أوكسجين العدد 124 الثلاثلاء 26-8-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫داعش‬ ‫تقتل وفق شرع الله‬ ‫الزبداني‬ ‫وعادت إلى أصلها مقبرة للدبابات‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫الزبداني‬

‫تقاتل بعيونها‬ ‫كلمة االفتتاحية‬ ‫كلمة رئيس التحرير‬

‫حصــار دام عامــن ونيــف ومل يتحــرك يف املجتمــع‬ ‫الــدويل ســاكن‪ ،‬أطفــال ونســاء يقتلــون كل يــوم بــدم‬ ‫بــارد تحــت رضبــات املدفعيــة والرباميــل التــي تقــض‬ ‫مضاجعهــم دون أي رحمــة‪ ..‬هــي الزبــداين التــي عانــت‬ ‫األم ًريــن مــن ويــات الحقــد األســدي عليهــا وهــي التــي‬ ‫منعــت دخــول الغربــاء للقتــال فيهــا فكانــت أيقونــة الثــورة‬ ‫دون منافــس بســواعد أبنائهــا الذيــن حملــوا الســاح دفاعــا‬ ‫عــن أنفســهم‪ ..‬تغ ّنــت بثوارهــا األبطــال الذيــن قضّ ــوا مضاجــع‬ ‫النظــام يف القلمــون واملناطــق املجــاورة وملــؤوا الكــون ضجيجـاً‬ ‫ليعطــوا العــامل دروســا يف النــر والصــر والتضحيــة‪ ..‬خــال‬ ‫الشــهر املــايض عمــل ناشــطوا املدينــة بالتعــاون مــع إعالميــي‬ ‫الكتائــب عــى إطــاق حمــات إلنقــاذ مــا تبقــى مــن أرواح وفــك‬ ‫الحصــار ودعــوات لتوحيــد الكتائــب العاملــة يف املدينــة‪ .‬وقــد‬ ‫صــار مــا حلــم بــه الجميــع واقع ـاً‪ ،‬وإســتجاب قــادة الكتائــب‬ ‫لرغبــات أبنــاء املدينــة ليعلنــوا إس ـاً واحــدا ً لــكل الكتائــب يف‬ ‫املدينــة "جيــش موحــد يف الزبــداين" ويعلنوهــا معرك ـ ًة موحــدة‬ ‫أيضـاً يف كل الجبهــات ملقنــن النظــام درسـاً يف القتــال ومحرريــن‬ ‫عــدد مــن نقــاط التمركــز الهامــة‪ ،‬منهــا حاجــز زعطــوط وحاجــز‬ ‫الشــاح الذيــن يقطعــون أوصــال املدينــة ومينعــون دخــول أي‬ ‫أغذيــة أو أدويــة كــا إن الحاجزيــن املذكوريــن اعتقلــوا العرشات‬ ‫مــن أبنــاء الزبــداين أثنــاء مرورهــم عليهــا ومنهــم مــن استشــهد‬ ‫تحــت التعذيــب "الحــاج ن ـزار الــدااليت (حلقــوم)" وغــره مــن‬ ‫املدنيــن الذيــن طالبــوا بالحريــة والدميقراطيــة‪ .‬كــا قــام حاجــز‬ ‫زعطــوط بتصفيــة الشــاب "محمــد زعــرورة" منــذ عــام ذبح ـاً‬ ‫بالســكاكني(مريض بالقلــب)‪ ..‬والشــهيد ماهــر الحبالتــي الــذي‬ ‫لقــي حتفــه "ذبح ـاً" أثنــاء مــروره عــى "حاجــز قــوس بلــودان"‬ ‫الــذي مــا زال يف قبضــة النظــام‪ ..‬وغريهــم العـرات ممــن قتلــوا‬ ‫بالقنــص والقصــف املســتمر‪ .‬ولكــن املؤســف حســبام أفادنــا‬ ‫أحــد الناشــطني املتواجديــن يف مدينــة "غــازي عينتــاب الرتكيــة"‬ ‫جهــل مســؤويل الحكومــة املؤقتــة لــكل مــا يحصــل يف املدينــة‬ ‫وعــدم تقدميهــم أي مســاعدة ألهلهــا مؤكديــن بذلــك ابتعادهــم‬ ‫عــن الواقــع األمــر الــذي بــات معروفـاً لــكل الســوريني‪ ..‬الزبــداين‬ ‫مل تعــرف معنــى االستســام يوم ـاً رغــم الحصــار والدمــار فهــي‬ ‫عشــق أزيل لــكل مــن عــاش فيهــا أو زارهــا‪..‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫محتويات العدد‬

‫‪ -3‬الزبداني‬‪ ‭..‬وعادت إلى أصلها مقبرة للدبابات‬

‫‪ -4‬حملة لتلقيح ‪ 1‭,‬3‬مليون طفل ضد ‬"‪‭‬الحصبة‬"‪ ‭‬في سوريا‬ ‫ُّ ّْ َ‬ ‫ً ُ‬ ‫ـوري‬‪ ‭..‬ليـ َـس ِق َصــة تـروى‬ ‫‪ -5‬السـ‬ ‫‪ -6‬داعش تقتل وفق شرع الله‬ ‫‪ -8‬حشرة تهدد حياة أطفال الغوطة الشرقية‬ ‫‪ -9‬الثورة السورية تعويل فاضح على النتائج‬ ‫‪ -10‬خلط األوراق حتى اإليهام‬ ‫‪ -11‬داعش والكيماوي‬ ‫‪ -12‬أمان رقمي ‪ -‬الهاتف الذكي‬ ‫‪ -13‬الطربوش‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬النظام واالنشقاق السياسي‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫الزبداني‪..‬‬ ‫وعادت إلى أصلها مقبرة للدبابات‬ ‫شام العبدالله | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫الشهيد فواز اسامعيل‬ ‫الشهيدة جميلة عالء الدين‬ ‫املقاتل عثامن رحمة‬ ‫الشهيدة الهام فواز (برميل)‬ ‫مل تســكت قــوات النظــام عــن هــذه الهزائــم‬ ‫املشفــة لألحــرار فــا كان منهــم‬ ‫بحقهــا و ّ‬ ‫إال أن اســتنفروا بشــكل وحــي بجميــع‬ ‫الحواجــز وبــدأت قذائــف الحقــد و الرصــاص‬ ‫و الغــارات الجويــة تنهــال عــى املدينــة‪ ،‬فقــد‬ ‫اســتهدفت الزبــداين مــن حواجــز الحــرش و‬ ‫هابيــل و قلعــة التــل و مــوزة و الفيــا مــع‬ ‫اطــاق رصــاص كثيــف جــدا ً مــن حاجــز‬ ‫الهــدى مســتهدفاً أماكــن تواجــد النازحــن‬ ‫يف املعمــورة‪ ،‬أمــا عــن الط ـران الحــريب فقــد‬ ‫نفــذ عــدة طلعــات جويــة و أمطــر البلــدة‬ ‫و الجبــل الرشقــي بالرباميــل مــن ســاعات‬ ‫الصبــاح األوىل لتكــون الحصيلــة خــال يــوم‬ ‫واحــد ‪ 7‬براميــل و قــد ســجل يــوم ســابق ‪10‬‬ ‫براميــل متفجــرة ســقطت عــى النــاس الع ـ ّزل‬ ‫الذيــن مازالــوا صامديــن بفضــل مــن اللــه و‬ ‫جهــود الحــرس املكثفــة عــى أجهــزة الالســليك‬ ‫مــن مــكان انطــاق الطــران يف املــزة حتــى‬ ‫وادي بــردى م ّحذريــن بدورهــم النــاس مــن‬ ‫إنطالقهــا إليهــم ليُبّدلــوا أماكنهــم بأماكــن‬ ‫أخــرى يعتربونهــا أكــر أمانــاً‪ ،‬امــا الواقــع‬ ‫فيقــول أن ال أمــان تحــت براميــل األســد التــي‬ ‫باتــت ال تفــرق بــن مؤيــد و معــارض‪ .‬ومــن‬ ‫الجديــر بالذكــر أ ّن أمريــن اســتجدا يف مواجهــة‬ ‫هــذه املدينــة عســكريا حيــث ألقــى الط ـران‬ ‫للمــرة األوىل منــذ ســنتني ثالثــة براميــل خــال‬ ‫الغــارة الواحــدة عــى عكــس مــا تعودنــا اثنــان‬ ‫فقــط ‪ ،‬وأدخــل النظــام األســدي نــوع جديــد‬ ‫مــن الســاح بعــد الهزائــم التــي منــي بهــا‬ ‫أال وهــو ســاح الصواريــخ حيــث اســتهدف‬

‫الجبــل الرشقــي للمدينــة بأربعــة صواريــخ‬ ‫واســتخدمها ملــرة واحــدة فقــط عــى املدينــة‬ ‫الصامــدة‪ .‬القصــف العنيــف خــال األيــام‬ ‫األربعــة املاضيــة مل يتوقــف لحظــة ‪ ،‬وكان‬ ‫تركيــزه عــى أماكــن املدنيــن و مــازال ‪ ,‬ناهيــك‬ ‫عــن القناصــة الذيــن اعتلــوا اســطح األبنيــة يف‬ ‫الحواجــز نارشيــن املــوت والرعــب مؤديــن‬ ‫دورهــم القــذر عــى أكمــل وجــه‪ ،‬أمــا الغارات‬ ‫الجويــة فقــد تعــدت ال ‪ 12‬غــارة يف اليــوم‬ ‫الواحــد مبعــدل ‪ 3‬براميــل بالغــارة الواحــدة‬ ‫والتــي تلقــى مبعظمهــا عــى أماكــن وجــود‬ ‫املدنيــن‪ .‬رغــم كل األىس و اليــأس الذي ســيطر‬ ‫عــى نفــوس الكثرييــن إال أ ّن هــذه الوحــدة‬ ‫يف وجــه العــدو واالنتصــارات قــد أثلجــت‬ ‫قلــوب الكثرييــن مــن أهــل املدينــة الصامــدة‬ ‫و مــا حولهــا‪ ،‬و خاصــة الشــباب الذيــن‬ ‫أطلقــوا حملــة ‪#‬جيش_موحد_يف_الزبــداين‬ ‫عــر مواقــع التواصــل االجتامعــي عــروا فيهــا‬ ‫عــن أملهــم لتفــكك الثــوار و ابتعادهــم عــن‬ ‫هدفهــم األســايس يف محاربــة النظــام األســدي‬ ‫داعيــن إياهــم للت ّوحــد كــا بــدؤوا مــن‬ ‫األســاس بعيــدا ً عــن املصلحــة و املحســوبيات‬ ‫و أن يضعــوا نصــب أعينهــم مواجهــة النظــام‬ ‫الظــامل و القصــاص ألرواح الشــهداء و إكرامــاً‬ ‫للمغيبــن يف ظلــات الســجون الذيــن‬ ‫يذوقــون املــ ّر بالســاعات والتــي مل يعــودوا‬ ‫يدركــوا مرورهــا عليهــم‪ .‬نســأل اللــه العــي‬ ‫القديــر أن يثبــت رمــي الثــ ّوار األحــرار و‬ ‫ينرصهــم وأن يعجــل بالفــرج عــن هــذه‬ ‫املدينــة الصامــدة واملغيبــة إعالميــا و التــي‬ ‫كانــت وال تـزال شــوكة يف حلــق النظــام كونهــا‬ ‫الطريــق الرئيــي و الوحيــد لحــزب الــات و‬ ‫منهــا ســيبدأ الطريــق لتحريــر دمشــق بــإذن‬ ‫اللــه ‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫الزبــداين ‪ ..‬وعــادت إىل أصلهــا مقــرة للدبابات‬ ‫| شــام العبداللــه رغــم تحويلهــم إيّاهــا إىل‬ ‫كومــة حجــارة و مبجــرد حطــام و غبــار باتــت‬ ‫مكســ ّوة‪ ،..‬إال أنّهــا مــا زالــت عصيّــة عــى‬ ‫ـدب و‬ ‫أنيــاب الذئــاب املرتبصــة بهــا مــن كل حـ ِ‬ ‫صــوب‪ ..‬إنهــا بلــدة الشــموخ ‪#‬الزبــداين‪ .‬تدخل‬ ‫املدينــة الصامــدة يومهــا الثالثــن ب ُعزلَتهــا عــن‬ ‫العــامل الخارجــي‪ ,‬حيــث ال تـزال قابعـ ًة تحــت‬ ‫الحصــار امل ّركــز بشــدة منــذ مــا يقــارب الشــهر‬ ‫و ذلــك بقطــع جميــع إمــدادات الحيــاة عنهــا‪،‬‬ ‫فــا كهربــاء و ال مــاء و ال غــاز و ال حليــب‬ ‫أطفــال و ال غــذاء وال حتــى أدويــة ‪ ..‬وبــات‬ ‫مــن املعج ـزات تأمــن الطحــن كالســابق عــر‬ ‫الجبــال نظ ـرا ً لقيــام عنــارص النظــام بزراعتهــا‬ ‫باأللغــام الحاقــدة‪ ..‬طاقـ ٌة مــن األمــل الشاســع‬ ‫فُتحــت يف هــذا األســبوع يف بلــدة العــز و أرض‬ ‫الصمــود‪ ،‬حيــث سـطّر الثــوار أروع املالحــم و‬ ‫البطــوالت و ذلــك بســحق أكــر مــن ‪ 5‬حواجــز‬ ‫و تدمــر كالً مــن دبابــة النقطــة الثانيــة و‬ ‫دبابــة النقطــة املتقدمــة و دبابــة الكــرزات و‬ ‫دبابــة فلوريــدا و حاجــز زعطــوط‪ ،‬ناهيــك عن‬ ‫اغتنامهــم لدبابتــي يت ‪ 72‬والدبابــة الصفـراء يت‬ ‫‪ 82‬و مدفــع فوزديــكا و عربة يب ام يب‪ ,‬ودبابتي‬ ‫الشــاح ‪ ،‬أدى ذلــك إىل جــرح العديــد بإصابات‬ ‫طفيفــة و ارتقــاء عــدد مــن الشــهداء عىل مدى‬ ‫أربعــة أيــام نســأل اللــه لهــم القبــول و هــم ‪:‬‬ ‫‪ :٨/٢٣‬املقاتل عيل خيطو‬ ‫اسامة محرز مضايا‬ ‫احمد سيف الدين مضايا‬ ‫حسني مظلوم من عني حور‬ ‫‪ :٨/٢٤‬الطفل محمد عزيز رحمة (برميل)‬ ‫املجاهد عالء املغريب‬ ‫املقاتل عيل محمد عيل عواد‬ ‫عمرو الحلبوين (معتقل)‬ ‫‪ :٨/٢٥‬املقاتل محمود مراد‬ ‫املقاتل ضياء شحاده‬ ‫املقاتل عامد الدااليت‬ ‫املقاتل عامر جمعه‬ ‫الشهيدة نور خريطة (قصف)‬ ‫الشهيدة هدى عبد الله (برميل)‬ ‫الشهيدة لينا يوسف (برميل)‬ ‫‪ :٨/٢٦‬الشهيد عبد الكريم االغا‬ ‫الشهيد بسام االغا (قنص) ‪ ١٠‬سنوات‬ ‫الشهيد نبيل عالء الدين‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫حملــة لتلقيــح ‪ 1,3‬مليــون طفــل ضــد‬ ‫"الحصبــة" فــي ســوريا‬

