أوكسجين العدد 111 السنة الثالثة - الأثنين 26-05-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫القراء ة‬ ‪‭‬األمريكية‬ ‪‭‬للصراع‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬سوريا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت ‪‭‬عفوية‪‬ ...‬أ ‬م ‪‭‬مسيرات؟‬!‪‭‬‬ ‫مسيرا ‬‬ ‫ً‬ ‫‪‭‬أوال‬ ‫الشعب‬ ‪‭‬‬ ‫‬وغلوب ‬ز ‪‭‬أخيرًا‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) 111‬األثنين ‪2014\٠٥\26‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫مزارع شبعا أولى من الجوالن‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫يطــل علينــا حســن نــر اللــه أمــن عــام حــزب اللــه اللبنــاين‬ ‫مــرة جديــدة‪ ،‬مهــددا ً ‪ ..‬متوعــدا ً‪ ..‬وشــارحاً الوضــع الســوري‬ ‫حســب رؤيــة أســياده اإليرانيــن‪ ..‬يف خطابــه البارحــة األحــد‬ ‫‪ 2014 /25/5‬مل يتطــرق لل ُنــرة وال للتكفريين الذين ســيغزون‬ ‫الســاحة اللبنانيــة للقضــاء عــى الشــيعة وإقامــة إمــارة ســن ّية‬ ‫ســلفية يف لبنــان‪ .‬بــل بــدأ يــرح كعادتــه مثــل أســتاذ يفــر‬ ‫مــادة جافــة لتالميــذه‪ .‬عنــوان الــدرس "املقاومــة واســتعادة‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪‭ ‬-3‬مسيرات‬ ‪‭‬عفوية‬ ‪‭...‬أم‬ ُ‪‭‬م ّ‬ ‫سيرات؟‬!‪‭‬‬ ‫‪ -4‬حزب‬ ‪‭‬الجمهورية‬ ‪‭‬يطلق‬ ‪‭‬وثيقته‬ ‪‭‬الفكرية‬ ‫‪ -5‬ثورة‬ ‪‭‬أخرى‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬بد‬ ‪‭‬منها‬ ‫‪ -6‬القراء ة‬ ‪‭‬األمريكية‬ ‪‭‬للصراع‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬سوريا‬ ‫‪ -8‬وطن‬ ‪‭‬بين‬ ‪‭‬الواقع‬ ‪‭‬والفكرة‬ ‫ً‬ ‫‪‭‬أوال ‪‭‬وغلوبز‬ ‪‭‬أخيرًا‬ ‫‪ -9‬الشعب‬ ‬‬ ‫‪ -10‬الغرفة‬ ‪‭‬المغلقة‬ ‪‭‬‬ ‫‪ -11‬الدين‬ ‪‭‬والسياسة‬

‫الجــوالن"‪ ..‬لكــن مقاومتــه هــذه األيــام ليســت مقرونــة‬

‫‪ -12‬صالحيــات‬ ‪‭‬تطبيقــات‬ ‪‭‬الهات ـف‬ ‪‭‬الذك ـي‬ ‪‭‬العام ـل‬ ‪‭‬بنظــا ‪‭‬م‬

‫بالنــر اإللهــي القــادم مــن الســاء بــل بفتــح جبهــة الجــوالن‬

‫‬أندروي ـد‬ ‪‭‬وكي ـف‬ ‪‭‬نتعام ـل‬ ‪‭‬معهــا‬

‫املغلقــة واآلمنــة منــذ أكــر مــن أربعــة عقــود‪ .‬والجديــد‬

‫‪ -13‬الكشك‬

‫باملوضــوع أن تحريــر الجــوالن ميــر مــن القصــر أوالً ثــم‬

‫‪ -14‬أوكسجينيات‬

‫حمــص وحلــب وباقــي املــدن الســورية بعــد حصولــه عــى‬

‫‪ -15‬فواصل‬

‫أســلحة نوعيــة واس ـراتيجية مــن املقــاوم الثــاين بــن أبطــال‬

‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫العــرب وهــو النظــام الســوري املتمثــل برأســه املامنــع بشــار‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫األســد‪ .‬ويف هــذه العجالــة نتذكــر مـزارع شــبعا اللبنانيــة التــي‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫مــا زالــت محتلــة مــن قبــل إرسائيــل؛ ونتســاءل‪ :‬أليســت أوىل‬ ‫تحريــرا ً مــن الجــوالن؟‪ .‬لكنــه يعــود إىل لهجتــه الخطابيــة‬ ‫الحامســية ليقــول‪ :‬ملــن يريــد أن يبقــى املســجد األقــى‬ ‫ألهلــه‪ ،‬وملــن يريــد أن تبقــى املقدســات املســيحية واإلســامية‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يف فلســطني ألهلهــا‪ ،‬وملــن يريــد أن تعــود القــدس لشــعب‬ ‫فلســطني ولألمــة‪ ،‬وملــن يريــد أن يحقــق وينجــز حقــوق‬ ‫الفلســطينيني ‪ ،..‬فتعالــوا وحافظــوا عــى مــن كان يقــف إىل‬ ‫جانبكــم‪ ..‬كالم ســطحي فيــه مؤاربــة واضحــة‪ .!..‬ومــاذا عــن‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الحقــوق املهــدورة للشــعب الســوري املســلوب‪ ..‬واملــروق‪..‬‬ ‫واملقتــول‪ ..‬مــن قبــل طاغيتــه‪ ،..‬يــا نصــر املســتضعفني‬ ‫واملظلومــن؟ صــدق مــن قــال‪ :‬الــي اســتحو ماتــو‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫ظاهــرة املســرات "العفويــة" املؤيــدة تجتــاح‬ ‫مؤخ ـرا ً أحيــاء العاصمــة دمشــق وغريهــا مــن‬ ‫املــدن والبلــدات دعــاً لحملــة بشــار األســد‬ ‫االنتخابيــة‪ ،‬وذلــك يف حركــة مســتفزة أثــارت‬ ‫ســخط واســتياء األهــايل وخاصــة يف املناطــق‬ ‫الثائــرة التــي ق ّدمــت الكثــر مــن الشــهداء‬ ‫واملعتقلــن خــال الثــورة الســورية‪ .‬النظــام‬ ‫الــذي بــدأ حملتــه االنتخابيــة فعليــاً منــذ‬ ‫أشــهر‪ ،‬بإجبــار أصحــاب املحــال التجاريــة‬ ‫عــى طــاء واجهــات محالهــم بالعلــم الســوري‬ ‫تحــت طائلــة التهديــد واالعتقــال؛ يقــوم اليــوم‬ ‫بإعــادة إحيــاء املس ـرات التــي كانــت رائجــة‬ ‫طويــاً يف عهــد األســد األب‪ ،‬فريغــم املدنيــن‬ ‫وطــاب املــدارس عــى املشــاركة‪ ،‬يف محاولــة‬ ‫منــه إلثبــات وجــوده وتحســن صورتــه أمــام‬ ‫املجتمــع الــدويل‪ ،‬وإيهــام العــامل بأنــه مــا‬ ‫يــزال يتمتــع بالحاضنــة الشــعبية وبالتأييــد‬ ‫الجامهــري‪ .‬كذلــك يدفــع مبوظفي املؤسســات‬ ‫الحكوميــة الذيــن ال ميلكــون أي خيــار ســوى‬ ‫املشــاركة يف تلك الفعاليــات املؤيدة‪ ،‬إذ يتعرض‬ ‫مــن يرفــض منهــم للمحاســبة واملســاءلة وقــد‬ ‫تصــل األمــور أحيانـاً إىل حرمانــه مــن راتبــه أو‬

‫فصلــه مــن العمــل‪" .‬شــبيحة لألبــد‪ ...‬ألجــل‬ ‫عيونــك يــا أســد"‪ ،‬هــو الهتــاف الــذي يــردده‬ ‫مريــدي األســد يف الشــوارع والســاحات أثنــاء‬ ‫تلــك املسـرات‪ ،‬كتأكيــد عــى الخضــوع األبــدي‬ ‫الســتبداد القائــد وســطوته‪ ،‬إىل جانــب أغــاين‬ ‫التمجيــد والتجييــش الطائفــي‪ ،‬ليصــل صوتهــم‬ ‫إىل مســامع أمهــات الشــهداء واملعتقلــن‪،‬‬ ‫اللــوايت التــي ال ميلكــن أمــام هــذا االســتفزاز‬ ‫ســوى األىس والدمــوع‪ .‬معظــم هــذه املسـرات‬ ‫ال تتجــاوز كونهــا متثيليــة شــكلية‪ ،‬طاملــا أن‬ ‫نســبة كبــرة مــن املشــاركني فيهــا هم مــن أزالم‬ ‫األســد مــن قــوات الدفــاع املــدين أو الشــبيحة‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل بعــض املذبذبــن مــن املعارضــن‬ ‫املنتهيــة صالحيتهــم‪ ،‬الذيــن يــرون يف االنخـراط‬ ‫مبثــل هــذه الفعاليــات فرصــة لتجميــل‬ ‫صورتهــم املشــوهة أمــام النظــام ونيــل ب ـراءة‬ ‫ذمــة مــن الثــورة أو صــك غفـران‪ .‬أمــا املدنيــن‬ ‫املــارة فغالب ـاً مــا يشــاركون ليــس حب ـاً باألســد‬ ‫وال رغبــة منهــم ببقائــه‪ ،‬وإمنــا خوفــاً عــى‬ ‫أنفســهم مــن خطــر املالحقــة واالعتقــال‪ .‬بلــدة‬ ‫بلــودان التــي نــزح إليهــا معظــم أهــايل مدينــة‬ ‫الزبــداين التــي تبعــد عنهــا بضعــة كيلــو مرتات‪،‬‬ ‫شــهدت مســرة مؤيــدة خــرج فيهــا الع ـرات‬ ‫مــن ســكان بلــودان الذيــن احتفلــوا برتشــيح‬

‫تقرير‬

‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫مسيرات عفوية‪ ...‬أم مسيرات؟!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ســيادته‪ ،‬ورقصــوا ودبكــوا مــع بعــض النازحــن‬ ‫مــن أهــايل الزبــداين ممــن كانــوا ســابقاً يف‬ ‫مقدمــة املظاهــرات وهتفــوا طويــاً‪" :‬املــوت‬ ‫وال املذلــة"!‪ .‬بصــوت مته ـ ّدج تصــف أم مــازن‬ ‫شــعورها لــدى مشــاهدة املســرة‪" :‬مل أســتغرب‬ ‫وجــود أهــايل بلــدة بلــودان وهتافاتهــم‪ ،‬ألن‬ ‫معظمهــم مــن البدايــة مل يدعمــوا الثــورة‬ ‫الســورية ومل ينخرطــوا يف الحــراك الســلمي‬ ‫وهــم يف النهايــة مل يخــروا يشء‪ ،‬إال أن أكــر‬ ‫مــا أثــار حفيظتــي وســخطي هــو رؤيــة شــباب‬ ‫الزبــداين‪ ،‬وقــد باعــوا ثورتهــم وخرجــوا يهتفــوا‬ ‫رشدهــم عنهــا‪،‬‬ ‫للنظــام الــذي د ّمــر منازلهــم و ّ‬ ‫وقتــل واعتقــل ذويهــم وأصدقاءهــم!"‪ .‬أمــا أبــو‬ ‫عدنــان فيشــعر بالخــزي والعــار وهــو يشــاهد‬ ‫أن املســرة قــد ضمــت بعــض أبنــاء الزبــداين‬ ‫التــي كانــت مــن أوائــل املــدن التــي ثــارت‬ ‫ووقفــت يف وجــه النظــام‪ ،‬يقــول‪" :‬أســتغرب‬ ‫كيــف نهتــف اليــوم بشــعارت التأييــد بعــد‬ ‫أكــر مــن عامــن عــى الثــورة التــي قدمنــا‬ ‫فيهــا الكثــر مــن الدمــاء والتضحيــات‪ ،‬إذا كنــا‬ ‫ســنعود لندعــم هــذا النظــام أمل يكــون مــن‬ ‫بــاب أوىل أن نلتــزم الصمــت أص ـاً بــدالً مــن‬ ‫أن تصبــح ثورتنــا عــورة؟!"‪ .‬املســرة ترافقــت‬ ‫بانتشــار لقــوات الدفــاع الوطنــي‪ ،‬وهــم‬ ‫يل ّوحــون بســاحهم باســتفزاز وتحـ ٍـد للمدنيــن‬ ‫الذيــن آثــر معظمهــم إغــاق محالهــم والتـزام‬ ‫منازلهــم‪ ،‬خوفــاً مــن عيــون املخربيــن التــي‬ ‫قــد ترقــب و تســ ّجل اســم مــن مل يشــارك‪.‬‬ ‫مرسحيــة الحملــة االنتخابيــة واملسـرات يبــدو‬ ‫أن فصولهــا الهزليــة قــد بــدأت للتــو بانتظــار‬ ‫يــوم االســتحقاق الرئــايس‪ ،‬واألســد الــذي فقــد‬ ‫رشعيتــه منــذ اللحظــة التــي بــدأ فيهــا باعتقــال‬ ‫املتظاهريــن ورضب املناطــق املعارضــة‬ ‫بالقذائــف والرباميــل؛ يســتميت اليــوم مــن‬ ‫أجــل أن يلمــع صورتــه و يســتعيد مــاء وجهــه‬ ‫الــذي أريــق منــذ زمــن‪.‬‬


‫تقرير‬

‫حزب الجمهورية يطلق وثيقته الفكرية‬ ‫| أوكسجين‬ ‫يتقــدم حــزب الجمهوريــة إىل‬ ‫الشــعب الســوري برؤيتــه الفكرية‬ ‫التــي كتبهــا عــدد مــن املثقفــن‬ ‫الســوريني‪ ،‬وخضعــت إىل نقــاش‬ ‫واســع وتطويــر مســتمر طــوال‬ ‫عــام كامــل‪ ،‬وإذ ينرشهــا الحــزب‬ ‫اليــوم‪ ،‬بعــد مؤمتــره التأســييس‬ ‫الــذي عقــد خــال الفــرة بــن‬ ‫‪ 19-17‬نيســان ‪ /‬أبريــل ‪،2014‬‬ ‫فإنــه يأمــل أن تكــون موضوعــاً‬ ‫للنقــاش والحــوار بــن الســوريني‪،‬‬ ‫ليشــبعوها نقــدا ً وتصويبــاً‪.‬‬

