أوكسجين العدد 114 السنة الثالثة - الأحد 15-06-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫عمالة‬ ‪‭‬األطفا ‬ل ‪‭‬السوريين‬ ‫العالج‬ ‪‭‬لد ‬ى ‪‭‬العد ‬و ‪‭‬خيانة‬ ‪‭‬عظمى‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) 114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫مونديال سوري‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بينــا تتوجــه أنظار العــامل إىل العرس الكــروي يف الربازيل‪،‬‬ ‫يســتقبله عشــاق الكــرة يف ســوريا بحــزن وهــم الذيــن‬ ‫تــرزح بالدهــم تحــت الرصــاص والرباميل يف حــرب دموية‬ ‫مســتمرة منــذ ثــاث ســنوات‪ .‬النظــام الســوري الــذي مل‬ ‫يكــن يف يــوم مــن األيــام راعي ـاً للرياضــة وال للرياضيــن؛‬ ‫يهتــم وعــى نحــو مفاجــئ بالحــدث الكــروي العاملــي‪،‬‬ ‫لتبــدأ قنواتــه بنقــل املباريــات عــى قنــاة الدنيــا دون إذن‬ ‫أو ترصيــح‪ ،‬متجاهلــة بإســفاف حقــوق البــث الحــري‬ ‫للشــبكة القطريــة‪ ،‬والتــي وصلــت بهــم الوقاحــة إىل حــد‬ ‫عــدم وضــع اللوغــو الخــاص بهــا‪ .‬النظــام الــذي اســتغل‬ ‫مــن قبــل أي يشء لدعــم روايتــه وادعاءاتــه؛ يجــد اليــوم‬ ‫يف هــذه الخطــوة فرصــة لجــذب الســوريني ملتابعــة قنــاة‬ ‫الدنيــا وبــث ســمومه وأفــكاره‪ ،‬خاصــة أنــه يــدرك متامـاً‬ ‫عجــز الغالبيــة الســاحقة مــن املواطنــن يف ظــل الظــروف‬ ‫االقتصاديــة املرتديــة عــن تأمــن تكلفــة فــك تشــفري الباقة‬ ‫القطريــة للمونديــال‪ .‬بعــض مــن الناشــطني انشــغلوا‬ ‫بتطــرف مفــرط يف متابعــة املونديــال‪ ،‬وكثــر منهــم تــرك‬ ‫عملــه مؤقتــاً للتفــرغ ملتابعــة مباريــات فريقــه الــذي‬ ‫يشــجع‪ ،‬متناســيني دورهــم يف نقــل الحــدث أوالً بــأول‬ ‫للثــورة الســورية التــي مل ولــن تكــن حدث ـاً عاب ـرا ً ميــي‬ ‫ضمــن الســياق‪ .‬السياســة مل تكــن غائبــة عــن املشــهد‬ ‫رغــم صخــب وهتافــات املشــجعني‪ ،‬فغابــت يف معظــم‬ ‫األحيــان فكــرة "املتعــة واللعــب النظيــف" لتحــل مكانهــا‬ ‫توجهــات وتشــجيعات بحســب الفريــق الــذي يلعــب‪،‬‬ ‫فطبيعــة الحــال روســيا وإيــران التــي كانتــا يف طــرف‬ ‫النظــام الســادي لــن تنــال فرقهــا تشــجيع محبــي الكــرة‬ ‫مــن املعارضــة الســورية‪ ،‬بينــا ســيتخذ آخــرون موقف ـاً‬ ‫مغايـرا ً منهــا بوصفهــا كانــا يف مــع النظــام يف مواجهــة‬ ‫املؤامــرة كــا ي ّدعــون‪ .‬الحــاس مســتمر حتــى نهايــة‬ ‫كأس العــامل‪ ،‬واملونديــال الســوري متواصــل يف الداخــل يف‬ ‫أجــواء املــوت والجــوع والحصــار‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬عمالة‬ ‪‭‬األطفال‬ ‪‭‬السوريين‬ ‫‪ -4‬ألمى‬ ‪‭‬شحود‬ ‪‭..‬قصة‬ ّ‪‭‬حرة‬ ‪‭‬تختصر‬ ‪‭‬البطولة‬

‫‪ -5‬شبكة‬ ّ‪‭‬حراس‬ ‪‭‬حماية‬ ‪‭‬ورعاية‬ ‪‭‬أطفال‬ ‪‭‬سوريا‬

‫‪ -6‬العفو‬ ‪‭‬غائب‬ ‪‭‬عند‬ ‪‭‬المقدرة‬ ‫‪ -8‬دم‬ ‪‭‬ولحم‬ ‪‭‬وأسطورة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -9‬شهيد‬ ‪‭..‬‭‬علمني‬ ‪‭‬عشقه‬ ‪‭‬ورحل‬ ‫‪ -10‬العالج‬ ‪‭‬لدى‬ ‪‭‬العدو‬ ‪‭‬خيانة‬ ‪‭‬عظمى‬ ‫‪ -11‬اللقاء‬ ‫‪ -12‬الثورة‬ ‪‭‬بين‬ ‪‭‬أوهام‬ ‪‭‬النصر‬ ‪‭‬ومعاول‬ ‪‭‬التثبيط‬ ‫‪ -13‬حنين‬ ‪‭‬الناعورة‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬الجرح‬ ‪‭‬الذي‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬يبرأ‬ ‪‭‬والضحية‬ ‪‭‬التالية ‪ -‬فواصل‬ ‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫اقتصاد‬

‫عمالة األطفال السوريين‬ ‫بيروت | أوكسجين‬

‫يصــادف ‪ 12‬حزيــران مــن كل عــام "اليــوم‬ ‫العاملــي ملكافحــة عمــل األطفــال" مــن قبــل‬ ‫منظمــة العمــل الدوليــة التابعــة لألمــم‬ ‫املتحــدة‪ .‬تقــام هــذه االحتفاليــة منــذ عــام‬ ‫‪ 2002‬إىل هــذا الحــن‪ ،‬إذ تنخــرط أعــداد كبــرة‬ ‫مــن األطفــال يف جميــع أنحــاء العــامل يف مجــال‬ ‫العمــل املنــزيل بأجــر أو بــدون أجــر يف منــازل‬ ‫طــرف ثالــث أو صاحــب العمــل‪ .‬وغالبــاً مــا‬ ‫يصبــح هــؤالء األطفــال عرضــة لالســتغالل‪.‬‬ ‫أكــر مــن "‪ 100‬ألــف طفــل يقعــون ضحايــا‬ ‫عمــل األطفــال واالتجــار بهــم يف لبنــان"‪ .‬هــذا‬ ‫مــا تنقلــه خطــة العمــل الوطنيــة التــي أعدتهــا‬ ‫اللجنــة الوطنيــة ملكافحــة عمــل األطفــال‬ ‫ومنظمــة العمــل الدوليــة‪ ،‬عــن تقاريــر تفيــد‬ ‫بــأن "لبنــان قــد يكــون مــن الــدول التــي‬ ‫تســجل النســبة األعــى يف العــامل لألطفــال‬ ‫العاملــن بــن ‪ 10‬و‪ 17‬عامـاً"‪ .‬إن عمــل األطفال‬ ‫قــد تفاقــم أخــرا ً عــى األرجــح مــع نــزوح‬ ‫أعــداد كبــرة مــن الســوريني إىل لبنــان بســبب‬ ‫األوضــاع األمنيــة يف بلدهــم‪ .‬بــل إن الدراســات‬ ‫تشــر إىل أن األطفــال الالجئــن الســوريني‬ ‫والفلســطينيني‬ ‫وا ملها جر يــن‬ ‫و أ طفــا ل‬ ‫ا لشــو ا ر ع ‪،‬‬ ‫معرضــون‬ ‫بصفــة‬ ‫خا صــة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ملامرســات العمــل االســتغاللية‪ .‬ففــي دراســة‬ ‫أجريــت عــام ‪ 2009‬يف مخيــات جنــوب لبنان‪،‬‬ ‫تبــن أن األطفــال الفلســطينيني يتعرضــون‬ ‫لالســتغالل مــن أصحــاب العمــل‪ ،‬مــا يضاعــف‬ ‫مخاطــر العقــاب الجســدي واإلســاءة الجنســية‪.‬‬ ‫إال أن اللجــوء ليــس العامــل الوحيــد الســتمرار‬ ‫تزايــد املشــكلة‪ ،‬فالفقــر هــو أحــد األســباب‬ ‫الخطــرة حيــث "‪ 28.5‬يف املئــة مــن الســكان‬ ‫يعيشــون تحــت الحــد األعــى لخــط الفقــر‬ ‫وهــو ‪ 4‬دوالرات للفــرد يف اليــوم‪ ،‬و‪ 8‬يف املئــة‬ ‫منهــم يعيشــون يف فقــر مدقــع وتحــت الحــد"‪،‬‬ ‫بحســب تقريــر األهــداف اإلمنائيــة لأللفيــة‬ ‫عــام ‪ 2008‬املتعلــق بلبنــان‪ .‬كذلــك فــإن‬ ‫تقريــر التنميــة البرشيــة لعــام ‪ 2008‬ــــ ‪،2009‬‬ ‫يشــر إىل أن مــا يقــارب ‪ 300‬ألــف شــخص يف‬ ‫لبنــان غــر قادريــن عــى تلبيــة احتياجاتهــم‬ ‫األساســية الغذائيــة وغــر الغذائيــة‪ .‬وهــم غــر‬ ‫قادريــن عــى تلبيــة احتياجاتهــم األساســية‪.‬‬ ‫لكــن مــاذا يعمــل هــؤالء األطفــال؟ يف الواقــع‪،‬‬ ‫وضعــت وزارة العمــل اللبنانيــة والجامعــة‬ ‫األمريكيــة يف بــروت‪ ،‬بدعــم مــن منظمــة‬ ‫العمــل الدوليــة‪ ،‬قامئــة باألعــال الخطــرة التــي‬ ‫تبناهــا مجلــس الــوزراء يف ‪ 2012‬باملرســوم‬ ‫الرقــم ‪ .8987‬القامئــة أوردت عمــل األطفــال‬ ‫يف الشــوارع عــى رأس الئحــة األعــال األكــر‬ ‫خطــورة‪ ،‬فيــا تضمنــت قطاعــات عمــل مثــل‬ ‫ميكانيــك الســيارات‪ ،‬والنجــارة‪ ،‬واللحــام‪،‬‬ ‫وتعبئــة اســطوانات الغــاز وغريهــا‪ .‬كذلــك‬ ‫فــإن األطفــال العاملــن يوجــدون يف مواقــع‬ ‫صناعيــة تفتقــر إىل البنيــة التحتيــة املالمئــة‪،‬‬ ‫ويســتخدمون مــواد متفجــرة وقابلــة لالشــتعال‬ ‫ومــواد ضــارة أو خطــرة يف كثــر مــن املصالــح‪.‬‬ ‫داخــل هــذه األماكــن‪ ،‬هنــاك مســتوى منخفض‬ ‫مــن الوعــي بأهميــة الوقايــة والســامة‬ ‫الصحيــة التــي ينبغــي اعتبارهــا مــن‬ ‫رشوط العمــل األساســية‪ .‬ميــي األطفــال‬ ‫يف هــذه املنشــآت ســاعات طويلــة‬ ‫ويزاولــون‪ ،‬مبعــدالت دخــل منخفضــة‪،‬‬ ‫وظائــف ال تناســب منوهــم البــدين‬ ‫والعقــي وال مســتويات املهــارات‬ ‫لديهــم‪ ،‬مــع مالحظــة أن معظــم أماكــن‬ ‫العمــل غــر مســجلة قانونيـاً وال تخضــع إلطــار‬

‫قانــوين أو تفتيــش‪ .‬وترتبــط أنــواع أخــرى مــن‬ ‫مخاطــر العمــل بصناعــة مبيــدات الحــرات‬ ‫واألســمدة التــي تحتــوي عــى مســتويات‬ ‫مرتفعــة مــن املــواد الكيميائيــة التــي تســبب‬ ‫األمــراض‪ .‬فالطفــل يف معظــم األرس يعمــل‬ ‫مــع عائلتــه‪ ،‬وخصوصــاً يف القطــاع الزراعــي‬ ‫وأثنــاء الحصــاد وعنــد تجهيــز األرض للزراعــة‪،‬‬ ‫ألنــه يوفــر تكاليــف اليــد العاملــة ويســهم يف‬ ‫زيــادة دخــل األرسة‪ .‬وتجــدر اإلشــارة إىل أن‬ ‫العمــل الزراعــي عمــل موســمي‪ ،‬والغيــاب‬ ‫لفـرات طويلــة عــن املدرســة يعــوق التحصيــل‬ ‫العلمــي عــى املــدى الطويــل ويجعــل األطفــال‬ ‫العاملــن يتأخــرون عــن باقــي زمالئهــم يف‬ ‫الصــف‪ ،‬وينتهــي بهــم األمــر إىل تــرك املدرســة‪.‬‬ ‫وتقــر الخطــة بــأن البــاد ال تــزال تفتقــر إىل‬ ‫آليــات مناســبة للمعالجــة وإىل برامــج وقايــة‬ ‫كافيــة‪ ،‬عل ـاً بــأن لبنــان ص ـ ّدق عــى اتفاقيــة‬ ‫حقــوق الطفــل التــي تنــص يف املــادة ‪ 32‬عــى‬ ‫اآليت‪" :‬تعــرف الــدول األط ـراف بحــق الطفــل‬ ‫يف حاميتــه مــن االســتغالل االقتصــادي‪ ،‬ومــن‬ ‫أداء أي عمــل يرجــح أن يكــون خطــرا ً أو أن‬ ‫ميثــل إعاقــة لتعليــم الطفــل‪ ،‬أو أن يكــون ضــارا ً‬ ‫بصحــة الطفــل أو بنمــوه البــدين‪ ،‬أو العقــي‪،‬‬ ‫أو الروحــي‪ ،‬أو املعنــوي‪ ،‬أو االجتامعــي"‪.‬‬ ‫وتجــدر اإلشــارة إىل أن الطفولــة‪ ،‬وفقـاً للقوانني‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬تنتهــي ببلــوغ ســن الثامنــة عــرة‪،‬‬ ‫وهــي بهــذا تتوافــق مــع املــادة األوىل مــن‬ ‫االتفاقيــة‪ .‬وحــذّر مديــر اإلعــام اإلقليمــي يف‬ ‫منظمــة األمــم املتحــدة للطفولة "اليونيســيف"‬ ‫ســاميون إنغــرام مــن "تفاقــم ســوء أحــوال‬ ‫أطفــال الالجئــن الســوريني يف لبنــان كلــا‬ ‫طالــت األزمــة يف بالدهــم"‪ .‬وأشــار إىل إن‬ ‫"األطفــال هــم أكــر املترضريــن مــن اســتمرار‬ ‫األزمــة يف ســوريا‪ ،‬الفتـاً إىل أن أحوالهــم تــزداد‬ ‫ســوءا ً بعــد ثــاث ســنوات مــن النـزاع‪ ،‬باعتبــار‬ ‫أن القســم األكــر مــن عائالتهــم مل يعــد قــادرا ً‬ ‫عــى إعالتهــم لذلــك يُدفــع بهــم إىل ســوق‬ ‫العمــل"‪ .‬وأوضــح إنغ ـرام يف حديــث صحفــي‬ ‫أن "أبــرز التحديــات التــي تواجــه األطفــال‬ ‫الالجئــن وجودهــم يف خيــم غــر صالحــة‬ ‫للعيــش‪ ،‬ســوء التغذيــة‪ ،‬الــرد‪ ،‬الحــر الشــديد‪،‬‬ ‫األمــراض ونقــص امليــاه الصالحــة للــرب‪".‬‬