‫تقرير‬

‫وحــاة‪ ،‬بينــا تختــم الحملــة باملرحلــة الثالثــة‬ ‫| أوكسجين‬ ‫والتــي تهــدف إليصــال اللقــاح لجميــع املناطق‬ ‫أعلــن فريــق عمــل مكافحــة الحصبــة والــذي‬ ‫والقــرى النائيــة املدرجــة عــى الخطــة‪.‬‬ ‫تشــكّل مــن تضافــر جهــود مجموعــة مــن‬ ‫املنظــات ومديريــات الصحــة يف املحافظــات‬ ‫وكان قــد وصــل عــدد اإلبالغــات عــن اإلصابــة‬ ‫واملجالــس املحليــة عــن إطــاق حملــة تلقيــح‬ ‫بالحصبــة مــن برنامــج الرصــد الوبــايئ ‪ACU-‬‬ ‫ملكافحــة مــرض الحصبــة يف األرايض املحـ ّررة يف‬ ‫‪ EWARN‬والــذي يقــوم بتغطيــة املناطــق‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫الخارجــة عــن ســيطرة النظــام يف املحافظــات‬ ‫الشــالية الســبعة‪ ،‬لحــوايل ‪ 8,300‬حالــة‬ ‫وبــدأت فــرق التلقيــح املرحلــة األوىل مــن‬ ‫مشــتبهة خــال عــام‪ ،‬مــا اســتدعى التدخــل‬ ‫خطــة العمــل صبــاح اليــوم اإلثنــن ‪ 25‬آب‪/‬‬ ‫وحاميــة األطفــال مــن تفــي الوبــاء‪.‬‬ ‫أغســطس‪ ،‬والتــي تهــدف لتلقيــح األطفــال‬ ‫يف املخيــات ويف مدينــة حلــب ويف املناطــق‬ ‫وتعــود أهــم األســباب لظهــور الوبــاء يف ســوريا‬ ‫املحـ ّررة يف الالذقيــة‪ ،‬إال أن اإلنطــاق يف مدينــة‬ ‫إىل وقــف خدمــات التلقيــح الروتينــي ملــا يزيــد‬ ‫حلــب واملخيــات التابعــة للمحافظــة تأجــل‬ ‫ليــوم غــد بســبب التعــرض لبعــض الصعوبــات‪ ،‬عــن الثــاث ســنوات يف املناطــق الخارجــة‬ ‫كــا ستشــمل املرحلــة الثانيــة والتــي ســتليها عــن ســيطرة النظــام‪ ،‬وحركــة النــزوح الكبــرة‬ ‫مبــارشة‪ ،‬كامــل املناطــق التــي تســطيع الفــرق للســكان وازديــاد الكثافــة الســكانية يف العديــد‬ ‫الوصــول إليهــا يف محافظــات ديــر الــزور والرقة مــن األماكــن مثــل املخيــات واملــدارس‬ ‫وبعــض املــدن والقــرى‪.‬‬ ‫والحســكة وحلــب وإدلــب‬ ‫و ا لالذ قيــة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫وجــرى عــى مــدى الشــهريني املاضيــن‬ ‫التحضــر إلطــاق الحملــة عــر تدريــب‬ ‫املتطوعــن وتحضــر التجهيــزات اللوجســتية‬ ‫ووضــع خطــة العمــل‪ ،‬وسيشــارك يف الحملــة‬ ‫والتــي تتكــون مــن ثــاث مراحــل عــى مــدى‬ ‫شــهرين تبــدأ يف ‪ 25‬آب‪/‬أغســطس ‪2014‬‬ ‫وتســتمر حتــى نهايــة ترشيــن األول‪/‬أكتوبــر‬ ‫القــادم كــوادر طبيــة مختصــة مــن أطبــاء و‬ ‫ممرضــن إضافــة لعــدد مــن املتطوعــن‪.‬‬ ‫ويشــارك يف املرحلــة األوىل مــن الحملــة‬ ‫واملتوقــع أن تســتمر حــوايل أســبوع مايقــارب‬ ‫‪ 650‬متطــوع منهــم أكــر ‪ 50‬طبيــب وأكــر‬ ‫مــن ‪ 300‬مــرض متــدرب‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر أن فريــق عمــل مكافحــة‬ ‫الحصبــة يعتــر امتــدادا ً لفريــق مكافحــة شــلل‬ ‫األطفــال والــذي بــدأ جــوالت تلقيــح ضــد‬ ‫شــلل األطفــال مطلــع العــام الجــاري ونجــح‬ ‫بالوصــول ملايقــارب ‪ 1,4‬مليــون طفــل يف‬ ‫املناطــق املحــررة و الحــد مــن انتشــار فــروس‬ ‫شــلل األطفــال ال ـ ّري‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫يــس ِق َص ً‬ ‫ــة ُتـروى‬ ‫الس‬ ‫ــوري‪َ ..‬ل َ‬ ‫ّْ‬ ‫ُّ‬ ‫لوليتا لول | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫بال ســتييك‬ ‫قعــر ضيــق مفتــوح و‬ ‫لــه‬ ‫أعــاه واســع ) يوضــع يف دبــر الواحــد منهــم‬ ‫ليُسـك َ​َب فيــه املــاء املغــي و و و و ‪ ..‬تفاصيــل‬ ‫ســمعنا الكثــر الكثــر منهــا بلســان املعتقلــن‬ ‫مــا عليــك يف النهايــة ســوى إعطائهــم بعــض‬ ‫األســاء و التوقيــع عــى وثيقــة تُ َه ِمـ َـك التــي‬ ‫ال تعــرف فحواهــا ‪ ,‬و عندمــا يصادفــك الحــظ‬ ‫قــد تخــرج ‪ ,‬و رمبــا ال ‪.‬‬ ‫زنزانــات االعتقــال يف بلــدي ليســت مجــرد‬ ‫ســجون ‪ ,‬إنهــا بالدرجــة األوىل تهــدف الغتيــال‬ ‫اإلنســانية بأبشــع الصــور ‪ ,‬تهــدف لكــر‬ ‫اإلنســان و تحطيمــه ‪ ,‬لتحويلــه ملجــرد كان‬ ‫متحــرك غرســوا فيــه كل بــذور الكراهيــة و‬ ‫الضعــف و االنســياق لهــم خوفــا ال طوعــا ‪.‬‬ ‫أين نحن من واجبنا تجاههم ‪ ..‬المعتقلين ‪...‬؟‬ ‫ســؤال أضعــه نصــب عيــن كل ســوري آمــن و نــادى‬ ‫بطهــارة الثــورة و قدســيتها ‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة‬

‫جلســت حــوايل عرشيــن دقيقــة يف غرفــة‬ ‫الضيــوف ليخــرج خــايل (شــقيق أمــي) و‬ ‫يســتقبلني بابتســامته املليئــة بــكل يشء إال‬ ‫البســمة‪ ,‬قــد كان دومــا أول املهللــن بزيــارة‬ ‫ابنــة أختــه املشــاغبة بحــوارات غالبــا مــا‬ ‫تنتهــي مبباركتــه لوجهــة نظرهــا ‪ ,‬كان هــدف‬ ‫الزيــارة املعلــن هــو االطمئنــان عليــه و تهنئتــه‬ ‫بســامة الخــروج مــن املعتقــل ‪ ,‬أمــا الهــدف‬ ‫الــري فهــو دوري يف توثيــق حالــة االعتقــال‬ ‫ومــا تعــرض لــه حينهــا (بالتأكيــد عملنــا ســري‬ ‫حتــى عــن أكثــر النــاس قربــا منــا)‪.‬‬ ‫رجــل تجــاوز عقــده الخامــس متــزوج و عنــده‬ ‫مثــان أوالد ‪ ,‬بســيط جــدا حتــى يف تدبــره ألمور‬ ‫عائلتــه‪ ,‬يعمــل يف محطــة القطــار‪ ,‬كانــت روح‬ ‫الدعابــة ال تفــارق أي مجلــس يحــره‪ ,‬بريــق‬ ‫عينيــه املتأجــج كان يحدثــك عــن فقــر أغنــاه‬ ‫اللــه بنعمــة الرضــا و القناعــة‪ ,‬يف الشــهر الثــاين‬ ‫‪ 2013‬تــم اعتقالــه مــن منزلــه فج ـرا ‪ ,‬ليخــرج‬ ‫بعــد ثالثــة أشــهر و نصــف‪.‬‬ ‫هنــا ميكننــا أن نفهــم معنــى االغتيــال‪ ..‬جلــس‬ ‫عــى كنبتــه ال يقــوى حمــل عينيــه النظــر‬ ‫يف وجــوه الحارضيــن‪ ,‬أول مــا لفــت نظــري‬ ‫نــدوب كثــرة عــى رقبتــه و يديــه و قدميــه‬ ‫املتورمتــن اللتــن كان يحــاول بــن برهــة و‬ ‫أخــرى ســرهام بشــد بنطالــه لألســفل‪,‬‬ ‫مــن خــال خــريت البســيطة فهــي حــروق‬ ‫بأعقــاب ســجائر إضافــة لكثــر مــن الجــروح‬ ‫الرفيعــة جــدا و هــي عــى األغلــب بســكني‬ ‫دقيــق أو شــفرات حالقــة‪ ,‬رعشــة ال تــكاد‬ ‫تهــدأ تســيطر عــى يــده اليــرى و قدمــه‪,‬‬

‫حتــى الســيجارة التــي عشــقها تســتنكر عنــاق‬ ‫أعصابــه لشــدة الرعشــة‪.‬‬ ‫حاولــت مــن خــال أحاديثنــا العائليــة‬ ‫تهدئــة أعصابــه و إرجاعــه‬ ‫لطبيعتــه يف مناقشــتي‬ ‫بــكل أريحيــة ألقتنــص‬ ‫منــه صــورة عــن وضــع‬ ‫الســجن و أوضــاع‬ ‫املعتقلــن و مــا عاشــه‬ ‫هــو‪ ,‬ألول مــرة أشــعر أين‬ ‫مــن انهــزم أمامــه و أمــام‬ ‫كربيائــه الــذي يحــرم عليــه كرس‬ ‫هالــة عظمتــه كأب أمــام أبنــاءه‪ ,‬كل‬ ‫الحارضيــن يف مجلســنا مــن املقربــن جــدا‬ ‫لــه و الغريــب أنــه يعلــم توقعاتنــا ببشــاعة‬ ‫أســاليب التعذيــب و وحشــية عدونــا التــي‬ ‫طالــت أج َّنــ ًة يف األرحــام‪.‬‬ ‫بعــد حــوار ألكــر مــن ســاعتني و نصــف‬ ‫حاولــت خاللهــا معرفــة بعــض أســاء املعتقلني‬ ‫الذيــن صادفهــم لنوصــل و لــو خــر نطمــن بــه‬ ‫ذويهــم ‪ ,‬و عنــد ذكــر اســم أحدهــم بشــكل‬ ‫معــن تحــول هــذا الرجــل الضبــايب أمامــي‬ ‫لطفــل تفجــرا دمعــاً ( يــا خالــو لــو شــفتي‬ ‫كيــف قدامــه و بغرفــة فيهــا أكــر مــن عرشيــن‬ ‫بغــل بــن ح ـراس و معتقلــن افتعلــو ببنتــه )‬ ‫ـكت غصتــي ألين ال أريــده أن يتوقــف‬ ‫هنــا أمسـ ُ‬ ‫عــن الحديــث ‪ ,‬أجــل ‪ ..‬أحــد املعتقلــن معــه و‬ ‫أمامــه قــى بذبحــة صدريــة أثنــاء مشــاهدته‬ ‫ألولئــك الوحــوش اغتصابهــم ابنتــه ‪ ,‬روى عــن‬ ‫أســاك كهربــاء عــن يكّ بالنــار و عــن تقطيــع‬ ‫اللحــم كــا النعــاج روى عــن قُمــعٍ ( وعــاء‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫داعش تقتل وفق شرع هللا‬

