أوكسجين العدد 109 السنة الثالثة - الأحد 11-05-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫األسرة‬ ‪‭‬ف ‬ي ‪‭‬ريا ‬ح ‪‭‬اللجوء‬ ‫الزبداني‬ ‪‭‬برسم‬ ‪‭‬المجهول‬ ‫السوري‬ ‪‭‬تجار ‬ة ‪‭‬رابحة‬ ‪‭‬للمال‬ ‪‭‬والموت‬

‫أوكسجين ®‬

‫بخاطرك يا عدية‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٠٩‬األحد ‪2014\٠٥\١١‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫انتخابات عبثية ال قيمة لها‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫بشــار األســد الــذي امتهــن قتــل شــعبه وترشيــده منــذ مــا‬ ‫يزيــد عــى ثــاث ســنوات يدعــو اليــوم إىل انتخابــات رئاســية‪،‬‬ ‫يف رضب مــن رضوب الغبــاء الســيايس‪ ،‬فــأي انتخابــات يف هــذا‬ ‫التوقيــت والبــاد وســط القتــل والدمــار‪ ،‬وطائــرات النظــام‬ ‫ترمــي الرباميــل املتفجــرة عــى املــدن والبلــدات الســورية‬ ‫املعارضــة‪ ،‬وأيــن هــو الشــعب لينتخــب يف ظــل وجــود أكــر‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ ‭ ‬-3‬الزبداني‬ ‪‭‬برسم‬ ‪‭‬المجهول‬ ‫‪ -4‬أطفال‬ ‪‭‬التسول‬ ‪‭‬وجه‬ ‪‭‬آخر‬ ‪‭‬لمعاناة‬ ‪‭‬الحرب‬ ‫‪ -5‬ماذا‬ ‪‭‬بعد‬ ‪‭‬حمص؟‬ ‫‪ -6‬األسرة‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬رياح‬ ‪‭‬اللجوء‬ ‫‪ -8‬السوري‬ ‪‭‬تجارة‬ ‪‭‬رابحة‬ ‪‭‬للمال‬ ‪‭‬والموت‬ ‫ّ‬ ‫‪ -9‬المتبقي‬ ‪‭‬هو‬ ‪‭‬األقوى‬ ‫‪ -10‬األسد‬ ‪‭‬أو‬ ‪‭‬بالها‬ ‪‭‬هالبلد‬ ‫‪ -11‬داعش‬ ‪‭‬تغزو‬ ‪‭‬دير‬ ‪‭‬الزور‬

‫مــن مليــوين الجــئ ســوري يف دول الجــوار ونــزوح املاليــن‬ ‫داخــل البــاد‪ .‬أســئلة كثــرة تطــرح نفســها حــول مــدى‬

‫‪ -12‬هـل‬ ‪‭‬الزالـت‬ ‪‭‬أالعيـب‬ ‪‭‬الهندسـة‬ ‪‭‬االجتماعيـة‬ ‪‭‬تنطلـي‬ ‪‭‬علـ ‪‭‬ى‬

‫مرشوعيــة هــذه االنتخابــات التــي وصفــت بأنهــا ســتكون‬

‫‬الســوريين؟‬ ‫‪َ -13‬ك ْعك‬ َ‪‭‬الز َب ّ‬ ‫داني‬

‫"أول انتخابــات رئاســية تعدديــة"‪ ،‬رغــم أنهــا فعليــاً قــد‬

‫‪ -14‬أوكسجينيات‬

‫أغلقــت البــاب أمــام ترشــح أي مــن أعضــاء املعارضــة‪ ،‬بســبب‬

‫‪ -15‬فواصل‬

‫اش ـراطها إقامــة املرشــح داخــل البــاد ملــدة عــر ســنوات‬

‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫متواصلــة عنــد تقديــم طلــب الرتشــيح وغــر محكــوم بجنايــة‪،‬‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫األمــر الــذي يقــي غالبيــة املعارضــن كــون النظــام أصــدر‬ ‫أحكام ـاً جائــرة عليهــم وفــق محاكــات صوريــة وعســكرية‪.‬‬ ‫األســد الــذي فقــد رشعيتــه الدوليــة والشــعبية ال ي ـزال يقنــع‬ ‫نفســه بأنــه معشــوق الجامهــر متناســياً يديــه امللطختــن‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بدمــاء آالف الســوريني‪ ،‬وســيخوض حملــة االنتخابــات يف تحـ ٍـد‬ ‫لثــورة الشــعب واملعارضــة والــدول الغربيــة الذيــن يطالبونــه‬ ‫بالرحيــل‪ ،‬بــل ويُتوقــع أن يفــوز فيهــا دون أي مفاجــآت‪.‬‬ ‫املجتمــع الــدويل يــرى يف هــذه االنتخابــات تقويــض للجهــود‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫العربيــة والدوليــة الراميــة للتوصــل إىل حل ســيايس‪ ،‬والشــعب‬ ‫الســوري ال يجــد فيهــا ســوى مضيعــة للوقــت وال تتعــدى‬ ‫كونهــا مرسحيــة هزليــة قوامهــا الكــذب والخــداع‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫محمد كرم | أوكسجين‬

‫بعــد ســيطرة قــوات النظــام عــى معظــم‬ ‫مناطــق القلمــون؛ تو ّجــه الثــوار إىل سلســلة‬ ‫الجبــال الرشقيــة ومــزارع رنكــوس التــي‬ ‫تعتــر الرشيــان الحيــوي الوحيــد املتبقــي‪،‬‬ ‫وخاصــة بعــد فشــل بــوادر التســوية املزعومــة‬ ‫يف الزبــداين‪ ،‬وإمطارهــا بالقذائــف وبراميــل‬ ‫الطائــرات‪ ،‬يف ظــل الحديــث عــن تســويات‬ ‫ومفاوضــات جديــدة بــن الطرفــن‪.‬‬ ‫إشــاعات كثــرة انتــرت عــن نيــة النظــام‬ ‫اقتحــام مدينــة الزبــداين‪ ،‬وبأنــه يحشــد قواتــه‬ ‫العســكرية متهيــدا ً لهــذه املهمــة‪ ،‬وخاصــة بعــد‬ ‫التقاريــر التــي نرشتهــا قنــاة العربيــة نقــاً‬ ‫عــن صحيفــة نيويــورك تاميــز والتــي تح ّدثــت‬ ‫عــن تواجــد أربعــة آالف مقاتــل فيهــا‪ ،‬مــع‬ ‫اســتعدادات للجيــش الحــر مــن أجــل املعركــة‬ ‫الكــرى‪ ،‬انطالقــاً منهــا باعتبارهــا املعقــل‬ ‫الوحيــد للمعارضــة املســلحة الــذي تبقــى‪.‬‬ ‫تعــد مدينــة الزبــداين ذات أهميــة اسـراتيجية‬ ‫لقــوات النظــام بســبب قربهــا مــن الطريــق‬ ‫الــدويل (دمشــق‪-‬بيروت)‪ ،‬ولكونها الطريق األهم‬ ‫لحليــف النظــام األول حــزب اللــه‪ ،‬عــن طريــق‬ ‫عطيــب إىل نفــق الحــزب املتواجــد مبنطقــة‬ ‫الشــعرا يف بلــدة رسغايــا‪ ،‬باإلضافــة إىل أنــه‬ ‫توجــد فيهــا أبـراج الكهربــاء التــي تغــذي‬ ‫املناطــق اللبنانيــة الواقعــة‬ ‫تحــت ســيطرة حــزب‬ ‫اللــه‪.‬‬

‫حســب تقاريــر نــرت عــى وســائل اإلعــام‬ ‫العربيــة والعامليــة؛ يتــوزع الجيــش الســوري‬ ‫عــى ثالثــة فيالــق‪ ،‬أولهــا يف العاصمــة دمشــق‬ ‫وثانيهــا يف حلــب و األخــر يف الزبــداين‬ ‫ومحيطهــا‪ ،‬منتــرا ً مــن اللــواء ‪ 104‬و ‪105‬يف‬ ‫جبــال الفرقــة الرابعــة عــى ســفوح قاســيون‪،‬‬ ‫مــرورا ً بــوادي بــردى ومدرســة املخابــرات يف‬ ‫الدميــاس‪ ،‬و جبــال النبــي هابيــل والكتيبــة‬ ‫االنتحاريــة والجبــال املحيطــة بالطريــق الــدويل‬ ‫وجــرود الكفــر وجديــدة يابــوس‪ ،‬وصــوالً إىل‬ ‫مناطــق متركــز حــزب اللــه‪ .‬باملقابــل املدينــة‬ ‫ذات أهميــة اســراتيجية للثــوار أيضــاً‪ ،‬عــى‬ ‫اختــاف مســمياتهم مــن جيــش حــر وكتائــب‬ ‫إســامية وجبهــة النــرة‪ ،‬وتجــدر اإلشــارة هنــا‬ ‫إىل أنــه ال يتواجــد داخــل املدينــة إال أبناؤهــا‬ ‫األوائــل ممــن حملــوا الســاح للدفــاع عــن‬ ‫بيوتهــم وأعراضهــم وأرضهــم‪ ،‬وهــم صامديــن‬ ‫ســنتني‪.‬‬ ‫مــن‬ ‫أكــر‬ ‫منــذ‬ ‫تجمعــات الثــوار املنتــرة عــى تخومهــا يف‬ ‫جبالهــا الرشقيــة والغربيــة؛ تقــول بــأن الزبداين‬ ‫مــن أفضــل املناطــق للقتــال‪ ،‬فمــن الناحيــة‬ ‫الجغرافيــة تتمتــع بســهول وجبــال تكــون‬ ‫الغلبــة فيهــا ليســت للدبابــات والطائـرات‪ ،‬ألن‬ ‫العــرف العســكري يقــول بــأن جنــدي املشــاة ال‬ ‫يقاومــه إال جنــدي مشــاة مثلــه‪ ،‬رغــم الــرر‬ ‫الــذي تحدثــه اآلليــات ب ـرا ً و جــوا ً‪ .‬مــن جهــة‬ ‫أخــرى توجــد يف الزبــداين مكاســب كثــرة إن‬ ‫اســتطاع الثــوار تحريرهــا‪ ،‬إذ ســيتم الســيطرة‬ ‫عــى الطريــق الــدويل ورضب طريــق حــزب‬ ‫اللــه‪ ،‬وغنائــم كبــرة وخســائر فادحــة يف‬ ‫صفــوف النظــام‪ ،‬إىل جانــب إحــكام الطــوق‬ ‫األمنــي حــول العاصمــة دمشــق‪،‬‬

‫فهــي محــارصة مــن حــدود املعضميــة مــرورا ً‬ ‫بداريــا وجوبــر فالغوطــة الرشقيــة‪ ،‬إىل‬ ‫مناطــق القلمــون الرشقــي الــذي يشــهد منــذ‬ ‫ســقوط القلمــون الغــريب تقــدم كبــر للثــوار‬ ‫يف املعــارك التــي يشــهدها والتــي أطلــق‬ ‫عليهــا اســم "عواصــف الصحــراء"‪ ،‬هــذا الحصــار‬ ‫قــد يعنــي هزميــة النظــام ونــر‬ ‫يف تاريــخ الثــورة‪ .‬مــن‬ ‫الجديــر بالذكــر هنــا‬ ‫أن الطرفــن املتنازعــن‬ ‫وهــا النظــام والثــوار؛‬ ‫ال يريــد أي منهــا أن‬ ‫يبــدأ بهــذه املعركــة‪،‬‬ ‫ألن كالهــا يعــرف‬ ‫خســائره ومكاســبه‬ ‫إن بــدأت‪ ،‬أو يف حــال‬ ‫هزميتــه أو نــره‪.‬‬ ‫وتبقــى الزبــداين يف‬ ‫واقعهــا املجهــول‬ ‫بــن القصــف‬ ‫و مفا و ضــا ت‬ ‫وبــن‬ ‫التهدئــة‬ ‫الحشــود العســكرية‬ ‫النظاميــة والثوريــة‪،‬‬ ‫بينــا أهلهــا يعانــون‬ ‫األمريــن يف يوميــات‬ ‫نزوحهــم‪ ،‬ورؤيــة‬ ‫شــمس فجــر جديــد‬ ‫يــرق عــى جــدران‬ ‫بيوتهــم املهدمــة‬ ‫يف الســهل البائــس‬ ‫وذكرياتهــم‪.‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫تقرير‬

