أوكسجين العدد 123 الأحد 17-8-2014

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫اإلغتصاب‬ ‫داخل السجون السورية‬ ‫أكراد سوريا‬

‫والثورة المستمرة‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫‪2‬‬

‫غيوم اآلفاق‬ ‫كلمة االفتتاحية‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫كثـرا ً مــا نســمع بــأن أول الغيــث قطــرة‪ ..‬قطــرة مــن‬ ‫مــاء‪ .‬ويف ســاوات ثورتنــا الســورية املتلبــدة بالغيــوم‪..‬‬ ‫مل تســقط قطــرة الغيــث؛ التــي ننتظرهــا منــذ أول‬ ‫الثــورة‪.‬‬ ‫صدحــت الحناجــر‪ ..‬وســالت الدمــاء‪ ..‬وإمتألت الســجون‬ ‫بالســوريني مــن جميــع معتقداتهــم‪ ..‬رجــال ونســاء‪..‬‬ ‫أطفــال وحديثــي الــوالدة‪ ..‬املعاقــن واملجانــن واملجاذيــب‬ ‫أيضـاً‪ ..‬كلهــم ســلعات رائجــة للربــح وجمــع املــال‪ .‬املشــاركة‬ ‫يف الثــورة‪ ..‬وكل مــن كان لــه مجــرد صــورة يف حلــم‪ ..‬ومــن‬ ‫مل يكــن‪ ..‬قتــل أو أختطــف‪ ..‬أو أعــدم‪ ..‬أو قــى تحــت‬ ‫التعذيــب مــن األمل والحــرة‪ .‬عندمــا نقــرأ الواقــع الســوري‬ ‫الحــايل منــوت يف كل مــرة‪..‬؛ مــرات عــدة‪ ..‬إذ ميــوت املــرء‬ ‫مــن األمل والهــم قبــل أن تهــرم خاليــاه أو يتوقــف قلبــه‪ ..‬أو‬ ‫يحتــر رسيريـاً يف غرفــة إنعــاش إن وجدت‪ ..‬وأتيــح له ذلك‪.‬‬ ‫حديــث األمل يطــول‪ ..‬وال بارقــة أمــل يف األفق‪ .‬تفــرق وتخوين‬ ‫وأنانيــة ومناصــب‪ ..‬وتجــار حــرب مــن الجيــش الحــر قبــل أن‬ ‫يــروا ويصبحــوا مــن أصحــاب املليــارات ‪ ..‬ويتابعــون الرسقــة‬ ‫واإلتجــار باألســلحة والفديــات دون خجــل‪ ..‬الســؤال اليــوم‬ ‫أيــن أصبــح الجيــش الحــر الــذي يعتمــد عليــه الســوريون‬ ‫يف التحريــر والخــاص؟ بعــد أن أصبحــت ســوريا اآلن فقــط‬ ‫للتجــارة والربــح الرسيــع‪ .‬كل يتاجــر ويســعى للــال‪ ..‬كال‬ ‫الطرفــن ال بــل أكــر مــن ذلــك‪ .‬بــل قامــت مافيــات مــا بــن‬ ‫أزالم الســلطة‪ ..‬مــن جهــة والفئــات املســحوقة التــي يشــتغل‬ ‫عــى املزيــد يف ســحقها نظــام األســد‪ ..‬األمل يــزداد‪ ..‬واملــوت ال‬ ‫يرحــم بأيــدي الجالديــن‪ ..‬واملتطرفــن عــى األبــواب‪ ..‬فمتــى‬ ‫نســتفيق مــن ســباتنا الطويــل‪ ..‬ونتوحــد‪ ..‬ونعمــل يــدا ً‬ ‫واحــدة‪ ..‬ضــد كل مــا هــو هجــن‪..‬‬ ‫ودخيــل عــى ثورتنــا وعــى مبادئنــا التــي دفعنــا مــن‬ ‫أجلهــا كل غــا ٍل ونفيــس‪ .‬الحيــاة تنتظــر‪ ..‬والثــورة مســتمرة‬ ‫تحصــد اليابــس وتبقــي عــى األخــر ســنابل جديــدة‪ ..‬هــل‬ ‫نســتطيع أن نغـ ّـر مــا نجــرع مرارتــه اآلن‪ ..‬الســؤال داخــل‬ ‫أنفســنا الحــرة التــي مــا زالــت تنتفــض عــى املوبقــات‪..‬‬ ‫ولننــى مــا قالــه الشــاعر‪:‬‬ ‫أال أيهــا الليــل الطويــل أال انجــلِ بصبــح ومــا اإلصبــاح منــك‬ ‫بأمثــلِ‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫محتويات العدد‬

‫‪ -3‬اإلغتصاب داخل السجون السورية‬ ‫‪ -4‬مذكرات كلينتون الكاذبة‬ ‫‪ -5‬وأخيرًا صرخة علوية‬ ‫‪ -6‬أكراد سوريا والثورة المستمرة‬ ‫‪ -8‬العنصرية المعادية للسوريين‬ ‫‪ -9‬كلنا قادرون‬

‫‪ -10‬بعد انتظار عامين يخرج جثة هامدة بعفو من األسد‬ ‫‪ -11‬حدث في شارع الحمرا‬ ‫‪ -12‬خصوصيتك مكونة من عدة أرقام وأحرف‬ ‫‪ -13‬القطار ورحلة الخيال‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬منوع‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫اإلغتصاب داخل السجون السورية‬ ‫خديجة المرعي | أوكسجين‬

‫مــيـتة‬ ‫ّ‬ ‫نــور‪ ،‬طبع ـاً ليــس االســم الحقيقــي للضحيــة‪،‬‬ ‫التــي تتذكــر مبنتهــى األمل مــا تعرضــت لهــا‬ ‫بــن ديســمرب‪/‬كانون األول ‪ 2011‬وفربايــر‪/‬‬ ‫شــباط ‪ .2012‬وكيــف انتهــك جســمها الــذي مل‬ ‫يعــد ينتمــي إليهــا كــا تقــول‪ ،‬لك ّنهــا تحــاول‬ ‫حاميــة روحهــا عــى األقــل‬ ‫تضيــف‪ :‬هــذه الحــرب نقلتنــي مــن عــامل إىل‬ ‫عــامل آخــر‪ ،‬كنــا نقــول إن عجلــة الحيــاة البــد‬ ‫ي‪ ،‬بعدمــا‬ ‫أن تــدور لكــن العجلــة دارت عــ ّ‬ ‫كانــت حيــايت طبيعيــة‪.‬‬ ‫جرميــة “نــور” انهــا كانــت تلتقــط صــورة‬ ‫مظاهــرة مناوئــة لنظــام األســد يف حمــص‬ ‫يف أحــد األيــام‪ ،‬وعــى عكــس كثــرات ممــن‬ ‫تعرضــن لعنــف جنــي خــال النـزاع‪ ،‬وفضلــن‬ ‫الصمــت لحساســية املوضــوع‪ ،‬فــإن “نــور” مل‬ ‫يكــن لديهــا مــا تخــره عــى حــد تعبريهــا‪،‬‬ ‫فزوجهــا أخــذ ابنهــا اليافــع إىل البحريــن‪،‬‬ ‫وباتــت “ميتــة” يف نظــر أهلهــا‪.‬‬ ‫تقــول لـــ "أوكســجين"‪ :‬عائلتــي أصــدرت يل‬ ‫شــهادة وفــاة‪ ،‬أحــد إخــويت تــوىل إصدارهــا!‬ ‫بينــا تعلــق “منــى” الســورية البالغــة ‪44‬‬ ‫عام ـاً‪ ،‬والتــي عاشــت قرابة‪31‬ســنة يف األردن‪:‬‬ ‫املــرأة يجــب أن تكــون صافيــة مثــل الزجــاج‬ ‫عندمــا تتــزوج‪ ،‬حتــى إنهــا مازالــت تخجــل أن‬ ‫تذكــر كلمــة “اغتصــاب” عــى لســانها‪ ،‬عندمــا‬ ‫تتكلــم هــي وقريباتهــا عــا يســمعن مــن‬ ‫أخبــار االنتهــاكات يف بالدهــن‪.‬‬ ‫إنــه أمــر بالــغ الســوء‪ ،‬بــل هــو أســوأ مــا ميكــن‬ ‫أن يحــدث المــرأة‪ ،‬بينــا النــاس يــرون أن‬ ‫األنثــى التــي التســتطيع الدفــاع عــن نفســها‪،‬‬ ‫تكــون راضيــة مبــا يحــدث!‬ ‫“منــى” جــزء مــن شــبكة صغــرة‪ ،‬مكونــة‬ ‫مــن ربّــات بيــوت ســوريات متز ّوجــات مــن‬ ‫رجــال أعــال‪ ،‬مســتقرين منــذ فــرة طويلــة يف‬ ‫األردن‪ ،‬وهــذه الشــبكة تحــاول التخفيــف عــن‬ ‫الســوريات املكتئبــات بإحالتهــن إىل األطبــاء أو‬ ‫تقديــم العــون لهــن‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫واحــدة مــن اللــوايت ســاعدتهن الشــبكة‪ ،‬الجئة‬ ‫تدعــى “وفــاء” وهــي أم لخمــس بنــات‪ ،‬قالــت‬ ‫إنهــا عاينــت مشــهد اغتصــاب جماعــي مــروع‪،‬‬ ‫دفعهــا وبناتهــا للفــرار ســريعًا مــن منزلهــن فــي‬ ‫حمــص‪.‬‬ ‫تقــول وفــاء‪ :‬أنــا ال أكــذب ولــو بكلمــة‪،‬‬ ‫لقــد حرقــن قلبــي‪ ..‬يف األســبوع األول‬ ‫مــن مــارس‪/‬آذار ‪ ،2012‬ال أســتطيع تذكــر‬ ‫اليــوم بدقــة‪ ،‬كنــت يف منــزيل بحــي بــاب‬ ‫الســباع‪ ،‬حيــث تعــرض الحــي للقصــف‬ ‫والنهــب‪ ،‬فغــادرت البيــت مــع أطفــايل‪ ،‬ويف‬ ‫شــارع العدويــة رأيــت صفــاً مــن ‪ 5‬إىل ‪15‬‬ ‫امــرأة‪ ،‬كــ ّن ميشــن أمــام الدبابــات لجيــش‬ ‫النظــام‪.‬‬ ‫وتتابــع‪ :‬جنــود األســد اغتصبوهــن أمــام‬ ‫الدبابــات‪ ،‬يف البدايــة اســتخدموهن دروعــاً‬ ‫برشيــة‪ ،‬ليعــروا إحــدى مناطــق املقاومــة‪،‬أن‬ ‫عــروا‪ ،‬قــام الجنــود بتعريــة النســاء‬ ‫واغتصابهــن ثــم قتلهــن‪.‬‬ ‫يطاردونها‬ ‫وبالعــودة إىل الضحيــة “نــور”‪ ،‬التــي التعتقــد‬ ‫أن تــرى مــن دمــروا حياتهــا مســجونني‪ ،‬حيــث‬ ‫تصدمنــا مبشــهد أكــر مــن صاعــق‪ ،‬موضحــة‬ ‫كيــف يســتخدم بعض الســفلة الفـران كـ”أداة‬ ‫اغتصــاب”‪“ ،‬تعرضــت لمثــل هــذا‪ ،‬وكذلــك فتــاة‬ ‫أخــرى‪ ،‬لكنهــا نزفــت بشــدة وماتــت”‪.‬‬ ‫وتقــول لـــ "أوكســجين" نــور‪ :‬إن ســجانيها مــا‬ ‫زالــوا يطاردونهــا‪ ،‬وإنهــا تغـ ّـر مــكان ســكننها‬ ‫كل بضعــة شــهور‪ ،‬منــذ أن اكتشــف الرجــل‬ ‫ّ‬ ‫املســؤول عــن فــرع فلســطني عنوانهــا يف‬ ‫عــان‪ ،‬وأرســل لهــا مــن يهددهــا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رمبــا ال تكــون نهايــة اعتقــال “نــور” وتوقــف‬ ‫مسلســل اغتصابهــا ســار لهــا‪ ،‬لكــن الــذي‬ ‫حــدث أن أحــد ح ـراس الفــرع الذيــن ســاهم‬ ‫باغتصابهــا‪ ،‬هــو الــذي ســاعد عــى إطالقهــا‬ ‫يف فرباير‪/‬شــباط ‪ ،2012‬عندمــا كان بقيــة‬ ‫الحــراس يف مهمــة لقمــع مظاهــرة يف أحــد‬ ‫احيــاء دمشــق‪ ،‬وهــي تــرى أن الحــارس الــذي‬ ‫ســاعدها رمبــا يكــون أحــس بالنــدم عــى مــا‬ ‫اقــرف‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫وتوضــح‪ :‬قــال يل لقــد أجــرت عــى فعــل‬ ‫ذلــك‪ ،‬أنــا مل أرد فعلــه‪ ..‬بقيــت يف درعــا ‪ 3‬أيــام‬ ‫مــع زوجتــه وأمــه‪ ،‬ثــم تولــت عائلــة بدويــة‬ ‫تهريبــي إىل األردن‪.‬‬ ‫من الناحية الطبية‬ ‫الدكتــور محمــد أبــو جــاد‪ ،‬طبيــب نفســاين‬ ‫مــن دمشــق هــرب إىل عـ ّـان‪ ،‬بعــد أن احتجــز‬ ‫الســنة املاضيــة وتــم تعذيبــه مــن قــوات أمــن‬ ‫النظــام‪ ،‬يتــوىل عــاج ‪ 200‬مريــض يف عيادتــن‪،‬‬ ‫مبعونــة فريــق مــن املستشــارين‪.‬‬ ‫صدمــات املــرىض حــا ّدة‪ ،‬لكــن ال أحــد اعــرف‬ ‫منهــم بتعرضــه الغتصــاب‪ ،‬كــا يقــول أبــو‬ ‫جــاد‪ ،‬مضيفـاً‪ :‬نحــن نعتقــد أن عنــارص النظــام‬ ‫متــارس االعتــداء الجنــي عــى املعتقــات‬ ‫داخــل الســجون‪.‬‬ ‫مت في السجن‬ ‫ليتني ّ‬ ‫زوجــة أبــو جــاد‪ ،‬ال ّدكتــورة رنــدة‪ ،‬تنقــل عــن‬ ‫امرأتــن الجئتــن يف مخيــم الزعــري تعرضهــن‬ ‫لالغتصــاب ثــم مــا لبــن أن أنكــرن ذلــك‬ ‫الحقــاً‪ ،‬رمبــا خوفــاً مــن الفضيحــة‪.‬‬ ‫تقــول الدكتــورة رندةعــن إحداهــن‪ :‬كانــت‬ ‫عاطفيــة جــدا ً وكنــت تنتحــب أمامــي‪ ،‬لكنهــا‬ ‫يف اليــوم التــايل‪ ،‬أنكــرت أنهــا حدثتنــي بهــذا‬ ‫األمــر‪ ،‬رمبــا خافــت مــن زوجهــا أو إخوتهــا‪،‬‬ ‫تتمة ص ‪١٥‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫‪4‬‬