‫سهير أومري ‪ -‬حماة‬

‫دراسات‬

‫وتعلــو صيحاتهــم (اللــه أكبــر) عنــد كل رقبــة ينحرونهــا وكل رأس‬ ‫يحتفلــون بقطعــه ‪ ،‬وكل جســد يصلبونــه أو روح يزهقونهــا‪ ...‬تعلــو‬ ‫صيحاتهــم بالتوحيــد والتكبــر والتهليــل أن أعلــوا رايــة اإلســام ‪ ،‬ونــروا‬ ‫ديــن اللــه‪..‬‬ ‫وقبــل أن يُرشعــوا ســكاكينهم أو يعلنــوا فتكهــم بــأرواح العبــاد يتلــون‬ ‫بياناتهــم املليئــة بآيــات القــرآن وأحاديــث رســول اللــه عليــه الصــاة‬ ‫والســام التــي عليهــا يعتمــدون وبهــا يتذرعــون يف جرامئهــم التــي‬ ‫يســمونها (حــدودًا) أو تطبيقــاً لــرع اللــه‪..‬‬ ‫ونصغــي جميع ـاً لهــذه اآليــات واألحاديــث وننقســم يف مواقفنــا إىل ‪3‬‬ ‫فــرق‪:‬‬ ‫ فريــق يؤيــد جرامئهــم مقتنع ـاً مبــا يســوقونه مــن آيــات وأحاديــث‬‫ويــرى أنهــم يســوقونها يف مكانهــا ‪ ،‬فيدافــع عنهــم ويرفــع صوتــه‬ ‫بالتكبــر معهــم‪.‬‬ ‫ فريــق يســتنكر جرامئهــم ويدينهــا ســواء لقناعتــه الخاصــة بعــدم‬‫صالحيــة التوجــه اإليدلوجــي والفكــري والعقيــدي الــذي يعتمــدون‬ ‫عليــه لعرصنــا هــذا‪ ،‬أو عــدم إميانهــم بالديــن أصـاً ‪ ،‬أو لقناعتهــم بــأن‬ ‫فهــم هــؤالء لآليــات واألحاديــث هــو فهــم ســقيم‪ ،‬وبالتــايل فتطبيقهــم‬ ‫لهــا عــى هــذا النحــو تطبيــق ضــال وخــارج عــن الــرع الحنيــف‬ ‫ فريــق يقــف مــرددا ً محتــارا ً يف مــدى صــواب منهــج هــؤالء‪ ،‬فهــم‬‫مــن ناحيــة يظهــرون أنهــم يطبقــون الديــن ‪ ،‬فــا يــكادون يتخطــون‬ ‫حرفيــة اآليــات واألحاديــث التــي يعتمــدون عليهــا‪ ،‬ومــن ناحيــة أخــرى‬ ‫يخالفــون ســاحة اإلســام وعامليتــه وكــون رســوله قــد أرســل رحمــة‬ ‫للعاملــن‪...‬‬ ‫فرتاهم مثالً يقفون حائرين أمام اآليات التالية ‪:‬‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫{فـِـإذا َانســلخ الشــه ُر الحـ ُـر ُم فاقتلــوا ال ُمشـ ِـر ِكين ح ْيــث وجدت ُموهـ ْـم وخذوهـ ْـم‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َو ْاح ُص ُر ُوهـ ْـم َواق ُعـ ُـدوا ل ُهـ ْـم كل َم ْر َصـ ٍـد فـِـإن ت ُابــوا َوأق ُامــوا َّالصــاة َوآتـ ُـوا الــزكاة‬ ‫َف َخ ُّلــوا َســب َيل ُه ْم إ َّن َّاللـ َـه َغ ُفـ ٌ‬ ‫ـور َّر ِحيـ ٌـم} (‪ )5‬التوبــة‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ{ق ِات ُل ُوهـ ْـم ُي َع ِّذ ْب ُهـ ُـم َّاللـ ُـه ب َأْي ِد ُيكـ ْـم َوُي ْخز ِهـ ْـم َوَي ْن ُص ْر ُكـ ْـم َع َل ْي ِهـ ْـم َوَي ْشــف ُصـ ُـدورَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫قـ ْـو ٍم ُمؤ ِم ِنيـ َـن} (‪ )14‬التوبــة‬ ‫َّ‬ ‫ـون ب َّاللــه َ َول ب ْال َيـ ْـوم الْخــر َ َول ُي َح ِّر ُمـ َ‬ ‫َ ُ َّ َ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫ـون َمــا َحـ َّـر َم اللـ ُـه‬ ‫{ق ِاتلــوا ال ِذيــن ل يؤ ِمنـ ِ ِ ِ ِ ُ ِ ِ‬ ‫ُ ْ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َو َر ُسـ ُـول ُه َ َول َيد ُينـ َ‬ ‫ـون ِديـ َـن ال َحــق ِمـ َـن ال ِذيـ َـن أوتــوا ال ِكتـ َـاب َحتـ ٰـى ُي ْعطــوا ال ِجزَيــة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َعــن َيـ ٍـد َو ُهـ ْـم ص ِاغــرون} (‪ )29‬التوبــة‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫!!‬

‫ْ ُ َّ‬ ‫ُ َ ُ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ َُ‬ ‫{يــا أُّي َهــا ال ِذيـ َـن َآمنــوا ق ِاتلــوا ال ِذيـ َـن َيلونكــم ِّمـ َـن الكفـ ِـار‬ ‫ُ ْ َ ً َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َول َي ِجـ ُـدوا ِفيكـ ْـم ِغلظــة َو ْاعل ُمــوا أ َّن اللـ َـه َمـ َـع ال ُمت ِقيـ َـن}‬ ‫(‪ )123‬التوبــة‬ ‫َ ُْ​ُ ُ ْ َ ْ ُ َ ُْ ُ ُ ْ َ​َ ْ ُ ُ ْ ْ َ ْ ُ‬ ‫{واقتلوهــم حيــث ث ِقفتموهــم وأخ ِرجوهــم ِمــن حيــث‬ ‫َْ ُ ْ َْ ُ َ​َ‬ ‫َْْ َ َُ ُ‬ ‫أخ َر ُجوكـ ْـم َوال ِفتنــة أشـ ُّـد ِمـ َـن القتـ ِـل َول تق ِاتل ُوهـ ْـم‬ ‫َ َ َُ ُ َ ُْ​ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ َ ُ ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ِعنـ َـد ال َم ْسـ ِـج ِد ال َحـ َـر ِام َحتــى ُيق ِاتلوكـ ْـم ِفيـ ِـه فـ ِـإ ْن قاتلوكـ ْـم فاقتل ُوهـ ْـم كذِلــك‬ ‫َ ُ‬ ‫َجـ َـز ُاء ْال َك ِافريـ َـن (‪َ )191‬فــإن ْان َت َهـ ْـوا َفــإ َّن َّاللـ َـه َغ ُفـ ٌ‬ ‫ـور َر ِحيـ ٌـم (‪َ )192‬وق ِاتل ُوهـ ْـم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ٌ َ َ ُ َ ِّ ُ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫حتــى ل تكــون ِفتنــة ويكــون الديــن ِللـ ِـه فـ ِـإ ِن انتهــوا فــا عــدوان ِ إل علــى‬ ‫َّ‬ ‫الظ ِال ِميـ َـن (‪ })193‬البقــرة‬ ‫هــذا غــر األحاديــث الرشيفــة التــي يســوقونها يف معــرض تربيرهــم‬ ‫لجرامئهــم‪...‬‬ ‫فيــردد املــرددون وهــم يقلبــون كفــاً بكــف ‪ ،‬أن هــذه اآليــات‬ ‫موجــودة فع ـاً يف القــرآن ‪ ،‬واللــه تعــاىل قالهــا ‪ ،‬ورســول اللــه حدثنــا‬ ‫فع ـاً بأحاديــث كثــرة يف ذات الســياق ‪ ،‬فلــاذا ننكــر عــى هــؤالء مــا‬ ‫يفعلــون إنهــم يطبقــون كالم اللــه بحرفيتــه؟؟‬ ‫وهنــا يجــدر بنــا أن‬ ‫نتوقــف عنــد ســؤالني‬ ‫هامــن ليطرحهــا كل‬ ‫منــا عــى نفســه‬ ‫الســؤال األول‬ ‫هــو‪ :‬هــل نــزل كالم‬ ‫اللــه تعــاىل عىل رســوله‬ ‫الكريــم مــرة واحــدة؟‬ ‫وهــل قــال رســول اللــه‬ ‫عليــه الصــاة والســام‬ ‫الحديــث كلــه مــرة‬ ‫واحــدة يف جلســة‬ ‫واحــدة؟ أمل يكــن ذلــك‬ ‫ممكنــاً؟‬ ‫الجــواب‪ :‬بــى بالتأكيــد كان ذلــك ممكن ـاً بقــدرة اللــه وعلمــه‪ ،‬ولكــن‬ ‫القــرآن الكريــم نــزل عــى رســول اللــه عــى مــدى ‪ 23‬عام ـاً ‪ ،‬متناســباً‬ ‫مــع أحــوال املســلمني‪ ،‬ومــا يعرتضهــم مــن قضايــا وأمــور وظــروف‪،‬‬ ‫وكذلــك حديــث رســول اللــه قالــه عــى مــدى ســنوات دعوتــه‪.‬‬ ‫وهــذا يعنــي أن تطبيــق كالم اللــه وحديــث رســوله ال يكــون وفــق‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫‪7‬‬

‫حرفيــة معنــاه‪ ،‬ال يكــون وفــق تفســره اللغــوي الدقيــق ملعــاين الكلــات يتطلــب جهــود متابعــن ودارســن للبيئــة والظــروف املحيطــة السياســية‬ ‫أو العبــارات‪ ،‬بــل إن تطبيــق كالم اللــه وحديــث رســوله يكــون وفــق واالقتصاديــة والدميوغرافيــة والفكريــة وحتــى اإلعالميــة‪.‬‬

‫منظومــة متكاملــة مــن الفهــم تدخــل فيهــا مناســبة النــزول والظــرف بحيــث تدخــل يف عــن االعتبــار موازيــن القــوى‪ ،‬واألخطــار التــي تهــدد‬ ‫الــذي نزلــت فيــه اآليــات‪ ،‬أو قيــل فيــه الحديــث كركيــزة أساســية يف األمــة‪ ،‬وارتبــاط أوارص األرض بعضهــا ببعــض مــن خــال ماكينــة إعالميــة‬ ‫فهــم اآليــة والحديــث واســتنتاج الحكــم الرشعــي منهــا‪.‬‬ ‫ووســائل تواصــل جعلــت العــامل كلــه كأنــه يجلــس يف غرفــة صغــرة ‪.‬‬

‫الســؤال الثانــي‪ :‬هــل فــر رســول اللــه صــى اللــه عليــه فكيــف آليــات أو أحاديــث تحمــل عبــارات القتــل أن تؤخــذ بحرفيتهــا‬ ‫وســلم آيــات القــرآن واســتخلص لنــا األحــكام منهــا؟‬ ‫حجــة لقتــل النــاس‪ ،‬إنــه الفهــم الســقيم املجتــزأ الــذي تــم مــن خاللــه‬

‫الجــواب‪ :‬ال بالتأكيــد وذلــك لحكمــة عظيمــة ‪ ،‬فلــو فعــل رســول اللــه تخديــر عقــول شــباب غـ ٍّر يريــد إثبــات نفســه وهويتــه‪ ..‬دون أي اعتبــار‬ ‫ذلــك لكانــت معــاين القــرآن محــدودة بتفســره الــذي ســيكون حت ـاً آلليــة اســتنباط األحــكام أو القيــاس عليهــا ‪ ،‬ودون أيــة مرونــة يتطلبهــا‬ ‫مقيــدا ً مبعطيــات عــره وبيئتــه وحــدود معــارف النــاس وعلومهــم‪ ،‬يف وقتنــا‪..‬‬ ‫الوقــت الــذي جعــل اللــه تعــاىل لنــا القــرآن معجــزة خالــدة عــر الزمــان فعلى سبيل المثال‪:‬‬

‫واملــكان‪ ،‬مهــا تقــدم العلــم وتطــورت أدواتــه بحيــث ميكننــا يف كل فــإن مبــدأ الحكــم املبنــي عــى صناديــق االقــراع‪ ،‬ومبــدأ تــداول‬ ‫وقــت اســتخالص األحــكام التــي بهــا يصلــح حالنــا‪.‬‬ ‫الســلطة‪ ،‬وحكــم املؤسســات ‪ ،‬وســلطة مجلــس الشــعب أو مجلــس األمة‬ ‫عــى أن ال ننــى أن علينــا التفريــق بــن ‪( :‬النــص الشــرعي) و (الحكــم يف اتخــاذ الق ـرارات وحســاب الرؤســاء ‪ ،‬وتنميــة املــوارد وفــق حاجــات‬ ‫الــروات‪ ،‬والعــدل يف الحكــم‪،‬‬ ‫وتوزيــع‬ ‫الفقهــي) املســتخلص مــن النــص‪ ،‬فالنــص الرشعــي مقــدس ‪ ،‬وهــو ثابــت الدولــة‪،‬‬ ‫وفــق بيئتــه وتفكــره وفهمــه ‪ ،‬ووفــق علومــه وأدوات عــره‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫فالحكــم هنــا ليــس مقدس ـاً‪ ،‬بــل ميكــن تطويــره وتغيــره ‪ ،‬ويدخــل يف‬ ‫تكوينــه عــدة عوامــل‬ ‫منهــا‪:‬‬ ‫‪ -1‬مناســبة نــزول‬ ‫اآليــات‬

‫والظــرف‬

‫الــذي قيلــت فيــه‬ ‫األحاديــث الرشيفــة‬ ‫‪ -2‬توافــق معنــى اآليــة والحديــث مــع مجمــل مقاصــد الديــن وأحــكام‬ ‫اإلســام الثابتــة بالنصــوص امل ُحكمــة‪.‬‬ ‫‪ -3‬معرفة الناسخ واملنسوخ يف كالم الله وحديث رسوله‪.‬‬ ‫‪ -4‬عــدم البنــاء عــى األحاديــث الضعيفــة أو املوضوعــة أو املنكــرة ومــا‬ ‫شــابهها‬ ‫‪ -5‬مراعــاة مقتضيــات وظــروف الزمــان واملــكان واســتخدام أدوات‬ ‫العــر وعلومــه‪.‬‬ ‫وهنــا أقــول‪ :‬إن األمــور األربعــة األوىل رمبــا تتطلــب جهــود دارســن‬