‫مجــرد تجــلٍ لبــؤس أكــر فداحــة‬ ‫يف الرؤيــة والثقافــة الســائدة‪.‬‬ ‫مــن هنــا تــأيت أهميــة التأســيس‬ ‫لرؤيــة فكريــة سياســية نابعــة‬ ‫مــن حقائــق العــر والواقــع‬ ‫والحاجــات والتحديــات‪ ،‬أمــاً يف‬ ‫إنتــاج أشــكال متقدمــة وحضاريــة‬ ‫مــن العمــل واملامرســة السياســية‪.‬‬ ‫وقــد رأت الوثيقــة الفكريــة‬ ‫للحــزب أن أهــم القضايــا التــي‬ ‫تحتــاج إىل تأســيس فكــري جــاد‬ ‫هــي تلــك املتعلقــة باملفاهيــم‬ ‫الحديثــة‪ :‬الدولــة الوطنيــة‬ ‫الحديثــة واألمــة والقوميــة‬ ‫والشــعب واملجتمــع املــدين‬ ‫والعلامنيــة وحقــوق اإلنســان‬ ‫والدميقراطيــة يف مجتمعنــا‪ ،‬فهــذه‬ ‫املفاهيــم واملقــوالت ال تــزال‬ ‫ضبابيــة وملتبســة عــى الرغــم‬ ‫مــن كونهــا متداولــة ومعروفــة‪.‬‬

‫وقــد أوىل الحــزب اهتامم ـاً كب ـرا ً‬ ‫بهــذه الوثيقــة الفكريــة لقناعتــه‬ ‫الراســخة بأهميــة دور الفكــر يف‬ ‫العمــل الســيايس‪ ،‬وأنــه ليــس مثــة‬ ‫مامرســة سياســية يف الواقــع إال‬ ‫تؤســس‬ ‫ومثــة رؤيــة تقبــع خلفهــا‪ِّ ،‬‬ ‫لهــا وتفرسهــا‪ ،‬فالبــؤس الفــادح‬ ‫الــذي تتكشــف عنــه معظــم‬ ‫املامرســات الراهنــة ليــس إال هــذه املفاهيــم عتبــة أساســية‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لتأصيــل ثقافــة سياســية حقيقيــة وثيقة الصلة‪:‬‬ ‫نراهــا رضوريــة لحــارض ومســتقبل‬ ‫ســورية والســوريني‪ ،‬عــى أنــه أوالً‪ :‬الحداثــة ومنهــج التفكــر‬ ‫ال ميكــن النظــر إليهــا باعتبارهــا العلمــي‬ ‫أيديولوجيــة جديــدة‪ ،‬وإمنــا ثانياً‪ :‬الدولة الوطنية الحديثة‬ ‫بوصفهــا مرشوعـاً غــر منجــز‪ ،‬ويف ثالثاً‪ :‬املجتمع املدين‬ ‫حالــة تطــور وتجديــد مســتمرين‪ ،‬رابعــاً‪ :‬نحــو إعــادة تأســيس‬ ‫فاأليديولوجيــات املغلقــة مل املفاهيــم السياســية الحديثــة‪:‬‬ ‫تنتــج إال كــوارث سياســية بحكــم الشــعب واألمــة والقوميــة‬ ‫انفصالهــا عــن الواقــع وغربتهــا خامس ـاً‪ :‬العلامنيــة والعالقــة بــن‬ ‫عــن اإلنســان وروحــه وســعادته‪ .‬الديــن والسياســة‬ ‫سادساً‪ :‬الدميقراطية‬ ‫الخطــاب الســيايس الســوري سابعاً‪ :‬ثقافة حقوق اإلنسان‬ ‫برمتــه متناقــض ومرتبــك‪ ،‬والــر ثامناً‪ :‬اإلثنيات والهوية الوطنية‬ ‫يف ذلــك هــو تشــوش الفكــر تاسعاً‪ :‬حرية املرأة‬ ‫والــرؤى الســائدة حــول اإلنســان‬ ‫والحيــاة والسياســة والتاريــخ ال ينظــر حــزب الجمهوريــة إىل‬ ‫والواقــع والعــامل‪ ،‬ولذلــك تكتــي وثيقتــه الفكريــة عــى أنهــا نهائيــة‬ ‫هــذه الوثيقــة أهميــة كبــرة مــن أو مكتملــة‪ ،‬إذ يعــي أن القصــور‬ ‫حيــث محاولتهــا بنــاء أرضيــة واألخطــاء جــزء مــازم للفكــر‬ ‫متامســكة لخطــاب حديــث والفعــل البرشيــن‪ ،‬ويــرى أن فكــر‬ ‫تحــر فيــه السياســة ومنطقهــا األفــراد والجامعــات عــى حــد‬ ‫وآلياتهــا بقــوة‪ ،‬وبنــاء منهــج الســواء يتطــور مــع مــرور الزمــن‬ ‫علمــي وآليــات حديثــة ملامرســة وتغـرات الواقع املســتمرة‪ ،‬ويدرك‬ ‫سياســية صائبــة وخالقــة‪.‬‬ ‫أن إحــدى مهامتــه الدامئــة هــي‬ ‫العــودة باســتمرار ملقاربــة رؤيتــه‬ ‫تتنــاول الوثيقــة الفكريــة للحــزب الفكريــة مــع الواقــع والحاجــات‬ ‫تســعة موضوعــات مهمــة تحــدد واألهــداف‪ .‬ولذلــك يأمــل الحــزب‬ ‫التوجهــات األساســية للحــزب إزاء أن تثــر املوضوعــات املطروحــة‬ ‫القضايــا التــي تتعــرض لنقــاش يف وثيقتــه الكثــر مــن النقــاش‪،‬‬ ‫دائــم بــن املثقفــن والسياســيني‪ ،‬وهنــا ســيتعامل الحــزب وأعضــاؤه‬ ‫والســوريني عموم ـاً‪ ،‬والتــي ينبنــي بكثــر مــن االحــرام والتقديــر‬ ‫عــى أساســها مواقــف ومامرســات واالمتنــان تجــاه كل مــن يقــدم‬ ‫سياســية مختلفــة ومتباينــة‪ ،‬نقــدا ً أو تصويب ـاً أو إضافــة‪ ،‬فهــذا‬ ‫وينــدرج تحــت كل موضــوع منهــا ســيكون يف الحصيلــة وبالــرورة‬ ‫عــدد مــن العناويــن التفصيليــة ملصلحــة ســورية والســورين‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫رأي‬

‫ثورة أخرى ال بد منها‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫وتنكيــل ‪ ،‬وكيــف أنــه اعتُقــل و ُعـذِّب ‪ ،‬و ُهــدم‬ ‫ـب كل بلــد حـ َّـل فيهــا‬ ‫بيتــه‪ ،‬وخــر مالــه‪ ،‬ويسـ ُّ‬ ‫لســوء املعاملــة ‪ ،‬والظلــم والــذل الــذي لقيــه‬ ‫بســوري مثلــه مل يــرك‬ ‫فيهــا ‪ ،‬ثــم إذا التقــى‬ ‫ٍّ‬ ‫وســيلة أو طريقــة إلذاللــه وقهــره والتنكيــل بــه‬ ‫إال فعلهــا ‪ ،‬فـراه يأخــذ عملــه‪ ،‬ويحتــال عليــه‪،‬‬ ‫فيــأكل مالــه‪ ،‬أو يعتــدي عــى عرضــه ورشفــه‬ ‫متذرعـاً بحاجتــه وفاقتــه وأن لــه حقـاً يف رقبــة‬ ‫كل ســوري جـزاء تضحيتــه ومــا حــل بــه ألجــل‬ ‫مســتقبل ســوريا‪...‬‬ ‫ومــن عامــلٍ يف اإلغاثــة يكشــف اللثــام عــن‬ ‫رسقــات‬

‫املنظــات والداعمــن‪ ،‬ثــم ال يتــواىن عــن أخــذ‬ ‫مــا يحلــو لــه مــن اإلغاثــة ولــو كان مكتفيــاً‬ ‫بحجــة أنــه مــن العاملــن عليهــا‪.‬‬ ‫إىل داعيــة عابــد يدعو لحســن الخلــق بفظاظة‪،‬‬ ‫وإىل لــن القــول بأقــذع األلفــاظ ســاخرا ً تــارة‬ ‫مســتغيباً تــارة أخــرى بحجــة أن ارتفــاع البــاء‬ ‫يحتــاج إىل توبــة‪ ،‬والتوبــة ال تكــون إال بالتأثــر‬ ‫وصفــع الكفــوف‪ ،‬وذلــك مبلغــه مــن وســائل‬ ‫التأثــر يف اآلخريــن‪.‬‬ ‫ويف مــكان آخــر تــرى مجاهــدا ً حمــل الســاح‬ ‫إلحقــاق الحــق وإعــاء رايتــه‪ ،‬بعــد أن ثــار ضد‬ ‫النظــام وتح َّمــل لذلــك الــرد والجــوع والحصــار‬ ‫متمنيـاً أن يفــوز بإحــدى الحســنيني‪ ،‬ثــم تكــون‬ ‫نهايتــه بــأن يُقتــل يف معركــة خــرج فيهــا حميــة‬ ‫أو ثــأرا ً وانتقام ـاً ليســفك بخروجــه دم أخ لــه‬ ‫وجــه ســاحه نحــوه بحجــة أن النــر عــى‬ ‫النظــام لــن يكــون حتــى ينتــر عليــه‪.‬‬ ‫وغريهــا مــن الحــاالت واألشــخاص التــي‬ ‫نــرى فيهــا كيــف أن مــا ثرنــا عليــه‬ ‫لــن يــزول بثورتنــا مهــا بذلنــا مــن‬ ‫تضحيــات حتــى نقــوم بثــورة أخــرى‬ ‫تتجــاوز الظلــم والــذل واالســتبداد‬ ‫الــذي عشــنا يف ظلــه عقــودا ً طويلــة‬ ‫حتــى نقتلــع جــذوره منــا‪ ...‬مــن‬ ‫عقولنــا ونفوســنا وطرائــق تفكرينــا‪...‬‬ ‫حتــى نتبــر قبلهــا أننــا بحاجــة لثــورة‬ ‫أخــرى مل نقــم بعــد بهــا‪ ...‬ولكــن صــار لزام ـاً‬ ‫علينــا أن نقيمهــا وفــاء لحــق الشــهداء علينــا‪..‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الحــق والباطــل ‪ ،‬الخــر والــر ‪ ،‬العــدل‬ ‫والظلــم قيــم متضــادة ‪ ،‬تبــدو املســافة بينهــا‬ ‫شاســعة وميتــد األفــق بــن أطرافهــا بــا نهايــة‪،‬‬ ‫ولكننــا اليــوم ومــع أحــداث الثــورة الســورية‬ ‫التــي ســقطت فيهــا األقنعــة وتبــدت فيهــا‬ ‫ســوءات كثــرة تبـ َّـن لنــا كيــف أن مــن املمكــن‬ ‫أن يكــون بــن هــذه املعــاين شــعر ٌة بســيط ٌة‬ ‫يكفــي لبعــض األفــكار والعبــارات التــي تجــول‬ ‫يف الــرأس أن تقطعهــا ليصبــح أحدنــا ممثــاً‬ ‫لــكل معنــى ينقــده ‪ ،‬وليكــون يف أقــى جهــة‬ ‫ثــار ضدهــا‪....‬‬ ‫ف ـراه مــع الثــوار يتحــول تدريجي ـاً إىل شــبيح‬ ‫ضمــن عصابــة ميارســون كل اســتبداد ثــاروا‬ ‫ضــده ‪ ،‬ويقمعــون كل حريــة جاهــدوا ألجــل‬ ‫إطــاق رساحهــا ‪ ،‬ومــا ذلــك إال بحجــة تحقيــق‬ ‫األمــن لألهــايل ‪ ،‬والحفــاظ عليهــم وحاميتهــم ‪،‬‬ ‫ولســان حالهــم يقــول‪ :‬ظلمنــا وال ظلــم غرينــا‪..‬‬ ‫ويف مــكان آخــر يجلــس ثائــر فيســبويك يدعــو‬ ‫للدميقراطيــة باســتبداد مطلــق يفرضــه عــى‬ ‫غــره‪ ،‬وينــادي بالحــوار بصوتــه الــذي ال‬ ‫يســمح لغــره أن يعلــو فوقــه‪ ،‬بحجــة وفائــه‬ ‫للدمــاء التــي ســفكت ألجــل الحــق الــذي بــدا‬ ‫لــه أنــه وحــده ينــره‪...‬‬ ‫ويف الداخــل تــرى ثائ ـرا ً يلعــن كل صبــاح مــن‬ ‫يتَّهمــه بالخيانــة والتآمــر والعاملــة ‪ ،‬ثــم ال ينام‬ ‫يف يومــه هــذا حتــى يرمــي بالخيانــة والعاملــة‬ ‫والتآمــر كل خــرج مــن ســوريا مطالبــاً‬ ‫كل واحــد منهــم بتقريــر مفصــل عن‬ ‫ســبب خروجــه ودوره يف الثــورة‬ ‫وعالقاتــه واتصاالتــه ليثبــت‬ ‫براءتــه بحجــة أن الثــورة التــي‬ ‫بُذلــت ألجلهــا التضحيــات‪،‬‬ ‫والتــي ضحــى ألجلهــا ببقائــه‬ ‫يف الداخــل تتطلــب الحــذر‬ ‫والفطنــة ونبــذ كل خائــن‬ ‫وعميــل‪...‬‬ ‫ويف الخــارج تــرى ثائــرا ً يشــكو مــا‬ ‫حـ َّـل بــه قبــل خروجــه مــن قصــف وقهــر‬


