أوكسجين العدد 41 - 13-1-2013

Page 1

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫العدد (‪)41‬‬

‫أنا بتنفس حرية ‪..‬‬

‫المعارضة في الخنادق‬ ‫أم في الفنادق‬ ‫هل ينتهك الجيش الحرّ‬ ‫حقوق اإلنسان!!‬ ‫حوار لم يكتمل‪..‬‬ ‫مع فريق ضحكة بغصة‪..‬‬

‫أوكسجني ‪..‬‬ ‫بقلم الداخل نرسم سوريا املستقبل ‪..‬‬

‫‪13/01/2013‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫االفتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬ ‫الفكرة أزهرت من خلف القضبان لتثمر من تفاح الزبداين (أوكسجين)‬ ‫وتتم عامها األول‪ ..‬ونستمر وبالعطاء ونحمل يف جعبتنا تذاكر سفر تحلق‬ ‫بالقارئ بعيدا عن عن كل املنظرين وتطلب من معارضة الخارج الكف عن‬ ‫التنظري‪ ..‬بينام نسأل الشارع هل الجيش الحر ينتهك حقوق اإلنسان؟؟!! وتأيت‬ ‫اإلجابة يف تحقيقنا هذا اإلسبوع ‪ ..‬وكان لنا رشف اللقاء األخري مع الشهيد‬ ‫وسام برهان ‪ ..‬وزمالئه يف فريق ضحكة بغصة ‪ ,,‬حيث حوارنا مل يكتمل ‪ ..‬إال‬ ‫بغصة رسقت بسمتنا‪ ..‬ونطلب من كل اليائسني الصرب إن الحزن ليس مقيم‬ ‫لدينا ‪ ..‬بل الصباح سيأيت محمالً بالنرص والفرح ‪..‬‬ ‫وكام عودتنا أوكسجني أن تلقي الضوء عىل النقاط الثائرة ‪ ..‬فكان ملدينة شهبا‬ ‫السويداء نصيب من صفحاتنا لتحدثنا عن عراقة تاريخها ‪ ..‬وطابع ثورتنا‬ ‫فيها ‪ ...‬لنصل عرب التاريخ إىل مقارنة بني الحضارة السورية الداخلة يف عمق‬ ‫التاريخ‪ ..‬مع بعض الدول املستحدثة والتي حققت وبرسعة عالية نجاحا‬ ‫عاملياً‪ ..‬ونع ّرف قرائنا بحاقون الزبداين ‪ ..‬ونقرأ خطاب األسد كام شاهدناه‬ ‫‪ ..‬ونوجه رسالة شوق إىل حرائرنا القابعات خلف القضبان ‪ ..‬ويكتمل العدد‬ ‫بفقراتنا الثابتة ‪ ..‬وأدبياتنا‪..‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ 3‬المعارضة في الخنادق أم في الفنادق‬ ‫‪ 4‬هل ينتهك الجيش الحرّ حقوق اإلنسان!!‬ ‫‪ 5‬من هنا و هناك‬ ‫‪ 6‬حوار لم يكتمل‪ ..‬ضحكة بغصة‪..‬‬ ‫‪ 7‬إشراقات إسالمية‬ ‫‪ 8‬أوكسجنيات‪ ،‬قاموس أوكسجين‬ ‫‪ 9‬شهبا‪ ..‬تاريخ ينسج ثورة‬ ‫‪ 10‬صفة السوري‪ ,‬أُنموذجاً؟؟‬ ‫يّ‪..‬‬ ‫‪ 11‬زبدانيات‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫الحاقون الزَبَدانِ ْ‬ ‫‪ 12‬المهزلة و صراخات الراعي‬ ‫قراءة هزلية في خطاب األسد‬ ‫‪ 13‬رسالة للمعتقالت‬ ‫‪ 14‬أوكسجين أدب‬ ‫‪ 15‬منوعات وأبراج‬

‫عام مضى وأوكسجني مستمرة حتى النصر وبناء سوريا احلرة‪..‬‬

‫ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫الزبداني‪ ..‬ثوب أبيض مضرج بدماء شهدائنا الذكية‪..‬‬

‫الكويت‬

‫‪2‬‬


‫نقد‬

‫المعارضة في الخنادق أم في الفنادق‬ ‫إن نظرة واقعية رسيعة لحال املعارضني‬ ‫السوريني يف الخارج‪ ..‬الذين ال يشملهم‬ ‫اإلئتاف الوطني‪ .‬أولئك الذين يعيشون‬ ‫منفصلني بإرادتهم وبعيدين كل البعد عن‬ ‫الحراك الداخيل الثوري السوري‪ ..‬بعد أن‬ ‫أقصوا أنفسهم ببلدان بعيدة ال يعرفونها‬ ‫إالّ عىل خريطة وجغرافيا العامل ‪ ..‬يحيون‬ ‫برغد هناك يف منافيهم‪ ..‬يتنقلون بني‬ ‫الفنادق الفخمة بخمسة نجوم وبني الفيالت‬ ‫الصغرية التي يقطنوها‪ ..‬ينامون عىل أرسة‬ ‫من الحرير ويتوسدون ريش النعام‪ ..‬حيث‬ ‫الدفء والخبز متوفرين‪ .‬أما الغاز لديهم‬ ‫فمدد يف أقنية خاصة داخل الجدران ‪ ..‬ال‬ ‫يدخل هاجس الرغيف وال جرة الغاز لتؤرق‬ ‫أحالمهم الوردية‪ ..‬ولن يقفوا طويالً يف‬ ‫طوابري املازوت والغاز ‪ ..‬يض ّيعون أوقاتهم‬ ‫الثمينة ورؤيتهم املوضوعية الفذة للثورة‬ ‫السورية يف مثل هذه السخافات‪ ..‬حيث‬ ‫البال مرتاح والجيوب مآلنة بالدوالرات‬ ‫واليورو والجنيهات‪ ..‬وما أدراكم ما اليورو‬ ‫والجنيهات اإلسرتلينية‪....‬؟!!‪.‬ينظرون إىل‬ ‫أنفسهم بأنهم من معاريض الخارج ويعيشون‬ ‫يف غري هذا الواقع‪ ..‬مصابني بالشيزوفرينيا‪..‬‬ ‫منفصلني عن الواقع وعن ذاتهم‪ ..‬ال يطالون‬ ‫أرضاً وال سامء‪ .‬يرون أنفسهم كباراً كالطيور‬

‫التي تحلق عالياً يف السامء‪ ..‬يف حني يراههم‬ ‫أطفال سوريا وهم ينظرون إليهم من عىل‬ ‫األرض صغاراً جداً‪ ،‬بل متناهني يف الصغر‪..‬‬ ‫أمام تضحيات أخوانهم‪ ..‬ومبا أنهم يف رحالت‬ ‫سياحية وإستجامم ال مثيل لهام‪ ..‬وال نعلم‬ ‫زمن إنتهاء النقاهة واإلستجامم يف ربوع‬ ‫أوروبا وأمريكا والعامل‪ ..‬ال يحق لهؤالء‬ ‫الحفنة الرباغامتيني‪ ..‬التنظري‪ ..‬وما أدراكم ما‬ ‫التنظري املجرد؟‪ .‬إنه وبدون إسقاطات كالم‬ ‫يهدف إىل مقاربة الواقع‪ ،‬مقاربة موضوعية‬

‫تق ّرب من وجهة نظرهم ومن واقعهم يف‬ ‫الغربة مبا يحدث يف الداخل السوري املشتعل‬ ‫كالربكان‪ ..‬ويقتنعون مبا يرونه مناسباً إذ‬ ‫ميسكون العصا من وسطها ويحركونها عن‬ ‫بُعد بالرميوت كونرتول يف حني يقول واقعهم‬ ‫الحايل‪ :‬أنهم منقسمون ومترشذمون عىل‬ ‫غري هدى‪ ,‬حسب التناقضات يف مصالحهم‬ ‫الشخصية‪ ...‬ومبا أنهم مرتاحون من ضغوط‬ ‫الظروف الداخلية يف سوريا ومعظمهم‬ ‫مخريّون يف املنايف‪ ..‬وبعيدون كل البعد عن‬ ‫املتطلبات الحقيقية امللحة التي يعيشها‬ ‫املواطن يف الداخل الشعب السوري ويعاين‬ ‫منها ويف تأمينها األمرين‪ ...‬فيجدر بكم‬ ‫وبكونكم الفئة الطفيلية املنتفعة واملتسلقة‬ ‫عىل شجرة الثورة السورية أن تخجلوا من‬ ‫أنفسكم‪ ..‬وأود أن أسألكم سؤاالً وجيهاً‬ ‫إن تفضلتم واستمعتم إلينا ‪..‬نحن متحديث‬ ‫الداخل الثائر‪ ..‬لو مل تحدث الثورة السورية‬ ‫هل كنتم ستغادرون سوريا وسرتون ما‬ ‫رأيتم وتنعمون مبا نعمتم به اليوم‪ ..‬ال‬ ‫أعتقد ذلك‪..‬‬ ‫فرحمة بنا ‪ ..‬وألننا ال ينقصنا املزيد من‬ ‫الهموم واآلالم‪ ..‬فاألجدر بكم أن ترتكونا‬ ‫وشأننا السوري‪ .‬وتصمتوا إىل األبد‪.‬‬