‫كرامــة املواطنــن‪..‬‬ ‫كل هــذه املبــادئ‬ ‫التــي تــكاد تكــون أهــم‬ ‫ركائــز الدولــة املدنيــة‪ ،‬كلهــا‬ ‫ال تخــرج عــن روح الديــن والرشع‬ ‫ومقاصــده قيــد أمنلــة‪ ،‬بــل هــي‬ ‫تحديــدا ً مــا أمــر بــه الديــن‬ ‫الحنيــف ودعــا إليــه‪ ،‬وليــس‬ ‫الحكــم اإلســامي بتســمية‬ ‫الخالفــة واإلمــارة والــوايل وغــره ‪،‬‬ ‫وال بقطــع الرقــاب والــرؤوس األيــدي‬ ‫واألرجــل‪ ..‬األمــر الــذي وعــاه أردوغان‬ ‫وحكــم مبوجبــه فحــاز عــى تأييــد‬ ‫أكــر مــن نصــف شــعبه مبــا فيهــم‬ ‫مــن مســلمني وعلامنيــن‪...‬‬

‫للعلــوم الرشعيــة‪ ،‬ولكــن األمــر الخامــس يتطلــب جهــودا ً أخــرى‪،‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫دراسات‬

‫ال يتغــر‪ ،‬أمــا الحكــم الفقهــي فالــذي أنتجــه عقــل بــر‪ ،‬وقــد اســتنتجه‬

‫وتحقيــق االكتفــاء‬

‫الــذايت‪ ،‬وصــون‬


‫‪8‬‬

‫حشرة تهدد حياة أطفال‬ ‫الغوطة الشرقية‬ ‫اآلالم أم عــن ضمــر العــامل ســيصحو يومــاً‬ ‫ليبحــث عــن بعــض إنســانيته‪ ..‬ســيجد رفاتهــا‬ ‫بــن الــركام وحــول الشــهداء‪.‬‬

‫اسالم عبدالكريم | أوكسجين‬

‫يف ذكــرى الســنوية األوىل‬ ‫مــن مجــزرة الغوطــة‬ ‫التــي راح ضحيتهــا أكــر مــن‬ ‫‪ 1500‬اغلبهــم مــن األطفــال ‪,‬أهــايل‬ ‫الغوطــة قلوبهــم تعتــر آملــا عــى مــا حل‬ ‫بأبنائهــم وأطفالهــم الذيــن ســقطوا ضحيــة‬ ‫إج ـرام النظــام إىل اليــوم تــزداد تلــك املعانــاة‬ ‫مســببه جرحــا عميقــا تنبثــق منــه‬

‫تقرير‬

‫ِ‬ ‫عينيك‬

‫ِ‬ ‫جأت عىل عجل‬ ‫لعينيك قد ُ‬ ‫ألسقط شهيد لحظتني‬ ‫بال ٌد تعدُ كروم الشهداء ورايئ‬ ‫وتعدُ األرض عىل أمل‬ ‫قلبي‬ ‫وأنا َّ‬ ‫التغيب‬ ‫قم ٌر فوق ذاكر ٍة‬ ‫ُ‬ ‫مع املوت‬ ‫والينىس من سقطوا‬ ‫ليولدوا مرة أخرى من ِ‬ ‫املوت‬ ‫حني أنفجر صوتهم ‪...‬وصويت‬ ‫ِ‬ ‫عينيك‬ ‫قلبي ضو ٌء يولدُ قرب‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫مل ينتهــي املــوت يف الغوطــة الرشقيــة عنــد‬ ‫القصــف والجــوع ورضب الكيــاوي هــا هــو‬ ‫اليــوم يضــاف نــوع أخــر مــن أشــكال املــوت‬ ‫قــد تســبب مبــوت أعــداد كثــرة مــن أطفــال‬ ‫الغوطــة مؤخــرا ظهــرت حــرة قــد تهــدد‬ ‫حيــاة آالف األطفــال يف "‫الغوطــة الشــرقية"‬‬ ‫بريــف دمشــق كــا أن الهيئــة العامــة للدفــاع‬ ‫املــدين أعلنــت وفــاة الطفــل "محمــد مصــاروة"‬ ‫عــن عمــر "‪ "68‬يومــا إثــر تعرضــه للســعة‬ ‫مــن حــرة غريبــة‪ ،‬تركــت آثــارا ً واضحــة‬ ‫مــن التشــوهات عــى أجــزاء مــن رأســه‬ ‫وجســده‪ ,‬وقالــت الهيئــة نقــاً عــن أطبــاء‬ ‫بغوطــة دمشــق ولهــم أن هــذه الحــرة‬ ‫ظهــرت خــال الفــرة األخــرة‪ ،‬وتســببت يف‬ ‫وفــاة الطفــل "مصــاروة"‪ ،‬مشــرين إىل أن هنــاك‬ ‫عــدة إصابــات بــن األطفــال يف الوقــت الحــايل‬ ‫وأضــاف أحــد األطبــاء‪ :‬مل نســتطع التعــرف‬

‫عــى هــذه الحــرة‪ ،‬كــا مل نلحــظ هــذا‬ ‫النــوع مــن اإلصابــات ســابقاً‪ ،‬فهــي الحالــة‬ ‫األوىل التــي أشــاهدها مــن خــال األعــراض‬ ‫الظاهــرة عــى جســد الطفــل‪،‬‬ ‫مضيفــن أن الحــرة العاديــة ال تســبب‬ ‫هكــذا نــوع مــن األع ـراض والتشــوهات عــى‬ ‫أجســاد األطفــال‪.‬‬ ‫كــا أن الغوطــة تخضــع للحصــار خانــق‬ ‫مــا يزيــد عــن عامــا مــن قبــل قــوات النظــام‬ ‫ومليشــيات تابعــه لــه املشــايف امليدانيــة‬ ‫بالغوطــة تناشــد بــرورة دخــول األدويــة‬ ‫والكــوادر الطبيــة للمســاعدة عــى وقــف متدد‬ ‫هــذه الحــرة و إنقــاذ األطفــال املعرضــون‬ ‫لإلصابــة مــن لســعة هــذه الحــرة داعــن‬ ‫إىل الضغــط عــى األســد للســاح بدخــول‬ ‫املســاعدات الطبيــة إىل الغوطــة‪ ،‬ورفــع‬ ‫الحصــار عــن مدنهــا وبلداتهــا‪.‬‬ ‫حيــث تعــاين الغوطــة الرشقيــة مــن نقــص‬ ‫كبــر باللــوازم الطبيــة يف املشــايف جـراء الحصار‬ ‫فيــا قــى العـرات جـراء نقــص الــدواء‪.‬‬

‫وطن‬ ‫فاي صحو غدي عسيل الدرب‬ ‫العسل يلد ُغ أميس‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫عطب الوقت ومني‬ ‫فاأنجو من ِ‬ ‫عدت دمع ًة دمعتني‬ ‫فاأغسليني فلقد ُ‬ ‫فاأحيا مجد ًد فرساً‬ ‫وأنفض عني غبار‬ ‫ُ‬ ‫أشدُ قوافل اللغ ِة‬ ‫من مروا ومن ناموا‬ ‫ومن ينتظر‬ ‫وأعيدُ زمناً كان بعيد خاطر ًة‬ ‫وقريب خطوتني‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫‪9‬‬

‫الثورة السورية تعويل فاضح على النتائج‬ ‫محمد حجو | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫رأي‬

‫إن املواطــن الســوري بشــكل خــاص و العــريب بشــكل عــام و لــدى‬ ‫متابعتــه ملــا يســتجد عــى الســاحة الســورية مــن أحــداث إضافــة‬ ‫إىل الذيــن يعايشــون الوضــع مــن الداخــل الســوري‪ ،‬يطرحــون عــى‬ ‫أنفســهم و عــى العــامل ســؤاالً جوهريــاً‪:‬‬ ‫هــل يغــدو مســتقبل ســوريا محصــورا ً مــا بــن العــودة إىل حظــرة‬ ‫النظــام بــكل ذلهــا أو التطــرف اﻹســامي متمثــا بداعــش و النــرة؟‬ ‫يبــدو املشــهد قامتــاً حــن نختزلــه بكلــات قليلــة كالظاهــر أعــاه‪.‬‬ ‫أيغــض الطــرف ذلــك الســوري ‪ -‬كونــه تشــتت مــا بــن مواطــن و نــازح‬ ‫و مــرد و الجــئ‪ -‬عــن آمالــه العريضــة بإقامــة وطــن تشــع الحريــة‬ ‫شمســا لتبــدد بــرد الديكتاتوريــة الــذي خيــم عــى البــاد طويــا؟‪.‬‬ ‫فيــه ً‬ ‫و هنــا ال بــد لنــا مــن القــول بــأن ظلمــة املســتقبل كــا يراهــا الكثرييــن‬ ‫مــن محلــي الوضــع الســيايس و املعيــي الســوري‪ ،‬هــذه الظلمــة تبــدو‬ ‫منطقيــة بالنظــر إىل اﻷطــراف املتصارعــة عــى الســلطة يف الســاحة‬ ‫الســورية‪.‬‬ ‫يقول الرئيس و الكاتب اﻷمرييك بنجامني فرانكلني‪:‬‬ ‫"إن من يستبدل الحرية باﻷمن ال يستحق كليهام"‪.‬‬ ‫هــذه املقولــة تصــب يف صلــب املشــهد الســوري محيلــة إيــاه إىل لقطــة‬ ‫مــن مسلســل درامــي تتكــرر مشــاهده مســببة الســأم ملتابعيــه‪ .‬فقــد‬ ‫مللنــا و اللــه مــن تكـرار جملــة (كنــا نعيــش بأمــان) و كأن هــذا اﻷمــان‬ ‫نابــع مــن حــزب البعــث ال مــن أصالــة أهــل ســوريا و طبعهــم املســامل‬ ‫الــذي اشــتهروا بــه مــذ كانــوا تجــا ًرا ينــرون دينهــم بأخــاق بيعهــم و‬ ‫معرشهــم الطيــب و إذا كانــت هــذه حــال أهــل البــاد فكيــف نرتجــم‬ ‫مــا ن ـراه عــى الشاشــات و مــا يعايشــه ماليــن الســوريني مــن جرائــم‬ ‫قتــل وحشــية دعــت كث ـرا مــن الذيــن نهضــوا يف وجــه نظــام اﻷســد‬ ‫يعيــدون حســاباتهم صاغريــن و معرتفــن بــأن هــذا النظــام أفضــل مــن‬ ‫الخيــارات األخــرى و املمثلــة بالتيــار اﻹســامي املتطــرف‪.‬‬ ‫إذا فاســتنتاجنا حتــى اللحظــة يصــب يف مصلحــة نظام القتــل و الترشيد‪،‬‬ ‫إذ أن ســوريا بطبيعــة معظــم مــن يســكنها ترفــض بشــكل قاطــع أن‬ ‫يحكمهــا نظــام أصــويل يتخــذ مــن اﻹســام ذريعــة الســتباحة دم النــاس‬ ‫و أعراضهــم و عــى هــذا فإنــه مــن املنطقــي القــول بأننــا أمــام نتيجتــن‬ ‫يقبلهــا العقــل و هــا‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬النظــام الســوري محظــوظ جــدا ً كــون معارضيــه إتفقــوا عــى أن‬ ‫يكونــوا متطرفــن و يهمشــوا كل اﻷطــراف العلامنيــة الثوريــة و التــي‬ ‫شــكلت و مــا زالــت رشيحــة ال بــأس بهــا مــن النخبــة الثوريــة مــن‬ ‫أمثــال ميشــيل كيلــو د‪ .‬الطيــب تيزينــي‪ ،‬د‪ .‬برهــان غليــون‪ ،‬جــورج‬ ‫صـرا‪ ،‬الحقوقــي الكبــر هيثــم املالــح‪ ،‬ريــاض الــرك ‪ ....‬و آخــرون ممــن‬ ‫دفعــوا مثــن مواقفهــم غالي ـاً قبــل الثــورة و بعدهــا‪.‬‬ ‫ثانيـاً‪ :‬النظــام ســعى لتأجيــج روح التطــرف عنــد بعــض القــوى املتســللة‬ ‫إىل قلــب القــوى الثوريــة مســتغالً أحقــاد املــايض اﻹخوانيــة ليلعــب‬ ‫بذلــك ورقــة جوكــر شــيطانية مدخــاً البــاد يف أتــون رصاع طائفــي‬

