أوكسجين العدد 122 السنة الثالثة - الأحد 10-08-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫البدل الجديد والمشنقة‬

‫جحيم عرسال‬‪.‭ .‬‬ ‫و جهنم ما بعدها‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫وفاز أردوغان‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أعلنــت اللجنــة االنتخابيــة يف تركيــا مســاء األحــد فــوز رئيــس‬ ‫الــوزراء رجــب طيــب أردوغــان يف االنتخابــات الرئاســية بغالبيــة‬ ‫األصــوات مــن الــدورة األوىل‪ .‬واســتنادا للنتائــج الجزئيــة‪ ،‬فــإن‬ ‫أردوغــان حصــل عــى نحــو ‪ %٥١,٩٥‬مــن األصــوات مقابــل ‪%٣٨,٣٤‬‬ ‫ملرشــح املعارضــة أكمــل الديــن إحســان أوغــي‪ .‬وقــال رئيــس اللجنة‬ ‫ســعدي غوفــان أن النتائــج األوليــة تظهــر حصــول اردوغــان عــى‬ ‫‪ %99‬مــن اغلبيــة األصــوات الصحيحــة‪.‬‬ ‫وقــد هنــأ املرشــح الرئيــي للمعارضــة الرتكيــة‪ ،‬أكمــل الديــن‬ ‫إحســان أوغــي‪ ،‬أردوغــان بفــوزه يف االنتخابــات الرئاســية‪.‬‬ ‫وقــال أردوغــان لــآالف مــن أنصــاره يف أول خطــاب كرئيــس‬ ‫منتخــب مــن رشفــة مقــر "حــزب العدالــة والتنميــة" الحاكــم يف‬ ‫أنقــرة‪" :‬اليــوم ليــس رجــب طيــب أردوغــان هــو الــذي فــاز بهــذه‬ ‫االنتخابــات بــل اإلرادة الوطنيــة والدميقراطيــة‪ ".‬وأضــاف‪" :‬نحــن‬ ‫نغلــق حقبــة وننطلــق إىل حقبــة جديــدة‪ ".‬وقــال أيضــا إنــه يريــد‬ ‫أن يبــدأ كرئيــس فــرة جديــدة مــن املصالحــة االجتامعيــة‬ ‫واســتنادا إىل النتائــج الجزئيــة لنحــو نصــف بطاقــات التصويــت‪،‬‬ ‫حصــل رئيــس الحكومــة اإلســامي املحافــظ‪ ،‬الــذي يحكــم البــاد‬ ‫منــذ ‪ ،2003‬عــى نحــو ‪ %56‬مــن األصــوات مقابــل ‪ %35,9‬ملرشــح‬ ‫املعارضــة اكمــل الديــن احســان أوغــي و‪ %8,5‬ملرشــح األقليــة‬ ‫الكرديــة صــاح الديــن دمرتــاش‪.‬‬ ‫وقــد دعــي حــوايل ‪ 53‬مليــون ناخــب إىل التصويــت حتــى الســاعة‬ ‫‪ 14,00‬بتوقيــت غرينتــش الختيــار واحــد مــن املرشــحني الثالثــة‪.‬‬ ‫وكان فــوز "رجــل تركيــا القــوي" منــذ ‪ 2003‬يف هــذه االنتخابــات‬ ‫مرجحــا‪ ،‬ليتمكــن بذلــك مــن مواصلــة التحــوالت يف البــاد وفــق‬ ‫مفهومــه اإلســامي املحافــظ وهــو يف ســدة الرئاســة‪.‬‬ ‫ويعتــر فــوز أردوغــان فــوزا ً للوجــود الســوري يف تركيــا‪ ..‬تركيــا التــي‬ ‫اســتضافت الالجئــن الســوريني وقدمــت لهــم كل التســهيالت‪..‬‬ ‫واملخيــات واملســاعدات والجامعــات واملــدارس واملــأوى‪ ..‬يف حــن‬ ‫رفضــت الكثــر مــن الــدول العربيــة إســتقبال الشــعب الســوري‬ ‫املنكــوب عــى أراضيها‪..‬مــاذا نقــول لرجــب طيــب أردوغــان نحــن‬ ‫الســوريون فالــكالم يعجــز‪ ،..‬وكلمــة مــروك قليلــة جــدا ً ملــا فعلــه‬ ‫هــذا الشــهم يف حــن تجاهــل أخــوة الــدم املســاعدة والعــون‪..‬‬ ‫شــكرا ً أردوغــان‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬جحيم عرسال‬‪ ‭..‬و جهنم ما بعدها‬ ‫‪ -4‬المليحة حرة‬ ‫‪ -5‬حدث في سفارة النظام‬ ‫‪ -6‬البدل الجديد والمشنقة‬ ‫‪ -8‬اإلعالم في دول الظالم‬ ‫‪ -9‬رأس الحربة التشدد الديني‬ ‫‪ -10‬تحية لكل أمرأة دمشقية‬ ‫‪ -11‬الشباب والثورة‬ ‫‪ -12‬ال تنام بين القبور وال تشوف منامات وحشة‬ ‫‪َ -13‬ر ِح َم الله أيام زمان‬ ‫‪ -14‬مسألة حياة أو موت حتمية خالص‬ ‫‪ -15‬منصور للوزير باسيل‬ ‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫جحيم عرسال‪ ..‬و جهنم ما بعدها‬ ‫محمود | أوكسجين‬

‫حقــاً‪ ،..‬مل يكــن ينقــص النازحــن الســوريني‬ ‫يف لبنــان‪ ،‬إال الرضبــة القاســمة التــي وجهتهــا‬ ‫داعــش و النــرة‪ ،‬عندمــا شــنت هجامتهــا‬ ‫الدمويــة عــى بلــدة عرســال اللبنانيــة التــي‬ ‫تــأوي يف جرودهــا أكــر املخيــات الســورية‬ ‫لالجئــن عــى الحــدود اللبنانيــة‪ ،‬غــر آبهــة مبــا‬ ‫ميكــن أن يحــل بهــم‪ ،‬ال جـراء القصــف النــاري‬ ‫العنيــف‪ ،‬وال بعــده‪.‬‬ ‫جــاءت النتائــج مدمــرة‪ ،‬ليــس فقــط أن غالبيــة‬ ‫الشــهداء والجرحــى املدنيــن يف البلــدة هــم‬ ‫مــن النازحــن‪ ،‬ولكــن طــال أيضــاً مــن جــاء‬ ‫إىل عرســال وبقــي ســاملاً‪ ،‬إذ عليــه أن يغــادر‬ ‫رسيعــاً جــراء غضــب األهــايل وســخطهم‪،‬‬ ‫ولــن يجــد مــن يســتقبله يف أي مــكان آخــر‬ ‫يف لبنــان‪.‬‬ ‫آالف الســوريني أصبحــوا عالقــن عــى الحدود‪.‬‬ ‫يفرتشــون «األوتوس ـراد العــريب» تحــت ســاء‬ ‫آب الحارقــة‪ ،‬ال تريــد دولتهــم الســورية‬ ‫إدخالهــم بســبب فقدهــم ألوراقهــم الثبوتيــة‪،‬‬ ‫بينــا نبذتهــم بيئتهــم اللبنانيــة الحاضنــة و‬ ‫وجــدت فيهــم خطــرا ً عليهــا‪ .‬أحدهــم قــال‬ ‫إنــه مل يســتح ّم منــذ أســبوع‪ ،‬و أطفــال تغــي‬ ‫أجســادهم مــن جــراء رضبــات الشــمس‬

‫الالهبــة‪.‬‬ ‫إعرتافــات "اإلرهابــي عمــاد جمعــة"‪ ،‬الــذي كان‬ ‫اعتقالــه مــن قبــل الجيــش اللبنــاين حجــة‬ ‫املســلحني للهجــوم عــى عرســال‪ ،‬جــاءت لتعزز‬ ‫الرعــب يف نفــوس الالجئــن‪ .‬فقــد تــرب أن‬ ‫الرجــل الــذي يشــغل منصــب أمــر "داعــش" يف‬ ‫واليــة لبنــان‪ ،‬وكشــف عــن وجــود خاليــا نامئــة‬ ‫مزروعــة يف عــدة مناطــق لبنانيــة‪ ،‬يف أوســاط‬ ‫النازحــن الســوريني وتجمعاتهــم تحديــدا ً‪،‬‬ ‫تنتظــر ســاعة الصفــر‪ ،‬لتنفــذ هجامتهــا عــى‬ ‫املســيحيني قبــل املســلمني‪ .‬املداهــات التــي‬ ‫نفذهــا الجيــش اللبنــاين بــن النازحــن رسيعـاً‪،‬‬ ‫والقبــض عــى عــدد منهــم‪ ،‬جــاءت لتعــزز‬ ‫وتثبــت مــا ظهــر يف الترسيبــات‪.‬‬ ‫و مــن خــال مواقــع التواصــل اإلجتامعــي‪،..‬‬ ‫تــم إطــاق الكثــر مــن املواقــف الغــر‬ ‫مســؤولة للكثــر مــن الناشــطني الســوريني‬ ‫و رجــاالت السياســة و اإلعــام اللبنانيــن و‬ ‫التــي ســاعدت عــى اتســاع الفجــوة مــا بــن‬ ‫الالجئــن الســوريني و املواطنــن اللبنانيــن‪.‬‬ ‫كل املواقــف السياســية واالتهامــات املتبادلــة‬ ‫تبــدو هزيلــة وغبيــة حــن يكــون أكــر مــن‬ ‫مليــون ونصــف املليــون نــازح ســوري‪ ،‬عرضــة‬ ‫للخطــر‪ .‬أي هســترييا يف أن يصبــح اإلنتقــام‬ ‫أولويــة‪ ،..‬والثــأر هدفــاً‪ ،..‬واملدنيــون كبــش‬ ‫فــداء‪!،..‬؟‪.‬‬

‫مثــة مــا بــن اللبنانيــن مــن فقــد عقلــه‬ ‫أيض ـاً؛ صحفيــة غاضبــة مل تخجــل مــن إعطــاء‬ ‫تعليامتهــا الســديدة عــى «فيســبوك» قائلــة‪:‬‬ ‫«عــى كل لبنــاين أن يقتــل كل ســوري‬ ‫يصادفــه‪ ،‬ســموها عنرصيــة‪ ،‬تطرف ـاً‪ ..‬ســموها‬ ‫مــا تشــاؤون‪."!..‬‬ ‫لحســن الحــظ أن العقــاء تصــدوا رسيعــاً‪،‬‬ ‫يك يكبحــوا نــزق آخريــن ال بــد مــن أنهــم‬ ‫راودتهــم أفــكار رشيــرة مامثلــة‪ .‬لحســن الحظ‬ ‫أيضـاً‪ ،..‬أن مثــة مــن ال يـزال مييــز بــن األبريــاء‬ ‫الذيــن لجــؤوا يحتمــون مــن الظلــم واملــوت‪،‬‬ ‫وألولئــك الذيــن مل يــروا يف لبنــان ســوى أرض‬ ‫جهــاد الســتكامل مرشوعهــم الجهنمــي‪..‬؛‬ ‫نقــول‪ :‬ليــس بالحقــد وحــده ت ُبنــى األوطــان‪.‬‬ ‫آالف الســوريني اليــوم يريــدون العــودة إىل‬ ‫ســوريا وال يفلحــون‪ ،‬مئــات يجتــازون الحــدود‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬ويعــودون أدراجهــم‪ ،‬للبحــث عــن‬ ‫مــأوى جديــد‪.‬‬ ‫نازحــي عرســال اليــوم يعيشــون مأســاة مــا‬ ‫بعــد عرســال‪ ،..‬و األرض تضيــق بهــم‪ ،..‬و‬ ‫نظامهــم يرفــض عودتهــم (رمبــا مل يعــد لديــه‬ ‫أمكنــة يف معتقــات املــوت‪ )!..‬و كل هــذا عــى‬ ‫مــرآى مــن أعــن مفوضيــة الالجئــن لألمــم‬ ‫املتحــدة التــي مل تحــرك ســاكن و مل تقــدم يشء‬ ‫حتــى اآلن للنازحــن الســوريني مــن عرســال‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬


‫تقرير‬ ‫اسالم عبدالكريم | أوكسجين‬

‫المليحة حرة‬

‫متكــن الثــ ّوار يف آخــر التطــورات امليدانيــة يف‬ ‫الغوطــة الرشقيــة مــن فــك الحصــار عــن بلــدة‬ ‫املليحــة‪ .‬غــر عمليــة اطلقــوا عليهــا اســم‬ ‫(غــن مــع ال ُعــر يُـرا) التــي ضمــت كتائــب‬ ‫الجيــش الحــر وجبهــة النــرة‪.‬‬ ‫عمليــة نوعيــة استشــهادية قامــت بهــا‬ ‫جبهةال ُنــرة بتاريــخ ‪ 2014 / 8/3‬ومنفذهــا‬ ‫الغستشــهادي (أبــو آالء التونــي) مــن الجبهــة‬ ‫عــر تفجــر عربــة ‪ BMB‬مفخخــة يف تجمــع‬ ‫آلليــات قــوات نظــام األســد املحــارصة للبلــدة‪،‬‬ ‫التــي تتكــون مــن امليليشــيات الطائفيــة‬ ‫العراقيــة واللبنانيــة إضافــة لشــبيحة النظــام‪.‬‬ ‫وقــال املرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان‬ ‫أن الطــران الحــريب قــام بتنفــذ ‪ 12‬غــارة‪،‬‬ ‫وانهالــت مئــات القذائــف مــن املدفعيــة‬ ‫الثقيلــة‪ ..‬والدبابــات‪ ..‬وراجــات الصواريــخ‪..‬‬ ‫ومدافــع الهــاون‪ ،‬وذلــك بعــد أن متكــن الثــوار‬ ‫مــن فــك الحصــار عــن البلــدة‪ ،‬وطــال القصــف‬ ‫عــدة مناطــق يف بلــدة املليحــة ومحيطهــا‬ ‫ومزارعهــا وأطرافهــا‪ ..‬وســط إشــتباكات‬ ‫متقطعــة بــن قــوات النظــام املدعومــة بقــوات‬ ‫الدفــاع الوطنــي ومقاتــي حــزب اللــه اللبنــاين‬ ‫مــن جهــة ومقاتــي جبهــة النــرة والكتائــب‬ ‫اإلســامية مــن جهــة أخــرى‪ ،‬وترافــق ذلــك مــع‬ ‫قصــف مــن قبــل قــوات النظــام عــى مناطــق‬