‫سوري حر‪..‬‬

‫‪3‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تحقيق العدد‬

‫ّ‬ ‫هل ينتهك الجيش الحر حقوق اإلنسان!!‬ ‫نستطيع كإعالميني من أبناء املنطقة‬ ‫التنقل بحرية داخل الزبداين ‪ ،‬نلتقط صورا ً‬ ‫ألبنية محرتقة وشوارع مدمرة ‪ ،‬أما االقرتاب‬ ‫من مقرات الجيش الح ّر وتصويرها فيحتاج‬ ‫إىل موافقة القيادة‪ .‬هنا وافقوا عىل مرافقتنا‬ ‫يف جولة عىل مواقع الجيش النظامي التي‬ ‫تم تحريرها‪ ،‬الجولة بدأت واملعلومات التي‬ ‫حصلنا عليها كانت كافية إال أن فضولنا‬ ‫اإلعالمي دفعنا لطلب مقابلة أرسى جيش‬ ‫النظام لدى الجيش الحر‪ ،‬مل يُسمح لنا‬ ‫باالقرتاب والتصوير إال بعد موافقة املجلس‬ ‫العسكري‪ ،‬بعد انتظار وعدة محاوالت وأمام‬ ‫تصميمنا وافق املجلس العسكري بعد أن‬ ‫أقنعناه بأن منظمة "هيومن رايتس " تتهم‬ ‫الجيش الحر بإعدام و تعذيب أرسى جيش‬ ‫النظام‪ ،‬ومهمتنا هي توضيح الصورة أمام‬ ‫الرأي العام‪ ،‬لدحض مزاعم "هيومن رايتس "‬ ‫من خالل إثبات أن ال إعدامات و ال تعذيب‬ ‫يف زنازين الجيش الحر‪.‬‬ ‫إنتفض أحد املسؤولني عن األرسى واقفا ً‪..‬‬ ‫مل ينظر إلينا لكنه بدا غاضبا ً و قادنا إىل منزل‬ ‫يبدو أنه خصص للمساجني ‪ ،‬طرق الباب‬ ‫وصاح ‪ :‬إفتحوا‪ ,‬وعندما فُتح الباب الحظنا‬ ‫أن الحراس يف الداخل فوجئوا بزيارتنا ‪ ،‬فيام‬ ‫كان بعضهم مشغوالً بإشعال مدفأة الحطب‪.‬‬ ‫إلتفت نحونا املسؤول قائالً ‪" :‬إنهم أمامكم‬ ‫اسألوهم "‪ ،‬و أشار إىل رجال يجلسون حول‬ ‫املدفأة ويرشبون الشاي ونادى‪ :‬محمود!!‬ ‫إقرتب ‪ ..‬أخربهم ما تريد ‪ ..‬ال تخف أجب‬ ‫عن كافة أسئلتهم ‪..‬‬ ‫محمود كشف عن إسمه الكامل ‪ ،‬الرقيب‬ ‫(محمود أسعد كور حمدو ) من الفرقة‬ ‫العارشة و قال ‪ :‬إن فكرة اإلنشقاق كانت‬ ‫تراودنا لكننا كنا نخاف عىل أرواحنا و‬ ‫عائالتنا و أقاربنا ‪ ،‬مشددا ً عىل ندمه ملقاتلة‬ ‫الجيش الح ّر‪ ،‬مؤكدا ً أنهم كانوا مراقبني‬ ‫بشدة‪ ،‬و قال ألوكسجني ‪ ":‬أشعر بالذل ألنني‬ ‫قاتلت ضد أبناء وطني ‪ ،‬لكنني أقسم أين‬ ‫كنت مجربا ً الحيلة يل ‪ ،‬و أشعر أيضا ً بالذل‬ ‫ألنني أسري عند أبناء بلدي ‪ ،‬و أؤكد أننا مل‬

‫نتعرض للتعذيب ومل يُعدم منا أي أسري‪..‬‬ ‫الشهادة لله‪ ،‬كم متنيت لو أنني قتلت يف تلك‬ ‫العملية‪ ..‬و أنا لن أرتدي البذلة العسكرية‬ ‫أبدا ً‪ ..‬إرتفع صوت املسؤول مجددا ً ‪ :‬مؤيد!!‬ ‫إقرتب‪ ...‬جلس مؤيد وع ّرف بنفسه ‪ ،‬املالزم‬ ‫أول ( مؤيد الزراعي ض)‪ ،‬كان مضمد الرأس‬ ‫وعىل أذنه لفافة شاش كبرية ‪ ،‬روى لنا كيف‬ ‫تعرضت عربتهم لعبوة ناسفة أثناء إحضارهم‬ ‫اإلمدادات ألحد الحواجز ‪ ،‬مام أدى إىل‬ ‫إنقالبها وإصابة من كان بداخلها ‪ ،‬حيث تم‬ ‫إسعافهم من قبل الجيش الح ّر‪ .‬أضاف ‪ :‬كانوا‬ ‫يبثون يف نفوسنا الخوف من الجيش الحر ‪،‬‬ ‫ويخربوننا أنه إذا وقعنا يف أرسهم س ُنذبح و‬ ‫نُعذب‪ ...‬حتى وقعنا يف األرس وتفاجئنا بأننا‬ ‫ما زلنا عىل قيد الحياة وبصحة جيدة‪ ..‬ها‬ ‫نحن أمامكم وبكامل وعينا‪ ..‬عندما سألته‪:‬‬ ‫إذا كان الجيش الح ّر جيدا ً فلامذا ال يطلق‬ ‫رساحكم ؟؟ أجابني ‪ :‬كل ما أمتناه اليوم هو‬ ‫رؤية أهيل وأوالدي ‪ ،‬وأنتظر اإلفراج عني ‪،‬‬ ‫وكيل ثقة بعدالة الجيش الحر ‪ ..‬فهم ليسوا‬ ‫إرهابيني ‪..‬‬ ‫أما (محمد عبد الرحمن الطويل) وهو‬ ‫رجل أربعيني يبدو أنه كان جاهزا ً للحديث‬ ‫إلينا فقال ‪ :‬ال أريد العودة إىل قريتي‬ ‫(باب الهوى) ‪ ،‬أريد أن أقاتل إىل جانب‬ ‫الشباب (هكذا دعاهم ) ألكفّر عام ارتكبته‬ ‫‪ ..‬أنا هنا ال أخىش اإلعدام ‪ ،‬بل أخاف كلام‬ ‫سمعت صوت قصف قريب ‪ ،‬وال أطلب من‬ ‫الجيش الح ّر سوى العفو فقط ‪.‬‬ ‫توجهنا بالسؤال للمسؤول عن األرسى حول‬

‫إمكانية مبادلة أرسى جنود النظام املحتجزين‬ ‫لديهم بأرسى الجيش الحر املحتجزين لدى‬ ‫النظام فقال ‪ :‬ال جدوى من ذلك ‪ ..‬فالنظام‬ ‫ال يهتم ألرساه وال يسعى ملبادلتهم مشريا ً إىل‬ ‫أن جنود النظام الذين يستسلمون مبحض‬ ‫إرادتهم يتم تقدميهم للمحاكمة ‪ ،‬ومن ال‬ ‫يثبت تورطه بإراقة الدماء يتم إطالق رساحه‪.،‬‬ ‫أما املتورطون فسيحاكمون محاكمة عادلة‪،‬‬ ‫وأردف قائالً‪ :‬نحن نعترب أرسى جيش األسد‬ ‫كأرسى حرب‪ ،‬ونعاملهم بالحسنى ونعالج‬ ‫جرحاهم‪ .‬ثم توجه بنا نحو الباب مودعا ً‬ ‫وخاطبنا مربرا ً جفاءه إزاءنا ‪ :‬تفهموا وجهة‬ ‫نظرنا!!‪ ..‬فقد عانينا عىل مدى سنة وعرشة‬ ‫أشهر من ظلم الجميع‪ ...‬وال ثقة لنا باإلعالم‪.‬‬

‫ال يثقون باإلعالم كثريا ً فليس كل ما يبثه‬ ‫اإلعالم دقيقاً‪ ..‬لكن ما رأيناه بأم العني عن‬ ‫معاملة الجيش الح ّر لألرسى يف الزبداين‬ ‫نقلناه بحذافريه مع أمنيتنا بأن تكون كل‬ ‫فصائل الجيش الح ّر يف سوريا ملتزمة بقيم‬ ‫األديان و قيم اإلنسانية يف التعامل مع‬ ‫األرسى‪.‬‬ ‫سريين بكر‬

‫‪4‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫من هنا و هناك‬ ‫تحرير األسرى‬

‫الصفر‪.‬‬ ‫وداهمت مياه األمطار الغزيرة مئات الخيم‬ ‫داخل املخيم الذي يؤوي حوايل خمسة‬ ‫وستون ألف الجئ سوري‪.‬‬ ‫كام أدت الرياح العاتية التي تجاوزت‬ ‫رسعتها ‪ 100‬كلم يف الساعة إىل إقتالع‬ ‫ومتزيق العديد من الخيام مام حدا بساكنيه‬ ‫من الرجال والنساء إىل حفر خنادق حول‬ ‫خيامهم لحاميتها من األمطار واألوحال التي‬ ‫باتت تغطي أرجاء املخيم‪ .‬و قالت املفوضية‬ ‫العليا لشؤون الالجئني التابعة لألمم املتحدة‬ ‫أن األمطار داهمت نحو خمسامئة خيمة‪ .‬و‬ ‫تفيد املفوضية العليا لشؤون الالجئني بأن عدد‬ ‫الالجئني السوريني املسجلني والذين ينتظرون‬ ‫التسجيل يف األردن يبلغ مائة وإنثا وأبعون‬ ‫ألفا وستامئة وأربعة وستون الجئاً‪.‬‬

‫يف أول عملية تبادل أرسى من نوعها يف‬ ‫التاريخ‪ ،‬قام النظام السوري باإلفراج عن‬ ‫مواطنني سوريني يف سجونه‪ ،‬مقابل إفراج‬ ‫الجيش الح ّر عن إيرانيني محتجزين لديه‪.‬‬ ‫(فرادة) هذه العملية تكمن يف أن النظام‬ ‫أفرج عن سجناء من رعاياه مقابل اإلفراج عن‬ ‫محتجزين من غري رعاياه‪ .‬كل مواطن إيراين فيلم عن معاناة فلسطينة‬ ‫مقابل أربعني سورياً يف الحد األدىن‪.‬‬ ‫نحو تسعون ناشطاً وألفان ومائة مدنياً أفرج‬ ‫عنهم مقابل مثتنية وأربعني محتجزا ً إيرانياً‬ ‫لدى الجيش الحر إثر وساطة شاركت فيها‬ ‫تركيا وقطر و ساهم يف التمهيد لها السيد‬ ‫هاين فحص الذي تلقى رسالة شكر من إيران‬ ‫عىل جهود الوساطة التي بذلها لإلفراج عن‬ ‫املحتجزين اإليرانيني‪ .‬و معروف أن السيد‬ ‫تعيش عدد من األرس الفلسطينية يف مدينة‬ ‫فحص هو أحد أبرز الوجوه الشيعية املؤيدة‬ ‫الخليل املقسمة يف بيوت محارصة من قبل‬ ‫للثورة السورية‪.‬‬ ‫جيش اإلحتالل واملستوطنني مختلف صنوف‬ ‫املعاناة والعنف‪ ،‬خاصة عىل النساء واألطفال‪.‬‬ ‫مخيمات الموت‬ ‫ويف محاولة لفضح إنتهاكات اإلحتالل‬ ‫واملستوطنني ضد املرأة الفلسطينية‪ .‬أنتج‬ ‫عدد من املتطوعني الشباب يف جمعية تنظيم‬ ‫وحامية األرسة الفلسطينية‪ ،‬فيلامً قصريا ً‬ ‫عن معاناة سيدة‪ ،‬تدعى رميا أبو عيشة‬ ‫(‪ 45‬عاما)‪ ،‬بهدف لفت أنظار العامل إىل حق‬ ‫املرأة الفلسطينية يف الحامية‪.‬‬ ‫يستعرض الفيلم معاناة السيدة املع ّنفة‬ ‫ناشد آالف الالجئني السوريني مبخيم الزعرتي‬ ‫من قبل اإلحتالل‪ ،‬فهي ممنوعة من التنقل‬ ‫دول العامل مد يد العون لهم بعدما فاقمت‬ ‫إال بتنسيق مسبق يستغرق كثريا من الوقت‪،‬‬ ‫سوء األحوال الجوية معاناتهم وتركتهم‬ ‫ومتنع من إستقبال أحد يف منزلها ألسباب‬ ‫يصارعون مياه األمطار والرياح والربد القارس‬ ‫يصفها اإلحتالل باألمنية‪ ،‬حتى يف األعياد‪.‬‬ ‫حيث انخفضت درجات الحرارة إىل ما دون‬ ‫وتؤكد السيدة أن سيارات اإلسعاف متنع من‬