‫مذكرات كلينتون الكاذبة‬ ‫محمود علي | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫أكــدت عــدة وســائل إعــام عربيــة وأجنبيــة ويف عــدد مــن املواقــع‬ ‫األوروبيــة ذات توجهــات ميينــة متطرفــة‪ ،‬أن وزيــرة الخارجيــة األمريكيــة‬ ‫الســابقة هيــاري كلينتــون أفشــت بــر خطــر يف كتابهــا األخــر‬ ‫(الخيــارات الصعبــة) ‪ 2014‬وهــو كتــاب أشــبه باملذكــرات‪..‬‬ ‫تــرح فيــه فــرة قيادتهــا لــوزارة الخارجيــة االمريكيــة املنرصمــة مــن‬ ‫‪ 2009‬اىل ‪.2014‬‬ ‫أال وهــو أن "واشــنطن تقــف وراء إنشــاء تنظيــم الدولــة اإلســامية فــي العــراق‬ ‫والشــام المســاة (داعــش)"‪.‬‬ ‫فــا صحــة هــذا الخــر؟ وكيــف تــم تبنيــه وتداولــه عــى نطــاق واســع‬ ‫يف بلــدان عديــدة مثــل لبنــان وإيـران ومــر وحتــى تركيــا؟‪.‬‬ ‫بــدأ تــداول الخــر "اعتــراف هيــاري كلينتــون‪ ،‬وزيــرة الخارجيــة األمريكيــة‬ ‫الســابقة‪ ،‬بــأن واشــنطن هــي مــن أسســت تنظيــم "داعــش" عــى عــدد مــن‬ ‫املواقــع ووســائل اإلعــام اإليرانيــة‪ ،‬ذلــك قبــل أن ينتقــل إىل عــدد مــن‬ ‫وســائل اإلعــام العربيــة وخصوصـاً اللبنانيــة واملرصيــة ومــن بعدهــا إىل‬ ‫املواقــع اإلخباريــة الرتكيــة واألجنبيــة ومنهــا الفرنســية‪.‬‬ ‫مفــاد الخــر كــا ورد حرفي ـاً يف أحــد أعــرق الصحــف اللبنانيــة‪" :‬دخلنــا‬ ‫الحــرب العراقيــة والليبيــة والســورية وكان كل شــيء علــى مــا يــرام وجيــد جـدًا‪،‬‬ ‫وفجأة قامت ثورة ‪ 6/30‬و‪ 3/7‬في مصر وتغير كل شــيء خالل ‪ 72‬ســاعة"‪.‬‬ ‫وتضيــف‪" :‬تــم االتفــاق علــى إعــان الدولــة اإلســامية يــوم ‪ 5/7/2013‬وكنــا‬ ‫ننتظــر اإلعــان لكــي نعتــرف بتلــك الدولــة نحــن وأوروبــا فــورا‪ ،‬كنــت قــد زرت‬ ‫‪ 112‬دولــة فــي العالــم وتــم االتفــاق مــع بعــض األصدقــاء علــى االعتــراف‬ ‫بتلــك الدولــة فــور إعالنه ـا‪ ،‬ولكــن‪ ،‬فجــأة تحطــم كل شــيء دون ســابق‬ ‫إنــذار‪ ،‬شــيء مهــول حــدث‪ ،‬فكرنــا فــي اســتخدام القــوة ولكــن مصــر‬ ‫ليســت ســوريا أو ليبي ـا‪ ،‬وجيــش مصــر قــوي للغايــة وشــعب مصــر‬ ‫لــن يتــرك جيشــه وحيــدا أبــدا"‪.‬‬ ‫وتتابــع كلينتــون‪" :‬مصــر هــي قلــب العالــم العربــي واإلســامي‪،‬‬ ‫ومــن خــال ســيطرتنا عليهــا مــن طريــق مــا يســمى الدولــة‬ ‫االســامية وتقســيمها‪ ،‬يتــم بعــد ذلــك التوجــه إلــى دول‬ ‫الخليــج بــدءا بالكويــت فالســعودية فاالمــارات والبحريــن‬ ‫وعمــان‪ ،‬وبعــد ذلــك يعــاد تقســيم المنطقــة العربيــة‬ ‫بالكامــل بمــا فيهــا ســائر الــدول العربيــة" ودول املغــرب‬ ‫العــريب‪ ،‬وتصبــح الســيطرة لنــا كاملــة خصوصــا عــى‬ ‫منابــع النفــط واملنافــذ البحريــة"‪.‬‬ ‫وقــد تبــن فيــا بعــد‪ :‬أن الخــر عــار عــن الصحــة‬ ‫جملــة وتفصيــا وال أســاس لــه‪ ،‬وكل مــن نقلــه مل يكلف‬ ‫نفســه التأكــد مــن الخــر مــع وزيــرة الخارجيــة الســابقة‬ ‫وال حتــى عنــاء ق ـراءة مذكراتهــا‪.‬‬ ‫لكــن الخــر بــدأ يأخــذ حجــاً كبــرا ً مــا دفــع بالســفارة‬ ‫األمريكيــة يف بــروت إىل أن تنفــي صحتــه رســمياً عــر صفحتهــا‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫عــى موقــع التواصــل اإلجتامعــي (فيــس بــوك)‪ .‬وســبق لهيــاري كلينتــون‬ ‫أن أعربــت عــن إمتعاضهــا مــن ســيل اإلشــاعات التــي تعرضــت لهــا‬ ‫شــخصياً مــن قبــل الصحافــة املرصيــة يف فــرة ســابقة‪ ،‬وقالــت لصحيفــة‬ ‫"واشــنطن بوســت" األمريكيــة‪" :‬ســئمت مــن نظريــات المؤامــرة المجنونــة التــي‬ ‫تصــدر مــن مصــر"‪.‬‬ ‫ويجــدر هنــا التذكــر أن هــذا الخــر يــأيت يف ســياق ســيل مــن اإلشــاعات‬ ‫وكان آخرهــا يؤكــد أن أبــو بكــر البغــدادي‪ ،‬أمــر تنظيم "داعــش إســرائيلي‬ ‫الجنســية وعميــل للموســاد"‪ ،‬أي جهــاز املخاب ـرات الخارجيــة اإلرسائيليــة‪،‬‬ ‫أو مــن جهــة مقابلــة أن البغــدادي "مــن الطائفــة الشــيعية ومــن ســكان‬ ‫منطقــة الســيدة زينــب فــي ضاحيــة دمشــق"‪.‬‬ ‫ويؤكــد كريــم بيطــار‪ ،‬األكادميــي والباحــث املختــص يف شــؤون الــرق‬ ‫األوســط يف "معهــد العالقــات الدوليــة واإلســتراتيجية" يف باريــس "بتنــا فــي‬ ‫عصــر تناقــل الخبــر الســريع‪ ..‬وناقــل الخبــر قلمــا يدقــق فــي مصــدره‪ ،‬أو صحتــه‬ ‫بطريقــة جديــة وعلميــة‪ ،‬دون أن ننســى أن عمومــا مــن يبــدأ بإشــاعة خبــر غيــر‬ ‫صحيــح يكــون لــه أغــراض وأجنــدات سياســية معينــة‪ ..‬فيما يعــول ذلك على من‬ ‫يتســرعون فــي النقــل‪ .‬علمــا أنــه فــي كثيــر مــن األحيــان قــد تكــون الجهة نفســها‬ ‫مــن تنقــل أخبــارا متناقضــة‬ ‫خــال قتــرة زمنيــة‬ ‫قصيــرة"‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫ً‬ ‫وأخيرا صرخة علوية‬ ‫بيروت | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫"منــذ بدايــة الثــورة‪ ،‬صـ ّـورت عصابــة األســد‬ ‫ّ‬ ‫لمؤيديهــا أن عليهــم االختيــار بيــن الدفــاع عــن‬ ‫حكــم العائلــة‪ ،‬مــن أجــل المحافظــة علــى فتــات‬ ‫المكاســب التــي يحصلــون عليهـا‪ ،‬أو المــوت علــى يــد‬ ‫اإلرهابييــن المتعصبيــن المتطرفيــن"‪.‬‬ ‫وأضافــوا‪" :‬بعــد أكثــر مــن أربعيــن شــهرًا‪ ،‬يقــف‬ ‫المؤيــدون فــي طوابيــر طويلــة كــي يســتلموا جثــث‬ ‫أبنائهــم فــي توابيــت محكمــة اإلغــاق وال يحــق‬ ‫ألحــد مــن العائلــة قتــح التابــوت وخاصــةاالم أو‬ ‫االخــت إللقــاء النظــرة األخيــرة علــى الراحليــن وهــم‬ ‫فــي ريعــان الشــباب ليبقــى األســد"‪.‬‬ ‫الســوريون الذيــن خرجــوا أول الثــورة ونــادوا‬ ‫بشــعار رائــع لوحدة الســوريني "الشــعب الســوري‬ ‫واحــد" وصدحــت حناجرهــم باملظاهــرات يف‬ ‫عــدد مــن املــدن الســورية الثائــرة‪ ..‬رافعــن‬ ‫شــعارات تطالــب العلويــن برفــع الغطــاء عــن‬ ‫هــذا النظــام الالســوري‪ ،‬واملجــرم‪ ،‬الــذي بــاع‬ ‫ســوريا إليــران وروســيا‪ ،‬وزج بالعلويــن يف‬ ‫حــرب خــارسة ضــد الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫وكتــب نشــطاء كفــر نبــل بريــف إدلــب الفتــة‪:‬‬ ‫"ســكين‪ ،‬برميــل‪ ،‬صــاروخ‪ ،‬كيمــاوي‪ ،‬وقلــوب ســود‪،‬‬ ‫وحبيبــة قلبــك يــا ولــدي فــي قصــر مرصــود"‪.‬‬ ‫فيــا رفــع نشــطاء معــرة النعــان الفتــات‬ ‫وجهــت رســائل للشــبيحة الذيــن يقاتلــون‬

‫يف صفــوف قــوات األســد للدفــاع عــن كــريس‬ ‫العائلــة‪ ،‬وكتبــوا عــى إحــدى الالفتــات‪" :‬يــا مــن‬ ‫تقاتــل مــع بشــار‪ ،‬هــل يشــعر بشــار بوجــودك؟"‪.‬‬ ‫وقــال نشــطاء‪ :‬أن عــدد قتــى جيــش النظــام‬ ‫بلــغ ‪ 330‬ألفـاً قتلــوا جميعهــم مقابــل "الحفــاظ‬ ‫علــى كرســي األســد"‪ ،‬بينهــم ‪ 60‬ألــف ضابــط بــن‬ ‫قتيــل وجريــح‪ .‬وشــملت الحملــة عـ ّدة شــوارع‬ ‫يف طرطــوس حيــث وزع الناشــطون منشــورات‬ ‫للتعبــر عــن مطالبهــم‪ .‬كــا وألصقــت‬ ‫املنشــورات يف جزيــرة أرواد وعــى الســيارات‬ ‫وأبــواب البيــوت‪ .‬وتعتــر الحملــة األوىل مــن‬ ‫نوعهــا التــي يطلقهــا نشــطاء علويــون يف أبــرز‬ ‫معاقــل النظــام وأقواهــا يف املناطــق ذات‬ ‫األغلبيــة العلويــة‪ ..‬وقالــت ناشــطة علويــة‬ ‫أن األمــن الســيايس يف طرطــوس تفاجــئ يف‬ ‫الالفتــات واملنشــورات ومل يعــرف مــاذا يفعــل‪.‬‬ ‫وإزدادت يف الفــرة األخــرة حــدة االنتقــادات‬ ‫لــرأس النظــام‪ ،‬وخاصــة بعــد مقتــل املئــات‬ ‫مــن الجنــود والضبــاط العلويــن والشــبيحة‬ ‫واللجــان الشــعبية يف عــدد مــن املناطــق‬ ‫الســورية‪ ،‬حيــث تصــل يوميـاً عـرات الجثــث‬ ‫إىل الســاحل واملناطــق املواليــة‪ ،‬بعــد أن زجهــم‬ ‫نظــام األســد يف حــرب شــعواء ضــد إخوتهــم‬ ‫الســوريني وضــد املــدن الثائــرة عــى حــد‬ ‫ســواء‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫ألول مــرة منــذ انــدالع ثــورة الكرامــة يف‬ ‫ســوريا يطلــق الناشــطون العلويــون يف الداخــل‬ ‫الســوري حملــة كبــرة أســموها رصخــة‪.‬‬ ‫الحملــة التــي متخضــت أخ ـرا ً بعــد أن وعــوا‬ ‫بأنهــم ليســوا ســوى وقــود يحــرق لبقــاء قطــار‬ ‫آل األســد الدمــوي يســر بدماءهــم حتــى‬ ‫اليــوم‪ .‬الحملــة التــي القــت تشــجيعاً ودع ـاً‬ ‫مــن األهــايل الذيــن فقــدوا مــا فقــدوا مــن‬ ‫أبناءهــم ليبقــى طاغيــة الشــام عــى كــريس‬ ‫اململكــة ‪..‬؛ ومعــه حاشــيته مــن زبانيتــه‬ ‫وأزالمــه‪ .‬واملنتفعــن الطفيليــن مــن حكمــه‬ ‫البائــد‪.‬‬ ‫وكانــت الرصخــة التــي أطلقــت مــن طرطــوس‬ ‫وتــردد صداهــا عاليــاً يف كل مــن الالذقيــة‪..‬‬ ‫وجبلــة‪ ..‬وقــرى عديــدة‪ ..‬وبلــدات إكتســت‬ ‫بالســواد‪ ..‬وتذهــل مــن كــرة صــور القتــى‪..‬‬ ‫ومعظمهــم مــن الجنــود الذيــن قضــوا يف‬ ‫املعــارك الدائــرة بــن الجيــش الحــر وجيــش‬ ‫األســد‪ ..‬بالدرجــة األوىل ليــأيت الشــبيحة يف الفئة‬ ‫الثانيــة مــن املدافعــن عــن نظــام بشــار األســد‪.‬‬ ‫عنــوان "صرخــة" وعناويــن كثــرة تحمــل‬ ‫يف طياتهــا معانــاة وأمل‪ ..‬مثــل "الكرســي إلــك‬ ‫والتابــوت ألوالدنــا"‪ ..‬أو "الشــبيحة فــي القبــر‪..‬‬ ‫وبشــار فــي القصــر" و "الشــارع بــدو يعيــش"‪.‬‬ ‫فقــد علــت الرصخــة بعــد ارتفــاع أعــداد‬ ‫القتــى‪ ،‬وازديــاد الوعــي لــدى أبنــاء الطائفــة‬ ‫العلويــة مــن أن بشــار األســد ونظامــه يزجــون‬ ‫العلويــن يف حــرب خــارسة ضــد أبنــاء الشــعب‬ ‫الســوري‪ ،‬الذيــن هــم مــن مكونــات النســيج‬ ‫الســوري منــذ مئــات الســنني‪ ..‬فيــا تزينــت‬ ‫جــدران طرطــوس والالذقيــة بالــورق ومحتــواه‬ ‫"الشــبيحة للقبــر وبشــار فــي القصــر"‪.‬‬ ‫وقــال النشــطاء العلويــون الذيــن شــاركوا يف‬ ‫"صرخــة"‪:‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫أكراد سوريا والثورة المستمرة‬

