أوكسجين العدد 118 السنة الثالثة - الأثنين 14-07-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫داعــش‬

‫استراتيجي ـ ‬ة ‪‭‬الت ّمــدد‬ ‪‭‬‬ ‫‬و ‪‭‬تحــالف ــات‬ ‪‭‬التوس ــع‬

‫بقع ـ ‬ة ‪‭‬ضــو ‬ء ‪‭‬ب ـ ‬ا ‪‭‬ضــوء‬

‫ّ‬ ‫المرجعيــة‬ ‫ّ‬

‫‬شـ ــرع ــي ـ ــة‬ ‪‭‬ح ـ ـ ـ ـ ــق‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫غزة تحيا وال تموت‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫إنهــا غــزة تنتفــض مــن جديــد‪ ..‬غــزة املقاومــة الحقيقيــة‬ ‫والدفــاع عــن األرض والعــرض‪ ..‬غــزة اليــوم كــا ســبق تدافــع‬ ‫وتســطر أروع املالحــم صمــودا ً وعــزة‪.‬‬ ‫عــن البــر والحجــر ّ‬ ‫كــم نحتــاج اليــوم يف ثورتنــا الســورية لكتائــب القســام‬ ‫ورسايــا القــدس وكــم نحتــاج إىل العمــل الصالــح والــويف‬ ‫للثــورة بعيــدا ً عــن الخونــة واملخربيــن والقتلــة وتجــار الدمــاء‬ ‫والحــروب واألجنــدات العربيــة والدوليــة التــي حرفــت مــن‬ ‫مســار ثورتنــا‪.‬‬ ‫اســتخدمت كتائــب القســام ألول مــرة صواريــخ محليــة‬ ‫الصنــع يف رضبهــا للعمــق اإلرسائيــي‪ ..‬ومنهــا مــا أطلقــت‬ ‫عليــه اســم ‪ R160‬ويصــل مــداه ‪ 160‬كــم حيــث رضب مدينة‬ ‫حيفــا يف ‪ 8‬متوز‪/‬يوليــو‪ ،‬كــا أعلــن عــن صــاروخ مــن ط ـراز‬ ‫‪ ،J80‬وهــو نــوع جديــد يصــل إىل مــدى ‪ 80‬كيلــو مـرا ً ‪ ،‬كــا‬ ‫اســتخدمت رسايــا القــدس و ألول مــرة صــاروخ مــن نــوع‬ ‫ب ـراق ‪ 70‬والــذي ســقط يف مدينــة تــل أبيــب‪ .‬أمــا املفاجئــة‬ ‫الكــرى فتجلــت باســتخدم صــاروخ مــن نــوع ‪302-M‬‬ ‫ويصــل مــداه إىل ‪ 150‬كيلومــرا ً وقــد ســقط يف منطقــة‬ ‫الخضــرة‪ ،‬وتعتــر إرسائيــل أن هــذا النــوع يهــدد مناطــق‬ ‫القــدس وتــل أبيــب وأج ـزاء مــن منطقــة الشــال وحقــول‬ ‫الغــاز ىف البحــر‪ .‬وبــدأت الحــرب عــى غــزة البطولــة يــوم ‪8‬‬ ‫يوليــو ‪ 2014‬والتــي أطلــق عليهــا جيــش اإلحتــال اإلرسائيــي‬ ‫عمليــة (الجــرف الصامــد) وردت كتائــب عــز الديــن القســام‬ ‫مبعركــة (العصــف املأكــول)‪ ..‬كــا و ردت حركــة الجهــاد‬ ‫اإلســامي بعمليــة (البنيــان املرصــوص) ‪ ..‬وأتــت األحــداث‬ ‫بعــد موجــة مــن العنــف تفجــرت مــع خطــف وتعذيــب‬ ‫وحــرق الطفــل الفلســطيني محمــد أبــو خضــر مــن شــعفاط‬ ‫عــى أيــدي مجموعــة مســتوطنني يف ‪ 2‬يوليــو الجــاري‪.‬‬ ‫أعقبتهــا احتجاجــات واســعة يف القــدس وداخــل عــرب ‪48‬‬ ‫وكذلــك مناطــق الضفــة الغربيــة‪ ،‬ومــا لبثــت أن اشــتدت‬ ‫وتريتهــا بعــد أن دهــس إرسائيــي إثنــن مــن العــال العــرب‬ ‫قــرب حيفــا‪ ،..‬وتخلــل التصعيــد قصــف متبــادل بــن إرسائيــل‬ ‫واملقاومــة الفلســطينية يف القطــاع‪ .‬إن معركــة غــزة معركــة‬ ‫الثــورة الســورية‪ ،‬معركتنــا واحــدة‪ ..‬والنــر واحــد‪ ،‬إن كان‬ ‫عــى العــدو اإلرسائيــي أو عــى مرتزقتــه يف املنطقــة العربيــة‬ ‫وعــى رأســهم النظــام الســوري القاتــل واملســتبد‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫ّ‬ ‫‪‭‬السورية‬ ‫‪ -3‬المأساة‬‬ ‫‪ -4‬بقعة‬ ‪‭‬ضوء‬ ‪‭‬بال‬ ‪‭‬ضوء‬ ‫‪ -5‬الحيوانات‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬الحرب‬ ‪‭‬ضحية‬ ‪‭‬أخرى‬ ‫‪ -6‬داعش‬ ‪‭..‬‭‬استراتيجية‬ ‪‭‬التمدد‬ ‪‭‬و‬ ‪‭‬تحالفات‬ ّ‬ ‫‪‭‬التوسع‬ ‫‪ -٨‬الماء‬ ‪‭‬والكهرباء‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬تفرق‬ ‪‭‬بين‬ ‪‭‬لبناني‬ ‪‭‬أو‬ ‪‭‬سوري‬ ‫‪ -٩‬صـنـاعـة‬ ‪‭‬الوحـش‬ ‫المرجعية‬ ‪ّ ..‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‭‬شرعية‬ ‪‭‬حق‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪ -11‬آدون‬ ‪‭‬وأنا‬ ‫‪ -12‬الرقاب ـة‬ ‪‭‬وحج ـب‬ ‪‭‬خدمــات‬ ‪‭‬التراس ـل‬ ‪‭‬والتخاب ـر‬ ‪‭‬عب ـر‪‭‬‬ ‫‬الهوات ـف‬ ‪‭‬الذكيــة‬ ‫‪ -13‬قصر‬ ‪‭‬العظم‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬عن‬ ‪‭‬مآالت‬ ‪‭‬الثورة‬ ‪‭‬السورية‬ ‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫إىل لبنــان والــدول املجــاورة هربـاً واألعــداد يف‬ ‫تزايــد مســتمر‪.‬‬ ‫مــع اشــتداد وتفاقــم أزمــة اللجــوء‪ ،..‬تتزايــد‬ ‫أعــداد العائــات الالجئــة وتضيــق معهــا ســبل‬ ‫العيــش واســتمرار الحيــاة املعيشــية اليوميــة‪.‬‬ ‫فتشــح املســاعدات وتتصاعــد الشــكاوي دون‬ ‫آذان صاغيــة مــن أحــد‪ ،‬وغيــاب املحافــل‬ ‫املحليــة واإلقليميــة و الدوليــة‪ ،‬بالوقــت‬ ‫الــذي تقــول فيــه منظــات األمــم املتحــدة‬ ‫املعنيــة بالالجئــن أنهــا تفقــد مــا يقــارب‬ ‫ثلثــي التمويــل إلغاثــة الالجئــن‪ .‬فكيــف األمــر‬ ‫باملجتمعــات املضيفــة التــي تعــاين أساسـاً مــن‬ ‫وضــع اقتصــادي متدهــور‪ ..‬وهــي تعيــش‬ ‫حالــة ركــود اقتصــادي شــامل وكبــر‪ ،..‬وتتحمل‬ ‫األعبــاء بصمــت دون مــردود اقتصــادي يعينهــا‬ ‫يف أزمــة اللجــوء‪ .‬وترتفــع األصــوات عاليــاً‬ ‫بالشــكوى واألنــن بــأن لبنــان ال يســتطيع أن‬ ‫يســتوعب أعداداأخــرى مــن الالجئــن‪.‬‬ ‫إ ّن الجمعيــات التــي تعمــل يف مواقــع عديــدة‬ ‫مــن لبنــان وتحــت إرشاف األمــم املتحــدة‪..‬‬ ‫قــد أوقفــت الدعــم علنـاً‪ ،‬ومعظمهــا منظــات‬ ‫يف محافظــة البقــاع اللبنــاين‪ ،‬حيــث بــدأت‬ ‫تفقــد اإلمكانــات الكثــرة الســتجابة حاجــات‬ ‫ورضوريــات الالجئــن‪ ..‬وتــأيت عــدم قدرتهــا‬ ‫عــى اإلســتجابة ألهــم الحاجــات الرضوريــة‬ ‫لالجــىء مــن األغذيــة‪ ..‬والصحــة‪ ..‬والحاميــة‪..‬‬ ‫واالســتجابة لالجئــن الجــدد الذيــن يتزايــدون‬ ‫بشــكل كبــر مــع اشــتداد االحــداث واملعــارك‬ ‫خاصــة حــول العاصمــة دمشــق‪ ..‬حيــث ال‬ ‫منفــذ لهــؤالء الالجئــن ســوى معــر الجديــدة‬ ‫الحــدودي ومــن هنــاك إىل البقــاع اللبنــاين‬

‫الــذي يشــكل لهــم املــكان اآلمــن واملســافة‬ ‫األقرب‪.‬‬ ‫كانــت بعض ـاً مــن هــذه الجمعيــات قــد‬ ‫شــكلت فريقـاً للطــوارىء لنجــدة العائالت‬ ‫الواصلــة حديثــاً إىل لبنــان لجهــة املــأوى‬ ‫والغــذاء واألغطيــة‪ ..‬والفــرش‪ ..‬واملــاء‪..‬‬ ‫واأللبســة‪ ..‬واملــداىفء‪ ..‬والوقــود للتدفئــة‪..‬‬ ‫و تــأيت رعايــة املــرىض منهــم بجهــود بعــض‬ ‫املتربعــن اللبنانيــن واألهــايل املضيفــن‪،‬‬ ‫لكــن كل هــذا بــدأ يأخــذ طابــع الرتاجــع‬ ‫والتوقــف لنفــاذ القــدرات واإلمكانيــات‬ ‫لديهــم حيــث ترتاجــع قدراتهــم عــى‬ ‫تغطيــة األعــداد التــي تكــر يوم ـاً بعــد يــوم‪.‬‬ ‫وعليــه توجهــت الجمعيــات بنــداء لجميــع‬ ‫املعنيــن والقامئــن للتقــدم واملســاعدة يف‬ ‫إنقــاذ حيــاة آالف العائــات التــي بــدأت‬ ‫تتعــرض لحــاالت الســوء الغــذايئ والصحــي‬ ‫مــع التوضيــح أن مراكــز التجمعــات يف الهــواء‬ ‫الطلــق تتزايــد حــول البلــدات حيــث اليتوفــر‬ ‫فيهــا أدىن رشط مــن رشوط العيــش الكريــم‪..‬‬ ‫فــا تتوفــر فيهــا كافــة البنــى التحتيــة‪..‬‬ ‫وال يتوفــر فيهــا امليــاه‪ ..‬وال أي نــوع مــن‬ ‫الخدمــات‪ ،‬ويعيــش ســاكنيها يف رشوط أقــل‬ ‫مــن العيــش يف الباديــة‪ ،‬م ّعرضــن لشــتى أنــواع‬ ‫األخطــار الصحيــة والطبيعيــة واألمنيــة‪ ،‬وســط‬ ‫العجــز عــن الوصــف الحقيقــي املــردي لهــذه‬ ‫األوضــاع‪.‬‬ ‫وفيــا تقــول مديــرة املفوضيــة الســامية‬ ‫لالجئــن التابعــة لألمــم املتحــدة أنهــا ســجلت‬ ‫مــا يقــارب أربعامئــة ألــف الجــىء‪ ..‬هنــاك‬ ‫أعــداد مامثلــة وتــراوح مــا بــن األقــل أو‬ ‫األكــر غــر مســجلني‪ .‬مــع اعرتافهــا بأنهــا تقــدم‬ ‫الخدمــات للعــدد املســجل‪ ،‬فمــن يهتــم ويقدم‬ ‫للعــدد املتبقــي الخدمــات والرعايــة والحاميــة‪.‬‬ ‫حتــاً هنــاك عــدد غــر قليــل يعيــش حالــة‬ ‫صعبــة ال معــن لهــم وهــم غــر قادريــن عــى‬ ‫حاميــة أنفســهم وهــم يعيشــون يف العــراء‪.‬‬ ‫والحديــث عــن أوضــاع األطفــال الذيــن حرمــوا‬ ‫فــرص التعليــم ويتعرضــون لســوء التغذيــة‪،‬‬ ‫وألمـراض شــتى نتيجــة األوضــاع الســيئة التــي‬ ‫يعيشــون فيهــا‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تعتــر األزمــة الســورية هــي األوســع عــى‬ ‫اإلطــاق بعــد حــرب البوســنة والهرســك‪..‬‬ ‫ومأســاة روانــدا يف أفريقيــا‪ .‬حيــث أن‬ ‫األوضــاع مــا فتئــت تــزداد ســوءا ً وســط‬ ‫إزديــاد أعــداد الالجئــن إىل لبنــان الدولــة‬ ‫األقــرب واألســهل للهــرب مــن طاغــوت‬ ‫نظــام األســد‪ .‬ومبــا أن الثــورة الســورية‬ ‫دخلــت عامهــا الرابــع‪ ..‬يبــدو أن نظــام‬ ‫األســد مرتــاح فقــد بلــور نفســه وتكيــف‬ ‫مــع ظــروف الثــورة‪ ،‬فهــو مــن حهــة‬ ‫أمــ ّن جانــب املجتمــع الــدويل الصامــت‬ ‫حيــال فتكــه باملدنيــن وقتلــه آالف األطفــال‬ ‫دون محاســبة دوليــة‪ ،‬والشــق الثــاين حــارص‬ ‫ويحــارص املــدن والبلــدات والهــدف كــا كتبهــا‬ ‫جنــوده عــى الحيطــان "الجــوع او الركــوع"‪..‬‬ ‫يف حــن مل تتوقــف قوافــل الالجئــن عــن‬ ‫مغــادرة الوطــن هرب ـاً بالنفــس واألطفــال إىل‬ ‫العــراء والشــتات‪.‬‬ ‫وتــأيت العائــات املتواضعــة واملتوســطة‬ ‫االوضــاع اإلقتصاديــة واإلجتامعيــة حيــث‬ ‫يســكنون البلــدات الصغــرة البعيــدة عــن‬ ‫املــدن وازدحامهــا وغــاء املعيشــة فيهــا‪.‬‬ ‫معتقديــن انهــم يســتطيعون إحتــال الغــاء‬ ‫الفاحــش بعــد ان باعــوا مضــاغ الزوجــات‬ ‫لبدايــة حيــاة جديــدة‪ ..‬حتــى يتّثنــى لهــم‬ ‫الوقــوف مــن جديــد راجــن املســاعدة مــن‬ ‫أحدهــم ‪ ..‬ووســط غيــاب املســاعدة تصبــح‬ ‫الحيــاة مســتحيلة بغيــاب فــرص العمــل‪،‬‬ ‫فتشــارف الحيــاة عــى نهايتهــا‪ ..‬وأيّ ـ ُة حيــاة‪!.‬‬ ‫دخلــت التغريبــة الســورية عامهــا الرابــع‬ ‫والســوري كــا يقــال (مكانــك راوح) عــى‬ ‫عكــس نظــام األســد‪ ..‬الــذي يتلقــى الدعــم‬ ‫وســبل الحيــاة وهــو بالعنايــة املركــزة مــن‬ ‫إي ـران ومــن روســيا بــآن واحــد‪ .‬وعــى الرغــم‬ ‫مــن أنــه يتظاهــر بالقــوة إىل أنــه نظــام وا ٍه‬ ‫ينخــره الســوس مــن الداخــل‪ ..‬ومــع ضعفــه‬ ‫يــزداد قمعــه وإجرامــه ليوهــم املواطــن‬ ‫الســوري بأنــه مــا زال قوي ـاً ومتامســكاً‪ ..‬هــذه‬ ‫هــي عقليــة ومنهــج األنظمــة الشــمولية‬ ‫االســتبدادية‪ ..‬ويدفــع هــذا الوضــع الهمجــي‬ ‫العصيــب باملزيــد مــن الهــرب واللجــوء‪ .‬اللجوء‬

