أوكسجين العدد 116 السنة الثالثة - الأحد 29-06-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫رمضان الجئ‪..‬‬ ‫رمضان مبارك‪..‬‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫سيل األكاذيب‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يصــدر هــذا العــدد مــن مجلتكــم أوكســجني وقــد حــل‬ ‫رمضــان الكريــم ضيفــاً عــى موائدنــا نحــن الســوريني‬ ‫املشــتتني يف بقــاع األرض‪.‬وكــم حضنــت أرض الياســمني‬ ‫أجســادا ً فتي ـ ًة غض ـ ًة‪ .‬نســتهل الــكالم بجملــة مألوفــة‪..‬‬ ‫كل عــام وأنتــم بخــر‪ ..‬ونتمنــى للشــعب الســوري الحــر‬ ‫الثائــر أن يكــون هــذا الشــهر الفضيــل شــهر النــر‬ ‫لقضيتنــا الحقــة العادلــة‪ .‬متــر املخيلــة بذكــرى رمضــان‬ ‫يف بلدنــا ويف بيوتنــا والحــرة تجــرح القلــب والدمعــة‬ ‫تشــق املقــل‪ . .‬مل يتغــر يشء منــذ رمضــان األول يف‬ ‫ثورتنــا الســورية‪ .‬اليــوم يتذكــر الجميــع وخاصــة األمهــات‬ ‫الثــكاىل أبناءهــن‪ ..‬وتتذكــر األم والزوجــة مــن هــم يف‬ ‫غياهــب الســجون‪ ..‬الدمــوع تســيل بــدون توقــف‪.‬‬ ‫رمضــان هــذا العــام هــل يختلــف عــا قبلــه ّإل بعــدد‬ ‫الضحايــا مــن األطفــال والنســاء والشــيوخ والشــباب‪.‬‬ ‫هــل رمضانــات الســوريني كباقــي الرمضانــات يف العــامل‪.‬‬ ‫مل يعــد ألي يشء نكهتــه ســوى نكهــة املــوت‪ .‬االنتظــار‬ ‫وال يش ســواه‪ ..‬إنتظــار ممــل وحــارق وقاتــل للنفــس‬ ‫والــروح‪ .‬ننتظــر وينتظــرون معنــا‪!..‬؟‪ .‬قانــون العفــو‬ ‫األخــر مل يكــن ســوى كذبــة جديــدة تضــاف إىل أكاذيــب‬ ‫سســليل اإلجـرام‪ .‬أكــر مــن ‪ 200‬ألــف معتقــل ال يخــرج‬ ‫منهــم ســوى ‪ 1000‬معتقــل تقريبـاً‪ ،..‬وأخبــار تتوافــد عــن‬ ‫أن النظــام األســدي يعــاود اعتقــال مــن أفــرج عنهــم‪ .‬مــن‬ ‫تبقــى مــن املعتقلــن الذيــن يعانــون العــذاب واملــوت‪..‬‬ ‫ينتظــرون أن يــروا الحريــة أخ ـرا ً‪ .‬رمضــان شــهر العفــو‬ ‫واملحبــة والتســامح واملؤاخــاة والتوبــة‪ ..‬أيــن نظــام‬ ‫الطاغيــة مــن كل مــا ســبق‪ .‬رمضــان الكريــم الــذي هـ ّـل‬ ‫اليــوم أيــن نحــن من قيمــه وأهدافــه وإرشــاداته‪ ..‬والناس‬ ‫مل يعــد لهــا شــاغل ّإل أن تــي ببعضهــا البعــض‪ ،..‬أســئلة‬ ‫ـعبي‬ ‫كثــرة تــرد إىل الذهــن ولكــن كــا يقــول املثــل الشـ ّ‬ ‫"املعنــى يف قلــب الشــاعر" فنتمــى الخــر للجميــع ولثوتنا‬ ‫االنتصــار القريــب‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬اليوم‬ ‪‭‬العالمي‬ ‪‭‬لمساندة‬ ‪‭‬ضحايا‬ ‪‭‬التعذيب‬ ‫‪ -4‬بالعمل‬ ‪‭‬ترتقي‬ ‪‭‬سورية‬ ‫‪ -5‬سوري‬ ّ‬ ‫‪‭‬متلبس‬ ‪‭‬بتهمة‬ ‪‭‬حيازة‬ ‪‭‬جواز‬ ‪‭‬سفر‬ ‫‪ -6‬لبنان‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬رمضان‬ ‪‭‬وليس‬ ‪‭‬العكس‬ ‫‪ -8‬المعارضة‬ ‪‭‬والصراعات‬ ‪‭‬الداخلية‬ ‫‪ -9‬تابعونا‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬رمضان‬ ‪‭...‬المعاني‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬المزاد‬ ‪‭‬العلني‬ ‫‪ -10‬لم‬ ‪‭‬يعد‬ ‪‭‬الوقت‬ ‪‭‬باكرًا‬ ‪‭‬على‬ ‪‭‬اجترار‬ ‪‭‬الذكريات‬ ‫‪ -12‬خلـل‬ ‪‭‬فـي‬ ‪‭‬التشــفير‬ ‪‭‬فـي‬ ‪‭‬واتس‬ ‪‭‬أب‬ ‪‭‬يســمح‬ ‪‭‬للقراصنة‪‭‬‬ ‫‬بالتنصـت‬ ‪‭‬على‬ ‪‭‬المحادثات‬ ‫‪ -13‬حنايا‬ ‪‭‬العاشق‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬غياب‬ ‪‭‬الظل ‪ -‬فواصل‬ ‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب‬ ‫بيروت | أوكسجين‬

‫الجرائــم مــن العقــاب‪ .‬يف كل يــوم يعــاين املاليــن مــن األفــراد يف كل‬ ‫أنحــاء العــامل مــن آثــار التعذيــب الــذي تتطلــب مناهضتــه بــذل جهــود‬ ‫مســتدمية مــن قبــل الحكومــات واألمــم املتحــدة واملجتمــع املــدين عــى‬ ‫الصعــد املحليــة والوطنيــة واإلقليميــة والدوليــة‪ .‬وإىل أن تكــون هنــاك‬ ‫نهايــة للتعذيــب‪ ،‬فســتظل هنــاك حاجــة إىل آليــات مثــل صنــدوق األمــم‬ ‫املتحــدة للتربعــات لضحايــا التعذيــب‪ ،‬الــذي يقــدم منح ـاً للفعاليــات‬ ‫التــي تقــدم مســاعدات طبيــة ونفســانية واجتامعيــة‪ ،‬عــاوة عــى‬ ‫املعونــة القانونيــة والدعــم املــايل للناجــن مــن التعذيــب وأفـراد أرسهم‪.‬‬ ‫كــا أنــه ميـ ّول برامــج التدريــب والحلقــات الدراســية واملؤمتـرات‪ ،‬ويتيح‬ ‫للمهنيــن املشــتغلني بالصحــة ولألخصائيــن االجتامعيــن واملحامــن‬ ‫تبــادل الخــرات واســتحداث اســراتيجيات جديــدة ملعالجــة حاجــات‬ ‫ضحايــا التعذيــب‪ .‬والصنــدوق منــ ّوط بــه أن يــوزع التربعــات مــن‬ ‫خــال قنــوات مســاعدة راســخة‪ ،‬مبــا يف ذلــك املنظــات غــر الحكوميــة‪،‬‬ ‫وروابــط الضحايــا وأفـراد أرس الضحايــا‪ ،‬واملستشــفيات الخاصــة والعامــة‪،‬‬ ‫والعيــادات القانونيــة‪ ،‬ورشكات القانــون ذات املنفعــة العامــة وف ـرادى‬ ‫املحامــن‪ ،‬الذيــن يقومــون بدورهــم بتوفــر "معونــات إنســانية وقانونيــة‬ ‫وماليــة إىل األف ـراد الذيــن انتهكــت حقوقهــم اإلنســانية بغلظــة نتيجــة‬ ‫للتعذيــب"‪ .‬ومنــذ إنشــاء الصنــدوق‪ ،‬عملــت سلســلة مــن االلتزامــات‬ ‫القانونيــة الدوليــة التــي تحظــر التعذيــب رصاحــة عــى تعزيــز حاميــة‬ ‫الضحايــا وأرسهــم‪ ،‬أال وهــي اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب‪ ،‬واالتفاقيــة‬ ‫الدوليــة لحاميــة جميــع األشــخاص مــن االختفــاء القــري‪ ،‬واتفاقيــة‬ ‫البلــدان األمريكيــة ملنــع ومعاقبــة التعذيــب‪ ،‬واالتفاقيــة األوروبيــة ملنــع‬ ‫التعذيــب واملعاملــة أو العقوبــة الالإنســانية أو املهينــة وبروتوكوالتهــا‪.‬‬ ‫ويتــم الوصــول مــن خــال هــذا الصنــدوق اإلنســاين الفريــد إىل زهــاء‬ ‫‪ 70 000‬ضحيــة ســنوياً‪ .‬ويخضــع الصنــدوق لقواعــد ولوائــح األمــم‬ ‫املتحــدة‪ ،‬ويديــره األمــن العــام لألمــم املتحــدة مــن خــال املفوضيــة‬ ‫الســامية لألمــم املتحــدة لحقــوق اإلنســان مبشــورة مــن مجلــس أوصياء‪.‬‬ ‫ويجتمــع املجلــس مرتــن كل ســنة لتحديــد األولويــات‪ ،‬واســتعراض‬ ‫السياســات واملامرســات (دورة شــباط‪ /‬فربايــر) واعتــاد التوصيــات‬ ‫بشــأن املنــح يف دورة ترشيــن األول‪ /‬أكتوبــر‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫"ال ُي ّ‬ ‫عرض أي إنســان للتعذيب وال للعقوبات أو المعامالت القاســية أو الوحشــية‬ ‫ّ‬ ‫أو الحاطــة بالكرامــة"‪( .‬المــادة ‪ 5‬مــن اإلعــان العالمــي لحقوق اإلنســان)‪.‬‬ ‫تقــع اتفاقيــة األمــم املتحــدة ملناهضــة التعذيــب وغــره مــن رضوب‬ ‫املعاملــة أو العقوبــة القاســية ضمــن مرجعيــة األمــم املتحــدة‪ ،‬وتهــدف‬ ‫إىل منــع التعذيــب يف جميــع أنحــاء العــامل‪ .‬وتُلــزم االتفاقيــة الــدول‬ ‫األعضــاء باتخــاذ تدابــر ف ّعالــة ملنــع التعذيــب داخــل حدودهــا‪ ،‬ويحظــر‬ ‫عــى الــدول األعضــاء إجبــار أي إنســان عــى العــودة إىل موطنــه إذا‬ ‫كان هنــاك ســبب لالعتقــاد بأنــه ســيتعرض للتعذيــب‪ .‬دخلــت ‪ 20‬دولــة‬ ‫يف االتفاقيــة يف ‪ 10‬ديســمرب‪ .1987‬وتكرميـاً لالتفاقيــة‪ ،‬يعــد الـــ ‪ 26‬مــن‬ ‫يونيــو اآلن اليــوم الــدويل ملســاندة ضحايــا التعذيــب‪ .‬هــذا وقــد أصــدر‬ ‫االئتــاف الوطنــي الســوري بيانـاً صحفيـاً قــال فيــه‪ :‬ميــر اليــوم العاملــي‬ ‫ملســاندة ضحايــا التعذيــب‪ ،‬فيــا يتعــ ّرض آالف املعتقلــن يف ســجون‬ ‫نظــام األســد وبشــكل مســتمر ألشــد صنــوف التعذيــب وحشــية‪ ،‬ضمــن‬ ‫سياســة ممنهجــة يعتمدهــا نظــام األســد لقمــع إرادة الشــعب الســوري‬ ‫وثورتــه املطالبــة بالحريــة والكرامــة‪ .‬لقــد أكــدت ع ـرات الشــهادات‬ ‫وآالف الصــور املرسبــة مــن معتقــات األســد‪ ،‬أن عمليــات القتــل‬ ‫وأســاليب التعذيــب التــي مورســت بحــق الضحايــا؛ أتــت نتيجــة سياســة‬ ‫ممنهجــة تثبــت تــورط النظــام بجرائــم التعذيــب‪ ،‬باإلضافــة إىل جرائــم‬ ‫قتــل جامعيــة بحــق املدنيــن الســوريني‪ .‬كــا أكــد خ ـراء قانونيــون أن‬ ‫هــذه الصــور تعتــر أدلــة كافيــة‪ ،‬لفتــح تحقيــق ســيؤدي بــدون شــك إىل‬ ‫إثبــات مســؤولية األســد ونظامــه عــن ارتــكاب جرائــم ضــد اإلنســانية‪.‬‬ ‫ال يقتــر التعذيــب عــى األمل الجســدي بــل يشــمل أيضــاً التعذيــب‬ ‫النفــي وإهانــة الكرامــة اإلنســانية‪ ،‬وقــد تــم اســتخدامه مــن قبــل‬ ‫نظــام األســد ضــد جميــع الفئــات العمريــة مبــا فيهــا األطفــال والنســاء‬ ‫وعــى نطــاق واســع جــدا ً‪ ،‬مبــا يجعــل مــن الــروري أن يتــازم إجبــار‬ ‫النظــام عــى التوقــف عــن مامرســة التعذيــب مــع تقديــم الدعــم الــازم‬ ‫للضحايــا أنفســهم‪ .‬اســتنادا ً إىل مــا ســبق‪ ،‬وباعتبــار أن املجــرم ومنتهــك‬ ‫الحقــوق مــازال ح ـرا ً طليق ـاً دون أي مســاءلة وال أثــر ألي إج ـراء وفــق‬ ‫املعايــر الدوليــة؛ يجــدد االئتــاف الوطنــي الســوري مطالبتــه املجتمــع‬ ‫الــدويل واملنظــات الحقوقيــة عــى تحمــل مســؤولياتهم‪ ،‬والعمــل عــى‬ ‫محاســبة املجرمــن‪ ،‬وعــدم تــرك املدنيــن الســوريني يواجهــون آلــة‬ ‫القتــل يف ســورية وحدهــم‪ .‬فرنســا مــن جهتهــا أكــدت مجــددا ً التزامهــا‬ ‫مبكافحــة التعذيــب وغــره مــن رضوب املعاملــة القاســية أو الالإنســانية‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن مــرور ثالثــن عامـاً عىل دخــول اتفاقيــة األمــم املتحدة‬ ‫ّ‬ ‫تنفــك‬ ‫ملناهضــة التعذيــب ح ّيــز النفــاذ‪ ،‬فــإن العديــد مــن الــدول ال‬ ‫متــارس التعذيــب أو تطلــق لــه العنــان‪ .‬بينــا تســتنفذ فرنســا طاقاتهــا‬ ‫أكــر مــن أي وقــت مــى مــن أجــل وضــع حــد إلفــات مرتكبــي هــذه‬