‫اسالم عبدالكريم | أوكسجين‬

‫األكــراد هــم أكــر أقليــة ِعرقيــة يف ســوريا‬ ‫حيــث يشــكلون أقــل مــن ‪ %10‬مــن ســكان‬ ‫البــاد ومعظمهــم مــن املســلمني الســنة‪،‬‬ ‫وبعضهــم مــن "اإليزيديــون" إضافــة إىل عــدد‬ ‫قليــل مــن املســيحيني والعلويــن األكــراد‬ ‫هاجــر قســم كبــر مــن األكـراد إىل ســوريا مــن‬ ‫تركيــا يف عــام "‪"1925‬‬ ‫عقــب ثــورة "الشــيخ ســعيد بــران" التــي‬ ‫قمعتهــا حكومــة أتاتــورك بقســوة‪ ،‬ويف‬ ‫الســنوات التــي تلــت ذلــك نتيجــة القمــع‬ ‫الــريك واالشــتباكات بــن الجامعــات الكرديــة‬ ‫والجيــش الــريك‪.‬‬

‫ملف العدد‬

‫املجتمــع الكــردي يف ســورية صغــر جــدا‬ ‫باملقارنــة مــع نســبة األكـراد يف إيـران والعـراق‬ ‫غــر األكــراد يف ســوريا تكتيكاتهــم‬ ‫وتركيــا‪ّ ،‬‬ ‫بعــد نشــوء أول حــزب لهــم عــام ‪ 1958‬فقــد‬ ‫بــدأوا يطالبــون بحقوقهــم رســمياً‪.‬‬ ‫يعيــش معظمهــم يف شــال رشق ســوريا يف‬ ‫محافظــة الحســكة‪ ،‬و يف منطقتــن صغريتــن‬ ‫يف شــال محافظــة حلــب هــا عــن العــرب‬ ‫(التــي يســكنها اآلشــوريون أيضــاً) وعفريــن‬ ‫واملناطــق املحيطــة بهــا‪ ،‬وهــم يشــكلون‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫اليــوم الغالبيــة يف هاتــن املنطقتــن‪ .‬أكــر‬ ‫املــدن الكرديــة يف محافظــة الحســكة هــي‬ ‫القامشــي‪ .‬أيضــا الكثــر مــن األكـراد يعيشــون‬ ‫يف املــدن الكبــرة مثــل دمشــق وحلــب‪.‬‬ ‫مصطلــح "كــرد" ذكــر ألول مــرة يف املصــادر‬ ‫العربيــة يف القــرن األول مــن العــر اإلســامي‬ ‫يشــر هــذا املصطلــح ملجموعــة متنوعــة مــن‬ ‫الرعــاة البدويــة أو مجموعــة مــن وحــدات‬ ‫سياســة بــدالً مــن أن يشــر إيل مجموعــة‬ ‫لغويــة‪.‬‬ ‫بعــض املؤلفــات تعــرف الكــرد عــى أنهــم‬ ‫"بــدو الفــرس"‪ ،‬كــا أورد الطــري وابــن‬ ‫خلــدون يف املقدمــة‪.‬‬ ‫األكــراد يف األصــل مــن العــرب‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫ذهــب إليــه ابــن عبــد الــر يف كتابــه "القصــد‬ ‫واألمــم" أن األك ـراد مــن نســل عمــرو مزيقيــا‬ ‫بــن عامــر بــن مــاء الســاء وأنهــم وقعــوا‬ ‫إىل أرض العجــم فتناســلوا بهــا وكــر ولدهــم‬ ‫فســموا األكــراد‪.‬‬ ‫من هم اإليزيديون ؟‬ ‫أن اســم “اإليزيديــة” مشــتق مــن الكلمــة‬ ‫الفارســية “إيزيــد” والتــي تعنــي املــاك أو‬ ‫اإللــه‪ ،‬هي مجموعــة دينية يف الرشق‬ ‫األوســط و‬

‫يعيــش أغلبهــم قــرب املوصــل ومنطقــة جبــال‬ ‫ســنجار يف العـراق‪ .‬وتعيــش مجموعــات أصغر‬ ‫يف تركيــا‪ ،‬ســوريا‪ ،‬إيـران‪ ،‬جورجيــا و أرمينيــا‪.‬‬ ‫عرقي ـاً ينتمــون إىل أصــل كــردي ذات جــذور‬ ‫هنــدو أوروبيــة رغــم أنهــم متأثــرون مبحيطهم‬ ‫الفسيفســايئ املتكــون مــن ثقافــات عربيــة‬ ‫أشــورية ورسيانيــة فأزيائهــم الرجاليــة قريبــة‬ ‫مــن الــزى العــريب أمــا أزيائهــم النســائية‬ ‫فرسيانيــة‪.‬‬ ‫يتكلــم االيزديــون اللغــة الكرديــة وهــي‬ ‫لغتهــم األم ولكنهــم يتحدثــون العربيــة أيضــا‪،‬‬ ‫خصوصــاً ايزيديــة بعشــيقة قــرب املوصــل‪،‬‬ ‫صلواتهــم وادعيتهــم والطقــوس والكتــب‬ ‫الدينيــة كلهــا باللغــة الكرديــة‪ ،‬و قــد عمــدوا‬ ‫إىل عــزل أنفســهم يف مجتمعــات صغــرة‬ ‫انتــرت يف مناطــق متفرقــة يف شــال غــريب‬ ‫العــراق‪ ،‬وشــال غــريب ســوريا‪ ،‬واملناطــق‬ ‫الواقعــة جنــوب غــريب تركيــا‪.‬‬ ‫يــراوح تعدادهــم مــا بــن ‪ 70‬ألفــا و‪500‬‬ ‫ألــف‪ .‬ومــع مــا يواجهونــه مــن مخــاوف‬ ‫واضطهــاد وتشــويه لصورتهــم‪ ،‬فإنــه مــا مــن‬ ‫شــك أن أعدادهــم تناقصــت بصــورة كبــرة‬ ‫عــى مــدار القــرن املــايض‪.‬‬ ‫حيــث يعتقــد املتشــددون ‪ ،‬أمثــال تنظيــم‬ ‫الدولــة اإلســامية‪ ،‬أن هــذا االســم يرجــع‬ ‫إىل يزيــد بــن معاويــة‪ ،‬ثــاين حــكام الدولــة‬ ‫األمويــة (‪ ) 683-647‬ميالديــة‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫إال أن دراســة حديثــة أظهــرت أن هــذه‬ ‫التســمية ال عالقــة لهــا بهــذا الخليفــة األمــوي‪،‬‬ ‫أو حتــى مبدينــة يــزد يف فــارس‪ ،‬بــل هــي‬ ‫مشــتقة مــن الكلمــة الفارســية “إيزيــد” والتــي‬ ‫ن ّوهنــا عنهــا بدايـةً‪ ،‬لــذا فــإن اســم اإليزيديــن‬ ‫ببســاطة يعنــي “عبــدت الــرب”‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يعمــد اإليزيديــون مــن خاللــه إىل وصــف‬ ‫أنفســهم‪.‬‬

‫تأثري الثورة السورية ككل عىل االكراد ‪:‬‬ ‫ثــورة األكــراد اشــتعلت مــن بدايــة الثــورة‬ ‫الســورية لســعيهم باعــراف دولتهــم بعــد‬ ‫شــك الحكومــات الســورية بوطنيتهــم‪ ،‬انســجم‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫نشــأة حــزب اإلتحــاد الدميقراطــي الكــردي‬ ‫(‪: )PYD‬‬ ‫أنشــئ عــام (‪ )2003‬ويعتــر بذراعــه‬ ‫العســكرية فــرق الدفــاع الشــعبي األكــر‬ ‫تنظيــاً وعــددا ً‪ ،‬وبــذراع ومــا مييــز مواقفــه‬ ‫هــو تــردده يف مواجهــة النظــام مــا ع ّرضــه‬ ‫لتهــم التعــاون مــع النظــام‪ ،‬والحــزب هــو‬ ‫احــد فــروع حــزب العــال الكردســتاين‪ ،‬حيــث‬ ‫كانــت عنــارصه تتــدرب مــع عنــارص "يب يك‬ ‫يك" يف جبــال شــال العراق‪،‬وبعــد االنتفاضــة‬ ‫انفصــل الفــرع الســوري عــن الفــرع األم‬ ‫وعــاد عنــارصه لســورية ‪,‬ويف متــوز (يوليــو)‬ ‫‪ 2012‬اســتفاد الحــزب مــن االنســحاب الجــزيئ‬

‫للجيــش الســوري مــن خمــس بلــدات‪ ،‬حيــث‬ ‫قــام بطــرد مســؤويل الحكومــة مــن املجالــس‬ ‫البلديــة واملؤسســات الخدميــة‪ ،‬واألمنيــة‬ ‫واســتبدلها بأف ـراده وقواتــه العســكرية وانــزل‬ ‫العلــم الســوري‪ ،‬ورفــع بــدالً عنــه علــم الحزب‪،‬‬ ‫ويواجــه الحــزب مجموعــة مــن األحــزاب‬ ‫الصغــرة تعمــل بشــكل قريــب مــن رئيــس‬ ‫إقليــم كردســتان العــراق‬ ‫ينتمــي األكــراد إىل العديــد مــن الديانــات‬ ‫فأغلبيــة أكــراد ســوريا هــم مــن اإلســامية‬ ‫الســنية‪ ،‬أمــا أكـراد (الفيليــة )يعتنقون اإلســام‬ ‫باملذهــب الشــيعي يف العــراق وإيــران‪ ،‬كــا‬ ‫ينتمــي فئــة مــن أكــراد تركيــة إىل الطائفــة‬ ‫العلويــة‪.‬‬ ‫لدى األكراد مناسبات عديدة من أهمها ‪:‬‬ ‫"عيــد النــوروز"‪ :‬هــو مــن األعيــاد القوميــة‬ ‫لــدى األكــراد وشــعوب املنطقــة الفارســية‬ ‫والرتكيــة ويعتــر مــن التقاليــد لــدى بعــض‬ ‫العــرب مثــل العراقيــن واللبنانيــن‪ ،‬أمــا‬ ‫التقاليــد لهــذا العيــد فمــن أهمهــا إشــعال نــار‬ ‫كبــرة واالحتفــال حولهــا عنــد األكــراد‪.‬‬ ‫مــا هــي أراء الســوريون حــول وجــود األك ـراد‬ ‫بينهــم ؟‬ ‫وبحســب آراء الســوريون حــول وجــود وإقامة‬ ‫األكــراد عــى أرضهــم أشــار إىل أن األكــراد‬ ‫ميثلــون جــزءا مهــا مــن النســيج العــام للبــاد‪،‬‬ ‫لكــن املشــكلة تقــع عــى عاتــق الســلطات‬ ‫الســورية وحرمانهــم مــن أبســط حقوقهــم‬ ‫املتعــارف عليهــا يف الدســاتري والقوانــن‬ ‫والرشائــع الدوليــة‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫ملف العدد‬

‫ما هي مطالب أكراد سورية ‪:‬‬ ‫منــذ بدايــة الثــورة الســورية وصــوالً باملعــارك‬ ‫الدائــرة بــن الكــرد والدولــة اإلســامية داعــش‪،‬‬ ‫ويف حــوار مــع" فيصــل يوســف" عضــو‬ ‫املكتــب الســيايس يف الحــزب الدميقراطــي‬ ‫التقدمــي الكــردي عضــو اللجنــة العليــا‬ ‫للتحالــف الدميقراطــي الكــردي يف ســوريا قبــل‬ ‫(ثــورة آذار) أشــار فــإن األحـزاب الكرديــة غــر‬ ‫مرخصــة قانونيـاً يف ســوريا ولكــن حزبــه ميارس‬ ‫نشــاطه منــذ ‪ 14‬يونيــو ‪ 1957‬عــى الرغــم‬ ‫مــن ظروفــه الصعبــة يف العقــود الســابقة‪ ،‬إال‬ ‫أن الحــزب يعمــل حالي ـاً بــيء مــن العلنيــة‬ ‫شــأن غــره مــن األحــزاب الكرديــة وحســب‬ ‫الظــروف وقــد تغــض الســلطة النظــر عــن‬ ‫نشــاطه أحيانــا وتحــاول منعهــا تــارة أخــرى‪.‬‬ ‫مــن الجديــر بالذكــر أن بشــار األســد قــال‬ ‫يف إحــدى خطاباتــه‪ :‬حســب اإلحصــاءات‬ ‫الرســمية الســورية يوجــد ‪ 1‬مليــون كــردي مــن‬ ‫مواليــد ســوريا ولكنهــم ال يعتــرون مواطنــن‬ ‫ســوريني وال ميكــن لهــذه املجموعــة الســفر‬ ‫إىل دولــة أخــرى لعــدم امتالكهــم لوثيقــة أو‬ ‫جــواز الســفر وبعــد ذالــك تــم تزويــد هــذه‬ ‫املجموعــة ببطاقــات هويــة وال ميكــن لهــذه‬ ‫املجموعــة امتــاك أرايض أو عقــارات وال‬ ‫ميكنهــم العمــل يف مؤسســات حكوميــة وال‬ ‫ميكنهــم دخــول كليــات الطــب والهندســة‬ ‫وال ميكنهــم الــزواج مــن مواطــن ســوري‪،‬‬ ‫ومــن الجديــر بالذكــر أيضــاً إن هــذه القــوا‬ ‫نيــن ليســت معممــة عــى جميــع األك ـراد يف‬ ‫ســوري‪.‬‬