‫الزبداني برسم المجهول‬


‫تقرير‬

‫أطفال التسول وجه آخر لمعاناة الحرب‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬ ‫يف شــوارع العاصمــة دمشــق التــي يصــدف‬ ‫غالبــاً أنهــا شــديدة االزدحــام؛ يتجــه أحــد‬ ‫األطفــال برسعــة نحــو ســيارة متوقفــة تنتظــر‬ ‫دورهــا عنــد أحــد الحواجــز‪ ،‬ميــد يــده‬ ‫الصغــرة مــن النافــذة لبيــع علبــة املناديــل‬ ‫الورقيــة التــي يحمــل‪ ،‬وهــو يســتجدي عطــف‬ ‫الســائق بكلــات يصــف فيهــا وضــع عائلتــه‬ ‫النازحــة مــن حمــص‪ ،‬بينــا يــرع طفــل آخــر‬ ‫ّ‬ ‫ينفــك يــردد‬ ‫مبســح زجــاج ســيارته‪ ،‬وهــو ال‬ ‫بعــض األدعيــة يف محاولــة بائســة مــن أجــل‬ ‫الحصــول عــى بعــض النقــود‪ .‬صغــا ٌر كثــرون‬ ‫تضــج‬ ‫يتبعــرون يف تلــك الشــوارع التــي‬ ‫ّ‬ ‫بحيــاة ُحرمــوا منهــا‪ ،‬نتيجــة أتــون حــرب ال‬ ‫يــد لهــم فيهــا‪ .‬منهــم مــن أصبــح دون مــأوى‬ ‫بعــد أن نــزح وعائلتــه مــن منزلهــم؛ أو فقــد‬ ‫معيلــه فاضطــر لــرك كتبــه ودراســته بحثــاً‬ ‫عــن لقمــة العيــش‪ .‬الفقــر والحاجــة دفعــا‬ ‫بهــؤالء األطفــال إىل الســاحات‪ ،‬إمــا للتســول أو‬ ‫لبيــع بعــض األشــياء البســيطة مثــل العلكــة و‬ ‫األزهــار‪ ،‬يف مشــهد بــات شــبه مألــوف خاصــة‬ ‫قــرب املســاجد وعنــد إشــارات املــرور‪ .‬ظاهــرة‬ ‫التســول وإن مل تكــن جديــدة عــى الشــارع‬ ‫الســوري إال أنهــا تفاقمــت وباتــت أكرث انتشــارا ً‬ ‫يف العامــن األخرييــن‪ ،‬نتيجــة تــردي األوضــاع‬ ‫االقتصاديــة واالجتامعيــة‪ ،‬إىل جانــب ظــروف‬ ‫الحــرب والنــزوح التــي يعــاين منهــا معظــم‬ ‫الســوريني‪ .‬تكمــن املشــكلة يف التزايــد املخيــف‬ ‫بأعــداد األطفــال الذيــن ميضــون نهاراتهــم‬ ‫بــن العاملــة والتســول بعيــدا ً عــن مقاعــد‬ ‫الدراســة‪ ،‬إمــا بســبب النــزوح والفقــر وعجــز‬ ‫األهــل عــن تأمــن مســتلزمات التعليــم مــن‬ ‫كتــب وقرطاســية؛ أو لعــدم توفــر مــدارس‬ ‫قريبــة مناســبة‪ ،‬مــع القلــق مــن أنهــم قــد‬ ‫يتحولــون مســتقبالً إىل أشــخاص عنيفــن أو‬ ‫حتــى مجرمــن نتيجــة القســوة واالنتهــاكات‬ ‫التــي يتعرضــون لهــا يف الشــوارع‪ .‬املشــهد‬ ‫ال يختلــف كثــرا ً يف عــدد مــن دول الجــوار‬ ‫التــي ف ـ ّر إليهــا الســوريون مثــل لبنــان وتركيــا‬ ‫واألردن‪ ،‬حيــث تحولــت بعــض تلــك الشــوارع‬ ‫إىل ملتقــى لعــرات األطفــال الذيــن باتــوا‬ ‫ميتهنــون التســول والتســول "املق ّنــع" الــذي‬

‫يــدل عــى الباعــة املتســولني‪ ،‬مــع مالحظــة‬ ‫أن نســبة مرتفعــة منهــم دون العــر ســنوات‬ ‫ومــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬يتســابقون لبيــع مــا‬ ‫يحملونــه‪ ،‬وقــد يتطــور األمــر أحيانــاً إىل‬ ‫شــجار حــول زبــون مــا‪ ،‬أو بســبب تعــدي‬ ‫أحدهــم عــى منطقــة "نفــوذ" اآلخــر الــذي‬ ‫ي ّدعــي بــأن هــذه املســاحة مخصصــة لــه‪.‬‬ ‫األهــل غالبـاً هــم مــن يدفــع بأولئــك األطفــال‬ ‫للتســول وبيــع األغــراض‪ ،‬بينــا يبحــث مــن‬ ‫فقــد عائلتــه ومعيلــه عــن مــا يســد بــه رمقــه‪.‬‬ ‫املفوضيــة العليــا لشــؤون الالجئــن ذكــرت يف‬ ‫تقريرهــا األخــر بــأن عــرات آالف األطفــال‬ ‫مــن الالجئــن الســوريني يعيشــون منفصلــن‬ ‫عــن عائالتهــم مــن دون تعليــم‪ ،‬ويتحولــون‬ ‫إىل معيلــن لعائالتهــم يف دول اللجــوء‪ .‬كــا‬ ‫وأحــى التقريــر مــا يزيــد عــن ســبعني ألــف‬ ‫عائلــة ســورية الجئــة مــن دون اآلبــاء‪ ،‬وأكــر‬ ‫مــن ‪ 3700‬طفــل الجــئ غــر مصحوبــن أو‬ ‫منفصلــن عــن ذويهــم‪ ،‬باإلضافــة إىل أطفــال‬ ‫صغــار تبلــغ أعامرهــم ســبعة أعــوام يعملــون‬ ‫لســاعات طويلــة مقابــل أجــر ضئيــل يف لبنــان‬ ‫واألردن‪ ،‬يف ظــل ظــروف خطــرة تتهددهــم‬ ‫مــن خطــف واســتغالل‪" .‬مشــان اللــه‪...‬‬ ‫أنــا نــازح‪ ...‬بــدي بــس حــق خبــز لطعمــي‬ ‫إخــوايت"‪ ،‬عبــارات يرددهــا أطفــال التســول‬ ‫عــى املــارة الذيــن يتعاطــف بعــض منهــم‬ ‫مــع توســاتهم ويتجاهلهــم البعــض‪،‬‬ ‫يف حــن يــرد آخــرون بكلــات‬ ‫ســاخرة‪" :‬واللــه وأنــا نــازح‬ ‫كــان!"‪( .‬أمجــد) وهــو طفــل يف‬ ‫العــارشة مــن عمــره منــوذج مــن‬ ‫حــاالت البــؤس العديــدة‪ ،‬فقــد‬ ‫أجــره اعتقــال والــده للنــزول‬ ‫إىل الشــارع‪ ،‬بعــد أن وجــد‬ ‫نفســه املعيــل الوحيــد‬ ‫لوالدتــه وأختيــه‬ ‫الصغريتــن‪ .‬يجلــس‬ ‫عــى صنــدوق‬ ‫خشــبي قديــم‬ ‫ممســكاً بيديــه‬ ‫املتســختني فرشــاة‬ ‫يلمــع بهــا األحذيــة‬ ‫مقابــل مبلــغ زهيــد‪،‬‬

‫يتأملــه بقلــق قائــاً بــأن عائلتــه التــي تنــام‬ ‫يف الحديقــة املجــاورة؛ لــن يكــون لديهــا مــا‬ ‫تأكلــه إن مل يحصــل عــى املزيــد‪ .‬عــى بعــد‬ ‫أمتــار قليلــة منــه تفــرش األرض طفلــة صغــرة‬ ‫ال تتجــاوز الســبع ســنوات‪ ،‬تتشــبث بقــوة‬ ‫وخــوف بكيــس قــايش صغــر يــدس لهــا فيــه‬ ‫املــارة بعــض النقــود‪ .‬بعيــون حزينــة ترمــق‬ ‫األطفــال وهــم يذهبــون إىل املــدارس‪ ،‬تهمــس‬ ‫بــأىس بأنهــا تتمنــى أن تكــون معهــم‪ ،‬ولكــن‬ ‫عائلتهــا فقــرة ووالدهــا عاجــز عــن العمــل‬ ‫والحركــة بســبب فقدانــه إلحــدى ســاقيه يف‬ ‫الحــرب‪ .‬صــور معانــاة هــؤالء الصغــار تطــرح‬ ‫أســئلة عــن دور املجتمــع الــدويل واالتفاقيــات‬ ‫واملواثيــق املتعلقــة بحقــوق األطفــال‪ ،‬و عــن‬ ‫الجمعيــات األهليــة ومؤسســات املجتمــع‬ ‫املــدين التــي يفــرض بهــا أن متــارس دورهــا يف‬ ‫إيــواء ورعايــة هــؤالء األطفــال‪ ،‬ضمــن خطــط‬ ‫مالمئــة وفاعلــة تحــول دون إرســالهم إىل‬ ‫العمــل أو التســول‪.‬‬ ‫أطفــال ســوريا اليــوم أطفــال البــؤس والحرمان‬ ‫بــا منــازع‪ ،‬وهــم الذيــن كــروا قبــل أوانهــم يف‬ ‫مواجهــة صعوبــات الحيــاة ســعياً وراء لقمــة‬ ‫العيــش‪ ،‬بعــد أن أحرقــت نــران الحــرب‬ ‫بيوتهــم وطفولتهــم وأجهــزت عــى مــا تبقــى‬ ‫مــن أحالمهــم‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫املنــورة يتغ ّنــون بالنــر القــادم وال يــرددون‬ ‫يف الصبــاح واملســاء‪" :‬أيهــا املرشكــون إنــا‬ ‫قادمــون‪ ،‬وإىل مكــة نحــن عائــدون"‪ ،‬ولكنهــم‬ ‫يف الوقــت نفســه مل يتوقفــوا ســاعة مــن نهــار‬ ‫عــن العمــل لهــذا اليــوم‪ ،‬واتخــاذ األســباب‬ ‫لــه حتــى كان الفتــح املبــن وعــادوا إىل مكــة‬ ‫منترصيــن‪ .‬الثقــة بالنــر تســتوجب تقيي ـاً‬ ‫صحيحــاً ملــا نحــن عليــه‪ ،‬وتعلُّــم الــدروس‬ ‫مــا مـ ّر بنــا‪ ،‬وإعطــاء أبطــال حمــص حقهــم‬ ‫مــن التكريــم واالع ـراف بالفضــل‪ ،‬والوقــوف‬ ‫وقفــة صــدق مــع أنفســنا نعــرف فيهــا أن‬ ‫كل واحــد منــا كان لــه ســهم فيــا جــرى‪ ،‬إن‬ ‫مل يكــن بفعــل مبــارش يكفــي أن يكــون بحــال‬ ‫هــو عليهــا مــن قعــود أو تخــاذل‪ ،‬أو إرصا ٍر‬ ‫عــى ســوء يتصــف بــه يف أفعالــه وأخالقــه‬ ‫يجعــل النــر يبتعــد أكــر فأكــر‪ .‬اليــوم لــن‬ ‫نقــرب مــن النــر مقــدار أمنلــة حتــى نســأل‬ ‫أنفســنا‪ :‬مــاذا بعــد حمــص؟ ثــم نجيــب عــن‬ ‫الســؤال متح ّملــن كامــل مســؤولياتنا تجــاه ما‬ ‫حــدث‪ ،‬واضعــن نصــب أعيننــا أن شــيئاً يف‬ ‫الدنيــا لــن يثنينــا عــن هــدف إســقاط النظــام‬ ‫وبنــاء ســوريا الحــرة كل يف مكانــه‪ ،‬وبحســب‬ ‫قدرتــه واســتطاعته‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يتفــاوت الســوريون اليــوم يف ردود أفعالهــم‬ ‫إزاء خــروج الثــوار مــن حمــص‪ ،‬مــا بــن‬ ‫محبــط يائــس يــرى أن ال ســبيل للنــر و مــا‬ ‫مــن أمــل بعــد اليــوم‪ ،‬وبــأن الثــورة انتهــت‬ ‫وهزامئنــا تتــواىل ولــن تتوقــف‪ ،‬فيلقــي باللــوم‬ ‫عــى أبطــال حمــص ويتهمهــم بتســليمها‪،‬‬ ‫دون تقديــ ٍر لعظيــم جهادهــم وصربهــم‬ ‫الــذي تعــ َّدى الســت مئــة يــوم وهــم‬ ‫تحــت النــار‪ ،‬وخــذالن أمــم األرض لهــم مبــا‬ ‫فيهــم نحــن‪ ،‬فيأخــذ بنــر عبــارات اليــأس‬ ‫واإلحبــاط‪ ،‬وبــثِّ دعــوات القعــود والعــودة‬ ‫عــا نحــن فيــه إذ ال فائــدة بعــد اليــوم مــن‬ ‫أي جهــد أو عمــلٍ ‪ .‬يف املقابــل مســتغرق يف‬ ‫أحــام اليقظــة م ـ َّد ٍع للنــر والغلبــة‪ ،‬يــؤ ِّول‬ ‫ـر معنــاه تــارة بخــروج الثــوار‬ ‫النــر ويفـ ّ‬ ‫مــن حمــص ســاملني‪ ،‬وباضطــرار النظــام‬ ‫أن يحملهــم بباصاتــه ووقوفــه عاجــزا ً عــن‬ ‫االقــراب مــن ظفــر واحــد منهــم‪ ،‬وتــارة‬ ‫بأمــور أخــرى يؤكّــد مــن خاللهــا أننــا وإن‬ ‫خرجنــا مــن حمــص لكننــا فع ـاً منتــرون‪.‬‬ ‫إىل جانــب موقــنٍ بــأن مــا حــدث هــو خطــوة‬ ‫ر قــادم ال محالة‪ ،‬وذلــك ثقة‬ ‫عــى طريــق نـ ٍ‬ ‫باللــه بأنــه ينــر عبــاده املؤمنــن ويدافــع‬ ‫عنهــم‪ ،‬وألنــه ســبحانه ينــر الحــق وأهلــه‬ ‫وبأنــه لــن يضيــع تضحيــات شــعبنا‪ ،‬فيأخــذ‬ ‫بإطــاق عبــارات االفتخــار بقوتنــا وبتأييــد‬ ‫اللــه ونــره الــذي ســيكلل عــا قريــب‬ ‫هاماتنــا‪ ،‬وبأننــا ال شــك عائــدون وإىل حمصنــا‬ ‫راجعــون‪ .‬فأ ّمــا اليائســون املحبطــون فــا من‬ ‫يشء بوســعهم فعلــه‪ ،‬ومــا مــن عجلــة للنــر‬ ‫ميكنهــم دفعهــا بحــال مــن األحــوال‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــا يشــيعونه حولهــم مــن اســتهزاء ببطولــة‬ ‫أبطــال حمــص التــي لــو وزنــت بصــر الجبــال‬ ‫وثباتهــا لغلبتها‪،‬باإلضافــة ملــا ينرشونــه‬ ‫مــن أجــواء اإلحبــاط وجــ ِّر غريهــم لليــأس‬ ‫والقنــوط‪ ،‬وبالتــايل الرتاجــع والقعــود مــا‬