‫تقرير‬

‫بيروت | أوكسجين‬

‫المأساة السوريةّ‬


‫تقرير‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫بقعة ضوء بال ضوء‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عــى جــراح الســوريني ترتاقــص‬ ‫الدرامــا الســورية هــذا العــام‬ ‫لتقــدم فانتازيــا منفصلــة عــن‬ ‫الواقــع‪ ،‬بــل ممتطيــة صهــوة‬ ‫الدمــاء لتكــون خنجــرا ً جديــدا ً‬ ‫يف ظهــر الســوريني‪ ،‬وهــي‬ ‫توصــل للمجتمعــات العربيــة‬ ‫التــي تتابعهــا مــا يريــد النظــام‬ ‫أن يوصلــه‪ ،‬ولت ّمعــن يف تشــويه‬ ‫الثــورة وإظهارهــا عــى أنهــا‬ ‫مؤامــرة وســطو إرهــايب مســلح‪.‬‬ ‫هــذا مــا يقــوم بــه مسلســل (بقعــة‬ ‫ضــوء ‪ )10‬الــذي حصــد عــى مــدى‬ ‫عــدة ســنوات آالف املشــاهدين‬ ‫واملتابعــن يف ســوريا والعــامل ملــا‬ ‫وجــدوه فيــه مــن جــرأة يف رصــد‬ ‫الواقــع واإلشــارة إىل الفســاد‬ ‫والتخبــط والضيــاع والظلــم الــذي‬ ‫يتعــرض لــه الســوريون ولــو كان‬ ‫رصــدا ً مــن قبيــل التنفيــس عــن‬ ‫الواقــع املأســاوي الــذي يعيشــونه‪،‬‬ ‫ومســاحة مــن حريــة مزعومــة‪..‬‬ ‫حــاول املسلســل إقناعهــم أن‬ ‫صوتــاً ميثلهــم اســتطاع نيلهــا‬ ‫للنطــق مبــا حبســوه يف صدورهــم‬ ‫لعقــود‪ ...‬لكنــه هــذا العــام يأتينــا‬ ‫متجاه ـاً نتائــج كل الواقــع الــذي‬ ‫صــوره وتحــدث عنــه عــى مــدى‬ ‫عــر ســنوات‪ ،‬متجاهالً التسلســل‬ ‫املنطقــي لحمــم النــار التــي‬ ‫تراكمــت يف صــدور الســوريني‪،‬‬ ‫والتــي اجتهــد املسلســل يف بــثّ‬ ‫لفــح نارهــا وحــرارة لهيبهــا دون‬ ‫أن يكــرث إىل أنهــا مــن املؤكــد‬ ‫ســتثور بــركان هائــل يطيــح بهــا‪،‬‬ ‫ويلقيهــا عــن صــدره ليتنفــس‬ ‫بعدهــا عبــق الحريــة‪.‬‬ ‫كــا ويطــل علينــا مسلســل‬

‫(بقعــة ضــوء ‪ )10‬هــذا العــام‬ ‫بوجــوه جديــدة رمبــا مل تكــن‬ ‫لتجــد طريقهــا إىل الضــوء لــو مل‬ ‫يكــن كثــرون مــن أبطــال الدرامــا‬ ‫الســورية الذيــن دعمــوا الثــورة‬ ‫قــد ُغ ِّيبــوا ســواء يف املعتقــات أو‬ ‫يف دو ٍل اضطــروا للخــروج إليهــا‬ ‫خوفـاً مــن بطــش النظــام الــذي ال‬ ‫يعــرف حرمـ ًة لفــن‪ ..‬أو إعــام‪ ..‬أو‬ ‫صحافــة‪.‬‬ ‫وال يخفــى عــى املتابــع ملسلســل‬ ‫(بقعــة ضــوء) أنــه هــذا العــام بــكل‬ ‫مــا يعرضــه مــن (لوحــات) يجســد‬ ‫مقولــة كث ـرا ً مــا ســمعناها عــى‬ ‫ألســنة شــبيحة النظــام وهــي‪:‬‬ ‫بدكــن ياهــا) مضيفـاً‬ ‫(هــي الحريــة الــي ِ‬ ‫بدكــن ياهــا)‬ ‫إليهــا (هــي الثــورة إلــي ِ‬ ‫مقدمـاً الواقــع املأســاوي عــى أنــه‬ ‫للمطــب األســود الــذي‬ ‫نتيجــة‬ ‫ّ‬ ‫وقــع فيــه الشــعب واملؤامــرة‬ ‫التــي خضــع لهــا عندمــا خــرج‬ ‫عــن طاعــة الحاكــم‪ ،‬وفتــح البــاب‬ ‫للتطــرف واإلرهــاب ليتغلغــل يف‬ ‫البلــد‪ ،‬دون أن يتجــرأ ويصـ ّور كــم‬ ‫مــن األغـراب أىت بهــم النظــام مــن‬ ‫روســيا وإيــران إىل أرضنــا‪ ،‬وكــم‬ ‫مــن اإلرهــاب مــارس وميــارس‬ ‫بــدءا ً مــن اغتصــاب املعتقــات يف‬ ‫ســجون النظــام‪ ،‬وإنتهــاء بالرباميــل‬ ‫املتفجــرة التــي مــا زال يكافــئ بهــا‬ ‫الشــعب كل وقــت حتــى عنــد‬ ‫ســاعات اإلفطــار يف رمضــان‪...‬‬ ‫مكتفيــاً بعــرض أصــوات الهــاون‬ ‫وتصويــر ســقوط القذائــف ومــا‬ ‫تخلفــه مــن قتــى دون أن يتجــرأ‬ ‫ويصــور قصــف الطائــرات أو‬ ‫الذيــن ميوتــون تحــت التعذيــب‬ ‫يف املعتقالت‪...‬مجتهــدا ً يف تقديــم‬ ‫الصــورة الســوداء التــي تنتظــر‬

‫ســوريا املقبلــة إن كانــت ستســمح‬ ‫بــأن يحكمهــا طرفــان معــارض‬ ‫ومؤيــد ســواء يف الــوزارات أو‬ ‫املؤسســات أو الخدمــات‪ ،‬فذلــك‬ ‫ســيجعل لــكل طــرف شــعبه‬ ‫الــذي يتناحــر مــع اآلخــر يف تعبــر‬ ‫واضــح عــن كوننــا ‪( :‬شــعب مــا‬ ‫بيلبقلــه املعارضــة) واألصلــح لــه‬ ‫أن يبقــى محكومــاً مــن نظــام‬ ‫واحــد يحكمــه ويتحكــم بــه‪.‬‬ ‫وينــري املسلســل أيضـاً يف تقديــم‬ ‫ٍ‬ ‫قصــص مؤملــة للســوريني الــذي‬ ‫فقــدوا أطفالهــم وأهلهــم‪ ...‬عــى‬ ‫ســبيل الت ّحــر عــى واقــع وصلنــا‬ ‫إليــه بأيدينــا يف بروباغنــدا فاضحة‬ ‫مل يخجــل منهــا أي ممــن شــارك‬ ‫يف أداء هــذا العمــل‪ ،‬فــ(باســم‬ ‫ياخــور) يعيــش مــع زوجتــه‬ ‫وأوالده املقتولــن يف خيالــه املمتــد‬ ‫داخــل واقعــه يف حالــة أشــبه‬ ‫بالهيســترييا‪ ،‬و(قاســم ملحــو)‬ ‫يضــع متثــاالً المــرأ ٍة متثــل زوجتــه‬ ‫املقتولــة يف بيتــه‪ ،‬ويتعامــل‬ ‫معــه كــا لــو كان امرأتــه عــى‬ ‫نحــو أقــرب للجنــون‪ ،‬والشــباب‬

‫الســوري صــار فاقــدا ً لألمــل‪..‬‬ ‫يائســاً‪ ..‬محبطــاً ســاخرا ً يضحــك‬ ‫بــا نهايــة مــن كل مصطلحــات‬ ‫الحريــة والعدالــة والوطنيــة‬ ‫واملســتقبل‪ ،..‬دون أن يصــ ّور‬ ‫شــبابنا األحــرار وحتــى أطفالنــا‬ ‫الذيــن انطلقــت صيحــات الحريــة‬ ‫مــن حناجرهــم كــا لــو كانــت‬ ‫ســنديانة متجــذرة يف قلوبهــم‬ ‫وعقولهــم‪ ،..‬ودون أن يعــرض‬ ‫ثباتهــم وصربهــم وتضحياتهــم‬ ‫عــى الجبهــات يف مواجهــة أرشس‬ ‫آلــة عســكرية عرفهــا التاريــخ‬ ‫توجــه نريانهــا ضــد مدنيني ُعـــ َّزل‪.‬‬ ‫وهكــذا ميــي مسلســل (بقعــة‬ ‫ضــوء ‪ )10‬بلوحاتــه الســوداء التــي‬ ‫ليــس لهــا مــن الضــوء إال مــا تنالــه‬ ‫النعامــة عندمــا تغــط رأســها يف‬ ‫حفــرة عمقهــا ع ـرات الســنوات‬ ‫الضوئيــة داخــل تربــة ســتقبض‬ ‫عــى عنــق الظلــم والظاملــن‬ ‫حتــى تســمعهم يصيحــون‪ :‬هــل‬ ‫إىل الخــروج مــن ســبيل!؟ ويومهــا‬ ‫ســيجيبهم كل ســوري حــر‪:‬‬ ‫هيهــات هيهــات‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫تقرير‬

‫الحيوانات في الحرب ضحية أخرى‬ ‫آلخــر‪ ،‬وتقييــد حركتــه مبناطــق جغرافيــة‬ ‫نيرمين عبدالرؤوف | أوكسجين‬ ‫معينــة‪ ،‬مــع صعوبــة الحصــول عــى العقاقــر‬ ‫تثبــت الحــرب يومـاً بعــد يــوم تورطهــا يف قتــل الطبيــة البيطريــة وارتفــاع أســعار األعــاف‪،‬‬ ‫الحيــاة بأشــكالها يف ســوريا‪ ،‬ويف تدهــور البيئــة األمــر الــذي دفــع بالكثــر مــن الفالحــن إىل‬ ‫التــي وصلــت إىل مســتويات مل يكــن أحــد اســتخدام الخبــز كعلــف رغــم كونهــا ضــارة‬ ‫يتصورهــا‪ ،‬وآلــة القتــل واإلج ـرام ال تســتهدف بالحيوانــات مــع الخامئــر التــي فيهــا‪ .‬عوامــل‬ ‫الحجــر والبــر فقــط‪ ،‬بــل التــزال مســتمرة عديــدة تراكمــت آثارهــا أيضــاً عــى إنتــاج‬ ‫باســتهداف الطيــور والحيوانــات‪ ،‬وخاصــة الدواجــن الــذي انخفــض بنســبة تزيــد عــى‬ ‫القطــط التــي ظهــرت بعــدة صــور وهــي ‪ 50‬يف املئــة مقارنــة بالعــام ‪ ،2011‬بحســب‬ ‫مصابــة بشــظية أو مبتــورة إحــدى أطرافهــا‪ .‬آخــر تقريــر ملنظمــة األغذيــة والزراعــة‬ ‫لألمــم املتحــدة‪ .‬التقريــر الــذي حــذّر مــن‬ ‫كــا وظهــرت عــدة مقاطــع مرسبــة تصــور‬ ‫كارثــة بيئيــة حقيقيــة تواجــه ســوريا والعـراق‬ ‫قيــام مجموعــة مــن قــوات األســد بتعذيــب‬ ‫والــدول املجــاورة وتعتــر األســوء يف املنطقــة‪،‬‬ ‫وقتــل مجموعــة مــن األبقــار واملــوايش انتقامـاً‬ ‫مــع تراجــع املســاحات الخــراء نتيجــة‬ ‫مــن األهــايل يف املناطــق الثائــرة‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫حــرق الغابــات واألرايض الزراعيــة مــن قبــل‬ ‫إعــدام عــدد مــن الخيــول والحمــر مــن بــاب قــوات النظــام التــي انتهجتهــا كسياســة مــن‬ ‫التســلية‪ .‬كارثــة حقيقيــة تواجههــا ســوريا أجــل تجويــع األهــايل يف عــدة مناطــق‪ ،‬كــا‬ ‫اليــوم بســبب الن ـزاع املســلح الدائــر‪ ،‬والــذي يف مــزراع القمــح يف درعــا والغوطــة الرشقيــة‪،‬‬ ‫أث ّــر بشــدة عــى الــروة الحيوانيــة وعــى واســتهداف ســهل الزبــداين واألشــجار املثمــرة‬ ‫أعــداد رؤوس األغنــام واملاشــية‪ ،‬إىل جانــب فيــه بالقذائــف‪ ،‬إىل جانــب انتشــار ظاهــرة‬ ‫تــرر الرعــاة الذيــن اضطــر معظمهــم إىل قطــع األشــجار بغــرض التدفئــة‪ .‬آثــار الحــرب‬ ‫تخفيــض عــدد رؤوس القطيــع إىل النصــف والحرائــق طالــت أيضــاً املصــادر الغذائيــة‬ ‫تقريبــاً بســبب صعوبــة نقلــه مــن مــكان واألصــول النباتيــة مثــل بــذور القمــح‪ .‬أعــداد‬