‫األكــراد بــن ثــوار ســورية ليصبحــوا جــزء ال‬ ‫يتجــزأ مــن أصحــاب األرض والســعي للحصــول‬ ‫حرياتهــم و أبســط حقوقهــم بالعيــش الكريــم‬ ‫فهــم باتــوا أمــام فرصــة تاريخيــة لتحقيــق‬ ‫آمالهــم وتطلعاتهــم القوميــة‪ ،‬بعــد عقــود مــن‬ ‫الحرمــان والتهميــش واإلقصــاء‪.‬‬ ‫خــرج األكـراد مــن بداية الثــورة بحراك ســلمي‬ ‫وعــى إرصار وثبــات مبوقفهــم وألن الحــراك‬ ‫الســلمي الورقــة الرابحــة‪ ،‬تطلّــع األكــراد‬ ‫بإرصارهــم عــى اســتمرار بقــوة إرادتهــم‪ ،‬قبــل‬ ‫بــدء رشارة الح ـراك الثــوري يف "درعــا" جنــويب‬ ‫ســوريا مل يكــن بإمــكان األكــراد الحديــث‬ ‫علنــاً عــن حقوقهــم القوميــة‪ ،‬أو رفــع علــم‬ ‫يرمــز إىل هويتهــم القوميــة أو أحزابهــم‪ ،‬أو‬ ‫حتــى التعلــم بلغتهــم‪ ،‬إذ كان ذلــك كافيــا يك‬ ‫يتعــرض صاحبــه لالعتقــال الفــوري والســجن‪.‬‬ ‫واليــوم بعــد انــدالع الثــورة مــا يزيــد عــن‬ ‫ثالثــة أعــوام اســتطاع األكــراد التغلــب عــى‬ ‫خوفهــم وتنســيق مناطــق حــرة تخضــع أليــدي‬ ‫ثــوار األكــراد يف "رشق الحســكة" والعديــد‬ ‫مــن مناطقهــا بعــد تزايــد املطالبــن بحقهــم‬ ‫فقــام الثــوار بالســيطرة عــى معظــم املدينــة‬ ‫ونــر حواجــز عســكرية ومســاعدة األهــايل‬ ‫والتخفيــف مــن معاناتهــم وبعــد تزايــد‬ ‫وتــرة العنــف ودخــول (داعــش) إىل املناطــق‬ ‫وجامعــات البغــدادي بعــد مــا داق أهــايل‬ ‫املناطــق التنكيــل والتهميــش‪ ،‬ت ّدخــل حــزب‬ ‫اإلتحــاد الدميقراطــي (‪)PYD‬‬ ‫الحــزب الســيايس األكــر شــعبية بــن ثالثــة‬ ‫ماليــن كــردي يف ســوريا‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫العنصرية المعادية‬ ‫للسوريين‬ ‫و العنصرية المضادة و موت األوهام‬ ‫مازن كم الماز | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫أصبــح الســوريون اليــوم‪..‬؛ خاصــة يف أماكــن‬ ‫لجوئهــم‪ ،‬الهــدف األســهل لعنرصيــة البــاد‬ ‫التــي اســتضافتهم‪ .‬و أيضــا ألالعيــب الساســة و‬ ‫أوهــام املثقفــن مبن فيهم الســوريني أنفســهم‪،‬‬ ‫كحــال الفلســطينيني عــى مــدى عــرات‬ ‫الســنني‪ .‬حيــث توفــر آالمهــم و دماءهــم مــادة‬ ‫خصبــة للخيــال‪ ..‬للتحريــض‪ ..‬و للتالعــب‬ ‫مبشــاعر النــاس‪ ..‬ســواء معهــم أو ضدهــم‪ .‬لقد‬ ‫أنتــج الخيــال املعــادي للســوريني‪ ،‬الرســمي و‬ ‫الســائد‪ ،‬الســيايس و الثقــايف‪ ،‬يف بلــدان اللجــوء‬ ‫ك ـاً هائ ـاً مــن األوهــام و الخرافــات عنهــم‪،‬‬ ‫و صنفهــم يف منــاذج تقــوم عــى التعميــم‬ ‫وتنســب إليهــم أمناطـاً مــن الســلوك املتخلــف‬ ‫أو اإلجرامــي املتأصــل‪ ..‬إلــخ‪.‬‬ ‫أمــا النتيجــة املنطقيــة لهــذا النمــط فهــي تربير‬ ‫املجــزرة التــي يتعــرض لهــا بســطاءهم عــى‬ ‫يــد النظــام‪ .‬و يف مواجهــة هــذه العنرصيــة‬ ‫ظهــرت عنرصيــة مضــادة‪ ،‬أنتجــت هــي‬ ‫األخــرى أوهامهــا و أســاطريها عــن الســوريني‪..‬‬ ‫كحالــة فــوق إنســانية وخاصــة عنــد مقارنتهــم‬ ‫"بالشــعوب" التــي اســتضافتهم و تســتخدم‬ ‫نفــس األفــكار املســبقة املهينــة لهــم بعــد أن‬ ‫توجههــا ضــد "اآلخــر" بعــد فــرة انقطــاع‬ ‫يتخللهــا نقــد قــاس‪.‬‬ ‫عــادت مفــردات ثقافــة البعــث للتــداول و‬ ‫بنفــس الحامســة (املامنعجيــة) لكــن مــن‬ ‫قبــل "منظــري" الثــورة هــذه املــرة‪ .‬و عــاد‬ ‫الســوري مــن جديــد إىل مكانتــه التــي حددتهــا‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫لــه ثقافــة البعــث والتــي دبــت فيهــا الحيــاة‬ ‫مــن جديــد‪ ..،..‬مجــرد ال يشء أمــام الحضــور‬ ‫الطاغــي للوطــن‪ ..‬أو الطائفــة‪ ..‬أو األمــة‪ ..‬أو‬ ‫القضيــة إلــخ‪.‬‬ ‫كان فعــل الثــورة الــذي قــام بــه الســوريون‬ ‫أجــرأ خطــوة ممكنــة نحــو تحطيــم أوهــام‬ ‫الثقافــة الســلطوية الســائدة و خاصــة‬ ‫تهميشــها لألفــراد و تشــييئهم (تحويلهــم إىل‬ ‫أشــياء) كتربيــر لواقــع إســتعبادهم‪.‬‬ ‫لقــد فرضــت الحــرب الدائــرة اليــوم يف ســوريا‪..‬‬ ‫و نتائجهــا الكارثيــة‪ ..‬خاصــة نــزوح ماليــن‬ ‫الســوريني عــن ديارهــم‪ ،‬و شــهوة الســلطة‬ ‫عنــد النخــب‪ ،‬فرضــت منطقهــا املعاكــس‪.‬‬ ‫تقــوم ثقافــة الحــرب‪ ،‬خاصــة الحــروب األهليــة‬ ‫عــى تنميــط الخصــم بهــدف نــزع إنســانيته‪.‬‬ ‫وتخلــق ثقافــة الحــرب األهليــة أوهامهــا‬ ‫و أســاطريها عــن "األنــا" و "اآلخــر"‪ ،‬و رغــم‬ ‫منطقيــة وجــود رد فعــل عــى أي فعــل‪،‬‬ ‫فاملشــكلة يف األوهــام الجديــدة كــا القدميــة‬ ‫يف كونهــا ليســت مجــرد أوهــام أو تزييــف‬ ‫للواقــع فحســب‪.‬‬ ‫ليــس لألوهــام و األســاطري مــن هــذا النــوع‬ ‫أو أي نــوع ســمة تحرريــة‪ ،‬مهــا حاولــت‬ ‫األوهــام أيــا كانــت فهــي النهايــة ليســت إال‬ ‫ســاحاً لخــداع الجامهــر‪ ،‬أو وســيلة دفاعيــة‬ ‫تقــوم عــى خــداع النفــس عندمــا يرددهــا‬ ‫"الطيبــون" ولــن تكــون تلــك األوهــام أكــر‬ ‫مــن خــداع للنفــس بحثــاً عــن عــزاء مــا‪ .‬و‬ ‫عندمــا يرددهــا املهووســون بالســلطة فإنهــم‬ ‫يريــدون خــداع اآلخريــن‪.‬‬ ‫وعــى الصعيــد النفــي املريض‪ ..‬فمــن املعروف‬ ‫أن (جنــون العظمــة) يرتافــق دومـاً مــع جنــون‬

‫االضطهــاد وليــس هــذا فقــط‪ ،‬بــل إن اآلليــة‬ ‫أو امليكانيــزم األهــم لهــذه العمليــة النفســية‬ ‫العقليــة املعقــدة هــي إلغــاء أنــا الفــرد‪.‬‬ ‫وال تقــوم فكــرة "تفــوق" مجموعــة مــا عــى‬ ‫ســواها عــى إحتقــار اآلخــر فقــط‪ ..‬بــل أساســا‬ ‫عــى إحتقــار أنــا الفــرد و إلغائهــا‪ ..‬األنــا‬ ‫الخاصــة بــكل أف ـراد الجامعــة‪ ،‬و تحويــل كل‬ ‫فــرد مــن أفرادهــا إىل رقــم‪ ..‬مجــرد صــورة‬ ‫مكــررة عــن منــوذج محــدد ســلفاً أي باختصــار‬ ‫إىل يشء‪ ،‬أو يف الواقــع‪ ..‬إىل ال يشء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكل فــرد مــن هــذه املجموعــة إذا أخــذ‬ ‫مبفــرده ليــس إالّ صف ـرا ً كب ـرا ً‪ .‬ال يشء؛ كحــال‬ ‫أو كحكــم كل مــن يوجــد خارجهــا‪ ..‬و يســتمد‬ ‫كل فــرد "أهميتــه" فقــط مــن استســامه‬ ‫الكامــل للجامعــة‪ ،‬للصــورة النمطيــة التــي‬ ‫تلقنــه إياهــا عــن "هويتهــا" و عــن "اآلخــر"‪،‬‬ ‫و استســامه الكامــل لهرميتهــا‪ ،‬و كلــا إقــرب‬ ‫ســلوكه و تفكــره مــن مســتوى ســلوك و تفكري‬ ‫الروبــوت أو الببغــاء كلــا زاد تقمصــه لفكــرة‬ ‫تفــوق جامعتــه عــى مــن ســواها‪ ،‬دون أن‬ ‫يفقــد فرديتــه و يصبــح مجــرد رقــم مــن أعداد‬ ‫ال حــر لهــا عــن منــوذج واحــد يفــرض‬ ‫تكــراره بــكل غبــاء لــن ميكنــه أو يحــق لــه‬ ‫أن يتقمــص ذلــك الشــعور بإحتقــار و إمتهــان‬ ‫اآلخريــن‪ ..‬وباختصــار‪ ،..‬مل يتغــر يشء‪ :‬الوهــم‬ ‫أو الوعــي الزائــف لــن ينتــج إال تحــررا ً زائفـاً‪،..‬‬ ‫و مــا زال تحطيــم األوهــام رشط ال بــد منــه‬ ‫ليحــرر اإلنســان نفســه‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫كلنا قادرون‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫ومــع فــارق التشــبيه إال أن العــرة يف األمــر أن ليــس كل مــا يبــدو لنــا‬ ‫ر أو عــذاب أو تعــب أو نصــب هــو دليــل تخــي اللــه عن‬ ‫أنــه تأخــر نـ ٍ‬ ‫العبــد أو تركــه لــه‪ ،‬ولكــن األمــر يتطلــب الســر وفــق ســننه ســبحانه‪،‬‬ ‫يتطلــب الثبــات‪ ،‬يتطلــب أن يــأيت كل منــا وســعه ومــا يســتطيع‪ ،‬وأن‬ ‫ينــر الثــورة مبــا يقــدر عليــه‪...‬‬ ‫وليــس فينــا مــن ال يقــدر‪ ،‬بــل كلنــا عــى العمــل قــادرون ‪ ،‬بكلمــة حــق‬ ‫نكتبهــا‪ ،‬مبــا ٍل نعــن فيــه‪ ،‬بحملــة نطلقهــا‪ ،‬بنــدا ٍء نعليــه ‪ ،‬بالفتـ ٍة للحــق‬ ‫نرفعهــا‪ ،‬بصــور ٍة ننرشهــا‪ ،‬بخــر ٍة نقدمهــا‪ ،‬بتشــدد ننبــذه‪ ،‬بحقــوق‬ ‫مســلوبة نب ِّينهــا‪ ،‬بتاريــخ أليــم نرتجمــه ونحكيــه‪ ،‬بعلــم نُقبــل عليــه‪،‬‬ ‫ببســمة عــى وجــه طفــل نرســمها‪ ،‬بكلمــة طيبــة نشــد العــزم بهــا بيــأس‬ ‫نحيــد عنــه ونرميــه‪ ،‬بأمــل ننــره‪ ،‬بخــر غــر مؤكــد ننــأى عنه فــا ننقله‬ ‫وال نرويــه‪ ،‬بإمكاننــا كلنــا أن ننــر ســوريا بجــرح نضمــده‪ ،‬وببطــن خــا ٍو‬ ‫منلــؤه‪ ،‬بجســد عــار نســره‪ ،‬بقلــب مكلــوم نؤانســه ونواســيه‪..‬‬ ‫ومــع كل مــا ذكــرت وقبلــه وبعــده بإمــكان كل منــا أن يقــدم للنــر‬ ‫توب ـ ًة نصوح ـاً للــه يعلنهــا‪ ،‬بدعــا ِء مضط ـ ٍر بجــأر إىل اللــه فيــه‪...‬‬ ‫عندهــا ننفــض عــن كواهلنــا غبــار العجــز ‪ ،‬ونتســلح باألمــل‪ ،‬فنعمــل‬ ‫ونظــل نعمــل‪ ،‬كل منــا يعمــل حيــث هــو‪ ،‬وحيــث يســتطيع ‪ ،‬عندهــا‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫فقــط سنســمع قــول اللــه تعــاىل‪{َ :‬ول َسـ ْـوف ُي ْع ِطيــك َر ُّبــك فت ْرضــى}‬ ‫فنفهــم كيــف أن اللــه الــذي مــا و ّدع نبيــه ومــا قــاه‪ ،‬ميكــن أن يعطيــه‪،‬‬ ‫ويعطينــا‪ ،‬بــل ميكــن أن يغمرنــا بعطــاء نخـ ُّر لــه عــى األرض ســاجدين‪،‬‬ ‫ونحــن نقــول لــه‪ :‬رضينــا يــاريب رضينــا‪.‬‬ ‫ويبقــى يقيننــا بالنــر راســخ رســوخ إمياننــا بــأن اللــه عــدل وحــق وأنــه‬ ‫ينــر املظلومــن ويقتــص لهــم مــن‬ ‫الظاملــن‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫رأي‬

‫ومنيض بني حجري الرحى لعام رابع من األمل ودفع الثمن‪.....‬‬ ‫وينــال الــردد مــن بعــض النفــوس‪ ،‬تــارة تحــت وطــأة اليــأس ‪ ،‬وتــارة‬ ‫أقــدام التشــكيك بجــدوى الثــورة‪ ،‬وميــد لنــا املحبطــون رؤوســهم مــن‬ ‫كل زاويــة يهمســون يف آذانــن‪:‬‬ ‫إىل متــى!! ومــاذا بعــد؟!! مــن أجــل مــاذا كان هــذا العنــاء‪ ..‬؟ ملــاذا كل‬ ‫هــذا التعــب وهــذه التضحيــات؟!!‬ ‫وتــأيت نفوســنا األمــارة بالســوء لتعينهــم علينــا‪ ،‬لتأخــذ بأيديهــم يف‬ ‫القضــاء عــى مــا تبقــى مــن أمــل يف قلوبنــا ومــن همــة يف أرواحنــا…‬ ‫لتقــول لنــا‪ :‬متــى النهايــة!! ملــاذا تخــى اللــه عنــا!!‬ ‫وهنا نتخبط نرتاجع‪ ..‬نفشل‪ ..‬نيئس‪ ..‬ثم نقعد عن العمل‪,,,‬‬ ‫ولكــن مــع قعودنــا ســيتوجب علينــا أن نكــون قادريــن عــى التغافــل‬ ‫عــن نــداء آخــر ســيعلو كل ليلــة تحــت وســائدنا ‪ ...‬ســيجلدنا ويكــوي‬ ‫بلهيبــه ضامئرنــا‪...‬‬ ‫إن قعدنــا وأعلنــا الفشــل‪ ،‬وتــرك العمــل ســيكون علينــا أن نواجــه كل‬ ‫ليلــة رصخــات الدمــاء التــي ُســفكت‪ ..‬وآهــات األرامــل والثــكاىل التــي‬ ‫صدحــت‪ ..‬ودمــوع اليتامــى التــي نزفــت‪ ..‬علينــا أن نص ـ ّم آذاننــا فــا‬ ‫نســمعها‪ ،‬وال نكتــوي بنارهــا ‪ ،‬وال نســمح لهــا أن تســلب النــوم مــن بــن‬ ‫أهدابنــا ‪...‬‬ ‫ســيكون علينــا أن نغــر معــاين الحــروف والكلــات فــا يغــدو لعبــارة‪:‬‬ ‫أي معنــى مهــا صــاح بهــا الشــهداء‬ ‫"أضاعــك اللــه كمــا أضعتنــا"‪ُّ ..‬‬ ‫طــو ل‬ ‫واملعتقلــون والنازفــة جراحهــم واملــردون عــى‬ ‫الخريطــة الســورية وعرضهــا‪....‬‬ ‫فــإن عرفنــا أال طاقــة لنــا بذلــك‪ ،‬وأدركنــا أن الصــر‬ ‫واألمــل مل يعــودا بالنســبة لنــا خيــارا ً‪ .‬بــل صــار مــاذا ً نفــر‬ ‫إليــه طاملــا أن أنفاســنا مــا زالــت يف صدورنــا تــردد ‪ ،‬ومــا‬ ‫زالــت الشــمس تطــل بوجههــا عــى الدنيــا كل يــوم ‪ ،‬ومــازال‬ ‫الصبــح يتنفــس‪.‬‬ ‫عندهــا ســنتوقف مــع قــول ربنــا لرســوله عليــه الصــاة‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫والســام يــوم خاطبــه فقــال لــه‪{َ :‬مــا َو َّد َعــك َر ُّبــك َو َمــا قلــى}‬ ‫وســنعلم أن يف هــذا تأكيــدا ً منــه ســبحانه لنب ِّيــه أنــه‪ :‬مــا تركه‬ ‫وال جفــاه‪ ،‬وال تخــى عنــه‪.‬‬ ‫ونفكــر يف معناهــا فنعلــم أنــه ســبحانه قالهــا لــه رغــم كل‬ ‫مــا قاســاه عليــه الصــاة والســام يف حياتــه مــن‪ :‬مـرارة اليتــم‪،‬‬ ‫ووجــع فقــد األبنــاء‪ ،‬ومـرارة الفقــر‪ ،‬وتعــب اإليــذاء والتكذيــب‬ ‫والتخويــن وتســليط الســفهاء‪ ،‬قالهــا لــه رغــم أمل الجــوع‬ ‫والحصــار‪ ،‬وفاجعــة هــدر الــدم مــن ِقبــل األهــل والعشــرة وتنكــر‬ ‫األقربــاء‪ ،‬رغــم صنــوف املعانــاة يف تــرك الوطــن واألرض والهجــرة‬ ‫س ـرا ً عــى األقــدام‪ ..‬رغــم كل ذلــك‪ ،‬ورغــم كل مــا يبــدو لنــا أنــه‬ ‫شــقاء‪ ،‬قــال لــه ربــك يــا محمــد مــا ودعــك وال قــاك‪ ،‬مــا تــركك وال‬ ‫تخــى عنــك‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫بعد انتظار عامين‬ ‫يخرج جثة هامدة بعفو من األسد‬ ‫عائشة الصديق ‪ -‬حماة‬

‫قصة‬

‫"شــهيد تحــت التعذيــب" جملــة اعتــاد الســوريون ســاعها يف أعــوام‬ ‫الثــورة األربعــة وباتــت متــر عــى أســاعنا دون أن تثــر فينــا إحســاس‬ ‫اتجــاه أولئــك الذيــن قضــوا تحــت هــذا التعذيــب أو اإلحســاس بذويهــم‬ ‫وعائالتهــم ‪ ,‬فمعتقــات النظــام مل تعــد مكانــاً لالعتقــال فقــط إمنــا‬ ‫أصبحــت دار للمــوت يخلــد فيهــا املعتقلــون إىل مثواهــم األخــر تحــت‬ ‫أيــدي رجــال األمــن الســوري دون رحمــة او شــفقة‪.‬‬ ‫ففــي حــاة باتــت هــذه الجملــة تطــرق أبــواب العديــد مــن األهــايل‬ ‫لتخربهــم بوفــاة ولدهــم شــهيدا ً لتبــدأ قصــص املعانــاة التــي مل تنتــه‬ ‫بعــد حتــى هــذه اللحظــة‪" ،‬خــال ذهابــه إىل عملــه اليومــي اعتقلــوا‬ ‫أخــي لســبب اليعلــم بــه إال اللــه ‪ ,‬أهانــوه وراحــوا ينقلــوه مــن معتقــل‬ ‫آلخــر دون أدىن ســبب لذلــك‪ ،‬قتــل وتشــبيح وأشــد أنــواع التعذيــب‪،‬‬ ‫ويف كل لحظــة نعيــش عــذاب األمــل املعقــود عــى املــوت"‪ ،‬يف تلــك‬ ‫الكلــات اختــرت فاطمــة اخــت الشــهيد محمــد قصــة أخيهــا الــذي‬ ‫استشــهد تحــت التعذيــب‪.‬‬ ‫وأضافــت فاطمــة يف حديثهــا "اعتقلــوا أخــي مــن حاجــز عــن اللــوزة‬ ‫يف تاريــخ ‪2012/7/14‬وضعــوه يف بدايــة األمــر بفــرع األمــن العســكري‬ ‫بحــاة وبــدؤوا بتوجيــه التهــم الكاذبــة وإلصاقهــا بــه كحمــل الســاح‬ ‫والخــروج باملظاه ـرات‪ ،‬ومــن ثــم نقلــه‬ ‫إىل مســتوى أعــى إىل (أماكــن‬ ‫املــوت) وهــو مــا يعــرف عــن‬ ‫األفــرع األمنيــة يف دمشــق‪".‬‬ ‫أكملــت فاطمــة حديثهــا‬

‫وعيناهــا تتكلــان عــن أىس مــا ترويــه‪ ,‬فقالــت "بعــد معانــاة عــدة‬ ‫أشــهر يف األســئلة عنــه وتقــي أخبــاره مــن أصدقائــه الذيــن خرجــوا من‬ ‫املعتقــل أخربونــا أنــه يف فــرع فلســطني بدمشــق أو مايســمى (الفــرع‬ ‫األســود)املؤلف مــن عــدة طوابــق تحــت األرض واملتواجــد فيــه نخبــة‬ ‫مــن الضبــاط العلويــن الذيــن أوغلــوا يف دمــاء األبريــاء‪ ،‬وهنــاك تعــرض‬ ‫أخــي ألشــد أنــواع التعذيــب مــن قبــل هــؤالء الضبــاط مــن الــدوالب إىل‬ ‫بســاط الريــح مــرورا ً بالســياط الحديديــة وصــوالً إىل قلــع األظافــر يف‬ ‫محاولــة إلجبــاره عــى االعـراف بالتهــم املوجهــة لــه‪ ,‬ولشــدة التعذيــب‬ ‫املــؤمل الــذي تعــرض لــه اعــرف بجميــع التهــم املوجهــة نحــوه عــى‬ ‫الرغــم مــن عــدم قيامــه بــأي منهــا‪ ،‬حتــى أمســت آثــار التعذيــب ماثلــة‬ ‫عــى جســده الــذي أكلــه الضعــف"‪.‬‬ ‫وتابعــت فاطمــة "مل يكتفــوا بهــذا القــدر مــن الــذل واإلجــرام إىل أن‬ ‫نقلــوه إىل فــرع ‪215‬يف كفرسوســة بدمشــق‪ ,‬وبحســب أحــد الشــبان‬ ‫املفــرج عنهــم أخربنــا عــن وضــع أخــي وتحــدث لنــا بأنــه هنــاك بــدأت‬ ‫معاملتــه بطريقــة جديــدة وهــي حرمانــه مــن الطعــام عــى الرغــم مــن‬ ‫أن مــاكان يقــدم لــه طــوال اليــوم يف غــره مــن األفــرع نصــف رغيــف‬ ‫خبــز قاحل_هــرب منــه العفــن_ ‪ ،‬كــان زادوا فـرات التعذيــب فباتــوا‬ ‫يقتلــوه بشــكل مــرح يف كل صبــاح ومســاء وبــأي وقــت أو طريقــة‬ ‫يريــدون ‪،‬ومــا فاقــم األمــر أنهــم عرفــوا أنــه مــن مدينــة حــاة حيــث أن‬ ‫أهــايل هــذه املدينــة يف الفــروع األمنيــة (فيشــتهم حمــرة)‪ ،‬أي أن جرمهم‬ ‫مضاعــف‪ ،‬وعنــد فراغهــم مــن تعذيبــه يضعــوه يف غرفــة يتجــاوز عــدد‬ ‫املتواجديــن فيهــا عــن ‪15‬شــخصا رغــم مســاحتها الصغــرة بطــول‬ ‫‪4‬أمتــار وعــرض ‪ 3‬فمــن مل ميــت تحــت التعذيــب مــات خنقـاً"‪.‬‬ ‫"يف هــذا الفــرع احتــر أخــي املــوت واقفـاً"‪ ,‬بهــذه الكلــات‬ ‫لخصــت فاطمــة نهايــة مأســاوية لحيــاة أخيهــا‪ ،‬مســتطردة‬ ‫"ويف تاريــخ ‪ 2014/6/8‬وبعــد صــدور قانــون العفــو بالفعــل‬ ‫عفــوا عــن أخــي ولكــن ليــس لــرى نــور الشــمس بــل لريتقــي‬ ‫إىل ربــه شــهيدا جميــا غــر مــودع إال لظــام الســجن وقضبانــه‬ ‫الغليظــة"‪ ,‬وختمــت بـــ "راح الغــايل" ليفيــض الدمــع مــن عينيهــا‬ ‫رغ ـاً عنهــا‪.‬‬ ‫وصفــت فاطمــة حالــة عائلتهــا عنــد تلقيهــم خــر ارتقــاء أخيهــا‬ ‫باملأســاوي حيــث أن الدمــوع مل تفــارق عيونهــم أيامــا محاولــن أال‬ ‫يصدقــوا مايســمعون متمســكني بــأدىن شــعاع أمــل بســيط مرتقبينــه‬ ‫داخــا مــن البــاب وهــو يقــول "هــا أنــا قــد عــدت‪..‬مل أمــت"‪.‬‬ ‫وأفــاد الناشــط الحقوقــي "صابــر الحمــوي" مــن مكتــب التوثيــق‬ ‫يف حــاة‪ ،‬أنــه تــم توثيــق ‪22‬شــهيدا قضــوا تحــت التعذيــب بعــد‬ ‫صــدور قانــون العفــو يف شــهر حزيـران املــايض مــن العــام الجــاري‪,‬‬ ‫وأضــاف الســيد صابــر بــأن تلــك اإلحصائيــات التــي تتنــاول موضــوع‬ ‫االنتهــاكات غــر دقيقــة بســبب تزايــد أعــداد الشــهداء يف كل يــوم‬ ‫تحــت التعذيــب يف املعتقــات عــى أيــدي قــوات النظــام‪.‬‬

