـ َـه‬ ‫َ‬ ‫ك َان َسـ ِـم ًيعا َب ِص ًيرا)(‪-٥٨‬النســاء)‬ ‫أداء األمانــة‪ ،‬والحكــم بالعــدل… صفــات‬ ‫الحاكــم الــذي أشــار ســبحانه يف اآليــة التــي‬ ‫تليهــا إىل وجــوب طاعتــه…‬ ‫وهــو مــا ذكــره ســيدنا أبــو بكــر الصديــق ريض‬ ‫اللــه عنــه يف خطبتــه يــوم بايعــه املســلمون‬ ‫خليفــة عليهــم فوقــف فيهــم قائ ـاً‪:‬‬ ‫(أمــا بعــد أيهــا النــاس فإنــي قــد ُوليـ ُـت عليكم ولســت‬ ‫بخيركــم‪ ،‬فــإن أحســنت فأعينونــي‪ ،‬وإن أســأت‬ ‫فقومونــي‪ ..،‬أطيعونــي مــا أطعــت اللــه ورســوله‪،‬‬ ‫فــإذا عصيــت اللــه ورســوله فــا طاعــة لــي عليكــم)‪.‬‬ ‫يتذرعــون باألمــن واألمــان ويستشــهدون‬ ‫باآليــات واألحــكام عــى نحــ ٍو يحولــون فيــه‬ ‫الديــن مــن شــمس تنــر حياتنــا إىل عتمــة تلف‬ ‫ضامئرنــا لنبقــى يف أماكننــا خائفــن خانعــن‬ ‫مدمنــن عــى الســكون والخنــوع مقتنعــن أن‬ ‫ينــص!!‬ ‫الديــن أىت بهــذه العتمــة وعليهــا ّ‬ ‫واقــ ٌع يســتوجب ثــورة لــن تكتمــل أهــداف‬ ‫ثورتنــا مــا مل تشــتعل لتزيــح عــن األفهــام مــا‬ ‫تراكــم عليهــا مــن طــول األمــد‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يقــف علــاء الســاطني عــى منابرهــم اليــوم‬ ‫ليبكــوا عــى أطــال ســوريا ومــا آل إليــه حالهــا‬ ‫مستشــهدين بقولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ َ َ ً َ ْ َ ً َ َ ْ َ ً ُ ْ َ َّ ً‬ ‫(وضــرب اللــه مثــا قريــة كانــت ِآمنــة مطم ِئنــة‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َيأ ِت َيهــا ِرزق َهــا َرغـ ًـدا ِمـ ْـن كل َمــك ٍان فكفـ َـر ْت ِبأن ُعـ ِـم‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫ـوع َوالخـ ْـو ِف ِب َمــا كانــوا‬ ‫ْاللـ ِـه َ ُفأ َذاقهــا اللــه ِلبــاس الجـ ِ‬ ‫َيصنعون)(‪-112‬النحــل)‬ ‫وذلــك للتدليــل عــى أن طلبنــا للحريــة كان‬ ‫كُفــرا ً بنعــم اللــه علينــا املتمثلــة يف األمــن‬ ‫واألمــان ‪ ،‬لــذا كان جزاؤنــا مــا أصــاب بلدنــا‬ ‫ٍ‬ ‫وخــوف ودمــار وســفك للدمــاء‪.‬‬ ‫مــن جــو ٍع‬ ‫وكأن ســوريا قبــل الثــورة كانــت آمنــة مطمئنــة‬ ‫يأتيهــا رزقهــا رغــدا ً مــن كل مــكان!‬ ‫يف الحقيقــة إن هــذا التدليــل ليــس وليــد‬ ‫تأصــل‬ ‫ثورتنــا بــل هــو حصيلــة فكــر مــوروث ّ‬ ‫يف مجتمعنــا يتعلــق بفهــم النصــوص واألحــكام‬ ‫الرشعيــة عــى نحــو جعلنــا نصــل إىل مــا نحــن‬ ‫فيــه اليــوم‪.‬‬ ‫إنــه الفكــر الجــري الــذي ينفــي عــن اإلنســان‬ ‫أيــة حيلــة أو قــدرة أمــام كل واقــع يكــون فيــه‪،‬‬ ‫عــى أن كل مــا يحــدث هــو بتقديــر اللــه لنــا‪،‬‬ ‫ومــا كان قــدرا ً مــن اللــه فــإن مــن معصيــة‬ ‫اللــه أن نرفضــه أو نحــاول تغيــره مهــا كان‬ ‫مزريــاً ســيئاً‪ ،‬ويتجــى ذلــك يف دعــاء هــؤالء‬ ‫املشــايخ أنفســهم عــى املنابــر يــوم الجمعــة‪:‬‬ ‫"اللهم وفق عبدك هذا الذي وليته أمرنا للحكم‬ ‫بكتابك والسير على شريعتك"‬ ‫فالحاكــم –مهــا كانــت طريقــة وصولــه‬ ‫للحكــم ‪ ،‬ومهــا كان ظاملــاً ســفاحاً خائنــاً–‬ ‫فاللــه هــو الــذي واله أمرنــا‪ ،‬وبالتايل يســتوجب‬ ‫مــن قــام عليــه حـ َّد الحرابــة‪ .‬ومــن هنــا تكــون‬ ‫محاولــة تغيــر هــذا الحاكــم أو إســقاطه حربـاً‬ ‫عــى اللــه تعــاىل يســتوجب أصحابهــا غضــب‬ ‫اللــه ونقمتــه املتمثلــة يف حرمانهــم مــن نعمــة‬ ‫األمــن واألمــان وإذاقتهــم مــن الجــوع والخوف‬ ‫مــا يســتحقون‪ ،‬وذلــك عــى نح ـ ٍو يعطِّــل روح‬ ‫الرشيعــة ومقاصدهــا يف كــون اإلنســان ميتلــك‬ ‫إرادة التغيــر‪ ،‬ومكلــف يف إقامــة الحــق‬ ‫والعــدل عــى هــذه األرض ومأمــور بعامرتهــا‪.‬‬ ‫ناســن أو متناســن أن شــعوبنا التــي كانــت‬ ‫آمنــة مطمئنــة يأتيهــا رزقهــا رغــدا ً مــن كل‬

‫ملف العدد‬

‫االغتصاب كوسيلة لالنتقام من الثورة السورية‬ ‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫املــرأة الســورية الحــارضة بقــوة يف كل‬ ‫منعطفــات الثــورة والتــي نــادت بإســقاط‬ ‫النظــام؛ باتــت اليــوم تريــد أمنهــا الجنــي‪،‬‬ ‫بعــد أن اعتمــد نظــام األســد االغتصــاب‬ ‫كسياســة لتحييدهــا عــن مســار الثــورة‪،‬‬ ‫انطالق ـاً مــن إدراكــه ووعيــه التــام بحساســية‬ ‫هــذا األمــر يف مجتمــع كاملجتمــع الســوري‪،‬‬ ‫الــذي يعتــر االغتصــاب مــن املحرمــات التــي‬ ‫تلقــى صــدا ً ومواربــة مــن معظــم الفئــات‬ ‫االجتامعيــة عــى اختــاف درجــات وعيهــا‬ ‫وانفتاحهــا‪ .‬جنــود النظــام وشــبيحته اتخــذوا‬ ‫مــن هــذه الجرميــة وســيلة إلخضــاع النــاس‬ ‫يف املناطــق الثائــرة‪ ،‬مــا دفعهــم لــرك منازلهــم‬ ‫وهــذا يفــر حــاالت النــزوح الجامعــي التــي‬ ‫شــهدتها عــدة بلــدات صمــدت لشــهور طويلــة‬ ‫تحــت القصــف والدمــار‪ .‬إىل جانــب كثــر مــن‬ ‫الحــاالت التــي سـ ّجلت عــن معتقلــن اضطــروا‬ ‫إىل اإلدالء مبعلومــات غــر حقيقيــة‪ ،‬بعــد‬ ‫تهديدهــم باغتصــاب نســائهم وأخواتهــم‪ .‬مــا‬ ‫ال يقــل عــن ‪ 1500‬امــرأة تعرضــت لالغتصــاب‬ ‫كشــكل مــن أشــكال التعذيــب يف الســجون‬ ‫ومراكــز التحقيق بحســب تقديرات تنســيقيات‬ ‫الثــورة الســورية‪ ،‬كــا تقــدر األمــم املتحــدة‬ ‫عــدد النســاء اللــوايت تعرضــن لالغتصــاب بأكــر‬ ‫مــن ســتة آالف امــرأة‪ ،‬وذكــرت يف تقريرهــا‬ ‫األخــر عــن ‪ 21‬دولــة ارتكــب فيهــا االغتصــاب‬ ‫وغــره مــن أشــكال العنــف الجنــي خــال‬ ‫نزاعــات ســابقة وحاليــة‪ ،‬كانــت ســوريا يف‬

