أوكسجين العدد 113 السنة الثالثة - الأحد 08-06-

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫ت‪‭‬األحمر‬ ‫كأس‬‪‭‬المو ‬‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١١٣‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫أبطال المليحة‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــا زالــت املــدن املنتفضــة تقصــف حتــى اليــوم‬ ‫إلخــاد الثــورة فيهــا‪ .‬قــوات األســد التــي مــا فتئــت‬ ‫عــن التوقــف لالسـراحة برهــة‪ ،‬لتعــود وترمــي حممها‬ ‫عــى املــدن والقــرى‪ .‬هنالــك غــارات يوميــة عــى‬ ‫الزبــداين‪ ..‬عــى الجبــل الغــريب والرشقــي للمدينــة‬ ‫الصامــدة التــي أضحــت خرابـاً‪ ..‬لكــن الشــعب الــذي‬ ‫قــال كلمتــه منــذ ثــاث ســنوات ويزيــد لــن يتوقــف‬ ‫ولــن تنــام جــذوة النضــال يف نفــوس ثــواره‪ .‬املليحــة‬ ‫الصامــدة التــي دخلــت يومهــا الســابع والســتني‬ ‫ليســت بأفضــل حــال عــن أختهــا الزبــداين‪ ..‬فقــد‬ ‫تعرضــت للحصــار وللقصــف والدمــار‪ ،‬وســط جملــة‬ ‫عنيفــة مــن قبــل نظــام األســد الســرجاع عــدة نقــاط‬ ‫اســراتيجية هامــة اســتعادها الثــوار خــال األيــام‬ ‫األخــرة املنرصمــة‪ .‬وقــد وشــن الطـران الحــريب التابــع‬ ‫للجيــش الســوري النظامــي ســبع غــارات جويــة‬ ‫عــى بلــدة املليحــة يف الغوطــة الرشقيــة بــدأت‬ ‫منــذ الصبــاح واســتمرت حتــى ظهــر اليــوم‪ .‬كــا‬ ‫واســتهدفت الغــارات البلــدة الصامــدة بالصواريــخ‬ ‫الفراغيــة وصواريــخ أرض – أرض‪ ،‬التــي تســ ّبب‬ ‫بعضهــا بنشــوب حرائــق يف املبــاين الســكنية‪ ،‬اقتــرت‬ ‫أرضارهــا عــى املاديــات والحمــد للــه‪ .‬كــا اســتم ّر‬ ‫القصــف باملدفعيــة وقذائــف الهــاون عــى البلــدة‬ ‫ٍ‬ ‫لقصــف أوقــع‬ ‫ومحيطهــا‪ ،‬لتتعــرض قريــة زبديــن‬ ‫دمــارا ً يف مســجد عثــان بــن عفــان‪ ..‬لكــن الرســالة‬ ‫التــي أرادهــا الثــوار أن تصــل كانــت للباطــل جولــة‬ ‫وللحــق جــوالت فانتظــروا اآلت يــا قتلــة األطفــال‪..‬‬ ‫والنــر قــادم وإن تأخــر‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪‭ ‬‭"‬-3‬بشار‬ ‪‭‬األسد‬ ‪‭"‬‭‬رئيس‬ ‪‭‬لوالية‬ ‪‭‬جديدة‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬انتخابات‬ ‪‭‬العار‬ ‫‪ -4‬المنتجات‬ ‪‭‬المغشوشة‬ ‪‭‬تغزو‬ ‪‭‬السوق‬ ‪‭‬السورية‬ ‫‪ -5‬الدفاع‬ ‪‭‬عن‬ ‪‭‬المؤسسات‬ ‪‭‬الدينية‬ ‪‭‬المؤيدة‬ ‪‭..‬‭‬إلى‬ ‪‭‬متى؟‬!‪‭‬‬ ‫‪ -6‬كأس‬ ‪‭‬الموت‬ ‪‭‬األحمر‬ ‫‪ -8‬لقنـص‬ ‪‭‬أمـ ٍـل‬ ‪‭‬وسـط‬ ‪‭‬ســوداوية‬ ‪‭‬القصـص‬ ‪‭‬علـى‬ ‪‭‬أنقــاض‪‭‬‬ ‫‬أعيــاد‬ ‪‭‬الطفولــة‬ ‫‪ -9‬في‬ ‪‭‬عيد‬ ‪‭‬الطفل‬ ‪‭‬العالمي‬ ‫‪ -10‬الثورة‬ ‪‭‬السورية‬ ‪‭‬ومسار‬ ‪‭‬التصحيح‬ ‫‪ -11‬أحالم‬ ‪‭‬اللجوء‬ ‫‪ -12‬أمنـي‬ ‪‭:‬‭‬فعاليـة‬ ‪‭‬علـى‬ ‪‭‬فيســبوك‬ ‪‭‬لرفـع‬ ‪‭‬الوعـي‬ ‪‭‬الرقمـي‪‭‬‬ ‫‬لدى‬ ‪‭‬الســوريين‬ ‫‪ -13‬المقددات‬ ‪‭‬المالحة‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬بائع البسكويت ‪ -‬فواصل‬ ‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫"بشار األسد" رئيس لوالية جديدة في انتخابات العار‬ ‫إسالم عبد الكريم | أوكسجين‬

‫تعرضــت لقذائــف الجيــش الحــر الــذي أعلنهــا‬ ‫منطقــة عســكرية وكذلــك مناطــق الريــف‬ ‫الدمشــقي وبلــدات الغوطــة الرشقيــة‪ .‬ففــي‬ ‫دومــا ارتكــب النظــام مجــزرة بحــق املدنيــن‬ ‫جـراء ‪ 6‬غــارات جويــة راح ضحيتهــا ‪ 17‬شــهيدا ً‬ ‫مــن بينهــم أطفــال وأكــر مــن ‪ 80‬جريــح‪.‬‬ ‫كــا وأمطــرت قــوات النظــام حلــب كعادتهــا‬ ‫واملــدن الســورية التــي تخضــع لســيطرة‬ ‫املعارضــة بغاراتهــا الجويــة التــي مل تشــملها‬ ‫الحملــة االنتخابيــة‪ .‬وأعلــن النظــام الســوري‬ ‫عــن متديــد فــرة االقــراع لخمــس ســاعات‬ ‫إضافيــة بحجــة إقبــال الناخبــن‪ .‬فيــا وصفــت‬ ‫واشــنطن االنتخابــات "بالعــار" بعــد أن‬ ‫تســلمت األمــم املتحــدة وثيقــة بأعــداد أكــر‬ ‫مــن ‪ 100‬ألــف شــهيد خــال األزمــة الســورية‪.‬‬ ‫كــا وصفــت األســد بـــ "املثــر لالشــمئزاز" فيام‬ ‫وصفهــا االتحــاد األورويب بغــر الرشعيــة‪ .‬ماهــر‬ ‫حجــار عضــو مجلــس الشــعب الســوري هــو‬ ‫أول مــن تقــدم بطلــب ترشــحه لالنتخابــات‬ ‫الرئاســية‪ ،‬مــن مواليــد حلــب عــام ‪،1968‬‬ ‫حاصــل عــى دبلــوم دراســات لغويــة عليــا مــن‬ ‫كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية مــن جامعــة‬ ‫حلــب‪ .‬انتســب يف ســن مبكــرة عــام ‪ 1984‬إىل‬ ‫الحــزب الشــيوعي الســوري‪ ،‬ثــم أصبح ســكرتريا ً‬ ‫للجنــة املناطقيــة بحلــب يف العــام نفســه‪.‬‬ ‫وانشــق يف عــام "‪ "2000‬عــن الحــزب الشــيوعي‬ ‫الســوري‪ ،‬وشــكل قيــادة مؤقتــة للشــيوعيني يف‬ ‫حلــب‪ .‬أســس يف عــام ‪ 2003‬مــع عــدد مــن‬ ‫القيــادات الشــيوعية (اللجنــة الوطنيــة لوحــدة‬ ‫الشــيوعيني الســوريني) وكان أحــد قادتهــا‪،‬‬ ‫حتــى غــرت اســمها يف عــام ‪ 2011‬إىل حــزب‬

‫"اإلرادة الشــعبية" وشــغل منصــب أمــن‬ ‫مجلــس‪ .‬املرشــح "حســان النــوري" أدىل بصوتــه‬ ‫يف فنــدق الشـراتون‪ ،‬مؤكــدا ً أن هــذا اليــوم لن‬ ‫ينســاه أعــداء الشــعب الســوري وسيســعون‬ ‫لالنتقــام ملــا رأوا مــن مفـــاجآت صعقتهــم‪.‬‬ ‫كــا وأشــار أنــه راض متامـاً عــن ســر العمليــة‬ ‫االنتخابيــة‪ ،‬وقــد فوجــئ بأعــداد الســوريني‬ ‫الواقفــن عــى أبــواب مراكــز االق ـراع‪ .‬حســان‬ ‫عبــد اللــه النــوري ســيايس ووزيــر ســوري‬ ‫ســابق‪ .‬ولــد عــام ‪ 1960‬يف دمشــق‪ .‬وحصــل‬ ‫عــى بكالوريــوس يف االقتصــاد والتجــارة مــن‬ ‫جامعتهــا عــام ‪ ،1982‬ثــم ماجســتري يف اإلدارة‬ ‫العامــة مــن جامعــة "ويسكونســن ماديســون"‬ ‫ثــم دكتــوراه يف اإلدارة العامــة مــن جامعــة‬ ‫"كينيــدي" عــام ‪ .1989‬عضــو مجلــس الشــعب‬ ‫الســوري مــن ‪ 1998‬حتــى عــام ‪ .2003‬وبعــد‬ ‫فــرز أعــداد الناخبــن أعلــن الناطــق الرســمي‬ ‫باســم املحكمــة الدســتورية العليــا يف ســوريا‬ ‫أن عــدد مــن شــاركوا يف االنتخابــات يف ســوريا‬ ‫وخارجهــا ‪ .11,634,412‬وبلغــت نســبة‬ ‫املشــاركة ‪ ٪٧٣،٠٤‬يف االنتخابــات الرئاســية‪.‬‬ ‫حصــل بشــار األســد عــى أكــر مــن ‪ %88‬مــن‬ ‫أصــوات الناخبــن‪ ،‬يف الوقــت الــذي تحتفــل‬ ‫بــه العاصمــة دمشــق بصــدور النتيجــة كانــت‬ ‫أصــوات الرصــاص تســمع بوضــوح‪ ،‬مــا أدى إىل‬ ‫مقتــل ‪ 9‬أشــخاص وجــرح أكــر مــن ‪ 4‬آخريــن‬ ‫أشــخاص‪ ،‬مــن بينهــم مصــور قنــاة االتجــاه‬ ‫اإلخباريــة ومصــور قنــاة آســيا‪ ،‬باإلضافــة إىل ‪3‬‬ ‫إصابــات يف حــي التضامــن الدمشــقي بشــارع‬ ‫نرسيــن‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يف واليــة جديــدة لألســد وقبيــل حســم‬ ‫االنتخابــات؛ كان معلــوم مــن ســيبقى رئيس ـاً‪،‬‬ ‫ألن مــن حــارب ألجــل كرســيه ال ميكــن أن‬ ‫تقــف يف طريقــه انتخابــات‪ .‬بشــار الــذي قتــل‬ ‫أكــر مــن ‪ 100‬ألــف شــهيد مــا زال مـرا ً عــى‬ ‫انتخابــه‪ .‬بــدأ اليــوم االنتخــايب ‪ 2014/6/3‬منــذ‬ ‫الصبــاح الباكــر أمــام عدســات التصويــر كــا‬ ‫يزعــم النظــام‪ .‬وكان إليــران دور يف املشــهد‬ ‫االنتخــايب الســوري‪ ،‬حيــث أعلــن رئيــس لجنــة‬ ‫الشــؤون الخارجيــة واألمــن القومــي يف الربملــان‬ ‫اإليــراين "عــاء الديــن بروجــردي" أ ّن وفــودا ً‬ ‫مــن تســعة بلــدان ســترشف يــوم الثالثــاء‬ ‫املقبــل عــى مجريــات االنتخابــات الرئاســية‬ ‫يف ســوريا‪ .‬وأشــار "بروجــردي" حســب وكالــة‬ ‫"اســنا الطالبيــة" أن ممثلــن ألوغنــدا وزميبابوي‬ ‫وبوليفيــا والفيليبــن وفنزويــا وطاجيكســتان‬ ‫سـرافقون اإلثنــن وفــدا ً مــن النــواب اإليرانيــن‬ ‫إىل ســوريا‪ ،‬الفتـاً إىل أن نوابـاً روســيني ولبنانيــن‬ ‫وصلــوا إىل دمشــق‪ ،‬حيــث يضــع النظــام‬ ‫إليــران قــادة الــرف عــر تكرمهــا بالرقابــة‬ ‫عــى االنتخابــات النزيهــة كــا أســاها‪ .‬بشــار‬ ‫األســد أدىل وعقيلتــه بصوتيهــا يف انتخابــات‬ ‫الــدم يف مركــز مدرســة الشــهيد "نعيــم‬ ‫معــراين" يف حــي املالــي وســط دمشــق‪.‬‬ ‫وذكــر أن رئيــس الخارجيــة وليــد املعلــم ووزراء‬ ‫أدلــوا بأصواتهــم باالنتخابــات التــي أســمتها‬ ‫املعارضــة "انتخابــات الــدم" ودعــت إىل‬ ‫مقاطعتهــا‪ .‬كــا وجــرت العمليــة االنتخابيــة يف‬ ‫عــدد مــن دول االغــراب لالجئــن الســوريني‪،‬‬ ‫واتهــم النائــب األردين "عبــد اللــه عبيــدات"‬ ‫الســفارة الســورية يف عــان باالســتعانة بعــال‬ ‫وافديــن مــن جنســيات عربيــة (مل يحددهــا)‬ ‫ومواطنــن أردنيــن‪ ،‬لــإدالء بأصواتهــم يف‬ ‫االنتخابــات الرئاســية التــي جــرت األربعــاء‬ ‫املــايض بالنســبة للســوريني املقيمــن خــارج‬ ‫البــاد‪ .‬يف لبنــان الــذي يضــم أكــر عــدد الجئــن‬ ‫ســوريني عــى أراضيــه‪ ،‬قــام أعضــاء مــن حــزب‬ ‫البعــث بــإدارة العمليــة االنتخابيــة إىل جانــب‬ ‫"حــزب اللــه" و "الحــزب القومــي الســوري"‬ ‫األكــر دعـاً لنظــام دمشــق وسياســاته‪ .‬اليــوم‬ ‫االنتخــايب مل يكــن هادئــاً يف دمشــق التــي‬