‫تقرير‬

‫بالعمل ترتقي سورية‬ ‫محمد سعيد | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ال مــكان للبطالــة يف أي أمــة‬ ‫حضاريــة تســعى لبنــاء نفســها‬ ‫مهــا كانــت الظــروف املحيطــة‬ ‫بهــا‪ ،‬مــادام فيهــا شــعب قــادر‬ ‫عــى نحــت الصخــر وتفجــر‬ ‫ينابيــع أرضهــا‪ ،‬فبالعلــم والعمــل‬ ‫ترتقــي األمــم‪ .‬وقــد حضّ ــت‬ ‫الديانــات الســاوية عــى العمــل‬ ‫بــدءا ً مــن عمــل األنبيــاء‪ ،‬عيــى‬ ‫عليــه الســام كان نجــارا ً يــأكل من‬ ‫عملــه وكـ ّد كاهلــه‪ ،‬والنبــي محمد‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم الــذي‬ ‫قــاد األمــة اإلســامية كان يعمــل‬ ‫راعــي أغنــام يف مكــة‪ ،‬فالعمــل‬ ‫مــن رضورات البقــاء والحيــاة‪.‬‬ ‫قــال اللــه تعــاىل‪َ " :‬و ُهــ ِّزي إِلَ ْي ِ‬ ‫ــك‬ ‫ِبجِــ ْذ ِع ال َّن ْخلَــ ِة ت َُســا ِق ْط َعلَيْ ِ‬ ‫ــك‬ ‫ُرطَبًــا َج ِنيًّــا" (ســورة مريــم ‪،)25‬‬ ‫يف هــذه اآليــة أمــر اللــه الســيدة‬ ‫مريــم ريض اللــه عنهــا رغــم آالم‬ ‫املخــاض والــوالدة وهــي أم النبــي‬ ‫عيــى عليهــا الســام؛ بهـ ّز جــذع‬ ‫النخلــة لتكــون عــرة للعــامل‪ ،‬فيــا‬ ‫بعــد أنــه مهــا كانــت الظــروف‬ ‫فعلينــا بالعمــل للوصــول إىل‬ ‫غايتنــا مهــا كانــت بســيطة‪ .‬ويف‬ ‫العمــل هيبــة لإلنســان ووقــار‬ ‫وكرامــة لــه وألهلــه يكفيهــم‬ ‫ســؤال النــاس والحاجــة‪ .‬قــال عمر‬ ‫بــن الخطــاب ريض الله عنــه‪" :‬أرى‬ ‫الرجــل فيعجبني‪،‬فــإذا علمــت أنــه‬ ‫ال عمــل لــه ســقط مــن عينــي"‪.‬‬ ‫مهــا كان نــوع العمــل بــدءا ً مــن‬ ‫عامــل نظافــة يكنــس شــوارع‬ ‫مدينــة فهــو يرقــى مبدينتــه نحــو‬ ‫األفضــل‪ ،‬واملــزارع يرعــى أرضــه‬

‫ويحرثهــا ويعتنــي بأشــجاره‬ ‫فهــو يبنــي مجتمعــه ويســاهم‬ ‫بحضــارة أمتــه‪ ،‬وكذلــك املوظــف‬ ‫والتاجــر واملعلــم هــم بنــاة‬ ‫وطنهــم ‪ .‬فانطالقــاً مــن أهميــة‬ ‫العمــل كبوصلــة نحــو النجــاح‬ ‫والتقــدم؛ كان الشــباب الســوري‬ ‫الــذي خــرج بثــورة ليغــر واقعــاً‬ ‫يعيشــه‪ ،‬يف بطالــة تجــاوزت ‪%20‬‬ ‫قبــل الثــورة يف ‪ ،2011‬فــأي عمــل‬ ‫ميــأ ف ـراغ الشــاب ويكســبه رزق ـاً‬ ‫قلي ـاً ويكفيــه الســؤال هــو خــر‪.‬‬ ‫بــدأت ظاهــرة الزراعــة والعمــل‬ ‫بهــا بعــد إحـراق األرايض الزراعيــة‬ ‫بشــكل كبــر‪ ،‬وتقطيــع أوصــال‬ ‫املــدن الســورية ومنــع التبــادالت‬ ‫فيــا بينهــا‪ ،‬فــكان عــى ســكان‬ ‫كل منطقــة اســتصالح أراضيهــم‬ ‫بأنفســهم‪ ،‬مثــل شــباب الزبــداين‬ ‫مل يرتكــوا يف مدينتهــم قطعــة أرض‬ ‫صالحــة للزراعــة إال واســتغلوها‪،‬‬ ‫لــزرع الخضــار املوســمية‬

‫البنــدورة والخيــار والكوســا‬ ‫واألكــواز والنعنــع والبقدونــس‪،‬‬ ‫فــا يخلــو منــزل مــن منازلهــا‬ ‫مــن املزروعــات حتــى يف أماكــن‬ ‫نزوحهــم‪ .‬منهــم مــن ميتهــن‬ ‫الزراعــة للبيــع والربــح‪ ،‬ومنهــم‬ ‫مــن يســتغلها لالكتفــاء ذاتيــاَ‬ ‫والبعــض للتســلية ومــأ الفــراغ‪.‬‬ ‫محمــد شــاب متــزوج كان يعمــل‬ ‫حــ ّدادا َ قبــل الثــورة‪ ،‬أمــا اليــوم‬ ‫اســتصلح حديقــة منزلــه وبذرهــا‬ ‫بعــدة أنــواع مــن الخضــار‪ .‬يقــول‬ ‫‪":‬املــواد الغذائيــة غاليــة ونــادرة‪،‬‬ ‫فيكــون رزقــاً وألرسيت تســلية يف‬ ‫وقــت الفــراغ"‪ .‬أمــا مصطفــى‬ ‫فوجــد يف تصليــح األجهــزة‬ ‫الالســلكية "الــورور" والقطــع‬ ‫الكهربائيــة مهنــة مربحــة‪ ،‬وهــو‬ ‫متخــرج مــن معهــد الكرتونيــات‬ ‫منــذ خمــس ســنوات ومل يجــد‬ ‫أي وظيفــة أو عمــل‪ ،‬ويهــوى‬ ‫القطــع االلكرتونيــة ففتــح لــه‬

‫دكانـاً صغــرة يف الزبــداين‪ ،‬وعمــل‬ ‫عــى تصليــح األجهــزة الالســلكية‬ ‫التــي يعتمــد عليهــا الزبدانيــون يف‬ ‫مراقبــة الحواجــز وتنبيــه املدنيــن‬ ‫مــن القصــف‪ .‬يقــول لنــا‪" :‬عمــي‬ ‫مهــم جــدا ً ويخــدم الثــوار وكذلــك‬ ‫أجنــي منــه دخ ـاً جيــدا ً‪ ،‬فأكــون‬ ‫بذلــك أخــدم بلــديت الثائــرة وأعيل‬ ‫أرسيت"‪ .‬وتجــد ســعاد عملهــا يف‬ ‫تعليــم أطفــال املرحلــة االبتدائيــة‪،‬‬ ‫وهــي متخرجــة مــن معهــد إدارة‬ ‫األعــال وتتقــن اللغــة اإلنكليزيــة‪،‬‬ ‫فــكان لديهــا الفرصــة كــا تقــول‬ ‫يف دروس خاصــة يف منزلهــا بأجــر‬ ‫زهيــد‪ ،‬وتــرى أنهــا تخــدم الثــورة‬ ‫وتبنــي وطنهــا بتعليــم األطفــال‬ ‫املقصيــن دراســياً‪ .‬هــم شــباب‬ ‫ّ‬ ‫مثــل الكثرييــن مــن الشــباب‬ ‫الســوريني‪ ،‬الذيــن يعملــون‬ ‫لتحقيــق حلمهــم ببنــاء ســورية‬ ‫الحــرة وســورية املســتقبل‪ ،‬بالعــزم‬ ‫واإلرادة والعمــل‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫ّ‬ ‫سوري متلبس بتهمة "حيازة جواز سفر"‬ ‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫الحكومــة الســورية ســفاراتها وحتــى التمثيــل‬ ‫القنصــي فيهــا مثــل الســعودية وقطــر‬ ‫والكويــت‪ .‬املعانــاة تخطــت كل الحــدود‪ ،‬ومل‬ ‫تقــف فقــط عنــد إمكانيــة الحصــول عــى‬ ‫جــواز ســفر‪ .‬قصــص كثــرة يرويهــا أصحابهــا‬ ‫بغصــة وأمل‪ ،‬عــن مواقــف حدثــت معهــم يف‬ ‫عــدة مطــارات معظمهــا عربيــة‪ ،‬ت ّدعــي دعــم‬ ‫الثــورة يف ســوريا وبأنهــا إىل جانــب الشــعب‬ ‫الــذي يتــم اســتجوابه وعرقلــة ســفره كل‬ ‫يــوم فقــط ألنــه مواطــن بدرجــة "ســوري"!‪.‬‬ ‫يــروي "ســتيف" كيــف جــرى توقيفــه ملــدة‬ ‫‪ 4‬ســاعات يف مطــار القاهــرة الــدويل بتهمــة‬ ‫"حيــازة كتــاب"‪ ،‬مــع العلــم أن جميــع الكتــب‬ ‫التــي كانــت معــه هــي مــن إصــدارات مجلــة‬ ‫عــامل املعرفــة الكويتيــة الشــهرية املســموح‬ ‫تداولهــا يف مــر‪ .‬ويف مطــار الحريــري ببــروت‬ ‫ميعــن موظــف األمــن اللبنــاين النظــر طوي ـاً‬ ‫بفيــزا "الشــنغن"‪ ،‬التــي تحملهــا (نريمــن)‬ ‫القادمــة مــن ســوريا منــذ ثالثــة أيــام مــن‬ ‫أجــل الســفر إىل بلغاريــا مبهمــة عمــل‪ .‬يطــرح‬ ‫عليهــا عــددا ً مــن األســئلة عــن عملهــا وســبب‬ ‫ســفرها واملــكان الــذي أمضــت بــه أيامهــا يف‬ ‫لبنــان باإلضافــة إىل أخــرى مل تــر مــررا ً لهــا‪،‬‬ ‫وهــو يرمقهــا بنظــرة ازدراء وشــك توحــي‬ ‫بأنــه يســتغرب حصولهــا كمواطنــة ســورية‬ ‫عــى مثــل تلــك الفيــزا أوالً‪ ،‬وعــن إمكانيــة‬ ‫ســفرها إىل القــارة األوربيــة ثانيــاً‪ .‬لــدى‬ ‫وصولهــا إىل مطــار العاصمــة "صوفيــا" مل يكــن‬

‫الوضــع مختلفــاً كثــرا ً‪ ،‬عنــد بــاب الطائــرة‬ ‫يقــف موظــف األمــن الــذي ومل يكــد ينظــر‬ ‫إىل جــواز ســفرها حتــى قــال لزميلــه الواقــف‬ ‫أمامــه بأنهــا "ســورية"‪ ،‬طالب ـاً منهــا أن تقــف‬ ‫إىل اليمــن بجانــب ثالثــة مشــبوهني آخريــن‬ ‫بوصفهــم ســوريني! ســاعة مــن االنتظــار‬ ‫طُلبــت بعدهــا نريمــن إىل غرفــة التحقيــق‪،‬‬ ‫وبعــد اســتجواب دام نصــف ســاعة عــن‬ ‫عملهــا و ســبب زيارتهــا؛ ُســمح لهــا بالعبــور‬ ‫بعــد أن ق ّدمــت كافــة األوراق املطلوبــة مــن‬ ‫تأمــن صحــي وحســاب بنــي إىل جانــب ورقــة‬ ‫دعــوة مــن الجهــة الراعيــة‪ .‬أمــا األردن الــذي‬ ‫مل يكــن الســوري يومــاً بحاجــة الســتخراج‬ ‫تأشــرة دخــول إليــه تطبيقــاً ملبــدأ املعاملــة‬ ‫باملثــل بــن البلديــن الشــقيقني؛ بــات اليــوم‬ ‫غــر مرغــوب بــه بعــد الق ـرار الــذي عممتــه‬ ‫الحكومــة األردنيــة بتاريــخ ‪ 28‬أيــار ‪ 2014‬عــى‬ ‫رشكات الطـران‪ ،‬مبنــع الســوريني مــن الدخــول‬ ‫دون تأشــرة أو إقامــة يف األردن‪ .‬ماليــن مــن‬ ‫الســوريني اليــوم محتجزيــن يف بلــدان عــدة‬ ‫دون وثائــق أو جــوازات ســفر‪ ،‬يتيهــون يف‬ ‫حلقــة مفرغــة بحثـاً عــن أيــة حلــول‪ ،‬بانتظــار‬ ‫أن متــارس الحكومــة الســورية املؤقتــة دورهــا‬ ‫وتتخــذ خطــوة عمليــة مــن أجــل إصــدار‬ ‫وتجديــد جــوازات ســفر الســوريني‪ ،‬يف الــدول‬ ‫التــي تعــرف عــى األقــل باالئتــاف كممثــل‬ ‫للشــعب الســوري‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫هربـاً مــن ســوريا حيــث يرتبــص بــه املــوت يف‬ ‫كل مــكان؛ يرحــل الســوري إىل بلــد آخــر بحثـاً‬ ‫عــن عمــل وفرصــة للمســتقبل والعيــش‪ .‬إال أن‬ ‫القصــة ال تنتهــي هنــا‪ ،‬بــل تبــدأ مــع معاناتــه‬ ‫يف اســتصدار جــواز ســفر بــات الحصــول عليــه‬ ‫حلـاً لكثــر مــن الســوريني‪ .‬مبلــغ ‪ 1500‬دوالر‬ ‫هــو بديــل البـ ّد عنــه ألولئــك الذيــن يريــدون‬ ‫الحصــول عليــه برسعــة ودون موافقــة أمنيــة‪،‬‬ ‫والوســطاء عــادة ســارسة مقربــون مــن‬ ‫عنــارص األمــن الســوري‪ ،‬احرتفــوا صنعــة‬ ‫إصــدار جــواز الســفر وتجديــده كتجــارة‬ ‫رائجــة يف زمــن الحــرب‪ .‬كذلــك الجــوازات‬ ‫املــزورة التــي يبيعهــا بعــض األشــخاص لقــاء‬ ‫مبالــغ طائلــة‪ ،‬ولكــن املشــكلة تكــون حــن‬ ‫يكتشــف عــى الحــدود‪ ،‬وقــد يُعتقــل صاحبــه‬ ‫أو يُصــادر منــه يف أحســن األحــوال‪ .‬الحصــول‬ ‫عــى جــواز يصبــح معضلــة بالنســبة لرشيحــة‬ ‫مــن الســوريني ممــن مل يحملــوا يوم ـاً جــواز‬ ‫ســفر‪ ،‬كونهــا ممنوعــة وعائالتهــا مــن الســفر‬ ‫أصــاً بحكــم طبيعــة عملهــا‪ ،‬مثــل الضبــاط‬ ‫وغريهــم مــن املوظفــن يف مناصــب الدولــة‬ ‫الحساســة‪( .‬فــادي) ضابــط منشــق عالــق يف‬ ‫لبنــان منــذ أكــر مــن عــام‪ ،‬يســعى جاهــدا ً‬ ‫للحصــول عــى جــواز ســفر لقــاء أي مبلــغ‬ ‫كان‪ ،‬فهــو يــدرك متامـاً خطــورة وضعــه األمنــي‬ ‫الــذي يــزداد تعقيــدا ً كل يــوم‪ .‬تواصــل مــع‬ ‫ســفارات ومنظــات دوليــة بهــدف مســاعدته‪،‬‬ ‫وطــرح مشــكلته عــى عــدد مــن األشــخاص‬ ‫يف الحكومــة االنتقاليــة ولكــن دون جــدوى‪.‬‬ ‫أمــا (أحمــد) فهــو شــاب ســوري مــن مدينــة‬ ‫رساقــب‪ ،‬يحتــاج إىل تجديــد جــواز ســفره‬ ‫الــذي شــارف عــى انتهــاء صالحيتــه‪ ،‬ولكنــه ال‬ ‫يســتطيع ذلــك يف مــكان إقامتــه برتكيــا بســبب‬ ‫عــدم وجــود ســفارة ســورية أو متثيــل قنصــي‬ ‫هنــاك‪ .‬يشــعر باليــأس كونــه عاجــز عــن‬ ‫العــودة إىل بلــده لتجديــده بســبب وضعــه‬ ‫األمنــي‪ ،‬ويــدرك بــأن البدائــل األخــرى مكلفــة‬ ‫وخطــرة‪ ،‬كالتزويــر أو العبــور بجــواز ســفر‬ ‫لشــخص يشــبهه‪ ،‬ولكنهــا تبقــى كالــي آخــر‬ ‫العــاج‪ .‬املعانــاة ذاتهــا بالنســبة للســوريني‬ ‫املقيمــن يف دول االغــراب‪ ،‬التــي أغلقــت‬