‫األبقــار شــهدت أيضـاً تراجعـاً ملحوظـاً نتيجــة‬ ‫نفــوق أعــداد كبــرة منهــا‪ ،‬وذلــك بســبب عدم‬ ‫اعتامدهــا أساسـاً عــى املراعــي الطبيعيــة بــل‬ ‫عــى األعــاف التــي ارتفعــت أســعارها هــذا‬ ‫إن وجــدت‪ ،‬باإلضافــة إىل املعــارك يف املناطــق‬ ‫الســاخنة‪ ،‬األمــر الــذي أدى إىل ارتفــاع كبــر يف‬ ‫أســعار منتجاتهــا مــن لحــوم وألبــان وأجبــان‪.‬‬ ‫هــذه الظــروف التــي طالــت الــروة البقريــة؛‬ ‫اضطــرت املربــن إىل ذبــح اإلنــاث التــي تشـكّل‬ ‫قاعــدة وركيــزة أساســية يف القطعــان‪ .‬الحيــاة‬ ‫الربيــة هــي أيض ـاً مهــددة باالنق ـراض‪ ،‬وذلــك‬ ‫نتيجــة حركــة النــزوح التــي دفعــت بكثــر مــن‬ ‫األهــايل إىل اعتامدهــم يف غذائهــم عــى صيــد‬ ‫حيوانــات كانــت تقــع ســابقاً ضمــن محميــات‬ ‫طبيعيــة باتــت هــي اليــوم أيضــاً مهــددة‬ ‫بالــزوال‪ ،‬وذلــك بســبب امتــداد معظمهــا عــى‬ ‫خــط التــاس بــن قــوات النظــام والجيــش‬ ‫الحــر يف عــدة مناطــق‪ .‬الحــرب التــي مل تســتنث‬ ‫بـرا ً وال حجــر؛ تهــدد مكونــات البيئــة نتيجــة‬ ‫الحرائــق والتلــوث باملــواد الكيامئيــة الخطــرة‪،‬‬ ‫وتشــكل خط ـرا ً متزايــدا ً عــى الــروة النباتيــة‬ ‫والحيوانيــة‪ ،‬إىل جانــب شــبح التلــوث الــذي‬ ‫يالحــق مصــادر امليــاه‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬


‫ملف العدد‬

‫ّ‬ ‫داعش‪ ..‬استراتيجية التمدد و تحالفات التوسع‬ ‫هشام ّ‬ ‫منور ‪ -‬كاتب وباحث | أوكسجين‬

‫مل يكــن االنفجــار التوســعي الــذي حققــه‬ ‫تنظيــم الدولــة اإلســامية يف الع ـراق والشــام‬ ‫(او داعــش اختصــارًا) مفاجئـاً ملن كان يتابع منو‬ ‫هــذا التنظيــم املتشــدد‪ ،‬واملتهــم باالخــراق‬ ‫املخابـرايت يف كل مــن العـراق وســوريا‪ .‬فتتبــع‬ ‫الخطــوات التــي اتبعهــا التنظيــم عــى مــدى‬ ‫نشــوئه تــي بــأن لديــه اسـراتيجية محكمــة‬ ‫ومع ـ ّدة بشــكل مفّصــل ملــا ميكــن أن يقــوم‬ ‫بــه‪ ،‬يف الوقــت الــذي تنشــغل فيــه فصائــل‬ ‫املعارضــة الســورية مبحاربــة النظام الســوري‪.‬‬ ‫تقــوم هــذه املنظَّمــة الجهاديــة ببنــاء مــا‬ ‫يســ َّمى "الدولــة اإلســامية" يف أكــر مناطــق‬ ‫ســوريا فقــرا ّ‪ ،‬واملعقــل البعثــي الســابق‬ ‫(محافظــة الرقــة ‪ -‬شــمال شــرق ســوريا)‪.‬‬ ‫وتعتمــد اسـراتيجية التنظيــم عــى اســتخدام‬ ‫النخبــة املتأثــرة بالفكــرة الجهاديــة‪ ،‬التــي‬ ‫تشــكِّل العمــود الفقــري لبنيتهــا السياســية‬ ‫والعســكرية‪ ،‬مــع رفدهــا بحلفــا ٍء محلَّيــن‬ ‫انتهازيــن‪.‬‬ ‫بالنظــر إىل طبيعــة الداعمــن املحليــن وإىل‬ ‫خلفيــة مك ِّوناتهــم الســورية‪ ،‬يظهــر جليَّ ـاّ أ َّن‬ ‫اإليديولوجيــا أبعــد مــن أ ْن تكــون تفســرا ّ‬

‫ذا صلــ ٍة إلمكانياتهــا يف حشــد الدعــم‪.‬‬ ‫وحقيقــة كــون "داعــش" جســاّ غريبــاّ عــن‬ ‫املجتمــع الســوري‪ ،‬قــد متكَّــ َن مــن ِ‬ ‫فــرض‬ ‫ســيطر ٍة اســتعامري ِة الطابــع عــى محافظــة‬ ‫الرقــة وعــى جــز ٍء مــن املحافظــات املحيطــة‬ ‫بهــا‪ ،‬يعــود ذلــك إىل قدراتهــا عــى اســتغالل‬ ‫االنقســامات االجتامعيــة التــي أُو ِجــدت عــى‬ ‫م ـ ِّر الســنوات األربعــن املاضيــة مــن نظــام‬ ‫األســد‪.‬‬ ‫بأســلوب مامثــل ملــا ات َّبعــه النظــام لفــرض‬ ‫ســيطرته يف املنطقــة‪ ،‬لجــأت "داعــش" إىل‬ ‫مزيــج مــن القـ َّوة‪ ،‬املحســوبية‪ ،‬واللعــب عــى‬ ‫التنافســات املحلِّيــة لعقــد تحالفـ ٍ‬ ‫ـات عريضــة‪،‬‬ ‫ولك َّنهــا ضعيفــة نوعــاّ مــا‪ ،‬عــى مســاحة‬ ‫الشــال‪-‬الرشقي مــن ســوريا‪ .‬ظهرت هشاشـ ُة‬ ‫هــذه التحالفــات عندمــا انشـ َّـق عــن "داعش"‬ ‫أغلبيــة عنارصهــا الســوريني يف إدلــب وحلــب‬ ‫خــال األيــام األوىل مــن الهجــوم الــذي قــاده‬ ‫الجيــش الســوري الحــ ُّر عليهــا يف كانــون‬ ‫ٍ‬ ‫واحــد‬ ‫الثــاين (ينايــر) ‪ .2014‬وخــال شــه ٍر‬ ‫مــن القتــال ضــد "داعــش"‪ ،‬والتفــاوض مــع‬ ‫داعميهــا املحلِّيــن‪ ،‬متكَّــ َن الثــوار مــن طــرد‬ ‫املجموعــة الجها َّديــة مــن الشــال الغــريب‬ ‫(إدلــب وحلــب) مــن ســوريا‪ .‬ال ميكــن أ ْن‬

‫تكــون هــذه االسـراتيجية عســكري ّة وحســب‪،‬‬ ‫بــل يجــب أن تكــون مرتافقــة أيضــاّ مــع‬ ‫مقاربــة سياســية واجتامعيــة حــذرة‪ ،‬تط َّبـ ُـق‬ ‫بهــدف تكرار نجــاح الثوار يف الشــال‪-‬الغريب‪،‬‬ ‫حيــث مت َّك َنــوا مــن عــزل العنــارص األجنبيــة‬ ‫عــن داعميهــا املحلِّيــن‪ ،‬وبالتــايل هزميتهــا‪.‬‬ ‫بعــد أقــل مــن ســتة أشــهر عــى انــدالع‬ ‫الثــورة الســورية‪ ،‬قــام األســد بزيــارة‬ ‫محافظــة الرقــة وأداء صــاة عيــد األضحــى‬ ‫فيهــا‪ ،‬وأعلــن زعــاء العشــائر والقبائــل‬ ‫فيهــا مبايعتهــم او تجديدهــا لنظــام األســد‬ ‫واعتربهــا األســد واحــدة مــن أكــر املحافظات‬ ‫الســورية والء للدولــة والنظــام‪ ،‬ولكــن وبعــد‬ ‫أقــل مــن ســنتني فقــط‪ ،‬قــام نفــس الوجهــاء‬ ‫مببايعــة تنظيــم داعــش ومباركــة وجودهــم‬ ‫يف محافظتهــم الفقــرة‪ ،‬فهــل تح ـ ّول هــؤالء‬ ‫بــن ليلــة وضحاهــا إىل متشــددين جهاديــن‬ ‫يؤيــدون الغربــاء القادمــن مــن دون ســابق‬ ‫إنــذار؟!‬ ‫بعــد طــرد التنظيــم مــن محافظتــي حلــب‬ ‫وإدلــب والالذقيــة وبقيــة مناطــق وجودهــا‬ ‫بعــد مــا أعلنــه الجيــش الســوري الحــر مــن‬ ‫حــرب عــى التنظيــم‪ ،‬انســحب التنظيــم إىل‬ ‫الرقــة واكتفــى مبناطــق ضئيلــة لوجــوده يف‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫ملف العدد‬

‫ريــف حلــب الشــايل والرشقــي (جرابلــس‪،‬‬ ‫منبــج‪ ،‬البــاب)‪ ،‬وأجــزاء مــن محافظتــي‬ ‫الحســكة وديــر الــزور‪ ،‬وانكفــأ التنظيــم‬ ‫عــى إدارة الت ّوحــش لــدى الســكان املحليــن‬ ‫وتعزيــز اســتقدام املقاتلــن األجانــب مــن‬ ‫الخــارج واســتعامل الوحشــية املفرطــة يف‬ ‫معاقبــة كل مــن يخــرج عليــه أو يناصبــه‬ ‫العــداء‪ ،‬او حتــى ينتهــك "الحــدود الرشعيــة"‪.‬‬ ‫عمــدت داعــش إبــان وجودهــا يف الرقــة إىل‬ ‫اعتــاد نفــس أســلوب النظــام يف تعزيــز‬ ‫هيمنتــه عــى املحافظــة‪ ،‬فاعتمــد عــى‬ ‫االنقســامات االجتامعيــة ولعبــت عــى وترها‪،‬‬ ‫وشــكلت تحالفــاً مــن القبائــل االنتهازيــة‬ ‫تعتمــد الرباغامتيــة يف اســتدامة ســيطرتها‬ ‫عــى امتيازاتهــا‪ ،‬كــا تالعبــت بالتوازنــات‬ ‫املحليــة لتحقيق االنقســام بــن ذات الداعمني‬ ‫املحليــن وتأمــن عــدم انشــقاقهم عليهــم‪،‬‬ ‫فالرقــة كانــت مــن أكــر املحافظــات التــي‬ ‫كانــت محــط تجــارب للسياســات الزراعيــة‬ ‫البعثيــة‪ ،‬ونســبة انتــاء أبنــاء املحافظــة‬ ‫إىل البعــث وأجهــزة املخابــرات مــن أعــى‬ ‫النســب يف البــاد‪ ،‬وبالتــوازي نســبة متثيلهــم‬ ‫يف الربملــان الســوري‪.‬‬ ‫مــا إن متكنــت داعــش مــن الســيطرة عــى‬ ‫الرقــة‪ ،‬حتــى قامــت بدعايــة كبــرة ملبايعــة‬ ‫زعــاء أربعــة عــر عشــرة محليــة للتنظيــم‬ ‫يف اكتوبــر ‪ ،2013‬بعــد نحــو عامــن مــن‬ ‫مبايعــة ذات العشــائر لألســد يف زيارتــه‬ ‫"التاريخيــة" للرقــة‪ .‬عشــرة الربيــج عىل ســبيل‬ ‫املثــال‪ ،‬املتفرعــة مــن قبيلــة الفضلــة الكبــرة‪،‬‬ ‫واحــدة مــن أبــرز املتحالفــن مــع داعــش‬

‫معاملة المعتقلين لدى تنظيم "داعش"‬ ‫واملبايعــن لهــا‪ ،‬والطريــف‪ ،‬أن ذات العشــرة‬ ‫كانــت العمــود الفقــري للميليشــيات التــي‬ ‫اســتخدمها النظــام لقمــع املتظاهريــن‬ ‫والناشــطني يف املحافظــة وتصديرهــم إىل‬ ‫محافظــات أخــرى‪ ،‬ورسعــان مــا انضمــت‬ ‫العشــائر التــي مل تكــن منخرطــة يف الثــورة‬ ‫الســورية إىل مــروع مبايعــة داعــش‪.‬‬ ‫تجــارة النفــط واحــدة مــن أهــم العوامــل‬ ‫التــي رشــت بهــا داعــش أنصارهــا مــن‬ ‫الســوريني واســتقطبت بهــا املجاهديــن حــول‬ ‫العــامل بعــد اإليحــاء بقوتــه املاليــة التــي‬ ‫تقــدر بأكــر مــن ‪ 800‬مليــون دوالر بحســب‬ ‫بعــض التقديـرات العامليــة‪ ،‬ففــي رشق ســوريا‬ ‫وشــاله الرشقــي حيــث ترتكــز الــروة النفطية‬ ‫يف البــاد‪ ،‬قامــت داعــش بدايــة بتقاســم‬ ‫الســيطرة عــى حقــول البــاد النفطيــة مــع‬ ‫كل مــن جبهــة النــرة (خصمهــا اللــدود)‬ ‫والجيــش الحــر‪ ،‬بــل وبيعــه رســمياً إىل النظــام‬ ‫الســوري يف صفقــات علنيــة‪ ،‬ومــن ثــم قامــت‬ ‫بإزاحــة املنافســن واحتــال كل املواقــع‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫"داعش" أثناء تنفيذ إعدامات ميدانية‬

