أوكسجين العدد 121 السنة الثالثة - الأثنين 04-08-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫حلم اللجوء و الهجرة‬ ‫غير الشرعية‬ ‫اإلئتــاف والــدرب الجديــد‬

‫الزبداني‬

‫داخل الحصار وخارج التغطية‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫داريا الصمود‬ ‫والقيد المنكسر‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬الزبداني داخل الحصار وخارج التغطية‬ ‫‪ -4‬حلم اللجوء و الهجرة غير الشرعية‬ ‫‪ -5‬حرب وحشيش‬ ‫‪ -6‬جينوسايد القرن ‪21‬‬

‫رفــت مدينــة داريــا بتنظيمهــا الرائــع عــر مجلســها‬ ‫ُع ْ‬ ‫املحــي والكتائــب العاملــة فيهــا ومؤسســاتها املدن ّيــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حيــث ق ّدمــت الوجــه األجمــل للثــورة يف العمل املؤسســايت‪،‬‬ ‫السورية؟‬ ‫‪ -9‬من سيكتب قصة الريح التي هزت األرض‬ ‫لتحظــى باســم ســوريا الصغــرى عنــد بعــض الناشــطني‬ ‫‪ -10‬اإلئتالف والدرب الجديد‬ ‫م ّمــن تابعــوا حــراك املدينــة‪.‬‬ ‫داريــا التــي شــهدت أقــى أنــواع الحمــات العســكرية‬ ‫‪‭"‬ -11‬الخطيب‬"‪ ‭‬ونهاية النزاع السوري‬ ‫وكبــدت النظــام خســائر فادحــة دون تدخــل أيــة عنــارص‬ ‫‪ -12‬االمل‬‪ ‭..‬أصنعه ال تنتظره‬ ‫مــن خــارج املدينــة تجــر النظــام عــى عــى الرضــوخ‬ ‫ُ َّ َّ‬ ‫لطلباتهــا بعــد أن وافقــت القــوى العاملــة عــى إرســال‬ ‫‪ -13‬لب الخير‬ ‫لجنــة تفــاوض إىل قلــب العاصمــة دمشــق‪ .‬وقــد ســبق هذا‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫الطلــب طلبــات كثــرة بعقــد هدنــة وقوبلــت بالرفــض مــن‬ ‫قبــل املجلــس املحــي مصحوب ـ ًة بحمــات عــر صفحــات‬ ‫‪ -15‬فواصل‬ ‫التواصــل االجتامعــي كـــ "‪#‬‏داريا_ضد_اإلستســام" وغريهــا‪.‬‬ ‫حــاول النظــام إخ ـراق املدينــة عــدة م ـرات دون جــدوى للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫وظهــر ذلــك جل ّيــاً يف عمليــة اإلختطــاف التــي طالــت‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫عنــارص املجلــس املحــي للمدينــة يف شــهر شــباط مــن هــذا‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫العــام واألحــداث التــي تبعتهــا مــن محــاوالت لشــق صــف‬ ‫املدينــة‪ ..‬ولكــن صمــود داريّــا كان أقــوى مــن الفتنــة وكل‬ ‫املحــاوالت‪.‬‬ ‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫ذهــب اليــوم لجنــة التفــاوض بإتجــاه العاصمــة دمشــق‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫التــي تبعــد عــدة كيلوم ـرات حاملــن يف جعبتهــم موقــف‬ ‫أبنــاء املدينــة مــن هــذا التفــاوض وبــرز مــن بــن الــروط‬ ‫رشطــان رئيســيان لــن تبــدأ املحادثــات دون تحقيقهــا‬ ‫وهــا‪:‬‬ ‫إعــادة إنتشــار الجيــش عــى أطــراف املدينــة‪ ،‬وإطــاق‬ ‫رساح املعتقلــن‪.‬‬ ‫هــل تنجــح هدنــة داريــا ويكــر القيــد عنهــا‪ ،‬أم هــي‬ ‫جولــة كباقــي الجــوالت التــي خاضهــا الريــف الدمشــقي‬ ‫عــر األشــهر املاضيــة وتوجــت بخروقــات مــن قبــل نظــام‬ ‫األســد‪ ..‬ســاعات وتتضــح الرؤيــة مــع عــودة الوفــد إىل‬ ‫داخــل املدينــة املحــارصة‪.‬‬

‫‪ -8‬حكاية شاب سوري‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫راجي ديركي | أوكسجين‬

‫كافــة البلــدات املحيطــة بهــا كرسغايــا وبقــن‬ ‫ومضايــا وبلــودان‪ ،‬يف حــن أن انقطــاع الكهرباء‬ ‫بشــكل طويــل يــؤدي إىل توقــف شــبكة‬ ‫االنرتنــت‪ ،‬وخاصــة مــع تعــرض مبنــى الربيــد‬ ‫الواقــع يف األحيــاء املحــارصة للقصــف عــدة‬ ‫م ـرات‪ .‬محــاوالت عديــدة لفــرض تســوية بــن‬ ‫الطرفــن جــرت‪ ،‬إال أن جميعهــا باءت بالفشــل‪،‬‬ ‫وســط تبــادل لالتهامــات حــول املســؤول عــن‬ ‫خرقهــا‪ ،‬باإلضافــة إىل خالفــات حــول بنودهــا‬ ‫التــي كان دامئـاً محورهــا تســليم أســلحة الثــوار‬ ‫مقابــل فــك الحصــار عــن املدينــة‪ ،‬وإطــاق‬ ‫رساح املعتقلــن الذيــن يق ـ ّدر عددهــم بأكــر‬ ‫مــن ‪ 535‬معتقــل يف الزبــداين وحدهــا‪ ،‬فيــا‬ ‫يقــدر عــدد الشــهداء فيهــا بنحــو ‪٤٥0‬شــخص‬ ‫مــن بينهــم أطفــال ونســاء‪ .‬املدينــة التــي‬ ‫تــرزح تحــت الحصــار منــذ أكــر مــن عامــن‬ ‫ال يبــدو أن النظــام مســتعد للتخــي عنهــا‪،‬‬ ‫رمبــا لحساســية موقعهــا الجغ ـرايف ومحاذاتهــا‬ ‫للبنــان معقــل ميليشــيا حــزب اللــه‪ ،‬ولكــن‬ ‫املؤســف أنــه ورغــم تعرضهــا لقصــف يومــي‬ ‫إال أن اإلعــام مقــر يف تغطيــة أخبارهــا‪ ،‬كــا‬ ‫أن املنظــات اإلغاثيــة والحقوقيــة أغفلــت‬ ‫االهتــام بهــا ومل تحــاول الوصــول إليهــا‪.‬‬

‫الزبداني شجرة يزيد عمرها عن مئة عام يقتلعها برميل متفجر‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ال تـزال مدينــة الزبــداين تــرزح تحــت القصــف‬ ‫والرصــاص منــذ أكــر مــن عامــن‪ ،‬يف ظــل‬ ‫تواصــل الحصــار الخانــق الــذي مينــع إدخــال‬ ‫معظــم املــواد األساســية كالغــذاء والــدواء‬ ‫واملحروقــات‪ .‬هــي اليــوم تعيــش يف عتمــة عىل‬ ‫وقــع الرباميــل التــي تســتهدفها صبــاح مســاء‪،‬‬ ‫مــع تواصــل انقطــاع الكهربــاء لليــوم الســابع‬ ‫عــى التــوايل‪ ،‬وســط تغييــب إعالمــي واضــح‪.‬‬ ‫تخضــع الزبــداين التــي تبعــد ‪ 48‬كيلــو مـرا ً عن‬ ‫العاصمــة دمشــق تحــت ســيطرة الثــوار الذيــن‬ ‫هــم جميعهــم مــن أبنــاء املدينــة‪ ،‬عــى عكــس‬ ‫بعــض الروايــات التــي تقــول بوجــود مقاتلــن‬ ‫أجانــب ومــن تنظيــم داعــش‪ .‬توقــف هــؤالء‬ ‫املقاتلــون مؤخ ـرا ً عــن أي عمليــات عســكرية‬ ‫تســتهدف النظــام إال فيــا نــدر‪ ،‬وانحــرت‬ ‫مهتمهــم فقــط بحاميــة املدينــة‪ ،‬وذلــك بعــد‬ ‫الضغــوط الكثــرة التــي تعرضــوا لهــا مــن قبــل‬ ‫أهــايل املدينــة النازحــن يف البلــدات املجــاورة‪،‬‬ ‫والذيــن باتــوا هدفـاً للنظــام ورضباتــه إثــر كل‬ ‫مواجهــة مــع الثــوار‪ .‬تحيــط باملدينــة عـرات‬ ‫النقــاط والحواجــز العســكرية واألمنيــة‪ ،‬تتــوزع‬ ‫مــا بــن الجبــال املحيطــة بهــا والطــرق املؤديــة‬ ‫إليهــا‪ ،‬يقــدر عددهــا بنحــو ‪ 150‬حاجـزا ً‪ ،‬تتــوىل‬ ‫تلــك املوجــودة منهــا عنــد مداخلهــا مهمــة‬ ‫تفتيــش املدنيــن‪ ،‬فتطــرح الكثــر مــن األســئلة‬ ‫عــن وجهاتهــم وغاياتهــم‪ ،‬ومتنــع دخــول أيــة‬ ‫مــواد غذائيــة أو طبيــة إىل أحيــاء املدينــة‬ ‫القدميــة املتمثلــة بالجــر والحــارة والعــارة‬ ‫واملحطــة والســهل‪ ،‬األمــر الــذي تســبب‬ ‫بتدهــور األوضــاع املعيشــية واإلنســانية بــن‬ ‫الســكان القالئــل الذيــن بقــوا هنــاك‪ .‬الحصــار‬ ‫وتواصــل العمليــات العســكرية دفــع بـــ ‪%80‬‬ ‫مــن ســكان املدينــة البالــغ عددهــم ‪42‬‬ ‫ألــف نســمة إىل النــزوح عنهــا قبــل عامــن‪،‬‬ ‫فيــا يســتميت مــن بقــي منهــم مــن أجــل‬

‫توفــر احتياجاتهــم األساســية‪ ،‬كــاء الــرب‬ ‫والكهربــاء‪ ،‬حيــث يعمــد الســكان إىل تعليــق‬ ‫األســاك وســحب الخطــوط إىل مســافات‬ ‫بعيــدة مــن الشــبكة التــي ال ت ـزال تعمــل‪ ،‬يف‬ ‫حــن تخاطــر النســوة بحياتهــن وســط انتشــار‬ ‫القناصــة للوصــول إىل فــرن املدينــة الوحيــد‬ ‫الواقــع ضمــن نطــاق املنطقــة الخاضعــة‬ ‫لســيطرة النظــام‪ ،‬والحصيلــة ربطــة خبــز‬ ‫واحــدة فقــط لــكل شــخص‪ ،‬والبديــل هنــا‬ ‫للعائــات الكبــرة هــو رشاء الخبــز بأســعار‬ ‫مضاعفــة مــن املهربــن‪ %70 .‬مــن املدينــة‬ ‫تعــرض للدمــار خــال فــرة حصارهــا بحســب‬ ‫مــا أفــاد االئتــاف الوطنــي الســوري‪ ،‬نتيجــة‬ ‫اســتهدافها يومي ـاً مــن قبــل ‪ 20‬مدفعيــة و‪30‬‬ ‫نقطــة عســكرية‪ ،‬إىل جانــب الرباميــل املتفجــرة‬ ‫التــي يلقيهــا الطـران املروحــي كل يــوم‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي أدى إىل تدمــر بنتيهــا التحتيــة‪ ،‬وعــدد‬ ‫كبــر مــن املنــازل واملحــال التجارية واملســاجد‪،‬‬ ‫فضــاً عــن أكــر مــن اثنتــي عــرة مدرســة‬ ‫كانــت تغطــي كافــة املراحــل‪ ،‬كــا خرجــت‬ ‫املشــايف واملســتوصفات عــن الخدمــة بعــد‬ ‫األرضار الكبــرة التــي لحقــت بهــا‪ .‬االتصــاالت‬ ‫األرضيــة مقطوعــة عــن مدينــة الزبــداين وعــن‬

‫تقرير‬

‫الزبداني داخل الحصار وخارج التغطية‬


‫تقرير‬

‫حلم اللجوء و الهجرة غير الشرعية‬ ‫محمود | أوكسجين‬

‫الهــرب مــن الجحيــم الســوري‪ ،‬تحــ ّول اىل‬ ‫عمليــة تجــارة واســتغالل مربحــة‪ ،‬واصبحــت‬ ‫رحلــة الهــرب واالنقــاذ اكــر طــوالً وخطــورة‪،‬‬ ‫ينفذهــا تجــار البــر‪ ،‬مبزيــد مــن قلــة الذمــة‬ ‫وانعــدام الضمــر‪ ،‬ويصــل مثــن «البطاقــة»‬ ‫احيانــاً اىل ‪ 10‬و‪ 12‬الــف دوالر‪ ،‬ويف حســابات‬ ‫ضحايــا الهجــرة‪ ،‬ان مثنهــا «يضمــن» كذلك ‪ -‬وال‬ ‫نــدري كيــف ‪ -‬تأمــن تأشــرة رشعيــة لدخــول‬ ‫الــدول األوربيــة التــي متنــح لجــوء انســاين‬ ‫للمهاجريــن غــر الرشعيــن ‪.‬‬ ‫و تعــد دوال مثــل ليبيــا و لبنــان و تركيــا و‬ ‫مــر النقطــة األبــرز التــي ينطلــق منهــا‬ ‫الالجئــون ايل اوربــا و تعتــر مــر مــن أكــر‬ ‫البلــدان التــي يقصدهــا الالجئــون لإلنطــاق‬ ‫برحلتهــم بســبب انخفــاض التكلفــة املاديــة‬ ‫التــي يتقاضاهــا املهربــون لقــاء عملهــم‪.‬‬ ‫إذ تنقــل وكالــة «فرانــس بــرس» عــن مواطــن‬ ‫ســوري يدعــى محمــد‪ ،‬هــرب مــن بــاده وقصد‬ ‫مــر للســفر‪ ،‬تأكيــده أنــه دفــع للمهربــن‬ ‫‪ 1500‬دوالر أمــريك عــن نفســه وذات املبلــغ‬ ‫عــن زوجتــه و‪ 900‬دوالر عــن كل طفــل مــن‬ ‫أطفالــه‪ .‬وأضــاف‪« :‬لكــن عندمــا صعدنــا إىل‬ ‫الســفينة‪ ،‬صــوب عنارص ميليشــيات رشاشــاتهم‬ ‫إىل رؤوســنا طالبــن املزيــد مــن املــال‪ ،‬وكان يف‬ ‫حــوزيت خمســة آالف دوالر دفعتهــا لهــم»‪ .‬إال‬ ‫أن عنــارص مــن عصابــة تهريــب أخــرى «ســاروا‬