‫بروفايل‬

‫ّ‬ ‫ألمى شحود‪ ..‬قصة حرة تختصر البطولة‬ ‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫عندمــا يبــدأ الــكالم عــن "أملــى شــحود"‬ ‫فالحديــث يطــول‪ ،‬عــن امــرأة حــرة أعــادت‬ ‫صياغــة معــاين الشــجاعة والرجولــة يف زمــن‬ ‫نــدرت بــه الرجــال‪ .‬شــحود مــن مواليــد‬ ‫امليــدان يف دمشــق عــام ‪ ،1986‬شــاركت يف‬ ‫الثــورة الســورية يف كافــة مراحلهــا بــكل مــا‬ ‫اســتطاعت‪ ،‬بــدءا ً مــن التظاهــرات الســلمية‬ ‫إىل العمــل الطبــي واإلغــايث‪ ،‬وهــي التــي كانــت‬ ‫مــن أوائــل وأنشــط املســعفني للكثري مــن الثوار‬ ‫قبــل وأثنــاء تحريــر الغوطــة يف ريــف دمشــق‪،‬‬ ‫لتحمــل أخــرا ً الســاح‪ .‬تجربتهــا كمقاتلــة‬ ‫بــدأت مــع نقلهــا للذخــرة والرصــاص الــذي‬ ‫كانــت تلفــه حــول بطنهــا متظاهــرة بأنهــا‬ ‫حامــل يف شــهورها األخــرة‪ ،‬ويوم ـاً بعــد يــوم‬ ‫بــدأ الثــوار بتدريبهــا عــى اســتخدام الســاح‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك ش ـكّلت شــحود مجموعــة مقاتلــة‬ ‫تألفــت مــن حــوايل عرشيــن شــاباً‪ ،‬ونجحــت‬ ‫يف تنفيــذ عــدة عمليــات نوعيــة ضــد قــوات‬ ‫النظــام‪ .‬اعتقلــت للمــرة األوىل بتاريــخ ‪2012‬‬

‫يــوم كانــت تســاعد شــحود بإســعاف الجرحــى‬ ‫يف مدينــة عربــن التــي كانــت تتعــرض للقصف‬ ‫آنــذاك‪ ،‬ولــدى مرورهــا عنــد أحــد الحواجــز‬ ‫الطيــارة طلــب منهــا أحــد عنــارص األمــن‬ ‫النــزول وانهــال بالــرب عــى ســائق التاكــي‬ ‫الــذي برفقتهــا بــا مــرر‪ ،‬وعندمــا تدخلــت‬ ‫شــحود للتخفيــف عنــه‪ ،‬جــرت مالســنة بينهــا‬ ‫وبــن الضابــط الــذي بــدأ بشــتمها بأبشــع‬ ‫األلفــاظ‪ ،‬فــا كان منهــا إال أن صفعتــه عــى‬ ‫وجهــه‪ ،‬تعرضــت عــى إثــر ذلــك لــرب مــرح‬ ‫وأغمــي عليهــا‪ ،‬لتجــد نفســها باليــوم الثــاين يف‬ ‫فــرع املخابــرات الجويــة الــذي قضــت فيــه‬ ‫‪ 38‬يوم ـاُ ذاقــت فيهــا أســوء أنــواع التعذيــب‬ ‫الجســدي والنفــي‪ ،‬بتهمــة أنهــا "ناشــطة‬ ‫سياســية" رغــم أنهــم ال يعلمــون أي يشء‬ ‫عــن عملهــا املســلح‪ .‬تــم اإلف ـراج عنهــا بعــد‬ ‫أن دفــع ذويهــا مبلــغ مليــوين لــرة ســورية‬ ‫كرشــاوى ملســؤويل النظــام‪ .‬وحشــية التعذيــب‬ ‫الــذي تعرضــت لــه عــزز لديهــا دافــع االنتقــام‪،‬‬ ‫األمــر الــذي دفعهــا للعــودة إىل القتــال فــور‬ ‫تعافيهــا مــن آالمهــا‪ ،‬وانخرطــت مجــددا ً يف‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫القتــال الــذي كان دائــرا ً آنــذاك عــى أكــر‬ ‫مــن جبهــة يف الغوطــة‪ ،‬وتنقلــت مجموعتهــا‬ ‫بــن عــدة نقــاط ســاخنة يف الزبــداين ورنكــوس‬ ‫وحرســتا وســقبا‪ ،‬بالتعــاون مــع بقيــة‬ ‫املجموعــات والكتائــب العســكرية األخــرى‬ ‫وبدعــم مــن املجلــس املحــي العســكري‬ ‫بدمشــق‪ .‬يف أواخــر عــام ‪ 2012‬أصيبــت شــحود‬ ‫إصابــة بالغــة أثنــاء معركــة قويــة القتحــام‬ ‫فــرع املخابــرات الجويــة يف حرســتا‪ ،‬وبينــا‬ ‫هــي تحــاول إنقــاذ أحــد أفــراد مجموعتهــا‬ ‫"أبــو بكــر"؛ أحــاط بهــا جنــود النظــام وانهالــوا‬ ‫عليهــا رضبــاً بطريقــة هســتريية‪ ،‬ثــم أغمــي‬ ‫عليهــا وظنــوا أنهــا ماتــت‪ .‬أســعفت وأبــو‬ ‫بكــر إىل املشــفى امليــداين يف عــن ترمــا الــذي‬ ‫عجــز عــن تقديــم املســاعدة الطبيــة لهــا‪،‬‬ ‫بســبب الكســور الكثــرة يف جســدها وخاصــة‬ ‫يف منطقــة العمــود الفقــري لتصبــح مشــلولة‬ ‫بعــد ذلــك‪ .‬قلــة املعــدات الطبيــة يف املشــفى‬ ‫امليــداين؛ اضطــر الثــوار إىل نقلهــا إىل مشــفى‬ ‫املواســاة يف دمشــق‪ ،‬إال أن األمــن الســوري‬ ‫اكتشــف هويتهــا فأبقاهــا تحــت التخديــر‬ ‫بجرعــات زائــدة ملــدة ‪ 60‬يومــاً مــا أدى إىل‬ ‫إدمانهــا وتقــرح جســدها نتيجــة قلــة الحركــة‪.‬‬ ‫كانــت شــحود آنــذاك حام ـاً فولــدت داخــل‬ ‫املشــفى واحتجــز األمــن طفلهــا الوليــد‪ .‬بعــد‬ ‫ذلــك متكــن الثــوار مــن تهريبهــا إىل الغوطــة‬ ‫بعــد دفــع رشــوة ألحــد عنــارص األمــن هنــاك‪،‬‬ ‫ثــم نقلــت إىل األردن رغــم رفــض شــحود التــي‬ ‫كانــت تــر عــى بقائهــا داخــل الغوطــة‪.‬‬ ‫أمضــت ‪ 9‬أشــهر تحــت العــاج‪ ،‬لكــن املخــدر‬ ‫الــذي كان قــد أعطــي لهــا فاقــم مــن حالتهــا‪،‬‬ ‫ومل يتمكــن األطبــاء هنــاك مــن تقديــم العــون‬ ‫الطبــي لهــا بســبب ســوء حالتهــا الصحيــة‪.‬‬ ‫ليعلــن الطبيــب املســؤول وفاتهــا يف تاريــخ ‪14‬‬ ‫‪ .2014 / 6 /‬أملــى شــحود "الحــرة" كــا لقبهــا‬ ‫ثــوار الغوطــة الرشقيــة بســبب نشــاطها عــى‬ ‫جبهــات اإلســعاف امليــداين والقتــال؛ طــوت‬ ‫بوفاتهــا صفحــة مــن قصــة صمــود امــرأة‬ ‫أرادت الحيــاة فتحــ ّدت القــدر‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫نور سعيد | أوكسجين‬

‫انطلقــت شــبكة ح ـراس كمجموعــة متخصصــة‬ ‫يف الدعــم النفــي االجتامعــي وحاميــة الطفــل‪،‬‬ ‫وبــدأت نشــاطاتها يف كانــون الثــاين عــام ‪2012‬‬ ‫يف مدينــة داريــا ثــم توســعت لتشــمل عــدة‬ ‫مناطــق أخــرى كالغوطــة الرشقيــة ودمشــق‬ ‫وإدلــب‪ .‬األســتاذ عــاء ظاظــا اختصــايص يف‬ ‫علــم نفــس الطفــل والرتبيــة الخاصــة‪ ،‬مســؤول‬ ‫برامــج االســتجابة واملناهــج يف شــبكة ح ـراس‪،‬‬ ‫كان معــه اللقــاء اآليت‪* :‬تعريــف بشــبكة حـراس‬ ‫؟ مجموعــة متخصصــة يف حاميــة الطفــل‬ ‫الســوري‪ ،‬تســعى إلحــداث تغيــر مبــارش‬ ‫حقيقــي ومســتدام يف املجتمــع‪ ،‬مبــا يضمــن‬ ‫حصــول األطفــال عــى الرعايــة التي يســتحقونها‬ ‫يف املجــاالت النفســية واالجتامعيــة والتعليميــة‪.‬‬ ‫ونقصــد بالحاميــة منــع أي حالــة مــن حــاالت‬ ‫العنــف أو اإليــذاء أو االســتغالل الــذي يتعــرض‬ ‫لــه الطفــل يف كل البيئــات‪ ،‬والتــرف إزائهــا‬ ‫والقضــاء عليهــا وفــق نهــج مبنــي عــى حقــوق‬ ‫الطفــل‪* .‬مــن هــم األشــخاص القامئــون عــى‬ ‫هــذا العمــل؟ تضــم العديــد مــن األفــراد‬ ‫واملجموعــات التــي تســاهم يف رعايــة الطفــل‬ ‫بدعــم مــن فريــق اداري مــن املختصــن يف‬ ‫مجــاالت الصحــة النفســية والرتبيــة‪* .‬ماهــي‬ ‫الفئــات املســتهدفة يف أنشــطتكم؟ تســتهدف‬ ‫الشــبكة بخدماتهــا الحلقــات املســؤولة عــن‬ ‫حاميــة الطفــل بشــكل مبــارش مبــا يف ذلــك‬ ‫الطفــل نفســه‪ ،‬األرسة والقامئــن عــى الرعايــة‬ ‫باإلضافــة اىل عنــارص أساســية يف املجتمــع‬ ‫كاملعلمــن ومقدمــي خدمــات الدعــم النفــي‬ ‫االجتامعــي‪* .‬ماهــي املشــاريع والنشــاطات‬ ‫التــي تدعمهــا شــبكة ح ـراس ؟ تدعــم الشــبكة‬ ‫مســارين مختلفــن مــن املشــاريع واألنشــطة‪،‬‬ ‫األول‪ :‬يســتهدف الطفــل مبــارشة ويتضمــن‬

‫أنشــطة التعليــم والتدريــب عــى مهــارات‬ ‫الحيــاة‪ .‬بينــا يركــز الثــاين عــى مقدمــي‬ ‫الخدمــات ويتضمــن مشــاريع لبنــاء قدراتهــم‬ ‫وضــان الحــد األدىن مــن املعايــر التــي تليــق‬ ‫بكرامــة وحقــوق الطفــل الســوري‪* .‬بالنســبة‬ ‫ملجــال التعليــم‪ ،‬كــم عــدد النقــاط التعليميــة‬ ‫التــي تدعمهــا الشــبكة ومــا نــوع الدعــم‬ ‫املقــدم لهــا؟‬ ‫تدعــم الشــبكة حاليــاً ‪ 8‬نقــاط تعليميــة‪،‬‬ ‫ويشــمل الدعــم تخطيــط االســتجابة التعليميــة‬ ‫واملناهــج والتطويــر املهنــي املســتمر واملتابعــة‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل تغطيــة تكاليــف العمليــة‬ ‫التعليميــة وخدمــات الدعم املرافقة‪ .‬مشــاريعنا‬ ‫يف دمشــق والغوطــة الرشقيــة وريــف إدلــب‪.‬‬ ‫*مــن هــي الجهــات املتعاونــة معكــم؟ للشــبكة‬ ‫عــدد مــن الــركاء واملجموعــات الصديقــة‪،‬‬ ‫فهنــاك االستشــارات واإلرشاف والتدريــب‬ ‫والتعــاون يف أحــد املشــاريع كطباعــة طيــارة‬ ‫ورق‪ .‬ومؤسســة مــرات يف حلــب‪ ،‬مؤسســة‬ ‫مــدد يف القنيطــرة‪ ،‬منظمــة ســوريات التــي‬ ‫تعنــى بتمكــن املــرأة‪ ،‬والتنســيق يف هــذه‬ ‫الحالــة يســاعد عــى تقديــم الخدمــات بشــكل‬ ‫متكامــل للطفــل وأرستــه‪.‬‬ ‫*هــل أنتــم تتبعــون بشــكل أو بآخــر لالئتــاف‪،‬‬ ‫تنســيق أو دعــم مثـاً؟ ال توجــد أي عالقــة بــن‬ ‫شــبكة حــراس وأي كيــان ســيايس يف ســوريا‬ ‫أو خارجهــا‪ .‬لكــن هــذا ال مينــع التنســيق مــع‬ ‫أي جهــة تهــدف للوصــول لألطفــال وتقديــم‬ ‫الخدمــات لهــم‪ ،‬وتحييدهــم عــن الــراع‬ ‫الســيايس‪* .‬هــل عملكــم مرتبــط بالثــورة؟‬ ‫نحــن نــرى أن الثــورة هــي حالــة مــن التغيــر‬ ‫املجتمعــي‪ ،‬وبهــذا فــإن حـراس جــزء مــن ثــورة‬ ‫الشــعب الســوري الهادفــة إىل بنــاء مجتمــع‬ ‫يتمتــع فيــه جميــع الســوريني باملســاواة يف‬ ‫الحقــوق وتصــان فيهــا كرامتهــم‪ ،‬فالثــورة‬