‫ملف العدد‬

‫القراءة األمريكية للصراع في سوريا‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــاذا تريــد أمريــكا يف ســوريا؟ و كيــف تتصــور‬ ‫الشــكل النهــايئ للـراع يف ســوريا ؟‬ ‫مل تكــن أمريــكا عــى وفــاق تــام مــع نظــام‬ ‫األســد قبــل الثــورة‪ ،‬فمــن موقــف حافــظ‬ ‫األســد املــوايل إليـران‪ ،‬ومــن ثــم موقــف االبــن‬ ‫مــن أزمــة العــراق‪ ،‬وتصديــر االرهــاب اىل‬ ‫العــراق‪ ،‬ومــن ثــم عالقــة األســد مــع حــزب‬ ‫اللــه اللبنــاين ومسلســل االغتيــاالت يف لبنــان‬ ‫برعايــة ســورية‪ ،..‬كل ذلــك مل يكــن ليغفــر‬ ‫لألســد جهــده يف إبقــاء الجبهــة مــع فلســطني‬ ‫املحتلــة بــاردة يف عهــده وعهــد والــده‪!..‬؟‪.‬‬ ‫ولعــل أمريــكا التــي ال تعتــر موقــف األســد من‬ ‫الجبهــة مــع ارسائيــل هبــة مــن النظــام ‪ ،‬ألنهــا‬ ‫تــدرك متامـاً أن األســد غــر قــادر عــى تبعــات‬ ‫تســخني الجبهــة معهــا‪ ،‬ولذلــك بقيــت حراســة‬ ‫الحــدود أقــل عبــأً مــن فتــح تلــك الجبهــة‬ ‫بالنســبة لألســد األب واالبــن‪.‬‬ ‫هــذه املــؤرشات قرأهــا الثــوار الســوريون يف‬ ‫ســوريا قــراءة صحيحــة‪ ،‬وتــم القيــاس عــى‬ ‫موقــف أمريــكا مــن ثــورات الربيــع العــريب يف‬ ‫كل مــن تونــس‪ ..‬وليبيــا‪ ..‬ومــر‪ ..‬فتصــورت‬ ‫الثــورة الســورية غــر مخطئــة أن أمريــكا‬ ‫ســتقف إىل جانــب الثــورة وتســاهم باســقاط‬ ‫نظــام األســد رسيعـاً‪..‬؛ إال إن مــا جــرى ويجــري‬ ‫جــاء مخيبــاً لآلمــال بعــد أن وقفــت أمريــكا‬ ‫موقــف املتفــرج‪ ،‬ومنعــت بقيــة الــدول‬ ‫وخصوص ـاً االقليميــة والعربيــة أن تقــدم أكــر‬ ‫مــن الدعــم املحــدود املــروط‪ ،‬الــذي ال‬ ‫يــوازي مطلقــاً الدعــم الــذي يتلقــاه النظــام‬ ‫الســوري مــن روســيا وأمريــكا‪.‬‬ ‫كــا أن موقــف أمريــكا مــن جبهــة النــرة‬ ‫ووضعهــا مبكــرا ً عــى قامئــة االرهــاب أشــبه‬ ‫بكــر ظهــر املقاومــة الرشســة بوجــه النظــام‪.‬‬ ‫بعــد أن اســتطاعت يف بدايــة انطالقهــا أن‬ ‫تحصــل عــى مكاســب عديــدة يف ظــل تخبــط‬ ‫النظــام وتصدعــه نتيجــة االنشــقاقات املتتاليــة‬ ‫يف صفوفــه العســكرية‪ ،‬إىل أن تدخــل حــزب‬

‫اللــه باملعركــة اىل جانــب النظــام‪ ،‬وتبعتــه‬ ‫كتائــب أبــو الفضــل العبــاس و املرتزقــة مــن‬ ‫إيـران واليمــن‪ ،..‬األمــر الــذي ســمح للنظــام يف‬ ‫دمشــق باســرداد أنفاســه بعــض الــيء‪ ،‬بعــد‬ ‫أن تغـ ّـر الوضــع امليــداين عــى األرض يف كثــر‬ ‫مــن املواقــع‪.‬‬ ‫أمــا الحــدث الــذي يثــر الكثــر من التســاؤالت‪،‬‬ ‫هــو دخــول تنظيــم الدولــة اإلســامية يف‬ ‫العـراق والشــام (داعــش) عــى خــط املواجهــة‬ ‫‪ ،‬وترصفاتهــا املريبــة‪ ،‬وأصبــح القتــال يركــز عىل‬ ‫مقاتلــة كتائــب الثــورة والجيــش الحــر وجبهــة‬ ‫النــرة ويتجاهــل النظــام؛ وأيضــاً أصبــح‬ ‫النظــام يتحــاىش املواجهــة مــع (داعــش)‪ ،‬وال‬ ‫يخفــى عــى أحــد أن (داعــش) متثــل فصيــاً‬ ‫مــن القاعــدة أكــر تطرفـاً مــن جبهــة النــرة‪،‬‬ ‫إال أن أمريــكا مل تضــع (داعــش) عــى قامئــة‬ ‫اإلرهــاب‪..‬؟ واألكرثغرابــة‪..‬؟ أنهــا وضعــت أخريا ً‬ ‫اســم رجلــن مــن قادتهــا عــى الئحــة االرهــاب‬ ‫دون اإلشــارة إىل التنظيــم الــذي ينتمــوا إليــه‬ ‫وهــو داعــش‪ ..‬وهنــا يــرز الســؤال التــايل‪:‬‬ ‫هــل أمريــكا ترغــب بإضافــة‬ ‫رصاع ســني ســني إىل‬ ‫الــراع الحــايل ســني‬

‫شــيعي؟‬ ‫أمريــكا التــي ال ترغــب بتســليح الجيــش‬ ‫الحــر بأســلحة نوعيــة تخوفــاً مــن أن تصــل‬ ‫تلــك األســلحة اىل الكتائــب املتشــددة عــى‬ ‫غـرار جبهــة النــرة‪ ،‬يك ال تشــكل خطـرا ً عــى‬ ‫إرسائيــل‪ .‬وهــذا منطــق قــارص لعــدة أســباب‪..‬‬ ‫أولهــا أن جبهــة النــرة لــن تحتفــظ بســاح‬ ‫يــردع النظــام اآلن وتســتخدمه مســتقبالً باتجاه‬ ‫ارسائيــل وهــي تواجــه رضبــات قاتلــة مــن‬ ‫طـران النظــام‪ .‬ثانيـاً إن جبهــة النــرة ليســت‬ ‫بصــدد فتــح جبهــة مــع ارسائيــل عــى األقــل‬ ‫اآلن وهــي غــر قــادرة عــى مواجهــة خصمــن‬ ‫معـاً يف آن واحــد‪ .‬ثالثـاً ارسائيــل وجهــت عــدة‬ ‫رضبــات موجعــة للنظــام وهــي لصالــح جبهــة‬ ‫النــرة‪ ..‬فلــاذا جبهــة النــرة تحــول تركيــز‬ ‫ارسائيــل إليهــا‪..‬؟ بــدل النظــام‪.‬‬ ‫أمريــكا ارتكبــت خطــأً يف معاداتهــا‬ ‫لجبهــة النــرة مبكــرا ً‪ ،‬وكان مــن‬ ‫املمكــن أن تقــوم باحتــواء تلــك‬ ‫التشــكيالت لتحــد مــن تطرفها‪..‬‬ ‫وتقودهــا حيــث تشــاء‪ ..‬طبقا‬ ‫للدعــم اللوجســتي‪ ،‬حيــث‬ ‫أن املمــول هــو مــن ميلــك‬ ‫دامئـاً خارطــة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫ملف العدد‬

‫املنفذ عىل األرض‪.‬‬ ‫إن موقــف أمريــكا املعــادي للحــركات‬ ‫الجهاديــة‪ ،‬إضافــة إىل تجاهلهــا لتنظيــم‬ ‫الدولــة اإلســامية يف العــراق والشــام والــذي‬ ‫بــدأ مرشوعــه واضح ـاً أنــه مخــرق مــن قبــل‬ ‫النظــام‪ ،‬جعــل الشــكوك تــزداد حــول موقــف‬ ‫أمريــكا مــن الثــورة! وكأن أمريــكا لديهــا‬ ‫الرغبــة يف إطالــة واســتمرار أمــد الـراع لتصــل‬ ‫بســوريا إىل دولــة مفككــة ضعيفــة وغــر آمنــة‪.‬‬ ‫هــذه الشــكوك يؤيدهــا موقــف أمريــكا مــن‬ ‫النظــام وحلفائــه ومنارصيــه عــى األرض‪،‬‬ ‫ويتجــى مــن عــدم رغبــة أمريــكا مــن متكــن‬ ‫املعارضــة مــن الحســم العســكري لصالحهــا‬ ‫تخوفــاً‪ ..‬مــن أن يكــون بديــل النظــام يف‬ ‫ســوريا حكومــة متطرفــة تنتقــم مــن األقلية‬ ‫العلويــة‪ .‬وحتــى اآلن اثبتــت أمريــكا‬ ‫أن قراءتهــا خاطئــة إلبعــاد الــراع‬ ‫يف ســوريا‪ ،‬ويبــدو أنهــا مل‬ ‫تتعلــم جيــدا ً الــدرس‬ ‫مــن الصومــال‬ ‫‪..‬والعــراق‪..‬‬

‫وأفغانســتان‪..‬؛ وتريــد أن تعيــد األخطــاء‬ ‫نفســها يف ســوريا دون حســابات دقيقــة‬ ‫للفــوارق الجيوسياســية لهــذا البلــد‪.‬‬ ‫إن مفهــوم الفــوىض الخالقــة‪ ،‬أو إضعــاف‬ ‫الخصــم بإشــغاله بنفســه والوقــوف بعيــدا ً‬ ‫موقــف املتفــرج قــد يكــون صحيحــاً لــو أن‬ ‫الدولــة تقــع يف جزيــرة وســط املحيــط ميكــن‬ ‫حصارهــا‪ .‬وأن إضعــاف بنيــة املجتمــع الســوري‬ ‫أمنيـاً وخلــق جيــل كبــر يحمــل مــوروث الثــأر‬ ‫يجعــل مــن ســوريا أرضــاً خصبــة لالرهــاب‬ ‫الــذي لــن تعــاين منــه ســوريا منفــردة‪ ،‬بــل‬ ‫ســيتم تصديــر االرهــاب اىل‬ ‫دول الجــوار‪ ،‬وأوروبــا‬ ‫تحديــدا ً‪ ،‬وســتكون‬ ‫املصالــح األمريكيــة‬ ‫عرضــة للتهديــد املبــارش‪.‬‬ ‫وكــا أن ارسائيــل‬ ‫ال ميكــن‬ ‫أن‬

‫تعيــش بعــد ذلــك بأمــان؛ ألنــه حينهــا لــن‬ ‫يكــون هنالــك نظــام قــوي يحــرس حدودهــا‬ ‫وال دولــة قويــة تقيــم ســاماً معهــا‪ ،‬وســتمتد‬ ‫أذرع االرهــاب جنوبــاً إىل الخليــج حيــث‬ ‫منابــع النفــط ‪ ..‬وشــاال لرتكيــا التــي هــي‬ ‫بوابــة أوروبــا‪ .‬لــن تعيــش املنطقــة بأمــان‪..‬‬ ‫وال املصالــح األمريكيــة‪ ..‬وال إرسائيــل‪ ..‬إذا مل‬ ‫تتدخــل أمريــكا رسيعـاً وتعــدل مــن سياســتها‪،‬‬ ‫وتنهــي األزمــة بــأرسع مــا ميكــن وتســاهم‬ ‫باســقاط النظــام‪.‬‬ ‫اآلن وبعــد أن تغــرت املعادلــة عــى األرض‪،‬‬ ‫وأصبــح النظــام يســتأثر بنســبة ‪ %40‬وداعــش‬ ‫‪ %35‬وبقيــة القــوى الجهاديــة ‪ .%25‬والســؤال‬ ‫هــل أمريــكا عــى اســتعداد لتبنــي خطــة إبادة‬ ‫‪ 200‬ألــف مقاتــل يف ســوريا ذو توجــه ارهــايب‬ ‫حســب املفهــوم األمريــي؟ وهــل ينتهــي‬ ‫بإبــادة هــؤالء هاجــس الرعــب األمريــي مــن‬ ‫اإلرهــاب؟ أم أن عمليــة كهــذه ســتولد أضعــاف‬ ‫هــذه األعــداد وفــق طبيعــة الثــأر التــي هــي‬ ‫مــن املكونــات الفطريــة لتلــك الشــعوب‪.‬‬ ‫والسؤال‪:‬‬ ‫عــى أمريــكا فتــح خطــوط اتصــال مــع‬ ‫الجبهــات اإلســامية بشــكل مبــارش ‪ ،‬أو عــن‬ ‫طريــق الجيــش الحــر‪ ،‬يف محاولــة الحتــواء‬ ‫تلــك التشــكيالت التــي مل يكــن لديهــا منــذ‬ ‫البدايــة مانــع مــن التواصــل مــع أمريــكا‬ ‫لــوال أن أمريــكا تجاهلــت تلــك التنظيــات‬ ‫وناصبتهــا العــداء مــن البدايــة‪.‬‬ ‫إن محاربــة أمريــكا ملــا تســميه ارهابـاً ال يعنــي‬ ‫بالــرورة مواجهــة مســلحة معــه‪ ..‬ألنهــا تزيــد‬ ‫مــن حــدة املواجهــة واتســاع رقعتهــا اذا كان‬ ‫الفكــر املتطــرف مشــكلة‬ ‫فحلهــا يكمــن يف اســتيعاب هــذا الفكــر‬ ‫وتفكيكــه ‪ .،‬وإذا مل تتحــرك أمريــكا رسيعــاً‬ ‫ضمــن رؤيــة عقالنيــة فــإن أغلــب املعارضــة‬ ‫الســورية ســتصبح فصائــل متشــددة يف تنظيــم‬ ‫القاعــدة كــردة فعــل‪ ،‬فهــل تتحمــل اإلدارة‬ ‫األمريكيــة نتائــج هــذا التحــول‪.‬‬