‫اقتصاد‬

‫المنتجات المغشوشة تغزو السوق السورية‬ ‫الزبداني | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تعرضــت املصانــع واملعامــل الســورية املتنوعــة‬ ‫واملتمركــزة يف حمــص وريــف دمشــق وحلــب‬ ‫ومــدن أخــرى لدمــار كبــر‪ .‬وصــل عــدد‬ ‫املعامــل املحروقــة واملرسوقــة يف حلــب‬ ‫وحدهــا بـــ ‪ 1000‬معمــل وفــق احصائيــات‬ ‫النظــام الســوري‪ ،‬وإغــاق بعضهــا اآلخــر‬ ‫لصعوبــة تأمــن الوقــود والكهربــاء ونــدرة‬ ‫املــواد الخــام‪ ،‬و وصلــت نســبة البطالــة حتــى‬ ‫‪ %40‬مــن األيــدي العاملــة‪ ،‬وخفــض مســتوى‬ ‫دخــل الفــرد مقارنــة بغــاء املعيشــة فأصبــح‬ ‫يســرخص املــواد الالزمــة ويحصــل عليهــا بأقــل‬ ‫تكلفــة ممكنــة‪.‬‬ ‫وجــاء يف تقريــر لوكالــة األمــم املتحــدة‬ ‫"األونروا"حــول الوضــع االقتصادي يف ســوريا "أن‬ ‫ســوريا خســرت ‪ 84.4‬مليــار دوالر خــال العاميــن‬ ‫األوليــن مــن الحــرب‪ ،‬و‪ 2.33‬مليــون وظيفــة‪ ،‬ممــا‬ ‫يشــير الــى أن نصــف القــوى العاملــة عاطلــة عــن‬ ‫العمــل وأكثــر مــن نصــف الســكان يعيشــون فــي‬ ‫فقــر"‪.‬‬ ‫كل ذلــك أدى لحــدوث فجــوة كبــرة بــن‬ ‫احتياجــات ومتطلبــات الحيــاة اليوميــة‬ ‫للمواطنــن الســوريني مــن جهــة واآللــة‬ ‫االقتصاديــة التــي تــكاد تتوقــف مــع تأجــج‬ ‫الحــرب وازديــاد الــراع منــذ ‪ .2011‬هــذه‬ ‫الظــروف اإلقتصاديــة الســيئة دفعــت املواطــن‬ ‫البتيــاع حاجاتــه عــن البســطات ومــن الباعــة‬ ‫الجوالــن لرخــص الثمــن ورشاء حاجيــات أكــر‬ ‫مببلــغ بســيط يتوافــق مــع دخلهــم الشــهري‪.‬‬ ‫ومــن هــذه البضائــع املنظفــات املنزليــة (ســائل‬ ‫الجلــي‪ ..‬والكلــور‪ ..‬ومنظــف المالبــس‪ ..‬والشــامبو)‬ ‫حيــث تصنــع املــواد يدويــاً بوســائل بدائيــة‬ ‫ومــواد كيميائيــة باإلضافــة لبعــض املــواد‬ ‫املعطــرة‪ .‬تخلــط املــواد بشــكل عشــوايئ‬ ‫وتصبــغ بألــوان وروائــح مختلفــة وتبــاع‬ ‫يف الســوق الســورية بأســعار زهيــدة عــى‬ ‫البســطات ويف املحــال التجاريــة أيض ـاً لتكــون‬ ‫مبتنــاول األيــدي‪ ،‬إال أنهــا غــر جيــدة وتســبب‬ ‫األكزميــا الجلديــة وتشــقق البــرة وتهيــج‬ ‫وحساســية يف الجلــد ناهيــك عــن اســتخدامها‬ ‫لألطفــال مــا يزيــد مــن رضرهــا‪.‬‬

‫هــذه الخلطــات العشــوائية غــر املراقبــة‬ ‫مــن قبــل الدولــة والتــي تصنــع منزليــاً مــن‬ ‫قبــل بعــض األشــخاص العاديــن‪ ،‬يف حــن أن‬ ‫املنظفــات تصنــع يف معامــل خاصــة وتحــت‬ ‫إرشاف طبــي وصيــدال ّين وكيميــايئ حتــى ال‬ ‫تســبب الــرر اذا اســتخدمها اإلنســان‪ .‬لكــن ال‬ ‫تعــرف املــواد التــي تصنــع منهــا بينــا تعلــب‬ ‫يف قــارورات امليــاه والعصــر البالســتيكية مــا‬ ‫يزيــد مــن خطورتهــا إذ ميكــن أن تســبب‬ ‫تفاعــاً مــع البالســتيك فتنتــج مــوادا ً ســامة‪.‬‬ ‫ومــن املــواد املصنعــة بطــرق مغشوشــة األلبان‬ ‫ومشــتقات الحليــب‪ ،‬وهــي مــن أهــم املــواد‬ ‫الغذائيــة وأخطرهــا حيــث ال تخلــو مائــدة‬ ‫اإلفطــار مــن اللبنــة أو الحليــب أو الجبنــة‬ ‫‪.‬تصنــع اللبنــة املغشوشــة بهــدف مضاعفــة‬ ‫الكميــة وكســب الربــح فقــط‪ ،‬والطريقــة هــي‬ ‫كاآليت ‪:‬نحــر مــادة الســبيداج (وهــي مــادة‬ ‫ً‬ ‫تســخدم لجعــل الدهــان ثقيــا وضــارة ج ـدًا فهــي‬ ‫غيــر مخصصــة لــأكل) ومتــزج بالنشــاء ويضــاف‬ ‫الخليــط إىل اللــن الرائــب ويــرك ليجمــد‬ ‫ويصبــح ثقيــا فحصــل عــى اللبنــة املغشوشــة‪.‬‬ ‫أمــا الجبنــة فــكل كيلــو لــن يعطــي كيلــو لبنــة‬ ‫مصفــاة ‪.‬وتطــرح يف الســوق بســعر ‪225-200‬‬ ‫لــرة فقــط للكيلــو الواحــد بينــا تبــاع اللبنــة‬ ‫املصنعــة بطريقــة صحيــة دون أي اضافــات ب‬ ‫‪ 800-750‬لــرة‪ .‬يف حــن يبلــغ ســعر كيلــو اللــن‬ ‫الرائــب ‪ 175‬لــرة‪.‬‬

‫لكــن اإلقبــال عــى اللبنــة املغشوشــة يتزايــد‪،‬‬ ‫مــع معرفــة املشــري مبســاوئها لكــن ضيــق‬ ‫الحــال وضعــف الدخــل يدفــع باملشــرين نحــو‬ ‫البضائــع املغشوشــة‪.‬‬ ‫أم ماهــر ربــة منــزل ومعيلــة لزوجهــا الــذي‬ ‫يعمــل حــارس يف أحــد املــزارع مقابــل ‪300‬‬ ‫لــرة يوميــاً أي ‪ 9000‬شــهرياً ألرسة مكونــة‬ ‫مــن ســبعة أفــراد فهــذا املبلــغ ال يكفيهــم‬ ‫مثــن خبــز‪ ،..‬لذلــك تلجــأ األم ل ـراء البضائــع‬ ‫املغشوشــة وتقــول "كيلــو اللبنــة ب ‪ 200‬ليــرة‬ ‫يكفيني وأســرتي أســبوعًا‪ ،‬أما المنظفات فأشــتريها‬ ‫علــى قــدر اســتطاعتي ممكــن ب ـ ‪ 50‬ليــرة أو أقــل‬ ‫ألنهــا تبــاع بالــوزن"‪.‬‬ ‫ســعيد شــاب لديــه بســطة يبيــع املنظفــات‬ ‫املغشوشــة ســألناه عــن ســعر الليــر مــن‬ ‫منظــف الجــي الســائل فأجــاب "علبــة‬ ‫بالســتيكية ســعة ‪ 5‬ليتــر ب ‪ 425‬ليــرة" فهــذا‬ ‫الســعر زهيــد مقارنــة مــع أســعار املــواد‬ ‫الحقيقيــة حيــث يبلــغ ســعر ليــر منظــف‬ ‫الجــي الجيــد ‪ 275‬لــرة ونـ ّوه الشــاب أنــه بــاع‬ ‫عــرات العلــب منــذ الصبــاح لرخــص مثنــه‬ ‫وتنظيفــه القــوي‪ ،‬ليقنعنــا برشائــه‪.‬‬ ‫فأيــن هــي املراقبــة مــن الحكومــة الســورية‬ ‫التــي تدعــي أنهــا مازالــت قامئــة بأعاملهــا؟ أين‬ ‫هــي مؤسســات الدولــة املســؤولة عــن حاميــة‬ ‫املواطــن؟ ســؤال برســم اإلجابــة ألصحــاب‬ ‫الضامئــر الحيــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫علــوم الديــن وأحكامــه‪ ،‬فقتلــوا وعذّبــوا‬ ‫وتــردوا ‪ ،‬فكيــف مبــن كان ميثــل مؤسســة‬ ‫دينيــة ‪ ،‬وكان بثورتــه تغيــ ٌر ملوازيــن القــوة‪،‬‬ ‫وتأث ـ ٌر كبــر يف الــرأي العــام‪ ،‬وتحريـ ٌـك ل ِه َمــم‬ ‫اآلالف إن مل نقــل املاليــن‪ .‬ولنــا يف الثــورة‬ ‫الســورية عــى املســتعمر الفرنــي خــر دليــل‬ ‫يــوم كان يقــود جبهاتهــا شــيوخ ودعــاة وأمئــة‬ ‫صمــدوا وواجهــوا وقــادوا الثــورات يف كل بقعــة‬ ‫مــن األرض الســورية عــى امتدادهــا‬ ‫‪ -3‬ثــم أيــة مؤسســات دينيــة يحرصــون عليهــا‬ ‫مباملئــة النظــام الســفاح؟!! وهــل تربيــة‬ ‫األجيــال عــى الـــــ "تقيــة " والنفــاق والركــون‬ ‫للظاملــن هــي الرتبيــة الدينيــة الحــق وهــي‬ ‫األخــاق التــي أمرنــا بهــا اللــه وهــل نســوا اللــه‬ ‫تعــاىل إذ يقــول‪:‬‬ ‫َ​َ‬ ‫(ول َت ْر َك ُنــوا إَلــى َّال ِذيـ َـن َظ َل ُمــوا َف َت َم َّسـ ُـك ُم َّالنــار)ُ‬ ‫ِ‬ ‫هــود ‪113‬‬ ‫ثــم إن كانــت مواقفهــم ســتودي بحياتهــم‬ ‫فــا املشــكلة؟!! وهــل دمــاء ‪ 300‬ألــف شــهيد‬ ‫أرخــص مــن دمائهــم؟!! فكيــف إذا كانــت‬ ‫دماؤهــم ســتحيي أمــة مــن خلفهــم‪!!..‬‬ ‫‪ -4‬أ ّمــا بالنســبة لالستشــهاد بقصــة عــار بــن‬ ‫يــارس‪ ،‬فعلينــا أن نتذكــر أن عــارا ً كان فــردا ً‬ ‫واحــدا ً ليــس لــه قــوة تحميــه ‪ ،‬وال قــدرة لــه‬ ‫عــى مواجهــة البطــش ‪ ،‬أمــا املســلمون عــى‬ ‫مســتوى الجامعــة واملؤسســة الدينيــة التــي‬ ‫ميثّلهــا رســول اللــه وكبــار الصحابــة فأمــروا‬ ‫وقتهــا بالدعــوة الرسيــة أي (اتخــذوا موقــف‬ ‫الصمــت والتخفــي) ‪ ،‬ولبثــوا عــى ذلــك ثــاث‬ ‫ســنوات‪ ،‬ومل يــؤذن لهــم أن يســجدوا عــى املــأ‬ ‫لألصنــام تقيـ ًة ويضمــروا عبــادة اللــه وتوحيــده‬ ‫يف قلوبهــم‪!!.‬‬ ‫‪ -5‬أمــا وأن الجامعــات الدينيــة ال عالقــة‬ ‫لهــا بالسياســة‪ ،‬فلــاذا أقحمــوا أنفســهم‬ ‫إذن مبوقــف التأييــد للنظــام الســفاح ومــن‬

‫ورائــه إي ـران وحــزب الشــيطان؟ ملــاذا ح ّولــوا‬ ‫منابرهــم ملنصــات يعلنــون عليهــا املؤامــرة‬ ‫الكونيــة‪ ،‬ويباركــون فيهــا القتــل والذبــح‬ ‫والقصــف‪ ،‬أليســوا هــم الذيــن قضــوا عمرهــم‬ ‫يقولــون لنــا‪ :‬إن روح الديــن تــري يف حياتنــا‬ ‫منــذ والدتنــا وحتــى مامتنــا ‪ ،‬فكيــف يكونــون‬ ‫اآلن مبعــزل عــن السياســة‪ ،‬وكيــف يكــون‬ ‫دورهــم محصــورا ً يف أحــكام العبــادة والوضــوء‬ ‫والصــاة‪ ،‬أليــس هــذا أكــر مــا ننتقــد بــه‬ ‫الخطــاب الدينــي يف عرصنــا!!‬ ‫‪ -6‬أمــا عــن كــون هــذه املؤسســات تحــوي‬ ‫بــن أفرادهــا ثــوار حقيقيــون منهــم شــهداء‬ ‫ومنهــم معتقلــون أو داعمــون للثــورة ‪ ،‬فهــؤالء‬ ‫بتأييدهــم للثــورة انشــقوا عــن مؤسســاتهم‬ ‫الدينيــة‪ ،‬وإن مل يعلنــوا انشــقاقهم ‪ ،‬ولكنهــم‬ ‫بهــذا ميثلــون أنفســهم‪ ،‬وأمــا مؤسســاتهم‬ ‫الدينيــة فقدأعلنــت تأييدهــا ببيانــات علنيــة‬ ‫عــى ألســنة دعاتهــم ومشــايخهم ‪ ،‬وليــس لنــا‬ ‫أن نحكــم إال عــى الظاهــر كــا أمرنــا اللــه‪،‬‬ ‫أمــا حقيقــة األمــر مــن إكـراه أو إجبــار أو عــدم‬ ‫قبــول ملــا صــدر مــن بيانــات تأييــد ‪ ،‬فليــس‬ ‫لنــا أن نتأ َّولــه مــا مل تصــدر ترصيحــات علنيــة‬ ‫تعلــن ذلــك تكافــئ إعالنــات التأييــد العلنيــة‪.‬‬ ‫‪ -7‬أمــا وحــدة الصــف فعندمــا ســيكون هنــاك‬ ‫ترســخ‬ ‫مؤسســة تتكلــم باســم الديــن وهــي ِّ‬ ‫الظلــم‪ ،‬وتبــارك ســفك الدمــاء‪ ،‬وتشــد عــى يــد‬ ‫الســفاح فلــن يكــون هنــاك صـ ٌّـف مــن أساســه‪.‬‬ ‫لقــد أســقطت ثورتنــا كل األقنعــة وأضــاءت‬ ‫النــور عــى كل الوجــوه‪ ،‬فــإن بقينــا عــى‬ ‫التربيــر ملــن ميالــئ الســفاح ويدعمه‪ ،‬فســيكون‬ ‫علينــا أن نبحــث عــن حفــر يف ال ـراب بعــدد‬ ‫رؤوســنا لعلنــا نهــرب فيهــا مــن عيــون أمهــات‬ ‫الشــهداء‪ ،‬واملغتصبــات‪ ،‬واملعتقلــن‪ ،‬ومــن‬ ‫عيــون ســوريا التــي تنتظرنــا أن نزيــل ســيل‬ ‫األمل وركام الظلــم عــن كاهلهــا‪..‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫سهير أومري | أوكسجين‬ ‫انــرت أقــام كثــرة تدافــع عــن املؤسســات‬ ‫الدينيــة التــي أعلنــت تأييدهــا النتخــاب‬ ‫الســفاح وتــرر لهــا صنعهــا بســبب وجــود‬ ‫رموزهــا وشــيوخها ودعاتهــا يف الداخــل ‪ ،‬فهــم‬ ‫بذلــك أرسى لــدى النظــام ومجــرون عــى‬ ‫التأييــد منقــادون لــه ‪ ،‬وهــم بالتأكيــد ال طاقــة‬ ‫لهــم ملواجهــة قــوة النظــام وآلتــه القمعيــة ‪،‬‬ ‫ثــم علينــا أن ندعهــم ليحمــوا مؤسســاتهم‬ ‫الدينيــة وليســتمر بنــاء األجيــال يف معاهدهــم‬ ‫الرشعيــة ومســاجدهم‪ ...‬وال يكلــف اللــه‬ ‫نفس ـاً إال وســعها ‪ ،‬حتــى إن اللــه تعــاىل أنــزل‬ ‫يف عــار بــن يــارس عندمــا كان ُيعــذب َعــى‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫أيــدي املرشكــن قولــه‪(ِ :‬إل َمـ ْـن أكـ ِـر َه َوقل ُبـ ُـه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُمط َم ِئـ ٌّـن ِب ِال َيمـ ِـان) فمجــاراة الظاملــن ومداهنتهم‬ ‫للحفــاظ عــى الحيــاة أم ـ ٌر جائــز رشع ـاً فيــا‬ ‫يتعلــق باملجاهــرة بالكفــر ‪ ،‬فكيــف الحــال‬ ‫باملجاهــرة بانتخــاب الســفاح!‪.‬‬ ‫كــا أن هــذه املؤسســات "دينيــة" وال عالقــة‬ ‫لهــا بالسياســة فلــاذا نح ِّملهــا مســؤولية اتخاذ‬ ‫موقــف ســيايس مناهــض للنظــام أو داعــم‬ ‫للثــورة‪ ،‬املؤسســات الدينيــة وظيفتهــا تعليــم‬ ‫أحــكام الديــن وتعاليمــه‪ ،‬وليــس لهــا عالقــة‬ ‫بالسياســة‪ ،‬وإن اتهــام املؤسســات الدينيــة‬ ‫برمتهــا بالفســاد والظلــم واملــاألة للســفاح‬ ‫ـاس‬ ‫تعميـ ٌم مقيــت‪ ،‬ففــي هــذه املؤسســات أنـ ٌ‬ ‫كثــرون رجــال ونســاء ممــن دعمــوا الثــورة‬ ‫وأيدوهــا منــذ اليــوم األول‪ ،‬ومنهــم مــن قــدم‬ ‫ولــده شــهيدا ً‪ ،‬ومنهــم معتقلــون أو مصابــون‬ ‫أو مه َّجــرون‪ ...‬فهــذا التعميــم أمــر ســيئ فيــه‬ ‫ظلــم كبــر‪ ،‬ويصــد النــاس عــن دينهــم‪ ،‬كــا‬ ‫أنــه يشــتت الجهــود والقــدرات عــن مواجهــة‬ ‫النظــام ويــؤدي إىل زعزعــة الصــف والفرقــة بني‬ ‫أطيــاف املجتمــع!!‬ ‫تشــيع هــذه التربي ـرات ويغفــل قائلوهــا عــن‬ ‫أمــور عديــدة منهــا‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنــه مــا مــن ثائــر قــام ليــرخ ‪" :‬حريــة"‬ ‫إال وهــو عاجــز عــن مواجهــة بطــش النظــام‬ ‫وجربوتــه‪ ،‬ومــا مــن مظاهــرة قامــت يف حــي أو‬ ‫شــارع أو مدينــة إال وأفرادهــا كانــوا يف الداخــل‬ ‫أرسى لــدى النظــام وتحــت ســمعه وبــره‪..‬‬ ‫ولــو كنــا منــذ أول يــوم ســنقول‪ :‬لســنا عــى‬ ‫قــدر املواجهــة والتحــدي لــكان القعــود أوىل‪،‬‬ ‫والثــورة ال داعــي لهــا‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحــدى الســوريون بطــش النظــام وجربوتــه‬ ‫وهــم أفــراد ضعيفــون ليــس لهــم أتبــاع وال‬ ‫مريديــون وال طــاب يدرســون عــى أيديهــم‬