‫النفطيــة الهامــة‪.‬‬ ‫الشــيخ نــواف البشــر‪ ،‬احــد شــيوخ قبيلــة‬ ‫البــكارة ذات النفــوذ يف البــاد‪ ،‬قــام بشــكل‬ ‫مفاجــئ بزيــارة التنظيــم ومبايعتــه علنــاً‪،‬‬ ‫عــى الرغــم مــن كونــه معارضـاً ســورياً قدمياً‪،‬‬ ‫وشــارك يف إعــان دمشــق عــام ‪ ،2005‬وعضــو‬ ‫مجلــس شــعب ســابق وأحــد املنضويــن‬ ‫تحــت املجلــس الوطنــي الســوري عــام ‪،2012‬‬ ‫وذلــك بحاجــة قبيلتــه إىل االمــن واملــوارد‪،‬‬ ‫حيــث تقيــم يف منطقــة الكــرة عــى ضفــاف‬ ‫الفــرات الشــالية والطريــق الواصــل بــن‬ ‫الرقــة وديــر الــزور‪ ،‬وبســبب حاجــة داعــش‬ ‫إىل هــذا الطريــق لربــط عنارصهــا يف العـراق‬ ‫والشــام‪ ،‬وتســهيل الوصــول إىل املوصــل‬ ‫وتكريــت‪ ،‬منحــت البشــر وقبيلتــه الســيطرة‬ ‫عــى حقــول النفــط يف املنطقــة مقابــل‬ ‫مبايعتــه‪.‬‬ ‫مواجهــة داعــش مســتقبالً يجــب أال ت ّركز عىل‬ ‫املواجهــة العســكرية مبفهومهــا التقليــدي‪ ،‬بل‬ ‫عــى مقاربــة سياســية اجتامعيــة تعمــل عــى‬ ‫تفكيــك تحالفاتهــا املحليــة وتعزيــز الثقــة‬ ‫بــن العــرب واألكــراد يف مناطــق حضورهــا‪،‬‬ ‫وهــو مــا قــام بــه األك ـراد والقبائــل العربيــة‬ ‫(شــمر مثــاال) مــن تحالــف ضــد وجودهــا يف‬ ‫اليعربيــة وطردهــا منهــا‪ ،‬فيــا ســوف يزيــد‬ ‫مــن مامرســات داعــش القمعيــة نفــور النــاس‬ ‫عنهــا‪ ،‬وبالــذات بعــد انشــقاق العديــد مــن‬ ‫أبنــاء عشــرة الربيــج عــى إثــر اســتهداف‬ ‫امــرأة مل تكــن تلبــس برقعــاً يف الرقــة‪ ،‬مــا‬ ‫يعنــي ان الحــل لــن يكــون خارجيــاً وال‬ ‫عســكرياً بالدرجــة األوىل‪.‬‬


‫تقرير‬

‫الماء والكهرباء ال تفرق بين لبناني أو سوري‬ ‫بيروت | الزبداني‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫" الماء والكهرباء ال تفرق بين لبناني أو سوري"‬ ‫بهــذه الجملــة املقتضبــة أنهــى املواطــن اللبناين‬ ‫أبــو عصــام حديثــه الطويــل عــن معاناتــه‬ ‫جــ ّراء انقطــاع املــاء والكهربــاء املتواصلــن يف‬ ‫لبنــان‪ .‬لكــن الالجــئ الســوري الــذي أصبــح‬ ‫رشيــك املعانــاة أيضــاً‪ ..‬وغــر بعيــد عنهــا‬ ‫يعــاين مــا يعانيــه مــن فقــدان ونــدرة للميــاه‬ ‫حيــث أنــه ونتيجــة لــردي وضعــه املــادي ال‬ ‫يســتطيع رشاء املــاء كــا يفعــل البعــض مــن‬ ‫اللبنانيــن وليــس الــكل‪ .‬حيــث هــذا يعــد‬ ‫مرشوعـاً آخــر لإلنفــاق هــم بغنــى عنــه‪ ،‬حيــث‬ ‫يعيشــون بشـ ّـق األنفــس بغيــاب العمــل وشُّ ــح‬ ‫املســاعدات األمميــة وتـ ّردي الحالــة الصحيــة‪..‬‬ ‫مــن خــال العيــش يف املخيــات التــي تفتقــر‬ ‫ألولويــة أســاليب الحيــاة‪.‬‬ ‫أزمــة الكهربــاء واملــاء يف لبنــان قدميــة وليســت‬ ‫بجديــدة‪ ..‬أي ليســت وليــدة اليــوم‪ .‬حيــث‬ ‫ي ّدعــي البعــض مــن املســؤوليني اللبنانيــن‬ ‫تداعياتهــا عــى أعــداد الالجئــن الســوريني‪.‬‬ ‫وســنلقي ضــوءا ً عــى الوضــع يف لبنــان إبّــان‬ ‫أزمــة الالجئــن‪.‬‬ ‫ قبــل عــام ‪ 1975‬كانــت التغذيــة بالتيــار‬‫الكهربــايئ يف لبنــان ‪ ،24/24‬وكان لبنــان يبيــع‬ ‫الكهربــاء لســوريا‪ ،‬فيــا يأخــذ لبنــان‪ ،‬اليــوم‪،‬‬ ‫الكهربــاء مــن ســوريا‪ .‬ويف العامــن ‪1991‬‬ ‫و‪ 1992‬كانــت الكهربــاء مؤ َّمنــة ‪ 18‬ســاعة‬ ‫يومي ـاً رغــم خــروج لبنــان لت ـ ّوه مــن الحــرب‬ ‫وقتــذاك‪ .‬ورغــم زيــادة اإلنفــاق العــام عــى‬ ‫الكهربــاء منــذ العــام ‪ ،2006‬مل يتحســن‬ ‫وضــع الكهربــاء بــل تدهــور‪ ،‬وتراجعــت‬ ‫معــدالت التغذيــة يف املناطــق اللبنانيــة‬ ‫ليصــل التقنــن اىل أكــر مــن ‪ 12‬اىل ‪ 14‬ســاعة‬ ‫يوميــاً يف بعــض املناطــق‪ ،‬مــع تزايــد القطــع‬ ‫ألكــر مــن ‪ 3‬ســاعات حتــى يف بــروت‪ ،‬فيــا‬ ‫انتعــش عمــل أصحــاب املولــدات ووصلــت‬ ‫أســعار االش ـراكات مبولــدات الطاقــة الخاصــة‬ ‫اىل ‪ 200‬ألــف لــرة لبنانيــة أحيانــاً للخمســة‬ ‫أمبــر شــهرياً‪ ،‬وهنالــك حــوايل ‪ 750‬ميغــاواط‬

‫تنتــج مــن املولــدات الخاصــة يف لبنــان‪ .‬ومل‬ ‫يتــم اتخــاذ أيــة خطــوة منــذ ‪ 1996‬أي منــذ‬ ‫ســبعة عــر عامــاً لتحســن واقــع الكهربــاء‪،‬‬ ‫فليــس مثــة معمــل جديــد قــد أنشــئ‪ .‬وخــال‬ ‫الثالثــن عامــاً‪ ،‬تعاقــب عــى وزارة الكهربــاء‬ ‫أكــر مــن عــرة وزراء‪ .‬أمــا أســباب مشــكلة‬ ‫التقنــن وتفاقمهــا فهــي متشــ ّعبة وأهمهــا‪:‬‬ ‫العجــز املــايل يف مؤسســة كهربــاء لبنــان‪،‬‬ ‫والنقــص الكبــر يف املحطــات وخطــوط النقــل‬ ‫والتوزيــع‪ ،‬واألعطــال املســتمرة يف معامــل‬ ‫اإلنتــاج‪ ،‬والتعديــات عــى الشــبكات ورسقــة‬ ‫التيــار وتراجــع الجبايــة‪ ،‬واألرضار التــي أصابــت‬ ‫الشــبكة نتيجــة أحــداث عســكرية وأمنيــة‪،‬‬ ‫وزيــادة الطلــب عــى اإلســتهالك دون توفــر‬ ‫خطــط لتوفــر املزيــد مــن الكهربــاء‪ ،‬والنقــص‬ ‫الكبــر يف الجهــاز البــري العامــل يف املؤسســة‪،‬‬ ‫ومشــكلة املياومــن‪ .‬فلبنــان بحاجــة اىل ثالثــة‬ ‫آالف ميغــاواط‪ .‬والطلــب عــى الكهربــاء يبلــغ‬ ‫يف وقــت الــذروة ‪ 2500‬ميغــاواط‪ .‬وقــدرة‬ ‫معامــل اإلنتــاج الحاليــة ال تتناســب مــع زيــادة‬ ‫الطلــب بســبب التوســع العمــراين والنمــو‬ ‫الســكاين يف املناطــق اللبنانيــة‪ ،‬كافــة‪ ،‬فمثــاً‪،‬‬ ‫معمــل ديــر عــار الــذي يفــرض أن ينتــج ‪460‬‬ ‫ميغــاوات يعــاين أعطــاالً شــبه دامئــة تســبب‬ ‫هــدرا ً ألكــر مــن ‪ %30‬مــن إنتاجــه‪ ،‬ومعمــل‬ ‫الحريشــة ينتــج ‪ 75‬ميغــاوات‪ ،‬ولكنــه يعمــل‬

‫بقــدرة حــوايل ‪ %30‬ميغــاوات‪ ،‬ومعمــل الــذوق‬ ‫يعمــل بقــدرة حــوايل ‪ 210‬ميغــاوات‪ ،‬ومعمــل‬ ‫الجيــة يعمــل بقــدرة حــوايل ‪ 104‬ميغــاوات‪،‬‬ ‫ومعمــل الزهـراين يعمــل بكامــل طاقتــه بقــدرة‬ ‫حــوايل ‪ 400‬ميغــاوات‪ ،‬واملجموعــات املائيــة‬ ‫تنتــج بقــدرة ‪ 220.6‬ميغــاوات‪ ،‬يف الليطــاين‬ ‫ونهــر البــارد ونهــر الصفــا‪.‬‬ ‫هــذا عــن الكهربــاء فــا هــي أيض ـاً مشــكلة‬ ‫املــاء‪ .‬فشــتاء لبنــان تحول صيفـاً‪ .‬واملشــهد كان‬ ‫واضحـاً طبعـاً حيــث مواســم الشــح والجفــاف‬ ‫تؤثــر عــى الــروة املائيــة‪ .‬أمــا ان يكونــوا‬ ‫الالجئــن الســوريني هــم مصــدر اســتهالك املــاء‬ ‫يف لبنــان فهــذا يدعونــا إىل التســاؤل؟‬ ‫لــري‬ ‫كيــف أن بلــد امليــاه سيســتورد امليــاه ّ‬ ‫األرايض وإشــباع ظــأ اللبنانيــن وغريهــم مــن‬ ‫الســوريني مــن تركيــا‪ .‬طبعـاً يف األمــر أكــر مــن‬ ‫ريبــة وعالمــات اســتفهام‪ ،‬ألن الثابــت أن لبنــان‬ ‫تجــاوز مرحلــة الكارثــة‪ .‬ومــا يعيشــه هــو أزمــة‬ ‫ميــاه‪ .‬إال إذا غــاب عــن املســؤولني أن لبنــان‬ ‫املصنــف كثالــث بلــد عــريب يف غــزارة امليــاه‬ ‫قــادر عــى أن يســرد جــزءا ً مــن ثروتــه املائيــة‬ ‫مــن خــال سياســة الرتشــيد وتخزيــن امليــاه‬ ‫يف اآلبــار‪ .‬تســألون عــن مــكان هــذه اآلبــار؟‬ ‫الخطــة وضعــت‪ ،‬ينقــص التنفيــذ‪.‬‬ ‫ـعبي‪" :‬مــش كل عنــزة‬ ‫وكــا يقــول املثــل الشـ ّ‬ ‫ســابت ردوهــا ع بيــت تابــت"‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫صـنـاعـة الوحـش‬ ‫فاطمة اسماعيل | مشاركة‬

‫وبــأرسع طريقــة ممكنــة كإطــاق النــار عــى‬ ‫الضحيــة مــا يعنــي إحتــكاك أقــل بــن القاتــل‬ ‫والقتيــل و ذكريــات قصــرة األمــد ورمبــا كانــت‬ ‫هــذه أوىل خطــوات تربيــة الوحــش إذ تكمــن‬ ‫الصعوبــة يف الجســد األول املرتنــح تحــت‬ ‫غضــب طلقــة ورجفــة مطلقهــا‪ ،‬ومــع تك ـرار‬ ‫اإلطــاق تصبــح اليــد أكــر ثباتـاً وترتفــع نســبة‬ ‫إصابــة األهــداف‪ ،‬وكلــا صغــرت املســافة‬ ‫بــن اإلثنــن كان دليــاٌ عــى تقــزم اإلنســان‬ ‫يف داخــل القاتــل أمــام الوحــش الــذي أصبــح‬ ‫بحجــم إنســان‪.‬‬ ‫مــع كل هــذا فــإن أعتــى القتلــة وأكــر‬ ‫الوحــوش ســيرتدد لحظــة قبــل أن ميســك‬ ‫مبقبــض ســكني ليجـ ّز عنــق طفــل بلــل رسوالــه‬ ‫مــن الخــوف‪ ،‬مــن هنــا يظهــر ضعــف القاتــل‬ ‫والــذي يــرى يف طفــل أو إمــرأة عــدو مرتقــب‬ ‫يهــدده بجــ ّز حياتــه فيســبقه للحفــاظ عــى‬ ‫نفســه بجـ ّز عنقــه ‪ ..‬أمل تشــتموا أنفــاس نظــام‬ ‫طائفــي بعــد؟!‬ ‫بعــد أن فشــل النظــام يف بــث الســم الطائفــي‬ ‫مــن خــال الرصــاص وقذائــف الهــاون يحــاول‬ ‫اآلن بــكل مــا أويت مــن ظلــم أن ينــر الطائفية‬ ‫بالســكاكني والبلطــات التــي سـلّح بهــا خائفــون‬ ‫أو قتلــة متمرســن والفــرق بــن اإلثنــن بعــد‬ ‫املجــازر‪ ،‬ملــاذا الســكاكني؟!‬ ‫يظهــر تــورط النظــام ومحاولتــه إســتدراج‬ ‫املجتمــع الســوري اىل مســتنقع الطائفيــة‬ ‫يف عــدة مواطــن منهــا مثــاً إعتــاده عــى‬ ‫األخطــاء والجهــل يف الثقافــة الشــعبية والتــي‬