‫رأي‬

‫وطن بين الواقع والفكرة‬ ‫د‪ .‬سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫املــكان الــذي شــهد نشــاط الشّ ــعوب املتحركــة‬ ‫يف املنطقــة العرب ّيــة بتن ّوعهــا وغناهــا‬ ‫ومتناقضاتهــا‪ ،‬يواجــه واقعــاً صعبــاً معقــدا‪،‬‬ ‫ينســحب منــه رويــدا ً رويــدا ً بحركــة داخل ّيــة‬ ‫وخارجيّــة مفهــوم الوطــن؛ أمــام هجــات‬ ‫االســتعامري والطغيــاين بصورتيــه‬ ‫املــروع‬ ‫ّ‬ ‫القدميــة والجديــدة؛ فتتمـ ّزق صــورة االســتقالل‬ ‫الســيايس لــأرض العرب ّيــة ولجغراف ّيتهــا‬ ‫ّ‬ ‫ولســكانها‪ .‬واآلن تــرز يف الخارطــة الحــارضة‬ ‫للمــكان وجهتــان اثنتــان متكاملتــان‪ ،‬خارجيّــة‬ ‫وداخليّــة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوجهة األولى الداخلية( الهوية الوطنية)‪:‬‬ ‫الســعي املنهجــي الحثيــث إىل‬ ‫وتتمثّــل يف ّ‬ ‫تفتيــت ال ّداخــل املــكا ّين وتفتيــت الهويّــة‬ ‫الوطنيّــة الواحــدة إىل هويــات جزئيّــة متناحــرة‬ ‫متصارعــة؛ مثــل الهويّــة الطائفيّــة‪ ،‬الهويــة‬ ‫العشــائريّة‪ ،‬العرق ّيــة‪ ،‬اإلثنيــة‪ ،‬املناطق ّيــة‪ ،‬التــي‬ ‫تقســم جســم الوطــن الواحــد إىل أجــزاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحولّــه إىل أمكنــة ضعيفــة متم ّزقــة‪ .‬وميكــن‬ ‫ال ّرجــوع إىل كتــاب الهويــات القاتلــة للكاتــب‬ ‫أمــن معلــوف‪ ،‬مــن أجــل تعــ ّرف اإلشــكاالت‬ ‫واملتناقضــات املختلفــة املتعلّقــة بالهويّــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الخارجيــة ( التبعيــة السياســية لقوى‬ ‫الوجهــة الثانيــة‬ ‫خارجيــة وعــدم اســتقالل األرض والقــرار الوطني)‪:‬‬ ‫وتتمثّــل يف الهجــات االســتعامرية والعدوانيــة‬ ‫عــر دول وجيــوش وميليشــيات؛ ومــا زالــت‬ ‫البــاد‪ ،‬تحــت ســطوة وتبعيــة لقــوى إقليميــة‬ ‫ودول ّيــة أو ســيطرة مبــارشة مــن قــوى‬ ‫االحتــال‪ .‬وقــد تعاملــت التجــارب العدوانيــة‬ ‫يف بالدنــا‪ ،‬عــر تاريخهــا الطّويــل‪ ،‬مــع املــكان‬ ‫مــن بعديــن‪:‬‬ ‫البعــد ّ‬ ‫األول‪ :‬احتــال األرض وغزوهــا وســلب‬ ‫خرياتهــا واســتغاللها واســتباحة حرماتهــا‪،‬‬ ‫وتزييــف تاريخهــا والتآمــر عــى حــركات‬ ‫تحركهــا ونهضتهــا‪ .‬أو اغتصــاب األرض وســلخها‬ ‫مــن الكيــان الكبــر‪ ،‬وتلفيــق تاريــخ وجغرافيــا‬ ‫املحتــل‬ ‫ّ‬ ‫جديديــن لهــا‪ ،‬يوافقــان أهــداف‬ ‫املغتصــب‪ ،‬ثــ ّم بنــاء املســتوطنات العنرصيّــة‬ ‫والدويــات اإلثنيــة‪.‬‬ ‫البعــد الثانــي‪ :‬احتــال العقــل وســلب الثقافــة‬

‫والوعــي بهــدف اســتعباد اإلنســان وإلغــاء‬ ‫شــخصيته وتذويــب هويّتــه العربيّــة‬ ‫الشــاملة "احتــال العقــل أشــق بمراحــل مــن‬ ‫احتــال األرض"ص‪ ،23‬احتــال العقــل؛ فكانــت‬ ‫عمليــاّت التّرتيــك والفرنســة والتّهويــد‬ ‫واألمركــة‪ ،‬باإلضافــة إىل عمل ّيــات التّهجــر‬ ‫واإلبــادة البرشيّــة التــي تســعى إىل تغيــر‬ ‫الخارطــة البرشيّــة يف أماكــن أخــرى‪ .‬ثــم إعــادة‬ ‫إحيــاء اللهجــات املحليــة أو اللغــات اإلثنيــة‬ ‫لألقــوام املختلفــة يف املنطقــة مــن اجــل خلــق‬ ‫حالــة رصاع عــريف وقومــي‪ ،‬علــا بــأن كل هــذه‬ ‫اللهجــات واللغــات الفرعيــة ميكــن تداولهــا‬ ‫ومن ّوهــا داخليــا بشــكل يتــاىش مــع اللغــة‬ ‫الكــرى للجميــع ‪ ،‬عندمــا يتــاح منــاخ الحريــة‬ ‫واالســتقالل الســيايس وبنــاء دولــة حــرة ودولــة‬ ‫املواطنــة وقــد أ ّدى هــذا كلّــه‪ ،‬برتاكــم الواقــع‬ ‫اريخــي وانفجــار الحــروب‪ ،‬إىل تغيــر‬ ‫التّ‬ ‫ّ‬ ‫الخارطــة الجغرافيّــة العربيّــة باحتــال أج ـزاء‬ ‫مــن مــن األرض العرب ّيــة واغتصــاب بعضهــا‪،‬‬ ‫وإىل انتشــار مخيــات ال ّنازحــن والالجئــن‬ ‫واملهجريــن عــر حــروب داخليــة وحــروب‬ ‫خارجيّــة‪ ،‬ومــا رافــق ذلــك مــن تغيــر مــكا ّين‬ ‫واجتامعــي وســيايس‪ ،‬بإضافــة مواقــع فقــر‬ ‫وحرمــان وجــوع وفــوىض ورصاع اجتامعــي‬ ‫ومجتمعــي‪ .‬كــا أ ّدى‪ ،‬يف نتائجــه‪ ،‬إىل تكــ ّون‬ ‫صورتــن متناقضتــن يف املــكان‪ .‬صــورة التّجـذّر‬ ‫يف األرض‪ ،‬بال ّدفــاع عــن ال ـذّات والثّقافــة‬ ‫والوجــود‪ ،‬وخــوض الحــرب‪،‬‬ ‫بحركــة املقاومــة والجهــاد‬ ‫مــن أجــل اســتقالل األرض‬ ‫وحريّتهــا وحاميــة أهلهــا‪،‬‬ ‫ومــا رافــق ذلــك مــن دمــاء‬ ‫وتضحيــات ودمــار‪ .‬وصــورة‬ ‫مــن يقبــل بواقــع الحــال‬ ‫كــا هــو‪ ،‬ويستســلم عــن‬ ‫ذل ويسـ ّوغ ذلــك بضعفــه‬ ‫وســوء الحــال‪ ،‬أو عــن‬ ‫خــوف ومســايرة للقــوي‬ ‫وقبــول‪ ،‬التبع ّية إىل املســتعمر‬ ‫واملعتــدي والغــازي واملســتبد‪،‬‬ ‫ويعمــل‪ ،‬مــن قصـ ٍـد أو دون قصــد‬ ‫عــى تكريــس الخارطــة الحــارضة مــن‬

‫ومؤسســات رســم ّية‬ ‫خــال مفاهيــم مــزورة ّ‬ ‫وأهليّــة ممولــة مــن جهــات معاديــة‪ .‬ونفــرح‬ ‫بعــض األفــكار‪:‬‬ ‫‪ -1‬تأكيــد مفهــوم ارتبــاط اإلنســان بــاألرض فــا‬ ‫كرامــة مــع أرض ذليلــة أو مــع عيــش ذليــل‬ ‫‪ -2‬تطويــر مفاهيــم الوعــي بالوطــن وباملــكان‬ ‫الســيايس إعالميــا وتربويــاً وثقافيّــاً وأخالقيّــا‬ ‫ّ‬ ‫وتقويــة االلت ـزام يف تطبيقهــا واقعيــا وعمليّــا‬ ‫‪ -3‬تهذيــب أدواتنــا يف املقاومــة وال ّنضــال‬ ‫وخطابنــا الوطنــي وتطويرهــا دفاعــاً عــن‬ ‫اســتقالل املــكان ووحدتــه وكرامــة أهلــه‬ ‫واحرتامــا للعقــل الجمعــي‬ ‫‪4‬ـ تثقيــف الفــرد منــذ صغــره سياســيّاً‬ ‫واجتامع ّيـاً وتاريخ ّيـاً‪ ،‬مــن أجــل تكويــن رشاكــة‬ ‫سياسـ ّية متطـ ّورة بــن الفــرد واأل ّمــة مــن جهــة‪،‬‬ ‫وبــن جامعــات األ ّمــة مــن جهــة ثاتيــة‪ ،‬بهــدف‬ ‫إنتــاج وحــدة اجتامعيّــة سياسـيّة فاعلــة خالقة‬ ‫وفيّــة‬ ‫‪5‬ـ العمــل عــى تطويــر صــورة العدالــة‬ ‫السياســ ّية واالجتامع ّيــة‪ :‬أخالقــاً ومفهومــاً‬ ‫ّ‬ ‫اجتامعيــا وفك ـرا ً وعم ـاً‪ ،‬مبــا يخــدم اإلنســان‬ ‫كإنســان ثــم كمواطــن يف مواطنــة عادلــة‪،‬‬ ‫وتطويــر كل املمكنــات لتحقيــق العدالــة‪،‬‬ ‫خصوصــا يف ظــل منــو أجــواء الفــوىض‬ ‫والعنرصيّــة وتفاقــم الظلــم والعــدوان ومــا‬ ‫ينتــج مــن حقــد ومفاهيــم ثــأر وانتقــام‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫ً‬ ‫الشعب أوال وغلوبز أخيرًا‬ ‫سمر قباني | أوكسجين‬

‫الســوري‪ ..‬إنهــا لعنــة الخنــوع واملهانــة مــن‬ ‫عــام ‪ 1970‬وحتــى قيــام الثــورة الســورية‪.‬‬ ‫بلغــت األجهــزة األمنيــة يف عهــد األســد االبــن‬ ‫‪ 17‬جهــازا ً أمنيــاً لخدمــة الوطــن واملواطــن‪،‬‬ ‫يك يســتقر األمــن واألمــان حجــج نظــام األســد‬ ‫البــايل‪ ..‬كــرت األجهــزة األمنيــة وتعاظمــت‬ ‫حتــى أصبــح املواطــن الســوري أســر فوبيــا‬ ‫الخــوف واإلرهــاب مــن االعتقــال والســجن‬ ‫والتعذيــب‪ .‬واليــوم تحــدث مهزلــة االنتخابــات‬ ‫وســط غيــاب نصــف الشــعب الســوري بــدءا ً‬ ‫باملــوت وانتهــا ًء بالتهجــر واللجــوء‪.‬‬ ‫لالنتخابــات رشوط يجــب أن تتوفــر لحدوثهــا‬ ‫أوالً‪ ..‬حريــة الــرأي والتعبــر أي حريــة الــكالم‬ ‫وال توجــد يف ســوريا منــذ عهــد األســد األب‬ ‫واســتمرارا ً باالبــن حريــة مــن هــذا القبيــل‪،..‬‬ ‫وهــو مــا يطلــق عليــه مــن قبــل الحكومــات‬ ‫الدميقراطيــة (الحــق الســلبي) أي حاميــة حريــة‬ ‫الــكالم ومنــع تقييــده‪ .‬مــن يســتطيع اليــوم‬ ‫مــن الســوريني الباقــن تحــت نــار الرباميــل‬ ‫املتفجــرة أن ال ينتخبــوا األســد‪ ..‬املصالحــات‬ ‫التــي يتشــدق بهــا النظــام والعــودة إىل الرشــد‪،‬‬ ‫والرجــوع إىل حضــن الوطــن‪ ،‬كذبــة كــرى‬ ‫كســائر أكاذيبــه‪ ،‬ولــو كان صادقـاً فيــا يدعــي‬ ‫ملــاذا إذن يقــوم باعتقــال املواطنــن الرشفــاء‬ ‫ممــن عقــدوا مصالحــة معــه‪.‬‬ ‫يقــال‪" :‬ال يلــدغ المــرء مــن جحــر مرتيــن"‪.‬‬