‫تقرير‬

‫الدفاع عن المؤسسات الدينية المؤيدة‪ ..‬إلى متى؟!‬


‫ملف العدد‬

‫كأس الموت األحمر‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫منــذ بــدء الثــورة الســورية ‪ 15‬آذار ‪2011‬‬ ‫واملدنيــون العــ ّزل يقتلــون يف ســوريا بفعــل‬ ‫قصــف نظــام األســد‪ .‬وحدثــت مجــازر كثــرة‬ ‫مروعــة‪ .‬ومــن أبرزهــا مجــزرة الحولــة يف‬ ‫حمــص بتاريــخ ‪ 2012/05/25‬ســقط خاللهــا‬ ‫‪ 103‬شــهيدا ً جلهــم مــن األطفــال‪ ،‬ثــم مجــزرة‬ ‫الرتميســة بتاريــخ ‪ 2012/07/12‬يف حمــص أيضاً‬ ‫وذهــب ضحيتهــا ‪ 227‬شــهيدا ً أيضـاً معظمهــم‬ ‫مــن األطفــال‪ ،‬وبتاريــخ ‪ 2012/08/25‬مجــزرة‬ ‫داريــا بريــف دمشــق راح ضحيتهــا ‪ 258‬شــهيدا ً‬ ‫معظمهــم مــن األطفــال‪ .‬لكــن عــام ‪ 2013‬كان‬ ‫أكــر أعــوام الثــورة دمويــة حيــث شــهد أســوأ‬ ‫الجرائــم ضــد اإلنســانية‪ .‬واســتخدم خاللهــا‬ ‫نظــام األســد كافــة أنــواع األســلحة بــدءا‬ ‫بالســاح األبيــض مــرورا ً بالكيــاوي والرباميــل‬ ‫املتفجــرة‪.‬‬ ‫تعتــر مجــزرة الكيــاوي يف الغوطــة الرشقيــة‬ ‫أســوأ املجــازر التــي ارتكبهــا النظــام خــال‬ ‫العــام بتاريــخ ‪/21‬‬ ‫‪،2013 /8‬‬ ‫حيــث‬ ‫راح‬

‫ضحيتهــا أكــر مــن ‪ 1500‬شــخص عــى الفــور‬ ‫معظمهــم مــن األطفــال والنســاء‪ .‬ويف هــذا‬ ‫الســياق أكــد تقريــر لألمــم املتحــدة صــادر‬ ‫بتاريــخ ‪ 2013/9/20‬أن مفتــي األســلحة‬ ‫الكيمياويــة يف ســوريا عــروا عــى آثــار ملــادة‬ ‫تســمى "هيكســامين" ال يخ ّزنهــا إال النظــام‬ ‫وبكميــات كبــرة‪ ،‬وذلــك يف إطــار تحقيقهــم‬ ‫باســتخدام الكيــاوي يف ســوريا‪ ،‬ليكــون دلي ـاً‬ ‫دوليــاً جديــدا ً‪ ،‬باإلضافــة إىل عــدة تقاريــر‬ ‫ســابقة‪ ،‬صــدرت عــن الواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬وفرنســا‪ ،‬وغريهــا تؤكــد عــى‬ ‫ضلــوع النظــام يف هــذه املجــزرة البشــعة بحــق‬ ‫األطفــال‪ .‬لتعلــن يف وقــت الحــق عــدة مشــايف‬ ‫ميدانيــة يف املنطقــة أنهــا اســتقبلت أكــر مــن‬ ‫‪ 3500‬مريــض يعانــون مــن آثــار القصــف‬ ‫بالكيــاوي‪ ،‬حيــث تــويف منهــم أكــر مــن ‪500‬‬ ‫شــخص فيــا بعــد‪.‬‬ ‫مجازر البعد الطائفي‬ ‫قــد يتســاءل القــارئ عــن معنــى مجــزرة‬ ‫طائفيــة طاملــا الخســارة واحــدة عــى‬ ‫الســوريني هــي إزهــاق األرواح‪ .‬وإذ نــأيت‬ ‫عــى ذكرهــا اليــوم مــن بــاب التذكــر فقــط‬ ‫وليــس إذكا ًء للطائفيــة التــي نرفضهــا شــكالً‬ ‫ومضمونـاً‪ ،‬لكنهــا مورســت عىل األرس الســورية‬ ‫وغالبيتهــم أطفــال ســوريني مــن‬ ‫قبــل مجموعــات طائفيــة‬ ‫اســتخدمها‬

‫نظــام القتــل األســدي‪ ..‬ففــي ‪2013/12/7‬‬ ‫بــدأت تظهــر تباعـاً صــور وفيديوهــات املجازر‬ ‫الســت التــي ارتكبتهــا قــوات النظــام يف مدينــة‬ ‫النبــك بريــف دمشــق بعدمــا اقتحمتهــا تحــت‬ ‫وابــل مــن القصــف الجــوي واملدفعــي املكثف‪،‬‬ ‫حيــث راح ضحيتهــا أكــر مــن ‪ 400‬شــخص‬ ‫حرقـاً وذبحـاً بالســكاكني‪ ،‬وعــى يــد مليشــيات‬ ‫طائفيــة كـــ "لــواء ذي الفقــار‪ ،‬ولــواء أبــي الفضــل‬ ‫العبــاس‪ ،‬وحــزب اللــه اللبنانــي"‪ .‬موثــق حســب‬ ‫الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان‪ .‬ومــن‬ ‫املجــازر التــي حملــت طابع ـاً طائفيــا بغيض ـاً‬ ‫مجــزرة "البيضــا" يف بانيــاس بريــف طرطــوس‬ ‫‪ ،2013/5/3‬حيــث وثقــت الشــبكة الســورية‬ ‫لحقــوق اإلنســان‪ ،‬ومنظــات حقوقيــة أخــرى‪،‬‬ ‫استشــهاد أكــر مــن ‪ 200‬شــخص قضــوا خــال‬ ‫إعدامــات ميدانيــة‪ ،‬وذبحـاً بالســكاكني وتهجــر‬ ‫عـرات األرس‪ ،‬وذلــك عــى يــد مليشــيا جبهــة‬ ‫املقاومــة "الشــعبية الســورية لتحريــر لــواء‬ ‫اســكندرون" التــي يقودهــا املجــرم (علــي كيــال)‪.‬‬ ‫وقــد بــث ناشــطون فيديــو مصــور لــه يتحــدث‬ ‫عــا ارتكبتــه قواتــه يف بانيــاس‪.‬‬ ‫ويف ‪ 2013/4/22‬وبعــد حصــار أربعــة أيــام‬ ‫مــن قبــل قــوات النظــام ورصخــات اســتغاثة‬ ‫مــن أهــايل مدينــة "جديــدة عرطــوز الفضــل"‬ ‫بريــف دمشــق الغــريب‪ ،‬دخلــت قــوات النظــام‬ ‫األســد وإرتكبــت مجــزرة بشــعة بالســاح‬ ‫األبيــض "الرفــش‪ ،‬والســكين" بحــق‬ ‫مدنيــن حيــث راح ضحيتهــا‬ ‫أكــر مــن ‪ 480‬شــهيدا ً‬ ‫مــن األطفــال‪ .‬و أصــدر‬ ‫"مجلــس حقــوق‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫تقارير دولية أخرى‬ ‫أعلــن مســؤولون يف األمــم املتحــدة‪،‬‬ ‫‪ ،2013/7/16‬أمــام مجلــس األمــن أن خمســة‬ ‫آالف شــخص يقتلــون شــهرياً يف ســوريا‪ ،‬وأن‬ ‫أزمــة الالجئــن يف هــذا البلــد تعتــر األســوأ‬ ‫منــذ حــرب اإلبــادة يف روانــدا قبــل نحــو ‪20‬‬ ‫عام ـاً‪ .‬كــا وصفــت منظمــة "هيومــن رايتــس‬ ‫ووتــش" بتاريــخ ‪ 2013/12/21‬عمليــات‬ ‫القصــف التــي تقــوم بهــا قــوات النظــام يف‬ ‫مجازر البراميل المتفجرة‬ ‫مدينــة حلب يف ســوريا‬ ‫املجــازر التــي حصلــت يف حلــب والغوطــة‬ ‫بأنهــا عشــوائية‪،‬‬ ‫وداريــا والزبــداين حيــث يذهــب ضحيتهــا‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫ملف العدد‬

‫اإلنســان التابــع لألمــم المتحــدة" تقريــرا ً بتاريــخ‬ ‫طائفــي ‪ 2013/6/4‬تحــدث خاللــه عــن الفــرة‬ ‫بــن ‪ 15‬مــن يناير‪/‬كانــون الثــاين و‪ 15‬مــن‬ ‫مايو‪/‬أيــار‪ ،‬حيــث أحــى ‪ 17‬مذبحــة بعضهــا‬ ‫تــم التأكــد مــن هويــة الجنــاة‪ ،‬خصوصــاً يف‬ ‫بانيــاس‪ ،‬وهــم ميليشــات مواليــة للنظــام‪ .‬كــا‬ ‫تحــدث التقريــر عــن قيــام النظــام بأعــال‬ ‫عنــف جنــي بحــق املعتقلــن‪ ،‬واعتقــال‬ ‫تعســفي واختفــاء قــري واختطــاف عــى‬ ‫أســاس طائفــي‪.‬‬ ‫وبتاريــخ ‪ 2013/9/16‬أصــدرت لجنــة التحقيــق‬ ‫الدوليــة يف أحــداث القصــر‪ ،‬تقريــرا اتهمــت‬ ‫فيــه ميليشــيا حــزب اللــه بارتــكاب جرائــم‬ ‫حــرب وجرائــم ضــد اإلنســانية يف ســوريا‪،‬‬ ‫وأكــد التقريــر أن الحــزب اســتخدام صواريــخ‬ ‫محمولــة شــديدة التفجــر تــؤدي إىل خســائر‬ ‫برشيــة كبــرة‪ ،‬وتحــدث دمــارا ً هائـاً يف املبــاين‪.‬‬ ‫واتهــم ميليشــيا حــزب اللــه بالســيطرة عــى‬ ‫محطــات ميــاه الــرب وقطعهــا‪ ،‬مــا أدى‬ ‫إىل زيــادة تدهــور الوضــع الصحــي لســكان‬ ‫املدينــة وجعلهــا عرضــة لألمــراض‪ .‬وتحــدث‬ ‫التقريــر أيضـاً عــن اســتحالة معالجــة املصابــن‬ ‫بســبب القصــف املتواصــل ورفــض قــوات‬ ‫النظــام الســاح لســيارات اإلســعاف بالدخــول‬ ‫وإخــراج النســاء واألطفــال‪.‬‬

‫األطفــال كــا حــدث يف الزبــداين التــي تتعــرض‬ ‫يوميــاً لخمســة منهــا وســطياً‪ ،..‬حيــث ألقــى‬ ‫نظــام األســد برميــاً متفجــرا ً يف الســاعة‬ ‫‪ 3‬فجــرا ً عــى الزبــداين وذهــب ضحيتهــا‬ ‫طفلتــن مــن آل خيطــو مــع إصابــة ذويهــا‪.‬‬ ‫املجــازر التــي مــا زالــت تحصــل حتــى اليــوم‬ ‫بفعــل الرباميــل املتفجــرة التــي مل تخجــل‬ ‫البرشيــة مــن وحشــيتها حيــث راح ضحيتهــا‬ ‫أكــر مــن ‪ 800‬شــهيد‪ ،‬أخريهــا وليــس آخرهــا‬ ‫طفــل البســكوت مصطفــى عــرب‪ .‬وتتســاقط‬ ‫الرباميــل يف األحيــاء الرشقيــة مــن حلــب وهــي‪:‬‬ ‫حــي مســاكن هنانــو‪ ،‬الحيدريــة‪ ،‬الصاخــور‪،‬‬ ‫طريــق البــاب‪ ،‬األرض الحم ـرا‪ ،‬قــايض عســكر‪،‬‬ ‫والشــعار‪ ،‬وصــوال إىل الصالحــن‪ ،‬واملرجــة‪،‬‬ ‫وبســتان القــر‪ ،‬والســكري‪ ،‬باإلضافــة ملناطــق‬ ‫أخــرى حيــث نقــاط التــاس والجبهــات مــع‬ ‫قــوات النظــام كمنطقــة النقاريــن‪.‬‬

