أوكسجين العدد 108 السنة الثالثة - الأحد 04-05-2014 تقرؤون في هذا العدد: 3-‭ ‬ الإعلام‭:‬‭ ‬مهنة‭ ‬ال

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫اإلعال ‬‪‬‭‬م ‪:‭‬‬ ‫‬ ‪‭‬مهن ‬ة ‪‭‬المشاغبين‬ ‫ب ‪‭‬األزمة‬ ‫أرام ‬ل ‪‭‬الشهداء‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬مه ‬‬ ‫تصميم الغالف للفنان فادي زيادة | ‪THE MASSACRE OF AIN-JALUT SCHOOL‬‬

‫ديمقراطية‬ ‪‭‬األشالء‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٠٨‬األحد ‪2014\٠٥\٠٤‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫السوريون وغياب العمل‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫تقرؤون في هذا العدد‪:‬‬ ‫‪ ‭ ‬-3‬اإلعالم‬ ‪‭:‬‭‬مهنة‬ ‪‭‬المشاغبين‬ ‫‪ -4‬شهيد‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬الزبداني‬ ‪‭‬وجديد‬ ‪‭‬يلوح‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬األفق‬ ‫‪ -5‬معرض‬ ‪‭‬فني‬ ‪‭‬لألطفال‬ ‪‭‬يزوره‬ ‪‭‬األسد‬ ‪‭‬بصاروخ!…‪‭‬‬ ‫ الجولة‬ ‪‭‬الخامسة‬ ‪‭‬من‬ ‪‭‬حملة‬ ‪‭‬التلقيح ضد‬ ‪‭‬شلل‬ ‪‭‬األطفال‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬سوريا‬‫‪ -6‬أرامل‬ ‪‭‬الشهداء‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬مهب‬ ‪‭‬األزمة‬ ‫ُ‬ ‫ترك ‪‭‬وحيدًا‬ ‫‪ -8‬عندما‬ ُ‪‭‬ي ‬‬ ‫‪ -9‬ديمقراطية‬ ‪‭‬األشالء‬ ‫‪ -10‬الخيار‬ ‪‭‬الحسم‬ ‫‪ -11‬متأسفة‬ ‪‭‬إن‬ ‪‭‬مات‬ ‫‪ -12‬هل‬ ‪‭‬تخزن‬ ‪‭‬ملفاتك‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬السحاب‬ ‪‭‬دون‬ ‪‭‬تشفير؟‬ ‪‭‬إليك‬ ‪‭‬الحل‬ ‫‪ -13‬حديث‬ ‪‭‬الورد‬ ‪‭‬عن‬ ‪‭‬الحب‬ ‫‪‭ ‬-14‬أوكسجينيات‬ ‫‪‭ ‬-15‬فواصل‬

‫ميــر األول مــن أيــار هــذا العــام قاســياً جــدا ً ومريـرا ً وملطخـاً‬ ‫بدمــاء األطفــال‪ .‬فمــن مجــزرة البيضــا وبانيــاس التــي راح‬ ‫ضحيتهــا أكــر مــن ‪ 800‬شــهيد‪ ،..‬إىل الحولــة‪ ..‬والرتميســة‪..‬‬ ‫إىل قصــف املــدارس وروضــات األطفــال بالرباميــل املتفجــرة‬ ‫الحاقــدة‪ .‬وبينــا تتصاعــد وتــرة القتــل وســفك الدمــاء وتدمري‬ ‫املــدن مــن قبــل أرشس نظــام دمــوي وقمعــي اســتبدادي‬ ‫عــى وجــه األرض‪ .‬يطــل عيــد العــال العاملــي‪ ،..‬مواســياً‬ ‫الســوريني وقــد تــردوا يف بقــاع املعمــورة‪ ..‬واســتوطنوا‬ ‫املخيــات‪ ..‬وافرتشــوا األرض بربدهــا وقرهــا‪ ،‬عاطلــن عــن‬ ‫العمــل‪ ..‬فقــراء‪ ..‬وهــم يف أســوأ حــال‪ .‬الشــعب الســوري‬ ‫الفتــي الفــذ الــذي يقــدس العمــل ويتفــاىن بــه منــذ أقــدم‬ ‫العصــور‪ ..‬مــن الفينيقيــن الذيــن نقلــوا األقمشــة امللونــة إىل‬ ‫أرجــاء العــامل الــذي مل يكــن يعــرف ســوى اللــون األبيــض‪..‬‬ ‫ومــرورا ً بأبجديــة أوغاريــت‪ ..‬إىل كل ألــوان الحضــارة وأدواتهــا‬ ‫مــن بنــاؤون وحرف ّيــون ونحاتــون مهــرة مل تــزل آثارهــم ماثلــة للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫إىل اليــوم يف األوابــد واملســاجد والكنائــس واألديــرة‪ .‬اإلنســان‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫الســوري العامــل النشــيط والــذيك املاهــر‪ ..‬العصامــي الــذي‬ ‫خــر عائلتــه أو أرستــه أو أصدقائــه أو معملــه وحتــى منزلــه‬ ‫ودكانــه‪ ،‬ليتــرد وينــزح ويلجــأ ويعــاين األمريــن يف غربتــه‬ ‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫القرسيــة عــن ســوريا‪ .‬إن الثــورة الســورية اليــوم وهــي تنظــر‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫إىل األشــاء والدمــاء بــأمل وحــرة‪ ،‬تطالــب كل ســوري حــر‬ ‫رشيــف بالعمــل الــدؤوب واملتواصــل إلســقاط نظــام الطاغيــة‬ ‫وإحــال العدالــة والحريــة والكرامــة‪ .‬إن الســوريني األبطــال‬ ‫عــى موعــد مــع ســوريا الجديــدة وعــى عهــد البنــاء أيض ـاً‬ ‫بعيــد اســقاط الطاغيــة‪ ..‬بنــاء الوطــن واملواطــن الســوري‬ ‫الثائــر مــن أجــل الحــق والعــدل‪ ..‬اإلنســان الــذي ثــار ألجــل‬ ‫ســوريا‪ ،‬ويعمــل بجــد وصــدق وإخــاص يف الثــورة الســورية‪،‬‬ ‫كــم نفتخــر فيــه‪ ،‬ونحــن بحاجــة إليــه اليــوم أكــر مــن أي‬ ‫وقــت‪.‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫محمد الصفدي | أوكسجين‬

‫قــد يـراءى للكثرييــن أن الصحافــة عبــارة عــن‬ ‫تجســس ملعرفــة األخبــار يتــم تناقلهــا وعرضهــا‬ ‫عــر وســائل االعــام العديــدة‪ ،‬كالتلفزيــون أو‬ ‫الراديــو أو الصحــف أو املواقــع االلكرتونيــة‬ ‫مــن خــال شــبكات التواصــل االجتامعــي عــر‬ ‫الشــبكة العنكبوتيــة‪ .‬إن هــذه املهنــة الصعبــة‬ ‫والشــاقة الخطــرة بحثـاً يف أغوار الخــر الصحيح‬ ‫الــذي ال ميكــن أن ينــر ّإل بعــد التأكــد مــن‬ ‫مصداقيتــه عــر عــدة مصــادر وليــس مصــدر‬ ‫واحــد‪ .‬طبع ـاً هــذا ال ينــدرج يف خانــة الســبق‬ ‫الصحفــي الــذي ينفــرد بــه اعالمــي أو قنــاة‬ ‫تلفزيونيــة‪ .‬ويف يومنــا هــذا مل يعــد خافيـاً عــى‬ ‫أحــد أهميــة وســائل االعــام والصحافــة يف‬ ‫نقــل األخبــار وتصويــر مــا يجــري عــى األرض‪.‬‬ ‫حيــث يشــكل هــذا الفيديــو القصــر املص ـ ّور‬ ‫خفيــة إدانــة كــرى للذيــن يقومــون بــه مــن‬ ‫جرائــم‪ ،‬وهــذا يســاهم يف نــر الحقيقــة إىل‬ ‫املاليــن‪ .‬ولــي تكــون الصحافــة حــرة (كاالعــام‬ ‫املــريئ واملســموع واملكتــوب) وتتحــرر مــن‬ ‫القيــود املفروضــة يجــب أن تتوفــر الترشيعــات‬ ‫التــي تضمــن حريــة التعبــر عــر تعزيــز اعــام‬ ‫الدولــة الدميقراطيــة مــع التأكيــد وااللتــزام‬

‫باملســؤولية الوطنيــة‪ ،‬واملحافظــة عــى ميثــاق‬ ‫الــرف الصحفــي‪ .‬وكــا للحريــة الحمــراء‬ ‫بــاب فــإن لحريــة الصحافــة شــهدائها الكــر‪.‬‬ ‫ويف ســوريا التــي تنعــدم فيهــا حريــة الصحافــة‬ ‫واالعــام الــذي ينفــرد بــه النظــام وتســود‬ ‫صحافــة الربوباغنــدا حيــث تألــه الرئيــس‬ ‫ومتجــد أفعالــه‪ .‬هــذا مــا يحــدث فع ـاً ليــس‬ ‫عــى صعيــد الصحافــة بــل عــى صعيــد األدب‬ ‫أيض ـاً‪ .‬وعندمــا كنــت أقــوم بأمســيات شــعرية‬ ‫أو قصصيــة يف أحــد املراكــز الثقافيــة داخــل‬ ‫الوطــن املحتــل كان ال بــد يل مــن أخــذ موافقــة‬ ‫النظــام أي أجهزتــه األمنيــة أوالً املجســد يف‬ ‫األمــن الســيايس املوجــود يف املدينــة‪ ،‬ويتــم‬ ‫ذلــك عــر تصويــر النصــوص ( شــعر ـ قصــة)‬ ‫وتقدميهــا ملديــر املركــز الثقــايف والــذي بــدوره‬ ‫يقدمهــا ملديــر األمــن الســيايس حتــى يقرأهــا‬ ‫ومــن ثــم يوافــق عــى إقامــة األمســية‪ .‬وكــم‬ ‫رسي عندمــا يحــدث هــذا‬ ‫كنــت أضحــك يف ّ‬ ‫الســر األبلــه للنصــوص مــن قبــل هــؤالء‬ ‫الرعــاع املتحجــرون الذيــن ال يفقهــون ّإل‬ ‫التعذيــب واالرهــاب‪ ..‬وكنــت عــى يقــن تــام‬ ‫بأنهــم لــن يفهمــوا كلمــة واحــدة مــا كتبــت‪.‬‬ ‫هــذا عــى صعيــد األدب والشــعر فكيــف‬ ‫لــو تطــرق األمــر لالعــام‪ ،‬الــذي يكــون تابع ـاً‬

‫للنظــام ومســجون كالكلمــة يف غرفــة التعتيــم‪..‬‬ ‫حيــث األهــم هــو حجــب املعلومــات وهــي‬ ‫مــن أوائــل املعضــات التــي تقيــد الحريــة‬ ‫الصحفيــة حيــث يتــم التعامــل معهــا ضمــن‬ ‫نطــاق فلســفة التقييــد ال فلســفة اإلباحــة يف‬ ‫الخــر الحــر‪ .‬ولــي نتوصــل إىل الحريــة املرجوة‬ ‫ال بــد مــن اس ـراتيجية حاســمة تدعــم حريــة‬ ‫االعــام عــر إعــادة النظــر يف البنيــة الترشيعيــة‬ ‫الناظمــة للعمــل االعالمــي والصحفــي ويشــمل‬ ‫ذلــك قوانــن املطبوعــات والنــر وعــى رأســها‬ ‫حــق الوصــول إىل املعلومــة‪ .‬ويتــم عندمــا‬ ‫تشــرك الحكومــة الدميقراطيــة مــع مجلــس‬ ‫الشــيوخ أو مجلــس النــواب مــع مؤسســات‬ ‫املجتمــع املــدين مبــا يف ذلــك األحــزاب‬ ‫والنقابــات تحــت موافقــة الشــعب‪ .‬وكانــت‬ ‫الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة قــد أعلنــت‬ ‫يف عــام ‪ 1993‬الثالــث مــن أيــار مــن كل عــام‬ ‫يومــاً عامليــاً لحريــة الصحافــة حيــث يســلط‬ ‫الضــوء عــى مــا يتعــرض لــه الصحفيــون‬ ‫واملحــررون والنــارشون مــن أشــكال املضايقــات‬ ‫واالعتــداءات واالغتيــال‪ .‬وقــد وثقــت الشــبكة‬ ‫الســورية لحقــوق اإلنســان مقتــل ‪ 328‬اعالميـاً‬ ‫منــذ انطالقــة الثــورة يف عــام ‪ 2011‬وحتــى‬ ‫اليــوم‪.‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫تقرير‬

‫اإلعالم‪ :‬مهنة المشاغبين‬


‫تقرير‬

‫شهيد في الزبداني وجديد يلوح في األفق‬ ‫الزبداني | أوكسجين‬

‫قــى رجــل مســن برصــاص عنــارص نقطــة‬ ‫"زعطــوط" الواقعــة بعــد حاجــز الشــاح‬ ‫يــوم األربعــاء الواقــع يف ‪ ، 4/30‬وذلــك‬ ‫بعــد اعتقالــه وتعذيبــه‪ ،‬ثــم إطــاق النــار‬ ‫عليــه؛ ألنــه مل يســتطع رشاء علبــة "متــة"‬ ‫لعنــارص النقطــة‪ ،‬مــا اعتــروه عــدم تلبيــة‬ ‫ألوامرهــم‪ ،‬فصبــوا جــام غضبهــم عليــه‪.‬‬ ‫ويذكــر أن الشــهيد "مصطفــى عيــى رحمــة"‬ ‫فــاح وراعــي أبقــار‪ .‬و كان هــؤالء العنــارص‬ ‫يقومــون بالتشــبيح ويرسقــون منــه الحليــب‬ ‫يف كل مــرة ميــر فيهــا مــن الحاجــز مضط ـرا ً‬ ‫ســالكاً الطريــق الوحيــد إىل مناطــق نــزوح‬ ‫األهــايل لبيــع الحليــب‪ .‬وشــهد األســبوع‬ ‫املــايض قصفـاً بالطائـرات الحربيــة ليـاً أدت‬ ‫إلحــراق أعــداد جديــدة مــن املنــازل‪ .‬كــا‬ ‫واســتهدف أحــد الرباميــل املتفجــرة جامــع‬ ‫الجــر الكبــر يف الزبــداين حيــث يعــود‬ ‫بنــاؤه إىل أكــر مــن ‪ 250‬ســنة خلــت‪ ،‬والــذي‬ ‫تــم ترميمــه عــدة مـرات ألهميتــه التاريخيــة‪.‬‬

‫كــا وتقــوم الطائ ـرات بإلقــاء الرباميــل عــى‬ ‫أحيــاء املدينــة يوميــاً‪ ،‬إضافــ ًة إىل اطــاق‬ ‫النــار املتواصــل مــن حواجــز عــدة‪ ،‬مــع‬ ‫قصــف يطولهــا مــن نقــاط "الحــرش ومدافــع‬ ‫الحــوش واملعســكر وهابيــل"‪ .‬واســتهدفت‬ ‫قذائــف أخــرى الجبــل الرشقــي‪ .‬وردا ً عــى‬ ‫ذلــك التصعيــد نفذت"كتائــب حمــزة بن عبد‬ ‫املطلــب" عمليــة اســتهدفت ثالثــة عســاكر يف‬ ‫حاجــز الخ ـزان بينهــم ضابــط أدت ملقتلهــم‪.‬‬ ‫ويســعى بعــض املفاوضــن مــع عنــارص‬ ‫حاجــز االســراحة عنــد القــر الرئــايس يف‬ ‫الزبــداين بقيــادة "العقيــد نــزار" لتوقيــف‬ ‫الغــارات والقصــف عــن املدينــة يك يســتطيع‬ ‫الفالحــن الذهــاب إىل أراضيهــم يف ســهل‬ ‫الزبــداين الــذي يتعــرض هــو اآلخــر للقصــف‬ ‫بشــكل مســتمر‪ .‬لكــن عزميــة الفالحــن‬ ‫أقــوى مــن املــوت‪ ،‬فلــم يثنيهــم ذلــك عــن‬ ‫رعايــة محصولهــم مــن الفــول والبــازالء‪،‬‬ ‫حيــث األرض هــي مصــدر رزق الكثرييــن‬ ‫يف املدينــة‪ .‬ومــن جانبهــم شــددت قــوات‬ ‫النظــام حصارهــا عــى املدنيــن فمنعــت‬

‫دخــول أي نــوع مــن الخضــار و الحبــوب و‬ ‫املــواد الغذائيــة مــع قطــع للتيــار الكهربــايئ‬ ‫ليصــل حتــى ‪ 20‬ســاعة يومي ـاً للمزيــد مــن‬ ‫الضغــط والحصــار املفــروض عــى األهــايل‬ ‫‪.‬يف حــن يتعــرض النازحــن الزبدانيــن يف‬ ‫البلــدات املجــاورة للضغوطــات واإلهانــات‬ ‫والشــتائم واالعتقــال مــن قبــل اللجــان‬ ‫الشــعبية املتواجــدة يف بلــودان والروضــة‬ ‫وهــم كانــوا قبــل الثــورة شــذاذ آفــاق‬ ‫ولديهــم جنــح وجنايــات بحــق املواطنــن‪.‬‬ ‫وتقــوم هــذه العصابــات مبداهــات ليليــة‬ ‫للرسقــة والنهــب‪ ..‬حيــث يوجهــون الســباب‬ ‫للمدنيــن‪ ،‬كــا وينتــرون نهــارا ً يف األســواق‬ ‫ويطلقــون الرصــاص ويجــرون النــاس عــى‬ ‫الخــروج يف مس ـرات تأييــد ألســدهم البائــد‪،‬‬ ‫مــا دفــع الكثــر مــن املواطنــن إىل اللجــوء‬ ‫للمجلــس املحــي طالبــن تســوية للزبــداين‪،‬‬ ‫حتــى يعــودوا إىل بيوتهــم بعــد أن ضاقــوا‬ ‫ذرعـاً بأبنــاء الوطــن العمــاء وبظلــم النظــام‬ ‫الفاجــر وزبانيتــه وأزالمــه‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الصورة من توسعة جامع الجسر الكبير بعد إستهدافه ببرميل متفجر‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫يزوره األسد بصاروخ‪!...‬‬

‫هيالنة | أوكسجين‬

‫الجولة الخامسة من حملة التلقيح‬ ‫ضد شلل األطفال في سوريا‬

‫يعتــزم فريــق عمــل مكافحــة شــلل األطفــال يف‬ ‫ســوريا إطــاق الجولــة الخامســة مــن حملــة‬ ‫التلقيــح الجوالــة ملكافحة شــلل األطفــال صباح‬ ‫الســبت الثالــث مــن أيــار يف املناطــق املحـ ّررة‬ ‫يف محافظــات ديرالــ ّزور وال ّرقــة والحســكة‬ ‫واللذقيــة‪.‬‬ ‫وحلــب وإدلــب وحــاة ّ‬ ‫وتــأيت الجولــة الخامســة من أصل ســت جوالت‬

‫يعــاد تلقيــح األطفــال ذاتهــم يف كل منهــا مــع‬ ‫اســت ّدراك أي أطفــال مل يشــملهم اللقــاح خــال‬ ‫الجولــة الســابقة‪ ،‬ويهــدف القامئــون عــى‬ ‫الحملــة إىل القضــاء عــى شــلل األطفــال يف‬ ‫ســوريا بعــد ظهــوره مؤخـرا ً يف ســوريا وخاصــة‬ ‫يف محافظــة ديرالــزور‪ ،‬وكان قــد لُقــح خــال‬ ‫الجولــة األوىل أكــر مــن ‪ 1,25‬مليــون طفــل‪،‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫والثانيــة أكــر مــن ‪ 1,4‬مليــون طفــل‪ ،‬والثالثــة‬ ‫أكــر مــن ‪ 1,41‬مليــون طفــل‪ ،‬والرابعــة أكــر‬ ‫مــن ‪ 1,44‬مليــون طفــل‪ ،‬ومــن املرجــح أن‬ ‫يزيــد عــدد األطفــال امللقحــون خــال الجولــة‬ ‫الخامســة عــن ‪ 1,44‬مليــون طفــل‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى ويف إطــار اإلســتعدادات‬ ‫اللوجســتية للجولــة الخامســة عمــل الفريــق‬ ‫عــى التأكــد مــن ســامة سالســل التربيــد‬ ‫التــي يتــم نقــل اللقــاح بهــا‪ ،‬وجاهزيــة الفــرق‬ ‫لتجــاوز الصعوبــات التــي واجهتهــم يف الجولــة‬ ‫املاضيــة‪ ،‬واســتلم مندوبــون عــن الفريــق‬ ‫اللقاحــات املخصصــة للجولــة الخامســة مــن‬ ‫مديريــة الصحــة يف مدينــة غــازي عنتــاب‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬حيــث يعتمــد فريــق العمــل عــى‬ ‫تأمــن اللقــاح مــن وزارة الصحــة الرتكيــة‬ ‫والهــال األحمــر الــريك‪.‬‬ ‫يذكــر أن فريــق عمــل مكافحــة شــلل األطفــال‬ ‫تشــكّل مــن تضافــر جهــود وحــدة تنســيق‬ ‫الدعــم "‪ "ACU‬واملجالــس املحليــة ومجموعــة‬ ‫مــن املنظــات املحليــة والدوليــة غــر‬ ‫الحكوميــة تحــت شــعار "لننهــي شــلل األطفــال‬ ‫يف ســوريا" ويبلــغ عــدد املتطوعــن يف الفريــق‬ ‫أكــر مــن ‪ 8,000‬شــخص ومبشــاركة مايزيــد‬ ‫مــن ‪ 200‬طبيــب‪.‬‬

‫تقرير‬

‫معرض فني لألطفال‬

‫تجــاوز نظــام األســد القمعــي كل‬ ‫الحــدود يف القــدرة عــى ارتــكاب‬ ‫الجرائــم ضــد اإلنســانية‪ ،‬وأثبــت أن ال‬ ‫مثيــل له يف تاريخ االســتبداد باســتهدافه‬ ‫ملدرســة عــن جالــوت يف حــي األنصــاري‬ ‫بحلــب يــوم األربعــاء ‪ 30‬نيســان ‪،2014‬‬ ‫بصــاروخ فراغــي أودى بحيــاة حــوايل‬ ‫‪30‬طفــاً‪ ،‬وذلــك قبــل ربــع ســاعة‬ ‫فقــط مــن بــدء معــرض للرســم بعنــوان‬ ‫"بصمــة أمــل" نظمتــه جمعيــات خرييــة‬ ‫ونشــطاء‪ ،‬حيــث كان مــن املقــرر أن‬ ‫يتــم عــرض عــرات الرســومات التــي‬ ‫تعــر عــن انتهــاك بشــار األســد للمعايــر‬ ‫الدوليــة‪ ،‬عــر إلقائــه للرباميــل املتفجــرة‬ ‫والصواريــخ عــى أحيــاء مدينــة حلــب‪،‬‬ ‫إضافــة إىل لوحــات نفذهــا طــاب‬ ‫مــن املرحلــة اإلعداديــة تعــر عــن‬ ‫صمــت املجتمــع الــدويل أمــام جرائــم‬ ‫األســد وتدمــره لحضــارة حلــب وإرثهــا‬

‫التاريخــي‪ .‬عــرات الجرحــى اكتظــت‬ ‫بهــم املشــايف امليدانيــة‪ ،‬مــن بينهــم‬ ‫مدرســات وأمهــات األطفــال الــايت‬ ‫حــرن إىل الحفــل ملشــاركة أطفالهــن‬ ‫فرحتهــم بأعاملهــم يف املعــرض الــذي‬ ‫عمــل عليــه األطفــال طويــاً‪ ،‬لتتحــد‬ ‫ألــوان أقالمهــم الزاهيــة بحمــرة دمــاء‬ ‫رضجــت لوحاتهــم التــي كانــت‬ ‫حقيقــة ّ‬ ‫تحمــل بعــض األمــل‪ .‬مــن جهتهــا ردت‬ ‫"غرفــة عمليــات أهــل الشــام" عــى‬ ‫هــذه املجــزرة بقطعهــا التيــار الكهربــايئ‬ ‫عــن املناطــق الخاضعــة لســيطرة‬ ‫النظــام‪ ،‬كــا وقصفــت مق ـرات تابعــة‬ ‫للنظــام مؤكــدة بــأن الــرد ســيكون‬ ‫قاســياً يف األيــام القليلــة القادمــة‪.‬‬ ‫يذكــر أن القصــف أدى إىل دمــار كبــر‬ ‫يف محيــط مبنــى املدرســة املســتهدفة‪،‬‬ ‫إىل جانــب أرضار ماديــة بأكــر مــن ‪80‬‬ ‫منــزالً ســكنياً‪.‬‬


‫ملف العدد‬

‫أرامل الشهداء في مهب األزمة‬ ‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫ألقــت األزمــة اإلنســانية بظاللهــا عــى كافــة‬ ‫رشائــح املجتمــع الســوري‪ ،‬وكان للمــرأة‬ ‫النصيــب األكــر مــن أعبائهــا وهــي التــي‬ ‫أصبحــت الجئــة ونازحــة ومعتقلــة وأم شــهيد‪،‬‬ ‫بعــد أن ُدفعــت إىل أتــون حــرب مل تكــن‬ ‫صاحبــة القـرار فيهــا‪ .‬اليــوم ويف ظــل الظــروف‬ ‫االســتثنائية التــي متــر بهــا ســوريا؛ نجــد أنفســنا‬ ‫أمــام موضــوع شــائك يطــرح نفســه هــو أرامــل‬ ‫يجســدن وجهـاً آخــر ملعانــاة‬ ‫الشــهداء‪ ،‬اللــوايت ّ‬ ‫النســاء بعــد أن فقــدن معيلهــن‪ ،‬ووجــدن‬ ‫أنفســهن وحيــدات يف مواجهــة مســؤوليات‬ ‫جديــدة وظــروف قاســية تزيــد الحــرب مــن‬ ‫وطأتهــا‪ .‬مــن صدمــة املصيبــة وآثارهــا النفســية‬ ‫واالجتامعيــة إىل التحديــات التــي تنتظــر‬ ‫الزوجــة التــي تغــدو أمــاً وأبــاً ألطفالهــا‪ ،‬إىل‬ ‫جانــب معانــاة مــن نــوع آخــر يف ظــل الثقافــة‬ ‫والعــادات الســائدة ضمــن مجتمــع كاملجتمــع‬