‫مقدمــة هــذه الــدول إىل جانــب أفغانســتان‬ ‫وجمهوريــة أفريقيــا الوســطى وميامنــار‪ ،‬فيــا‬ ‫تقــول الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان‬ ‫بــأن العــدد يتجــاوز ‪ 7500‬حالــة مــن بينهــن‬ ‫‪ 400‬فتــاة تقــل أعامرهــن عــن الثامنــة عــرة‪.‬‬ ‫االعتــداء الجنــي ال يقتــر عــى النســوة يف‬ ‫الداخــل‪ ،‬فقــد تحدثــت عــدة تقاريــر صــادرة‬ ‫عــن عــال إغاثــة وجمعيــات خرييــة عــن‬ ‫الجئــات ســوريات يواجهــن شــتى أنــواع‬ ‫العنــف الجنــي املبــارش وغــر املبــارش يف دول‬ ‫الجــوار‪ ،‬وعــن فتيــات ال تتجــاوز أعامرهــن ‪14‬‬ ‫عام ـاً يف مخيــات الالجئــن يتــم اســتخدامهن‬ ‫ألغــراض البغــاء والجنــس مقابــل املــال‪،‬‬ ‫بواســطة عــدد مــن الطامعــن الذيــن امتهنــوا‬ ‫هــذا العمــل كتجــارة‪ .‬يف األردن ســجل مكتــب‬ ‫حاميــة املــرأة والطفــل يف املفوضيــة الســامية‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن تعــ ّرض ‪17‬‬ ‫الجئــة ســورية لتحــرش جنــي‪ .‬الالجئــات‬ ‫املعتــدى عليهــن طالــن املفوضيــة بحاميتهــن‪،‬‬ ‫لكــن املشــكلة تكمــن يف صعوبــة توثيــق جميع‬ ‫الحــاالت بســبب تخ ـ ّوف ذوي املع ّنفــات مــن‬ ‫التقــدم بطلــب حاميــة‪ ،‬بذريعــة الفضيحــة‬ ‫والعــار والخــوف مــن االنتقــام‪ .‬املفوضيــة‬ ‫مــن جهتهــا تص ّنــف حــاالت الــزواج املبكــر‬ ‫والقــري عنفــاً ضــد الالجئــات‪ ،‬وتعتربهــا‬ ‫مــن املامرســات املســيئة للمــرأة واملجحفــة‬ ‫لحقوقهــا وكينونتهــا‪ .‬يف لبنــان الوضــع ال‬ ‫يختلــف كثـرا ً‪ ،‬فقــد أفــادت منظمــة "هيومــن‬ ‫رايتــس ووتــش" لحقــوق اإلنســان‪ ،‬عــن تعــرض‬ ‫الجئــات للتحــرش الجنــي مــن قبــل موظفــي‬ ‫وأصحــاب املنــازل التــي يعملــن فيهــا‪ .‬وأعلنــت‬ ‫يف تقريــر نرشتــه يف أواخــر العــام املــايض عــن‬ ‫مقابــات مــع ‪ 12‬امــرأة تعرضــن العتــداءات‬ ‫جســدية وضغــوط مــن أجــل مامرســة الجنــس‪،‬‬ ‫ومل يبلغــن الســلطات بتلــك الحــوادث خوفــاً‬ ‫مــن مالحقــة املعتديــن ومــن االعتقــال كونهــن‬ ‫ال ميلكــن أي نــوع مــن الوثائــق‪ .‬االغتصــاب‬ ‫الــذي بــات واســع االنتشــار يف ســوريا كان‬ ‫ســبباً أساســياً يف ف ـرار نحــو ‪ 600‬ألــف ســوري‬ ‫خــارج بلدهــم‪ ،‬بعــد روايــات لعــدد مــن‬ ‫النســاء اللــوايت تعرضــن ألشــكال متنوعــة مــن‬ ‫االنتهــاكات الجنســية‪ ،‬ابتــداء مــن إجبارهــن‬ ‫عــى التعــري يف غــرف التحقيــق أو أمــام‬ ‫عائالتهــن‪ ،‬وانتهــاء باالعتــداء الــذي كان يتــم‬ ‫مــن قبــل عــدة أشــخاص أحيانــاً‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫االغتصاب على أساس طائفي‬ ‫يتحــدث ناشــطون مــن مدينــة حمــص‬ ‫املحــارصة بــأن أغلــب ضحايــا االغتصــاب‬ ‫هنــاك مــن الطائفــة الســ ّنية رغــم أنهــا‬ ‫حدثــت يف مناطــق مختلفــة‪ .‬الناشــط "أبــو‬ ‫عــار الحمــي" يف حديــث لقنــاة الجزيــرة‬ ‫يقــول بأنــه يتــم اعتقــال الفتــاة عنــد مرورهــا‬ ‫عــر الحواجــز‪ ،‬موضحــاً أن معظــم حــاالت‬ ‫االغتصــاب تحــدث عندمــا يصــب النظــام جــام‬ ‫غضبــه عــى مــن أبــوا مغــادرة بيوتهــم‪ ،‬بعــد‬ ‫انســحاب الجيــش الحــر مــن أحــد املناطــق‪.‬‬ ‫بينــا يــرى حســن أبــو الزيــن عضــو ائتــاف‬ ‫شــباب الثــورة يف حمــص‪ ،‬بــأن التكتــل الطائفي‬ ‫املتشــعب داخــل أحيــاء املدينــة دفــع مؤيــدي‬ ‫النظــام إىل تحويــل الــراع إىل طائفــي مــن‬

‫تعامــل المجتمــع الســوري مــع‬ ‫جرائــم االغتصــاب‬ ‫جرائــم االغتصــاب تلــك مل تفاجــئ الشــعب‬ ‫الســوري‪ ،‬فالنظــام الــذي تفنــن يف أســاليب‬ ‫القمــع والتنكيــل؛ اتخــذ مــن االنتهــاكات‬ ‫الجنســية ســاحاً للنيــل مــن الثــورة وانتقام ـاً‬ ‫مــن املجتمــع الثائــر بالتعــدي عــى رشفــه‬ ‫وكرامتــه‪ .‬ولكــن تبقــى الضحيــة األوىل واألخــرة‬ ‫هــي املغتصبــة التــي تدفــع الثمــن مرتــن؛‬ ‫عنــد تعرضهــا لالعتــداء أوالً‪ ،‬ويف محاســبتها‬ ‫عــى مــا تعرضــت لــه مــن انتهــاك إنســاين ال‬ ‫يــد لهــا فيــه‪ ،‬باإلضافــة إىل التعتيــم اإلعالمــي‬ ‫و تعامــل املجتمــع مــع قضيتهــا بنــوع مــن‬ ‫التجاهــل واإلنــكار تجنبــاً للفضيحــة والعــار‪.‬‬

‫ملف العدد‬

‫شهادات عن العنف واالنتهاكات‬ ‫"بدكــن حريــة‪ ...‬وهــي أحــى حريــة"‪ ،‬هــي‬ ‫العبــارة التــي رددهــا عنــارص األمــن والشــبيحة‬ ‫بعــد أن اغتصبــوا بناتهــا الثالثــة عــى مــرأى‬ ‫مــن عينيهــا‪ ،‬كــا تــروي إحــدى الالجئــات‬ ‫يف األردن‪ ،‬رغــم العويــل والبــكاء وجميــع‬ ‫محــاوالت االســتجداء‪ .‬ناشــطة معتقلــة رفضــت‬ ‫اإلفصــاح عــن اســمها تــروي كيــف تعرضــت‬ ‫لــرب وحــي وصعــق كهربــايئ يف مناطــق‬ ‫حساســة‪ ،‬تصــف التحقيقــات باملرعبــة مــع‬ ‫التهديــدات باالغتصــاب‪ ،‬إىل جانــب التفتيــش‬ ‫املهــن الــذي تعرضــت لــه فــور وصولهــا إىل‬ ‫فــرع األمــن العســكري والــذي كان مبثابــة‬ ‫"تحــرش" علنــي‪.‬‬

‫خــال انتهــاك الحرمــات‪.‬‬

‫ورغــم أن مواقــف الســوريني مــن قضيــة‬ ‫االغتصــاب اختلفــت عــا كانــت عليــه مــن‬ ‫قبــل‪ ،‬وكانــت أكــر تعاطفـاً يف ظــل املعطيــات‬ ‫والظــروف الراهنــة؛ إال أنهــا ال ترقــى ملــا‬ ‫هــو مأمــول‪ ،‬فبينــا تــم تــداول ترصيحــات‬ ‫لشــبان ســوريني أبــدوا اســتعداهم للــزواج‬ ‫مــن املغتصبــات بوصفهــن ضحايــا كغريهــن‬ ‫لجرائــم النظــام الســوري‪ ،‬وبــأن مــا حــدث‬ ‫لهــن كان خــارج إرادتهــن؛ يعمــد البعــض إىل‬ ‫ردود فعــل انتقاميــة تصبــح فيهــا املــرأة ضحيــة‬ ‫مــرة أخــرى‪ ،‬بقتلهــا أو إخفائهــا أو يف أحســن‬ ‫الحــاالت تزويجهــا زواجـاً ليــس فيــه أي تكافــؤ‬ ‫أو اختيــار‪ ،‬إذ أنــه يعتــر ح ـاً مقبــوالً يجلــب‬ ‫الســر ويج ّنــب ذويهــا الفضيحــة‪ ،‬بغــض النظــر‬ ‫عــن نتائجــه عــى املــرأة كجســد وكيــان‪ ،‬ومــا‬ ‫قــد ينتــج عنــه مــن أم ـراض نفســية وضغــوط‬ ‫اجتامعيــة تدفــع الكثــرات منهــن لالنتحــار‪.‬‬ ‫مشــكلة أخــرى تواجــه ضحايــا االعتــداءات‬ ‫الجنســية يف ســوريا هــي عــدم حصولهــن عــى‬ ‫العــاج الطبــي والنفــي والدعــم االجتامعــي‬ ‫الــازم ملواصلــة حياتهــن‪ ،‬مــا يســتدعي تدخــل‬ ‫املنظــات اإلنســانية وحقــوق اإلنســان‪ ،‬ودعوة‬ ‫علــاء الديــن واإلعــام ملامرســة دورهــم املهــم‬ ‫يف التأثــر عــى الــرأي العــام‪ ،‬وذلــك بتوجيــه‬ ‫ومســاعدة األهــايل مــن أجــل التعامــل معهــن‬ ‫عــى أســاس مــن الثقــة واالحــرام‪ ،‬ومنحهــن‬ ‫الشــعور بالطأمنينــة واألمــان‪ ،‬وتوعيــة‬ ‫املجتمــع يف أســلوب التعاطــي األمثــل مــع‬ ‫ضحايــا االغتصــاب الســوريات‪ ،‬اللــوايت تحولــت‬ ‫أجســادهن إىل أداة سياســية يســتغلها الجميــع‪.‬‬

‫رأي‬

‫ّ‬ ‫كأنك يا ابو زيد ما غزيت‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫عشــية مؤمتــر جنيــف ‪ 2‬كان‬ ‫املتحمســون مــن االئتالفيــون‬ ‫رصحــون أنّهــم ذاهبــون‬ ‫للمؤمتــر ي ّ‬ ‫اىل جنيــف لوضــع الخطــوط‬ ‫العريضــة لالنتقــال الســلمي‬ ‫للســلطة مــن خــال إق ـرار هيئــة‬ ‫حكــم انتقــايل متزامنــة مــع رحيــل‬ ‫بشــار واملقربــون منــه‪ ،‬هــذه‬ ‫الترصيحــات املتفائلــة جــاءت بنا ًء‬ ‫عــى وعــود أمريكيــة وأوروبيــة‬ ‫وبالتنســيق مــع روســيا بــأ ّن بشــار‬ ‫راحــل وال ميكــن أن يكــون موجودا ً‬ ‫يف املرحلــة االنتقاليــة بــأي حــال‬ ‫مــن االحــوال‪ ،‬هــذه التطمينــات‬ ‫جعلــت وفــد االئتــاف يذهــب اىل‬ ‫جنيــف وقــد أســقط العتــب عنــه‬ ‫فــا ميكــن ملعــرض أو مشّ ــكك‬ ‫أن يُ ّســ ِفه الوعــود األمريكيــة‬ ‫واألوروبيــة‪ ،‬ذهــب وفــد االئتــاف‬ ‫اىل جنيــف ‪ 2‬وهــو أقــرب إىل‬ ‫ممثلــن يف مهرجــان كان للســينام‪،‬‬ ‫فاالســتعراض بالدخــول إىل قاعــة‬ ‫املؤمتــر والخــروج منهــا كان أهــم‬ ‫للمؤمتريــن مــا يجــري بداخــل‬ ‫املؤمتــر ولــو ق ّيــد لهــم أن يدخلــوا‬