‫وكــم لدغــوا الســوريني مــن جحــور النظــام‬ ‫وأزالمــه‪..‬؟ وكــم عانــوا؟ وكــم تــردوا؟ وكــم‬ ‫افرتشــوا األرض واألرصفــة والســاحات العامــة‬ ‫يف الحــر والقــر‪ ،..‬نظامــك أيهــا األســد بــا ٍل‬ ‫ومتهــا ٍو وزائــل‪ .‬وإن كانــت العنايــة املشــددة‬ ‫التــي تخضــع لهــا‪ ..‬واملســاعدات مــن كل‬ ‫الــدول االســتبدادية التــي تخــاف عــى نفســها‬ ‫مــن أن تصــل الثــورات إليهــا‪ ،‬وتلقــي مبلوكهــا‬ ‫وحكامهــا عــن كراســيهم املهرتئــة‪ ..‬تطيــل مــن‬ ‫عمــرك رسيريــاً‪ .،..‬ومــع بقــاء الوضــع عــى‬ ‫حالــه يف ســوريا الســتنزاف الطرفــن هــو ســمة‬ ‫املرحلــة املقبلــة!؟ ومــع غيــاب فــرص التســوية‬ ‫العديــدة التــي تنهــي املأســاة وتحفــظ مــا بقي‬ ‫مــن دمــاء األطفــال‪ ،‬والتــي يشــرط بنجاحهــا‬ ‫تغيــر رأس النظــام وهــو مــا ليــس باملســتطاع‬ ‫اليــوم لعــدم تخــي األســد عــن كرســيه؟‬ ‫وغيــاب أي حظــر جــوي أو تدخــل خارجــي‬ ‫لحســم األمــور؟ وأخــرا ً اســتبعاد انتصــار‬ ‫الثــورة يف الوقــت الراهــن حســب املعطيــات‬ ‫عــى األرض؟ يبقــى نظــام األســد يجــر بقايــاه‬ ‫الفاســدة‪ ،..‬ويبقــى الشــعب الســوري املظلــوم‬ ‫يطالــب بالقيــم العادلــة حيــث الواقــع ال‬ ‫يعمــل مــع األمــاين والرغبــات‪ ،..‬يبقــى الشــعب‬ ‫هــو الشــعب الثائــر عــى الظلــم‪ ..‬مهــا كــرت‬ ‫واتســعت بــه الهــوة مــن أمامــه أو ورائــه أو‬ ‫حولــه مــع الطاغيــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تُحكــم الــدول الدميقراطيــة مــن قبــل حكومات‬ ‫رشــيدة تتواجــد أصــاً لخدمــة الشــعب‪ .‬إن‬ ‫الشــعب هــو املكــ ّون الرئيــي للدولــة‪ ،‬فــا‬ ‫دولــة بــا شــعب‪ .‬ويصــح أن نقــول أيض ـاً إن‬ ‫طبقنــا هــذه الحالــة عــى الثــورة الســورية‪،..‬‬ ‫يوجــد شــعب ولكــن ال توجــد دولــة‪ ..‬إذ ال‬ ‫كيــان لهــا‪ ..‬ســوى إنهــا دولــة احتــال‪ .‬ومــن‬ ‫رشوط قيــام الــدول أن تكــون مســتقلة‬ ‫بأراضيهــا‪ ..‬و بقرارهــا‪ ..‬ورأيهــا‪ ..‬وغــر خاضعــة‬ ‫ألجنــدات خارجيــة‪ ،‬وال إلمــاءات الــدول‬ ‫األخــرى‪ ،‬والصحيــح يقــال‪ :‬إن نظــام األســد مل‬ ‫يعــد ميلــك الســيطرة وال زمــام األمــور والقيــادة‬ ‫يف حكــم ســوريا؛ بعــد أن اســتجلب كل املرتزقة‬ ‫مــن شــيعة إيـران‪ ،‬واألفغــان‪ ،‬والعـراق‪ ،‬ولبنــان‬ ‫ـ البلــد العربــي الــذي مــا زال ينــأى بنفســه ـ مــع‬ ‫تنظيــات وتســميات غريبــة عجيبــة‪ .‬نظــام‬ ‫األســد املســتبد الــذي يهلــل اليــوم إلعــادة‬ ‫انتخــاب نفســه عــر الطاغيــة وســط حملــة‬ ‫إعالميــة ضخمــة‪ ..‬إمنــا يريــد خلــق وتجديــد‬ ‫هيكليتــه مــرة أخــرى‪ ..‬غــر آبــه بالضحايــا‪،‬‬ ‫واملعتقلــن يف زنازينــه‪ ،‬وال مباليــن النازحــن‬ ‫داخــل الوطــن الذيــن يقتلــون يومي ـاً برباميــل‬ ‫الحقــد واملــوت‪ ،‬وال بأعــداد الالجئــن التــي‬ ‫أصبحــت باملاليــن خــارج الوطــن املهــزوم‬ ‫واملكلــوم بيــد جالديــه‪.‬‬ ‫إعــادة انتخــاب النظــام لنفســه اليــوم مــن قبل‬ ‫الرعيــة التــي مــا عليهــا غــر الطاعــة والــوالء‬ ‫واالنحنــاء وتقديــم املزيــد مــن الخضــوع‬ ‫والخنــوع والــذل‪ ،..‬وعليهــا أيضــاً أن تكــون‬ ‫شــاكرة للملــك الطاغيــة ترشــيح نفســه عــدة‬ ‫مــرات يف ســبيل خدمتهــم وخدمــة الوطــن‪،‬‬ ‫وهــذا مــا قالــه األســد لألخــر اإلبراهيمــي يف‬ ‫عــدة لقــاءات عندمــا طالبــه باالســتقالة‪" :‬أنــا ال‬ ‫أتــرك ســوريا والســوريين وســأقف معهــم لنحــارب‬ ‫اإلرهــاب"‪ .‬امللــك الحنــون املحــب لشــعبه‬ ‫ســيبقى معــه ليخلصــه مــن املــوت‪ .‬ولــوال‬ ‫العيــب لقــال‪" :‬أنــا أحكــم بتفويــض مــن اللــه علــى‬ ‫األرض"‪ ..‬كملــوك العصــور الوســطى يف أوروبــا‪.‬‬ ‫األب واالبــن اللعنــة امللقــاة عــى الشــعب‬


‫قصة‬

‫الغرفة المغلقة‬ ‫محمد حجو | أوكسجين‬

‫اعــذروين إلزعاجــي لكــم و إلحاحــي املتواصــل‪،‬‬ ‫و لكــ ًّن هــذه الغرفــة قــد حريتنــي و قضّ ــت‬ ‫مضجعــي فــا عــاد النــوم يعــرف طريق ـاً إىل‬ ‫جفــوين املتعبــة‪ ،‬و إن هــداه اللــه الســبيل‪،‬‬ ‫جــاء مملــوءا ً بكوابيــس عنهــا و عــن قاطنيهــا‪...‬‬ ‫ي أوالً أن‬ ‫و ِلُ َح ِّدثَكُــ ْم عــن الغرفــة يجــب عــ ّ‬ ‫أخربكــم بإيجــاز عــن بيتنــا‪ ،‬هــذا البيــت الــذي‬ ‫عــاىن أهلــه مــن طمــع الكثرييــن يف اغتصابــه‬ ‫أو رسقتــه أو رشائــه و قــد ظفــروا ببعـ ٍ‬ ‫ـض مــن‬ ‫ذلــك بطريق ـ ٍة أو بأخــرى‪ .‬لك ـ ْن مل يكــن ذلــك‬ ‫مــا ســلبني النــوم – العتيادنــا عليــه – بــل‬ ‫كانــت غرفــة عائلــة (ايــروس) التــي أصبحــت‬ ‫شــغلنا الشــاغل يف األيــام و الشــهور األخــرة و‬ ‫ذلــك لغرابــة مــا يحــدث فيهــا‪..‬‬ ‫مــى عــى ذلــك قرابــة الســنة‪ ،‬بــدأ األمــر‬ ‫أصواتـاً متفرقـ ًة تعالــت هنــا و هنــاك‪ ،‬ثـ َّم مــا‬ ‫لبثــت األصــوات أن تح َّولــت رصخـ ٍ‬ ‫ـات مد ِّوي ـ َة‬ ‫ع َّمــت أرجــاء منزلنا‬

‫لِتَ ُع َّم بعده أرجاء حارتنا الكبرية الصغرية‪.‬‬ ‫((مــا الــذي يحــدث فــي غرفــة الجيــران يــا أبــي؟؟))‬ ‫ســألته يف بدايــة األمــر محــاوالً فهــم مــا‬ ‫يحــدث‪ ،‬فأجابنــي و عالمــات األىس و الحــزن‬ ‫تبــدو جليَّ ـ ًة يف قســات وجهــه‪(( :‬العلــم عنــد‬ ‫اللــه يــا بنــي‪ّ ،‬إن كبيــر (ايــروس) يقــول َّأن هنــاك‬ ‫لصوصــا قــد انتشــروا فــي الغرفــة و عاثــوا فيهــا‬ ‫ٍ‬ ‫لصوص‬ ‫فســادًا))‪ ،‬ف ّكــرت قليـاً مســتغرباً وجــود‬ ‫يف غرفــة عائلــة (ايــروس) التــي مــا ســمعنا‬ ‫عنهــا باطـاً و مــا عرفنــا فيهــا إال أكــرم النــاس‬ ‫ٌ‬ ‫ســؤال يف رأيس فألقيتــه عــى‬ ‫و أنبلهــم‪ُ ،‬ولِــ َد‬ ‫((لـ َـم ال يســمحون لنــا‬ ‫أيب بعفويــ ٍة أدهشــتني‪ِ :‬‬ ‫بالدخــول لمســاعدتهم يــا أبــي؟؟!! و لمــاذا أغلقــوا‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫علــى أنفســهم البــاب و مــا عــادوا َي ِصلوننــا؟؟!!))‪،‬‬ ‫اســتم َّر ت َ َربُّــ ُع األىس و الحــزنِ عــى وجــه‬ ‫والــدي ث ـ َّم وضــع ذقْ َن ـ ُه عــى يــده املقبوضــة‬ ‫و مل يجبنــي‪..‬‬ ‫خــال الشــهور الالحقــة متكــن بعــض ســكان‬ ‫(ايــروس) مــن الخــروج مــن الغرفــة و قالــوا لنــا‬

‫كالمــاً عجيبــاً‪ ،‬قالــوا أ َّن كبريهــم قــد اســتب َّد‬ ‫بــه الــر و اإلجــرام ‪-‬كمــا حــدث مــع أبيــه منــذ‬ ‫ـج منــه أحــد‪،‬‬ ‫مــا يقــرب الثالثيــن عامــا – فلــم ينـ ُ‬ ‫حتــى الشــيوخ و النســاء و األطفــال‪.‬‬ ‫ـألت عــن الســبب فقيــل يل أننــي لــن أفهــم‪،‬‬ ‫سـ ُ‬ ‫قالــوا أنّهــا أشــياء "معنويــة" و تح َّدثــوا عــن‬ ‫كلـ ٍ‬ ‫ـات مل أســمعها ق ْبـاً‪ :‬كاملشــاركة‪ ،‬و الــرأي‪،‬‬ ‫كــا ذكــروا كلمـ ًة حائيــة البــدء‪ ،‬رائيــة و يائيــة‬ ‫الوســط‪ ،‬و آخرهــا مربــوط التــاء اعتربوهــا‬ ‫األهــم لقاطنــي الغرفــة‪ ،‬و األخطــر عــى‬ ‫كبريهــا‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ر َّدا ً عــى ذلــك‪ ،‬قــام بعــض كُـ َـرا ِء غــرف بيتنــا و‬ ‫آخــرون مــن املنــازل املجــاورة يف الحــارة برفض‬ ‫ترصفــات كبــر (ايــروس) و دعوتــه إىل تحكيــم‬ ‫العقــل‪ ،‬كــا قــام البعــض بزيارتــه للتوصــل إىل‬ ‫حلــو ٍل تــريض جميــع األطــراف و لكــن دون‬ ‫فائــد ٍة تُ ْذكَــ ْر‪ ،‬بينــا فضّ ــل آخــرون دعمــه و‬ ‫حينــا قســ ٌم بتبديــل آرائهــم بــن الشــدة و‬ ‫ّ‬ ‫التأثــر تــارةً‪ ،‬و اللــن و اللمبــاالة تــار ًة أخــرى‪.‬‬ ‫ســن ٌة انقضــت و مــا زال كبــر (ايــروس)‬ ‫ر عــى إغــاق بابــه – اللهــم إال‬ ‫يــ ُّ‬ ‫أمــام بعــض الزيــارات الرســمية – و اتهــام‬ ‫ٍ‬ ‫لصــوص غامضــن يحملــون أســا ًء و‬ ‫ٍ‬ ‫صفــات عــدة تتبــدل بــن الفينــة و‬ ‫األخــرى حتــى عجزنــا عــن حفظهــا‪،‬‬ ‫و مــا زال أهــل (ايــروس) يجــأرون‬ ‫كل يــوم مطالبــن باألشــياء‬ ‫بأصواتهــم َّ‬ ‫"المعنو يــة"‪.‬‬ ‫أصبحــت أتعمــ ُد املــرور يوميــاً قــرب‬ ‫ُ‬ ‫غرفــة (ايــروس) فأشــت ُّم رائحـ ًة كريهة و‬ ‫أخــرى عطــرة و أرى الدمــاء تســيل مــن‬ ‫ـي و البعــض‬ ‫تحــت البــاب‪ ،‬بعضهــا نقـ ٌّ‬ ‫اآلخــر قاتــم الســواد فــا أملــك إال أن‬ ‫أقــول‪( :‬حســبي اللــه و نعــم الوكيــل)‪.‬‬ ‫أكتــب إليكــم هــذه الرســالة علكــم‬ ‫ترشحــون يل مايحــدث فــا عــاد أحــ ٌد يف‬ ‫البيــت يــدري مــا العمــل؟؟!!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫الدين والسياسة‬ ‫يحيى ريان | مشاركة‬