‫أرواح تحلق‬ ‫فوق التعذيب‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫حدث في شارع الحمرا‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫رشاء دواء بثمــن بســيط (يعنــي يش ‪)30000‬‬ ‫الغنــي باملــاء‬ ‫(مانهــن محرزيــن)‪ .‬لبنــان‬ ‫ّ‬ ‫العــذب يعــاين نقص ـاً فيــه‪.‬‬ ‫املهــم‪ ..‬نعــود إىل بدايــة القصة‪ .‬أقــرر أن أذهب‬ ‫إىل شــارع الحمـرا‪ ..‬إذ ال يكلــف املشــوار كثـرا ً‬ ‫ســوى ‪ 2000‬ل‪.‬ل ذهابـاً وإيابـاً‪ ..‬وســاعتني مــن‬ ‫الوقــت‪ ..‬واحــدة للذهــاب وأخــرى لإليــاب‪..‬‬ ‫وال بــد أن تكــون لديــك كــا يقــال “روح‬ ‫مطاطــة” ألن البــاص األحمــر ذو الرقــم ‪..12‬‬ ‫ميــي مـرا ً واحــدا ً ويقــف ألجــل راكــب آخــر‪..‬‬ ‫هــذا غــر أصــوات مزامــر الســيارات التــي‬ ‫يحتجزهــا ورائــه‪ ..‬أمــا الســباب والشــتيمة‬ ‫فأحــدث دون حــرج‪ “ ..‬واله يــا أخــو الشــليتة”‬ ‫وفهمكــم كفايــة‪ .‬أصــل أخــرا ً إىل الشــارع‬ ‫األحمــر‪ ..‬أتجــول فيــه صعــودا ً وهبوطـاً ورشقـاً‬ ‫وغربــاً‪ ..‬وأنــا أنظــر بــن الفينــة واألخــرى إىل‬ ‫ســاعتي‪ ..‬فالبــاص ســينهي رحالتــه امليمونــة يف‬ ‫الثامنــة مســا ًء‪ .‬إمــرأة ســورية تفــرش الرصيــف‬ ‫يف الشــارع العــام أمــام محــل مشــهور لبيــع‬ ‫األحذيــة‪ ..‬معهــا صبيــن ‪ ..‬واحــد نائــم بعمــر‬ ‫عــدة أشــهر وآخــر يجلــس بجانبهــا ال يتجــاوز‬ ‫الخمــس ســنوات‪ ..‬تقــرب منهــا ســيدة لبنانيــة‬ ‫ومعهــا عــددا ً مــن األكيــاس الورقيــة الكبــرة‪..‬‬ ‫تقــول لهــا‪ :‬هيــدول إلــك‪ ..‬وتبــدأ بعــرض‬ ‫محتــوى األكيــاس‪ ..‬ثيــاب جديــدة وأحذيــة‬ ‫للصغــار‪ ..‬ولعبــة كبــرة جميلــة عــى شــكل‬ ‫طائــرة‪ ..‬تناولهــا للصبــي‪ ..‬يأخذهــا برسعــة وال‬ ‫تتســع حدقتــي عينيــه لرؤيتهــا والتمعــن بهــا‪.‬‬ ‫وقفــت قبالتهــا عــى الرصيــف الثــاين أراقــب‬ ‫مــا يحــدث‪ .‬املشــهد مل يســتغرق أكــر مــن‬ ‫دقيقتــن‪ ..‬تذهــب املــرأة اللبنانيــة برسعــة‪..‬‬ ‫فيــا تنهــض املــرأة الســورية وتحمــل أكياســها‬ ‫األربعــة‪ ،‬وأوالدهــا ومتــي عــى عجــل‪ .‬أُرس‬ ‫كث ـرا ً يف ق ـرارة نفــي ‪,,‬وأشــكر المــرأة اللبنانيــة‬ ‫علــى إنســانيتها‪ ..‬وأمضــي فــي الطريــق إلــى موقــف‬ ‫البــاص ‪ ..12‬ولســاني حالــي يقــول‪ :‬فعـ ًـا إن ّ‬ ‫خليـ ْـت‬ ‫ّبليـ ْـت‪!..‬؟‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫منــذ شــهر تقريبــاً؛ مل أخــرج مــن حــدود‬ ‫املنطقــة التــي أســكن بهــا‪ .،..‬وأرجــح ذلــك‬ ‫لعــدة أســباب‪ ..‬عــى رأســها َ‬ ‫“الحــر” و”‬ ‫الرطوبــة العاليــة” فإننــي أحــس بفقــدان‬ ‫األوكســجني مــن الهــواء ‪ ...‬ناهيكــم عــن‬ ‫مشــاهدة مأســاة الســوريني الذيــن يفرتشــون‬ ‫الطرقــات والجســور‪ ..‬ونقــف أمامهــم‬ ‫عاجزيــن‪ ..‬إضافــة إىل “التوفير”حيــث تســود‬ ‫حالــة ضيــق ذات اليــد منــذ اللجــوء إىل هنــا‪..‬‬ ‫ألن البحــث عــن عمــل يف لبنــان عامــة‪ ،‬ويف‬ ‫بــروت خاصــة يلقينــي يف متاهــة اإلزدراء‬ ‫والتجاهــل والســخرية التــي ال تزيــد الوضــع‬ ‫الــذي أعيشــه إال نقمــة وســوءا ً‪ .‬أقــول ذلــك‬ ‫بــكل صــدق‪.‬‬ ‫خاصــة بعــد املقابــات التــي أجريتهــا‬ ‫و"السـ ّ‬ ‫ـيفيات" التــي أرســلتها عــر الفيــس بــوك‬ ‫و اإلمييــات العديــدة لطالبــي العمــل وذلــك‬ ‫مــن قبــل املعــارف واألصدقــاء الذيــن أحبــوا‬ ‫مســاعديت‪ ..‬وأرشــدوين إليهــا مشــكورين‪ .‬و‬ ‫لــو كنــت أبحــث عــن إبــرة ضائعــة يف كومــة‬ ‫كبــرة مــن القــش لوجدتهــا‪!.‬؟ بعــد العنــاء‬

‫واملثابــرة واملواظبــة التــي أجريتهــا‪ !،..‬كل‬ ‫ذلــك أحبطنــي رصاحــة وبــت حبيســة املنــزل‬ ‫واألفــكار الكئيبــة‪ ..‬وموجــات الحــر املتواصلــة‬ ‫ـر يف زيــادة الطــن بلــة‪ .‬كل يشء‬ ‫التــي مل تقـ ّ‬ ‫يف لبنــان متوفــر لكــن بـــ "‪ $‬حبيبــي"‪ ..‬ومــع‬ ‫نقــص املــاء والكهربــاء‪ ..‬يرتفــع ســعر اإلشـراك‬ ‫الشــهري للكهربــاء إىل ‪ 100000‬ل‪ .‬ل‪ ..‬بعــد أن‬ ‫كان ‪ 75000‬ل‪.‬ل مــا يعــادل ‪ .$50‬أمــا املــاء‪...‬‬ ‫فهــو عــى نوعــن مــاء حلــو للــرب‪ ..‬ومــاء‬ ‫مالــح للخدمــة‪ ..‬مــاء الخدمــة قصتــه قصــة‬ ‫إذ يجــب أن يــرد عليــك صاحــب "الســيترن"‬ ‫أوالً وإن فــزت باملكاملــة‪ ..‬هنــاك رشط يتطلــب‬ ‫املوافقــة عليــه‪ ،‬أال وهــو أن تشــري (النقلــة)‬ ‫كاملــة ‪ ..‬أي لــو كان معــه ‪ 20‬برمي ـاً وخزانــك‬ ‫صغــرا ً يتســع مــن (‪ 5‬ـ ‪ )10‬براميــل فعليــك‬ ‫ّ‬ ‫تدبريهــا‪ .‬يقــول بائــع املــاء وهــو "الســقا" يف‬ ‫هــذا الوقــت‪“ ..‬مــا بعــرف أنــا النقلــة نقلــة‪..‬‬ ‫بتتقاســموها مــع حــدا‪ ..‬أو بتدفعــو حقهــا كاملــة”‪..‬‬ ‫ومثــن كل برميــل ‪2000‬ل‪.‬ل‪ ..‬الحــق معــه‪ ،..‬ألن‬ ‫جــودة املــاء التــي مينحهــا تســتاهل مثنهــا ليــس‬ ‫بالــدوالر بــل باليــورو والجنيــه اإلســرليني‪..‬‬ ‫مــاء مالــح بجــدارة‪ ..‬ال يســبب إال القليــل‬ ‫مــن الحساســية والحكــة فقــط‪ ،‬يتطلــب ذلــك‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫خصوصيتك‬ ‫مكونة من عدة أرقام وأحرف‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬

‫مشروع سالمتك‬

‫تقانة‬

‫تســتخدم كلــات الــر لحاميــة حســابات‬ ‫الربيــد االلكــروين والحســابات عــى مواقــع‬ ‫مثــل مواقــع التواصــل االجتامعــي‪ .‬وأيضــا‬ ‫لحاميــة الحاســب الشــخيص‪ ,‬حاميــة الحاســب‬ ‫املحمــول وغــره مــن األجهــزة االلكرتونيــة‬ ‫الشــخصية وتســتخدم كلــات الــر أيضــا يف‬ ‫التشــفري‪.‬‬ ‫مــا يجــب مالحظــة أنــه هنــاك اختــاف كبــر‬ ‫بــن درجــة الخطــر التــي يتعــرض لهــا جهــاز‬ ‫الحاســب الشــخيص يف املنــزل مــن محــاوالت‬ ‫اخــراق كلمــة الــر وبــن الخطــر الــذي‬ ‫يتعــرض لــه حســاب شــخيص عــى موقــع مــا يف‬ ‫فضــاء اإلنرتنــت‪ .‬الفــرق هــو أنــه ال ميكــن ألي‬ ‫كان محاولــة اخـراق حاســبك الشــخيص (طاملــا‬ ‫بقــي غــر متصــل بالشــبكة‪ ,‬أو كان مغلقــا‬ ‫مثــا) بينــا يســتطيع عــرات آالف النــاس‬ ‫محاولــة اخـراق حســابك عــى موقــع مــا عــى‬ ‫شــبكة اإلنرتنــت‪ .‬ميكــن أن يحصــل ذلــك أثنــاء‬ ‫نومــك مثــا‪ .‬هــذا يجعــل كلمــة الــر يف كثــر‬ ‫مــن األحيــان ليــس فقــط حاجــز الدفــاع األول‬ ‫لكــن أيضــا األخــر يف مواجهــة كل مــن يحــاول‬ ‫الوصــول ملعلوماتــك الخاصــة املوجــودة عــى‬ ‫اإلنرتنــت‪.‬‬ ‫توصــف كلــات الــر بأنهــا جيــدة أو ســيئة‬ ‫باملقارنــه مــع إمكانــات مخرتقــي الحســابات‬ ‫والقــدرات والوقــت املتــاح لهــم تقنيــا أكــر‬ ‫مــن أي شــئ آخــر‪.‬‬ ‫فمثــا اخـراق حســابك عــى موقــع مــا (مثــا‬ ‫حســاب بريــدك االلكــروين) عــى اإلنرتنــت‬ ‫يتطلــب إدخــال اســم حســابك (مثــل عنــوان‬ ‫بريــدك االلكــروين) ومحاولــة إدخــال كلمــة‬ ‫الــر الصحيحــة‪ .‬ســيحاول املخــرق عــدد مــن‬ ‫كلــات الــر إمــا عــن طريــق محاولــة جميــع‬ ‫التشــكيالت املمكنــة مــن االحــرف حتــى‬ ‫يجــد الكلمــة الصحيحــة (الهجــوم األعمــى‬ ‫‪ ,)Brute Force Attack‬أو يحــاول كلــات‬ ‫أو عبــارات أو تشــكيالت معينــة مــن الرمــوز‪,‬‬ ‫مثــا أســمك األول والثــاين‪ ,‬األرقــام ‪,123456‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫الرمــوز ‪ qwerty‬أو كلــات مثــل ‪Freedom‬‬ ‫أو تشــكيالت منتقــاة بعنايــة مــن الكلــات‬ ‫والرمــوز (هجــوم القامــوس ‪Dictionary‬‬ ‫‪ .)Attack‬كلمــة الــر الجيــدة هــي كلمــة‬ ‫الــر التــي تبــدد جهــد املخــرق ســواء اتبــع‬ ‫الطريقــة األوىل أو الطريقــة الثانيــة‪.‬‬ ‫ســيحاول املخــرق أيضــا خداعــك للحصــول‬ ‫عــى كلمــة الــر الخاصــة بــك‪ .‬تســمى هــذه‬ ‫الطريقــة التــي تعتمــد عــى الحيلــة واملكــر‬ ‫بالهندســة االجتامعيــة ‪Social Engineering‬‬ ‫وأيضــا بصيــد كلــات الــر ‪Passwords‬‬ ‫‪ .Phishing‬يف هــذه النــوع مــن الحــاالت ال‬ ‫ميكــن القــول أن كلمــة الــر ســيئة أو جيــدة‬ ‫ألن املخــرق إن نجــح يف خداعــك ســيحصل‬ ‫عليهــا بغــض النظــر عــن طولهــا أو تركيبهــا‪.‬‬ ‫يعتــر هــذا النــوع مــن االخـراق شــائعا جــدا‪.‬‬ ‫ولألســف يقــع ضحيتــه يف كل لحظــة عــدد‬ ‫كبــر جــدا مــن مســتخدمي اإلنرتنــت‪.‬‬ ‫هنــاك أيضــا فئــة مــن الربامــج املســيئة‬ ‫‪ Malicious Software‬تســمى برامــج تســجيل‬ ‫املفاتيــح ‪ Keystroke Loggers‬يســتخدمها‬ ‫املخرتقــون للحصــول عــى كلــات الرس بشــكل‬ ‫غــر رشعــي‪ .‬تصمــم هــذه الربامــج للعمــل عىل‬ ‫الجهــاز املســتهدف بشــكل صامــت‪ .‬تقــوم‬ ‫مبراقبــة النقــر عــى لوحــة املفاتيــح وتســجيل‬ ‫جميــع النق ـرات يف ملــف يتــم إرســاله إيضــا‬ ‫يف الخفــاء للمهاجــم الــذي يعاينــه ويســتطيع‬ ‫بواســطته معرفــة كلــات الــر‪.‬‬ ‫اختيار كلمة رس جيدة‬ ‫عنــد اختيــار كلمــة الــر اتبــع الــروط التالية‬ ‫لتفــادي مخاطــر الهجــوم األعمــى وهجــوم‬ ‫القامــوس عــى الســواء‪:‬‬ ‫اخرت كلمة رس من ‪ 14‬خانة أو أكرث‬ ‫اســتخدم أرقــام ورمــوز مثــل !‪_)(*&^%$‬‬ ‫ضمــن كملــة الــر‬ ‫امــزج اســتخدام األحــرف الصغــرة ‪a b c‬‬ ‫‪, ...d‬األحــرف الكبــرة ‪ … A B C D‬تجنــب‬ ‫اســتخدام األحــرف املتجــاورة مثــا تعتــر‬ ‫كلمــة ‪ 123456‬وأيضــا ‪ qwerty‬مــن أســوأ‬ ‫كلــات الــر‬