‫وال متيــز بــن مــدين وعســكري‪ ،‬كــا وصفتهــا‬ ‫بالجرميــة‪ ،‬ألنهــا تتعمــد اســتهداف املدنيــن‬ ‫وبناهــم التحتيــة‪ .‬وفيــا يتعلــق بــأدوات تنفيذ‬ ‫املجــازر الجامعيــة التــي تنفذهــا قــوات النظام‬ ‫واملليشــيات الطائفــة الداعمــة لهــا‪ ،‬وحســب‬ ‫أحــدث إحصائيــة‪ ،‬أعلنــت الهيئــة الصحيــة‬ ‫لالئتــاف الوطنــي الســوري أن قــوات النظــام‬ ‫الســوري قتلــت مــا يقــارب ‪ 20‬ألــف ســوري‬ ‫فيــا ُجــرح ‪ 100‬ألــف جـراء الرباميــل املتفجــرة‬ ‫التــي يلقيهــا النظــام عــى املــدن الســورية‪.‬‬ ‫ووفقــا للبيــان فــإن طائــرات النظــام ألقــت‬ ‫‪ 5000‬برميــل متفجــر عــى املــدن والقــرى‬ ‫الســورية مــا "أدى إىل ســقوط عــدد كبــر مــن‬ ‫القتــى والجرحــى جلُّهــم مــن النســاء واألطفال‬ ‫وكبــار الســن"‪ ،‬وتحتــوي هــذه الرباميــل عــى‬ ‫مــادة ة (ت أن ت) املحرمــة دوليــاً كــا‬ ‫وتحتــوي عــى مــادة األلومنيــوم التــي تســاعد‬ ‫عــى رفــع درجــة الحـرارة‪ ،‬وبعــض القُصاصــات‬ ‫والقطــع الحديديــة املتنوعــة‪.‬‬ ‫وأكــدت منظمــة "هيومــن رايتــس ووتــش"‬ ‫يف تقريــر لهــا بتاريــخ ‪ 2013/3/18‬أن قــوات‬ ‫النظــام اســتخدمت القنابــل العنقوديــة يف ‪120‬‬ ‫موقعــا مبناطــق عــدة مــن ســوريا خــال ‪6‬‬ ‫أشــهر‪ ،‬وذلــك بالتزامــن مــع تكثيــف اســتخدام‬ ‫صواريــخ ســكود يف قصــف مــدن الشــال‬ ‫الســوري‪ .‬وكشــف التقريــر‪ ،‬وبدالئــل موث ّقــة‪،‬‬ ‫عــن توســيع النظــام الســوري لعملياتــه‬ ‫العســكرية التــي يســتخدم فيهــا القنابــل‬ ‫العنقوديــة‬ ‫املحظــورة دوليــاً‪ ،‬وذلــك رغــم التنديــدات‬ ‫الدوليــة والحظــر املفــروض عليهــا‪.‬‬


‫رأي‬

‫أمل وسط سوداوية القصص على أنقاض أعياد الطفولة‬ ‫لقنص ٍ‬ ‫سماح هدايا | أوكسجين‬

‫يف أزمنــة النفــاق‪ ،‬تفتقــر املناســبات إىل املعــاين الجليلــة‪ ،‬لتصبــح مجــرد‬ ‫طقــوس وشــعارات شــكليّة‪ .‬ومــر ّد ذلــك للــردي األخالقــي والفـراغ القيمــي‪.‬‬ ‫ال يقتــر عــى األمــر عــى واقــع بالدنــا‪ ،‬بــل أصبــح جليـاً أنــه حالــة عوملــة‬ ‫والخســة صناعــة سياســية بامتيــاز‪.‬‬ ‫وموقــف رســمي عــام؛ فتربيــر التخــاذل‬ ‫ّ‬ ‫واحتفــال العــامل بعيــد الطفولــة واحــد مــن هــذا النفــاق املريــع‪ .‬أل ّن‬ ‫األطفــال بنــاة املســتقبل‪ ،‬وبيدهــم قــد يكــون الخــاص‪ ،‬يجــري تحطيمهــم‬ ‫يف أنظمــة االســتبداد‪ ،‬ولــي تتخلــص األمــم املتحــدة مــن اســتحقاق أخالقــي‬ ‫لتقصريهــا يف حاميــة حقــوق اإلنســان وبالتحديــد يف ســوريا‪ ،‬لجــأت إىل‬ ‫الخديعــة‪ ،‬فجعلــت مــن أطفــال ســوريا مجــرد ضحايــا لطــريف نــزاع يف‬ ‫رصاع أهــي دائــر بــن طرفــن يرتكــب كالهــا انتهــاكات‪ ،‬وعوضــاً عــن‬ ‫التدخــل ملحاســبة نظــام األســد راحــت تــوزّع البيانــات اإلنشــائ ّية املاكــرة‪،‬‬ ‫التــي تجعــل ال ـراع األهــي والن ـزاع بــن أط ـراف متقاتلــة يف ســوريا وراء‬ ‫انتهــاكات حقــوق األطفــال وضيــاع جيــل ســوري كامــل‪ .‬وحــن يحتفــل‬ ‫نظــام األســد وأتباعــه بعــروض مرسحيــات االنتخابــات عــى مــرأى العــامل‪،‬‬ ‫الــذي يحتفــل مبناســبات متالحقــة مــن حقــوق اإلنســان‪ ،‬وتقــوم براميــل‬ ‫األســد بدفــن األطفــال واألبريــاء تحــت األنقــاض ويف أقبيــة التعذيــب؛ ال‬ ‫يتدخــل أحــد ليوقــف القتــل وينقــذ األبريــاء تحــت أي خــط مــن خطــوط‬ ‫حاميــة حقــوق اإلنســان التــي يقــول بهــا‪ .‬ليــس صدفــة وال حدث ـاً عاب ـرا ً‪،‬‬ ‫أن يتحــدى نظــام األســد العــامل بارتــكاب فظائــع ومجــازر مروعــة‪ ،‬مصـ ّورة‬ ‫وموث ّقــة‪ ،‬وأن يجــري الصمــت عليهــا عاملي ـاً‪ ،‬أو االكتفــاء بتنديــد خجــول‬ ‫وإنشــايئ؛ فهــو دليــل عــى االســتهتار بحقــوق اإلنســان‪ ،‬وعــى تواطــؤ‬ ‫الــدول مــع هــذه األنظمــة الطاغيــة‪ .‬صحيــح أن نظــام األســد تحــدى العــامل‬ ‫يف موضــوع اإلبــادة الجامعيــة التــي يرتكبهــا بحــق الســوريني‪ ،‬وبالتحديــد‬ ‫يف عمــوم طائفــة معينــة منهــم‪ ،‬لكنــه تحايــل عــى العــامل لكيــا يحاربــه‬ ‫ويحاســبه عــى جرميــة اإلبــادة‪ ،‬فلجــأ إىل فســح املجــال أمــام نشــوء داعــش‬ ‫وغريهــا مــن عصابــات اإلرهــاب والتشــبيح‪ ،‬مســ ّوغاً أمــام الــرأي العــامل‬ ‫حربــه عــى أنهــا حــرب ضــد املتطرفــن وضــد اإلرهــاب والظالم ّيــة‪ ،‬ســاعده‬ ‫يف ذلــك تركيبــة مــن مصالــح دوليــة ومنظــات حقوقيــة اســتخباراتية كان‬ ‫همهــا منــع نجــاح الثــورة ومنــع متددهــا‪ ،‬كيــا تهــدد أمــن الــدول الحليفــة‬ ‫لهــا أو املحميــات التــي أنشــأتها يف املنطقــة‪.‬‬ ‫وث ّقــت "هيومــن رايتــس ووتــش" انتهــاكات املعارضــة وقيامهــا باســتغالل‬ ‫األطفــال الســوريني للقتــال‪ ،‬ور ّوجــت األمــم املتحــدة أن قــوات الحكومــة‬ ‫ومقاتــي املعارضــة مســؤوالن عــن عــد ٍد ال يحــى مــن أعــال القتــل‬ ‫والتعذيــب والتشــويه بحــق األطفــال‪ ،‬وق ّدمتــا توصيفـاً مجــزوءا ً مــن الســياق‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫غــر حيــادي‪ ،‬فــكل األســلحة الكيامويــة والقنابــل العنقوديــة والصواريــخ‬ ‫والرباميــل والســكاكني وأقبيــة التعذيــب التــي اســتخدمها النظــام‪ ،‬أكــر‬ ‫ومــا يرو ّجــه إعالمهــم‪ ،‬وال ميكــن مقارنتهــا بأيــة‬ ‫بكثــر مــن توثيقاتهــم ّ‬ ‫خــروق ترتكبهــا املعارضــة الســورية املســلحة‪ .‬وحتــى داعــش التــي هــي‬ ‫فيصــل تشــبيحي إرهــايب مشــبوه بارتباطــه بالنظــام وبقــوى دوليــة؛ جــرى‬ ‫تعميــم انتهاكاتهــا عــى الثــورة والكتائــب اإلســامية‪ ،‬وتــم حســبها عــى‬ ‫التوســع يف كشــف الحقيقــة كاملــة‪ ،‬وتوخــي الدقــة يف‬ ‫املعارضــة‪ ،‬مــن دون ّ‬ ‫إظهــار ضحاياهــا مــن الثــوار واملعارضــن الســلميني والعســكريني‪ .‬ولألســف‬ ‫دعمــت أقــام إعالميــن منفعلــن أو ســاذجني أو مترضريــن أو انتهازيــن؛‬ ‫نظريــة األســد يف حربــه عــى اإلرهــاب والتطــرف‪ ،‬بــدل أن تفضــح مــا يقــوم‬ ‫بــه نظــام األســد مــن وحشــية ومجــازر متواصلــة‪ ،‬وتقاعســت عــن كشــف‬ ‫االنتهــاكات التــي ترتكبهــا قــوات النظــام‪ ،‬وغرقــت مبتابعــة االنحرافــات التــي‬ ‫ويتوســع يف التضليــل‪ ،‬مــن‬ ‫ظهــرت يف الثــورة‪ ،‬وتركــت إعــام النظــام يكــذب‬ ‫ّ‬ ‫دون أن تتابــع القضايــا اإلنســانية التــي يجــري انتهاكهــا مــن قبــل النظــام‬ ‫وعصاباتــه‪ ،‬وراحــت تــدور يف دائــرة ضيقــة مــن أحــداث جزئيــة وهامشــية‬ ‫حتــى أصبــح العــدو الحقيقــي للشــعب هــو الثــورة ال نظــام األســد وقواتــه‪.‬‬ ‫األطفــال هــم األكــر تــررا ً يف الحــرب‪ ،‬وأعــداد الضحايــا هائلــة‪ .‬عاشــوا‬ ‫محنــة وعنف ـاً فــاق التص ـ ّور‪ .‬هــم األبريــاء الذيــن دفعــوا األمثــان الباهظــة‬ ‫مــن دمائهــم وأرواحهــم وعقولهــم ووجدانهــم‪ .‬كانــوا أهدافــاً للقناصــن‬ ‫ودروع ـاً برشيــة‪ .‬أطفــال التصقــت دماؤهــم وأشــاؤهم بأرغفــة خبــز كانــوا‬ ‫يحملونهــا‪ ،‬أو يقفــون يف طوابــر لتحصيلهــا‪ .‬أطفــال بــا مــدارس أو يف مــدارس‬ ‫الرشــوة والفســاد‪ .‬مــردون بــا مــأوى‪ ،‬ينامــون يف الطرقــات وميوتــون بــردا ً‬ ‫وجوع ـاً‪ .‬مــرىض بــا مستشــفيات‪ ،‬أطفــال أحرقــوا أو أعدمــوا شــنقاً أو رمي ـاً‬ ‫بالرصــاص‪ ،‬وآخــرون معرضــون يوميـاً يف الحصــار والنــزوح والحــرب إىل الجوع‬ ‫وســوء التغذيــة واألمـراض الخطــرة‪ .‬منهــم مــن حملــوا الســاح للدفــاع عــن‬ ‫أنفســهم وأهلهــم‪ .‬أطفــال بــا آبــاء‪ ،‬غرقــوا يف رحلــة التيــه يف بحــر عاصــف‬ ‫وعــى يــد تاجــر حــرب‪ .‬أطفــال يف أقبيــة التعذيــب‪ ،‬وجثــث مشــوهة‪ .‬أطفــال‬ ‫مغتصبــون ومشــوهون‪ ،‬مرعبــون ومصدومــون‪ ،‬والــرر النفــي شــديد جــدا ً‪.‬‬ ‫هــؤالء ضحايــا نظــام األســد‪ ،‬وأيض ـاً ضحايــا دواعــش األســد‪ .‬مــن الصعــب‬ ‫تجــاوز مأســاة هــؤالء األطفــال الذيــن تلقــوا عقاب ـاً شــديدا ً عــى ذنــوب مل‬ ‫يقرتفوهــا‪ ،‬وذاقــوا الويــل ألنهــم كانــوا ضعفــاء‪ .‬هــؤالء الذيــن تحولــوا بفعــل‬ ‫الثــورة ومآســيها إىل أقويــاء أو قســاة‪ ،‬لــن يغفــروا وسيحاســبون ويبحثــون‬ ‫عــن الحقيقــة‪ .‬هــم جيــل الحريــة‪ ،‬ولــن يكونــوا كغريهــم مــن األجيــال‬ ‫الصامتــة البليــدة التــي تعــ ّودت الخضــوع وتســويغ الصمــت‪ .‬ســيظلون‬ ‫أيضـاً‪ ،‬وثيقــة إدانــة لنظــام األســد وعصاباتــه‪ .‬يلزمهــم عمــل كثــر ومكثــف يف‬ ‫كل املياديــن ومختلــف املســتويات‪ ،‬مــن تأهيــل نفــي واجتامعــي وجســدي‬ ‫وعقــي ومعــريف ودعــم مــايل للرعايــة والتنشــئة والتعويــض عــن الــرر‪ ،‬لكن‬ ‫مــا يلزمهــم أوالً هــو تخليصهــم مــن نظــام األســد وأعوانــه حتــى يتحــرروا‪ ،‬ثم‬ ‫يلزمهــم منهــج تربــوي جديــد ومخطــط عمــل لدعــم نفــي وإعــامٍ خــاص‬ ‫بهــم يحــرم عقلهــم وتجربتهــم وعمرهــم‪ ،‬يحــاول تأهيلهــم ونقــل األحــداث‬ ‫واألخبــار واألفــكار مــن دون ترعيــب وتخويــف‪ ،‬وتعديــل ســلوكهم مبــا‬ ‫يناســب احتياجاتهــم‪ .‬لكـ ّن أكــر مــا يحتاجــون إليــه هــو عدالــة تقتــص لهــم‬ ‫وتــرد حقوقهــم وإال لــن يتعافــوا؛ فمــن ســيتابع قضايــا ظلمهــم؟ وكيــف؟‬ ‫ومتــى؟ ومــا هــي آفــاق املســتقبل؟ وأيــن خطــط الحكومــة املؤقتّــة وأعاملهــا‬ ‫يف مختلــف هــذه املياديــن؟‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫في عيد الطفل العالمي‬ ‫محمد صفدي | أوكسجين‬