‫يتنــاول فيهــا النــاس أن قتــل الشــيعي لســني‬ ‫هــو صــك لدخــول الجنــة‪ ،‬وبــأن الوســيلة‬ ‫األفضــل لهــذا اإلرســال تكــون عــن طريــق‬ ‫الذبــح بســكني والتــي ال دليــل عــى صحتهــا‬ ‫يف معتقــدات الطائفــة الشــيعية‪ ،‬هــذا عــدا‬ ‫عــن شــهادات الناجــن مــن املجــازر واللذيــن‬ ‫تحدثــوا عــن ترديــد القتلــة لكلمــة “ياعــي”‬ ‫قبــل كل عمليــة ذبــح وكأنهــا شــعرية دينيــة‬ ‫تــردد عــى رأس كل ضحيــة ال كجرميــة يقــف‬ ‫ورائهــا حقــد مدفــون‪.‬‬ ‫وباإلضافــة اىل املعتقــدات الشــعبية فاختيــار‬ ‫املوقــع الجغــرايف لــكل مجــزرة سياســة‬ ‫ممنهجــة يتبعهــا النظــام فالصفــة الغالبــة‬ ‫للقــرى أو األحيــاء التــي تقــام عليها املجــازر أن‬ ‫تكــون مــن طائفــة األكرثيــة املحاطــة بأحيــاء أو‬ ‫قــرى علويــة ‪.‬‬ ‫وعــى مقــدار وعــي الشــارع وردة فعلــه يكــون‬ ‫التصعيــد والهمجيــة يف املجــزرة التاليــة والتــي‬ ‫ال تبعــد عــن ســابقتها أكــر مــن بضعــة أيــام‬ ‫يف ظــل غطــاء مــن التواطــؤ العاملــي مــع‬ ‫إتبــاع ذات اإلســلوب يف كل مجــزرة‪ ،‬وعــى‬ ‫الرغــم مــن وعــي الشــارع فــإن عــى املثقفــن‬ ‫وأصحــاب التأثــر أن يعلــوا صوتهــم اليــوم‬ ‫أكــر مــن أي وقــت مــى فاملجــازر املرتكبــة‬ ‫محاولــة لتغذيــة الوحــش يف داخلنــا ليكــر‬ ‫وأن متنــع الشــارع لإلســتجابة مــرة وإثنتــن‬ ‫وثالثــة قــد ينهــار يف الرابعــة مــامل تقابــل هــذه‬ ‫الهجمــة النظاميــة بحمــات توعويــة مقابلــة‪،‬‬ ‫الوحــش النائــم ســيلعن اللــه مــن يوقظــه‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫صــاء وكأن ال‬ ‫تبــدو اللغــة أحيانــاً صامتــة ّ‬ ‫حــرف فيهــا إذا ماحــان موعــد التعبــر عــن‬ ‫بشــاعة أمــ ٍر مــا‪ .‬فحتــى كلمــة كـــ “بشــعة”‬ ‫التــي تُرســم دون حــدود والتــي تحتضــن‬ ‫الكثــر مــن الحــوادث داخلهــا تغــدو قــارصة‬ ‫أمــام جســيم الحــوادث‪ ،‬ولكننــا النجــد ســبيالً‬ ‫ســوى إســتخدامها وكذلــك الحــال مــع كلمــة‬ ‫“و حــش”‪.‬‬ ‫يطــال الظلــم يف اللغــة الحيــوان أيضـاً فيلصــق‬ ‫كصفــة لــكل أفعــال اإلنســان الالمنطقيــة‬ ‫والتــي ينــأى الحيــوان بنفســه عــن مــا نفعــل‪.‬‬ ‫فسياســة القتــل واإلف ـراس –التــي مــن المضحــك‬ ‫المبكــي أن يحتــل فيهــا المنــادي بحقــوق الحيــوان‬ ‫المركــز األول– التحــدث يف الطبيعــة بعشــوائية‬ ‫أو بهــدف املتعــة بــل بدافــع الجــوع‪ ،‬حتــى‬ ‫سياســة التشــفي مــن الضعيــف نــادرا ً مانجــد‬ ‫لهــا ذكـرا ً يف عــامل الحيــوان‪ ،‬ويف ذلــك يذكــر لنــا‬ ‫ممــدوح عــدوان يف “حيونــة اإلنســان ” نقــاً‬ ‫عــن رميــون آرون ” قــد يحــدث للذئــاب أن‬ ‫تقتتــل يف مابينهــا ولكــن رادعــا غريزيـاً يحــول‬ ‫مــن دون إقتتالهــا حتــى املــوت‪ ،‬فالحيــوان‬ ‫املقهــور الــذي يســلم عنقــه ألنيــاب خصمــه‬ ‫اليجهــز عليــه خصمــه ”‪.‬‬ ‫وقــد يكمــن العــذر بتشــبيه اإلنســان بالحيــوان‬ ‫يف لحظــة مــا بســبب حجــب العقــل عنــه أثنــاء‬ ‫قيامــه بالفعــل ال بحجــة غيــاب املشــاعر ‪.‬‬ ‫فســوداوية صــور املجــازر التــي اليلمــع فيها إال‬ ‫صــوت حفيــف الســكني عــى أعنــاق األطفــال‬ ‫وال يــرى فيهــا إال رائحــة الدمــاء املتبقيــة عــى‬ ‫مالبــس الجنــاة التــدع مجــاالً للشــك بــأن‬ ‫مرتكبهــا يغــرق يف نشــوة تدفعــه اىل املســارعة‬ ‫للقتــل وكأنــه يف موعــد للقــاء املحبــوب‬ ‫لتخفــي أي إحســاس بــردده للحظــة باإلندفــاع‬ ‫لإلمســاك بشــعرالضحية ورفــع عنقهــا عاليــاً‪.‬‬ ‫فهــذا الهــوس املغيّــب للعقــل اليوصــف إال‬ ‫بنشــوة تعــري اإلنســان و إن غابــت الحبــوب‬ ‫املخــدرة عنــه فالبــد مــن وجــود رغبــة محقونة‬ ‫يف مــكان مــا تهتــاج لهــا مشــاعره‪.‬‬ ‫إن املتتبــع لخــط املجــازر يف ســوريا يلحــظ‬ ‫تطــور أســلوب القتــل يف كل منهــا‪ ،‬ففــي‬ ‫البدايــة كانــت املجــازر تحــدث عــن بعــد‬


‫سياسة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المرجعية‪ ..‬شرعية حق‬ ‫د سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الحقائــق ال لبــس فيهــا واضحــة وضــوح‬ ‫الــرد الســيايس والخطــاب‬ ‫الشــمس؛ لكــ ّن ّ‬ ‫اإلعالمــي يعمــان مبنطــق آخــر‪ ،‬ويســتخدمان‬ ‫التضليــل‪ ،‬ضمــن منكهــات املبالغــة والتشــويق‬ ‫لنســج قصــة واهمــة‪ ،‬مبــا يالئــم مخيلــة‬ ‫املتحكّمــن بال ّروايــة العامــة‪ ،‬ويخــدم أغ ـراض‬ ‫الســلطة والتحكّــم‪ .‬املوضوعيــة والحقيقــة‬ ‫مجــرد ادعــاء ودعايــة لتمتــن رشعيــة املهيمــن‪.‬‬ ‫فهل يمكن إنكار ّأن‪:‬‬ ‫ نظام بشار إرهايب طائفي مستبد يقتل؟‬‫ نظام املاليك إرهايب طائفي مستبد يقتل؟‬‫نظامي بشار واملاليك؟‬ ‫ إيران تدعم‬‫ّ‬ ‫ إرسائيــل تقتــل الشــعب الفلســطيني وتحتــل‬‫أرضــه؟‬ ‫ امريــكا غــزت العـراف واحتلتــه ثــم خرجــت‬‫وســلمته لهيمنــة إيرانيــة؟‬ ‫ روســيا تعمــل لحاميــة مصالحهــا مبحاربــة‬‫الثــورات؟‬ ‫حقائــق‪ ،..‬لكــن يجــري التعامــل معهــا‬ ‫بتضليــل وخــداع؛ فاألدمغــة السياســية تنســج‬ ‫عــى منوالهــا الحكايــات وفصــول الدرامــا‪.‬‬ ‫الجاهلــون والقطيــع هــم الذيــن يصدقــون‬ ‫القصــص‪ ،‬التــي مــا انفكــت اآللــة اإلعالميــة‬ ‫التــي يديرهــا الغــرب والــرق باملــال النفطــي‪،‬‬ ‫تغســل العقــول واألدمغــة‪ ،‬وتعبــث األهــواء‬ ‫والرغبــات وفــق خــط ســرها‪ .‬وعمــوم البــر‬ ‫أرسى اهوائهــم‪ ،‬يرتكونهــا تقودهــم؛ فيســهل‬ ‫بذلــك عــى قــوى الهيمنــة التحكــم وجرهــم‬ ‫إىل مخططهــا‪.‬‬ ‫لــكل حضــارة فلســفة ومغــزى‪ .‬حضــارة‬ ‫الغــرب والعــامل الحديــث‪ ،‬تــدور حــول الربــح‬ ‫والهيمنــة؛ فهــي حضــارة املــال والتجــارة‬ ‫الحــرة واإلســتهالك وتســويق املتعــة الرخيصــة‬ ‫والسيعــة‪ .‬وكل إنتــاج يقــع ضمــن هــذه‬ ‫ّ‬ ‫العالقــة‪ .‬فالقــوة للمكســب والربــح والنفــوذ‪،‬‬ ‫وباملقابــل تجــري محاربــة كل مــا مينــع‬ ‫تحقيــق املكســب ويعرقــل ســيطرة الســوق‬ ‫والهيمنــة‪ .‬ولــو كان اإلعــام‪ ،‬كــا ي ّدعــي‪،‬‬ ‫يرصــد الحقيقــة‪ ،‬ويدافــع عــن الحقــوق واملثــل‬ ‫وحريــة اآلراء؛ فــإن الــركات الكثــرة ســتقفل‬ ‫أبوابهــا‪ ،‬واألعــال الكبــرة ســيتوقف معظمهــا‪.‬‬

‫قلــة هــم الخارجــون عــن الهيمنــة والرتويــض‪،‬‬ ‫الذيــن يقــدرون عــى االحتفــاظ بحرياتهــم‬ ‫وعقولهــم داخــل ذواتهــم والتفكــر مبوضوع ّيــة‬ ‫خــارج إالســتهالك املعــريف والســوقي‪ .‬بينــا‬ ‫عمــوم الجامهــر تســر وفــق متطلبــات القــوي‬ ‫والحاكــم الــذي يديــر عجلــة املــال والسياســة‬ ‫واإلعــام‪.‬‬ ‫ماحصــل يف الربيــع العــريب عرقــل ســر اللعبــة‬ ‫الدائــرة‪ ،‬فبــدأت تتغــر الخيــارات واإلرادات‬ ‫مــع انفجــار االنتفاضــات الشــعبية؛ وخــاض‬ ‫الواقــع العــريب يف املعــارك وويــات الحــروب؛‬ ‫ومل يعــد مقبــوال أن يظــل مربوطــا برســن‬ ‫العبوديّــة واالســتغالل؛ وقــد ف ّجر كبــت القرون‬ ‫وقهرهــا؛ وســار بزخمــه للتحــر ّر ومحاربــة‬ ‫ظامليــه وقاهريــة واملطالبــة بحقوقــه‪ .‬وليــس‬ ‫صحيحــا مــا ترو ّجــه الخطابــات السياســية‬ ‫واآللــة اإلعالميــة مــن فشــل الثــورات العربيــة‬ ‫وهزميــة العقــل التحــرري العــريب وانهيــار‬ ‫املــروع التّحــرري‪ .‬اإلخفاقــات جــزء مــن‬ ‫دورات ومراحــل‪ .‬ومــا يحصــل اآلن يف الع ـراق‬ ‫وفلســطني ســيكون لــه تداعياتــه وامتــداده‬ ‫الكبــر‪ .‬الربيــع العــريب الــذي يحاولــون احتاللــه‬ ‫قلبــه وعقلــه بداعــش وحالــش‪ ،‬أصبــح عصيــا‬ ‫عــى االحتــواء‪ .‬وهنــاك مرحلــة جديــدة مــن‬ ‫الحـراك الشــعبي العــريب ســتفتح فصــا جديــدا‬ ‫يف التوســعة‪ ،‬رغــم املجــازر‪ .‬ورغــم تكاتــف‬ ‫حكومــات العــامل مــع أنظمــة االســتبداد ورغــم‬ ‫عــدوان إرسائيــل عــى غــزة‪..‬‬ ‫االستشــفاف االس ـراتيجي مهــم جــدا‪ .‬ويبــدو‬

‫أن الســام والتوازنــات الدوليــة ســقطا بســبب‬ ‫العجــز عــن إعطــاء النــاس مكاســب وطن ّيــة‬ ‫وســيادية‪ ،‬ومل يعــد ممكنــا ســوى القتــال‪،‬‬ ‫وليــس مبســتبعد أن يتطــور الحـراك الجامهريي‬ ‫الثــوري‪ ،‬وميتــد مبــا يخيــف إرسائيــل وحلفــاء‬ ‫إرسائيــل ومــروع إرسائيــل‪ .‬هنــاك حقيقــة‬ ‫تاريخيــة‪ ،‬الميكــن إغفالهــا‪ ،‬بــأ ّن الحــرب كلها يف‬ ‫بالدنــا لحاميــة مــروع احتــال العقــل العــريب‬ ‫واالســتيالء عــى مصــره‪ ،‬مــن خــال حاميــة‬ ‫إرسائيــل‪ ،‬وبالتــايل يجــب إدرارك طبيعــة الحرب‬ ‫الســتنباط آليــة العمــل األصــح؛ خصوصــا أن‬ ‫ألنظمــة الحاكمــة والطاغيــة يف البــاد العربيــة‬ ‫وماحولهــا‪ ،‬هــي حليــف إلرسائيــل‪ .‬أمــا إي ـران‬ ‫وغريهــا؛ فجــزء مــن مخطــط صهيــوين واســع‪.‬‬ ‫مل يعــد ممكنــا الهــرب مــن الواقــع؛ فإمــا أن‬ ‫تحــارب الشــعوب وتصمــد ‪ ،‬او تنهــار‪ ،‬وهــي‬ ‫تعلــك الكلــات وتتفــرج‪ ،‬وتســخر‪ ،‬وتخضــع‬ ‫لهــؤالء الساســة الطغــاة‪ ،‬الذيــن تســتخدمهم‬ ‫الحكومــات الخفيــة كأدوات لتنفيــذ املكائــد‬ ‫ضــد التحــرر والنهضــة‪ ،‬فيقــودون البــاد‬ ‫نحــو الهاويــة بالتقســيم والتشــطي والتــرذم‬ ‫والتفتيــت‪ ...‬ولهــم رشكاء وإطــار يحميهــم؛‬ ‫ضمــن رشاكات وتبعيــات سياســية‪ .‬الطائفيــة‬ ‫والنزاعــات األهليــة أداة عمــل لتفتيــت الثــورة‬ ‫ووأد عزميــة الشــعب يف التحــرر وبنــاء الدولــة‪.‬‬ ‫اإلنســان يف العمــوم‪ ،‬يرغــب يف معرفــة الغــد؛‬ ‫لكنــه يخــى معرفــة الغــد‪ ،‬ويكتفــي باكتشــافه‬ ‫بالعيــش اليومــي‪ .‬املفكــرون فقــط هــم الذيــن‬ ‫يبحثــون يف املســتقبل ويف التنبــؤ‪ ،‬لــي يســهموا‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫آدون وأنا‬

‫عناة آرام‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أبحث عن آدون منذ هطول الماء في الفرات‬ ‫ومنذ ّ‬ ‫تلون السماء بالزرقة والورد‪..‬‬ ‫أحتار في قضم أية تفاحة حمراء‬ ‫ألغدو حواء الجميلة‪،..‬‬ ‫المعتقة بالحب وبرسوم الوشم والحناء‪.‬‬ ‫أبدأ منذ اللحظة؛ عبور المأساة‬ ‫ّثمة حديث خفي يدور بين آدم والشيطان‬ ‫ال أدري ما هو؟‬ ‫ربما هو الغتنام السحر الخفي‪.‬‬ ‫اليوم‪ ...‬كما األمس‬ ‫واألمس كما قبله‬ ‫نيران ودخان بحجم اآله‬ ‫ودموع خلتها بحرًا جديدًا‪.‬‬ ‫ليتني‪...‬؛‬ ‫نسمة تطير بعيدًا‬ ‫أو طيرًا هاربًا من األشجار‬ ‫إلى صخرة في نهر ماء‬ ‫تغني كل صباح‬ ‫ألجلك‪ ...‬وترنو إلى صدرك‬ ‫لتحلم‪...‬‬

‫سياسة‬

‫يف صناعــة الغــد وقيادتــه‪ .‬قــوة الشــعب مــن‬ ‫اهــم مكونــات التنبــؤ الســيايس يف مصــر‬ ‫األمــم‪ .‬قــوة الشــعب‪ ،‬تصنــع املســتقبل‪ ،‬عندمــا‬ ‫ال قهــر لهــا ؛ لكــن قـ ّوة الشــعب تظــل ضجيجا‪،‬‬ ‫إن مل يكــن لهــا مرجعيــة وقيــادة وقــوة راســخة‬ ‫عاملــة عــى األرض‪ .‬فالوطــن ليــس عاملــا‬ ‫افرتاضيــا‪ .‬ومآســيه ال تحــل افرتاضيــا ونظريّــا‪.‬‬ ‫زخــم الثــورة والثــوار يقلــب األوضــاع؛ لكــ ّن‬ ‫املرجعيــة رضوريــة؛ فهــي الحاضــن للثــورة‪،‬‬ ‫وهــي الواقــع الــذي ميــد الثــورة بالدميومــة‬ ‫والنجــاح والســيادة‪.‬‬ ‫عندمــا احتلــت أمريــكا العـراق ومل تتمكــن من‬ ‫البقــاء فيــه‪ ،‬خرجــت ودعمــت عصابــات إيـران‬ ‫وحكوماتهــا ملنــع قيامــة الشــعب العراقــي‬ ‫وبنــاء دولتــه ‪ .‬وإرسائيــل تقتــل وتبطــش لــي‬ ‫تحكــم الســيطرة عــى غــزة التــي تــأىب الركــوع‪.‬‬ ‫بشــار وأعوانــه فعلــوا كل يشء لقتــل الثــورة‬ ‫الســورية والشــعب الســوري الــذي يقاتــل‬ ‫بــراوة؛ فجــاء اخــراع أكذوبــة اإلرهــاب‪،‬‬ ‫وعصابــات داعــش‪ ،‬ملحاربــة قــوة الشــعب‬

‫والثــورة ونهضــة الشــعب يف كل بقعــة‪ ،‬ولســد‬ ‫الطريــق عــى الناهضــن‪ ،‬بإشــاعة اإلحبــاط‬ ‫ورضب حواضــن الثــورة وقلبهــا عــر اإلرهــاب؛‬ ‫لكــ ّن األســلحة التقليديّــة‪ ،‬واالســراتيجيات‬ ‫القدميــة‪ ،‬مل تعــد تنفــع يف ترويــض الشــعب‬ ‫وتقزيــم الثــورة‪ ،‬حتــى عمليــة صبــغ نهضــة‬ ‫الشــعوب باإلرهــاب الطائفــي اإلســامي لــن‬ ‫تقــوى عــى الصمــود طويــا؛ ألنهــا دخيلــة‬ ‫ومرتبطــة مبــزاج مؤقــت‪ .‬قــد تنجــح عنــد‬ ‫الفئــات صاحبــة املصالــح العابــرة لالقليــات‬ ‫وصاحبــة املشــاريع التــي تحــارب اإلســام‬ ‫والعروبــة والنهضــة الوطن ّيــة والتحــرر‪ .‬الخارطة‬ ‫السياســية عــى األرض تختلــف عــن التنظــر‬ ‫والفرجــة وعــن الظاهــر يف الخطــاب‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫التصــورات الســطحية لــن تنتــج حــا جذريــا‪.‬‬ ‫هــي حــرب اســتزاف بــن معــادي الثــورة‬ ‫وســارقيها وبــن الثــوار ومؤيــدي الثــورة ‪.‬‬ ‫واملشــهد مرشــح ملزيــد مــن الدمويــة‪. .‬ليــس‬ ‫الشــعب مجــرد فئــات عابــرة يف التاريــخ‪.‬‬ ‫الشــعب مــروع لبنــاء امــة ووطــن وحضــارة‪.‬‬

‫والبنــاء يف ظــل الطغيــان‪ ،‬يكــون بالدمــاء‬ ‫والتضحيــات‪ .‬املشــوار طويــل جــدا والصــر‬ ‫زاده‪....‬ال مفــر مــن القتــال والنضــال ودحــر‬ ‫الطغــاة وإنجــاز االســتقالل‪ .‬فحجــم التضحيــات‬ ‫يقابــل حجــم اآلمــال والطموحــات واألحــام‬ ‫واإلنجــازات‪ .‬الثــورة جاءتنــا قــدرا‪ ،‬وصــارت‬ ‫واقعــا يــأىب التّزويــر‪ .‬والتجاهــل‪ ،‬لكــ ْن‪ ،‬مــن‬ ‫يتق ّمــص صــورة الثــورة مبرجعيــات الديــن‬ ‫والعلامنيــة والليرباليــة والــدول الكــرى‪ ،‬هــو‬ ‫املدعــي واملضلــل والكــذاب‪ .‬الثــورة ال قنــاع‬ ‫لــه‪ ،‬ســافرة قويــة بطاقــة التغيــر‪ ،‬وال مغــر‬ ‫لقوانينهــا وســره‪ .‬قــد يتأحــر الزمــن بســبب‬ ‫الظــرف؛ لكنــه قانــون يف صــرورة اإلنجــاز‬ ‫بــن املتعاكســات والتيــارات املضــادة‪ .‬ومــا‬ ‫يجــب أن يعمــل عليــه املؤمنــون بالثــورة‬ ‫هــو صناعــة املرجعيــة‪ .‬املرجعيــة بأبعادهــا‬ ‫العاطفيــة والفكريــة واألخالقيــة والشــعب ّية‪.‬‬ ‫املرجعيــة هــي القيمــة التــي متنــح الحقيقــة‬ ‫حقــا ورشعيــة وقــوة وبقــاء‪.‬‬


‫تقانة‬

‫الرقابة وحجب خدمات التراسل والتخابر عبر الهواتف الذكية‬

‫تقــوم بفــك تشــفري االتصــاالت التــي تقومــون‬ ‫المصدر‪cyber-arabs :‬‬ ‫بهــا عــر هــذه التطبيقــات بشــكل كامــل‪ ،‬إال‬ ‫تتمتــع تطبيقــات الرتاســل الفــوري والتحــادث أن وجــود نــوع مــن التشــفري ميكــن اســتعامله‬ ‫عــر الهواتــف الذكيــة‪ ،‬مثــل “واتســاب” مــع هــذه التطبيقــات يجعــل مــن الصعــب‬ ‫و”ســكايب” و”فايــر” و”تانغــو”‪ ،‬بشــعبية القيــام باملراقبــة بشــكل فعــال ودقيــق‪.‬‬ ‫كبــرة‪ .‬تتيــح هــذه التطبيقــات التواصــل‬ ‫مــع املســتخدمني اآلخريــن مــن دون دفــع‬ ‫لــذا‪ ،‬فــإن الحكومــات تعمــل مــع مطــ ّوري‬ ‫أي مبالــغ ملــزود خدمــة الهاتــف‪ .‬وقــد أشــار‬ ‫التطبيقــات‪ .‬يف بلــدان مثــل الصــن مثـاً‪ ،‬حيث‬ ‫فريــق “ســايرب آرابــز” يف مقــاالت ســابقة إىل أن‬ ‫يتــم نــر نســخة بديلــة مــن “ســكايب” تتيــح‬ ‫هــذه التطبيقــات ليســت آمنــة دامئ ـاً‪ .‬فمث ـاً‬ ‫للســلطات إمكانيــة الوصــول إىل محتواهــا‪.‬‬ ‫تطبيــق “فايــر” ال يشــفر البيانــات التــي يتــم‬ ‫وقــد قامــت رشكات مامثلــة بإبــرام اتفاقــات‬ ‫تبادلهــا مــن خاللــه‪ ،‬كــا أن”ســكايب” ليــس‬ ‫مامثلــة مــع حكومــات أخــرى‪.‬‬ ‫آمنــاً متامــاً‪ .‬اإلتصــاالت الهاتفيــة والرســائل‬ ‫النصيــة العاديــة‪ ،‬هــي األخــرى‪ ،‬ليســت آمنــة‪.‬‬ ‫بالنســبة إىل املســتخدمني‪ ،‬ال يوجــد دامئــاً‬ ‫بديــل جيــد‪ .‬يصعــب فــك إقفــال بعــض‬ ‫لطاملــا حاولــت الحكومــات ومــزودو خدمــة‬ ‫الهاتــف يف عــدة بلــدان حــول العــامل إيقــاف خدمــات الرتاســل أو التخابــر يف الهواتــف‬ ‫هــذه الخدمــات املجانيــة‪ ،‬ويعــود هــذا الذكيــة‪ ،‬وذلــك ألن أنظمــة التشــغيل عــى‬ ‫املســعى إىل هــدف مــادي بحــت؛ فــركات بعــض الهواتــف مصممــة بطريقــة ال تســمح‬ ‫الهاتــف يفوتهــا الربــح عندمــا تقومــون باســتعامل بعــض التطبيقــات بشــكل كامــل‬ ‫بالتحــادث مــع أصدقائكــم عــر “ســكايب”! مــن دون التعديــل عــى نظــام التشــغيل مبــا‬ ‫ويف أحيــان أخــرى هنــاك هــدف أكــر خطــورة‪ :‬يعــرف بعمل ّيــة “روت” ألجهــزة أندرويــد أو‬ ‫“جيلربيــك” ألجهــزة آيفــون الــذي يتســبب‬ ‫املراقبــة‪.‬‬ ‫بفتــح ثغــرات أمنيــة يف الجهــاز‪ .‬ال ينصــح‬ ‫الشــهر املــايض‪ ،‬عــى ســبيل املثــال‪ ،‬قامــت فريــق “ســايرب آرابــز” باعتــاد هــذه الطريقــة‬ ‫“هيئــة االتصــاالت وتقنيــة املعلومــات” ملــا لهــا مــن مخاطــر‪.‬‬ ‫الســعودية بأمــر رشكات االتصــاالت بإجــراء‬ ‫الرتتيبــات الرضوريــة مــن أجــل مراقبــة أو الطريقــة األفضــل لتجنــب الحجــب عــى‬ ‫حجــب املحتــوى الــذي يتــم تناولــه عــر الخدمــات التــي ذكــرت ســابقاً هــي باســتخدام‬ ‫“ســكايب” و”واتســاب”‪ .‬ويف بلــدان أخــرى برامــج تدعــى “الشــبكات االفرتاضيــة الخاصــة”‬ ‫مثــل ســوريا وإيــران‪ ،‬فــإن بعــض الخدمــات (‪ ، )VPN‬وذلــك عــر شــبكة ميكــن تكييفهــا‬ ‫املشــابهة تخضــع أصـاً للحجــب ‪ .‬عــى الرغــم لتتالئــم مــع االحتياجــات الشــخصية‪ .‬إذا كنتــم‬ ‫مــن أنــه ليــس مســتحيالً عــى الحكومــات أن تســتخدمون هاتــف “اندرويــد”‪ ،‬تســتطيعون‬

‫رشاءهــا مــن أحــد املزوديــن وميكنكــم تفعيلهــا‬ ‫مــن خــال < & ‪Settings <Wireless‬‬ ‫‪ Netrworks .VPN‬أمــا بالنســبة للذيــن‬ ‫ليــس لديهــم إمكانيــة رشائهــا ويبحثــون‬ ‫عــن حلــول مجانيــة ميكنهــم أن يســتعملوا‬ ‫“هوتســبوت شــيلد“‪.‬‬