‫تجنــب اســتخدام معلومــات شــخصية كاالســم‬ ‫أو العائلــة أو رقــم الهاتــف أو اســم الحبيــب‪...‬‬ ‫تجنــب اســتخدام العبــارات الشــهرية أو‬ ‫املســتخدمة بكــرة يف كلــات الــر‪.‬‬ ‫كأحد الحلول املناسبة‪:‬‬ ‫اخــر عبــارة طويلــة مــا باللغــة العربيــة تحتوي‬ ‫حــرف العــن والقــاف والهمــزة والحــاء مثل‬ ‫اكتــب العبــارة باألحــرف الالتينيــة مــع مراعــاة‬ ‫اســتبدال العــن بالرقــم ‪ 3‬والحــاء بالرقــم ‪7‬‬ ‫وهكــذا‬ ‫اضــف للعبــارة بعــض الرمــوز األخــرى التــي‬ ‫تســتطيع تذكرهــا‪ .‬وامــزج األحــرف الكبــرة‬ ‫والصغــرة‬ ‫تأكــد يف النهايــة أن كلمــة الــر الناتجــة تحقق‬ ‫الــروط الســابقة وأنــك أيضــا تســتطيع تذكــر‬ ‫ا لكلمة‬ ‫هــذه النصائــح تبقــى صحيحــة طاملــا مل تتغــر‬ ‫الــروط التقنيــة لطريقتــي االخــراق وأيضــا‬ ‫يف حــال عــدم تطــور طــرق جديــدة لالخـراق‪.‬‬ ‫عنــد تغــر الــروط التقنيــة علينــا تغيــر‬ ‫رشوط اختيــار كلمــة رس جيــدة‪.‬‬ ‫يجــب أن يرتافــق اختيــار كلــات رس جيــدة‬ ‫مــع ســلوك جيــد إزاء الحفــاظ عــى رسيــة‬ ‫هــذه الكلــات‪ .‬منيــز هنــا بــن الســلوك الجيــد‬ ‫لألف ـراد والســلوك الجيــد ضمــن املجموعــات‪.‬‬ ‫يف حــال كان الحســاب االلكــروين مقتـرا عــى‬ ‫شــخص واحــد يجــب مراعــاة الســلوك الجيــد‬ ‫لألفــراد‪ .‬أمــا يف حــال العمــل ضمــن فريــق‬ ‫يشــرك عــدد مــن أعضائــه بحســاب الكــروين‬ ‫مــا فالبــد مــن مشــاركة كلمــة رس الحســاب‬ ‫بــن عــدد مــن أفــراد الفريــق‪ ,‬وبالتــايل‬ ‫ندخــل نطــاق مفهــوم الســلوك الجيــد ضمــن‬ ‫املجموعــات‪.‬‬ ‫يتبع يف العدد القادم‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫القطار ورحلة الخيال‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫آخــر محطــة ‪ 3‬ســاعات ولإليــاب بــكل تفاصيلهــا الجميلــة‬ ‫مثيلهــا‪ ..‬ثــم يصفّــر صفرتــه واملشــوقة املمتعــة يف آن‪.‬‬ ‫الجميلــة ملتابعــة الســر مــن‬ ‫جديــد‪ .‬تتصاعــد مــن العربــات هوامش‪:‬‬ ‫روائــح األطعمــة الشــهية مــن كل ‪l‬ـ وكانــوا األهــايل يســمون القطــار‬ ‫األنــواع وعــى رأســها (اليالنجــي) (الرتيــن) مــن الفرنســية ‪le train‬‬ ‫(‪ )6‬والتبولــة واملحــايش‪2 ..‬ـ املوقــد‪ ..‬مــكان إحـراق الفحــم‬ ‫واملقلوبــة ‪ ..‬والبطاطــا املقليــة‪ ..‬الحجــري‬ ‫والبعــض مــن النســاء كــن يقمــن ‪3‬ـ قامــت ببنــاء الخــط الحديــدي‬ ‫بالطبــخ داخــل العربــة‪ .‬وكانــوا الحجــازي الدولــة العثامنيــة‬ ‫أيضـاً يأخــذون معهــم حــوارض(‪4 )7‬ـ وهــي مجموعــة مــن العربــات‬ ‫وفواكــه ملــن ال يريــد أن يخــوض‬ ‫والقاطــرات األثريــة وهارمتــان‬ ‫تجربــة املأكــوالت املطبوخــة‪.‬‬ ‫ويونــغ املصنوعتــن عــام‬ ‫وكان الــركاب املتنزهــن يشــرون‬ ‫‪1894‬تعــد األنــدر مــن نوعهــا‬ ‫التــن والتفــاح مــن الــوادي أثنــاء‬ ‫يف العــامل كقاطــرات ونتنــور‬ ‫التوقــف عــى املحطــات‪ ..‬حيــث‬ ‫املصنوعــة عــام ‪1906‬‬ ‫يهــرع البائعــن الصغــار مــن تلــك‬ ‫البلــدات لبيــع الفاكهــة والخضــار ‪5‬ـ وتعــد رسغايــا آخــر محطــة‬ ‫وخاصــة الفــول البلــدي األخــر بعــد أن توقفــت الرحــات إىل‬ ‫يف موســم قطافــه‪ .‬لكــن األجمــل لبنــان‪ ..‬ومــن ثــم يعــود منهــا إىل‬ ‫مــن كل هــذا ‪ ..‬غــارات الصبيــان العاصمــة الســورية‬ ‫عــى القطــار أثنــاء مــروره ورشــقه ‪6‬ـ وهــي أكلــة شــعبية ســورية‬ ‫بالحجــارة مــا يزيــد مــن املتعــة قوامهــا ورق العنــب املحــي‬ ‫املشــوبة بالحــذر واإلتكشــاف‪..‬؛ بــاألرز والخضــار املتنوعــة‬ ‫عــى الرغــم مــن إصابــة البعــض ‪7‬ـ أي الجبنــة واللبنــة املدعبلــة‬ ‫مــن الــركاب بالجــروح‪ ..‬تلــك والزيتــون واملكــدوس والبيــض‬ ‫كانــت قصــة القطــار الزبــدا ّين املســلوق‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سوريتنا‬

‫القطــار البخــاري القديــم(‪)1‬‬ ‫الــذي ال يــزال متواجــدا ً يف‬ ‫ذاكرتنــا الشــعبية وبــات أقصوصــة‬ ‫تراثيــة تقبــع هاجعــة يف الخيــال‬ ‫و نســرجع صورهــا متــى أردنــا‬ ‫بــأن نتذكــر رحلتنــا األوىل التــي‬ ‫قمنــا بهــا عــى مــن القطــار يف‬ ‫الزمــن الغابــر‪ .‬كان األهــايل يف‬ ‫منطقــة الزبــداين واملناطــق التــي‬ ‫ميــر بهــا يخافــون منــه أول ذي‬ ‫بــدء‪ ..‬منهــم مــن قــال عنــه “إنــه‬ ‫الوحــش املفــرس الــذي ينفــث‬ ‫مــن منخريــه النــار” ومنهــم مــن‬ ‫وصفــه بــأن مــن "الجــان"‪ ...‬لكــن‬ ‫األطفــال كانــوا يهربــون منــه‪..‬‬ ‫وال يركبونــه بســهولة‪ .‬تصعــد‬ ‫إىل القطــار وتجلــس يف إحــدى‬ ‫خشــبي‬ ‫العربــات‪ ..‬عــى مقعــد‬ ‫ّ‬ ‫هــذا مــا أذكــره مــن داخلهــا‪..‬‬ ‫املقطــورة املصنوعــة مــن الحديــد‬ ‫والخشــب‪ ..‬ولهــا نوافــذ طويلــة‬ ‫عــى طــول املقطــورة نفســها‪..‬‬ ‫يبــدأ باملســر رويــدا ً رويــدا ً‬ ‫تســايره الســواقي واألنهــار‬ ‫واألشــجار كظلــه‪..‬و يرافقــه بــردى‬ ‫الجميــل يف فــرة طويلــة‬ ‫مــن الســفر‪ .‬ميــر مؤنســاً لــه‬ ‫مــن تحــت الع ّبــارات الحجريــة‬ ‫األثريــة‪ ..‬مبحــرا ً يف أعــاق‬ ‫واديــه األخــر ‪ ...‬ويدخــل القطار‬ ‫األنفــاق فتخيــم الظلمــة ويــرخ‬ ‫األوالد فيضحــك‬ ‫الكبــار ثــم تنكشــف الظلمــة مــن‬ ‫جديــد‪ ،‬بعــد أن يعربــد الضــوء‪.‬‬ ‫للقطــار البخــاري ســائق وعامــل‬ ‫واحــد معــه للمرجــل(‪ ..)2‬يقــف‬ ‫عنــد كل محطــة للتــزود باملــاء‪..‬‬ ‫وأذكــر انــه ميــر بنحــو ‪ 20‬محطــة‬

‫مــن رسغايــا عــر بلــدات وادي‬ ‫بــردى‪ ..‬إىل دمــر والهامــة ومــن‬ ‫هنــاك لداخــل دمشــق حيــث‬ ‫يتوقــف يف منطقــة محطــة الحجاز‬ ‫والتــي إكتســبت تســميتها منــه‪،‬‬ ‫ومنــذ انطالقــة عمــل الخــط‬ ‫الحديــدي الحجــازي(‪ )3‬الــذي‬ ‫أنشــئ أواخــر القــرن التاســع‬ ‫عــر‪ ،‬وبلغــت تكاليفــه آنــذاك‬ ‫أربعــة ماليــن و‪ 283‬ألــف لــرة‬ ‫عثامنيــة‪ .‬القطــار البخــاري‬ ‫األثــري بعرباتــه القدميــة التــي‬ ‫مــا زالــت تعمــل حتــى اليــوم(‪)4‬‬ ‫حيــث يعمــل القطــار البخــاري‬ ‫عــى وقــود الفحــم الحجــري‬ ‫الــذي يســخن املــاء املوجــود يف‬ ‫الخــزان الكبــر حتــى الغليــان‪..‬‬ ‫ويســر‬ ‫فيندفــع البخــار بشــدة‬ ‫ّ‬ ‫القطــار‪ ..‬لذلــك كان يقــف يف كل‬ ‫محطــة للتــزود باملــاء‪ .‬الرحلــة‬ ‫يف القطــار ال تضاهيهــا رحلــة‬ ‫الســيارة‪ ..‬حيــث ميــر بــن غابــات‬ ‫الحــور والصفصــاف والحيــاف‪..‬‬ ‫ويتهــادى بفخــر ودالل تحــت‬ ‫أغصــان أشــجار الجــوز الهرمــة يف‬ ‫وادي بــردى‪ ..‬للرحلــة مــن دمشــق‬ ‫إىل الزبــداين ورسغايــا(‪ )5‬شــاالً‬ ‫ومــن هنــاك إىل لبنــان‪..‬؛ طقــوس‬ ‫عديــدة لرحلــة الركــوب يف‬ ‫(الرتيــن)‪ ..‬أولهــا كــرة األصدقــاء‬ ‫والجـران ممــن يريــدون املشــاركة‬ ‫يف الرحلــة‪ ،‬ولهــا قائــد عــام يسـ ّـر‬ ‫أمــور املتنزهــن واألغلــب (رئيســة‬ ‫الرحلــة) ألن معظــم الرحــات‬ ‫كــن يقمــن بهــا نســاء وعائالتهــن‪..‬‬ ‫ألن الجــو الجامعــي الجميــل يزيــد‬ ‫مــن متعــة النزهــة يف القطــار‪،‬‬ ‫وكان لــكل عائلــة مقطــورة‬ ‫خاصــة بهــا‪ .‬تســتغرق الرحلــة‬ ‫للذهــاب إىل دمشــق والعــودة إىل‬

‫‪13‬‬

‫‪14‬‬

‫الحروق‬

‫فقرة صحية‬

‫أوكسجينيات‬

‫الحــروق‪ :‬تنتــج أغلــب الحــروق يف املنــزل عــن اإلهــال‬ ‫وكل مــا هــو ســاخن‪ ،‬أو اســتعامل املنظفــات‬ ‫باســتعامل النــار ّ‬ ‫الكيميائيــة‪ .‬وتــؤدي الحــروق إىل فقــدان مصــل الــدم‪ ,‬وفقــد‬ ‫ســوائل الجســم وتهتّــك أنســجة الجســم‪ ,‬كــا يــؤدي إىل االختنــاق‬ ‫نتيجــة عــدم كفايــة األوكســجني واستنشــاق الهــواء الســاخن والغــازات‬ ‫الســامة مبــا فيهــا أول أكســيد الكربــون‪- .‬أنــواع الحــروق‪:)1( :‬حــروق‬ ‫الدرجــة األوىل ‪ :‬وهــي أبســط أنــواع الحــروق‪ .‬وعالماتهــا ‪ :‬االحمــرار‬ ‫تغــر اللــون والتــو ّرم واألمل‪ .‬ولتخفيــف األمل يُغمــر الجــزء املصــاب‬ ‫أو ّ‬ ‫باملــاء البــارد‪ ,‬أو توضــع عليــه كـ ّـادات بــاردة حســب الحاجــة‪ .‬وتُغطــى‬ ‫املنطقــة املحروقــة بضــادات جافــة‪:)2( .‬حــروق الدرجــة الثانيــة‬ ‫ـي‬ ‫‪:‬وتس ـ ّبب جروح ـاً أعمــق مــن جــروح الدرجــة األوىل‪ ,‬وتصيــب طبقتـ ّ‬ ‫الجلــد الخارج ّيــة والداخل ّيــة‪ ،‬وقــد تكّــون الفقاعــات ويتــو ّرم مــكان‬ ‫الحــرق وينتفــخ عــ ّدة أيــام‪ .‬عنــد إصابــة الحــرق لليــد أو القــدم أو‬ ‫الوجــه‪ ,‬يجــب إدخــال املصــاب إىل املستشــفى وميكــن إت ّبــاع الخطــوات‬ ‫التاليــة لإلســعافات األوليــة‪1 :‬ــــ املســاحات الصغــرة‪ :‬يُغمــر الجــزء‬ ‫املحــرق باملــاء البــارد وليــس باملــاء املثلّــج‪ ,‬أو يُوضــع عــى مــكان‬ ‫الحــرق كــادات بــاردة وذالــك لتخفيــف األمل‪ ,‬حيــث يــؤدي تربيــد‬ ‫األنســجة بهــذه الطريقــة إىل تقليــل الح ـرارة عــى األنســجة املالصقــة‬ ‫للجلــد‪ ,‬ثــم تج ّفــف املنطقــة بعــد ذلــك بضـ ّـادات معقّمــة‪ ,‬أو قطعــة‬ ‫قــاش مكويّــة ‪,‬ويُراعــى عــدم اســتعامل القطــن مطلق ـاً‪ ,‬ألنــه يلتصــق‬ ‫بالحــرق ويتّســخ ويــؤدي إىل حصــول التهابــات‪ .‬ثـ ّم يغطــى الحــرق بعــد‬