‫يجعلنــا نوغــل يف الهزميــة أكــر‪ ،‬ونســتقدمها‬ ‫قبــل أن تكــون –ال ق ـ ّدر اللــه ‪ -‬واقع ـاً يلـ ّـف‬ ‫أرضنــا الســورية بأكملهــا‪ .‬وأمــا الواهمــون‬ ‫الغارقــون يف أحــام النــر الــذي وبرأيهــم‬ ‫يحــل معهــم‬ ‫كامــن تحــت أقــدام أبطالنــا ّ‬ ‫أينــا حلّــوا وكيفــا ارتحلــوا‪ ،‬حتــى وإن كان‬ ‫ذلــك خروجــاً أو انســحاباً‪ ،‬ســائرين بذلــك‬ ‫عــى خطــى الجيــش املامنــع الــذي حطّــم‬ ‫أســطورة الجيــش الــذي ال يُقهــر يف حــرب‬ ‫ترشيــن "التحريريــة" املزعومــة! وعــى هــذا‬ ‫مــا مــن يشء ميكــن لهــؤالء أن يق ّدموه ملســرة‬ ‫الثــورة أو لجعــل النــر ‪-‬الحقيقــي‪ -‬قريــب‬ ‫املنــال‪ .‬الواثقــون مــن نــر اللــه املردديــن‬ ‫عبــارات العــودة والرجــوع األكيــد لــن تكــون‬ ‫آمالهــم وظنهــم الحســن بنــر اللــه أكــر‬ ‫مــن محــض أحــام؛ مــا مل يكــن مرفقـاً بحــال‬ ‫وأســباب تســتوجب النــر‪ ،‬ومــن ثـ ّم التــوكل‬ ‫عــى اللــه‪ .‬فالثقــة بالنــر تســتوجب العمــل‬ ‫وتح ّمــل املســؤولية‪ ،‬دون عبــارات طنانــة ال‬ ‫تــكاد تســاوي وزن حروفهــا‪ ،‬فهــا هــو رســول‬ ‫اللــه صــى اللــه عليــه وســلم والصحابــة‬ ‫الك ـرام عندمــا خرجــوا مــن مكــة مهاجريــن‬ ‫وقــد أهــدرت دماؤهــم؛ مل يجلســوا يف املدينة‬

‫تقرير‬

‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫ماذا بعد حمص؟‬


‫ملف العدد‬

‫األسرة في رياح اللجوء‬ ‫محمد الصفدي | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫َمــن ِمــن أفـراد األرسة الســورية اليــوم مل يصــب‬ ‫باالحبــاط واليــأس‪..‬؟ بعــد مــا جــرى بهــم ومــا‬ ‫زال يجــري مــن جريــان الــدم‪ .‬األرس النازحــة‬ ‫والالجئــة تركــت الوطــن وكل غــا ٍل بعــد أن‬ ‫أيقنــت أنهــا وإذ ترحــل تهــرب بــأرواح أطفالهــا‬ ‫تاركــة ورائهــا كل يشء‪ ..‬ومل يبــق لديهــا إال‬ ‫املــآيس واملصائــب واملنــزل املدمــر عــى األرض‬ ‫و"جنــى العمــر" وســط الفاقــة والعــوز املريريــن‪.‬‬ ‫مل يتســلل االحبــاط إىل النفــوس مثلــا تســلل‬ ‫إليــه اليــوم‪ .‬إذ أصبــح مــع األســف الشــديد‬ ‫حالــة رائجــة منتــرة بكــرة إذ هــو اضطـراب‬ ‫نفــي لحالــة فرضــت عــى الحيــاة واقتحمتهــا‬ ‫عنــوة حتــى غــدت كنتيجــة ولبســت كعلــة أو‬ ‫مرض ـاً‪ .‬يف حــن باســتطاعة أي إنســان محبــط‬ ‫أن يعيــد تســجيل حياتــه واألزمــة األخــرة التــي‬ ‫عصفــت بــه وبأرستــه‪ ..‬وعليــه أيضـاً أن يراجــع‬ ‫حياتــه وأســباب تعرثه وفشــله وعليــه أن يتذكر‬ ‫مفاهيمــه ومبادئــه وآرائــه‪ ،‬وهــو ســائر يف‬ ‫النفــق املظلــم املســدود‪ ،‬وينتهــي بــه األمــر إىل‬

‫مــوت خيــارات النجــاة‪ .‬وتــأيت ظاهــرة اللجــوء‬ ‫التــي اقتحمــت املجتمــع الســوري كوســيلة‬ ‫للبحــث عــن الحلــول األخــرى خــارج ســوريا‬ ‫بعــد ان أصبحــت بــؤرة للــراع واالقتتــال‬ ‫وغــدت الســاحة املناســبة للحــرب العامليــة‬ ‫الثالثــة التــي تــدار عــن بعــد "بالريمــوت‬ ‫كونتــرول" وســط خضــم وامــواج التســويات‬ ‫الدوليــة الرشهــة‪ .‬حيــث بقــاء نظــام األســد‬ ‫الطاغيــة إىل اآلن واســتحضار ســبل النجــاة لــه‪،‬‬ ‫ألن أمريــكا وإرسائيــل لــن تجــد آخــر بديــل‬ ‫لــه يف عاملتــه وخدمتــه لبنــي صهيــون‪ .‬إن‬ ‫هــذه الحــرب القامئــة عــى الشــعب الســوري‬ ‫والتــي طالــت املجتمــع وأول خليــة اجتامعيــة‬ ‫يف البــاد هــي األرسة‪ ..‬وكا يعــرف الجميــع‬ ‫أن املجتمــع الســوري مجتمــع فتــي ومعظــم‬ ‫أرسه تنــدرج تحــت األرس املتوســطة الحــال‬ ‫وهــم املوظفــون مــع الرشيحــة الفقــرة‪ ..‬التــي‬ ‫كانــت تقتــات عــى كدهــا وعملهــا اليومــي‪.‬‬ ‫إن الرشيحــة االجتامعيــة التــي نتحــدث عنهــا‬ ‫تتعــرض اليــوم الختــاالت اجتامعيــة كبــرة‬

‫وخطــرة تشــكلت مــن تراكــات املشــكالت‬ ‫وأصبحــت معاض ـاً صعبــة الحــل‪ .‬إن التهجــر‬ ‫القــري يقــف عــى قمــة الهــرم يف تدمــر‬ ‫األرسة الســورية وضياعهــا‪ ،‬ســواء أكان التهجــر‬ ‫داخليـاً عــر النــزوح أو خارجيـاً ويفــرض اللجوء‬ ‫إىل الــدول األخــرى‪ ..‬أي الرحيــل إىل خــارج‬ ‫الوطــن حيــث ينتظــر املجهــول‪ .‬ومــا عســاها‬ ‫أن تفعــل تلــك األرس وشــبابها ينخرطــون يف‬ ‫فئــات الشــعب الثائــر بعــد أن تســلحت الثــورة‬ ‫والبعــض اآلخــر يبقــى يف تشــكيالت الجيــش‬ ‫الطائفــي األســدي أي "خدمــة العلــم" كــا‬ ‫يســمونها وليســت خدمــة الطاغيــة يك يبقــى‬ ‫عــى كرســيه‪ .‬املعانــاة تــزداد وال حــل يلــوح‬ ‫يف األفــق‪ ..‬ألن معظــم املعيلــن ألرسهــم بعــد‬ ‫غيــاب املعيــل األول "الــذي استشــهد أو فقــد أو‬ ‫قضــى تحــت التعذيــب فــي ســجون نظــام األســد‬ ‫ً‬ ‫أو مــا زال معتقــا وال يعــرف ذووه عنــه شــيئًا أو‬ ‫أصبــح معاقــا" وهــو األب‪ ..‬وبغيــاب املعيل الثاين‬ ‫تــرب األرس كأس املرارةوالعــوز وهــي مرميــة‬ ‫بعيــدا ً ومنســية‪ ،‬إن هــذه الحــال تؤثــر عــى‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫ملف العدد‬

‫التامســك املعنــوي االجتامعــي‪ ،‬وهــذا أضحــت‬ ‫األرسة املتامســكة مفككــة ومقطعــة األوصــال‪،‬‬ ‫ضعيفــة البنيــة‪ ،‬تعيــش دون عائــل‪ ..‬ودون‬ ‫قـرار ِعلــوي مــن رب األرسة يعمــل بــه الجميــع‬ ‫ويقومــون عــى تنفيــذه‪.‬‬ ‫أم عصــام ســيدة يف األربعــن مــن العمــر تقول‪:‬‬ ‫مل أشــأ أن أتــرك منزلنــا بعــد أن أخــذوا زوجــي‪..‬‬ ‫لكــن اقتحــان مــا يســمى "اللجــان الشــعبية" يف‬ ‫منتصــف الليــل والقيــام بالتفتيــش ومــن ثــم‬

‫ومــا يحتويــه مــن والضيــق ـ االنــزواء ـ إحســاس دائــم‬

‫الرسقــة وترويعنــا‪ ،‬وتتابــع الســيدة‪ :‬لــدي ابنــة دفء وأمــان وغيابــه بكافــة مكوناتــه يهــدم بالقلــق والعجــز ـ تحديــد حريــة‬ ‫متزوجــة خــارج ســوريا ومعــي ابنــي ذو ‪ 17‬مقومــات الحيــاة الســابقة ويلقــي الطــاب الطفــل ممــا يؤثــر عليــه مرضيــا ـ‬

‫عامـاً فخفــت أن يأخــذوه مثــل أبيــه‪ ،‬فهربــت والشــباب والشــابات يف املســتقبل املعتــم‪ ..‬فــا إنكفــاء األطفــال عــن ترفيهــات‬ ‫إىل لبنــان وهنــاك مل يســتطع إكــال دراســته ســبيل إىل امتــام الدراســة‪ ..‬مــع وقــوع البعــض الحيــاة‪.‬‬

‫ألنــه يعمــل إلعالتنــا‪ ..‬لكنــه تغــر كثـرا ً وأصبــح مــن الشــباب نتيجــة الفقــر والعــوز يف جنــح كل الظــروف النفســية التــي‬ ‫شــارد الذهــن وال يــرد عليــي عندمــا أوجــه عيــدة لغيــاب الســلطة الداخليــة لــأب او األخ تعيشــها األرسة تــؤدي إىل‬ ‫اليــأس والعجــز‪ ..‬حيــث‬ ‫لــه املالحظــات ولســان حــال يقــول‪ :‬مــا حــدا األكــر‪،..‬‬ ‫أمــا البطالــة فلهــا شــأن آخــر فهــي تزيــد ال ثوابــت لهــا وال حلــول‬ ‫دخلــو فينــي‪.‬‬

‫أمــا ســعاد وهــي أم عمــر فقــد هربــت أيض ـاً مــن املعضلــة االقتصاديــة‪ .‬إن الغمــوض صحيحــة تلــوح يف االفــق‪..‬‬ ‫إىل لبنــان بعــد استشــهاد زوجهــا الــذي كان الــذي تعيشــه هــذه األرس يرجــع إىل غمــوض وال احتضــان فعــي لهــا مــن‬ ‫مقاتــاً بالجيــش الحــر تقــول‪ :‬هربــت مــع املســتقبل مــا يدفــع إىل العصبيــة املســتمرة قبــل املؤسســات والجمعيــات‬ ‫ابنتــي وهــا يف ســن الــزواج خوفـاً عليهــن من بــن الوالديــن ـ الكآبــة‬