‫احتجــزوا يف ظــروف غــر إنســانية‪ .‬وتعرضــوا للتعذيــب‪ ،‬وكذلــك أطفــال‬ ‫تعرضــوا إلطــاق النــار يف منازلهــم ويف الشــارع‪ .‬كــا وثقــت «هيومــن‬ ‫رايتــس ووتــش» اســتخدام الحكومــة للمــدارس كمراكــز اعتقــال‪ ،‬وقواعــد‬ ‫عســكرية أو ثكنــات‪ ،‬ومواقــع للقنــص‪ ،‬كــا أقدمــت عــى إعتقــال األطفــال‬ ‫مــن مدارســهم‪.‬‬ ‫وحضــت (هيومــن رايتــس ووتــش) مجلــس األمــن التابــع لألمــم املتحــدة‬ ‫الطلــب مــن الحكومــة الســورية ان توقــف كل انتهــاكات حقــوق‬ ‫اإلنســان‪ .‬قــال (عــاء) أنــه يف ســجن حمــص املركــزي‪ ،‬احتجــز يف غرفــة‬ ‫كبــرة فيهــا نحــو ‪ 150‬صبي ـاً كلهــم تحــت الـــ‪ 18‬مــن العمــر‪ ،‬ونحــو ‪80‬‬ ‫رجــا فــوق الخمســن‪ .‬و أبلــغ عــاء (هيومــن رايتــس ووتــش) أنــه يف فــرع‬ ‫املخاب ـرات العســكرية يف حمــص‪" :‬عندمــا بــدأوا اســتجوايب‪ ،‬ســألوين عــن‬ ‫عــدد التظاهـرات التــي شــاركت بهــا‪ ،‬فأجبــت‪ :‬وال واحــدة‪ .‬نقلــوين عندهــا‬ ‫وأنــا مكبــل اليديــن إىل غرفــة أخــرى وعلقــوا يــدي اليــرى إىل الســقف‪.‬‬ ‫تركــوين معلقــا هنــاك نحــو ‪ 7‬ســاعات‪ ،‬وأنــا مرتفــع نحــو ســتنيمرتين عــن‬ ‫األرض‪ ،‬كنــت أســتند إىل أصابــع قدمــي‪ .‬وفيــا كنــت معلقـاً هنــاك‪ ،‬كانــوا‬ ‫يرضبــوين ملــدة ســاعتني تقريبـاً بواســطة الكابــات ويطعنــوين بالخطافــات‪.‬‬ ‫ثــم كانــوا يرشــون املــاء عــى األرض وعــي مــن أعــى‪ .‬كانــوا يضيفــون التيــار‬ ‫الكهربــايئ‪ ،‬فكنــت أشــعر بالصعقــات‪ .‬كنــت أحــس أننــي أمــوت‪ .‬قامــوا‬ ‫بذلــك ثــاث م ـرات‪ .‬ثــم قلــت لهــم‪ :‬ســوف أعــرف بــكل يشء‪ ،‬أي يشء‬ ‫تريدونــه‪.،...‬‬ ‫حســام صبــي يف الـــ‪ 13‬مــن عمــره قــال لـــ (هيومــن رايتــس ووتــش) أن‬ ‫قــوات األمــن إعتقلتــه مــع قريــب لــه يف الـــ‪ 13‬مــن العمــر أيضـاً أبلــغ أنــه‬ ‫عذبوهــا لثالثــة أيــام يف فــرع املخاب ـرات العســكرية الواقــع عــى بعــد‬ ‫نحــو ‪ 45‬دقيقــة بالســيارة مــن تــل كلــخ‪.‬‬ ‫وتابــع‪ :‬كانــوا يفتحــون بــاب الزنزانــة بشــكل متكــرر ويرصخــون فينــا‬ ‫ويرضبوننــا‪ ،‬يقولــون‪ :‬أيهــا الخنازيــر تريــدون الحريــة؟ كانــوا يجعلوننــي‬ ‫اســتجوب نفــي‪ .‬كانــوا يســألون‪ :‬مــن هــو ربــك‪ ..‬وأقــول اللــه‪ .‬فيصعقونني‬ ‫بالكهربــاء عــى معــديت‪ ،‬بواســطة خطــاف‪ .‬فأغيــب عــن الوعــي‪ .‬عندمــا‬ ‫اســتجوبونني يف املــرة الثانيــة‪ ،‬رضبــوين وصعقــوين بالكهربــاء مجــددا ً‪ .‬املــرة‬ ‫الثالثــة كان بحوزتهــم كامشــة‪ ،‬ســحبوا بواســطتها أظافــري‪ .‬أتذكــر ذلــك‬ ‫وأبقــي األمــر يف ذهنــك‪ ،‬نحــن نعتقــل الصغــار والكبــار ونتقتلهــم‪ .‬بــدأت‬ ‫بالبــكاء‪ ،‬ثــم أعــادوين إىل الزنزانــة‪ .‬وعقــب إطــاق رساحــه‪ ،‬فــر حســام‬ ‫وعائلتــه إىل لبنان‪.‬كلمــة أخــرة‪ :‬يــا أطفال ســوريا‪ ،..‬ســامحونا إن اســتطعتم‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عنــد الحديــث عــن معانــاة األطفــال الســوريني‪ ،‬نتذكــر حمــزة الخطيــب‬ ‫الطفــل الــريء الــذي مــات تحــت التعذيــب يف مبنــى األمــن الســيايس‬ ‫يف درعــا الســورية‪ .‬عنــد الذكــرى يقــف القلــم عاج ـزا ً عــن التعبــر عــن‬ ‫حجــم املأســاة‪ .‬تتحجــر الدمعــة يف املآقــي‪ ،‬يقــف اإلحســاس مصدومـاً أمــام‬ ‫أشــاء األطفــال املبعــرة هنــا وهنــاك‪ .‬نحــس بالعجــز الــرديء حيــث مل‬ ‫نســتطع حتــى اللحظــة املــرة أن نوقــف دمعــة واحــدة تســيل عــى خــد‬ ‫طفــل ســوري بــريء‪ ،‬أو نــزرع ابتســامة عــى شــفة طفلــة يتيمــة‪ ،‬كــم نحــن‬ ‫مقــرون يف حقهــم‪ ..‬وعاجــزون أمــام جالدهــم الوســخ‪ ،‬إنهــم الطفولــة‬ ‫املغيبــة الربيئــة التــي تــرق منــا كل يــوم وتدمــر مــع كتبهــا وأقالمهــا‬ ‫ودفاتــر رســومها امللونــة التــي أحرقتهــا قذائــف األســد‪ .‬وتالشــت مــدارس‬ ‫األطفــال كمقاعــد الدراســة الخاليــة مــن الزمــاء واألصدقــاء‪.‬‬ ‫تبقــى الذكريــات تجتــث أحــام الصغــار التــي رسقــت باكــرا ً وتبدلــت‬ ‫بكوابيــس مــن الرعــب والخــوف ومشــاهد الدمــاء‪ .‬أنتــم أطفــال ســوريا‬ ‫الذيــن افتقــروا إىل حضــن األم الدافــئ وإىل حنــان األب واألخ وتحنــان‬ ‫األخــت‪ ،‬وأصبحــوا قشــة يف ريــاح اليتــم ترميهــم بعيــدا ً عــن كينونــة‬ ‫منازلهــم‪ ،‬واســتقاللية غرفهــم الصغــرة وألعابهــم املتواضعــة‪ ،‬ينامــون يف‬ ‫الع ـراء‪ ..‬وتحــت حــر الخيــم وقرهــا يف مخيــات اللجــوء بعــد أن تب ـ ّدل‬ ‫الرسيــر بفعــل القاتــل‪ .‬ومــا بــن األمــس واليــوم يغيــب أطفــال ســوريا‬ ‫وبنــاة مســتقبلها يف دهاليــز الســجون حيــث الجالديــن القســاة‪ ..‬وتحــت‬ ‫الــراب‪ ،‬وعــى أرصفــة مــدن غريبــة ونائيــة‪ ،‬ويف املشــايف‪ ،..‬أو ضياعــاً يف‬ ‫متاهــات الحيــاة بعــد الترشيــد والقتــل والنــزوح واللجــوء‪.‬‬ ‫خمســة ماليــن ونصــف املليــون طفــل تأثــروا بالحــرب يف ســوريا‪ ،‬يعيــش‬ ‫مــن تبقــى منهــم ظــروف قاســية‪ ،‬كالفقــر والجــوع والنــزوح‪ 12،400 .‬ألــف‬ ‫طفــل قُتلــوا منــذ بــدء الثــورة‪ ،‬مليــون ويزيــد يعيشــون يف مناطــق يصعــب‬ ‫الوصــول إليهــا‪ ،‬مليــون ونصــف طفــل الجــئ خــارج البــاد‪ 3 ،‬ماليــن طفــل‬ ‫داخــل ســوريا ال يرتــادون املدرســة بشــكل منتظــم‪ %17 ،‬فقــط مــن أطفــال‬ ‫املخيــات يســتطيعون الذهــاب للمدرســة‪ 8.‬آالف طفــل ســوري وصلــوا إىل‬ ‫ـوري ولــدوا يف اللجــوء‪.‬‬ ‫الحــدود دون رفقــة آبائهــم‪ .‬عــرة آالف طفــلٍ سـ ٍ‬ ‫‪ 10‬آالف طفــل ولــدوا ومل يحصلــوا عــى شــهادة والدة ومل يســجلوا يف‬ ‫األحــوال املدنيــة يف األردن أو ســوريا‪ ..‬مصــر مبهــم لحقوقهــم وثبوتياتهــم‪.‬‬ ‫وذكــرت منظمــة «هيومــن رايتــس ووتــش» الناشــطة يف مجــال الدفــاع عــن‬ ‫حقــوق االنســان أن أطفــاال بالــكاد يبلغــون مــن العمــر ‪ 13‬عام ـاً تعرضــوا‬ ‫للتعذيــب عــى أيــدي الجيــش وقــوات االمــن يف ســوريا خــال حملــة‬ ‫القمــع املســتمرة التــي يقــوم بهــا النظــام ضــد املطالبــن بســقوطه‪.‬‬ ‫وقالــت مديــرة حقــوق الطفــل يف (هيومــن رايتــس ووتــش) "لويــس‬ ‫ويتمــن"‪ ،‬بحســب التقريرالــذي بثتــه عــى موقعهــا اإللكــروين‪ ،‬أن‬ ‫«القمــع مل يوفــر األطفــال»‪ .‬وأضافــت أن «أطفــاال بالــكاد يبلغــون ‪13‬‬ ‫عام ـاً أفــادوا لـــ هيومــن رايتــس ووتــش أن ضباطــا احتجزوهــم يف غــرف‬ ‫إفراديـاً ورضبوهــم بعنــف واســتخدموا الصدمــات الكهربائيــة يف تعذيبهــم‬ ‫وأحرقوهــم بالســجائر وعلقوهــم بسالســل معدنيــة لســاعات يف بعــض‬ ‫األحيــان عــى ارتفــاع بضعــة ســنتمرتات عــن األرض‪.‬وقالــت املنظمــة‬ ‫الدوليــة املعنيــة بحقــوق االنســان أنهــا وثقــت ‪12‬حالــة عــى األقــل ألطفال‬


‫رأي‬

‫الثورة السورية ومسار التصحيح‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫قــد يتفــق معــي البعــض ويختلــف الكثــرون‬ ‫بــأن توصيــف مــا يجــري يف ســورية ال ميكــن‬ ‫تســميته ثــورة‪ ،‬وال ميكــن تســمية أطــراف‬ ‫النــزاع التــي تواجــه النظــام باملعارضــة عــى‬ ‫شــكلها الحــايل وبشــكل مطلــق‪ .‬فالثــورة يف‬ ‫املفهــوم الســيايس تعنــي رفــض الواقــع الراهــن‬ ‫بكليتــه أو بجــزء منــه‪ ،‬كرفــض شــكل ونظــام‬ ‫الحكــم أو رفــض بعــض القوانــن الدســتورية‬ ‫املعمــول بهــا‪ ،‬أو بعــض االجــراءات التــي‬ ‫تتخذهــا الحكومــة‪ ،‬والعمــل عــى تغريهــا‬ ‫ســواء بشــكل ســلمي أو عــن طريــق العنــف‬ ‫مبواجهــة مســلحة كفعــل أو كــردة فعــل‪.‬‬ ‫لذلــك مــن الخطــأ تســمية مقاومــة االحتــال‬ ‫واالســتعامر بأنهــا ثــورة وإمنــا هــي حركــة‬ ‫تحــرر‪ ،‬والســبب أن الهــدف هنــا إزالــة عــدوان‬ ‫أو احتــال مــن منطلــق وطنــي‪ ،‬ويف أغلــب‬ ‫األحيــان ال يحمــل أجنــدة سياســية مــامل يكــن‬ ‫مدعومــاً مــن قبــل دول خارجيــة تســعى‬ ‫لفــرض شــكل ســيايس يف تلــك الدولــة‪ .‬يف‬ ‫حــركات التحــرر تكــون الفصائــل التــي تواجــه‬ ‫االحتــال متنوعــة املشــارب ورمبــا تختلــف يف‬ ‫أبعادهــا وأهدافهــا‪ ،‬وعندهــا مــن الطبيعــي أن‬ ‫تفتقــر إىل التنســيق الســيايس لتســتعيض عنــه‬ ‫بالتوافــق العمليــايت عــى األرض‪ .‬مــن هنــا نــرى‬ ‫أن تســمية مــا حــدث ويحــدث يف ســورية أنــه‬ ‫حركــة تحــرر أصــح مــن تســميتها ثــورة‪ .‬تحــت‬ ‫مظلــة حركــة التحــرر الوطنــي ميكــن بســهولة‬ ‫ضــم كافــة التيــارات والقــوى مهــا اختلفــت‬