‫ملف العدد‬

‫لبنان في رمضان وليس العكس‬ ‫محمد الصفدي | أوكسجين‬

‫يحــل شــهر رمضــان الكريــم عــى الشــعب‬ ‫الســوري املنكــوب‪ ،‬الــذي ال يــزال (مكانــك‬ ‫را ّوح)‪ ..‬إن كان داخــل الوطــن املحــارص مــن‬ ‫قبــل النظــام األســدي‪ ..‬أم يف بــاد اللجــوء‬ ‫والشــتات والعــوز‪ .‬املــوت يف الداخــل جوع ـاً‬ ‫ـفي‪،‬‬ ‫أو تحــت التعذيــب بعــد االعتقــال التعسـ ّ‬ ‫أو بقذيفــة أســدية‪ ،‬أو برصاصــة ق ّنــاص‪ ..‬أو‬ ‫بتقريــر مــن مخــر مبغــض يجلــب نهايتــك‬ ‫رسيعـاً‪ ،‬هــذا مــا يحــدث يف الداخل الســوري‪.‬‬ ‫هــذه املعانــاة املريــرة التــي ال توازيهــا‬ ‫مــرارات أخــر‪ .‬لكــن الحــال خــارج الوطــن‬ ‫فليســت بأفضــل‪!..‬؟‪ .‬وعــام إثــر العــام ميــر‪..‬؛‬ ‫وفيــه يتأمــل الســوري خـرا ً إمــا بالرجــوع إىل‬ ‫بلــده ومنزلــه بعــد أن أشــقته الخيمــة ودفــع‬ ‫اإليجــارات‪ ،‬وأحرقــت روحــه الغربــة أوفشــل‬ ‫بتحقيــق حلــم الهجــرة بحثـاً عــن غــد أفضــل‬ ‫ألرستــه‪!،..‬؟‪ .‬لكــن الغيــوم التــي تــراءى يف‬ ‫األفــق ال تبــر بحــل رسيــع وناجــع لــزوال‬ ‫محنتــه‪.‬‬ ‫رمضــان يطــرق البــاب هــذا العــام حزينـاً؛ إذ‬ ‫ال يختلــف كثـرا ً عــن رمضــان العــام الفائــت‬ ‫أو الــذي قبلــه‪ .‬فالســوري الالجــئ يف لبنــان‬ ‫مــا زال يعــاين مــن الغــاء الفاحــش يف هــذا‬ ‫البلــد الصغــر إذ تشــكل معضلــة الغــاء عبئـاً‬ ‫كبــرا ً عــى املواطنــن‪ ..‬إن كانــوا لبنانيــن‬ ‫أو مــن جنســيات أخــرى عــى حــد ســواء‪..‬‬ ‫ونل ّمــح إىل الالجئــن الســوريني املتواجديــن‬ ‫بكــرة فيــه‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الغالء الفاحش‬ ‫يعــد لبنــان ثــاين دولــة عربيــة بعــد البحريــن‬ ‫بنســبة الغــاء فيــه‪ .‬وهــذا البلــد العــريب‬ ‫الشــقيق الــذي يعيــش أزمــة سياســية‬ ‫داخليــة ‪ ،‬وترشذمــاً عنيفــاً ذا تبعيــة عميــاء‬ ‫لــدول إقليميــة عربيــة كانــت أو دوليــة‪ ،‬تؤثــر‬ ‫عــى تشــكيل الحكومــة فيــه وانتخــاب رئيــس‬ ‫للجمهوريــة‪ .‬وســط هــذه املعمعــة يعيــش‬ ‫مواطنيــه بشــق األنفــس‪ ،‬وبعــد أن ُرفــع‬ ‫الحــد األدىن لألجــور إىل (‪ )675‬ألــف لــرة‬ ‫لبنانيــة‪ ،‬يعتــر هــذا الرقــم صغـرا ً جــدا ً أمــام‬

‫جــدول الحيــاة املعيشــية بالنســبة للمواطــن‬ ‫اللبنــاين‪ ..‬تقــول (هنــادي م) وهــي مواطنــة‬ ‫لبنانيــة وأم لثــات فتيــات‪ :‬دامئــاً نحــن يف‬ ‫املنــزل‪ ،‬وال نغــادر بســبب الغــاء‪ ..‬نتمنــى‬ ‫أن نخــرج يف عطلــة نهايــة األســبوع لكــن‬ ‫ذلــك يتطلــب أجــرة رسفيــس وأكل ســندويش‬ ‫وهــذا باهــظ بالنســبة لدخــي‪ .‬أمــا (عــي ر)‬ ‫وهــو شــاب لبنــاين يعــرف عــن أســفه مــن‬ ‫الحيــاة يف لبنــان لعــدم وجــود فــرص العمــل‬ ‫وغــاء املعيشــة‪ .‬أمــا (ماجــدة ف) وهــي أم‬ ‫لفتاتــن بســن الــزواج فتقــول بــأن الشــباب‬ ‫اللبنــاين ال يســتطيع تح ّمــل أعبــاء األرسة‬ ‫ودفــع أجــر املنــزل‪ .‬هــذا جــزء يســر مــن‬ ‫معانــاة اللبنانيــن داخــل وطنهــم؛ فكيــف‬ ‫الحــال بالنســبة للمواطــن الســوري الالجــئ‬ ‫الــذي يعيــش تحــت خــط الفقــر‪ ،‬ووضعــه‬ ‫يــزداد ســوءا ً كل يــوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االستغناء عن الفتوش‬ ‫إن مقولــة (رمضــان كريــم) ال ميكــن أن تقولها‬ ‫يف لبنــان‪ .‬وإذ يجــيء رمضــان وتتصاعــد‬ ‫األســعار بشــكل جنــوين‪ .‬حيــث ارتفعــت‬ ‫أســعار الخضــار والفاكهــة‪ ..‬كيلــو الكــرز ارتفع‬ ‫مــن ‪ 3000‬لــرة لبنانيــة وســطياً إىل ‪4000‬‬ ‫لــرة‪ .‬وكذلــك البطيــخ الــذي يبــاع بــدءا ً مــن‬ ‫‪ 500‬لــرة إىل ‪ 1000‬لــرة‪ .‬يقــول وليــد وهــو‬ ‫صاحــب دكان صغــر يف الضاحيــة الجنوبيــة‬ ‫لبــروت‪" ..‬الغــرض الــي عــم نبيعــو مــا فينــا‬

‫نجيــب بدالــو‪ ..‬شــوفو الدكانــة فاضيــة"‪.‬‬ ‫تقــول أم محمــد وهــي امــرأة ســورية الجئــة‪:‬‬ ‫عندمــا كنــا يف ســوريا وال نريــد أن نتكلّــف‬ ‫كثــرا ً يف دفــع مثــن (طبخــة) كنــت ألجــأ‬ ‫إىل عمــل (املجــدرة) لكــن هنــا‪ ..‬ويف لبنــان‬ ‫فهــذه األكلــة الشــعب ّية مكلفــة جــدا ً وتتابــع‪:‬‬ ‫مثــن كيلــو العــدس ‪ 3000‬لــرة لبنانيــة وكيلــو‬ ‫الــرز العــادي أي املــري ‪ 2500‬أمــا رز‬ ‫الكبســة فهــو بـــ ‪ 5000‬لرية ويف بـــ ‪ 6000‬لرية‪.‬‬ ‫وكذلــك األمــر بالنســبة للخضــار فقــد أصبــح‬ ‫مثــن كيلــو البنــدورة ‪ 2000‬لــرة لبنانيــة‪.‬‬ ‫تقــول نهــى الســورية التــي اســتأجرت مح ـاً‬ ‫لتبيــع بــه الخضــار والفواكــه‪ :‬ســأغدر عندمــا‬ ‫ينتهــي الشــهر" ‪ $500‬إيجــار مــاين مطلعــن‪..‬‬ ‫شــو بــدي اشــتغل ع الفــايض‪ ..‬الخــرا‬ ‫دبالنــة وباقــة البقدونــس بـــ ‪ 750‬لــرة‪..‬‬ ‫ومــا يف زبونــات جمــود كامــل‪ ..‬هــأ موســم‬ ‫املشــمش الكيلــو بـــ ‪ 4000‬لــرة مــن بــدو‬ ‫يشــري؟"‪ .‬أمــا صحــن (الفتــوش) الرمضــاين‬ ‫وهــو الطبــق الرئيــي عــى مائــدة رمضــان‪،‬‬ ‫فمعظــم العائــات الســورية قــد اســتغنت‬ ‫عنــه واســتبدلته بحســاء مــن مكعــب ماجــي‬ ‫وقليــاً مــن الشــعريية فيــه‪ .‬وطــال ارتفــاع‬ ‫األســعار الخضــار والفواكــه والبقوليــات‬ ‫واللحــوم بجميــع أنواعهــا الحم ـراء والبيضــاء‬ ‫وأصبــح مثــن كيلــو لحمــة الغنــم مــن ‪25000‬‬ ‫ـ ‪ 30000‬لــرة لبنانيــة‪ ،‬ومثــن لحــم العجــل‬ ‫مــن ‪ 15000‬ـ ‪ 20000‬لــرة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫إيجار البيوت والنقل‬ ‫أمــا القشــة التــي قســمت ظهــر البعــر وهــي‬ ‫إيجــار البيــوت املرتفــع جــدا ً‪ .‬إم عدنــان‬ ‫ســورية الجئــة مــن ريــف حمــص تعمــل يف‬ ‫تنظيــف البيــوت إلعالــة أرستهــا التــي تتكـ ّون‬ ‫مــن ‪4‬أطفــال أكربهــم يف‪ 12‬مــن عمــره‪..‬‬ ‫تســكن يف منطقــة بــرج الرباجنــة فتقــول"‬ ‫اســتأجرت هــذه الغرفــة الوحيدة بـــ ‪300000‬‬ ‫لــرة لبنانيــة يعنــي ‪ $200‬يف الشــهر الــذي‬ ‫أعمــل فيــه فقــط لتحصيــل إجــرة هــذه‬ ‫الغرفــة‪ ..‬وليــس لــدي معيــل‪ ..‬كام ال أســتطيع‬ ‫أن أدفــع بــدك اش ـراك للكهربــاء‪ " ..‬منضــل‬ ‫ع العتــم لتجــي كربــا الدولــة"‪ .‬وامللفــت‬

‫غالء الطبابة‬ ‫أمــا الحديــث عــن األطبــاء وأجــرة املعاينــة‬ ‫فنتحــدث دون حــرج‪ .‬تقــول رويــدة إن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫ملف العدد‬

‫األمم عاجزة‬ ‫تعــود مشــكلة األمــم املتحــدة إلغاثة الشــعب‬ ‫الســوري للظهــور مــن جديــد‪ .‬وخاصــة بعــد‬ ‫أن وزعــت املفوضيــة العليــا لشــؤون الالجئــن‬ ‫بطاقــات تــرف يف ماكينــات الرصافــة التــي‬ ‫توضــع أمــام البنــوك‪ .‬يقــول محمــد وهــو‬ ‫الجــيء ســوري يف البقــاع اللبنــاين " البطاقــة‬ ‫راف اآليل عــدة‬ ‫فاضيــة رصت جايــي ع الــ ّ‬ ‫مـرات ومــا يف يش"‪ .‬وحــال جــال ال يختلــف‬ ‫عــن ســابقه والشــكوى ذاتهــا ومثلهــم‬ ‫كثــرون‪ .‬يتحــدث أبــو عصــام وهــو الجــيء‬ ‫مــن قطنــا " ميكــن هــاي لعبــة أو املصــاري‬ ‫مرسوقــة ومــا بعــرف‪ ..‬بــس تقــول أمــم‬ ‫متحــدة الزم يكــون الوضــع أفضــل بكتــر"‪.‬‬

