العدد ( 47 ) السنة الثانية - الأحد 24\02\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‪..‬‬

‫على خطى ابراهيم الخليل‬

‫لقــاء مــع أصدقــاء مــار موســى الحبشــي‬

‫مدارسنا أيضاً‪..‬‬

‫شهيدة بين التدمير وسوء التعليم‬

‫داريا‪..‬‬ ‫بردا وسالما‬ ‫أوكسجني‬ ‫كما الثورة ‪ -‬مستمرة‬

‫العدد ( ‪ ) 47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫إفتتاحية‬

‫أفتتاحية هيئة التحرير‬ ‫السكود ‪ ..‬وماذا بعد؟ هل هناك من أبعد ؟‬ ‫كابوس‬ ‫دام عىل امتداد الخريطة من دمشق النبض إىل حلب الروح ‪..‬‬ ‫أسبو ٌع ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وكل القلوب التي م ّرت بهام‪.‬‬ ‫حقيقي عاشته املدينتان ّ‬ ‫ّ‬ ‫هل تخ ّيل أحدنا يوماً هذا! حلب تُقصف بصواريخ سكود! هل كان أطفالنا يعلمون‬ ‫مؤسف أن يعلموا اآلن بعد أن قُصفوا‬ ‫أنّ هكذا صاروخ عابر للبالد متواجدٌ أصالً ؟!‬ ‫ٌ‬ ‫به ‪ ..‬ماذا كان يفكّر ذلك الرامي ؟! هل كان يفكّر أصالً أم كان مخدّ ر ؟ هل تد ّرب‬ ‫عىل استخدام هذا الصاروخ يف هذا االتجاه أم أنّه فقط ارتباكٌ جغرايف ؟!‬ ‫ٍ‬ ‫انفجارات ه ّزت قلب العاصمة‬ ‫تصح منه املدينة بعد‪ ،‬أربع‬ ‫كابوس آخر يف دمشق مل ُ‬ ‫سوري مدين ومئات الجرحى‪ ،‬إرهاب‬ ‫وه ّزت معها ماليني القلوب‪ .‬مئة مواطن‬ ‫ّ‬ ‫أي فعل قام به النظام ومن ال‬ ‫وحيش ال بدّ من ادانته متاماً كام واظبنا عىل إدانة ّ‬ ‫يدينه كمن حمل االثم‪.‬‬ ‫صحيح أنّ النظام مل يوفّر أي وسيلة من اإلبادة وو ّجه ضدنا أعتى األسلحة وقاد‬ ‫ٌ‬ ‫لنظام بوجه‬ ‫ضدّ نا حرب تدمريية شاملة وكأننا عد ٌو قديم ‪ ،‬لكن و حتى ال نتحول‬ ‫ٍ‬ ‫آخر‪ ،‬ح ّتى ال نصبح وحوشاً كام أرادنا أن نكون‪ ،‬علينا دوماً ان نتابع أنفسنا أن‬ ‫بكل وقاحة‪ ،‬وال نته ّرب بإلقاء اللومة‬ ‫نحاسب أنفسنا وأن نشري إىل من يدعم النظام ّ‬ ‫عىل النظام فام أكرث ما للنظام من أقرانٍ وأصدقاء اليوم !! وما أكرب ثقتي بهذا‬ ‫الشعب الح ّر العظيم !!‬ ‫تطل اليوم يف العدد السادس واألربعني تنعي مدارسنا شهيدة بني الدمار‬ ‫أوكسجني ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتصل ألجل سوريا مع أصدقاء دير مار موىس الحبيش‪،‬‬ ‫وسوء اإلدارة والتعليم‬ ‫تزور بانياس لؤلؤة الثورة يف الساحل‪ ،‬وتع ّرج عىل مضايا وتكتب شعراً لدار ّيا‪ ،‬تودّع‬ ‫العم عمر عزيز وتبيك فقدانه وبعد أبو الدراويش والفنون واألدب تُقيم أوكسجني‬ ‫يف سهل الزبداين صالة إىل أرواح شهداءنا يف دمشق وحلب وترسل من الجبل سال ٌم‬ ‫للبالد أجمعني وتبقى أوكسجني – كام الثورة – مستم ّرة‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫‪ -3‬مدارسنا أيضاً‪..‬‬ ‫شهيدة بين التدمير وسوء التعليم‬ ‫‪ -4‬على خطى ابراهيم الخليل‬ ‫لقــاء مــع أصدقــاء مــار موســى‬ ‫ا لحبشــي‬ ‫‪ -5‬سوريين مسيحيون‬ ‫حب الوطن بين الخطايا والغفران‬ ‫‪ -6‬بانياس‪ ..‬لؤلؤة الساحل‪..‬‬ ‫‪ -7‬أخالقيات‪ ..‬اقرأ‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬أخبارنا‪..‬‬ ‫الجيش الحر يقصف القصر الرئاسي‬ ‫‪ -10‬عمر عزيز‪ ...‬يرحل تحت التعذيب‬ ‫‪ -11‬آية الكرسي (مضايا)‬ ‫‪ -12‬األسد وتاريخه في اإلغتياالت‬ ‫‪ -13‬استمرارية الثورة السورية‬ ‫‪ -14‬أدب‪..‬‬ ‫داريا‪ ..‬بردا وسالما‬ ‫‪ -15‬فواصل‪ ..‬برجك مع أوكسجين‬

‫‪2‬‬


‫مدارسنا أيض ًا‪..‬‬

‫للرصاعــات املســلحة أثرهــا عــى‬ ‫األطفــال‪ ،‬فقــد أودت بحيــاة مــا‬ ‫يزيــد عــى مليــوين طفــل يف العقد‬ ‫املنــرم وحــده‪ ،‬بينــا تعــرض‬ ‫ســتة ماليــن آخريــن إلصابــات أو‬ ‫إعاقــات مــدى الحيــاة‪ .‬وأصبــح‬ ‫مليــون طفــل أيضــاً يف عــداد‬ ‫اليتامــى كــا أشــارت اإلحصائيــات‬ ‫الحاليــة لليونســيف‪ ،‬ويحــذر‬ ‫تقريــر لهــا مــن أن النزاعــات‬ ‫املســلحة تحــرم ‪ 28‬مليــون طفــل‬ ‫مــن التعليــم يف العــامل بفعــل‬ ‫تعريضهــم لعمليــات خطــف‬ ‫واغتصــاب وغريهــا مــن أشــكال‬ ‫العنــف ولهجــات متعمــدة ضــد‬ ‫املــدارس‪ ،‬فضــاً عــن انتهــاكات‬ ‫أخــرى لحقــوق اإلنســان‪.‬‬ ‫ففــي ســوريا تعــرض األطفــال‬ ‫للكثــر مــن االنتهــاكات بحقهــم‪،‬‬

‫تحقيق‬

‫شهيدة بين التدمير وسوء التعليم‬

‫مــن ترشيــد وقتــل وأهمهــا‬ ‫التعليــم‪ ،‬مــع بدايــة العــام‬ ‫الــدرايس الحــايل واجــه األطفــال‬ ‫مشــكلة كبــرة بهــدم أكــر مــن‬ ‫‪ 3873‬مدرســة نتيجــة قصــف‬ ‫قــوات النظــام حســب تقريــر‬ ‫لقنــاة الجزيــرة‪ ،‬كمدرســة البنــن‬ ‫يف حلــب التــي تعرضــت لقصــف‬ ‫الطــران املروحــي مبــواد بيضــاء‬ ‫اللــون وكريهــة الرائحــة قــال‬ ‫عنهــا األهــايل إنهــا مــواد كيامويــة‪،‬‬ ‫وبعــد نــزوح األهــايل وهروبهــم‬ ‫وتجمــع الكثرييــن يف املناطــق‬ ‫الخاليــة مــن القصــف ت ـ ّم تأمــن‬ ‫املــدارس بشــكل مؤقــت لتكــون‬ ‫مختلطــة وتضــم الواحــدة كل‬ ‫املراحــل الدراســية‪ ،‬ومشــركة مــع‬ ‫أطفــال املنطقــة‪ ،‬ففــي الزبــداين‬ ‫التــي تعرضــت لقصــف دام أكــر‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫مــن ســبعة أشــهر دمــرت فيهــا‬ ‫املــدارس بشــكل شــبه كامــل‪،‬‬ ‫ومــع نــزوح ســكان املنطقــة و‬ ‫اســتقرارهم يف بلــودان و رسغايــا‬ ‫وعــن حــور‪ ،‬انتقــل األطفــال إىل‬ ‫مــدارس جديــدة يبــدأ دوامهــم‬ ‫مــن الســاعة ‪ 12‬ظهــرا ً حتــى‬ ‫الرابعــة مســا ًء‪ ،‬وتعــاين هــذه‬ ‫املــدارس مــن االكتظــاظ وعــدم‬ ‫توفــر الوســائل التعليميــة الكافية‪،‬‬ ‫ويف حــال وجودها فهــي يف املكتبة‬ ‫يف الــدوام األول‪ ،‬ونقــص بأقــام‬ ‫الحــر والطبشــور للكتابــة عــى‬ ‫الســبورة‪ ،‬وأيضـاً مــن قلــة النظافة‬ ‫واالهتــام‪ ،‬فــوزّع الطــاب إىل‬ ‫أربعــة مــدارس هــي توفيــق‬ ‫جانــا وشــفيق جــري و الرشبتــي‬ ‫و غرانــد آالء‪ ،‬حيــث األخريتــن‬ ‫أُ ِ‬ ‫حدثتــا مــن أجــل اســتيعاب‬ ‫باقــي الطــاب‪ ،‬وتعرضــت مدرســة‬ ‫الشــاح‬ ‫ّ‬ ‫الرشبتــي يف منطقــة‬ ‫لحمــات مداهــات واعتقــال‬ ‫بعــض املعلمــن فيهــا‪ ،‬وطالهــا‬ ‫القصــف يف إحــدى املــرات‬ ‫فاستشــهد طفــل بعمــر ‪10‬‬ ‫ســنوات وأصيبــت معلمــة وعــدد‬ ‫مــن الطــاب بجــروح‪ ،‬ويف إحــدى‬