‫مســتمرة طاملــا بقــي طفــل واحــد مــن أبنــاء‬ ‫الوطــن الصغــار ال يتمتــع بحقوقــه كاملــة‪.‬‬ ‫*ماهــي أبــرز اإلنجــازات التــي حققتهــا‬ ‫الشــبكة؟ ال ت ـزال الشــبكة يف بدايــة مشــوارها‬ ‫لتحقيــق أهدافهــا‪ ،‬لكــن يف شــهر آذار املــايض‬ ‫متكنــا مــن إيصــال خدماتنــا إىل ‪ 2250‬طفــل‬ ‫يف مختلــف املناطــق وفــق معايــر متميــزة‪،‬‬ ‫ومتكنــت مــن تأهيــل ‪ 350‬متــدرب يف مجــال‬ ‫حاميــة الطفــل‪ ،‬باإلضافــة إىل تقديــم البدائــل‬ ‫التعليميــة كمجلــة طيــارة ورق‪ .‬وهنــاك تعــاون‬ ‫وتبــادل يف املــواد واألفــكار بــن "طيــارة ورق‬ ‫"ومجلــة "زيتــون وزيتونــة "وكذلــك مجلة ‪ROJ‬‬ ‫‪" "A ZAROKAN‬التــي تصــدر باللغة الكردية‪.‬‬ ‫تبــادل لــآراء والنقــد البنــاء بهــدف الوصــول إىل‬ ‫تقديــم مــادة أفضــل للطفــل الســوري والعــريب‬ ‫بشــكل عــام‪* .‬هــل لديكــم مشــاريع تعنــى‬ ‫بشــؤون األطفــال الالجئــن الســوريني خــارج‬ ‫ســوريا؟ ال‪ ،‬بــل تقتــر مشــاريع الشــبكة عــى‬ ‫الداخــل الســوري فيــا عــدا بعــض التعــاون‬ ‫التدريبــي مــع بعــض املجموعــات التــي تتمركــز‬ ‫يف دول الجــوار وتقــدم خدماتهــا لألطفــال داخل‬ ‫ســوريا‪ .‬مواردنــا متواضعــة ومركــزة فقــط عــى‬ ‫الداخــل *مــا هــو هــدف حـراس الــذي تســعون‬ ‫للوصــول إليــه؟ رؤيتنــا تتحقــق بــأن نصــل إىل‬ ‫مجتمــع يتمتــع فيــه الطفــل بطفولــة آمنــة‬ ‫وســعيدة وينعــم فيهــا‪ ،‬لخــره وخــر املجتمــع‪،‬‬ ‫بالحقــوق والحريــات‪ .‬بينــا‬ ‫املرحليــة‬ ‫أهدافنــا‬ ‫التخفيــف مــن اآلثــار‬ ‫الســلبية للنـزاع الحــايل‬ ‫عــى األطفــال‪.‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مقابلة‬

‫ّ‬ ‫شبكة حراس‪ :‬حماية ورعاية أطفال سوريا‬


‫ملف العدد‬

‫العفو غائب عند المقدرة‬ ‫محمد الصفدي | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بعــد ســيل أكاذيــب نظــام األســد الــذي ال‬ ‫ينتهــي‪ ،‬وآخرهــا االنتخابــات الهزليــة املضحــة‬ ‫املبكيــة؛ حيــث الطاغيــة يعيــد انتخــاب نفســه‬ ‫لســبع ســنوات عجــاف؛ مــا يعنــي مزيــدا ً مــن‬ ‫الدمــاء والقتــل واالعتقــال والتجهــر والتدمــر‬ ‫بالرباميــل املتفجــرة‪ .‬أمــا املضحــك فهــو عــى‬ ‫أيــة دعامــة تقــوم هــذه االنتخابــات‪ ،‬التــي‬ ‫أساســها األول حريــة الناخــب الســوري يف أن‬ ‫يختــار ممثلــه ورئيســه‪ .‬وهــو النــازح وامله ّجــر‬ ‫يف بــاد اللــه الواســعة‪ ،‬يعــاين مــا يعانيــه مــن‬ ‫الفقــر والــذل والعــوز والحرمــان أينــا كان‪،‬‬ ‫هــل حريــة االختيــار تحــت الحــرب والقذائــف‬ ‫والحصــار والتجويــع؟ أليســت مقولتهــم‬ ‫التــي كتبوهــا عــى جــدران ســوريا (الجــوع‬ ‫أو الركــوع) ماثلــة حتــى اليــوم؟ أَيعقــل أن‬ ‫ينتخــب الشــعب قاتلــه وس ـ ّجانه‪ ،‬ومــن أردى‬ ‫أطفالــه وشــبابه وشــيبه يف املجــازر ويف ظلمــة‬ ‫الزنازيــن‪ ،‬حيــث الجــرذان واألم ـراض واملــوت‬ ‫البطــيء تحــت التعذيــب؟!‪.‬‬ ‫أم األكاذيــب تطــل عــى الســاحة الســورية‬ ‫اليــوم كذبــة أخــرى بعنــوان (العفــو العــام)‬ ‫الــذي صــدر بتاريــخ ‪ ،2014/6/9‬وســط ردود‬ ‫األفعــال بــن مــن يثــق بهــذا املرســوم ومــن‬ ‫ال يثــق بنظــام األســد أصــاً‪ .‬العفــو املزعــوم‬ ‫واملنتظــر جــاء بعــد العديــد مــن مراســيم‬ ‫العفــو الســابقة‪ ،‬كالــذي صــدر يف شــهر حزيران‬ ‫عــام ‪ 2011‬أي يف بدايــة الثــورة‪ ،‬واآلخــر الــذي‬ ‫يف شــهر كانــون الثــاين مــن عــام ‪ 2012‬والثالــث‬ ‫يف نيســان ‪ .2013‬فالســوريون الذين مل يلمســوا‬ ‫أي جديــد مــا ســبق‪ ،‬انتابهــم الحــزن والكآبــة‬ ‫ألســباب عديــدة أولهــا‪ :‬إن العفــو املرتقــب كان‬ ‫عــى الطاغيــة أن يصــدره قبــل االنتخابــات‬ ‫التــي أجراهــا‪ ،‬ولــو حــدث هــذا فع ـاً لــكان‬ ‫العفــو حدث ـاً ممي ـزا ً وبــارزا ً وجدي ـرا ً باملتابعــة‬ ‫واالهتــام عــى الســاحة السياســية الســورية‪،‬‬ ‫أمــا أن يــأيت بعدمــا أجــر آالف املعتقلــن يف‬ ‫ســجونه بانتخابــه فهــذا أمــر بشــع وشــنيع‪،‬‬ ‫ناهيــك أن العفــو لــو تــم قبــل االنتخابــات‬ ‫مل ّهــد الطريــق لتســويات عديــدة وكــرى‬ ‫مــا بــن الثــوار ونظــام األســد‪ .‬لكــن تجربــة‬

‫الســوري مــع حاكمــه ليســت بجديــدة عليــه‪،‬‬ ‫فهــو يعــي جيــدا ً أن بشــار األســد ابــن حافــظ‬ ‫الــذي أرهبــه لعقــود وجعلــه يركض الهثـاً وراء‬ ‫لقمتــه‪ ،‬يف حــن أن ســوريا مــن أغنــى الــدول‬ ‫العربيــة بالزراعــة والنفــط وكــوادر الشــباب‬ ‫املتعلــم واأليــدي العاملــة‪ .‬مــاذا ســيقدم هــذا‬ ‫العفــو للمعتقلــن الذيــن تجــاوزوا ‪ 250‬ألــف‬ ‫حســب لجــان التنســيق املحليــة‪ ،‬وكــم ســيخرج‬ ‫مــن الزنازيــن‪ ،‬وســط تعتيــم إعالمــي واحصــاء‬ ‫مــن قبــل النظــام نفســه‪ ،‬فــا توجــد أســاء‬ ‫وأعــداد موثقــة للمعتقلــن‪ ،‬وهنــاك رشيحــة‬ ‫كــرى منهــم قــد أعدمــوا ميدانيــاً ودفنــوا‬ ‫جامعي ـاً يف حفــر كبــرة وعميقــة‪.‬‬ ‫وســط غيــاب اإلحصــاءات نعــرف أن أعــداد‬ ‫املعتقلــن لــدى نظــام األســد بــاآلالف‪ ،‬لكــن‬ ‫نريــد إحصــا ًء باألســاء تقــوم بــه املؤسســات‬ ‫اإلنســانية ولجــان حقــوق اإلنســان‪ .‬وإن مل‬ ‫يحــدث هــذا فــا العفــو املزعــوم ّإل لــذر‬ ‫الرمــاد يف العيــون ال أكــر‪ .‬يقــول مديــر قســم‬ ‫الــرق األوســط وشــال إفريقيــا يف منظمــة‬ ‫العفــو الدوليــة فيليــب لوثــر‪ ،‬يف ترصيحــات‬ ‫عــى املوقــع اإللكــروين للمنظمــة‪" :‬إن مؤمتــر‬ ‫جنيــف ‪ 2‬يجــب أن يتطــرق إىل هــذه القضيــة‪،‬‬ ‫باعتبارهــا أولويــة مطلقــة‪ ،‬إذ يجــب اتخــاذ‬ ‫خطــوات حاســمة للــرد عــى الوضــع املتدهــور‬ ‫لحقــوق اإلنســان يف مراكــز االحتجــاز‪ ،‬ويف‬ ‫عمــوم ســوريا بشــكل عــام"‪ .‬وأكــد لوثــر أن‬ ‫املزاعــم الــواردة يف هــذا الصــدد تتــاىش مــع‬ ‫األبحــاث التــي أجرتهــا منظمــة العفــو الدوليــة‪،‬‬

‫بشــأن عمليــات التعذيــب واالختفــاء القــري‬ ‫التــي تقــوم بهــا الحكومــة الســورية‪ ،‬لذلــك‬ ‫يجــب أن تؤخــذ عــى محمــل الجــد‪ ،‬ويف حــال‬ ‫التأكــد مــن هــذه املزاعــم‪ ،‬فســوف يــدرك‬ ‫املجتمــع الــدويل حقيقــة ارتــكاب جرائــم‬ ‫ضــد اإلنســانية يف ســوريا‪ ،‬وطــرح تســاؤالً‬ ‫حــول تأخــر مجلــس األمــن الــدويل يف تنــاول‬ ‫ومناقشــة الوضــع يف ســوريا حتــى اآلن وعرضــه‬ ‫عــى املحكمــة الجنائيــة الدوليــة‪ .‬النتيجــة‬ ‫أن لعبــة شــد الحبــل مــن طــرف واحــد إذ ال‬ ‫يوجــد طــرف دويل ثــانِ ‪ ،‬فالالعــب الوحيــد‬ ‫هــو نظــام األســد حرصيــاً‪ .‬وفــارق عــدد‬ ‫مــن املعتقلــن الســوريني الحيــاة يف ســجون‬ ‫النظــام جــراء التعذيــب يف أحــدث تقاريــر‬ ‫عــن «مجــازر الســجون»‪ ،‬بعــد التقريــر الــذي‬ ‫نــر األســبوع املــايض ووثــق مقتــل ‪ 11‬ألــف‬ ‫معتقــل يف ســجون نظــام الرئيــس بشــار األســد‪.‬‬ ‫وأفــادت لجــان التنســيق املحليــة بــأن خمســة‬ ‫معتقلــن مــن منطقــة بانيــاس يف محافظــة‬ ‫طرطــوس توفــوا داخــل ســجون النظــام ج ـراء‬ ‫التعذيــب‪ .‬كــا أفــادت بوفــاة معتقــل آخــر‬ ‫مــن محافظــة الســويداء تحــت التعذيــب‪ ،‬يف‬ ‫حــن أكــد املرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان‬ ‫وفــاة رجــل وســيدة مــن مدينــة النبــك بريــف‬ ‫دمشــق يف ظــروف مامثلــة‪ .‬بدورهــا تح ّدثــت‬ ‫الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان عــن وفــاة‬ ‫مثانيــة ســوريني أول أمــس تحــت التعذيــب‪.‬‬ ‫ويــأيت الكشــف عــن حــاالت الوفــاة الجديــدة‬ ‫جــراء التعذيــب يف الســجون الســورية بعــد‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫ملف العدد‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أيــام فقــط مــن نــر تقريــر يســلط الضــوء‬ ‫عــى تعذيــب وقتــل آالف املعتقلــن الســوريني‬ ‫تحــت التعذيــب‪ .‬وقالــت هيئــة التنســيق‬ ‫املحليــة أن هنــاك ‪ 250‬ألــف معتقــل موثقــن‬ ‫باألســاء‪ ،‬لكــن يبقــى ملــف املفقوديــن‬ ‫والذيــن متــت تصفيتهــم مــن قبــل نظــام‬ ‫األســد‪.‬‬ ‫بنــود قــرار العفــو توضيــح حــول مرســوم‬ ‫" العفــو" الصــادر بتاريــخ ‪ 2014-6-9‬أوالً‪:‬‬ ‫شــمل مرســوم العفــو كامــل عقوبــة املتهمــن‬ ‫باملؤامــرة‪ ،‬ومــا يتعلــق بالذيــن أحيلــوا ملحكمــة‬ ‫اإلرهــاب‪:‬‬ ‫‪-1‬شــمل مرســوم العفــو كامــل عقوبــة املتهمني‬ ‫باملؤامرة‪.‬‬ ‫‪-2‬كــا شــمل كامــل عقوبــة املتهمــن‬ ‫باالنضــام ملنظمــة إرهابيــة‪-3 .‬وشــمل أيض ـاً‬ ‫كامــل عقوبــة املتهمــن بارتــكاب عمــل إرهــايب‬ ‫بوســائل تحــدث تفجــر صــويت‪.‬‬ ‫‪4‬ـ وشــمل كامــل عقوبــة الرتويــج لإلرهــاب‪.‬‬ ‫‪5‬ـ وشــمل كامــل عقوبــة كتــم جنايــة أي عــدم‬ ‫إخبــار الســلطات عنهــا‪6 .‬ـ وشــمل أيض ـاً ربــع‬ ‫عقوبــة مــن قــام بتهريــب وتصنيــع وحيــازة‬ ‫أســلحة وذخائــر ومتفج ـرات‪.‬‬ ‫مالحظــة‪ :‬العفــو سيشــمل الذيــن صــدرت‬ ‫بحقهــم أحــكام والذيــن مازالــوا تحــت‬ ‫املحاكمــة‪ ،‬وســواء كانــوا يف الفــروع األمنيــة‬ ‫واملحاكــم امليدانيــة أم ال‪ ،‬وســواء كانــوا لــدى‬ ‫قضــاة التحقيــق أم يف محكمــة جنايــات‬ ‫اإلرهــاب‪.‬‬ ‫ثانيـاً بالنســبة للذيــن مازالوا يف الفــروع األمنية‬ ‫أو الذيــن أحيلــوا ملحاكــم ميدانيــة سيشــملهم‬ ‫العفــو ولكــن ال نــدري كيــف ســيتم تطبيقــه‬ ‫عليهــم‪ ،‬فمــن سيشــمله العفــو ســيخرج إىل‬ ‫بيتــه فــورا ً‪ .‬تالعــب حــول القـرار قصــد النظــام‬ ‫الســوري مــن ق ـرار العفــو حــث الثــوار عــى‬ ‫تســليم أنفســهم لنظــام األســد يك يســتفيدوا‬ ‫مــن املرســوم‪ .‬لكــن الســؤال املطــروح اآلن‬ ‫هــل ســيأمن الثــوار عــى أرواحهــم بعــد أن‬ ‫أعــدم نظــام األســد ‪ 20‬منهــم مــن ثــوار حمــص‬