‫مريــر قــد ال تخــرج منــه إال بعــد مــرور ســنوات‪ ،‬فقــط يك يــرز نفســه‬ ‫كمــاذ وحيــد أمــام تصاعــد هــذه الفئــات املجرمــة و املدعيــة للديــن‪.‬‬ ‫إن مــن يعــرف النظــام الســوري حــق املعرفــة‪ ..‬و الذيــن قــرؤوا و‬ ‫عايشــوا تاريخــه اﻷســود املــيء بالطائفيــة و القتــل و اﻹج ـرام‪ ،‬ليســهل‬ ‫عليــه االختيــار بــن النتيجتــن املذكورتــن أعاله‪ ،‬إال أن مشــكلتنا كشــعب‬ ‫ســوري و عــريب‪ ،‬كانــت و مــا زالــت تكمــن يف الهــوة الشاســعة بــن‬ ‫املثقــف العــريب النخبــوي و اﻹنســان العــادي املرتكــز تفكــره عــى تأمني‬ ‫لقمــة العيــش‪ .‬جاهــدت األنظمــة العربيــة لتجعلهــا حلـاً صعــب املنال‪.‬‬ ‫هــذه الهــوة أودت بكثــر مــن اﻷحــام التحرريــة و اﻷفــكار الثوريــة إىل‬ ‫مــرف غــر صحــي أصبحــت تفــوح منــه رائحــة الفشــل الذريــع ﻷيــة‬ ‫محاولــة تنويريــة تقــوم بهــا أيــة نخــب عربيــة و ســورية‪.‬‬ ‫و عليــه فــإن الســواد األعظــم مــن الشــعب الســوري يف هــذه األيــام‬ ‫يتجــه عــن قلــة وعــي و انعــدام دراية إىل التســليم بوجــوب بقــاء النظام‬ ‫مغيبــن متامـاً عــن املبــادئ التــي خرجــوا مــن أجلهــا و الشــعارات التــي‬ ‫رفعوهــا‪ ،‬مثــل (املــوت و ال املذلــة)‪( ،‬مــا يف لألبــد مــا يف لألبــد)‪( ،‬عاملوت‬ ‫رايحــن شــهداء باملاليــن) و غريهــا مــن الكلــات التــي خفتــت اﻵن‬ ‫أمــام الجــوع و العطــش‪ ،‬أمــام نــدرة امليــاه و فقــدان الكهربــاء‪ ،‬و اﻷهــم‬ ‫مــن كل ذلــك أمــام الخيانــات و تســليم املناطــق و الــذي أصبــح يتــم يف‬ ‫وضــح النهــار كتســليم حمــص القدميــة ال مســترتا كتســليم القصــر رغــم‬ ‫أن الجرميــة واحــدة‪.‬‬ ‫نعــم ســيدايت و ســاديت لقــد نجــح النظــام يف تشــويه الثــورة و تحويــل‬ ‫مســارها مدعومـاً كالعــادة بالخونــة ممــن تســللوا إىل صفــوف الثــوار و‬ ‫مــن ثــم ترأســوهم‪ ،‬نجــح لكنــه مل و لــن ينتــر‪.‬‬ ‫انعــدام نــره ال يعــود إىل كــون الثــوار أصبحــوا أفضــل‪!..‬؟ فــا زال‬ ‫ينهــش صفوفهــم منــل الخونــة اﻷبيــض‪ ،‬و ليــس ﻷن الغــرب املتشــدق‬ ‫بصداقتــه لهــذا الشــعب املقهــور ســيدعمه بــا رشوط أخــرا ً‪ ،‬فــذاك‬ ‫يشــاهد مــا يجــري مســتمتعاً‪.‬‬ ‫ال و ألــف ال‪ ،‬ﻷن فكــرة الحريــة لــن متــوت و ﻷن ‪ 2011‬ليســت أواخــر‬ ‫الســبعينيات و أوائــل الثامنينيــات‪ .‬هــذه الثــورة مهــا إنتهكــت محارمها‬ ‫ســتظل طاهــرة‪ ،‬عــى اﻷقــل‬ ‫يف نظــر مــن آمنــوا بهــا منــذ‬ ‫الرصخــة اﻷوىل‪ ..‬و دليــاً‬ ‫عــى إنتصــار الثــورات و لــو‬ ‫بعــد حــن‪!،..‬؟‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫خلط األوراق حتى اإليهام‬

‫د سماح هدايا | أوكسجين‬

‫سياسة‬

‫ليــس مــن أحــد مبحايــد يف ال ـراع‪ ،‬خلــط‬ ‫األوراق بــن الحــق والباطــل تحــت وهــم‬ ‫الشــائعات والضاللــة يحــدث بقــوة وكــرة‬ ‫عنــد مفاصــل التغيــر الحــادة‪ .‬عمليــة الخلــط‬ ‫بــن الجهــاد واإلرهــاب ليــس بأمــر حديــث أو‬ ‫طــارىء‪ ،‬بــل هــو جــزء مــن أي معركة سياســية‬ ‫بــن التحــرر واالســتعباد‪ .‬كان قــد اتخــذ شــكله‬ ‫يف القاعــدة ودعمهــا‪ .‬أمــا مــا يحــدث اآلن مــن‬ ‫خلــط بــن إرهــاب داعــش وإرهــاب نظــام‬ ‫األســد الطاغــي؛ فهــو خطــر جــدا ً‪ ،‬ألنــه يــؤدي‬ ‫إىل اللبــس والتضليــل لتغييــب الحقيقــة يف‬ ‫قتــل الشــعب الســوري وظلمــه وترشيــده‪،‬‬ ‫ولــرب الحركــة التحرريــة الشــعبية الثوريــة‬ ‫بدمجهــا بداعــش؛ األمــر الــذي ميكــن أن يقــود‬ ‫الثــورة وناشــطيها إىل حــروب طاحنــة بعيــدا ً‬ ‫عــن قلــب املعركــة الحقيقــة‪ ،‬فيســتنزف‬ ‫الثــورة باالصطفــاف ضــد داعــش أو دفاعـاً عن‬ ‫حســن النوايــا الجهاديــة‪ ،‬كــا ميكــن أن يو ّجــه‬ ‫رضبــة للثــورة بإحباطهــا وإضعافهــا لقبــول‬ ‫األمــر الواقــع باإلذعــان واالستســام لســيطرة‬ ‫لنظــام الســيايس القائــم‪ ،‬نتيجــة اإلخفــاق‬ ‫وعقــدة الذنــب‪ ،‬فيحصــل التنــازل والتصالــح‬ ‫والتســويات السياســية مــع نظــام األســد‪ ،‬عــى‬ ‫رأيهــم بأنــه كعلــاين‪ ،‬مهــا اســتبد وبطــش‪،‬‬ ‫أرحــم مــن شــياطني داعــش وإرهــاب اإلســام‬ ‫وظالميــة الحــركات اإلســاميّة‪...‬فتتح ّول‬ ‫املعركــة مــن معركــة ضــد الباطــل‪ ،‬إىل تنــازع‬ ‫عــى مطالــب ضيقــة تــم تصميمهــا‬ ‫ســلفا لتالئــم‬ ‫إبقــاء‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫الوضــع لصالــح النظــام وداعميــه‪ ...‬كأمنــا "نــار وضحايــا مــن األقليــات‪ ،‬وتتعامــى عــن ســقوط‬ ‫مئــات اآلالف مــن الضحايــا يف ســوريا مبقصلــة‬ ‫األنظمــة وال جنــة داعــش"‪.‬‬ ‫تعــايل األصــوات التــي تطالــب بقبــول النظــام نظــام األســد‪ .‬إ ّن التطــرف سيتســع وســينترش‬ ‫االســتبدادي‪ ،‬كبديــل ســلمي عــن العنــف الثــأر‪ ،‬ومــن كان متســامحا تتســع فرصــة‬ ‫والفــوىض ؛ أل ّن إبقــاءه أســلم وأهــون مــن تحولــه إىل متطــرف يف ظــل هــذا الظلــم‬ ‫ســقوط الدولــة وانهيــار أمنهــا‪ ،‬تحــت أقــدام العلنــي الحاقــد‪ ،‬وســتمتد قامــة املظلومــن‬ ‫ميليشــيات عنرصيــة؛ فــا ميكــن مناقشــته املتحرريــن وتســقط كل القبعــات الداعشــية‬ ‫والــرد عليــة بســبب ضحالتــه وســطحيته؛ ألن التــي تلبســها أمريــكا واألنظمــة التابعــة لهــا‬ ‫مــا يحصــل عــى أرض الواقــع أكــر بكثــر مــن لــكل مجاهــد يحمــل ســاحاً ويرفــع شــعارا ً‬ ‫اختزالــه يف كالم تنظــري جاهــز مصطنــع‪ ،‬دينيــاً ‪..‬والنتائــج الكارثيــة لــن تــردع أحــدا ً‬ ‫يهــدر طاقــة النــاس ويبــدد جهودهــا العاقلــة ؛ فقــد اثبتــت األحــداث أن اإلنســان عندمــا‬ ‫والفاعلــة‪ .‬فتحــت ســيف الطغيــان ال خيــار يقــرر أن يفعــل‪ ،‬ســيفعل املســتحيل؛ وكل‬ ‫للشــعب ســوى النضــال لكــره‪ ،‬ألنــه مســبب القــوى واإلعــام املأجــور ودعاياتــه وشــائعاته‬ ‫الجرائــم‪ .‬وبالتــايل ال خــاص حقيقــي إال وتضليلــه وغريزيتــه لــن توقفــه‪ .‬بــل تتعــر‬ ‫بإســقاط أنظمــة الطغيــان التــي اســتمرت كل املســاعي املضــادة تجــت اقــدام املندفعــن‬ ‫عقــودا تلــف رقبتــه بحبــال غليظــة وابتــكارات للمعركــة بإميــان وعزميــة‪.‬‬ ‫مــن مكائــد وحيــل‪.‬‬ ‫هــي ثــورة مضــادة لتصفيــة مــروع التحــرر‬ ‫والذيــن يقولــون أن الثــورات العربيــة‪ ،‬مــاكان الوطنــي باســم تجفيــف منابــع اإلرهــاب‪ ،‬ليس‬ ‫يجــب لهــا أن تقــوم قبــل نضــج أدمغــة املوضــوع يف إشــكالية فهــم اإلســام وتطبيقــه‬ ‫الشــعب وجهوزيتهــا لقيــادة التغيــر‪ ،‬وإال وتسييســه‪ ،‬فهــذا يحتــاج إىل ثــورة دينيــة‬ ‫ســتكون فــوىض تفتــك بالدولــة بإســقاط وإصــاح عقائــدي لتخليــص الفكــر والديــن‬ ‫النظــام الــذي ارتبطــت كلهــا بشــخصه بــكل شــكليالته وإشــكاالته مــن قبضــة‬ ‫ونظامــه‪ ،‬وبالتــايل تأخــذ الشــعب إىل مناطــق الطغيــان والجهــل؛ لكنــه مرتبــط بإحبــاط‬ ‫التهلكــة والخطــر إىل عــر ماقبــل الدولــة؛ املــروع الثــوري والتحــرري‪ .‬ومصطلــح‬ ‫فحديثهــم عابــر إىل الثــورة بخطــاب الثــورة اإلرهــاب مخصــص عامليــا إلعــان الحــروب‬ ‫املضــادة التــي عــادت بأطيــاف األقليــات وقتــل الثــورات التــي تجابــه الهيمنــة التــي‬ ‫وأصحــاب املصالــح املفقــودة إىل التحوصــل يف تحكــم العــامل‪ ،‬وخصوصــا الثــورات التــي‬ ‫أمعــاء الرجعيــة واإلذعــان للدكتاتوريــة خوف ـاً وجدانهــا اإلســام الجهــادي‪ ،‬بغــض النظــر عــن‬ ‫عــى املكاســب واملصالــح وخشــية فقــدان مآربــه‪ .‬وبالتــايل؛ فــكل مجاهــد إســامي خطــر‬ ‫األمــن وحصــول الدمــار‪.‬‬ ‫عــى العــامل ويجــب تصويــب بندقيــة اإلرهــاب‬ ‫القهــر املزمــن ينــر عنفــا مضــادا إلزاحتــه‪ ،‬لقتلــه‪ .‬وكثــرون يدركــون أن أمريــكا التــي‬ ‫فــإذالل الشــعوب وتحقريهــا ال ميــر بهــدوء‪ ،‬مل تنتظــر وقتــا وأصــدرت قرارهــا مبهاجمــة‬ ‫يتحــول لعاصفــة هائجــة تبتلــع الطغــاة‪ ،‬وتثــر داعــش يف العـراق حاميــة ملئــات الضحايــا مــن‬ ‫زوبعــة تنــال املحيــط‪ ،‬التدخــل األمريــي األقليــات‪ ،‬بينــا صمتــت عــى قتــل الشــعب‬ ‫بــرب داعــش‪ ،‬أثبــت أن ا ّدعــاء أمريــكا الســوري بيــد نظــام بشــار األســد‪ ،‬فلــم تتدخل‬ ‫بنــرة الشــعوب واألبريــاء لحاميــة مئــات آالف القتــى والجرحــى‪ ،‬ومئات‬ ‫باطــل‪ ،‬فهــي تتدخــل فقــط‪ ،‬آالف املفقوديــن واملعتقلــن‪ ،‬وماليــن النازحــن‬ ‫لحاميــة مصالحهــا ومكاســبها‪ ،‬والالجئني‪...‬واملختنقــن مبجــازر كيامويــة‪ .‬حتــى‬ ‫وإلنقــاذ الدويــات املصطنعــة مجلــس األمــن الــدويل مل يســتطع إصــدار قـرار‬ ‫التــي أنشــأتها يف املنطقــة إدانــة أو إحالــة تلــك الجرائــم إىل محكمــة‬ ‫تابعــة لهــا‪ .‬هــي تتدخــل الجنايــات الدوليــة للتحقيــق فيهــا‪ .‬موقــف‬ ‫بحجــة حاميــة نازحــن‬ ‫تتمة ص ‪١٥‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫داعش والكيماوي‬