‫إعداد ندى الربيع‬ ‫املــدارس التقيــت باملعلمــة فــرح‬ ‫وتحدثــت لنــا عــن حالــة الطــاب‬ ‫الجــدد فذكــرت أ ّن الكثــر مــن‬ ‫الطــا ب النازحــن يعانــون مــن‬ ‫حــاالت إكتئــاب ورشود أثنــاء‬ ‫الــدرس وصادفــت البعــض يبــي‬ ‫خلســة‪ ،‬ومنهــم املتفوقــون لكــن‬ ‫الظــروف ال تســاعدهم‪ .‬وســألنا‬ ‫إحــدى املرشفــات يف املدرســة‬ ‫(س‪.‬ع) فأجابــت إ ّن مدرســتنا‬ ‫هــذه يتجمــع فيهاعــ ّدة مــدارس‬ ‫وعــدد الطالبــات كبــر ونعــاين‬ ‫نقــص يف الوســائل و وزارة الرتبيــة‬ ‫ال تعيلنــا أبــدا ً كوننــا مــن أصحــاب‬ ‫الســوابق بالثــورة واالعتقــال‪،‬‬ ‫وقالــت الطالبــة تقــى ثالــث ثانوي‬ ‫علمــي إن الوقــت ال يســعفنا‬ ‫فنحــن اآلن مل نكمــل حتــى‬ ‫نصــف املنهــاج املــدريس والحصــة‬ ‫الدرســية قصــرة التتجــاوز ‪35‬‬ ‫دقيقــة‪ ،‬وقالــت إرساء الطالبــة‬ ‫املتفوقــة‪ :‬إن تعامــل املديــر‬ ‫معنــا يسء جــدا ً ألننــا غربــاء عــن‬ ‫املنطقــة وأكــر األمــور صعوبــة‬ ‫هــي مرورنــا عــى نقــاط التفتيــش‬ ‫والحواجــز‪ ،‬وهــذا يتعب نفســيتنا‪،‬‬ ‫وأمــا حســن ابــن ‪ 15‬عامــاً قــال‪:‬‬ ‫أنــا تركــت املدرســة ألننــي ال‬ ‫أســتطيع املــرور عــى الحواجــز‬ ‫فأنــا أخــاف مــن االعتقــال وهــذا‬ ‫حــال الكثرييــن مــن أصدقــايئ‪.‬‬ ‫وحقـاً هــذا حــال أصدقائــه وأكــر‬ ‫األطفــال الســوريون‪ ،‬فاملــدارس‬ ‫مقصوفــة ومدمــرة وتحولــت أكــر‬ ‫مــن ألــف مدرســة ألماكــن اعتقــال‬ ‫وتعذيــب‪ ،‬ويف أحســن األحــوال‬ ‫ثكنــة عســكرية‪ ،‬فلمصلحــة مــن‬ ‫يقــوم النظــام بتدمــر كل هــذه‬ ‫املــدارس؟؟ ومــن ســيوقفه عــن‬ ‫القتــل والتدمــر ؟‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫لقاء‬

‫على خطى ابراهيم اخلليل‬

‫لقاء مع أصدقاء مار موسى الحبشي‬

‫ضيوفنــا اليــوم يفضّ لــون الصــاة والعمــل‬ ‫الــدؤوب عــى الــكالم لك ّننــا حاولنــا‬ ‫جاهديــن انتــزاع بعــض القصــص منهــم‬ ‫تحدّ ثنــا إىل صديقنــا مــن جمعيــة أصدقــاء‬ ‫ديــر مــار مــوىس وســألناه عــن الديــر‬ ‫والجمعيــة وكان لنــا معــه اللقــاء التــايل‪:‬‬ ‫‪ -‬حدّ ثنا عن دير مار موسى الحبشي؟‬

‫ديــر مــار مــوىس الحبــي هــو ديــر رسيــاين‬ ‫كاثوليــي يقــع يف أحضــان سلســلة جبــال‬ ‫القلمــون يبعــد ‪ 15‬كيلــو مــر عــن مدينــة‬ ‫النبــك و ‪ 130‬كيلــو مــر عــن مدينــة الزبــداين‪.‬‬ ‫يعــود بنــاءه للعــام ‪ 1058‬م‪ .‬وأعيــد ترميمــه‬ ‫يف العــام ‪ 1984‬م‪ .‬عــى يــد األب باولــو ديــل‬ ‫أوغليــو اليســوعي‪ ،‬وعــادت الحيــاة الرهبانيــة‬ ‫للديــر عــى يــد األب باولــو مبســاعدة الشـ ّـاس‬ ‫الحلبــي يعقــوب مــراد عــام ‪ 1991‬م‪.‬‬

‫ مــا هــي الصعوبــات التــي واجهــت الديــر‬‫ورهبانــه خــال األحــداث األخيــرة فــي البــاد؟‬

‫بدايــة و يف هــذه األحــوال العصيبــة التــي متر‬ ‫بهــا ســوريا الحبيبــة‪ ،‬أرض األبجديــة والتعدديــة‬ ‫الثقافيــة والدينيــة والعرقيــة‪ ،‬نريــد أن نــدق‬ ‫ناقــوس األمــل ونقــرع أج ـراس الرجــاء‪ ،‬رغــم‬ ‫الدمــاء التــي تســيل عــى أرض الوطــن‪ ،‬دمــاء‬

‫أبنائــه وبناتــه ودمــوع أمهاتــه‪ ،‬نريــد أن نــرخ‬ ‫كل منــا‬ ‫ـي الحيــاة‪ .‬لذلــك ٌّ‬ ‫يف وجــه املــوت ونحـ ِّ‬ ‫ســوف يكتــب كلمــة أو جملــة أو تأمـاً راجــن‬ ‫أن تجــد كلامتنــا طريقهــا إىل قلوبكــم‪ .‬نريــد‬ ‫كل كــا يريــد‬ ‫أن ندعوكــم إىل الصــاة معنــا‪ٌّ ،‬‬ ‫وبحســب دينــه وتقليــده‪ ،‬لــي مينحنــا اللــه‬ ‫الفــرج قريبًــا‪ ،‬لــكل ســوريا ولــكل الســوريني‪.‬‬ ‫أ ّمــا عــن الديــر فبعــد مغــادرة أبونــا باولــو‬ ‫ســورية بســبب مواقفــه السياســية املعروفــة‪،‬‬ ‫األمــر الــذي جعــل وجــو َده يف الديــر شــب َه‬ ‫مســتحيلٍ ‪ ،‬دخلــت الجامعــة الرهبانيــة يف‬ ‫مرحلــة جديــدة هامــة فيهــا الكثــر مــن‬ ‫الصعوبــة والتحــدي مــن ناحيــة والكثــر مــن‬ ‫التامســك مــن ناحيــة أخــرى األمــر الــذي شــكل‬ ‫بالنســبة لــكل منــا عالمــة ثقــة ونضــج‪ ،‬فتابعنــا‬ ‫حياتنــا ومشــاريعنا بســام إىل يــوم الخامــس‬ ‫مــن آب ‪ .٢٠١٢‬حيــث تعرضنــا لرضبــة موجعــة‬ ‫حــن أىت مجموعــة مــن اللصــوص وقامــوا‬ ‫برسقــة قطيــع املاعــز املكــون مــن ‪ ١٠٥‬رؤوس‬ ‫باإلضافــة إىل جــرار زراعــي مــع الكثــر مــن‬ ‫اآلالت وكميــة مــن العلــف كانــت موجــودة يف‬ ‫الحظــرة‪ .‬و مل تكــن هــذه هــي املــرة األوىل‪،‬‬ ‫فقــد تعرضنــا قبلهــا لرسقــة القاعــة الكــرى‬ ‫يف وادي الديــر حيــث فقدنــا الكثــر مــن‬ ‫محتوياتهــا‪ .‬إننــا نعيــش طــوال هذه املــدة قلق‬ ‫االســتمرار يف التعــدي عــى الديــر وممتالكاتــه‬ ‫فقــد قامــت هــذه املجموعــة بالتعــدي عــى‬ ‫ديــر الحايــك واملنســكة وبيــت الراعــي و أخـرا ً‬ ‫قامــت برسقــة كابــات الكهربــاء ومعــدات‬ ‫كهربائيــة أخــرى مــن مزرعــة الديــر يف الــوادي‬ ‫مببلــغ يقــدر بحــوايل ثالمثائــة وخمســن ألــف‬ ‫(‪ )٣٥٠٠٠٠‬لــرة ســورية‪.‬‬ ‫ مــا األعمــال التــي قــام بهــا الديــر‬‫ورهبانــه مؤخــرًا ؟؟‬