‫“هوتســبوت شــيلد” برنامــج ســهل اإلعــداد‪.‬‬ ‫وتنصبــوه مــن موقــع‬ ‫ميكنكــم أن تح ّملــوه ّ‬ ‫“غوغــل بــاي ســتور” أو مــن خدمــة بديلــة إذا‬ ‫كان تطبيــق “غوغــل بــاي ســتور” محجوب ـاً‪.‬‬ ‫عنــد تنصيــب هــذا التطبيــق‪ ،‬إفتحــوه‬ ‫واضغطــوا عــى “”‪ .start protection‬ســيظهر‬ ‫رمــز املفتــاح يف الزاويــة اليــرى العليــا مــن‬ ‫الشاشــة‪ ،‬لإلشــارة إىل أنكــم متصلــون بشــبكة‬ ‫الـــ ‪ VPN.‬اآلن ميكنكــم أن تحاولــوا االتصــال‬ ‫بتطبيــق التخابــر أو الرتاســل الــذي تــودون‬ ‫اســتعامله‪.‬‬ ‫تجــدر اإلشــارة إىل أ ّن الرقابــة التــي يتــم فرضهــا‬ ‫عــى تطبيقــات مثــل “ســكايب” أو “واتســاب”‬ ‫ال ميكــن تفاديهــا دامئ ـاً مــن خــال اســتعامل‬ ‫‪ .VPN‬حيــث يعتمــد األمــر عــى البلــد الــذي‬ ‫تتواجــدون فيــه وعــى الطريقــة التــي يتّبعهــا‬ ‫مــزود الخدمــة لفــرض الرقابــة‪ .‬ومــن املعــروف‬ ‫أ ّن “ســكايب”‪ ،‬بشــكل خــاص‪ ،‬يصعــب فــك‬ ‫حجبــه إذا كان اســتعامله ممنوعــاً عــى‬ ‫الشــبكة‪ .‬كــا يتــم حجــب خدمــات ‪VPN‬‬ ‫وتقنيــات أخــرى لتخطــي الرقابــة يف البلــدان‬ ‫التــي يتــ ّم فيهــا منــع خدمــات الرتاســل‬ ‫والتخابــر املذكــورة عــر الهواتــف الذكيــة‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫آيــة يف الجــال والتناســق واإلبــداع املعــاري‪..‬‬ ‫يقــع يف قلــب دمشــق الفيحــاء‪ ،‬إنــه قــر‬ ‫العظــم الــذي بنــاه وايل دمشــق أســعد‬ ‫باشــا العظــم(‪ )1‬وكان أمــرا ً ملوكــب الحــج‬ ‫الشــامي(محمل الحــج)‪ .‬قــرر أن يبنــي بيتــاً‬ ‫دمشــقياً فســيحاً يجمــع مــا بــن الجــال‬ ‫واإلبــداع يجمــع مــا بــن إرث دمشــق‬ ‫الحضــاري وهندســة العــارة اإلســامية‪ .‬تــم‬ ‫إختيــار املــكان يف موقــع يقــال لــه الخــراء‬ ‫كان هنــاك قـرا ً ملعاويــة بــن أيب ســفيان‪ ..‬ثــم‬ ‫اشــرى البيــوت املجــاورة لتوســعة األرض مــن‬ ‫أصحابهــا‪ ..‬وبعــد ذلــك هيــأ مــكان البنــاء عــى‬ ‫رقعــة مــن األرض مســاحتها ‪ 5500‬م وتزيــد‪.‬‬ ‫وكان ذكل يف عام ‪ 1749‬م وســط مدينة دمشــق‬ ‫آنــذاك وبالقــرب مــن مســجدها األُمــوي الكبــر‬ ‫ليغــدوان رصحــن مــن رصوحهــا الجميلــة‬ ‫الرائعــة‪ .‬إســتقدم الــوايل للبنــاء الصنــاع املهــرة‬ ‫مــن دمشــق ومــن خارجهــا وأراد مــن القــر‬ ‫أن يكــون تجســيدا ً للمنــزل الدمشــقي العريــق‬ ‫ويشــكل مأثــرة معامريــة فريــدة آخــذة‬ ‫باأللبــاب لتبقــى رصحـاً تراثيـاً عــى مــر الزمــن‪.‬‬ ‫ويتألف القرص من ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫القســم األول وهــو ال َح َر ْملِـ ْـك(‪ )2‬أي جنــاح أو‬ ‫قســم العائــات وكان مخصص ـاً لعائلــة الــوايل‬ ‫وأهــل بيتــه‪ .‬يشــغل نحــو ثلثــي مســاحة‬ ‫القــر‪ ،..‬ويوجــد فيــه إيوانــن وحــام خــاص‬ ‫بعائلــة الــوايل‪ .‬وتحــوي باحتــه الســاوية عــى‬ ‫بحرتــن "دائريــة ومســتطيلة"وهذا الجنــاح‬ ‫يتألــف مــن طابقــن وهــو القســم األكــر حجامً‬ ‫مــن باقــي األقســام‪ ..‬ويحمــل ذات الزخــارف‬ ‫وذات الطابــع املعــاري وىف وســط فنائــه بركــة‬ ‫مــاء مربعــة أيض ـاً‪ ،‬بينــا حــام القــر فهــو‬

‫صغــر نســبياً لكــن عامرتــه تشــابه عــارة‬ ‫الحاممــات الدمشــقية الضخمــة فهــو مؤلــف‬ ‫مــن ثالثــة أقســام البــارد والــداىفء والحــارأو مــا‬ ‫يعــرف بالـ ّرا ّين والوســطاين والجـ ّواىن‪ ،‬وبالطبــع‬ ‫يقــع الحــام يف قســم الحرملــك ولــه قبــة ذات‬ ‫عيــون زجاجيــة‪.‬‬ ‫الســلَ ْملِ ْك(‪ )3‬وميثــل‬ ‫القســم الثــاين‪ ..‬وهــو َ‬ ‫جنــاح اإلســتقبال أو قســم الضيــوف‪ .‬ويشــغل‬ ‫الجــزء الجنــويب مــن القــر مبســاحة ‪1000‬م‪2‬‬ ‫يتكــون مــن فســحة ســاوية تتوســطها بحــرة‬ ‫كبــرة مســتطيلة ويوجــد فيــه عــدة غــرف‬ ‫وإيــوان‪ .‬ؤؤويــأيت القســم الثالــث‪ ..‬ويدعــى‬ ‫ال َخ َد ْملِ ْ‬ ‫ــك(‪ )4‬وميثــل القســم الخــاص بخــدم‬ ‫القــر وطباخيــه ويقــع إىل الشــال الغــريب‬ ‫مــن الحرملــك‪ ،‬وطبعــاً يضــاف إليــه الحــام‬ ‫والقســم الخــاص بالعربــات والخيــول تكــون‬ ‫مبثابــة املــرآب اليــوم‪ .‬وقــد أراد أســعد باشــا‬ ‫العظــم لهــذا القــر أن يكــون رائعـاً بعظمتــه‬ ‫ويالحــظ أن منظــره الخارجــي بســيط مــن‬ ‫الخــارج ال يــدل عــى مــا يف داخلــه مــن‬ ‫مظاهــر الــراء واألثــاث والجــال‪.‬‬ ‫وهنــاك بوابــة جميلــة مزخرفــة للقــر تــؤدي‬ ‫ملمــر عريــض وعــى ميينــه مصطبــة للجلــوس‪.‬‬ ‫قســمي اإلســتقبال‬ ‫ويفــي هــذا املمــر إىل‬ ‫ّ‬ ‫واملعيشــة أي الســلملك‪ ..‬والحرملــك‪ ،‬حيــث‬ ‫تزيــد مســاحة الحرملــك عــى ثلثــي مســاحة‬ ‫القــر وهــي املســاحة األكــر غالب ـاً يف البيــت‬ ‫الدمشــقي‪ ،‬وحــول فنائــه الواســع تتــوزع‬ ‫القاعــات والغــرف واإليــوان الكبــر وهــو‬ ‫عبــارة عــن غرفــة مفتوحــة لهــا قــوس وبهــا‬ ‫ديــوان للجلــوس تطــل مبــارشة عــى ســاحة‬ ‫البيــت‪ ،‬ومتتــد أمــام اإليــوان بركــة مــاء طويلــة‬ ‫شــبيهة ببحــرة(‪ )6‬قصــور غرناطــة األندلســية‪.‬‬ ‫وتحيــط بالبحــرة أشــجار باســقة للزينــة‬

‫سوريتنا‬

‫قصر العظم‬

‫وأشــجار حمضيــات متنوعــة(‪ )5‬باإلضافــة‬ ‫لعرائــش الياســمني الدمشــقي وقــد زينــت‬ ‫واجهــات الغــرف والقاعــات مبداميــك ملونــة‬ ‫مغطــاة بزخــارف هندســية دقيقــة‪ ،‬فيــا‬ ‫غطيــت األســقف باألخشــاب امللونــة‪ .‬ويبلــغ‬ ‫تعــداد غــرف القــر ســتة عــرة قاعــة كبــرة‬ ‫وتســعة عــرة غرفة صغــرة يف طابقــه األريض‪،‬‬ ‫وكذلــك ثــاث إيوانــات كبــرة وأربعــة أقبيــة‬ ‫وأربــع بحـرات متنوعــة األحجــام واألشــكال(‪)7‬‬ ‫وحــوايل تســعة عــرة فســقية مــاء (الشــكل‬ ‫القديــم لصنبــور املــاء) منهــا األرضيــة ومنهــا‬ ‫الجداريــة‪ .‬تحــوي غــرف وقاعــات القــر‬ ‫اليــوم تنويعــة كبــرة مــن التحــف واملقتنيــات‬ ‫الدمشــقية والتقليديــة التــي تحــي مبجملهــا‬ ‫قصــة شــعبية عــن الحيــاة اليوميــة يف املنــزل‬ ‫الدمشــقي يف تلــك الحقبــة مــن الزمن الشــامي‬ ‫الجميــل‪.‬‬

‫هوامش‪:‬‬

‫‪1‬ـ إنــه وايل دمشــق وقــد حكــم دمشــق ‪12‬‬ ‫عام ـاً‬ ‫‪2‬ـ الحرملــك‪ ..‬وهــو املــكان املخصــص للحريــم‬ ‫أي للنســاء أمــا الــام والــكاف فهــا مــن اللغــة‬ ‫الرتكيــة‬ ‫‪3‬ـ أي السالم وهو قسم الزائرين والضيوف‬ ‫‪ .4‬وفيــه تســكن النســوة ممــن يقمــن عــى‬ ‫تنظيــف القــر وإعــداد الطعــام‬ ‫‪5‬ـ أهمهــا شــجر الك ّبــاد وهــو مــن فصيلــة‬ ‫الحمضيــات ويســمى يف دمشــق نارنــج وال‬ ‫يخلــو منــزل دمشــقي منــه‬ ‫‪6‬ـ وهــي بركــة املــاء وبهــا الــورود ومثــار‬ ‫النارنــج تطفــو عــى ســطح املــاء‬ ‫‪7‬ـ منهــا البحــرات املســتطيلة واملربعــة‬ ‫وا ملثمنــة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) انتخــاب هــادي البحــرة رئيس ـاً لالئتــاف‬ ‫الوطنجــي املعــارض وذلــك بعــد انتهــاء واليــة‬ ‫أحمــد الجربــا الذهبيــة والتــي شــهدت العديــد‬ ‫مــن اإلنجــازات واإلصالحــات‪!...‬‬ ‫*) يف مونديــال فطبــول العــامل‪ ...‬الربازيــل‬ ‫تخــر أمــام أملانيــا بســبعة أهــداف وذلــك يف‬ ‫مؤامــرة ضــد الربازيل بســبب مواقفهــا الداعمة‬ ‫لســوريا ولصمودهــا يف وجــه كل املخططــات‬ ‫اإلمربياليــة والصهيونيــة الغاشــمة‪!...‬‬

‫*) تعلــن الدولــة الداعشــية يف ديــر الــزور‬ ‫عــن فتــح بــاب التوبــة مــن أجــل العــودة‬ ‫لحضــن الدولــة‪ ...‬عــى الراغبــن بالحصــول‬ ‫عــى صكــوك الغفــران مراجعــة مكتــب‬ ‫املعلومــات التابــع لفــرع املحكمــة اإلســامية‬ ‫مصطحبـاً صورتــن شــخصيتني حلويــن وصــورة‬ ‫عــن البطاقــة الشــخصية لتوثيــق بياناتــه يك‬ ‫اليتعــرض لحــدود الدولــة‪ ...‬وكان اللــه ويل‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫التدويل‬

‫التدعيش‪!...‬‬

‫*) نقــاً عــن قنــاة األناضــول‪ :‬قيــادي‬ ‫باملعارضــة الوطنجيــة يقــول بــأن االئتــاف‬ ‫ميــارس نشــاطه مــن املناطــق املحــررة قريبـاً‪...‬‬ ‫يعنــي مــن بلكونــات فنــادق الخمــس‬ ‫يــر‪!...‬‬ ‫النجــوم‪ ...‬اللهــم ريب ّ‬ ‫*) تنظيــم الدولــة الداعشــية يجلــد مجموعــة‬ ‫مــن الشــبان يف الحســكة بتهمــة اإلفطــار‬ ‫يف رمضــان دون أي عــذر رشعــي‪ ...‬واألمــر‬ ‫الداعــي يف الرقــة يصلــب عــدة آخريــن‬ ‫بتهمــة الــردة‪ ...‬وكل أمــر عــم يخبــص ع‬ ‫كيفــوو‪ ...‬واللــه لنكيــف‪!...‬‬

‫وذلــك يف خطــوة جريئــة قــد تؤثــر عــى‬ ‫عالقتــه بســيادة القائيــد املامنــع‪!...‬‬