‫الحرية‬

‫من ُذ ولدتُ أبحثُ ِ‬ ‫عنك‬ ‫أفتّ ُش يف غرفتي‪ ..‬يف مدرستي‬ ‫يف ح ِرب قلمي وورقتي‬ ‫أبعرثُ نجو َم السام ِء بحثاً ِ‬ ‫عنك‬ ‫ِ‬ ‫أجدك‬ ‫عل‬ ‫أزحزح الغيو َم ّ‬ ‫ُ‬ ‫حبيبتي…‬ ‫تحت شجر ِة ٍ‬ ‫ميس يف بلديت‬ ‫تختبئ َني َ‬ ‫ِ‬ ‫نزحت‬ ‫أو رمبا م َع النازحني ق ْد‬ ‫فأي َن تكونني؟‬ ‫خلف جدا ِر برلني؟‬ ‫َ‬ ‫خلف جدرانِ الكنيسة؟‬ ‫ْ‬ ‫هل تقبع َني َ‬ ‫خلف حيطانِ الدين؟‬ ‫أم َ‬ ‫هل ِ‬ ‫كنت يا حبيبتي تختبئ َني يف الكروم؟‬ ‫ْ‬ ‫يف عرقِ الفال ِح يف الهموم؟‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫ذلــك بقطعــة ضــاد جافــة‪ ,‬ويُراعــى عــدم إزالــة األنســجة املحروقــة‬ ‫أو محاولــة ثقــب الفقاعــات‪ ,‬وكذلــك عــدم اســتعامل أي نــوع مــن‬ ‫أنــواع املــواد املط ّهــرة أو املرهــم إذا كان الحــرق شــديدا ً‪ -2 .‬املســاحات‬ ‫الواســعة‪ :‬إذا احــرق أكــر مــن ‪ %15‬مــن مســاحة جســم البالــغ أو ‪%10‬‬ ‫مــن مســاحة الجســم‪ ,‬فيجــب عندهــا إدخــال املصــاب إىل املستشــفى‪.‬‬ ‫(‪:)3‬حــروق الدرجــة الثالثــة‪ :‬تــؤدي حــروق الدرجــة الثالثــة إىل تلــف‬ ‫أعمــق وأكــر مــن حــروق الدرجــات الســابقة‪ ,‬ويبــدو مــكان الحــرق‬ ‫مبيضّ ـاً بلــون الشــمع أو مســو ّدا ً‪ .‬وحــروق الدرجــة الثانيــة والثالثة تؤدي‬ ‫إىل تدمــر خاليــا الــدم الحمـراء‪ .‬وال يتــم شــفاء الحــرق إال بعــد أن ينمــو‬ ‫جلــد جديــد‪ .‬ويف حــال حدوثهــا ميكــن أن نجــري اإلســعافات األوليــة‬ ‫التاليــة ‪* :‬يجــب عــدم محاولــة إزالــة قطــع املالبــس املحرتقــة امللتصقــة‬ ‫مبــكان الحــرق‪ ,‬بــل يجــب تغطيــة مــكان الحــرق بضــاد مع ّقــم‪* .‬إبقــاء‬ ‫العضــو املصــاب أعــى مــن مســتوى القلــب‪* .‬مراقبــة تنفــس املصــاب‪,‬‬ ‫ويف حالــة حــدوث أيــة صعوبــة يف التنفــس‪ ,‬يجــب العمــل عــى إبقــاء‬ ‫مجــرى التنفــس مفتوحـاً‪* .‬عــدم اســتخدام املــاء املثلــج أو أي نــوع مــن‬ ‫املراهــم عــى الحــرق وإســعاف املصــاب إىل أقــرب مستشــفى‪.‬‬

‫ِ‬ ‫يف ليلِ‬ ‫صخب املدينة؟‬ ‫الريف يف‬ ‫ِ‬ ‫يف عيونِ فتا ٍة رشقي ٍة حزينة؟‬ ‫ِ‬ ‫سجنك نريو ُن يا جميلة؟‬ ‫أي َن‬ ‫ِ‬ ‫وضعك؟‬ ‫أي زنزان ٍة‬ ‫يف ّ‬ ‫ِ‬ ‫حرقك؟‬ ‫أي محرق ٍة‬ ‫يف ّ‬ ‫ِ‬ ‫نسبك؟‬ ‫وألي طائف ٍة‬ ‫ّ‬ ‫هل ألقى ِ‬ ‫بك يف مريول زنجية؟‬ ‫واتّب َع ِ‬ ‫ضدك َ‬ ‫أصول العنرصية؟‬ ‫إنني يا صديقتي!‬ ‫ِ‬ ‫عطــرك عنــ َد الصبــاح يف رائحــ ِة خبــ ِز‬ ‫أشّ ــت ُّم‬ ‫الفــرنِ يف حــاريت…‬ ‫ويف الندى وعرقِ الفالح أشّ تمها يف الورود…‬ ‫كيف عن َد املسا ِء تتعطّري َن بالبارود؟‬ ‫ولك ْن َ‬ ‫ـعاب؟!‬ ‫تختبئ َني يف هذي ال ّج ِ‬

‫الصعاب‬ ‫عاب‬ ‫ِ‬ ‫يف الشّ ِ‬ ‫عودي ُمنيتي إيل…‬ ‫رش ٍد يف تركيا‬ ‫عود َة طفلٍ م ّ‬

‫يف لبنا َن و األرد َن‬ ‫يف بال ِد الرافدين…‬

‫َ‬ ‫ولسوف تعودين…‬ ‫رغامً عن ِ‬ ‫أنف الظاملني…‬ ‫إىل بيتي ومدرستي وكلمتي‬ ‫كل أخويت‬ ‫إىل ّ‬ ‫عود َة عصفو ٍر سجني‬ ‫وسوف ِ‬ ‫َ‬ ‫ألقاك يوماً‪..‬‬ ‫حبيبتي الح ّريـــــــة…‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫عندما يكون التفكير جريمة‬ ‫مازن كم الماز | أوكسجين‬

‫"إيقــاف الجرميــة" تعنــي أن يراقــب املــرء أفــكاره و يتخلــص بنفســه‪ ،..‬و‬ ‫عــى الفــور مــن األفــكار غــر املرغوبــة التــي تتعــارض مــع إيديولوجيــا‬ ‫الحــزب‪ .‬متجنب ـاً بذلــك الوقــوع يف الجرميــة الفكريــة‪ .‬يُــدرب اإلنســان‬ ‫بحيــث أنــه يف كل مــرة تتبــادر لذهنــه فكــرة كهــذه‪ ،‬يــدرب عــى أن‬ ‫متحــى و تســتبدل ببقعــة عميــاء إىل األبــد‪ .‬لــي تســتأصل ال مــن الوعــي‬ ‫فقــط‪ ،‬بــل حتــى مــن الالوعــي‪ ،‬مــن الذاكــرة‪ ..‬و يجــب أن تصبــح‬ ‫العمليــة أوتوماتيكيــة‪ ،‬غريزيــة‪.‬‬ ‫وليمــرن املــرء نفســه عــى إيقــاف الجرميــة‪ ..‬عليــه أن يقــول لنفســه‬ ‫باســتمرار أشــياء‪ ،..‬مثــل "الحــزب يقــول أن األرض مســطحة" ‪ ..‬أو‬ ‫"الحــزب يقــول أن الشــمس تــرق مــن الغــرب" ‪ ..‬أن يرددهــا (بــكل‬ ‫إقتنــاع و إميــان) كيــا يــرى‪ ،..‬أو يفهــم إال مــا يقولــه الحــزب‪ ،‬حتــى لــو‬ ‫تناقــض مــع الواقــع‪.‬‬ ‫إيقــاف الجرميــة يعنــي‬ ‫بطريقــة‬ ‫التوقــف‬ ‫غريزيــة عنــد حــدود‬ ‫أي فكــرة خطــرة‪.،..‬‬ ‫وأن يعمــي املــرء‬ ‫عقلــه و بــره‬ ‫عــن األخطــاء‬ ‫املنطقيــة الســائدة‬ ‫يف إيديولوجيــا و سياســة‬ ‫الحــزب‪ ،‬و يف كل يشء حولــه‪،‬‬ ‫(إيقــاف الجرميــة) يعنــي باختصــار الغبــاء‬ ‫املصطنــع الواقــي مــن الفكــر الخطــر‪.‬‬

‫تتمة اإلغتصاب داخل السجون السورية‬ ‫خافــت أن يطلقهــا زوجهــا أو يعمــد إخوتهــا بالقتــل بعــد أن صـ ّورت فضائيــة عربيــة امللجــأ‬ ‫إىل قتلهــا‪.‬‬ ‫وبثــت تقريـرا ً عنــه‪ ،‬لكنهــا تقــول إنهــا ليســت‬ ‫ليســت النســاء املغتصبــات وحدهــن يف خطــر‪ ،‬خائفــة‪.‬‬ ‫فالنســاء اللــوايت يحاولــن مســاعدة الضحايــا وتواصــل‪ :‬ألعــب دورا ً يف تحريــر بــادي‪ ،‬بينــا‬ ‫ه ـ ّن يف خطــر أيضــا‪.‬‬ ‫تجمــع األمــوال لصالــح الســوريني عــر خياطــة‬ ‫“ميمونــة الســيد” ســورية‪ ،‬افتتحــت ملجــأً ألبســة تحمــل ألــوان علــم الثــورة‪ ،‬كــا تصنــع‬ ‫صغــرا ً‪ ،‬حيــث ســاعدت ‪ 18‬إمــرأة‪ ،‬مــن “مســبحات” تبيعهــا يف مــزادات خرييــة يف‬ ‫ضمنهــن “منــى”‪ ،‬وقدمــت لهــن عالجـاً ودعـاً الســعودية‪.‬‬ ‫نفســياً‪.‬‬ ‫وتــرى “ميمونــة أن ‪5‬آالف امــرأة وبنــت علــى األقــل‬ ‫شــبكة مــن أصدقائهــا وأقربائهــا يف ســوريا‪ ،‬اغتصبــن مــن قبــل قــوات األس ـد‪ ،‬مســتندة علــى‬ ‫أرســلوا الضحايــا إىل “ميمونــة” التــي كان شــبكة اتصاالتهــا مــع نشــطاء ســوريين يتوزعــون‬ ‫زوجهــا يــد ّرب حــراس امللــك األردين عــى فــي مختلــف مناطــق التوتــر"‪.‬‬ ‫“الجــودو”‪ ،‬ومــع ذلــك فقــد تلقــت تهديــدات وهــا هــي “منــى” مــن جديــد وبعــد أن هربت‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٣‬األحد ‪2014\٠٨\١٧‬‬

‫مــن املعتقــل‪ ،‬تعيــش مــع ‪ 3‬بنــات يتيــات‬ ‫وعمتهــن‪ ،‬حيــث تدفــع نفقــات عالجهــا مــن‬ ‫محســنني أردنيــن وســعوديني‪ ،‬قالــت إنهــم‬ ‫عرضــوا الــزواج بهــا لك ّنهــا رفضــت‪.‬‬ ‫تقــول نــور‪ :‬أنــا محطمــة مــن الداخــل‪ ،‬لــن‬ ‫أتــز ّوج ثانيــة‪ ،‬لكنهــا تعــرف أن عيــش امــرأة‬ ‫عزبــاء مبفردهــا يجلــب االزدراء‪ ،‬ثــم تعــود‬ ‫لتتذكــر‪ :‬عندمــا كنــت يف الســجن مــع نســاء‬ ‫أخريــات كان حلمنــا بــأ ّن نخــرج ونعــود إىل‬ ‫بيوتنــا‪ ،‬ونجــد مــن يتفهمنــا ويتعاطــف معنــا‪،‬‬ ‫لكــن عندمــا أرى كــم أعــاين أمتنــى لــو كنــت‬ ‫ـت يف الســجن‪.‬‬ ‫مـ ّ‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫منوع‬

‫أن تفكــر بطريــق مختلفــة عــن حكامــك‪ ،‬أو أن تشــك يف مــا يقولونــه‬ ‫و يفعلونــه‪ ،‬هــذه مــن أخطــر الجرائــم بالنســبة أليــة ســلطة‪..‬؛ إنهــا‬ ‫الجرميــة الفكريــة‪ .‬و هنــاك كثــر مــن املصطلحــات التــي تصــف‬ ‫آليــات عمــل و تفكــر الســلطة الشــمولية‪ .‬ظهــر هــذا املصطلــح ألول‬ ‫مــرة يف روايــة جــورج أورويــل ‪ ( 1984‬الجرميــة الفكريــة هــي الفعــل‬ ‫اإلجرامــي املتمثــل بحمــل أفــكار أو شــكوك ال يــرح بهــا صاحبهــا‬ ‫تعــارض إيديولوجيــة الحــزب الحاكــم و سياســاته أو تشــكك فيهــا )‪ ،‬و‬ ‫الرشطــة املســؤولة عــن اكتشــاف الجرائــم الفكريــة و ضبــط مرتكبيهــا و‬ ‫معاقبتهــم‪ ..‬هــي الرشطــة الفكريــة‪.‬‬ ‫لتنفيــذ مهمتهــا عــى أكمــل وجــه‪ ،‬تســتخدم الرشطــة الفكريــة وســائل‬ ‫املراقبــة الجســدية و النفســية‪ .‬ويف روايــة ‪ ..1984‬كل حركــة‪ ،‬كل ردة‬ ‫فعــل‪ ،‬و أي تعبــر عــى الوجــه‪ ،‬و كل صــوت أعــى مــن الهمــس‬ ‫الضعيــف‪ ،‬يُراقــب و يُســجل و يُــدرس‪ ،‬ترصــده شاشــات عمالقــة تتبــع‬ ‫لــوزارة "الحــب" ( اســم جهــاز الرشطــة الفكريــة يف روايــة أورويــل )‪..‬‬ ‫و طاملــا كان املــرء يف مجــال إلتقــاط أحــد هــذه األجهــزة فســيمكنهم‬ ‫ســاع و رؤيــة كل مــا يفعلــه و يقولــه‪.،..‬‬ ‫ال يعــرف أحــد مــن يجلــس وراء تلــك الشاشــات و يراقبهــم طــوال‬ ‫الوقــت!؟‪ .‬و الرشطــة الفكريــة أو وزارة الحــب يف ‪ ،1984‬فعالــة لدرجــة‬ ‫أن كل عضــو يف الحــزب الحاكــم نفســه يخشــاها‪ .‬لكــن عمــل الرشطــة‬ ‫الفكريــة ال يقتــر عــى املراقبــة و العقــاب‪ ،‬فهــي تــدرب النــاس يف‬ ‫املجتمــع عــى تجنــب إرتــكاب الجرائــم الفكريــة يف املقــام األول‪،‬‬ ‫وتدربهــم عــى طــرد األفــكار "الهدامــة" و إلغائهــا مــا أن تـراود عقولهــم‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com