‫مــن األعــال التــي تحققــت مؤخـ ًرا بســبب‬ ‫دعــم املتربعــن املــادي‪ ،‬هــو تجهيــز مثــان‬ ‫شــقق س ـكَنية يف "حــارة املســيحية" يف النبــك‪،‬‬ ‫وقــد ســكن فيهــا خمــس عائــات كبــرة‬ ‫مــن إخوتنــا املهجريــن مــن مدينــة القصــر‬ ‫املنكوبــة والشــقق الثالثــة األخــرى أُ ِّجــرت‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫إعداد جفرا‬

‫لثــاث عائــات فتيــة مــن رعيتنــا يف النبــك‪،‬‬ ‫حضنــا املخططــات لبنــاء رابــع‬ ‫كــا ننــوه أننــا ّ‬ ‫يف نفــس املــكان ولنفــس الغايــة إال أن املبــارشة‬ ‫فيــه تنتظــر تعاضــض الجميــع‪.‬‬ ‫أمــا يف الديــر فنقــوم حاليــاً ببنــاء غرفــة‬ ‫ستســخدم للطعــام وللجلــوس فتكــون بديــاً‬ ‫عــن الخيمــة البدويــة التــي كانــا قــد نصبناهــا‬ ‫يف ســاحة الديــر‪ .‬أمــا اآلن فقــد أزلناهــا مؤقتًــا‬ ‫إلصالحهــا مســتفيدين مــن قلــة الــزوار حتــى‬ ‫نســتعد بطريقــة أفضــل الســتقبالهم حــن‬ ‫مجيئهــم الــذي نتمنــاه قريبــاً‪ .‬وتبقــى هــذه‬ ‫الخيمــة‪" ،‬خيمــة إبراهيــم"‪ ،‬رمــزا ً للضيافــة‬ ‫التــي هــي ركــن أســايس مــن أركان دعوتنــا يف‬ ‫الحــوار‪.‬‬

‫ كلمــة أخيــرة‪ ..‬مــا هــي أمنيتكــم‬‫لســوريا فــي العــام ‪ 2013‬؟‬

‫بينــا يـزال بلدنــا يعيــش يف خضــم املأســاة‪،‬‬ ‫نلتــزم يف الصــاة وببــذل كل مــا ميكــن‬ ‫للوقــوف إىل جانــب املحتاجــن واملهجريــن‪،‬‬ ‫روحيـاً وماديًــا‪ ،‬راجــن فجـرا ً قريبـاً نعــود فيــه‬ ‫لنكمــل دعوتنــا التأمليــة مبامرســة الضيافــة‬ ‫ومتابعــة موهبتنــا يف الحــوار مــع املســلمني يف‬ ‫ســبيل ســام عميــق‪ ،‬شــامل ودائــم‪ ،‬ومصالحــة‬ ‫حقيقيــة‪.‬‬ ‫نضــع وطننــا الحبيــب ســوريا أمــام مغــارة‬ ‫امليــاد التــي تبرشنــا بزيــارة رئيــس الســام‬ ‫(أشــعيا ‪ )٥/٩‬و بــن يديــه نضــع أيضً ــا كل‬ ‫املنكوبــن واملهجريــن واملــرىض‪ .‬ونحمــل‬ ‫بصلواتنــا ومشــاعرنا وأفكارنــا كل القاطنــن يف‬ ‫الخيــم يف هــذا الــرد القــارس وال ننــى يف كل‬ ‫وقفــة صــاة كل مــن ضحايــا هــذه الحــرب‬ ‫املأســاوية‪ .‬جميــع هــؤالء نضعهــم أمامــك يــا‬ ‫يســوع وكلنــا ثقــة ورجــاء بــك يــا شــايف املــرىض‬ ‫ومض ِّمــض جراحــات املصابــن ومعــزي الحـزاىن‪،‬‬ ‫املحامــي عــن املظلومــن ومؤيــد كل صانعــي‬ ‫الســام ‪.‬‬ ‫ونحــن بدورنــا ملتزمــون بالصــاة مــن أجلكــم‬ ‫يــا أصدقا َءنــا يف كل مــكان‪ ،‬ونبرشكــم قائلــن‬ ‫املجــد للــه يف العــى وعــى األرض الســام ويف‬ ‫رة ‪.‬‬ ‫النــاس امل ـ ّ‬

‫‪4‬‬


‫سور ّيون مسيح ّيون‬

‫حب الوطن بين الخطايا والغفران‬

‫ـيحي‬ ‫تخ ـ ّوف كث ـ ٌر مــن رجــال الديــن املسـ ّ‬ ‫مــن االنخــراط بالثــورة منعــاً لخســائر ال‬ ‫يســتطيع مســيح ّيو ســوريا تحملّهــا‪ ،‬فكانــوا‬ ‫غالب ـاً إىل جانــب النظــام الــذي اســتطاع أن‬ ‫ُيظهــر نفســه عــن أنّــه الخيــار األكــر ضامنــة‬ ‫لحاميــة حقــوق األقلّيــات يف وجــه مــا أســاه‬ ‫ـامي»‪ ،‬فــكان الخطــاب الديني‬ ‫«التطـ ّرف اإلسـ ّ‬ ‫ـيحي يـراوح بــن مــن أنّــه ال خــوف من‬ ‫املسـ ّ‬ ‫ـات حقيق ّيــة فيــا‬ ‫التغيــر طاملــا ُوجــدت ضامنـ ٌ‬ ‫يتعلــق بالوجــود املســيحي يف ســوريا وحريــة‬ ‫مامرســة املعتقــدات الدينيــة‪,‬يف حــن رفــض‬ ‫املوقــف اآلخــر أي تغيــر مفضّ ـاً اإلبقــاء عــى‬ ‫الوضــع الســيايس الراهــن كــا هو‪,‬بــدل‬ ‫الخــوض يف مغامــرة وضامنــات غــر ُمطمئنــة‬ ‫قــد تُفقــد املســيحيني مكانتهــم التــي حصلــوا‬ ‫عليهــا‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى تــم إقصــاء رجــال الديــن‬ ‫عــن مناصبهــم وكنائســهم عندمــا طالبــوا‬ ‫بالتغيري‪,‬ليســتبدلهم النظــام برجــال مــن‬ ‫صنعــه‪.‬‬ ‫الرســمي‬ ‫بعيــدا ً عــن الخطــاب املســيحي‬ ‫ّ‬ ‫يبــدو أن معظــم املســيحيني مازالــوا يف صـ ّـف‬ ‫النظــام رغــم كل مــا يجــري عــى أرض الواقــع‪،‬‬ ‫ربــا بــاألرضار التــي لحقــت بهــم‬ ‫متأثريــن ّ‬ ‫ســوا ّء يف مــر أو لبنان‪,‬فكانــوا ضــد أي تغيــر‬ ‫ـيايس ال تعــرف عواقبه‪,‬بينــا رفــض الكثــر‬ ‫سـ ّ‬ ‫مــن الشــباب سياســة القمــع‪ ,‬فشــاركوا يف‬ ‫الحــراك الســلمي واملظاهــرات مــن دون أن‬ ‫يفكــر أحدهــم بحمــل الســاح كــون القتــال‬ ‫أخــذ صبغــة إســام ّية جهاديّــة كانــت حصيلــة‬

‫عجــز املجتمــع الــدويل وسياســة‬ ‫املعارضــة عــن وضــع حــد لتــادي‬ ‫النظــام يف القمــع‪.‬‬ ‫أضــف إىل ذلــك ترصيــح بابــا‬ ‫الفاتيــكان بنديكتــوس الســادس‪,‬الذي‬ ‫وصــف إرســال الســاح إىل ســوريا‬ ‫«بالخطيئــة الكــرى» ذات املدلــول‬ ‫العميــق يف الديــن املســيحي‪,‬والتي‬ ‫متاثــل يف تحرميهــا ارتــكاب أحــد‬ ‫الخطايــا الســبع‪.‬‬ ‫يف حــن كان لغريهــم مواقــف‬ ‫حاســمة أكــر أمثــال األب باولــو الــذي سـ ّميت‬ ‫إحــدى املظاه ـرات دع ـاَ لــه «بأحــد نــرة‬ ‫األب باولــو»‪ ،‬والــذي قــال يف لقــاء لــه يف‬ ‫جريــدة الحيــاة بــأن العنــر الوحيــد الــذي‬ ‫فاجــأه يف الربيــع العــر ّيب هــو هــؤالء الشــباب‬ ‫بنضجهــم الســيايس واإلنســاين ويف اســتعدادهم‬ ‫للتضحيــة بحياتهــم يف ســبيل كرامتهــم‬ ‫وحقوقهــم ‪« :‬مل أتعلّــم يف حيــايت عــن كرامــة‬ ‫اإلنســان كــا تعلّمــت مــن الشــباب الســوري‬ ‫يف الســنة األخــرة»‪.‬‬