‫خلــف الســفينة أربــع إىل خمــس ســاعات‪،‬‬ ‫وأطلقــوا النــار فــوق رؤوس راكبيهــا فأصابــوا‬ ‫شــخصني بجــروح ثــم واصلــوا إطــاق النــار‬ ‫وبــدأت امليــاه تتــرب إىل الســفينة»‪ ،‬بحســب‬ ‫مــا يــروي محمــد الــذي نجــا بعــد غــرق‬ ‫الســفينة وبــات واحــدا مــن عــداد ‪ 146‬ناجيــا‬ ‫تــم اســتقبالهم يف مالطــا‪ ،‬مــن دون أن يعــرف‬ ‫شــيئا عــن زوجتــه الحامــل وعــن ابنتهــا‬ ‫األخــرى التــي تبلــغ الســابعة مــن العمــر‪.‬‬ ‫هــذا و قــد غــرق األســبوع املــايض عــرات‬ ‫الضحايــا معظمهــم مــن الســوريني‪ ،‬إثــر‬ ‫محاولتهــم التســلل إىل الســواحل اإليطاليــة‬ ‫بطريقــة غــر رشعيــة‪ .‬وحســب املفوضيــة‬ ‫العليــا لالجئــن فــإن أكــر مــن ‪ 4600‬ســوري‬ ‫وصلــوا بحــرا إىل إيطاليــا منــذ شــهر كانــون‬ ‫الثــاين املــايض بينهــم أكــر مــن ثالثــة آالف يف‬ ‫شــهر آب فقــط‪.‬‬ ‫و يف ســياق متصــل أثــارت اتفاقيــة مشــركة‬ ‫بــن تركيــا واإلتحــاد األورويب مؤخــرا ً جــدالً‬ ‫واســعاً بــن أوســاط الالجئــن الســوريني يف‬ ‫تركيــا‪ ،‬ســيّام أولئــك الراغبــون بالهجــرة غــر‬ ‫الرشعيــة‪ ،‬والذيــن اتخــذوا أو ســيتخذون مــن‬ ‫تركيــا نقطــة عبــو ًر غــر رشعــي إىل أوروبــا‪.‬‬ ‫تنــص اإلتفاقيــة املشــركة عــى الســاح لــدول‬ ‫اإلتحــاد بإعــادة الالجئــن غــر الرشعيــن الذيــن‬ ‫دخلــوا إليهــا عــر تركيــا‪ ،‬وذلــك يف مقابــل‬ ‫إعفــاء األتــراك مــن الحصــول عــى تأشــرة‬ ‫لزيــارة دول اإلتحــاد األورويب‪.‬‬

‫وعــى الرغــم مــن إجــاع املحللــون عــى‬ ‫اعتبــار هــذه اإلتفاقيــة مدخــاً لتحســن‬ ‫العالقــات بــن الجانبــن‪ ،‬إال أن تلــك اإلتفاقيــة‬ ‫إذا مــا ن ّفــذت بشــكل مبــارش‪ ،‬فإنهــا ســتؤدي‬ ‫إىل إعــادة العديــد مــن الالجئــن الســوريني‬ ‫الذيــن حصلــوا أو يحاولــون الحصــول عــى‬ ‫إقامــة قانونيــة عــى األرايض الرتكيــة‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم اتخاذهــا مع ـرا ً للهجــرة غــر الرشعيــة إىل‬ ‫أوروبــا‪.‬‬ ‫مــا يؤجــج مخــاوف الســوريني املقيمــن يف‬ ‫تركيــا والراغبني"مســتقبالً" باللجــوء إىل أوروبــا‪،‬‬ ‫هــو قيــام تركيــا مؤخ ـرا ً بتغيــر نــوع اإلقامــة‬ ‫املمنوحــة للســوريني فيهــا مــن إقامــة بــإذن‬ ‫وزاري خــاص مــع منــع العمــل عــى أراضيهــا‪،‬‬ ‫إىل إقامــة لجــوء إنســاين مرفقــة بترصيــح عمل‪،‬‬ ‫مــن خــال البصــم عــى جهــاز مرتبــط ببنــك‬ ‫املعلومــات األورويب‪ ،‬والــذي يســمح بإعــادة كل‬ ‫مــن يهاجــر مــن تركيــة بطريقــة غــر رشعيــة‬ ‫إىل األرايض الرتكيــة حســب اإلتفاقيــة‪.‬‬ ‫يحــاول الكثــر مــن الســوريني الســفر اىل أوربــا‬ ‫بســبب اوضاعهم املعيشــية الصعبــة يف الداخل‬ ‫الســوري او يف بلدان النزوح‪ ،‬وشــكلت الســويد‬ ‫وأملانيــا الوجهتــن األوليتــن لالجئــن الســوريني‬ ‫ملــا تتمتعــان بــه مــن ســمعة جيــدة كبلــد‬ ‫اســتقبال لالجئــن‪ .‬وبلــغ عــدد مــن حصــل‬ ‫عــى اللجــوء يف الســويد نحــو ‪ 11‬ألفــا منــذ‬ ‫كانــون الثــاين ‪ 2012‬وهــذا العــدد ميكــن أن‬ ‫يرتفــع كثـرا حســب وكالــة الهجــرة الســويدية‪.‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫تــكاد تكــون الحــرب واملخــدرات أمريــن‬ ‫متالزمــن ال ينفصــان‪ ،‬فوطــأة الحــرب وقذارتها‬ ‫تدفــع بالكثرييــن إىل الهــروب مــن أحداثهــا‬ ‫ومآســيها بتعاطــي الحشــيش واملخــدرات‪،‬‬ ‫كــا أن الفــوىض تســهل دخولهــا لتجعلهــا يف‬ ‫متنــاول الجميــع حتــى األطفــال‪ .‬اليــوم وبعــد‬ ‫تقــدم عمــر الثــورة الســورية بــات واضحــاً‬ ‫انتشــار الحشــيش أكــر مقارنــة بالفــرات‬ ‫املاضيــة‪ ،‬ولــو أنــه مل يكــن غائبـاً عــن املجتمــع‬ ‫الســوري الــذي كان يرفضــه مبعظمــه‪ ،‬إال أن‬ ‫عمليــة تهريبــه وتجارتــه كانــت أصعــب مــع‬ ‫رقابــة الســلطات التــي غابــت اآلن‪ ،‬ومل يعــد‬ ‫تعاطــي املخــدرات أو الحشــيش مســتهجناً‬ ‫كالســابق‪ ،‬إذ أن حالــة التوتــر العــام والضغــوط‬ ‫التــي يعيشــها الجميــع باتــت تتخــذ ذريعــة‬ ‫لتناولــه يف محاولــة للنســيان‪ .‬زراعــة الحشــيش‬ ‫ازدهــرت مؤخــرا ً يف ســوريا تحــت غطــاء‬ ‫الحــرب‪ ،‬وباتــت إحــدى أهــم أشــكال التجــارة‬ ‫الرائجــة‪ ،‬مــع انتشــار الفقــر وتــردي األوضــاع‬ ‫االقتصاديــة التــي أفــرزت شــبكات لتجارتــه‬ ‫وتوزيعــه‪ ،‬وغالبــاً مــا يكــون ذلــك بالتعــاون‬ ‫مــع تجــار وســارسة مــن دول مجــاورة تســهل‬ ‫عمليــة تصديــره إىل الخــارج فضـاً عــن الجــزء‬ ‫املخصــص لالســتهالك املحــي‪ .‬ظاهــرة زراعــة‬ ‫القنــب الهنــدي (الحشــيش) وجــدت لهــا‬ ‫أرضــاً خصبــة يف القــرى الحدوديــة عمومــاً‪،‬‬ ‫ويف الشــال خصوصــاً عــى طــول الرشيــط‬ ‫املحــاذي لرتكيــا‪ ،‬يف بقــع موزعــة بــن ريــف‬ ‫الرقــة وحلــب وصــوالً إىل ريــف إدلــب‪،‬‬

‫إىل جانــب بعــض املســاحات عــى الحــدود‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬حيــث اســتغل املزارعــون هنــاك‬ ‫الفـراغ األمنــي واتســاع األرايض الزراعيــة وتوفر‬ ‫املــوراد املائيــة‪ ،‬لتحــل هــذه الزراعــة بــدل‬ ‫الخــروات والحبــوب كمصــدر دخــل للعديــد‬ ‫مــن األرس وخاصــة تلــك التــي نزحــت وخرست‬ ‫مــوارد عيشــها‪ ،‬األمــر الــذي بــات يهــدد األمــن‬ ‫الغــذايئ والصحــي يف املنطقــة بشــكل خطــر‪.‬‬ ‫الحــدود التــي أصبحــت غــر مضبوطــة بتات ـاً‬ ‫والتــي تتخللهــا معابــر ومنافــذ كثرية؛ ســاهمت‬ ‫يف تنشــيط عمليــات التهريــب‪ ،‬يف ظــل غيــاب‬ ‫الرقابــة وانغــاس األجهــزة األمنيــة يف مشــاكل‬ ‫املنطقــة‪ ،‬باإلضافــة إىل تراخــي قبضتهــا يف بعض‬ ‫املناطــق‪ .‬الحشــيش الــذي اقتــر ســابقاً عــى‬ ‫األوســاط امليســورة وجــد طريقــه اليــوم إىل‬ ‫جميــع الفئــات‪ ،‬مــع أســعاره التــي انخفضــت‬ ‫وباتــت مقبولــة نتيجــة ســهولة زراعتــه‬ ‫ومتريــره‪ ،‬ليصــل إىل معظــم املناطــق حتــى‬ ‫املحــارصة منهــا التــي مينــع عنهــا دخــول الغذاء‬ ‫والــدواء‪ ،‬كــا أن عمليــات املداهمــة التــي‬

‫!‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تقــوم بهــا أجهــزة األمــن عــى البيــوت مل تعــد‬ ‫تتطــرق للمخــدرات والعقاقــر املمنوعــة التــي‬ ‫قــد تجدهــا يف األماكــن التــي تتــم مداهمتهــا‪،‬‬ ‫بــل إن بعــض عمليــات التهريــب تتــم بعلــم‬ ‫النظــام وتحــت عينــه وعــر رجاالتــه‪ .‬أمــا يف‬ ‫املناطــق التــي يســيطر عليهــا تنظيــم داعــش‬ ‫وغــره فقــد "أبــاح" عنــارصه تعاطــي الحشــيش‬ ‫بــل وألــزم الفالحــن بزراعتــه مــن أجــل متويــل‬ ‫عملياتهــم واســتمرار بقائهــم‪ ،‬بذريعــة "إمــداد‬ ‫املجاهديــن باملــال والســاح" و"تأمــن األدويــة‬ ‫واملعــدات الالزمــة ملعالجــة الجرحــى"‪ ،‬كــا‬ ‫أن انتشــاره بــن الجامعــات املقاتلــة بــات‬ ‫أمــرا ً عاديــاً مــع النشــاط الغــر طبيعــي‬ ‫الــذي يوفــره‪ ،‬وهــذا مــا يفــر رمبــا العنــف‬ ‫الجنــوين الــذي ظهــر مؤخــرا ً‪ ،‬فاملخــدرات‬ ‫تدفــع مبتعاطيهــا إىل القتــال برشاســة دون رادع‬ ‫إنســاين أو تفكــر‪ .‬هنــا ومــع حالــة االحتقــان‬ ‫الســائدة بــن الســوريني‪ ،‬يــزداد انتشــار‬ ‫الحشــيش أكــر فأكــر‪ ،‬بوصفــه متنفــس متوفــر‬ ‫بأســعار مقبولــة‪ ،‬إىل جانــب كونــه مخــدر‬ ‫طبيعــي ال يســبب اإلدمــان‪ ،‬يف ظــل غيــاب‬ ‫الرقابــة األرسيــة وتفــكك الكثــر مــن العائــات‪.‬‬ ‫هــو واقــع ال يجــب إنــكاره‪ ،‬بــل يســتدعي‬ ‫تضافــر جميــع جهــود املجتمــع املــدين ووســائل‬ ‫اإلعــام مــن أجــل إطــاق حمــات توعيــة بــن‬ ‫الشــباب وطــاب املــدارس‪ ،‬والجميــع مدعــو‬ ‫هنــا ملامرســة دوره يف مواجهــة ظاهــرة ال تقــل‬ ‫خطــرا ً عــن الرصــاص والقذائــف‪.‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫تقرير‬

‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫حرب وحشيش‬


‫ملف العدد‬

‫جينوسايد القرن ‪21‬‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫وردت كثــرا ً يف اآلونــة األخــرة كلمــة‬ ‫الجينوســايد يف الصحافــة واإلعــام إن كان‬ ‫مرئي ـاً أم مســموعاً عــى حــد ســواء‪ .‬ويعنــي‬ ‫هــذا املصطلــح فيــا يســمى بالعربيــة "اإلبــادة‬ ‫الجماعيــة" أو "التطهيــر العرقــي" لشــعب مــا‪..‬‬ ‫أو أقليــة‪ ..‬أو طائفــة‪ ،‬وقلعهــا مــن جذورهــا‪،‬‬ ‫أي فناءهــا الجامعــي‪.‬‬ ‫وقــد ظهــر هــذا املصطلــح بعــد مصطلــح‬ ‫"الهولوكوســت" والــذي يعنــي اإلبــادة حرقــاً‬ ‫كــا فعــل هتلــر النــازي يف إبادتــه لليهــود‬ ‫بأفــران الحديــد‪.‬‬ ‫إن التاريــخ اإلنســاين مــؤمل وبشــع يف معظمــه‪،‬‬ ‫حيــث الحــروب التــي اجتثــت األطفــال‬ ‫والنســاء والشــباب دون منــازع‪ .‬فتاريــخ‬ ‫البرشيــة أســود عــر ســرورته الطويلــة؛ مــيء‬ ‫باملجــازر التــي تعرضــت لهــا الشــعوب‪..‬‬ ‫والقبائــل‪ ..‬واألقليــات‪ ..‬واألكرثيــات أيضــاً‬ ‫وهــذا مــا حــذا الجمعيــة العامــة لالمــم‬ ‫املتحــدة إىل إصــدار قــرار يف ‪1948 / 12 / 9‬‬ ‫ورقمــه ‪ 260‬أ (د ـ ‪ )3‬يديــن اإلبــادة الجامعيــة‬ ‫ويعتربهــا جرميــة بشــعة مبقتــى القانــون‬ ‫الــدويل‪.‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫مــا يحصــل اليــوم يف ســوريا مــن مجــازر‬ ‫تقشــعر لهــا األبــدان‪ ..‬وتحصــد األطفــال‬ ‫والنســاء والشــباب‪ ..‬إمــا ذبحــاً أو حرقــاً أو‬ ‫تقطيعهــم أشــا ًء‪ ..‬أو املــوت جوعـاً مــن شــدة‬ ‫الحصــار الــذي تفرضــه قــوات نظــام األســد‪.‬‬ ‫مأســاة مــا بعدهــا مأســاة‪..‬؛ عــى مــرأى مــن‬ ‫دول العــامل أجمــع‪ ،‬وهــو يدعــي الحضــارة‬ ‫والرقــي والتقــدم‪ ..‬وأيــن الشــعب الســوري‬ ‫مــن كل هــذا وذاك‪ ..‬وســط مــا يجــري عــى‬ ‫األرض الســورية مــن قتــل واعتقــال ومــوت‬ ‫تحــت التعذيــب‪.‬‬ ‫ظهــرت منــذ فــرة صــور آلالف املعتقلــن‬ ‫الســوريني الذيــن قضــوا تحــت التعذيــب يف‬ ‫أبشــع مجــزرة يتعــرض لهــا شــعب يف باكــورة‬

‫القــرن الجديــد‪ .‬مل تقتــر الصــور التــي ال‬ ‫يســتطيع البعــض مشــاهدتها والنظــر عليهــا‪..‬‬ ‫لبشــاعة الصــورة‪ ..‬التــي انتشــلت مــن ‪11000‬‬ ‫صــورة ويزيــد ملعتقلــن مــن بينهــم نســاء‬ ‫وفتيــان تخالهــم يف عــر املجاعــات األوىل‪..‬‬ ‫بينــا تقرحــت أجســادهم التــي باتــت‬ ‫هيــكالً عظمي ـاً‪ ..‬مــع أفــواه مفتوحــة قضــت‬ ‫وأســلمت الــروح بعــد أن كانــت تأمــل بيــوم‬ ‫الخــاص الــذي طــال وطــال دون أن تــرى‬ ‫النــور أو تشــاهد ذويهــا وأهلهــا وأطفالهــا‬ ‫قبــل أن تغمــض العيــون املتأملــة لألبــد‪.‬‬ ‫ظهــر عــى الجثــث حروق ـاً مبــادة كيامئيــة‪..‬‬ ‫عرفــت بأنهــا مــادة األســيد‪ .‬وقــد ظهــرت‬ ‫الوجــوه بــدون أعني‪..‬فقــد تــم إقتالعهــا‪..‬‬ ‫كــا قطعــت األعضاءالتناســلية‪ ..‬هــذا غــر‬ ‫العديــد مــن املشــاهدات التــي ينــأى لهــا‬ ‫جبــن اإلنســانية‪ .‬إن األمــم املتحــدة والعــامل‬ ‫أجمــع مل يســتطع إصــدار ق ـرار إدانــة واحــد‬ ‫يديــن الطاغيــة بشــار األســد ونظامــه‪ ..‬روســيا‬ ‫والصــن ترفــع نقــض الفيتــو وتوقــف أي قـرار‬ ‫ميكــن أن يديــن هــؤالء القتلــة واملجرمــن‪.‬‬ ‫املحكمــة الدوليــة عاجــزة أيضـاً عــن محاكمــة‬ ‫الســفاح األســد لألســباب الســابقة اآلنفــة‬ ‫الذكــر‪ ..‬هــذا مــا حــذا أصحــاب الضمــر‬ ‫الحــي إىل تقديــم الصــور مبــارشة إىل مجلــس‬ ‫الشــيوخ األمريــي وعرضهــا عــى أعضــاء‬ ‫الكونغــرس‪.‬‬

‫نــر الصحفــي األمريــي مايــكل ويــس صــورا ً‬ ‫جديــدة مــن مجموعــة الصــور املرسبــة لـــ ‪11‬‬ ‫ألــف معتقــل ســوري داخــل ســجون الطاغيــة‬ ‫األســد‪ .‬و أظهــرت الصــور الجديــدة جثامــن‬ ‫شــهداء اقتلعــت أعينهــم و أحرقــت وجوههــم‬ ‫مبــادة األســيد الكيامئيــة‪.‬‬ ‫أظهــرت صــورة أخــرى نرشتهــا مجموعــة "‬ ‫تحريــر ســوري " اإلعالميــة‪ ،‬صــورة تظهــر‬ ‫شــخصاً قطعــت أعضائــه التناســلية‬ ‫و كانــت وكالــة أنبــاء األناضــول قالــت يف‬ ‫تقريــر لهــا إن أحــد العنــارص الذيــن خدمــوا‬ ‫‪ 13‬عامـاً يف ســلك الرشطــة العســكرية التابعــة‬ ‫لنظــام األســد‪ ،‬متكــن بالتعــاون مــع عــدد مــن‬ ‫أصدقائــه‪ ،‬مــن إلتقــاط ‪ 55‬ألــف صــورة‪ ،‬لـ ‪11‬‬ ‫ألــف حالــة تعذيــب ممنهــج حتــى املــوت‪،‬‬ ‫قامــت بهــا قــوات النظــام عــى مــدار عامــن‪،‬‬ ‫ضــد معتقلــن مدنيــن لديهــا‪.‬‬ ‫و كشــفت الوثائــق بعــد التدقيــق‪ ،‬أن الضحايا‬ ‫تعرضــوا للتعذيــب وهــم موثوقــو األيــدي‬ ‫ومكبلــو األرجــل‪ ،‬مــع وجــود حــاالت خنــق‬ ‫متعمــد‪ ،‬بواســطة أســاك أو حبــال‪ .‬فضــاً‬ ‫عــن اســتخدام سياســة التجويــع كأســلوب‬ ‫آخــر للمــوت حســب مقولــة الجيــش األســدي‬ ‫( الجــوع أو الركــوع ) حيــث يحــق للمعتقــل‬ ‫ربــع رغيــف مــن الخبــز يومي ـاً ويســتطيع أن‬ ‫يحصــل عليــه مــن كان قريبــاً مــن الســجان‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫ويف جلســة إحاطــة غــر عاديــة أمــام لجنــة‬ ‫الشــؤون الخارجيــة يف مجلــس النــواب‬ ‫الخميــس الفائــت يف ‪2014 /7/31‬‬ ‫وكان "ســيزار" وهــو منشــق عــن جيــش األســد‬ ‫قــام بتصويــر ‪ 11000‬تقريبـاً ويزيــد ملعتقلــن‬ ‫قضــوا تحــت التعذيــب‪ ..‬وقــد قــام هــذا‬ ‫املنشــق الــذي أســمى نفســه ســيزار يلبــس‬ ‫ســرة زرقــاء مــع قبعــة بيســبول ونظــارة‬ ‫شمســية وتع ّمــد إخفــاء وجهــه يك ال يُعــرف‪..‬‬ ‫وقــال بأنــه ســيبقى فقــط شــهر واحــدا ً يف‬ ‫أمريــكا ومــن ثــم ســيغادر إىل جهــة مجهولــة‪.‬‬ ‫وقــد أدىل ســيزار بشــهادته مــن خــال مرتجــم‬ ‫أمــام اللجنــة‪ ..‬مــع عــرض صــور الجثــث‬ ‫املخيفــة التــي وصلــت إىل حــد الهــزال عــر‬ ‫شاشــات التلفــاز املســطحة داخــل الغرفــة‬ ‫الكبــرة‪ .‬وقــال ســيزار أنــه كلــف بتصويــر‬ ‫الجثــث للتحقــق مــن أن أفــراد الجيــش‬

‫أوامــر كبــار الضبــاط حيــث يشــاهدون تلــك‬ ‫الصــور‪ .‬وتابــع‪ :‬غــن املعتدلــن أكــر مــا‬ ‫يظنــه الغــرب وان نظــام األســد أضعــف مــا‬ ‫يعتقــدون‪.‬‬ ‫هــرب ســيزار مــن ســوريا العــام املــايض‬ ‫وســلمت آالف الصــور إىل االمــم املتحــدة وإىل‬ ‫املحققــن وغــى مكتــب التحقيقــات الفــدرايل‬ ‫والتــي قــال عنهــا مســؤولون امريكيــون بانهــا‬ ‫صحيحــة متامـاً يف حــن قــال عنهــا نظام بشــار‬ ‫األســد بأنهــا مزيفــة‪.‬‬ ‫وقــال بعــض النــواب يف الكونغــرس عــى ان‬ ‫اإلدارة األمريكيــة قــد أخطــات بعــدم تســليح‬ ‫املعتدلــن يف املعارضــة الســورية ‪ .‬يف حــن‬ ‫قــال إليــوت إنجــل وهــو نائــب أن الخطــة‬ ‫الجديــدة التــي تقتــي مســاعدة وتدريــب‬ ‫املعتدلــن وتبلــغ قيمتهــا ‪ 500‬مليــون دوالر ما‬ ‫زالــت تنتظــر إذن الكونغرس‪ .‬وأعــرب قائالً أن‬ ‫الصــور البشــعة ســتحفز الجهــود الراميــة إىل‬ ‫تعزيــز الدعــم العســكري األمريــي للمعارضــة‬ ‫الســورية املعتدلــة‪.‬‬ ‫فيــا يــرى محللــون سياســيون أن إلتــزام‬

‫يقتــل يوميـاً نظــام األســد ‪ 100‬مــدين‪ ..‬بينهــم‬ ‫طفــل كل ســاعتني وإمــراة كل ‪ 3‬ســاعات‬ ‫ومبعــدل وســطي يقتــل ‪ 4‬أشــخاص كل ســاعة‪.‬‬ ‫فــإن كانــت الواليــات املتحــدة عاجــزة عــن‬ ‫إســقاط نظــام األســد‪ ..‬واألمــم املتحــدة أيض ـاً‬ ‫ال تســتطيع أن تقــدم األســد وكبــار ضباطــه‬ ‫للمحاكمــة الدوليــة ‪ ..‬والشــعب الســوري مــا‬ ‫زال يقــدم التضحيــات ومل يبخــل بــيء‪ ..‬ال‬ ‫بحياتــه وال بأبنــاءه وال مبنزلــه وشــقاء عمــره‪..‬‬ ‫إذا بقــى الوضــع عــى حالــه بعــد الصــور‬ ‫وعرضهــا عــى اللجنــة األمريكيــة وعــى األمــم‬ ‫املتحــدة‪ ..‬فلكــم اللــه كــا قلتــم يف بدايــة‬ ‫الثــورة ‪ ..‬وعــى الدنيــا الســام‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫ملف العدد‬

‫عنــد رميــه يف الهــواء‪ ،..‬وقــد ذكــر الكثــر مــن‬ ‫املعتقلــن الذيــن كُتبــت لهــم أعــارا ً جديــدة‬ ‫وخرجــوا “أن املعتقــل يجــن قبــل املــوت‪..‬‬ ‫حيــث يبقــى دون طعــام ومــاء و نــوم مــدة‬ ‫تزيــد عــن ‪ 4‬أيــام”‪ .‬وقــد أكــد ناشــطون‬ ‫تعرفــوا عــى املــكان الظاهــر للعيــان يف‬ ‫الصــورة أنــه الفــرع ‪ 215‬يف دمشــق العاصمــة‪.‬‬

‫الســوري كانــوا ينفــذون‬

‫إدارة أوبامــا لتســليح املعارضــن الســوريني‬ ‫املعتدلــن حاليــاً عــى مفــرق طريــق هــام‪.‬‬ ‫يف حــن قامــت املخابـرات املركزيــة األمريكيــة‬ ‫بتدريــب بعــض الجامعــات مــن الجيــش الحر‬ ‫يف األردن ضمــن برنامــج متواضــع لــن يكــون‬ ‫لــه التأثــر عــى أرض املعركــة‪ .‬كــا ويــرى‬ ‫محللــون أن سياســة أوبامــا وتقاعســه عــن‬ ‫إســقاط نظــام األســد الوحــي ســيكون لــه‬ ‫صــداه يف املــدى القريــب وخاصــة ان الصــور‬ ‫قــد القــت أصــداء حســنة لــدى الشــعب‬ ‫األمريــي‪.‬‬