‫بعــد املصالحــة مــع النظــام‪ ،‬واعتقــال ‪100‬‬ ‫منهــم ســيموتون الواحــد تلــو اآلخــر تحــت‬ ‫التعذيــب‪ .‬كــا وهنــاك تالعبــاً تحــدث عنــه‬ ‫حــزب الجمهوريــة الســوري املعــارض ورشحــه‬ ‫كاآليت‪:‬‬ ‫قــام النظــام الســوري يف ســياق محاوالتــه‬ ‫الخادعــة لتحســن صورتــه‪ ،‬بإصــدار مــا يســمى‬ ‫بـــ “مرســوم عفو عــام”‪ ،‬غري أن ما أصــدره ليس‬ ‫إال “عفــوا ً” وهمي ـاً مفخخ ـاً‪ ،‬ال يشــمل إال قلــة‬ ‫قليلــة مــن مئــات آالف املعتقلــن يف ســجونه‪،‬‬ ‫هدفــه الحقيقــي إحــداث بلبلــة يف الحاضنــة‬ ‫الشــعبية للثــورة‪ ،‬واســتدراج بعــض املعارضــن‬ ‫الذيــن قــد تنطــي عليهــم الخدعــة فيبــادرون‬ ‫إىل تســليم أنفســهم‪ ،‬فض ـاً عــن إيهــام العــامل‬ ‫بأنــه يقــوم بخطــوات إيجابيــة تســاهم يف‬ ‫خلــق منــاخ جديــد يف ســورية‪ .‬يف الحقيقــة‪،‬‬ ‫ال يشــكل هــذا "املرســوم" إال عفــوا ً خلبي ـاً‪ ،‬إذ‬ ‫نصــت معظــم مــواده عــى العفــو عــن جــزء‬ ‫مــن “الجرميــة” املفرتضــة‪ ،‬بينــا بقيــت باقــي‬ ‫أجزائهــا غــر مشــمولة بالعفــو‪ .‬فمث ـاً شــمل‬ ‫العفــو يف الفقــرة ( أ ) مــن املــادة ‪" 293‬الدعوة‬ ‫إلثــارة عصيــان مســلح"‪ ،‬غــر أن الفقــرة (ب)‬ ‫مــن املــادة نفســها نصــت عــى أنــه "يف حــال‬ ‫وقــوع العصيــان عوقــب املحــرض باالعتقــال‬ ‫خمــس ســنوات"‪ ،‬مــا يعنــي ببســاطة أن املادة‬ ‫(ب) تلغــي املــادة ( أ ) يف أغلبيــة الحــاالت‪،‬‬

‫وهكــذا لــن يشــمل العفــو إال قلــة قليلــة مــن‬ ‫“املتهمــن” و هــذا ينطبــق عــى أغلــب مــواد‬ ‫مرســوم العفــو‪ .‬ينصــب هــذا “العفــو” فخــاً‬ ‫لكثــر مــن “املطلوبــن”‪ ،‬إذ ربطــت أغلبيــة‬ ‫مــواده العفــو بــرط أن يقــوم املالحقــون‬ ‫بتســليم أنفســهم وهــو مــا يســعى النظــام‬ ‫لــه‪ ،‬وحتــى بعــد تســليمهم أنفســهم فلــن‬ ‫يشــملهم العفــو مبــارشة‪ ،‬فهــم ســيبقون رهــن‬ ‫االعتقــال حتــى توجيــه التهــم لهــم‪ ،‬وبعدهــا‬ ‫يقــرر “قضــاة” النظــام إن كان يشــملهم العفــو‬ ‫أم ال‪ .‬فضــاً عــن ذلــك‪ ،‬فــإن ســجون النظــام‬ ‫تعــج بعــرات آالف املعتقلــن دون ســند أو‬ ‫نــص قانــوين‪ ،‬والذيــن مل توجــه لهــم أي تهمــة‬ ‫ســيبقون رهــن االعتقــال التعســفي‪ ،‬ولــن‬ ‫يبــروا النــور مــن خــال مرســوم “العفــو”‬ ‫الوهمــي هــذا‪ .‬وأكــد املرصــد الســوري لحقــوق‬ ‫اإلنســان عــن رامــي عبــد الرحمــن أنــه تــم‬ ‫إطــاق رساح ‪ 529‬معتقــاً فقــط مــن أكــر‬ ‫مــن‪ 100000‬معتقــل يف ســجون النظــام‪ .‬يف‬ ‫حــن يحاكــم نظــام األســد مئــات اآلالف مــن‬ ‫املعتقلــن بذنــب أو بــدون ذنــب‪ ،‬مــع العلــم‬ ‫أنــه هــو مــن يجــب أن يحاكــم يف محكمــة‬ ‫الجنايــات الدوليــة‪ ،‬واملجــرم ليــس لــه الحــق‬ ‫بــأن يعفــو وهــو النظــام املخــادع واملـراوغ مــن‬ ‫بــن األنظمــة الشــمولية الديكتاتوريــة الباقيــة‬ ‫يف العــامل‪.‬‬


‫رأي‬

‫دم ولحم وأسطورة‬ ‫سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يف اشــتداد املحــن والفجائــع‪ ،‬تحتــاج الجمــوع إىل عاطفــة إيجابيــة صادقة‬ ‫لــي تقــوى‪ .‬واألوطــان تحــت عواصــف الثــورات الكبــرة وضعهــا شــبيه‪،‬‬ ‫فهــي تهــرب مــن وابــل النظريــات السياســية الجافــة إىل يشء يلــم شــمل‬ ‫آمالهــا ويحتــوي آالمهــا‪ ،‬إىل مــا يرتبــط بفكــرة الخــاص والنجــاة ويغذيهــا‬ ‫بالقــ ّوة‪ .‬لذلــك تحتــا يف خــوض معركتهــا إىل روح البطولــة وإىل قــوة‬ ‫األبطــال الشــجعان لــي تســتمد رمزيــة الصمــود والتضحيــة‪ ،‬فالثــورات‬ ‫التحرريــة و انتفاضــات الجامهــر عــى ظلــات القهــر واالســتبداد؛ تواجــه‬ ‫ردة شــديدة مــن العنــف واإلرهــاب مــن طــرف الطغــاة املســتبدين‪ ،‬مــا‬ ‫يضعهــا أمــام متطلبــات تضحيــة هائلــة وقتــال دمــوي‪ ،‬لــن يقــدر عليــه‬ ‫إال األبطــال والشــجعان واملؤمنــون‪ ،‬واملتســلحون بــروح البطولــة والفــداء؛‬ ‫إذ يســتطيع هــؤالء الذيــن تنجبهــم الحريــة مــن رحــم املعانــاة والنضــال‬ ‫واملقاومــة أن يحملــوا يف ذواتهــم‪ ،‬وأفعالهــم طاقــات الحلــم واألمــل‪،‬‬ ‫ويرتقــوا يف خضــم األزمــات واملهالــك واملخاطــر إىل رمــوز خــاص وإىل‬ ‫مخلّصــن‪ .‬البطــل الشــجاع‪ ،‬الطامــح للكرامــة والحريــة والعدالــة‪ .‬عــى‬ ‫الرغــم مــن كل الظّــروف القاســية القاهــرة‪ ،‬مينــح الثــورة كثـرا ً مــن طاقــة‬ ‫االســتمرار ويح ّفــز الخائفــن لــي يثــوروا ويتحـ ّرروا مــن الخــوف والخنــوع‬ ‫ويكــروا قيــود الظلــم والــذل‪ .‬وإن تضحيــات األبطــال هــي وقــود اإلرادة‬ ‫الحــرة يف اآلخريــن‪ ،‬تح ّركهــم نحــو النــر والنضــال؛ فتضحيــة البطــل‬ ‫فعــل رضوري وعنــر عظيــم للنــر‪ ،‬ويحمــل عاطفيــة نبيلــة وتعاطف ـاً‬ ‫عميقـاً‪ .‬وتتجــى يف رمزيتــه عبقريــة الشــعوب الحــرة املناضلــة املجاهــدة‬ ‫وقــوة إنجازاتهــا؛ فهــي تصنــع البطــل يف فلســفتها وأدبياتهــا ومخيلتهــا‪،‬‬ ‫ثــم تبحــث عنــه يف واقعهــا‪ ،‬ليحمــل احتياجاتهــا املل ّحــة‪ ،‬ويصبــح أكــر‬ ‫إيجابيــة وإنتاجيــة‪ ،‬ويقــوم بفعــل عظيــم‪ ،‬وينســاب يف ضمــر الشــعب‬ ‫كالحلــم‪ ،‬ليتحــول إىل حالــة شــديدة القدســية واألهميــة‪ ،‬شــبيهة بحالــة‬ ‫الصالحــن الخالديــن‪ ،‬وتســهم الدمــاء والتضحيــات التــي يتعمــد بطهارتهــا‬ ‫يف تأجيــج الفعــل الثــوري وإشــعال املزيــد مــن نــار الثــورة‪ .‬تتجــذر صــورة‬ ‫البطــل الفــدايئ املضحــي الشــهيد يف الوثائــق الواقعيــة ألي ثــورة نبيلــة‪،‬‬ ‫ويف األدبيــات الدينيــة‪ ،‬ويف الحكايــات واألســاطري‪ ،‬فهــي متثّــل الصــورة‬ ‫الرائعــة للكــال اإلنســاين التــي نريدهــا‪ ،‬ونفتقــر إليهــا بحكــم ضعفنــا‬ ‫البــري وتقاعســنا اإلنســاين وإخفاقنــا يف خــوض املعــارك غــر املتكافئــة‪.‬‬ ‫وتســتطيع صــورة البطــل أن تختــزل الخــرة الجامعيــة والجمعيــة التــي‬ ‫يجســد األحالم‬ ‫تشـكّل جوهــر الفــرد واملجتمــع وتقــوي اإلرادات‪ .‬فالبطــل ّ‬ ‫واألنفــس العظيمــة املتطلعــة إىل الخــاص والعاملــة عليــه‪ ،‬واملســتعدة‬ ‫للتضحيــة يف ســبيل الهــدف األنبــل‪ ،‬هــدف الحريــة وهــدف الحــق‪ ،‬يحمل‬ ‫بعطائــه الســخي الســات العظيمــة للبــر املتميزيــن‪ ،‬وقــوة النفــس‪،‬‬ ‫ويخــوض بقــوة وإرادة وشــجاعة غــار الـراع‪ .‬ترفــض النــاذج البطوليــة‬ ‫الضعــف والتــواين‪ ،‬ويف استشــهادها قــوة ال ضعــف؛ لذلــك ال يليــق بهــم‬ ‫ـر ولــوم‬ ‫الشــفقة والتبــايك ولطــم الخــدود كــا لــدى الضّ عفــاء‪ ،‬وال التحـ ّ‬

‫الواقــع‪ .‬يليــق بهــم التقــوي بتضحياتهــم واألقــدام‬ ‫إىل العمــل والنضــال وتشــارك قــوة التضحيــة‬ ‫املعنويــة والواقعيــة‪ .‬يليــق بهــم إجــال أعاملهــم‬ ‫واحرتامهــم وتقديــر إنجازاتهــم وتضحياتهــم‪ .‬وتق ّبــل‬ ‫فاجعــة مقتلهــم عــى أنهــا هديــة مثينــة ملتابعــة العمــل‬ ‫والجهــاد مــن أجــل‬ ‫الحريــة والكرامــة‬ ‫والعــدل واســتحقاق‬ ‫هبــة بطولتهــم‬ ‫التــي أرادوهــا مــن‬ ‫أجــل شــعبهم‪ ،‬ومن‬ ‫أجــل محبــة األرض‬ ‫ورضــا الســاء ومســتقبل‬ ‫األجيــال واألمــة‪ .‬يناضــل البطــل‬ ‫ويبــذل دمــه مــن أجــل‬ ‫الحيــاة بحرية‬

‫وكرامة‬ ‫و عد ا لــة ‪.‬‬ ‫ويصــر األقوى‬ ‫حــن يجمــع يف‬ ‫بطولتــه واقعـاً كفاحيـاً وخيــاالً حاملـاً آمـاً باألمثــل‪،‬‬ ‫وينتهــي إىل آفــاق ال نهائيــة‪ ،‬لحظــة يكــون احتــال‬ ‫املــوت قويــاً ورضوريــاً للحيــاة‪ ،‬عندمــا تغيــب عالمــات‬ ‫الضعــف والعبوديــة املســترتة يف مخــاوف الخطــر؛ فيســتحق‬ ‫جــدارة القيــادة واألمثولــة التــي يحتــذى بهــا‪ .‬فيكفينــا تكسـرا ً لصور‬ ‫أبطــال الثــورة الســورية‪ .‬األجــدى التوســع يف رسد بطوالتهــم الحقيقيــة؛‬ ‫لــي تكــون أدبيــات أمــل ومقاومــة‪ .‬البطــل وقــود الثــورة وطاقــة النــر‪.‬‬ ‫إنــه حالــة متايــز ومتيــز‪ .‬ال ميــوت كأي إنســان عــى األرض‪ ،‬بــل ميــوت‬ ‫ببطولــة وكرامــة وخيــار وإميــان بالتضحيــة‪ ،‬وال ينحنــي للــذل والعجــز‬ ‫والضعــف؛ فيكتفــي بعيــش دنيــوي ضيــق‪ .‬إنــه ميــوت رافــع الجبــن يجري‬ ‫دامئ ـاً وراء مــا هــو أوســع مــن خرقــة الجســد الفــاين وماديــة وجــوده‬ ‫البــري املؤقــت‪ ،‬إىل الكــال القيمــي والخلــود الروحــي‪ ،‬لــي تســتمر‬ ‫األمــة بالحيــاة وفــق رشوط جديــدة صالحــة وتحقــق ســيادتها وإرادتهــا‬ ‫الحــرة املكينــة‪ ،‬ولــي تســتمر حركــة التاريــخ وتســمو حركــة الحيــاة نحــو‬ ‫العــا‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫مشاركة | سردار احمه‬ ‫كم‬ ‫بحثت عن وطنٍ‬ ‫ُ‬ ‫يكون في ِه ُ‬ ‫العدل مي َزان‬ ‫قتل في ِه وال ُعصيَان‬ ‫وال ٌ‬ ‫الحب في ِه مغروساً‬ ‫ويكو ُن ُ‬ ‫إنسان‬ ‫يف قلبي كُلِ َ‬ ‫والزما ُن في ِه مي ُر بِال ٍ‬ ‫حقد وإحزان‬ ‫كم‬ ‫بحثت عن وطنٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يَ ُ‬ ‫الضعيف وال يُست َهان‬ ‫رأف عىل‬ ‫رش إخ َوان‬ ‫ُ‬ ‫والسياج في ِه ممنو ٌع والب ُ‬ ‫والعاداتُ البالية ُ نركلُها‬ ‫ف َبألخالقِ تُبنى األوطان‬ ‫أبحثُ عن وطنٍ‬ ‫ال يضي ُع العم ُر في ِه بُهتَاناً‬ ‫الحق بُطالن‬ ‫ويستبيح الدما َء‬ ‫ويقلب َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ورا َء الغيمِ مط ٌر يبيك‬ ‫ر صــار الكفــ ُر عندهــم غنــا ًء‬ ‫عــى بــ ٍ‬ ‫وآلحــان‬ ‫ترشق شاحبتاً‬ ‫والشمس ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يصيح ند َمان‬ ‫والديك ُ‬ ‫رش ِف العاهر ِ‬ ‫ات ت ُ َد ُق‬ ‫ٌ‬ ‫كؤس عىل َ‬ ‫واليتي ُم ينا ُم ظآمن‬ ‫ال أري ُد وطناً‬ ‫القايض في ِه يجح ُد الحق‬ ‫إنسان‬ ‫واملظلو ُم مل يؤذي َ‬ ‫ال أري ُد وطناً‬ ‫ُ‬ ‫رشيف واألم ُني يُ َهان‬ ‫السارق ٌ‬ ‫وط ٌن لقيط ٌ والكر ُه في ِه بُر َهان‬