‫للنظــر أن إيجــار ســاعو الكهربــاء فقــط دون‬ ‫تحميــل ملرصوفهــا أي (رســم العــداد) ‪20000‬‬ ‫لــرة لبنانيــة بعــد أن رفعتــه مؤسســة كهربــاء‬ ‫لبنــان ‪ 2000‬لــرة مؤخــرا ً‪ .‬وتــأيت مشــكلة‬ ‫قطــع الكهربــاء يف لبنــان لتزيــد املعانــاة‬ ‫والهــ ّم والغــ ّم وســط حــر الطقــس عــى‬ ‫الســاحل ولظــى املغيبــون يف داخــل الوطــن‪.‬‬ ‫وهنــاك مــن الســوريني الذيــن اســتطاعوا‬ ‫العمــل اشــركوا يف الكهربــاء‪ .‬نبيــل شــاب‬ ‫ســوري مــن ريــف دمشــق يقــول " أجــار‬ ‫البيــت ‪ $500‬بغرفتــن‪ ..‬ويف دفــع فواتــر املــي‬ ‫والكهربــا‪ ..‬وكــان اشـراك كهربــا‪ 2,5 ..‬أمبــر‬ ‫بـــ ‪ 75000‬لــرة يعنــي ‪ $50‬وكل الشــهر بركض‬ ‫ومــا عــم إلحــق"‪ .‬وثــاين مشــكلة بعــد إيجــار‬ ‫البيــوت تــأيت أجــرة وســائل النقــل املرتفعــة‪..‬‬ ‫تقــول ســهام" التكــي ع الواحــد ‪ 2000‬لــرة‪..‬‬ ‫وباصــات للنقــل العــام متــل الشــام مــا يف‪..‬‬ ‫ّإل البعــض لــركات خاصــة ميلكهــا شــخص‬ ‫واحــد واللــه ال يروجيــك‪ ..‬أصعــب مــن‬ ‫علبــة الرسديــن‪ ..‬بــس مضطريــن األجــرة ع‬ ‫الشــخص الواحــد ‪ 1000‬لــرة لبنانيــة‪ ..‬وإذا‬ ‫رايــح ع محــل بــدك تطلــع قبــل ســاعة ونــص‬ ‫إلنــو هــادا البــاص بيمــي مــر وبيوقــف‬ ‫بطالــع نــاس وبنــ ّزل نــاس"‪.‬‬

‫أجــرة معاينــة الطبيــب ‪ 100000‬لــرة‪..‬‬ ‫وعندمــا كانــوا ميرضــون يذهبــون إىل أقــرب‬ ‫صيدليــة والصيــديل يقــوم بــدور الطبيــب‪..‬‬ ‫فيصــف الــدواء‪ ..‬ويقــوم بتعليــق الســروم‬ ‫(املصــل) وبداخلــه األدويــة ونعــود إىل‬ ‫منزلنــا‪ ..‬وتكــون التكلفــة بحــدود ‪35000‬إىل‬ ‫‪50000‬لــرة لبنانيــة‪ .‬أمــا عهــد وهــي فتــاة‬ ‫ســورية أصيبــت بالتهــاب الزائــدة وتطلبــت‬ ‫جراحــة عاجلــة‪ ،‬فعانــت األمريــن وحيــث‬ ‫أنهــا مضمونــة عــى األمــم املتحــدة‪ ،‬فقــد‬ ‫اســتدن األهــل املبلــغ املطلــوب دفعــه وهــو‬ ‫‪ %25‬عــى املريــض والباقــي تتكفــل بــه األمــم‬ ‫املتحــدة‪ .‬ويعــاين اللبنانيــون والســوريون عىل‬ ‫حــد ســواء مــن أســعار األدويــة املرتفعــة‬ ‫جــدا ً‪ .‬أبــو ياســن لحــام ســوري مرضــت‬ ‫إبنتــه الصغــرة ومل يســتطع دفــع تكاليــف‬ ‫املشــفى ومثــن األدويــة‪ ..‬يقــوك" لربهــة‬ ‫فكــرت بإرســالها مــع أمهــا إىل الشــام ملشــفى‬ ‫األطفــال" لكــن يف اللحظــة األخــرة تعرفــوا‬ ‫عــى طبيــب لبنــاين مــا زالــت املهنــة لديــه‬ ‫مســاعدة النــاس وتــم إســعافها‪ .‬فالقليــل‬ ‫جــدا ً مــن املــرىض يذهبــون لعيــادة الطبيــب‪.‬‬ ‫تلــك غيــض مــن فيــض عــا يعانيــه‬ ‫الســوريون يف الشــتات‪ ..‬وســط غيــاب دويل‪..‬‬ ‫وعــريب‪ ..‬للداخــل أو الخــارج الســوري‪ ..‬ومــا‬ ‫مــن معــن ســوى رب العاملــن‪.‬‬


‫رأي‬

‫المعارضة والصراعات الداخلية‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫بــا شــك النظــام الســوري يعتــر محظوظــاً إىل حــد بعيــد‪ ،‬فلقــد رزق‬ ‫حاضنــة شــعبية مغ ّيبــة‪ ،‬و معارضــة تافهــة فاشــلة اســتطاع النظــام أن‬ ‫يخرتقهــا ويجعلهــا تنشــغل بنفســها‪ ،‬والدليــل حالــة التخبّــط والـراع التــي‬ ‫يعيشــها االئتــاف مــع الحكومــة املؤقتــة التــي انبثقــت عنــه‪ ،‬والتــي ميكــن‬ ‫حــر البعــض مــن أســبابها املتعــددة بالنقــاط التاليــة التــي مــن أهمهــا‪:‬‬ ‫ـص يف بيانــه التأســييس عــى‬ ‫أن االئتــاف تأســس يف شــهر نوفمــر ‪ ،2012‬ونـ ّ‬ ‫إنشــاء حكومــة مؤقتــة‪ ،‬ولكــن الحكومــة مل تــر النــور إال يف شــهر ســبتمرب‬ ‫‪ ،2013‬مبعنــى أن االئتــاف مــارس دور الحكومــة ملــدة عــام واســتمرئ‬ ‫العمــل التنفيــذي الــذي يفــرض أن يكــون مناطــاً بالحكومــة املؤقتــة‪،‬‬ ‫فأصبــح مــن الصعــب عليــه أن يتخــى عــن هــذا الــدور القيــادي الــذي‬ ‫يكســبه ســلطة تنفيذيــة عــى األرض‪ ،‬األمــر الــذي دفعــه بعــد تأســيس‬ ‫الحكومــة لحجــب بعــض الــوزارات األساســية عنهــا كــوزارة الخارجيــة و‬ ‫وزارة اإلعــام‪ ،‬فولــدت الحكومــة املؤقتــة تعــاين مــن إعاقــة شــديدة مــن‬ ‫تاريــخ إنشــائها‪ .‬بالعــودة اىل البيــان التأســييس لالئتــاف؛ نــرى أن صياغــة‬ ‫البيــان والنظــام الداخــي يعــوزه الكثــر مــن الدقــة واالحرتافيــة يف الصياغة‬ ‫والتأســيس‪ ،‬مــا انعكــس بشــكل واضــح عــى أداء االئتــاف فيــا بعــد‪،‬‬ ‫حيــث أن هــذا العجــز أو الخلــل يف النظــام الداخــي؛ تــرك البــاب مرشعـاً‬ ‫ألعضائــه أو رئاســته الرتجــال مواقــف متناقضــة أحيانـاً وفقـاً لتفسـراتهم‬ ‫وتأويالتهــم‪ ،‬وخدمــة ملصالــح خاصــة أو لتنفيــذ خطــط لها أهــداف معينة‪،‬‬ ‫فاالئتــاف أشــار إىل أنــه هيئــة سياســية يف نظامــه الداخــي‪ ،‬إال أنــه أعطــى‬ ‫لنفســه الحــق يف بنــود أخــرى لتجــاوز الــدور الســيايس إىل دور ترشيعــي‬ ‫تــارة و تنفيــذي تــارة أخــرى‪ ،‬وحتــى املؤسســات الفرعيــة املنبثقــة عنــه‬ ‫والتــي يفــرض أن تقــوم بالعمــل التنفيــذي قــام بتهميشــها‪ .‬عندمــا تــم‬ ‫تأســيس االئتــاف كان للمجلــس الوطنــي حصــة األســد فيــه‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫ســاهم إىل حــد بعيــد بنقــل الهــوس واألخطــاء والتخبّــط الــذي وقــع بــه‬ ‫املجلــس الوطنــي إىل االئتــاف‪ ،‬فلقــد كان للمامرســة الفرديــة واألهــواء‬ ‫الشــخصية الــدور األكــر يف ّ‬ ‫تعــر مســرة املجلــس الوطنــي ومــن ثــم‬ ‫االئتــاف‪ .‬عندمــا أق ـ ّر مؤمتــر أنطاليــا يف ديســمرب ‪ 2012‬إنشــاء املجلــس‬ ‫العســكري واألركان‪ ،‬كانــت تلــك الــوالدة بغيــاب الحكومــة املؤقتــة التــي‬ ‫مل تكــن قــد تأسســت بعــد‪ ،‬ومــع ذلــك تــم اإلشــارة بوضــوح إىل أن وزيــر‬ ‫الدفــاع هــو رئيــس مجلــس القيــادة العســكرية العليــا‪ .‬وقــع املجلــس‬ ‫العســكري بخطــأ جســيم يف بنيــة نظامــه الداخــي‪ ،‬فلقــد أعطــى لرئيــس‬ ‫الــوزراء الحــق باختيــار وزيــر للدفــاع مــن خــال خمســة مرشــحني يتقـ ّدم‬ ‫بهــم‪ ،‬وأيض ـاً وزي ـرا ً للداخليــة مــن خــال خمســة مرشــحني يتقــدم بهــم‬ ‫لرئيــس الحكومــة‪ ،‬بينــا مل يربــط تســمية رئيــس األركان مبوافقــة رئيــس‬ ‫نصــت عىل أن‬ ‫الحكومــة‪ ،‬كــا أن املــادة ‪ 31‬مــن النظــام الداخــي لالئتالف؛ ّ‬ ‫االئتــاف يعمــل عــى توحيــد ودعــم الكتائــب واأللويــة والقــوى واملجالس‬ ‫العســكرية والثوريــة يف ســوريا‪ ،‬ويشـكّل معهــا القيــادة العســكرية العليــا‪،‬‬ ‫وهنــا مــرة أخــرى يتجاهــل االئتــاف دور الحكومــة املؤقتــة ووزارة الدفاع‪،‬‬ ‫هــذا مــع العلــم بــأن حضــور االئتــاف ملؤمتــر توحيــد القــوى العســكرية‬ ‫يف أنطاليــا كان حضــورا ً شــكلياً‪ ،‬ومل ميــارس االئتــاف حينهــا أي دور فعــال‬ ‫يف تشــكيل تلــك القــوى‪ ،‬ولكــن كان هنالــك نــوع مــن التوافــق عــى رئاســة‬ ‫األركان ممثلــة بالعميــد ســليم إدريــس‪ ،‬اال أن املامرســات التــي حصلــت‬