‫رأي‬

‫حكاية شاب سوري‬ ‫خديجة المرعي | مشاركة‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫يــروي لنــا أبــو محمــد وهــو أحــد املجاهديــن‬ ‫يف املنطقــة "ريــف دمشــق" و هــو يف الثالثينات‬ ‫مــن العمــر ومجاهــد مشــهود لــه برباطــة‬ ‫الجــأش والحــزم‪ ،‬يقــول‪ :‬مــن أكــر املواقــف‬ ‫التــي تركــت أثرهــا عنــدي يف هــذه الثــورة‬ ‫موقــف حــدث معــي منــذ عــدة أيــام‬ ‫عندمــا ذهبــت للمرابطــة يف جــرد املنطقــة‬ ‫وذهــب معنــا عــدة مجاهديــن مــن فصيــل‬ ‫آخــر لرنابــط جميعنــا بنقطــة واحــدة ونرصــد‬ ‫تحــركات الجيــش النظامــي ونتصــدى ألي‬ ‫تقــدم لــه‪ ،‬فيــرد ويقــول‪ :‬كان معنــا شــاب‬ ‫يف بدايــة العمــر كان متحمسـاً جــدا ً ويخفــي‬ ‫يف عيونــه الكثــر مــن أتعــاب الزمــن وآالمــه‪،‬‬ ‫تقصــدت أن تكــون نوبتــي بصحبــة هــذا‬ ‫الشــاب اليافــع لنجلــس عــى املرصــد ســوياً‪،‬‬ ‫و بعــد عــدة أســئلة مــع هــذا الشــاب و كان‬ ‫يلقــب "أبــو عــرب" بــدأ يــرد قصتــه فيقــول‪:‬‬ ‫(أبــو عــرب‪ :‬أنــا قصتــي قصــة وليســت كقصة‬ ‫أي شــخص يــا أخــي أبــو محمــد ‪.‬‬ ‫ابو محمد ‪ :‬شو قصدك يا أخي ؟‬ ‫أبــو عــرب‪ :‬لقــد أتيــت اىل الجهــاد غصــب‬ ‫عــن أهــي‪.‬‬ ‫أبــو محمــد ‪ :‬كيــف وشــلون وهــاد الــي‬ ‫حــرام ؟!‬ ‫أبــو عــرب‪ :‬بتعــرف يــا أبــو محمــد كل شــباب‬ ‫ضيعتنــا عملــو تســوية وســلمو ســاحهن‬ ‫وصــارو جيــش دفــاع وطنــي ‪.‬‬ ‫أبــو محمــد ‪ :‬أي صــح وكل املنطقــة بتعــرف‬ ‫هــاد الــي‬ ‫أبــو عــرب‪ :‬انــا ايب قــي رح ظبطلــك وضعــك‬ ‫وعنــا هــاالرض روح اقعــد فيهــا وال تحتــك‬ ‫بهالنــاس الوســخة والقــذرة وتتطبــع عــى‬ ‫اطباعهــن‪.‬‬ ‫أبو محمد ‪ :‬وإنت أكيد رفضت‪.‬‬ ‫أبــو عــرب ‪ :‬مــو بــس رفضــت أنــا دارس‬ ‫بكالوريــا رشيعــة وبفهــم شــوية بالديــن‬ ‫عطيــت أيب أمثلــة وحجــج مــن القــرآن‬ ‫والســنة ومــا رد عليــي‪.‬‬ ‫أبــو عــرب‪ :‬ال وراح حبســني بالبيــت وســكر‬

‫عليــي غرفتــي وقفلهــا و مــا عــاد خــاين إطلع‬ ‫إال عالحــام ويكــون مرافقنــي وضليــت عــى‬ ‫هــي الحالــة ‪ 5‬أيــام‪.‬‬ ‫أبــو محمــد ‪ :‬اللــه أكــر شــو هالعقليــة وشــو‬ ‫هالتــرف هــاد!!‬ ‫أبــو عــرب ‪ :‬بعــد خمــس أيــام ســجن إجــاه‬ ‫أيب تلفــون وإضطــر يطلــع مــن البيــت ووىص‬ ‫أمــي فينــي وقلهــا أوعــك تفتحيلــو البــاب أو‬ ‫تــردي عليــه أو تخليــه يطلــع حتــى لــو بــدو‬ ‫يطلــع عالحــام خليــه يعملهــا بتيابــو وال‬ ‫تطلعيــه فيكمــل حديثــه قائـاً‪ :‬ناديــت عــى‬ ‫أمــي وقلتلهــا يــا أمــي رصيل خمــس ايــام‬ ‫بــدون حــام وريحتــي صــارت بتقتــل خليني‬ ‫أطلــع أتحمــم ووعــد بتحمــم وبرجع لســجني‬ ‫ومــا لــح رضك يــا أمــي فيتابــع حديثــه قائـاً‬ ‫فتحــت يل أمــي البــاب وأدخلتنــي إىل الحــام‬ ‫وبــاب الحــام ال يوجــد لــه قفــل‪ ،‬و وقفــت‬ ‫عــى البــاب تراقــب بأذنهــا وأنــا قمــت بفتــح‬ ‫الــدوش ووضعــت تحتــه كنــزة يل لــي تتوهم‬ ‫أمــي بــأين واقــف تحتــه وفجــأة طــرق بــاب‬ ‫املنــزل ومــا إن ذهبــت أمــي لتضــع حجابهــا‬ ‫وتفتــح البــاب إال وكنــت فاتحـاً بــاب الحــام‬ ‫وراكض ـاً بإتجــاه بــاب منزلنــا وفريــت هارب ـاً‬ ‫مــن املنــزل وفــورا ً خرجــت مــن قريتــي كلهــا‬ ‫وذهبــت إىل أحــد الشــيوخ وأمــراء الحــرب‬ ‫يف املنطقــة ورويــت لــه مــا حــدث معــي‬ ‫بالحــرف ومل أزد ومل أنقــص كلمــة واحــدة‬ ‫بعدمــا إنتهيــت مــن كالمــي بــى الشــيخ‬ ‫حتــى إبتلــت لحيتــه وقــام وضمنــي وإتصــل‬

‫بأحــد قــادة الكتائــب وإســتدعاه عــى الفــور‬ ‫وحــر القائــد وروى لــه قصتــي بالتفصيــل‬ ‫وقــال لــه هــذا الشــب مــن هلــئ صــار أمانــة‬ ‫برقبتــك بتعتــره أخــوك وإبنــك وبتســلمو‬ ‫ســاح وبتدربــه وبتعلمــه كل فنــون الحــرب‬ ‫والقتــال وفع ـاً هــذا مــا فعلــه معــي هــذا‬ ‫القائــد رحمــه اللــه ألنــه إستشــهد اآلن‪ ،‬قــام‬ ‫بتســليمي بندقيــة وجعبــة وثيــاب عســكرية‬ ‫مموهــة وقــدم يل مبلغــا مــن املــال ألشــري‬ ‫حوائجــي الشــخصية وأنــا اآلن أخــرج للجهــاد‬ ‫واملرابطــة تحــت إمرتــه وقــد بايعتــه ولكــن‬ ‫أكــر مــا يحزننــي هــو خطيبتــي التــي تركتهــا‬ ‫خلفــي وأنــا أحبهــا منــذ كنــا يف الصــف‬ ‫الســابع اإلعــدادي ومل أبــح لهــا بحــرف حتــى‬ ‫الصــف التاســع‪ ،‬ســنتني مــن الحــب دون أن‬ ‫أبــوح لهــا مبشــاعري تجاههــا وقــد تقدمــت‬ ‫لخطبتهــا يف بدايــة الثــورة وإرتبطنــا بشــكل‬ ‫رســمي‪ ،‬وقلبــي دامئـاً مــع أمــي وأســأل نفيس‬ ‫مــاذا فعــل أيب معهــا عندمــا علــم بهــرويب ‪،‬‬ ‫هل وبخها ؟‬ ‫هل صفعها ؟‬ ‫هل شتمها ؟‬ ‫هل هددها ؟‬ ‫كل مــا أعلمــه اآلن هــو أين أردت الجهــاد‬ ‫يف ســبيل اللــه ومل أتقصــد عصيــان والــدي‬ ‫إســتنادا ً‬ ‫لقولــه تعــاىل ( وأن جاهــداك لتــرك مبــا‬ ‫ليــس بــه علــم فــا تطعهــا)‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫د سماح هدايا | أوكسجين‬

‫عليــه باإلعــدام ون ّفــذه‪ .‬يف لحظــة دراميــة مــن‬ ‫أشــد األحــداث واملشــاهد تأثـرا وإيالمــا وقــوة‬ ‫‪.‬‬ ‫الفيلــم يصــور فظائــع مروعــة وأشــكال‬ ‫تعذيــب مريعــة يرتكبهــا الجنــود الربيطانيــون‬ ‫وقواتهــم العســكرية يف املدنيــن اإليرلنديــن‬ ‫العــ ّزل‪ ،‬ويرصــد وحشــية ال تعــرف رحمــة‬ ‫فيفتــح‬ ‫الجــراح بعنــف وجــرأة‪ .‬ويصــور بواقعيــة‬ ‫شــديدة إرهــاب الجنــود اإلنجليــز وهــم‬ ‫يقتلــون الثــوار اإليرلنديني‪...‬ثــم يصور وحشــية‬ ‫االقتتــال األهــي ؛ لك ّنــه يعطــي قيمــة كبــرة‬ ‫لبســالة الرجــال الثــوار وبطوالتهــم ‪ ،‬ولشــجاعة‬ ‫نســاء الريــف االيرلنــدي اللــوايت يقمــن بــأدوار‬ ‫كبــرة يف دعــم الثــورة ومســاعدة الثــوار‬ ‫وتوفــر املــأوى واملــأكل والســاح احيانــا‪.‬‬ ‫كــا يفســح للحــب والعاطفــة مجــاال شــفافا‬ ‫وعميقــا ملنــح املشــهد املأســاوي الدمــوي‬ ‫فســحة أمــل وقطعــة جــال خــارج الســياق‬ ‫املوجــع ‪ ،‬وخــارج األمكنــة املحبوســة يف بــؤس‬ ‫وضيــق نظــر‪ ،‬عــر امتــداد الحقــول البديعــة‬ ‫التــي تســحر الناظــر بعنــارص جاملهــا‬ ‫لعــل األقــوى يف خطــاب الفيلــم وإبداعــه‬ ‫إملشــهدي ليــس فقــط يف الشــاعرية‬ ‫والشــعرية‪ ،‬بــل الــروح التســجيلية الشــفافة‬ ‫املســتندة إىل وقائــع تاريخيــة موث ّقــة ودقيقــة‬ ‫عــن الثــورة اإليرلنديــة ضــد قــوات االحتــال‬ ‫الربيطانيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل توخــي األصالــة‬ ‫والدقــة التاريخيــة يف إنجــاز الفيلم‪..‬ورغــم‬ ‫الحــزن املقيــت ومشــهد إعــدام فــظ وحــي‬ ‫يبقــى هنــاك أفــق لألمــل يف الكفــاح اإلنســاين‬ ‫مــن أجــل الحريــة والعــدل ومقاومــة الظلــم‬ ‫والغطرســة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الفيلــم اإلنجليــزي (الريــح التــي تهــز‬ ‫القــش"‪The Wind That Shakes the‬‬ ‫‪)"Barley‬الــذي أخرجــه الربيطــاين "كــن‬ ‫لوتــش" وأنتجــه عــام ‪ 2006‬ورجــع فيــه إىل‬ ‫املــايض إىل انتفاضــة أيرلنــدا يف العرشيــن مــن‬ ‫القــرن العرشيــن‪ ،‬ليصــور الــراع واملقاومــة‬ ‫املســلحة يف إيرلنــدا ضــد االحتــال الربيطــاين‪،‬‬ ‫هــو فيلــم رائــع مذهــل يف واقعيتــه االجتامعية‬ ‫والنفســية ويف خطابــه الوجــداين داخــل ســياق‬ ‫ســيايس‪ ...‬لكنــه مخيــف مرعــب حتــى الصدمة‬ ‫يف رهافــة صدقــه يف تصويــر الحقيقــة ورصــد‬ ‫الجانــب اإلنســاين للــراع ضــد االحتــال‬ ‫والظلــم ‪.‬‬ ‫كنــت شــاهدت الفيلــم‪The Wind That‬‬ ‫‪ Shakes the Barley‬منــذ ســنوات قبــل‬ ‫عرضــه يف منتــدى مــداد الســيناميئ‪ ،‬حــن‬ ‫صفعنــي يف الصميــم أول مــرة‪ ،‬فوجــدت‬ ‫نفــي عاجــزة عــن كبــح الغضــب واألمل‪ ،‬وعــن‬ ‫منــع التــأيس مــن هــول املأســاة اإلنســانية‬ ‫واألخالقيــة والسياســية التــي يرصدهــا الفيلــم‬ ‫وينقلهــا لعــن املشــاهد وقلبــه ‪...‬‬ ‫اآلن‪ ،‬وبفعــل األحــداث العظيمــة يف أوطاننــا‪،‬‬ ‫أعــود الســرجاع ذاكــرة الفيلــم ومشــاهدته‬ ‫مــن جديــد‪ ،‬لكــن بنقــد موضوعــي واســتصار‬ ‫وســعت اآلالم خارطــة الصــر‬ ‫وجــداين ‪،‬بعــد أن ّ‬ ‫يف مســاحة أرواحنــا وحواســنا وتجاربنــا‪ ...‬يف‬ ‫الفيلــم محــاكاة لواقعنــا وإنســاننا وبعــض‬ ‫حربنــا الرشســة‪...‬أقف عنــد الفيلــم قليــا‪،‬‬ ‫مــن أجــل تأمــل مشــهدنا الســيايس واإلنســاين‬ ‫واألخالقــي بحقيقتــه العاريــة الصادمــة مــن‬ ‫دون تجميــل ومــن دون أقنعة‪...‬فالفيلــم‪،‬‬ ‫يف معظــم مشــاهده وخطابــه‪ ،‬وخصوصــا‬ ‫يف مشــهد قتــل األخ الثائــر ألخيــه يحاكينــا‬ ‫ويكتــب عــن جــزء مــن مأســاتنا وحربنــا‬ ‫ورضاوة معركتنــا‪.‬‬ ‫ال يكتفــي الفيلــم‪ ،‬كــا قيــل عنــه‪ ،‬يوضــع‬ ‫الوضــع الخطــوط الحم ـراء حتــى اليتجاوزهــا‬ ‫اإلنســان والثائــر واملقاتــل ‪..‬وال يكتفــي بــدق‬ ‫أجــراس اإلنــذار والخطــر‪ ...‬بــل يكشــف‬ ‫بقســوة شــديدة عــن وحش ـ ّية الجرميــة التــي‬ ‫يؤســس لهــا نظــام القهــر الســيايس الطغيــاين‪،‬‬ ‫للتوســع الشــيطاين يف ظــل الحــروب‬ ‫ويطلقهــا ّ‬