‫انتهــى كل يشء عنــد أول قطــرة دم ســقطت‬ ‫مــن جســده الطاهــر لــي ينتقــل مــن الحيــاة‬ ‫إىل حيــاة أخــرى‪ ،‬اختــاره اللــه بتاريــخ ‪/25‬‬ ‫‪ 2014/1‬كامرتــه أرهبــت املتســلطني فانتقمــت‬ ‫منــه‪ .‬كانــت عينــه هــي الكامـرا وســاحه بيــده‬ ‫وكلمــة الحــق ال تســقط مــن فمــه فاســتحق‬ ‫الشــهادة‪ .‬وألن الوطــن قضيــة وحبــه واجــب‪،‬‬ ‫كان عليــه أن يضحــي بنفســه لينــال الحريــة‪.‬‬ ‫شــهيدي "ماجــد" رحــل وتــرك الدنيــا لنحيــا‬ ‫بســام‪ ،‬خــرج مــن بــن ركام الجــوع صارخــاً‬ ‫بوجــه الظــام‪ ،‬خــرج ليفــك الحصــار عــن أهلــه‬ ‫الذيــن ذاقــوا املــر‪ ،‬خــرج لهــم ببندقيتــه وســاح‬ ‫الكامــرا‪ ،‬هكــذا هــم رجــال الوطــن يرحلــون‬ ‫ليعيــش مــن بعدهــم عــى عهدهــم‪ .‬مل أكــن‬ ‫أعلــم أن خــر استشــهادك سيقســم قلبــي‬ ‫نصفــن‪ ،‬مل ميــر عــي هــذا الخــر بالعــادي‪،‬‬ ‫عندمــا قــرأه الخــر مل تصــدق عيــوين مــاذا‬ ‫تقــرأ‪ ،‬وأصبحــت أكــذب نفــي أن ليــس‬ ‫"مباجــد" الــذي أعرفــه هــو مــن رحــل‪ .‬عندمــا‬ ‫يرحــل مــن كان أغــى عليــك مــن روحــك كــا‬ ‫يقطــف‪ ،‬هكــذا هــم شــباب ســورية يقطفــون‬ ‫بعمــر الــورود كياســمني بــادي‪ .‬عندمــا يذهــب‬ ‫عنــك مــن امتزجــت روحــك بروحــه وأصبحتــا‬ ‫واحــدا ً فــا فائــدة مــن الحيــاة بعــده‪ ،‬مبــاذا‬ ‫أوايس نفــي والنفــس قــد دفنــت‪ ،‬قصتــي‬ ‫كتبتهــا بدمــوع ليســت بالقلــم‪ ،‬قصــة مــن‬ ‫عشــقته ورحــل‪ .‬هــم يواســوين ويقولــوا يل‬ ‫شــهيد‪ ،‬وأنــا أبــي عــى حــايل كيــف ســيعيش‬ ‫جســدا ً بــا روح‪ ،‬كيــف ســأعيش بــا قلــب‬ ‫فقلبــي تركتــه بــن أضلعــه‪ .‬نــاداين شــوقه ليــايل‬ ‫باكيــة يدمــع لهــا الصــوان‪ ،‬خطفــوه مــن عينــي‬

‫دون أن يهتــز لهــم جفــن‪ ،‬يــا لقلوبهــم األقــى‬ ‫مــن الصــوان‪ ،‬مــاذا فعلــوا بقلوبهــم فهــم باتــوا‬ ‫ال يشــعرون بــأمل‪ ،‬يشــعرون بحرقــة قلبــي عــى‬ ‫حبيبــي‪ ،‬روتــه الــرى مــن حقدهــم فلــم يعــد‬ ‫بالوجــود‪ .‬أمل يشــعروا بلوعــة الحنــن ودمــوع‬ ‫الشــوق‪ ،‬كيــف ســالت مــن عيــون مل تعتــد‬ ‫عــى الفــراق‪ .‬حبيبــي وكيــف هانــت عليــك‬ ‫الدنيــا فرتكتنــي بهــا‪ ،‬أنتظــرك شــهيدي‪ ،‬أمل‬ ‫تعــدين عينــاك باللقــاء يف ســورية الحــرة ولــو‬ ‫بعــد حــن؟ شــهيدي مــاذا حصــل؟ أيــن تلــك‬ ‫الوعــود فأنــا مــا زلــت أنتظــرك‪ ،‬شــهيدي أنــى‬ ‫طيفــك الــذي مــر يب بعــد مامتــك‪ ،‬روحــك‬ ‫كالياســمني تتعربــش بداخــي‪ ،‬أصبحــت دونــك‬ ‫وحيــدة‪ .‬تفتقــد عيــوين حبيبــاً حــرت كيــف‬ ‫أنســاه‪ ،‬أنتظــره بــكل لهفــة وقلبــي يقــول يل‬ ‫ال تصدقيهــم شــهيدك مــا زال حــي‪ ،‬دمــوع‬ ‫عينــي مل تجــف عــى فقدانــه‪ ،‬مل يكــن رجــاً‬ ‫فحســب فهــو مــن رجــال اللــه الصادقــن الذيــن‬ ‫اختارهــم اللــه واصطفاهــم‪ ،‬بذلــك أفتخــر بــه‬ ‫وجــدران حيــه تفتخــر بــه‪ ،‬رجــال الحــي تشــهد‬ ‫عــى رجولتــه وبأنــه املقــداد‪ .‬الشــهيد "ماجــد‬ ‫املقــداد" لــن أنــى دمــاءك الزكيــة‪ ،‬لــن أنــى‬ ‫شــجاعتك وروحــك الحلــوة‪ ،‬ســرجع ســورية‬ ‫حــرة كــا اخرتتهــا وكــا متنيــت أن تكــون‪،‬‬ ‫ســرجع حــرة بدمائــك ودمــاء شــهدائنا‪ .‬ســينبت‬ ‫زهــر الياســمني الحــي مــن بــن أرضحتكــم‬ ‫لتفــوح منــه مســكاً زكيــة‪ .‬هــذه قصــة شــهيد‬ ‫حــي يف قلبــي‪ ،‬علمنــي عشــقه ورحــل‪ ،‬وكهــذا‬ ‫هــي أيض ـاً قصــة العديــد مــن فتيــات ســورية‪،‬‬ ‫تصــور قصــص معانــاة الفــراق‪ ،‬فدموعهــم‬ ‫ظلمهــم‪ ،‬هــم‬ ‫أصبحــت خناجــر تطعــن بصــدور ّ‬ ‫صامــدون رغــم ذلــك ســالكني طريــق شــهدائهم‬ ‫بعــزم وثبــات‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ال تسألوين عن ُحلمي‬ ‫فاملستقبل ضا َع من أحقاد الز َمان‬ ‫ُ‬ ‫ال تسألوين عن ُحلمي يف ٍ‬ ‫أرض‬ ‫بإنسان‬ ‫ليس َ‬ ‫األنسا ُن في ِه َ‬ ‫مغتصب‬ ‫ليتني مل ا ُخلق يف وطنٍ فكر ُه‬ ‫ٌ‬ ‫والحرية ُ نسا ٌء َع َرايا‬ ‫ٌ‬ ‫ورجال يَضجع َن الحيا َء يف كُلِ مكَان‬ ‫ليتني ولدتُ غيمة ً‬ ‫اب‬ ‫العمــر فيـ ِه يــو ٌم وامــوتُ وأنــا اقطـ ُر الـر َ‬ ‫إن َعام‬ ‫أو حاممة َ ُح ٍب ُ‬ ‫اطوف العامل َسال ْم‬

‫خاص | أوكسجين‬

‫شهيد‬

‫ُ‬ ‫أبحث عن وطن‬

‫ّ‬ ‫شهيد‪ ..‬علمني عشقه ورحل‬


‫رأي‬

‫العالج لدى العدو خيانة عظمى‬

‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫النظــام ومؤيــدوه وبعــض‬ ‫الرماديــن ممــن ي ّدعــون القوميــة‬ ‫ومــن مخلفــات شــعارات النظــام‬ ‫الوطنيــة الزائفــة؛ يتهمــون‬ ‫الجرحــى الذيــن تــم عالجهــم‬ ‫يف مستشــفيات ميدانيــة عــى‬ ‫الرشيــط الحــدودي مــع األرض‬ ‫املحتلــة‪ ،‬يتهمونهــم بالخيانــة‬ ‫العظمــى مــن خــال االتصــال مــع‬ ‫العــدو اإلرسائيــي‪ .‬فهــل يرقــى‬ ‫فعـاً العــاج عند العــدو إىل مرتبة‬ ‫خيانــة الوطــن خيانــة عظمــى؟‬ ‫أوالً إن محاولــة االصطيــاد باملــاء‬ ‫العكــر مــن قبــل النظــام هــي‬ ‫عمليــة مكشــوفة متامــاً هدفهــا‬ ‫ال يتعــدى تشــويه الثــوار لــدى‬ ‫صغــار العقــول‪ .‬ولتعريــة موقــف‬ ‫النظــام مــن هــذه املســألة يجــب‬ ‫علينــا أن نبــدأ مــن حيــث انتهــى‬ ‫النظــام أوالً‪ .‬النظــام يتعامــل مــع‬ ‫املعارضــة ومــع الثــوار وكأنهــم‬ ‫أف ـراد مازالــوا يخضعــون لقوانــن‬ ‫النظــام مــن تحريــم االتصــال‬ ‫مــع العــدو‪ ،‬ويتجاهلــون بــأن‬ ‫املعارضــة والثــوار خــارج ســلطة‬ ‫النظــام‪ ،‬وال يعرتفــون بقوانينــه وال‬ ‫رشعيــة لــه‪ ،‬فكيــف يلزمــون الثوار‬ ‫بقوانينهــم‪ .‬املعارضــة والثــوار‬ ‫هــم بديــل مرحــي للنظــام‪ ،‬أي‬ ‫كيــان ســيايس وعســكري لهــم‬ ‫كامــل الحــق ومطلــق الحريــة‬

‫بإقامــة أي تواصــل كان ومــع أي‬ ‫جهــة كانــت يــرون فيهــا مصلحــة‬ ‫للثــورة‪ ،‬وهــم كيــان هنــا وليســوا‬ ‫أفــراد‪ .‬أمل يتصــل النظــام مــع‬ ‫العــدو اإلرسائيــي يف مباحثــات‬ ‫الســام يف مدريــد‪ ،‬وأيضــاً يف‬ ‫أمريــكا برعايــة كلينتــون‪ ،‬وكانــت‬ ‫هنالــك مباحثــات أقــرب للوديــة‬ ‫بــن الــرع وايهــود بــاراك وتــم‬ ‫انجــاز وثيقــة ســميت وديعــة‬ ‫رابــن‪ .‬أمل يحــاور النظــام العــدو‬ ‫االرسائيــي مــن خــال الوســيط‬ ‫الــريك لعــدة أشــهر‪ ،‬ومل تتوقــف‬ ‫تلــك املباحثــات إال عندمــا بــدأت‬ ‫ارسائيــل عدوانهــا عــى غــزة‪ .‬فمن‬ ‫ناحيــة املبــدأ كــا وجــد النظــام‬ ‫لنفســه مــررات باللقــاء مــع‬ ‫اإلرسائيليــن؛ يجــوز للمعارضــة‬ ‫والثــوار اللقــاء مــع االرسائيليــن‬ ‫بوضــح النهــار وعلن ـاً‪ ،‬وليــس مــن‬ ‫خــال غــرف مغلقــة للبحــث يف‬ ‫كل مــا يخــدم مصلحــة الثــورة‬ ‫إذا لــزم األمــر‪ ،‬هــذا فيــا يخــص‬ ‫اللقــاء الســيايس‪ .‬أمــا فيــا يخــص‬ ‫العــاج لــدى العــدو فيجــب أن‬ ‫نتوقــف عنــد اتفاقيــات جنيــف‬ ‫التــي تلــزم الطرفــن املتحاربــن‬ ‫عــدم التعــرض للمستشــفيات‬ ‫وعربــات االســعاف وعــاج األرسى‬ ‫واملصابــن مــن الطرف اآلخــر‪ ،‬وإن‬ ‫أي تهــاون متعمــد يعتــر جرميــة‬

‫حــرب‪ ،‬ونســأل املتنطعــن الــذي‬ ‫يخونــون مــن تعالــج لــدى العــدو‬ ‫اإلرسائيــي‪ ،‬أمل يقصــف النظــام‬ ‫املستشــفيات امليدانيــة للثــوار‬ ‫وإعــان بــكل وقاحــة وســفالة‬ ‫أكــر مــن مــرة عــى إعالمــه أنــه‬ ‫دمــر مستشــفى ميــداين هنــا‬ ‫وهنالــك‪ .‬والســؤال اآلخــر مــا هــو‬ ‫مصــر الثائــر الجريــح لــو وصــل‬ ‫إىل مستشــفى تابــع للنظــام؟‬ ‫كلنــا يعلــم مصــر الجرحــى‬ ‫الذيــن كانــوا يصلــون مــن تلبيســة‬ ‫والرســن إىل املستشــفى الوطنــي‬ ‫بحــاة‪ ،‬كان يحــ ّرم عــى األطبــاء‬ ‫تقديــم عــون لهــم قبــل اســتكامل‬ ‫التحقيــق معهــم‪ ،‬وأغلبهــم قــى‬ ‫نحبــه قبــل أن ينتهــي التحقيــق‬ ‫معــه‪ ،‬والــذي كان يســتخدم فيــه‬ ‫املحقــق العســكري الضغــط عــى‬ ‫موقــع اإلصابــة النتـزاع أقــوال مــن‬ ‫الجريــح األســر‪ .‬ارسائيــل ق ّدمــت‬ ‫العــاج للجرحــى هــي ال تحتــاج‬ ‫هــؤالء الجرحــى لتســتنطقهم‬ ‫فهــي أعلــم منهــم بــكل أرسار‬ ‫الداخــل‪ ،‬ولكــن ارسائيــل تريــد‬ ‫أن متثــل دور إنســانياً أمــام‬ ‫العــامل وأمــام الشــعب الســوري‪،‬‬ ‫واســتطاع النظــام أن يخدمهــا مــن‬ ‫هــذه الناحيــة عــن طريــق أدائــه‬ ‫الوحــي مقارنــة بــأداء الجيــش‬ ‫االرسائيــي الــذي قــ ّدم نفســه‬ ‫بصــورة إنســانية‪ .‬ثــم أليــس‬ ‫النظــام مــن كان يتهــم ارسائيــل‬ ‫ســابقاً بســوء معاملتهــا لــأرسى‬ ‫واملعتقلــن مــن الفلســطينيني‪،‬‬ ‫ويطالبهــا بتقديــم الرعايــة‬ ‫الصحيــة لهــم‪ ،‬فــا الفــرق اآلن إذا‬ ‫كنــت جريحـاً؟ هــل تتجــه باتجــاه‬ ‫مشــفى للنظــام فتلقــى حتفــك أم‬ ‫تذهــب باتجــاه مستشــفى ميــداين‬ ‫ارسائيــي وتتلقــى العــاج لتعــود‬ ‫إىل أرض املعركــة؟ هــل احتفظــت‬ ‫ارسائيــل بــأي جريــح بعــد أن‬