‫الســوري‪ ،‬ينظــر إليهــا نظــرة دونيــة كونهــا‬ ‫بــا زوج فيحســب عليهــا حركاتهــا وســكناتها‪،‬‬ ‫وقــد تصبــح ســلعة يُرســم مصريهــا دون‬ ‫االك ـراث بكيانهــا ووجودهــا اإلنســاين‪ ،‬ليصــل‬ ‫األمــر يف بعــض األحيــان إىل تقييــد حريتهــا‬ ‫واعتبارهــا ملكيــة خاصــة ألهــل زوجهــا‬ ‫وكأنهــا مجــرد مــراث‪ ،‬ومنعهــا مــن الــزواج‬ ‫صونــاً للقــب "الشــهيد"‪ ،‬متجاهلــن بذلــك‬ ‫حاجاتهــا الجســدية والنفســية‪ ،‬وهــي التــي‬ ‫تعيــش رصاع ـاً بــن شــعورها بعــدم االســتقرار‬ ‫األرسي والعاطفــي وحاجتهــا إىل زوج لســد‬ ‫ذلــك الف ـراغ؛ وبــن الخــوف عــى أبنائهــا مــع‬ ‫ضغــوط املجتمــع التــي تلزمهــا غالب ـاً بــرورة‬ ‫التضحيــة مــن أجلهــم‪ .‬حــاالت إنســانية كارثيــة‬ ‫ال منــاص مــن مواجهتهــا يف ســبيل إيجــاد حــل‬ ‫مناســب لهــا‪ ،‬لدعــم النســاء األرامــل وإعــادة‬ ‫دمجهــن يف املجتمــع ومســاعدتهن يف إعالــة‬ ‫أوالدهــن‪ .‬قــد تكــون مســألة زواج األرامــل‬

‫خطــوة إيجايبــة مقبولــة‪ ،‬لكنهــا تلقــى مواقــف‬ ‫متعــددة مــا بــن مؤيــد لهــا ورافــض‪ .‬البعــض‬ ‫يدعــم هــذا األمــر كونــه يعيــد جــو العائلــة‬ ‫واأللفــة‪ ،‬ولكــن يشــرط موافقــة املــرأة يف‬ ‫اختيــار رشيــك حياتهــا واحــرام رفضهــا دون‬ ‫الضغــط عليهــا‪ .‬بينــا يرفــض طــرف آخــر فكرة‬ ‫التســويق لهــذا الــزواج‪ ،‬ألنــه يعكــس نظــرة‬ ‫دونيــة مرفوضــة وكأن األرملــة تعجــز عــن‬ ‫االســتمرار دون زوج لهــا‪ ،‬وبــأن هــذا الطــرح‬ ‫الــذي يشــجع الرجــال املتزوجــن عــى التعــدد‬ ‫قــد يخلــق مشــكلة مــع زوجاتهــم‪ ،‬ويحــرم‬ ‫فتيــات أخريــات مــن فــرص الــزواج‪ .‬شــقيق‬ ‫الــزوج هــو املرشــح األول عــادة أو أحــد أقربــاء‬ ‫الشــهيد‪ ،‬وذلــك العتبــارات اجتامعيــة متعــددة‬ ‫يف مقدمتهــا التقــارب الــذي يكــون بــن الــزوج‬ ‫القريــب والطفــل‪ ،‬األمــر الــذي يجعــل األخــر‬ ‫أكــر تقبــاً لــأب البديــل وبالتــايل يســ ّهل‬ ‫مهمتــه يف عمليــة التنشــئة والرتبيــة‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫ملف العدد‬

‫األرامــل ليــس هــو الحــل ويرفــض أن يكــون‬ ‫بداعــي التعاطــف أو الشــفقة‪ ،‬إذ البــ ّد أن‬ ‫يكــون مبنيـاً عــى أســس متينــة مــن التفاهــم‬ ‫والتوافــق والقبــول‪ ،‬ويقــول بــرورة وجــود‬ ‫مبــادرات أهليــة ومنظــات مدنيــة مــن أجــل‬ ‫دعمهــن معنوي ـاً ومادي ـاً وتأهيلهــن لالعتــاد‬ ‫عــى أنفســهن مســتقبالً‪ ،‬يف حــن تؤيــد ســاح‬ ‫هدايــا (دكتــورة جامعيــة) فكــرة الــزواج برشط‬ ‫أال يكــون بداعــي املتعــة أو التســلية‪ ،‬إذ يجــب‬ ‫أن يكــون الرجــل مبوضــع مســؤولية بحيــث‬ ‫يلتــزم بكافــة واجباتــه املاليــة واالجتامعيــة‬ ‫تجــاه عائلــة األرملــة‪ ،‬كــا وتنــوه إىل رضورة أن‬ ‫متــارس الجمعيــات دورهــا يف كفالــة األرامــل‬ ‫وأبنائهــن دون فضــل أو منــة‪ .‬آمنــة (‪ )24‬عامـاً‬ ‫ترفــض فكــرة الــزواج مجــددا ً بعــد استشــهاد‬ ‫زوجهــا الــذي قــى بقذيفــة‪" :‬ال أتخيــل حيــايت‬ ‫مــع رجــل آخــر‪ ،‬يكفينــي أوالدي الثالثــة الذيــن‬ ‫ـس الحاجــة إيل"‪ .‬أمــا ريــم التــي‬ ‫هــم اليــوم بأمـ ّ‬ ‫استشــهد زوجهــا منــذ عامــن فتبــدو مــرددة‬ ‫بشــأن فكــرة الــزواج الــذي ترفضــه يف الوقــت‬ ‫الحــايل‪ ،‬لكنهــا تــدرك بــأن ظــروف الحيــاة‬ ‫قاســية وقــد تضطرهــا إىل تغيــر موقفهــا‬ ‫لتضمــن مســتقبالً جيــدا ً ألوالدهــا عــى حــد‬ ‫تعبريهــا‪.‬‬ ‫زواج األرامل في المجتمع اإلسالمي‬ ‫األزمــات اإلنســانية عــادة مــا ت ُواجــه‬ ‫بترشيعــات خاصــة واضطراريــة‪ ،‬والقاعــدة يف‬ ‫املجتمــع اإلســامي أنــه عندمــا تكــر األرامــل‬ ‫كــا يف حــال الحــروب يســارع الرجــال إىل‬

‫الــزواج منهــن‪ ،‬وهــو األمــر الــذي انتهجــه‬ ‫النبــي محمــد صــى اللــه عليــه وســلم الــذي‬ ‫تــزوج مــن زينــب بنــت خزميــة بعــد استشــهاد‬ ‫زوجهــا عبيــدة مــن الحــارث يف معركــة بــدر‪،‬‬ ‫وصفيــة بنــت حــي بــن أخطــب التــي أصبحــت‬ ‫زوجــة لــه بعــد أن استشــهد زوجهــا كنانــة يف‬ ‫غــزوة خيــر‪ ،‬وكذلــك فعــل مــن بعــده الصحابة‬ ‫ـى‬ ‫والتابعــون ريض اللــه عنهــم‪َ " .‬وأَنْ ِك ُحــوا الْ َيَا َمـ ٰ‬ ‫الصالِ ِحــ َن ِمــ ْن ِعبَا ِدكُــ ْم َوإِ َمائِكُــ ْم"‪،‬‬ ‫ِم ْنكُــ ْم َو َّ‬ ‫اآليــة ‪ 32‬مــن ســورة النــور‪ ،‬واأليامــى جمــع‬ ‫أيــم‪ :‬وهــي مــن ليــس لهــا زوج بك ـرا ً كانــت‬ ‫أو ث ّيب ـاً‪ .‬واإلســام يحــثّ املــرأة عــى مواصلــة‬ ‫حياتهــا مبــا يف ذلــك الــزواج مجــددا ً‪ ،‬ألنــه يدرك‬ ‫أن العالقــة الزوجيــة عالقــة ســكن وتراحــم‪،‬‬ ‫واملــرأة بحاجــة إىل مثــل هــذه العالقــة‪ ،‬لــذا‬ ‫فلهــا الحــق بالــزواج بعــد انتهــاء العــدة خاصــة‬ ‫إذا كانــت يف مقتبــل العمــر ولديهــا أطفــال‬ ‫بحاجــة إىل رعايــة‪ ،‬فهــذا يجعــل كفالتهــم عــى‬ ‫الــزوج الجديــد ماديـاً وأخالقيـاً وتربويـاً‪ ،‬بــدالً‬ ‫مــن أن يكــون االلتـزام بهــم مجــرد صدقــات أو‬ ‫معونــات مؤقتــة عابــرة‪ ،‬ولكــن البــد لهــا مــن‬ ‫اختيــار الشــخص املناســب الــذي يرفــق بهــم‬ ‫ويتحمــل مســؤوليته نحوهــم مبــا يــريض اللــه‪.‬‬ ‫واليــوم وبينــا تســتمر آلــة النظــام يف حصــد‬ ‫املزيــد مــن األرواح تواصــل أرامــل الشــهداء‬ ‫حياتهــن يف حــرة وتــردد‪ ،‬مابــن البحــث عــن‬ ‫مــاذ األمــان األخــر يف كنــف زوج جديــد‪ ،‬أو‬ ‫التضحيــة مــن أجــل تربيــة أبنائهــن يف مهمــة‬ ‫ليســت بالســهلة عــى اإلطــاق‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بين الرفض والقبول‬ ‫يف ظــرف كظــرف املجتمــع الســوري يرفــض‬ ‫الرجــل وخاصــة األعــزب االرتبــاط بأرملــة‪،‬‬ ‫ألنــه يفضّ لهــا عــذراء مل ميسســها رجــل قبلــه‬ ‫ضمــن املعايــر الرشقيــة‪ ،‬باإلضافــة ملــا يرتتــب‬ ‫عــن هــذا األمــر مــن تعقيــدات تتعلــق بوضــع‬ ‫األطفــال مــن الــزواج الســابق‪ ،‬واملشــاكل‬ ‫والرصاعــات التــي قــد تواجهــه مــن عائلتــه‬ ‫أوالً ومــن أقــارب زوجهــا الفقيــد ثانيـاً‪ ،‬الذيــن‬ ‫قــد يتخــذون مــن زواجهــا هــذا ذريعــة‬ ‫مــن أجــل انت ـزاع حضانــة أطفالهــا منهــا‪ ،‬مــا‬ ‫يدفعهــا غالبــاً إىل التخــي نهائيــاً عــن فكــرة‬ ‫الــزواج‪ .‬محمــد (طالــب جامعــي) أعــزب‪،‬‬ ‫يبــدي تعاطفــاً مــع األرملــة بوصفهــا إنســان‬ ‫يســتحق فرصــة العيــش مــن جديــد‪" :‬ال‬ ‫مشــكلة عنــدي مــن االرتبــاط بامــرأة ســبق‬ ‫لهــا وأن تزوجــت طاملــا أنهــا تعجبنــي‪ ،‬ســواء‬ ‫كانــت أرملــة أم مطلقــة‪ ،‬يف كلتــا الحالتــن‬ ‫ســتكون أكــر وعيـاً ودرايــة بالحيــاة الزوجيــة‪،‬‬ ‫وهــو مــا ستســتفيد منــه يف حياتهــا الجديــدة"‪.‬‬ ‫ولكــن زميلــه ســامي يبتســم مســتنكرا ً‪،‬‬ ‫فاألمــر بالنســبة لــه ال يبــدو بتلــك البســاطة‬ ‫ألنــه مرفــوض اجتامعيــاً ونفســياً‪" :‬لســت‬ ‫مضط ـرا ً ألن أبــدأ حيــايت الزوجيــة مــع امــرأة‬ ‫وليســت فتــاة عــذراء‪ ،‬ألن هــذا ال ينســجم‬ ‫وقناعــايت‪ ،‬كــا أين لســت عــى اســتعداد‬ ‫ملواجهــة الرفــض الجامعــي الــذي ســتقابل‬ ‫بــه عائلتــي هــذا املوضــوع"‪ .‬زيــاد يعتــر أن‬ ‫الــزواج بأرملــة شــهيد ليــس س ـرا ً عليهــا كــا‬ ‫يعتــره البعــض‪ ،‬بقــدر مــا هــو رشف للمتقــدم‬ ‫لخطبتهــا‪ ،‬ومدعــاة للفخــر بــن النــاس‪ .‬خالــد‬ ‫(تاجــر مــواد بنــاء) يــرى يف زواجــه مــن إحــدى‬ ‫األرامــل واجــب إنســاين‪ ،‬خاصــة وأن معظمهــن‬ ‫مازلــن يف مقتبــل العمــر وبحاجــة إىل معيــل‪،‬‬ ‫ويؤكــد بــأن زوجتــه ال مشــكلة لديهــا طاملــا‬ ‫أنهــا هــي مــن ســتختار لــه العــروس‪ .‬يف حــن‬ ‫ترفــض نــدى (معلمــة مدرســة) أي رشيكــة لهــا‬ ‫يف زوجهــا حتــى ولــو بدافــع إنســاين‪ ،‬وتقــول‬ ‫بــأن تلــك ليســت مشــكلتها وبــأن األرامــل‬ ‫لهـ ّن اللــه"‪ .‬باســل (مهنــدس) يعتقــد بــأن زواج‬