‫يف البلــدة مــا أدى إىل استشــهاد ناشــط‬ ‫إعالمــي يف كتيبــة إســامية‪.‬‬ ‫وكاتــن فصائــل معارضــة مقاتلــة‪ ،‬قــد أعلنــت‬ ‫يف بيــان لهــا أنهــا متكنــت مــن فــك الحصــار‬ ‫عــن املجاهديــن املحارصيــن يف املليحة‪.‬حيــث‬ ‫متــت العمليــة بنجــاح وتــم فــك الحصــار عــن‬ ‫املجاهديــن املحارصيــن منــذ ‪ 24‬يوم ـاً‪.‬‬ ‫وأفــادت «الهيئــة الســورية لإلعــام» أن‬ ‫الحملــة العســكرية املشــكلة مــن قــوات‬ ‫النظــام وامليليشــيات عــى املليحــة‪ ،‬كانــت‬ ‫قــد بــدأت يف بدايــة نيســان (أبريــل) املــايض‪،‬‬ ‫وأن «املركــز اإلعالمــي يف املليحــة» أحــى ‪677‬‬ ‫غــارة جويــة عــى البلــدة‪ ،‬و‪ 700‬صــاروخ أرض‬ ‫ أرض‪ ..‬وســتة آالف قذيفــة‪ ،‬مشــرة إىل أن‬‫الدمــار لحــق بنحــو ‪ 60‬يف املئــة مــن البلــدة‬ ‫التــي كانــت تضــم ‪ 25‬ألــف شــخص‪.‬‬ ‫وقــد متــت عمليــة كــر الحصــار مــع أن تــم‬ ‫رســم خطــة محكمــة مــا بــن الثــوار الداخــل‪..‬‬ ‫والثــوار خــارج الحصــار‪ ،‬حســب مــا أكــده‬ ‫ناشــطون‪ .‬وقــد جــن جنــون النظــام عقــب‬ ‫العمليــة اإلستشــهادية‪ ،‬واندلعــت إشــتباكات‬ ‫عنيفــة متكــن الثــ ّوار مــن خاللهــا إيقــاع‬ ‫خســائر كبــرة يف قــوات النظــام و إرغامهــا‬ ‫عــى الرتاجــع‪ ،‬وبذلــك كــر حصــار دام قرابــة‬ ‫‪ 24‬يوم ـاً‪ .‬ومــن أبــرز كتائــب الحــر والثــوار يف‬ ‫املليحــة‪( :‬فيلــق الرحمــن‪ ،‬االتحــاد اإلســامي‬ ‫ألجنــاد الشــام‪ ،‬جبهــة النــرة‪ ،‬ألويــة الحبيــب‬

‫املصطفى وجيش اإلسالم)‪.‬‬ ‫وعــد ‪ 2014 /8/ 3‬مــن أكــر األيــام دمويــة‬ ‫عــى الغوطــة الرشقيــة مبدينيتهــا دومــا و كفــر‬ ‫بطنــا‪.‬‬ ‫حيــث شــنت طائــرات النظــام عــدة غــارات‬ ‫عــى املدينتــن‪ ،‬أســفرت عــن ســقوط أكــر‬ ‫مــن ‪ 23‬شــهيدا ً وعـرات الجرحــى يف منطقــة‬ ‫الســوق مبدينــة كفــر بطنــا‪ .‬كــا وشــن طـران‬ ‫النظــام الحــريب غارتــن متتاليتــن عــى مدينــة‬ ‫دومــا فأوقــع أكــر مــن ‪ 27‬شــهيدا ً‪.‬‬ ‫واســتمرت االشــتباكات واملعــارك الرشســة عــى‬ ‫جبهــات القتــال يف بلــدة املليحــة يف اليــوم ‪125‬‬ ‫مــن العــدوان‪ ،..‬تزامنــاً مــع قصــف مدفعــي‬ ‫عنيــف عــر قذائــف الهــاون ومدفعيــة‬ ‫الدبابــات عــى البلــدة ومحيطهــا‪.‬‬ ‫ومــن جانــب آخــر متكــن (جيــش اإلســام)‬ ‫مــن ضبــط ســيارة مفخخــة يف مدينــة دومــا‪..‬‬ ‫وبعــد أن تــم إلقــاء القبــض عــى ســائقها‪،‬‬ ‫وقــد إستشــهد إثنــان مــن خــراء املتفجــرات‬ ‫يف الجيــش الحــر أثنــاء محاولتهــم تفكيــك‬ ‫العبــوة‪.‬‬ ‫ويذكــر أن هــذه الســيارة تابعــة لقــوت‬ ‫النظــام األســدي‪ ،‬وليســت هــي املــرة األوىل‬ ‫التــي يســتخدم بــه النظــام االســدي سياســة‬ ‫الســيارات املفخخــة تجــاه املــدن املنتفضــة‬ ‫عليــه‪.‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫تقرير‬

‫حدث في‬ ‫سفارة النظام‬

‫ستيف الدمشقي | أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تتزاحــم القصــص والروايــات الكثــرة حــول‬ ‫املضايقــات واملالحقــات األمنيــة التــي يتعــرض‬ ‫لهــا الشــباب الســوري مــن قبــل قــوات النظــام‬ ‫وأعوانــه وشــبيحته‪ ،‬ســواء داخــل وطنهــم‬ ‫األم ســوريا أو خارجــه‪ ،‬والتــي تبــدأ بالشــتم‬ ‫والرتهيــب والتخويــف وتنتهــي بالــرب‬ ‫واإلهانــات‪.‬‬ ‫محمــد( اســم مســتعار) يــروي مــا حــدث معــه‬ ‫يف الســفارة الســورية يف العاصمــة املرصيــة‬ ‫بتاريــخ ‪ 2014-8-3‬حيــث ذهــب إليهــا ليمــدد‬ ‫جــواز ســفره بعــد أن كان قــد حجــز مســبقا‬ ‫تذكــرة للســفر بالطائــرة إىل لبنــان ‪.‬‬ ‫يقــول محمــد بعــد أن نــودي عليــه باســمه‬ ‫يــرخ بــه أحــد املوظفــن باللهجــة املرصيــة "‬ ‫هــات موبايلــك "‬ ‫فــرد عليــه‪" :‬ليــش شــو بــدك مبوبايــي ؟‪ ..‬أنــا‬ ‫مــا معــي موبايــي "‪ .‬يخــرج مــن خلفــه رجــل‬ ‫قصــر القامــة أســمر الوجــه يرتــدي نظــارة‬ ‫شمســية ينادونــه (أبوفــارس) ويخــره بلهجتــه‬ ‫العلويــة " مبــي معــك موبايــل " بينــا يقــف‬ ‫مــن خلفــه ثالثــة رجــال أحدهــم طويــل أســمر‬ ‫بشــعر أشــيب خفيــف‪ ..‬حــوراين اللهجــة‪،‬‬ ‫واآلخــر علــوي أيضــا أســمر بشــعر يختلــط بــه‬ ‫األبيــض واألســود‪..‬ثم توســطهم رجــل يدعــى(‬ ‫أبــو عــي) ضخــم الجثــة أصلــع قليــاً يضــع‬ ‫نظــارة طبيــة‪ ..‬يقــول لــه‪ " :‬إقعــود هــون "‪.‬‬

‫وبعــد أن جلــس لســاعتني يف الشــمس نــاداه‬ ‫أحدهــم صارخ ـاً لــه "أدخــل مــن هنــا"‪.‬‬ ‫دخــل محمــد مــن بــاب الســفارة أوال حيــث‬ ‫وجــد ثالثــة شــبابيك‪ ،‬وإىل ميينهــم بــاب‬ ‫خشــبي يــؤدي إىل مدخــل آخــر يحــوي عــى‬ ‫يســاره ثالثــة أبــواب األول بــاب يدخــل إليــه‬ ‫موظفــو النوافــذ‪ ،‬و الثــاين بــاب رمبــا لغرفــة‬ ‫تحقيــق‪ ،‬والثالــث يف صــدر املدخــل يــؤدي إىل‬ ‫الطابــق العلــوي‪.‬‬ ‫يقــول محمــد "أدخلــوين مــن البــاب الثــاين‪ ،‬و‬ ‫قــال يل أحدهــم إجلــس هنــا بلكنــة حورانيــة‬ ‫نوعــا مــا‪ ،..‬جلســت‪ .‬فدخــل الرجــل القصــر‬ ‫الــذي كان يرتــدي نظــارة‪ ..‬و بــدأ بتقليــب‬ ‫الهاتــف محــاوال فتــح القفل‪.‬حــاول لدقائــق‬ ‫و مل يســتطع فأخــرج الــكارت ووضعــه يف‬ ‫الكومبيوتــر وهنــا ظهــرت الصــور ـ مل يكــن‬ ‫محمــد قــد أزال مــن جوالــه كل مــا كان‬ ‫موجــود بــه ـ إنهــا صــوره مــع ســميح شــقري‬ ‫يف تظاهــرات متعــددة‪ ..‬وصــورة خلفــه علــم‬ ‫الثــورة‪ ..‬يســأله مرتــدي النظــارة؟‬ ‫ـ شو هادا ؟ علم االئتالف؟‬ ‫يلتــزم محمــد الصمــت ليمســك بعدهــا ورقــة‬ ‫وقلــم‪.‬‬ ‫ويبــدأ بكتابــة تقريــر‪ ..‬يســتطيع أن يســرق‬ ‫النظــرل بعــض الســطور منــه‪" ..‬تحريــض‬ ‫عــى القتــل والتظاهــر _ تآمــر مــع الخــارج‬ ‫_ رفــع أعــام االئتــاف _ وأهــم وأتفــه تهمــة‬ ‫(التصويــر للعربيــة والجزيــرة)" ليقــف الرجــل‬

‫القصــر بعــد ذلــك‪ ،‬ويدخــل إىل الغرفــة رجــان‬ ‫طويــان عريضــا املنكبــن‪ ..‬واحــد يســر خلــف‬ ‫اآلخــر‪ ،..‬ثــوانِ أمامــه وتتــواىل اللكــات عليــه‪،‬‬ ‫يحــاول الدفــاع عــن نفســه بــدون جــدوى‬ ‫يف صــد ورد القليــل مــن تلــك الرضبــات‪.‬‬ ‫وبعــد حفلــة الــرب يســأله أحدهــم (كيــف‬ ‫تعلمــت؟ آه قــي تشــوف‪ ..‬مــو الــدويل هيــي‬ ‫العلميتــك؟ قــي لشــوف مــو الــدويل هــي‬ ‫العطيتــك جــواز؟ لشــو متخربــوا البلــد آه ؟‬ ‫ثــم يعــاوده ذلــك الــذي كتــب التقريــر بلكمــة‬ ‫عاجلــة‪ .‬يقــول محمــد "ســحب مــن يــدي كتابـاً‬ ‫مــن إصــدار عــامل املعرفــة‪:‬‬ ‫فــخ العوملــة فيــه شــهادة فحــص مــا قبــل‬ ‫الــزواج لصديقــي كنــت أريــد أن أصدقهــا لــه‬ ‫يف طريقــي لكنهــم مل يوافقــوا عــى التصديــق‬ ‫(أصبحــوا نظاميــن اآلن)‪ .‬وتــرك محمــد‬ ‫بعدهــا‪ ،‬بعــد أن ختــم التقريــر بكلمــة _ظهــر‬ ‫أنــه معــارض_ و بعدهــا قــام رجــان برميــه‬ ‫خــارج أســوار الســفارة‪ ..‬و قــال لــه أحدهــم ال‬ ‫تعــد إىل هنــا ليــس لديــك يشء لدينــا‪.‬‬ ‫ودون أن يحصــل محمــد عــى طلبــه الــذي‬ ‫قصــد ســفارة بلــده مــن أجلــه‪ ،‬يعــود حام ـاً‬ ‫خيبــة أمــل كبــرة‪ ،‬كمعظــم مــن مــر مبوقفــه‪،‬‬ ‫وليبقــى أغلــب الشــباب الســوري حبيــس‬ ‫القلــق مــن النظــام وأعوانــه‪ ،‬وكل مــن يعمــل‬ ‫ألجلــه ومعــه داخــل و خــارج ســوريا‪!،..‬؟‪.‬‬


‫ملف العدد‬

‫البدل الجديد والمشنقة‬

‫محمد الصفدي | أوكسجين‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫مــا زالــت مشــكلة الســوريني‬ ‫املكلفــن بــآداء خدمــة العلــم‬ ‫ت ـراوح مكانهــا دومنــا حــل‪ .‬عــى‬ ‫الرغــم مــن ظهــور قانــون البــدل‬ ‫الجديــد إلــذي أقــره نظام األســد‪.‬‬ ‫حيــث جــاء كعادتــه بعيــدا ً جــدا ً‬ ‫عــن املنطقيــة والتطبيــق يف‬ ‫آن‪ .‬إذ أن مــن دخــل يف ســن‬ ‫التكليــف ومل يســتطع إكــال‬ ‫دراســته أي مل ينههــا‪ ..‬ومــا‬ ‫زال داخــل ســوريا هاربــاً مــن‬ ‫الخدمــة العســكرية ويعتــر يف‬ ‫نظــر نظــام األســد فــارا ً منهــا‬ ‫ويســتحق اإلعــدام‪ ..‬وهــذا حــال‬ ‫أكــر الشــباب الســوري الذيــن‬ ‫بقــوا يف الداخــل‪ ..‬يعانــون مــا‬ ‫يعانــون‪ ،‬فــا هــم يســتطيعون‬ ‫الخــروج مــن ســوريا‪ ..‬وال هــم‬ ‫يســتطيعون تســوية أوضاعهــم‪،..‬‬ ‫وال يســتطيعون أيضــاً تســليم‬ ‫أنفســهم لخدمــة نظــام األســد‪.‬‬ ‫يقــول "علــي" وهــو أحــد الشــباب‬ ‫املتخلفــن عــن الجيــش األســدي‬ ‫ومــا زال داخــل الزبــداين‪ :‬مل‬ ‫أســتطع إكــال دراســتي‪ ،‬بســبب‬ ‫إســتحالة املــرور والعبــور عــى‬ ‫الحواجــز العديــدة التــي تكــون‬ ‫معرضــاً لإلعتقــال فيهــا عنــد‬ ‫كل حاجــز هــذا أوالً ‪ ..‬وثانيــاً‪،‬‬ ‫مل أســتطع متابعــة الدراســة يف‬ ‫الجامعــة خوفــاً مــن اإلعتقــال‬ ‫داخلهــا‪ ..‬حيــث يتــم إعتقالــك‬ ‫فقــط عــى الهويــة‪ ،‬ودون‬ ‫أن يكــون لــك عالقــة بــيء‪،‬‬ ‫هويتــي (زبدانــي)‪ ..‬يكفــي هــذا‬ ‫لتصبــح يف الســجن ومتــوت‬ ‫تحــت التعذيــب‪.‬‬ ‫لكــن حــال الشــاب عصــام مــن‬ ‫درايــا ليســت أفضــل “ بقــي لــي‬ ‫مــادة واحــدة علــى تخرجــي مــن‬