‫األهليّــة‪ ،‬التــي تســتطيع‬ ‫فــك اللحمــة اإلنســانية‬ ‫وتنجــح‬ ‫والوطنيّــة‬ ‫يف تقســيم املجتمــع‬ ‫و تفتيــت الشــعب‬ ‫والعوائــل‪ ،‬ويف تحويــل‬ ‫اإلنســان إىل عــدو رشس‬ ‫ألخيــه بالــدم واللحــم‪..،‬‬ ‫حــن نــرك األخ يقتــل‬ ‫أخــاه بوحشــية ال نظــر‬ ‫لهــا غــر عــاىبء بــأي مــن‬ ‫روابــط األخــ ّوة‪..‬‬ ‫األخــوان البطــان يف الفيلــم تشــاركا املصــر‬ ‫والحيــاة والنضــال وحاربــا جنبــا إىل جنــب‬ ‫ضــد قــوات االحتــال يف وحــدات املقاومــة‬ ‫يف الجيــش الجمهــوري اإليرلنــدي الــذي كان‬ ‫يتصــدى للقــوات الربيطانيــة ويحــارب مــن‬ ‫أجــل نيــل الحريــة واالســتقالل ‪..‬وخاضــا أشــد‬ ‫اآلالم معــا ‪.....‬ولكــن بعــد توقيــع االيرلنديــن‬ ‫معاهــدة مــع االنجليــز متنــح إيرلنــدا اســتقالال‬ ‫منقوصــا مرشوطــا‪ ،‬تصاعــد ال ـراع ليصطــدم‬ ‫الثــوار ببعضهــم‪ ،‬وهنــا تبــدأ املشــكلة الكبــرة‬ ‫بالتــأزّم وتحريــك الفيلــم‪ .‬فيبــدأ االنقســام‬ ‫ويتحــول االنقســام والــراع بــن أخــوة‬ ‫الســاح والنضــال واملعانــاة بــن‪:‬‬ ‫ الذيــن يــرون ان املعاهــدة تطيــح بأحــام‬‫الحريــة والعدالــة وتبقــي إيرلنــدا الشــالية‬ ‫تحــت االحتــال االنجليــزي وتحــت الــوالء‬ ‫للملــك الربيطــاين‪ ،‬فريفضــون هــذه االتفاقيــة‬ ‫لتناقضهــا مــع طموحاتهــم وأحالمهــم يف‬ ‫اســتقالل كامــل ويف تأســيس جمهوريــة عادلــة‬ ‫اجتامعيــا واقتصاديــا‪...‬‬ ‫ وبــن الذيــن يــرون أن املعاهــدة مقبولــة‬‫تتيــح بنــاء كيــان ســيايس إيرلنــدي وســلطة‬ ‫تحافــظ عــى مصالحهــم وتحميهــم مــن نتائــج‬ ‫ســيئة لحــرب شــاملة غــر متكافئــة تشــنها‬ ‫بريطانيــا عليهــم‪ .‬وراحــوا يشــكّلون حكومــة‬ ‫ورشطــة تقــوم مبالحقــة الرافضــن للمعاهــدة‬ ‫‪ ،‬وتتهمهــم باالنشــقاق والعمــل عــى تدمــر‬ ‫الكيــان الســيايس اإليرلنــدي الجديــد؛ فيلقــى‬ ‫األخ داميــان مــن رجــال الفريــق األول الرافــض‬ ‫لالستســام مرصعــه يف مشــهد وحــي‪ ،‬عــى‬ ‫يــدي شــقيقه "تيــدي" مــن رجــال الفريــق‬ ‫الثــاين املوقــع عــى املعاهــدة ‪ ،‬عندمــا حكــم‬

‫رأي‬

‫السورية؟‬ ‫من سيكتب قصة الريح التي هزت األرض‬ ‫ّ‬


‫رأي‬

‫اإلئتالف والدرب الجديد‬ ‫وائل علي | مشاركة‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫يصــدق كثــرا ً يف وصــف الوضــع‬ ‫مــا قالــه "ياســين ســويحة" يف مقاله‬ ‫منــذ أســابيع‪" :‬يعيــش االئتــاف‪،‬‬ ‫ككيــان سياســوي افتراضــي‪ ،‬فــي واقـ ٍـع‬ ‫ال يشــبه وقائــع مــا يجــري فــي الداخــل‬ ‫الســوري فــي شــيء‪ .‬ال إيقـ ُـاع ّ‬ ‫تحركــه‬ ‫يتناســق مــع مجريــات الداخــل‪ ،‬وال‬ ‫فداحــة النكبــات الكبــرى التــي وقعــت‬ ‫علــى رؤوس الســوريين ترتـ ّـد فــي‬ ‫أدائــه السياســي‪ .‬الســوريون‪ ،‬مــن‬ ‫ُيتابــع منهــم أخبــار االئتــاف‪ ،‬علــى‬ ‫ّ‬ ‫موعــد مــع ضجيــج دوري كلمــا اجتمــع‬ ‫أعضــاؤه لـ«انتخــاب» رئيــس جديــد‬ ‫لــه‪ ،‬ضجيــج َيصــدر ُويســمع فــي واقــع‬ ‫ســريالي‪ ،‬ليتــه كان واقعــا موازيــا‬ ‫بأقــل درجــات التــوازي‪ .‬ال أخبــار‬ ‫عــن االئتــاف بالــكاد إال المشــاحنات‬ ‫ّ‬ ‫وتغيــر‬ ‫والخصومــات والمكائ ـد‪،‬‬ ‫اصطفافــات وتحالفــات أعضائــه‬ ‫كأفــراد‪ ،‬أو الكيانــات ُاله ّ‬ ‫الميــة – كــي‬ ‫ال نسـ ّـميها ّ‬ ‫وهميــة – التــي ُيفتــرض‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أنهــا ت ّكونــه‪ .‬يجــري كل هــذا وســط‬ ‫ّ‬ ‫ضبابيــة ووراء كواليــس مثيــرة للريبــة‬ ‫وللغضــب‪ ،‬علــى مــاذا يختلفــون؟ علــى‬ ‫مــاذا يتفقــون؟ لمــاذا يتحالــف هــذا‬ ‫مــع ذاك اليــوم؟ لمــاذا خاصــم هــذا‬ ‫ذاك أمــس؟ وهــل ســتعود الخصومــة‬ ‫غ ـدًا؟‪".‬‬ ‫اإلئتــاف الوطنــي لقــوى الثــورة‬ ‫واملعارضــة الســورية والــذي‬ ‫تأســس عــى هيكليــة املجلــس‬ ‫الوطنــي لتنفيــذ أحــام وآمــال‬ ‫الســوريني بالخــاص مــن نظــام‬ ‫بشــار األســد الــذي مــا فتــئ‬ ‫يقتــل الســوريني ويذبــح أطفالهــم‬ ‫ويســتحيي نســاءهم‪ .‬تــم انتخــاب‬ ‫الســيد هــادي البحــرة وتأمــل‬ ‫الجميــع خــرا ً فالرجــل والحــق‬ ‫يقــال نزيــه ورشيــف‪ ..‬ويهمــه‬ ‫مصلحــة الســوريني قبــل كل يشء‪.‬‬ ‫وجــاءت زيارتــة لعائلــة الشــهيد‬

‫أبــو الفـرات لتؤكــد مــا يــدور وراء‬ ‫الكواليــس عــن ســمعة الرجــل‬ ‫الحســنة‪ .‬وبالفعــل زار هــادي‬ ‫البحــرة العائلــة املفجوعــة ووعــد‬ ‫مــا وعــد مــن تســوية الوضاعهــم‬ ‫ومنــح راتــب شــهري للعائلــة‬ ‫حتــى تعيــل نفســها وأطفالهــا‪.‬‬ ‫هكــذا‪ ،‬تتكــرر التجربــة التــي‬ ‫صــارت ِســم ًة لعمــل االئتــاف‪،‬‬ ‫خمســ ُة أشــهر مــن الجمــود‬ ‫يتلوهــا شــه ٌر مــن املباحثــات‬ ‫والصفقــات واملنــاورات الكثيفــة‬ ‫(والشرســة أحيانــا) التــي تهــدف‬ ‫فقــط للوصــول إىل قيــادة‬ ‫االئتــاف مــع نهايــة الشــهر‬ ‫الســادس‪ .‬والــكل يــرر لنفســه‬ ‫ولآلخريــن أنــه مــا إن يصــل إىل‬ ‫مقعــد القيــادة‪ ،‬فإنــه ســيعمل‬ ‫للســوريني وثورتهــم‪ ،‬ثــم تعــود‬ ‫األمــور إىل الجمــود‪.‬‬ ‫تأليــف ُمعلقــ ٍة‬ ‫وال يفيــد يف يشء‬ ‫ُ‬ ‫هجائيــ ٍة أخــرى لالئتــاف‪ ،‬رغــم‬ ‫أن غالبيــة أعضائــه ال يفهمــون‬ ‫مــن أي ٍ‬ ‫نقــد ســوى أنــه يهــدف‬ ‫للتهجــم واالتهــام‪ ،‬ولهــذا فاألرجــح‬ ‫أال ميتلكــوا الصــر عــى قــراءة‬ ‫ٍ‬ ‫نقــد موجــ ٍه إليــه‪ ،‬فضــاً‬ ‫أي‬ ‫عــن إمكانيــة االســتفادة منــه‬ ‫يف قليــلٍ أو كثــر‪ .‬والنتيجــ ُة‬ ‫الرسيعــة واملبــارشة هــي اتهــا ُم‬ ‫كل مــن يُوج ـ ُه النقــد بالخصومــة‬ ‫الشــخصية وتصفيــة الحســابات‬ ‫وغــر ذلــك مــن االتهامــات‬ ‫الجاهــزة امل ُعلَّبــة‪ ،‬واالسـراح ُة مــن‬ ‫عنــاء التفكــر‪ ،‬والعــودة لالنشــغال‬ ‫مبســرتهم املألوفــة‪.‬‬ ‫بغــض النظــر عــن معــاين هــذه‬ ‫َّ‬ ‫املامرســة‪ ،‬هنــاك مســؤولية كبــرة‬ ‫جــدا ً تقــع عــى القيــادة الجديــدة‬ ‫لالئتــاف لتواجــه تحديـ ٍ‬ ‫ـات عديدة‪،‬‬ ‫بعضُ هــا ينبــع مــن تركيبــة االئتــاف‬ ‫وثقافتــه‪ ،‬يف حــن ينبثــق بعضهــا‬ ‫اآلخــر مــن الظــروف التــي البســت‬

‫وصولهــا إىل موقعهــا القيــادي‪.‬‬ ‫ـ مثــة أوالً املعنــى الكامــن يف‬ ‫االنقــاب الجــذري يف التحالفــات‪،‬‬ ‫والــذي أدى إىل النتيجــة الجديــدة‪،‬‬ ‫انقــاب مــن النقيــض‬ ‫وهــو‬ ‫ٌ‬ ‫إىل النقيــض‪ ،‬يعــرف الجميــع‬ ‫تفاصيلــه الغرائبيــة‪ .‬لــن نناقــش‬ ‫هنــا دالالت هــذا املوضــوع فيــا‬ ‫يتعلــق بالقيــم واملبــادئ‪ ،‬إذ يبــدو‬ ‫أن هــذه األخــرة مل تعــد ذات‬ ‫عالقــة بالفكــر الســيايس الســائد‬ ‫يف االئتــاف‪ ..‬وإمنــا يكمـ ُن الخطــر‬ ‫يف دالالتهــا العمليــة فيــا يتعلــق‬ ‫باملســتقبل‪ .‬فحــن تحــدثُ مثــل‬ ‫هــذه االنقالبــات لحســابات‬ ‫ومصالــح انتخابيــة بحتــة هــذه‬ ‫املــرة‪ ،‬كــا يف مـر ٍ‬ ‫ات ســابقة‪ ،‬فــإن‬ ‫هــذا يعنــي إمكانيــة حصولهــا‬ ‫دومـاً يف أول موقـ ٍ‬ ‫ـف تتضــارب فيه‬ ‫تلــك الحســابات واملصالــح‪ .‬ومــن‬ ‫املعرفــة بشــؤون االئتــاف‪ ،‬فقــد‬ ‫يحــدث هــذا أقــرب مــا يتصــور‬ ‫الكثــرون‪ ،‬األمــر الــذي يُصيــب أي‬ ‫مبــادرات جديــة بالشــلل‪ ،‬ويجعــل‬ ‫القيــادة دامئـاً محكومـ ًة بالحفــاظ‬ ‫ٍ‬ ‫توازنــات ميكــن تأمينهــا‬ ‫عــى‬ ‫بالســلبية وانعــدام املبــادرة‪،‬‬ ‫أكــر بكثــر مــن ضامنهــا بالفعــل‬ ‫اإليجــايب امل ُبــادر‪.‬‬ ‫ـ عــى ســبيل املثــال‪ ،‬ليــس لدينــا‬ ‫أي عامــلٍ شــخيص ضــد أعضــاء‬ ‫الهيئــة الرئاســية الجديــدة‪ ،‬لكــن‬ ‫معرفتنــا بهــم تؤك ـ ُد بــأن تركيبــة‬

‫الهيئــة هــي أبعــد مــا تكــون عــن‬ ‫التجانــس‪ ،‬عــى املســتوى الفكــري‬ ‫والشــخيص والخلفيــة الثقافيــة‬ ‫والقــدرات التنظيميــة واإلداريــة‪.‬‬ ‫تجانــس ُيثــل الــرط‬ ‫وهــو‬ ‫ٌ‬ ‫األول إلمكانيــة إحــداث أي نقلــ ٍة‬ ‫مؤسســي ٍة‪ ،‬مطلوبــة منــذ زمــن‪ ،‬يف‬ ‫عمــل االئتــاف الحــايل‪.‬‬ ‫رغــم هــذا‪ ،‬ورغــم أن رئيــس‬ ‫االئتــاف محكــو ٌم بشــكلٍ أو بآخــر‬ ‫بأعــراف االئتــاف وتحالفاتــه‪،‬‬ ‫إال أن مثــة أفقــاً ُيكــن أن يُفتــح‬ ‫إذا مــا بــادر إىل الخــروج‪ ،‬بشــكلٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خطــط ومتــوازنٍ ومــدروس‪،‬‬ ‫ُم‬ ‫مــن حصــار هيكليــة االئتــاف إىل‬ ‫فضــاء املجتمــع الســوري الواســع‬ ‫املؤيــد للثــورة‪ ،‬بــكل مــا فيــه‬ ‫مــن طاقــات وخـرات وإمكانــات‪.‬‬ ‫وهــؤالء يُعــدون باملئــات عــى‬ ‫األقــل‪ ،‬مل يســتطع االئتــاف يوم ـاً‬ ‫أن يوظــف طاقتهــم اإليجابيــة‪،‬‬ ‫بــل إن مامرســاته ومواقفــه‬ ‫عملــت عــى تحييدهــا أو تحويلها‬ ‫إىل طاقــ ٍة ســلبية ضــده عمليــاً‬ ‫ونفســياً وإعالميــاً‪.‬‬ ‫اليــوم تفــاءل الجميــع ‪..‬‬ ‫واســتبرشوا خــرا ً‪ ..‬فالســوريون‬ ‫يبحثــون عــن بريــق أمــل جديــد‬ ‫بعــد ان توحــدت الكتائــب‬ ‫املســلحة تحــت رايــة واحــدة‬ ‫وباتــت مثــار هــذا التوحــد يظهــر‬ ‫عــى ســاحة املعــارك امليدانيــة‬ ‫أينــا كانــت يف ســوريا الثائــرة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫بروفايل‬

‫"الخطيب" ونهاية النزاع السوري‬ ‫بيروت | أوكسجين‬

‫أحمــد معــاذ الخطيــب الحســني ولــد يف‬ ‫دمشــق‪ ،‬ســنة ‪ 1960‬م‪ ,‬أنتخــب رئيســا‬ ‫لالئتــاف الوطنــي الســوري لقــوى املعارضــة‬ ‫والثــورة بالتزكيــة يف ‪ 2012/11/11‬و يف‬ ‫‪ 2013/3/24‬اعلــن اســتقالته ليتمكــن مــن‬ ‫العمــل بحريــة عــى حــد قولــه‪ ,‬وهــو خطيــب‬ ‫و داعيــة ســوري و تــم اعتقالــه عــدة مــرات‬ ‫مــن قبــل االمــن الســوري ســنتي ‪2011‬و ‪2012‬‬ ‫عــى خلفيــة دعمــه للحـراك الســلمي املطالــب‬ ‫باســقاط نظــام بشــار االســد‪.‬‬ ‫بعــد عــدة مــرات مــن االعتقــال متكــن‬ ‫خطيــب املســجد االمــوي مــن الهــرب مــن‬ ‫ســوريا يف شــهر متــوز ‪ , 2012‬بعدهــا انتخــب‬ ‫الخطيــب رئيســا لالئتــاف الوطنــي لقــوى‬ ‫الثــورة واملعارضــة الســورية وهــو ائتــاف مــن‬

‫جامعــات املعارضــة التــي تشــكلت يف نفــس‬ ‫اليــوم ‪ ,‬وكان الخطيــب قــد طــرح مبــادرة‬ ‫للحــوار مــع النظــام يف شــباط ‪ 2013‬والتــي‬ ‫رفضهــا النظــام بــدوره واعتربهــا االئتــاف‬ ‫مبــادرة فرديــة ‪ ,‬كــا دعــا الخطيــب املجتمــع‬ ‫الــدويل لتســليح الجيــش الحــر ‪ ,‬وقــد قــام‬ ‫الخطيــب أثنــاء ترأســه االئتــاف بزيــارة ريــف‬ ‫حلــب‪,‬و بعدهــا اعلــن اســتقالته مــن االئتــاف‪.‬‬ ‫الشــيخ معــاذ ينفــي صفــة املبــادرة عــن‬ ‫دعوتــه األخــرة‪ ,‬عندمــا أســاها بالعيديــة وال‬ ‫ادري مــاذا يقصــد بهــذه التســمية ”معايــدة‬ ‫للشــعب الســوري”‪ ,‬هــذا الشــعب الــذي عــاىن‬ ‫األمريــن عــى مــدى ‪ 4‬ســنوات مــن القمــع‬ ‫والتنكيــل والتهجــر‪ ,‬دعــوة الخطيــب هــي‬ ‫محاولــة للعــودة اىل الســاحة السياســية كزعيــم‬ ‫يحــرص عــى مصلحــة الســوريني‪ ,‬مــا يثــر‬ ‫التســاؤل هــو توقيتهــا والجهــات التــي دفعــت‬ ‫باتجــاه عــودة الخطيــب بهكــذا مبــادرة‪.‬‬ ‫مل تكــن املبــادرة األخــرة التــي أعلــن‬ ‫عنهــا الخطيــب أقــل انتشــارا ً أو‬ ‫إثــار ًة للجــدل مــن ســابقاتها‪،‬‬ ‫إذ جاء يف املبادرة املنشــورة‬ ‫مطلــع عيــد الفطــر‬ ‫املنــرم خمســة نقــاط‬ ‫أساســية عامــة‪ :‬رفــض‬ ‫التقســيم‪ ،‬رفــض التبعيــة‬ ‫للمشــاريع اإلقليميــة‬ ‫والدوليــة‪ ،‬إعــاء املصلحــة‬ ‫الوطنيــة الســورية عــى‬ ‫مصالــح النظــام واملعارضــة‬ ‫الســوريني‪ ،‬وقــف االقتتــال‬ ‫والحــرب والدمــار‪،‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫التوصــل إىل حــل توافقــي يفــي إىل تنحيــة‬ ‫النظــام واملعارضــة مبــا يضمــن تحقيــق العدالــة‬ ‫االنتقاليــة‪.‬‬ ‫فيــا انقســم الشــارع الســوري إزاء املبــادرة إىل‬ ‫ثالثــة أطـراف مختلفــة عــى األقــل‪.‬‬ ‫فالطــرف األول يرفــض املبــادرة مــن حيــث‬ ‫املبــدأ‪ ،‬إذ يــرى البعــض أنــه يف نهايــة املطــاف‬ ‫ال بــد أن “ينتــر” صاحــب القضيــة “املحقــة”‪،‬‬ ‫وأي حــل وســطي توافقــي هــو مرفــوض‪ .‬طبعـاً‬ ‫هــذا الــكالم ينطبــق عــى كلٍ مــن مؤيــدي‬ ‫النظــام الســوري ومعارضيــه أو حتــى منــارصي‬ ‫تنظيــم “داعــش”‪.‬‬ ‫أمــا الطــرف الثــاين فيقبــل باملبــادرة مــن حيــث‬ ‫املبــدأ ويرفضهــا مــن حيــث التطبيــق‪،‬ألن‬ ‫تطبيقهــا و بحســب اصحــاب هــذا الطــرف‬ ‫رضب مــن رضوب املســتحيل إزاء مــا يحــدث‬ ‫عــى أرض الواقــع‪.‬‬ ‫وأخ ـرا ً هنــاك طــرف قبــل مببــادرة الخطيــب‬ ‫مبــدأً وتطبيقـاً‪ ،‬باعتبارهــا الحــل الوحيــد الــذي‬ ‫قــد ينقــذ ســوريا‪ ،‬وبكونهــا تتموضــع يف إحــدى‬ ‫نقــاط التقاطــع القليلــة بــن املصالــح بعيــدة‬ ‫املــدى لــكلٍ مــن معــاريض النظــام الســوري‬ ‫ومؤيديــه‪ ،‬ولــو كان هــذا التقاطــع يتطلــب‬ ‫تصالــح املؤيديــن واملعارضــن مــع حقيقــة‬ ‫أن مــا وصلــت إليــه ســوريا اليــوم كان نتــاج‬ ‫أخطــاء الطرفــن ورفــض أحدهــم تقبــل اآلخــر‪.‬‬ ‫ولــو وضعنــا مبــادرة الخطيــب عــى مقيــاس‬ ‫الواقــع لوجدنــا ان كالً مــن االئتــاف والنظــام‬ ‫الســوريني قــد أجابــا بالرفــض مــن حيــث‬ ‫تجاهلهــا العلنــي للمبــادرة مــن أساســها‪ ,‬يف‬ ‫حــن نجــد قبــول شــعبيا لهــذه املبــادرة لعلهــا‬ ‫تكــون طــوق النجــاة املنتظــر النهــاء الحــرب‪.‬‬ ‫بالنهايــة ال مبكننــا الجــزم بفشــل او نجــاح هذه‬ ‫املبــادرة لكنهــا لــن تكــون اوفــر حظــا مــن‬ ‫ســابقاتها بســبب صعوبــة الوضــع‬ ‫الداخــي و التداخــل الكبــر‬ ‫ملصالــح الــدول العامليــة‬ ‫و االقليميــة يف الحــرب‬ ‫املســتمرة مــن أكــر‬ ‫مــن ثــاث ســنوات‬ ‫يف ســورية ‪..‬‬


‫رأي‬

‫االمل‪ ..‬أصنعه ال تنتظره‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬ ‫الظــام ال وجــود لــه‪ ...‬ال كيــان لــه‪ ...‬فــا يعــم‬ ‫الظــام يف مــكان حتــى يغيــب عنــه النــور‪...‬‬ ‫وكذلــك اليــأس ال يحــل يف النفــس ويســيطر‬ ‫عليهــا إال عندمــا يطــوي األمــل رشاعــه ويرحــل‬ ‫عندهــا تغــرق الــروح يف بحــر متالطــم مــن‬ ‫اليــأس والقنــوط‪...‬‬ ‫وكــا أن شــعاع النــور يتســلل مــن الثقــوب‬ ‫الصغــرة ليــيء األمكنــة الكبــرة‪ ...‬كذلــك‬ ‫األمــل يكفــي أن نفســح لــه يف أنفســنا مدخـاً‬ ‫صغــرا ً لينــر نفوســنا ويــيء أرواحنــا‪...‬‬ ‫واليــوم يف ظــل واقــع نعيشــه كل مــا فيــه‬ ‫يدعــو إىل املشــاعر الســلبية‪ ..‬نجــد أنفســنا‬ ‫أمــام واجــب رشعــي وأخالقــي وإنســاين يحملــه‬ ‫كل منــا تجــاه نفســه أوالً وتجــاه مــن يعيــش‬ ‫ٌّ‬ ‫معهــم‪ ،‬وتجــاه هــذه األرض التــي بُذلــت مــن‬ ‫أجــل حريتهــا الدمــاء‪...‬‬ ‫هــذا الواجــب هــو‪ :‬أن نفســح لألمــل مدخ ـاً‬ ‫يف نفوســنا‪ ...‬ألننــا إن مل نفعــل فمشــاعر اليــأس‬ ‫والخيبــة ســتودي بنــا إىل الهزميــة‪ ...‬وبذلــك‬ ‫نكــون قــد فرطنــا بــكل مــن ضحــى و ُخ َّنــا‬ ‫الدمــاء والتضحيــات‪...‬‬ ‫ولكــن الســؤال اآلن هــو كيــف؟ كيــف نفســح‬ ‫لألمــل هــذا الطريــق وليــس يف واقعنــا مــا‬ ‫يســاعد عــى ذلــك؟‪...‬‬ ‫الجواب‪ :‬يكون ذلك بأن‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬نعــي أن مــا نحــن فيــه حالــة برشيــة‬

‫طبيعيــة ليســت بســبب ج ـ ٍن فينــا أو خــوف‬ ‫أو انكســار‪. ..‬بــل هــو الزلــزال الــذي أصــاب‬ ‫َمــن كان قبلنــا ممــن قــال عنهــم اللــه تعــاىل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ ْ َّ َ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫*(أ ْم َح ِسـ ْـبت ْم أ ْن ت ْدخلــوا ال َجنــة َول َّمــا َيأ ِتكـ ْـم َمثــل‬ ‫ْ ْ​ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ال ِذيـ َـن خلـ ْـوا ِمـ ْـن ق ْب ِلكـ ْـم َم َّســت ُه ُم ال َبأ َسـ ُـاء َوالضـ َّـر ُاء‬ ‫ُ ْ ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َوزل ِزلــوا َحتــى َيقــول َّالر ُســول َوال ِذيـ َـن َآمنــوا َم َعـ ُـه‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َمتــى ن ْصـ ُـر اللـ ِـه أل ِ إ َّن ن ْصـ َـر اللـ ِـه ق ِريـ ٌـب *(‪214‬‬ ‫البقــرة)‬ ‫إنــه الزل ـزال الــذي يبــدأ مــن أفــكار اإلنســان‬ ‫ويتــوزع إىل أرجــاء نفســه‪ ..‬يقــول لهــا‪ :‬إىل‬ ‫متــى!! أنحــن منتــرون حقــاً‪ !!..‬مــن أجــل‬ ‫مــاذا كان كل هــذا العنــاء؟!! ملــاذا نضحــي؟‬ ‫وإىل متــى سنســتمر بتحمــل البــاء!! ‪...‬‬ ‫وهــذا حالــة برشيــة طبيعيــة‪ ،‬ولكــن‬ ‫اســتمرارها واســتفحالها يف النفــس حتــى تنــال‬ ‫مــن إمياننــا والعيــاذ باللــه هــو مــا يجــب أن‬ ‫مننــع حدوثــه‪...‬‬ ‫ثانيــاً‪ :‬نبحــث عــن طريقــة ننفِّــس بهــا عــن‬ ‫غضبنــا وأملنــا وأحزاننــا‪ ...‬يقــول علــم النفــس‪:‬‬ ‫إن التنفيــس عــن الغضــب واألمل والحــزن‬ ‫يكــون بوســائل عديــدة‪ ...‬منهــا الــراخ‬ ‫والبــكاء‪ ...‬وقــد علمنــا القــرآن الكريــم منهج ـاً‬ ‫للتنفيــس عــن أحزاننــا وآالمنــا تتمثــل يف قــول‬ ‫ســيدنا يعقــوب عليــه الســام‪( :‬إمنــا أشــكو‬ ‫بثــي وحــزين إىل اللــه)‬ ‫إذن مــن الطــرق املريحــة يف تفريــغ األمل‬ ‫الوقــوف بــن يديــه ســبحانه‪ ،‬مبناجاتــه‪،‬‬