‫االجتامعيــة‪.‬‬

‫اغتصــاب جنــود األســد وشــبيحته ونعيــش‬ ‫اليــوم يف غرفــة تحــت الطريــق بايجــار‬ ‫"‪ 300‬دوالر" ال تصلــح أن تكــون‬ ‫قنــاً للدجــاج‪ ..‬بعــد أن غــادرت‬ ‫منــزالً ســابقاً يف البقــاع اللبنــاين‬ ‫كان قــد تهيــأ لنــا لكــن مثنــه‬ ‫كان أعراضنــا الغاليــة‪ ،‬والســبيل‬ ‫إىل عمــل البنــات االيت يحتجــن‬ ‫كل يشء فأصبحــوا متوتريــن‬ ‫هنــا أزمــة عمــل ونعيش‬ ‫عــى مســاعدات األقــارب‬ ‫واألمــم املتحــدة‪ .‬إن املنــزل‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ويف حــزن دائــم‪ ..‬حيــث‬


‫تقرير‬

‫السوري تجارة رابحة للمال والموت‬ ‫وائل علي | أوكسجين‬

‫ألقونــا يف البحــر‪ .‬بهــذه العبــارة‬ ‫يســتهل خالــد حديثــه والتأثــر بــاد‬ ‫عــى محيــاه بينــا الدمــوع تذرف‬ ‫مــن عينيــه اللتــن اســتعارتا لــون‬ ‫البحــر‪ .‬خالــد شــاب يف مقتبــل‬ ‫العمــر مــن الالذقيــة حــاول‬ ‫اللجــوء الغــر رشعــي إىل أوروبــا‬ ‫وبــاءت محاولتــه بالفشــل‪ ..‬بعــد‬ ‫أن أوقــف قاربــه خفــر الســواحل‬ ‫اليونــاين‪ .‬أمــا أحمــد ذو ‪ 25‬عام ـاً‬ ‫وحيــد لوالديــه مــن حــاه فــروي‬ ‫معاناتــه‪ :‬الــكل يســمع بقــوارب‬ ‫املــوت التــي تنقــل الســوريني إىل‬ ‫أوروبــا بشــكل غــر رشعــي‪ ..‬لقــد‬ ‫عشــت هــذه التجربــة مرتــن‪..‬‬ ‫إنطلقــت مــن إزمــر يف تركيــا عــر‬ ‫قــارب يســمى "بــاالم" وهــو قــارب‬ ‫أرضــه مــن الخشــب وجوانبــه‬ ‫مــن املطــاط املنفــوخ بالهــواء‪..‬‬ ‫طولــه ‪ 6‬أمتــار وعرضــه مــر‬ ‫ونصــف تقريبــاً‪ ،..‬وعــى ظهــره‬ ‫‪ 45‬شــخصاً ت ـراوح أعامرهــم مــن‬ ‫ســنتني وحتــى ‪ 65‬عام ـاً‪ .‬كان بــن‬ ‫املهاجريــن ثالثــة أطفال " ســنتني‪..‬‬ ‫‪ 3‬ســنوات‪5 ..‬ســنني" وأربعــة‬ ‫نســاء إحداهــن حامــل‪ .‬اعرتضنــا‬ ‫خفــر الســواحل اليونــاين‪ ..‬فكــوا‬ ‫وأخــذوا محــرك القــارب وتركونــا‬ ‫يف عــرض البحــر يف امليــاه الدوليــة‬ ‫مــا بــن تركيــا واليونــان‪ ..‬حيــث‬ ‫اضطررنــا إىل الســباحة ســت‬

‫ســاعات‪ ..‬أمــا النســاء واالطفــال‬ ‫فقــد ارتــدوا ســرات النجــاة‬ ‫والحمدللــه‪ .‬يتابــع أحمــد‪ :‬ومــا‬ ‫حصــل أول مــرة تكــرر يف املــرة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬وكنــا كلنــا ســوريني مــن‬ ‫مخيــم الريمــوك‪ ..‬ومــن حــاه‪..‬‬ ‫والالذقيــة‪ ..‬ومــن طرطــوس‪..‬‬ ‫وإدلــب‪ ..‬والشــام‪ ..‬ودرعــا‪ .‬وكان‬ ‫معنــا أيض ـاً أشــخاص مــن الع ـراق‬ ‫أبــرزوا شــهادة ســوق ســورية‬ ‫عــى أنهــم ســوريني ويريــدون‬ ‫اللجــوء إىل أوروبــا‪ .‬فالهجــرة الغــر‬ ‫رشعيــة أصبحــت حلــم وطمــوح‬ ‫الشــباب الســوري الــذي ال حيــاة‬ ‫لــه يف بلــده بعــد أن قــى االســد‬ ‫الطاغيــة عــى مقومــات العيــش‪.‬‬ ‫لكــن عمليــات التهريــب ليســت‬ ‫أرحــم مــن العيــش تحــت كنــف‬ ‫آل األســد‪ .،..‬فالهــروب إىل أوروبــا‬ ‫يف تكلفــة تتصاعــد إبتــداءا ً مــن‬ ‫‪ 6500‬يــورو إىل ‪ 15000‬يــورو‪،..‬‬ ‫هــذا غــر عمليــات النصــب‬ ‫واالحتيــال التــي يتعــرض لهــا‬ ‫الســوريون بعــد أن أصبحــوا صيــدا ً‬ ‫ســهالً ومثينــاً للامفيــات‪ .‬يقــول‬ ‫رضــوان‪ :‬لقــد إلتقيــت أكــر مــن‬ ‫‪ 30‬مهرب ـاً معظمهــم مــن األت ـراك‬ ‫وبينهــم ســوريون‪ ،‬فأكــر عمليــات‬ ‫التهريــب بــل ‪ %99‬منهــا بحــرا ً‬ ‫تتــم عــى مرحلتــن‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬مــن تركيــا إىل البلقــان‬ ‫ثــم أوروبــا‪ .‬والثانيــة‪ :‬مــن مــر‬ ‫إىل إيطاليــا‪ .‬أمــا التكلفــة مــن‬ ‫تركيــا إىل اليونــان فتــراوح مــا‬

‫بــن ‪ 1500‬يــورو ـ ‪ 4000‬يــورو‪.‬‬ ‫لكــن طــرق التهريــب قــد تتعــدى‬ ‫الســفر بالبحــر ســباحة‪ .‬يتحــدث‬ ‫ماهــر عــن قصــة صديقــه الــذي‬ ‫غــادر بطريقــة خطــرة وغريبــة‬ ‫فــروي‪ :‬صديقــي عمــر إختبــاْ‬ ‫داخــل كونتيــر بضائــع ونقــل عــر‬ ‫الباخــرة إىل أملانيــا بعــد أن بقــي‬ ‫‪ 7‬أيــام معرضــاً حياتــه للخطــر‬ ‫ودفــع ‪ 5000‬يــورو لقــاء ذلــك‪.‬‬ ‫أمــا الرحلــة االكــر غرابــة فيخربنــا‬ ‫بهــا عيــى مــن الصنمــن‪ :‬يل رفيق‬ ‫غــادر إىل أوروبــا مشــياً عــى‬ ‫األقــدام‪ .‬قــد تســتغربون هــذا‬ ‫الــكالم لكنــه ســافر فعــاً مشــياً‬ ‫عــى قدميــه‪ ..‬حيــث غــادر مــن‬ ‫تركيــا إىل اليونــان ثــم البلقــان‬ ‫فأوروبــا‪ ..‬وكان ضمــن مجموعــة‬ ‫تحتــوي عــدة أشــخاص‪ ،‬وكانــوا‬ ‫ميشــون يف الليــل وينامــون نهــارا ً‬ ‫وبينهــم دليــل ليدفــع لحــرس‬ ‫الحــدود لقــاء ســكوتهم إن الحظوا‬ ‫وجودهــم‪ ..‬وهــذه الطريقــة مــن‬ ‫أرخــص وســائل التهريــب ألن‬ ‫الدليــل كثـرا ً مــا يكــون هــو اآلخر‬ ‫مســافرا ً وطامحـاً باللجــوء ويعرف‬ ‫املنطقــة لكنــه ال يريــد الســفر‬ ‫لوحــده‪ .‬أمــا عــن خطــورة هكــذا‬ ‫وســيلة فهــي ال تقــل خطــورة‬ ‫عــن مخاطــر البحــر والغــرق‪..‬‬ ‫إذ ميــوت البعــض منهــم جوعــاً‬ ‫أو مــن التعــب واإلعيــاء حيــث‬ ‫يرتكــون يف الغابــات وحيديــن بعــد‬ ‫ف ـرار الدليــل أو بقيــة املجموعــة‪.‬‬

‫ويتابــع عــى كل حــال " كلّــو متــل‬ ‫بعضــو" فلــدي أصدقــاء قضــو‬ ‫غرقــاً منــذ ‪ 5‬أشــهر‪ .‬وحدثنــي‬ ‫شــخص مــن األصدقــاء منــذ شــهر‬ ‫تقريبـاً‪ ..‬وأراد أن يــروي مــا حصــل‬ ‫لــه يف املحاولــة األخــرى التــي قــام‬ ‫بهــا للهجــرة اِىل اليونــان قائــاً‪:‬‬ ‫ذهبــت اِىل اليونــان عــن طريــق‬ ‫الــر و لكــن املهــرب أوصلنــي‬ ‫مــع ســتة اِىل مــكان يف الغابــة و‬ ‫تركنــا املهــرب قائــاً‪ :‬أنــه ســتأيت‬ ‫حافــة لتأخذنــا اِىل أثينــا ‪ .‬و بعــد‬ ‫انتظــار دام يــوم كامــل و انقطــاع‬ ‫مــن املــاء و الطعــام و عــدم قــدوم‬ ‫الحافلــة‪ .‬قــام أحــد أشــخاص‬ ‫املجموعــة باإلنفصــال عــن الباقــن‬ ‫ليســلم نفســه اِىل األمــن اليونــاين‬ ‫تــاركاً البقيــة عــى أملهــم يف‬ ‫قــدوم الحافلــة‪ .‬وأردف‪ :‬ذهبــت‬ ‫وحاولــت قطــع تذكــرة قطــار‬ ‫اِىل أثينــا و لكــن األمــن اليونــاين‬ ‫أحتجــزين و قامــو بحبــي ملــدة‬ ‫‪ 12‬ســاعة و أخــذوين اِىل جزيــرة‬ ‫بــن نهريــن و تركــوين هنــاك‪ .‬ومل‬ ‫يالحظنــي األتـراك اِال بعد اإشــعال‬ ‫بعــض األضــواء ليالحظنــي األمــن‬ ‫و يأخــذين اِىل الجهــة األخــرى‪.،..‬‬ ‫و تســتمر معانــاة الســورين مــع‬ ‫تجــار الحــرب يف الداخــل و تجــار‬ ‫األرواح يف الخارجــي يف وقــت‬ ‫انقطعــت فيــه الســبل‪ ،..‬وأوشــك‬ ‫الجميــع عــى االنهيــار‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫ّ‬ ‫المتبقي هو األقوى‬ ‫د‪ .‬سماح هدايا | أوكسجين‬

‫الكثرييــن يف املســتنقع الدمــوي‪ .‬نظــام األســد يــدرك‬ ‫هــذا ويســتغلّه‪ ،‬فيبطــش ويجــرم بــا خــوف و ال‬ ‫حــدود‪ ،‬ويــزداد غطرســة بــا رادع‪ .‬املعارضــة والثــورة‬ ‫ستفشــل يف إدارة املعركــة ويف تغيــر موقــف العــامل‬ ‫إن اســتمرت يف خطابهــا التقليــدي البــكايئ والتســويل‪،‬‬ ‫فالعــامل ال يــرى غــر مــا يريــده‪ ،‬وال يحــرم الضعفــاء‪،‬‬ ‫وال يتعاطــف مــع األبريــاء إال يف خدمــة مصالحــه‬ ‫ومشــاريعه‪ ،‬لــذا لــن يجــدي نفع ـاً إقناعــه بروايــة‬ ‫خــارج مشــيئته وبعيــدا ً عــن تصــ ّوره الرســمي‬ ‫والباطنــي‪ .‬والصــواب عــدم االنصيــاع إلرادتــه‬ ‫املتحكمــة واالنقيــاد األعمــى ملــا يقولــه؛ ألن العــامل‬ ‫اتخــذ موقفــاً وتصــورا ً وانتهــى األمــر‪ ،‬ولــن يغــر‬ ‫موقفــه وال منظــوره‪ ،‬إال بتهديــد خطــر حقيقــي يهــز‬ ‫مصالحــه ومكاســبه؛ أو تحــت منطــق القــوة عندمــا‬ ‫تقلــب الثــورة واملعارضــة الطاولــة عــى مخططاتــه‬ ‫اإلذالليــة واالســتعباديّة‪ ،‬وتعمــل مبــا يوافــق مصالــح‬ ‫وطنهــا‪.‬ال مجــال الســتمرار اإلرادة الحــرة واالســتقالل‬ ‫والكرامــة إال بنــزع فتيــل القــوة مــن نظام االســتبداد‪،‬‬ ‫فهــو الــذي ينتــج مــع داعميــه كل الــرور‪ .‬وبعدهــا‬ ‫ميكــن لــكل املعارضــن املختلفــن عقائدي ـاً وسياســياً‬ ‫تقاســم املــكان يف الوطــن مبنطــق العــدل وســلوك‬ ‫الدميقراطيــة‪ .‬لــن يقبــل طــرف باالنزيــاح عــن موقــع‬ ‫قوتــه‪ ،‬ولــن يــرىض املتصارعــون بحقــن الدمــاء‬ ‫مــن دون تحقيــق نــر وســيادة‪ .‬وقــارئ التاريــخ‬ ‫يعــرف أن الحــرب العامليــة الثانيــة كانــت بعــد‬ ‫الحــرب العامليــة األوىل‪ ،‬وبعــد تســويات ومعاهــدات‬ ‫واســتحقاقات مل تكتمــل وقتهــا‪ ،‬فاندلعــت الحــرب‬ ‫للتصفيــة‪ .‬لذلــك؛ فــكل مــا يــدور اآلن ميكــن قلبــه‬ ‫بلحظــة نحــو مصــر غــر متوقــع‪ .‬األمــر الــذي أدى‬ ‫إىل إطالــة أمــد الن ـزاع والحيلولــة دون التوصــل إىل‬ ‫رؤيــة مشــركة للعمــل سياســياً وعســكرياً ومدني ـاً؛‬ ‫ليــس فقــط اللعبــة الدوليــة ومصالــح العــامل املتفقــة‬