‫ثورة‬

‫نيرمين عبد الرؤوف‬

‫مســيحيون مــن أجــل الدميقراطيــة «والــذي‬ ‫و ّجــه رســائل ها ّمــة باســم الرعيّــة املســيحيّة‬ ‫إىل عــدة شــخصيات أمثــال حســن نــر اللــه‬ ‫محــذرا ً إيّــاه بــأن «ســوريا ليســت تحــت‬ ‫ســلطانك ولــن تكــون يومــاً»‪ ،‬كــا و طالــب‬ ‫بتحريــر الكنيســة مــن ســلطة النظــام‪ ،‬وأكـ ّد‬ ‫عــى أ ّن الثــورة ليســت ثــورة مســيحيني أو‬ ‫إســاميني‪ ،‬إمنــا هــي ثــورة ســوريّة مــن أجــل‬ ‫ـعب قــال كلمتــه ودفــع‬ ‫اســتعادة الكرامــة لشـ ٍ‬ ‫أمامهــا دمـاً ولحـاً وعذابـاً مل يشــهد مثيـاً لــه‬ ‫التاريــخ منــذ زمــن‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل الكثــر مــن الشــخصيات التــي‬ ‫كانــت إىل جانــب الثــورة منــذ البدايــة أمثــال‬ ‫«جــورج صــرا وميشــيل كيلــو»‪ ،‬وبعــض‬ ‫الفنانــن يف مق ّدمتهــم فــارس الحلــو ومــي‬ ‫ســكاف التــي تعرضــت للمالحقــة واالعتقــال‬ ‫‪,‬واملخــرج باســل شــحادة صاحــب لقــب‬ ‫«الشــهيد الســلفي املســيحي»‪ ،‬والــذي‬ ‫كانــت قصتــه أكــر دليــل عــى حالــة الرفــض‬ ‫لنظــام األســد حــن تعالــت أصــوات الحريــة‬ ‫مــن أمــام كنيســة «كريلــس»‪ ،‬بعــد أن منعــت‬ ‫قــوات األمــن الســورية دخــول الجمــوع إىل‬ ‫الكنيســة لحضــور قــداس جنازتــه‪.‬‬

‫يبقــى أن نذكــر الفئــة الرماديــة التــي‬ ‫تلتــزم الصمــت بدافــع الخــوف مــن اآلخــر‬ ‫املســلم‪,‬تلك الفكــرة التــي صورهــا النظــام عــر‬ ‫ســنني وأقنــع الكثــر بأنــه األمــان املطلــق‬ ‫وكذلــك فعــل األب فرانــس فاندرلخــت بالنســبة لألقليــات‪.‬‬ ‫الكاهــن الهولنــدي املقيــم يف الخدمــة‬ ‫الكهنوتيــة يف حمــص منــذ ثالثــن عاماً‪,‬والــذي‬ ‫اســتطاع مــن خــال اهتاممه الخاص بالشــباب‬ ‫الســوري مــن كســب قاعــدة شــعب ّية لــه مــن‬ ‫جميــع الديانــات والطوائف‪,‬وعـ ّـر عــن رفضــه‬ ‫للعنــف املــارس مــن قبــل النظــام مطالبـاً إياه‬ ‫بوقــف عمليــات القصــف العشــوايئ‪,‬ليتحول‬ ‫بعدهــا إىل النشــاط امليــداين بإيــواء عائــات‬ ‫مســلمة يف ديــر اآلبــاء اليســوعيني يف منطقــة‬ ‫الحميديــة يف حمــص القدميــة‪ ،‬وأيضــاً األب‬ ‫ســبرييدون طنــوس مــن جمعيــة «ســوريون‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫‪5‬‬


‫نقطة ثائرة‬

‫بانياس‪ ..‬لؤلؤة الساحل‪..‬‬

‫بانيــاس‪ ..‬لؤلــؤة يف جيــد الثــورة‬ ‫مدينــة ســورية نامئــة عــى ســاحل البحــر‬ ‫املتوســط‪,‬تتّبع ملحافظــة طرطوس‪,‬يبلــغ عــدد‬ ‫ســكانها ‪ 50‬ألــف نســمة‪,‬متتاز برتكيبــة طائف ّية‬ ‫مــن املســيحية والعلويّــة والســ ّنة‪ ,‬ويوجــد‬ ‫فيهــا العديــد مــن املواقــع األثريّــة؛ مثــل‬ ‫بيــت جبّــور وقلعــة املرقب‪.‬تحظــى املدينــة‬ ‫بأهميّــة اقتصاديّــة كبــرة نظــرا ً لوجــود‬ ‫مصفــاة للنفــط فيها‪,‬وهــي مرفــأ للســفن‬ ‫التجاريّــة وفيهــا محطــة توليــد الكهربــاء‬ ‫األكــر يف ســوريا‪ .‬انضمــت بانيــاس للثــورة‬ ‫منــذ البدايــة‪ ،‬فخرجــت ّ‬ ‫أول مظاهــرة فيهــا‬ ‫بتاريــخ ‪ 18/3/2011‬مــن جامــع الرحمــن‪،‬‬ ‫بعــد خطبــة ألقاهــا الشــيخ "أنــس عــروط"‬ ‫دعــا فيهــا إلنهــاء الظلــم وتحقيــق مطالــب‬ ‫الشــعب‪ ،‬فانطلقــت مــن املســجد مظاهــرة‬ ‫هتفــت بالحريّــة‪ ،‬وبلــغ عــدد املشــاركني فيها‬ ‫‪ 5000‬متظاهــر‪ ،‬طالبــوا بإعــادة املعلــات‬ ‫املنقّبــات إىل عملهــم‪ ،‬ومكافحــة الفســاد‬

‫والبطالة‪,‬فأرســل النظــام بعــض الشــيوخ‬ ‫مــن طرفــه مــن مدينــة حلــب إليقــاف‬ ‫املظاهرات‪,‬فطردهــم األهــايل واســتمروا‬ ‫باحتجاجهــم ومناهضتهــم للنظام‪,‬واســتمرت‬ ‫املظاهــرات بــاآلالف‪ ،‬ويف ‪ 12‬نيســان‬

‫تعرضــت املدينــة لالقتحــام فاعتقلــت ‪200‬‬ ‫مواطــن مــن قريــة البيضــا الجنوبيــة‪ ،‬وقامــوا‬ ‫بجمــع بعــض الشــباب يف ســاحة القريــة‬ ‫ورضبهــم وال ّدعــس عليهــم بأحذيتهم‪,‬ومنهــم‬ ‫البطــل محمــد أحمــد عبــد الوهــاب صاحــب‬ ‫املقولــة الشــهرية "أنــا إنســان مــا ين حيــوان‬ ‫وهالنــاس كلهــا متــي "‪ ،‬وتــ ّم اعتقــال ‪150‬‬ ‫آخــرون يف قــرى مجــاورة ‪,‬وتعــرض األهــايل‬ ‫للــذل واإلهانــة عــى يــد الشــبيحة وقــوات‬ ‫األمــن‪,‬وأ ّدى الهجــوم إلغــاق كافّــة الطــرق‬ ‫وشــل حركــة املدينــة‪,‬إال أنّ املظاهــرات مل‬ ‫ّ‬ ‫تتوقــف‪ ،‬وخرجــت أول مظاهــرة نســائية‬ ‫يف ســوريا وأطلــق األمــن الرصــاص عليهــم‪،‬‬ ‫فســقطت ســت شــهيدات وخمــس جريحات‬ ‫وســم ّيت مجــزرة املرقب‪,‬وتــ ّم قطــع‬ ‫الكهربــاء واملــاء واالتصــاالت ملــدة أســبوع‬ ‫عــن املدينــة‪ ،‬ووضعــت تحــت طــوق أم ّنــي‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫خانــق وامتــأت بالحواجــز األمنية‪,‬وأصبحــت‬ ‫مقســمة عــى أســاس طائفي‪,‬ومنــع األهــايل‬ ‫ّ‬ ‫مــن الصيــد ورعايــة املزروعــات مــا أدى‬ ‫لتلــف املحاصيــل الزراعيــة وتــر ٍد كبــر‬ ‫بأحــوال املعيشــة ‪,‬لتكــون مدينــة بانيــاس‬ ‫أول املــدن الثائــرة التــي تعرضــت لحملــة‬ ‫املداهــات واالعتقــال بعــد درعــا ‪,‬وفــرض‬ ‫الحصــار عليهــا وتقطيــع أوصالهــا بالحواجــز‬ ‫وتحريــك الفتنــة الطائفيــة فيهــا مــن قبــل‬ ‫النظام‪,‬ومــازال أهــل املدينــة منتفضــون‬ ‫وثائــرون عــى الظلــم والفســاد إىل يومنــا هذا‬ ‫رغــم كل مــا تعرضــت لــه عــروس البحــر‬ ‫وظلم‪,‬لكــن حراكهــا الثــوري‬ ‫مــن خــراب‬ ‫ّ‬ ‫أصبــح مقيــدا ّ للتواجــد األمنــي الكثيــف‬ ‫والدائــم فيهــا لقمــع أي مظهــر مــن مظاهــر‬ ‫االحتجــاج والثــورة‪.‬‬ ‫بتول‬