‫الوصول إليها‪ ،‬مضيفة أنها إضطرت يف إحدى‬ ‫والداتها للسري عىل األقدام وهي تنزف وصوالً‬ ‫إىل املستشفى ما أفقدها وليدها‪ ،‬مشرية‬ ‫إىل مجموعة نقاط عسكرية عليها اجتيازها‬ ‫والخضوع للتفتيش كل مرة تريد مغادرة‬ ‫املنزل‪.‬‬ ‫فض المظاهرات في العراق‬

‫ل ّوح رئيس الوزراء العراقي نوري املاليك‬ ‫األربعاء بالقوة لفض املظاهرات املناوئة‬ ‫لحكومته‪ ,‬يف حني جمع معارضون له يف‬ ‫الربملان التواقيع الالزمة إلستجوابه وهددوا‬ ‫بالسعي إىل سحب الثقة منه‪.‬‬ ‫وقال املاليك‪ :‬إن هناك فرقا بني مظاهرة‬ ‫سلمية وعصيان مدين‪ ,‬وإن ما حصل خالل‬ ‫بعض املظاهرات يعترب خروجاً عىل القانون‬ ‫وضد مصالح الدولة متهامً املتظاهرين يف‬ ‫غرب البالد وشاملها بإستغالل الحريات‬ ‫بهدف نرش الفوىض‪.‬‬ ‫يشار إىل أن املظاهرات واإلعتصامات‬ ‫املستمرة يف محافظات األنبار‪ ،‬وصالح الدين‬ ‫ونينوى‪ ,‬تطالب بإطالق املعتقلني‪ ,‬وإلغاء‬ ‫قانون اإلرهاب وقانون املساءلة والعدالة‬ ‫(اإلجتثاث)‪ ,‬فضال عن املطالبة بإقرار قانون‬ ‫العفو العام‪.‬‬ ‫و قد إندلعت اإلحتجاجات يف محافظة‬ ‫األنبار ثم إمتدت إىل محافظات أخرى‬ ‫عقب إعتقال عدد من حراس وزير املالية‬ ‫رافع العيساوي يوم ‪ 20‬ديسمرب‪/‬كانون‬ ‫األول املايض‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لقاءالعدد‬

‫حوار مل يكتمل‪..‬‬ ‫لقاء مع فريق عمل ضحكة بغصة يف الزبداين‬ ‫إعداد نريمني عبدالرؤوف‬ ‫هـم‪ ...‬مجموعة من الشباب الثائر تجمعهم مدينتهم بصور حقيقية مؤثرة‪ ,‬وتنتهي بزجل يخترص فكرة بصدق دون تضخيمٍ أو ابتذال‪.‬‬

‫التي ترزح تحت القصف والرصاص‪ ...‬يوصفون الحلقة املطروحة بأسلوب السهل املمتنع ‪.‬‬ ‫أنفسهم بأنهم خرجوا من رحم املعاناة‪ ...‬لينفضوا ويف موقع تصوير الحلقة الثامنة إلتقينا بشباب‬ ‫عن كاهلهم أعواماً من الجمود والتدجني واإلرهاب‪ ...‬الفريق وبشفافية كان لنا اللقاء التايل ‪:‬‬ ‫فكانت ثورتهم إبداعاً أنجب فكرة عمل يعكس‬ ‫صورة * ملاذا ضحكة بغصة؟‬ ‫هموم وتحديات‪ ,‬يف محاول ٍة‬ ‫الداخل مبا فيه من‬ ‫ٍ‬ ‫طاملا أن الواقع هو نسيج من التناقضات‬ ‫إليصال الصوت السوري الحر للصامتني يف كل مكان‪,‬‬ ‫غياب ملحوظ ومخ ٍز للدراما السورية وأبطالها واإلختالفات‪ ,‬فالبد أن نشهد األمل والفرح‪...‬‬ ‫يف ظل ٍ‬ ‫الضحكة والغصة‪ ...‬معاً‪.‬‬ ‫من كل ما يحدث‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫تُصو ُر حلقات العمل يف‬ ‫ظروف صعبة للغاية‪ ,‬يف * ما هي األخالقيات التي تلتزمون بها‬ ‫غياب الدعم املادي والتجهيزات واملحرتفني‪,‬‬ ‫حيث يف طرحكم للقضايا؟‬ ‫يتوىل أعضاء الفريق نفسه كل األعامل التقنية فيام‬ ‫هي أخالقيات الثورة بشكل عام من إحرتام‬ ‫يتعلق بالتصوير واملونتاج واإلخراج‪ ,‬ضمن إطار عمل‬ ‫للمجتمع بكافة أطيافه‪ ,‬واإلبتعاد عن األفكار التي‬ ‫مؤسيس يرتكز عىل الكل‪.‬‬ ‫كل حلقة عبارة عن "عرشين دقيقة تقريباً " تبدأ قد تثري الفنت وتفرق الصف‪ ,‬وأن تقدم الفكرة‬

‫ٍ‬ ‫خطوط حمراء يف املسلسل أم أنه‬ ‫* هل من‬ ‫قابل لطرح أي فكرة مهام كانت ؟‬

‫ال خطوط حمراء يف العمل‪ ,‬طاملا أن الفكرة‬ ‫تعرب عن الحقيقة وعن الواقع املعاش‪ ,‬لذا فإن أي‬ ‫موقف أو أي شخص هو مادة للنقد والتمحيص‪,‬‬ ‫حتى ولو كان أحد رموز الثورة‪ ,‬فتجاربنا السابقة‬ ‫علمتنا أن نبتعد عن تقديس وتنزيه األفراد‪.‬‬

‫*كيف ترون مستقبل العمل بعد الثورة؟‬ ‫ومتى قد يتوقفون عن العمل؟‬

‫إن إستمرار العمل رضوري لطرح سلبيات وهموم‬ ‫ما بعد الثورة‪ ,‬وسنعمل عىل إستمراره وتطويره‪,‬‬ ‫أما متى قد يتوقف فعندما ال يقدم أي جديد‬ ‫ويتحول إىل مادة للتكرار‪ ...‬وهنا إضطررنا ملغادرة‬ ‫مكان التصوير بسبب بدء القصف‪ ,‬وذهاب أحد‬ ‫أعضاء العمل كونه فرد من الجيش الحر‪ ...‬وسيعود‬ ‫الفريق الحقاً إلستكامل الحلقة عىل أمل أن تخترص‬ ‫حلقاتهم غصة‪ ..‬وتحلم بضحكة‪ ..‬ضحكة بغصة‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫أعدّ اللقاء قبل يوم واحد من إستشهاد أهم‬ ‫أعضاء الفريق شاعر الزجل و عنرص الجيش‬ ‫الحر وسام برهان‪ ،‬يوم صدور الحلقة املاضية و‬

‫اليوم ننرشه مع غصة بدون ضحكة‪..‬‬

‫‪6‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أخالقيات‪..‬‬

‫إشراقات إسالمية‬

‫عندما يأيت الحزن إلينا ‪!!...‬‬ ‫علينا أن نتذكر فقط‬ ‫أنه يأيت كـــ زائر‬ ‫وليس كمقيم دائم‪...‬‬ ‫األصل هي السعادة والرضا‪...‬‬

‫هذه الكلامت قرأتها يف إحدى الصفحات وكأنني‬ ‫أراها‪ ..‬هي الفهم الصحيح لآليات ‪:‬‬ ‫نسا َن ِمن نُّطْ َف ٍة أَ ْمشَ ا ٍج نَّ ْبتَلِي ِه‬ ‫(إِنَّا َخلَ ْق َنا ٱ ِإل َ‬ ‫ٱلسب َِيل‬ ‫فَ َج َعلْ َنا ُه َس ِميعاً بَ ِصريا ً } * { إِنَّا َه َديْ َنا ُه َّ‬ ‫إِ َّما شَ اكِرا ً َوإِ َّما كَفُورا)‬ ‫عرب األيام استسلمنا للمعنى الذي توارثناه‬ ‫بأننا خلقنا للبالء والهم والحزن وأن ال راحة‬ ‫ملؤمن إال بلقاء ربه‪ ...‬وأن علينا أن نحمد الله‬ ‫بإستمرار عىل ما أصابنا وكفى‪!!!!..‬‬ ‫لقد تع ّودنا أن نشكر الله بطريقة سلبية أفقدت‬ ‫الشكر معناه الحقيقي‬ ‫يقول الدكتور أحمد خريي العمري يف كتابه‬ ‫كيمياء الصالة ‪:‬‬ ‫"الحمد" ميكن له أن يكون دوا ًء مسكناً لألمل‪..‬‬ ‫مثل عقار تخدير ناجح جدا ً‪ ..‬ولكن هذا النجاح‬ ‫يف التسكني هو الجانب السلبي من اإلستخدام‪..‬‬ ‫وليس العكس‪..‬‬

‫مل ؟‪..‬‬

‫ألن الدواء املسكن‪ ،‬أو املخدر‪ ،‬رغم نجاحه‬ ‫يف تخديرنا‪ ،‬وتخفيفه آلالمنا ‪ .‬إال أنه يف الوقت‬ ‫نفسه‪ ،‬يلهينا عن سببه‪ ،‬يخفف من حدة‬ ‫حاجتنا إىل مواجهة املرض حقاً وألننا لن نعود‬ ‫بحاجة ماسة إىل املواجهة‪ ،‬اآلن وقد خف أملنا‪،‬‬ ‫فإن املرض سيتقدم أكرث وأكرث‪ ،‬وسيفاجئنا يف‬ ‫منعطف ما بشكل أكرث خطورة ‪ ،‬بينام مسكناتنا‬ ‫لن تعود مجدية‪..‬‬ ‫هل هذه إيجابية؟؟؟؟ ‪ ،‬هذه فقط‬ ‫"آلية إنكار" – حبة مسكن لألمل – حقنة مخدرة‬ ‫تجعل األمل أقل‪ ..‬تجعلنا نتعايش مع الواقع‬

‫السيئ وتقنعنا بأنه ليس سيئاً جدا ً‪ ،‬بل إنه ميلء‬ ‫باإليجابيات – ليسهل ذلك تأقلمنا معه ونكتفي‬ ‫بهذا الحمد ‪....‬‬ ‫ولكن‪...‬‬

‫ما هو الحمد الحقيقي ؟؟؟؟‬ ‫ما هي اإليجابية الحقيقية ؟؟؟‬

‫إن اإليجابية الحقيقية هي تلك التي تنطلق‬ ‫من حقيقة أن الواقع سيئ جدا ً‪ ،‬وأنه ميلء‬ ‫بالظلم والقهر والتمييز والجهل وكل ما هو‬ ‫سلبي وسيئ‪ ..‬ال ليك نتجه‬ ‫للنواح والندب واليأس – بل‬ ‫ليك تؤكد أن ذلك كله رغم‬ ‫سلبيته هو ليس قدرا ً مقدورا ً‬ ‫– ليس حتامً مقضيا ً – بل هو‬ ‫يشء ميكن تغيريه‪ ،‬يشء ميكن‬ ‫العمل عليه وعىل إزالته‬ ‫وإستئصاله من جذوره‪.‬‬ ‫اإليجابية هي أن نعرتف أن‬ ‫الواقع – أحيانا ً‪ ،‬عىل األقل –‬