‫مــن الخطــأ تصــور ان نظــام عمــره نصــف‬ ‫قــرن تدعمــه روســيا والصــن وايــران و‬ ‫تتجاهــل مواجهتــه بقيــة الــدول يســقط مــن‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫مــن خــال داعــش يحــاول النظــام ارغــام العامل‬ ‫للتنســيق معــه فيســتعيد جــزأ مــن الرشعيــة‬ ‫التــي فقدهــا بدعــوى انــه يحــارب االرهــاب‬ ‫ولكــن الفــارق بــن داعــش والســاح الكياموي‬ ‫فــارق خطــر فالســاح الكيــاوي اداه التحكــم‬ ‫فيهــا والســيطرة طاملــا هــي يف يــد النظــام‬ ‫امــر وارد‬ ‫بينــا داعــش فاالمــر مختلــف فعــى الرغــم‬ ‫مــن قــدرة النظــام بالتحكــم بقياداتهــا و‬ ‫توجيههــم حيــث يشــاء اال ان توجيــه رضبــات‬ ‫مؤملــة لهــم ســواء مــن الغــرب او مــن النظــام‬ ‫عــى ســبيل التمويــه ســتجعل بعــض امــراء‬ ‫داعــش مــن الصــف الثــاين واملغيبــن عــن‬ ‫حقيقــة الوضــع يترصفــون وفقــا لعقيدتهــم‬ ‫القتاليــة ويخرجــون عــن خارطــه الطريــق التــي‬ ‫رســمها النظــام لقادتهــم ليجــد النظــام نفســه‬ ‫امــام اكــر مــن داعــش واحــدة‬ ‫وان كان هــذا االحتــال ال يخيــف النظــام و‬ ‫ســيجعله يبــدو وكانــه بــريء مــن التواصــل‬ ‫معهــم اال ان رضبــات داعــش حينهــا ســتكون‬ ‫مؤملــة للنظــام مــامل تســانده الدولــة الغربيــة‬ ‫لقصــم ظهــر داعــش قبــل ان تصــل اىل خنــاق‬ ‫النظــام‬ ‫داعــش ال تختلــف عــن الســاح الكيــاوي‬ ‫فكــا كان اســتخدام الكيــاوي يف الغوطــة‬ ‫خطــا امريكيــا احمــر تجــاوزه النظــام ليســتخدم‬ ‫الســاح مــن خــال تســليمه كــورة تبــادل‬ ‫يكســب زمنــا رضوريــا ليصــل اىل االنتخابــات‬ ‫الرئاســية فــأن ذبــح الصحفــي االمريــي‬ ‫جيمــس فــويل مــن قبــل داعــش والــذي كان‬ ‫معتقــا لــدي النظــام يشــبه اىل حــد بعيــد‬ ‫اســتخدام النظــام للكيــاوي بالغوطــة‬ ‫فــرة تســليم الكيــاوي حــددت بزمــن وتــم‬ ‫انجــاز الجــزء االكــر منهــا و العــامل متوهــم‬ ‫انــه اغلــق هــذا امللــف ليفتــح النظــام ملــف‬ ‫داعــش وهــذا امللــف الميكــن التكهــن متــى‬ ‫ميكــن ان يغلــق ومــن يــدري مــا ذا ميلــك‬ ‫النظــام يف جعبتــه مــن ملفــات يالعــب‬ ‫بهــا الغــرب‬ ‫يبــدو اننــا منــر يف مرحلــة يعيــش فيهــا الغــرب‬ ‫حالــة ريب اســألك نفــي طاملــا ان ذيــول‬ ‫االزمــة مل تنالــه بــرر مبــارش وامــام نظــام‬ ‫اشــبه كــا يقولــون باملــري حــاوي ويامــا‬ ‫يف الج ـراب يــا حــاوي‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫رأي‬

‫خــال مواجهــة معارضــة مفككــة مشــتته‬ ‫تتــوزع بــن معارضــة انتهازيــة فاســدة وأخرى‬ ‫معارضــة مخرتقــة مسيســة مــن قبــل النظــام‬ ‫وثالثــة معارضــة حاملــة تعيــش يف املدينــة‬ ‫الفاضلــة و تتصــور انهــا بالســلمية وأغصــان‬ ‫الزيتــون تســتطيع ان تــروض النظــام وتقلــم‬ ‫مخالبــه و اخــرا معارضــة رشيفــه ولكنهــا‬ ‫يتيمــة تقــاوم مبــا متلــك فتطفــو عــى الســطح‬ ‫تــارة و تخبــو تــارة اخــرى‬ ‫نظــام تــدرب عــى كثــر مــن املحــن وخــرج‬ ‫مــن اغلبهــا ســليام او بأقــل الخســائر وأتقــن‬ ‫متثيــل ادوار عديــدة كأن يكــون تــارة ثعلبــا‬ ‫وأخــرى ذئبــا ومــن ثــم حمــا وديعــا‬ ‫نظــام تفنــن يف عــامل االخرتاقــات للتيــارات‬ ‫املناهضــة لــه وأحســن اســلوب فــرق تســد‬ ‫فســبق ان شــق الحــزب الشــيوعي وجعــل‬ ‫منــه حزبــن وأيضــا االخــوان وجعلهــم اخوان‬ ‫و طليعــة و فتــح جعلهــا فتــح االنتفاضــة‬ ‫و فتــح االســام ولعــب عــى وتــر حــاس‬ ‫ملواجهــة منظمــة التحريــر‬ ‫نظــام اختـزان يف جعبتــه دامئــا بدائــل للتفاوض‬ ‫و اوراق يخرجهــا متــى شــاء يالعــب بهــا‬ ‫خصومهــا يقدمهــا قربانــا لهــم او يحرقهــا‬ ‫مــن اجلهــم ليكســب موقفــا او وقتــا او‬ ‫تأييــدا‬ ‫ولــو اردنــا ان نراجــع مواقــف النظــام عــى‬ ‫مــدى خمســون عامــا لوجدنــا العديــد مــن‬ ‫االمثلــه منهــا عــى ســبيل املثــال موقفــه مــن‬ ‫الحــرب االيرانيــة العراقيــة وابتـزاز دول الخليج‬ ‫و اخــرى موقفــه مــن الحــرب عــى الع ـراق‬ ‫وابتـزاز الغــرب للتحكــم بلبنــان وغــض الطــرف‬ ‫عــن تجاوزاتــه فيهــا وانتهــاء بانســحابه مــن‬ ‫لبنــان يف ‪ 2005‬المتصــاص غضــب الغــرب‬ ‫عــى جرميــة اغتيــال الحريــري‬

‫خــال ســنوات الثــورة ومنــذ اندالعهــا تفنــن‬ ‫النظــام بنمــط جديــد مــن املواجهــة وهــو‬ ‫اســلوب املرواغــه فأمــام حصــار العــامل لــه يف‬ ‫مواجهتــه للثــورة الســلمية اســتطاع ان يرغــم‬ ‫الثــورة عــى حمــل الســاح فأصبــح امــام‬ ‫الغــرب يواجــه ميليشــيات مســلحة تهــدد‬ ‫امــن وســيادة الدولــة و عندمــا صعــد املواجهــة‬ ‫باســلوب عنيــف واســتخدام املحرمــات‬ ‫كســاح الكيــاوي وتأهــب العــامل ملواجهتــه‬ ‫او عــى االقــل ملعاقبتــه ســارع بتســليم‬ ‫الســاح الكيــاوي وهنــا يجــب ان نتوقــف‬ ‫عــن وظيفــة الســاح الكيــاوي فمــن الخطــأ‬ ‫ان نتصــور ان النظــام بنــى هــذه الرتســانة‬ ‫مــن االســلحة الكيامويــة ليحــارب بهــا او‬ ‫ليخلــق بهــا نوعــا مــن التــوازن مــع العــدو‬ ‫االرسائيــي ألن اصغــر خبــر اسـراتيجي يعلــم‬ ‫انــه ســاح يشــكل عــبء عــى صاحبــه‬ ‫اكــر مــن الخصــم خصوصــا اذا كان الخصــم‬ ‫مبحاذاتــه وميتلــك قــدرة عســكرية تتفــوق‬ ‫عليــه اضعــاف مضاعفــة‬ ‫اذن الســاح الكيــاوي خلــق ليكــون ورقــة‬ ‫تفــاوض يحرقهــا النظــام متــى يشــاء وعندمــا‬ ‫يفــاوض او عندمــا يحــارص ليكســب مــن‬ ‫خــال هــذا التنــازل عــى مكاســب كفــك‬ ‫الحصــار كــا فعــل عنــد االنســحاب مــن‬ ‫لبنــان او ليكســب وقتــا يســتعيد فيه انفاســه‬ ‫مــن جديــد فالســاح الكيــاوي ســاح تفاوض‬ ‫ال ســاح مواجهــة‬ ‫وداعــش ال تختلــف كثــرا عــن الســاح‬ ‫الكيــاوي الــذي كان بيــد النظــام وســبق‬ ‫ان اســتخدمها النظــام يف العــراق ليوقــف‬ ‫الزحــف االمريــي الــذي بــدء بالعـراق وكاد‬ ‫ان يجتــاح ســوريا ليســقط النظــام فيهــا كــا‬ ‫اســقط نظــام بغــداد‬ ‫اليــوم يعيــد النظــام فتــح البــاب لداعــش‬ ‫لتدخــل اىل العمــق الســوري تنــوب عنــه‬ ‫باغتيــال الثــورة وتشــويه صورتهــا وليحصــل‬ ‫عــى اجــاع دويل ملواجهــة الداخــل بحجــة‬ ‫االرهــاب الــدويل لداعــش بعــد ان فشــل‬ ‫بالحصــول عــى تأييــد العــامل إلســقاط الثــورة‬ ‫داعــش هــو فزاعــة النظــام للغــرب والعــامل‬ ‫كلــه يعلــم انهــا صناعــة النظــام ولكنــه‬ ‫مجــر عــى التعامــل مــع نظــام متوحــش‬ ‫بــدأ يفــكك حجــارة يف جســم الســد ليغــرق‬ ‫بالســيول كل املنطقــة‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫مو كل مرة بتسلم الجره‬

‫الهاتف الذكي وسيلة عملية للتواصل لكن محفوفة بالمخاطر‬

‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫تقانة‬

‫تتابــع حملــة أمنــي عملهــا لألســبوع الســابع‬ ‫لتوعيــة الســوريني حــول األخطــار املرتبطــة‬ ‫باســتخدام تكنولوجيــا االتصــاالت واملعلومــات‬ ‫حيــث متــت مناقشــة موضــوع الهاتــف الــذيك‬ ‫والهاتــف املحمــول مــن زاويتــي األمــان‬ ‫والخصوصيــة‪.‬‬ ‫يبقــى الســؤال األكــر ألحاحــا هــو إىل أي مــدى‬ ‫تعتــر الهواتــف الجوالــة آمنــه؟‬ ‫تعــد الهواتــف الجوالــة الوســيلة األوىل‬ ‫للتواصــل يف الــرق األوســط‪ .‬كــا أن هنــاك‬ ‫عــددا ً متزايــدا ً مــن األشــخاص الذيــن بــدؤوا‬ ‫بالنفــاذ إىل اإلنرتنــت مــن خــال هواتفهــم‪.‬‬ ‫وعــى رغــم الطفــرة يف اســتعامل اإلنرتنــت‬ ‫التــي ظهــرت يف العامــن األخرييــن‪ ،‬يبقــى‬ ‫اإلتصــال وإرســال الرســائل النصيــة القصــرة‬ ‫أكــر الخدمــات اســتعامالً يف الهاتــف‪ .‬إىل أي‬ ‫حــد يعــد هــذا اإلســتعامل آمنــاً؟‬ ‫هنــاك جــواب بســيط؛ اســتعامل الهاتــف‬ ‫الجــوال ال ميكــن أن يكــون آمنـاً‪ .‬إن تكنولوجيــا‬ ‫‪ GSM‬التــي تسـ ّـر الهواتــف الجوالــة اليــوم مل‬ ‫يتــم تطويرهــا ملراعــاة خصوصيتكــم وأمنكــم‪،‬‬ ‫وبالتــايل‪ ،‬فإنــه مــن املســتحيل جعــل اســتعامل‬ ‫هاتفكــم الجــوال آمــن بشــكل كامــل‪.‬‬ ‫ليــس فقــط مــن الســهل عــى مــزودي الخدمــة‬ ‫والحكومــات أن يتنصتــوا عــى محادثاتكــم‪،‬‬ ‫ولكــن ميكنهــم أيضــاً أن يعرفــوا موقعكــم‪،‬‬ ‫واألماكــن التــي زرمتوهــا‪ ،‬وهويتكــم‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل األشــخاص الذيــن اتصلتــم بهــم‪ .‬واألســوأ‬ ‫هــو أنكــم ال تســتطيعون فعــل أي يشء حيــال‬ ‫ذلــك! عندمــا تشـغّلون هاتفكــم‪ ،‬تتــم مشــاركة‬ ‫بياناتكــم مــع الســلطات ومشــغيل خدمــة‬ ‫الخليــوي‪ .‬لــذا‪ ،‬مــن املهــم أال تســتعملوا‬ ‫هاتفكــم يف أي اتصــاالت حساســة أو أوضــاع‬ ‫ال تريــدون فيهــا الكشــف عــن موقعكــم‪.‬‬ ‫تخيّلــوا أ ّن الحكومــة قامــت بكشــف مجموعــة‬ ‫هواتــف تعــود إىل ناشــطني معارضني يجلســون‬ ‫يف الغرفــة نفســها‪ ،‬مــاذا ســتفعلون لــو كنتــم‬ ‫مــن بينهــم؟‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫يف الســنوات األخــرة أصبــح مــن الواضــح أنــه‬ ‫ميكــن تشــغيل امليكرفــون يف الهاتــف دون‬ ‫أن يالحــظ ذلــك املســتخدم‪ .‬لــذا ننصــح بــأن‬ ‫تطفئــوا هاتفكــم اثنــاء تواجدكــم يف اجتامعات‬ ‫حساســة‪.‬‬ ‫هنــاك اعتقــاد ســائد بــأن تغيــر الرشيحــة‬ ‫الهاتفيــة ســيجعل مــن املســتحيل عــى‬ ‫الســلطات أن تحــدد هويتكــم‪ .‬لســوء الحــظ‬ ‫ذلــك غــر صحيــح‪ .‬عندمــا تقومــون باســتعامل‬ ‫الرشيحــة مــع هاتــف مــا‪ ،‬فذلــك يعنــي‬ ‫أن هاتفكــم قــد “أصيــب”‪ ،‬أي تــم ربطــه‬ ‫بهويتكــم وتغيــر الرشيحــة الهاتفيــة لــن يغــر‬ ‫أي يشء‪ .‬الرشائــح املجهولــة واألجنبيــة ال توفــر‬ ‫أي حــل هــي األخــرى‪ ،‬إذ يجــب اســتخدامها‬ ‫بهاتــف جديــد يك ال يتــم ربطهــا بهويتكــم‪.‬‬ ‫فالحكومــات التــي تراقــب اســتعامل الهاتــف‬ ‫تقــوم بتجميــع ملفــات ضــد أشــخاص عــر‬ ‫مراقبــة األرقــام التــي يتصــل بهــا هاتفهــم‪.‬‬ ‫الهواتــف الجوالــة هــي أدوات ممتــازة‬ ‫للتواصــل‪ ،‬ولكــن مــن املفيــد التذكــر أنهــا أيضـاً‬ ‫أدوات ممتــازة ألجهــزة اإلســتخبارات التابعــة‬ ‫لحكومتكــم‪.‬‬ ‫كيــف أحافــظ عــى أمــن الهاتــف الــذيك‬ ‫العاملــة بنظــام أندرويــد‬ ‫• اســتخدم كلمــة مــرور لقفــل شاشــة الهاتــف‬ ‫ملنــع اآلخريــن مــن الدخول إليــه‪ .‬إن اســتخدام‬ ‫كلمــة مــرور تتحــاوز األرقــام األربعــة التــي‬ ‫يســتخدمها الغالبيــة عــادة ســيعزز مــن أمــن‬ ‫هاتفــك‪ .‬ال تســتخدم النمــط لقفــل الشاشــة‬ ‫حيــث ميكــن نســخه بســهولة (مــن‬ ‫خــال اثــار أصابعــك عــى‬ ‫الشاشــة‬ ‫• قــم بتنصيــب مضاد‬ ‫للفري و ســا ت‬ ‫مثــل أف ـرا عــى‬ ‫هاتقــك الــذيك‬ ‫وهــو يســاعدك‬ ‫عــى تحديــد‬ ‫إعــدادات األمــن‬ ‫املناســبة‪ ,‬وعــى تحديــد‬ ‫موقــع هاتفــك يف حــال فقدانــه‪,‬‬