‫كــرى فصائــل الثــوار متتهــن الديــن وتنــى‬ ‫أنهــا ثــورة شــعبية وطنيــة يف مجتمعنــا‬ ‫الثــوري الســوري‪ ,‬الــذي يلهــج لألســف كثــر‬ ‫مــن قادتــه بالجهــل‪ ،‬يُنظــر إىل العلــاين‬ ‫عــى أنــه كافــر أو ملحــد‪ .‬وال يعلــم هــؤالء‬ ‫أن العلــاين ميكــن أن يديــن باإلســام أو‬ ‫املســيحية أو اليهوديــة أو البوذيــة‪ ،‬ولــه‬ ‫قناعتــه بالديــن الــذي يهديــه إليــه عقلــه‪.‬‬ ‫والفــارق مــا بــن العلــاين وغــره‪ ،‬هــو أن‬ ‫العلــاين واضــح رصيــح قاطــع يفصــل مــا‬ ‫بــن الديــن والدنيــا‪ ،‬فهــو يعلــم أن «الديــن‬ ‫للــه‪ .‬واألرض للجميــع»‪ ،‬فريفــع مــن قيمة الدين‬ ‫وال يــزج بــه يف مفاســد الدنيــا ونفاقهــا‬ ‫وريائهــا‪.‬‬ ‫شــاهدنا يف حــرب العـراق وإيـران أن كليهــا‬ ‫رفعــا رايــة «ال إلــه اال اللــه»‪ ،‬وتقاتــا‪ ،‬ومــا كان‬ ‫هــذا إال لتعبئــة الشــعوب وحشــد الحشــود‪،‬‬ ‫وهــذا ال يليــق بالديــن أبــدا ً‪ ،‬فكيــف يســتغل‬ ‫الديــن العظيــم يف تعبئــة نفــوس البــر‬ ‫وحــث بعضهــم عــى قتــل بعــض! وهــذا‬ ‫األمــر ذاتــه نــراه اآلن يف مــر أيضــاً إذ‬ ‫يســتغل «اإلخــوان» الديــن وعاطفــة الشــعوب‬ ‫يف التعبئــة العامــة‪ ،‬وقــد نجــح هــذا األمــر‬ ‫يف االنتخابــات الترشيعيــة ويف االنتخابــات‬ ‫الرئاســية الســابقة‪.‬‬ ‫أمــا يف ســوريا الحــرة‪ ،‬فهنــاك حــركات‬ ‫وتنظيــات وجيــوش وكأنهــا امتهنــت الديــن‬ ‫ونســيت أن الثــورة شــعبية وطنيــة‪ ,‬منهــا‬ ‫توجههــا الباطنــي الوطنــي‪ ،‬لكــن حرمــان‬ ‫الشــعب عقــودا ً مــن الوصــول لضالتــه‪,‬‬

‫أال وهــو اإلســام الحقيقــي‪ ,‬غــدت رمــوزه‬ ‫مبالــغ بأســلمتها ملبــادئ الثــورة الســورية‬ ‫وإســقاط النظــام‪ ,‬وال يحــق ألحــد مهــا كان‬ ‫مؤث ـرا ً وفعــاالً تحقيــق هــذا الــرط ورســم‬ ‫شــكل ســورية الجديــدة إال بعــد االنتهــاء‬ ‫مــن املبــدأ األســايس والرمــوز والشــعارات‬ ‫التــي صدعتنــا بإصــاح أمــم كــا ســابقيها‬ ‫"أمــة عربيــة واحــدة" مجــرد شــعارات‪ .‬فالقـرار‬ ‫للثائــر نفســه املتحــول ملجاهــد فيــا بعــد‬ ‫بالحصــول عــى حريتــه املنشــودة وتحديــد‬ ‫شــكل دولتــه‪.‬‬ ‫أمــر غــر مفهــوم أن تقــول إن هــذه الدولــة‬ ‫مدنيــة ذات مرجعيــة دينيــة‪ .‬مبعنــى عنــد‬ ‫حــدوث معضلــة نرجــع إىل الديــن‪ .‬إذا ً‪ ،‬هــي‬ ‫دولــة دينيــة‪ ,‬أو مدنيــة فتعــزل الديــن كليـاً‬ ‫عــن الدولــة‪ ,‬أو دينيــة فتُقــام عــى بنــاء‬ ‫دينــي‪ ,‬هيكلــة دينيــة محكمــة‪ .‬مــا ينقــص‬ ‫تلــك الشــعوب هــو الجــرأة يف تحديــد‬ ‫مفهــوم دولتهــم‪ ,‬فيتحايلــون عليهــا بانتقــاء‬ ‫كلــات تريــح الجميــع‪.‬‬ ‫كل إنســان يف هــذا العــامل املعقّــد يعيــش‬ ‫حياتــه تابعـاً لغــره‪ ،‬فأنــت مســلم‪ ،‬ألن أبــاك‬ ‫وأمــك مســلامن‪ ،‬وهــو مســيحي ألن أبويــه‬ ‫كذلــك‪ ،‬فقلــة هــم مــن اعتنقــوا الديــن‬ ‫لقناعتهــم‪ ،‬وأمــي أن يعتنــق كل إنســان‬ ‫الديــن الــذي يجــد فيــه ضالتــه‪ ,‬يعتنقــه‬ ‫عــن قناعــة ورضــا‪ .‬األديــان جميعهــا تدعــو‬ ‫إىل التســامح وإىل املحبــة‪ .‬فديننــا اإلســامي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫يل َر ِّبــك ِبال ِحك َمـ ِـة َوال َم ْو ِعظ ِة‬ ‫يقــول ْ«اد ُع ِ إلــى َسـ ِـب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ال َح َســن ِة َو َج ِادل ُهـ ْـم ِبال ِتــي ِهـ َـي أ ْح َسـ ُـن»‪ .‬نعــم‪ ،‬أنــا‬ ‫أحــب وطنــي‪ ،‬وأعشــق اإلســام‪.‬‬

‫طرد سفير النظام‬ ‫من األردن‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أعلــن األردن يــوم اإلثنــن أنــه قــرر طــرد ســفري‬ ‫ســوريا بعــد أن اتهــم اململكــة بدعــم مقاتــي‬ ‫املعارضــة الســورية مــا دفــع دمشــق للــرد‬ ‫باملثــل بإعــان القائــم باألعــال األردين شــخصا‬ ‫غــر مرغــوب فيــه‪.‬‬ ‫وأمهــل بيــان أصدرتــه وزارة الخارجيــة األردنيــة‬ ‫الســفري الســوري يف عــان بهجــت ســليامن وهــو‬ ‫لــواء ومديــر ســابق للمخاب ـرات مــدة ‪ 24‬ســاعة‬ ‫ملغــادرة البــاد‪.‬‬ ‫وأضــاف البيــان أن ســليامن مل يلتــزم مبتطلبــات‬ ‫العمــل الدبلومــايس ألنــه نــر مــرارا ً كتابــات‬ ‫عــى وســائل التواصــل االجتامعــي عــى اإلنرتنــت‬ ‫تنتقــد األردن وحلفــاء لــه يف دول الخليــج العــريب‪.‬‬ ‫وجــاء يف البيــان الــذي نرشتــه وكالــة األنبــاء‬ ‫األردنيــة (بتــرا) "اســتمر الســيد بهجــت ســليمان فــي‬ ‫إســاءاته المتكــررة وعبــر لقاءاتــه الشــخصية وكتاباتــه‬ ‫فــي وســائل االعــام والتواصــل االجتماعــي والموجهــة‬ ‫ضــد المملكــة االردنيــة الهاشــمية وقيادتهــا ورموزهــا‬ ‫السياســية ومؤسســاتها الوطنيــة ومواطنيهــا والتــي‬ ‫لــم تتوقــف رغــم التحذيــرات المتكــررة لــه بعــدم‬ ‫اســتغالل الضيافــة االردنيــة لتوجيــه اإلســاءات ومنــذ‬ ‫فتــرة طويلــة"‪.‬‬ ‫وباملقابــل قــال التلفزيــون الســوري إن ســوريا‬ ‫أعلنــت أن القائــم باألعــال األردين يف دمشــق‬ ‫شــخص غــر مرغــوب فيــه ردا ً عــى مــا قالــت‬ ‫إنــه قــرار غــر مــرر مــن األردن بطــرد الســفري‬ ‫الســوري‪.‬‬ ‫وقــال املســؤولون األردنيــون أن القائــم باألعــال‬ ‫ليــس يف ســوريا حالي ـاً‪.‬‬ ‫وال يدعــم األردن رســميا مقاتــي املعارضــة‬ ‫الســورية الذيــن يحاربــون لإلطاحــة باألســد‪.‬‬ ‫ودعــا األردن إىل حــل ســيايس للحــرب ضحيتهــا‬ ‫أكــر مــن ‪ 150‬ألــف شــخص حتــى اآلن‪.‬‬ ‫ويســتضيف األردن أكــر مــن مليــون الجــئ‬ ‫ســوري منــذ بــدء الحــرب األهليــة يف ســوريا‬


‫تقانة‬

‫صالحيات تطبيقات الهاتف الذكي العامل‬ ‫بنظام أندرويد وكيف نتعامل معها‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يف كل مــرة تنصــب تطبيقــا عــى جهــاز هاتفــك‬ ‫الــذيك‪ ,‬فــإن هــذا التطبيــق يطلــب صالحيــات‬ ‫للدخــول إىل بعــض مــن املعلومــات املجــودة‬ ‫عــى هاتفــك مثــل الصــور ومقاطــع الفيديــو‬ ‫وجهــات االتصــال‪ ,‬أو بعضــا مــن التقنيــات‬ ‫التــي يحويهــا مثــل الكامـرا أو املايكروفــون‪ ,‬أو‬ ‫تحديــد املوقــع الجغ ـرايف‪.‬‬ ‫عنــد تنصيــب التطبيــق‪ ,‬فإنــه يعــرض عليــك‬ ‫الصالحيــات التــي يطلبهــا‪ ,‬والتــي ال تســتطيع‬ ‫التحكــم بهــا عــى نظــام أندرويــد‪ ,‬وهــو ال‬ ‫يعطيــي مثــل هــذا الخيــار‪.‬‬ ‫يلــزم نظــام التشــغيل أندرويــد جميــع‬ ‫التطبيقــات الخاصــة بــه باإلفصــاح عــن‬ ‫الصالحيــات التــي يطلبهــا التطبيــق عنــد‬ ‫تنصيبــه‪ ,‬ولذلــك فعلينــا أال نهمــل هــذا‬ ‫الجانــب أبــدا وقــراءة هــذه الصالحيــات‬ ‫والتمعــن بهــا ومقارنتهــا مــع الخدمــات التــي‬ ‫يقدمهــا التطبيــق‪ .‬إذا كان التطبيــق مثــا عبارة‬ ‫عــن لوحــة مفاتيــح جديــدة‪ ,‬وطلــب منــك‬ ‫تحديــد صالحيــة الوصــول إىل الكامـرا وجهــات‬ ‫االتصــال‪ ,‬فهــذا أمــر يدعــو إىل الريبــة دون‬ ‫شــك‪ ,‬لكــن تطبيقــا للخرائــط مثــل خرائــط‬ ‫غوغــل يطلــب منــك معرفــة موقعــك الجغـرايف‬ ‫بدقــة هــو أمــر طبيعــي‪.‬‬ ‫ال يقــوم متجــر غوغــل مبراجعــة التطبيقــات‬ ‫التــي تنــر عليــه‪ ,‬وبذلــك فــإن احتــال وجود‬ ‫تطبيقــات خبيثــة عــا ٍل جــدا‪ ,‬وقــد حــدث يف‬ ‫الســابق أن تــم العثــور عــى تطبيقــات خبيثــة‪,‬‬ ‫وتــم إزالتهــا ويف بعــض الحــاالت تــم إزالتهــا‬ ‫مــن جميــع األجهــزة التــي نصبــت عليهــا عــن‬ ‫بعــد!‬ ‫علينــا التمميــز بــن نوعــن مــن املخاطــر‬ ‫إذن‪ ,‬فهنــاك التطبيقــات الخبيثــة التــي تقــوم‬ ‫بالتجســس أو رسقــة املعلومــات والبيانــات‪,‬‬ ‫وهنــاك التطبيقــات التــي تســتغل الصالحيــات‬ ‫التــي تحصــل عليهــا مبجــرد تنصيبهــا‪ ,‬وتقــوم‬ ‫مثــا بقــراءة رســائلك القصــرة وجهــات‬ ‫االتصــال الخاصــة لــك ثــم تقــوم بنســخها‬

‫وإرســالها عــر اإلنرتنــت إىل مخدمــات‬ ‫التطبيــق‪ .‬ال يقــوم متجــر غوغــل مبراجعــة‬ ‫التطبيقــات التــي تنــر عليــه‪ ,‬وبذلــك فــإن‬ ‫احتــال وجــود تطبيقــات خبيثــة عــا ٍل جــدا‪,‬‬ ‫وقــد حــدث يف الســابق أن تــم العثــور عــى‬ ‫تطبيقــات خبيثــة‪ ,‬وتــم إزالتهــا ويف بعــض‬ ‫الحــاالت تــم إزالتهــا مــن جميــع األجهــزة التــي‬ ‫نصبــت عليهــا عــن بعــد!‬ ‫يف الحقيقــة ال يســمح نظــام التشــغيل‬ ‫أندرويــد بالتحكــم بهــذه الصالحيــات عكــس‬ ‫نظــام تشــغيل‪ ,‬لكــن تتوفــر بعــض التطبيقــات‬ ‫التــي تتيــح لــك مراجعــة الصالحيــات مــن‬ ‫خــال عرضهــا لــك ومنهــا (‪F-Secure App‬‬ ‫‪ )Permissions‬الــذي طــوره مرشوع الغارديان‬ ‫الشــهري‪ ,‬وتطبيــق (‪)Permission Manager‬‬ ‫الــذي يتيــح لــك التحكــم بهــذه الصالحيــات‪,‬‬ ‫وهــو تطبيــق يتوفــر بنســخة مجانيــة تســتطيع‬ ‫مــن خاللهــا معيانــة والتحكــم بخمســة مــن‬ ‫التطبيقــات التــي يحددهــا التطبيــق ذاتــه عــى‬ ‫أنهــا التطبيقــات التــي تتمتــع بأكــر عــدد مــن‬ ‫الصالحيــات الخطــرة‪ .‬لكــن النســخة املدفوعــة‬ ‫منــه‪ ,‬تتيــح لــك التحكــم بجميــع الصالحيــات‬ ‫لجميــع التطبيقــات عــى جهــازك‪ ,‬لكــن عليــك‬ ‫أن تعــرف أن تعطيــل بعــض الصالحيــات قــد‬ ‫يــؤدي إىل توقــف عمــل التطبيــق أو إىل ســوء‬ ‫يف أداءه نتيجــة فقــدان بعــض املعلومــات‬