‫قاعــة املؤمتــر ويخرجــوا منهــا‬ ‫كل ربــع ســاعة تحــت عدســات‬ ‫التلفــاز لفعلــوا هــذا‪ ،‬كان كل‬ ‫هــم وفــد االئتــاف اىل جنيــف ‪2‬‬ ‫إىل درجــة انهــم مل يدركــوا أنهــم‬ ‫كانــوا يباتــون يف حضــن النظــام‬ ‫مــن خــال الفنــدق العائــد لرامــي‬ ‫املنســق اإلعالمــي‬ ‫مخلــوف و إىل ّ‬ ‫جهــاد بلــوط اللبنــاين الشــيعي‬ ‫ربيــب حــزب اللــه وشــقيق أحــد‬ ‫ضبــاط األمــن الســوري بينــا وفــد‬ ‫النظــام كان همــه إغـراق الجميــع‬ ‫بالتفاصيــل والتوقــف عــن ترتيــب‬ ‫األولويــات يف البنــود الســتة‬ ‫وحقــق يل البنــد االول وفــق‬ ‫قرائتــي‪ ،‬ألق ـ ّدم لــك البنــد الثــاين‬ ‫وفــد النظــام كان ه ّمــه فقــط‬ ‫كســب الوقــت ليســرجع مــا‬ ‫فقــده مــن مســاحات مــن االرض‬ ‫اســتولت عليهــا املعارضــه وأيض ـاً‬ ‫الوصــول إىل تاريــخ االســتحقاق‬ ‫االنتخــايب للرئاســة ليضــع العــامل‬ ‫أمــام عــرس دميقراطــي النتخــاب‬ ‫الرئيــس ينجــح فيــه بشــار بشــكل‬ ‫منقطــع النظــر فتســقط حجــة‬ ‫رفــض الشــعب لبشــار وتصبــح‬ ‫املعارضــة فصي ـاً متمــردا ً ال أكــر‪،‬‬ ‫كان وفــد االئتــاف منتشــياً بعــد‬

‫اختتــام اعــال املؤمتــر‪ ،‬نشــو ًة‬ ‫تفــوق نشــوة دونكيشــوت بعــد‬ ‫انتصــا ٍر عــى مــراوح الطحــن‬ ‫الهوائيــة متصــ ّورا أنــه غلــب‬ ‫جيشـاً مــن املــردة‪ ،‬هــذا االنتصــار‬ ‫الواهــم جعــل وفــد االئتــاف‬ ‫يفكــر يف جنيــف‪ 3‬ويحــثّ بــان‬ ‫يك مــون واالبراهيمــي الــذي أملــح‬ ‫إىل عذوفــه عــن املتابعــة‪ ،‬أنــه‬ ‫ألمانــع لــدى االئتــاف مــن خــوض‬ ‫مرحلــة جديــدة مــن املناقشــات‪،‬‬ ‫بينــا وفــد النظــام أصبــح‬ ‫جنيــف ‪ 2‬خلــف ظهــره‪ ،‬فلقــد‬ ‫نــال مبتغــاه انتخابــات الرئاســة‬ ‫عــى األبــواب والنظــام يالعــب‬ ‫املعارضــة مــن خــال مالعبتــه‬ ‫لالئتــاف ويسـ ّجل نقــاط لصالحــه‬ ‫فهاهــو يطلــب مــن عــدد مــن‬ ‫شــخصيات املعارضــة السياســية‬ ‫والعســكرية التــي ســبق ان‬ ‫اخــرق بهــا املعارضــة ان تعلــن‬ ‫براءتهــا مــن املعارضــة وتطلــب‬ ‫العفــو واملغفــرة لتعــود اىل حضــن‬ ‫الوطــن ممثـاً بالخضــوع للنظــام‪،‬‬ ‫وهنــا يســجل النظــام رضبــة‬ ‫موجعــة بحــق االئتــاف فهــا هــي‬ ‫أعضائهــا تنســحب منــه وتعــود‬ ‫مدنيــون وعســكريون كانــوا قــادة‬

‫باالئتــاف واألركان هــذا باإلضافــه‬ ‫إىل أن النظــام عندما كشــف أوراق‬ ‫هــؤالء الالعبــن ال يعنــي بأنــه‬ ‫حــرق أوراق جميــع املتواطئــن‬ ‫معــه بــل لرمبــا هنالــك الع ـرات‬ ‫أو املئــات ينتظــرون أوامــر‬ ‫العــودة‪ .‬االئتــاف مــن فشــل‬ ‫إىل فشــل ومــع كل فشــل يقــ ّدم‬ ‫للنظــام خدمــة مجانيــة جليــة‬ ‫ومــع ذلــك مــازال الجميــع صامتـاً‬ ‫أمــام إخفاقــات هــؤالء املمثلــن‬ ‫للصــف األول مــن االئتــاف‬ ‫وكأمنــا الهــدف مــن بقائهــم هــو‬ ‫اإلمعــان يف إفشــال واجهــة الثــورة‬ ‫السياســية‪ ،‬لقــد آن األوان لترسيــح‬ ‫هــذا الطاقــم الســيايس الفاشــل‬ ‫وإعــادة هيكلــة االئتــاف مــن‬ ‫جديــد وفــق أســس جديــدة ال‬ ‫تســمح ملــن هــو أعــرج أن يتقــدم‬ ‫صفــوف العدائــن‪.‬‬ ‫يبقــى الســؤال الــذي يهــرب‬ ‫منــه وفــد االئتــاف هــل هنالــك‬ ‫جــدوى مــن التفكــر يف جنيــف‬ ‫‪ 3‬وبشــار األســد ربــح ‪ 7‬ســنوات‬ ‫جديــدة بالحكــم وســط جــو‬ ‫دميقرطــي مصطنــع وتهلهــل‬ ‫وتشــتت وبعــرة يف االئتــاف‬ ‫وصفوفــه؟!‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬

‫مجتمع‬

‫نساء بين سقف وسماء‬ ‫د‪ .‬سماح هدايا | أوكسجين‬

‫الشــديد وتأثريهــا الســلبي امل ّد ِمــر يف مجتمــع رجعــي ينتفــض يف كثــر أماكنــه‬ ‫ذكوريّــة عميــاء‪ ،‬حــن يجــري التعــدي عــى املــرأة باســم العــرض والــرف واســم‬ ‫العائلــة واألخــاق والحشــمة‪ .‬وكانــت تخــوض خضــم هــذا الــردي االجتامعــي‬ ‫والســيايس‪ ،‬بقــوة أصلــب مــن الرجــل وأشــد يف محاربــة منظومــة االســتبداد‬ ‫والقهــر‪ ،‬وتقــدم فعــاً وطنيــاً سياســياً يف غايــة األهميــة يتمثّــل يف توطيــد‬ ‫مــروع الحريــة والكرامــة والنضــال تحــت أقــى الظــروف‪ .‬التضحيــات ووقفــات‬ ‫الصــر والصمــود واحتضــان املــرأة للثــورة والثــوار وتح ّمــل عــبء النكبــات‬ ‫قــدم لواقــع الثــورة عــى األرض وملفهومهــا قــوة معنويّــة وعقائديّــة وسياســية‪.‬‬ ‫ومتثــل الدعــم بتحمــل املــرأة أعبــاء الثــورة اقتصاديـاً واجتامعيـاً ونفســياً نتيجــة‬ ‫مامرســات النظــام القمعيــة اإلجرام ّيــة باعتقــال الرجــال والناشــطني والشــباب‬ ‫والنســاء واألطفــال وقتــل كثرييــن مــن الصغــار والكبــار واملنتجــن ســند األرسة‬ ‫والعائلــة واملجتمــع‪ .‬وأصبــح الزم ـاً عليهــا وهــي تعايــش نكبــات إج ـرام النظــام‬ ‫الطاغــي وإجـرام عصاباتــه فيهــا ويف بيتهــا وأهلهــا وجريانهــا وأصدقائهــا أن تكــون‬ ‫جــزءا ً أساســياً مــن الثــورة ومــن حراكهــا‪ .‬ليــس هربــا مــن ف ـراغ‪ ،‬وال بحث ـاً عــن‬ ‫منصــب ونفــوذ‪ ...،‬بــل دفاعــا عــن حيــاة وحقــوق ووجــود وكرامــة ومســتقبل‪.‬‬ ‫املــرأة عــى األرض الســوريّة الثائــرة هــي جوهــر مســرة الجهــاد لتجــاوز النكبــة‬ ‫واملأســاة ومــع أ ّن عمــل املــرأة الســورية تطـ ّور عــى األرض‪ ،‬تبعـاً لتطـ ّور وعيهــا‬ ‫وتضــاؤل جهلــه واحتياجــات واقعهــا مــن خــال مشــاركتها باملظاهـرات وتنســيقها‬ ‫وقيادتهــا أحيانــا‪ .‬أو مــن خــال عملهــا يف توثيــق االنتهــاكات املختلفــة املامرســة‬ ‫ضــد الثــورة وضــد املدنيــن وتصويــر الحـراك واألنشــطة الوطنيّــة وإعــداد األفــام‬ ‫التوثيقيــة‪ .‬ويف اإلعــام والتدويــن والصحافــة‪ ،‬ويف الح ـراك الحقوقــي والفكــري‬ ‫الســيايس‪ .‬ويف قلــب املعركــة مــع املقاتلــن‪ ،‬يف امليــدان مقاتلــة ومســعفة ومغيثــة‬ ‫وراصــدة للمعلومــات؛ فــإ ّن مشــاركتها السياســية يف صفــوف املعارضــة السياســية‬ ‫التــي متثّــل الحــراك الســيايس للمعارضــة والثــورة جــاء ضعيفــاً جــدا ً‪ ،‬بســبب‬ ‫تهميشــها املتع ّمــد وإقصائهــا مــن قبــل رجــال املعارضــة ورموزهــا التقليديــة‪،‬‬ ‫أو ج ّرهــا إىل خشــبة التمثيــل والظهــور الشــكيل التجميــي يف ظلمــة منطــق‬ ‫املحاصصــات اإلثنيــة والحزبيّــة والفئويّــة‪ .‬ولعــب قصــور املعرفــة الفكريــة‬ ‫والسياســية أو تض ّحــم الرنجســيات النســائية التقليديــة دورا ً كبــرا ً يف إضعــاف‬ ‫رصت أن تضــع نفســها‬ ‫دور املــرأة سياســياً يف صفــوف املعارضــة‪ ،‬خصوصـاً عندمــا أ ّ‬ ‫يف تنافــس عــى املصالــح الّض ّيقــة والتبعيــات غــر النزيهــة ملنظــات دوليــة لهــا‬ ‫أجنــدات دخيلــة ومصالــح سياســية‪ .‬وعندمــا حولــت معركتهــا مــن معركــة ألجــل‬ ‫الحريــة والعدالــة والكرامــة إىل معركــة رصاع ضحــل ضيــق بــن فــرق متقاتلــة‬ ‫عــى املكاســب مــن العلامنيــن واإلســاميني‪ .‬فخــرت مثــل كثرييــن يف املعارضــة‬ ‫رشف املعركــة الجاريــة لإلطاحــة بالطغيــان األســدي وخلــع منظومتــه االســتبداديّة‬ ‫تحــت حمــى املصالــح‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫"فــرق كبــر بــن أن تنظــر إىل ســقف وأن تنظــر إىل أفــق‪ .‬الســقف قفــص‪ .‬واألفــق‬ ‫حريــة" ليــس تحليـاً يف واقــع املــرأة بعــد الثــورات ورشح دورهــا وأهميتــه‪ .‬لكـ ّن‬ ‫الفكــرة هــي إضــاءة نقطــة يف غايــة األهميــة تتمثّــل يف الطّاقــة العقليــة الثوريّــة‬ ‫التــي أنتجتهــا الثــورات بح ـراك املــرأة التح ـ ّرري الثــوري عــى األرض‪ ...‬يف ســياق‬ ‫املــروع الثــوري التحــرري‪ .‬فالقــوة التــي حملتهــا املــرأة‪ ،‬بالتحديــد‪ ،‬يف الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬يكمــن يف تجســيدها الحــي الواقعــي والتزامهــا املخلــص للمبــاددىء‬ ‫الجوهريّــة التــي خرجــت الثــورات ألجلهــا‪ ،‬وهــي الحريــة والكرامــة والعدالــة‪.‬‬ ‫لعــلّ مــن أهــم اإلنجــازات التــي قدمتهــا املــرأة الســورية للثــورة عــى األرض هــو‬ ‫تجذيــر مــروع الحريــة والدميقراط ّيــة والكرامــة‪ ،‬إذ حملتــه‪ ،‬يومي ـاً بوعــي ذايت‬ ‫وبصــدق والتـزام‪ ،‬عــى الرغــم مــن أوجاعهــا وآالمهــا الفرديــة واألرسيّــة والعائل ّيـ ّة‬ ‫واملجتمع ّيــة‪ ،‬وســارت بــه فــوق درب الكفــاح للحريّــة‪ ،‬مــن خــال خروجهــا‬ ‫الجــريء عــى ســطوة محرمــات الجهــل املذلــة التــي كانــت ومازالــت تعمــل عــى‬ ‫ابتـزاز إنســانيتها وتهميــش دورهــا وتكريــس تبعيتهــا املذلــة‪ .‬محرمــات يرشعهــا‬ ‫القامئــون بخدمــة الطغيــان‪ ،‬وفــق أوامــره ومصالحــه وينرشهــا أعوانــه مــن‬ ‫كهنــوت الديــن والفكــر والقانــون يف املؤسســات الدينيــة والثقاقيّــة والترشيعيــة‬ ‫والتفيذيّــة التــي تضــع يدهــا عــى العــرف االجتامعــي واملـزاج الســيايس واملنــاخ‬ ‫الفكــري‪ ،‬وتديــر ســر العالقــات االجتامع ّيــة والســياديّة‪ ،‬فتعــزل املــرأة‪ ،‬بقصــد‪،‬‬ ‫عــن الحـراك النهضــوي والثــوري التحــرري واإلنتاجــي املبــدع‪ ،‬لــي تخلــق رشخـاً‬ ‫يف املجتمــع مينــع تآلفــه ومنـ ّوه مبــا يخــدم مصالــح القــوى الســلطويّة‪ .‬وقــد بــرز‬ ‫تأثــر ذلــك واضحــا يف الثــورة عــر مامرســات كثــرة لتقييــد املــرأة وكبــح أدائهــا‬ ‫الثــوري بهــدف إضعــاف الثــورة وإســقاط مرشوعيتهــا وإضعــاف حاضنتهــا‪ .‬قــد‬ ‫أخــذ التحريــض عــى عمــل املــرأة الثــوري بتحريــم خروجهــا يف املظاهــرات‬ ‫واملســرات عناويــن دينيــة مجــزوءة‪ ،‬مســتمدة مــن ثقافــات بائــدة جاهلــة‬ ‫قــارصة‪ ،‬مثــل عــدم مخالفــة ويل األمــر ووجــوب طاعتــه‪ ،‬ومثــل قوانــن املكــروه‬ ‫واملحــ ّرم‪ ،‬ومثــل مفهــوم درء األذى والحفــاظ عــى األعــراض والــرف‪ ،‬ومثــل‬ ‫تجنــب املفاســد‪ ،‬ألن الســامة وحاميــة املصالــح هــا األســاس(مصالح الذكوريّــة‬ ‫السياســية واالجتامع ّيــة)‪ ،‬ومثــل لــزوم البيــت صون ـاً للــرف وتجنب ـاً للمعــايص‪،‬‬ ‫تــدور حــول العجــز والضعف‪...‬وهــو مــا اســتحوذ عــى الخطــاب الدينــي الرســمي‬ ‫وغــر الرســمي الــذي تدعمــه ســلطة النظــام وعصاباتهــا‪ ،‬بشــكل منظّــم سياســيا‬ ‫وثقافيّــا‪ ،‬عــى نحــو مبــارش سياســياً وأمني ـاً وقانوني ـاً‪ ،‬ونحــو غــر مبــارش‪ ،‬ثقافيّ ـاً‬ ‫واجتامع ّي ـاً‪ ،‬بقيــادة مختلــف أجهــزة الدولــة االســتبدادية القمع ّيــة‪.‬‬ ‫جــاء املوقــف الثــوري للمــرأة الســوريّة‪ ،‬عــى الرغــم مــن شــدة القبضــة الغليظــة‬ ‫التــي تحكــم املــرأة ومصريهــا‪ ،‬معاكســاً لتيــار تدجينهــا وترويضهــا وترهيبهــا‪،‬‬ ‫بإرصارهــا اليومــي املذهــل عــى دعــم مــروع الثــورة ومرشوعيتهــا‪ ،‬يحمــل قــدرا‬ ‫كب ـرا مــن الشــجاعة والبطولــة‪ ،‬ويف ّعــل مبــادىء الثــورة عــى األرض‪ ،‬يف الواقــع‬ ‫والتص ـ ّور الخــاّ ق‪ ،‬مقدمــا دروس التضحيــة واملقاومــة والبــذل‪ ،‬ميــد مرشوعهــا‬ ‫بطاقــة هائلــة تدفعهــا نحــو االســتمرار والتحقّــق‪ ....‬فعندمــا صمــدت املــرأة‬ ‫الســورية عــى األرض يف مواجهــة عنــف شــديد و وحــي مارســه ضدهــا نظــام‬ ‫األســد وعصاباتــه املســتعرة‪ ،‬بالهجــوم عليهــا عــن طريــق االغتصــاب والتعذيــب‬ ‫واالعتــداء واالعتقــال والقتــل والترشيــد وذبــح أطفالهــا وتجويعهــا وإذاللهــا‬ ‫واســتغالل أمومتهــا‪ ،‬كانــت تقـ ّدم أمثلــة يف الصمــود والتفــاين واإلخــاص ملــروع‬ ‫وطنــي ســيايس إنســاين نهضــوي‪ .‬فقاومــت حــاالت انتهــاكات شــديدة‪ ،‬لهــا وقعهــا‬

‫مجتمع‬

‫فائض‪!..‬‬ ‫"لقــد زرعــوا فــي قلبــي الكراهيــة‪ ،‬أنــا أعــرف أن األمــن يأخــذ النــاس‪ ،‬يعذبهــم ويهينهــم هــذه‬ ‫وظيفتــه‪ ،‬هــذه مؤسســة قائمــة علــى اإلكــراه والعنــف‪ ،‬مــع أن عنفهــم حاليــا صــار أقــرب إلــى‬ ‫العصابــات‪ .‬نحــن نكرههــم ولكننــا نفهــم بأننــا ســنخرج مــن أبــواب مكاتبهــم إلــى بيوتنــا والوطــن ال‬ ‫يــزال وطنــا‪ ،‬لكــن أن يبصــق عليــك مواطــن كان البارحــة يشــرب معــك فنجــان قهــوة؛ الوطــن صــار‬ ‫محــل تســاؤل"‪.‬‬ ‫هذا ما قاله أحد الشباب الذين اقتيدوا إلى القرى المؤيدة ليلقى ما تلقاه من فائض الكراهية‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫فائــض كراهيــة‪ ،‬فائــض حــب‪ ،‬فائــض قــوة‪،‬‬ ‫فائــض قيمــة وفوائــض أخــرى‪ ،‬جميعهــا فوائض‬ ‫ال توجــد إال حيــث يوجــد الفعــل اإلنســاين‪،‬‬ ‫فذلــك اإلنســان الــذي خلقــه اللــه "بأحســن‬ ‫تقويــم" مل يكــن يومــاً عــى مايــرام‪ .‬الطبيعــة‬ ‫تطــرح فوائــض‪ ،‬لكنهــا تعالجهــا وفــق دورة‬ ‫الحيــاة واملــوت بصمــت وبــا منظومــة قيــم‪،‬‬ ‫فقــط بالفعــل اإلنســاين تتــم اســتطالة املــوت‬ ‫والحيــاة ومنــو أحدهــا عــى حســاب اآلخــر‪.‬‬ ‫مـزارع القمــح يبــادل فائــض قمحــه مــع فائض‬ ‫قطــن جــاره مـزارع القطــن‪ ،‬وعندمــا اكتشــف‬ ‫مــزارع القمــح أن حجــم عــوز جــاره للقمــح‬ ‫أصبــح أكــر مــن عــوزه للقطــن؛ ُولــد عــى‬ ‫الفــور معنــى جديــد للفائــض‪ ،‬إنــه االبتــزاز!‬ ‫وولــد مقابلــه لــدى الطــرف اآلخــر‪ ،‬الكراهيــة‪.‬‬ ‫ومــع منــو الحاجــات اإلنســانية واكتشــاف‬ ‫املزيــد مــن القــوة واملزيــد مــن العــوز منــا‬ ‫معنــى جمعــي لــكل لذلــك‪ .‬يف البدايــة‬ ‫نظمــت امليثولوجيــا عــر وثنيتهــا وتخصــص‬ ‫آلهتهــا بتســيري شــأن الطبيعــة واإلنســان مع ـاً‪،‬‬ ‫وسنكتشــف مــن أســاطريها فوائــض الــر‬ ‫والحســد والكراهيــة والتآمــر والعــامل الســفيل‬ ‫الــذي ينتظــر أصحابهــا‪ .‬ثــم آل كل ذلــك إىل‬ ‫األديــان التوحيديــة الكــرى‪ ،‬ففتحــت الســاء‬ ‫أبوابهــا الســتقبال جمــوح فوائــض املشــاعر‬ ‫اإلنســانية‪ ،‬إحساســاً باإلثــم كانــت أم ح ّبــا‪.‬‬ ‫ووعــدت بالجنــة أو النــار مكافــأة لذلــك‪،‬‬ ‫وجــاءت الدولــة الحديثــة وهــذه املــرة بقوانــن‬ ‫وضعيــة متغــرة ليســت معنيــة كــا امليثولوجيا‬ ‫واألديــان بطبيعــة الفائــض وتهذيبــه‪ ،‬بــل‬ ‫بضبــط اآلثــار الجنائيــة التــي قــد تنجــم عنــه‪.‬‬