‫‪6‬‬


‫أخالقيات‬

‫لعلــك تســاءلت يوم ـاً ملــاذا بــدأ القــرآن بأمــر‬ ‫قــد يبــدو ال عالقــة لــه بالعبــادات التقليديــة‬ ‫أو لعلــك تســاءلت أيضــا مــا املقصــود بهــذا‬ ‫األمــر‬ ‫اقــرأ‪ ...‬هــذه الكلمــة التــي بــدأ فيهــا القــرآن‬ ‫الكريــم ليســت عبثــاً طبعــاً وليســت مجــرد‬ ‫كلمــة‪ ..‬انهــا بوابــة حريتنــا الفكريــة و دليلنــا‬ ‫يف الحيــاة و ألن هــذا الديــن إمنــا جــاء ليحــرر‬ ‫االنســان مــن عبوديتــه للطغــاة ليكــون ســيد‬ ‫نفســه‪ ...‬ولهــذا فإننــا يف كل عصــور االســتبداد‬ ‫نــرى ســيادة الجهــل‪ ،‬فالجهــل واالســتبداد‬ ‫قرينــان‪ ،‬يقــول الكواكبــي ‪{ :‬كــا أن ليــس‬ ‫مــن صالــح الــويص أن يبلــغ األيتــام رشــدهم‬ ‫كذلــك ليــس مــن صالــح املســتبد أن تتنــور‬ ‫الرعيــة بالعلــم ‪ ..‬وال يخفــى عــى املســتبد‬ ‫مهــا كان غبي ـاً أن ال اســتبداد إال مــا دامــت‬

‫الرعيــة حمقــاء تخبــط يف ظالمــة الجهــل}‬ ‫ إن للعلــم ســلطاناً أقــوى مــن أي ســلطان ‪,‬‬‫واملســتبد يحتقــر نفســه أمــام كل مــن يتفــوق‬ ‫عليــه بالعلــم‪ ..‬العلــم أكــر قــوة‪ ..‬ومــن املحــال‬ ‫أن يتح ّكــم جاهــل بعــامل ‪.‬‬ ‫ولكن أي نوع من العلوم يخيف املستبد؟‬ ‫املستبد ال تخيفه علوم اللغة‪..‬‬ ‫وال يخــاف مــن العلــوم الدينيــة املتعلقــة‬ ‫باآلخــرة‪..‬‬ ‫وال يخاف من العلوم الصناعية واملادية ‪..‬‬ ‫لكــن {ترتعــد فرائــص املســتبد مــن علــوم‬ ‫الحيــاة} أي الحكمــة ومعرفــة ســنن اللــه‬ ‫وقوانينــه يف الحيــاة أي مايســمى (العلــوم‬ ‫اإلنســانية) و هــي مــا حفــل بهــا القــرآن‬ ‫الكريــم فهــي التــي تعــ ّز االنفــس وتوســع‬ ‫العقــول وتعــرف اإلنســان ماهــي حقوقــه‬

‫وكيــف يطلبهــا وينالهــا ‪ ..‬وأكــر مــن يخــاف‬ ‫منــه املســتبد‪ :‬املندفعــن لتعليــم النــاس‪...‬‬ ‫فهــم الصالحــون املصلحــون إذ يســعى العلــاء‬ ‫يف تنويــر العقــول‪ ..‬ويجتهــد املســتبد يف إطفــاء‬ ‫نورهــا ‪..‬والطرفــان يتجاذبــان النــاس الذيــن إذا‬ ‫جهلــوا خافــوا وإذا خافــوا استســلموا كــا أنهم‬ ‫هــم الذيــن إذا علمــوا قالــوا وإذا قالــوا فعلــوا‬ ‫أجــاب مــويش ديــان حــن ســئل كيــف قمــت‬ ‫باحتــال ســيناء بــذات الخطــة التــي كتبــت‬ ‫عنهــا بالتفصيــل ونرشتهــا ؟؟؟‬ ‫(إن العــرب ال يقــرؤون وإن قــرأوا ال يفهمــون‬ ‫وإن فهمــوا ال يفعلــون شــيئاً)‬ ‫ إن املســتبد ال يســتقر لــه حــال إال يف األمــة‬‫الجاهلــة الخاملــة‪ ،‬ولهــذا كانــت (اقــرأ )‬ ‫اقرأ الفريضة اليومية األوىل عىل املسلم ‪.‬‬ ‫اقــرأ لتنفــض عنــك غبــار الجهــل وذلــه ولتتدبــر‬ ‫مكانــك يف هــذا العــامل الواســع ‪.‬‬ ‫فأين نحن من اقرأ ؟!‬ ‫بقلم خري زاد‬

‫ومضة من التاريخ‪:‬‬ ‫ أرســل الســلطان أحمــد األول رســالة الــى شــيخ االســام محمــد بــن ســعد‬‫الديــن يســأله عــن ســبب الخلــل والوهــن فــي األمــة والرعيــة‬ ‫مــع أن اهلل وعــد المؤمنيــن بالنصــر والعــزة ‪..‬فأخــذ الشــيخ الرســالة وكتــب‬ ‫تحتهــا ‪:‬مالــي ولهــذا األمــر‬ ‫وأعادهــا الــى الســلطان الــذي اغتــاظ كثيــراً واســتحضره ليعاتبــه علــى ال مباالته‬ ‫بالرســالة فأجــاب الشــيخ ‪:‬بــل أجبتــك ّ‬ ‫أدق جواب‬ ‫وشــرح لــه أن هــذا ســبب وهــن األمــة هــو اشــتغال النــاس بأنفســهم وعــدم‬ ‫اهتمامهــم بأمــور غيرهــم وصــار لســان حالهــم يقــول مالــي ولهــذا االمــر‬ ‫نعــم مــن أســباب قــوة األمــة اهتمــام النــاس بشــؤون بعضهــم وهــذا رســول‬ ‫اهلل يحضنــا علــى المشــي فــي حاجــة غيرنــا فيقــول ‪ ( :‬اهلل فــي عــون العبــد‬ ‫مــادام العبــد فــي عــون اخيــه ) أخرجــه مســلم‬ ‫فكن في عون أخيك يكون اهلل في عونك‪.‬‬ ‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫معارضة‪:‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫يعــر مصطلــح (املعارضــة) عــن أي جامعــة أو مجموعــة أفــراد‬ ‫ّ‬ ‫يختلفــون مــع الحكومــة ‪ -‬عــى أســاس ثابــت وطويــل األمــد عــادة ‪-‬‬ ‫و غالبــاً مــا تُ ــارس املعارضــة يف اإلطــار الرشعــي وضمــن املؤسســات‬ ‫ـمي يف الدولــة‬ ‫الثابتــة‪ .‬ففــي بريطانيــا العظمــى‪ ،‬يتيــح الترشيــع الرسـ ّ‬ ‫للمعارضــة مامرســة نشــاطها مبــلء حريتهــا‪ .‬غــر أن املعارضــة قــد ترفض‬ ‫الســيايس القائــم فتتمــرد عليــه‪.‬‬ ‫أحيانــاً النظــام‬ ‫ّ‬ ‫تضــم املعارضــة األشــخاص والجامعــات واألحزاب‪،‬التــي تكــون مناوئــة‪،‬‬ ‫كلي ـاً أو جزئيّ ـاً‪ ،‬لسياســة الحكومــة‪ .‬مثّــة دول ال تســمح مطلق ـاَ بوجــود‬ ‫أحــزاب معارضــة‪ ،‬مثــل‪ :‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬قطــر‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫اإلمــارات‪ ،‬ليبيــا وســوريا‪.‬‬ ‫يف السياســة يقــرن مصطلــح املعارضــة عــاد ًة باألح ـزاب السياس ـ ّية أو‬ ‫أي مجموعــات أخــرى تعــارض حكومــة‪ ،‬مجموعــة سياس ـ ّية أو حــزب‬ ‫ســوا ًء يف منطقــة أو مدينــة أو دولــة‪.‬‬ ‫تختلــف درجــة املعارضــة مــن ٍ‬ ‫نظــام ســيايس إىل‬ ‫بلــد إىل آخــر ومــن‬ ‫ٍ‬

‫مذكرات أوكسجين‬

‫‪2011/2/16‬‬ ‫قصــف عنيــف عــى أحيــاء حمــص ‪,‬ومعــارك يف درعــا بــن الجيــش‬ ‫الحــر وكتائــب األســد‪,‬مقتل مراســل نيويــورك تاميــز يف ســوريا‬ ‫«أنطــون شــديد»‬ ‫‪2011/2/17‬‬ ‫جمعــة املقاومــة الشــعبية ‪,‬اســتمرار القصــف عــى حمــص وريــف‬ ‫دمشــق ‪,‬خــروج مظاهـرات يف حلــب رغــم التواجــد األمنــي الكثيــف‬ ‫‪2011/2/18‬‬ ‫اســتمرار القصــف عــى املــدن الســورية ‪,‬مظاهـرات مســائية تطالــب‬ ‫باســقاط النظــام ‪,‬تعزيـزات عســكرية عــى الزبــداين بعــد اقتحامهــا‬ ‫‪2011/2/19‬‬ ‫اســتمرار القصــف عــى حمــص وعـرات الشــهداء فيهــا ‪,‬ومظاهرات‬ ‫طالبيــة ومســائية يف جامعــة حلــب وريفها ‪.‬‬ ‫‪2011/2/20‬‬ ‫مداهــات يف إدلــب وريفهــا وقطــع الكهربــاء واالتصــاالت واالنرتنت‬ ‫عــن الحســكة ألكــر مــن يومــن ‪,‬وحواجــز أمنيــة تقطــع أوصــال‬ ‫الزبــداين ‪.‬‬ ‫‪2011/2/21‬‬ ‫الصليــب األحمــر يطالــب بهدنــة إنســانية‪,‬محارصة داريــا وتقييــد‬ ‫حركــة الدخــول والخــروج فيهــا ‪,‬اقتحــام بلــدات يف ريــف درعــا‬ ‫وســقوط عــرات مــن الشــهداء فيهــا‪.‬‬ ‫‪2011/2/22‬‬ ‫مداهــات واعتقــاالت يف الزبــداين واســتمرار التعزيـزات العســكرية‬ ‫عليهــا والحواجــز عــى مــدار املنطقــة ‪,‬ومظاه ـرات مســائية نــرة‬ ‫للزبــداين وبابــا عمــرو‪.‬‬ ‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫آخــر‪ ،‬ففــي األنظمــة الســلطويّة أو الليرباليــة قــد تكــون املعارضــة‬ ‫مقموعــة أو مرحــب بهــا‪.‬‬ ‫يف بعــض البلــدان وخاصــة يف العــامل الثالــث قــد تتحــول املعارضــة‬ ‫مســلح أو‬ ‫السياسـيّة إىل معارضــة مسـلّحة‪ ،‬وهــذا مــا قــد يســمى متــرد ّ‬ ‫ثــورة‪,‬أو قــد تتدهــور األمــور لتصــل إىل مــا يســمى حــرب أهل ّيــة‪.‬‬