‫قصة‬

‫ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫عندما يرتك وحيدا‬ ‫غرام الحسين | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تركــت أم أحمــد ســلّة الغســيل‬ ‫وتو ّجهــت إىل مصــدر الصــوت‪.‬‬ ‫كان أحمــد قــد رمــى الكتــب بعــد‬ ‫أن انقطعــت الحــاالت اليدوية لـ‬ ‫(كيــس النايلــون) الــذي يضــع بــه‬ ‫كتبــه‪ ،‬يقــول بصـ ٍ‬ ‫ـوت منخفــض‪:‬‬ ‫ـ لــو كان بابــا عايــش لــكان اشــترى لــي‬ ‫حقيبــة حقيقيــة‪.‬‬ ‫تذكــرت أم أحمــد زوجهــا الــذي‬ ‫خــرج ليحــر الخبــز وعــاد‬ ‫غارق ـاً بدمائــه‪ ،‬بعــد أن أســقطت‬ ‫الطائــرة برميـاً عــى الفــرن‪ ،‬أودى‬ ‫بالنــاس املتجمعــن‪ .‬اقرتبــت مــن‬ ‫ولدهــا ذو الحاديــة عــرة مــن‬ ‫العمــر فضمتــه بقــوة قائلــة‪:‬‬ ‫ـ لــو كان أبــوك عايــش مــا كنــا احتجنــا‬ ‫شــي يــا مام ـا‪ ،‬وهــأ إنـ ِـت زلمــة البيــت‬ ‫ومــا بيصيــر ترفــع صوتــك هيــك‪،‬‬ ‫مشــان إخواتــك الصغــار‪.‬‬ ‫إنــه أواخــر الربيــع يف القريــة‬ ‫التابعــة إلدلــب الصامــدة امله ّدمــة‬ ‫بفعــل القصــف الــذي اســتخدم‬ ‫النظــام فيــه كل أنــواع األســلحة‪.،..‬‬ ‫الحيــاة كــا املدرســة ومعظــم‬ ‫الصفــوف ال ميكــن اســتخدامهم‬ ‫بفعــل الدمــار‪ ،‬لذلــك تزدحــم‬ ‫الصفــوف الباقيــة بالطــاب‪.‬‬ ‫قــرر أحمــد مــع عــي‪ ،‬أن يعمــل‬ ‫كل منهــا يف ســيارة تتجـ ّول لبيــع‬ ‫ٌ‬ ‫الخضــار مــا بــن القــرى‪ .‬إذ ال بــد‬ ‫لســائق الســيارة الهــرم‪ ..‬وبائــع‬ ‫فتــى كـــ‬ ‫الخــرة‪ ..‬أن يحتاجــا‬ ‫ً‬ ‫أحمــد إلعانتهــا‪.‬‬ ‫عنــد غيــاب القصــف‪ ،‬يزدحــم‬ ‫مــن تبقــى مــن األهــايل‪ ،‬رجــاالً‬ ‫ونســاء حــول صناديــق ســيارة‬ ‫الخضــار‪ ،‬وكانــت هنــاك طفلــة‬ ‫ســمراء ذات تســعة أعــوام ترتطــم‬ ‫بأجســاد الجميــع كأنهــا تعيــش يف‬ ‫يل‪ ،‬رثّــة الثيــاب‪ ،‬مع ّفــرة‬ ‫عــامل ســف ّ‬ ‫الوجــه والشــعر‪ .‬اتجــه أحمــد‬ ‫إليهــا وســألها؟‬ ‫ شو اسمك؟‬‫تجيب الفتاة‪،‬‬ ‫ إسراء‬‫ وين بيتكن؟‬‫أشــارت إرساء بيدهــا إىل حــارة‬ ‫قريبــة‪.‬‬

‫ـوك لتشــتري؟ شــو‬ ‫ـوك وأمـ ِـك بعتـ ِ‬ ‫ أبـ ِ‬‫بـ ِّـدك رح ِج ْب ِلــك‪..‬؟‬ ‫مل تجــب الصغــرة التــي ارتســم‬ ‫حــزن أمــه عــى وجههــا‪.‬‬ ‫ـ ليــش ّ‬ ‫جايــة لحالــك ع الســوق؟ بــس‬ ‫قوليلــي شــو بدهــن أهلــك؟‬ ‫ بابــا ومامــا راحــوا عالجنــة‪ ..‬ماتــوا‬‫بالقصــف‪.‬‬ ‫ ماعندك أخوات كبار؟‬‫أل‬‫ عند مين عايشة ؟‬‫ مع جيراننا‬‫ كويسين معك؟‬‫ عندهن والد‪ ..‬وفقرا كتير‬‫ إنتظريني ّ‬‫شوي‬ ‫وانطلــق أحمــد مرسعــاً نحــو‬ ‫الســيارة‪ ،‬ومــأ كيسـاً مــن الخضــار‬ ‫(بطاطــا‪ ..‬بنــدورة‪ ..‬كوســا‪..‬‬ ‫وباذنجــان)‪.‬‬ ‫يقول البائع‪:‬‬ ‫ لك وين كنت يا ابن الحرام؟‬‫يرد أحمد‪:‬‬ ‫ أنا بابا شهيد‬‫تســقط الجملــة كالصاعقــة عــى‬ ‫البائــع‪ ..‬فيقــول‪:‬‬ ‫ انســى شــو قلتلــك اللــه يرضــى‬‫عليــك‪ ..‬اســتغفر اللــه العظيــم‪ .‬اطلــع‬ ‫عالســيارة الحمــد للــه‪ ..‬اللــه جبــر‪.‬‬ ‫عــاد أحمــد ليقــول إلرساء‪:‬‬ ‫ـ رح إرجع بعد كم يوم ال تغيبي‪.‬‬ ‫متــر بضعــة أســابيع وأحمــد‬ ‫مل يذكــر شــيئاً لوالدتــه عــن‬ ‫عملــه‪ .‬فتالحــظ تغيبــه عــن‬ ‫البيــت وتقــرر أن تراقبــه‪،‬‬ ‫وعرفــت األم كل يشء‪.‬‬ ‫أحســت بالغضــب والعجز‬ ‫والــذل‪ ..‬ومل تتمكــن مــن‬ ‫إمتــام أعــال البيــت‬ ‫املعهــودة‪.‬‬ ‫يعــود أحمــد كعادتــه بعــد‬ ‫الظهــر‪ .‬كان جــو البيــت‬ ‫صامتــاً‪ ..‬أختــه الصغــرة نامئــة‪،‬‬ ‫وأمــه متــي بقلــق يف البيــت‬ ‫جيئــ ًة وذهابــاً‪ .‬تقــول األم‪:‬‬ ‫ أنا عرفت إنك عم تشتغل؟‬‫قالتهــا وعيناهــا تنضــح بالحــب‬ ‫والدمــوع‪.‬‬ ‫عندهــا توجــه أحمــد برسعــة‬ ‫نحــو ســطح املنــزل‪ ،‬وعــاد ويف‬ ‫يــده علبــة معدنيــة صغــرة‬

‫يضعهــا أمــام والدتــه‪ ،‬تســأله‪:‬‬ ‫ شوهادا يا أحمد‪!..‬؟‬‫ّ‬ ‫ هــدول ‪ 3275‬ليــرة‪ ..‬مــو أنــا رجــال‬‫البيت؟‬ ‫تجذبــه األم إليهــا وتضمــه إىل‬ ‫صدرهــا بقــوة وتتابــع‪:‬‬ ‫ صحيــح أننــا فقــراء وبحاجــة لشــغلك‬‫بــس فيــك تــروح ع المدرســة وندبــر‬ ‫حالنــا بالمصــاري اللــي معن ـا‪ ،‬وبعديــن‬ ‫بتشــتغل مــع الدراســة‪ ،‬وأنــا لــح‬ ‫إشــتغل كمــان‪.‬‬ ‫لكن مشاكل أحمد مل تنت ِه بعد‪.‬‬ ‫ـ مامـا‪ ،‬فينــا نجيــب حــدا يعيــش معنــا‬ ‫بالبيــت؟‬ ‫يســأل أحمــد أمــه وصوتــه‬ ‫ينخفــض‪ ،‬تنظــر األم؟‬ ‫ـ شو قصدك؟‬ ‫أحمد الذي إعترب نفسه مسؤوالً‬ ‫عن بيته‪ ..‬وكذلك إعترب نفسه‬ ‫مسؤوالً عن إرساء‪ ،‬فهو‬ ‫الوحيد الذي‬ ‫يعرف‬ ‫معنى‬

‫(اليُتم) ويعرف معنى (الفقر)‪..‬‬ ‫ألنه يعيشهام ويحاول أن يتف ّوق‬ ‫عليهام‪ ،‬دون ّأن يدري كيف‪ّ .‬‬ ‫ـ مام ـا‪ ،‬قلتيلــي إنــو اللــه عــم يمتحنــى‬ ‫باستشــهاد باب ـا‪ ،‬بــس أنــا شــب وفيــي‬ ‫ســاعدكم‪ ..‬كيــف لــو كنــت أنــا بنــت‬ ‫واستشــهدتي إنتــي وباب ـا‪!..‬؟‪.‬‬ ‫بــدأت تــدرك األم مقــدار الوعــي‬ ‫الــذي أصبــح لــدى أحمــد‪..‬‬ ‫فتســأله؟‬ ‫ـ أحمد عن مين عم تحكي؟‬ ‫ـ فــي بنــت إســمها إســراء مــاال حــدا‬ ‫الزم جيبهــا تعيــش معنـا‪ ،‬ألن مــا الزم‬ ‫ّ‬ ‫نفكــر بحالنــا بــس‪ .‬أحمــد ينــادي‪:‬‬ ‫ـ إسراء يا إسراء‪ ...‬تعي‬ ‫كانــوا ثالثــة يف طريــق العــودة‬ ‫إىل البيــت‪ ،...‬يتيــان وأم وعبــارة‬ ‫بَقيــت ترددهــا أم أحمــد يف‬ ‫نفســها‪ :‬يتيــم يكفــل يتيــم‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫سمر قباني | أوكسجين‬

‫حيــث أن ســوريا مقطعــة األوصــال‪ ..‬فداعش تســيطر‬ ‫عــى الرقــة يف الــرق والشــال‪ ..‬ويســيطر حــزب‬ ‫االتحــاد الدميقراطــي الكــردي عــى الشــال الرشقــي‬ ‫أيض ـاً‪ ..‬أمــا يف الوســط والجنــوب فتســيطر الفصائــل‬ ‫اإلســامية‪ ..‬فض ـاً عــن مناطــق نفــوذ الجيــش الحــر‬ ‫الــذي يعــرف باالئتــاف وبحكومتــه الوليــدة‪ .‬أمــا‬ ‫مــا تبقــى مــن ســوريا كمناطــق معينــة مــن دمشــق‬ ‫والســاحل الســوري فهــو مــا يعــ ّول عليــه األســد‬ ‫لنجاحــه مــع تزويــر االنتخابــات‪ .‬إنهــا انتخابــات‬ ‫باطلــة تجــري عــى جــزء محــدد وصغــر مــن ســوريا‬ ‫دون اعــراف مــن املعارضــة والشــعب الســوري‬ ‫النــازح‪.‬‬ ‫نظــام ال رشعــي بامتيــاز يجــري انتخابــات ال رشعيــة‬ ‫أيض ـاً‪ ،‬ويريــد أن يجــدد رشعيتــه الداخليــة بإعــادة‬ ‫انتــاج نفســه واستنســاخها مــرة أخــرى‪ ،‬عــى الرغــم‬ ‫مــن كل مــا ارتكبــه مــن دمــار‪ ..‬وتفنــن بفعــل‬ ‫املجــازر والرباميــل املتفجــرة‪ ..‬وغــاز الســارين‬ ‫والكيــاوي والكلــور‪ ..‬ومــارس ســاديته بحــق‬ ‫الشــعب األعــزل الــذي يبحــث عــن رغيــف الخبــز‬ ‫وســط الدمــاء واألشــاء‪.‬‬ ‫إن حالــة املــد والجــزر يف ســوريا مــا بــن األط ـراف‬ ‫املتصارعــة‪ ،‬مذهــب يريــده الغــرب‪ ،‬دون أي حســم‬ ‫ألي طــرف مــن األطــراف‪ ،..‬إمنــا يريــد أن تبقــى‬ ‫الســاحة الســورية ميــدان لتصفيــة الحســابات‬ ‫دون مراعــاة مصلحــة الشــعب الســوري‪ ،‬والفاتــورة‬ ‫الباهظــة التــي يدفعهــا هــذا الشــعب املســكني‬ ‫الجائــع واملنكــوب يوميــاً مــن الــدم املــراق‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫حــرب إبــادة شــاملة يشــنها نظــام القتــل الطائفــي‬ ‫يف دمشــق منــذ ثــاث ســنوات ونيــف عــى الشــعب‬ ‫الســوري‪ .‬فقــد قتــل حتــى اآلن أكــر مــن ‪200000‬‬ ‫مواطــن‪ ..‬إضافــة إىل آالف املعاقــن واملشــوهني‬ ‫والجرحــى واملــرىض النفســيني واألرامــل واأليتــام‬ ‫الذيــن ال أهــل لهــم وال ديــار‪.‬‬ ‫دمــار شــامل يحــل بســوريا بعــد القصــف الوحــي‬ ‫املتواصــل عــى املــدن والقــرى والبلــدات واملــدارس‬ ‫واملشــايف ودور العبــادات‪ ..‬موقعــاً املزيــد مــن‬ ‫الضحايــا واملجــازر‪ ،‬وعــى رأســها أم املجــازر يف القــرن‬ ‫الواحــد والعرشيــن (الكيــاوي يف غوطــة دمشــق)‪.‬‬ ‫لكــن كوميديــا االنتخابــات الرئاســية الهزليــة قــد‬ ‫بــدأت بعــد أن أعلــن مجلــس النصــب والنهــب‬ ‫والتصفيــق ترشــيح بشــار األســد لواليــة رئاســية ثالثــة‬ ‫مــع تحديــد موعــد لالنتخابــات يف الثالــث مــن شــهر‬ ‫حزي ـران الجــاري‪.‬‬ ‫مثانيــة عــر مرشــحاً ومرشــحة يف ازديــاد ينضــوون‬ ‫تحــت لــواء الدميقراطيــة وينافســون األســد وبــاين‬ ‫ســوريا الحديثــة عــى رئاســة الجمهوريــة العربيــة‬ ‫الســورية‪ ..‬متثيليــة ســخيفة هزيلــة يرفضهــا األطفــال‬ ‫واملعاقــن عقليـاً‪ .‬عمليــة ترشــيح األســد التــي أقفلــت‬ ‫رشعــت حلــول‬ ‫جميــع الحلــول السياســية‪ ،‬أبقــت و ّ‬ ‫القتــل واملجــازر‪.‬‬ ‫لكــن الغريــب حقــاً والــذي يدعــو إىل الغثيــان‬ ‫واالشــمئزاز هــو اســتمرار النظــام بــدك املــدن والقرى‬ ‫والبلــدات بشــتى أنــواع األســلحة بــدءا ً بالكيــاوي‬ ‫وانتهــا ًء بالكلــور والرباميــل املتفجــرة التــي يلقيهــا‬ ‫عــى املخابــز واملشــايف امليدانيــة واملــدارس‪ ،‬يف وقــت‬ ‫تزامــن مــع ترشــيح الطاغيــة عــى أشــاء األطفــال‬ ‫والضحايــا وســط صمــت عــريب وعاملــي مريــب‬ ‫وغريــب‪.‬‬ ‫لكــن الســؤال الــذي نــود أن نطرحــه اآلن‪ ..‬مــا هــي‬ ‫الصفــات التــي يجــب أن تتوفــر يف شــخص الرئيــس‬ ‫املرشــح‪!..‬؟ أال يجــدر بــه أن يكــون أوالً وطني ـاً ثــم‬ ‫رشيف ـاً ونزيه ـاً وصادق ـاً وعــادالً وغــر طائفــي‪ ..‬ومل‬ ‫تتلطــخ أيديــه بدمــاء الســوريني‪ ..‬وأن يكــون حياديـاً‬ ‫وليــس ســبباً للــراع أو جــزءا ً منــه‪ .‬وهــل هــذه‬ ‫الصفــات متوفــرة يف بشــار األســد‪ ،‬الجــواب يكــون‬ ‫عنــد قــاريئ هــذا املقــال‪.‬‬ ‫لقــد أبقــى األســد االبــن عــى سياســة والــده‪ ،‬ومل‬