‫الدولــة الحديثــة إلــه أعمــى وبــا مشــاعر‪،‬‬ ‫ويقــف عــى مســافة واحــدة مــن الجميــع‪،‬‬ ‫والعقــد االجتامعــي الــذي خلقهــا منحهــا‬ ‫لوحدهــا حــق مامرســة العنــف ضــد الجميــع‬ ‫مــن الحاكــم وحتــى املحكــوم‪ .‬وســ ّمي ذلــك‬ ‫بفائــض العنــف املجــرد ‪.‬اإلنســان كائــن لديــه‬ ‫فوائــض كثــرة وعليــه ترصيفهــا‪ ،‬وهــو يف كل‬ ‫لحظــة أســر "تســوية" بــن الوعيــه الجامــح‪،‬‬ ‫املتوحــش املمتــىء بالدوافــع الغريزيــة التــي‬ ‫تحتــاج إىل تلبيــة تتعــارض مــع اإلنتــاج الراهــن‬ ‫لألخــاق‪ ،‬والتــي يختزنهــا ضمــره الــذي أنتجته‬ ‫كينونتــه االجتامعيــة ككائــن تاريخــي وبشــكل‬ ‫تراكمــي‪ ،‬ولتنتــج هــذه التســوية "أنــا" ســوية أو‬ ‫غــر ســوية‪ .‬فالقاتــل التسلســي لديــه فائــض‬ ‫عدوانيــة توســعت أنــاه بهــا ليظــن نفســه‬

‫غرام الحسين | أوكسجين‬

‫قاضي ـاً عــادالً بالقتــل‪ .‬ويتــم ترحيــل آثــار كل‬ ‫تلــك العمليــات إىل "ذاكرتــه" التــي ســتحتضن‬ ‫الســعادة‪ ،‬األمل والخيبــة معــاً‪ .‬وبحســب‬ ‫حالــة اإلنســان ســيتم اســتدراج محتــوى تلــك‬ ‫الذاكــرة‪ ،‬فعنــد الخيبــة ســتحرض كل خيباتــه‬ ‫املاضيــة وسيســبح عــى بحــر مــن فائــض‬ ‫الخيبــات‪ .‬اإلنســان كمنتَــج تاريخــي تصطــف‬ ‫داخلــه مشــاعر عديــدة تولــد مــن تجربتــه‬ ‫الفرديــة وككائــن اجتامعــي‪ ،‬وترتاصــف‬ ‫الوقائــع التــي ولّــدت تلــك املشــاعر يف ذاكرتــه‬ ‫الجمعيــة‪ ،‬وإىل حــد كبــر ميكــن قيــاس ذلــك‬ ‫إىل مجموعــة برشيــة‪ .‬ذات يــوم اصطــدم عــي‬ ‫مبعاويــة وكل منهــا يحمــل برنامجه الســيايس‪/‬‬ ‫والثقــايف واألخالقــي وذلــك يشء طبيعــي‪،‬‬ ‫ووقعــت خديعــة وهــي ليســت أول خديعــة يف‬ ‫التاريــخ‪ ،‬ثــم قــاد الحســن الــذي يحمــل برنامج‬ ‫أبيــه و ُهــزم عــي والحســن وبرنامجهــا‪ ،‬ومنــا‬ ‫مــن تلــك الهزميــة هامــش ثقــايف أســطوري‬ ‫متــت تغذيتــه باســتمرار خــال ألــف وأربعامئة‬ ‫عــام‪ ،‬وعــى قاعــدة اإلحســاس بالذنــب مــن‬ ‫الخديعــة والخيانــة‪ ،‬وهنــا ســنالحظ أن التاريــخ‬ ‫ســتتم كتابتــه كبكائيــات يتــم توريثهــا كصيغــة‬ ‫الســتمرار النــوع‪ ،‬متتــىء بفائض كراهيــة ينتظر‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬

‫مجتمع‬

‫الحكــم وبالتــايل زيــادة مســاحة الحقــوق‬ ‫للمواطنــن‪ ،‬وزيــادة عوامــل الخــوف وااللتبــاس‬ ‫لــدى النخبــة الحاكمــة وحاضنتهــا االجتامعيــة‪،‬‬ ‫وبالتــايل تخريــب أي حــل عقــاين عــر تحريــك‬ ‫غريــزة القطيــع القامئــة عــى الخــوف لــدي‬ ‫طبقاتــه القاعيــة‪ ،‬بعــد تحييــد طبقتــه العليــا‬ ‫التــي عــادة تلتــزم الحيــاد أو تهــرب مبــا لديهــا‪.‬‬ ‫أغلــب الســوريني مســكونني بفكــرة التعــدد‬ ‫وغنــى التعايــش فيــه والخــوف أيض ـاً‪ ،‬والكثــر‬ ‫منهــم ميلكــون اآلن شــهادات مغمســة بكرامــة‬ ‫مهانــة‪ ،‬وتنتمــي إىل ذاكــرة جمعيــة تنتظــر‬ ‫الكثــر مــن العمــل عليهــا لنقلهــا إىل حالــة‬ ‫"التســامح"‪.‬‬ ‫الحل مفاتيح‬ ‫ الدولــة تحولــت مــن كائــن تفاعــي بــن‬‫حغرافيــا وجمهــور ونظــام حكــم إىل كائــن تــم‬ ‫فيــه ابتــاع الجغرافيــا والجمهــور مــن قبــل‬ ‫نظــام الحكــم‪.‬‬ ‫ الدولــة أيضـاً‪ ،‬مــن عقــد اجتامعــي يرشعنهــا‬‫كقــوة متــارس العنــف املجــرد إىل قــوة متــارس‬ ‫العنــف كفائــض كراهيــة‪ ،‬مبنطــق العصابــات‪.‬‬ ‫ مكونــات النســيج الســوري‪ :‬التعايــش‬‫املحكــوم بفيزيــاء الوجــود قــدر البــد منــه‪،‬‬ ‫وعكســه ســيكون التفــكك أو حــرب ذات طابــع‬ ‫وجــودي‪.‬‬ ‫أمــا التعايــش الثقــايف والــذي يتصــف بالنزعــة‬ ‫الحرصيــة واالســتبعادية لألديــان التــي تقــف‬ ‫وراءهــا؛ فمحكــوم بالــراع الســلمي تحــت‬ ‫ضــوء الشــمس‪.‬‬

‫ يجــب قتــل الخــوف أوالً‪ ،‬بقتــل الخــوف‬‫ميــوت االلتبــاس الــذي يغذيــه فائــض الكراهيــة‬ ‫ويقــود إىل تــوازن الرعــب الطائفــي‪ ،‬وحتــى‬ ‫نقتــل هــذا الخــوف عــى الســوريني االجتــاع‬ ‫وإحضــار كافــة أوراقهــم القــذرة معهــم‪ ،‬والتــي‬ ‫متثــل اللحظــة األخالقيــة الراهنــة (تقســيم‬ ‫املواطنــن بــن رشفــاء وخونــة وإرهابيــن‪...‬‬ ‫إلــخ) بهــدف االنتقــال الرسيــع نحــو املرحلــة‬ ‫األصعــب‪ :‬اللحظــة السياســية مبــا تعنيــه مــن‬ ‫انتقــال املواطــن الســوري مــن كائــن مكشــوف‬ ‫تحــت مظلــة قبيلتــه أو طائفتــه‪ ،‬إىل كائــن‬ ‫مــدين محكــوم مبظلــة الحقــوق والواجبــات‬ ‫املدنيــة وتحــت مظلــة دولــة حداثيــة‪.‬‬ ‫ االنتظــار حاليــاً وبــا أي فعــل هــو الحالــة‬‫الرئيســية ألغلــب الســوريني الذيــن تآكلــت‬ ‫قدراتهــم االقتصاديــة إىل درجــة الصفر وبشــكل‬ ‫مخيــف ويهــدد وجودهــم‪ ،‬رمبــا للمــرة األوىل‬ ‫منــذ تشــكل ســوريا كجمهوريــة‪ .‬هــذا االنتظــار‬ ‫يقــود حاليـاً إىل ترقــب ويــأس وميــل للخــاص‪،‬‬ ‫أي خــاص‪ ،‬وبالتــايل يكــون ذلــك الخــراب‬ ‫الســوري الهائــل قــد ذهــب رخيص ـاً‪ .‬االنتظــار‬ ‫اليقــود إىل غــودو‪ ،‬عــى النخــب الفاعلــة يف‬ ‫هــذا الجســم اليائــس الحركــة وبرسعــة نحــو‬ ‫حالــة تأسيســية الجتــاع ســوري‪.‬‬ ‫ عــى الفــرق البحثيــة املتخصصــة بوســائل‬‫القيــاس االجتامعــي والكمــي؛ إعــادة إنتــاج‬ ‫نفســها مــن جديــد والتواجــد وإنتــاج معرفــة‬ ‫جامعيــة للتحضــر لذلــك االجتــاع‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫االنفجــار‪ .‬يف التاريــخ الشــامي كان دامئ ـاً مثــة‬ ‫تجــاور ســلمي قائــم عــى ثقافــة اســتقطابات‬ ‫حرصيــة واســتبعادية لكنهــا غــر عنفيــة بــن‬ ‫املســلمني الســنة واملســيحيني‪ ،‬يف حــن فضّ ــل‬ ‫العلويــون االنعــزال بالجبــال لقــرون طويلــة‬ ‫جــدا ً‪ ،‬لكــن هــذه العزلــة ســتتفكك بهجــرة‬ ‫الريــف العلــوي إىل املــدن‪ ،‬مــع اســتالم حــزب‬ ‫البعــث للســلطة وتســهيالته لهــم بااللتحــاق‬ ‫بالوظائــف الحكوميــة والجيــش وســليك األمــن‬ ‫والرشطــة‪ ،‬وكان ذلــك ســيبدو طبيعي ـاً ضمــن‬ ‫خطــط نهضويــة إلعــادة إدمــاج قطــاع حيــوي‬ ‫مــن املجتمــع الســوري‪ .‬لكــن املشــهد كان‬ ‫يبــدو وكأنــه توظيــف لذلــك الفائــض الكامــن‬ ‫مــن الكراهيــة‪ ،‬مــع صعــود النخــب العســكرية‬ ‫البعثيــة ذات الفكــر القومــي العــريب والعلــاين‬ ‫إىل الحكــم وبإيديولوجيــا التحــول االشــرايك‪،‬‬ ‫مــع تعزيــز الحالــة ماقبــل املدنيــة عــى شــكل‬ ‫غيتــوات طائفيــة أو مــا أُطلــق عليــه برتييــف‬ ‫املدينــة‪ .‬ويف الواقــع منــذ ذلــك الحــن ُولــد‬ ‫اإلقصــاء الــذي تــم "إخفــاؤه" وراء رسديــات‬ ‫تســتند إىل عقــد الظلــم و االضطهــاد‪ ،‬وهكــذا‬ ‫يعـ ّـر فائــض الكراهيــة عــن متــاه عجيــب بــن‬ ‫إيديولوجيــا حــزب و تاريــخ اضطهــاد لطائفــة‪.‬‬ ‫عن فائض الكراهية‪ ،‬فلننظر إلى هذه الثنائية‬ ‫ "ســوريا بدهــا حريــة"‪ ،‬جملــة تعكــس توق ـاً‬‫هائــاً تحتــه بــركان مشــاعر فائضــة‪ ،‬تبحــث‬ ‫عــن ترصيــف نحــو الرغبــة باالنعتــاق مــن‬ ‫ســلطة حــزب واحــد‪ /‬طائفــة واحــدة ‪ /‬زعيــم‬ ‫واحــد‪.‬‬ ‫ "بدكــن حريــة؟ هــاي هــي الحريــة"‪ ،‬وتبدأ طلقات‬‫الرصــاص والفجــر والعهــر بــكل أنواعــه‪ ،‬ويقف‬ ‫وراء ذلــك أيض ـاً فائــض هائــل مــن الكراهيــة‬ ‫القامئــة عــى الخــوف مــن املســتقبل‪ .‬نحــن‬ ‫هنــا أمــام حالــة العقالنيــة محكومــة مبســافة‬ ‫كبــرة أو صغــرة مــن الخــوف‪ ،‬االلتبــاس‪.‬‬ ‫إطارهــا العــام ابتــاع الدولــة مــن قبــل النظــام‬ ‫الســيايس ممثـاً بامتداداتــه األمنيــة‪ .‬واختصــار‬ ‫تلــك املســافة يقتــي معالجــة هذيــن‬ ‫البعديــن يف الشــخصية الســورية التــي تحمــل‬ ‫فائضــاً العقالنيــاً مــن الكراهيــة‪ ،‬أي الخــوف‬ ‫وااللتبــاس الناجــم مــن األحــكام املســبقة‪،‬‬ ‫لكــن ذلــك يبــدو مســتحيالً بــدون اتفــاق‬ ‫الطرفــن عــى حــل عقــاين‪ ،‬وأي حــل عقــاين‬ ‫ســيؤدي إىل انفــات الدولــة مــن قبضــة نظــام‬