‫الطابور الخامس‪:‬‬

‫هــو تعبــر نشــأ أثنــاء الحــرب األهل ّيــة اإلســبانية التــي نشــبت عــام‬ ‫‪ 1936‬م‪,‬واســتمرت ثــاث ســنوات‪.‬أول مــن أطلــق هــذا التعبــر هــو‬ ‫الجــرال «اميليــو مــوال « أحــد قــادة القــوات الوطنيّــة الزاحفــة إىل‬ ‫مدريــد‪ ,‬وكانــت تتكــون مــن أربعــة طوابــر مــن الثــوار وقــال‪ :‬إن هنــاك‬ ‫الوطنيــن لجيــش الجــرال فرانكــو ضــد‬ ‫طابــو ًرا خامســاً يعمــل مــع‬ ‫ّ‬ ‫الحكومــة الجمهوريّــة مــن داخــل مدريد‪,‬ويقصــد بــه مؤيــدي فرانكــو‬ ‫مــن الشــعب‪ .‬وترســخ هــذا املعنــى يف االعتــاد عــى الجواســيس يف‬ ‫الحــرب البــاردة بــن املعســكرين االشــرايك والرأســايل ‪.‬‬

‫ديليت || ‪Delete‬‬

‫أكــر يش عــم أحلــم كل يــوم أعملّــو‬ ‫«ديليــت» متــي متــل كتــر مــن‬ ‫الســوريني هــو ‪« :‬املنحبكجــي»‬ ‫و»الشــب ّيح»‪!!!...‬‬ ‫هاملصطلحــن دخلــوا القامــوس‬ ‫الســوري بعــد الثــورة عــى نفــس‬ ‫مبــدأ إضافــة كلمــة «غوغــل»‬ ‫و»ويكيليكــس» للغــة اإلنكليزيــة‬ ‫بعــد مــا شــاع اســتخدامن ‪...‬‬ ‫مشــان هيــك رضوري نفهــم أصــل‬ ‫هاملصطلحــات الجديــدة ‪...‬‬ ‫رح بلّــش مــن «املنحبكجــي»‪...‬‬ ‫هالكلمــة املشــتّقة مــن كلمــة‬ ‫«منحبــك» للتعبــر عــن فصيلــة‬ ‫املصفقــن لبشــار ويــي مســتعدين‬ ‫يعملــوا أي يش كرمالــو ‪ ...‬باختصــار‬ ‫عقلهــن تحــت رصمايــة ســيادتو‪!!!..‬‬ ‫املنحبكجــي بيشــبه كتــر الجحــش‬ ‫إال أنــو الجحــش بعــد عنــدو شــوية‬ ‫نخــوة وكرامــة ‪!!! ...‬‬ ‫أمــا «الشــبيّح» فهــي صيغــة مبالغة‬ ‫عــى مبــدأ ‪ :‬لعيّــب ‪ ...‬رصيّــف ‪...‬‬ ‫وهــون شــب ّيح مــن كلمــة «شــبح»‬ ‫يــي ممكــن يكــون املقصــد منهــا‬ ‫إمــا ســيارات املرســيدس الشــبح‬

‫يــي بريكبوهــا هــدول النــاس عــادة‬ ‫‪ ...‬أو»الشــبْح» يــي هــي تعليــق‬ ‫املعتقــل وهــو مقيــد كالذبيحــة‬ ‫كوســيلة للتعذيــب ‪...‬‬ ‫ســيادتو عندهــن اســمو «املعلّم»‪...‬‬ ‫ثقافتهــن محــدودة ‪ ...‬بتالقيهن بكل‬ ‫مــكان ‪ ...‬خلــف ســيادتو بصــاة‬ ‫العيــد ‪ ...‬باألســواق ع البســطات ‪...‬‬ ‫باملسـرات املؤيــدة «بصفــة مواطن‬ ‫عــادي» ‪...‬وبالنــدوات واالنتخابــات‬ ‫‪ ...‬بتعرفهــم مــن جســمهن الريــايض‬ ‫الضخــم ‪ ...‬بيحلقــوا رؤوســهم‬ ‫‪ ...‬بيلبســوا األســود ‪ ...‬وبينفــذوا‬ ‫جرائــم وعمليــات تحــت نظــر‬ ‫الســلطات ‪ ...‬باختصــار هنــي فــوق‬ ‫القانــون بكتييــر وه ّمهــن بــس‬ ‫إرعــاب الشــعب ‪!!!...‬‬ ‫بقــي أقــول أنــو الشــبيحة هنــي‬ ‫البلطج ّيــة مبــر ‪ ...‬واملرتزقــة‬ ‫بليبيــا‪ ...‬والزعــران بــاألردن ‪!!! ...‬‬ ‫اللــه يجرينــا منهــم ويبعتلــن يش‬ ‫ديليــت ‪!!! ...‬‬ ‫نريمني‬

‫‪8‬‬


‫من هنا وهناك‬ ‫الجيش الحر يقصف القصر الرئاسي‬

‫أخبارنا‬

‫أعلــن املكتــب اإلعالمــي للمجلــس العســكري يف دمشــق وريفهــا التابــع للجيــش‬ ‫الســوري الحـ ّر عــى صفحتــه عــى موقــع» فيســبوك» أن الجيــش الحــر أطلــق قذائف‬ ‫هــاون عــى قــر ترشيــن الرئايس‪،‬متحدثـاً عــن إصابـ ٍ‬ ‫ـات مؤكــدة به‪.‬ســقطت قذيفتــا‬ ‫هــاون اليــوم الثالثــاء بالقــرب مــن قــر ترشيــن الرئــايس يف دمشــق وتســببتا بــأرضار‬ ‫مادية‪،‬بحســب مــا ذكــرت وكالــة األنبــاء الرســم ّية (ســانا)‪.‬ونقلت عــن مصــدر مســؤول‬ ‫قولــه أن القذيفتــن ســقطتا باتجــاه الســور الجنــويب لقــر ترشين‪,‬وأســفرتا عــن أرضار‬ ‫ماديــة فقط‪.‬وأوضحــت الوكالــة أن القذيفتــن مــن ط ـراز هاون‪,‬ويبعــد ســور قــر‬ ‫ترشيــن املعــروف أيضــا بقــر الضيافــة كونــه يســتخدم الســتقبال كبــار زوار ســوريا‬ ‫ـي املــزة‬ ‫الرســميني‪ ،‬مئــات األمتــار عــن مشــفى األطفــال‪ .‬ويقــع قــر ترشيــن بــن حيـ ّ‬ ‫واملهاجريــن يف غــرب العاصمة‪.‬ويوجــد ثالثــة قصــور رئاســية يف دمشــق‪،‬أحدهم هــو‬ ‫قــر الشــعب املعــروف أيضــا بقــر املهاجريــن وموقعــه عــى جبــل قاســيون املطـ ّـل‬ ‫عــى قــر ترشين‪،‬والثالــث هــو قــر الروضــة يف وســط العاصمــة الــذي توجــد فيــه‬ ‫املكاتــب الرئاســية‪.‬‬

‫مجزرة في حلب‬

‫أعلــن ناشــطون ســوريون‪ ،‬أن هجومــاً‬ ‫الســوري النظامــي‬ ‫صاروخ ّيــاً شــ ّنه الجيــش‬ ‫ّ‬ ‫عــى حــي واقــع تحــت ســيطرة املعارضــة يف‬ ‫مدينــة حلــب‪ ،‬أســفر عــن ســقوط ‪ 30‬شــهيدا ً‬ ‫حســب املرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان‬ ‫«أن الصــاروخ أســقط ثالثــة مبــانٍ متجــاورة يف‬ ‫حــي جبــل بــدرو‪ .‬ويجــري اســتخراج الجثــث‬ ‫تدريجيــاً‪ .‬وبينهــم أطفــال لفظــوا أنفاســهم‬ ‫األخــرة يف املستشــفيات»و أضــاف املرصــد أن‬ ‫هنــاك مخــاوف مــن وجــود املزيــد مــن القتــى‬ ‫مدفونــن تحــت أنقــاض املبــاين التــي دمــرت‬ ‫يف الهجــوم‪.‬‬