‫تــم عالجــه؟ هــل اعتقلتــه؟ ثــم‬ ‫علينــا أن ال ننــى أن األرض‬ ‫التــي تلقــى عليهــا املصــاب هــي‬ ‫أرض ســورية محتلــة‪ ،‬ف ـ ّرط فيهــا‬ ‫مــن ي ّدعــي املقاومــة واملامنعــة‪،‬‬ ‫فالثائــر الســوري مل يغــادر األرايض‬ ‫الســورية حك ـاً‪ .‬أخالقنــا العربيــة‬ ‫واإلســامية تفــرض علينــا معالجــة‬ ‫جريــح العــدو وال تعيــب علينــا‬ ‫إذا تعالــج أحــد مقاتلينــا مكرهــاً‬ ‫لــدى العــدو‪ .‬أمل يعالــج صــاح‬ ‫الديــن األيــويب يف حربــه مــع‬ ‫الصليبــن قائــد الحملــة امللــك‬ ‫ريتشــارد قلــب األســد؟ أمل يعالــج‬ ‫عــددا ً كبــرا ً مــن أطبــاء جيــش‬ ‫صــاح الديــن جنــود الحملــة‬ ‫الصليبيــة فــرة الهدنــة ومــن ثــم‬ ‫عــادوا هــؤالء الجرحــى ملقاتلــة‬ ‫جيــش صــاح الديــن؟ ثــم ملــاذا مل‬ ‫يقصــف جيــش النظام املستشــفى‬ ‫امليــداين اإلرسائيــي عــى حــدود‬ ‫األرايض املحتلــة كــا قصــف‬ ‫املستشــفيات امليدانيــة بحمــص؟‬ ‫وأخـرا ً النظــام ومؤيــدوه يعتــرون‬ ‫وفــق زعمهــم أنهــم بقتالهــم‬ ‫مــع املعارضــة يقاتلــون عــدوا ً‪،‬‬ ‫واملعارضــة والثــوار هــم عمــاء‬ ‫إلرسائيــل‪ ،‬حســناً كيــف تريــد مــن‬ ‫عــدو وعميــل إلرسائيــل أن يركــن‬ ‫لقوانينــك ويلتــزم بهــا‪ ،‬ومــا رضك‬ ‫لــو تعالــج يف إرسائيــل أو غريهــا‪.‬‬ ‫للحــرب قوانينهــا‪ ،‬ورضوراتهــا‬ ‫تبيــح محظوراتهــا‪ ،‬وإذا نــي‬ ‫النظــام وحلفــاؤه نذكرهــم‬ ‫بإيــران كونــرا‪ ،‬وكيــف أن إيــران‬ ‫التــي تعتــر ارسائيــل عدوتهــا‬ ‫األوىل اشــرت عنــد الحاجــة‬ ‫أســلحة مــن ارسائيــل يف خضــم‬ ‫معركتهــا مــع العــراق‪ .‬أســوء مــا‬ ‫يف النظــام الســوري وقاحتــه وســنه‬ ‫لقوانــن الحــال والحــرام عــى‬ ‫مقاســه‪ ،‬وللوطنيــة األســدية ذات‬ ‫الخصوصيــة املطاطــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫محمد حجو | أوكسجين‬ ‫كل يــوم‪ ،‬تــراءى يل يف ريعــان‬ ‫أحلــم بهــا ّ‬ ‫شــبابها‪ ،‬أحلــم بهــا وقــد مــأ الحســن ثناياهــا‬ ‫فغــدت أجمــل مــا رأيــت‪ ،‬تخلــع عــى نفســها‬ ‫يف كل حلــم لباســاً جديــدا ً متكلمــة بلســان‬ ‫مختلــف عــن ســابقه‪ ،‬ورغــم تبــدل قشــورها‬ ‫إال أن األلفــة مل تغادرهــا‪ ،‬فمــذ غــزت أحالمــي‬ ‫وأنــا أشــعر بهــا جــزءا ً مــن روحــي‪ .‬تفســر‬ ‫هــذا الحلــم القهــري أصبــح يســكنني‪ ،‬مــن‬ ‫تكــون يــا تــرى؟ ازدادت حالتــي ســوءا ً بعــد‬ ‫عــدة أشــهر فقــد اســتوطنت يقظتــي بعــد أن‬ ‫ملَّــت نومــي‪ ،‬أصبحــت أراهــا يف قعــر كــوب‬ ‫الشــاي‪ ،‬عــى شاشــة الحاســوب‪ ،‬لــذا قــررت‬ ‫وبعــد تــرد ٍد كبــر استشــارة طبيــب نفــي‪،‬‬ ‫علَّــه يجــد لفتــايت تفســرا ً‪" .‬أغلــب الظـ ّـن أنــك‬ ‫مســكون بهاجــس قــد تـ ّـم كبتــه وهــو يحــاول اآلن‬ ‫الخــروج مــن الوعيــك إلــى وعيــك"‪.‬‬ ‫خرجــت كلامتــه بســيطة‪ ،‬حاســمة‪ ،‬وغــر‬ ‫قابلــة للتفنيــد‪ ،‬وذلــك بعــد رسدي املتلعثــم‬ ‫لحلمــي‪ .‬بادرتــه بالســؤال قائـاً‪" :‬ملــاذا يتمثَّــل‬ ‫الهاجــس بامــرأة؟" قاطعنــي بكلــات سـ َّددها‬ ‫كالعــب محــرف خـ ِـر إح ـراز األهــداف مجيبـاً‬ ‫بهــا عــن ســؤايل قبــل أن أنتهــي منــه‪" :‬ليلفــت‬ ‫انتباهــك‪ ،‬إن الكبــت املزمــن غالب ـاً مــا يتمثَّــل‬ ‫بأشــياء أو أشــخاص تغــري اإلنســان املكبــوت‪،‬‬ ‫وليــس أشــد إغـرا ًء للرجــل مــن املــرأة"‪ .‬ســكت‬ ‫بعدهــا قليــاً لــردف‪" :‬أظنــك لــن تعــرف‬ ‫الســام الداخــي حتــى تعــي ماهيــة هاجســك‬ ‫املكبــوت وتطلــق عنانــه"‪" ،‬وكيــف الســبيل إىل‬ ‫ذلــك؟" خرجــت هــذه الكلــات مــن فمــي‬ ‫ملحونــة مبوســيقا البالهــة‪ ،‬األمــر الــذي دفــع‬ ‫الطبيــب إىل االبتســام قائــاً‪" :‬هــذا عمــي"‪.‬‬ ‫بــدأ بســؤا ٍل عــام‪" :‬ح ّدثنــي عــن روتينــك‬ ‫اليومــي بالتفصيــل"‪ ،‬وبعــد أن انتهيــت‬ ‫ســألني مســتغرباً‪" :‬أال تشــاهد األخبــار؟!"‪،‬‬

‫أدب‬

‫اللقاء‬

‫ـفتي مش ـبَّعة‬ ‫"أبــدا ً"‪ ،‬خرجــت الكلمــة مــن شـ َّ‬ ‫باالشــمئزاز‪" .‬مل أعــد أحتمــل املجاعــات‬ ‫والحــروب وأكاذيــب السياســة فتوقفــت عــن‬ ‫متابعتهــا" أردفــت قائ ـاً‪ ،‬بــدا عليــه االهتــام‬ ‫ثــم قــال‪" :‬انتهــت جلســتنا اليــوم‪ ،‬ســنكمل‬ ‫األســبوع القــادم‪ ،‬وخــال ذلــك عليــك بتجديــد‬ ‫عالقتــك مــع األخبــار‪ ،‬يوميــاً"‪ .‬أدرت التلفــاز‬ ‫عــى إحــدى املحطــات اإلخباريــة؟ فطالعنــي‬ ‫رمزهــا األصفــر املزخــرف لتظهــر بعدهــا‬ ‫كلمتــان كرهتهــا طويــاً‪" :‬نــرة األخبــار"‪.‬‬ ‫بينــا تابعــت بفتــو ٍر مــا تجنبتــه لســنوات‪،‬‬ ‫حــدث أمــر مذهــل‪ ...‬أمــر مل أكــن أره إال يف‬ ‫األحــام‪ ،‬لقــد رأيتهــا هنــاك عــى الشاشــة‪،‬‬ ‫مطــارديت‪ ،‬هاجــي‪ ،‬فتــاة أحالمــي‪ .‬أيعقــل‬ ‫أن أعــر عليهــا يف أبغــض األماكــن إىل قلبــي‪.‬‬ ‫بعــد هنيهـ ٍة أدركــت أن ال وقــت أضيعــه عــى‬ ‫الدهشــة‪ ،‬تأكــدت مــن مــكان فارســتي ألصعــد‬ ‫بعدهــا إىل ســياريت منطلقــاً برسعــة جنونيــة‪.‬‬ ‫وصلــت بعــد ســجال طويــل مــع الســر‬ ‫املزدحــم‪ ،‬قفــزت مــن الســيارة‪ ...‬هــا هــي‬ ‫هنــاك‪ ،‬مرتســمة عــى وجــوه النــاس الغاضبــة‬

‫الفرحــة‪ ،‬خارجــة مــن أفواههــم كأوبـرا إيطالية‬ ‫شــهرية‪ ،‬انخرطــت معهــم أهتــف‪" :‬حريــة‪،‬‬ ‫حريــة‪ ،‬حريــة"‪ ،‬خرجــت مــن حلقــي مجلجلــة‬ ‫ومحــررة معهــا غضبــي الذي طــال كبتــه‪ ،‬ولكن‬ ‫هيهــات لفرحــة اللقــاء أن تكتمــل‪ ،‬فــا كــدت‬ ‫أرصخ بالحريــة دقائــق معــدودة حتــى رأيــت‬ ‫النــاس يتفرقــون مــن حــويل اســتجابة لوصــول‬ ‫أعــداء الحريــة ليخرســوا أبــواق الحــق‪ ،‬أتــوا‬ ‫بعــد أن أفزعــت قاداتِهــم كلــات الحريــة‪.‬‬ ‫مســتلقياً إثــر رضبــة هـراوة‪ ،‬وبعيــون مملــوءة‬ ‫دمـاً‪ ،‬شــاهدت أحــد األبــواق يطــأ بقدمــه عــى‬ ‫وجهــي وهــو يقــول‪" :‬هــذه مــن أجــل الحرية"‪،‬‬ ‫ثـ َّم لقننــي كلــات الرضــوخ للمســتبد ألرددهــا‬ ‫فأومــأت باإليجــاب‪ ،‬ابتعــد قليــاً ليســتمتع‬ ‫ورفاقــه بــذيل فــرددت‪" :‬ال إلــه إال اللــه‪ ،‬حريــة‬ ‫وبــس"‪ ،‬انطلقــت الرصاصــات بعدهــا محولــة‬ ‫جســدي إىل مصفــاة كثــرة الثقــوب كبريتهــا‪،‬‬ ‫فســقطت واالبتســامة تزيــن فمــي الدامــي‪ ،‬ال‬ ‫كبــت بعــد هــذا اللقــاء واإلشــفاق كال إلشــفاق‬ ‫عــى مــن مل يلتــقِ بع ـ ُد بالحريــة‪.‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫الثورة بين أوهام النصر ومعاول التثبيط‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أن ندفــن رؤوســنا فــي التــراب ال يعنــي أن األمــور‬ ‫تســير علــى مــا يــرام‪..‬‬ ‫وأن نتوهم النصر ال يعني أننا انتصرنا‪..‬‬ ‫وكذلــك فوحــدة الصــف والتعــاون والتامســك‬ ‫يف وجــه العــدو ال معنــى لــه إن كان الصــف‬ ‫أعــوج ينخــره الســوس وكل يــوم ميــر يقــرب‬ ‫إىل التصــدع واالنهيــار أكــر فأكــر‪ ...‬ولــو كان‬ ‫الســكوت عــن األخطــاء وعــدم نقدهــا أيــاً‬ ‫كانــت هــذه األخطــاء ســبيالً قوميــاً للتجمــع‬ ‫وعــدم الفرقــة لــكان ذلــك أوىل قبــل ثــاث‬ ‫ســنوات لــو حافظنــا عــى وحــدة صفنــا‬ ‫الســوري مبــا فيــه مــن نظــام فاســد ســفاح‬ ‫مجــرم تحملنــاه أربعــن ســنة ومــا كان مــن‬ ‫داع إذن لنثــور عليــه أو نســقطه (والــي بتعرفــه‬ ‫أحســن مــن الــي بتتعــرف عليــه)‪....‬‬ ‫مــن رواســب الســكوت الــذي ألفنــاه وتجرعناه‬ ‫ســنوات عديــدة تــارة بقــوة البســطار ‪ ،‬وتــارة‬ ‫بســطوة الديــن عــى ألســنة دعــاة يأمروننــا‬ ‫دامئــاً بطاعــة ويل األمــر والرضــوخ لــه مهــا‬ ‫امتطــى ظهورنــا وأعناقنــا‪ ...‬من هذه الرواســب‬ ‫تحمــل اليــوم ثورتنــا إرث ـاً ثقي ـاً ‪ ،‬فــإن رأيــت‬ ‫أحــدا ً يوجــه النقــد للدعــاة املؤيديــن للســفاح‬ ‫املصطفقــن لجرامئــه أىت مــن يســكته بدعــوى‬ ‫أن هــؤالء ميثلــون الديــن ‪ ،‬وأن ليــس بوســعهم‬ ‫إال مــا فلعــوه ‪ ،‬وأننــا لوالهــم ملــا عــا لــأذان‬ ‫صــوت عــى مئذنــة!!‬ ‫فــإن قــام آخــر لريفــض جرائــم داعــش وأمثالهــا‬ ‫أىت مــن يقــول لــه‪ :‬اتــق اللــه يف املجاهديــن‬ ‫األبطــال ‪ ،‬ثــم يتوعــده بعــذاب أليــم يــوم‬ ‫الديــن!!‬ ‫عــر عــن رفضــه ألفعــال كثــر مــن‬ ‫فــإن ّ‬ ‫املعارضــن السياســيني وســلوكهم املتخــاذل أىت‬ ‫مــن يتهجــم عليــه بــأن ليــس باإلمــكان أبــدع‬ ‫مــا كان ‪ ،‬وأن وحــدة الصــف هــي األهــم يف‬ ‫هــذه املرحلــة مــن ثورتنــا!!‬ ‫فــإن أخــذ يتحــدث عــن املناطــق التــي متــت‬ ‫فيهــا املصالحــة أو تــم تســليمها للنظــام مــن‬ ‫قبيــل إدراك الواقــع والتعلــم مــن دروســه أىت‬ ‫مــن يشــهر أســلحته كلهــا يف وجهــه ويتهمــه‬