‫مشاركة‬

‫ماذا لوكان فيس بوك‬ ‫في الزمن الجاهلي‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫شــعاب مكــة‪ ،‬ومينــع عنهــم الطعــام‪ ،‬وتحجــب وســائل االتصــال عنهــم‪.‬‬ ‫غطفان غنوم | مشاركة‬ ‫ـر مــع أهــل يــرب ســيؤمن لهــم منفــذا ً جديــدا ً‪،‬‬ ‫غــر أن حلفهــم املبـ ّ‬ ‫لنــا أن نتخيــل لــو أن الفيســبوك مثــاً كان وســيلة متاحــة للتواصــل وســتفتح جبهــة الشــال متام ـاً يف وجــه مكــة ونظامهــا‪.‬‬ ‫بــن العــرب مــع بــدء الدعــوة اإلســامية‪ ،‬لوصلتنــا عــى الشــكل املتخيــل حــن يتمكــن املســلمون مــن تشــكيل جيشــهم الحــر يف املدينــة‪،‬‬ ‫التــايل‪:‬‬ ‫ســيتواجه الطرفــان يف أول موقعــة لينتــر املســلمون بهــا بكفــاءة‪ ،‬غــر‬ ‫تبــدأ الدعــوة بتشــكيل مجموعــة رسيــة ضيقــة‬ ‫أن املوقعــة الثانيــة ســتكون درســاً قاســياً للجيــش‬ ‫عــى الفيســبوك‪ ،‬محــدودة األعضــاء‪ ،‬ثــم تبــدأ‬ ‫اإلســامي الحــر‪ ،‬وســتجد أن قارعــي طبــول الحــرب‬ ‫***‬ ‫بالتزايــد‪ ،‬تدعــى الصفحــة بصفحــة "المســلمين"‪ .‬ومــا‬ ‫والناشــطني ســيبدؤون بالتهليــل لهــا ونــر كل‬ ‫سيفرح المشركون‬ ‫أن ت ُكتشــف الدعــوة للديــن الجديــد حتــى يقــوم‬ ‫التحــركات التــي يقــوم بهــا الجيــش‪ .‬وســيترسب‬ ‫املرشكــون بإنشــاء صفحــة "أعلــوا هبــل"‪ ،‬لــرد عليهــم‬ ‫مقطــع فيديــو مهــم عــن كيفيــة نــزول بعــض‬ ‫بنصرهم المؤقت‬ ‫املقاتلــن مــن الجبــل طمعــاً يف الغنائــم‪ ،‬وظنــاً‬ ‫املســلمون بصفحــة "اللــه أعلــى وأجــل"‪ .‬وســنجد أن‬ ‫ويطلقون‬ ‫وسيشمتون‬ ‫منهــم أن النــر تحقــق‪ ،‬وهــذا طبعـاً مــا سيتســبب‬ ‫لقــب املســلمني قــد غــدا "الصابئــة املخربــون" يف‬ ‫صفحــات املرشكــن‪ ،‬ورمبــا تطالعنــا بوســتات مامنعــة الشتائم على صفحاتهم بالهزميــة‪.‬‬ ‫ســتنطلق األشــعار عــى صفحــات الفيســبوك‬ ‫للديــن الجديــد كالتــايل‪:‬‬ ‫الرسمية‪ ،‬وخاصة‬ ‫املســلمة لــريث الشــهداء‪ ،‬وتحلــل أســباب الهزميــة‬ ‫"هــؤالء الصابئــون الخونــة‪ ،‬هدفهــم اإلطاحــة بأربــاب‬ ‫صفحات‪:‬‬ ‫وتتوعــد بالــرد واالســتمرار حتــى انتشــار الديــن عــى‬ ‫العــرب التــي ندافــع عنه ـا‪ ،‬نقــول لهــم إن هــذه المؤامــرة‬ ‫الســماوية لــن تنجــح‪ ،‬وإننــا مــع كل قياداتنــا ســنكون صفــا "أبو جهل هو األصل"‪،‬‬ ‫العــامل‪ ،‬بينــا ســيفرح املرشكــون بنرصهــم املؤقــت‬ ‫واحـدًا فــي وجههــم‪ .‬لــن نؤمــن بمــا جــاؤوا‪ ،‬ولــن نتخلــى عــن و"أبو لهب عمدة العرب" وسيشــمتون ويطلقــون الشــتائم عــى صفحاتهــم‬ ‫الرســمية‪ ،‬وخاصــة صفحــات‪" :‬أبــو جهــل هــو األصــل"‪،‬‬ ‫كعبتنــا وديننــا الــذي وجدنــا آباء نــا عليــه‪ ..‬نحبــك يــا عمــرو‬ ‫***‬ ‫و"أبــو لهــب عمــدة العــرب"‪.‬‬ ‫بــن هشــام‪ ..‬نحبــك يــا أبــا ســفيان"‪.‬‬ ‫عامليـاً سريســل الــروم بعــض البصاصــن الفيســبوكيني‪،‬‬ ‫وســرد بالطبــع الصفحــات املســلمة عــى ذلــك‬ ‫بهــدوء ورصانــة‪" :‬يقــول رســول اللــه‪ :‬إنمــا بعثــت ألتمــم مــكارم األخــاق"‪ .‬وكذلــك ســيفعل الفــرس‪ ،‬لينتظــروا نتيجــة الـراع‪ .‬ومــع مــرور الوقــت‬ ‫هكــذا ســيبدأ املســلمون بنــر الدعــوة‪ ،‬وســيتواصل بعضهــم مــع ســيتم اكتشــاف بعــض املنافقــن الذيــن يندرجــون يف صفــوف املســلمني‪،‬‬ ‫الحبشــة ويؤمنــون لجــوءا ً آمنــاً هنــاك‪ ،‬خاصــة أن نجــايش الحبشــة والذيــن يضعــون الاليــكات عــى بوســتات "هنــد بنــت عتبــة" الحاقــدة‪،‬‬ ‫ســيدعم هــذا الفصيــل الجديــد اإلســامي‪ ،‬وســتصل رســائل الدعــوة وعــى صــور وحــي الحبــي املجــرم بعــد أن ارتــدى بذلــة الحــرب‬ ‫ومتــت ترقيتــه‪ ،‬وعــى تغريــدات "أبــي ســفيان"‪ .‬وسيحاســب هــؤالء بشــدة‬ ‫اإلســامية‪ ،‬عــى الخــاص‪ ،‬لقيــر الــروم وكــرى الفــرس‪ ،‬ولكنهــا لــن‬ ‫بحذفهــم مــن مواقــع املســلمني الهامــة‪ ،‬وحجبهــم متامـاً عــن أي نشــاط‬ ‫يســتجيبا‪ ،‬وســيرتكان الواقــع كــا هــو‪ ،‬ولــن يتدخــا يف الـراع املســتعر‬ ‫أو مشــاركة‪.‬‬ ‫ـاصون يف‬ ‫يف الجزيــرة العربيــة أبــدا ً‪ .‬ســيتعب املســلمون كثـرا حــن يُ َحـ َ‬ ‫وســتمأل التكبــرات ســاء الصفحــات‬ ‫حــن ينشــق "خالــد بــن الوليــد" وينضــم‬ ‫للجيــش الحــر اإلســامي‪ ،‬بينــا ســينعته‬ ‫املرشكــون عــى صفحاتهــم بالخيانــة‬ ‫والجــن‪ ،‬وتلصــق بــه تهمــة إضعــاف‬ ‫الــروح املعنويــة ألهــل مكــة‪.‬‬ ‫ســتتكاثر الصفحــات الوهميــة الحقــا‬ ‫وســتُعزى االنتصــارات ألشــخاص‬ ‫مل يشــاركوا بهــا‪ .‬وســيتحول بعــض‬ ‫املرشكــن لإلســام بعــد انتصــاره‪،‬‬ ‫وتلغــى صفحاتهــم القدميــة متام ـاً‪ ،‬بــل‬ ‫إن بعضهــم ســيتبوأ مناصــب عاليــة يف‬ ‫الزمــن الجديــد تعــادل رتبــة اآلدمــن‬ ‫نفســه‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫زبدانيات‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من نباتاتنا الربية مأكوالت شعبية‬

‫التســليق وهــي الجملــة التــي ترددهــا النســوة النباتــات التــي تدخــل أيضــاً ضمــن التســليق‬