‫كليــة اإلقتصــاد‪ ..‬لكننــي اعتقلــت مــن‬ ‫الجامعــة لمجــرد أننــي مــن داري ـا‪..‬‬ ‫ونلــت أقســى أنــواع التعذيــب النفســي‬ ‫والجســدي‪ ،‬وبعــد إطــاق ســراحي لــم‬ ‫أســتطع المتابعــة وتقديــم مادتــي‬ ‫األخيــرة للتخــرج‪ ..‬وبقيــت هنــا فــي‬ ‫مكانــي”‪.‬‬ ‫تشــكل الخدمــة العســكرية‬ ‫معضلــة شــديدة بالنســبة‬ ‫للشــباب الســوري‪ ،..‬ســواء كانــوا‬ ‫مــن املدنيــن الذيــن مل يلتحقــوا‬ ‫بالخدمــة؛ أم مــن العســكريني‬ ‫الذيــن يؤدونهــا‪ ،‬ومل يرسحــوا‬ ‫حتــى اليــوم‪..‬؛ يقــول عــاد وهــو‬ ‫عســكري يف جيــش نظــام األســد‬

‫“ خفــت مــن اإلنشــقاق كثي ـرًا ألن‬ ‫لــي عــدة أصدقــاء أعدمــوا بعــد أن‬ ‫انشــقوا‪ ،‬وتــم إلقــاء القبــض عليهــم‬ ‫فــي ســرغايا مــن قبــل مخبــر هنــاك‪..‬‬ ‫فتــم قتلهــم ومــن ثــم ســحلهم فــي‬ ‫أرجــاء البلــدة حتــى تناثــر لحمهــم‬ ‫علــى الطرقــات‪ ..‬ويتابــع بألــم‬ ‫وغصــة“‬

‫لكــن باســل وهــو شــاب حصــل‬ ‫عــى الثانويــة العامــة وســجل يف‬ ‫إحــدى جامعــات دمشــق فيقــول‬ ‫"والــدي معتقــل منــذ أكثــر مــن عــام‬ ‫‪ ..‬ولــم أســتطع متابعــة دراســتي‬ ‫ألننــي وحســب المفاضلــة يحــق‬ ‫لــي دراســة (العلــوم السياســية)‪،‬‬ ‫ومــكان الجامعــة فــي منطقــة التــل‬ ‫وهــي منطقــة منتفضــة علــى نظــام‬ ‫األس ـد‪ ..‬وهنالــك عشــرات الحواجــز‬ ‫ونقــاط التفتيــش للوصــول إليه ـا‪..‬‬ ‫وقــد أعتقــل فــي أيــة لحظــة لمجــرد‬ ‫أن هويتــي (زبدانــي) ويأتــي اإلتهــام‬ ‫فــورًا ( التعــاون مــع الجيــش الحــر)‪..‬‬ ‫بعــد حصولــي علــى التســجيل‬ ‫إســتلمت جــواز الســفر ولكنــه لمــدة‬ ‫عاميــن فقــط‪ ..‬بعدهــا غــادرت مــع‬ ‫أمــي إلــى لبنــان منــذ ســنة‪ ..‬وإلــى اليوم‬

‫لــم أتمكــن مــن الدراســة فــي لبنــان‪..‬‬ ‫إلنعــدام آفــاق العمــل‪ ..‬إلننــي ســوري‬ ‫ولوضــع البلــد اإلقتصــادي الخانــق‪..‬‬ ‫وعندمــا تنتهــي صالحيــة الجــواز‬ ‫أي بعــد عــام لــن أســتطع تمديــده‬ ‫وأصبــح كالشــباب اآلخريــن‪ ..‬أي‬ ‫ســوري مطلــوب للجيــش وبــدون‬ ‫جــواز ســفر "‪.‬‬ ‫املشــكلة كبــرة وتتفاقــم مبــرور‬ ‫الوقــت‪ ...‬وال حــل لهــا يف‬ ‫األمــد القريــب‪ ..‬وخاصــة مــع‬ ‫اســتمرار القتــال مــن الجانبــن‬ ‫وســط غيــاب آليــة الحســم‬ ‫عنــد كل طــرف (النظــام األســد ‪-‬‬ ‫المعار ضــة)‪.‬‬ ‫بينــا يلــوح يف األفــق قانــون‬ ‫البــدل الجديــد الــذي أقــره‬ ‫رأس النظــام الســوري‪ ..‬وجــاء‬

‫الكثــر منــا يعــرف كل يشء لكــن‬ ‫مــاذا نفعــل؟‪.‬‬ ‫أمــا ماهــر وهــو عســكري مــن‬ ‫مدينــة حلــب أيض ـاً ومل يســتطع‬ ‫اإلنشــقاق ويخــدم عــى حاجــز‬ ‫(الجرجانيــة) يف الزبــداين فيقــول‪:‬‬ ‫"لقــد مضــى علــى مــدة تســريحي‬ ‫أي انتهــاء خدمتــي ســنتين و‪3‬‬ ‫أشــهر‪ ..‬وحتــى الســاعة مــا زلــت‬ ‫فــي الخدمــة‪ ،‬وليــس لــدي أمــل فــي‬ ‫ذلــك‪ .‬لقــد جــاءت أمــي مــن حلــب‬ ‫وعرضــت نفســها للخطــر لترانــي‪ ..‬إذ‬ ‫مضــى علــى غيابــي مــدة الســنتين لــم‬ ‫ترانــي فيه ـا‪ ..‬وهــي تالحقنــي أيضــا‬ ‫مــع أخــي التــي ســتذهب وتــراه أيضــا‬ ‫علــى حواجــز الريــف الدرعــاوي كمــا‬ ‫أخبرهــا"‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫رؤيــة فــي قانــون البــدل‬ ‫الجديد‬

‫أصــدر النظــام األســدي يــوم‬ ‫األربعــاء بتاريــخ ‪2014/8/6‬‬ ‫مرســوماً ترشيعي ـاً يحمــل الرقــم‬ ‫‪ 33‬وينــص تعديــل بعــض املــواد‬ ‫يف قانــون الخدمــة اإللزاميــة‪.‬‬ ‫ويقــي القانــون الجديــد‬ ‫بتخفيــض مــدة إقامــة املكلــف‬ ‫يف الخــارج لـــ ‪ 4‬ســنوات بعــد‬ ‫ان كانــت ‪ 5‬ســنوات‪ ..‬ثــم دفــع‬ ‫مبلــغ ‪ $ 8000‬بعــد ان كان‬ ‫‪ .. $15000‬وأول قـراءة لــه تعنــي‬ ‫حاجــة نظــام األســد إىل العملــة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫ملف العدد‬

‫مخيبـاً لآلمــال ومحبطـاً للشــباب‬ ‫الســوري كالعــادة‪ ..‬ألنــه ينظــر‬ ‫مــن خــال منفعــة النظــام‬ ‫الشــخصية وهــذا حــال نظــام‬ ‫اإلســتبداد عــى الــدوام‪ ..‬مــن‬ ‫قبــل‪ ،...‬أو بعــد!؟‪.‬‬

‫الصعبــة مــع تدهــور الوضــع‬ ‫اإلقتصــادي للنظــام برمتــه‪.‬‬ ‫ومــن أهــم التعديــات التــي‬ ‫نالــت املرســوم الترشيعــي رقــم‬ ‫‪ 30‬لعــام ‪ 2007‬كانــت مــا يــي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ يدفــع ‪ $ 8000‬أمريــي ملــن‬ ‫كانــت إقامتهــم دامئــة ملــدة ال‬ ‫تقــل عــن ‪ 4‬ســنوات‬ ‫‪2‬ـ يدفــع ‪ $ 2500‬أمريــي ملــن‬ ‫ولــد يف دولــة أجنبيــة أو عربيــة‬ ‫وأقــام فيهــا أو يف غريهــا إقامــة‬ ‫دامئــة ومســتمرة حتــى دخولــه‬ ‫ســن التكليــف‪ ..‬بينــا كان‬ ‫هــذا البنــد يف املرســوم الســابق‬ ‫أي قبــل التعديــل مبلــغ ‪$ 500‬‬ ‫أمريــي فقــط للمولوديــن خــارج‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫‪3‬ـ تعديــل عــدد األوالد املســموع‬ ‫باســتبعادهم مــن خدمــة العلــم‬

‫ليصبحــوا ولــدا ً واحــدا ً مــن أصــل‬ ‫‪ 9‬أفـراد مكلفــن بخدمــة العلــم ‪.‬‬ ‫وقــد تــم إجــراء تعديــل يف‬ ‫اإلعفــاء مــن تقديــم كفالــة‬ ‫الســفر خــارج القطــر التــي‬ ‫تشــرطها شُ ــعب التجنيــد بحيــث‬ ‫أصبحــت تُســتوىف كفالــة ســفر‬ ‫مــن األشــخاص الذيــن هــم‬ ‫تحــت ســن الشــطب‪ ،‬وإضافــة‬ ‫نــص يلــزم الجهــات العامــة‬ ‫بإعــادة العاملــن املتعاقديــن مــع‬ ‫الدولــة إىل عملهــم وذلــك بــدالً‬ ‫مــن النــص النافــذ الــذي كان‬ ‫يســتثنيهم مــن العــودة للعمــل‪.‬‬ ‫أمــا مــن أهــم األحــكام الجديــدة‬ ‫التــي تــم إدراجهــا ضمــن هــذا‬ ‫املرســوم الترشيعــي الجديــد‪:‬‬ ‫أـ إحتفــاظ العاملــن يف جهــات‬ ‫القطــاع الخــاص واملشــرك الذيــن‬ ‫يســاقون إىل الخدمــة االحتياطية‪،‬‬ ‫بحقهــم بالعــودة إىل عملهــم يف‬ ‫تلــك الجهــات رشيطــة أن يضعــوا‬ ‫أنفســهم تحــت ترصفهــا خــال‬ ‫خمســة عــر يوم ـاً مــن تاريــخ‬ ‫ترسيحهــم‪.‬‬ ‫ب ـ مينــح العاملــون يف‬ ‫الجهــات العامــة دامئــن أو‬ ‫مؤقتــن ‪ ،‬والذيــن يســتدعون‬ ‫ألداء الخدمــة االحتياطيــة‬ ‫إجــازة بكامــل األجــر طــوال‬ ‫فــرة اســتدعائهم ويحتفظــون‬ ‫بحقهــم يف كل الرتفيعــات واملزايــا‬ ‫املقــررة ألمثالهــم مــن العاملــن‬ ‫عــى رأس عملهــم‪ ،‬و يســتمر‬ ‫هــؤالء العاملــون بتقــايض‬ ‫كل التعويضــات التــي كانــوا‬ ‫يتقاضونهــا مبــا فيهــا التعويضــات‬ ‫الخاصــة بالوظيفــة املســندة‬ ‫إليهــم قبــل اســتدعائهم‪.‬و يعــاد‬ ‫هــؤالء العاملــون إىل عملهــم بعد‬ ‫إنتهــاء فــرة اســتدعائهم رشيطــة‬ ‫أن يضعــوا أنفســهم تحــت‬

‫تــرف تلــك الجهــات خــال‬ ‫خمســة عــر يوم ـاً مــن تاريــخ‬ ‫ترسيحهــم‪.‬‬ ‫ج ـ فــرض عقوبــات بحــق‬ ‫املكلفــن الذيــن يتخلفــون‬ ‫عــن اإللتحــاق بخدمــة العلــم‬ ‫اإللزاميــة أو اإلحتياطيــة تنهــى‬ ‫خدمــة املكلفــن العاملــن يف‬ ‫جهــات القطــاع العــام واملشــرك‬ ‫الــذي يتخلفــون عــن اإللتحــاق‬ ‫بالخدمــة اإللزاميــة ألكــر مــن‬ ‫ســنة‪،‬وملدة ثالثــن يومـاً بالنســبة‬ ‫للخدمــة االحتياطيــة‪.‬‬ ‫املرســوم الجديــد نــال اإلســتنكار‬ ‫واإلشــمئزاز مــن جميــع األطـراف‬ ‫عــى حــد ســواء‪ ..‬ألن نظــام‬ ‫األســد مل يســ َع إليجــاد حــل‬ ‫ملشــاكل الشــباب واملواطنــن‬ ‫الســوريني كعادتــه‪ ،‬باســتثناء‬ ‫قتلهــم ‪ ..‬إمنــا ينظــر إىل مصلحتــه‬ ‫ورسقــة جيــوب املواطنــن‬ ‫الفارغــة‪ ..‬حيــث ســيدفع هــذا‬ ‫البــدل عــن املواطنــن اليســورين‬ ‫الذيــن يســتطيعون دفــع هكــذا‬ ‫مبلــغ‪!،..‬؟ أمــا األكرثيــة الباقيــة‬ ‫مــن الشــباب الســوري‪ ..‬ترتــع‬ ‫تحــت نــر الحصــار الخانــق‬ ‫ملــن هــم يف الداخــل الســوري‪،‬‬ ‫وملــن هــم خاجــه حيــث التــرد‬ ‫والعــوز واللجــوء والفاقــة‬ ‫والفقــر واملذلــة واإلهانــة‪..‬يف‬ ‫دول تقبــض الكثــر مــن األمــم‬ ‫املتحــدة‪ ..‬وتعهــدت بتقديــم‬ ‫الكثــر الكثــر‪ ..‬وكلهــا كانــت‬ ‫حــرا ً عــى الــورق‪ ،‬ومل تقــدم‬ ‫لهــم حتــى اليــوم غــر عــدم‬ ‫املبــاالة‪ ،..‬والكراهيــة العلنيــة‪،..‬‬ ‫والقتــل أيضــاً‪ ،..‬وآخرهــا مــا‬ ‫جــرى يف عرســال اللبنانيــة مــن‬ ‫إحـراق مخيــات النازحــن وقتــل‬ ‫األطفــال األبريــاء‪.‬‬