‫وتباينــت الــرؤى السياســية فيــا بينهــا‪ ،‬ألن‬ ‫حركــة التحــرر تحمــل هدفـاً واحــدا ً ال تختلــف‬ ‫عليــه كل األطــراف وهــو إزالــة هــذا النظــام‬ ‫املحتــل‪ .‬قــد تــأيت الثــورة عندهــا بعــد إســقاط‬ ‫النظــام بأشــكال أخــرى كثــورة ثقافيــة أو‬ ‫اجتامعيــة تطــرح رؤى سياســية للمجتمــع مــن‬ ‫خــال طــرح حلــول وأفــكار ونظريــات‪ ،‬وعــن‬ ‫طريــق التنافــس الســلمي والحضــاري تســتطيع‬ ‫أن تجــد لهــا مكانــاً يف الحقــل الســيايس‪ ،‬إال‬ ‫أنــه يتعــذر عليهــا العــودة إىل املربــع األول‬ ‫بالح ـراك‪ ،‬لذلــك يكــون مــن األفضــل أن يتــم‬ ‫العمــل أو البنــاء عــى املحصلــة املقبولــة التــي‬ ‫وصلنــا إليهــا‪ ،‬وإعــادة دراســة دقيقــة للواقــع‬ ‫الحــايل والبنــاء عــى املكتســبات التــي حصــل‬ ‫عليهــا الحــراك الوطنــي بعــد إصالحهــا لــي‬ ‫تتناســب مــع مــا فــرض علينــا مبنطــق األمــر‬ ‫الواقــع‪ .‬إذا أردنــا أن نشــخّص الواقــع فنحــن‬ ‫أمــام أجســام سياســية تتجمــع فيهــا بعــض‬ ‫التيــارات‪ ،‬كاملجلــس الوطنــي واالئتــاف‬ ‫واالتحــاد الدميقراطــي واملجالــس الكرديــة‪،‬‬ ‫إضافــة لعــدد كبــر مــن األحــزاب والتيــارات‬ ‫السياســية األخــرى التــي نــأت بنفســها عــن‬ ‫تلــك األجســام‪ ،‬أمــا يف الداخــل فنحــن أمــام‬ ‫كتائــب مختلفــة ومتباينــة‪ ،‬منهــا مــن يحــارب‬ ‫تحــت مســمى الجيــش الحــر بأجنــدة وطنيــة‪،‬‬ ‫ومنهــا كتائــب ذات طابــع إســامي متطــرف‬ ‫و ألويــة أخــرى مخرتقــة مــن قبــل النظــام أو‬ ‫موجهــة مــن الخــارج‪ ،‬أو كتائــب ذات بعــد‬ ‫عرقــي تحصنــت مبوقعهــا الجغــرايف مســتغلة‬ ‫االنفــات والفــوىض بــراع كل هــذه القــوى‬ ‫يف مواجهــة قــوى النظــام وحلفائــه التــي‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مازالــت متامســكة ومتمســكة بهدفهــا‪ ،‬وهــو‬ ‫إبقــاء النظــام مهــا كلــف األمــر والقضــاء عــى‬ ‫مــا تســميه هــي حركــة التمــرد هــذه ممثلــة‬ ‫بالعصابــات املســلحة‪ .‬الوضــع يف ســوريا ال‬ ‫ميكــن رؤيتــه أو التعامــل معــه مبعــزل عــن‬ ‫الحـراك الــدويل واإلقليمــي‪ ،‬فالســاحة الســورية‬ ‫أصبحــت مفتوحــة أمــام الجميــع‪ ،‬وال ميكــن‬ ‫االعتــاد عــى القــوى الذاتيــة وتجاهــل أو‬ ‫تحــدي كافــة القــوى الدوليــة‪ ،‬ألن الحظــر‬ ‫الــذي ميكــن لتلــك الــدول فرضــه علينــا قــد‬ ‫يكــون قات ـاً خاصــة يف مرحلــة إعــادة البنــاء‪،‬‬ ‫فالرعايــة الدوليــة ال الوصايــة أمــر ال مهــرب‬ ‫منــه‪ ،‬كــا أن مواجهــة تلــك الــدول بشــكل‬ ‫ســافر قــد يدفعهــا للتحــول إىل دعــم النظــام يف‬ ‫ســبيل إســقاط حراكنــا هــذا‪ ،‬لذلــك البــد مــن‬ ‫العمــل وفــق االس ـراتجية التاليــة مــن مبــدأ‬ ‫االســتفادة مــن املتــاح‪ ،‬والعمــل عــى تحســن‬ ‫الواقــع شــيئاً فشــيئاً وصــوالً للغايــة املنشــودة‪،‬‬ ‫فالعــامل ال يحــرم إال القــوى حتــى وإن اختلــف‬ ‫معــه ولذلــك علينــا أن نعمــل عــى مايــي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬اعتبــار االئتــاف الوطنــي الــذي اعــرف‬ ‫بــه العــامل ولــو عــى اســتحياء ملــكاً لكافــة‬ ‫القــوى الوطنيــة بــا اســتثناء‪ ،‬والعمــل عــى‬ ‫اســتعادته مــن قيادتــه الحاليــة التــي أثبتــت‬ ‫فشــلها وأخذتــه بعيــدا ً جــدا ً عــن الهــدف الذي‬ ‫أنشــئ مــن أجلــه‪ ،‬ســواء بفعــل القــوى الداعمة‬ ‫أو نتيجــة قصــور قيادتــه يف إدارة دفــة الـراع‬ ‫والتمســك بالهــدف األوحــد وهــو إســقاط‬ ‫النظــام بــكل أشــكاله وتبعاتــه بشــكل نهــايئ‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬إرشاك كافــة قــوى الحــراك الوطنــي‬ ‫باالئتــاف‪ ،‬بحيــث متثــل جميعهــا ســواء القــوى‬ ‫ذات البعــد الســيايس أو العســكري رشيطــة‬ ‫تجنــب أي أجنــدات سياســية يف هــذه املرحلــة‬ ‫تعيــق العمــل املشــرك‪.‬‬ ‫ثالثــا‪ :‬إعــادة صياغــة ميثــاق االئتــاف‬ ‫ليســتوعب كافــة القــوى الوطنيــة‪ ،‬وإعــادة‬ ‫هيكلتــه وبنائــه مــن الداخــل ووضــع اآلليــات‬ ‫للعمــل‪ ،‬وتوضيــح الرؤيــة واألهــداف واعتــاد‬ ‫الشــفافية املطلقــة بالعمــل الوطنــي‪ ،‬والت ـزام‬ ‫كافــة القــوى الوطنيــة بالهــدف املشــرك‬ ‫والعمــل عليــه‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫لبنــان‪ ،‬الخــارصة اليــرى لبــاد الشــام‪ .‬الطفــل‬ ‫املدلــل للمملكــة العربيــة الســعودي‪ .‬كازينــو‬ ‫العــرب‪ ،‬كــا يقــال‪ .‬واآلن؛ أحــد بلــدان املنفــى‬ ‫الســوري‪ ،‬بلــدان التــرد‪ ،‬بلــدان الغــن و هضــم‬ ‫الحقــوق‪.‬‬ ‫ـت إىل لبنــان‪ ،‬هربـاً مــن التعســف العــريب‬ ‫نزحـ ُ‬ ‫الخليجــي يف ديب‪ ،‬التعســف الــذي أبــت خاللــه‬ ‫حــق اإلقامــة عــى‬ ‫تلــك البــاد أن تعطينــي َّ‬ ‫أراضيهــا‪ ،‬و بقيــت أنــا‪ ،..‬الهــارب مــن القصــف‬ ‫و الدمــار يف حلــب‪" ،‬ســائحاً" لســتة أشــهر دون‬ ‫أن تــرأف يب أيــة منظــات حقوقيــة‪ ،‬أو ينظــر‬ ‫تجاهــي مســؤول حكومــي‪ ،‬بقيــت هنــاك عالـ ًة‬ ‫عــى الغــر‪ ،‬الغــر الــذي طــردي‪...‬؛! لتنتهــي يب‬ ‫الحــال يف لبنــان‪.‬‬ ‫الطــرد جــاء بعــد شــهو ٍر طويلــة مــن حالــة‬ ‫الذهــول التــي انتابتنــي بعــد ذلــك املوقــف‬ ‫الــذي شــهدته يف قاعــة االنتظــار التابعــة لألمــم‬ ‫املتحــدة يف أبــو ظبــي‪ ،‬الحالــة التــي دمــرت‬ ‫مــا تبقــى يف نفــي مــن إميــانٍ بالعروبــة‪ ،‬أو‬ ‫الوحــدة العربيــة‪ .‬كانــت الحالــة تنتــاب إنســاناً‬ ‫ذهــب و يف صــدره يش ٌء مــن أمــل؛ علــه يتســنى‬ ‫طلــب للجــوء يف األمــم املتحــدة‪،‬‬ ‫لــه تقديــم‬ ‫ٍ‬ ‫راضيـاً بــكل الــروط و اإلنتظــار الــذي ســيكون‬ ‫عليــه أن يتحملــه حتــى يصــار إىل إيجــاد بلـ ٍـد‬ ‫يــرىض أن يكــون هــذا الســوري موجــودا ً عــى‬ ‫أراضيــه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ســاعات ال تحــى مــن اإلنتظــار‪ ،‬و‬ ‫بعــد‬ ‫اإلســتامع لقصــص الجئــن أغلبهــم مــن العـراق‪،‬‬ ‫الجئــون أســتحي أن أصفهــم بهــذا الوصــف‪،‬‬ ‫كونهــم يقــودون ســيار ٍ‬ ‫ات مثــن الواحــدة منهــا‬ ‫يكفــي إلطعــام عــدة عائــات‪ ،‬الجئــون أخــذوا‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫محمد حجو | أوكسجين‬

‫يتبادلــون األحاديــث عــن البلــدان التــي ســافروا‬ ‫إليهــا‪ ،‬كأنهــم ســائحون مرتفــون‪ .‬حــان موعــدي‪،‬‬ ‫و جــاء املوظــف الــذي كان هنــدي الجنســية‬ ‫إلجـراء املقابلــة‪ ،‬جلــس‪ ،‬نظــر إ ّيل نظــر ًة مبهمــة‪،‬‬ ‫ثــم قــال باللغــة االنكليزيــة‪ :‬مــا هــي قصتــك؟‪.‬‬ ‫أخربتــه عــن وضعــي اإلنســاين بشــكلٍ مقتضــب‬ ‫و كــدت أسرتســل لــوال أنــه أوقفنــي بإشــار ٍة‬ ‫مــن يــده‪ ،‬ســائالً و الدهشــة تطــل مــن عينيــه‪:‬‬ ‫أليســت لديــك إقامــة يف اإلمــارات؟ فأجبتــه‬ ‫بالنفــي‪ ،‬األمــر الــذي بــدا أنــه أزعجــه إذ تغــر‬ ‫وجهــه و قــال‪ :‬لكننــا ال نعطــي حــق تقديــم‬ ‫طلــب اللجــوء لغــر املقيمــن‪.‬‬ ‫أيــة عنجهيـ ٍة تلــك التــي احتلــت القلــب العريب‪،‬‬ ‫حتــى بــات اللجــوء إىل أحــد بلدانــه يتطلــب‬ ‫أن أحظــى بعمــلٍ و أحصــل عــى إقامــة !؟‪.‬‬ ‫عندمــا أخــرت املوظــف بذلــك‪ ،‬زجــرين قائـاً مل‬ ‫ال تذهــب إىل بلـ ٍـد كلبنــان‪ ،‬ال يتطلــب العيــش‬ ‫فيــه للســوريني إقامـ ًة أو عمـاً‪ ،‬و تقــدم طلــب‬ ‫اللجــوء هنــاك‪ ،‬و هكــذا جئــت إىل لبنــان التــي‬ ‫فتحــت يل أبوابــاً أوســع للخيانــة العامليــة‪ ،‬و‬ ‫ليــس فقــط العربيــة‪.‬‬ ‫وهنــا يف لبنــان كان مسلســل االنتظــار املــذل‬ ‫– مسلســل الســوريني اليومــي – حــارضا ً بقــوة‪،‬‬ ‫فاملوعــد تلــو املوعــد دون فائــد ٍة ترجــى‪،..‬‬ ‫ومســاعداتٌ ال تــكاد تســد الرمــق‪ .‬العمــل‬ ‫متوفــر للســوريني و لكــن األجرعــى اللــه‪ .‬ال‬ ‫يســعك أن تنبــس ببنــت شــفة‪ ،‬فالســوري يف‬ ‫لبنــان – كحالــه يف البلــدان العربيــة األخــرى –‬ ‫غريــب‪!،..‬؟‪ .‬و يف النهايــة جــاءت أم الصدمــات‬ ‫و ملكــة الخيبــات لتظــل بظاللهــا الســوداء‬ ‫عــى آخــر اآلمــال يف النجــاة و اســتمرار الحيــاة؛‬ ‫هيئــة األمــم املتحــدة ال تعطــي بطاقــة الجــئ‬ ‫للســوريني‪ ،‬و ال حــول و ال قــوة إال باللــه‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫رابعــا‪ :‬إصــاح كافــة املؤسســات والهيئــات‬ ‫املنبثقــة عــن االئتــاف كالحكومــة املؤقتــة‬ ‫األركان وهيئــات اإلغاثــة‪ ،‬وإعطــاء كل‬ ‫مؤسســة أو هيئــة الثقــة والصالحيــات‬ ‫للعمــل دون هيمنــة تذكــر‪ ،‬والفصــل بــن‬ ‫الســلطات منع ـاً لالزدواجيــة‪ ،‬وعــى عاتــق‬ ‫وزارة الدفــاع واألركان تقــع مســؤولية‬ ‫توجيــه فوهــة البندقيــة يف الداخل الســوري‬ ‫باتجــاه إســقاط النظــام فقــط‪.‬‬ ‫خامســا‪ :‬يجــب أال يقــل متثيــل الداخل عن ‪70‬‬ ‫‪ %‬يف االئتــاف ليعتــر ممث ـاً حقيق ـاً لقــوى‬ ‫الحـراك الوطنــي يف الداخــل الســوري‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي سيكســب االئتــاف قــوة حقيقــة يف‬ ‫أي حــوار مــع الــدول اإلقليميــة والدوليــة‪،‬‬ ‫والعمــل عــى اســتعادة الحاضنــة الشــعبية‬ ‫لالئتــاف كممثــل لقــوى التحــرر الوطنــي‪.‬‬ ‫سادســا‪ :‬إقامــة عالقــات متوازنــة مــع كافــة‬ ‫الــدول املعنيــة بالشــأن الســوري‪ ،‬وإعالمهــم‬ ‫جميعــاً بــأن نهــج االئتــاف وهدفــه اآلن‬ ‫هــو إســقاط النظــام‪ ،‬وبأنــه ال يســعى إىل‬ ‫فــرض وصايــة عــى الشــعب الســوري مــن‬ ‫حيــث شــكل وآليــة الحكــم‪ ،‬وإمنــا يؤمــن‬ ‫أن الشــعب الســوري عندمــا ميلــك حريتــه‬ ‫فهــو مؤهــل إلقامــة نظــام دميقراطــي‬ ‫تســوده الحريــة والعدالــة واملواطنــة وتكافؤ‬ ‫الفــرص بــن جميــع الســوريني‪ ،‬لذلــك فــكل‬ ‫الطروحــات الحاليــة ال تعــر عــن رؤيــة‬ ‫وآمــال الشــعب الســوري‪ ،‬وإمنــا هــي أفــكار‬ ‫يف عقــول أصحابهــا وجــدت لهــا آذان يف‬ ‫ظــل الفــوىض العارمــة رسعــان مــا تتــاىش‬ ‫وتبــدد‪ ،‬وعليــه فاالئتــاف أداة للتغيــر‬ ‫وإســقاط النظــام وليــس أداة للحكــم‪.‬‬ ‫ســابعاً‪ :‬عــى االئتــاف التواصــل املبــارش مــع‬ ‫حاضنتــه الشــعبية واســتعادتها وبــث روح‬ ‫األمــل والتفــاؤل والثقــة باللــه والغــد‪.‬‬ ‫علينــا أن نؤمــن بــأن الكبــوات التــي‬ ‫يعيشــها حراكنــا الوطنــي يجــب أن تكــون‬ ‫محفــزا ً للعمــل‪ ،‬فــا مجــال للرتاجــع أو‬ ‫اإلحبــاط أو االستســام‪ .‬إن حــركات التحــرر‬ ‫يف العــامل أجمــع تعــرف متامـاً تاريــخ ســلب‬ ‫إرادتهــا‪ ،‬وال ميكنهــا أن تضــع زمن ـاً محــددا ً‬ ‫لنهايــة الــراع‪ ،‬ولكنهــا تعلــم جيــدا ً أن‬ ‫نهايتــه يتمثــل بســقوط النظــام وتخــي‬ ‫آخــر جنــدي لديــه عــن ســاحه‪.‬‬