‫البيئــة الجبليــة التــي تعــد املــكان املناســب لنمــو بفخــر واعتـزاز (رايحــن نسـلّئ)‪ .‬ميكــن أن تكــون نبتــة الخبيــزة‪ ..‬وهــي نبتــة تنتمــي إىل الفصيلــة‬ ‫هــذه التســمية قــد جــاءت مــن ســلق النباتــات الخبيّزيــة وتنقــى وتجمــع مــن الحقــول وتطبــخ‬ ‫النباتــات الصالحــة لــأكل والتــي تنتــر عــى‬ ‫املصيينــة عــى رأس أوراقهــا مفرومــة مــع البصــل وزيــت الزيتــون‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫نبت‬ ‫ـأيت‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ـا‪،..‬‬ ‫ـ‬ ‫طهيه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ّ‬ ‫الســفوح بكــرة ويف البســاتني‪ .‬ومنهــا الزعــر‬ ‫نباتــات التســليق فهــي عبــارة عــن نبتــة قصــرة والثــوم حيــث يضــاف حــب الرمــان والجــوز‬ ‫الجبــي الــذي ينمــو مــن تلقــاء نفســه يف كل‬ ‫ال ترتفــع كث ـرا ً عــن الرتبــة‪ ..‬لونهــا أخــر فاتــح والبصــل املح ّمــر إليهــا‪ ..‬وهــي أكلــة شــعبيّة‬ ‫عــام‪ ،‬حيــث تجمعــه النســاء وتحتفــظ بــه جاف ـاً‬ ‫وأوراقهــا دائريــة صغــرة تشــبه القلــب‪ .‬تنتــر مميــزة يف موســمها الربيعــي‪ .‬ثــم تــأيت نبتــة‬ ‫داخــل أوعيــة مــن الزجــاج لتقــوم بإعــداده يف‬ ‫بكــرة يف الحقــول‪ .‬يبــدأ التســليق يف عرصيــة القُــ َّرة(‪ )9‬التــي تنمــو فقــط حــول ضفــاف‬ ‫الشــتاء رشاب ـاً ســاخناً لنــزالت الــرد والــزكام‪ ،..‬أو‬ ‫اليــوم(‪ )2‬حيــث تتعــاون النســاء فيــا بينهــا‪ ،‬األنهــار‪ ..‬وتنمــو يف الزبــداين عــى ضفــاف النابــوع‬ ‫لوضعــه مــع الزيتــون بعــد أن يحــى‪ .‬ومــن تلــك‬ ‫وتـراوح املــدة حســب تواجــد نبتــة امل ُّصينــة يف ويف الســواقي وهــي نبتــة تحــب املــاء وال تتواجــد‬ ‫النباتــات املفيــدة ـ القدميــة الجديــدة ـ الحــارضة‬ ‫املــكان أي الحقــل‪ .‬تؤخــذ بعــد ذلــك إىل املنــزل إال فيــه‪ .‬وال تطهــى هــذه النبتــة عــى النــار وال‬ ‫أبــدا ً والتــي تحتــوي عــى الفيتامينــات واملعــادن‬ ‫حيــث تنظــف مــن الجــذور الدقيقــة البيضــاء‪ ..‬تدخــل يف عمــل الفطائــر إمنــا تســتعمل يف صنــع‬ ‫واملــواد املــدرة للبــول واملنقيــة للــدم والطــاردة‬ ‫ومــن ثــم تغســل باملــاء البــارد‪ ..‬وتفــرم فرمــاً الســلطات فقــط‪ .‬وتحضريهــا ســهل جــدا ً حيــث‬ ‫للغــازات‪ .‬والــذي نريــد الحديــث عنــه يف هــذا‬ ‫ناعــاً ويضــاف إليهــا البصــل املفــروم وامللــح تفــرم أورقهــا الطريــة والتــي تشــبه الخــس‪..‬‬ ‫الســياق نبــات الســليقة التــي تنمــو برسعــة يف‬ ‫والفلفــل األســود والحوامــض(‪ )3‬أو دبــس فيضــاف إليهــا الليمــون وامللــح والبصــل والزيــت‪.‬‬ ‫مثــل هــذه األيــام يف الحقــول الزبدانيّــة وبــن‬ ‫تحــر هــذه الخلطــة‬ ‫الرمــان(‪ .)4‬وبعــد أن‬ ‫ّ‬ ‫األشــجار بعــد موســم املطــر‪ .‬فيزدهــر موســم‬ ‫اللذيــذة‪ ،‬تكــون املــرأة قــد انتهــت مــن عمليــة هوامش‪:‬‬ ‫الســليقة‪ ،‬وهــو املصطلــح املتعــارف عليــه بــن‬ ‫العجــن(‪ )5‬يف اإلنــاء النحــايس(‪ )6‬الــذي تهتــم بــه ‪1‬ـ أي الســليئة باللهجــة العاميــة الزبدانيــة‬ ‫أبنــاء القــرى لتجميــع األعشــاب الربيــة الربيعيــة‬ ‫وتب ّيضــه(‪ )7‬كل عــام‪ .‬يتــم عمــل فطائــر املرصينــة وهــذه التســمية لطقــس جمــع النباتــات الربيــة‬ ‫الصالحــة لــأكل والطبــخ املنــزيل‪ .‬الســليقة(‪ )1‬أو‬ ‫عــى الصاجــة(‪ )8‬أو عــى يف موســمها‬ ‫التنــور بعــد انتهــاء املــرأة ‪2‬ـ قرابة الساعة الرابعة‬ ‫الزبدانيّــة مــن خبــز الخُبــز ‪3‬ـ ومنها عصري الليمون‬

‫وعمــل الفــراين والطالمــي‪4 ..‬ـ وهــو عصــر الرمــان اململّــح واملغــي عــى‬ ‫يش الفطائــر أي النــار حتــى يتامســك ويشــتد‬ ‫وال تنجــح عمليــة ّ‬

‫شــويها إال بعــد أن يكــون التنــور قــد ‪5‬ـ أي إضافــة املــاء وامللــح إىل الطحــن ودعكــه‬ ‫أصبحــت جدرانــه أقــل حـرارة ومنهــا ليصبــح عجين ـاً‬ ‫الجملــة التــي تتناقــل عــى ألســنة ‪6‬ـ وهو اللَ ِك ْن باللهجة الزبدان ّية‬

‫النســاء وتشــكل املقولــة التاليــة (حتــى ‪7‬ـ عمليــة التبييــض أي طــي النحــاس مبعــدن‬ ‫يبــرد التنــور)‪ .‬وميكــن أن تطبــخ املصريينة القصديــر املــذاب يك ال يتفاعــل معــدن النحــاس‬ ‫باللحمــة املفرومــة مــع الربغــل وهــي مــع الحوامــض ويصبــح ضــارا ً‪ ..‬واملب ّيــض مهنــة‬

‫يوازيهــا عــى اإلطــاق‪ ..‬وهــي تقريبـاً ومنــه صاجــة الغــاز وصاجــة الحطــب‬ ‫نافعــة جــدا ً وغنيــة مبــادة الحديــد‪ .‬ومــن ‪9‬ـ تلفظ أُ ّرة من العامية الزبدان ّية‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أكلــة شــعب ّية زبدان ّيــة‪ .‬لكــن تــكاد تنقــرض بعــد الشــح يف اســتعامل األواين‬ ‫فطائــر املصريينــة شــهية والقــدور النحاســية‬ ‫جــدا ً ولذيــذة الطعــم وال يش ‪8‬ـ وهــو وعــاء حديــدي مق ّعــر و كبــر بقطــر مــر‬

‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) املواطــن حســان النــوري يعلــن ترشــحه ملنصــب رئيــس الجمهوريــة‬ ‫العربيــة الســورية‪ ...‬ومؤيــدوه يهتفــون‪" :‬حســان أو نحــرق البســتان"‪...‬‬ ‫وســط مطالــب جامهرييــة برتشــح األخــت الفاضلــة ســارية الســواس‪!...‬‬ ‫*) املبعــوث الــدويل إىل ســوريا األخــر اإلبراهيمــي الــذي تجــاوز مــن‬ ‫العمــر األلــف عــام يســتقيل مــن مهمتــه بعــد ثــاث أعــوام مــا قــدر‬ ‫فيهــا يحــل وال يربــط‪ ...‬والشــعب الســوري يطالــب مبراقــب جديــد غــر‬ ‫األخــر يكــون ملــون وإتــش دي كــان‪!...‬‬

‫واملستشــارين راتــب وقــدره مثانيــة آالف دوالر‪ ...‬مــع العلــم أنهــم‬ ‫*) صفحــات املنحبكجيــة تطالــب ســيادتو بــاإلرساع بتقديــم طلــب جميعـاً مقيمــن وآكلــن شــاربني بأفخــم الفنــادق عىل حســاب الــوزارات‬ ‫الرتشــيح لرئاســة الجمهوريــة‪ ،‬ألنــو قــال مــا رح يقبلــوا يعيشــوا بهالديــار والشــعب الســوري‪ ...‬وكان اللــه ويل التوفيــق‪!...‬‬ ‫مــن دون الجحيــش بشــار‪...‬‬ ‫*) مبقــر البلديــة ببلــودان خنــاق وتدفيــش نســوان مــن قبــل ابــن‬ ‫*) أوبامــا يدعــو إىل االعــراف "الكامــل" بالحقائــق بشــان مجــازر بلدهــم البــار أبــو صالــح اللبــواين يــي بــدو ميــي وراق وطلبــات معارفه‬ ‫األرمــن‪ ...‬والشــعب الســوري يدعــوه إىل االعـراف ولــو "الناقــص" بشــأن وعيلتــه‪ ...‬شــو نســيت يــا بــووو صالــح أنــو الثــورة طلعــت كرمــال‬ ‫مجــازر الســوريني‪..‬‬ ‫نخلــص مــن الواســطة واملحســوبية‪ ...‬حيــايت ّإت!‬ ‫*) ترسيبــات عــن أن الجنســية الربيطانيــة للســيدة األوىل واألخــرة *) األســد يتــودد للمســيحني بزيــارة إىل مدينــة معلــوال التــي أمطرهــا‬ ‫أســاء األســد تخالــف القانــون الســوري وقــد متنــع بعلهــا األســد مــن بالرباميــل‪ ..‬واملعجــزة كانــت بأنــو ســيادتو كان البــس نفــس البدلــة‬ ‫الرتشــح لالنتخابــات ألنهــا تخالــف رشوطهــا‪ ...‬إي مــو مشــكلة إال يطلــع الطحينــي يــي زار فيهــا معلــوال بســنة الـــ ‪ ...2011‬شــكلو زارهــا يومهــا‬ ‫يش فتــوى وتفصيلــة جديــدة للــروط عــى مقاســه هــو ومرتــو وأم عــن الـــ ‪ 2011‬وعــن الـــ ‪ ...2014‬التخــرج قبــل أن تقــول ســبحان اللــه‪!...‬‬ ‫والدو‪!...‬‬ ‫*) مــؤذن جامــع الجــر الســابق "ابــن ســاحة" كان بالصــف التــاين‬ ‫*) قــام وزراء الحكومــة الســورية الوطنجيــة املؤقتــة بتعيــن راتــب مبقابلــة بشــار لعلــاء الديــن األفاضــل‪ ...‬ركــزويل عــى الصــف التــاين هــا‬ ‫خمســة عــر ألــف دوالر يف الشــهر لــكل راس وزيــر‪ ،‬وللنائبــن مــو األخــر‪ ...‬والنعــم اللــه منــك يــا ابــن الزبــداين‪!...‬‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ثــورة الكرامــة يــي دفعنــا كرمالهــا دم وأرواح كتــر صــارت مهنة وشــغلة‬ ‫يــي مالــو شــغلة بهاأليــام‪ ...‬قصــص عــم نســمعها كل يــوم عــن نــاس‬ ‫اســتفادت وعاشــت مــن ورا الثــورة وصــار عندهــا رصيــد بالبنــوك‪ ...‬بعد‬ ‫مــا صــار نــص األحرار الحقــن األخرض والــدوالر‪ .‬بعــض الثوار يــي حملوا‬ ‫الســاح عــم يقبضــوا ع حســاب الثــورة يــي مــا عــاد مــن مصلحتهــم‬ ‫أنهــا تخلــص أو حتــى تنتــر‪ ...‬وكرمــال هيــك رح يخــرق أي هدنــة أو‬ ‫تســوية بتصــر بكــم رضبــة رصاصــة ع يش حاجــز‪ .‬وباإلعــام إذاعــات‬ ‫وقنــوات ومجــات أكــر مــن الهــم ع القلــب‪ ...‬ونــص هاملؤسســات عــم‬ ‫تقبــض وتبلــع بصفتهــا جهــة إعالميــة‪ ...‬وياريــت أنهــا عــم تشــتغل ع‬ ‫األقــل بضمــر ومصداقيــة واحرتافيــة‪ .‬أمــا باإلغاثــة واملعونــات فح ـ ّدث‬ ‫وال حــرج‪ ...‬مبالــغ كبــرة عــم تنقبــض وتنشــحد باســم الشــعب الســوري‬ ‫يــي مــا عــم يوصلــه منهــا إال القليــل‪ .‬معارضتنــا الوطنجيــة بالخــارج‬ ‫قصــة ووجــع تــاين‪ ...‬وقــت بيكــون كل راس منهــم عــم يقبــض راتــب‬ ‫خيــايل بــآالف الــدوالرات‪ ...‬وهــو آكل شــارب نايــم بأفخــم الفنــادق ع‬ ‫حســاب الشــعب النــازح واملــرد باملخيــات‪ .‬خالصــة القــول أنــو الثورة‬