‫الحجز على أموال‬ ‫تفجيــر المزرعــة يغــرق‬ ‫معارضي األسد في سوريا‬ ‫دمشــق بالدمــاء‬

‫هــ ّزت العاصمــة دمشــق سلســلة مــن‬ ‫التفجــرات الضخمــة التــي عــ ّدت األعنــف‬ ‫منــذ تســعة أشــهر‪,‬حيث انفجــرت ســيارة‬ ‫مفخّخــة تحــت جــر مشــفى الحيــاة‬ ‫بالقــرب مــن مركــز انطــاق الحافــات يف‬ ‫حــي املزرعة‪,‬تالهــا ثالثــة انفجــارات مامثلــة‬ ‫اســتهدفت ‪ :‬فــرع مكافحــة املخــدرات بالقــرب‬ ‫مــن مدرســة ابتدائية‪,‬وفــرع املعلومــات‬ ‫األمنــي ‪,211‬ومخفــر حاميــش يف مســاكن بــرزة‬ ‫‪,‬وســقط جــراء هــذه التفجــرات ‪ 47‬شــهيدا ً‬ ‫و‪ 235‬جريحــاً‪.‬‬ ‫مــن جهتــه ح ّمــل اإلئتــاف الوطنــي و املجلــس‬ ‫العســكري الثــوري املســؤولية الكاملــة النظــام‬ ‫بالوقــوف وراء التفجـرات محذريــن مــن نيتــه‬ ‫اســتهداف املســاجد والكنائــس مــن أجــل‬ ‫إغ ـراق البلــديف الرصاعــات الطائفيــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫أصــدرت النظــام األســدي قــرارا ً يقــي‬ ‫بالحجــز عــى األمــوال املنقولــة وغــر املنقولــة‬ ‫لإلعالمــي فيصــل القاســم‪ ،‬اســتنادا ً لقانــو ّين‬ ‫مكافحــة اإلرهــاب وغســل األمــوال‪ ،‬لدعمــه‬ ‫اإلرهــاب يف ســورية‪ .‬وجــاء نــص القــرار رقــم‬ ‫‪ 385‬مبــا يــي‪« :‬الحجــز تــ ّم لثبــوت قيــام‬ ‫القاســم بتمويــل املجموعــات اإلرهاب ّيــة يف‬ ‫ســورية‪ ،‬والتآمــر عــى الدولــة بهــدف زعزعــة‬ ‫اســتقرارها الداخــي‪ ،‬والقيــام بأعــال تســتهدف‬ ‫إثــارة الحــرب األهل ّيــة»‪ .‬كــا ت ـ ّم بتهمــة إثــارة‬ ‫اإلقتتــال الطائفــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال تكريــس‬ ‫مزرعتــه القامئــة يف محافظــة الســويداء لتكــون‬ ‫مكانــاً إليــواء واجتــاع بعــض املجموعــات‬ ‫اإلرهابية‪,‬إضافــة إىل تخصيــص جــزء مــن هــذه‬ ‫املزرعــة لتكــون معمــاً لتصنيــع العبــوات‬ ‫الناســفة»‪ .‬وكانــت وزارة املاليــة قــد أصــدرت‬ ‫مؤخــرا ً‪ ،‬قــرار ٍ‬ ‫ات تقــي بالحجــز اإلحتياطــي‬ ‫عــى أمــوال ميشــيل كيلــو والشــيخ ســارية‬ ‫الرفاعــي‪ ،‬نظ ـرا ً لقيامهــم بأعــال تتناقــض مــع‬ ‫ـي‪ ،‬وذلــك بنــاءا ً عــى‬ ‫ـي والوظيفـ ّ‬ ‫واجبهــم الوطنـ ّ‬ ‫قانــون مكافحــة االرهاب‪.‬كــا قــررت قبــل أيــام‬ ‫أيضـاً الحجــز عــى أمــوال رجــل األعــال فـراس‬ ‫طــاس وزوجتــه ســيدة األعــال رانيــا الجابــري‬ ‫دون اإلشــارة إىل تهمــة محــددة‪ ،‬حيــث جــاء يف‬ ‫نــص القـرار «ضامنـاً لحقــوق الدولــة واألفـراد»‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫شــهيد‬ ‫و معتقــل‬

‫عمر عزيز‪ ...‬يرحل تحت التعذيب‬ ‫آمل غيــاب الناشــط واملثقــف الســوري‬ ‫املعــروف عمــر عزيــز (‪1949‬ـــــ ‪)2013‬‬ ‫أشــد اإليــام كل الســوريني برحيلــه‪ .‬عمر‬ ‫عزيــز الدمشــقي الــذي مل يعــرف يوم ـاً‬ ‫إالّ أن يكــون ســهالً ومرنـاً ومهذبـاً حتــى‬ ‫مــع أصدقائــه الشــباب الذيــن يجايلــون‬ ‫أبنــاءه‪ .‬يلفــت عزيــز األنظــار عندمــا‬ ‫يعــود إىل ســوريا مــع بدايــة األحــداث‬ ‫للوقــوف إىل جانــب الحــراك الشــعبي‬ ‫الســلمي‪ .‬لكــن لقبضــة االســتبداد‬ ‫األســدي دامئــاً رأي آخــر يف اإلعتقــال‬ ‫والتعذيــب واإلج ـرام‪!...‬؟‪ .‬هكــذا يغلــق‬ ‫املثقــف الســوري صفحــة كتــاب حياتــه‪،‬‬ ‫ويرحــل بعدمــا اعتقلــه فــرع األمــن‬ ‫الجــوي بدمشــق يف ‪ 20‬مــن ترشيــن‬ ‫الثــاين (نوفمــر) مــن العــام املــايض‪.‬‬ ‫ميــي عمــر بصمــت بعيــدا ً عــن أقبيــة‬ ‫األمــن‪ ..‬غــر بعيــد عــن أبنــاء وطنــه‪.‬‬ ‫وقبــل ثالثــة أيــام مــن وفاتــه‪ ،‬نُقــل‬ ‫إىل ســجن عــدرا املركــزي حيــث وافتــه‬ ‫املنيــة بســبب أزمــة قلبيــة وفــق مــا‬ ‫ذكــرت مصــادر النظــام األســدي‪ .‬بينــا‬ ‫أكــد ناشــطون ســوريون يف أكــر مــن‬ ‫منــر بــأن عزيــزا ً إستشــهد تحــت‬ ‫التعذيــب‪ .‬وهــو يعــاين أمراض ـاً مزمنــة‬ ‫عديــدة‪ .‬ورغــم أ ّن املــوت هــو الســمة‬ ‫الظاهــرة لعاصمــة األمويــن هــذه‬ ‫األيــام‪ ،‬إال أ ّن ملشــهد رحيــل املثقــف‬ ‫الســوري وأســتاذ االقتصــاد املجــاز مــن‬ ‫جامعــات فرنســا وقعــاً خاصــاً‪.‬‬ ‫لطاملــا تكـ ّرر هــذا املشــهد منــذ اندالع‬ ‫الثــورة الســورية مــع عـرات الناشــطني‬ ‫ـص بهــم ســجون االســتبداد‪،‬‬ ‫الذيــن تغـ ّ‬ ‫فأزهقــت أرواحهــم هـراوات السـ ّجانني‪،‬‬ ‫كأن هــؤالء الناشــطني وآخرهــم الراحــل‬ ‫عمــر عزيــز يســخرون مــن همجيــة‬ ‫التعذيــب بتســليم أرواحهــم إىل بارئهــا‪،‬‬ ‫فيــأيت رحيلهــم األخــر مــن دون ميحــي‬ ‫موتهــم املفجع‪،‬أثــر خطواتهــم يف هــذه‬ ‫الحيــاة‪ .‬أضيــف عمــر عزيــز إىل قامئــة‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫الشــهداء الســوريني وإزدانهــا فخـرا ً إســم‬ ‫جديــد‪ .‬وإن أصبحــت أخبــار املــوت هي‬ ‫األكــر تــداوالً يف ســوريا‪ ،‬إال أ ّن الصدمــة‬ ‫بــدت واضحــة مــن خــال الصفحــات‬ ‫اإللكرتونيــة للناشــطني واملثقفــن‬ ‫الســوريني‪ .‬علّــق الكاتــب واملعــارض‬ ‫الســوري فايــز ســارة عــى رحيلــه‪:‬‬ ‫«رغــم كل معلومــايت ومعرفتــي‬ ‫بوحشــيتهم‪ ،‬أكاد ال أصــ ّدق أنّهــم‬ ‫قتلــوا عمــر عزيــز‪ .‬الرجــل بجســده‬ ‫الرقيــق الناعــم‪ ،‬بعمــره القريــب مــن‬ ‫الشــيخوخة‪ ،‬بأفــكاره البســيطة الســهلة‪،‬‬ ‫بكلامتــه الناعمــة التــي تــأيت عىل بســاط‬ ‫مــن حريــر‪ ،‬بأخالقــه الرفيعــة‪ ،‬بدماثتــه‬ ‫اإلســتثنائية‪ ،‬بإميانــه باملســاواة والعدالــة‬ ‫وببعــده عــن أي روح وفكــر وانتــاء‬ ‫مــا قبــل الوطنيــة بعمقهــا اإلنســاين‪.‬‬ ‫أكاد ال أصــدق أ ّن وحشــاً ميكــن أن‬ ‫يقتــل هــذا الرجــل‪ .‬لكــن ذلــك حــدث‪.‬‬ ‫وحــش اســتثنايئ قتــل عمــر عزيــز‪ .‬العــار‬ ‫للقاتــل واللعنــة عليــه‪ ،‬الرحمــة لعمــر»‪.‬‬ ‫بينــا إحتلــت صــورة الراحــل صفحــات‬ ‫الناشــطني‪ ،‬و صفحــة املمثلــة مــي‬ ‫ســكاف واإلعالميــة والناشــطة ميــادة‬ ‫الخليــل وصفحــات عــدد كبــر مــن‬ ‫مرتــادي املوقــع األزرق‪ .‬وحتــى اآلن‪،‬‬ ‫مل يصــل ترامــواي الوجــع الســوري‬ ‫إىل محطتــه األخــرة‪ .‬ســوريا دولــة‬ ‫الحضــارات مل يحكــم عليهــا بخســارة‬ ‫آثارهــا وتراثهــا ومواقــع الجــال فيهــا‬ ‫فحســب بــل هــي عــى موعــد يومــي‬ ‫بخســارة طاقاتهــا الفكريــة والعلميــة‪.‬‬ ‫وهــا هــو عمــر عزيــز يرت ّجــل تــاركاً بلده‬ ‫املجــروح ينــزف إىل أجــل غــر مســمى‪.‬‬ ‫فلنتذكــر جميعــاً هــذا اإلســم الــذي‬ ‫تحــول إىل نجمــة تســطع يف ســاء‬ ‫ســوريا الحريــة‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫آية الكرسي (مضايا)‬