‫فيــا بعــد مــن إقالــة اللــواء ســليم ادريــس وتعيــن العميــد البشــر رئيسـاً‬ ‫لــأركان؛ جــاءت بقــرار مــن وزيــر الدفــاع أســعد مصطفــى ومــن دون‬ ‫تدخــل مبــارش ألي هيئــة باالئتــاف‪ ،‬اللهــم ســوى مباركــة الجربــا الخجولــة‬ ‫لهــا‪ ،‬كــا أن اســتقالة عــدد كبــر مــن أعضــاء املجلــس العســكري‪،‬‬ ‫واحتفــاظ ‪ 18‬عضــوا ً منهــم مبناصبهــم مــن ‪ 41‬عضــو وليــس ‪ 30‬كــا يشــاع‬ ‫يــدل عــى أن املجلــس العســكري معطــل متام ـاً‪ ،‬والميكــن أن يتخــذ أي‬ ‫ق ـرار يف هــذه اآلونــه باملوافقــة أو االع ـراض عــى ق ـرارات وزيــر الدفــاع‬ ‫أو رئيــس الحكومــة‪ .‬إن قــرار حكومــة االئتــاف بإقالــة رئيــس األركان‬ ‫البشــر و حـ ّـل املجلــس العســكري ق ـرار مهنــي متام ـاً‪ ،‬أمــا ق ـرار رئاســة‬ ‫االئتــاف برفــض هــذا القــرار وتحريــض األركان واملجلــس العســكري‬ ‫لرفضــه‪ ،‬ودعــوة الهيئــة السياســية ومــن ثــم الهيئــة العامــة ملناقشــة قـرار‬ ‫الحكومــة املؤقتــة ورمبــا التطــرق إىل وضــع الحكومــة ككل وطــرح الثقــة‬ ‫بهــا؛ يــدل عــى أن االئتــاف والحكومــة واملعارضــة وصلــت إىل مــا يســمى‬ ‫حالــة االنشــغال بنفســها‪ ،‬واالنـراف التــام عــن الــدور واألهــداف املناطــة‬ ‫بهــم جميع ـاً برعايــة الثــورة‪ ،‬وتنفيــذ خططهــا وبرامجهــا‪ .‬الجربــا وقبــل‬ ‫رحيلــه يحــاول أن يدفــع االئتــاف لهضــم الحكومــة املؤقتــة مجــددا ً‪،‬‬ ‫وليحــرق قبــل مغادرتــه الهيــكل املنهــار لالئتــاف متامـاً‪ ،‬طاملــا مل يســتطع‬ ‫االئتــاف رشعنــة التمديــد لــه أو تحويلــه إىل زعيــم خالــد للثــورة أســوة‬ ‫بالرئيــس الخالــد املفــدى حافــظ األســد‪ ،‬فحافــظ األســد ليــس بأفضــل مــن‬ ‫الجربــا‪ ،‬كــا أن الحكومــة املؤقتــة عــى مــدى ســنة من إنشــائها مل تســتطع‬ ‫أن تخــرج مــن جلبــاب االئتــاف‪ ،‬وقبلــت أن تكــون تابعـاً منصاعـاً لــه مــن‬ ‫يــوم والدتهــا‪ ،‬واالنصيــاع عندمــا يأخــذ شــكل الــوالءات الفرديــة يتحــول إىل‬ ‫رصاع نفــوذ ورصاع مراكــز قــوى‪ ،‬وهنــا تكــون الغلبــة لرئاســة االئتــاف من‬ ‫خــال رشاء الذمــم بأمــوال اإلغاثــة التــي يعمــل عليهــا رئيــس االئتــاف‪،‬‬ ‫وكأنــه الحاكــم بأمــره وعطايــاه ومنحــه تتجــاوز ســلطة الخديــوي أيــام‬ ‫حكــم أرسة محمــد عــي ملــر‪ .‬هــذه املهــازل تدفعنــا للتأكيــد مجــددا ً عىل‬ ‫رضورة اإلطاحــة بهــذه الشــخصيات التــي تســلقت سـ ّدة الرئاســة باالئتالف‬ ‫و مبؤسســاته املنبثقــة عنــه‪ ،‬وأصبحــت كالطحالــب همهــا الوحيــد أن‬ ‫تعيــش عــى حســاب الثــورة وعــى ســاقها الغــض اليافــع‪ ،‬لتمنــع املعارضــة‬ ‫بشــقيها الســيايس والعســكري مــن إمتــام املســرة‪ ،‬وإظهــار املعارضــة أمــام‬ ‫حاضنتهــا الوطنيــة وأمــام العــامل بأنهــا هزيلــة وأضعــف مــن أن تقــف‬ ‫بوجــه نظــام األســد إلســقاطه‪ .‬عــى القــوى الثوريــة أن تتجمــع لتوحــد‬ ‫موقفهــا‪ ،‬ومتنــع املعارضــة مــن أن تــأكل نفســها بنفســها لتكــون طبقــاً‬ ‫ســهل الهضــم عــى مائــدة النظــام‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫تابعونا في رمضان‪ ...‬المعاني في المزاد العلني‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ســل صيامــك‪ ..‬رمضــان عنــا غــر‪ ..‬رمضــان‬ ‫ِّ‬ ‫يجمعنــا‪ ..‬تابعونــا حرصيـاً‪( ..‬ســبعون مسلسـاً)‬ ‫لــكل منهــا قنــاة تبثــه حصــــرياً‪..‬‬ ‫اتصــل واربــح‪ ..‬شــارك واربــح‪ ..‬أرســل رســالة‬ ‫قصــرة واربــح‪ ..‬ســيارة‪ ،‬ب ـراد‪ ،‬غســالة‪ ،‬جــوال‪،‬‬ ‫كمبيوتــر‪ ،‬تذاكــر عــى الفطــور وعــى الســحور‪،‬‬ ‫أشــهى الوجبــات عــى أجمــل أنغــام الطــرب‬ ‫الرشقــي والربامــج الفنيــة الرمضانيــة املميــزة‪.‬‬ ‫أقبــل رمضــان‪ ..‬لعلكــم تربحــون… لعلكــم‬ ‫تشــبعون… لعلكــم تســعدون… لعلكــم‬ ‫ترتفهــون‪ ...‬غايــات وأهــداف لرمضــان‪ ،‬تتنافــس‬ ‫فيهــا القنــوات الفضائيــة العربيــة عــى التوجــه‬ ‫بهــا للمشــاهد العــريب‪ ،‬لتحملــه مــن واقعــه إىل‬ ‫عــامل آخــر ال عالقــة لــه بــيء مــن الــدم الــذي‬ ‫ميــأ األفــق‪ ،‬وال بالنــار التــي تشــتعل مــن حوله‪،‬‬ ‫وال بأنــن الجرحــى واملعذّبــن وامله ّجريــن مــن‬ ‫إخوتــه الســوريني وغــر الســوريني‪ .‬فعندمــا‬ ‫يعلــو مــوج مــد العوملــة فــا قيمــة أمامــه‬ ‫لــدم وال أرض وال وطــن‪ ،‬بــل كل يشء أمامــه‬ ‫يصــر ســلعة‪ ...‬املبــادئ ســلعة… املواقــف‬ ‫ســلعة… وحتــى املعــاين تصــر ســلعة…!؟‪.‬‬ ‫ومبــا أن رمضــان شــهر املعــاين فمــزاد البيــع‬ ‫قــد بــدأ‪ ،‬والجمهــور العــريب قــد احتشــد‪ ،‬بــل‬ ‫تســ ّمر أمــام الشاشــات وعــى الفضائيــات‬ ‫فمرحبــاً بالبائعــن‪ ،‬وطــوىب ألربــاح الفراعــن‪،‬‬ ‫وتحيــة لتــاج قــارون العظيــم ومفتاحــه‬ ‫الثقيــل‪ ،‬وأهـاً بقهقهــة النمــرود املتعاليــة مــع‬ ‫حلقــات املسلســات وعــى أنغــام املســابقات‪،‬‬ ‫ووقفــة إكبــار وإجــال ألضــواء املتاجــر املتأللئــة‬ ‫بأســاء املــاركات‪ ،‬وطــوىب لشــايلوك يبتســم كل‬ ‫مســاء وهــو يغلــق حســابه عــن أربــاح تعجــز‬ ‫حاســبات الدنيــا عــن إحصائهــا‪ ،‬بعــد أن أدخــل‬ ‫الــرور عــى قلــوب الصامئــن ومنحهــم هدايــا‬ ‫املســابقات‪ ،‬وف ّرحهــم بفُتــات فُتــات عائــدات‬ ‫االتصــاالت والرســائل واملشــاركات‪.‬‬ ‫واقــع مــؤمل يســود عاملنــا‪ ،‬ظاه ـ ُره أننــا نقــاوم‬ ‫املــوت باإلقبــال عــى الحيــاة‪ ،‬وباطنــه التشــاغل‬ ‫وتخديــر للضامئــر عــن االلتفات لبطــون خاوية‪،‬‬

‫وأجســاد عاريــة‪ ،‬وأقــدام حافيــة‪ ،‬وجـراح نازفة‪،‬‬ ‫وعيــون تائهــة‪ .‬فبينــا يعيــش الســوريون داخل‬ ‫ســوريا يف ســجن كبــر‪ ،‬وتُغلــق دونهــم أبــواب‬ ‫الــدول واملدائــن‪ ،‬ويطــوف جرحاهــم يبحثــون‬ ‫عــن دواء‪ ،‬ويتطلــع أطفالهــم لكتــاب يش ـقّون‬ ‫بعلمــه حجــب الظلــاء؛ يف تلــك األثنــاء ينهمــر‬ ‫طوفــان التســليع يف رمضــان لينــال كل املعــاين‪،‬‬ ‫فــإذا بالرحمــة تصبــح تعاطفــاً مــع أحــداث‬ ‫املسلســات‪ ،‬والهمــة والعزميــة تصبحــان دأب ـاً‬ ‫عــى املشــاركة يف املســابقات وحضور الســهرات‬ ‫والحفــات‪ ،‬وإذا بالصــر يصبــح إغ ـرا ًء للنفــس‬ ‫باإلقبــال بعــد اإلفطــار عــى مــا لــذ وطــاب دون‬ ‫حــدود ودون نهايــة‪ ،‬وبهــذا لتصــر األوقــات‬ ‫ســلعة‪ ،‬واملشــاعر ســلعة‪ ،‬واألفــكار ســلعة‪،‬‬ ‫واملواقــف أيض ـاً ســلعة يشــريها امل ـ ّد العوملــي‬ ‫بإعالناتــه الرباقــة يف اإلذاعــات والفضائيــات‪،‬‬ ‫ونبيعهــا نحــن عــى مذبــح التفريــط واإلهــال‪،‬‬ ‫ليغــدو حالنــا بعــد اإلفطــار وكأننــا ننتقــم مــن‬ ‫ـب‬ ‫كل ســاعة مــرت علينــا ونحــن صامئــون‪ ،‬ننكـ ُّ‬ ‫عــى املباحــات ونتفنــن يف االســتزادة منهــا‪ ،‬ولــو‬ ‫ومجســدا ً كل معــاين‬ ‫كان ذلــك فــوق الحاجــة‬ ‫ّ‬ ‫الــرف‪ ،‬وعــى نحــو ال نفكــر فيــه بعذابــات‬ ‫غرينــا وأوجاعهــم‪.‬‬ ‫وعــى ســبيل املثــال‪ ،‬أشــارت إحــدى الدراســات‬ ‫اإلقتصاديــة إىل أن اإلســتهالك يف شــهر رمضــان‬ ‫يف الــدول العربيــة يزيــد بنســبة ‪ %40‬عــن‬ ‫باقــي شــهور الســنة‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن كميــة‬ ‫كبــرة مــن األطعمــة التــي يتــم اســتهالكها ال‬

‫يســتفاد منهــا‪ ،‬وإمنــا توضــع للعــرض فقــط‪،‬‬ ‫وأحيان ـاً للتفاخــر‪ ،‬ولــي تكــون املوائــد عامــرة‬ ‫ليــس أكــر‪ .‬كــا تشــر هــذه الدراســات إىل‬ ‫ارتفــاع معــدل اســتهالك املواطنــن يف العــامل‬ ‫العــريب للمــواد الغذائيــة واللحــوم والدواجــن‬ ‫خــال هــذا الشــهر‪ ،‬فعــى ســبيل املثــال يزيــد‬ ‫معــدل اســتهالك الدواجــن بنســبة ‪،%100‬‬ ‫واللحــوم الحمــراء بنســبة ‪ %50‬رغــم ارتفــاع‬ ‫األســعار‪،‬كام وتزيــد نســبة معــدالت االســتهالك‬ ‫عــى منتجــات الســكر والدقيــق والزيــوت‬ ‫والســمن بنســبة تــراوح مــا بــن ‪ 30‬ـ ‪.% 40‬‬ ‫وتشــر بعــض الدراســات أيضــاً أن ‪ %45‬مــن‬ ‫الوجبــات التــي يتــم إعدادهــا يف رمضــان يف‬ ‫بعــض الــدول اإلســامية الغنيــة تذهــب إىل‬ ‫صناديــق القاممــة‪ .‬هكــذا يكــون اســتهالك أمــة‬ ‫العــرب للطعــام يف رمضــان‪ ،‬مــع أن البديهــي‬ ‫أن تكــون نســبة االســتهالك قــد انخفــض ثلثهــا‬ ‫عــى األقــل‪ ،‬نظــرا ً لكــون وجبــات الطعــام‬ ‫قــد أصبحــت اثنتــن ال ثالثــة‪ ،‬فكيــف بحالنــا‬ ‫ونحــن نســتهلك كل هــذا الطعــام ورصخــات‬ ‫الجــوع والعطــش متــأ اآلفــاق؟!‪ .‬رمضــان‬ ‫يقــرع األبــواب يســتنهض فينــا الهمــم‪ ،‬ال‬ ‫لنجعلــه ســوقاً نبيــع فيــه معــاين الصيــام عــى‬ ‫أنهــا ســلعة و وســيلة لكســب أســاطني املــال‬ ‫متجاهلــن كل العذابــات واآلالم‪ ،‬بــل لنشــري‬ ‫فيــه حــال مــن اســتحقوا النــر يف رمضــان يــوم‬ ‫بــدر‪ ،‬ويــوم فتــح مكــة‪ ،‬ويــوم حطــن‪ ،‬ويــوم‬ ‫عــن جالــوت‪ ،‬ويــوم فتــح القســطنطين ّية‪.‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫لم يعد الوقت باكرًا على اجترار الذكريات‬ ‫محمد حجو | أوكسجين‬ ‫مؤخــرا ً – أي منــذ مــا يزيــد عــى الســنة و‬ ‫النصــف – كلــا جلســت ألحــادث (صديقــاً‬ ‫أو صديقــة‪ ،‬زميــاً أو زميلــة …‪ ..‬الــخ‪ ،‬إن‬ ‫كان مواجهــ ًة أو باســتخدام وصائــل التواصــل‬ ‫وعــي‬ ‫االجتامعــي)‪ ،‬جرتنــا ألســنتنا – و دون‬ ‫ٍ‬ ‫منــا – إىل اجــرار ذكريــات األيــام املاضيــة؛‬ ‫أي قبــل الثــورة‪ ،‬األزمــة‪ ،‬الحرب…‪..‬الــخ‪ ،‬أو‬ ‫الــكالم عــن األزمــة الحاليــة‪ .‬يتنــوع االجــرار‬ ‫بــن ذكريــات الجامعــة – و التــي كانــت‬ ‫األكــر حضــورا ً إىل الذهــن – األحبــة القدمــاء‪،‬‬ ‫الســهرات‪ ،‬و النزهــات‪ .‬بدايـ ًة مل أر يف األمــر مــا‬ ‫يريــب‪ ،‬فليــس الحنــن إىل املــايض شــيئاً جديــدا ً‬ ‫عــى النــاس عامــة و عــى العــرب املنغمســن‬ ‫فيــه – أي املــايض – خاص ـةً‪ ،‬إال أننــي و بعــد‬ ‫مــدة مــن الزمــن‪ ،‬أخــذت أشــعر كــا لــو أننــي‬ ‫قــد بلغــت الســتني أو الســبعني مــن عمــري‪،‬‬ ‫و غــدوت كجــدي الــذي يقــول يل قصــ ًة يف‬ ‫الصبــاح و يعــود فيكررهــا مســا ًء و أبــدي‬ ‫أنــا دهش ـ ًة و اســتمتاعاً احرتفتــه بعــد رؤيتــي‬ ‫لخيبــة أملــه عندمــا أرشت مــر ًة إىل تكــراره‬ ‫إلحــدى القصــص‪ .‬مــرد ذلــك كــا اســتنتجت‬ ‫بعدهــا يعــود إىل كــوين قــد تحجــرت أو‬

‫باألحــرى تجمــدت فكري ـاً و عاطفي ـاً يف الفــرة‬ ‫مــا قبــل األزمــة‪ ،‬و مل يعــد هنــاك مــن جديــد‬ ‫يف حيــايت خارجهــا‪ ،‬فــا الطعــام و ال املســكن و‬ ‫ال حتــى املعــارف الجــدد تســتطيع االســتقالل‬ ‫و لــو للحظــة عــن ارتباطهــا بهذيــن األمريــن‬ ‫(األزمــة و مــا قبلهــا)‪.‬‬ ‫الشــعور بكــر الســن أصبــح يــرب جــذوره ّيف‬ ‫و مــن حــويل‪ .‬جــذو ٌر غــدت رضوريـ ًة الســتمرار‬ ‫بقائنــا‪ ،‬أو عــى األقــل بقــاء تواصلنــا‪ .‬و عــى‬ ‫ســبيل املثــال‪ ،‬إن بدأنــا الحديــث عــن مبــاراة‬ ‫يف كــرة قــدم بــن فريقــن أوروبيــن‪ ،‬ســتجري‬ ‫األســبوع القــادم‪ ،‬وســألني صديقــي أيــن‬ ‫ستشــاهدها‪ ،‬و أخربتــه يف املقهــى الفــاين‪ ،‬هنــا‬ ‫أشــعر بعــد انتهــايئ مــن لفــظ اســم املقهــى‬ ‫و كأن صاعق ـ ًة رضبــت رأســه فجعلتــه خالي ـاً‬ ‫مــا عــدا ذكريــات حضورنــا للمباريــات قبــل‬ ‫التــرذم الســوري‪ ،‬فيسرتســل يف اســتحضار كل‬ ‫مــا تجــود بــه عليــه ذاكرتــه التــي تحولــت –‬ ‫ككثــرٍ مــن الســوريني – إىل بــرٍ ال تنضــب‪.‬‬ ‫الــذي يزيــد األمــر غرابــ ًة هــو انضاممــي إىل‬ ‫تلــك البــر و الحفــر إىل أعــاق جديــد ٍة فيهــا‪،‬‬ ‫لتمــي الســاعات و نحــن نناقــش أحداثـاً كنــا‬ ‫قــد خضنــا فيهــا ع ـرات امل ـرات مســبقاً‪.‬‬ ‫الجامعــة قصــ ٌة أخــرى و روايــ ٌة روســي ٌة‬