‫تقرير‬

‫اإلعالم في دول الظالم‬ ‫| أوكسجين‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫إن الوصــول إىل املعلومــات هــو رشيــان الحيــاة‬ ‫لوســائل اإلعــام الحــرة وملجتمــع دميقراطــي‬ ‫(‪)box‬‬ ‫يف تقريــر لـــ (الشــبكة الســورية لحقــوق‬ ‫اإلنســان) أكــدت فيــه أن النظــام الســوري‬ ‫كان وال يـزال صاحــب الحصيلــة األكــر لكـ ّم‬ ‫الجرائــم املرتكبــة بحــق اإلعالميــن ونوعيتها‪.‬‬ ‫فيــا أشــارت الشــبكة أيضـاً إىل دخــول أطـراف‬ ‫مســلحة أخــرى عــى خطــى قتــل اإلعالميــن‬ ‫بعــد نظــام األســد وخصوصـاً تنظيــم “داعــش”‪.‬‬ ‫وقــد أدى قتــل اإلعالميــن الذيــن دفعــوا‬ ‫حياتهــم مثنـاً لحريــة الكلمــة ‪ ، ..‬دفــع البعــض‬ ‫منهــم إىل اإلســتقالة مــن العمــل اإلعالمــي‬ ‫وخاصــة امليــداين بعــد إرتفــاع حصيلــة القتــل‪..‬‬ ‫وإختيارهــم الحيــاد او الصمــت بعدمــا دفــع‬ ‫الكثــرون منهــم مثنــاً باهظــاً وصــل إىل حــد‬ ‫املــوت أو الخطــف أو املــوت‪ .‬واضطــر بعــض‬ ‫اإلعالميــن لالنضــام إىل فصائــل مســلحة بحثـاً‬ ‫عــن الرعايــة والحاميــة‪ ،‬وذلــك مــا أثّــر عــى‬ ‫حريــة العمــل الصحــايف واســتقالليته‪ .‬وشــهدت‬ ‫الســنوات الثــاث املاضيــة مــن عمــر الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬مقتــل املئــات مــن اإلعالميــن‪ .‬ومــن‬ ‫بــن الصحافيــن القتــى‪ ،‬مراســلون محرتفــون‬ ‫أجانــب مــن فرنســا والواليــات املتحــدة‬ ‫واليابــان وغريهــا‪ ،‬إضافــة إىل ناشــطني إعالميــن‬ ‫هــواة مــن ســوريا‪.‬‬ ‫وفيــا تــزال املعانــاة قامئــة عــى طريــق‬ ‫اآلخريــن مــن اإلعالميــن الذيــن مــا زالــوا‬ ‫يقومــون بعملهــم‪ ..‬وســط االعتقــاالت‬ ‫والحمــات التعســفية واملالحقــات القضائيــة‪.‬‬ ‫وقــد تــم توثيــق مقتــل ‪ 240‬إعالميـاً يف ســوريا‬ ‫منــذ انــدالع الثــورة الســورية يف آذار مــن‬ ‫عــام ‪ 2011‬وال يــزال العــرات معتقلــن أو‬ ‫مختطفــن أو مفقوديــن‪ .‬لكــن مركــز توثيــق‬ ‫اإلنتهــاكات بســوريا وثــق مقتــل ‪ 307‬ناشــطني‬ ‫إعالميــن قتلــوا بنـران نظــام األســد منــذ اندالع‬ ‫رشارة الثــورة وســقطوا أثنــاء تأديتهــم لواجبهــم‬ ‫املهنــي‪ .‬حيــث أنــه ال ميكــن تحقيــق حريــة‬ ‫الصحافــة إال مــن خــال ضــان بيئــة إعالميــة‬

‫حرة ومستقلة‪.‬‬ ‫هــذا مــا يحصــل يف‬ ‫املناطــق التــي يســيطر‬ ‫عليهــا النظــام‪ ..‬لكــن األمــر‬ ‫ال يختلــف البتــة عــن املناطــق التــي تســيطر‬ ‫عليهــا “داعــش” مــن اعتقــال وقتــل وتعذيــب‪.‬‬ ‫وهــذا مــا حــدا العديــد مــن اإلعالميــن‬ ‫املتواجديــن يف مناطــق ســيطرة “داعــش” إىل‬ ‫اعتزالهــم مهنــة الصحافــة أو تســليم أنفســهم‬ ‫مــع معداتهــم إىل “داعــش” بعــد ان قامــوا‬ ‫(بالتوبــة) مــن طــرف الدواعشــة‪ ..‬وتعنــي‬ ‫التوبــة (املقبولــة) تســليم مــا يــي‪ :‬الكامــرا‬ ‫ـ بندقيــة إن وجــدت ـ البتــوب ـ أنرتنــت‬ ‫فضــايئ‪ .‬أمــا املناطــق التــي بــدأ اإلعالميــون‬ ‫التابعــن لفصائــل مختلفــة وكذلــك املســتقلني‬ ‫أيضـاً‪ ،‬وقامــوا بتســليم أنفســهم لهــا منــذ مــدة‬ ‫أســبوع تقريب ـاً‪ ..‬أمــا املناطــق فهــي‪ :‬الشــحيل‬ ‫واملياديــن والعشــارة والبوكــال يف ريــف ديــر‬ ‫الــزور‪.‬‬ ‫ويعتــر تســليم النفــس مــن قبــل اإلعالميــن‬ ‫هربــاً مــن مــوت حتمــي حيــث املداهــات‬ ‫ال تتوقــف إال بالقتــل أو التســليم‪ .‬وقــد وقــع‬ ‫أغلــب الناشــطني اإلعالميــن يف ديــر الــزور عىل‬ ‫ورقــة تتضمــن إمــاءات ورشوط تنظيــم الدولة‬ ‫املتعلقــة بالعمــل اإلعالمــي يف املحافظــة يف ‪11‬‬ ‫بنــدا ً كــا يــي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ أن يكــون املراســلون ممــن بايــع خليفــة‬ ‫املســلمني البغــدادي كونهــم رعايــا يف الدولــة‬ ‫اإلســامية وملزومــون ببيعــة إمامهــم‪.‬‬ ‫‪2‬ـ أن يكــون عملهــم بــإرشاف املكاتــب‬ ‫اإلعالميــة يف الواليــات حــرا ً‬ ‫‪3‬ـ أن يكــون تعاملهــم ابتــداء مــع وكاالت‬ ‫األنبــاء العامليــة (رويــرز‪ ،‬فرانــس بــرس‪،‬‬ ‫اسويتشــد بــرس) ويتــم تجنــب القنــوات‬

‫الفضائية‬ ‫‪4‬ـ مينــع التعامــل بــأي شــكل مــن األشــكال مــع‬ ‫القنــوات املوضوعــة يف قامئــة القنــوات املوجهة‬ ‫ملحاربــة الدولــة اإلســامية (كالعربيــة والجزيرة‬ ‫وأورينــت) واملخالــف لهــذا النقطــة ســيكون‬ ‫تحــت طائلــة املســاءلة‬ ‫‪5‬ـ يســمح بتغطيــة األحــداث يف الواليــة‬ ‫املعنيــة بالخــر والصــورة الثابتــة التــي تذيَّــل‬ ‫باســم الصحفــي أو الجهــة التــي غطــت الخــر‬ ‫‪6‬ـ ال يُســمح بنــر تقريــر صحفــي (مقــروء‬ ‫أو مســموع أو مــريئ) دون الرجــوع للمكتــب‬ ‫اإلعالمــي لإلطــاع عليــه قبــل النــر‬ ‫‪7‬ـ يســمح للصحفيــن بفتــح صفحــات خاصــة‬ ‫عــى مواقــع التواصــل اإلجتامعــي واملدونــات‬ ‫لنــر األخبــار والصــور عــى أن يبلــغ املكتــب‬ ‫اإلعالمــي يف الواليــة بعناويــن هــذه الصفحــات‬ ‫ملتابعتهــا‬ ‫‪8‬ـ يلتــزم الصحفيــون بالضوابــط العامــة يف‬ ‫التصويــر داخــل الواليــات وخاصــة تجنــب‬ ‫تصويــر املواقــع أو األحــداث األمنيــة والتــي‬ ‫يحظــر فيهــا التصويــر‬ ‫‪9‬ـ ســتتم متابعــة نشــاط الصحفيــن املحليــن‬ ‫مــن قبــل املكاتــب اإلعالميــة يف الواليــات‬ ‫واإلعــام املركــزي‪ ،‬وأي مخالفــة للضوابــط‬ ‫املوضوعــة ســتؤدي ملنــع الصحفــي مــن مزاولــة‬ ‫عملــه وقــد تعرضــه للمســاءلة واملحاســبة‬ ‫‪10‬ـ هــذه الضوابــط ليســت نهائيــة وهــي‬ ‫قابلــة للتغيــر مــع الوقــت بحســب الظــروف‬ ‫ودرجــة تعــاون الصحفيــن والتزامهــم مــع‬ ‫أخوتهــم يف املكاتــب اإلعالميــة‬ ‫وأخريا ً‪..‬‬ ‫يــزود الصحفــي برخصــة عمــل ملزاولــة عملــه‬ ‫بعــد تقديــم طلــب للمكتــب اإلعالمــي يف‬ ‫الواليــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫رأس الحربة التشدد الديني‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫وغريهــا مــن األســباب للتشــدد الدينــي الــذي‬ ‫ميثــل رأس الحربــة يف كل طعنــ ٍة تتلقاهــا‬ ‫أمتنــا اليــوم ‪ ،‬هــذه األســباب ت ُح ِّملنــا جميعـاً ‪-‬‬ ‫ســوريني ومســلمني وعربـاً – مســؤولية عالجهــا‬ ‫‪ ،‬ســواء أكنــا أف ـرادا ً أو مؤسســات ‪.‬‬ ‫ـباب إن بقيــت ‪ ،‬فلــن تكــون مثرتهــا داعــش‬ ‫أسـ ٌ‬ ‫وحدهــا ‪ ،‬بــل ســتتفرع عــى مثــار خبيثــة‬ ‫أخــرى تجنــي شــعوبنا نتائــج ويــات كانــت‬ ‫‪ 11‬أيلــول إحدهــا ولــن يكــون يف كل جرائــم‬ ‫داعــش اليــوم يف ســوريا والعــراق آخرهــا‪...‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تقول الحكمة ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫(إذا ُر َّدت اإلساءة باإلساءة فمتى تنتهي اإلساءة!!)‬ ‫وكذلــك األمــر يف كل خطــأ ينتــر بيننــا‪ ،‬فــإن‬ ‫وصـ َّد اإلرهــاب باإلرهــاب‪،‬‬ ‫ُر َّد الخطــأ بالخطــأ ‪ُ ،‬‬ ‫وحــورب التشــدد بالتشــدد ‪ ،‬فمتــى ســينتهي‬ ‫كل ذلــك؟!! متــى ســنبني الوطــن وننعــم‬ ‫باألمــن ونحقــق لنــا ولألجيــال مــن بعدنــا‬ ‫الحيــاة الحــرة الكرميــة؟!!‬ ‫رمبــا يبــدو األمــر حاملــاً أو طوباويــاً زيــادة‪،‬‬ ‫وســتكون الصــورة املقابلــة لعــدم الــرد باملثــل‬ ‫هــو الهزميــة واالستســام وعــدم الدفــاع عــن‬ ‫النفــس‪ ،‬ووضــع الــرأس عــى ال ـراب بانتظــار‬ ‫أن يُــداس أو يُذبَــح‪ ...‬وهنــا علينــا أن نعــي‬ ‫أن كالمنــا هــذا إمنــا هــو ضمــن البيئــة التــي‬ ‫يحيــا أفرادهــا لهــدف واحــد أو ي ّدعــون ذلــك‬ ‫عــى األقــل ‪ ،‬ويف حالتنــا الســورية (بنــاء ســوريا‬ ‫الجديــدة)‪ ،‬أمــا ر ّد العــدوان ودحــر الظلــم‪ ،‬فهــو‬ ‫يفــل الحديــد إال‬ ‫أمــر بديهــي وأكيــد‪ ،‬فــا ّ‬ ‫الحديــد ‪ ،‬ولكــن انشــغال الفئــات والجهــات‬ ‫التــي تعمــل لبنــاء ســوريا الجديــدة بــر ّد الفعل‬ ‫دامئــاً‪ ،‬وعــى نحــو يكافــئ الفعــل نفســه يف‬ ‫نوعــه وشــدته وطبيعتــه فــإن ذلــك ســيجعل‬ ‫الخطــأ ينتــر بــا نهايــة‪ ،‬وســيكون أكــر وقــود‬ ‫المتــداد نــار عدونــا التــي تريــد حــرق ثورتنــا‬ ‫وإضعافنــا وســحقنا‪...‬‬ ‫يتعــن علينــا أن نــدرك متامــاً أن دحــر‬ ‫وهنــا‬ ‫ّ‬ ‫الخطــأ ال يكــون إال ببــر أســبابه وتجفيــف‬ ‫منابعــه فهــذا هــو الوســيلة األنجــح واألجــدى‬ ‫لزوالــه ولبنــاء مجتمــع ســليم معــاىف‪...‬‬ ‫فعــى ســبيل املثــال فــإن مــا يســمى بداعــش‬ ‫وأخواتهــا مل تكــن لتصــل ملــا وصلــت إليــه‬ ‫اليــوم لــوال جملــة متشــابكة وعميقــة مــن‬ ‫العوامــل واألســباب التــي عاشــتها مجتمعاتنــا‬ ‫اإلســامية والعربيــة‪ ،‬ومجتمعنــا الســوري‬ ‫أيضـاً‪ ،‬وبالتــايل فــإن زوال داعــش أو مواجهتهــا‬ ‫عســكريا فقــط لــن يكــون مجديـاً مــا مل نجتــث‬ ‫مــن تربــة مجتمعاتنــا تلــك األســباب‪ ،‬ونعالــج‬ ‫تلــك العوامــل‪ ،‬أي أن نجفــف مواردهــا مــن‬ ‫الذخائــر البرشيــة الذيــن ينتمــون كل يــوم‬

‫إليهــا‪ ،‬أو يدعمونهــا‪ ،‬أو يشــكلون لهــا حواضــن‬ ‫شــعبية يخضعــون لهــا ويدافعــون عنهــا‪ ...‬وإال‬ ‫فــإن العمــل العســكري وحــده لــن يكــون إال‬ ‫تقويــة لهــا بكســب التأييــد عــى أنهــا قــوة‬ ‫تريــد إقامــة رشع اللــه ولذلــك فهــي ت ُحــا َرب‬ ‫وتُعــا َرض‪.‬‬ ‫وهنــا يــرز التشــدد الدينــي أحــد أهــم أســباب‬ ‫ظهــور داعــش ومثيالتهــا مــن الجامعــات‬ ‫التــي وإن كدنــا نجــزم بعاملتهــا عــى مســتوى‬ ‫القيــادات‪ ،‬إال أنهــا بــا شــك تضــم بــن صفوفها‬ ‫آالف ـاً مــن الجنــود هــم أبناؤنــا وأخوتنــا ممــن‬ ‫اتخــذوا مــن التشــدد الدينــي عقيــدة لهــم‬ ‫حتــى وصلــوا إىل مــا هــم عليــه مــن االنتــاء‬ ‫لداعــش والقتــال لتحقيــق أهدافهــا التــي‬ ‫ظاهرهــا إقامــة رشع اللــه وبنــاء الدولــة‬ ‫اإلســامية‪ ،‬وباطنهــا ترســيخ كل يريــده عدونــا‬ ‫مــن ارتبــاط اإلســام باإلرهــاب‪ ،‬وتقدميــه‬ ‫بشــكلٍ وحــي مخيــف متثِّــل األنظمــة القمعية‬ ‫أمامــه الخيــار األفضــل الــذي ستســعى إليــه‬ ‫الشــعوب بأرجلهــا‪ ،‬وتقيمــه بأيديهــا وتختــاره‬ ‫بحـ ّر إرادتهــا عــى أن تكــون خاضعــة لســيوف‬ ‫تقطــع رؤوســها وتســفك دمهــا تحــت نــداء‪:‬‬ ‫اللــه أكبــر‪..‬‬ ‫يتعــن علينــا معرفــة أســباب التشــدد‬ ‫وهنــا‬ ‫ّ‬ ‫الدينــي ليحمــل كل منــا مســؤوليته يف زوالــه‬ ‫ســواء عــى مســتوى األفــراد أو املؤسســات‪...‬‬ ‫وتتجىل هذه األسباب يف‪:‬‬ ‫‪ -1‬الجهــل ‪ :‬فالجهــل يجعــل صاحبــه تربــة‬ ‫صالحــة لغــرس أي فكــر مغلــوط رشط أن‬ ‫يكــون مصحوبــاً بثقــة املتكلــم وعاطفتــه‬ ‫وفصاحتــه‬ ‫‪ -2‬التعصــب وضيــق األفــق وذلــك يرجــع للرتبية‬ ‫التــي ال مســاحة فيهــا للحــوار وال إبــداء الــرأي‬ ‫وال تقبــل الــرأي اآلخــر األمــر الــذي يهيــئ‬ ‫صاحبــه للتشــدد والتشــبث بالــرأي‬ ‫‪ -3‬اإلرهــاب العالمــي الــذي مارســته ومتارســه‬ ‫القــوى العامليــة تجــاه شــعوبنا الضعيفــة‬ ‫والــذي يجعلهــا مهيــأة لتبنــي كل فكــر يحقــق‬ ‫لهــا التميــز والحضــور وإثبــات الــذات‬ ‫‪ -4‬االســتبداد والقمــع الــذي تعانيــه شــعوبنا‬ ‫بســبب األنظمــة الديكتاتوريــة التــي تحكمهــا‬