‫سيئ جدا ً‪ ،‬وأن العامل أحيانا ً – هو عامل "ال‬ ‫يطاق"‪..‬‬ ‫لكن األمر هنا‪ ،‬هو أن نؤمن‪ ،‬أن ذلك كله‬ ‫ليس نهاية األمر‪ ..‬ليس مرساه‪..‬‬ ‫بل أن نؤمن أننا نطيق تغيري هذا العامل‪..‬‬ ‫مهام كان ذلك صعبا ً‪ ..‬مهام بدا ذلك شاقا ً‪..‬‬ ‫يجب أن نؤمن أنه ليس مستحيالً‪..‬‬ ‫ولو بعد حني‪..‬‬ ‫"الحمد" من أجل التغيري‬

‫بقلم زاد الخري‬

‫‪7‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجنيات‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫الحكومة اإلنتقالية ‪:‬‬ ‫من إسمها يتضح الدور املكلف بها ‪ ،‬فعادة يتشكل مجلس‬ ‫إنتقايل يف مرحلة تالية لثورة أو انقـــالب عىل الحكم يف‬ ‫دولة ما‪ ،‬ويستمر لفرتة يتعهد خاللها بنقل السلطة إىل‬ ‫حكومة مدنية منتخبة بشكل دميقراطي ‪ ،‬أمـــا الحكومة‬ ‫اإلنتقالية ‪ ،‬فهي حكومة تسيري شؤون بلد ما ‪ ،‬لحني إجراء‬ ‫إنتخابات نيابية أو رئاسية ‪ ،‬وتشكيل حكومة مستقرة‪،‬‬ ‫وتختلف مدة تواجد الحكومة أو املجلس االنتقايل حسب‬ ‫ظروف كل دولة ‪،‬وهي متهد لإلنتقال التدريجي للسلطة‬ ‫وتسليمها لنظام الحكم الجديد‪.‬‬

‫من ذاكرة أوكسجين‬

‫السبت ‪: 07/01/2012‬‬ ‫سقوط عدد من الشهداء يف "معردبسة" يف‬ ‫إدلب نتيجة إطالق نار عشوايئ من قبل األمن عىل‬ ‫مظاهرة يف القرية‪.‬‬ ‫األحد ‪: 08/01/2012‬‬ ‫سقوط ‪ 3‬شهداء يف "الزبداين" نتيجة إشتباكات‬ ‫بني الجيش الحر و األمن أتبعها قصف بالدبابات‬ ‫عىل املدينة‪.‬‬ ‫اإلثنني ‪: 09/01/2012‬‬ ‫قوات األمن تهاجم املتظاهرين يف ساحة الحرية‬ ‫بدير الزور خالل زيارة املراقبني العرب للمحافظة‪.‬‬ ‫الثالثاء ‪: 10/01/2012‬‬ ‫إستشهاد الطفلة "عفاف رساقبي" تحت‬ ‫التعذيب بعد إعتقالها مع والديها بحي "كرم‬ ‫الزيتون" بحمص‪.‬‬ ‫األربعاء ‪: 11/01/2012‬‬ ‫قصف الجيش ملئذنة املسجد الكبري يف "كفرنبودة"‬ ‫بحامة أتبعه إطالق نار كثيف‪.‬‬ ‫الخميس ‪: 12/01/2012‬‬ ‫قصف مدفعي عىل "معرة النعامن" بإدلب بعد‬ ‫إنشقاق عدد من الجنود و إشتباكهم مع الجيش‬ ‫النظامي عىل حواجز البلدة‪.‬‬ ‫الجمعة ‪: 12/01/2012‬‬ ‫جمعة "دعم الجيش الحر" ‪ :‬سقوط جرحى‬ ‫و اعتقال عدد من طالب جامعة حلب خالل‬ ‫خروج مظاهرة كبرية هتفت لدعم الجيش الحر‬ ‫و إسقاط النظام‪.‬‬

‫الحكومة االئتالفية أو الوزارة االئتالفية‬ ‫هي حكومة برملانية تشرتك فيها عدة‬ ‫أحزاب‪ .‬السبب الشائع لهذا اإلجراء هو أن أي‬ ‫من األحزاب مل يحصل عىل أغلبية األصوات‬ ‫يف الربملان‪ .‬كام إنها تشكل يف أوقات األزمات‬ ‫كحاالت الحرب أو األزمات السياسية أو‬ ‫اإلقتصادية الكربى قد تقوم األحزاب بتشكيل‬ ‫حكومة وحدة وطنية أو حكومة تحالف كبري‪.‬‬ ‫غالباً ما يتم تشكيل الحكومات اإلتئالفية يف‬ ‫البلدان التي يكون نظامها اإلنتخايب يعتمد‬

‫مبدأ التمثيل النسبي‪.‬‬ ‫والحكومة االئتالفية تعكس بشكل أفضل رأي‬ ‫القاعدة اإلنتخابية يف البلد‪.‬‬ ‫أما من يعارضون فكرة الحكومة اإلئتالفية‬ ‫فيعتقدون بأن حكومات كهذه معرضة لعدم‬ ‫اإلنسجام‪ .‬وذلك ألن اإلئتالفات إمنا تتشكل‬ ‫من أحزاب ذات توجهات مختلفة وقد ال‬ ‫تتفق دامئاً عىل الطريق الصحيحة إلدارة‬ ‫سياسة الحكومة‪.‬‬

‫أوكسجين‪ ..‬الرجل الممحاة‬

‫(دابت املحاية من كرت ما محيت)‬ ‫و تعب لساين من كرت ما قلت ‪ :‬إمحوا‪!!...‬‬ ‫رفيقي الب ّخاخ بدو مساحات بيضا لريسم‬ ‫املستقبل و يل ّون حياة والدنا بألف لون و‬ ‫لون‪ ،‬ال تبخلوا عليه بشوية بياض ‪ ،‬بياض‬ ‫قلوب ‪ ،‬وبياض نوايا و بياض جدران ‪..‬‬ ‫إمسكوا محاياتكم و خلّينا نعلنها حملة‬ ‫(محي)‪ ..‬أنا من عندي رح إمحي عقلية‬ ‫التخوين و التشكيك بوطنية اليل بختلف‬ ‫معهم عىل طريقة حب الوطن‪ ،‬بس‬ ‫إنت يا‬ ‫متفق معهم عىل حبنا للوطن‪ ،‬و ْ‬ ‫ريت متحي كل خطاب بيقول ‪ :‬س ّني و‬ ‫شيعي و علوي و مسيحي ‪ ..‬ألنو الرجل‬ ‫الب ّخاخ مستعجل بدو يكتب كلمة حلوة‬

‫كتري‪ ..‬و كبرية كتري‪ ..‬وبحجم الوطن ‪..‬‬ ‫كلمة‪ :‬سوري‪.‬‬ ‫إنت ييل واقف عىل جنب ‪..‬شو ناطر؟‬ ‫و ْ‬ ‫إحمل م ّحايتك و تعال ساعدنا ‪ ..‬شايف‬ ‫هالصفحة السوده اليل عنوانها (أنا) ؟‬ ‫ياريت تبارش متّحي فيها لحتى نبدأ كتابة‬ ‫صفحة جديدة عنوانها (نحن)‪.‬‬ ‫يف حيط بحارتنا معبا شخبطات ‪..‬‬ ‫تعال لقلك شو الزم نعمل ‪ :‬الزم منحي‬ ‫كل الشعارات اليل عليه و نرسم خريطة‬ ‫سوريا جنب رسائل الحب اليل بعتوها‬ ‫والد الجريان لبعضهم ‪ ،‬و رسمة القلب‬ ‫اليل رسمتها أماين ملا إشتاقت ألمها‬ ‫الشهيدة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫من ثورتنا‬

‫شهبا‪ ..‬تاريخ ينسج ثورة‬

‫شهبا" مدينة تابعة ملحافظة السويداء تقع عىل أحد تالل جبل‬ ‫العرب‪.‬تبعد عن العاصمة حوايل أربعة ومثانون كلم جنوباً‪ .‬تتميز املدينة‬ ‫بوجود العديد من اآلثار التي يعود جزء منها إىل العرص الحجري حيث‬ ‫وجدت العديد من األدوات التي إستخدمها اإلنسان البدايئ يف منطقة "تل‬ ‫شيحان" التابعة لـ"شهبا"‪ ,‬و الجزء اآلخر إىل العهد الروماين يف فرتة القرن‬ ‫الثالث قبل امليالد حيث كان يحكم منطقة جبل العرب امللك "فيليب‬ ‫العريب"‪ ,‬فسميت املدينة قدمياً باسم "فيليبوبولس" نسبة للملك الروماين‪,‬‬ ‫و أشهر آثار املدينة هي األبواب األربعة و هي مداخل املدينة‪ ,‬يقطن‬ ‫املدينة حالياً حوايل إثنا وعرشون نسمة و يشتهر سكانها بالزراعة حيث‬ ‫تعد زراعة الزيتون و الكرمة من أهم املحاصيل و تحوي أيضاً عدد من‬ ‫معارص العنب و تشتهر أيضاً بدبس العنب الذي يعد من أفضل أنواع‬ ‫الدبس يف سوريا‪ ,‬كام تزرع أشجار التفاح و التني و الكرز بكرثة بسبب‬ ‫األرض الربكانية للمنطقة و التي تجعلها صالحة للزراعة‪ .‬خرجت املدينة‬ ‫يف مظاهرات ضد األسد يف أبريل من سنة ‪ 2011‬و لكن بأعداد محدودة‬ ‫و غري منظمة‪ ,‬مام س ّهل مهمة السيطرة عىل املدينة من قبل الشبيحة و‬

‫األمن‪ ,‬و لكن بتاريخ ‪ 7‬فرباير ‪ 2012‬خرجت املنطقة بأعداد كبرية نرصة‬ ‫للمدن املحارصة يف جارتها درعا و باقي املناطق السورية تحت نريان‬ ‫النظام‪ ,‬فواجهها األمن بإطالق نار و إسقاط عدد من الجرحى كام شن‬ ‫األمن حملة رشسة أدت إىل إعتقال أكرث من مئة شاب‪ ,‬لكن بشكل عام‬ ‫مل يالحظ خروج املدينة بكرثة و سبب ذلك أن املدينة ذات غالبية درزية‬ ‫و مسيحية والذين نجح النظام يف ترهيبهم مبا سيحصل لألقليات يف ظل‬ ‫رحيل النظام‪ ,‬و لكن حالياً بدأ مفعول الخطاب باإلنتهاء مع إزدياد أعداد‬ ‫املنضمني للمظاهرات التي أصبحت شبه يومية يف "شهبا"‪ ,‬و مع هذا‬ ‫اإلزدياد امللحوظ يف عدد املتظاهرين تزداد أعداد الحمالت األمنية عىل‬ ‫املدينة مام أدى إىل سقوط أول شهيد يف املدينة و هو "صالح الصادق"‬ ‫بتاريخ ‪ 2/1/2013‬و قد خرجت معظم مناطق السويداء تهتف للشهيد و‬ ‫إلسقاط النظام‪ ,‬و مع هذه املظاهرات تزداد العزمية عند أهايل السويداء‬ ‫لإلنضامم لركب الثورة يف طريق إسقاط النظام‪.‬‬