‫بالتعــايل والتنظــر وظلــم املجاهديــن ويحملــه‬ ‫وزر مــن مــات شــهيد الجــوع يف الحصــار أو‬ ‫شــهيد القتــل والنــار‪....‬‬ ‫فــإن رصــد ســلوك قــواد بعــض الكتائــب‬ ‫وجنودهــم وســلط الضــوء عــى مــا يتــم‬ ‫بعلمهــم مــن تربيــر للخطــف أو الســطو‬ ‫أو إيــذاء املدنيــن أىت مــن يتهمــه بالعاملــة‬ ‫للنظــام وإيــران وحــزب الشــيطان ولــكل‬ ‫شــياطيني اإلنــس والجــان‪...‬‬ ‫فــإن رأيــت مــن يلــوم بعــض الناشــطني‬ ‫ويســأل عــا آلــوا إليــه مــن ثــوار ميدانيــن إىل‬ ‫أثريــاء مرفهــن أىت مــن يقــول لــه أمــا تبــر‬ ‫أمامــك كــم يف امليــدان غريهــم مــن أوفيــاء‬ ‫مخلصــن!!‪.....‬‬ ‫وهكــذا يف كل إشــارة ملوطــن خطــأ علينــا‬ ‫تداركــه أو التعلــم مــن دروســه ‪ ،‬أو تصحيحــه‬ ‫اعرتضــوا وثــاروا مرســخني بذلــك أحــد أخطــر‬ ‫أمراضنــا العضــال التــي علينــا عالجهــا ‪ ...‬فــا‬ ‫كانــت الثــورة إال ألن كأس الســكوت قــد فــاض‬ ‫بنــا‪ ...‬فكيــف بنــا نقبــل ونســكت اليــوم!!‬ ‫ســيقول قائــل اآلن‪ ...‬ولكــن مــاذا لــو حملنــا‬ ‫لــواء إصــاح الخطــأ ونــزع أشــواك ثورتنــا‬ ‫وأعشــابها الضــارة فأصبحنــا نوجــه‬ ‫إصبــع النقــد لــكل إنجــاز ‪ ،‬فــا‬ ‫تعلــو لنــا قامئــة‬ ‫إال أســقطناها‬ ‫بأيدينــا تــارة‬ ‫با لتخو يــن‬ ‫واالتهــام بالتآمــر ‪،‬‬ ‫وتــارة بتقييــم النتائــج‬ ‫وإثبــات عــدم جــدوى كل‬ ‫مــا يُبــذَل والتقليــل مــن‬ ‫أهميتــه ونفعــه بحســب‬ ‫وأفكارنــا‬ ‫رؤانــا‬ ‫وخضوعنــا لنظريــة‬ ‫املؤامــرة‪!!...‬‬

‫ســنتوقع أن هــذا ســيحدث وســيكون ‪ ،‬وليــس‬ ‫لنــا مــع ذلــك أن نضبــط أفواهــاً تقيــأت‬ ‫صــدأ صمــت مــأ أجوافهــا لعقــود ‪ ..‬فــا بــد‬ ‫لهــذه األفــواه أن تتكلــم أن تــرخ أن تختــر‬ ‫قُدرتهــا عــى النقــد بــكل اللغــات واألشــكال‬ ‫وبــكل الطــرق واألهــداف‪ ...‬وليــس مــن حــق‬ ‫منلكــه إلســكاتها‪ ...‬أو رفضهــا أو تخوينهــا‪ ..‬مــا‬ ‫علينــا أمامهــا إال أن نبنــي مــكان هدمهــا ‪،‬‬ ‫ونعــي مــكان خفضهــا‪ ،‬فــإن ثبطــت شــجعنا‬ ‫‪ ،‬وإن دمــرت بنينــا ‪ ،‬إن قدمــت حجــة ناقشــنا‬ ‫وحاورنــا ووضحنــا وبيَّنــا‪ ،‬دون أن نســكتها‬ ‫أو نلجمهــا‪ ...‬دون أن نعتــدي عليهــا أو ننــال‬ ‫منهــا‪ ،‬فالحجــة وحدهــا التــي تقــرع الحجــة ‪،‬‬ ‫وليــس مــن حــق منلكــه الحتقــار املتكلمــن أو‬ ‫تســفيه آرائهــم أو التعــايل عليهــم‪...‬‬ ‫وبهــذا نؤســس لواقــع جديــد ال نســمح فيــه‬ ‫لغربــال أن يعمــي أبصارنــا فيقنعنا أن الشــمس‬ ‫غائبــة ‪ ،‬وال نــرىض فيــه ب ـراب يضــم رؤوســنا‬ ‫ـر موطــئ أقدامنــا ومهــوى‬ ‫فيعمينــا عــن تبـ ِّ‬ ‫خطواتنــا‪ ،‬ويف الوقــت نفســه ال منســك معــول‬ ‫الهــدم ونقعــد عــى كل رصاط عبّــده اآلخــرون‬ ‫مبهــج العيــون واألفئــدة‪ ...‬وال نصــادر حــق‬ ‫اآلخريــن يف النقــد والرفــض وإبــداء الــرأي‬ ‫عــى أن يكــون رائدنــا يف ذلــك االحـرام‬ ‫طاملــا أننــا جميعـاً نســر تحــت ســاء‬ ‫الثــورة ونتفيــأ ظاللهــا يف طريقنــا‬ ‫نحــو مســتقبل لســوريا جديــر بدمــاء‬ ‫أبنائهــا‪.‬‬ ‫شــهدائها وتضحيات‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫أقــف بجانبهــا‪ ،‬أتأملهــا بتمعــن‪ ،‬أنظــر إليهــا‬ ‫مــن جميــع أرجائهــا‪ ،‬أســتمع إىل صوتهــا‬ ‫العــذب‪ .‬فصــوت الناعــورة يســمى (عنــن) (‪)1‬‬ ‫وال يشــبهه يف املناجــاة والحنــن ســوى حــداء‬ ‫اإلبــل‪ .‬لذلــك اشــتق اســمها مــن نعريهــا وهــو‬ ‫صوتهــا‪ ،‬ويطلــق عليهــا أيض ـاً اســم الــدوالب‪،‬‬ ‫الســاقية‪ ،‬والشــادية‪ .‬توجــد النواعــر عــى‬ ‫األنهــر حتــاً‪ ،‬حيــث وظيفتهــا املثــى رفــع‬ ‫مــاء النهــر إىل األرض الزراعيــة ومــن ثــم‬ ‫ري املزروعــات‪ .‬وإن لنقــل مــاء النهــر عــدة‬ ‫طــرق‪ ،‬وجــدت منقوشــة عــى رقــم طينــي يف‬ ‫الزمــن الغابــر(‪ )2‬بالقــرب مــن نهــر الف ـرات‪،‬‬ ‫تــرح فيــه طريقــة نقــل املــاء عــر امليــزان‬ ‫أو الشــادوف أو الــدوالب‪ ،‬عــر نواعــر أفقيــة‬ ‫تجرهــا الــدواب‪ ،‬وتلــك األفقيــة تــؤدي إىل‬ ‫دوران الــدوالب العامــودي الــذي يحمــل‬ ‫ج ـرارا ً كثــرة مــن الفخــار املعبــأة مبــاء النهــر‪.‬‬ ‫إن مــن أجمــل النواعــر التــي مــا زالــت تعمــل‬ ‫حتــى اليــوم‪ ،‬نواعــر حــاة الشــهرية حيــث‬ ‫تعــد حــاة أقــدم موطــن للنواعــر‪ ،‬وتوجــد‬ ‫فيهــا أكــر ناعــورة مــا تـزال قامئــة حتــى اليــوم‬ ‫تســمى “ناعــورة املحمديــة” إذ يبلــغ قطرهــا‬ ‫واحــدا ً وعرشيــن مـرا ً‪ ،‬وعــدد صناديقهــا مائــة‬ ‫وعــرون‬

‫صندوق ـاً خشــبياً‪ .‬وأصبحــت عل ـاً تنفــرد بــه‬ ‫عــن ســائر مــدن العــامل‪ ،‬ورمـزا ً للمدينــة ورصحاً‬ ‫مــن أصالتهــا وتاريخهــا‪ .‬وقــد بــرع أجدادنــا‬ ‫القدمــاء بالعلــوم والهندســة والطــب‪ ،‬وابتكــروا‬ ‫طرقــاً وأســاليباً ترتبــط بالزراعــة والــري عــر‬ ‫قنــوات ميــر بهــا املــاء بعــد أن يُرفــع مــن النهــر‬ ‫عــر الــدوالب‪ .‬فقــد ذكــر ياقــوت الحمــوي‬ ‫(الناعــورة) يف كتابــه الشــهري(‪ )3‬وقــال فيهــا‪:‬‬ ‫العــايص(‪ )4‬ضــد الطائــع اســم نهــر حــاة‬ ‫وحمــص ويصــب يف البحــر قــرب أنطاكيــة‬ ‫واســمه هنــاك (األرنــد)‪ .‬ومل تــزل إىل اليوم بعض‬ ‫النواعــر عــى فــروع بــردى الدمشــقي‪ .‬أمــا‬ ‫آليــة عمــل الناعــورة فيكــون عــر دواليــب‬ ‫خشــبية ـ تحتمــل املــاء وال تتلــف برسعــة ـ‬ ‫ذات حركــة دامئــة تعمــل بقــوة دفــع املــاء‬ ‫الهــادر عــر فتحــة يف ســد صغــر فرتفــع امليــاه‬ ‫مــن املنخفضــات إىل املرتفعــات بوســاطة‬ ‫صناديــق معــدة عــى محيطهــا‪ ،‬فتســقي‬ ‫البســاتني والحاممــات والــدور واملســاجد‬ ‫والخانــات‪ ،‬حيــث طاقــة امليــاه الجاريــة تحــرك‬ ‫دوالبـاً صغـرا ً والــدوالب بــدوره يحــرك مســنناً‪،‬‬ ‫واملســنن يحــرك مســنناً آخــر (كمســننات‬ ‫الســاعة) لينقلهــا بــدوره إىل مســنن عمــودي‬ ‫يحمــل صناديقـاً خشــبية(‪ ،)5‬ترفــع امليــاه مــن‬ ‫النهــر إىل األقنيــة الحجريــة التــي ميــر بهــا‬ ‫املاء كالســاقية‪ ،‬ويســتخدم‬ ‫هــذا املــاء يف ري‬ ‫شــتى أنــواع‬ ‫الخــراوات‬ ‫واملزروعــات‬ ‫والــورود‬

‫زبدانيات‬

‫حنني الناعورة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫وتخديــم ورشــات العمــل الكثــرة التــي كانــت‬ ‫منتــرة عــى ضفتــي العــايص‪ .‬للنواعــر‬ ‫أجســام وأحجــام مختلفــة‪ ،‬ولكنهــا متشــابهة‬ ‫جميعـاً يف الصنــع‪ ،‬فهنــاك نواعــر صغــرة تقوم‬ ‫عــى أفــواه اآلبــار‪ ،‬ونواعــر كبــرة تســتند عــى‬ ‫حجريــات‪ .‬ونحــن ال نســتطيع أن نحــدد تاريــخ‬ ‫ظهورهــا بدقــة‪ ،‬ألن أهــل املعرفــة اختلفــوا‬ ‫يف ذلــك‪ ،‬فمنهــم مــن يــرى أنهــا تعــود إىل‬ ‫العهــد اآلرامــي‪ ،‬ومنهــم مــن يــرى أنهــا ظهــرت‬ ‫يف العــر الهلنســتي‪ ،‬وآخــرون يــرون أنهــا‬ ‫رومانيــة‪ .‬ولعــل أقــدم مصــدر لتاريــخ النواعــر‬ ‫هــو صــورة مــن الفسيفســاء عــر عليهــا‬ ‫املنقبــون بــن أطــال (أفاميــا) الســورية متثــل‬ ‫ناعــورة ترقــى إىل العــر الرومــاين‪ ،‬وتعــود‬ ‫إىل األلــف األول قبــل امليــاد‪ .‬وقــد ذكــر‬ ‫الرحالــة والجغرافيــون العــرب نواعــر حــاة يف‬ ‫مؤلفاتهــم أمثــال (ابــن جبيــر) و (ابــن بطوطــة)‬ ‫و (ياقــوت الحمــوي) وأيب الفــداء‪ ،‬كــا ذكرهــا‬ ‫الشــعراء يف قصائدهــم كمجنــون ليــى وخاصــة‬ ‫عنــد نزولهــم يف حــاة أو مرورهــم بهــا‪ .‬وقــد‬ ‫اقتبــس الصليبيــون مــن بــاد الشــام صناعــة‬ ‫النواعــر(‪ )6‬ونقلوهــا إىل أوروبــا‪ ،‬ويــدل عــى‬ ‫ذلــك وجــود النواعــر يف أملانيــا‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ باللهجــة املحكيــة الســورية ومنهــا ِع ّنــي يــا‬ ‫ناعــورة أي ـ إِ ّن ـ مــن األنــن والشــكوى‬ ‫‪2‬ـ يف القرن الثامن عرش قبل امليالد‬ ‫‪3‬ـ معجم البلدان‬ ‫‪4‬ـ ســمي بالعــايص ألن جميــع األنهــار تتجــه‬ ‫إىل الجنــوب وهــو يتجــه شــاالً فيعــي‬ ‫األنهــار جميعهــا‬ ‫‪5‬ـ تصنــع الناعــورة وصناديقهــا مــن خشــب‬ ‫الجــوز ح ـرا ً ألنــه قـ ِ‬ ‫ـاس ويتحمــل املــاء‪ ،‬أمــا‬ ‫صيانــة الناعــورة فعمليــة شــاقة تتطلــب فكهــا‬ ‫وتبديــل الخشــب املهــرئ وتتــم كل ‪ 100‬ســنة‬ ‫تقريب ـاً‬ ‫‪6‬ـ يشــر (ســوبرنهايم) صاحــب املعلمــة‬ ‫اإلســامية إىل ذلــك‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) ضمــن العــرس الكــروي لــكأس العــامل الالجئــون الســوريون‬ ‫يشــجعون فريقهــم الســويد‪ ...‬وبينــا يشــجع آخــرون الربازيــل يهــرب‬ ‫غريهــم مــن الرباميــل‪!...‬‬

‫*) اإلف ـراج عــن الفــارس الحقيقــي عدنــان قصــار بعــد اعتقالــه ملــدة‬ ‫عرشيــن عامـاً بــس ألنــو تجــرأ بزمناتــو وســبق راكــب الجحشــة باســيل‬ ‫األســد‪ ...‬يحــدث فقــط يف حظــرة األســد‪!...‬‬