‫اسـراتيجياً مــع أنظمــة الرجعيــة والداعمــة للطغــاة‪،‬‬ ‫بــل أيضــاً سياســات املعارضــات الســورية الدائــرة‬ ‫ومناطقهــا الوالئيــة لهــذا الطــرف أو ذاك‪ ،‬ومعاداتهــا‬ ‫لعقائــد بعضهــا والعمــل عــى إقصائهــا‪ .‬أطيــاف‬ ‫مــن املعارضــن وغريهــم‪ ،‬يشــبهون وجــوه األنظمــة‬ ‫الرجعيــة فهــم مســتعدون للتضحيــة بالثــورة مــن‬ ‫أجــل تقاســم الســلطة‪ .‬رجــال قــادوا املعارضــة‬ ‫الســورية‪ ،‬وهــم يتنقلــون يف مواقفهــم وأقوالهــم‬ ‫بــن أقــى اليمــن وأقــى اليســار‪ ،‬مــع هــذا أو ضــد‬ ‫ذلــك‪ ،‬يوم ـاً هنــا ويوم ـاً هنــاك‪ .‬عــى مــن يريــدون‬ ‫قيــادة املعارضــة ومتثيــل الثــورة؛ االلتــزام باطنــاً‬ ‫وظاهـرا ً بــروح الثــورة ومطلــب الحريــة‪ ،‬وأن يكونــوا‬ ‫دميقراطيــن حقــاً ونهضويــن يســعون لالســتقالل‬ ‫الحقيقــي‪ ،‬مؤمنــن بالعدالــة والحريــة وميارســون‬ ‫ذلــك قــوالً وفع ـاً‪ .‬واألهــم اح ـرام الشــعب الثائــر‬ ‫واحـرام دمائــه‪ .‬كــا عليهــم تقديــم خطــاب ورؤيــة‬ ‫نابعــن مــن أهــداف الثــورة والنــاس التــي تقــدم‬ ‫الثمــن الغــايل مــن أجــل الحريــة‪ .‬قــارئ الثــورات‬ ‫يــدرك أن الثــورات موجــات‪ ،‬والتقاعــس تحــت‬ ‫مســمى العجــز ال يــؤدي إىل نتيجــة‪ .‬تحريــر األوطــان‬ ‫ال يكــون بيــوم وببعــض جهــد ومــن دون تضحيــات‬ ‫عظيمــة‪ .‬لــن تتحــرر بســهولة ورسعــة هذه الشــعوب‬ ‫العربيــة التــي اعتــادت الرضــوخ واالنصيــاع‪ ،‬لدرجــة‬ ‫أصبــح معهــا املناضــل يف ســبيل الحريــة والحــق‬ ‫"إرهابي ـاً" أو "معادي ـاً" للدولــة‪ .‬وحــن أصبــح الفــن‬ ‫ســوق املتعــة الرخصيــة‪ ،‬وبــات النصــب شــطارة‬ ‫والكــذب مهــارة‪ ،‬وراحــت القيمــة الوحيــدة املحرتمــة‬ ‫وهــي قيمــة املــال‪ ،‬وال يهــم كيــف يجــري تحصيــل‬ ‫املــال‪ .‬التحريــر يلزمــه زمــن ومنظــور ثــوري وإميــان‬ ‫راســخ‪ ،‬واســتعداد جمعــي للتضحيــة مــن دون تبـ ٍ‬ ‫ـاك‬ ‫مــذل‪ ،‬مــع قيــادة ناضجــة تحمــل خطابــاً تعبويــاً‬ ‫واقعيــاً ذا مصداقيــة ورشعيــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــن املؤكــد بعــد كل هــذه املجــازر املتزايــدة التــي‬ ‫ارتكبهــا ويرتكبهــا نظــام األســد عــى مــرأى مــن‬ ‫البرشيــة؛ أن العــامل غــر مبــال وأن صمتــه الرســمي‬ ‫وصمــت فئــات خاضعــة مــن الشــعب كانــا وراء‬ ‫انســداد الرؤيــة‪ ،‬وســبب الظلمــة التــي ختمــت‬ ‫بالعمــى عــى مســرتنا الســيايس‪ ،‬فقــد اتضــح أنــه‬ ‫مل يكــن مناســباً لكثــر مــن املســتفيدين وأصحــاب‬ ‫القـرار وحملــة الفكــر العنــري واالســتعامري وأهــل‬ ‫الغفلــة؛ أن تتحــرك الذهنيــة الشــعبية بــإرادة تحــاول‬ ‫التحــرر مــن عجزهــا وانقيادهــا‪ ،‬لذلــك احتدمــت‬ ‫املعركــة املضــادة وزادت يومــاً بعــد يــوم رشاســة‬ ‫ورضاوة‪.‬واملثــر للدهشــة أن بعضنــا مــازال بعــد‬ ‫انكشــاف الســياق التآمــري بــن االســتبداد والرجعيــة‬ ‫واالســتعامر؛ عامـاً عــى إذالل القـرار الشــعبي وكرس‬ ‫كربيائــه بحلــول الخنــوع والتســويات واملــواالة‪ ،‬أو‬ ‫باســترياد الحلــول الجاهــزة عــر إمــا االنصيــاع للطغاة‬ ‫وقبــول الظلــم وتســويغ الخنــوع؛ أو طلــب العــون‬ ‫مــن املســتعمرين والغـزاة‪ .‬إن محاولــة إقنــاع العــامل‬ ‫الــذي مــازال يســعى إىل أن يكـ ّرس تبعيتنــا وعبوديتنا‬ ‫برشعيــة قضيتنــا وطلــب املســاعدة‪ ،‬هــو عبــث‬ ‫وانحطــاط وكأننــا نــدور يف دائــرة مغلقــة‪ .‬فإقنــاع‬ ‫الــذي ينتهــك حقنــا ويحيــك املؤامــرة ضدنــا تحــت‬ ‫تصنيــف اإلرهــاب لــن يجــدي نفعــا؛ بــل يجــب أن‬ ‫يكــون الخيــار اســتقالل قرارنــا ورفــع صــوت مطالبنــا‬ ‫املحقّــة بجــرأة مهــا زادت التكلفــة‪ .‬لــن ينجــح‬ ‫العــامل يف إبادتنــا كلنــا‪ ،‬لــذا فــا حجــة منطقيــة لــي‬ ‫نســايره ونســرضيه ونهــرول كالعبيــد وراءه‪ ،‬لكنــه‬ ‫قــد ينجــح يف إذاللنــا واســتعبادنا لعقــود قادمــة؛‬ ‫إن ركعنــا لــه‪ .‬نحــن اآلن بأمــس الحاجــة لقــادة‬ ‫شــجعان‪ ،‬يعلنــون القطيعــة مــع التبعيــة ومهادنــة‬ ‫ويرصــون الصفــوف بوعــي وإميــان ملعركــة‬ ‫العــامل‪ّ ،‬‬ ‫أشــد قســوة وأكــر يقينــاً بالنــر‪ .‬مــرت ســنوات‬ ‫ثــاث‪ ،‬وخضنــا يف الســنة الرابعــة حتــى فاقــت أعــداد‬ ‫الضحايــا والجرائــم املرتكبــة بحــق الشــعب الســوري‬ ‫أي مجــال للتكذيــب أو التربيــر األخالقــي أو التغــايض‬ ‫عــن نــرة املظلومــن والضحايــا‪ ،‬والعــامل مــازال‬ ‫يتابــع بصمــت ويشــجب بحيــاء وســلبية‪ ،‬ملــاذا؟ ألن‬ ‫ال مصلحــة لــه يف حســم املعركــة ملصلحــة الثــورة أو‬ ‫مطالــب الشــعب الحــر‪ ،‬ولعــل اســتمرار االســتنزاف‬ ‫يوافــق مصالحــه وأهدافــه‪ .‬قــد يكــون مــرا ً بــه‬ ‫ومبصالحــه إن عمــل عــى إيقافهــا اآلن‪ ،‬بعــد تــورط‬


‫سياسة‬

‫األسد أو بالها هالبلد‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫نظــام األســد يريــد إج ـراء انتخابــات رئاســية‪,‬‬ ‫يجســدون الــر الخالــص‬ ‫آل األســد الذيــن ّ‬ ‫يريــدون تجديــد بيعــة ملعتــوه ضمــن مرسحيــة‬ ‫مــن النــوع الهــزيل املبتــذل‪ :‬أن ينافســه بهــا‬ ‫مرشــحون هــذه املــرة!‪ .‬هــل قــدر الســوريني‬ ‫أن ســتة أجيــال منهــم مل تعــرف معنــى تلــك‬ ‫الورقــة التــي تختــزل معنــى املواطنــة‪ ,‬وأن مثّــة‬ ‫مــن يغلــق أبدهــم عــى قطيعيــة‪ :‬إمــا األســد‬ ‫أو نحــرق البلــد؟‪ .‬بقــراءة تلميــذ ابتــدايئ‪ ,‬إذا‬ ‫كان متوســط عمــر الســوري ‪ 60‬عام ـاً؛ فذلــك‬ ‫يعنــي أن الذيــن شــاركوا بانتخابــات "حقيقيــة"‬ ‫أصبحــوا تحــت الــراب أو رمبــا بقــي منهــم‬ ‫بضــع مئــات‪ ،‬وباقــي الســورين الـــ ‪%99.9999‬‬ ‫(وهــذه املــرة النســبة صحيحــة) كان قدرهــم‬ ‫"الفرجــة" عــى اســتفتاءات آللهــة الحكــم‬ ‫الشــمويل مــن البونابارتيــن البعثيــن‪ ،‬أو‬ ‫عــى انتخابــات كاراكــوزات مجلــس شــعب‬ ‫وكاراكــوزات اإلدارة املحليــة‪ .‬ورمبــا اللوحــة‬ ‫الســاخرة واألكــر تعبــرا ً كانــت تلــك التــي‬ ‫عليهــا رشيطــن مــن الصــور‪ :‬األوىل عليهــا‬ ‫أربعــة رؤســاء أمريــكان تعاقبــوا خــال الفــرة‬ ‫‪ ،2000 -1971‬وعــى الرشيــط الثــاين خمســة‬ ‫صــور لحافــظ األســد‪ ،‬والفــارق الوحيــد بهــا‬ ‫هــو تقدمــه بالعمــر!‪ .‬اآلن يعلــن كاليغــوال‬ ‫دمشــق وبــرودة قاتــل تسلســليانه ســيجري‬ ‫االنتخابــات الرئاســية يف موعدهــا‪ ,‬وكــا ُعـ ّدل‬ ‫الدســتور عــى مقاســه عــام ‪ 2000‬ســيتم هــذه‬ ‫املــرة تعليــق العمــل بالترشيعــات التــي تعيــق‬ ‫ترشــيحه ألنــه متــزوج مــن امــرأة تحمــل‬ ‫جنســية أجنبيــة!‪ ،‬نحــن بلــد االســتثناءات‬ ‫والــي مــو عاجبــه يبلّــط البحــر‪ .‬االنتخابــات‬ ‫ســيجريها نظــام األســد ويف جعبتــه ثــاث‬ ‫ســنوات ‪ 2014 -2011‬هــي األكــر ســوادا ً‬ ‫بالتاريــخ الســوري الحديــث‪:‬‬ ‫‪ %40-30‬مــن البنــى التحتيــة واملنــازل واملدارس‬ ‫واملســاجد تــم تدمريهــا أو إلحــاق األذى بها‪.‬‬ ‫‪ %40‬مــن الشــعب الســوري ُمقتلــع مــن منازلــه‬ ‫بــن الجــىء ( ‪ 3.7‬مليــون نســمة) أو نــازح (‬ ‫‪ 7.3‬مليــون نســمة )‪.‬‬ ‫االقتصــاد الســوري شــبه مشــلول ومعــدل منــو‬ ‫الناتــج املحــي الوطنــي ســالب‪.‬‬