‫بشــكوى األمل إليــه ‪ ،‬بالتــوكل عليــه‪ ،‬باحتســاب‬ ‫أوجاعنــا عنــده وطلــب األجــر منــه‪.‬‬ ‫ثالثــاً‪ :‬الرتويــح عــن قلوبنــا مــن خـــــال‬ ‫ممــــــارسة العمــــــــل الــذي نتقنــه ونحبــه‪...‬‬ ‫قــد يكــون هواي ـ ًة لنــا‪ ...‬كالرياضــة أو الرســم‬ ‫أو الخياطــة أو طهــو الطعــام أو اللعــب عــى‬ ‫الكمبيوتــر‪!!!!!...‬‬ ‫ويكــون ذلــك مبثابــة ســلوكيات عالجيــة نــدرب‬ ‫بهــا أنفســنا لنعــود للحيــاة مــن جديــد قبــل‬ ‫أن نســقط يف أتــون اليــأس والكآبــة والقنــوط‬ ‫فننهــزم‪.‬‬ ‫رابعـاً‪ :‬قـراءة كتــب التاريــخ لــرى ونــدرك كــم‬ ‫مــن األمــم والشــعوب ذاقــت مــا نــذوق اليــوم‪،‬‬ ‫وكــم مــن التجــارب اإلنســانية املؤملــة مــر بهــا‬ ‫ســكان األرض‪ ،‬وكيــف اســتطاعوا تجــاوز آالمهم‬ ‫وأحزانهــم وتابعــوا حياتهــم‪ ...‬وكيــف أن ســنن‬ ‫اللــه يف األرض ال تتبــدل فــكل ظــامل زائــل وكل‬ ‫طاغيــة متجــر ينــال بطــش اللــه الشــديد‬ ‫خامس ـاً‪ :‬اســتحضار أجــر الصابريــن والراضــن‬ ‫عــن قضــاء اللــه والالجئــن دومـاً إليه ســبحانه‪.‬‬ ‫عندهــا نكــون قــد فتحنــا لألمــل مدخـاً يطــل‬ ‫منــه عــى نفوســنا لينريهــا‪ ...‬وأع َّنـــا جوارحنــا‬ ‫عــى تنفــس الصعــداء لتكــون قــادرة عــى‬ ‫العــودة للحيــاة‪ ،‬وعــى جعلنــا أقويــاء للثبــات‬ ‫يف درب أرادهــا اللــه لنــا لننــال فيهــا إحــدى‬ ‫الحســنيني الحريــة والكرامــة والعدالــة‪ ،‬أو‬ ‫الشــهادة يف ســبيله تعــاىل‪.‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫الزبــداين(‪ )1‬مدينــة آراميــة‪ ..‬بنيــت عــى‬ ‫أنقــاض املدينــة التاريخيــة القدميــة‪ .‬تنــأى عــن‬ ‫دمشــق ‪ 46‬كــم‪ ...‬تجلــس بحيــاء يف سلســلة‬ ‫جبــال لبنــان الرشقيــة‪ .‬تحيــط بهــا الجبــال مــن‬ ‫كل حــدب وصــوب ‪ ..‬حيــث س ـ ّنري يرتفــع إىل‬ ‫‪ 2200‬م ويعانــق الغيــم‪ ..‬وجبــل الشــيخ الــذي‬ ‫يكتــي بالثلــوج طيلــة العــام يطــل عليهــا‬ ‫مــن الجنــوب الغــريب‪ .‬أمــا الســهل املرتامــي‬ ‫ذو اللــون األصفــر الذهبــي(‪ )2‬فيزيدهــا كرم ـاً‬ ‫إضافــة إىل جــال الوجــه ‪ ..‬ســاحة اليــد‬ ‫والعطــاء‪ .‬نهــر بــردى(‪ )3‬الــذي ينبــع مــن سـ ّنري‬ ‫يقطــع الســهل إىل دمشــق(‪ )4‬حيــث بحــرة‬ ‫العتيبــة‪ .‬الحديــث عــن الزبــداين “ ذو شــجون”‬ ‫وال ميكــن أن تســعه صفحــة أو صفحتــان بــل‬ ‫املئــات مــن الصفحــات‪ .‬لكــن الــذي تعنــي‬ ‫منــه املدينــة الصامــدة اليــوم‪ ،‬علينــا أن‬ ‫نعــره إلتفاتــة عــر هــذه الصفحــة الصغــرة‪..‬‬ ‫وهــو أضعــف اإلميــان كــا يقــال‪ .‬للزبــداين‬ ‫طعــم الحيــاة التــي متــوت بفعــل الحصــار‬ ‫وقنابــل املــوت‪ .‬تتشــظى األشــجار‪ ..‬والقطــط‪..‬‬ ‫والشــحارير‪ ..‬بفعــل براميــل املــوت(‪ .)5‬الــذي‬ ‫يســر يف الزبــداين اليــوم وإن ولــد وترعــرع يف‬ ‫أزقتهــا الجميلــة وحواريهــا التــي تعــر دفئ ـاً‬ ‫وإلفــة‪ ..‬ال يســتطيع ان يعــرف يف اي منطقــة‬ ‫هــو اآلن‪ ..‬حــارات عديــدة ســ ّويت بــاألرض‪..‬‬ ‫إختفــت معــامل املدينــة الجميلــة وباتــت مرتعـاً‬ ‫آللــة القتــل الوحــي األســدي الــذي ال يعــرف‬

‫الرحمــة وال مييّــز مــا بــن الكبــر والطفــل‬ ‫والوليــد وحتــى الجنــن‪ .‬مهام كتبت ال أســتطيع‬ ‫عــا يعانيــه أهلهــا‪ ..‬وإىل مــا آلــوا‬ ‫ان أعــر ّ‬ ‫اليــه‪ ..‬مــن ترشيــد وفقــر وضنــك‪ ..‬العئــات‬ ‫تتشــتت مــا بــن نــزوح ولجــوء يف بــاد اللــه‬ ‫الضيقــة عليهــم والواســعة عــى غريهــم‪ .‬وســط‬ ‫الحصــار والدمــار وانقطــاع املــاء والكهربــاء‬ ‫وكافــة اإلتصــاالت‪ ،‬تبقــى الزبــداين تــن يف‬ ‫العتمــة وتنتحــب بصمــت بعــد أن غابــت‬ ‫الضامئــر وكمــت األفــواه وعميــت العيــون عــن‬ ‫رؤيــة الحقيقــة‪ .‬الزبــداين أرض الوجــود ‪ ..‬أرض‬ ‫البــدء والنهايــة‪ ..‬أرض األزل والحضــارة األوىل‪،‬‬ ‫هابيــل قتــل قابيــل عــى يف جبالهــا وحملــه‬ ‫وســار بــه‪ ..‬إىل املوقــع الحــايل حيــث دفنــه (‬ ‫النبــي هابيــل) بعــد أن بعــث لــه اللــه عزوجــل‬ ‫طـرا ً يعلمــه كيــف يــواري أخيــه‪ ..‬وهنــاك مثل‬ ‫ـاش الزبــداين ‪..‬‬ ‫مــري قديــم يقــول” الــي بعـ ِ ْ‬ ‫بتفــوح علي ـ ْه روايحــو” ألن الزبــداين ال يوجــد‬ ‫فيهــا أكــر مــن األطيــاب واألشــذاء والروائــح‬ ‫العطــرة إن كانــت مثــارا ً لذيــذة‪ ..‬أو ورودا ً‪ ..‬أو‬ ‫رياحين ـاً‪ ..‬أو أزهــارا ً جبليــة تنبــت مــن تلقــاء‬ ‫نفســها بعــد أن يحييهــا الربيــع‪ ...‬لكــن الشــذى‬ ‫يفــوح مــن خــال أشــجارها عندمــا تزهــر يف‬ ‫فصــل الحيــاة‪ ..‬حيــث رائحــة املســك مــن زهــر‬ ‫ي‬ ‫التفــاح السـكّري(‪ )6‬والــد ّراق واإلجاص املسـ ّ‬ ‫وكــروم األعنــاب والتــن يف كفــر عامــر(‪.)7‬‬ ‫الزبــداين مديثــة حراجيــة عتيقــة فيهــا أشــجار‬ ‫اللــوز البطــم والســنديان والبلــوط والعرعــر يف‬

‫سوريتنا‬

‫ُ َ‬ ‫ل َّب الخ ّير | أوكسجين‬

‫الخ ّير‬ ‫ُل َّب َ‬

‫جبالهــا‪ ..‬وفيهــا أشــجار الل ـ ّزاب التــي تنقــرض‬ ‫رويــدا ً رويــدا ً دون حاميــة مــن نظــام اإلج ـرام‬ ‫األســدي‪ ..‬يف الزبــداين شــجرة دلــب عمرهــا‬ ‫‪ 500‬عــام فشــجر ال ُدلــب يع ّمــر طويـاً‪ ..‬وفيهــا‬ ‫أيضـاً بقايــا آثــار تعــود للعــر الرومــاين‪ .‬وكــا‬ ‫أســلفت يف بدايــة املقــال عــن أن الزبــداين‬ ‫مدينــة آراميــة والدليــل العديــد والكثــر‬ ‫مــن أســاء األمكنــة التــي مــا زالــت حــارضة‬ ‫وتحتفــظ باســمها اآلرامــي إىل اليــوم‪ ..‬ومنهــا‬ ‫شــحرايا(‪ ،)8‬وحاليّــا‪ ..‬شــليّا‪ ..‬آدوبــا‪ ..‬الســفرية‬ ‫(شــفريا)(‪ ..)9‬قنــوى‪ ..‬وهــي أســاء آراميــة‪،..‬‬ ‫أمــا اســم (حــازورة) فهــو اســم لعــن مــاء‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ اشتق اسمها من زبدوناي أي لب الخري‬ ‫‪2‬ـ كان يزرع قدمياً بالقمح‬ ‫‪3‬ـ وتسميته آرامية وتعني البارد‬ ‫‪4‬ـ يبلغ خط املسري ‪ 72‬كم‬ ‫‪5‬ـ هكــذا يســميها الســوريني‪..‬وهي عبــارة‬ ‫عــن برميــل يــزن مــن ‪ 250‬ـ ‪ 500‬ك معبــأة‬ ‫مبتفجــرات الحقــد واللــؤم‬ ‫‪6‬ـ تفــاح صغــر الحجــم ميتــاز بالحــاوة‬ ‫الشــديدة ‪ ..‬ينقــرض اليــوم بفعــل تشــظي‬ ‫أشــجاره‬ ‫‪7‬ـ كفــر عامــر البلــدة اآلراميــة القدميــة التــي‬ ‫تقــع يف الجبــل الغــريب‬ ‫‪8‬ـ وتعنــي الســواد‪ ..‬وهــي عبــارة عــن مغــاور‬ ‫وكهــوف لقبــور قدميــة‬ ‫‪9‬ـ وتعني شجر النهر‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬


‫أوكسجينيات‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫نيران صديقة‬

‫زبداني أف أم‬

‫ز‬ ‫ب‬ ‫دا‬

‫تبعو أسامء‪...‬‬

‫*) أصــدر االئتــاف الوطنجــي بيانــاً شــديد‬ ‫اللهجــة واللكنــة طالــب فيــه بحاميــة الالجئــن‬ ‫*) احتفــل القائيــد األســد بعيــد الجحيــش‬ ‫الســوريني‪ ،‬كــا أصــدر فرمانـاً خطـرا ً جــدا ً جزيالً‬ ‫الباســل يف األول مــن آب أعــاده اللــه عليهــم‬ ‫أدان فيــه االعتــداء عــى عرســال‪ ...‬واللــه يكــون‬ ‫بالعتفيــش واملداهــات والــركات‪!...‬‬ ‫بعــون هالشــعب شــو بــدو يتحمــل فرمانــات‬ ‫*) قــام أحــد اإلخــوة الدعادشــة أثنــاء اللعــب وســاجات‪!...‬‬ ‫بالســاح بقتــل زميلــه بالخطــأ مطبقــاً بذلــك‬ ‫*) داعــش وبعــد أن فرضــت الحجــاب عــى‬ ‫مقولــة الســاح بإيــد الشوئســمو بيجــرح‪!...‬‬ ‫مانكينــات محــات الثيــاب النســائية تفــرض عــى‬ ‫*) نقلــت صفحــة القيــادة العامــة للشــيخ‬ ‫املزارعــن تغطيــة أثــداء أبقارهــن بحجــة أنهــا‬ ‫زهــران علــوش عــن أســلحة فرنجيــة الصنــع‬ ‫تشــكل فتنــة‪ ...‬وحفاظ ـاً عــى نقــاوة الحليــب‪...‬‬ ‫تــم اغتنامهــا وهــي عبــارة عــن مجموعــة مــن‬ ‫ويت ررشش يت ررشش‪....‬يت دعــدش‪ ...‬يت دعــدش‪!...‬‬ ‫املنجنيقــات والرمــاح مــع عــدة قطــع مــن ســاح‬ ‫التدمــر الشــامل القــوس والنشــاب‪ ....‬وكان اللــه *) حالــش وبعــد أغنيــة "احســم نــرك يف‬ ‫يــرود" تصــدر أغنيــة جديــدة بعنــوان "ســيطر‬ ‫ويل التوفيــق‪!...‬‬ ‫عــى عرســال"‪ ...‬لتبــدأ بذلــك مرحلــة جغرافيــة‬ ‫*) اســتمرار انقطــاع الكهربــاء عــن الزبــداين‬ ‫لليــوم الســادس عــى التــوايل‪ ...‬يف وقــت قطعــت جديــدة مــن ألبومهــا الغنــايئ الشــامل‪!....‬‬

‫يــدل هــذا املصطلــح عــى الرمــي‬ ‫باألســلحة بــن عنــارص الجيــش الواحــد أو‬ ‫بــن الجيــوش املتحالفــة يف خضــم عمليــات‬ ‫حربيــة ضــد عدو مــا‪ .‬تقــع أحــداث النريان‬ ‫الصديقــة نتيجــة ســببني هــا املوضــع‬ ‫الخاطــئ أو تحديــد الهويــة الخاطــئ‪ ،‬إال‬ ‫أنــه ميكــن تداركهــا عــر التدريــب املكثــف‬ ‫واســتخدام التقنيــات الحديثــة والتعبئــة‬ ‫الســليمة‪ .‬تتســبب النــران الصديقــة‬ ‫عــادة بســقوط عــدد مــن القتــى‬ ‫والجرحــى الذيــن ال يصنفــون عــى أنهــم‬ ‫قتــى معركــة أو جرحــى حــرب بحســب‬ ‫توصيــف العلــوم العســكرية‪ ،‬يف حــن‬ ‫يســتثنى مــن حــوادث النــران الصديقــة‬ ‫الضحايــا املدنيــون األبريــاء الذيــن قتلــوا يف‬ ‫املعركــة‪ ،‬حيــث يصنــف مرصعهــم ضمــن‬ ‫مــا يســمى "األرضار الجانبيــة" والتــي عــن العاصمــة دمشــق أيضــاً لعــدة ســاعات *) أدان بــان يك مــون مجــزرة األونــروا يف رفــح‬ ‫تشــمل عــادة كل األرضار الغــر مقصــودة وســط ترسيبــات عــى أن وزيــر الكهربــا طفاهــا ودعــا لوقــف إطــاق النــار وذلــك بعــد ســاعات‬ ‫الناتجــة عــن فعــل مقصــود‪.‬‬ ‫ألنــو ســيادتو عــم يلعــب طميمــة مــع الجــو مــن اســتيقاظه مــن ســباته الشــتوي‪!...‬‬