‫والتــي ال مســاحة فيها لــرواج أي فكــر يعارضها‬ ‫‪ ،‬ناهيــك عــن معاداتهــا الواضحــة والجليــة‬ ‫لألحــزاب اإلســامية والتضييــق عليهــا ‪ ،‬لــذا‬ ‫يغــدو املواطــن املتعطــش للتعبــر عــن رأيــه‬ ‫واملندفــع للــرد عــى أنظمتــه التــي قمعتــه‬ ‫وانتهكــت حقوقــه صالح ـاً للتشــدد والتطــرف‬ ‫‪ -5‬الفقــر الــذي يجعــل المواطــن ســهل االنقيــاد‬ ‫جاهــزا ً لالنضــواء تحــت لــواء أيــة جهــة أو‬ ‫تنظيــم يغــدق عليــه املــال أو يوفــر لــه أســباب‬ ‫الحيــاة مســتعدا ً لتنفيــذ أهدافــه والدفــاع عنها‬ ‫‪ -6‬الحاجــة الماســة إلثبــات الــذات وتحقيــق‬ ‫الهويــة والتميــز والتكريــم ‪ ،‬إذ تعــاين شــعوبنا‬ ‫العربيــة عمومــاً وشــعبنا الســوري خصوصــاً‬ ‫مــن الغربــة وإن كان يعيــش عــى أرضــه‪،‬‬ ‫فاملواطــن عندنــا ال يجــد أي احـرام إلنســانيته‬ ‫أو كرامتــه ‪ ،‬حتــى يغــدو مجــرد الحصــول عــى‬ ‫حقــه حل ـاً يعيــش كل عمــره ليحصــل عــى‬ ‫بعضــه إن اســتطاع‪!! ...‬‬ ‫وهــذا يجعــل املواطــن فريســة ســهلة ملــن‬ ‫يعــزز يف نفســه شــعور االنتــاء ‪ ،‬وكان لهــذا‬ ‫االنتــاء خصوصيــة تجعــل صاحبهــا مقدمــاً‬ ‫عــى كل مــن دونــه ‪ ،‬إذ تغرس هــذه الجامعات‬ ‫يف نفــوس أفرادهــا أنهــم وحدهــم مــن أهــل‬ ‫الجنــة ‪ ،‬وأنــه مك ـ َّرم يتمتــع بالحصانــة طاملــا‬ ‫أنــه يتبعهــم ويبايــع أمريهــم ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ارتهــان المؤسســات الدينيــة يف مجتمعاتنــا‬ ‫لألنظمــة وتسيســها وفــق مصالــح الطغــاة‬ ‫مــا جعلهــا تفقــد املصداقيــة لــدى الشــعوب‬ ‫وتغــدو بعيــدة كل البعــد عــن إقناعهــا أو‬ ‫االنتــاء لهــا‬


‫قصة‬

‫تحية لكل أمرأة دمشقية‬ ‫خديجة مرعي | مشاركة‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫اللهــم إين صامئــة‪ .‬مل تســتيقظ‬ ‫يف العــارشة صباحــاً‪ ،‬وبقيــت‬ ‫حتــى الواحــدة ظه ـرا ً‪ .‬وهــا هــي‬ ‫تتحســس بيدهــا الهاتــف لتســال‬ ‫صديقتهــا عــن أخبــار الجــو‪ ..‬و‬ ‫عــن إفطــار اليــوم‪ ..‬أو الذهــاب‬ ‫"للشــوبنغ" ســوي ًة بعد "الشــاور"‪..‬‬ ‫فهــي مل تنــم منــذ ليــال عــدة‪ ،‬وإن‬ ‫نامــت فغفــوة تســيتقظ مفزوعــة‬ ‫مــن بعدهــا‪ ..‬تتحســس جســده‪..‬ا‬ ‫هــل هــو كامــل أم فقــد ت جــزءا‬ ‫منــه‪.‬‬ ‫مل تأخــذ "شــاور" باملــاء الــداىفء‪..‬‬ ‫والشــامبو املعطــر‪ ..‬وتجفــف‬ ‫شــعرها وتقــف أمــام املرايــا لتضــع‬ ‫مكياجهــا‪ ،‬وتلبــس‪ ..‬وتختــار مــن‬ ‫خزانــة مالبســها‪ ،‬فهــى مل تســتحم‬ ‫منــذ أيــام؛ ومــا زالــت ترتــدي‬ ‫مالبســها الفواحــة برائحــة العــرق‬ ‫و الخــوف‪ ..‬والرعــب‪ ..‬والرتقــب‪..‬‬ ‫والهــم‪ ،..‬تنظــر ىف مرايــا القــدر‪،‬‬ ‫بعدمــا تكــرت مرآتهــا مــن‬ ‫القصــف‪ ..‬واإلنفجــار‪.‬‬ ‫مل تصطحــب زوجهــا أو صديقتهــا‬ ‫للتســوق وهــى تبتســم فرحــة‪،‬‬ ‫تختــار الســ ّمن أكــر أم الحــام‪،‬‬ ‫أيهــا ألــذ‪ ..‬أم أن اللحــم‬ ‫أطيــب‪ .‬تقلــب أنــواع الفاكهــة‬ ‫واملرشوبــات وتســأل قمــر الديــن‬ ‫أفضــل؟ أم عصائــر املانجــو؟ ال ‪،..‬‬ ‫ال الكنافــة؟ أفضــل أم القطائــف؟‬ ‫فهــى فقــدت زوجهــا وصديقاتهــا‬ ‫وانقطعــت عنهــم األخبــار‪..‬‬ ‫وباتــت ال تعــرف شــيئاً‪!،..‬؟‪.‬‬ ‫تبحــث عــن بقايــا الطعــام ىف‬ ‫املنــزل‪ ،‬وتحســب عــدد لقيامتهــا‬ ‫لأليــام القادمــة‪ ،‬أصبحــت عضــوة‬ ‫جديــدة يف مملكــة النمــل‪.‬‬ ‫لــن تدعــو أمهــا وبقيــة أهــل‬ ‫زوجهــا لإلفطــار عندهــا لتتباهــى‬ ‫مبــا طبخــت ومبــا لديهــا‪ .‬وكان‬

‫آخــر عهدهــا بأهلهــا وأهــل‬ ‫زوجهــا يــوم عرســها‪ ،‬حيــث‬ ‫إســتهدف املجرمــن مــكان العــرس‬ ‫بصــاروخ‪ ..‬وراح مــن راح وبقــي‬ ‫"كل طويــل عمــر" فليــس عندهــا‬ ‫مــا تفخــر وتتباهــى بــه أمــام‬ ‫أحــد‪.‬‬ ‫مل تداعــب أطفالهــا وتحتضنهــم‬ ‫بأمــان وتقــدم لهــم أكيــاس‬ ‫الشــيبس والحلــوى وتجلســهم‬ ‫ىف الغرفــة أمــام أفــام الكرتــون‪..‬‬ ‫ومــن ثــم تجلــس وتلتصــق‬ ‫بزوجهــا أمــام املسلســل وحلقــات‬ ‫مــن مسلســل كوميــدي‪ ..‬وتقــذف‬ ‫حبــات الفســتق واللــوز يف فــم‬ ‫"ســيد قشــطة" و تقتطــع مــن‬ ‫صينيــة الكنافــة وتطعمهــا ألبــو‬ ‫كــرش الــذى تزوجتــه مبالها لتشــبع‬ ‫رغباتهــا نفســياً وجســدياً‪ ،‬فهــى‬ ‫مل تنجــب بعــد‪ .‬وكيــف ال وهــي‬ ‫بالــكاد تغمــض عينيهــا‪ ،‬وتقــوم‬ ‫فزعــة مــن هــول مــا رأت ليلــة‬ ‫عرســها‪ ..‬كيــف ال وهــي مل تختــلِ‬ ‫بزوجهــا ومل تســعد بــه لحظــات‪،‬‬ ‫إال وتســمع رصاخــاً هنــا أو‬

‫انفجــارا ً هنــاك‪ ،‬كيــف وهــي مل‬ ‫تقــض ليلــة كاملــة بأمــان وهــدوء‬ ‫كبقيــة النســاء مــع‬ ‫زوجهــا الــذى تزوجتــه لرجولتــه‬ ‫وشــهامته ودفاعــه املســتميت‬ ‫عنهــا‪ ،‬رغــم أنــه ال يعرفهــا عندمــا‬ ‫حــاول (الــكالب) القبــض عليهــا‬ ‫بعــد صــاة الجمعــة ىف ســاحة‬ ‫املســجد األمــوي‪ ،‬ولــذا مل تنفــرد‬ ‫بزوجهــا وتلتصــق بــه ومل تقــذف‬ ‫حبــات اللــوز والفســتق ومل‬ ‫تقتطــع الكنافــة‪.‬‬ ‫مل تســتقبل أحــدا ً يهاتفهــا مــن‬ ‫إحــدى قريباتهــا‪ ،..‬تخربهــا عــن‬ ‫أســعار العبــاءات والفســاتني‪..‬‬ ‫وعــن ســهرات العيــد وحفالتــه‪..‬‬ ‫ومباهــج الحيــاة‪ ،‬فهــي كل أمانيهــا‬ ‫أن تســتقبل خــرا ً عــن زوجهــا‬ ‫وكل طموحاتهــا أن تظــل عباءتهــا‬ ‫ســليمة لتســر جســدها‪ ،‬وكل‬ ‫أحالمهــا أن تبقــى عــى قيــد‬ ‫الحيــاة‪ ،‬مل تأخــذ زوجهــا مــن يــده‬ ‫وتدفعــه إىل حجــرة النــوم وتختــار‬ ‫مــن مالبســها الشــفافة األحمــر أو‬ ‫الــوردي وتــردي قطعــة أو قطعتني‬

‫وترمتــى ىف حضــن زوجهــا كباقــى‬ ‫النســاء الــايت ىف نفــس عمرهــا‪،‬‬ ‫فهــى فقــدت الــزوج وتصدعــت‬ ‫غرفــة النــوم ‪..‬وتخــاف أن تنــام‬ ‫فيهــا تحســباً لســقوط الســقف‬ ‫مــن جـراء أي إنفجــار آخــر‪ ..‬تنــام‬ ‫يف مدخــل البيــت وعينيهــا ترقبــان‬ ‫املــار يــن ىف الحــارة ليــاً‪.‬‬ ‫ويف النهــار تشــاهد رجـاً محمــوالً‬ ‫ينــزف دمــه األحمــر‪ ..‬وهــذه‬ ‫إستشــهدت و وجههــا كالجــوري‬ ‫البلــدي القــاين‪ ..‬وهــذا الشــاب‬ ‫يشــ ّيع عــى األكتــاف وروحــه‬ ‫الطاهــرة الشــفافة رســمت عــى‬ ‫وجههإابتســامة‪ ..‬فهــي فعــاً‬ ‫الســيدة التــى عانــت وتعــاين‬ ‫وســتتحمل وتدافــع عــن بيتهــا‪،‬‬ ‫وأرضهــا‪ ،‬وســتدافع فعــاً هــذه‬ ‫الســيدة التــي يجــب أن أقبــل‬ ‫جبينهــا و قدمهــا للتضحيــة‬ ‫والثبــات والتفــاين والصرب‪..‬لهــا كل‬ ‫تقديــر واحــرام‪ .‬لهــا كل تحيــة‪،‬‬ ‫لهــا منــي الســام ألنهــا كل أم‪..‬‬ ‫وكل امــرأة دمشــقية‪ ..‬إبنتــك‬ ‫العاجــز عــن فعــل يشء‪!،..‬؟‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫تقرير‬

‫الشباب والثورة‬ ‫الصاحب الحلبي | أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لعــل الــروة األعظــم‪ ،‬والقــوة الجبــارة التــي‬ ‫متيــزت بهــا الثــورات‪ ،‬هــي الشــباب‪ .‬فالشــباب‬ ‫هــم املكـ ّون األســايس للثــورات عمومـاً‪ ،‬وللثورة‬ ‫الســورية تحديــدا ً وعــى وجــه الخصــوص‪.‬‬ ‫ولعــل النظــام قــد ســاهم بجعــل الشــباب‬ ‫هــو املكــ ّون الرئيــس للثــورة الســورية‪ ،‬عــر‬ ‫اســتمراره يف دفــع الرواتــب للموظفــن‪،‬‬ ‫وأصحــاب الكفــاءات بالرغــم مــن عــدم‬ ‫التزامهــم بالعمــل يف كثــر مــن األحيــان‪ ،‬مــا‬ ‫منعهــم مــن املســاهمة يف الثــورة أو العمــل‬ ‫يف املناطــق املح ـ ّررة‪ ،‬وأحــدث فجــوة عميقــة‬ ‫إضطــر الشــباب لســ ّدها يف املياديــن كلهــا‪.‬‬ ‫فالقــادة العســكريون يف الثــورة مــن الشــباب‪،‬‬ ‫وكذلــك املقاتلــون وصانعــو الســاح‪ .‬والقــادة‬ ‫يف العمــل الثــوري املــدين مــن الشــباب كذلــك؛‬ ‫يف مياديــن الطــب والقضــاء والتعليــم والدفــاع‬ ‫املــدين واملجالــس املحليــة والجمعيــات‬ ‫اإلغاثيــة‪ ،‬والعاملــون يف ذلــك كلــه من الشــباب‬ ‫أيضــاً‪ ،‬عــدا قلــة قليلــة ممــن تجــاوز ســن‬ ‫الشــباب وإلتحــق بالثــورة وســار يف ركابهــا‪.‬‬ ‫وجــود الشــباب يف الثــورة يعطيهــا طاقــة‬ ‫هائلــة مــن اإلندفــاع الخــاق والرغبــة يف‬ ‫التحــ ّرر‪ ،‬لذلــك نجــد الثبــات واإلرصار عــى‬ ‫املواجهــة برغــم الظــروف القاســية‪ ،‬لكــن‬ ‫مــع قلــة الذخــرة وانعــدام الســاح النوعــي‬ ‫والتآمــر العاملــي مــع نظــام الطاغيــة بشــار‪،‬‬ ‫نجــد االستبســال يف ســاحات املعــارك‪ ،‬واإلبــداع‬ ‫يف ســاحات العمــل املــدين‪.‬‬ ‫وجــود الشــباب يف الثــورة مينحهــا معينــاً ال‬ ‫ينضــب مــن الــروة البرشيــة املتجــددة‪ .‬خاصــة‬ ‫ـي ترتفــع فيــه‬ ‫أن الشــعب الســوري شــعب فتـ ّ‬ ‫نســبة الشــباب واألطفــال‪ ،‬عــى حســاب الكهلة‬ ‫وكبــار الســن‪ .‬فنجــد الجيــل الفتــي من الشــبان‬ ‫مســتعدا ً لحمــل الســاح‪ ،‬يلتحــق باملعســكرات‬ ‫والتدريــب‪ ،‬عــى حــن يضطــر النظــام إىل جلب‬ ‫امليليشــيات واملرتزقــة مــن كل مــكان‪ ،‬ويج ّنــد‬ ‫املجرمــن وقطــاع الطــرق ملؤازرتــه يف حربــه‬ ‫الوجوديــة ضــد الحريــة‪.‬‬ ‫ويتميــز الشــباب باملرونــة‪ ،‬والقــدرة عــى‬ ‫التكيــف‪ ،‬والتعلّــم مــن األخطــاء‪ ،‬واالســتفادة‬

‫مــن التجــارب‪ ،‬لذلــك كان التطــور الهائــل يف‬ ‫مســار الثــورة‪ ،‬فقــد إكتســب الشــباب خ ـرات‬ ‫عســكرية يف قيــادة املعــارك وخوضهــا‪ ،‬ويف‬ ‫تصنيــع الســاح املتنـ ّوع واســتخدامه‪ ،‬وابتكــروا‬ ‫خططـاً وأســلحة أذهلــت العــد ّو وأربكتــه‪ .‬كــا‬ ‫إســتفادوا مــن أخطائهــم يف العمــل املــدين‪،‬‬ ‫فتطــور عملهــم تطــورا ً كبــرا ً‪ ،‬وخــروا مــن‬ ‫دورات التأهيــل التــي هيــأت لهــم‪ .‬فبــدأ عمــل‬ ‫الكثــر منهــم يتســم بالحرفيــة واإلتقــان‪ ،‬بعــد‬ ‫أن كان اســتجابة عفويــة لــرورات املرحلــة‪،‬‬ ‫وبــدأت النتائــج اإليجابيــة تظهــر يف العمــل‬ ‫املــدين‪.‬‬ ‫لكــ ّن كــون الشــباب هــم العنــر الغالــب‬ ‫يف الثــورة لــه ســلبيات كثــرة‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫اإليجابيــات التــي ذكــرت آنفــاً؛ لعــل مــن‬ ‫أخطرهــا قلــة الخــرة‪ ،‬التــي أوقعــت الثــوار يف‬ ‫كثــر مــن املصائــب والكــوارث‪ .‬فالتعلــم مــن‬ ‫األخطــاء يســتدعي وقــوع تلــك األخطــاء أوالً‪،‬‬ ‫وانعكاســاتها خطــرة عــى الثــورة‪ ،‬ولعــل كثـرا ً‬ ‫مــن األخطــاء الجســيمة يف العمــل الثــوري؛‬ ‫العســكري منــه واملــدين‪ ،‬ســببها قلــة الخــرة‪،‬‬ ‫ومثنهــا إزهــاق أرواح خــرة الشــباب وهــدر‬ ‫طاقــات هائلــة تؤثــر يف مســار الثــورة كلــه‪.‬‬ ‫وهنــاك ســلبيات أخــرى للشــباب يف الثــورة‬ ‫الطيــش وعــدم التخطيــط الصحيــح‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي أدى لنزاعــات وصدامــات جريــاً وراء‬ ‫ســمعة أو مكانــة‪ ،‬كــا أدى إىل تق ـ ّدم وهمــي‬ ‫عــى بعــض الجبهــات‪ ،‬وخســائر فادحــة‬ ‫يف األرواح واملعــ ّدات‪ .‬أو الترصيــح ببعــض‬ ‫الخطــط قبــل تنفيذهــا مــا يــؤدي إىل إفشــالها‬ ‫أو إلغائهــا يف كثــر مــن األحيــان‪.‬‬ ‫كــا أن مــن املخاطــر الجســيمة كــون الشــباب‬ ‫يســهل اســتدراجهم أو التغريــر بهــم وغســل‬ ‫أدمغتهــم‪ ،‬وقــد اســتغل النظــام هــذه النقطــة‪،‬‬ ‫فاســتدرج فئــات مــن الثوريــن‪ ،‬بخبــث ودهــاء‬ ‫ليحقــق مــآرب مل يتنبــه لهــا الثــوار إال بعــد‬ ‫حــن‪.‬‬ ‫ومــن الواضــح قيــام بعــض الجهــات بغســيل‬ ‫األدمغــة وتحويلهــا إىل أدمغــة ذات اتجــاه‬ ‫واحــد‪ ،‬محشــوة بأفــكار غــر منطقيــة وغــر‬ ‫قابلــة للتغيــر‪ ،‬ينتــج عنهــا ســلوك غــر منطقي‬ ‫وغــر مقبــول يف أي رشيعــة مــن الرشائــع‪.‬‬

‫إن كــون الشــباب عــاد الثــورة الســورية‬ ‫أمــر واقــع ال ســبيل إىل تغيــره‪ .‬لذلــك ال‬ ‫بــد مــن اســتثامر إيجابيــات الشــباب مــن‬ ‫طاقــة عظيمــة ومرونــة كبــرة و قــد ر ة‬ ‫ثــر و ة‬ ‫عــى التعلّــم والتكيــف يف‬ ‫التن ّبــه‬ ‫برشيــة دفّاقــة‪ .‬وال بــ ّد مــن‬ ‫للســلبيات وعالجهــا؛ فقلــة‬ ‫الخــرة تعالــج بالتدريــب‬ ‫والتأهيــل‪ ،‬والطيــش وســهولة‬ ‫االســتدراج تعالــج بالتوعيــة‬ ‫والتنويــر وتدريب الشــباب‬ ‫عــى طرائــق التفكــر‪.‬‬ ‫واإلرساع يف عــاج هــذه‬ ‫األمــور كلهــا يــؤدي إىل‬ ‫تجنيــب الثــورة واألمــة‬ ‫كلهــا آثارهــا الســلبية‬ ‫املدمــرة‪.‬‬


‫تقانة‬

‫ال تنام بين القبور وال تشوف منامات وحشة‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬

‫مشروع سالمتك‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫بعــد اســراحة ملــدة أســبوع خــال تخللهــا‬ ‫عيــد األضحــى‪ ,‬تتابــع حملــة التوعيــة الرقميــة‬ ‫أمني_ســوريا توجيــه رســائلها ونصائحهــا‬ ‫للســوريني وتتحــدث عــن األمــن والخصوصيــة‬ ‫عــى وســائل التواصــل االجتامعــي املختلفــة‪.‬‬ ‫ال تنــام بــن القبــور وال تشــوف منامــات‬ ‫وحشــة‪ :‬وســائل التواصــل االجتامعــي غابــة‪,‬‬ ‫ال تكــون فيهــا الضحيــة كان عنــوان األســبوع‬ ‫الخامــس‪ ,‬حيــث توجهــت الحملــة للســوريني‬ ‫مبجموعــة كبــرة مــن الرســائل والنصائــح حــول‬ ‫األخطــار الناجمــة عــن اســتخدام شــبكات‬ ‫التواصــل االجتامعــي‪ ,‬وكيفيــة التقليــل‬ ‫منهــا لضــان ســامتهم وســامة بياناتهــم‬ ‫وأصدقاءهــم وأهلهــم‪.‬‬ ‫اتجــه الســوريون خــال أعــوام الثــورة املنرصمة‬ ‫إىل فيســبوك‪ ,‬وتويــر ويوتيــوب لتكــون‬ ‫بواباتهــم الرئيســية للحصــول عــى األخبــار‬ ‫وبثهــا‪ ,‬ولتكــون مبثابــة منصــات تضمهــم‬ ‫جميعــا عــى اختــاف مشــاربهم‪ .‬لكــن هــذه‬ ‫املنصــات هــي أماكــن عامــة أيضــا‪ ,‬وكل مــا‬ ‫ننــره عليهــا يصبــح يف متنــاول الكثرييــن‪ ,‬وقد‬ ‫يســتخدم ضدنــا‪ ,‬ناهيــك عــن إمكانيــة تعــرض‬ ‫حســاباتنا عــى هــذه الشــبكات ألخطــار‬ ‫االخـراق التــي تضعنــا وتضــع كل مــن نتواصــل‬ ‫معــه يف مهــب أخطــار كثــرة وتكشــف أرسار‬ ‫عملنــا وأرسار حياتنــا الخاصــة‪.‬‬ ‫متتلــك جميــع هــذه الشــبكات ســويات‬ ‫مختلفــة مــن إعــدادات الخصوصيــة واألمــن‪,‬‬ ‫وعلينــا العمــل عــى تفعيهــا كاملــة بأعــى‬ ‫مســتوياتها‪ ,‬لنضمــن ســامتنا‪ ,‬كامعلينــا‬ ‫التعــرف عــى رشوط اســتخدام هــذه املنصــات‪,‬‬ ‫الســتخدامها دون تعريــض حســاباتنا عليهــا‬ ‫لإلغــاق أو الحجــب‪.‬‬ ‫مــن جملــة النصائــح الكثــرة التــي تناولتهــا‬ ‫الحملــه‪:‬‬ ‫ عــى جميــع مســتخدمي شــبكات التواصــل‬‫االجتامعــي مراجعــة إعــدادات الخصوصيــة‬ ‫لحســاباتهم وضبطهــا ألعــى مســتوياتها بحيــث‬

‫شبكات التواصل االجتماعي‬ ‫حملة أمني سوريا‬

‫تصبــح معظــم نشــاطاتهم عليهــا مرئيــه فقــط‬ ‫لشــبكة أصدقائهــم‪.‬‬ ‫ علينــا أن نعــي أن هــذه الشــبكات تســتخدم‬‫لنــر الشــائعات واألكاذيــب واألخبــار الزائفــة‪,‬‬ ‫وعليــه يجــب أن نســتخدم محاكمتنــا قبــل أن‬ ‫نشــارك مــا نقــرأه مــع الغــر ونصبح مســاهمني‬ ‫يف نــر األخبــار الكاذبــه وبالتــايل أداة يف حــرب‬ ‫إعالميــة غــر نظيفــة‪.‬‬ ‫ تســتخدم شــبكات التواصــل االجتامعــي‬‫أيضــا لنــر الكثــر مــن الربمجيــات والروابــط‬ ‫الخبيثــة التــي تســبب الكثــر مــن الــرر لنــا‬ ‫ولألخريــن‪ .‬إن التحــي باملعرفــة والحكمــة هــو‬ ‫الســبيل الوحيــد للتخفيــف مــن أخطــار هــذه‬ ‫الهجــات الخبيثــة‪ .‬علينــا أال ننســاق وراء‬ ‫خــدع الهندســة االجتامعيــة التــي تســتخدم‬ ‫لجرنــا لتحميــل هــذه الربمجيــات أو النقــر‬ ‫عــى روابــط خبيثــة‪ ,‬وعلينــا يف حــال الوقــوع‬ ‫ضحيــة لهــا اتخــاذ اإلجـراءات الالزمــة للتخلــص‬ ‫منهــا أو االســتعانه بخــر‪ .‬ال تنجــر وراء رســائل‬ ‫تثــر املشــاعر وتلعــب عــى العواطــف وال‬ ‫تكــن ضحيــة لهجــات خبيثــة قــد تســبب لــك‬ ‫الكثــر مــن األذى‪.‬‬ ‫ جميــع شــبكات التواصــل االجتامعــي متتلــك‬‫رشواطــا لالســتخدام تضبــط املحتــوى املســموح‬ ‫بنــره‪ .‬إن لغــة الكراهيــة‪ ,‬واملشــاهد القاســية‪,‬‬ ‫والــكالم النــايب‪ ,‬وكل مــا يعــرض حيــاة‬ ‫اآلخريــن للخطــر‪ ,‬أو يشــكل تهديــدا ألمــن‬ ‫فــرد أو جامعــة‪ ,‬والتعابــر التــي تنطــوي عــى‬ ‫العنرصيــة ال يســمح بتداولهــا عــى هــذه‬ ‫الشــبكات‪ .‬علينــا جميعــا أن نقــرأ رشوط‬ ‫االســتخدام بتمعــن لنكــون مســتخدمني فعالــن‬ ‫وإبجابــن لهــا‪ ,‬ولنتجنــب الوقــوع ضحيــة‬ ‫جهلنــا بهــا وخســارة حســاباتنا عليهــا‪.‬‬