‫*) كابــن فريــق داعــش امللقــب بــأيب قتــادة الفطبــويل يخــوض الشــوط *) داعــش تــرق مبلــغ ‪ 425‬مليــون دوالر مــن فــرع البنــك املركــزي‬ ‫يف الع ـراق وتصبــح بذلــك أغنــى تنظيــم إرهــايب يف العــامل‪ ...‬وزغرطــي‬ ‫التــاين مــن مباراتــه الجهاديــة ضــد الزناديق الكفــرة يف العـراق‪...‬‬ ‫يــا ان ـراح‪!...‬‬ ‫*) قنــاة ســورية أرضيــة مــو فضائيــة تبــث مباريــات مونديــال كأس‬ ‫العــامل بحقــوق حرصيــة‪ ...‬شــفتوا اإلصالحــات يــا متعلمــن يــا بتــوع *) نقــاً عــن أركان الجيــش الســوري الحــر‪ :‬اســتقالة قــادة كتائــب‬ ‫بســبب قلــة الدعــم العســكري العــريب والــدويل‪ ...‬ويــن لكــن عــم يــروح‬ ‫املــدارس‪!...‬‬ ‫*) الفصائــل املســلحة يف مدينــة كســب انســحبت منهــا بعــد ســيطرة األخــر والــدوالر‪...‬؟!‬

‫النظــام عليهــا‪ ...‬يعنــي كســب رجعــت ع حضــن الوطــن الــدايف بــس ع *) أبــو إبراهيــم الرقــاوي يــرح بــأن داعــش منعــت النــاس مــن‬ ‫الهــس مــو بطبــل وزمــر متــل كل مــرة‪!..‬‬ ‫مشــاهدة مباريــات كأس العــامل يف املقاهــي ألنهــا تلهيهــم ومنعـاً للفتنــة‬ ‫*) عــدد مــن الشــخصيات الســورية وخاصــة املؤيــدة منهــا تنــال التــي ق د تحــدث مــن التــاس بــن الالعــب الــذي هــو مذكــر وبــن‬ ‫الجنســية اللبنانيــة قبيــل مغــادرة ســليامن للقــر الجمهــوري‪ ...‬هــي الكــرة التــي هــي مؤنــث باإلضافــة للهجــات "املرتــدة" التــي تصــر‬ ‫والعيــاذ باللــه‪!...‬‬ ‫الجنســية وأخدوهــا باقــي عليهــم اللكنــة‪!...‬‬ ‫*) نق ـاً عــن ســكان العاصمــة دمشــق حديقــة ترشيــن تتحــول إىل *) العــريب يــرح بأنــه ســيلتقي بــان يك مــون مــن أجــل بحــث التحرك‬ ‫كازينــو يعــج بالشــبيحة وخليالتهــم يف مشــاهد مخجلــة‪ ...‬بك ـرا بينــط املســتقبيل بشــأن ســوريا ومــا إذا كانــت هنــاك حاجــة إىل مبعــوث‬ ‫واحــد بيقــول مــو بدكــن حريــة‪...‬؟!‬ ‫جديــد بالكرتونــة أو نضــل ع العتيــق‪ ...‬وكان اللــه ويل التوفيــق‪!...‬‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫رضينــا أنــو نهــادن النظــام كرمــال‬ ‫قصــص التعتــر يــي عــم يعيشــوها‬ ‫النازحــن كل يــوم‪ ...‬وقلنــا شــو عليه‬ ‫يصــر تســوية بلــي بيصــر خــر‬ ‫وبتتحســن هاألحــوال إذا رضيــوا‬ ‫علينــا جامعــة النظــام مــع أنــو يف‬ ‫نــاس مــن األســاس كانــت ضــد أي‬ ‫مصالحــة معهــم‪ ...‬أمــا أنــو تتشـكّل‬ ‫لجــان شــعبية تشــبيحية ومــن‬ ‫أهــل الزبــداين بقــا هــون القصــة‬ ‫صــار بدهــا وقفــة‪ ...‬وطويلــة كتــر‬ ‫كــان‪ ...‬لجــان شــو وعــى مــن؟‬ ‫عــم نحمــل الســاح ونتقــاوي عــى‬ ‫بعضنــا بــدل مــا نكــون جبهــة‬ ‫وحــدة ضــد النظــام‪ .‬الدبيكــة‬

‫والنــاس يــي كانــوا بوفــود التهئنــة‬ ‫رضيــوا يصــروا أذنــاب للنظــام‪،‬‬ ‫رقصــوا بعــرس بشــار االنتخــايب‬ ‫وباعــوا بالرخيــص دم الشــهدا‬ ‫ونســيوا كل يش صــار‪ ...‬نســيوا أنهــم‬ ‫والد الزبــداين يــي كانــت مــن أول‬ ‫رصخــت الء ضــد الظلــم والظـ ّـام‪...‬‬ ‫واســتبدلوا حريتهــم وكرامتهــم‬ ‫بالــذل والعــار‪ ...‬بــس مــع هيــك‬ ‫هنــي بيضلــوا والدهــا ورضوري‬ ‫اليــوم يرجعــوا يعيــدوا حســاباتهم‬ ‫ويتذكــروا قديــش قدمنــا تضحيــات‬ ‫ويكونــوا ع قلبنــا ويشــدوا ع‬ ‫ايدنــا ونعمــل للتفرقــة والخالفــات‬ ‫ديليــت‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫الجرح الذي ال يبرأ والضحية التالية‬ ‫شمس الهادي أوكسجين‬

‫منــذ ســنوات كنــت أقيــم وقتهــا يف باريــس‪،‬‬ ‫أمضيــت وقتـاً أخــذين إىل ماقبل أكرث خمســمئة‬ ‫ســنة ‪ ،‬إىل أحــد الجــراح العميقــة يف جســد‬ ‫األمة‪.‬ذلــك الوقــت الــذي غــر مســار تاريــخ‬ ‫أمتنــا وحضارتنــا إىل غــر رجعــة‪ .‬وقــت قــرأتُ‬ ‫روايــة "ثالثيــة غرناطــة" للكاتبــة رضوى عاشــور‪،‬‬ ‫قصــة ســقوط األندلــس مدينــة وراء أخــرى‪،‬‬ ‫مذبحــة تلــو أخــرى‪ ،‬اس ـاً وراءه آخــر‪ .‬كيــف‬ ‫تبــدأ تتغــر معــامل املــدن‪ ،‬تتغــر الهويــة‪..‬‬ ‫تتغــر األســاء‪ ..‬يُســلخ الديــن والعروبــة‪..‬‬ ‫قطعــة قطعة‪..‬حتــى اليبقــى يشء غــر‬ ‫الذكــرى‪ ..‬والحــرة‪ ..‬والعــامل العــريب‬ ‫واإلســامي كان ومايــزال يتفــرج‪ ،‬يتفجــر‬ ‫يف قلبــي جــرح جديــد بجــرح قديــم‪..‬‬ ‫جــرح فلســطني‪ ..‬ومدنهــا الذبيحــة األســرة‬ ‫الجريحــة‪ ..‬وقتهــا قلــت يف نفــي‪ ..‬ماهــي‬ ‫تلــك األمــة التــي تســمح بتكــرار هــذه‬ ‫ـت‬ ‫املــأيس املفجعــة ؟؟ ونحــن نراقــب بصمـ ً‬ ‫عمليــة ســلخ جــز ٍء مــن جســدنا‪ ..‬قطعــة‬ ‫وراء قطعــة‪ ..‬اليشء يحركنــا‪ ..‬الســقوط‬ ‫غرناطــة حركنــا‪ ..‬وال ســقوط القــدس غــر‬ ‫شــيئا فينــا‪ ..‬والســقوط بغــداد جعلنــا نغــر‬ ‫شــيئا يف حياتنــا‪ ..‬نحــن مــا زلنــا هنــا؟؟ ننام‬ ‫ونــأكل ونصحــو‪ ..‬ونــأكل بعضنــا البعــض‪..‬‬ ‫نخــون بعضنــا البعــض‪ ..‬نتخــى عــن‬ ‫بعضنــا البعــض‪.‬؟؟ تتمــزق قلــوب‪ ..‬وتغلــق‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫عامة الشعب‬

‫لنــر املعلومــات حــول السياســات‪ ،‬أو‬ ‫مامرســة الضغــوط بشــأنها أو تعزيزهــا‪،‬‬ ‫كمعاقبــة صانعــي السياســات أو مكافأتهــم‪.‬‬ ‫يضــم املجتمــع املــدين مجموعــة واســعة‬ ‫النطــاق مــن املنظــات غــر الحكوميــة‬ ‫والغــر الربحيــة التــي لهــا وجــود يف الحيــاة‬ ‫العامــة‪ ،‬وتنهــض بعــبء التعبــر عــن‬ ‫اهتاممــات وقيــم أعضائهــا أو اآلخريــن‪،‬‬ ‫اســتنادا ً إىل اعتبــارات أخالقيــة أو ثقافيــة أو‬ ‫سياســية أو علميــة أو دينيــة أو خرييــة‪ .‬كــا‬ ‫ويشــر املصطلــح أيض ـاً إىل جمعيــات ينشــئها‬ ‫مجموعــة أشــخاص تعمــل لنــرة قضيــة‬

‫مشــركة‪ ،‬وتشــمل املنظــات غــر الحكوميــة‪،‬‬ ‫والنقابــات العامليــة‪ ،‬وجامعــات الســكان‬ ‫األصليــن‪ ،‬واملنظــات الخرييــة‪ ،‬واملنظــات‬ ‫الدينيــة‪ ،‬والنقابــات املهنيــة‪ ،‬ومؤسســات‬ ‫العمــل الخــري‪ ،‬أمــا امليــزة املشــركة التــي‬ ‫تجمــع بــن جميــع منظــات املجتمــع املــدين‬ ‫عــى شــدة تنوعهــا‪ ،‬فهــي تتمثــل باســتقاللها‬ ‫عــن الحكومــة والقطــاع الخــاص أقلــه مــن‬ ‫حيــث املبــدأ‪ .‬ولعــل هــذا الطابــع االســتقاليل‬ ‫هــو مــا يســمح لهــذه املنظــات بــأن تعمــل‬ ‫عــى األرض وتضطلــع بــدور هــام يف أي نظــام‬ ‫دميقراطــي‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )114‬األحد ‪2014\٠٦\15‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يشــر مصطلــح املجتمــع املــدين إىل كل‬ ‫أنــواع األنشــطة التطوعيــة التــي تنظمهــا‬ ‫جامعــة مــا حــول مصالــح وقيــم وأهــداف‬ ‫مشــركة‪ .‬وتشــمل هــذه األنشــطة املتنوعــة‬ ‫الغايــة تقديــم الخدمــات‪ ،‬أو دعــم التعليــم‬ ‫املســتقل‪ ،‬أو التأثــر عــى السياســات العامــة‪.‬‬ ‫ويجــوز يف هــذا النشــاط األخــر أن يجتمــع‬ ‫مواطنــون خــارج دائــرة العمــل الحكومــي‬

‫دروب وتبــاع أر ٍ‬ ‫اض مقدســة‪ ..‬ترابهــا التــر‪..‬‬ ‫هــي أقــدس مــن كل أرض يف الدنيــا‪ ..‬ألنهــا‬ ‫ســقيت مبــا هــو أمثــن وأغــى عنــد اللــه مــن‬ ‫الكعبــة‪ ..‬إنــه الــدم الطاهــر‪ ..‬دم أطهــر البرش‪..‬‬ ‫دم الشــهداء‪ ..‬الرعيــل األول‪ ..‬النخبــة‪ ..‬خــرة‬ ‫اللــه مــن خلقــه‪ ..‬ســقطت غرناطــة ‪ ..‬ســقطت‬ ‫القــدس‪ ..‬ســقطت بغداد‪..‬ســقطت حمــص‪..‬‬ ‫وســقط قلبــي‪ ..‬ســقطت قلوبنــا‪ ..‬نحــن‪..‬‬ ‫نحــن مــن ســقط‪ ..‬وهــي ستبقى‪..‬ســقطت‬ ‫تلــك األمــة التــي مــا تــزال تســفح املاليــن‬ ‫عــى أقــدام غانياتهــا‪ ..‬أمــا أطهــر البــر فهــم‬ ‫يباعــون ويشــرون ويخذلــون حتــى يأكلــوا‪..‬‬

‫أوراق األشــجار‪ ...‬يــا مــن موطــئ قدمــك بالدنيا‬ ‫بأرسهــا‪ ..‬يــا مــن زفــرة مــن قلبــك املحــرق‬ ‫بــكل كونهــم العابــث الالهــي‪ ..‬يــا مــن ملحــة‬ ‫مــن عينــك املتوقــدة تحديـاً وصمــودا وتضحي ًة‬ ‫وصــرا‪ ..‬ترمــي بــكل حيوتهــم التافهــة إىل‬ ‫مزبلــة التاريخ‪..‬أيهــا الســاروت‪ ..‬يــا أبطــال‬ ‫حمــص‪ ..‬يــا شــهداء حمــص ‪..‬يــا رعيــل الثــورة‬ ‫األول‪ ..‬ال تســامحونا‪ ..‬التســامحونا‪ ..‬إننــا نلــد‬ ‫يــوم خذالنــا وضعفــاً‪ ..‬التســامحينا يــا‬ ‫يف كل ٍ‬ ‫تــال األندلــس‪..‬ال تســامحينا يــا غرناطــة‪ ..‬ال‬ ‫تســامحينا أيتهــا القــدس‪ ..‬أيتها املــدن الجريحة‬ ‫الذبيحــة‪..‬ال تســامحي أمــة اغتســلت بعارهــا‪..‬‬ ‫غرقــت بشــنارها‪ ..‬وهــي تتفــرج عليــك‬ ‫تغتصبــن‪ ..‬وال يــرف لهــا جفــن‪.‬؟‪ .‬تنتظــر‬ ‫اغتصــاب الصبيــة التاليــة؟؟ ســت الحســن‬ ‫وســيدة الحريــة والكرامــة؟؟ فــأي كرامــة‬ ‫بعــد ذلــك يبقــى لنــا‪.‬؟؟ أمتــي‪ ..‬يــا أمتــي‪...‬‬ ‫متــى تســتيقظني؟؟ لتنقــذي طليعــة شــبابك‬ ‫األبطــال‪ ..‬الذيــن يتحــدون كل ظَلَمــة‬ ‫التاريــخ والجغرافيــا ‪..‬وكل جــروت القهــر‬ ‫واإلســتكانة والــذل‪..‬؟؟؟ مناديــن بالحــق‬ ‫والخــر والطهــر والحريــة لــكل البــر ‪.‬متى‬ ‫تفتحــن ذراعيــك وصــدرك لتحتضنيهــم‪..‬‬ ‫وتحميهــم وتنرصيهــم؟؟ وحتــى ذلــك‬ ‫الحــن‪ ..‬تابعــي الفرجــة عــى فتياتــك وهــن‬ ‫يغتصــن‪ ..‬وصدقينــي‪ ..‬وقتهــا‪ ..‬لــن يقــف‬ ‫األمــر عنــد الفرجــة فقــط‪ ..‬ســتكونني أنــت‬ ‫الضحيــة التــايل‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.