‫أحالم اللجوء‬


‫تقانة‬

‫أمني‪ :‬فعالية على فيسبوك لرفع الوعي الرقمي لدى السوريين‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫ازداد اعتــاد النــاس عــى تكنولوجيــا‬ ‫االتصــاالت واملعلومــات بشــكل كبــر يف‬ ‫العقديــن األخريــن‪ ,‬وأصبــح فضــاء اإلنرتنــت‬ ‫ســاحة موازيــة للجــدل‪ ,‬والبحــث‪ ,‬والحصــول‬ ‫عــى الخــر‪ ,‬أصبحــت الخدمــات اإللكرتونيــه‬ ‫مــن مرصفيــة‪ ,‬وتســويقية‪ ,‬واجتامعيــة وغريهــا‬ ‫ســلع ال يســتغنى عنهــا‪ .‬وال يعــد الســوريون‬ ‫بــأي مقيــاس شــذوذا عــن تلــك الحالــة‬ ‫الكونيــة‪ ,‬بــل إن انــدالع الثــورة الســورية ومــا‬ ‫رافقهــا مــن أحــداث حتــى اليــوم جهــل مــن‬ ‫الفضــاء االفـرايض مــاذا وأداة وســبيال للثــوره‪,‬‬ ‫والتواصــل‪ ,‬وبــث املشــاعر‪ ,‬ونقــل األخبــار‬ ‫والتخطيــط والتنســيق‪ .‬شــهد فضــاء الفيســبوك‬ ‫خــال األســبوع املنــرم‪ ,‬حملــة توعيــة حــول‬ ‫األمــن الرقمــي للســوريني قــام عــى تنفيذهــا‬ ‫أربعــة مــن املجموعــات التقنيــة بالتعــاون مــع‬ ‫عــدد مــن الصفحــات اإلعالميــة وصفحــات‬ ‫التجمعــات املدنيــة ‪ .‬وتهــدف الحملــة إىل‬ ‫تنبيــه الســوريني إىل األخطــار التــي تحيــط‬ ‫بهــم يف الفضــاء الرقمــي وتلــك التــي تحيــط‬ ‫بخصوصيتهــم وأمنهــم وســامة بيانانتهــم‬ ‫واملعلومــات التــي بحوذتهم‪.‬فقــد عملــت‬ ‫مجموعــة ســايربأربس‪ ,‬ومــروع ســامتك‬ ‫ومكتــب االستشــارات األمنيــة للثــورة وتقنيــون‬ ‫مــن أجــل الحريــة عــى تنظيــم فعاليــة عــى‬ ‫فيســبوك‪ ,‬ودعــوة عــدد كبــر مــن الســوريني‬ ‫للمشــاركة فيهــا‪ ,‬وقــد تــم تخصيــص يــوم كامل‬ ‫لــكل موضــوع مــن أصــل ســتة موضوعــات تــم‬ ‫تحديدهــا كموضوعــات تهــم الســوريني‪ .‬وقــد‬ ‫شــهدت الفعاليــة إقبــاال ملحوظــا حيــث بلــغ‬

‫عــدد الحضــور زهــاء ألــف وخمســائة شــخص‬ ‫وتفاعــل عــدد كبــر منهــم مــع املــواد التــي تــم‬ ‫نرشهــا مــن خــال الكثــر مــن األســئلة والكثــر‬ ‫مــن التعليقــات املفيــدة لــرح بعــض النقــاط‬ ‫وإضافــة معلومــات جديدة‪.‬إلتقــت أوكســجني‬ ‫م‪.‬أبــو عمــر توفيــق املديــر التقنــي يف مكتــب‬ ‫االستشــارات األمنيــة للثــورة (‪ )ROSC‬وكان لنا‬ ‫معــه هــذا الحديث‪:‬مــا هــو الهــدف مــن هــذه‬ ‫الحملة؟تهــدف الحملــة إىل زيــادة الوعــي لدى‬ ‫الناشــطني واملســتخدمني عــن أهم ّيــة األمــن‬ ‫الرقمــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال تزويدهــم باملصادر‬ ‫الالزمــة مــن املقــاالت والرشوحــات املكتوبــة‬ ‫والفيديــو‪ ،‬إضافــة إىل الربامــج واألدوات‬ ‫املختلفــة‪ ،‬والصــور التوضيحيــة إضافــة إىل‬ ‫عــرات النصائــح املتعلّقــة باملوضــوع ســعياً‬ ‫لتوفــر بيئــة رقميّــة أكــر أم ًنــا‪ .‬مــن هــي‬ ‫الرشيحــة املستهدفة؟الناشــطني الســوريّني‬ ‫ـايس ‪ ،‬وكل اإلخــوة العــرب املهتمــن‬ ‫بشــكلٍ أسـ ّ‬ ‫مبجــال األمــن الرقمــي وحاميــة املعلومــات‪.‬‬ ‫ماهــي املوضوعــات التــي ركــزت عليهــا الحملة‬ ‫؟األمــان عــى شــبكات التواصــل االجتامعــي‬ ‫ حاميــة أجهــزة الحاســوب مــن املخرتقــن‬‫ تخطّــي الرقابــة والحاميــة مــن التجســس‬‫مــن خــال ‪ - VPN‬أمــن الهاتــف الجــوال‬ ‫والهواتــف الذكيــة ‪ -‬تشــفري املحادثــات والربيــد‬ ‫الحساســة‪.‬هل‬ ‫اإللكــروين ‪ -‬حاميــة املعلومــات ّ‬ ‫أنــت راض عــن تفاعــل النــاس مــع الحملــة‬ ‫؟نعــم إىل حــد مــا ‪ ،‬ولكنــي أظــن أن ضغــط‬ ‫برنامــج الحملــة يف أقــل مــن أســبوع جعــل‬ ‫البعــض ال يســتطيع متابعــة كافــة املواضيــع‬ ‫املطروحةمــا هــي األخطــار األكــر شــيو ًعا‬ ‫التــي يتعــرض لهــا الســوريون ؟خــال تعاملنــا‬

‫يف مكتــب االستشــارات األمنيــة للثــورة مــع‬ ‫ثــوار الداخــل بشــكل كبــر وجدنــا أن األخطــار‬ ‫األكــر شــيو ًعا لهــم هــي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اخــراق الحواســيب مــن خــال ملفــات‬ ‫مصابــة ترســل عــر حســابات ســكايب مخرتقــة‬ ‫‪ -2‬اخـراق حســابات الفيــس بــوك ومــا يبتعــه‬ ‫مــن الوصــول إىل املجموعــات الرسيــة الثوريــة‬ ‫و قــراءة الرســائل الخاصــة املتعلقــة بقضايــا‬ ‫ثوريــة خطــرة‬ ‫‪ -3‬مراقبــة البيانــات املرســلة عــر اإلنرتنــت‬ ‫عنــد عــدم اســتخدام‬ ‫‪VPN‬‬ ‫‪ -4‬قــراءة الرســائل الثوريــة اإللكرتونيــة عنــد‬ ‫االعتقــال بســبب عــدم حــذف الناشــط لهــا أوالً‬ ‫بأوملاهــي النصائــح التــي توجههــا للســوريني‬ ‫للحفــاظ عــى أمنهــم الرقمــي ؟‬ ‫‪ -1‬وجــوب اســتخدام أحــد برامــج ‪ VPN‬عنــد‬ ‫االســتخدام الثــوري لإلنرتنــت مــن الحاســب أو‬ ‫الهاتــف الــذيك‬ ‫‪ -2‬حــذف جميــع الرســائل اإللكرتونيــة الثوريــة‬ ‫أوالً بــأول مــن عــى الحاســب والهاتــف الــذيك‬ ‫‪ -3‬وجــود مضــاد فريوســات مــع جــدار‬ ‫نــاري ‪ antivirus & firewall‬عــى الحاســب‬ ‫وتحديثــه أوال بــأول‬ ‫‪ -4‬عــدم تحميــل أو فتــح امللفــات املشــكوك‬ ‫بأمرهــا‬ ‫‪ -5‬تشــفري كافــة البيانــات الثوريــة املوجــودة‬ ‫عــى الحاســب‬ ‫ولنتذكــر دامئًــا أن درهــم وقايــة هــو خــر مــن‬ ‫قنطــار عــاج ‪ ،‬وأن إج ـراءات الســامة واألمــن‬ ‫يف العــامل الرقمــي ال تقــل أهميــة عــن مثيالتهــا‬ ‫يف الحيــاة الواقعيــة‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫منــذ القديــم‪ ،‬ويف املناطــق الجبليــة خاصــة‪،‬‬ ‫حيــث الشــتاء القــارس والثلــج الكثيــف الــذي‬ ‫يحــارص الزبدانيــن داخــل منازلهــم الطين ّيــة‬ ‫الجميلــة والدافئــة‪ ،..‬كانــت (املونــة) جــزءا ً‬ ‫مــن الــراث الشــعبي العفــوي للنــاس‪،‬‬ ‫حيــث يتمســك الفــاح بهــذا التقليــد الهــام‬ ‫والــروري للحيــاة واملتــوارث عــن األجــداد‪ .‬و‬ ‫اليــوم تــزداد الحاجــة إىل (متويــن البيــت) لــدى‬ ‫الســوريني أكــر مــن ذي قبــل‪..‬؛ وســط غيــاب‬ ‫كامــل للكهربــاء‪..‬؛ وعــدم توفــر املــواد الغذائية‬ ‫مــن خضــار وفواكــه ومشــتقات الحليــب يف‬ ‫أي وقــت؛ مــع انعــدام الخــروج مــن املنــزل‬ ‫والتجــ ّول تحــت القصــف‪ .‬ويســعني هــذه‬ ‫األيــام إال والكتابــة عــن (أيــام زمــان)‪ ،..‬حيــث‬ ‫ال يغيــب عــن مخيلتــي ( ُمشــكاك)(‪ )1‬الر ّمــان‬ ‫املعلــق يف ســقف بيتنــا الخشــبي يك يجــف‬ ‫تدريجيــاً‪ ،‬ويبقــى متدليــاً عــى حالــه ليــؤكل‬ ‫يف الســهرات الشــتائية مــع األهــل واألصدقــاء‪.‬‬ ‫ومــن املقــددات الحلــوة التــي تخــزن للشــتاء‪،‬‬ ‫يــأيت العنــب(‪ )2‬عــى رأســها حيــث يفــرط‬ ‫وينــر عــى أســطح البيــوت‪ ..‬ويقلــب حتــى‬ ‫يجــف متامــاً ويصبــح زبيبــاً ويوضــع يف أوانٍ‬ ‫خاصــة مــن الفخــار‪ ..‬ألن الفخــار يحفــظ‬ ‫مــن الرطوبــة فــا تتعفــن املــادة‪ .‬ثــم يجــيء‬ ‫ا ألول‬ ‫التــن(‪ )3‬ويجفــف عــى نوعــن‪.‬‬ ‫صحيحــاً بعــد‬

‫الضغــط قليــاً عــى الثمــرة‪ ،‬ويعلــق فــوق‬ ‫بعضــه البعــض بخيــوط مــن القطــن األبيــض‬ ‫مثــل الطــوق إىل أن يجــف‪ ،‬يوضــع املــاء عــى‬ ‫النــار وعنــد الغليــان وانبعــاث البخــار يوضــع‬ ‫التــن ضمــن وعــاء لــه عــدة ثقــوب(‪ )4‬حيــث‬ ‫يتصاعــد بخــار املــاء عىل التــن(‪ )5‬حتــى يطرى‬ ‫ثــم يغمــس بالســكر الناعــم‪ ،‬أو ملــن ال يــردن‬ ‫مــن النســاء خوفـاً مــن أن تزيــد حالوتــه‪ ،‬تــرش‬ ‫عليــه الطحــن حيــث يعتــر مــادة حافظــة(‪)7‬‬ ‫ومــن ثــم يعلــق حيثــا تريــد املــرأة وســيدة‬ ‫البيــت ويقــدم يف ســهرات الشــتاء مــع‬ ‫الجــوز واللــوز والسمســم والقُضامــة(‪)6‬‬ ‫للضيــوف الســاهرين حــول املوقــدة املشــتعلة‬ ‫التــي ترتاقــص جــذوة نارهــا ويصــدر خشــبها‬ ‫املحــرق صوت ـاً حميمي ـاً ممي ـزا ً‪ .‬ويكــون التــن‬ ‫يف الطريقــة الثانيــة مقطعــاً(‪ )7‬ومنشــورا ً يف‬ ‫الهــواء وهنــا يغــي عــى النــار مــع الســكر‬ ‫ويوضــع لــه السمســم والجــوز‪ .‬كــا وتجفــف‬ ‫بقيــة الفواكــه كالكــرز واملشــمش والخــوخ‬ ‫واإلجــاص وكلهــا حســب الطريقــة الســابقة‪.‬‬ ‫أمــا مقــدد التفــاح فهــو مــن أطيــب املقــددات‬ ‫الحلــوة‪ ،..‬فالزبــداين املعروفــة بــأرض التفــاح‬ ‫وأشــهره التفــاح الس ـكّري إذ ال مثيــل لرائحــة‬ ‫تفاحهــا وشــذاه‪ .،..‬يُحــر التفــاح ومــن ثــم‬ ‫ـر وي ـزال لبــه ويُقطــع إىل رشائــح رقيقــة‬ ‫يقـ ّ‬ ‫جــدا ً وميــد عــى قطعــة‬ ‫نظيفــة‬

‫زبدانيات‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫المقددات الحلوة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــن القــاش كل قطعــة عــى حــدى حتــى‬ ‫يتخللهــا الهــواء لتجــف وتصبــح صفـراء اللــون‬ ‫تقــدم للضيــوف كالعلكــة‪ .‬وأخـرا ً يــأيت اللقطني‬ ‫املجفــف واملقطــع بلونــه الذهبــي واملغمــوس‬ ‫بالســكر الناعــم واملوضــوع يف علــب خشــبية‬ ‫ليختــم أجــود أنــواع الفواكــه املجففة وأشــهاها‬ ‫طعــاً‪ .‬املجففــات أو املقــددات مبــا فيهــا‬ ‫الفواكــه أو الخضــار التــي تجفــف بــرش امللــح‬ ‫عليهــا تحــت أشــعة الشــمس وتطبــخ بعــد أن‬ ‫تنقــع باملــاء حتــى تطــرى ويذهــب امللــح(‪)8‬‬ ‫منهــا‪ .‬لكــن نكهتهــا ألــذ وتظهــر برائحتهــا أثنــاء‬ ‫الطبــخ‪ ،‬ويصبــح طعمهــا اآلن أشــهى وهــي‬ ‫طازجــة‪ ،..‬وقــد يتســاءل البعــض وكيــف هــذا؟‬ ‫والجــواب أنهــا عندمــا تجفــف يــزداد تركيــز‬ ‫املــواد فيهــا ويتــاىش املــاء منهــا‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫يجعلهــا تلــك القادمــة مــن عبــق املــايض تعــود‬ ‫إىل املوائــد مــن جديــد وبظــروف أشــد قســاوة‬ ‫مــن قبــل‪ ،‬أعاننــا اللــه عــى مــا نحــن فيــه‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ طريقــة للتعليــق بالخيطــان مــن العاميــة‬ ‫الزبدانيــة‬ ‫‪2‬ـ وليــس أي نــوع مــن األعنــاب فقــط خــايل‬ ‫البــذور‬ ‫‪3‬ـ نــوع كعــب الغ ـزال وتكــون أســفل الثمــرة‬ ‫مفلطحــة‬ ‫‪4‬ـ وهي املصفايه‬ ‫‪5‬ـ تسمى هذه العملية بالتهبيل‬ ‫‪6‬ـ وهــو ح ّمــص منقــوع ومح ّمــص ومنــه‬ ‫قضامــة صفــراء أو بيضــاء وتدعــى‬ ‫مغــ ّره بالعاميــة الزبدان ّيــة‬ ‫‪7‬ـ ميتــص الطحــن الرطوبــة‬ ‫مــن التــن ومينعــه مــن‬ ‫أن يُــ َد ِّود أي (يؤطــع)‬ ‫بالعاميــة الزبدانيّــة‬ ‫‪8‬ـ متلّــح جيــدا ً ألن امللــح‬ ‫يحفظهــا مــن أن تفســد‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*)‬