‫قصة موت جماعي‪...‬‬ ‫مل يكد "عمر" يقتنص لحظة تغفو فيها عيناه‬ ‫الغائرتان حتى عاد القصف مجددا ً ‪..‬جال‬ ‫بنظره يف الغرفة املكتظة ‪ ،‬فأجساد النيام‬ ‫يف كل ركن وزاوية ‪ ،‬بعضهم يصحو لحظة‬ ‫انفجار القذيفة ليتمتم بعبارات االستعانة‬ ‫بالله والتلطف ‪ ،‬أما هو فالقلق ينهش أعصابه‬ ‫وهو يخ ّمن مواقع سقوط القذائف ‪ ،‬متلك‬ ‫الرعب قلبه وهو يفكر يف ما بعد القذيفة‬ ‫التي قد تنزل يف أي لحظة ‪..‬كم سيموت من‬ ‫أفراد األرسة ؟؟ فها هي جارتنا "خولة" م ّزقتها‬ ‫القذيفة وهي يف مطبخها ‪ ،‬وقريبنا "مصطفى‬

‫" ودعناه منذ أيام قليلة إىل املقربة الشاملية‪.‬‬ ‫اشتد القصف واقرتبت أصوات االنفجارات ‪،‬‬ ‫فشعر "عمر" أنها تدب تحت جسده املق ّوس‬ ‫عىل أرضية الغرفة‪.‬و يف لحظة انتبه أن رأسه‬ ‫يحاذي الحائط الخارجي للغرفة‪ ...‬لو أن‬ ‫القذيفة جاءت من هذا االتجاه ستصيب‬ ‫رأيس مبارشة ‪ ،‬عدل جلسته قليالً وردد ‪:‬‬ ‫رمبا إصابة القدمني أهون ‪...‬ملاذا يحدث هذا‬ ‫لنا ؟؟؟ملاذا يرتكنا العامل منوت هكذا ؟ قال‬ ‫لنفسه‪.‬‬ ‫خارت قواه متاماً و مل يعد يسمع سوى دوي‬

‫انفجارات وال يرى إال أشالءه تتناثر ‪ ..‬فحاول‬ ‫أن يجمعها يف مكان واحد‪ ..‬مللم بعضه داخل‬ ‫أحشائه حتى يقلص املساحة املعرضة للخطر‬ ‫‪ ،‬بدأ يختنق ‪ ،‬وأشياء غريبة دخلت حلقه‬ ‫طعمها حميض و مشبعة بالرتاب ‪ ،‬ح ّرك‬ ‫يده ليتحسس فمه فلم يجد فراغاً ‪ ،‬حاول‬ ‫زحزحة قدمه فصدها حدود املكان ومل يبق‬ ‫إال املساحة التي التصق بها كقطعة األثاث‪.‬‬ ‫مل يعد مثة حاجة لقرب جديد ‪ ..‬و لن يشعر‬ ‫"عمر" بالوحشة مع كل هؤالء األقارب‪.‬‬ ‫بقلم ‪ :‬فرح أحمد‬

‫‪9‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مفارقة‬

‫ُ‬ ‫صفة السوري‪ ,‬أنموذجًا‬

‫مبا أنك سورياً‪ ،‬فقد َحللت نصف األزمة‪.،..‬‬ ‫هذا ما مييز اإلنسان السوري وعقله‪ .‬متر‬ ‫األزمات وتتبعها الحروب‪ ،‬والكوارث اإلنسانية‪،‬‬ ‫والطبيعية عىل األمم‪ .‬كاملجاعات‪ ،‬والفيضانات‬ ‫واألعاصري‪ .‬إذ ال توجد دولة ما عىل كرتنا‬ ‫مبنأى عن تلك األزمات مع‬ ‫األرضية‪ ،‬تقف‬ ‫ً‬ ‫تعددها‪ ,‬وإختالفات أنظمتها السياسية‪ ،‬إن‬ ‫كانت ملكية‪ ..‬أو جمهورية ملكية‪ ..‬كام يحصل‬ ‫يف سوريا حالياً‪ .‬ومن الحروب ـ الحرب العاملية‬ ‫األوىل والثانية وحروب العرب مع إرسائيل‬ ‫ـ والحرب الباردة بني القطبني‪ .‬أما األزمات‬ ‫اإلقتصادية والتي تع ّرض الدولة إىل إنهيار‬ ‫إقتصادي يسبب الفقر‪ ،‬وتعجز هذه الدولة‬ ‫عن القيام بالتنمية‪ .‬ويالحظ أن العديد من‬ ‫الدول املتقدمة قد تستقيل ملجرد إرتفاع يف‬ ‫سعر سلعة من السلع الرضورية ملواطنيها‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لشعبنا السوري الكادح‪ ،‬فالقصة‬ ‫تختلف كل اإلختالف‪ .‬فاملواطن السوري مرن‬ ‫بطبيعته‪ ،‬ويتأقلم مبارشة مع أي وضع جديد‬ ‫يسوء من يسء إىل أسوأ‪ ،‬ومهام كانت فداحة‬ ‫األمر‪ ،‬وبدون تذمر‪ ،‬نراه يجد الحلول الرسيعة‬ ‫ويتكيف معها دون إنتظار املساعدة من أحد‪.‬‬ ‫يستمد اإلنسان السوري هذه املرونة‪ ،‬عرب‬ ‫التفكري الدائم إليجاد الحلول ألية معضلة‪.‬‬ ‫فالتأقلم مع هذه األوضاع املأساوية ليس‬ ‫أمرا ً هيناً البتة‪ .‬ويبدأ الرصاع السيايس األكرب‬ ‫يف سوريا منذ تويل حافظ األسد الحكم إثر‬ ‫إنقالب عسكري وظن الجميع بأن نهضة عىل‬ ‫مختلف األصعدة‪ ،‬ستقوم يف سوريا وخاصة‬ ‫بعد أن حضن حزب البعث‪ ،‬بشعاره ال ّرباق‪،‬‬ ‫وأصبح حزب الشعب والدولة‪ ،‬وسوف يكون‬ ‫لدى هذا الحاكم مفتاح األمل‪ ،‬وبوابة الخروج‬ ‫من بوتقة الفقر والجهل‪ ،‬وسيقدم اإلنفتاح‬ ‫عىل العامل الخارجي‪ ،‬والسري بالنهضة العلمية‪،‬‬ ‫والعمرانية‪ ،‬واإلقتصادية قُدماً‪ .‬ولكن منذ‬ ‫تويل الطاغية األب‪ ،‬أدرك السوريون أنهم أمام‬ ‫حكم رجعي بإمتياز‪ ،‬فكمت األفواه‪ ،‬وأعتقل‬ ‫اآلالف من الذين عارضوا أساليب حكمه وهم‬ ‫معتقيل الرأي وسجنوا دون محاكامت مددا ً من‬ ‫الزمن ومنهم من مات وهو يف السجن جراء‬ ‫حكم املستبد القمعي‪ .‬وتم حكم سوريا بهذه‬

‫القبضة قرابة الثالثني عاماً‪ .‬يدعي خاللها العداء‬ ‫جهارا ً ألمريكا وإرسائيل‪ ،‬وهو يف الخفاء الصديق‬ ‫الويف والخادم األمني ملصالحهام يف منطقتنا‬ ‫العربية‪ .‬وبقي الشعب السوري يرزح تحت نري‬ ‫حكمه البغيض بحجته الواهية أال وهي املامنعة‬ ‫املقاومة‪ .‬والباقي يعرفه الجميع من السوريني‬ ‫وغريهم‪ ،‬كيف و ّرث إبنه عرش سوريا من بعده‪.‬‬ ‫لتغرق سوريا من جديد يف بحر من الهيمنة‬ ‫والتعسف والقمع واإلعتقاالت‪ ،‬وإرتفاع لألسعار‬ ‫وغالء يف املعيشة‪ ،‬وتدين مستوى دخل الفرد حيث‬ ‫إنسحقت الطبقة املتوسطة التي هي من غالبية‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬لتتظهر فئتان هام‪ :‬طبقة الفقر‬ ‫الشديد وطبقة الرثاء الفاحش التي سيطرت فئة‬ ‫من رشاذمها عىل اإلقتصاد السوري تحت كذبة‬ ‫جميلة هي اإلنفتاح والتطوير والتحديث‪ ،‬وال‬ ‫ننىس أهمية كلمة التحديث التي بقيت حربا ً عىل‬ ‫ورق‪ .‬نحن السوريون أبناء املايض املجيد نتطلع إىل‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬وإىل البناء والنامء يف سوريا الفقرية‬ ‫الغنية‪ ..‬سوريا التي ُسقت‪ ..‬وما تزال ت ُرسق عىل‬ ‫يد رأس العصابة وأتباعه‪ ،‬سوريا الغارقة يف األمجاد‬ ‫والغنية باآلثار والرثوات املعدنية والنفطية‪..‬‬ ‫وصاحبة األرايض الزراعية الخصبة‪ ..‬كم كان‬ ‫حظك عاثرا ً بسيطرة هذه الطغمة الحاكمة عىل‬