‫يلــغِ األحــكام العرفيــة التــي مــا زالــت مســتمرة‬ ‫حتــى اليــوم‪ ،‬وتعــد ســوريا أول دولــة يف العــامل مــن‬ ‫حيــث طــول املــدة التــي يطبــق عليهــا هــذا القانــون‬ ‫الجائــر‪ .‬ومــا زال يتابــع جالديــه وجنــوده القتــل‬ ‫والتنكيــل واالغتصــاب والتعذيــب حتــى املــوت بحــق‬ ‫الشــعب الســوري حتــى الســاعة‪ ،..‬بعــد أن دمــر‬ ‫ســوريا بالكامــل ملصلحــة إرسائيــل‪.‬‬ ‫الدميقراطيــة الجوفــاء التــي يدعيهــا تقــف عاجــزة‬ ‫أمــام ثــورة الحــق التــي اندلعــت منــذ ثــاث‬ ‫ســنوات‪ ،..‬بينــا تصــدح حناجــر الشــعب بعبــارات‬ ‫(الشــعب يريــد إســقاط النظــام) نــراه يرتشــح لواليــة‬ ‫أخــرى بــكل وقاحــة مكرس ـاً نظامــه الهــش وفارض ـاً‬ ‫أجهزتــه األمنيــة البغيضــة مــن جديــد‪ .‬تتمثــل‬ ‫دميقراطيتــه االنتخابيــة يف ‪ 18‬مرشــحاً ومرشــحة‬ ‫يشــرط برتشــيحهم أن يكونــوا مقيمــن يف ســوريا‬ ‫منــذ عــر ســنوات‪ ،‬ناســياً أن نصــف الشــعب‬ ‫الســوري نــازح ومهجــر يف العــراء وتحــت الثلــج‬ ‫والشــمس يف دول اللجــوء‪ ..‬ومتناســياً أن خــرة‬ ‫شــباب الوطــن هاربــن مــن بطشــه وبطــش والــده‬ ‫منــذ زمــن ويعيشــون يف املنــايف‪ .‬لكنــه ال يريــد ألحــد‬ ‫مــن معــاريض الخــارج أن يرتشــح وهــذا طبعـاً يشــمل‬ ‫الشــيخ معــاذ الخطيــب الــذي لديــه شــعبية كبــرة‬ ‫لــدى الشــعب الســوري‪ ،‬ألنــه يتمتــع باملصداقيــة‬ ‫والوطنيــة‪ ..‬فهــل عجــزت األرحــام الســورية عــن‬ ‫والدة رئيــس غــر فصيلــة األســديات‪!..‬؟‪.‬‬ ‫والنقطــة الهامــة واألخــرة هــي فشــل النظــام‬ ‫الســوري يف الســيطرة عــى كامــل األرض الســورية‪.‬‬

‫رأي‬

‫ديمقراطية األشالء‬


‫سياسة‬

‫الخيار الحسم‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــن املثــر للشّ ــك‪ ،‬يف ســامة النيــة والهــدف‪،‬‬ ‫هــذا التّناقــض الصــارخ يف مواقــف الذيــن‬ ‫يدعــون متثيــل مــروع الحريــة والثــورة‪....‬‬ ‫فالجميــع يتغ ّنــون بحــب ســوريا؛ لك ّنهــم‪،‬‬ ‫بنتائــج أفعالهــم وخطابهــم‪ ،‬يجعلــون ســوريا‬ ‫مســخاً ذليـاً‪ .‬ســوريا الفتنــة املتواصلــة ســوريا‬ ‫املرتديــة باســتمرار‪ .‬ســوريا الترشذم واالنقســام؛‬ ‫لــي يعيــدوا رســمها عــى شــاكلة مصالحهــم‪.‬‬ ‫عندمــا يخطبــون يف الحريــة والوطنيــة أبلــغ‬ ‫اللفــظ‪ ،‬ثــم يدوســون بأقدامهــم مــروع‬ ‫الحريّــة‪ .‬لينفــذ ّوا مــا ينفــع مصالحهــم ويحفــظ‬ ‫مكاســبهم‪ ،‬بعيــدا ً عــن اســتحقاق الحريــة‬ ‫والثــورة‪ .‬يثــر موقفهــم ألــف ســؤال يف نزاهتهم‬ ‫الوطن ّيــة‪ ،‬وجدارتهــم األخالقيــة والسياســية‬ ‫يف متثيــل مــروع الحريــة والثــورة ومتثّلــه‪،‬‬ ‫خصوصــا‪ ،‬عندمــا يتع ّمــق يف أدائهــم اإلشــكال‬ ‫املســتمر حــول مصداق ّيــة دمــاء الشــعب‪ ،‬إن‬ ‫كانــت مــن أجــل مــروع الحريــة أو هــي‬ ‫"دم ســلفي إرهــايب وإســام ســيايس"؛ ليتح ـ ّول‬ ‫إىل أداة لتطويــع الثــورة وهــز مرشوعيتهــا‪.‬‬ ‫هــؤالء املمثلــون‪ ،‬مل يقدمــوا للشــعب الســوري‬ ‫خيــارات وبدائــل منطقيــة لحلــول تنقــذه؛‬ ‫ألنهــم خــارج الثــورة ومعركــة الحريــة‪ .‬الثــورة‬ ‫ال تنتظــر أحــدا مــن خارجهــا ليدفــع أجنحتهــا‬ ‫يف الريــح نحــو النــر؛ فهــي التــي تدفــع الريح‬ ‫بقــوادم إرادتهــا‪ ،‬وتدفــع الخــارج والداخــل‬ ‫ليلحــق بها‪...‬ومــادام الشّ ــعب الســوري قــد‬ ‫أعلــن ســوريا ثــورة وتحــررا ً وصمــودا حتــى‬ ‫النــر؛ فالثــورة يجــب أن تبنــي البدائــل‪،‬‬ ‫ويجــب قبلهــا أن تهــز مضاجــع العقــول‬ ‫ومعاقــل كل الــرؤى السياســية الســورية التــي‬ ‫تص ّدعــت بفعــل الجمــود وال ّركــود والفســاد‪.‬‬ ‫عــى الثــورة أن تنفــض ســوريا كلّهــا يف ال ّداخــل‬ ‫والخــارج‪ .‬ويف كل املواقــع‪ .‬حتــى املعتقــدات‬ ‫تتغــر‪ .‬وال تبقــى إال املبــادئ‬ ‫واالعتقــادات‬ ‫ّ‬ ‫العليــا وروح الســعي لنيــل الحقــوق‪ .‬ومــن‬ ‫الخطيئــة أال نقــرأ التّغي ـرات بتط ـ ّور مســتمر‪،‬‬ ‫لــرى الــدالالت الجديــدة وســط التنافــس‬ ‫والنــزاع والــراع وتطــ ّور حركــة الزمــن يف‬ ‫املســتجدات واملطالــب واالحتياجــات الطارئــة‬ ‫واســتحقاقاتها‪ .‬قــد أخطــأت املعارضــات‬

‫الســوريّة فهــم الواقــع يف خضــم الثــورة وكفــاح‬ ‫الحريــة ومل تنجــح يف دعــم مطالــب الحريــة‬ ‫والتحــرر؛ ألنهــا منســلخة عــن هــذا املســار‬ ‫بحكــم الجهــل والبعــد والعصبيّــات املختلفــة‬ ‫والــوالءات املتعــددة‪ .‬الثــورة هــي التــي‬ ‫أوجــدت أســاء كثرييــن‪ ،‬لكــ ْن‪ ،‬مل يتحــرك‬ ‫إىل معركــة الثــورة إال قلــة‪ ،‬وظــل األغلــب يف‬ ‫إطــار املقايضــات وتقاســم املصالــح وتصــ ّدر‬ ‫الواجهــات‪ .‬ولذلــك مــن الطبيعــي أن تنقلــب‬ ‫األمــور ويصبــح للثــورة ثقلهــا التمثيــي األكــر‬ ‫واألشــد حضــورا ً وفعــا متركــزا ً يف الصــوت‬ ‫العســكري؛ فيحتــل املقاتلــون عــى األرض‬ ‫املوقــع الحاســم الناهــي واآلمــر‪ ،‬بينــا كان‬ ‫املفــرض أن يكــون للسياســيني دور القيــادة‬ ‫والتخطيــط واإلرشــاد‪ ،‬ال دور التقســيم‬ ‫والفــوىض والتح ّيــز ضــد اإلرادة الشــعب ّية‬ ‫ودور رشاء الــوالءات العســكرية ملصالــح‬ ‫ضيقــة وتبعيــات مخلــة بالنزاهــة الوطنيّــة‪.‬‬ ‫مجــرد حجــارة شــطرنج عــى رقعــة املصالــح‬ ‫والــوالءات‪ ،‬خــارج اســتحقاق املعركــة الثّوريّــة‪،‬‬ ‫بعيــدا ً عــن الكفــاح اليومــي للّثــورة‪ .‬اآلن مل‬ ‫يعــد مــن مفــر أمــام الخيــار والحســم‪ ..‬إمــا‬ ‫التّقاعــد والســقوط‪ ،‬وإمــا املبــادرة والنضــال‬ ‫للخــروج مــن املتاهــة واملأســاة‪ .‬وبالنتيجــة‬ ‫يصبــح الزمـاً تجديــد الخطــاب الثــوري وإحيــاء‬ ‫ضمــره الجمعــي‪ ،‬مــن أجــل مواكبــة التّغيــر‬ ‫والخــاص مــن الحصــار‪ .‬ال مجــال الســتجالب‬

‫د سماح هدايا | أوكسجين‬

‫هزامئنــا الســابقة والحــارضة؛ الشــخصية‬ ‫والجامعات ّيــة وتطويــع الثــورة لهــا‪ .‬األحــزاب‬ ‫والعقــول واإلرادات متــوت عندمــا ال تطــ ّور‬ ‫نفســها بتجــارب وطنيــة حقيقيّــة ناضجــة‬ ‫ونزيهــة وتســتفيد مــن األخطــاء وترتفّــع عــن‬ ‫الصغائــر واملطالــب الدنيــا‪ .‬وحــن يســبقها‬ ‫الشــعب يف التغيــر؛ ســتتح ّول إىل عــرات‬ ‫ومع ّوقــات يف املــروع الوطنــي التحــرري‪..‬‬ ‫متــارس العطالــة وتعيــد تكتــل الشــلل‬ ‫واملحســوبيات وتنظيــم صفقــات بقائهــا‪،‬‬ ‫وال تتقــن تصنيــف األولويــات إال مبــا يخــدم‬ ‫مصالحهــا اآلنيــة والجزئيــة الخارجــة عــن‬ ‫الســياق الوطنــي‪ .‬الــراع يف ســوريا أصبــح‬ ‫يف دائــرة الـراع الــدويل وضمــن لعبــة كــرى‪.‬‬ ‫روســيا وإي ـران وإرسائيــل‪ ،‬وحلفــاء كل طــرف‪،‬‬ ‫يقفــون عــرة يف وجــه إســقاط النظــام الطاغــي‬ ‫املســتبد‪ .‬وميكــن ببســاطة دعــم اســتمراره‬ ‫لســنوات يف الحكــم‪ .‬ووضــع كهــذا الوضــع‬ ‫املعقّــد‪ ،‬يجعــل املهمــة السياســية لحاميــة‬ ‫حقــوق الشــعب الســوري وإنقــاذه‪ ،‬يف غايــة‬ ‫الخطــورة ويف ذروة املســؤولية التاريخيــة‪ ،‬لــي‬ ‫تقــوم بــأداء ســيايس وطنــي مهــم وخطــر‪.‬‬ ‫الوطــن ليــس تقاســم والءات لجهــة دوليــة‬ ‫أو أخــرى‪ .‬أو لوجهــة سياســية أو أخــرى‪ ،‬بــل‬ ‫العمــل وفــق مصلحــة الوطــن‪ .‬تنحــرك أمريــكا‬ ‫وروســيا وإيـران يف حــرب بــن بــاردة وســاخنة‪.‬‬ ‫الســعودية ودول الخليــج يف مراوحــة بــن‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫محمد كرم | أوكسجين‬