‫ن‬ ‫ي‬

‫أ‬ ‫ف‬

‫أ‬ ‫م‬

‫‪Delete‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫اليــوم يف ســؤال كتــر شــاغل بــايل‪ ،‬يــا تــرى إســقاط النظــام لســاتو غايــة‬ ‫أو صــار وســيلة؟ حلــم الســوريني بوطــن أحــى عــى مــا يبــدو بلــش‬ ‫ميــوت‪ ،‬بعــد مــا تحولــت الثــورة ألســلوب حيــاة لتحقيــق األهــداف‬ ‫والغايــات‪ ،‬لدرجــة أنــو بعــض النــاس بطــل يفــرق معهــا إن رحــل‬ ‫األســد أو ضــل‪ ،‬ألنــو ببســاطة بتخــاف تنتهــي األزمــة وهالــي رح يضــل‬ ‫مبصالحهــا ويقطــع لقمــة عيشــها‪!...‬‬ ‫الثــورة يــي بلشــت بحــراك ســلمي وبرصخــة كرامــة أفــرزت شــباب‬ ‫حبــوا الحريــة عنجــد‪ ،‬حلمــوا مبســتقبل أفضــل ومــا كان عندهــن أي‬ ‫هــدف مــو نضيــف‪ ،‬يف منهــم مث ـاً عمــل مجلــة كرمــال يوصــل فكــرة‪،‬‬ ‫ويف منهــم لقــا حالــو باإلذاعــة أو بالتصويــر‪ ،‬وكل هالقصــص بلشــت‬ ‫مــن اليشء وقــدرت تصمــد وتكمــل فــرة طويلــة لحالهــا‪ .‬بــس اليــوم‬ ‫تغــرت كتــر القصــة‪ ،‬رصنــا نشــوف مؤسســات إعالميــة عــم تأســس‬ ‫مجــات وجرايــد مــا أنــزل اللــه بهــا مــن ســلطان بــس مشــان تحصــل‬ ‫عــى دعــم‪ ،‬مشــاريع إنســانية وهميــة بتبــي الحجــر مــا بــن مــدارس‬ ‫وزراعــات ومــا بعــرف شــو‪ ،‬وكلــو بــس كرمــال عيــون التمويــل‪ ،‬وطبعـاً‬ ‫كل مــا كان املبلــغ يــي رح يشــحدوه أكــر كل مــا كان مســتقبل الجــازة‬ ‫والــوالد والبيــت مأمــن أكــر‪ !...‬بيجيــك واحــد كاتــب كــم موضــوع‬ ‫تعبــر بــدو يصــر صحفــي ويعمــل جريــدة‪ ،‬وواحــد تــاين بيالقــي أنــو‬

‫صوتــو حلــو وهــو عــم يغنــي بالحــام بيقــول واللــه أنــا صــويت إذاعــي‪،‬‬ ‫ونــص مذيعــات قنــوات الثــورة ال ثقافــة وال حضــور‪ ،‬يعنــي ال بيعرفــوا‬ ‫يقاطعــو الضيــف بــي ســؤال ذيك لئيــم وال بيقدروا يســتفزوا عــدو‪ ،‬وكل‬ ‫رســالهن ع الشاشــة شــوية كحلــة وحم ـرا‪ ،‬ولــوال علبــة مــي كانــت‬ ‫الحالــة بتبــي‪ !....‬يف شــباب مــن يــي مترجلــت وحملــت ســاح بطلــت‬ ‫تشــغل فيــه‪ ،‬املهــم يوصــل األخــر والــدوالر وأي يش تــاين مــا بيهــم‪.‬‬ ‫أمــا معارضتنــا بالخــارج مــا بظــن عندهــن مشــكلة أبــدا ً إذا بقــي بشــار‪،‬‬ ‫طاملــا إقامتهــن مدفوعــة التكاليــف عــى حســاب العشــب الســوري‬ ‫وعايشــن ببحبوحــة بفنــادق الخمــس نجوم‪!....‬ثورتنــا يــا جامعــة مانهــا‬ ‫تجــارة أو دكانــة‪ ،‬وأهدافهــا ومبادئهــا ال للعــرض وال للبيــع‪ ،‬ثورتنــا‬ ‫مشــان نعيــش بعــز‪ ،‬بقــا كرمــال ربكــم طلعولنــا املصالــح واملصــاري بـرا‪،‬‬ ‫وخلــو عينكــم بــس ع الحريــة‪ ،‬واعملــوا ألي يش بــدو يشــغلكم عنهــا‪....‬‬ ‫ديليــت!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫كيف تحصل على تغطية لخط الموبايل من المناطق المجاورة‬ ‫المصدر‪ :‬اإلئتالف‬ ‫مثانيــة أيــام مــرت عــى الزبــداين ومحيطهــا بــا‬ ‫مــاء وال كهربــاء وال حتــى إتصــاالت قاطعتــاً‬ ‫كل ســبل الحيــاة ويف محاولــة مــن أوكســجني‬ ‫لتقديــم وســيلة مســاعدة عملنــا عــى إعــادة‬ ‫نــر املــادة التاليــة التيــب تحتــوي عــى‬ ‫رشح مفصــل لطريقــة يدويــة لجلــب تغطيــة‬ ‫الهاتــف املحمــول مــن املناطــق املجــاورة‪.‬‬ ‫الطريقة‪:‬‬ ‫أنثقـب‬ ‪‭‬طنجــرة‬ ‪‭‬معدني ـة‬ ‪‭‬م ـن‬ ‪‭‬الخلـف‬ ‪‭‬ونثبـت‪‭‬‬ ‫‬داخلهــا‬ ‪‭‬قطعــة‬ ‪‭‬خشــبية‬ ‪‭‬دائريــة‬ ‪‭‬الشــكل‪‭‬‬ ‫‬وعليهـا‬ ‪‭‬مســار‬ ‪‭‬مـع‬ ‪‭‬إبقــاء‬ ‪‭‬بعـض‬ ‪‭‬الزيــادة‬ ‪‭‬فيــه‪‭.‬‬ ‫‬ع ـى‬ ‪‭‬الســطح‬ ‪‭‬الخارج ـي‬ ‪‭‬نض ـع‬ ‪‭‬قطع ـة‬ ‪‭‬خشــبي ‪‭‬ة‬ ‫‬مســتطيلة‬ ‪‭‬بشــكل‬ ‪‭‬طــويل‬ ‪‭‬مــن‬ ‪‭‬أجــل‬ ‪‭‬تدعيــم‪‭‬‬ ‫‬قطعــة‬ ‪‭‬الخشــب‬ ‪‭‬الداخليــة‬ ‪‭‬ونضــع‬ ‪‭‬واحــد ‪‭‬ة‬

‫‬عندنــا‪‭ ‬،‬نع ـ ّري‬ ‪‭‬طــرف‬ ‪‭‬الرشي ـط‬ ‪‭‬مبقــدار‬ ‪‭‬مرتي ـن‪‬ ‭‬االنتهــاء‬ ‪‭‬نــرك‬ ‪‭‬مقــدار‬ ‪‭ ‬30‭‬س ـم‬ ‪‭‬تقريب ـ ‬اً ‪‭‬بشــكل‪‭‬‬ ‫‬بحيــث‬ ‪‭‬تبقــى‬ ‪‭‬قــرة‬ ‪‭‬األملنيــوم‬ ‪‭‬عــى‬ ‪‭‬حــدة‪‬ ‭،‬مســتقيم‬ ‪‭‬عــى‬ ‪‭‬أعــى‬ ‪‭‬الخشــبة‬ ‪‭‬املثبــت‬ ‪‭‬بهــا‪‭‬‬ ‫‬والرشي ـط‬ ‪‭‬النحــايس‬ ‪‭‬ع ـى‬ ‪‭‬حــدة‬ ‪‭.‬نلـ ّ ‬‬ ‫ـف ‪‭‬قــرة‪‬ ‭‬املســار‪‭ ‬،‬ونعـ ّري‬ ‪‭‬الطــرف‬ ‪‭‬الثــاين‬ ‪‭‬مـن‬ ‪‭‬الرشيـط‪‭‬‬ ‫‬األملنيــوم‬ ‪‭‬ع ـى‬ ‪‭‬القطع ـة‬ ‪‭‬الخشــبية‬ ‪‭‬الت ـي‬ ‪‭‬ع ـى‪‭‬‬ ‫‬مبقــدار‪‭ ‬20‬ســم‬ ‪‭‬أو‬ ‪‭‬حســب‬ ‪‭‬الحاجــة‬ ‪‭.‬نــرك‪‭‬‬ ‫‬العــرض‬ ‪‭.‬ث ـم‬ ‪‭‬نكش ـط‬ ‪‭‬البالســتيك‬ ‪‭‬ع ـن‬ ‪‭‬الرشي ـط‪‭‬‬ ‫ى‬ ‫‬الرشي ـط‬ ‪‭‬النحــايس‬ ‪‭‬البــارز‬ ‪‭‬فق ـط‬ ‪‭‬ونضع ـه‬ ‪‭‬ع ـ ‪‭‬‬ ‫‬النحــايس‬ ‪‭‬وندخــل‬ ‪‭‬األخــر‬ ‪‭‬يف‬ ‪‭‬ثقــب‬ ‪‭‬الطنجــرة‪‭‬‬ ‫‬مــن‬ ‪‭‬الخلــف‬ ‪‭‬ونلفــه‬ ‪‭‬عــى‬ ‪‭‬القطعــة‬ ‪‭‬الخشــبية‪‬ ‭‬الهاتـف‬ ‪‭‬الجــوال‬ ‪‭‬مـع‬ ‪‭‬تحريـك‬ ‪‭‬الطنجــرة‬ ‪‭‬وتغيـ ‪‭‬ر‬

‫‬أخــرى‬ ‪‭‬بشــكل‬ ‪‭‬عــريض‬ ‪‭.‬نحــر‬ ‪25‭‬مــر‬ ‪‭‬كبــل‪‬ ‭‬الدائريـة‬ ‪‭‬يف‬ ‪‭‬داخلهــا‪‭ ‬،‬مـع‬ ‪‭‬الحفــاظ‬ ‪‭‬عـى‬ ‪‭‬مســافة‪‬ ‭‬اتجاههــا‬ ‪‭‬للحصــول‬ ‪‭‬عــى‬ ‪‭‬التغطيــة‬ ‪‭.‬مالحظــة‪‭:‬‬ ‫‬"ديجتــال‬ "‪‭‬أو‬ ‪‭‬اكــر‬ ‪‭‬بحســب‬ ‪‭‬االرتفــاع‬ ‪‭‬الــذ ‪‭‬ي ‬متنـع‬ ‪‭‬تالمـس‬ ‪‭‬أرشطـة‬ ‪‭‬النحــاس‬ ‪‭‬ببعضهــا‪‭ ‬،‬وعنـد‪‬ ‭‬الجهــاز‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬يحتــاج‬ ‪‭‬إىل‬ ‪‭‬الكهربــاء‬‪‭.‬‬

‫"‪"USB Disk Security‬‬

‫برنامج حماية للفالش ديسك‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢١‬االثنين ‪2014\٠٨\٠٤‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫"الفــاش ديســك ‪ "USB‬بالنســبة للكمبيوتــر‬ ‫كحاســة الشّ ــم بالنســبة لألنســان‪ .‬فمــن‬ ‫خاللهــا ميكــن نقــل معظــم الفريوســات مــن‬ ‫جهــاز إىل آخــر‪ ،‬كــا تتــم العــدوى عــن‬ ‫طريــق الشّ ــم‪.‬‬ ‫لــذا يجــب علينــا توخــي الحــذر أثنــاء تبــادل‬ ‫املعلومــات عــر الفــاش ميمــوري والتحقــق‬ ‫مــن "الفــاش ديســك ‪ "USB‬يف كل مــرة يتــم‬ ‫فيهــا تبــادل املعلومــات‪.‬‬ ‫برنامــج "‪ "USB Disk Security‬برنامــج‬ ‫قــوي و فعــال يتيــح لــك حاميــة جهــازك مــن‬ ‫خطــر الفريوســات و امللفــات الضــارة التــي‬ ‫تهاجــم مــن الفــاش ميمــوري ‪ ،USB‬يوجــد‬ ‫العديــد مــن الفريوســات التــي تحتــل الفالش‬

‫ميمــوري أو "الفــاش ديســك ‪"USB‬و تقــوم‬ ‫باملهاجمــة وراء الخلفيــة مــا تســبب أرضار‬ ‫كبــرة لجهــازك‪ ،‬اآلن ميكنــك بواســطة برنامج‬ ‫"‪ "USB Disk Security‬حاميــة جهــازك‬ ‫مــن جميــع انــواع الفريوســات و تعطيلهــا‬ ‫فالربنامــج يقــوم بتصــدي ألي هجــوم يتــم‬ ‫عــن طريــق منافــذ "‪ "USB‬أثنــاء تركيــب‬ ‫الفــاش ديســك كــا مينــع اإلقــاع الــذايت‬ ‫"للفــاش ديســك ‪ "USB‬و هــذا مينــع دخــول‬ ‫الفريوســات الخطــرة لجهــازك‪ ،‬برنامــج‬ ‫"‪ "USB Disk Security‬قــوي و ســهل يف‬ ‫االســتخدام و ال يســتهلك مــوارد الجهــاز يف‬ ‫ســبيل الحاميــة مــن خطــر الفريوســات التــي‬ ‫تتمركــز عــى الفــاش ديســك‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.