‫التــي يحتاجهــا للعمــل‪ ,‬وعليــك عنــا أن تراجــع‬ ‫وظائــف التطبيــق بشــكل وايف قبــل إلغــاء‬ ‫الصالحيــات‪.‬‬ ‫قبل تنصب اي تطبيق قم مباييل‪:‬‬ ‫تاكــد مــن هويــة ومصداقيــة املطــور‬ ‫• ‬ ‫وابحــث بجانــب اســم املطــور عــن عالمــة‬ ‫زرقــاء تعطــى للمطوريــن املوثوقــن عــى‬ ‫املتجــر‪.‬‬ ‫إقــراء املراجعــات جيــدا لتعــرف‬ ‫• ‬ ‫أكــر عــن التطبيــق‬ ‫إقــرأ الصالحيــات جيــدا وال تنصــب‬ ‫• ‬ ‫التطبيقــات التــي تطلــب صالحيــات ال‬ ‫تحتاجهــا للقيــام بعملهــا‪.‬‬ ‫تحتــاج تطبيقــات املراســلة واالتصــال الوصــول‬ ‫إىل قامئــة جهــات االتصــال‪ ,‬وتحتــاج تطبيقــات‬ ‫التواصــل االجتامعــي الوصــول إىل حســاباتك‬ ‫اإللكرتونيــة‪ ,‬كــا تحتــاج املواقــع التــي تقــدم‬ ‫لــك خدمــات ترتبــط مبوقعــك (الخرائــط‬ ‫ومواعيــد الصــاة مثــا) معرفــة موقعــك‪.‬‬ ‫أمــا تطبيقــات التواصــل عــن طريــق الصــوت‬ ‫والصــورة فهــي تحتــاج الســتخدام الكامــرا‪,‬‬ ‫لكــن ال تقبــل بتنصيــب إي تطبيــق يطلــب‬ ‫صالحيــة أخــذ الصــور أو إجــراء املكاملــات‬ ‫أو تصويــر الفيديــو دون علمــك! فكــر مليــا‬ ‫بالوظائــف التــي يقــوم بهــا التطبيــق قبــل‬ ‫قبــول الصالحيــات وتنصيبــه ‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫خــاص للكشــك بحيــث يرشــح مــن املــواد‬ ‫ماؤهــا املوجــود فيهــا‪ .‬تبقــى هــذه العمليــة‬ ‫ملــدة ‪ 10‬أيــام تقريبــاً مــع التغيــر املســتمر‬ ‫لقطعــة القــاش‪ ،‬ألن عمــل الكشــك ونجاحــه‬ ‫وجودتــه ولــذة طعمــه تعتمــد عــى النظافــة‪..‬‬ ‫ومنــه مصطلــح ســمعناه كث ـرا ً مــن الج ـ ّدات‬ ‫أال وهــو (حتــى مــا يحمــى الكشــك)(‪ )6‬وإذا‬ ‫أهملتــه التــي تقــوم عــى إعــداده فإنــه يفســد‬ ‫بالتأكيــد‪.‬‬ ‫طريقة عمل الكشك‬ ‫بعــد ‪ 10‬أيــام يكــون الكشــك قــد فقــد الكثــر‬ ‫مــن املــاء وتجانســت مكوناتــه واشــتدت‪..‬‬ ‫فتــأيت عمليــة التمليــح(‪ )7‬ثــم عمليــة تقطيــع‬ ‫الكشــك وفرمــه عــى ماكينــة الفــرم اليدويــة‬ ‫حيــث تتنــاوب عليهــا عــدة نســاء(‪..)8‬‬ ‫ثــم تــوزع املــرأة التــي تكشّ ــك قليــاً مــن‬ ‫مــادة الكشــك(‪ )9‬عــى القريبــات والجــارات‬ ‫والصديقــات‪ ..‬وتكــون هــذه العمليــة مبثابــة‬ ‫دعوتهــن للمشــاركة بعمليــة فــرك الكشــك‪.‬‬ ‫يــأيت يــوم الفــرك الشــهري ويقطــع الكشــك‬ ‫وينــر عــى قــاش ســميك(‪ )10‬منــذ الصبــاح‬ ‫الباكــر ‪..‬ويوضــع عــى الســطح بانتظــار أشــعة‬ ‫الشــمس يك تحمــى(‪ ..)11‬وعنــد الظهــر تبــدأ‬ ‫النســاء بعمليــة (البسبســة)(‪ )12‬وتحتــاج‬ ‫هــذه العمليــة مــدة ســاعتني تقريبــاً‪ ..‬لتبــدأ‬ ‫يف الســاعة ‪ 2‬تقريبــاً عمليــة الفــرك‪ ،‬التــي‬ ‫تشــارك بهــا ‪ 10‬نســاء أو ينقــص ويزيــد حســب‬ ‫الكميــة املــراد فركهــا‪ .‬يُفــرك الكشــك براحــة‬ ‫اليــد جيئــة وذهابـاً عــى الشــادر حتــى تخــرج‬ ‫قــرة القمــح ويبقــى اللــب‪ .‬وبعــد االنتهــاء‬ ‫تتغــدى جميــع النســاء عنــد (املكشــكة) ألنــه‬ ‫يكــون قســم آخــر مــن النســاء يحــر الغــداء‪،‬‬ ‫ويــأيت طبــق البطيــخ األحمــر الشــهي واملقطــع‬ ‫بطريقــة فنيــة ليــرد الجــوف بعــد هــذا اليــوم‬ ‫الشــاق‪ .‬يبقــى الكشــك املفــروك عــى الســطح‬ ‫حتــى يجــف مــع تحريكــه اليومــي املســتمر‪..‬‬ ‫ومــن ثــم نخلــه بالغربال وهــو املقطــف(‪..)13‬‬ ‫ليحفــظ بعدهــا مؤنــة للشــتاء البــارد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشعبية‬ ‫أنواع األكالت‬ ‫للكشــك العديــد مــن املأكــوالت ال تعــد وال‬ ‫ت ُحــى‪ ..‬أولهــا الكشــك األخــر املدعبــل‬ ‫واملوضــوع بزيــت الزيتــون مثــل اللبنــة‪ ،‬حيــث‬ ‫يــؤكل مــع البقدونــس والجــوز البصــل الناعم‪،..‬‬ ‫ونذكــر أيضــاً ك ّبــة الكشــك‪ ..‬وال ِكشــكية‪..‬‬ ‫وفتــة الكشــك بالزيــت والثــوم والنعنــع‪ ..‬أو‬ ‫الكشــك باللحمــة أو القاورمــة(‪ ..)14‬والكشــك‬

‫بالبطاطــا‪ ..‬وفطائــر الكشــك بالل ّيــة(‪ )15‬عــى‬ ‫التنــور ‪ ..‬أو الصاجــة وأخـرا ً أكلــة (الطُطْام ِجــه)‬ ‫(‪ )16‬الشــعبيّة املعروفــة‪ .،..‬للكشــك فائــدة‬ ‫كبــرة فهــو يدفــئ الجســم يف الــرد القــارس‬ ‫وتطعمــه األمهــات للصغــار ممــن يعانــن مــن‬ ‫اإلســهال‪ ..‬وهــو أكلــة شــعب ّية بامتيــاز‪ ،‬إذ ال‬ ‫يخلــو بيــت زبــدا ّين مــن الكشــك حتــى اليــوم‬ ‫عــى الرغــم مــن صعوبــة الحيــاة‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ باللهجة العامية ومنها املؤنة التي تجهزها‬ ‫املرأة كل عام لفصل الشتاء‬ ‫‪2‬ـ كلمة من العامية الزبدان ّية القدمية‬ ‫املنقرضة‪ ..‬مل تعد متداولة اليوم ما بني العامة؛‬ ‫وتعني الريح الشديدة املصحوبة بالثلوج‬ ‫‪3‬ـ وعاء نحايس كبري يستعمل لسلق القمح‬ ‫‪4‬ـ ومنه برغل الكبه وبرغل الفلفله وبرغل الكشك‬ ‫‪5‬ـ ويجب أن يكون من حليب املاعز دون غيل‬ ‫يك يكسب الكشك طعمة حامضية‬ ‫‪6‬ـ أي يحتاج إىل تغيري الخامة مع الخلط‬ ‫املستمر ألن مكونات الكشك عندما تتفاعل‬ ‫مع بعضها تفور‬ ‫‪7‬ـ أي وضع امللح للكشك‬ ‫‪8‬ـ ألنه عمل يدوي ومضني‬ ‫‪9‬ـ يسمى كشك أخرض‬ ‫‪10‬ـ وتسميه النسوة بالشادر ويتم استعارته‬ ‫مجاناً ألنه كبري وغايل الثمن‬ ‫‪11‬ـ أي تشتد حرارة الشمس وقت الظهرية‬ ‫‪12‬ـ أي تحريك القطع وتقليبها يك تنالها‬ ‫الشمس‬ ‫‪13‬ـ يسمى يف الزبداين مئطف وهو آخر‬ ‫درجات النعومة يف الغرابيل‬ ‫‪14‬ـ الئاورمة باللهجة الزبدانية وهو اللحم‬ ‫املقيل واململح واملوضوع يف جرار الفخار‬ ‫‪15‬ـ وهي السالية بالعامية الزبدانيّة‬ ‫‪16‬ـ وتتك ّون من اللحمة والبصل والحمص‬ ‫والبطاطا وقطع العجني ونبات السلق مع‬ ‫حساء الكشك‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تنتمــي أكلــة الكشــك الشــعب ّية إىل فئــة‬ ‫األغذيــة القدميــة جــدا ً والغارقــة يف وجــدان‬ ‫النــاس الجمعــي‪ .‬اشــتغلتها النســاء القدميــات‬ ‫وعملــن عليهــا‪ ،..‬ومــن ثــم أورثنهــا إىل البنــات‬ ‫والحفيــدات‪ ،‬إذ ال يعــرف عمــر محــدد لهــذه‬ ‫(الطبخــة) الشــعب ّية‪!...‬؟؛‪ .‬وألنهــا كباقــي أكالتنــا‬ ‫الشــعب ّية اعتمــدت عــى الفطــرة يف اختيــار‬ ‫املــواد مــن البيئــة التــي تــزرع فيهــا املزروعــات‬ ‫املناســبة والحيوانــات املتواجــدة فيهــا‪ ،‬حيــث‬ ‫العالقــة الوطيــدة فيــا بينهــا‪ .‬فاملناطــق‬ ‫الســاحلية التــي متتــاز بوجــود البحــر تتنــوع‬ ‫أطعمتهــا الشــعبية وتزدحــم وتتنافــس ليغلــب‬ ‫عليهــا طبــق األســاك الشــهي بأنواعــه‪.،..‬‬ ‫وكذلــك األمــر بالنســبة للبيئــة الصحراويــة‬ ‫التــي تســتمد أكالتهــا الشــعبيّة مــن اللحــوم‬ ‫املوجــودة بكــرة فيهــا مــع توفــر األغنــام‪ ..‬فيأيت‬ ‫(املنســف)عىل رأس أطباقهــا‪ .‬أمــا يف البيئــة‬ ‫الجبليــة حيــث تســود املرتفعــات والــرد والثلج‬ ‫الــذي يحــارص النــاس ويبقيهــم يف منازلهــم‬ ‫لعــدة أيــام فــا بــد مــن أكلــة تتوفــر يف البيــت‬ ‫(مونــة)(‪ )1‬دون الخــروج منــه أثنــاء العاصفــة‬ ‫(الزميتــا)(‪ ،..)2‬فيحــر الكشــك اللذيــذ ويعــر‬ ‫مــن املــايض إىل الحــارض ليجــدد مثولــه بامتيــاز‬ ‫كل عــام‪ ،..‬ويحظــى بالــدالل واالح ـرام اليــوم‬ ‫عــى موائدنــا‪ .‬إن الجــ ّدات الــايت رحلــن أو‬ ‫ممــن بقــن أطــال اللــه أعامرهــن يعتــرن‬ ‫(الكشــك) مكونـاً أساســياً من مكونــات األكالت‬ ‫الشــعبية يف بــاد الشــام عامــة‪ ،..‬ويف منطقتنــا‬ ‫الســورية حـرا ً‪ ،..‬ويف املطبــخ الجبــي خاصــة‪.‬‬ ‫المكونات‬ ‫تتألــف أكلــة الكشــك مــن القمــح واللــن‬ ‫والحليــب‪ .‬وتبــدأ بعــد حصــاد القمــح مــن‬ ‫البيــادر‪ ،‬حيــث يســلق القمــح بالخلقــن(‪)3‬‬ ‫وينشّ ــف عــى األســطح‪ ،‬ومــن ثــم يجــرش‬ ‫درجــات حســبام تريــده املــرأة ليصبــح‬ ‫برغــاً(‪ ..)4‬وميتــاز الربغــل البيتــي بجودتــه‬ ‫ونظافتــه‪ .‬ومــن النســوة مــن تشــري الربغــل‬ ‫جاهــزا ً مــن الــدكان وهنــا تبــدأ بتنقيتــه‬ ‫مــن الشــوائب‪ ،‬ومــن ثــم غســله جيــدا ً‬ ‫باملــاء ولعــدة مــرات‪ ،‬تدعــى هــذه العمليــة‬ ‫يحــر الربغــل حســب الكميــة‬ ‫بالتصويــل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املطلوبــة ويعــاد بلّــه باللــن والحليــب (‪..)5‬‬ ‫ثــم يوضــع يف قــاش أبيــض نظيــف مــن مــادة‬ ‫الخــام ويلــف القــاش وتضعــه املــرأة يف وعــاء‬

‫زبدانيات‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫الكشك‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*)‬

‫رئيــس لبنــان يضــب شــنتايته ويرحــل بــكل بســاطة‪ ...‬بينــا قضيــة‬

‫رحيــل ســيادتو وصلــت لدرجــة أنهــا مؤامــرة كونيــة مبشــاركة كافــة‬ ‫الكواكــب واملج ـرات‪ ...‬وبتدخــل شــخيص مــن جونكــر وغرندايــزر‪!...‬‬