‫‪ %50‬من الشعب السوري تحت خط الفقر‪.‬‬ ‫أكــر مــن ‪ 102‬ألــف شــهيد موث ّــق بالكامــل‬ ‫ويرجــح أن الرقــم يتجــاوزه بكثــر ورمبــا يصــل‬ ‫إىل ‪ 250‬ألــف شــهيد‪.‬‬ ‫أكــر مــن ‪ 354‬ألــف معتقــل (‪ 258‬ألــف)‬ ‫ومفقــود (‪ 96‬ألــف)‪.‬‬ ‫اســتنزاف الرتســانة العســكرية للجيــش رقــم‬ ‫‪ 16‬يف العــامل وتفســخه معظمــه‪.‬‬ ‫اســتدراج عــرات امليليشــيات الطائفيــة إىل‬ ‫الســاحة الوطنيــة وارتهــان ق ـرار إدارة الحــرب‬ ‫والتفــاوض لقــوى إقليميــة وأدواتهــا املحليــة‪.‬‬ ‫بضعــة مراســيم عفــو تركّــزت عىل إطــاق رساح‬ ‫اآلالف مــن أصحــاب الســوابق الجنائيــة‪ ،‬وعقــد‬ ‫الصفقــات الرسيــة مــع مهــريب املخــدرات‬ ‫وعنــارص القاعــدة املحتجزيــن بحســب‬ ‫الطلــب منــذ الحــرب العراقيــة لإلســاءة للثــورة‬ ‫الســورية‪.‬‬ ‫كان واضحــا وقبــل جنيــف ‪ 2‬أن النظــام الــذي‬ ‫رهــن نفســه كليــاً لقــوى البلطجــة الروســية‬ ‫واإليرانيــة؛ يســتعد إلعــادة إنتــاج نفســه‬ ‫وخصوصــاً بعــد تفــكك مؤسســته العســكرية‬ ‫وإنهاكهــا وعــدم الثقــة بقســم كبــر منهــا‪،‬‬ ‫وبــدأ يعتمــد عــى ميليشــيات طائفيــة‬ ‫وقومجيــة وعلامنيــة (أكــر مــن ‪ 36‬ميليشــيا‬ ‫وأهمهــا ميليشــيا حــزب اللــه)‪ ،‬وشــبه تحييــد‬ ‫للمؤسســة العســكرية واألمنيــة وخصوصـاً عند‬ ‫الرتويــع باملــدن والبلــدات التــي يتــم اجتياحها‪,‬‬ ‫حيــث يعتمــد سياســة تهجــر جامعــي ذات‬

‫غرام الحسين | أوكسجين‬

‫أبعــاد طائفيــة يف مناطــق االحتــكاك الســنية‬ ‫الشــيعية أو العلويــة‪ ،‬وسياســة نــزوح للمناطــق‬ ‫التــي تشــكل البيئــة الحاضنــة للمعارضــة‬ ‫املســلحة نحــو مــدن أخــرى (حــوايل املليــون‬ ‫إىل الســاحل)‪ ،‬أو نحــو أحيــاء ومناطــق تحــت‬ ‫القبضــة األمنيــة النظــام‪ .‬مــن الواضــح أن‬ ‫النظــام كســب بعــض النقــاط عــى األرض‬ ‫وبدعــم غــر مســبوق مــن الــروس واإليرانيــن‬ ‫وأدواتهــم املحليــن‪ ,‬ومحاوالتــه منــذ أشــهر‬ ‫طويلــة عــر‪:‬‬ ‫ الســاحل – حمــص – القلمــو ن‪ -‬دمشــق‬‫تحــت رقابتــه وتشــكل أساســا ألي خطــوة‬ ‫دراماتيكيــة قــد يتخذهــا وأولهــا التقســيم‪.‬‬ ‫ خنق الغوطة الرشقية‪.‬‬‫ النجــاح بتفخيــخ املعارضــة املســلحة يف‬‫الــرق والشــال بداعــش وأمثالهــا‪.‬‬ ‫ وبالتــايل محــاول خنــق الوســط الســوري‪:‬‬‫الريــف الحمــي والحمــوي املتاخــم للمناطــق‬ ‫العلويــة‪.‬‬ ‫نحــن أمــام ســيناريو احتــواء لجغرافيــا بهــا‬ ‫قاعــدة ســكانية مضمونــة النتائــج انتخابيــاً‬ ‫أمــام العــامل‪ ،‬بعــد أن تــم تحييــد أو إســكات‬ ‫معارضــة مســلحة هــي باالصــل بــدأت تفقــد‬ ‫حاضنتهــا االجتامعيــة‪ ،‬وال متلــك برامــج‬ ‫معــر عنهــا سياســياً‪.‬‬ ‫عســكرية ّ‬ ‫خلقــة وغــر ّ‬ ‫إذن هنــاك قاعــدة ســكانية أصليــة ونازحــة‬ ‫تحــت القبضــة األمنيــة وستُســاق لالنتخابــات‪,‬‬ ‫والباقــي تحــت الرباميــل املتفجــرة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫أوكسجين | دير الزور‬

‫تتوجــه األنظــار بقلــق اآلن إىل مدينــة دير‬ ‫الــزور التــي تعــاين حصــارا ً شــديدا ً مــن‬ ‫تنظيــم دولــة الع ـراق والشــام اإلســامية‬ ‫املعروفــة باســم "داعــش" بعــد محاولتهــا‬ ‫الســيطرة عــى املدينــة الصناعيــة الواقعــة‬ ‫شــاالً عــى طريــق الحســكة ديــر الــزور‪،‬‬ ‫وتحــاول الســيطرة أيضــاً عــى جــر‬

‫‪ 100‬ألــف شــخص فــ ّروا مــن محافظــة‬ ‫ديــر الــزور يف رشق ســوريا هربــاً مــن‬

‫املواجهــات العنيفــة بــن مقاتــي الدولــة‬ ‫اإلســامية يف العــراق والشــام" (داعــش)‬ ‫وجبهــة النــرة ذراع تنظيــم القاعــدة يف‬ ‫ســوريا‪ .‬وتابــع املرصــد ومركــزه بريطانيــا‬ ‫إن االشــتباكات بــن جبهــة النــرة‬ ‫والدولــة اإلســامية أدت إىل مقتــل ‪230‬‬ ‫شــخصاً يف األيــام العــرة األخــرة ومــن‬

‫السياســية‪ ،‬فيــا تواصلــت االشــتباكات بــن القتــى ‪ 146‬مــن مقاتــي جبهــة‬ ‫العنيفــة مــا بــن داعــش والنــرة النــرة وكتائــب إســامية أخــرى قــد‬

‫ومجموعــات مــن الجبهــة اإلســامية يف أعدمتهــم " داعــش"‪ .‬وأكــدت مصــادر‬ ‫بلــدة (جديــد عكيــدات) بالريــف الرشقي مــن املعارضــة أن "داعــش" متكنــت مــن‬ ‫لديــر الــزور‪ ،‬وهنــاك قتــى مــن الطرفــن‪ .‬الســيطرة عــى املدخــل الشــايل الرشقــي‬ ‫أمــا مطــار ديــر الــزور العســكري فقــد للمدينــة وســط أنبــاء مــن قبــل الثــوار‬ ‫كان هدفــاً بقذائــف الهــاون‪ ،‬مــن قبــل تضاربــت حــول ســيطرة األخــرة‪ ،..‬يف‬ ‫الكتائــب اإلســامية التــي قصفــت أيضــاً الوقــت الــذي تحــارص فيــه قــوات النظــام‬ ‫مبنــى املدرســة الــذي تتمركــز بــه قــوات األجـزاء الجنوبيــة والغربيــة مــن املدينــة‪،‬‬ ‫نظــام االســد‪ .‬وقــال املرصــد الســوري وتنفــذ غــارات جويــة وتقصــف املدينــة‬ ‫لحقــوق االنســان الســبت إن أكــر مــن بالصواريــخ‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫داعش تغزو دير الزور‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫وبعــد نجــاح األســد بنســبة ‪ 70‬أو ‪ %80‬هــذه‬ ‫املــرة؛ ســتبدأ مكرماتــه بالحــل الســيايس عــى‬ ‫طريقــة آل األســد فهــو قدرهم وال يســتطيعون‬ ‫الحيــد عنــه‪ ،‬ألن أي كــر لقواعــده تشــكل‬ ‫بدايــة فــرط املســبحة‪ .‬أي تشــكيل مجالــس‬ ‫كاراكــوزات وبقــاء نــواة النظــام الحاكمــة‪ .‬هــل‬ ‫مثــة حلــول؟ يف الحقيقــة إن معطــى واحــدا ً‬ ‫مــا ســبق كفيــل باإلطاحــة بأعتــى الرؤســاء‬ ‫وحكوماتهــم‪ ,‬حيــث تحفــل الصفحــات‬ ‫األوىل أو األخــرة لصحــف العــامل بأخبــار مــن‬ ‫يســتقيل مــن وزيــر أو رئيــس حكومــة‪ ،‬ملجــرد‬ ‫تســليط الضــوء عــى رشائــه عقــارا ً باســتغالل‬ ‫منصبــه‪ ,‬أو حتــى تقديــم موعــد االنتخابــات‪,‬‬ ‫واملســألة هنــا ال ترتبــط بحــوار دائــري يعتمــد‬ ‫اإلنــكار الــذي يتقنــه نظــام الحكــم الســوري‪,‬‬ ‫بــل بتســاؤل بــريء للغايــة‪:‬‬ ‫ســأفرتض أن األســد مل يرتكــب كل تلــك الفظائع‬ ‫الســابقة‪ ,‬لكنــه وخــال أكــر مــن ألــف ومئــة‬ ‫يــوم مل يســتطع إدارة أزمــة بهــذا العمــق‪ ،‬أمل‬ ‫يكــن عليــه االنتحــار وليــس االســتقالة جواب ـاً‬ ‫لكربيــاء مفــرض فيــه؟‪ .‬لكــن كاليغــوال ســورية‬ ‫ال يفضّ ــل مثــل هــذه التســاؤالت‪ ,‬فلــدى آل‬ ‫األســد ثقافــة تنحــدر مــن ذلــك املعتــوه الــذي‬ ‫قــال ذات يــوم ‪" :‬أنــا ال أرتــاح إال بــن املــوىت!"‪،‬‬ ‫وهاهــم يرفعــون شــعار‪" :‬األســد أو بالهــا‬ ‫هالبلــد" وقبــل عقديــن مــن الزمــن رفعــوا‬ ‫أهزوجــة‪" :‬حلّــك يــاريب حلّــك تقــوم ويقعــد‬ ‫حافــظ محلــك!"‪ .‬ســيكون الشــعب الســوري‬ ‫املولــع بنــرات األخبــار ســعيدا ً ببضــع‬ ‫مناظــرات تلفزيونيــة بــن األســد ومعارضيــه‪،‬‬ ‫ولتكــن عــى قنــاة الدنيــا أو إحــدى قنــوات‬ ‫املامنعــة‪ .‬ســيكون ســعيدا ً أيضــاً وهــذا أمــر‬ ‫بالــغ األهميــة أن يبــدأ حملتــه االنتخابيــة مــع‬ ‫باقــي املرشــحني طبعـاً بالتجــول يف كافــة أرجاء‬ ‫الوطــن‪ ,‬وليبــدأ مــن درعــا مثــاً ثــم حلــب‬ ‫وإدلــب اللتــان ســرحبان بــه‪ ،‬ثــم لينتهــي بــه‬ ‫األمــر عــى جــر ديــر الــزور التاريخــي‪ ,‬ذلــك‬ ‫النائــم حزن ـاً اآلن عــى الف ـرات‪.‬‬


‫تقانة‬

‫هل الزالت أالعيب الهندسة االجتماعية تنطلي على السوريين؟‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫يف األســابيع القليلــة املاضيــة انتــرت روابــط‬ ‫عــى فيســبوك ملقاطــع فيديــو تــرح كيــف‬ ‫يســتطيع مســتخدم فيســبوك الوصــول إىل‬ ‫رســائل أصدقائــه وقراءتهــا‪ ،‬أو كيــف يتمكــن‬ ‫مــن الوصــول إىل كام ـرا أصدقائــه مــن خــال‬ ‫فيســبوك‪ .‬ثــم انتــر مقطــع فيديــو مشــابه‬ ‫يــرح كيفيــة تفعيــل مشــاهدة القنــوات‬ ‫الرياضيــة مــن خــال فيســبوك‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫منشــور عــن فيلــم هيفــاء وهبــي الــذي أثــار‬ ‫جــدالً بعــد أن منعــت الرقابــة املرصيــة عرضــه‪.‬‬ ‫أمــا فيــا يتعلــق بالفيديــو الــذي مــن املفــرض وبعــد القليــل مــن البحــث تبــن أن تســجيل الهندســة االجتامعيــة التــي تعــ ّرف بأنهــا‬ ‫أن يعلّمــك كيفيــة اخــراق رســائل وكامــرات اإلعجــاب عــى الصفحــات قــد يكــون مدفوعـاً‪ ،‬فــن اخــراق العقــول‪ ،‬وتســتغل األخبــار و‬ ‫أصحابــك‪ ،‬وبعــد اتبــاع الخطــوات املبينــة يف أي أن مروجــي املنشــور يتقاضــون مقابــاً الشــائعات واملواضيــع الســاخنة‪ ,‬كــا يف قصــة‬ ‫الفيديــو املخــادع ونســخ الكــود يف املتصفــح؛ مالي ـاً مــن أصحــاب الصفحــات التــي تســتفيد فيلــم هيفــاء وهبــي‪ ،‬أو تلعــب عــى عواطــف‬ ‫ونفســية املتلقــي و ضعــف خربتــه التقنيــة‪.‬‬ ‫يقــوم الكــود بنــر صــورة ورابــط فيديــو عــى مــن انتشــاره‪.‬‬ ‫حوائــط كافــة األصدقــاء لديــه عــن طريــق وثائق الهجوم الكياموي األخري!‬ ‫"الوســوم"‪ ،‬إضافــة إىل املجموعــات املشــرك يف حادثــة أخــرى انتــرت رســالة عــر الربيــد الخبيثــة‪ .‬القاعــدة يف التعامــل مــع هــذه‬ ‫بهــا‪ ،‬كــا يقــوم أيضــاً مبتابعــة مســتخدمني اإللكــروين خــال األســبوع املنــرم تقــول‪ :‬الرســائل هــي تحكيــم العقــل ومنطــق أوالً‪،‬‬ ‫وقــد تنتحــل شــخصية مــا لنــر الرســالة‬