‫ألفيــة الصفحــات كبريتهــا‪ ،‬صغــرة الخــط‪ ،‬و‬ ‫ســطورها متالصقــة‪ .‬شــغل كل مــا ســبق حيـزا ً‬ ‫كبــرا ً مــن تفكــري أثنــاء تجــويل يف الريــف‬ ‫اللبنــاين الــذي نزحــت إليــه و أخــذت أحلــل –‬ ‫كــوين تدربــت عــى التحليــل العلمــي بســبب‬ ‫دراســتي األكادمييــة – الــكالم املتبــادل و أدرب‬ ‫نفــي ألكبحهــا عــن الغــوص يف أعــاق محيــط‬ ‫الذكريــات‪ ،‬فنجحــت يف التحليــل و فشــلت‬ ‫ذريعــاً يف الكبــح‪ .‬خلصــت بعــد تحليــي إىل‬ ‫نتائــج أعتربهــا األهــم يف بحثــي عــن أســباب‬ ‫الرضــوخ لســجن املــايض‪:‬‬ ‫تكشــفت يل أوىل األســباب بعــد محــاواليت‬ ‫العديــدة إلنشــاء عالقــات و صداقــات جديــدة‬ ‫يف بلــد النــزوح القــايس و القاســية إمــا مــع‬ ‫مواطنــي البــاد الجديــدة (مــن لبنانيــن و‬ ‫فلســطينيني) أو حتــى مــع النازحــن مــن‬ ‫أمثــايل‪ .‬كان مــآل املحــاوالت مــع الطــرف األول‬ ‫مــآالً مخزيــاً و مرعبــاً يف نفــس الوقــت؛ إذ‬ ‫اكتشــفت – أنــا الــذي مل أضــع قدمـاً يف لبنــان‬ ‫قبــل األزمــة – أن الشــعب اللبنــاين – بســنته‬ ‫و شــيعته‪ ،‬و حركــة مســتقبله‪ ،‬و أملــه و……‬ ‫– يكرهنــا و يحقــد علينــا إمــا بســبب أفعــال‬ ‫الجيــش الســوري يف لبنــان (املعارضــون لبشــار‬ ‫األســد)‪ ،‬أو ألننــا خربنــا بالدنــا بأيدينــا كــا يرى‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫فاملتعصــب لجبهــة النــرة و املكفــر ملــا‬ ‫دونهــم‪ ،‬و املنــادي بالســلفية و وجــوب تقصــر‬ ‫اللبــاس و إرخــاء اللحيــة – األمــر الــذي تلقيــت‬ ‫عليــه العديــد مــن املالحظــات الســلفية كــوين‬ ‫غــر ملتـ ٍح – إىل املطالــب بالعــودة إىل حظــرة‬ ‫األســد كونــه اإلمــام الــذي ال يجــوز الخــروج‬ ‫عــى طاعتــه إال إن منــع الصــاة‪ .‬هــذه‬ ‫املشــاهد و غريهــا دفعتنــي إىل االنســحاب‬ ‫تدريجيـاً مــن ارتيــاد املســاجد تجنبـاً للتعامــل‬ ‫مــع “هيــك منــر”‪ ،‬ناهيــك عــن املضايقــات‬ ‫العديــدة الناتجــة عــن محاولــة كل فئــة لجــر‬ ‫مــن يرتــاد املســجد إىل طرفهــا‪.‬‬ ‫الرشائــح الســورية “األخــرى” مل تكــن أكــر‬ ‫نب ـاً و مل تختلــف بالكثــر‪ ،‬فرجــاالت اإلئتــاف‬ ‫الســوري‪ :‬حــدث و ال حــرج‪ ،‬و املتعاطفــون‬ ‫مــع الجيــش الحــر مــن منشــقني و جهاديــي‬ ‫الــكالم‪ :‬ال تحــدث ألن الحــرج ســيكون هائ ـاً‪،‬‬ ‫و غريهــم الكثــر يف العــدد‪ ،‬القليــل يف أصالــة‬ ‫األفــكار‪.‬‬ ‫كل مــا ســبق جعلنــي أعيــد الحســابات يف‬ ‫اســتغرايب مــن االجــرار للــايض و الــذي‬ ‫أمارســه مــع األصدقــاء و الزمــاء‪ ،‬إذ أنــه قريبـاً‬ ‫جــدا ً – و يف حــال توقفنــا عــن هــذا االج ـرار‬ ‫– فإننــا ســنجد أنفســنا فجــأ ًة بــا ذكريــات‬ ‫عزيــزة‪ ،‬مجرديــن مــن كل يش ٍء خــا األزمــة و‬ ‫املــوت و القتــل و ســفك الدمــاء و التكفــر و‬ ‫النــرة و الجيــش الحــر‪ ،‬و املعارضــة‪ ،‬و بشــار‬ ‫األســد…… الــخ مــن املقــززات‪ .‬ســنفقدها‬ ‫ألنهــا ســتضطر إىل التنــازل عــن عــرش ذاكرتنــا‬ ‫لتفســح املجــال لتذكــر‪:‬‬ ‫‪ -1‬رؤســاء املجلــس الوطنــي و اإلئتــاف‬ ‫املعــارض‪.‬‬

‫‪ -2‬أنــواع األســلحة التــي يســتخدمها بشــار‬ ‫األســد ضــد الشــعب الســوري‪( :‬أنــواع‬ ‫الطائ ـرات مــن ميــغ و ســوخوي…‪ ،.‬الغــازات‬ ‫الســامة مــن غــاز الخــردل و األعصــاب و الســم‬ ‫الهــاري‪ ،‬أرض أرض‪ ،‬جــو‪ ،‬ســا‪ ،‬جهنــم……‬ ‫‪ -3‬التحليــات العســكرية و السياســية و‬ ‫التنبــؤات بســقوط األســد أو بقئــه‪.‬‬ ‫‪ -4‬قلــق بــان يك مــون‪ ،‬و توجــس كــري‪ ،‬و‬ ‫أســف كامــرون‪ ،‬و اشــمئزاز أوالنــد‪.‬‬ ‫و غريهــا الكثــر و الكثــر مــن األشــياء التــي‬ ‫ستنســف حياتنــا كســوريني و تنســف أي أمــلٍ‬ ‫لنــا بــأن نحيــا‪.‬‬ ‫خوف أخري‪:‬‬ ‫خــويف الكبــر أن أعــود يومـاً إىل ســوريا فأراهــا‬ ‫تجســد فيلـاً ألحــد الســيناريوهات الكابوســية‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬أفغانســتان جديــدة؛ حيــث يتــم تغطيــة‬ ‫النســاء مــن رؤوســهن إىل أخمــص أقدامهــن‬ ‫رغـاً عــن أنوفهــن‪ ،‬و تكــون عقوبــة الكشــف‬ ‫عــن الوجــه‪ 80 :‬جلــدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يهــدم امللحــدون الجــدد و املنــادون‬ ‫برفــض األديــان املســاجد و الجوامــع بحجــة‬ ‫الخــوف مــن الســيناريو املذكــور آنفــاً (‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬أن أعــود مــع أحفــاد أخــي و أختــي فــأرى‬ ‫حيــدرة األســد أو ليــث األســد أو “رضاب‬ ‫الســخن” مــن بيــت األســد يحكــم البــاد و‬ ‫النــاس ينــادون‪ :‬بالــروح بالــدم نفديــك يــا‬ ‫أســد‪.‬‬ ‫و اآلن أترككــم ألعــود إىل اجــراري الالنهــايئ‬ ‫ٍ‬ ‫لذكريــات أخــاف عليهــا مــن الضيــاع‪.‬‬ ‫تحرير‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مؤيــدو بشــار األســد‪ .‬الفلســطينيون الشــباب‬ ‫كانــوا أشــبه باللبنانيــن مــن حيــث انقســامهم‬ ‫إىل فئتــن معارضــة و مواليــة لبشــار األســد‪ ،‬أمــا‬ ‫كبــار الســن مــن الفلســطينيني‪ ،‬ا لــذي و رغــم‬ ‫أن فيهــم املؤيــد و املعــارض أيضـاً‪ ،‬كانــوا أكــر‬ ‫تعاطف ـاً‪ ،‬كونهــم ذاقــوا م ـرارة التــرد و عــدم‬ ‫االنتــاء‪ ،‬مــع أنهــا كانــت أكــر بكثــر مــن تلــك‬ ‫التــي نعانيهــا (حتــى اآلن طبعـاً)‬ ‫الفئــة الثانيــة كانــت أكــر ودا ً بطبيعــة الحــال‬ ‫إال أنهــا مل تكــن لــروي العطــش الكبــر لالنتامء‬ ‫و ســأرشح ذلــك بقصـ ٍة حدثــت معــي يف أحــد‬ ‫املساجد‪:‬‬ ‫جلســت بعــد صــاة العشــاء‪ ،‬ألتجــاذب أطراف‬ ‫الحديــث مــع بعــض املصلــن – مــن الســوريني‬ ‫بالطبــع – و غنــي عــن القــول أننــا خضنــا يف‬ ‫الــكالم عــن األزمــة الســورية‪ ،‬بصـ ٍ‬ ‫ـوت خافــت‬ ‫بالطبــع و ذلــك خوف ـاً – مــن قبلهــم إذ اننــي‬ ‫أكتــب و أتحــدث عــى اإلنرتنــت و يف الشــارع‬ ‫باســمي الحقيقــي فقــد تركــت الخــوف بعــد‬ ‫جاســوس‬ ‫املظاهــرة األوىل – مــن أن يســمع‬ ‫ٌ‬ ‫لحــزب املســمى بالســيد حســن – و قــد‬ ‫أغفلــت كتابــة اســم الجاللــة لئــا أقرنــه بحثال ٍة‬ ‫كهــذا‪ .‬بدأنــا باألســف و الحــزن عــى مــن مــات‬ ‫كل يذكــر الذيــن فقدهــم‬ ‫مــن الســوريني و ٌّ‬ ‫راجيـاً مــن اللــه أن يتقبلهــم كشــهداء‪ .‬انتقلنــا‬ ‫بعدهــا إىل الــكالم يف السياســة – أو و ألكــون‬ ‫رصيحــاً مناقشــة مــا بثتــه نــرات األخبــار‪.‬‬ ‫الــكالم املعتــاد عــن املعارضــة و النظــام‪ ،‬عــن‬ ‫املظاهــرات الســلمية و التســلح‪ ،‬ليتحــول‬ ‫الحديــث بعــد هنيهـ ٍ‬ ‫ـات تحــوالً جذريـاً‪ ،‬و ذلــك‬ ‫بعــد أن ألقــى أحــد املتكلمــن بقنبلــة حيــث‬ ‫قــال‪(( :‬عــى جميــع الفئــات املســلحة مبايعــة‬ ‫جبهــة النــرة)) ثــم أخــذ الجمــع مــن حــويل‬ ‫يحركــون رؤوســهم صعــودا ً و نــزوالً عالمــة‬ ‫املوافقــة ‪ ،‬يــا اللهــول!!‬ ‫بعــد هــذه الجملــة بــدأت أنــا أتلفــت اآلن و‬ ‫أتكلــم بصـ ٍ‬ ‫ـوت خافــت و مــرد ذلــك ليــس خوفاً‬ ‫مــن الحــزب هــذه املــرة و إمنــا ارتعــادا ً مــن أن‬ ‫أحســب أنــا عــى جبهــة النــرة و املتشــددين‪،‬‬ ‫متتمــت ببعــض الكلــات و اعتــذرت مغــادرا ً‬ ‫الجلســة إىل غــر رجعــة‪.‬‬ ‫يف األيــام الالحقــة أخــذ النــاس يف املســجد‬ ‫يتحزبــون إىل فئــات دينيــة تتــدرج يف تطرفهــا؛‬


‫تقانة‬

‫خلل في التشفير في واتس أب يسمح للقراصنة‬ ‫بالتنصت على المحادثات‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يــزداد يومــاً بعــد يــوم عــدد مســتخدمي‬ ‫برامــج التواصــل مثــل ‪ Whatsapp‬و‬ ‫‪ ،Viber‬إال أن عــددا ً قليـاً منهــم يــدرك بــأن‬ ‫مثــل هــذه الربامــج غــر آمنــة عــى اإلطالق‪،‬‬ ‫ويجــب االبتعــاد عــن اســتخدامها يف تبــادل‬ ‫املعلومــات املهمــة والصــور الشــخصية‪ .‬يف‬ ‫تقريــر جديــد صــدر مؤخ ـرا ً عــن "مــكايف"؛‬ ‫الرشكــة املتخصصــة يف تقنيــات حاميــة‬ ‫وأمــن املعلومــات‪ ،‬تــم الكشــف عــن‬ ‫تهديــدات الكرتونيــة للربــع األول مــن عــام‬ ‫‪ 2014‬عــن نجــاح قراصنــة االنرتنــت يف‬ ‫اخــراق برنامــج الرتاســل الفــوري الشــهري‬ ‫"واتســاب"‪ ،‬والتنصــت عــى املحادثــات‬ ‫ونــر الصــور دون إذن املســتخدمني‪ .‬وتــم‬ ‫هــذا االخـراق عــر تطويــر برنامــج خبيــث‬ ‫ضمــن نظــام التشــغيل “أندرويــد” يخفــي‬ ‫نفســه عــى شــكل تطبيــق لعبــة تدعــى‬ ‫“بالــون بــوب” أو لعبــة “فقــع البالونــات”‪،‬‬ ‫وإرســال البيانــات املخرتقــة بشــكل رسي‬ ‫إىل خــوادم محــددة لفــك تشــفريها ومــن‬ ‫ثــم نرشهــا عــى املــأ‪ ،‬لتحقيــق مكاســب‬ ‫غــر مرشوعــة‪ .‬وقــال حامــد ديــاب؛ املديــر‬ ‫اإلقليمــي لرشكــة مــكايف التابعــة إلنتــل‬ ‫ســكيوريتي يف الــرق األوســط وشــال‬ ‫أفريقيــا‪“ :‬رغــم حــل مشــكلة رسقــة‬ ‫القراصنــة للمحادثــات والصــور الخاصــة‬ ‫مبســتخدمي تطبيــق “واتســاب”‪ ،‬إال أن‬ ‫هــذه الحادثــة تؤكــد مواصلــة املهاجمــن‬ ‫لتطويــر أســاليب هجــات جديــدة‬ ‫والبحــث عــن نقــاط الضعــف يف تطبيقــات‬ ‫الهواتــف الذكيــة الخرتاقهــا‪ ،‬مســتغلني ثقــة‬ ‫املســتخدمني يف التطبيقــات املعروفــة"‪.‬‬