‫وحاميتــه مــن الهجــات الخبيثــة التــي تصــل‬ ‫عــر الراوبــط الضــارة والرســائل القصــرة‬ ‫والتطبيقــات غــر املوثوقــه أو عندمــا تقــوم‬ ‫بوصلــه مــع جهــاز حاســب‪.‬‬ ‫• ال تــرك هاتفــك يف متنــاول اآلخريــن يف‬ ‫األماكــن العامــه ألن هــذا يعــرض معلوماتــك‬ ‫وبياناتــك للرسقــة أو يســمح للمتســللني‬ ‫بتنصيــب برمجيــات خبيثــة عليــه‪.‬‬ ‫• إســتخدم أحــد تطبيقــات التعميــة أو‬ ‫املجهوليــة كالشــبكات اإلفرتاضيــة الخاصــة‬ ‫مثــل أوروبــوت ‪ -‬تــور ألنردويــد أو ســايفون‪3‬‬ ‫مــن مصــادر موثوقــه‪.‬‬ ‫• ال تفتــح أيــة روابــط تأتيــك مــن مصــادر‬ ‫غــر معروفــه عــر الرســائل القصــرة أو الربيــد‬ ‫اإللكــروين‪ .‬قــد تحتــوي هــذه الرســائل عــى‬ ‫برمجيــات خبيثــه تحــاول اخــراق جهــازك‪.‬‬ ‫• قــم بتشــفري هاتقــك وبطاقــة الذاكــرة‪ .‬إن‬ ‫اســتخدام هــذا الخيــار يجعــل مــن العســر‬ ‫جــدا عــى املتطفلــن الوصــول إىل معلوماتــك‬ ‫وســجالت محادثتــك يف حــال متــت رسقــة‬ ‫الهاتــف‪.‬‬ ‫• قبــل الــروع يف عمليــة تشــفري الهاتــف‪,‬‬ ‫تاكــد مــن أن الهاتــف مشــحون بشــكل كامــل‬ ‫وأنــه موصــول مــع مخــرج للكهربــاء‬ ‫لمتابعــة القرائــة فــي النصائــح مكنكــم التوجــه إلــى‬ ‫موقعناعبــر األنترنــت‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫الطربوش‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫الشــعب ّية القدميــة ويغنيهــا تراثيـاً‪.‬‬ ‫فقــد لُبــس مــن قبــل الرجــال‬ ‫والشــباب عامــة‪ ..‬وكانــوا قدميــاً‬ ‫يتباهــون يف لونــه‪ ..‬حيــث كان‬ ‫اللــون األحمــر للشــباب‪ ..‬بينــا‬ ‫لــون األحمــر الداكــن القريــب‬ ‫مــن البنــي لكبــار الســن‪ .‬وقــد‬ ‫بالــغ القدمــاء يف تقديــر الطربــوش‬ ‫حيــث قــال البعــض عنــه‪ :‬مــن ال‬ ‫يرتــدي الطربــوش ال يكــون عــى‬ ‫قــدر مــن الرجولــة واملســؤولية‬ ‫يف إتخــاذ القــرارات الحاســمة‪..‬‬ ‫ويعــد رمــزا ً للجــاه والقــوة‬ ‫واملكانــة الدينيــة والسياســية‪..‬‬ ‫وكانــت املقاهــي واملنتديــات‬ ‫ال يدخلهــا مــن ال يعتمــر عــى‬ ‫رأســه طربوشــاً‪ .‬واليــوم خــف‬ ‫لبــس الطربــوش كثــرا ً يف اآلونــة‬ ‫األخــرة‪ ..‬باســتثناء بعــض الفئــات‬ ‫القليلــة‪ ..‬أي منــذ ســتينيات‬ ‫القــرن املــايض‪ ..‬واقتــر عــى‬ ‫فئــة محــددة مــن كبــار الســن‪..‬‬ ‫وظهــرت فئةحديثــة تهتــم بإحيــاء‬ ‫الـراث الشــعبي‪ ..‬لكــن مــع مــرور‬ ‫الزمــن يبقــى الطربــوش غارق ـاً يف‬ ‫الذاكــرة الشــعبية للذيــن اعتمــروه‬ ‫وتفاخــروا بــه عــر الزمــن‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ أي املدكــوك مــن العاميــة‬ ‫الســورية‬ ‫‪2‬ـ للقوالــب عــدة قياســات‬ ‫حســب حجــم الــرأس (قطــره)‬ ‫‪3‬ـ ويقــال لهــا بالعاميــة الســورية‬ ‫(الرششــوبة)‬ ‫‪4‬ـ وهــو عبــارة عــن قطعــة مــن‬ ‫القــاش يقــال لهــا ‪ 5‬نجــوم‪..‬‬ ‫مــن القــاش األبيــض الرقيــق‬ ‫وتدعوهــا النســوة (ال َيشْ ــا)‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سوريتنا‬

‫مــن منــا ال يتذكــر الطربــوش‬ ‫األحمــر‪ ..‬تلــك القطعــة الحمــراء‬ ‫التــي توضــع عــى الــرأس‪!..‬؟‪.‬‬ ‫نــراه ونشــاهده معلقــاً اليــوم يف‬ ‫الكثــر مــن األســواق الشــعبية‬ ‫كســوق الحميديــة الشــهري يف‬ ‫دمشــق‪ .‬يف حــن كان لــه يف املايض‬ ‫أســواقاً خاصــة بــه‪ ..‬تعــرف باســم‬ ‫أســواق الطرابيــش‪ .‬كان الطربــوش‬ ‫يعتــي الــرؤوس بــكل عــزة وفخــر‪.‬‬ ‫للطربــوش ذكريــات وقصــص‬ ‫تبقــى يف أذهــان مــن لبســه مــن‬ ‫الرجــال يف املــايض‪ ..‬يف كل مــن‬ ‫ســوريا ولبنــان وفلســطني واملغرب‬ ‫وتركيــا‪ .‬الطربــوش هــو غطــاء‬ ‫للــرأس‪ ..‬مثلــه مثــل القبعــة‪..‬‬ ‫والحطــة البيضــاء‪ ..‬والكوفيــة‪..‬‬ ‫والطاقيــة‪ ..‬والعقــال‪ .‬لكــن مصــدر‬ ‫الطربــوش كان مــن النمســا‪..‬‬ ‫وأول مــن لبســه هــو ِ‬ ‫الخديــوي‬ ‫إسامعيل‬

‫يف مــر‪ .‬وقــد اســتقدم كل‬ ‫اإلمكانــات مــن النمســا لعمــل‬ ‫مصنــع للطرابيــش يف منطقــة فوة‪،‬‬ ‫اســتغنت مــن بعدهــا مــر عــن‬ ‫اســترياد الطرابيــش‪ .‬حيــث كانــت‬ ‫مــر تســتورد الطربــوش مــن‬ ‫بلــد املنشــأ‪ .‬الطربــوش عبــارة عــن‬ ‫شــكل هنــديس يدعــى املخــروط‬ ‫األســطواين‪ ..‬يصنــع الطربــوش مــن‬ ‫الصــوف املضغــوط(‪ )1‬املحــاك‬ ‫عــى قوالــب مــن النحــاس(‪)2‬‬ ‫تكبــس عــى الحــرارة‪ ..‬وكان‬ ‫ملقــاس كل رأس قالــب خــاص‪..‬‬ ‫أمــا املقاســات فتــراوح مــا بــن‬ ‫‪22‬ســم إىل ‪ 75‬ســم‪ .‬كــا يصنــع‬ ‫أيض ـاً مــن الجــوخ ويوضــع معــه‬ ‫القــش‪ ،‬حيــث مهمــة القــش عــزل‬ ‫الرطوبــة مــن جهــة‪ ..‬ومــن جهــة‬ ‫أخــرى يكتســب املتانــة والثبــات‪.‬‬ ‫أمــا مــا مييــز الطربــوش عــن غــره‬ ‫مــن ألبســة الــرأس فهــو الرشابــة‬ ‫الذهبيــة(‪ )3‬أو الرشابــة الحريريــة‬ ‫الســوداء‪.‬‬

‫وكانــت تســتغرق عمليــة الصنــع‬ ‫مــدة نصــف ســاعة وهــي املــدة‬ ‫الالزمــة لكبــس الطربــوش عــى‬ ‫الســتارة‪ .‬أمــا الرشابــة التــي تتــدىل‬ ‫مــن ســطحه العلــوي‪ ،..‬فــكان لهــا‬ ‫عــدة أطــوال‪ ..‬تتناســب وطولــه‪.‬‬ ‫إذ تختلــف يف الطــول والقــر‪.‬‬ ‫للطربــوش عــدة أشــكال وعــدة‬ ‫ألــوان‪ .‬فمــن أشــكاله العديــدة‬ ‫الكبــر املرتفــع‪ ..‬واملتوســط‪..‬‬ ‫والقصــر‪ ،‬الــذي يســمى الطربــوش‬ ‫املغــريب‪ .‬أمــا عــن ألوانــه فمنهــا‬ ‫األحمــر الغامــق‪ ..‬واألحمــر‬ ‫الفاتــح‪ ..‬واألبيــض‪ .‬ومــن أنواعــه‬ ‫مــا يســمى املهاينــي والعظمــة‬ ‫والحســيني والســبيعي والبكــري‪.‬‬ ‫أمــا وضعــه عــى الــرأس فــكان لــه‬ ‫مدلــوالت عديــدة منهــا‪ ..‬القريــب‬ ‫مــن الجبهــة إىل األمــام فيــدل‬ ‫عــى عنفــوان الشــباب وفتوتهــم‪..‬‬ ‫أمــا املائــل إىل الــوراء فــكان لكبــار‬ ‫الســن‪ .‬واســتخدم الطربــوش يف‬ ‫الجنــازات الشــعبيّة التــي كانــت‬ ‫تقــام للمتوفــن‪ ..‬حيــث يوضــع‬ ‫الطربــوش عــى مقدمــة النعــش‬ ‫كداللــة عــى أن املتــويف رجــاً‪..‬‬ ‫وعندمــا تكــون املتوفــاة امــرأة‪..‬‬ ‫فيوضــع لهــا (غطــاء أبيــض)(‪.)4‬‬ ‫للطربــوش يف الزمــن الغابــر أهمية‬ ‫ورونــق وجــاه‪ ..‬فــا يكتمــل الــزي‬ ‫الشــعبي إال بلبســه‪ .‬وكانــت بيوت‬ ‫الشــام تضــع قوالــب يك يعلــق‬ ‫عليهــا الطربــوش‪ .‬وكان الطربوش‬ ‫يكــوى وينظــف عنــد منظــف‬ ‫الطرابيــش‪ ..‬يحيــث يعيــد كيــه‬ ‫وكبســه عــى القالــب مــن جديــد‬ ‫فريجــع جديــدا ً‪ .‬وكان يلبســه‬ ‫الفقــر والغنــي عــى حــد ســواء‪.‬‬ ‫يدخــل الطربــوش يف قســم األزيــاء‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫الغرق‬

‫فقرة صحية‬

‫أوكسجينيات‬

‫يف ظــل اإلنتهــاكات التــي يتعــرض لهــا الســوريني يف شــتى بقــاع األرض‬ ‫مــا أضطرهــم للهجــرة غــر الرشعيــة عــر البحــر إىل أماكــن يحســبونها‬ ‫أكــر أمنـاً عــى حياتهــم رغــم خطــورة طــرق الوصــول‪.‬‬ ‫هــام "وفــي هــذه الفقــرة الصحيــة ال نشــجع أبـدًا علــى هــذا الســلوك وإنمــا نقــدم‬ ‫بعــض الحلــول الصحيــة التــي تنقــز حيــاة بعــض الغارقيــن"‪.‬‬ ‫يــؤدي الغــرق إىل االختنــاق إمــا بواســطة دخــول املــاء إىل الرئتــن أو‬ ‫بتشــنج الحنجــرة الــذي ينجــم عنــه تضيــق مســلك الهــواء (الغــرق‬ ‫الجــاف)‪ .‬قــد يحــدث احتقــان الرئتــن برسعــة‪ ،‬وقد متــر عدة ســاعات قبل‬ ‫أن يظهــر‪ .‬إذا حصــل الغــرق يف مــاء بــارد فقــد يتعــرض املصــاب لخطــر‬ ‫هبــوط درجــة الحـرارة‪ ،‬لذلــك مــن الــروري تدفئتــه مــع مالحظــة أن‬ ‫الت ـ ّرد الشــديد يجمــي الدمــاغ‪.‬‬ ‫األعراض و العالمات‬ ‫ قد يظل الجسم مرتخياً‪.‬‬‫ تبدو نفس أعراض وعالمات االختناق‪.‬‬‫ يحتقن الوجه والعنق وتربز األوردة‪.‬‬‫ ظهور الزبد حول شفتي املصاب وفمه وأنفه‪.‬‬‫المساعدة األولية‬ ‫‪ -‬أخــرج مــن فــم املصــاب برسعــة كل مــا ميكــن أن يســد مســلك الهــواء‬