‫آخريــن واالنضــام إىل مجموعــات دون ســابق "مــرب وخطــر جــدا ً‪ :‬أخطــر وثيقــة مرسبــة وتقييــم مضمونهــا بنــاء عــى معطيــات الواقــع‪.‬‬ ‫علــم للضحيــة بذلــك‪ .‬يؤكــد الخ ـراء األمنيــون مــن املخابــرات الســورية حــول اســتخدام ففــي كثــر مــن األحيــان ترفــق هــذه الرســائل‬ ‫والهاكــر األخالقيــون أن مثــل هــذه الخــدع الكيــاوي"‪ ،‬وت ّدعــي وجــود وثيقــة مرسبــة بروابــط الصطيــاد كلــات الــر أو ملفــات‬ ‫األمنيــة تنــال مــن عــدد كبــر مــن مســتخدمي عــن املخاب ـرات الســورية تتضمــن معلومــات خبيثــة يطلــب تحميلهــا‪ .‬ومــن الــروري هنــا‬ ‫فيســبوك‪ ،‬نظ ـرا ً لطبيعتهــا االجتامعيــة والثقــة عــن الهجــوم الكيــاوي‪ ،‬مســتغلة األخبــار أن ال تقــوم بفتــح هــذه امللفــات أو النقــر‬ ‫النابعــة مــن عالقــة الصداقــة بني املســتخدمني‪ .‬حــول اســتخدام النظــام مؤخ ـرا ً لغــاز الكلــور عليهــا قبــل التأكــد مــن ســامتها‪ ،‬والبــد أيض ـاً‬ ‫وينصــح الخـراء بالحــذر الكبــر أثنــاء التعامــل يف عــدد مــن املواقــع املدنيــة والتــي حظيــت مــن ســؤال املصــدر إن كنــت عرفــه فقــد يكون‬ ‫مــع مثــل هــذه األكــواد والروابــط‪ ،‬واالبتعــاد بتغطيــة إعالميــة واســعة‪ .‬تطلــب الرســالة فتــح قــد تعــرض لالخــراق قبلــك ويقــوم حســابه‬ ‫عــن كل مــا يشــر بطريقــة أو بأخــرى عــى أنــه امللــف املضغــوط املرفــق لق ـراءة املعلومــات‪ ،‬بنرشهــا دون علمــه‪ .‬الحــذر هــو مفتــاح الحــل‬ ‫غــر رســمي أو قانوين‪ ،‬إضافــة إىل رضورة اإلبالغ لكنــه ملــف خبيــث يتيــح ملرســله الرئيــي لهــذه املشــاكل وللحديــث بقيــة‪ .‬ملعرفــة‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عــن مثــل هــذه املنشــورات حــال مصادفتهــا الســيطرة عــى جهــازك وبالتــايل التجســس املزيــد عــن الهندســة االجتامعيــة راجــع املقــال‬ ‫حتــى تتــم إزالتهــا‪ .‬ســبام (‪ )Spam‬أو الرســائل عليــك‪ ،‬وتخريــب امللفــات أو اســتغالل جهــازك التــايل عــى موقــع ســامتك‪.‬‬ ‫غــر املرغــوب بهــا‪ ،‬هــو االصطــاح املســتخدم ملزيــد مــن الهجــات‪ .‬يف كال املثالــن الســابقني‪https://salamatechwiki.org/wiki/ ،‬‬ ‫لإلشــارة ملثــل هــذه املنشــورات والحيــل‪ ،‬لكــن اســتخدم مروجــو هــذه الرســائل تقنيــات ‪Social_Engineering‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫زبدانيات‬

‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫الزَبدانيّ‬ ‫كعك‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫مثالً قتقدر‪:‬‬ ‫‪ -1‬حليب ‪ 8‬كغ‬ ‫‪ -2‬سمنة عربية ‪ 5‬كغ‬ ‫‪ -3‬مسكة ربع أوقية‬ ‫‪ -4‬محلب نصف أوقية‬ ‫‪ -5‬يانسون نصف أوقية حسب الطلب‬ ‫‪ -6‬شمر نصف أوقية حسب الطلب‬ ‫‪ -7‬السكر ‪ 10‬كغ‬ ‫‪ -8‬الخمــرة وتحتــاج ملقــدار معــن تقــدره‬ ‫صاحبــة الكعــك‬ ‫ب – طريقة الصنع‬ ‫يُجهــز الطحــن وينخــل جيــدا ً بغربــال ناعــم‪..‬‬ ‫والغربــال عبــارة عــن منخــل دائــري‪ ..‬ثــم يخلــط‬ ‫بالخمــرة املطلوبــة ويوضــع يف (اللكــن)(‪ ، )2‬ثــم‬ ‫يغــى الحليــب‪ ،‬وتضــاف إليــه الســمنة العربيــة‬ ‫والســكر وتضــاف إليــه أيض ـاً املســكة واملحلــب‬ ‫ثــم يــأيت بعــد ذلــك دق هــذه املــواد لتصــر‬ ‫ناعمــة ـ تــدق جميعهــا مــع القليــل مــن السـكّر‬ ‫يف الهــاون(‪ )3‬ـ ثــم تضــاف هــذه املــواد جميعهــا‬ ‫إىل الحليــب‪ ،..‬و يصــب هــذا املزيــج بعــد أن‬ ‫يرفــع عــن النــار‪ ..‬ويســكب عــى الطحــن وميــزج‬ ‫بــه وبعــد قليــل يبــدأ العجــن ويســتمر ليتامســك‬ ‫الكعــك‪ ..‬وتبــدأ عمليــة التقريــص بعــد أن يرتفــع‬ ‫الكعــك(‪.)4‬‬ ‫ولعجــن الكعــك الزبــدا ّين طقــوس جميلــة‬ ‫ورائعــة‪ ..‬تبــدأ الطقــوس بعــد أن تكــون النســوة‬ ‫قــد تجمعـ ّن‪ ..‬حيــث تتعاونــن يف هــذه العمليــة‪،‬‬ ‫فإحداهــن تقــ ّرص(‪ ،)5‬وتصــف القطــع صفــاً‪..‬‬ ‫أمــا األخريــات فيطبعــن(‪ )6‬أقــراص الكعــك أي‬ ‫ينقشــنه‪ .‬والنقــش يكــون بواســطة األمشــاط‬ ‫العاجيــة النســائية‪ ..‬واألقــاع(‪ ..)7‬والصحــون‪..‬‬

‫هــذا مــا كان يحصــل قدمي ـاً‪ ..‬أمــا اليــوم فأصبــح‬ ‫هنالــك العديــد مــن القوالــب الخشــبيّة‬ ‫والبالســتيكية الخاصــة بعمــل الكعــك‪ ..‬فتشــريها‬ ‫املــرأة الزبدان ّيــة وتحتفــظ بهــا مــن العــام إىل‬ ‫العــام‪ ..‬ومــن ثــم تعــر هــذه القوالــب إىل‬ ‫صديقاتهــا وقريباتهــا وجاراتهــا‪ ،..‬ثــم ترفــع هــذه‬ ‫األقــراص‪ ..‬وتؤخــذ إىل الفــرن‪ ،‬حيــث تشــوى‬ ‫إىل أن تنضــج وتكــون (التقريصــات) لينــة لئــا‬ ‫تيبــس‪ .‬وال يشــوى الكعــك كثـرا ً‪ ..‬وبعــد أخذهــا‬ ‫مــن الفــرن تفــرش عــى الرشاشــف البيضــاء‬ ‫النظيفــة يك تــرد‪ .‬وبعدهــا يوضــع الكعــك يف‬ ‫األلــكان أو غريهــا ويُغطــى أو يُــوزع عــى أرواح‬ ‫األمــوات الذيــن تقــرأ عــن أرواحهــم الفاتحــة‪.‬‬ ‫ال يـزال يُصنــع الكعــك الزبــداين حســب الطريقــة‬ ‫التــي رشحتهــا فيــا ســبق عــى الرغــم مــن‬ ‫كلفتــه‪ ..‬والزمــن الــذي يســتلزمه لصناعتــه عــى‬ ‫الرغــم مــن انقطــاع الكهربــاء املتواصــل‪ ..‬ولكنــه‬ ‫ال يـزال زينــة األعيــاد واملواســم‪ ،‬وزينــة الحلويات‬ ‫العديــدة التــي تُقــدم فيهــا‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وهو خميس ملوات باللهجة الزبدانيّة‬ ‫‪2‬ـ وهو الوعاء النحايس‬ ‫‪3‬ـ وعاء من النحاس يشبه الجرن وله مطرقة‬ ‫‪4‬ـ أي يختمــر ويــزداد حجمــه وتظهــر رائحتــه‬ ‫الذكيــة‬ ‫‪5‬ـ جعل الكعك أقراصاً‬ ‫‪6‬ـ الطبــع أي نقشــه الكعــك حســب نقوشــاً‬ ‫معينــة‬ ‫‪7‬ـ وهــو قمــع الخياطــة الــذي تضعــه باصبعهــا‬ ‫ويســمى كُشــتبان‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫نكهــة زبدان ّيــة شــهية‪ ،..‬تصنــع بأَيــاد املــرأة‬ ‫املاهــرة‪ ..‬عــر أقــراص مزينــة‪ ،‬تختلــط بجــال‬ ‫املــايض وفتنتــه‪ ،‬فيعطيــه لــذة حلــوة كالســكر‪.‬‬ ‫إنــه مــن أطيــب الحلويــات ‪ ،‬وهــو صناعــة‬ ‫زبدانيــة خالصــة‪ ،‬يُصنــع يف جميــع الفصــول‪..‬‬ ‫صيف ـاً أو شــتا ًء‪ .‬مــا أروع تلــك األيــادي الخالقــة‬ ‫التــي تعجــن الكعــك وتقرصــه ‪ ،‬وتطبعــه ‪،‬‬ ‫وتنقشــه ‪ ،‬ثــم تقدمــه للفــرن ليشــوى‪ ..‬بينــا‬ ‫يجلــس األطفــال ينتظــرن نضجــه بفــارغ الصــر‪.‬‬ ‫مــع أن هنــاك العديــد مــن األكالت الزبدان ّيــة‬ ‫اللذيــذة التــي مــا زالــت رائجــة وبشــدة حتــى‬ ‫اليــوم‪ .‬أكالت وحلويــات تعلمتهــا الصبايــا مــن‬ ‫األمهــات‪ ..‬الــايئ تعلمنهــا أيضــاً مــن الجــ ّدات‪.‬‬ ‫إن املــوروث الشــعبي الــذي ُحفــظ وانتقــل‬ ‫مــن الســلف إىل الخلــف ميثــل اســتمرارية‬ ‫القديــم بــكل مــا يحملــه مــن عــادات وتقاليــد‬ ‫وأعــراف يف مجتمعنــا إىل أن يواكــب الحضــارة‬ ‫مبصطلــح األصالــة‪ ..‬بــكل مــا تعنيــه مــن الفخــر‬ ‫والرقــي‪ .‬حضــارة األجــداد مــع األبنــاء واألحفــاد‬ ‫والحفيــدات‪ ،‬الــكل يتحلــق حــول الجــدة‬ ‫وهــي تصنــع املأكــوالت اللذيــذة‪ .‬لكــن للكعــك‬ ‫الزبــدا ّين طعــم خــاص‪ ..‬ال مياثلــه أي نــوع مــن‬ ‫أنــواع الحلويــات الزبدانيّــة‪ .‬كانــت املــرأة‬ ‫الزبدان ّيــة تعمــل الكعــك الشــهري منــذ مئــات‬ ‫الســنني ويف مواســم األعيــاد وخاصــة عيــد الفطــر‬ ‫املبــارك‪ ..‬وعيــد األضحــى‪ ..‬ويف موســم خمســان‬ ‫األمــوات(‪ )1‬أحــد خمســان شــهر نيســان‬ ‫ـي‪ ..‬كعــك لذيــذ يقــدم للزائريــن واملهنئــن‬ ‫الربيعـ ّ‬ ‫باألعيــاد املذكــورة‪.‬‬ ‫مراحل صناعة الكعك الزبداين‬ ‫أ‌‪ -‬املواد التي يصنع منها‬ ‫‪ -1‬الطحني ويكون من طحني القمح البيايض‬ ‫‪ -2‬حليب‬ ‫‪ -3‬سمنة عربية‬ ‫‪ -4‬مسكة‬ ‫‪ -5‬محلب‬ ‫‪ -6‬يانسون‬ ‫‪ -7‬ش ّمر‬ ‫‪ -8‬سكر‬ ‫‪ -9‬خمرية‬ ‫أمــا نســبة املــواد املطلوبــة لعرشيــن كيلــو طحــن‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) مبناســبة ذكــرى الســادس مــن أيــار عيــد الشــهداء التقــى الســيد‬ ‫الرئيــس بشــار األســد والســيدة مرتــه أســاء األســد بنــات وأبنــاء‬ ‫الشــهداء‪ ...‬هــذا وقــد ختــم األســد كلمتــه بالقــول أنــه ســيلتقي بهــم‬ ‫يف العيــد القــادم واعــدا ً إياهــم باملزيــد مــن الشــهداء والرباميــل‪ ...‬وكان‬ ‫اللــه ويل التوفيــق!‬