‫بعــد أن المســتني تلــك األكــف وحملتنــي‬ ‫لتضعنــي يف ذلــك اللولــب الطويــل مل أتخيــل‬ ‫أين ســأكون هنــا يف يــوم مــا فبعــد أن تاجــر‬ ‫يب ذلــك السمســار وباعنــي وضعنــي مــن‬ ‫أشـراين يف ذاك الظــام الطويــل بجانــب بنات‬ ‫جنــي ننتظــر يومنــا املنشــود ‪.‬نظــرت ورأيس‬ ‫لألمــام ألرى الضــوء املنبعــث مــن نهايتــه ال‬ ‫أدري ملــن أختــارين القــدر فصديقــايت خرجــن‬ ‫قبــي بقليــل ‪.‬أغلقــت األيــدي البــاب خلفــي‬ ‫معلنــة أقـراب موعــد أنتظرتــه كثـرا ً رضبنــي‬ ‫ذلــك الشــيئ الغليــظ يف مؤخــريت بقــوة‬ ‫ألنطلــق ملتفــة بصــويت الصــارخ املــدوي‬ ‫معلنــة قدومــي ‪.‬خرجــت لواقــع صدمنــي‬ ‫فهــذه األرض أعرفهــا وذاك الشــيئ املتجهــة‬ ‫نحــوه بيــت لطاملا عاهــدت نفــي أن أحميه‬ ‫نظــرت خلفــي أمتنــى الرجــوع صارخــة يف‬ ‫مــن أطلقنــي " ملاذا‪..‬؟؟"‪.‬أســمع رصاخ مــن‬ ‫ســأزورهم يلعنــوين كــا عرفــت الحقـاً أنهــم‬ ‫لعنــوا مــن ســبقني ‪..‬كيــف ال ألعــن وأنــا يف‬ ‫نظرهــم حاميــة لهــم ســأدافع عنهــم ‪ .‬وصلت‬ ‫باكيــة أوزع أجـزايئ املتناثــرة يف أرجــاء املــكان‬ ‫لحظــات يف صمــت مغــر ســمعت األم تنادي‬ ‫ناجــدة إلبنهــا ممــن أصابتــه أحــدى أج ـزايئ‬ ‫بعــد أن حملتــه لتضعــه عــى ذلــك الرسيــر‬ ‫الجلــدي األســود تاركــة ايــاه بــن يــدي مــن‬

‫مببضعــه ســحب رجــي منــه ‪ .‬باكيــة هــي‬ ‫تشــتمني وتشــتم مــن أطلــق يل العنــان‬ ‫ناظــرة لهــا وأنــا يف تلــك (الصينيــة) الطبيــة‬ ‫قابعــة إىل جــوار أدوات الطبيــب مرضجــة‬ ‫بدمــاء إبنهــا املصــاب وأجـزاء لحمــه ‪ .‬أحــاول‬ ‫التربيــر لهــا يف كل نظــرة مــن نظراتهــا يل ‪.‬مل‬ ‫أكــن أدري أيــن سريســلوين عشــت أغلــب‬ ‫وقتــي يف ذلــك املســتودع كــا هــي حــال كل‬ ‫أخــوايت كان ذاك الضابــط يقــول أننــي هنــا‬ ‫ألحميكــم مــن العــدو أين ســأكون املســار‬ ‫يف نعــش مــن يفكــر بكــم رشا ً أربعــون عامـاً‬ ‫جالســة يف صندوقــي الخشــبي أتحمــل قذارة‬ ‫كــؤوس متــة العســكر ‪..‬أعتقــدت أين كبنــات‬ ‫جنــي املاضيــات ســيكون مصــري يف قتــل‬ ‫الطغــاة وليــس قمــع الحريــات ‪ ..‬يف تحريــر‬ ‫األرايض املغتصبــات يف إعــادة ال ـراب امليــت‬ ‫باألحتــال إىل الحيــاة مل أعلــم أين ســأكون‬ ‫مشــراة مــن وقتهــا لهــدم البــاد أحمــي‬ ‫مــن أســترشى يف نفوســهم الفســاد مــن ال‬ ‫يخافــون عــى أهلهــم وال حتــى يخافــون مــن‬ ‫رب العبــاد ‪...‬مل أعلــم أين ســأكون بــن أيــدي‬ ‫اإلنســان املتجمــد وطنيـاً الــذي مل يفكــر ولــو‬ ‫للحظــة قبــل أن يرمــي يب إىل أيــن أنــا متجهــة‬ ‫‪..‬؟ فهــذه ليســت أحــدى املســتوطنات ‪..‬لــو‬ ‫كنــت أعلــم مــا فــات لكنــت دمــرت جميــع‬ ‫املســتودعات فســامحيني يــا أم ذلــك الطفــل‬ ‫متأســفة إن مــات ‪..‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫متأسفة إن مات‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫املصالــح والــوالءات ‪..‬وســوريا مجــرد قربــان‬ ‫ورقعــة شــطرنج‪ .‬ويف الوقــت الــذي تتخبّــط‬ ‫فيــه أمريــكا مواجهة تراجعــا ًيف قوتهــا املهيمنة‬ ‫عــى املنطقــة‪ ،‬ترفــض روســيا أن تخــر ورقــة‬ ‫ســوريا‪ ،‬لــي تضغــط عــى أمريــكا وتقــص‬ ‫مــروع هيمنتهــا وتوســعها‪ .‬وإيــران تتحــرك‬ ‫عــى هوامــش الجميــع لفــرض مرشوعهــا‪.‬‬ ‫رصاع األقطــاب هــذا ميكــن اســتغالله لصالــح‬ ‫الثــورة الســورية عنــد وجــود عقــاء وسياســيني‬ ‫ســوريني جاديــن يتوحــدون وطن ّيــا ليحســنوا‬ ‫الســوريّة‬ ‫قيــادة املرحلــة السياســية للثــورة ّ‬ ‫ولتحريــر ســوريا؛ مــن دون إقحامهــا يف‬ ‫صفقــات سياســية مضطربــة وخــارسة وغــر‬ ‫مدروســة وطنيــا‪ ،‬تســاوم عــى الــدم الســوري‪.‬‬ ‫إن عــدو األمــس قــد يصبــح حليفــا بــروط‪.‬‬ ‫وحالــة الفــوىض اآلن مثاليــة لتوجيــه ال ّدفــة‬ ‫نحــو سياســة ناضجــة وطنيّـاً‪ ،‬تخــدم توجهــات‬ ‫الثــورة الســورية وتدعــم الشــعب الســوري‬ ‫مــن دون الغــرق يف خدمــة الرصاعــات الدوليّــة‬ ‫يف املنطقــة‪ .‬إن الضعــف املؤسســايت املــوروث‬ ‫مــن دولنــا االســتبدادية وعقليــة االســتبداد‪،‬‬ ‫تــرك املعارضــة والقيــادات عاجــزة عــن البنــاء‬ ‫املؤسســايت للفكــر والثــورة وتنفيــذ الــرؤى‬ ‫الوطن ّيــة‪ .‬لكــن‪ ،‬العمــل املؤسســايت الناضــج‬ ‫املتعــاون يجــب أن يصبــح عــى رأس قامئــة‬ ‫التشــكيالت واملعارضــات وفصائــل السياســيني‬ ‫والعســكريني‪ .‬الجهــاد هــو الداعــم األســايس‬ ‫للثــورة ومــروع التحــرر‪ .‬والتقاعــس يف‬ ‫عمليــة تســليحه وتوحيــد أهدافــه وأعاملــه‪،‬‬ ‫يعنــي الهزميــة أمــام نظــام األســد‪ ،‬وانتظــار‬ ‫التدخــل العســكري مــن الخــارج ومــن قــوات‬ ‫أجنبيّــة طامعــة ‪ ،‬يعنــي التواطــؤ عــى الكرامــة‬ ‫الوطن ّيــة ودمــاء الضحايــا‪ .‬الشــعب يتلقّــى‬ ‫املــوت اليومــي املــر ّوع‪ .‬املعركــة واملــوت‬ ‫يصنعــان الرجــال واألبطــال والقيــادات‪.‬‬ ‫الشــعب والحريــة يريــدان رجــاال ال أشــباه‬ ‫رجــال‪ .‬يريــدان قيــادة سياســية منظّمــة‬ ‫ناضجــة وطنية‪...‬أمــا التســويات ومخاطبــة‬ ‫العــامل بخنــوع وتبعيــة؛ فلــن يكــون لهــا‬ ‫مســتقبل‪...‬مجاهدة الظلــم والطغيــان بإميــان‬ ‫وصمــود وعقالنيــة هــي الســبيل للحريــة‬ ‫والعــدل‪.‬‬


‫تقانة‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬

‫هل تخزن ملفاتك في السحاب‬ ‫دون تشفير؟ إليك الحل‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫إنتــر اســتخدام التخزيــن الســحايب عــى‬ ‫نحــو كبــر يف الســنوات القليلــة املاضيــة‪ ,‬فهــي‬ ‫توفــر ســهولة يف االســتخدام ومتكــن املســتخدم‬ ‫مــن الوصــول إىل ملفاتــه مــن أي مــكان وأي‬ ‫جهــاز مبجــرد تســجيل الدخــول إىل حســابه‬ ‫عــى أي مــن هــذه الخدمــات‪ .‬مــن أكــر هــذه‬ ‫الخدمــات انتشــارا ً غوغــل درايــف (‪Google‬‬ ‫‪ )Drive‬وســكاي درايــف (‪)Skye Drive‬‬ ‫ودروب بوكــس (‪ .)Drop Box‬الســؤال الهــام‬ ‫الــذي يطــرح دامئــا‪ ,‬هــل تســتطيع الــركات‬ ‫التــي تــزود هــذه الخدمــات املجانيــة الوصــول‬ ‫إىل هــذه امللفــات و قراءتهــا وبالتــايل إعطاءهــا‬ ‫لطــرف ثالــث‪ .‬الجــواب يف معظــم الحــاالت هو‬ ‫"نعــم"‪ ,‬فإنــت تضــع ملفاتــك عــى مخدماتهــا‬ ‫وهــي تخضــح لقوانــن البلــدان التــي تعمــل‬ ‫فيهــا‪ .‬الخطــر اآلخــر الكامــن الــذي قــد يعــرض‬ ‫هــذه امللفــات للخطــر هــو اخ ـراق الحســاب‬ ‫ووصــول املتطفلــن إليهــا‪.‬‬ ‫ينصــح الخــراء بتشــفري اي ملفــات يتــم‬ ‫تخزينهــا عــى مخدمــات التخزيــن الســحايب‪,‬‬ ‫لكــن التشــفري عمليــة تتطلــب املزيــد مــن‬ ‫الوقــت‪ ,‬ويبتعــد عنهــا الكثــرون بســبب‬ ‫صعوبــة اســتخدام تطبيقــات التشــفري بالنســبة‬ ‫للمســتخدم الــذي ال يلــم كث ـرا بالتكنولوجيــا‪.‬‬ ‫لكــن يرنامــج (‪ )Cloudfogger‬مــن التطبيقات‬ ‫املوجهــة للمســتخدم العــادي‪ ,‬وهــو متوفــر‬ ‫لــكل مــن وينــدوز وأندرويــد و ‪ ,IOS‬وهــو‬ ‫ســهل االســتخدام وعــايل الفعاليــة ويعتــر حـاً‬ ‫مثالي ـاً ملــن ال يحبــذ اســتخدام الربامــج األكــر‬ ‫تعقيــدا‪.‬‬ ‫كيفية استخدام التطبيق‬ ‫قــم بتنزيــل التطبيــق مــن موقعــه‬ ‫ ‬‫األصــي (‪https://www.cloudfogger.com/‬‬ ‫‪) /e n‬‬ ‫ بعــد ذلــك قــم بتنصيبــه‪ ,‬ســيطلب منــك‬‫إنشــاء حســاب خــاص بــك ويتطلــب ذلــك‬ ‫بريــدا ُ إلكرتونيــا‪ ,‬وال تنــس اســتخدام كلمــة رس‬

‫طويلــه ومعقــده وتتكــون مــن أحــرف وأرقــام‬ ‫ورمــوز مختلفــة لحاميــة حســابك هــذا أيضــا‪.‬‬ ‫إخــر الخيــار األول الــذي ميكنــك مــن إنشــاء‬ ‫حســاب بكامــل امليـزات التــي تتضمــن تشــفري‬ ‫خدمــات التخزيــن الســحايب أيضــا‪.‬‬ ‫ بعــد إنشــاء الحســاب ســيقوم التطبيــق‬‫بالتعــرف عــى خدمــات التخزيــن الســحايب‬ ‫املوجــودة عــى حاســبك‪ ,‬وعليــك أن تنصــب‬ ‫هــذه التطبيقــات مســبقا لالســتفادة مــن‬ ‫(‪ )Cloudfogger‬وليتمكــن مــن العمــل‬ ‫بشــكل أوتوماتيــي‪ .‬عندهــا قــم باختيــار‬ ‫الخدمــات التــي ترغــب بتشــفريها كــا يف‬ ‫الصــورة التاليــة‪.‬‬