‫مقدرتك‪ .‬حفنة من السارقني الذين باعوا البالد‬ ‫والعباد بأرخص األمثانن من أجل املال‪ ..‬وبريق‬ ‫سلطة الكريس‪.‬‬ ‫إن الشعب السوري البطل‪ ،‬الذي قدم ويقدم كل‬ ‫لحظة أغال ما لديه عىل محراب حريته الغالية‪،‬‬ ‫حري به أن يكون أسطورة التضحية والفداء‬ ‫ّ‬ ‫والكفاح‪ .‬هذا اإلنسان السوري الذي يتمتع‬ ‫بالكرامة وعزة النفس ولديه كل مقومات الرجولة‬ ‫واملسؤولية‪ ..‬مل ميتلكها أحد غريه‪ .‬أين نحن اليوم‬ ‫من باقي شعوب األرض‪ .‬أكتشف النفط يف عام‬ ‫إثنان وستون يف دولة اإلمارات وهي اليوم أغنى‬ ‫وأرقى دولة عربية‪ ،‬وحضارتها ومستوى الفرد‬ ‫لديها يضاهيان أكرث دول العامل تقدماً‪ ..‬وكل‬ ‫ذلك بفضل حكامها الذين تعاقبوا عليها‪ ..‬ألنهم‬ ‫عملوا بإخالص وصدق لبلدهم وليس ألنفسهم‬ ‫وأقاربهم وكراسيهم‪ .‬لكن الشعب السوري أىب‬ ‫ويأىب أن يستمر عىل هذه الحال‪ ..‬وأدرك أن وقت‬ ‫التغيري حان‪ ..‬وأن حريته ينتزعها نزعاً وبالقوة‪.‬‬ ‫إننا شعب أراد الحياة وعاش حياة ضنك وفاقة‬ ‫وعوز‪ ..‬ال يقدر عليها أي شعب يف هذا الكون‬ ‫من مهد الخليقة حتى اليوم‪ ..‬فال بد أن يستجيب‬ ‫القدر ‪ ..‬والبد ان ترشق علينا شمس الحرية تحمل‬ ‫نورها الدافء إىل كل إنسان‪ .‬فنحن شعب كريم‪..‬‬ ‫مغوار‪ ..‬مقدام‪ ..‬جبار‪ ..‬شامخ‪ ..‬نحن شعب سوريا‬ ‫وسريى العامل أجمع أن الشعب السوري هو األول‬ ‫واألخري‪ ..‬منه مهد الحضارات واألبجدية التي‬ ‫حملت الحرف إىل العامل‪ ..‬ويبقى املواطن السوري‬ ‫ـ رجالً كان أو امرأ ًة ‪ ..‬طفالً أو شاباً‪ ..‬شامخاً‬ ‫بالعز‪ ..‬عنوانه التضحية‪ ..‬ورمزه الفخار‪ ..‬أمثولة‬ ‫لكل من عىل هذه األرض‪ .‬وليس من العدل أن‬ ‫نطلق عىل اإلنسان السوري كلمة فرد سوري‪ ..‬أو‬ ‫مواطن سوري‪ ..‬بل يجب أن نقول ومن اإلنصاف‪..‬‬ ‫السوري األسطورة ‪..‬‬ ‫فارفع رأسك عالياً‪ ..‬ال‪ ،‬ألنك متلك املال‪ ..‬والنفط‬ ‫‪ ..‬والحضارة‪ ..‬بل ألنك األسطورة السورية التي ما‬ ‫زالت تذهل العامل‪ ..‬إبتسم ألنك سوري‪ ..‬نعم أنت‬ ‫سوري‪ ..‬وهذا يكفي‪.‬‬ ‫فامرأيكم ‪ ..‬يرعاكم الله‪ ..‬ودام فضلكم‪..‬‬

‫أنا هيك شايف‬ ‫بقلم محمد الصفدي‬

‫‪10‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫زبدانيات‬

‫الحاقون ال َز َبدان ّْ‬ ‫ِي‪..‬‬ ‫ْ‬

‫يتساقط الثلج بخفوت‪ .‬يغمر الحارة‬ ‫بالسكينة‪ ،‬والهدوء‪ ،‬والطأمنينة‪ .‬يلف البيوت‬ ‫واألسطح والشبابيك‪ ،‬واألبواب الخشبية‪ ،‬وأرض‬ ‫الديار بندف الثلج األبيض‪ .‬تنحني أغصان‬ ‫األشجار من ثقل الثلوج‪ .‬تخرج الشحارير‬ ‫من أعشاشها‪ ..‬تزيّن بريشها األسود الداكن‬ ‫ومناقريها الربتقالية الجميلة مساحات البياض‪،‬‬ ‫تقفز فوق األغصان املكتسية بالثلج‪ ..‬يبدأ الناس‬ ‫بعملية جرف الثلوج من عىل أسطح منازلهم‬ ‫بأداة خشبية يسمونها ال ُز ُح ْف(‪ . )1‬كانت كل‬ ‫البيوت الزبدانيّة تجرف الثلج إىل الطريق أو‬ ‫الزقاق املحيط باملنزل‪ ..‬أحياناً يقومون بعملية‬ ‫الجرف عدة مرات يف الشتاءات الباردة حسب‬ ‫غزارة الثلوج‪ .‬يتوقف الهطول حسب املنخفض‬ ‫الثلجي‪ .‬كان الزبدانيّون القدامى يراقبون‬ ‫الطقس ويعرفون تقلباته وحاالته بالفطرة أو‬ ‫مام تعلموه عن أسالفهم‪ .‬كانوا ينظرون إىل‬ ‫السامء يراقبون لونها الرمادي‪ ،‬فإن الحظوا لونها‬ ‫تغي وإقرتب إىل اللون الوردي‪ ،‬يقولون يف ـ‬ ‫قد ّ‬ ‫تلجة كبرية ـ أو ـ ح ّمرتْ من َع ِشيِّ ْه‪ِ ..‬ش ْفل َْك يش‬ ‫نَ ْو ِم ْه هنيِّ ْه ـ ‪ .‬يبدأ الناس بالخروج من منازلهم‬ ‫إىل األزقة‪ ،‬حيث يجرفون‪ ،‬وينظفون الثلوج من‬ ‫أمام منازلهم ‪ ،‬يك يستطيع املارة العبور بشكل‬ ‫عام‪ ،‬وأهل البيت للدخول والخروج من وإىل‬ ‫املنزل براحة ودون عناء بشكل خاص‪ .‬وألن‬ ‫الثلج إذا ت ُرك إىل اليوم الثاين فإنه يتج َّمد(‪)2‬‬ ‫ويصبح قاسياً وزلقاً كلوح الصابون‪ .‬يفرح الصبية‬ ‫بالثلوج‪ ..‬ينتظرون توقف هطل الثلج‪ .‬يهرعون‬ ‫إىل األزقة يف الحارات الضيقة‪ ..‬يبدأ التمهيد‬ ‫للعمل بالتجمع أوالً‪ ،‬ثم بالرتاشق بكرات الثلج‬ ‫ثانياً وسط الضحك والفرح‪ ،‬واملرح‪ ،‬واملزاح‪.‬‬ ‫تتعاىل األصوات‪ ،‬ويجتمع الفتية اليافعني‬ ‫حيث يقوموا بجمع الثلج املتواجد يف الطريق‪،‬‬ ‫والثلوج الكثيفة التي ت ُجرف من األسطح‪،‬‬ ‫مستخدمني الرفوش(‪ )3‬يف نقلها‪ ،‬وجمعها‪ ،‬ثم‬ ‫ترتيبها وصفها عىل شكل ٍ‬ ‫سد صغري‪ ،‬أضالعه‬ ‫عىل شكل هرم قاعدته أعرض من رأسه‪ ..‬وبعد‬ ‫بناء الجدران يتم رمي الثلج داخل الحفرة التي‬ ‫ستشكل السد(‪ )4‬فيام بعد‪ .‬تنترش الحواقني(‪)5‬‬ ‫بكرثة يف الحارات‪ ،‬وكان يف كل حارة عدة‬

‫حواقني‪ ..‬ألن كل أربعة أو خمسة بيوت يقوم‬ ‫ش ّبانها بعمل حاقون خاص بهم يف الزقاق‪.‬‬ ‫أما أنجح الحواقني الزبدان ّية كانت يف ساعة‬ ‫العامرة(‪ )6‬بإتجاه ساحة الجرس‪ ..‬وحواقني‬ ‫أزقة حارة آل حمدان‪ .‬أما إذا تساءلنا عن‬ ‫ين؟‪:‬‬ ‫الهدف أو الغاية من عمل الحاقون الزبدا ّ‬ ‫فإنه باإلضافة إىل إجتامع الفتية ومرحهم‪ ،‬فإن‬ ‫للحاقون أهمية كبرية يف تذويب الثلج الذي‬ ‫يُرمى يف بركة املاء التي تشكل السد‪ ..‬وهكذا‬ ‫يرمون الثلوج داخل الربكة حتى يذوب الثلج‬ ‫ويتحول إىل ماء‪ ،‬وما أن يرتفع منسوب املياه‬ ‫داخله حتى يدعمون جدرانه باملزيد من‬ ‫الثلوج حتى ال تقع الجدران‪ .‬وإذا ما إمتأل يقال‬ ‫ٍ‬ ‫عندئذ بأن الحاقون (ت َّ َْي)(‪ .)7‬كان حاقون‬ ‫عنه‬ ‫العامرة من أشهر الحواقني‪ .‬وكان مير من ساحة‬ ‫البلدة الرئيسة الباص الوحيد الذي كان يسافر‬ ‫إىل دمشق‪ .‬يغادر الزبداين باكرا ً ويعود بعد‬ ‫العرص مسرتجعاً ركابه الذين نزلوا معه‪ ..‬وكثريا ً‬ ‫ما كان السائق ينتظر أحد الركاب وهو يقول‪:‬‬ ‫ين‬ ‫بقي فالن مل يرجع بعد‪.‬‬ ‫باص الزبدا ّ‬ ‫الغابر‪ ..‬يعود إليها كل يوم مع الركاب أنفسهم‪.‬‬ ‫وبحوذة كل راكب أكياس من الكعك الدمشقي‬ ‫اللذيذ الطازج وامل ّد َّور‪ ..‬حيث الرائحة الذكية‬ ‫وتفوح وتنترش يف أرجاء الباص‪.‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ال ُز ُح ْف‪ :‬ذراع طويل من الخشب ينتهي مبثلث‬ ‫خشبي كانوا يجرفون الثلج به‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬ـ يتج َّمد‪ :‬أي يصبح جليدا ً‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الرفوش‪ :‬جمع رفش ويسمونه الزبدانيّون‬ ‫ال ِك ْ‬ ‫ريك من الفرنسية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ السد‪ :‬حاجز الثلج الذي يجمع خلفه املاء‪.‬‬ ‫‪5‬ـ الحواقني‪ :‬جمع حاقون وهو ما تكلمنا عنه‬ ‫سابقاً‪.‬‬ ‫‪6‬ـ العامرة‪ :‬أي ساحة العارة كام يسميها الزبدان ّيون‬ ‫‪7‬ـ ت َّ َْي‪ :‬باللهجة الزبدان ّية أي وصل إىل ح ّده األعىل‬ ‫وإمتأل باملاء‪.‬‬ ‫بقلم عناة‬

‫‪11‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ثورة‬

‫المهزلة و صراخات الراعي‬ ‫قراءة هزلية يف خطاب األسد‬

‫خمسة من الخطابات املحش ّوة بال ّرتهات‬ ‫والخزعبالت‪ .‬يستمع إليها السوريون عىل‬ ‫مضض‪ ،‬فتثقب آذانهم‪ ،‬وتجحظ أعينهم‪،‬‬ ‫ويصيبهم الغثيان والدوار‪ ،‬من هول الكذب‬ ‫والرياء‪ .‬يتحلقون حول التلفاز الذي يكتم غضبه‬ ‫وغيظه بصعوبة‪ ..‬م ّرة من حالوة الكالم الصادق‬ ‫املقنع املفيد‪ ،‬ومرة أخرى من منظر الطاغية‬ ‫الذي أصبح ِمسخاً فغارت عيناه ونحل جسمه‬ ‫وأصبح منظره كمصايص دماء هوليود من كرثة ما‬ ‫رشب من دماء وقطع من األجساد وجعلها أشال ًء‬ ‫ويداه تقرتف كل يوم أبشع املجازر وهو غارق‬ ‫يف دماء األطفال الربيئة حتى أذنيه‪ .‬األطفال التي‬ ‫منحها كامل حقوقها وأولها حق الحياة وثانيها‬ ‫حق التعلم والعيش الكريم ‪..‬أَمل يغسل أطفال‬ ‫سوريا يف عهدك السيارات‪..‬أمل يبيعوا البسكويت‬ ‫والعلكة يف الطرقات آلخر الليل‪ .‬تنربي بعد‬ ‫كل هذا وذاك لتخطب وتتلعثم وترتجف خوفاً‬ ‫وتتظاهر بأنك القوي ‪ ..‬الحاكم األوحد‪ ..‬املسيطر‬ ‫عىل كل يشء‪ ..‬أرى أنك ال متتلك السيطرة عىل‬ ‫نفسك‪ .‬منطقك واحد‪..‬مؤامرة عىل الوطن ‪..‬‬ ‫وأنت وجيشك الخائن تقاتلون أعداء الوطن‪ .‬ال‬ ‫أعتقد بأنه يوجد أعداء للشعب السوري غريكم‬ ‫‪..‬وهل هناك يف الوطن قاتل وسفاح وأنت‬ ‫بالوجود‪.‬‬ ‫تقف عىل املنرب أيها الطاغية لتتكلم إىل‬ ‫الشعب‪ .‬أي شعب هذا سيستمع إليك‪ .‬البارحة‬