‫*)‬

‫تحــت شــعار "ســوا منرسقهــا" تســتمر حلقــات الدبكــة واالحتفــال‬

‫بالعــرس الدميوقراطــي يف الخيــم التــي قدمتهــا األمــم املتحــدة للنازحــن‬ ‫الســوريني‪!...‬‬ ‫التــي تركهــا أهلهــا وتقــوم بتأجريهــا للنازحــن الذيــن خــروا بيوتهــم‪...‬‬ ‫*) األمــم املتحــدة وبعــد مخــاض طويــل تنجــب ‪ 400‬ســلة غذائيــة وبتقولــوا مــا يف عنــا قيــادة حكيمــة وحنونــة‪!...‬‬ ‫*) الظواهــري يتحــدث عــن بيعــة البغــدادي لــه ويدعــوه لاللتــزام‬ ‫فقــط ملليــون محــارص بغوطــة دمشــق‪!...‬‬ ‫بهــا‪ ...‬لــك ترضبــوا أنتــو وكل بيعاتكــم بــس حلّــوا عــن الشــعب‬ ‫*) تنظيــم داعــش يعتقــل فتاتــن بحجــة أنهــا غــر ملتزمتــن بالخــار‬ ‫الســوري‪!...‬‬ ‫الكامــل بســبب إظهــار عينيهــا أثنــاء رشائهــا البضائــع مــن املحــل‪...‬‬ ‫هــذا وقــد قــام العنـران برضبهــا وشــحطهام عــى ســيارة العنــارص‪ )* ...‬باريــس تقــول إن بوتــن أبلــغ مــركل وهوالنــد بأنــه ســيحرتم خيــار‬ ‫الشــعب األوكـراين‪ ...‬وشــو مشــان خيــارات وبنــدورات الشــعب الســوري‬ ‫وكان اللــه ويل التدعيــش‪!...‬‬ ‫رح تحرتموهــا وال رح تخلوهــا تعفــن‪...‬؟!‬ ‫*) بلجيــكا تعلــن رفضهــا إج ـراء االنتخابــات الرئاســية األســدية عــى‬ ‫أراضيهــا‪ ...‬يعنــي يــي بــدو ينتخــب ســيادتو بــدو يضــب شــنتايتو‬

‫ويرجــع لحــض الوطــن‪!...‬‬

‫*)‬

‫**)‬

‫وزارة الداخليــة اللبنانيــة تصــدر قــرارا ً يقــي مبنــع أي نشــاط أو تجمــع‬

‫ســيايس لالجئــن الســوريني عــى أراضيهــا‪ ...‬ولكنهــا يف املقابــل تســمح بتســيري‬

‫حافــات مــن مخيــات الالجئــن باتجــاه الســفارة الســورية يف بــروت مــن أجــل‬

‫قــوات الجحيــش الباســل تفتــح املنــازل املغلقــة واآلمنــة يف ســوريا تســجيل طلــب النتخــاب ســيادتو‪ ...‬عنجــد حكومــة نــأي بالنفــس وكتيــر كــان‪!...‬‬

‫‪Delete‬‬

‫يــي عــم يتقــدم مــن بعــض الــدول والجهــات‬ ‫مــا يكــون هدفــه قضيــة الشــعب الســوري‬

‫مــا يف تنــن بيختلفــوا عــى أنــو أســوء يش صــار وال حكايــة إنســانية ودميقراطيــة وحقــوق‬ ‫بالثــورة الســورية هــو املــال يــي دخــل فيهــا‪ ...‬إنســان‪ ...‬الخــوف أنــو يكــون هدفــه الوحيــد‬ ‫املــال يــي شـ ّوه صورتهــا وغـ ّـر مســارها وخــا تدمــر ســوريا وتحويلهــا لســاحة رصاع وتصفية‬ ‫طريقهــا يصــر باتجــاه الســقوط والهاويــة‪ ...‬حســابات‪ ...‬مــا بيهــم فيهــا مــن مــات ومــن‬ ‫النــاس يــي كانــت عــم تحلــم بالحريــة عــاش‪ ...‬املهــم تتحقــق مصالــح الطــرف يــي‬ ‫والكرامــة وبســوريا جديــدة وصلــت اليــوم عــم يدعــم‪ ...‬وكلــو بالنهايــة ع حســاب الــدم‬ ‫لدرجــة اليــأس مــن انتصــار الثــورة‪ ...‬بعــد مــا الســوري‪ .‬املــال الســيايس صــار متــل الوبــاء‪...‬‬ ‫صــار املــال هــو املحــرك الرئيــي للعمليــات واألخــر الــدوالر دخــل باإلغاثــة وبالطبيــة‬ ‫ولكتــر قــادة وأشــخاص‪ .‬قصــص كتــرة وباإلعــام وحتــى مبــدارس األطفــال‪ ...‬وكلــو‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ســمعناها عــن مــدن وبلــدات ســقطت بســبب تحــت غايــات ســامية بــس مــا خفــي كان‬ ‫تخــي بعــض الكتائــب والثــوار عنهــا‪ ...‬يعنــي أعظــم‪ !...‬نــاس كتــر تورطــت وماعــاد هدفهــا‬ ‫القصــة صــارت بيعــة ورشوة والشــاطر يــي الثــورة وإســقاط النظــام‪ ...‬صــار همهــا بــس‬ ‫بيدفــع أكــر‪ .‬املخــاوف كبــرة مــن أنــو املــال تطلــع مــن هاألزمــة مببلــغ محــرم‪ ...‬الــكل‬

‫الزم يفهــم أنــو املــال ممكــن يخــرب كل يش‪...‬‬ ‫ورضوري اليــوم نرجــع أليــام الثــورة النضيفــة‬ ‫ملــا طلعنــا ونحنــا عــم نهتــف‪" :‬هــي للــه‪..‬‬ ‫هــي للــه‪ ..‬ال للســلطة وال للجــاه"‪ ...‬رضوري‬ ‫نفهــم أنــو الــكل بعديــن رح يتحاســب وماحــدا‬ ‫رح يكــون فــوق املحاســبة واملســاءلة‪ ..‬بــس‬ ‫خلونــا اليــوم نتذكــر قديــش ضحينــا ودفعنــا‬ ‫دم ودمــوع كرمــال الحريــة ونعمــل للمصــاري‬ ‫واملصالــح‪ ...‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫معاناة بائع سوري‬ ‫أوكسجين‬

‫يطــل منــزيل الــذي اســتأجرته عــى الشــارع‬ ‫العــام يف ضاحيــة بــروت الجنوبيــة‪ .‬كل‬ ‫يــوم أخــرج مــن املنــزل وأتجــول يف الســوق‪.‬‬ ‫أســواق الضاحيــة العديــدة والضيقــة‬ ‫واملكتظــة واملتشــعبة‪ ..‬ال تــرك للمتجــول‬ ‫لحظــة اســراحة؛ إمنــا عليــه أن يســر‬ ‫برسعــة وحــذر يك يفســح للســيارات أن‬ ‫متــر‪ .‬وأثنــاء التجــوال الحظــت كــرة محــات‬ ‫الخضــار والفواكــه املنتــرة وجميــع‬ ‫البائعــن فيهــا ســوريون‪ .‬كنــت أحييهــم‬ ‫بحــرارة وأنــا أشــري منهــم أو أســأل عــن‬ ‫صنــف مــن الخضــار‪ .‬كانــوا يبتســمون يل‬ ‫مبجــرد أننــي ســورية ويحســون بالفــرح‬ ‫وكأنهــم شــاهدوا أحــد أقربائهــم املغيبــن‪.‬‬ ‫أقــف معهــم وأدردش عــن الغــاء الفاحــش‬ ‫ويقودنــا الحديــث يف كل مــرة عــن خضــار‬ ‫الغوطــة وفاكهــة الزبــداين وعنــب داريــا‬ ‫وزيتــون وادي بــردى‪ .‬ال أدري ملــا أحــي‬ ‫باســهاب يف كل مــرة يــدور فيهــا الحديــث‬ ‫معهــم‪ ،..‬ويتجــزأ إىل نــواح أخــرى يف‬ ‫الوطــن؛ كالبحــر املغتصــب حيــث الشــبيحة‬ ‫ينتــرون‪ ..‬أو التجــول يف ســوق ســاروجة‬ ‫الجميــل‪ ..‬أو رشب الرنجيلــة مــع الســياح‬ ‫يف قهــوة النوفــرة الشــعبيّة‪ .‬كان القاســم‬ ‫الرئيــي للحديــث التطــرق (لنفســيات)‬ ‫الســوريني املتعبــة وكان أغلبهــم مصابــون‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫الدولة المدنية‬

‫يتعــرض أي فــرد فيهــا النتهــاك حقوقــه‪ ،‬إذ أن‬ ‫هنــاك دومـاً ســلطة عليــا هــي ســلطة الدولــة‬ ‫التــي تطبــق القانــون ومتنــع األطــراف مــن‬ ‫أن يطبقــوا أشــكال العقــاب بأنفســهم‪ .‬كــا‬ ‫وتقــوم عــى مبــدأ املواطنــة الــذي يعنــي أن‬ ‫الفــرد ال يُع ـ ّرف مبهنتــه أو بدينــه أو بإقليمــه‬ ‫أو مبالــه أو بســلطته‪ ،‬وإمنــا يُعــ ّرف تعريفــاً‬ ‫قانونيــاً اجتامعيــاً بأنــه مواطــن‪ ،‬أي عضــو يف‬ ‫املجتمــع لــه حقــوق وعليــه واجبــات يتســاوى‬ ‫بهــا مــع جميــع املواطنــن‪ .‬مــن أهــم مبــادئ‬ ‫الدولــة املدنيــة أنهــا ال تتأســس بخلــط‬

‫الديــن بالسياســة‪ ،‬كــا أنهــا التعــادي الديــن‬ ‫عامــا يف‬ ‫ً‬ ‫أو ترفضــه‪ ،‬بــل يظــل الديــن فيهــا‬ ‫بنــاء األخــاق وخلــق الطاقــة للعمــل واإلنجــاز‬ ‫والتقــدم‪ ،‬إال أن مــا ترفضــه الدولــة املدنيــة هــو‬ ‫اســتخدام الديــن لتحقيــق أهــداف سياســية‪،‬‬ ‫فذلــك يتنــاىف مــع مبــدأ التعــدد الــذي تقــوم‬ ‫عليــه الدولــة املدنيــة‪ ،‬كــا أن هــذا األمــر قــد‬ ‫يعتــر مــن أهــم العوامــل التــي تحــول الديــن‬ ‫إىل موضــوع خــايف وجــديل وإىل تفسـرات قــد‬ ‫تبعــده عــن عــامل القداســة وتدخــل بــه إىل‬ ‫عــامل املصالــح الدنيويــة الضيقــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )111‬األثنين ‪2014\05\26‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫هــي دولــة تحافــظ وتحمــي كل أعضــاء‬ ‫املجتمــع بغــض النظــر عــن انتامءاتهــم القومية‬ ‫أو الدينيــة أو الفكريــة‪ .‬تؤســس الدولــة‬ ‫املدنيــة عــى نظــام مــدين مــن العالقــات التــي‬ ‫تقــوم عــى الســام والتســامح وقبــول اآلخــر‬ ‫واملســاواة يف الحقــوق والواجبــات‪ ،‬بحيــث‬ ‫أنهــا تضمــن حقــوق جميــع املواطنــن دون أن‬

‫باإلحبــاط مــن شــدة الغــاء وخاصــة‬ ‫غــاء املحــات التجاريــة التــي يفتتحونهــا‪.‬‬ ‫باألمــس مــررت واليــوم أمــر ويف كل شــهر أو‬ ‫أحيانـاً بغضــون أســبوع أو أســبوعني أرى أن‬ ‫البائــع قــد تغـ ّـر؛ أســأل البائــع الجديــد‪ :‬هل‬ ‫أنــت جديــد هنــا؟ يقــول نعــم فقــد تــرك‬ ‫املســتأجر الســابق‪ .‬تحــدث هــذه الحــاالت‬ ‫كث ـرا ً وعنــد ســؤايل عــن الســبب؟ يجيــب‬ ‫البائــع‪ :‬إجــرة املحــل ‪ $700‬وكــم ســأربح‬ ‫يك أويف إيجــار املحــل‪ ..‬فأنــا أيضـاً مســتأجر‬ ‫غرفتــن يف نفــس املنطقــة بـــ ‪ $300‬ليصبــح‬ ‫ي دفعــة كل شــهر‬ ‫املبلــغ الــذي يرتتــب ع ـ ّ‬ ‫يســاوي ‪ .$1000‬وعندمــا ال يــوازي الربــح‬ ‫املدفوعــات تبــدأ الخســارة طبعــاً؛ فنــرك‬

‫املحــل وهكــذا دواليــك‪ .‬وقــد عمــد البعــض‬ ‫مــن الســوريني لتوفــر اإليجــار إىل البيــع‬ ‫عــى عربــات خشــبية أو عــى دراجــات‬ ‫هوائيــة وضعــت لهــا صناديــق لتحمــل‬ ‫البضائــع مثــل الكعــك أو الربتقــال للعصــر‬ ‫وإىل آخــر مــا هنالــك مــن بضائــع ومــواد‬ ‫وســلع‪ .‬رمبــا تنجــح هــذه الطريقــة لتوفــر‬ ‫اإليجــار لكنهــا شــاقة جــدا ً عــى البائــع‬ ‫الــذي يرتتــب عليــه أن ميــي عــى قدميــه‬ ‫ويجــر هــذه العربــات املحملــة باملــواد‬ ‫طــوال اليــوم لكســب قــوت يومــه وإطعــام‬ ‫أطفالــه‪ ..‬للــه درك أيهــا الســوري أينــا‬ ‫كنــت أو ذهبــت تبقــى مســرة حياتــك‬ ‫الشــاقة‪ ،..‬عنوانــك ‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.