‫*) االتئــاف املعــارض يديــن اغتيــال قيــادي‬ ‫بــارز يف الجيــش الحــر يف األردن‪ ...‬ومل يقــف‬ ‫عنــد اإلدانــة فقــط‪ ...‬بــل أبــدى أيضـاً امتعاضــه‬ ‫*) طالبــت األمــم املتحــدة الــدول األوروبيــة واســتهجانه وتنديــده وقلقــه الشــديد مــن‬ ‫بتوطــن دائــم ملئــة ألــف ســوري لتخفيــف ذلــك‪!...‬‬ ‫العــبء عــن دول الــرق األوســط‪ ...‬شــكلها *) القائيــد األســد يــرح بــأن زيــادة أســعار‬ ‫القصــة مطولــة وصــار بدهــا قلــق وتوطــن املنتجــات هــي مــن مصلحــة املواطــن الســوري‬ ‫كــان‪!...‬‬ ‫وذلــك يف خطــوة جديــدة مــن االســتهبال‬ ‫*) بوتــن يــرح بأنــه يؤيــد كفــاح إرسائيــل واالســتحامر الشــعبي‪!...‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يــدل هــذا املصطلــح عــى مشــاركة دول املجتمــع الــدويل‬ ‫مــن أجــل تحقيــق مصلحــة وطنيــة أو إقليميــة أو عامليــة‪،‬‬ ‫أو تنفيــذ عمــل مــا ذات نطــاق جامعــي‪ .‬مث ـاً عنــد إرســال‬ ‫قــوات دوليــة لحفــظ الســام‪ ،‬هــذا يعنــي تدويــل األمــن يف‬ ‫إقليــم جغ ـرايف معــن يتمتــع بالحاميــة الدوليــة املشــركة‪،‬‬ ‫أو التدويــل األمنــي للبحــار واملحطيــات مبعنــى املشــاركة‬ ‫الجامعيــة لحاميــة البحــار واملحيطــات يف ظــل الرشعيــة‬ ‫الدوليــة املشــركة‪ ،‬وبالتــايل فهــذا املفهــوم ال يؤثــر ســلباً عــى‬ ‫األمــن الوطنــي أو القومــي للــدول كــا قــال بعــض الباحثــن‪،‬‬ ‫وإمنــا هــو مفهــوم قديم ســاعد‬ ‫عــى حفــظ الســام عــى‬ ‫املســتوى العاملــي‪ ،‬وســاهم‬ ‫يف تســوية النزاعــات الدوليــة‬ ‫بالطــرق الســلمية‪ .‬ولكــن‬ ‫وألنــه مفهــوم حديــث وغــر‬ ‫متــداول يف املنطقــة العربيــة؛‬ ‫فقــد تــم فهمــه عــى أنــه‬ ‫مفهــوم اســتعامري‪ ،‬وتعالــت‬ ‫صيحــات البعــض بخطورتــه‬ ‫عــى الكيــان العــريب‪.‬‬

‫‪Delete‬‬

‫املتابــع لألخبــار اليوميــة بيالحــظ تراجــع التغطيــة اإلعالميــة للثــورة الســورية‬ ‫بشــكل كبيــر‪ ...‬وإذا كان يف يش فهــو خــر رسيــع ع الهامــش بيمــر مــرور‬ ‫الك ـرام‪ ...‬األحــداث وعــى مــا يبــدو صــارت بالنســبة للكترييــن أخبــار عاديــة‪...‬‬ ‫روتينيــة ومكــررة‪ ...‬وميكــن حتــى مملــة‪ ...‬والشــهداء واملعتقلــن والنازحــن‬ ‫والالجئــن والضحايــا صــاروا مــع كل أســف مجــرد أرقــام‪ ...‬هــون الســؤال بيكــون‬ ‫أنــو ويــن مؤسســات اإلعــام البديــل مــن قنــوات وإذاعــات ومجــات‪ ...‬وهــي‬ ‫يــي صــارت أكــر مــن الهــم ع القلــب‪ ...‬ويــن الناشــطني واملواطنــن الصحفيــن‬ ‫يــي امتلكــوا الجــرأة بزمــن الخــوف وتحــدوا املــوت كرمــال يوصلــوا صــورة أو‬ ‫خــر‪ ...‬ويــن التنســيقيات واملجموعــات الفيســبوكية‪ ...‬ويــن وويــن وويــن‪...‬‬ ‫أســئلة كتــرة الزم تنطــرح ونحنــا منعــرف قديــش انــرف مبالــغ مــن املنظــات‬ ‫لتطويــر هاملؤسســات‪ ...‬وال حــدا ينــط هــون ويقــول أنــو املجتمــع الــدويل صــار‬ ‫بيعــرف كل يش ولــو بــدو يتدخــل كان تلحلــح وتحــرك‪ ...‬نحنــا صحــاب قضيــة‬ ‫حــق والزم ع األقــل نخاطــب الشــعوب‬ ‫ونوصــل حقيقــة يــي عــم يصــر‪ ...‬خلونــا‬ ‫نر ّجــع عهــد الثــورة الذهبــي‪ ...‬أيــام الكرامة‬ ‫والتحــدي‪ ...‬وقــت كان يوصــل الخــر لحظــة‬ ‫بلحظــة‪ ...‬رضوري اليــوم نضــل مرصيــن ع‬ ‫رســالتنا لــو شــو ماصــار ونعــرف كتــر منيح‬ ‫دورنــا‪ ...‬ونعمــل لإلحبــاط وقلــة الهمــة‬ ‫والحــاس‪ ...‬ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫عن مآالت الثورة السورية‬ ‫مازن كم الماز | مشاركة‬

‫عــى صعيــد املصالــح و أســاليب و أشــكال‬ ‫النضــال ‪ ..‬أحــد املهــازل هنــا هــو أن تتجســد‬ ‫مــا يســمى باملعارضــة املســلحة املعتدلــة‬ ‫بلصــوص يجــري العمــل بشــكل حثيــث عــى‬ ‫تحويلهــم إىل مرتزقــة ‪ ,‬طبعــا هــذا خــارج‬ ‫إطــار القيــادة الرســمية للجيــش الحــر التــي‬ ‫تبــدو ضعيفــة الحيلــة يف أرض الواقــع ‪ ,‬بينــا‬ ‫تصبــح قيــادات العمــل العســكري اإلســامية‬ ‫هــي أيضــا أقــرب إىل دميــة بيــد املمولــن‬ ‫الخارجيــن و إذا كان مــن املمكــن لهــا التغطيــة‬ ‫عــى واقــع انفصالهــا هــذا عــن الشــارع الثائــر‬ ‫ببالغــة لفظيــة إســاموية أو طائفيــة فــإن تأثــر‬ ‫هــذا لــن يتجــاوز القلــة املؤدلجــة إســامويا ‪..‬‬ ‫هنــاك أيضــا مجموعــات الناشــطني الذيــن‬ ‫امتــدت إليهــم يــد اإلفســاد ‪ ,‬إفســاد الــدول‬ ‫و املؤسســات املانحــة و املنظــات "غــر‬ ‫الحكوميــة" فشــوهتهم أخالقيــا و إنســانيا‬ ‫و مســخت نضالهــم إىل طقــوس مشــهدية‬ ‫منفصلــة عــن الشــارع و الواقــع ‪ ..‬صحيــح‬ ‫أن نظــام آل االســد قــد عمــل عــى مــدى‬ ‫اربعــن عامــا عــى إفســاد الواقــع الســيايس‬ ‫و الثقــايف عــر رشــوة البعــض و قمــع البعــض‬ ‫اآلخــر و تهميــش و إقصــاء مــن ال يتقــن لعبــة‬ ‫التصفيــق ‪ ,‬لكــن صحيــح أيضــا أنــه قــد جــرت‬ ‫يف الســنوات الثالثــة املاضيــة مــن عمــر الثــورة‬ ‫عملية إفســاد متســارعة ‪ ,‬رشــوة و رشاء ضامئر‬ ‫و ذمــم ‪ ,‬ليــس فقــط ملــا يســمى بسياســيي‬ ‫املعارضــة و للقــادة العســكريني ‪ ,‬بــل أيضــا‬ ‫ملــن يســمون بالناشــطني الســلميني أو املدنيــن‬ ‫‪ ,‬و حتــى ألوســاط مــن الجامهــر ‪ ..‬لقــد كانــت‬ ‫الرشــوة السياســية و املــال الســيايس عامــي‬ ‫تدمــر يف الثــورة الســورية ‪ ..‬هنــاك أخــرا‬

‫الجامهــر الســورية نفســها ‪ ,‬املمزقــة ‪ ,‬املنكوبة‬ ‫‪ ,‬التــي يســتثمر الكثــرون معاناتهــا و آالمهــا‬ ‫ملصالحهــم الخاصــة ‪ ,‬و التــي تبــدو بعيــدة كــا‬ ‫كانــت دامئــا عــن التحكــم يف مصريهــا و عــن‬ ‫القــدرة عــى محاربــة مضطهديهــا و هزميتهــم‬ ‫‪ ..‬يف مواجهــة قــوى و واقــع كهــذا ‪ ,‬قــد تبــدو‬ ‫إمكانيــات املقاومــة محــدودة ‪ ,‬لكــن ذلــك‬ ‫يتعلــق يف النهايــة بالنــاس أنفســهم ‪ ,‬و مبــن‬ ‫يختــار الثــورة كطريقــة لتغيــر الوضــع القائــم‬ ‫و بنــاء عــامل جديــد ‪ ..‬ميكــن هنــا القــول عــى‬ ‫األقــل انطالقــا مــن تجربــة الثــورات املاضيــة‬ ‫أن أحــد املهــام الرضوريــة اليــوم هــو النقــد‬ ‫الثــوري الجــريء لــكل مــا جــرى ‪ ,‬و الــذي قــد‬ ‫يلعــب دورا مــا يف النضــال الثــوري الحــايل و يف‬ ‫املوجــات الثوريــة الالحقــة ‪ ,‬ميكــن أن نضمــن‬ ‫هــذا النقــد الــروري مــا يــي مثــا ‪ :‬رضورة‬ ‫عــدم اصطحــاب النخــب إىل الثــورات القادمــة‬ ‫‪ ,‬عــى األقــل ليــس كنخبــة مخولــة بالتــرف‬ ‫نيابــة عــن الجامهــر ‪ ,‬و عــدم اللجــوء إىل‬ ‫أنظمــة ســلطوية اســتبدادية طلبــا للمســاعدة‬ ‫‪ ,‬و محاولــة تجميــع كل قــوى الجامهــر يف‬ ‫اللحظــة التــي يكــون فيهــا النظــام أضعــف‬ ‫مــا يكــون ‪ ,‬و ان تتــم املحافظــة عــى الشــكل‬ ‫الدميقراطــي الجامهــري األفقــي للميليشــيات‬ ‫الشــعبية ال االســتعانة بضبــاط مــن جيــش‬ ‫الديكتاتــور أو محاولــة إقامــة جيــش يشــبه‬ ‫جيــش الديكتاتــور يف الســمع و الطاعــة و‬ ‫الضبــط و الربــط الــخ ‪ ..‬إن قضيــة اســتمرارية‬ ‫الثــورة ليــس مســألة نظريــة يف الواقــع بــل‬ ‫عمليــة جــدا ‪ ,‬و تحتــاج إىل إثباتهــا باألفعــال ال‬ ‫باألقــوال ‪ ,‬و قــد يكــون هــذا أيضــا مــن أهــم‬ ‫دروس األيــام الثوريــة التــي مضــت‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٨‬األثنين ‪2014\٠٧\١٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫هنــاك ســؤال يالحقنــا ‪ ,‬لــو أن األســد اختــار‬ ‫طريقــة أخــرى للتعامــل مــع حادثــة أطفــال‬ ‫درعــا ‪ ,‬و حتــى بعــد ذلــك ‪ ,‬مــع تصاعــد‬ ‫االحتجاجــات يف حمــص أو ريــف دمشــق‬ ‫و ادلــب الــخ ‪ ,‬هــل كانــت الثــورة الســورية‬ ‫تقدمــت بهــذا الشــكل ؟ ميكــن إذن االســتنتاج‬ ‫أن الثــورة هــي صــرورة مســتمرة تنتــج عــن‬ ‫جــدل تناقــي بــن طرفــن هــا الديكتاتــور و‬ ‫نظامــه مــن جهــة و يف مواجهتــه القلة املندســة‬ ‫و الجامهــر األوســع ‪ ..‬أيضــا ميكــن القــول أن‬ ‫الثــورة الســورية ‪ ,‬الجامهرييــة ‪ ,‬قــد فشــلت‬ ‫‪ ,‬حتــى اليــوم ‪ ,‬عــى الصعيــد اإلســراتيجي‬ ‫عندمــا عجــزت عــن إســقاط الديكتاتــور‬ ‫بقواهــا الذاتيــة ‪ ,‬و أن أيــة حلــول أخــرى هــي‬ ‫محاولــة لتلطيــف هــذه النتيجــة أو للحفــاظ‬ ‫عــى ظــروف مواتيــة أكــر لنضــال الجامهــر‬ ‫الســورية يف املســتقبل أو للتخفيــف مــن تغــول‬ ‫الســلطة عــى هــذه الجامهــر ‪ ,‬أقــل بكثري مام‬ ‫حلــم بــه الســوريون و هــم يهتفــون بإســقاط‬ ‫النظــام ‪ ..‬هنــاك عــدة قــوى توصــف بالثوريــة‬ ‫لكنهــا يف الواقــع متلــك أهدافــا و غايــات ‪ ,‬و‬ ‫وســائل عمــل ‪ ,‬منفصلــة ‪ ,‬أو متناقضــة متامــا‬ ‫مــع أهــداف و غايــات الجامهــر الســورية‬ ‫مــن ثورتهــا ‪ ..‬هنــاك أوال االئتــاف ( و معــه‬ ‫مؤسســات املعارضــة الرســمية األخــرى )‬ ‫التــي حــرت الثــورة يف منظورهــا الخــاص ‪,‬‬ ‫"الدبلومــايس" ‪ ,‬القائــم عــى مركزيــة العالقــة‬ ‫مــع الغــرب و "الــدول الداعمــة" ‪ ,‬و عــى‬ ‫اســتجداء تدخلهــا و مســاعداتها ‪ ,‬وصــوال‬ ‫إىل أن تشــكل هــي "الســلطة الجديــدة" ‪..‬‬ ‫يوجــد لــدى االئتــاف ‪ ,‬و قــوى املعارضــة‬ ‫الســورية األخــرى ‪ ,‬عجــز و تخلــف هائلــن يف‬ ‫فهــم الثــورة كــا تفهمهــا الجامهــر ‪ ,‬و هــذا‬ ‫منطقــي جــدا ‪ ,‬و لــه أســبابه البنيويــة غــر‬ ‫القابلــة للحــل ‪ ..‬مــا بــدأ كثــورة جامهرييــة‬ ‫قزمــه جــدا محــاوالت التعبــر عنــه مــن خــال‬ ‫مثــل هــذه املؤسســات الفوقيــة املعزولــة و‬ ‫املنفصلــة عــن الشــارع بشــكل كامــل تقريبــا‬ ‫‪ ..‬ثانيــا هنــاك مــا يســمى بقــوى العســكرة ‪ ,‬و‬ ‫إذا اســتثنينا بعــض الحــاالت القليلــة ( داريــا‬ ‫مثــا ) فــإن هنــاك انفصــاال متزايــدا بــن النــاس‬ ‫و بــن القــوى العســكرية ‪ ,‬خاصــة قياداتهــا ‪,‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.