‫وقعت مجزريت حلفايا واملليحة اللتني‬ ‫ذهب ضحيتهام املئات من الشهداء‬ ‫املدنيني الع ّزل‪ .‬نفذت املجازر بأوامر‬ ‫منك ‪ ..‬هل هؤالء الشهداء من األطفال‬ ‫واملدنيني العزل جامعاتك اإلرهابية‬ ‫املسلحة التي تبحث عنها منذ سنتني‪.‬‬ ‫لكنك قمت بتلك املجازر بعد تهديدات‬ ‫اإلبراهيمي بوجوب قبول خطته الخبيثة‬ ‫التي تنص عىل أن تبقى رئيساً لسورية‬ ‫حتى العام ‪2014‬م‪ .‬الطاغية يكمل اليوم‬ ‫مرسحيته الدولـــــية املغطــــاة أمريكياً‬ ‫واملدعــــومة روسياً وإيرانياً وصينياً‪ ،‬يا‬ ‫لهذه املهزلة‪ .‬فقمت مبجازرك البشعة تلك‬ ‫لتجرب الثـــــوار األبطال عىل القبول والرضوخ‬ ‫لتوصيات اإلبراهيمي‪ ،‬ثم تظهر عىل شاشات‬ ‫التلفزة‪ ،‬حتى تقول بأنك متامسك ومستمر يف‬ ‫حـــكم البالد‪ .‬يجب عليكم أن تتذكروا ما فعلته‬ ‫بكم قبل أيام ؟وما كنت لتخطب دون دفعة‬ ‫معنوية ودون تحركات عىل األرض تظهر من‬ ‫خاللها قوتك‪ ،‬وهذا ما أردته بالضبط يف مجزريت‬ ‫حلفايا ومليحة الشام‪.‬‬ ‫لكن ومع كل ما تقدم‪ ،‬فقد بدوت يف خطابك‬ ‫مهزوزا ً لدرجة كبرية‪ ،‬وخائفاً حتى من مؤيديك‪.‬‬ ‫وقد أشار ثوار الداخل األبطال‪ ،‬إىل أن قواتك‬ ‫األمنية قد عمدت إىل نقل أعضاء مجلس النصب‬ ‫خاصتك ونفر من شبيحتك إىل ثالثة مواقع‬ ‫مختلفة متويهاً عىل الجيش الحر وحامية لك‬ ‫وأنت رئيسهم من اإلغتيال‪ .‬أمل يصل جمهور‬ ‫خطاب املهزلة إىل دار األوبرا والتي مثلت بها‬ ‫مرسحيتك إال يف اللحظات األخرية قبل كلامتك‬ ‫التي تثلج الصدور وتفرح القلوب كالعاصفة‬ ‫الثلجية الحالية التي ترضب البالد والناس ال‬ ‫حول لها وال قوة‪.‬‬ ‫وملاذا إستقدام أكرث من مائة حافلة من املؤيدين‬ ‫من لبنان لحضور كلمتك البشارية‪ .‬وماذا‬ ‫فعلت بدمشق بعد أن حارصتها من جميع‬ ‫مداخلها‪ ،‬ونقلت إليها قواتك العسكرية الضخمة‬ ‫لحاميتك‪ .‬ومهام يكن من أمر‪ ،‬فإن أول ما لفت‬ ‫نظر الكثريين ممن تابعوك والحظوا لون وجهك‬

‫املخطوف‪ ،‬وعيناك الغائرتان اللتان مل تريا النوم‬ ‫منذ مدة بسبب القلق وتزاحم الهموم عليك‬ ‫وأولهم هم الوطن واملواطنني‪.‬‬ ‫ال أدري كيف تحاول أن تظهر متاسكك ملؤيديك‪،‬‬ ‫وتتكلم يف الوقت نفسه عن أهمية ضبط‬ ‫الحدود‪ ،‬أفال تضبطها بنفسك إن كنت قادرا ً‬ ‫عىل ذلك‪ .‬وكيف تتكلم أيها الطاغية عن النرص‪،‬‬ ‫والجيش الحر يقاتل يف دمشق منذ أربعة أشهر‬ ‫كاملة‪ .‬ويسيطر عىل أكرث من ستني باملائة من‬ ‫أرض سوريا‪ ،‬بينام ال تكاد تسيطر إالّ عىل عدة‬ ‫أمتار تحيط بقرصك فقط‪.‬‬ ‫تعتمد يف حديثك أيها الطاغية يف الهجوم عىل‬ ‫تنظيم القاعدة 'واإلرهابيني اإلسالميني'‪ ،‬وكان من‬ ‫الواضح أنك تستفيد بذلك من تصنيف أمريكا‬ ‫لجبهة النرصة كمنظمة إرهابية‪ .‬وال نستغرب‬ ‫من ذلك فقد ظننا عىل الدوام‪ ،‬أن الطرف الذي‬ ‫يعادي الشعب السوري هو أمريكا وحلفائها‪،‬‬ ‫وأن مصلحة أمريكا هي يف بقاؤك عىل رأس‬ ‫السلطة لتحمي لها إرسائيل‪.‬‬ ‫وال أعتقد أن الشبيحة كانوا يهتفون باملصادفة‬ ‫لك‪ ..‬والجيش أيضاً‪ .‬ألن هذا لب سياستك التي‬ ‫تتبعها منذ بداية الثورة‪ ،‬وهي تدمري سوريا مبن‬ ‫فيها من أجل كرسيك‪ .‬ولهذا يعتقد الكثريون أن‬ ‫أوام َر قد صدرت منك للشبيحة بأن ال يذكروا‬ ‫اسم سوريا يف هتافاتهم‪ ،‬فأنت تريد أن تقول‬ ‫مجددا ً‪ ،‬املهم أنا‪ ...‬وليس أحد سواي ولو كانت‬ ‫سوريا نفسها‪.‬‬ ‫بات الشعب السوري ال يعنيه الخطاب وال قائله‪،‬‬ ‫وهو ماض يف طريق التحرير بالقوة بقطع النظر‬ ‫عمن يقف معك أو ورائك‪ .‬ولكنني أريد أن‬ ‫أشري إىل نقطة شديدة األهمية‪ ،‬وهي أنك تقود‬ ‫معركتك العسكرية والسياسية من داخل سوريا‪،‬‬ ‫وكذلك الثوار‪ ،‬بينام ال يزال ائتالف املعارضة يقود‬ ‫تلك املعركة من مكاتبه يف مرص‪ .‬ولذلك يجب‬ ‫عودته إىل املناطق املحررة بالرسعة املمكنة‬ ‫واملشاركة بالفعل يف ثورة الشعب السوري عىل‬ ‫األر‪ ،‬وسيكون لهذا أثرا ً عظيامً يف إنتصار الثورة‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫بقلم محمد الصفدي‬

‫‪12‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫رسالة للمعتقالت‬

‫احلرية‬

‫للتفاحة الزبدانية‬

‫منى برهان‬

‫احلرية‬

‫لياسمني الشام‬

‫ربى عمر‬

‫وراء عينيها الخجولتني يُختزن شموخ جبال‬ ‫الزبداين ‪ ،‬و من بني الكلامت التي تخطها طالبة‬ ‫اإلعالم نشم رائحة التفاح ‪ ،‬إنها منى برهان‬ ‫من شابات الزبداين املتوقدات ذكا ًء ‪،‬املقبالت‬ ‫عىل العلم‪ ،‬الحاملات بغ ٍد أفضل‪ ..‬تتوجه منى‬ ‫إىل جامعتها و بني يديها كتبها و يف مخيلتها‬ ‫مستقبلها و من حولها زميالتها ‪ ..‬لتفاجأ بدورية‬ ‫أمنية تقرتب منهن و تطلب رؤية الهويات ‪..‬‬ ‫يعيدون الهويات إىل الطالبات و يدققون يف‬ ‫بطاقة منى ثم يعتقلونها و يتوجهون بها إىل‬ ‫مقر فرع املنطقة لتبدأ منى رحلة اعتقال‬ ‫رىب عمر ‪ ،‬من أرض قطنا يف‬ ‫غرب العاصمة دمشق حيث‬ ‫جبل الشيخ شامخا قرب ظاللها‬ ‫‪ ،‬طالبة يف جامعة دمشق كلية‬ ‫اإلعالم السنة الثالثة ‪ ،‬قسم‬ ‫العالقات العامة ‪ ،‬تجاوزت ربيع‬ ‫العرشين بأشهر معدودات ‪.‬‬ ‫كفراشة تطري بأ حالمها ‪..‬‬ ‫اتجهت إىل جامعة دمشق‬ ‫يف أحد األيام الدمشقية‬ ‫املاطرة‪ ،‬تسري بخطوات تكرب‬ ‫مع تطلعاتها إىل الجامعة ‪،‬‬ ‫منربالعلم واألدب والثقافة ‪.‬‬ ‫لكن الصورة تغريت والحارض‬ ‫أضحى صورة النتشار املراكز‬ ‫األمنية واالتشبيحية سواء من‬ ‫عنارص االمن أو من االتحاد‬ ‫الوطني لطلبة الجامعة والذي‬ ‫كان يعد حاضنة ثقافية‬ ‫للطالب ووسيطا بينهم وبني‬ ‫أستاذة الجامعة ثم تحول يف‬ ‫ظل الثورة إىل مركز العتقال‬ ‫العديد من طالب وطالبات‬ ‫الجامعة ويتمتع بصالحيات‬ ‫كاملة تطال أكرث من االعتقال‬ ‫أحيانا ‪ ،‬وقد تشمل الرضب‬ ‫واالهانة واذالل بعض املعتقلني‬ ‫يف كثري من األحيان ‪.‬‬

‫امتدت من ‪ 9‬كانون األول ‪ 2012‬و حتى اآلن‬ ‫دون أدىن بارقة أمل بخروج قريب‪..‬فمن فرع‬ ‫املنطقة إىل األمن العسكري الفرع ‪. 248‬وهي‬ ‫مل تعتقل مبذكرة رسمية و مل تقدم ملحاكمة ‪..‬‬ ‫و ملاذا تُقدم و هي مل ترتكب أي جرم و مل تقم‬ ‫بأي فعل سوى الدراسة و التفوق و منح األمل‬ ‫و البسمة لكل من حولها ‪.‬‬ ‫منى‪ ...‬األهل يزداد شوقهم واألصدقاء‬ ‫يفتقدونك ‪،‬و مكانك يف قاعة االمتحان فارغ‬ ‫‪..‬فال تطييل البقاء خلف القضبان ‪ ..‬اخرجي‬ ‫رسيعاً يك تنعم ِ‬ ‫بك الحرية‪.‬‬