‫ بعــد أعــداد الربنامــج واختيــار الخدمــة‬‫الســحابية التــي تــود تشــفري محتواهــا‪ ,‬ســيقوم‬ ‫الربنامــج بعملــه تلقائيــا‪ .‬فبمجــرد أن تقــوم‬ ‫بإنشــاء ملــف داخــل مجلــد الخدمــة عــى‬ ‫جهــازك (مثــا املجلــد الخــاص ب ‪Google‬‬ ‫‪ ,)Drive‬ســتقوم الربنامــج بتشــفريها‪ .‬ولتتمكن‬ ‫مــن فتحهــا عــى جهــازك عليــك تســجيل‬ ‫الدخــول لربنامــج (‪ )Cloudfogger‬أوال‪ ,‬وإال‬ ‫فلــن تتمكــن مــن فتحهــا‪ ,‬وينطبــق األمــر‬ ‫نفســه حــن اســتخدام اي جهــاز آخــر‪ .‬عليــك‬ ‫عندهــا تنصيــب برنامــج ‪Cloud Fogger‬‬ ‫وتســجيل الدخــول إىل حســابك عليــه قبــل أن‬ ‫تســتطيع فتــح ملفاتــك الســحابية املشــفرة‪.‬‬ ‫لــن يتمكــن أي متطفــل يف حــال‬ ‫ ‬‫ ميكنــك اختيــار الخدمــة أو الخدمــات التــي اســتطاع الوصــول إىل حســابك عــى(‪)Google‬‬‫تريــد تشــفري امللفــات التــي تخزنهــا عليهــا كــا مثــا مــن ق ـراءة مالفتــك مــامل يســتطع ايضــا‬ ‫هــو موضــح يف الصــورة‪.‬‬ ‫الوصــول إىل حســابك عــى (‪.)Cloudfogger‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫زبدانيات‬

‫حديث الورد عن الحب‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫ـب واألنــس‪ ،‬فيــه الهــدوء والســحر والتأ ّمــل‬ ‫والحـ ّ‬ ‫والســكون‪ ،‬وفيــه الحركــة والتف ّجــر والتطلّــع إىل‬ ‫األمــام عــر التداخــل واالنســجام مــع اإلنســان‪،‬‬ ‫ســواء مــن حيــث رمزيتــه املتعــارف عليهــا مــا‬ ‫بــن املحبــن‪ ،‬أو مــن خــال رائحتــه التــي تدفــع‬ ‫بهــم إىل ينابيــع اإللهــام واألحــام املــأى بالجامل‪.‬‬ ‫أمــا الياســمني فيكمــل صــورة مــا أو يخلّــد رم ـزا ً‬ ‫يف وجــدان اإلنســان الجمعــي‪ ،‬ويعينــه أحيان ـاً يف‬ ‫ســر أغــوار حالــة مت ـ ّر عليــه‪ .‬والبنفســج زهــرة‬ ‫ـب الضائــع واألشــواق والحــزن الهــادئ‪ .‬أمــا‬ ‫الحـ ّ‬ ‫الجــوري‪ ،‬فهــو بــا شـ ّـك مــن أكــر الزهــور شــهرة‬ ‫يف الزبــداين‪ ،‬ولــه عــدة أنــواع وأحجــام‪ ،‬فمنــه‬ ‫البلــدي واملنمنــم واملتداخــل واملتناثــر‪ ،‬وألوانــه‪:‬‬ ‫األحمــر والنــاري والخمــري والزهــري والــوردي‬ ‫واألصفــر واألبيــض والربتقــايل‪ ،‬يتفتّــح أوائــل‬ ‫الربيــع ويعيــش طيلــة الصيــف‪ ،‬ولــه رائحــة‬ ‫خاصــة‪ ،..‬ويدخــل يف صناعــة العطــور‬ ‫زكيــة ّ‬ ‫الشــعبية‪ .‬ويدخــل الــورد يف الزغــرودة الشــعبية‬ ‫التــي تقــال للعــروس‪:‬‬ ‫يا واقفة بالجلي(‪ )2‬يا البسة الطربوش‬ ‫ِّ‬ ‫أربع خواتم ذهب بكفك المنقوش‬ ‫ويا ليت طبع مكة تحتك مفروش‬ ‫ويا ريتني ورد جوري ع روس لخدود مفروش‬ ‫والجــوري مــن الــورود التــي تحمــل دالالت‬ ‫كثــرة عاطفيــة فهــو الــورد املعـ ّـر عــن األشــواق‪،‬‬ ‫والنجــوى والتأمــل والذكــرى‪ .‬أمــا األقحــوان‬ ‫الــورد الربيعــي الصيفــي ذو األلــوان العديــدة‪،‬‬ ‫وزهرتــه مرشقــة تبعــث عــى الســكينة والهــدوء‬ ‫وتدعــو للتأ ّمــل والفــرح‪ .‬بينــا يرتبــط الرنجــس‬ ‫باألســطورة‪ ،‬أســطورة نرســيس املعروفــة‪ ،‬وهــو م ّد‬ ‫مــن الجــال يف عالقاتــه الالنهائيــة‪ ،‬ويف كينونتــه‬ ‫ومالمحــه األســطورية‪ ،‬يحمــل الصفــاء والروعــة‪،‬‬

‫ويقــ ّدم للمحبــن‪ .‬ويف األزيــاء وجــدت زهــرة‬ ‫الرنجــس مطـ ّرزة عــى كثــر مــن األزيــاء الشــعبية‬ ‫ومزركشــة عــى الوســائد والطنافــس ومنمنمــة‬ ‫عــى الثيــاب‪.‬‬ ‫أمــا الشــكرية والتــي تــزرع كثــرا ً يف الزبــداين‬ ‫وتســمى شــكرية خانــم يف الــراث الشــعبي‪،‬‬ ‫فهــي مــن الفصيلــة الغرنوقيــة‪ .‬عبــارة عــن زهــرة‬ ‫ربيعيــة يبــدأ تفتّحهــا أواســط مــارس وتســتمر‬ ‫طــوال الصيــف وحتــى أواخــر الخريــف‪ ،‬ولهــا‬ ‫ألــوان كثــرة رائحتهــا ناعمــة منعشــة وقــد‬ ‫دخلــت يف األغنيــة الشــعبية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يا ريتني شكريه ّ‬ ‫وبشباك العليه‬ ‫ّ‬ ‫ولما بيمرق(‪ )3‬محبوبي يرمي السالم ّ‬ ‫عليي‬ ‫ّ‬ ‫الشعبية‪:‬‬ ‫كما ودخلت الشكرية في الزغرودة‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّمريت عابيتكن وتطل شكريه(‪)4‬‬ ‫ياريحة العبقت ع الدرب يا هدية‬ ‫ومن فوق عالي السما وسمعت ّ‬ ‫غنيه‬ ‫وإنت السعد يا ِّبنيه‬ ‫ِإنت‬ ‫ِ‬ ‫العروسه ِ‬ ‫وهنــاك خرافــة أو مفهــوم شــعبي غريــب حــول‬ ‫الــورد‪ ..‬مفــاده بــأن الــورد ال يعيــش وال ينمــو وال‬ ‫يكــر إال إذا ُسق مــن مــكان منبتــه أو أخــذ عنوة‪.‬‬ ‫وهنــاك مصطلــح أيض ـاً عــن املــرأة التــي تــزرع‬ ‫الــورد عندمــا ينمــو وينبــت رسيعـاً فيقــال عنهــا‬ ‫(يدهــا خ ـراء)‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ مــن الــورود الزبدان ّيــة الجميلــة ذو الرائحــة‬ ‫الذكيــة‬ ‫‪2‬ـ أي أثنــاء الجلــوة عندمــا ترقــص العــروس‬ ‫والنســوة يزغــردن لهــا‬ ‫‪3‬ـ عندما مير الحبيب‬ ‫‪4‬ـ تقلــب التــاء املربوطــة إىل هــاء يف اللهجــة‬ ‫الزبدانيــة العام ّيــة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الطبيعــة والحيــاة عنــوان اإلنســان عــى األرض‪.‬‬ ‫مثــة رابــط هــام بينهــا‪ .‬الطبيعــة األم التــي‬ ‫حضنتــه ومشــت معــه نحــو التطــور والتقــدم مبــا‬ ‫منحتــه مــن الربكــة والخــر والعطــاء‪ ..‬ومــا وهبتــه‬ ‫مــن جامليــة الحيــاة املتكاملــة عــر البــر الــذي‬ ‫تفاعــل مــع األلــوان الزاهيــة املزركشــة التــي‬ ‫تتجمــل بهــا الطبيعــة البكــر بورودهــا وأزهارهــا‬ ‫ورياحينهــا عــر إرشاقــات ومهرجانــات التنــوع‬ ‫اللــوين مــا بــن أشــذاء وعطــور‪ .‬وإىل يومنــا‬ ‫الحــايل تبقــى تلــك العالقــة يف انصهــار وتزايــد‬ ‫تصاعــدي حتــى باتــت األزهــار تعيــش طقــوس‬ ‫الفــرح الغامــر‪ ..‬يف الحــب والعشــق‪ ..‬يف الصحــة‬ ‫واملــرض يف الحيــاة واملــوت‪ ..‬كــا يف الخصــب‪.‬‬ ‫فمــع إرشاقــة الربيــع يف شــهر أبريــل مــن كل‬ ‫عــام ويف الخميــس األول منــه والــذي يســمى‬ ‫خميــس النبــات ولــه أهميــة خاصــة وقيمــة‬ ‫كبــرة‪ ،‬نظــرا ً ألنــه تقليــد أو طقســية واظبــت‬ ‫عــى حضورهــا منــذ آالف الســنني‪ ،‬فهــو النــروز‬ ‫الســوري ِ‬ ‫املؤنســن للطبيعــة وأشــيائها‪ :‬فالعــروس‬ ‫زهــرة مياســة متيــس كالزهــور وتفــوح برائحــة‬ ‫كرائحتهــا‪ ،‬وتذبــل ذبولهــا يف حالــة الوجــد‪،‬‬ ‫والعشــق‪ ،‬والهيــام‪ ،‬وتنفتــح تفتّحهــا يف الربيــع‪،‬‬ ‫وتعطــي عطاءهــا‪ ،‬وســحر هــذه العــروس كســحر‬ ‫الــوردة‪ ،‬فهــي ريحانــة‪ ..‬أو فلــة‪ ..‬أو جوريــة‪ ..‬أو‬ ‫شــكريّة‪ ،..‬حيــث أن األزهــار تتجـ ّـى يف اإلنســان‬ ‫وتعــر عــن حــاالت وجدانــه‪.‬‬ ‫املــراد وصفــه‬ ‫ّ‬ ‫إن ارتبــاط الــورد بحيــاة اإلنســان وإعجــاب‬ ‫اإلنســان باألزهــار وإدراكــه لرمزيتهــا‪ ،..‬شــأن‬ ‫فالفــل األبيــض يرمــز للطهــارة والنقــاء‬ ‫ّ‬ ‫آخــر‪..‬‬ ‫والرغبــة يف الوصــال‪ ،‬والشــاب الظريف(‪)1‬بألوانــه‬ ‫املختلفــة املتو ّهجــة كاألبيــض واألصفــر واألحمــر‬ ‫والبنفســجي‪ ..‬فبســحره وجاذبيتــه يشــبه الشــاب‬ ‫املنفتــح للتـ ّو عــى الحيــاة‪ ،‬إذ ينــام طــوال النهــار‪،‬‬ ‫ويســتيقظ مســاء ليســهر مــع املحبــوب‪ .‬أمــا‬ ‫ـب‬ ‫القرنفــل الــذي يعتــر بــدوره مــن أزهــار الحـ ّ‬ ‫فتتزيّــن بــه النســاء والرجــال ســواء بســواء‪،‬‬ ‫وللقرنفــل حضــور قــوي يف الزغــرودة الشــعبية‬ ‫ويف املثــل الشــعبي‪ ،‬ولــه معــان كثــرة منهــا تف ّجر‬ ‫ـب وســحر اللقــاء والشــوق بــن األحبــة‪ .‬لكــن‬ ‫الحـ ّ‬ ‫زهــرة القرنفــل الحم ـراء اتّخــذت رم ـزا ً سياســياً‬ ‫ثوري ـاً أيض ـاً‪ .‬بينــا حمــل الفـ ّـل معنــى الجــال‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) الجــو جميــل والعصافــر تزقــزق يف مدينــة الزبــداين وبلــودان التــي‬ ‫تشــهد عــودة كثــر مــن "الثائريــن" و"الثائــرات" لحضــن القائــد املفــدى‬ ‫إلميانهــم بــأن حــل األزمــة لــن يكــون إال "بالحــوار" عــى حــد وصفهــم‪!...‬‬ ‫يســر عــى عرضكــم حــدا يناولنــي قنينــة الكلــوووور‪!...‬‬

‫*) فرمــان جديــد بتمديــد الرتشــح لرئاســة الجمهوريــة‪ ...‬مالحظــة‪:‬‬ ‫العــرض ســاري حتــى نفــاذ الشــعب‪!...‬‬