‫قــام بعــض مــن وجهــاء الزبــداين بــاإلرشاف عــى ســر العمليــة‬

‫االنتخابيــة يف بلــودان‪ ...‬كان يف مقدمــة هــؤالء أبــو صالــح الــذي كان‬ ‫متأنق ـاً بطقــم كمــوين ال يقــل أناقــة عــن الحــدث‪ ...‬بينــا ظهــر أبــو‬ ‫مطــاع بقميــص زاهــي بنفجــي اللــون يعكــس إرشاقــة االنتخابــات‬ ‫وورديــة األيــام الزفــت القادمــة‪!...‬‬

‫*)‬

‫ميشــيل عــون يطالــب مبنــح جائــزة نوبــل للســام لقائــد الرباميــل‬

‫بشــار األســد وذلــك لجهــوده يف محاربــة اإلخــوة اإلرهابيــن املرتزقــة‪!...‬‬

‫*)‬

‫األمــة الســورية تنهــي عرســها الدميوقراطــي مــع ســيادة الجحيــش‬

‫القائــد لتبــدأ عرســها النتخــاب رئيــس لالئتــاف الوطنجــي‪ ...‬وزغرطــي‬ ‫يــا ان ـرااااح‪!...‬‬

‫*)‬

‫ضمــن فعاليــات العــرس الدميوقراطــي يف بلــودان ألقــت خنســاء‬

‫ل ـراء فتيــش ومفرقعــات كرمــال يفقعهــن بالهــوا ملــا ينجــح ســيادتو‬ ‫باالنتخابــات‪ ...‬ولكــن رئيــس البلديــة تخــوزق وأبــدى امتعاضــه عــن‬ ‫كــون النتائــج ســتعلن يف وضــح النهــار ومــا رح يكــون يف ال نكهــة وال‬ ‫مازيــة للمفرقعــات‪...‬‬

‫*)‬

‫ســقوط أكــر مــن تســعة قتــى أمــام املحكمــة الدســتورية برصــاص‬

‫طائــش احتفــاالً بفــوز ســيادتو الــذي عـ ّـر عــن عميــق أســفه لتحــول‬

‫املنحبكجيــة ردينــة غولــد عــدة قصائــد أشــادت فيهــا بحكــم األب الفــرح إىل حــزن‪...‬‬

‫حافــظ وولــده بشــار‪ ...‬يذكــر أن الشــعر كان مرتافقـاً بخبطــات حامســية‬

‫*)‬

‫النــوري يخــر االنتخابــات بفــارق ‪ 11‬مليــون صــوت فقــط ال غــر‬

‫مــن قدمــي الســيدة ردينــة بالكعــب العــايل عــرت فيهــا عــن مــدى أمــام األســد الــذي حصــد نســبة ‪ 88.7‬بامليــة مــن األصــوات‪ ...‬واألســد‬ ‫وطنيتهــا وحبهــا لقائيــد الرباميــل‪...‬‬ ‫يشــكو مــن تزويــرات ألنــه مل يحقــق العــادات والتقاليــد يف حصولــه‬

‫*)‬

‫رئيــس بلديــة بلــودان يــرف مبلــغ ‪ 70‬ألــف لــرة ســورية عــى ‪ 99.999999999‬بامليــة‪!...‬‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بســوريا بلّشــت مظاهــر العــرس الدميوقراطــي‪...‬‬ ‫زينــة وصــور وأعــام‪ ...‬ومــو ناقــص غــر كــم‬ ‫بالــون‪ !...‬طرقــات الشــام رح تختنــق مــن صــور‬ ‫ســيادتو‪ ...‬مــع العبــارات الطنانــة والرنانة‪ ...‬ســوا‬ ‫منعمرهــا‪ ...‬ســوا رح نعيــش‪ ...‬ســوا رح نــاكل‬ ‫هــوا‪ ...‬ومــا بعــرف شــو‪ !...‬النــاس مــا إلهــا ســرة‬ ‫غــر االنتخابــات‪ ...‬يف نــاس بتقــول أنــو مســتحيل‬ ‫ننتخــب ولــو شــو مــا صــار‪ ...‬أص ـاً كيــف بدنــا‬ ‫ننتخبــو وهــو يــي قتلنــا ورشدنــا وهجرنــا‬ ‫مــن بيوتنــا‪ ...‬ويف نــاس بتقــول أنــو رح تنتظــر‬ ‫وتشــوف كيــف رح يكــون الوضــع‪ ...‬يعنــي إذا‬ ‫حــط عالمــة أو ثقــب ع الهويــة متــل مــا عمــل‬ ‫امللعــون أبــوه بزمانــو رح تضطــر تنتخــب مشــان‬ ‫مــا يصــر معهــا مشــاكل ونفــس الــي يــي‬

‫شــغلو بالدولــة ومــا بــدو‬ ‫يخــر مثـاً معاشــو‪ ...‬أو ييل‬ ‫عــم يعمــل يش ورقــة رســمية‬ ‫أو جــواز ســفر‪ .‬بيضــل أنــو‬ ‫يف نــاس بدهــا تنتخبــو مــن‬ ‫قلــب ورب‪ ...‬ببســاطة ألنهــا‬ ‫صــارت عــى قناعــة باملتــل‬ ‫يــي بيقــول‪" :‬خليــك عــى‬ ‫مجنونــك أحســن مــا يجيــك‬ ‫أجــن منــو"‪ ...‬يعنــي خليــك‬ ‫عــى جحشــك أحســن مــا يجيــك أجحــش منــو‪..‬‬ ‫طبعــاً بعــد مــا ح ّملــت الثــوار مســؤولية كل‬ ‫يش صــار‪ ...‬و نســيت الطاغيــة األكــر ورأس‬ ‫األفعــى يــي وصلنــا لهــون‪ ...‬ياســيدي يــي بــدو‬ ‫ينتخــب ســيادتو وهــو عــم يتفلســف أنــو هــي‬ ‫حريــة يصطفــل‪ ...‬واللــه يهنيــه فيــه‪ ...‬ألنــو‬ ‫هــاد مــن فصيلــة املنحبكجحشــية وصعــب‬

‫نفهــو شــو يــي عــم يصــر‪ ...‬بــس املهــم نرحــم‬ ‫النــاس يــي عنجــد مضطــرة تنتخــب‪ ...‬وخاصــة‬ ‫يــي بتمــر دامئــاً عــى حواجــز أو هــي أصــاً‬ ‫مــن النــاس عليهــا إشــارة حمــرا‪ ...‬يعنــي مــن‬ ‫اآلخــر مــايف داعــي حــدا ينظّــر أو ي ـزاود عــى‬ ‫حــدا‪ ...‬ال تخلــوا االنتخابــات تفرقنــا وتزيــد‬ ‫وجعنــا‪ ...‬خلونــا إيــد وحــدة ونعمــل لــكل الفــن‬ ‫والخالفــات‪ ...‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫إنهــا أســطورة كتبهــا التاريــخ عــى مــر‬ ‫الزمــان‪ .‬بائعــة الكربيــت‪ ..‬وأصبحــت ســوريا‬ ‫بــاد األســاطري مــن بائــع الكربيــت‪ ..‬وبائعــة‬ ‫الــورد التــي تبلــغ مــن العمــر ‪ 9‬ســنوات يف‬ ‫شــوارع دمشــق‪ ،..‬واليــوم "بائــع البســكويت"‪.‬‬ ‫هــو أســطورة بــاد العجائــب مــن ســورية‪..‬؛‬ ‫مــن مدينــة حلــب‪ ،‬بائــع البســكويت خــرج‬ ‫للشــارع لتأمــن املــال الــازم إلعالــة أهلــه‪.‬‬ ‫إنــه "مصطفــى عــرب" الــذي استشــهد نتيجــة‬ ‫ســقوط برميــل متفجــرة عــى حــي "بســتان‬ ‫القصــر" مبدينــة حلــب‪ .‬كان مصطفــى يبيــع‬ ‫البســكويت ويكســب لقمــة العيــش التــي‬ ‫يعيــش منهــا إخوتــه‪ .‬أوضــح أهــايل حلــب أن‬ ‫مصطفــى مل يكــن إرهابيـاً‪ ،..‬ومل يحمــل ســاحاً‬ ‫ويتجــول بشــوارع حلــب ويقاتــل‪ .‬ذنــب‬ ‫مصطفــى أنــه يريــد الحيــاة‪ ،‬وهــم يريــدون‬ ‫لــه املــوت‪ .‬أصابــت شــظية مــن برميــل متفجــر‬ ‫جســد الطفــل الصغــر ذيوالعــارشة أمــام‬ ‫أنظــار أخيــه األصغــر ســناً‪ .‬بينــا تداولــت‬ ‫مواقــع التواصــل االجتامعــي حكايــة الشــهيد‬ ‫الطفــل بائــع البســكويت‪ .‬وذكــر ناشــطون‬ ‫بــأن الطفــل كان عزيــز النفــس ال يــرىض‬ ‫بالــذل ومــد اليــد كان يريــد أن يشــقى ليعــول‬ ‫أهلــه‪ .‬الشــهيد الطفــل مصطفــى مــن رجــال‬ ‫ســوريا‪ ،‬صنــع مــا عجــز الكثــر عــن صنعــه‪.،..‬‬ ‫أصبــح ضحيــة نظــام غــادر‪ ،‬ســيكتب التاريــخ‬ ‫قصتــه‪ .‬أســطورة‪ ..‬اختلطــت دمائــه بقطــع‬ ‫بالبســكويت‪.‬‬ ‫يف حلــب لــن تجــد فقــط مصطفــى بائــع‬ ‫البســكويت‪ ،‬إمنــا غــره كثــر نزلــوا إىل‬ ‫الشــارع ليحصلــوا عــى مــا يعيــل أهلهــم‪،‬‬ ‫فهــل يصبــح مصــر هــؤالء األطفــال كمصــر‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫عامة الشعب‬

‫فواصل‬

‫إسالم عبدالكريم أوكسجين‬

‫بائع البسكويت‬

‫يســتخدم هــذا املصطلــح للداللــة عــى النــاس‬ ‫الذيــن يعملــون بأعــال الزراعــة والصناعــات‬ ‫اليدويــة واملوظفــون اإلداريــون والعموميــون‬ ‫مــن أصحــاب الدخــل املحــدود الذيــن يتحلــون‬ ‫بطيــب النيــة والعقــول البســيطة‪ ،‬فهــم ال‬ ‫يشــغلون رؤوســهم بالتفكــر فيــا يــدور‬ ‫حولهــم مــن متغـرات‪ ،‬وال يطالبــون بحقوقهــم‬ ‫املســلوبة منهــم إذ ينحــر كل تفكريهــم‬ ‫بكيفيــة تأمــن قــوت يومهــم بســبب دخلهــم‬

‫الــذي ال يــكاد يكفــي احتياجاتهــم اليوميــة‬ ‫البســيطة مــن طعــام ورشاب وفواتــر مــاء‬ ‫وكهربــاء‪ .‬هــم مــن أصحــاب الضامئــر النقيــة‬ ‫الذيــن ال يفكــرون كث ـرا ً يف مــا يــدور حولهــم‬ ‫مــن أحــداث طاملــا أنهــا بعيــدة عنهــم ألن‬ ‫عملهــم يشــغل معظــم وقتهــم‪ .‬هــذا النــوع‬ ‫مــن النــاس يصعــب التعامــل معه يف النقاشــات‬ ‫بســبب قلــة اطالعهــم نتيجــة طبيعــة أعاملهــم‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )113‬األحد ‪2014\٠٦\٠٨‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بائــع البســكويت؟‪ .‬رحــل بائــع البســكويت‬ ‫وخطــوات النظــام الحاقــد تتزايــد‪ ..‬ال تأبــه‬ ‫ألمــر طفــل أو امــرأة أينــا كانــوا‪.‬‬ ‫مل يتوقــف طــران األســد عــن غاراتــه عــر‬ ‫براميلــه املتفجــرة‪ .،..‬كشــفت مصــادر أن‬ ‫قيــادي يف حــزب اللــه اللبنــاين كان يشــارك يف‬ ‫رمــي الرباميــل املتفجــرة عــى املــدن الســورية‪،‬‬ ‫وأكــد املصــدر أن "عبــاس ســمري طقــش"‬ ‫قائــد رسيــة مشــاة يف الحــزب قتــل عــى أيــد‬ ‫الجيــش الحــر انتقامـاُ للمدنيــون العــزل‪ ،‬جـراء‬ ‫إلقــاء الرباميــل املتفجــرة عليهــم‪.‬‬ ‫فيــا أشــارت الدراســات إىل أن ســتني يف املئــة‬ ‫مــن األطفــال العاملــن يتعرضــون ملخاطــر‬ ‫جســدية أثنــاء تأديتهــم لعملهــم‪ .‬ظهــرت‬ ‫يف ســورية يف ظــل األزمــة أعــدادا ً كبــرة مــن‬ ‫عاملــة األطفــال دون ســن ‪.18‬‬ ‫مل يختلــف األمــر كثــرا ً يف بــاد اللجــوء‪ .‬يف‬ ‫لبنــان ظهــرت دراســة مؤخ ـرا ً مفادهــا أن ‪14‬‬ ‫ألــف طفــل ســوري مــا دون الـــ ‪ 18‬عامــا‬ ‫يعملــون يف شــتى األعــال وغالبـاً مــا‬ ‫تكــون صعبــة عــى أعامرهــم‪.‬‬ ‫ويف األردن ال يختلــف األمــر‬ ‫كثـرا ً‪ ،‬فمــع تزايــد تدفــق املزيــد‬ ‫مــن الالجئــن التــي دفعــت‬ ‫باألطفــال إىل العمــل‪ ،‬أشــار‬ ‫يف تقريــر لليونيســيف أن‬ ‫طفــاً يعمــل مــن بــن‬ ‫عــرة أطفــال ســوريني‬ ‫الجئــن يف املنطقــة ‪،‬‬ ‫وكشــف تقييــم أجــري‬ ‫مؤخـرا ً يف ‪ 11‬محافظــة‬ ‫أردنيــة مــن إجــايل‬ ‫‪ 12‬محافظــة أن‬

‫‪ 47‬باملائــة مــن ‪ 186‬أرسة يعمــل فــرد أو أكــر‬ ‫منهــا تعتمــد جزئيـاً أو كليـاً عــى الدخــل الــذي‬ ‫يــدره طفــل‪.‬‬ ‫ومثــال عليــه‪ :‬يخــرج الطفــل الســوري فايــز‬ ‫(‪ 14‬عــام) وإخوتــه الصغــار‪ ،‬مــن منزلهــم يف‬ ‫منطقــة الجويــدة يوميـاً يف الصبــاح الباكر‪ ،‬بعد‬ ‫لجوئهــم إىل األردن مــن مدينــة درعا الســورية‪،‬‬ ‫ومل يجــدوا ســبيالً ملســاندة أرستهــم الالجئــة‪ ،‬إالّ‬ ‫العمــل يف مســتودعات تــزود ســوق الخضــار‬ ‫املركــزي بالكراتــن‪ ،‬والصناديــق الخشــبية‬ ‫الفارغــة‪ ،‬وأحوالهــم كــا يقــول "فايــز" صعبــة‬ ‫ومتطلبــات العيــش يف األردن باهظــة الثمــن‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.