‫وأضــاف‪“ :‬يجــب عــى مطــوري التطبيقــات‬ ‫أن يكونــوا أكــر يقظــة إزاء وســائل التحكــم‬ ‫التــي يطورونهــا داخــل هــذه التطبيقــات‬ ‫لحاميتهــا مــن االخ ـراق‪ .‬كــا يتعــن عــى‬ ‫املســتخدمني أن يكونــوا أكــر وعيــاً حيــال‬ ‫املوافقــات التــي مينحونهــا لهــذه التطبيقات‬ ‫للحفــاظ عــى بياناتهــم الشــخصية مــن‬ ‫الرسقــة"‪ .‬وكشــفت أبــرز نتائــج التقريــر‬ ‫عــن زيــادة بنســبة ‪ %167‬يف الربمجيــات‬ ‫الخبيثــة املوجهــة للهواتــف الذكيــة بــن‬ ‫الربعــن األولــن مــن عامــي ‪ 2013‬و ‪،2014‬‬ ‫وتســجيل زيــادة قياســية خــال ثالثــة أشــهر‬ ‫يف عناويــن املواقــع االلكرتونيــة املشــبوهة‬ ‫بأكــر مــن ‪ 18‬مليــون عنــوان‪ ،‬وبزيــادة‬ ‫قدرهــا ‪ %19‬مقارنــة بالربــع األخــر لعــام‬ ‫‪ ،2013‬مــع تــوزع حــوايل ‪ %19.7‬مــن‬ ‫الخــوادم املســتضيفة لهــذه العناويــن يف‬ ‫منطقــة الــرق األوســط وأوروبــا‪ .‬كــا‬ ‫أوضــح التقريــر مواصلــة الزيــادة يف أعــداد‬ ‫الربمجيــات الخبيثــة لتســجل زيــادة بنســبة‬ ‫‪ %46‬يف الربــع األول مــن عــام ‪،2014‬‬ ‫وانخفــاض برامــج “الفديــة” عــى مــدار‬ ‫ثالثــة فصــول متتاليــة ‪.‬وأورد التقريــر عـ ّدة‬ ‫أمثلــة لتطبيقــات الهواتــف الذكيــة التــي‬ ‫تعرضــت لالخــراق مــن قبــل املهاجمــن‬

‫لرسقــة البيانــات الشــخصية للمســتخدمني‬ ‫وتحقيــق مكاســب غــر مرشوعــة‪ ،‬وشــملت‬ ‫التطبيقــات لعبــة “الطيــور القفــازة” التــي‬ ‫احتــوت عــى برمجيــات خبيثــة مكّنــت‬ ‫املهاجمــن مــن إجــراء مكاملــات هاتفيــة‬ ‫دون إذن املســتخدم‪ ،‬وتطبيــق “بادلنســت‬ ‫أي” ضمــن أنظمــة أندرويــد‪ ،‬والــذي يخرتق‬ ‫إجــراءات املوثوقيــة لحســاب املســتخدم‬ ‫عــى متجــر التطبيقــات لتحميلهــا تلقائيــاً‬ ‫وتثبيتهــا‪ ،‬وتطبيــق “والــر” الــذي يُصنــف‬ ‫مــن نــوع حصــان طــروادة‪ ،‬ويســتغل خلـاً‬ ‫يف خدمــة املحفظــة الرقميــة للســيطرة عــى‬ ‫بروتوكــول تحويــل األمــوال‪ ،‬ثــم إجــراء‬ ‫التحويــل إىل خــوادم الشــخص املهاجــم‪.‬‬ ‫يذكــر أن رشكــة “مــكايف” تقــوم بشــكل‬ ‫ربــع ســنوي بإصــدار تقريــر متكامــل حــول‬ ‫التهديــدات الجديــدة‪ ،‬عــر فريــق متخصص‬ ‫مــن خـراء األبحــاث مكــون مــن ‪ 500‬باحث‬ ‫يف ‪ 30‬دولــة حــول العــامل‪ ،‬يقومــون بشــكل‬ ‫مســتمر وفــوري بتحديــد املجــاالت الكاملــة‬ ‫مــن التهديــدات‪ ،‬وتحديــد الثغـرات األمنيــة‬ ‫للتطبيقــات واملواقــع املشــبوهة وتحليــل‬ ‫املخاطــر وربطهــا معــاً‪ ،‬لتمكــن املعالجــة‬ ‫الفوريــة وحاميــة املؤسســات واملســتخدمني‬ ‫مــن الربامــج والتهديــدات الضــارة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫زبدانيات‬

‫حنايا العاشق‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫حتــى موقــع التكيــة‪ .‬يرفــده يف ســهل الزبــداين‬ ‫عــدة أوديــة ســيلية يف الربيــع والشــتاء‪ ،‬أهمهــا‬ ‫مــن اليمــن (الجبــل الغــريب)‪ ،‬وادي العســكر‪،‬‬ ‫وادي الجمــل الــذي ينضــم إليــه وادي مــوىس‪،‬‬ ‫ثــم وادي عــن البيضــاء ووادي حــرش الــذي‬ ‫ينضــم إليــه وادي هاشــم‪ .‬ويرفــده مــن الــرق‬ ‫(جبــل الشــقيف) ومــا يفيــض مــن ميــاه ينابيع‬ ‫منطقــة الزبــداين وبقــن ومضايــا والجرجانيــة‬ ‫والكــري‪ ،‬إضافــة إىل أوديــة الدالقــة والنقــار‬ ‫وحمــوش‪ ،‬ويرفــده بعــد التكيــة وادي النعامن‪.‬‬ ‫أقيــم عنــد التكيــة يف عــام ‪ 1906‬ســد لحجــز‬ ‫ميــاه النهــر عنــد ارتفــاع ‪1093‬م مــن أجــل‬ ‫توليــد الطاقــة الكهربائيــة‪ .‬تنحــدر ميــاه بــردى‬ ‫أوالً مــن البحــرة‪ ،‬لتبــدأ ســرها يف وادي بــردى‬ ‫الــذي تحـ ّـف بــه مــن الجانبــن ثــاث عــرة‬ ‫قريــة وهــي‪ :‬ســوق وادي بــردى‪ ،‬برهليــة‪،‬‬ ‫كفــر العواميــد‪ ،‬الحســينية‪ ،‬كفــر الزيــت‪،‬‬ ‫ديــر قانــون‪ ،‬ديــر مقــرن‪ ،‬عــن الفيجــة‪،‬‬ ‫بســيمة‪ ،‬أرشفيــة الــوادي‪ ،‬جديــدة الشــيباين (أو‬ ‫الــوادي)‪ ،‬الهامــة‪ ،‬د ّمــر‪ ،‬إضافــة إىل منتزهــات‬ ‫عــن الخ ـراء الشــهرية‪ .‬يســقي بــردى أرايض‬ ‫هــذه القــرى عــن طريــق العديــد مــن األقنيــة‬ ‫املشــتقة منــه‪ ،‬وذلــك بإقامــة ســدود بســيطة‬ ‫كانــت تســتغل أيض ـاً إلدارة الطواحــن املائيــة‪.‬‬

‫وقبــل وصــول النهــر إىل قريــة ســوق وادي‬ ‫بنحــو ‪1.5‬كــم ترفــده عــن حبيــب‪ ،‬وقــد جــرت‬ ‫مياههــا لتأمــن ميــاه الــرب لقــرى الــوادي‬ ‫حتــى كفــر الزيــت وديــر قانــون‪ ،‬وعنــد‬ ‫بلــدة الفيجــة يرفــده نبعهــا الغزيــر الــذي‬ ‫تــرب منــه مدينــة دمشــق‪ .‬وبعدهــا ميــر‬ ‫النهــر بقريــة بســيمة‪ ،‬ويتجــه جنوبــاً إىل أن‬ ‫يبلــغ قريــة جديــدة الشــيباين‪ .‬يدخــل دمشــق‬ ‫بعــد ليقطــع الربــوة ثــم الهامــة‪ .‬ويف دمشــق‬ ‫يتفــرع منــه ســتة أفــرع‪ ،‬عــن ميينــه (امل ـ ّزاوي‬ ‫ـ الدي ـراين ـ القنــوات ـ بانيــاس)‪ ،‬وعــن يســاره‬ ‫(يزيــد ـ ثــورا)‪ .‬لــردى نغــم الحيــاة يف القــرى‬ ‫التــي ميــر بهــا‪ ،‬ويحييهــا بعــد أن يــروي‬ ‫أشــجارها ومزروعاتهــا‪ .‬ليدخــل مــن بعدهــا إىل‬ ‫الغوطــة الدمشــقية الغ ّنــاء‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وتعني البارد من اآلرامية‬ ‫‪2‬ـ نوع من الشجر يزرع عىل ضفاف األنهر‬ ‫‪ 3‬ـ وهــي املشــاوير خــارج املدينــة بلهجــة‬ ‫الدماشــقة‬ ‫‪4‬ـ شاعر لبنان سعيد عقل‬ ‫‪5‬ـ بحــرة نبــع بــردى تقــع يف جنــوب غــرب‬ ‫ســهل الزبــداين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ال ميكــن ألحــد قــد رشب مــن ماء بــردى(‪ )1‬أن‬ ‫ينــى مــذاق ذلــك املــاء‪ ،‬وال ذكــرى الخطــوات‬ ‫عــى ضفافــه التــي تــزدان بالصفصــاف(‪)2‬‬ ‫يف باكــورة الصباحــات‪ ،‬وال الفــرح والحبــور‬ ‫عــى مصاطــب الســران(‪ )3‬التــي تزدحــم‬ ‫بالدمشــقيني يف الربيــع والصيــف‪ ،‬حيــث تنترش‬ ‫عــى جانبــي النهــر املنتزهــات والفنــادق‬ ‫واملطاعــم واملقاهــي وأماكــن النزهــات‬ ‫الشــعبيّة‪ .‬أمــا نســاته فقــد غنــت لهــا فــروز‬ ‫وصدحــت بصوتهــا املالئــي‪ُ " :‬مـ َّر يب يــا واعــدا ً‬ ‫وعــدا ً مثلــا النســم ُة مــن بــردى"(‪)4‬‬ ‫يرتبــط اســم بــردى بدمشــق‪ ،‬فهــو نهرهــا‬ ‫الخالــد ومحــ ّرك حضارتهــا عــر العصــور‪.‬‬ ‫وقامــت عــى ضفافــه أحــداث هامــة منــذ فجر‬ ‫التاريــخ‪ .‬بــه تغ ّنــى األدبــاء‪ ،‬وذكــر يف الكثــر‬ ‫مــن املراجــع وأطلــق عليــه لقــب الفــردوس‪.‬‬ ‫وقــد ذكــر نهــر بــردى يف (الكتــاب املقــدس)‪،‬‬ ‫كــا وذكــر يف (التــوراة) ويف مراجــع تاريخيــة‬ ‫كثــرة‪ .‬ويوجــد لوحــات فسيفســائية قدميــة‬ ‫تبــن نهــر بــردى مــارا ً بــن منــازل دمشــق‪.‬‬ ‫ينبــع بــردى العاشــق األزيل مــن منبــع الخــر يف‬ ‫الزبــداين(‪ ،)5‬مــن نبــع غزيــر عنــد أقــدام جبــل‬ ‫الشــر منصــور ‪1100‬م مــن الجنــوب الغــريب‬ ‫لوهــدة الزبــداين‪ ،‬ويدخــل يف وا ٍد شــديد‬ ‫االنحــدار وعميــق يعــرف باســم وادي بــردى‬ ‫تيمنــاً بــه‪ .‬ويبــدأ بــردى مجــراه مــن بحــرة‬ ‫تتجمــع فيهــا ميــاه عــدة ينابيــع يف ســهل‬ ‫الزبــداين‪ ،‬مشــكالً نهــرا ً يــراوح عرضــه بــن‬ ‫‪15-4.5‬م‪ ،‬وال يزيــد عمقــه عــى ‪2.5‬م‪ ،‬ولذلــك‬ ‫تفيــض مياهــه يف أيــام الشــتاء والربيــع عنــد‬ ‫ازديــاد صبيبــه‪ ،‬فتطغــى عــى مســاحة واســعة‬ ‫مــن ضفتيــه‪ .‬يتجــه النهــر رشقـاً حتــى مســافة‬ ‫معينــة‪ ،‬ليتجــه جنوبــاً حتــى مســافة ‪6‬كــم‬ ‫موازيــاً الخــط الحديــدي وطريــق الســيارات‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬

‫يبــر النظــام الســوري‬ ‫إنســانية‪ ...‬يف حــن ّ‬ ‫شــعبه بــأن الوضــع إىل تحســن ويطلــب مــن‬ ‫*) الشــعب الســوري ومبناســبة حلــول شــهر اإلخــوة الالجئــن املشــنططني العــودة إىل‬ ‫رمضــان املبــارك يعايــد ســيادة القائيــد بشــار حضــن الوطــن‪!...‬‬ ‫ويدعــو اللــه أن اليعيــده عليــه ال بالخــر وال *) رئيــس الحكومــة املؤقتــة يعلــن حــل‬ ‫للســوريني‪ ...‬والشــعب الســوري يهديهــا أغنيــة‪:‬‬ ‫باليمــن وال بالــركات‪...‬‬ ‫قيــادة األركان واملجلــس العســكري األعــى‬ ‫"ع الوعــد يــا كمــون‪ ...‬رصيل عمــر ناطــر"‪!...‬‬ ‫رح وإحالتهــم للتحقيــق ولكنــه رسعــان مــا يرتاجــع‬ ‫*) مســؤول رويس رفيــع املســتوى يــ ّ‬ ‫بــأن هنــاك مؤامــرة كونيــة ضــد الــدب الــرويس عــن قــراره وهــو يغنــي‪" :‬غلطــة وندمــان *) صــاح الديــن الحمــوي عضــو االئتــاف‬ ‫الوطنــي يقــول بــأن األخــر يتعــرض‬ ‫الــذي ُســلخ جلــده أمــام منتخــب الجزائــر يف عليهــا"‪!...‬‬ ‫*) وزيــر الخارجيــة األمــريك األبيــض الكــري لحملــة رشســة بغيــة التأثــر عــى الثــورة‪...‬‬ ‫مونديــال كأس العــامل للفطبــول‪!...‬‬ ‫يلتقــي رئيــس االئتــاف الوطنجــي أحمــد ويدعــو اإلخــوة املعارضــن والناشــطني للــرد‬ ‫*) جــون كــري يتمنــى لجميــع املســلمني يف‬ ‫شــتى أنحــاء العــامل رمضانــاً يعمــه الســام‪ ...‬الجربــا يف جــدة ويلتقطــان وهــا مبتســمني بالاليــكات والنكـزات والشـرات ملواجهــة تلــك‬ ‫كــا ويعــد الشــعب الســوري بــأن يرســل لهــم عــددا ً مــن الصــور التذكاريــة يف إهــداء التبليغــات‪!...‬‬

‫روزنامــات وإمســاكيات رمضــان أعــاده اللــه للشــعب الســوري مبناســبة الشــهر الرباميــي‬ ‫الفضيــل‪!...‬‬ ‫عليهــم باليمــن والقصــف والرباميــات‪!...‬‬ ‫*نقــاً عــن ســانا‪ :‬الرياضيــون يف كــال *) الجيش الســوري الباســل يســتمر مبامرســة‬ ‫األجســام قالــوا كلمتهــم بــأن الجحيــش األســد هوايتــه بتعفيــش أمــاك املواطنــن يف عــدة‬ ‫هــو خيارهــم وبندورتهــم وكل عــدة صحــن مناطــق بهــدف الحفــاظ عليهــا إىل حــن‬ ‫ســلطتهم وفتوشــهم‪): ...‬‬ ‫عودتهــم ميتــن‪!...‬‬ ‫*) فالــري آمــوس تؤكــد بــأن نحــو أحــد *) الخارجيــة األمريكيــة تقــول بــأن ال موعــد‬ ‫عــر مليــون ســوري يحتاجــون إىل مســاعدات الســتكامل الدفعــات الجديــدة من املســاعدات‬

‫‪DELETE‬‬

‫*) اســتقالة املبعــوث األمــريك للســام يف‬ ‫الــرق األوســط مــع ترسيبــات عــن رغبتــه‬ ‫باالنتحــار نتيجــة يئســه مــن الوضــع هنــاك‪!...‬‬ ‫*شــلة االئتــاف الوطنجــي ويف نظــرة سياســية‬ ‫فــذة تقــول بــأن روســيا مرتبكــة جــراء‬ ‫التطــورات األخــرة‪ ...‬وأبــو الع ّريــف يحــاول‬ ‫جاهــدا ً معرفــة تلــك التطــورات الخطــرة التــي‬ ‫تفزلــك بهــا االئتــاف‪!...‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫إنســاين حنــون بيدعــم الطفولــة‪ !...‬أو بتالقــي مثــاً دراســة ملــروع‬ ‫زراعــي مبنطقــة "ال زراعيــة" تحــت القصــف والنــار‪ ...‬وببيجــي الدعــم‬ ‫واألخــر الــدوالر وبيضــل املــروع شــخربة وحــر ع ورق‪ !...‬يف نــاس‬ ‫بيعتــروا هالــي فلهويــة وشــطارة مــن مبــدأ أنــو إي ليــش الء طاملــا يف‬ ‫الثــورة اليــوم صــار بدهــا ثــورة‪ ...‬بعــد مــا تحولــت لســاحة فــوىض منظــات وحكومــات عــم تدعــم ونحنــا مــو حاطــن مــن جيبتنــا يش‪...‬‬ ‫عــم يقتســم فيهــا أمـراء الحــرب الكعكــة بينــا الشــعب الســوري عــم ميكــن مــا يكــون كتــر غلــط أنــو نتحــرك ونشــتغل ونحــاول نعيــش‪...‬‬ ‫يتقاســم القهــر والــدم واملــوت‪ .‬أصحــاب الثــورة وبعــض مــن يــي‬ ‫بــس ملــا نطــرح مــروع مبيزانيــة أضعــاف مضاعفــة عــن تكلفتــه‬ ‫بيســموا حالهــم ناشــطات وناشــطني مــا كان حالهــم‬ ‫الحقيقــة هــون بيصــر املوضــوع رسقــة وتســلق ومــا‬ ‫لألســف أحســن‪ ...‬مــع املشــاريع شــبه وهميــة‬ ‫بقــا نفــرق يش عــن النظــام الفاســد يــي عملنــا‬ ‫يــي عــم يطرحوهــا كرمــال تحصــل عــى‬ ‫ثــورة ضــده‪ !...‬لــك الثــورة مــو تجــارة وال بيعــة‬ ‫دعــم ويعيشــوا منــه‪ ...‬وهــون مــا يف داعــي‬ ‫والرشوة‪ ...‬والهــي فرصــة لتحســن وضعنــا‬ ‫نعقّدهــا وندخــل مببــادئ وأخالقيــات الثــورة‬ ‫املــادي أو تحقيــق أحالمنــا وطموحاتنــا‬ ‫وبقصــص الديــن والقــرش الحــال والحـرام!‪.‬‬ ‫ومشــاريعنا‪ ...‬الثــورة تضحيــة وبــذل‪...‬‬ ‫روضــة أطفــال صغــرة بكــم مقعــد وكــريس‬ ‫الثــورة كرامــة وحريــة وحقــوق‪ ...‬الثــورة‬ ‫وشــوية كتــب وألــوان بتكــون فرصــة منيحــة‬ ‫دم شــهيد ووجــع معتقــل ودمعــة أم‪ .‬الثــورة‬ ‫للحصــول عــى مبلــغ مــادي أضخــم بكتيــر‬ ‫عــم تنــرق منــا كل يــوم‪ ...‬كرمــال هيــك الزم‬ ‫نوقــف بوجــه متســلقي ولصــوص الثــورة يــي عــم‬ ‫مــن ميزانيــة املــروع الحقيقيــة بعــد مــا نــال‬ ‫يغتصبوهــا ونعمــل للمصالــح واملاديــات‪ ...‬ديليــت!‬ ‫الثقــة واملوافقــة مــن الجهــة الداعمــة بوصفــه مــروع‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫عــدة رغــم انتشــاره واســتخدامه‪ .‬يــدل عــى‬ ‫كراهيــة املســلمني والخــوف منهــم والتحامــل‬ ‫عــى الجامعــات العرقيــة التــي ينظــر‬ ‫إسالموفوبيا‬ ‫إليهــا عــى أنهــا إســامية‪ ،‬كــا ويشــر إىل‬ ‫يعــرف أيضــاً بالرهــاب اإلســامي وهــو‬ ‫املامرســات املتعلقــة باإلجحــاف أو التفرقــة‬ ‫مصطلــح مثــر للجــدل‪ ،‬ظهــر حديثــاً يف العنرصيــة ضــد اإلســام واملســلمني يف الغــرب‬ ‫املجتمعــات الغربيــة وتعــرض النتقــادات بوصفــه تحيـزا ً ضــد املســلمني‪ .‬التـزال أســباب‬

‫"الرهــاب اإلســامي" مثــار جــدل يف الغــرب‪،‬‬ ‫ولكــن يبــدو أن هجــات ‪ 11‬ســبتمرب نتــج‬ ‫عنهــا زيــادة يف ظاهــرة "الرهــاب اإلســامي"‬ ‫ضمــن املجتمعــات الغربيــة األمــر الــذي زاد‬ ‫مــن انتشــاره‪ ،‬يف حــن ربطهــا آخــرون بتزايــد‬ ‫وجــود املســلمني يف العــامل الغــريب‪.‬‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫ميــي اليــوم عصيبــاً‪ .‬يطــول االنتظــار يف‬ ‫محطــة الســفر‪ .‬ال أملــك شــيئاً‪..‬؛ وال بيــدي‬ ‫حقيبــة‪ .‬تناثــرت األوهــام كــا األحــام‪ ..‬يف‬ ‫الفضــاء الرحــب املغـ ّـر برائحــة البــارود واللحم‬ ‫املشــوي‪ .‬أصــوات الشــباب يف املظاهــرة تعلــو‬ ‫وتتعــاىل‪ ..‬لقــد رحــل الشــعب الســوري قبــل‬ ‫أن يرحــل‪ .‬يريــده جــاوذة الــدم‪ ..‬وخانقــي‬ ‫األرواح يف رحــم األمهــات‪ .‬مفــردة الرحيــل تنوء‬ ‫بحملهــا ألول مــرة‪ .‬تتــأوه حــد اآله مــن ثقــل‬ ‫األيــام‪ .‬أرحــل وحيــدة دون معــن‪ ..‬أهــرب مــن‬ ‫واقــع أليــم يكــر ويتعاظــم يف داخــي ومــن‬ ‫حــويل‪ .‬اليــوم أكتشــف أن ال ظــل يل‪ .‬مــن يخرج‬ ‫مــن بلــده يــرك ظلــه هنــاك يف رسداب القهــر‪.‬‬ ‫أضــع أفــكاري املتأججــة جانبـاً وأرشب القهــوة‬ ‫املعــدة رسيعــاً كهــرويب املباغــت‪ .‬مثــة أنــاس‬ ‫وأطفــال مــن حــويل ينتظــرون القطــار‪ .‬الجلبــة‬ ‫يف املحطــة مل أعــد أســمعها‪ ..‬وبــأذ ّين صــوت‬ ‫فــروز‪ :‬ســلميل عليــه قلّــو إين بســلّم عليــه‪.‬‬ ‫هــل يصــل الســام إليــه‪..‬؟ أتعــر التحيــات‬ ‫األســوار‪ ..‬أم تعتقــل كشــباب ســوريا‪ .‬أتذكــر‬ ‫الحــام الزاجــل؛ أحــدث نفــي‪ ..‬لــو كانــت‬ ‫هــذه الخدمــة موجــودة اآلن مــكان التقنيــات‬ ‫والفيــس بــوك والفايــر‪ ..‬لكانــت رســالتي قــد‬ ‫وصلــت حيــث أريــد‪ .‬قــد يضيــع الحــام يف‬ ‫وطنــي‪!..‬؟ لكــرة الزنازيــن‪ ..‬وكــرة املعتقلــن‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٦‬األحد ‪2014\٠٦\٢٩‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــا عســاها هــذه الحاممــة الوديعــة أن تفعــل‬ ‫وســط هــذا الزحــام الخانــق‪ .‬تحدثنــي الياممــة‬ ‫التــي باتــت تعــرف أرسار األقبيــة‪ ..‬تأمــل أن‬ ‫تجــد يف يــوم مــن األيــام نافــذة أو ســطحاً‬ ‫تحــط عيــه بعــد عنــاء الطــران وازدحــام‬ ‫الســاء بشــياطني تطــر‪ ..‬تزمجــر‪ ..‬تحمــل‬ ‫املــوت والدمــار‪ .،..‬يقتــل الحــام يف بلــدي‬ ‫وتقتــل القطــط والــكالب وال أدري ملــاذا هــذا‬ ‫العــداء تجــاه حيوانــات أليفــة ال تــر أحــدا ً‪.‬‬ ‫كان لــدي قــط نــزح معــي عندمــا نزحــت‬ ‫نزوحــي األول‪ .،..‬للنــزوح الســوري طقــوس‬ ‫للضيــاع‪ ..‬ومفــردات لــآه‪ ..‬وأحــرف مشــتتة‪..‬‬ ‫كحــايل اليــوم‪ .‬صــدق الشــاعر حــن قــال " يف‬

‫فواصل‬

‫غياب الظل‬

‫ِ‬ ‫أحبــك أكــر"‪ .‬وانــت تهــرب‬ ‫الهــروب الكبــر‬ ‫عليــك ان تحمــل كل يشء يف حقيبتــك‪.،..‬‬ ‫أوالً تضبضــب األحــام وتضعهــا يف أســفل‬ ‫الحقيبــة‪ ..‬ثــم بضعــة مــن ثيابــك حيــث‬ ‫الحقيبــة ال تتســع للكثــر‪ ..‬ثــم أضــع أشــيايئ‬ ‫الخاصــة وال أنــى منديــل أمــي‪ .‬لقــد رسق‬ ‫بيتهــا‪ ..‬وأصبــح أث ـرا ً بعــد عــن‪ .‬اليــد الحنــون‬ ‫تالمســني ‪ ..‬إىل أيــن أنـ ِ‬ ‫ـت ذاهبــة؟ أرد ال أعــرف‬ ‫إىل أيــن يــا أمــي؟ نســيت الوجهــة والطريــق‪.‬‬ ‫تنظــرين مليـاً وتغــادر‪ .‬للحــزن طعم وللســعادة‬ ‫نكهــات عديــدة‪ ،‬أنــى طعــم الســعادة‪ .‬طــوت‬ ‫القطــار يوقظنــي مــن رشودي‪ ..‬أتفقــد تذكــرة‬ ‫الركــوب‪ ..‬يقــرب املســافرين ‪ ..‬يصعــدون‪..‬‬ ‫مــن بينهــم العديــد مــن أبناءوطنــي‪ ..‬يحملــون‬ ‫األطفــال وحاجياتهــم‪ ..‬يصعــدون بينــا‬ ‫تتنفــس الصعــداء امــرأة عجــوز وهــي تجلــس‬ ‫يف املقعــد‪ ..‬تنظــر إ َّيل‪ ..‬تتفحصنــي‪ ،‬تتمتــم‬ ‫كلــات‪ ،‬ال أفهمهــا‪ .‬تســألني عــن أشــياء وعــن‬ ‫عائلتــي وعــن أمــي وعــن مفتــاح بيتــي‪ .‬أقــول‪:‬‬ ‫" لقــد تركــت روحــي هنــاك"‪ .‬أذرف دمعــة‬ ‫الرحيــل وأمــي‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.