‫*) مســرة مؤيــدة يف بلــودان تص ّدرهــا مجموعــة مــن الثائريــن املدنيــن ليســوا محميــن والوضــع األمنــي يتدهــور‪ !...‬أل ولــووووووو‪...‬‬ ‫املنتهيــة صالحيتهــم ممــن هتفــوا ســابقاً‪" :‬املــوت وال املذلــة"‪ ...‬وبكثــر شــو هالترسيبــات الخطــرة يــا مــون!‬ ‫مــن املســخرة واملذلــة صفقــوا بحــرارة وهتفــوا بــدوام عــز وبراميــل *) املحكمــة الدســتورية العليــا ترفــض طلــب الرتشــح ملنصــب‬ ‫ســيادته‪ ...‬تصفيييــق!‬ ‫رئاســة الجمهوريــة الــذي تقدمــت بــه الفنانــة ســارية الخــر امللقبــة‬ ‫ّ‬ ‫*) أم عبــدو وأم طــوين وأم عــار تعلــن عــن نيتهــا الرتشــح لالنتخابــات "الســواس" صاحبــة األغنيــة الهادفــة "يلــي مفكــر حالــك زيــر والنســوان لعبــة‬ ‫الرئاســية بعــد انضــام عــدد مــن نســوان الحــارة إىل قامئــة املرشــحني‪ ...‬بيــدك"‪ ،‬وذلــك لعــدم تحقيقهــا الــروط‪ ...‬والشــعب الســوري يطالــب‬ ‫أم عبــدو أعلنــت بأنهــا ويف حــال فوزهــا باالنتخابــات ســتعمل عــى بتغيــر الدســتور إلميانــه بســارية وبأنهــا إذا أصبحــت رئيســة رح ترقّــص‬ ‫تعديــل املــادة الثامنــة مــن الدســتور بحيــث يصبــح الحــزب الحاكــم املواطنــن وتفرفشــهم‪ ...‬يعنــي أحســن مــن قصــف بشــار وربعــه‪!...‬‬ ‫قائــدا ً للدولــة والحــارة بــدالً مــن الدولــة واملجتمــع‪ ...‬بينــا أكــدت *) تواصــل انقطــاع التيــار الكهربــايئ يف مدينــة الزبــداين وبلــودان‬ ‫مصــادر مقربــة مــن أم عــار بأنهــا ســتزوج كل شــاب ســوري بأربــع وضواحيهــا‪ ،‬عنجــد صــدق حافــظ األســد ملــا قــال‪" :‬إنــي أرى فــي الكهربــاء‬ ‫رصحــت أم حيــاة"‪.‬‬ ‫بنــات والعــرس رح يكــون عندهــا بــأرض الــدار‪ ...‬يف حــن ّ‬ ‫طــوين عــن عزمهــا عــى تفعيــل دور األنتايــة باألوتحــاد النســايئ‪!...‬‬ ‫*) وصــل عــدد املرشــحني لالنتخابــات يف العــرس الدميوقراطــي إىل ‪21‬‬ ‫*) طالــب األمــن العــام لألمــم املتحــدة بــان يك مــون مجلــس األمــن شــخص‪ ...‬مــع تأكيــدات بــأن برنامجهــم االنتخــايب ســيكون مــن أجــل‬ ‫الــدويل باتخــاذ إجـراءات ضــد منتهــي القوانــن يف ســوريا مشـرا ً إىل أن نهضــة وتطويــر ســوريا "األســد"‪!...‬‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫منعــرف كتــر منيــح أنــو النــاس بعــد ســنتني‬ ‫ثــورة تعبــت وملــت وصــار الزم ترجــع تفتــش‬ ‫عــن مصالحهــا وعــن لقمــة عيشــها املغمســة‬ ‫بكتــر شــقا وذل‪ ...‬ومنفهــم أنــو يف نــاس صــار‬ ‫عندهــا رعــب أنــو تنحســب بصــف الثــورة‬ ‫والثــوار خوفـاً مــن املالحقــة واالعتقــال‪ ...‬بــس‬ ‫ملــا تطلــع مســرة مؤيــدة ميكــن مــا نلــوم أهــل‬ ‫بلــودان يــي معظمهــم مــن األســاس مــا كان‬ ‫بصــف هالحــراك وبيقولــك أنــو هــو ال ناقــة‬ ‫لــه وال جمــل‪ ...‬أمــا أنــو يكــون بالصفــوف‬ ‫األوىل شــباب وعــدد مــن كباريــة الزبــداين‬ ‫يــي هتفــوا مــن قبــل "املــوت وال املذلــة"‪...‬‬ ‫الء وهنــي عــم يصفقــوا بحــاس وبكتــر‬ ‫مســخرة ومذلــة‪ ...‬هــون بقــا الزمهــا القصــة‬ ‫وقفــة وصفنــة‪ ...‬شــو صــار للنــاس وعقولهــم‪...‬‬

‫ويــن راحــت مبادئهــم ومواقفهــم وهنــي‬ ‫يــي وقفــوا مــن قبــل ضــد الظلــم ورصخــوا‬ ‫الء بوجــه النظــام‪ ...‬وكــروا حاجــز الخــوف‬ ‫والصمــت بجــرأة وشــجاعة بيشــهدلهن فيهــا‬ ‫التاريــخ‪ ...‬ويــن اإلميــان والكرامــة‪ ...‬ويــن‬ ‫كلمــة "اللــه أكــر ع الظــامل"‪ ...‬ونحنــا اليــوم‬ ‫عــم نرجــع نحــط إيدنــا بإيــدو وعــم نهتــف‬ ‫بحياتــه وبراميلــو‪ ...‬لهدرجــة نجــح النظــام‬ ‫بقمعــه ونريانــه أنــو يخلينــا نرتاجــع مــن‬ ‫صفــوف العــزة ألســفل الــذل والهــوان‪ ...‬نســينا‬ ‫كيــف دمــر بيوتنــا ومســاجدنا ومدارســنا‪...‬‬ ‫كيــف رشدنــا وبهدلنــا‪ ...‬نســينا دم الشــهداء‬ ‫وبعنــا معتقلينــا بالرخيــص‪ ...‬شــو بدنــا نقــول‬ ‫للمعتقــل يــي بزنزانتــه عــم يحلــم بالحريــة‬ ‫ومفكــر أنــو لســاتنا عــم نهتــف وننــادي‬ ‫بإســقاط النظــام‪ ...‬شــو بدنــا نقــول ألم الشــهيد‬ ‫يــي حلفنــا ميــن أنــو مــا يــروح دم ابنهــا‬ ‫هــدر‪ ...‬شــكلنا نســينا العهــد وبعنــا كل يش‬

‫ببــاش‪ ...‬والنــاس يــي ســاوالها النظــام غســيل‬ ‫دمــاغ الزم ترجــع تعيــد حســاباتها وتتذكــر أنــو‬ ‫هــي ثــورة تــات ســنوات ومــاالزم نبيعهــا لــو‬ ‫شــو ماصــار‪ ...‬وهتافــات الحريــة مــا بيصــر‬ ‫نســتبدلها بشــعارات كلهــا إهانــة‪ ...‬خلونــا‬ ‫نرجــع نفكــر ونعيــد التفكــر‪ ...‬ونفهــم أنــو‬ ‫هــي لعبــة عــم يلعبهــا النظــام‪ ...‬ومتجيــد‬ ‫ســيادته مــا رح يحمينــا ويغنينــا عــن رب‬ ‫العاملــن‪ ...‬خلونــا نكــون ع قلــب رجــل واحــد‬ ‫ونوقــف وقفــة عــز ولــو عــى دمنــا‪ ...‬ونعمــل‬ ‫للــذل والخــوف‪ ..‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫عزة سليمان | مشاركة‬

‫يف بالد سامؤها متطر قذائف وغضب‪...‬‬ ‫ومتطر ساحاتها مترد وعصيان‪..‬‬ ‫يف بــاد اســتوطنه اللصــوص‪ ...‬وســكنت بيوتــه‬ ‫الن ـران‪...‬‬ ‫يف ســوريا شــعب يطــارد األمــان ليهــرب مــن‬ ‫بــاد تســتقبل القذائــف والدمــار إىل بــاد‬ ‫تطلقهــا‪ !!!..‬الواقــع غريــب وملــئ بالجــدل‪..‬‬ ‫يف وطن وئد فيه املنطق واإلحساس‪...‬‬ ‫والهروب أيرس الحلول و أعرسها‪...‬‬ ‫فام عدنا نعلم أين الوطن؟!‬ ‫فقــد ســاقتنا أقدامنــا إىل تلــك النقطــة‬ ‫الســوداء‪ ..‬حيــث يضيــق املــكان كــا ضاقــت‬ ‫الحلــول ‪...‬‬ ‫حيث تخترص األزمنة وتطول‪..‬‬ ‫حيث يطيش الرصاص وكذلك اإلهانات‪..‬‬ ‫هناك الناس هرسوا بني طريف الكامشة‪..‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫التعددية‬

‫نفســه مــن أجــل التأثــر عــى هــذه السياســات‬ ‫والقـرارات‪ .‬يضمــن الحكــم التعــددي املنافســة‬ ‫بــن مصالــح املجموعــات املختلفــة واملســاواة‬ ‫النســبية بينهــا‪ .‬ويؤكــد متبعــو مبــدأ التعدديــة‬ ‫عــى أهميــة الحقــوق املدنيــة‪ ،‬مثــل حريــة‬ ‫التعبــر والتنظيــم‪ ،‬واحتــواء النظــام االنتخــايب‬ ‫عــى حزبــن عــى األقــل‪ .‬عــى الجانــب‬ ‫اآلخــر‪ ،‬نظ ـرا ً ألن املشــاركني يف هــذه العمليــة‬ ‫ال ميثلــون ســوى نســبة ضئيلــة مــن ســواد‬ ‫النــاس؛ فــإن بقيــة العامــة يقفــون موقــف‬ ‫املتفــرج فحســب‪ .‬وليــس هــذا باألمــر املكــروه‬

‫بالــرورة‪ ،‬وذلــك ألن هــذه املجموعــة‬ ‫املشــاركة يف العمليــة التعدديــة قــد تعــر عــن‬ ‫مــدى رضــا النــاس عــن األحــداث السياســية‪،‬‬ ‫أو أن القضايــا السياســية قــد تتطلــب اهتاممـاً‬ ‫مســتمرا ً مــن جهــة خبــرة‪ ،‬األمــر الــذي قــد ال‬ ‫يتمتــع بــه املواطــن العــادي‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )108‬األحد ‪2014\05\04‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يســتعمل املصطلــح بشــكل عــام لوصــف‬ ‫مجتمــع مكــون مــن مجموعــات مختلفــة‬ ‫عرقيــة أو دينيــة أو ثقافيــة‪ .‬يف السياســة تعنــي‬ ‫التعدديــة أن الجهــة املســؤولة عــن وضــع‬ ‫السياســات وصناعــة الق ـرارات هــي الحكومــة‬ ‫يف األســاس‪ ،‬لكــن الكثــر مــن املجموعــات‬ ‫غــر الحكوميــة تســتغل مواردهــا يف الوقــت‬

‫هنــاك ال فــرق بــن رجــل وامــرأة‪ ..‬بــن شــاب‬ ‫و كهــل‪..‬‬ ‫هنــاك ليــس للطفولــة مــن شــفيع!!‪ ..‬كلهــم‬ ‫رهــن املــوت‪..‬‬ ‫هنــاك أحجــز مكان ـاً يل بــن الجمــوع للعبــور‬ ‫مــن فنــدق الثــاث نجــات إىل فنــدق‬ ‫بنجمتــن !‬ ‫وقــد يحــدث أن تعــر أجســادنا إىل بطــن‬ ‫األرض؟؟‪..‬‬ ‫نرتقب اللحظات ونسرتق األنفاس‪..‬‬ ‫يف هــذه البقعــة يعيــش الــذل ومتــوت‬ ‫الكرامــة‪...‬‬ ‫هنا جلست عىل حقيبتي‪..‬‬ ‫وهنــا ســأداهم األمــل يف أوكاره وأصــادر‬ ‫ممتلكاتــه وأســتجوبه‪..‬‬ ‫مل الثواين بطيئة يف بالدي ؟!‬ ‫مل الرصاصة تسبق اإلجابة يف بالدي ؟!‬

‫فواصل‬

‫إلى بالد ماوراء المعبر‬

‫مل أنظــر إىل الطــرف اآلخــر مــن بــادي كــا‬ ‫ينظــر الفلســطيني وهــو جالــس عــى أرضــه‬ ‫إىل أرض كانــت لــه يف زمــن الوطــن الغابــر ؟؟‪...‬‬ ‫أســئلة تداهمنــا كلــا طــال بنــا االنتظــار عنــد‬ ‫أعتــاب وطــن‪..‬‬ ‫مــر الوقــت كــا ميــر الرصــاص فــوق رؤوســنا و‬ ‫مل يفتحــوا الحــدود !! ‪..‬‬ ‫مل يفتحوا البالد ألهلها !!‪..‬‬ ‫مل يبــق ســوى الســفر مــن (دولــة حلــب إلــى دولــة‬ ‫حلــب) عبــارة مثــرة للضحــك ولكنهــا أشــد إثــارة‬ ‫لــأمل ‪...‬‬ ‫قــررت أن أخــرق املســافة كــا تخرتقنــا‬ ‫الرصاصــة‪...‬‬ ‫يف ســوريا فقــط الســاح مــن يــرع القوانــن‬ ‫لتطبــق عــى مــن ال حــول وال قــوة لهــم‪...‬‬ ‫ال بــد مــن الرحيــل‪ ...‬عــى مســافة مــن التوتــر‬ ‫والحــذر‪...‬‬ ‫هــا قــد وصلــت حيــث للكلــات أصفــاد‪..‬‬ ‫وأخــرا ً‪..‬‬ ‫حلب ترحب بكم‪...‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.