‫عىل حني غرة ‪ ،‬تفرد هذه الفتاة‬ ‫بطاقتها الجامعية لزمالء لها‬ ‫عىل البوابة الرئيسية للجامعة‬ ‫ممن يدعون حامية أمنها ‪،‬‬ ‫وتفاجأ بتفتيشها وتوقيفها‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬وساقوها إىل خلف‬ ‫القضبان‪.‬‬ ‫فتاة تنبض بالحياة والحيوية‪،‬‬ ‫قلبها األبيض أنقى من أن‬ ‫يتسخ يف السجون‪ ،‬لطاملا كانت‬ ‫محبة لزمالءها ويشهد لها‬ ‫الكثري من أبناء أترابها أنها فتاة‬ ‫تحب الجميع ويحبها الجميع‬ ‫وتتمتع بالتسامح وحسن‬ ‫الخلق واألدب ‪.‬‬ ‫مل تدر ماذا فعلت ‪ ،‬وال بأي‬ ‫ذنب اعتقلت ‪ ،‬ومل يصدر إىل‬ ‫اآلن أي سبب العتقالها ‪ ،‬ودون‬ ‫اصدار أي مذكرة بحق توقيفها‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 35‬يوما ‪ ،‬أي منذ العارش من‬ ‫شهر كانون األول عام أثنني‬ ‫وأثنى عرش يف الساعة الثانية‬ ‫ظهرية يوم األثنني ‪ :‬وال تزال‬ ‫ابتسامة رىب خلف القضبان‬ ‫الحديدية ‪.‬‬ ‫إىل متى يتم استهداف الحرائر‬ ‫وطالب الجامعات ممن ال ذنب‬

‫لهم إال أنهم أرادوا الحياة يوما‬ ‫والعلم من حاضنة الجامعات‬ ‫ومهد الثقافة العربية والغربية‬ ‫دمشق ‪.‬‬ ‫قام عدد من االصدقاء ممن‬ ‫قض مضجعهم خرب اعتقالها‬ ‫بإنشاء صفحة تضامنية عىل‬ ‫الفيس بوك وكتب أحد‬ ‫أصدقاءها ‪:‬‬ ‫ال ٌحر ٌمهر يزلزل األرض من‬ ‫تحته‪ ،‬وينترش صهيله ىف‬ ‫األجواء‪ ،‬يتجه نحو هدفه ىف‬ ‫ثقة واعتداد‪.‬‬ ‫أن تكون (حرا ً) أو ال تكون ‪..‬‬ ‫تلك املأساة ‪.‬‬ ‫يتحمل الفرع ‪ 248‬فرع‬ ‫التحقيق أي مسؤولية تلحق‬ ‫بها ‪ ،‬وملاذا تم اعتقالها وما هو‬ ‫اليشء الذي يسمح باعتقالها‬ ‫‪ 35‬يوم وتحويلها إىل محاكمة‬ ‫عسكرية اذا كان أول إصالح‬ ‫الغى قانون الطوارئ لدفن أي‬ ‫محسوبيات ينتج عنها ‪..‬‬ ‫رىب عمر ‪ ..‬أصدقاءك وأهلك‬ ‫وأحبتك ينتظرون عودة‬ ‫ابتسامتك ‪ ..‬لتكميل دربك يف‬ ‫جامعتك وتحقيق احالمك يف‬ ‫ربوع وطنك سورية ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين أدب‬

‫الثلج األسود‬

‫سيظل يالحقك أينام حللت فمن نجى‬ ‫َ‬ ‫حني تكون سوريَاً ‪...‬إعلم أن املوت‬ ‫من نريان بشار األسد القته زمهرير العواصف الروسية حني ف َر إىل العراء‪ ,‬فلم‬ ‫تكتف بتعذيبنا بسالحها والفيتو ولكنها تجاوزته لرتسل عواصفاً اقتلعت الخيم‬ ‫البسيطة املنصوبة فوق الرمل ‪ ,‬وبثت سمها األسود رغم بياض ظاهره يف عظام‬ ‫األطفال واجتاح الصقيع أجساد أولئك املصطفني يف طوابري عىل باب الفرن أو‬ ‫املنتظرين لساعات ألخذ القليل من الوقود أو الغاز ‪.‬‬ ‫نعم فنحن السوريون من مل ميت منا بقذيفة سيموت حتامً من الربد حني‬ ‫مل يجد غطا ًء يدفئه أو بيت يأويه فارحمو ضعفنا ‪..‬يامن تسكنون القصور‬ ‫ونسكن الخيام يامن تأكلون اللحوم ونأكل خبزا ً يابساً يامن رحتم تأخذون‬ ‫الصور التذكارية مبتهجني بالثلج تعالو وخذوا صوركم التذكارية معنا فلرمبا‬ ‫تحيا بكم الضامئر امليتة فهنا أيضاً –يف مخيامت املوت –يسقط فوق رؤوسنا‬ ‫بقلم قطر الندى‬ ‫الثلج ولكن الفرق بيننا وبينكم أن ثلجكم أبيض وثلجنا أسود ‪.‬‬

‫ا‬ ‫ل بز‬

‫قد لبسيت يابلدتي األبيض وكان حقك أن تلبسي األسود ‪..‬‬ ‫قد أتاك فصل اخلري ‪..‬حني اجتاحتك سنون الشر‪..‬‬ ‫تبدين يامدينيت عروساً ترتدي ثوب زفافها يف أحلك األيام سواد ًا‪..‬‬ ‫فاليوم غطت الثلوج جبهتك العالية وأثلج الربد نريانك امللتهبة ‪..‬‬ ‫ال تيأسي ياحبيبيت ‪..‬‬ ‫فال بد للثلج أن يذوب ‪...‬‬ ‫وسيطلع حتته عشب ندي مزركش بورود الربيع الدمشقيَ احلمراء ‪..‬‬ ‫اليت تفتحت من دماء شهدائك األبرار ‪..‬‬

‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ة‬ ‫!!‬

‫حاكمنا‬ ‫شّن على‬ ‫خم‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫و العلوم‬ ‫مح‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫ط‬ ‫هري‬ ‫مت على إ‬ ‫ث‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫جمل‬ ‫ا‬ ‫ا هر‬ ‫بتهم والعدسات‬ ‫ة التكبري !!‬

‫د‬ ‫ا ين‬

‫بـــــراءة‪..‬‬

‫يف أيامنا‬ ‫مية عظمى‬ ‫التفكري جر‬ ‫ُيعد‬ ‫ة والقراءة‬ ‫الثقاف‬ ‫تليه شعب مت ّهم‬ ‫كل ال‬ ‫حده حاكمنا‬ ‫وو‬ ‫ى الرباءة !!‬ ‫حاز عل‬ ‫سمفونية الحرية‬

‫‪14‬‬


‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫منوعاتوأبراج‬

‫الفلك مع أوكسجين‬

‫برج البرد ‪:‬‬

‫برج المتظاهر ‪:‬‬

‫يزداد املنخفض الجوي فعالية‪ ..‬مع إزدياد القتل والترشيد‪.‬‬

‫عليك أن تتدثر جيدا ً قبل أن تتظاهر خوفاً من أنفلونزا النظام‪.‬‬

‫برج البطة ‪:‬‬

‫برج الطفل السوري ‪:‬‬

‫خطابك أثلج صدور معارضوك‪ ..‬وأشعل صدور محبيك‬ ‫الذين تبخروا‪.‬‬

‫الطفل السوري مقهور‪ ..‬مشتاق لبيتو املهدوم‬

‫برج النازح ‪:‬‬

‫برج المجنمع الدولي‪:‬‬

‫إفرح أيها النازح السوري‪ :‬لقد ت ّم تغيري إسم مخيمك من‬ ‫مخيم الزعرتي إىل بحرية الزعرتي‪.‬‬

‫املجتمع الدويل ينعي موته‪ ..‬وسوف يتسلّم القيادة وليده املجتمع‬ ‫الدويل الصغري‪.‬‬

‫أبوالدراويش‬ ‫الباب‬ ‫ِإجا هوالكو‪ ..‬وهِ ْ ِت ْل‪ِ ..‬و ْقفو عَ ْ‬ ‫َ‬ ‫خاص مِ ْت ُل ْن‪ّ ..‬‬ ‫باب‬ ‫ِهن األَ ْح ْ‬ ‫ونَ ْطرو أ ْش ٍ‬ ‫ْ‬ ‫بالصوت‬ ‫وع ّال‬ ‫نادى ناطو ْر السِ ِج ْن َ‬ ‫واح ْد‪ ..‬بِ ْدنا ياه‪ْ ..‬‬ ‫ناطرينو ْ‬ ‫ميوت‬ ‫باقي ِ‬ ‫َّ‬ ‫تطللع هِ ْ ِت ْل بهوالكو ّ‬ ‫وقلو شو يف‬ ‫وما عِ رفو إنو جه َّنم عم تو ِق ْد فيه‬ ‫وسعو مِ ْن بَ ّرا َض ِّج ْه وسألو شو صارْ‬ ‫ِْ‬ ‫قالو جايي مِ ْن بعي ْد اجملرم ّ‬ ‫بشار‬ ‫أخ ْد ع ْ‬ ‫َ‬ ‫ون و ِزعِ ْل كت ْري‬ ‫خاطرو نَ ْي ْ‬ ‫و َق ُّل ْن هادا مو َعد ِْل تنت ِْخبو احلم ْري‬ ‫الباب وص ّفو ُك ُّل ْن ق ّدامو ع الدورْ‬ ‫ِإنْ َف َت ْح ْ‬ ‫فيه ْن ّ‬ ‫وك ِْل ِ‬ ‫واح ْد ُ‬ ‫مكشش ْر ومِ َش ْف ِ ْت و َم ْقهورْ‬ ‫َحكى ّ‬ ‫بشا ْر‪ ..‬و َق ُّل ْن إنتو ثحابي‬ ‫باإلجرام‪َ ..‬ح ْض ِر ْة َجنابي‬ ‫وأول واحد‬ ‫ْ‬ ‫ني‬ ‫صقفولو حبرارة‪ ..‬وص ّوتولو ‪ ...‬بنحنا موافق ْ‬ ‫وهتفولو‪................‬‬ ‫وراس َ‬ ‫ني‪،..!...‬؟‪.‬‬ ‫الل ْقط ْ‬ ‫غي ْك إنيت‪ْ ..‬‬ ‫ما َحد ِْن َق َت ْل شعبو‪َ ْ !!..‬‬

‫‪15‬‬


‫ثورة و إبداع‬

‫ن علي‬

‫ارميا‬

‫ن‬

www.syriaoxygen.com

OXYGEN.ZABADANI@GMAIL.COM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.