‫ مــن الســهل جــدا وبتوفــر بعــض األدوات‬‫رصــد نشــاطنا عــى هــذه الشــبكات مــن‬ ‫قبــل الســلطات وتحديــد مكاننــا وارتباطاتنــا‬ ‫املختلفــة‪ .‬علينــا التعامــل مــع هــذا الجانــب‬ ‫بحــرص شــديد‪.‬‬ ‫ تعتــر خدمــات غوغــل املتكاملــة مــن أفضــل‬‫الخدمــات حيــث أن دمجهــا يف حســاب واحــد‬ ‫يوفــر الكثــر مــن الحريــة واملرونة للمســتخدم‪.‬‬ ‫لكــن تذكــر أن حســابك عــى غوغــل هــو‬ ‫مدخــل لحســابك عــى يوتيــوب وبريــدك‬ ‫اإللكــروين وملفاتــك عــى غوغــل درايــف‬ ‫وصــورك عــى صــور غوغــل وأن تســجيلك‬ ‫للدخــول لحســاب غوغــل يعنــي أن نشــاط‬ ‫البحــث عــى اإلنرتنــت أيضــا مســجل! تعامــل‬ ‫مــع هــذا األمــر بحنكــة واتبــع كل اإلج ـراءات‬ ‫لحاميــة كلمــة الــر الخاصــه بــك لغوغــل‬ ‫مــن الرسقــة أو الوقــوع يف األيــدي الخاطئــة‪.‬‬ ‫ال تنــس أن تضبــط إعــدادات الخصوصيــة‬ ‫واألمــان عــى غوغــل ألعــى مســتوياتها‪,‬‬ ‫حتــى تحــد مــن عمليــات املزامنــة بــن هــذه‬ ‫الخدمــات وخاصــة عــى الهاتــف‪ ,‬وحتــى متنــع‬ ‫اآلخريــن مــن الوصــول إىل بياناتــك‪ .‬ميكنــك‬ ‫القيــام بذلــك مــن اإلعــدادات ثــم مــن تبويــب‬ ‫األمــان‪.‬‬ ‫إن املامرســات التــي نتبعهــا هــي التــي تحــدد‬ ‫درجــة الخطــر أو األمــان‪ ,‬وكــا كنــا نقــول‬ ‫دامئــا فــإن الســامة الرقميــة هــي معرفــة‬ ‫تقننيــة ومامرســات نتبناهــا يف آن معــا‪.‬‬ ‫يف األســبوع القــادم ســنتحدث عــن أمــن‬ ‫البيانــات واملعلومــات وكيفيــة تخزيــن‬ ‫املعلومــات أو نقلهــا أو حذفهــا بشــكل آمــن‪.‬‬ ‫خليكــن معنــا ‪..‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫سوريتنا‬

‫َر ِح َم هللا أيام زمان‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الشــعبي بصنــوف عديــدة مــن‬ ‫يزخــر تراثنــا‬ ‫ّ‬ ‫الحــرف الشــعب ّية واملهــن اليدويــة‪ ،‬فاملهنــة‬ ‫هــي العمــل مقابــل أجــر‪ ..‬كأن تجمــع‬ ‫الحطــب ومــن ثــم تبيعهــم فيطلــق عليــك‬ ‫لقــب الحطّــاب‪ .‬أمــا الحرفــة فتكــون متوارثــة‬ ‫مــن جيــل إىل جيــل وتعتمــد عــى الفــن ‪..‬‬ ‫كحرفــة الرســم عــى الزجــاج أو فيــا يســمى‬ ‫األرابِســك(‪ )1‬وتحتــاج الحرفــة إىل مــدة طويلــة‬ ‫مــن الزمــن حتــى يتقنهــا الحــريف الصانــع مــن‬ ‫قبــل املعلــم‪ .‬حيــث تتطلــب مهــارة وإتقــان‬ ‫وإبــداع ودرايــة بالرســومات الهندســية(‪ .)2‬ويف‬ ‫دمشــق العديــد مــن العائــات التــي تكنــى‬ ‫باســم عملهــا‪ ..‬مثــل آل الص ّبــاغ مثــاً حيــث‬ ‫كان أحــد األجــداد يعمــل يف صباغــة الخيــوط‬ ‫الصوفيــة‪ ،‬أو عائلــة الفتّــال ( مــن يقــوم بفتــل‬ ‫الخيــوط وجدلهــا) أو مثــل عائلــة النقــاش (‬ ‫مــن النقــش عــى النحــاس)‪ ..‬أو عائلــة قبــاين‬ ‫( مــن الق ّبــان ـ آلــة للــوزن) وهكــذا‪ .‬إن وجــود‬ ‫الحــرف اليدويــة وكذلــك الصناعــات الشــعبية‬ ‫يف ســوريا لهــو دليــل مــادي وملمــوس عــى‬ ‫عراقــة وأصالــة هــذا الشــعب‪ .‬فهــي كثــرة‬ ‫ومتنوعــة ومتعــددة األشــكال واألصنــاف‬ ‫نتيجــة اإلختــاط الشــعبي مــا بــن أوارص‬ ‫املناطــق الســورية وخاصــة بــاد الشــام‪.‬‬ ‫فحــرف الشــال الســوري تختلــف عــن حــرف‬ ‫الجنــوب وكذلــك حــرف الغــرب تختلــف عــن‬ ‫حــرف الــرق‪ ..‬فالبيئــة الجغرافيــة تلعــب‬ ‫دورهــا هنــا‪ ،..‬حيــث التــوزع الجغــرايف‬

‫والتنــوع البيئــي وعــى األخــص توفــر املــواد‬ ‫األوليــة كتوفــر االخشــاب ومقالــع الصخــور‬ ‫حيــث تزدهــر حــرف الحفــر عــى الخشــب‪..‬‬ ‫والنحــت عــى القطــع الرخامية‪..‬إضافــة إىل‬ ‫وجــود الرتبــة الفخاريــة(‪ )3‬حيــث تذدهــر‬ ‫صناعــة الفخاريــات‪ .‬كــا وتزدهــر صناعــة‬ ‫األجبــان والســمن العــريب يف مناطــق تواجــد‬ ‫األغنــام يف الباديــة الســورية‪ .‬وتنشــط هنــاك‬ ‫عمــل وحياكــة خيــم الشــعر مــن شــعر اإلبــل‬ ‫واملاعــز‪ ..‬والســجاد الصــويف(‪ )4‬مــن شــعر‬ ‫املاعــز ومتتــاز بــه منطقــة القلمــون لتوفــر‬ ‫املراعــي واليــد العاملــة‪ .،..‬ويف منطقــة مضايــا‬ ‫التــي تبعــد عــن الزبــداين ‪ 5‬كــم إشــتهرت‬ ‫هنــاك صناعــة (الحــر ملضاويــة ) حيــث‬ ‫تحــر املــرأة الريفيــة أعــواد القصــب والقــش‬ ‫مــن نهــر بــردى الــذي يخــرق الســهل حيــث‬ ‫املزروعــات املتنوعــة واألشــجار املثمــرة‪ .‬وكانت‬ ‫الحــر املضاويّــة تبــاع يف أنحــاء ســوريا كلهــا‬ ‫وبــاد العــرب ملتانتهــا وجودتهــا وســاكتها‬ ‫وجــال ألوانهــا‪ .‬كــا وبــرزت العديــد مــن‬ ‫املهــن األخــرى كالخياطــة والتطريــز وخاصــة‬ ‫فيــا يســمى تطريــز الطــارة الخشــبية حيــث‬ ‫يّشــد القــاش (املقصوراألبيض)عــى الدائــرة‬ ‫الخشــبية التــي تحتــوي دائــرة أصغــر قليــاً‬ ‫منهــا وتحــر القــاش بــن الدائرتــن‪ .‬وكانــت‬ ‫النســوة تتباهــن بالرســوم البديعــة التــي يقمن‬ ‫بتطريزهــا‪ ..‬ومــن الرســوم أشــكال الطيــور‬ ‫واألزهــار واألشــجار وخاصــة أشــجار النخيــل‪..‬‬ ‫أمــا شــغل (الصنــارة) فــكان عــى ســنارة‬ ‫واحــدة أو ســنارتني‪ ..‬ومتتــاز األوىل بأشــغال‬

‫ومحتويــات املنــزل حيــث تحيــك املــرأة يف‬ ‫الســهرة وهــي تتســامر وجاراتهــا حــول املوقدة‬ ‫‪ ..‬غطــا ًء لفــراش الرسيــر كانــت قــد أوصتهــا‬ ‫عليــه إحــدى الفتيــات الــايئ ســتتزوج قريب ـاً‪..‬‬ ‫كــا وتحيــك لهــا أغطيــة إلبريــق الشــاي يك‬ ‫يبقــى دافئ ـاً‪ ..‬وأغطيــة جميلــة ملونــة لج ـرار‬ ‫املــاء أو ج ـرار حفــظ املؤنــة (املونــة) إىل آخــر‬ ‫مــا هنالــك مــن نقــوش تبتدعــا املــرأة‪ ..‬وهنــاك‬ ‫شــغل الســنارتني حيــث تحيــك املــرأة كن ـزات‬ ‫الصــوف املتنوعــة والسـرات بأنواعهــا وخاصــة‬ ‫كنــزة العريــس التــي تكــون دامئـاً بــدون أكــام‬ ‫وذات قبــة عــى شــكل حــرف ســبعة بالعــريب‪.‬‬ ‫وتتباهــى العرائــس بتلــك الكن ـزات ويتســاءلن‬ ‫أيهــا أجمــل وســط الضحــك والفــرح واملــرح‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ حرفــة دمشــقية قدميــة ومتوارثــة‪ ،‬وهــي‬ ‫تطعيــم الخشــب وقطــع األســاس بالعــاج‬ ‫والعظــم‬ ‫‪2‬ـ هنالــك العديــد مــن أ شــكال الطــاوالت‬ ‫عــى شــكل مسدســات أو مثمنــات‬ ‫‪3‬ـ كمنطقــة كفــر عامــر يف الجبــل الغــريب يف‬ ‫الزبــداين‬ ‫‪5‬ـ ويدعــى بــاس وهــو ســجادة مــن الشــعر‬ ‫ثقيلــة الــوزن وال تهــرئ وتتــوارث مــن جيــل‬ ‫إىل جيــل‪ ..‬وقبــل الثــورة كان هنالــك نــوالً‬ ‫واحــدا يف منطقــة القلمــون الســورية مــا زال‬ ‫يعمل‪..‬وعندمــا ســألت عــن ســعر البســاط‬ ‫الواحــد آنــذاك قالــوا بــأن مثنــه ‪ 30000‬ل ‪.‬س‬ ‫أي مــا يعــادل ‪ $ 600‬يف ذلــك الوقــت‪.‬‬


‫رأي‬

‫مسألة حياة أو موت حتمية خالص‬ ‫أوكسجين | د سماح هدايا‬ ‫حتــى اآلن مل نعــرف أنفســنا ومل نعــرف عد ّونــا‪ ،..‬وإن مل نــدرك مرتكــزات‬ ‫الواقــع الحــايل ودعامئــه ســنظل يف تيــه معــارك طاحنــة‪ .‬إ ّن قـراءة املســتقبل‬ ‫بيقــن الخ ـراب والتشــكيك الهــدام‪ ،‬ليســت إنصاف ـاً‪ ،..‬كــا أن ترســيخ يقــن‬ ‫النــر مــن دون درايــة وبصــرة وعمــل‪ ،‬شــكل عميــق مــن الفــوىض‪.‬‬ ‫قــد تكــون الفــوىض مؤقتــة‪ ،‬وغــر عميقــة وعابــرة؛ ثــم يــأيت الفــرج‪ ،‬عــى‬ ‫الرغــم مــن كل هــذه الفــوىض عنــد منعطــف خفــي‪ ،‬فتســر األقــدام بهــدى‪،‬‬ ‫ومتســك األيــدي بالبوصلــة الجامعيــة الجمعيــة‪ ،‬لتســيري العمــل والتنظيــم‬ ‫واالنضبــاط وفــق منظــور أ ّمــة‪ ،‬ال بتخبــط الفرقــاء وعــرج االرتجال والعشــوائية‬ ‫والقطيعيــة‪ .‬املعركــة تحتــاج جموع ـاً وليــس فقــط أف ـرادا ً‪ .‬التو ّحــد وجمــع‬ ‫قــدرات املختلفــن واملتشــابهني يف ســياق حــرب تحريــر شــعبية نهضويــة‬ ‫وضمــن مفاهيــم أوليــة مشــركة لهــا ســمو القيــم‪ ،‬هــو القــادر عــى حســم‬ ‫النهايــات‪.‬‬ ‫ال مجــال لليــأس؛ فالحــرب مادامــت مســتمرة؛ فهــي ال تســر بشــكل واحــد‬ ‫ثابــت‪ .‬عواملهــا وأحوالهــا متغـ ّـرة‪ .‬واألمــل موجــود رغــم األمل‪ .‬وقــد يشـ ّط بنــا‬ ‫األمــل ليتحـ ّول إىل طمــوح جــاد يــرد عــى حالــة الفــوىض الشــديدة املربكــة‪،‬‬ ‫التــي ســ ّدت اآلمــال‪ ،‬لصناعــة قــادة مهــرة‪ ،‬يأتــون كالصاعقــة‪ ،‬ويباغتــون‬ ‫األعــداء الذيــن الــذي مل يتوقعــوا مجيئهــم‪ ،‬ومل يســهموا يف تســويقهم أو يف‬ ‫صناعتهــم‪ ،‬فيخوضــون املعــارك الوطنيّــة الناضجــة ويصنعــون نــرا ً كبــرا ً‪،‬‬ ‫وعالمــة فارقــة يف معركــة الثــورة؛ تعويضــاً عــن فقــدان الثقــة بالقيــادات‬ ‫السياســية والعســكرية‪ ،‬الــذي أث ّــر عميقــاً يف إشــاعة الفــوىض ويف تحويــل‬ ‫بندقيــة اإلقتتــال نحــو الــذات‪ ،‬ويف زعزعــة اليقــن بالنــر ومصداقيــة الثــورة‪.‬‬ ‫القــوى املضــادة للثــورة‪ ،‬راهنــت‪ ،‬أنّــه بالحصــار والحــرب الطويلــة والتفقــر‬ ‫والتجويــع والتقســيم‪ ،‬ميكــن صــدع جبهــة النضــال وإحــداث االنهيــار‪ .‬بدايــة‬ ‫بإنهيــار الــروح املعنويــة وإســقاط الرشعيــة القيميــة للثــورة بإنطفــاء الحــاس‬ ‫توســعت صــورة الســلبيات‬ ‫وخــوران القــوى‪ ،‬ثــم انكســار املقاومــة‪ ..‬لذلــك ّ‬ ‫والفضائــح يف مشــهد الثــورة‪ ،‬وحلّــت املبالغــة يف تضخيــم الفئويــة والفرديــة‬ ‫بديــا عــن الجمعيــة والــروح التشــاركية‪ ،‬علــا بــأن املعــارك الكــرى والثــورات‬ ‫تحتــاج جموعـاً مؤمنــة بيقــن‪ ،‬وبرشعيــة أخالقيــة وقيــادة‪ ،‬ليــس فقــط إميانــا‬ ‫بأف ـراد وفئــات نخبويــة‪ ،‬فهــي تحتــاج التو ّحــد وجمــع قــدرات الجميــع يف‬ ‫ســياق أمــة‪ ،‬ال يف فصائــل وكتائــب وفرقــاء وأحــزاب شــتى مختلفــة‪ ،‬لــكل‬ ‫هدفهــا وغايتهــا ومجــال هيمنتهــا‪.‬‬

‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫مــن أهــم النقــاط التــي أضعفــت الثــورة هــو الجهــل بالــذات والعــدو‪.‬‬ ‫والخلــط بــن الصديــق والعــدو يف مرحلــة مؤقتــة خطــرة عارمــة بالفــوىض‪.‬‬ ‫كذلــك املقــوالت الراســخة التــي أسســت للهزائــم؛ مثــل مقولــة أن الشــعب‬ ‫مقســم‬ ‫الســوري واحــد‪ ،‬وقــد إتضــح أن الشــعب ســوري عــدو بعضــه‪ّ ،‬‬ ‫مــرذم‪ ،‬وغــر موحــد عــى قضيــة مشــركة‪ ...‬وقــد إنعكســت الرصاعــات‬ ‫الفئويــة ورصاع املكاســب والتناحــرات بشــكل مريــع مريــب عــى كيــان‬ ‫املعارضــة الســيايس املفــرض بــه متثيــل الثــورة واملعارضــة والسياســية‪ :‬فقــام‬ ‫بتمثيــل رؤوســه ورصاعاتهــا وعقائدهــا بــدل متثيــل مــروع الســيايس الثــوري‪.‬‬ ‫إســاءة فهــم الحــرب املضــادة املتموضعــة يف حلــف األقليــات مــع رجــال‬ ‫األعــال وأصحــاب املكاســب والنفــوذ والسياســة جــاء مبعارضــة مزيفــة‬ ‫بعيــدة عــن الفعــل اإليجــايب‪ ،‬العبــة يف زوايــا جانبيــة ال عالقــة لهــا مبــروع‬ ‫الثــورة‪ ،‬أحكمــت الســلطة عــى متثيــل الثــورة واملعارضــة‪ ،‬كرؤوســاء طغــاة‬ ‫لدولــة فاســدة خفيــة موازيــة لدولــة االســتبداد‪ ،‬وأســهمت يف محاربــة الثــورة‬ ‫عــن عمــد‪ ،‬ومــن دون قصــد‪ ،‬حفاظ ـاً عــى تشــكيالتها ونفوذهــا ودويلتهــا‬ ‫املوعــودة بهــا‪.‬‬ ‫العمــل عــى انهيــار القــوى املعنويــة كان نقطــة االرتــكاس يف الثــورة‬ ‫الســورية وقــد إســتخدمته الحــرب املضــادة للثــورات يف كل مــكان‪ ..‬وكان‬ ‫تســويق االنهيــار عمليــة يف غايــة األهميــة والخطــورة‪ ،‬اعتــادا عــى التضليــل‬ ‫اإلعالمــي وفشــل العمــل امليــداين‪ :‬العســكري واإلغــايث واملــدين‪ .‬بدعــم مــن‬ ‫عوامــل محليّــة تــوازت مــع التفاهــات السياســية اإلقليميــة والعامليــة‪ .‬وجــاء‬ ‫تخويــف الثــورة والنــاس باإلرهــاب الدينــي وبداعــش التــي تــم تضخيمهــا‬ ‫كأســطورة إرهابيــة ال ميكــن قهرهــا‪ ،‬ليصــب يف الهــدف نفســه‪.‬‬ ‫كاد ذلــك أن يصيــب الثــورة وحواضنهــا بعطــب نفــي وبانهيــار حقيقــي‬ ‫نافــذ‪ ..‬وأصبــح تحديــاً صعبــاً للثــورة ولفصائلهــا املناضلــة والعاملــن عــى‬ ‫دعمهــا‪ ،‬تحــت رعونــة الحصــار والضغــط اإلعالمــي ملختلــف وســائل اإلعــام‪،‬‬ ‫املرتافــق ونضــوب العتــاد العســكري والتأييــد الســيايس مــع تراجــع وطن ّيــة‬ ‫الخطــاب الســيايس ومصداقيتــه‪ .‬وأخفقــت الثــورة يف الحــؤول دون حــدوث‬ ‫بعــض العواقــب الوخيمــة لحالــة االنهيــار‪ ،‬عــى الرغــم مــن بــذل الجهــود‬ ‫الكبــرة للكثرييــن مــن العاقلــن الناضجــن الذيــن يقــودون املعــارك ويتصدون‬ ‫للدفــاع عــن الثــورة؛ أل ّن الرحــى كانــت تعمــل بقــوة شــديدة عــى تكســر‬ ‫املقاومــة‪.‬‬ ‫ولعــب التمويــل املربــوط باألجنــدة االســتعامرية دوره يف الدفــع نحــو حافــة‬ ‫االنهيــار؛ فجــرى اســتغالل املوضــوع املــايل واالقتصــادي‪ ،‬إلضعــاف مجموعــات‬ ‫وتقســمت بســببه القلــوب والضامئــر‬ ‫مــن النــاس؛ ّ‬ ‫وتضاربــت املواقــف‪ ،‬وصــار قلــب بعــض الناشــطني‬ ‫الضعفــاء ملوثــاً باملنفعــة والــوالء واملصلحــة‪ .‬وتآمــر‬ ‫بعضهــم عــى غــره وخــان‪ .‬ومل يصمــد يف املعركــة ســوى‬ ‫املخلصــن واألوفيــاء‪ .‬وكان الســتنزاف مــوارد النــاس؛‬ ‫التــي فقــدت بيوتهــا ورزقهــا وعملهــا وتبخــرت رواتبهــا‬ ‫ومعاشــاتها‪ ،‬وارتفــاع األســعار والحصــار وخــواء املناطــق‪،‬‬ ‫دوره يف اســتغالل النفــوس غــر املحصنــة‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫الوقــوع ضحيــة اإلغـراء باملــال‪ .‬فالحــروب الطويلــة تنهك‬ ‫املقاتلــن املحارصيــن‪ ..‬نضــوب املعــن املــايل وانقطــاع‬ ‫الرواتــب عــن الناشــطني واملقاتلــن واملعارضــن‪ ،‬جعــل‬ ‫قــوى الضعفــاء تخــور وتتهــاوى‪ ،‬وراحــوا يتقاعســون عــن‬ ‫الدخــول يف قلــب املعــارك‪ ،‬أو يدخلــون ملكســب ‪ ،‬وليــس‬ ‫بعزميــة صافيــة اإلميــان واملبــدأ والوطــن‪ ،‬فتباطــأت‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫منوع‬

‫عملية النمو القتايل األخالقي املنظّم‪.‬‬ ‫عقــدة النقــص والدونيــة تقهــر الجبابــرة‪ ..‬ولألســف كان واضحـاً أن عنــد إحراز‬ ‫الثــوار ألي نــر حقيقــي يبــدأ اإلعــام والجيــوش املضــادة وقطيــع الغوغائــن‬ ‫واملأجوريــن يف التشــكيك باالنتصــارات ومغزاهــا وقيمتهــا لتحطيــم القــوة‬ ‫الذاتيــة للمناضلــن وشــل عزميتهــم وقلــب الصــورة‪ .‬وجــاءت تشــكيالت‬ ‫املعارضــة والعســكر مســبوقة الصنــع مبــا يالئــم مصالــح القامئــن عــى‬ ‫التمويــل واملتنفذيــن بالقــرارات الدوليــة فوقيــة متعاليــة‪ ،‬حاولــت إنــكار‬ ‫القــوة الشــعبية وتقزيــم أي قيــادة‪.‬‬ ‫مل يعــد يكفــي توصيــف آفــات املعارضــة بضآلــة البصــرة وقصــور التفكــر‬ ‫الســباق وضعــف االستشــفاف وتقــص الرؤيــة‪ ،‬والعاملــة‪ .‬البــد مــن تخطــى‬ ‫اإلنشــاء وحــدود القــول املعتــاد واملألــوف وغــر املنهجــي‪ ،‬بأعــال جــادة‬ ‫إلفســاد مخططاتهــم ‪..‬لــي تتضــح الرؤيــة وتتقــدم اإلرادة الجامهرييــة نحــو‬ ‫الفعــل‪ .‬فهــم شــكل آخــر مــن الطغــاة والباغــن‪ .‬هــؤالء يجــب حصارهــم‬ ‫وإســقاطهم حتــى ال تتســع ســاحة املخاطــر واملكائــد وميتــد الخ ـراب‪.‬‬ ‫الفاســدون يف كل الثــورات يتخبطّــون ويتقاتلــون ويهيمنــون عــى مســاحة‬ ‫الثــورات ويســتولون عــى احتفــاالت النــر؛ لك ـ ّن وجودهــم مؤقــت مجــرد‬ ‫فصــل مــن فصــول املعركــة‪ .‬فــاألرض أصلــب تحــت اقــدام الذيــن يتصفــون‬

‫بالنبالــة ولحكمــة السياســية والوفــاء الوطنــي‪ ،‬وال يســقطون املبــادىء واملثــل‬ ‫العليــا والعقائــد الســامية القابلــة للحيــاة والســائرة‪ ،‬وفــق نظــام مكــن مــن‬ ‫نظــام أعاملهــم وســره‪.‬‬ ‫التنــازع مســتمر بــن إحبــاط يؤســس إلخفــاق‪ ،‬وبــن أمل ميســك عــى الزنــاد‬ ‫مح ّمـاً بالعزميــة واألمــل ‪...‬الفــوز ونجــاح الثــورة الســورية أو فشــلها ‪...‬ليــس‬ ‫مجــرد نجــاح طــرف نـزاع وهزميــة طــرف آخــر‪.. .‬فهــي ليســت مطمعــا ضيقــا‬ ‫وال رغبــة فصيــل أو فرقــاء‪ ..‬بــل هــي مســألة حيــاة أو مــوت‪ ..‬حتميــة خــاص‪.‬‬ ‫وتبقــى النتيجــة مرهونــة بالعمــل الجــاد ملحاربــة االنهيــار وتعزيــز العزميــة‬ ‫واإلميــان‪.‬و هــو مســؤولية جمعيــة‪.‬‬ ‫إن مســؤولية حاميــة أنفســنا مــن الهزائــم تقــع عــى عاتقنــا‪ .‬عندمــا نحصــن‬ ‫أنفســنا وال نعطــي اآلخــر فرصــة لهزميتنــا وســحقنا باســتغالل نقــاط ضعفنــا‬ ‫وفشــلنا‪ .‬بــل نعمــل ضمــن مطالبنــا املرشوعــة للقيــام مــن مطباتنــا وانتهــاز‬ ‫فرصــة التغلــب عليــه‪.‬‬ ‫الشــعوب الثائــرة العاملــة بيقــن وجديّــة‪ ،‬ســتقهر الحصــار املكــن وســتنترص‬ ‫وتحطــم عــروش الطغيــان‪ ،..‬لكــن الثمــن فــادح‪!،..‬؟ دمــاء الشــعب الــذي‬ ‫إكتمــل وعيــه وتبلــورت تجاربــه هــي التــي تقــرع شــمس الحريــة وبإحرتاقهــا‬ ‫القــديس توقــظ نهــارات األمــة‪.‬‬

‫منصور للوزير باسيل‬ ‫مشكلة عرسال ليس بالنزوح بل‬ ‫بعدم تنظيم مخيمات آمنة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٢‬األحد ‪2014\٠٨\١٠‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫طالبــت عضــو الهيئــة السياســية لالئتــاف‬ ‫الوطنــي الســوري عاليــة منصــور الحكومــة‬ ‫اللبنانيــة بـ"تحمــل مســؤولياتها تجــاه الالجئــن‬ ‫الســورينب يف لبنــان"‪ .‬مضيف ـ ًة أنّــه" ال ب ـ ّد مــن‬ ‫الــدول الصديقــة واملجتمــع الــدويل بالتحــرك‬ ‫الفــوري وتقديــم املســاعدات العاجلــة‬ ‫والكافيــة للســوريني الذيــن لجــأوا للبنــان‬ ‫هربــا مــن براميــل األســد"‪ .‬هــذا ووصفــت‬ ‫منصــور ترصيحــات الوزيــر جــران باســيل‬ ‫بـ"غــر املســؤولة واملسيســة لتحقيــق مصالحــه‬ ‫الشــخصية بغــض النظــر عــن املصلحــة العامــة‬ ‫للشــعبني الشــقيقني الســوري واللبنــاين"‪ .‬حيــث‬ ‫قــال الوزيــر يف ترصيــح لــه‪ ":‬أن مشــكلة‬ ‫عرســال بــدأت مــع مشــكلة النــزوح الســوري‬ ‫إىل لبنــان منــذ ‪ 3‬ســنوات وتحديــدا بتغلغــل‬ ‫النازحــن واملســلحني الســوريني فيهــا"‪ .‬وهــذا‬

‫مــا اعتربتــه منصــور أيضــا بأنــه" توصيــف‬ ‫غــر دقيــق‪ ،‬مــا يعنــي أ ّن االجــراءات التــي‬ ‫ســتتخذ بنــاء عليــه‪ ،‬لــن تكــون قــادرة عــى‬ ‫كل مــن‬ ‫حــل مشــكلة عرســال التــي تهــدد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الســوريني واللبنانــن دون تفريــق‪ .‬فاملشــكلة‬ ‫ليســت بوجــود النازحــن كــا يدعــي الوزيــر"‪.‬‬ ‫وأردفــت منصــور يف مقابلــة خاصــة أجراهــا‬ ‫معهــا مكتــب االئتــاف اإلعالمــي" إن هــذه‬ ‫الترصيحــات املتكــررة ضــد الشــعب الســوري‬ ‫عمومــا والالجئــن الســوريني يف لبنــان خصوصــا‬ ‫غــر مقبولــة‪ ،‬ونــو ّد أن نذكــر الوزيــر أنــه‬ ‫وتيــاره كانــوا املعرقــل األول لتحمــل الحكومــة‬ ‫اللبنانيــة ملســؤولياتها تجــاه تنظيــم مخيــات‬ ‫الالجئــن‪ ،‬فنحــن حذرنــا مــرارا مــن املخاطــر‬ ‫التــي قــد نتعــرض لهــا جميعــا جــراء هــذا‬ ‫التخــي"‪ .‬هــذا وطالبــت منصــور الحكومــة‬

‫عالية منصور‬ ‫اللبنانيــة" بــرورة اإلرساع والبــدء بخطــوات‬ ‫عمليــة النشــاء مخيــات أمنــة للنازحــن‪.‬‬ ‫ونذكــر معــايل الوزيــر أن اهــايل عرســال (ولهــم‬ ‫منــا كل التقديــر واالح ـرام) وقفــوا إىل جانــب‬ ‫أهلهــم النازحــن مــن ســوريا ألنهــم يريــدون‬ ‫الوقــوف مــع الحــق‪ ،‬واعرتضــوا حــن حــاول‬ ‫البعــض اســتباحة البلــدة ألنهــم تحــت ســيادة‬ ‫الدولــة اللبنانيــة وأ ّول املدافعــن عنهــا‪ .‬يبــدو‬ ‫أن الوزيــر مل يقــرأ البيانــات الصــادرة عــن‬ ‫االئتــاف وال عــن كتائــب الجيــش الســوري‬ ‫الحــر يف القلمــون‪ ،‬والــذي كان أول املحاربــن‬ ‫لإلرهــاب الــذي يحــاول التســلل للمنطقــة‪ .‬من‬ ‫املؤســف أن الوزيــر مــا زال يــر عــى تحويــر‬ ‫الحقائــق مــن أجــل مصلحتــه الشــخصية!"‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.