‫*) فيضانــات وســيول يف دمشــق نتيجــة انعــدام شــبكة الــرف‬ ‫الصحــي والريغــارات التــي أغلقتهــا القيــادة الحكيمــة يك ال يســتخدمها *) أشــارت مصــادر يف االئتــاف الوطنــي الســوري بــأن الكثــر مــن‬ ‫األخــوة اإلرهابيــون كأنفــاق‪ ...‬مــن جهتهــا أعلنــت الجهــات املســؤولة أعضــاء االئتــاف املقيمــن يف القاهــرة اســتلموا فيـزا للجــوء الســيايس يف‬ ‫أنــه ويف حــال اســتمرت هــذه الفيضانــات حتــى موعــد االنتخابــات‬ ‫أملانيــا بينــا الشــعب الســوري آكل هــوا بحضــن الوطــن‪!...‬‬ ‫يســمح للمواطــن الذهــاب ســباحة إىل مراكــز االقـراع دون املــرور عــى‬ ‫أي مــن الحواجــز‪ ...‬مــع تحذي ـرات بأنــه ممنــوع "الشــك" كرمــال مــا *) ذكــرت إحصائيــة نــرت مؤخــرا ً بــأن ‪ 5‬ماليــن مدخــن ســوري‬ ‫يســتهلكون ‪ 50‬طنـاً مــن الدخــان يوميـاً‪ ...‬يعنــي لــو أنــو ســيادته وبــدل‬ ‫يتطرطــش املواطــن‪!...‬‬ ‫مــا يتلــف الكيــاوي ل ّفــه ســكاير وخــا هالشــعب يشــمه مــو أحســن‪...‬‬ ‫*) ســامر املــري "أبــو شــهاب" عكيــد حــارة الضبــع يعلــن عــن نيتــه‬ ‫بلــي بيصــره هالــي عــى بشــاره وبلــواه‪!...‬‬ ‫الرتشــح لالنتخابــات الرئاســية بعــد اســتيفائه لكافــة الــروط املطلوبــة‬ ‫والتــي مــن أهمهــا كســب ثقــة ‪ 35‬عضــو مــن مجلــس أعضــوات *) ســاف فواخرجــي وبعــد أن واجهــت املســلحني مــن قبــل "بصــدر"‬ ‫الحــارة‪ ...‬وســط مخــاوف مــن يش فنطــي مــن العكيــد املنافــس "أبــو عــاري تقــول اليــوم بــأن صوتهــا لبشــار األســد ألنــه صــام األمــان‬ ‫لســوريا ولهــا ولصدرهــا العــاري‪!...‬‬ ‫النــار"‪!...‬‬ ‫*) دراســة تقـ ّدر ثــروة األســد مبــا يقــارب ‪ 122‬مليــار دوالر‪ ...‬والشــعب *) البابــا غريغوريــوس الثالــث لحــام بطريــرك أنطاكيــة وســائر املــرق‬ ‫الســوري فخــور بهــذا القائيــد العظيــم الــذي اســتطاع أن يوفــر كل هــذا واإلســكندرية وأورشــليم يأمــر أتباعــه بالتصويــت لبشــار األســد‪ ...‬وشــو‬ ‫املبلــغ مــن راتبــه وتعبــه‪!...‬‬ ‫مشــان الدميوقراطيــة وحريــة االختيــار يــي رصعتــوا راســنا فيهــا‪!...‬‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يف متــل شــعبي بيقــول‪" :‬الســاح بإيــد الـــ‪.....‬‬ ‫بيجــرح!‪ ،‬هــاد الحــي مــن كــم يــوم كان كتــر‬ ‫مظبــوط ملــا واحــد مــن لجــان بلــودان حقــو‬ ‫فرنكــن بريفــع بارودتــه بالهــوا وبيصــر يــرب‬ ‫رصــاص كرمــال يورجينــا "مراجلــه"‪ ،‬الء وبــكل‬ ‫وحشــية بيقــوص عــى ســيارة فيهــا أطفــال‬ ‫ونســوان بــس مشــان يثبــت أنــو "زملــة"‪!...‬‬ ‫القصــة مــو قصــة هالشــخص ييل وعــى مايبدو‬ ‫عنــدو عقــدة نقــص وعــم يحــاول يعــوض‬ ‫هالــي بالتباهــي بالســاح‪ ...‬املصيبــة بالنــاس‬ ‫الواقفــن عــم يتفرجــوا وهنــي حاطــن إيديهــم‬ ‫بجيابهــم و يــي املفــروض أنهــم "رجــال"‪...‬‬ ‫بــس مــا قــدروا يتدخلــوا وال يحركــوا ســاكن‪!...‬‬ ‫املشــهد كان كتــر بيوجــع لويــن وصلنــا مــن‬ ‫الرعــب والتخــاذل‪ ...‬بفهــم يــي رح يقــول أنــو‬

‫مالــو مصلحــة يعلــق مــع شــخص متــل هــاد‬ ‫وميكــن أقــل كلمــة معــه توصلــه للمعتقــل‪...‬‬ ‫بــس كان فيهــم ع األقــل يحكــوا أو يتدخلــوا‬ ‫بأســلوب لبــق مــن دون مــا يصــر مشــكلة‬ ‫أو يتــورط حــدا‪ ...‬أمــا أنــو يضلــوا ســاكتني‬ ‫وهــو عــم يتعــدى عــى نســوانهم وأطفالهــم‬ ‫هــاد الحــي أبــدا ً مانــو مقبــول شــو مــاكان‬ ‫املــرر‪ !...‬ويــن راحــت الجــرأة والشــجاعة ملــا‬ ‫رفضنــا الظلــم ووقفنــا بوجــه النظــام؟‪ ...‬ويــن‬ ‫النــاس يــي صاحــت بأعــى صوتهــا "املــوت وال‬ ‫املذلــة"؟‪ ...‬ويــن الــرف؟‪ ...‬ويــن النخــوة؟‪...‬‬ ‫ويــن اإلميــان بأنــو مــا الزم نخــاف غــر مــن‬ ‫يــي خلقنــا؟‪ ...‬ويــن كنــا ويــن رصنــا‪ !...‬تذكــروا‬ ‫يــا أهــل الزبــداين ملــا علّمنــا غرينــا التحــدي‬ ‫وكنــا متــل إلهــم بالرجولــة والعــزة‪ ...‬تذكــروا‬ ‫قديــش دفعنــا دم ودمــوع كرمــال هالكرامــة‬ ‫يــي انهــدرت اليــوم وراحــت رخيصــة مــع‬ ‫صمتكــم وتخاذلكــم‪ ...‬احفظــوا مــاء وجهكــم‬

‫شهيد النخوة والعرض‬ ‫الشهيد زاهر برهان‬ ‫واقتلــوا الخــوف يــي بقلبكــم قبــل مــا تصــروا‬ ‫وصمــة عــار بصفحــات التاريــخ يــي مــا‬ ‫بريحــم‪ ...‬كونــوا رجــال متــل مــا عرفناكــم ولــو‬ ‫شــو ماصــار وقولــوا الحــق ولــو ع رقبتكــم‪...‬‬ ‫واعملــوا للتخــاذل والهــوان‪ ...‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫حديث الجمر‬ ‫لمار أحمد | مشاركة‬

‫ما طأطأت رؤوس خيلنا‬ ‫وإن غادرتها فوارسها‬ ‫يا صوت الله يف وطني‬ ‫زلزل الفجر والليل فينا‬ ‫صمت أ ّمة إقرأ ُذلّنا‬ ‫العار إن دفن دم شهيدنا‬ ‫ومل ت َن َك ِفئ ِد ُ‬ ‫الل قهوتنا‬ ‫يارجال بردى‬ ‫والفرات‬ ‫والعايص‬ ‫ويرموك م ّنا‬ ‫أفيضوا طوافاً‬ ‫وتحلّلوا يف ُعقر قَرص‬ ‫أمىس سياجه أجساد حرائرنا‬ ‫ال حافظ وال بشار سادتنا‬ ‫وسادة شآم حمزة‬ ‫والغياث والقاشوش‬ ‫هدير نحيب الثكاىل‬ ‫عفّة ساره وروان‬ ‫وزينب‬ ‫أين م ّنا الطّل‬ ‫يا رجال شآم‬ ‫م ّزقوا حرير أرديتكم‬ ‫يتناوب القاص والدان‬ ‫عىل اغتصاب عفّة شآم‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫سياسة األرض المحروقة‬

‫أما آن لسعيكم أن يتحلّل بقرص األوغاد‬

‫أم مجازر الجوع يف جزيرتنا‬ ‫أم خواء الدير واألنقاض‬ ‫يا رجال شآم‬ ‫م ّزقوا حرير أرديتكم‬ ‫أما آن لسعيكم أن يتحلّل بقرص األوغاد‬ ‫شآم ال أملك إالّ الحرف‬ ‫وقلبي املوجوع‬ ‫ِ‬ ‫أفديك‬ ‫أَأقول‬ ‫حق القول‬ ‫أم ُج ِّردتُ ّ‬ ‫تبارت اآلهات‬ ‫وال آه تكفي ضجيج ُحزين‬ ‫كفراشة أجنحتها فوق الجمر‬ ‫ال أملك إالّ الحرف‬ ‫وقلبي املوجوع‬ ‫يا وطن‬

‫هــي اس ـراتيجية عســكرية أو طريقــة عمليــات يتــم‬

‫اإلمــدادات الغذائيــة للســكان املدنيــن يف منطقــة‬

‫فيهــا إح ـراق أي يشء قــد يســتفيد منــه العــدو عنــد‬

‫الــراع‪" :‬يحظــر مهاجمــة أو تدمــر أو نقــل أو‬

‫التقــدم أو الرتاجــع يف منطقــة مــا‪ .‬اســتخدم املصطلــح‬

‫تعطيــل املــواد التــي ال غنــى عنهــا لبقــاء الســكان‬

‫بدايــة لإلشــارة إىل إحــراق املحاصيــل الزراعيــة مــن‬

‫املدنيــن‪ ،‬ومثالهــا املــواد الغذائيــة واملناطــق الزراعيــة‬

‫أجــل عــدم اســتعاملها مــن طــرف العــدو كمؤونــة‪،‬‬

‫التــي تنتــج املحاصيــل واملاشــية ومرافــق ميــاه الــرب‬

‫أمــا اآلن فهــو يشــر إىل إحــراق املنتجــات الغذائيــة‬

‫وشــبكاتها وأشــغال الــري‪ ،‬مــن أجــل غــرض محــدد‬

‫وتدمــر الهيــاكل األساســية والبنــى التحتيــة مثــل‬

‫ملنعهــا لقيمتهــا الحيويــة عــى الســكان املدنيــن أو‬

‫املــأوى والنقــل واالتصــاالت وشــبكات املــاء والكهربــاء‬

‫الخصــم‪ ،‬مهــا كان الباعــث ســواء كان بقصــد تجويــع‬

‫واملــوارد الصناعيــة‪ .‬وقــد يتبــع الجيــش هــذه السياســة‬

‫املدنيــن أم لحملهــم عــى االبتعــاد‪ ،‬أو ألي ســبب‬

‫يف أرض العــدو أو يف أرضــه‪ .‬املــادة ‪ 54‬مــن الربوتوكــول‬

‫آخــر"‪ .‬ومــع ذلــك فــإن هــذه السياســة مــا تــزال‬

‫األول التفاقيــات جنيــف لعــام ‪ 1977‬تحظــر تدمــر‬

‫شــائعة يف عــدة بلــدان‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٠٩‬األحد ‪2014\05\١١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ابتليتم بقيل وقال‬ ‫استهوتكم عباءة اإلذالل‬ ‫تبادلتم العزاء وتف ّردتم بالسواد‬ ‫جاورتم اللطم والسؤال‬ ‫وأقمتم للحزن خيام‬ ‫ن ُّصبت أعمدة الهوان‬ ‫باكتفاء ذكر الشهداء‬ ‫يتوارى القول خلف عاصفة املوت‬ ‫والنون م ّنا تبيك ُمدن األطالل‬ ‫النبك مجزرة‬ ‫الرقة مجزرة‬ ‫وشهباء وأذرعات‬ ‫وهل استثنوا حمص الوليد‬ ‫أم حامة الفداء‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.