‫كاألعشــاب البحريــة‪ ،‬وابــدأ التنفــس االصطناعــي فــورا ً‪ .‬حتــى يف املــاء‬ ‫ميكــن بــدء التنفــس إذا كان املصــاب ســاكناً‪ .‬وإذا كان عمــق املــاء ميكّنك‬ ‫مــن اســتعامل إحــدى يديــك قــم بذلــك لســند جســم املصــاب‪ ،‬واليــد‬ ‫األخــرى لســند رأســه وس ـ ّد أنفــه‪ ،‬ثــم قــم بإج ـراء التنفــس مــن الفــم‬ ‫للفــم‪ .‬إذا حصــل الغــرق يف ميــاه عميقــة‪ ،‬قــم بالنفــخ عندمــا تتمكــن‬ ‫أثنــاء ســحب املصــاب إىل الشــاطيء‪.‬‬ ‫ عندمــا تتمكــن مــن وضعــه عــى ســطح صلــب‪ ،‬تحقــق مــن تنفســه‬‫ونبضــه‪ ،‬وواصــل اإلنعــاش إذا لــزم األمــر‪.‬‬ ‫مبجــرد أن يبــدأ املصــاب بالتنفــس؛ ضعــه يف وضــع اإلفاقــة و قــم‬‫بتدفئتــه‪ ،‬وإذا أمكــن انــزع عنــه املالبــس املبللــة وجففــه‪ ،‬وغطــه‬ ‫بأغطيــة إضافيــة وعالــج هبــوط الحــرارة‪.‬‬ ‫‪ -‬اعمل عىل نقله إىل املستشفى وأبقه يف وضع املعالجة‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫التعايش السلمي‬

‫هــو مفهــوم جديــد يف العالقــات الدوليــة‬ ‫ومعنــاه انتهــاج سياســة تقــوم عــى مبــدأ قبول‬ ‫فكــرة تعـ ّدد املذاهــب اإليديولوجيــة والتفاهم‬ ‫بــن املعســكرين الغــريب والرشقــي يف القضايــا‬ ‫الدوليــة‪ .‬و تدعــو األديــان كافّــة إىل التعايــش‬ ‫الســلمي فيــا بينهــا‪ ،‬وتشّ ــجع لغــة الحــوار‬ ‫والتفاهــم والتعــاون بــن األمــم املختلفــة‪.‬‬

‫العولمة‬

‫تعنــي جعــل الــيء عاملــي االنتشــار يف مــداه أو‬ ‫تطبيقــه بحيــث يكــون مناســباً أو مفهومــاً أو يف‬ ‫متنــاول مختلــف دول العــامل‪ .‬تكــون العوملــة عملية‬ ‫اقتصاديــة يف املقــام األول ثــم سياســية‪ ،‬ويتبــع ذلــك‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫الجوانــب االجتامعيــة و الثقافيــة وهكــذا‪ .‬ومتتــد‬ ‫العوملــة لتكــون عمليــة تحكّــم وســيطرة ووضــع‬ ‫قوانــن وروابــط‪ ،‬مــع إزاحــة أســوار وحواجــز‬ ‫مح ـ ّددة بــن الــدول وبعضهــا البعــض‪.‬‬ ‫تعمــل العوملــة عــى جعــل العــامل قريــة‬ ‫صغــرة تتقــارب فيهــا الصــات بــن األجــزاء‬ ‫املختلفــة مــن العــامل مــع ازديــاد ســهولة‬ ‫انتقــال األفراد‪،‬باإلضافــة إىل التفاهــم املتبــادل‬ ‫والصداقــة بــن ســكان األرض‪ .‬وازديــاد الحريــة‬ ‫االقتصاديــة وقــوة العالقــات بــن أصحــاب‬ ‫املصالــح الصناعيــة يف بقــاع األرض املختلفــة‪.‬‬ ‫أمــا مســاوئ العوملــة فيتمثــل يف اســتغالل‬ ‫الــدول الكــرى لــدول العــامل الثالــث وصهــر‬ ‫تلــك الــدول اقتصاديــاً وقوميــاً يف البوتقــة‬ ‫العامليــة‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫النظام واالنشقاق السياسي‬ ‫جواد أسود | أوكسجين‬ ‫رمبــا يكــون االنشــقاق يف هــرم القيــادة العســكرية للنظام مســتبعد نوعاً‬ ‫مــا يف هــذه اآلونــة‪ ،‬والســبب أن االنشــقاقات العســكرية والتصفيــات‬ ‫امليدانيــة للضبــاط املعارضــن خــال الثــاث ســنوات املاضيــة‪ ،‬أفرغــت‬ ‫القيــادة مــن العنــارص التــي ميكــن أن تــؤدي دورا ً فعــاالً يف حالــة متــرد‬ ‫يف صفــوف القــوات املســلحة‪ ،‬األمــر الــذي جعــل جيــش النظــام ذو‬ ‫طيــف أحــادي اللــون‪ ،‬ســواء كان مذهبيـاً أو مــن زاويــة الــوالء للقيــادة‪،‬‬ ‫وذلــك عــى مســتوى الضبــاط القــادة وصــوالً إىل األفــراد الذيــن ال‬ ‫يتعــدى تفكريهــم حــدود املحافظــة عــى النظــام‪ ،‬ألنــه برأيهــم الضامنــه‬ ‫الوحيــدة للبقــاء‪ ،‬وال ميلكــون أفقـاً سياســية تجعلهــم يفكــرون بالبدائــل‬ ‫أو حتــى بــأي مخــرج لتلــك األزمــة‪ ،‬ويتعاملــون مــع الوضــع مــن مبــدأ‬ ‫الفاقــد أي أكــون أو ال أكــون‪ .‬بينــا عــى الصعيــد الســيايس فاألمــر‬ ‫مختلــف‪ ،‬إذ أن الساســة يضعــون العواقــب وال يجنحــون إىل العنرتيــات‪،‬‬ ‫إال أنهــم يشــركون مــع القــادة العســكريني بأنهــم أوال وأخــرا ً تجــار‪،‬‬

‫ولكــن الســيايس تاجــر مغامــر مفــاوض وم ـراوغ ويتواصــل مــع طبقــة‬ ‫الص ّنــاع والتجــار فيتعلــم منهــم سياســة املصالــح املاديــة‪ .‬األزمــة يف‬ ‫ســوريا؛ دفــع تجــار الشــام حاضنــة النظــام أعبــاء كثــرة‪ ،‬فمــن توقــف‬ ‫الحــال إىل إغــاق وتضييــق املنافــذ عليهــم‪ ،‬إىل العقوبــات االقتصاديــة‬ ‫التــي حــارصت أعاملهــم وق ّيــدت تحويالتهــم‪ ،‬هــذا الوضــع يتفه ّمــه‬ ‫السياســيون أصحــاب النفــس التجــاري أكــر مــن غريهــم‪ ،‬فأصبحــوا‬ ‫يدركــون اآلن أن ســفينة الوطــن لــن ترســو عــى شــاطىء األمــان‪ ،‬طاملــا‬ ‫قبطانهــا ومالحوهــا أقطــاب النظــام‪،‬‬ ‫هــذا اإلدراك مــع قدمــه إال أنــه اليــوم أصبــح يشــكّل ضغطــاً يدفــع‬ ‫رضيبتــه التجــار والص ّنــاع وسياســيو املصالــح‪ ،‬مــا يدفعهــم إىل التفكــر‬ ‫بأنــه خوفـاً مــن أن تغــرق الســفينة البــأس مــن إلقــاء القبطــان األهــوج‬ ‫وبعــض مالحيــه بالبحــر لتعــود الســفينة إىل توازنــه‪،‬‬ ‫ال تســتغربوا إذا كان ســقوط النظــام بفعــل الضغــط الســيايس للبــاط‬ ‫الحاكــم متمثــاً مبوازيــن القــوى السياســية ورجــال األعــال حاضنــة‬ ‫النظــام‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١٢٤‬الثالثاء ‪2014\٠٨\٢٦‬‬

‫الجامعــات العســكرية التــي تقهــر باســم‬ ‫اإلســام وتطبيــق الرشيعــة والــرع؛ فتخلــط‬ ‫بــن األخــاق والقانــون والرشيعــة‪ ،‬وتتدخــل‬ ‫يف حيــاة النــاس بشــكل قمعــي مرتديــة لبــوس‬ ‫املدافــع عــن املذهــب والرشيعــة واألخــاق‬ ‫تحقيقــاً لرشعيــة سياســية‪ ،‬ال ميكــن أن‬ ‫تنجــز مشــاريع تحرريــة أصيلــة؛ ألن ســلوكها‬ ‫غريــب مســتهجن ورجعــي‪ ،‬وتبحــث عــن‬ ‫ســلطة ونفــوذ‪ ،‬وهــي مشــبوهة ألنهــا تخــوض‬ ‫معــارك مفتعلــة وجانبيــة بــدل أن تخــوض‬ ‫يف معركــة األمــة املصرييــة ؛فال ـراع األســايس‬ ‫بــن العــرب أنفســهم‪ ،‬وبــن العــرب والغــرب‪،‬‬ ‫هــو مــع أنظمــة رسائيــل وداعميهــا ‪ ،‬ومــع‬ ‫أنظمــة الطغيــان املوجــودة لحاميــة إرسائيــل‬ ‫ومــروع الصهيونيــة‪ .‬وأي يشء ال يقــع ضمــن‬ ‫هــذه املنظومــة يثــر الشــبهات والتســاؤالت‪.‬‬ ‫داعــش ومثيالتهــا تنظيــات إللهــاء النــاس‬ ‫عــن التفكــر املتنــور وعــن التغيــر التاريخــي‬ ‫ومعــارك التحــرر‪ .‬ولهــا وجــود يف عقليــة‬ ‫الفكــر التكفــري الــذي تحضنــه عقليــة ســلف ّية‬ ‫مدعومــة مــن أنظمــة املنطقــة والعــامل‪.‬‬ ‫داعــش مــاكان لهــا أن متتــد لــوال وجــود‬

‫عقائــدي وســيايس‬ ‫يحضنهــا؛ لكــن‬ ‫مكافحتهــا باملحاربــة واإلقصــاء الدمــوي لــن‬ ‫يجنــي ســوى اســتنزاف الجميــع؛ ألنهــا حركات‬ ‫قويــة بــروح الفريــق الجهاديــة‪ ،‬وبالدعــم‬ ‫الــذايت والخارجــي‪ ،‬ومبــا تقــوم بــه مــن تأصيــل‬ ‫لهويــة عقيديــة وسياســية تحتــوي نخبويــة‬ ‫شــعب اللــه املختــار القــادرة عــى تصفيــة‬ ‫املعاديــن بــدم بــارد‪ .‬حتـاً لــن تكــون النتائــج‬ ‫عادلــة ومنصفــة عندمــا يواجــه اإلرهــاب‬ ‫إرهاب ـاً‪ ،‬داعــش تحمــل عنف ـاً ال يســتهان بــه؛‬ ‫رسطــن‬ ‫ألنهــا مــرض خــرج مــن قهــ ٍر ثــم ت ّ‬ ‫ومــن الصعــب الســيطرة عليــه‪ .‬ومــن الخطــأ‬ ‫رضبهــا حالي ـاً بالثــورة؛ لكــن الثــورة املضــادة‬ ‫التــي ضمــت حتــى مجموعــة مــن ناشــطي‬ ‫الثــورة الذيــن ســقطوا ملحاربــة الجهاديــن‬ ‫والثــوار‪ ،‬واصطفــوا يف املــروع األمريــي‬ ‫هــم الذيــن يربكــون حركــة الثــورة ويضللــون‬ ‫ويعيــدون االصطفــاف ملعــاداة الثــورة خوف ـاً‬ ‫مــن اســلمتها‪ ،‬وهــؤالء ال يقــل خطرهــم عــن‬ ‫داعــش بــل قــد يزيــد‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫منوع‬

‫تتمة مقال خلط األوراق حتى اإليهام‬

‫أمريكا والعامل سيزيد االحرتاق يف سوريا‪..‬‬ ‫قطعــا داعــش ليســت منــوذج الثــورة الســورية‬ ‫وال املطلــوب لســوريا املســتقبل؛ ألنهــا وبغــض‬ ‫النظــر عــا قيــل فيهــا مــن حقيقــة ومبالغــة‬ ‫وحــق وباطــل‪ ،‬شــكل يفتقــر ألخالقيــات الثورة‬ ‫ونبالــة الحــرب التحرريــة ومعركــة النهضــة‪،‬‬ ‫هــي عنــف وطغيــان‪ ،‬تنعــدم يف مســارها‬ ‫الحكمــة السياســية واملرونــة اإلنســانية‪ .‬لكــن‬ ‫مــن الــروري‪ ،‬يف ضــوء املســتجدات إعــادة‬ ‫تعريــف مصطلــح اإلرهــاب وتحديــده‪ .‬أليــس‬ ‫إرهابـاً عندمــا تقــوم ميليشــيات كرديــة بطــرد‬ ‫آالف العــرب مــن بيوتهــم ومدنهــم؟‬ ‫أليــس إرهابــاً التصعيــد الطائفــي الســيايس‬ ‫والفكــري والعســكري والتجييــش املذهبــي‬ ‫الــذي يثــر الفتنــة ضــد اإلســام الســنة بقيــادة‬ ‫قــادة سياســيني يدعــون لالقتتــال الطائقــي‬ ‫وميارســونه؟‬ ‫أليــس إرهابــاً عندمــا يســتدعي فريــق مــن‬ ‫الشــعب أمريــكا لتقتــل خصومــه وتقســم‬ ‫األرض وتحتلهــا؟‬ ‫أليــس إرهابــاً أن تقتــل أمريــكا الشــعوب‬ ‫وتغــزو بالدهــا؟‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.