‫صــارت مهنــة وامتهــان لــكل املبــادئ يــي طلعنــا كرمالهــا‪ ...‬واللــه يلعــن‬ ‫كل مــن تاجــر وقامــر بثورتنــا وباعهــا بســوق النخاســة‪ ...‬بــس مــع هيــك‬ ‫ومــع كل هــاد يــي عــم يصــر مــارح نســكت أو نرتاجــع‪ ...‬ورح نضــل‬ ‫نواجــه الواقــع واألخطــاء ونحــاول نعمــل للفســاد‪ ...‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬

‫فواصل‬

‫إصدار مجموعة شعرية‬

‫صــدر مؤخـرًا للشــاعر الســوري صهيــب محمــد خيــر‬ ‫ّ‬ ‫يوســف‪ ،‬مجموعــة شــعرية جديــدة بعنــوان (دفنــاه‬ ‫فــي غيمــة)‪.‬‬ ‫تحمــل هــذه المجموعــة بيــن صفحاتهــا جــزء اً‬ ‫مــن يوميــات األلــم الســوري‪ ،‬وقــد كتــب الشــاعر‬ ‫نصوصهــا بيــن عامــي ‪.2013 – 2011‬‬ ‫المجموعــة تحتــوي علــى ‪ًّ 70‬نصــا قصيـرًا مــن شــعر‬ ‫التفعيلــة‪ ،‬وهــي متاحــة للتحميــل المباشــر علــى‬ ‫شــبكة اإلنترنــت بصيغتهــا اإللكترونيــة‪.‬‬ ‫‪http://www.alukah.net/Books/Files/‬‬ ‫‪BookFile/magmoah.pdf/4043_Book‬‬ ‫من نصوص املجموعة‪:‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫توازن القوى‬

‫مــن شــأنه أن يحــول دون نشــوب النــزاع‬ ‫املســلح‪ .‬يعتــر ســعي إحــدى الــدول لزيــادة‬ ‫قدرتهــا العســكرية بالصــورة التــي تخــل بتوازن‬ ‫القــوى أمــرا ً يدعــو لالضطــراب‪ ،‬لــذا تحــاول‬ ‫الــدول تجنــب الوقــوع تحــت أي هيمنــة‬ ‫محتملــة عليهــا مــن قبــل قــوى متوازنــة‪ ،‬مــا‬ ‫يدفعهــا لتعزيــز تــوازن القــوى مبعاهــدات‬ ‫تلتــزم فيهــا الــدول األطــراف بالحفــاظ عــى‬ ‫قوتهــا العســكرية ضمــن حــدود مقبولــة مــن‬ ‫الــدول األخــرى‪ .‬ويف معاهــدات الســام التــي‬ ‫تــرم بــن الــدول بعــد انتهــاء الحــروب يتــم‬

‫عــادة التطــرق لتــوازن القــوى‪ ،‬واإلشــارة إىل‬ ‫الرتتيبــات التــي مــن شــأنها أن تحافــظ عليــه‬ ‫وتحــول دون اإلخــال بــه‪ .‬وقــد أدى التــوازن‬ ‫الــدويل يف الوقــت الراهــن إىل تســابق الدول يف‬ ‫التســلح عــى اختــاف أهميتهــا‪ ،‬وإىل تكديــس‬ ‫األســلحة واســتبدالها بــن حــن وآخــر‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٧‬األحد ‪2014\04\٢٧‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫نظريــة تعتمــد عــى مبــدأ تعــادل النفــوذ‬ ‫الســيايس واإلمكانيــات االقتصاديــة بــن دولتــن‬ ‫أو أكــر عــى الصعيــد اإلقليمــي‪ ،‬وبــن الــدول‬ ‫العظمــى والتكتــات العامليــة الكــرى يف مجــال‬ ‫الــدول‪ ،‬بقصــد منــع أي دولــة مــن محاولــة‬ ‫االســتئثار بالنفــوذ مبــا متلكــه مــن تفــوق‬ ‫عســكري وإمكانــات اقتصاديــة‪ ،‬األمــر الــذي‬

‫‪ ..‬أتذك ُر إذ قلت يل "ستعودُ"؟‬ ‫‪/1/‬‬ ‫تعات ُبني الشا ُم‪:‬‬ ‫قائل؟‬ ‫فام أنا بعدَ اعتقالكَ ْ‬ ‫ال تتحــدث كثــراً عــن املــوت يف حــر ِة ‪/4/‬‬ ‫األمنيــات‬ ‫ْ‬ ‫نسيت سور َّيا التي من زمانْ‬ ‫يعب عن عطر ِه كيفام كانَ ‪..‬‬ ‫فيل ياسم ٌني ِّ‬ ‫نسيتها‪..‬‬ ‫الثبات‬ ‫ْ‬ ‫قديم‬ ‫موي ُ‬ ‫ْيل الجامع األُ ُّ‬ ‫عرفت املكانْ‬ ‫ُ‬ ‫أو ما‬ ‫األغنيات‬ ‫ْ‬ ‫و َح ْن َجر ٌة حر ٌة أسم َعتكَ البعيدَ من‬ ‫تغريت ُصورتها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫تعاتبني الشا ُم‪..‬‬ ‫يا شا ُم‪ ،‬يش ٌء من الخوف والجو ِع‬ ‫سحاب الدخانْ‬ ‫بعدَ ما غطَّى مغان ْيها‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫والنقص يف الث َمر ْ‬ ‫موضع‬ ‫ما عا َد يف ذاكريت‬ ‫ٌ‬ ‫يتدفق بالصرب نه ُر الحياةْ‪.‬‬ ‫غداً‬ ‫ُ‬ ‫إال علي ِه أث ُر الصولجانْ‬ ‫‪/2/‬‬ ‫املوت‪..‬‬ ‫يوقف َ‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫السال ُم عىل الشهدا ْء‬ ‫ل َنحيا كام ك َّنا‪..‬‬ ‫كاليامم يصفُّونهم يف ِ‬ ‫رفوف السام ْء‬ ‫هكذا‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫عىل جنين ٍة من جنانْ ؟‬ ‫بكونهم يف ظاللِ الدعا ْء‬ ‫ْ‬ ‫ثم يَ‬ ‫َّ‬ ‫رستا‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫‪/5/‬‬ ‫ثم يا ح َ‬ ‫ِ‬ ‫برشيف الدما ْء‪.‬‬ ‫يُكرِمونَ الرثى‬ ‫ـت كثـراً عــى ُســوريا حــن غادرتهــا مــن‬ ‫ بكيـ ُ‬‫‪/3/‬‬ ‫ثالثـ َن دَهـرا‬ ‫الرسائل‬ ‫ْ‬ ‫خذوين أودِّي إليه‬ ‫رجعت إليها ومل أ َرها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وملا‬ ‫أقول لهُ من وراء السياجِ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وحدي‪ ،‬غريباً‬ ‫‪،‬‬ ‫حلمي‬ ‫كمل‬ ‫أ‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ائل‬ ‫سيا ُجك ز ْ‬ ‫صبح ُح َّرا‬ ‫صغــرُك مــا زال بــن عيونــكَ يرعــى صغــا َر ألُ َ‬ ‫الفســائل‬ ‫ْ‬ ‫بكيت عليها‬ ‫وملا خرجت ُ‬ ‫وصح ُبــك ينتظــرون رجوعــكَ ‪ ..‬مــن أجلهــم‬ ‫أصبحت شعراً وذكرى‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬ ‫نعم‪َّ ..‬‬ ‫ْ‬ ‫ُعــدْ‬ ‫وها أنا أبيك عىل وطنٍ صار مرث َي ًة‬ ‫وكن يا صديقي قويًّا‪..‬‬ ‫وصخرا‬ ‫وخُناساً َ‬ ‫ِ‬ ‫األوائل‬ ‫ْ‬ ‫السنوات‬ ‫فام زال ُحلمك يف‬ ‫ كأنكَ مل تنتبهْ أنَّ يف الص ِرب نرصاً‬‫وأسائل‬ ‫ْ‬ ‫ارتجفت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أسائل عنكَ القلوب التي‬ ‫ُ‬ ‫رس يُرساً‬ ‫وأنَّ مع ال ُع ِ‬ ‫األيائل‬ ‫ْ‬ ‫ورعيل‬ ‫َ‬ ‫خيولكَ جامح ًة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫رسا؟‬ ‫متفائل‬ ‫ْ‬ ‫وأبحث من أصدقائك عن خ ٍرب‬ ‫وأنَّ مع الع ِ‬ ‫رس يُ َ‬

‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com