‫جــاءت التســميّة ‪ -‬آيــة الكــريس ‪ -‬ألن‬ ‫اآليــة يف اللغــة هــي املعجزة‪،‬وهــذه القلعــة‬ ‫الطبيعيــة التــي ال دخــل لإلنســان يف تشـكّلها‬ ‫وهندســتها‪,‬تقف رصيحــة كاآليــة الربان ّيــة يف‬ ‫األعــى مــن بلــدة مضايــا(‪. )1‬‬ ‫يطــل البــدر يف‬ ‫ّ‬ ‫تطــل علينــا كــا‬ ‫ّ‬ ‫ليلــة الدجى‪،‬فهــي مرئيــة مــن جميــع‬ ‫األنحاء‪,‬تكشــف ســهل الزبــداين األخــر‬ ‫وســهل مضايــا األهيــف وتواجــه الجبــل‬ ‫الغــر ّيب بعــزة وشــموخ‪.‬‬ ‫رس جاملهــا يفــوق فلســفة الحيــاة ‪ ..‬وســحرها‬ ‫ّ‬ ‫ـن يف مناجاتهــا للســاء ‪ ...‬إبــداع الخالــق‬ ‫كامـ ٌ‬ ‫املبــدع يف آيـ ٍة طبيعيـ ٍة متازجــت فيهــا األلفــة‬ ‫بــن أحيائها‪،‬وجامداتهــا‪ ...‬تحــايك صخورهــا‬ ‫الصلّــدة جــذور أشــجار البلّــوط والســنديان‬ ‫الضاربــة يف أعــاق تلــك الصخــور‪,‬و ظاللهــا‬ ‫أبــرأت عليــل الزمــان‪ ,‬ونســاتها تدغــدغ‬ ‫أطيــاف املايض‪.‬أمــا ســكونها فهمســاتُ‬ ‫تعويــذ ِة ســاحرة تعــ ّم املــكان بخشــوع‬ ‫أز ّيل يرصــد تنهــدات األبد‪.‬توارثــت القلعــة‬ ‫هــذا اإلســم مــع أصــل اإلنســان يف املــكان‬ ‫اآلرس‪,‬حيــث تــرز صخــرة كبــرة نحتتهــا‬ ‫وجســمتها الطبيعــة عــى شــكل كــريس امللــك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن الطبيعــة تدهــش مــن إبــداع اللــه‬ ‫لذاتها‪,‬فباتــت تكافــئ مــن قصدهــا هنــاك‬

‫يف مهدها‪،‬تنحــت ملــن يزورهــا كرســياً عظيـاً‬ ‫يجلــس عليــه فيتمتّــع بجــال املنظــر وســحر‬ ‫اإلطاللــة‪ .‬إذا أردت أن تقف عند تلك الصخرة‪،‬‬ ‫عليــك أوالً أن تســتأذن الطبيعــة بعــد إلقــاء‬ ‫النظرة‪.‬ومــا أكــر َم الطبيعــة عندمــا تغــدق‬ ‫عليــك آالف املشــاعر يف تلــك الوقفة‪،‬التــي متـ ّد‬ ‫ـدي يف ذلــك املكان‪،‬حيــث‬ ‫الناظــر بشــعو ٍر رسمـ ّ‬ ‫حقيقــة االنســجام بــن الحــارض واملايض‪،‬وبــن‬ ‫األحيــاء والجامدات‪،‬وبــن النفــس اإلنســانية‬ ‫مبعانيهــا املختلفــة و حقيقــة األزل‪ .‬أمــا‬ ‫طريقهــا األقــرب فهــو انحــدا ٌر شــدي ٌد يبــدأ‬ ‫مــن أعــى نقطــة يف مضايــا صعــودا ً عــى‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫زبدانيات‬

‫األقــدام للوصــول إليهــا‪ .‬طريقهــا الــرايب‬ ‫الطويــل يبــدأ مــن بلــودان ويتّجــه عــى طــول‬ ‫الجبــل‪ .‬وهنــا تســتقبلك القلعــة مرحبــ ًة‬ ‫عمــق زفراتك‪,‬ماســح ًة‬ ‫بوصولك‪,‬مدركــ ًة‬ ‫َ‬ ‫العــرق عــن جبهتــك ‪,‬وأنــت يف رحابهــا‬ ‫تصــي يف محرابهــا‪ .‬ميتــد املشــهد أمامــك‬ ‫ّ‬ ‫لــرى بهــاء الزبــداين (كالكــف) أمامك‪,‬حيــث‬ ‫ي ـراءى الســهل األخــر كاملحيــط الهــادر يف‬ ‫وســطها‪،‬وتلك األبنيــة ترتامــى عــى شــاطئه‬ ‫متع ّرجــة األطراف‪،‬تجتاحــه نحــو الخضــ ّم‪.‬‬ ‫ومــا زالــت متتــ ّدء إليــه الثــورة اإلســمنتية‬ ‫الرعنــاء حتــى بحــرة زرزر‪ .‬ت ُحفــر املشــاهد‬ ‫يف الذاكرة‪,‬ويطّبــع غــروب الشــمس عنــوان‬ ‫الجامل‪,‬لكــن أجمــل اللحظــات ترتكّــز يف‬ ‫الغــروب وأنــت تحتــي الشــاي مغلي ـاً عــى‬ ‫مواقــد الحطــب‪ .‬إ ّن الزمــن يتوقّــف عنــد‬ ‫إجــال املــكان‪.‬‬ ‫هوامــش‪1:‬ـ تقــع مضايــا عــى جبــل ســنري‬ ‫الــذي ورد اســمه يف التــوراة باســم جبــل‬ ‫أمانا‪,‬يبلــغ إرتفاعهــا عــن ســطح البحــر ‪1350‬‬ ‫م‪,‬وهنــاك ذروة عاليــة يف هــذا الجبــل تابعــة‬ ‫لبلــدة مضايــا تســمى «قلعــة الكــريس» أو‬ ‫«آيــة الكــريس» وفيهــا مقامــان مجهــوالن‪.‬‬ ‫يوجــد فيهــا عــدد مــن أشــجار الســنديان‬ ‫الكبــرة‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫سياسة‬

‫األسد وتاريخه في اإلغتياالت‬

‫فــاق إجــرام النظــام الحاكــم يف‬ ‫ســورية كل الحــدود يف الثــورة الســورية‬ ‫األخــرة‪ ،‬واتســم بنعــرات طائفيــة‬ ‫وعصبيــة شــديدة الحقــد عــى الشــعب‬ ‫الســوري‪ ،‬حيــث ســلك النظــام بأجهــزة‬ ‫قمعــه املختلفــة مــن جيــش ومخاب ـرات‬ ‫وقــوات أمــن‪ ،‬أبشــع األســاليب الرببريــة‬ ‫والوحشــية إلخــاد لهيــب تلــك الثــورة؛‬ ‫مــن ذبــح لألطفــال‪ ،‬وقتــل للنســاء‪،‬‬ ‫ودفــن النــاس أحيــا ًء‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫اصطيــاد النشــطاء مــن شــباب الســاحات‬ ‫الشــعبية‪ ،‬وصنــع مجاعــات قمعيــة لقــرى كاملــة‬ ‫بغــرض قتــل تلــك املقاومــة التــي ال يــزال أوار‬ ‫لهيبهــا مشــتعالً صامــداً رغــم مــرور قرابــة‬ ‫الســنتني عــى بدايــة الثــورة الســورية‪.‬‬ ‫نــورد ســجالً توثيقي ـاً إلرهــاب النظــام الحاكــم‬ ‫لكثــر مــن املعارضــن لقمــع العصابــة األســدية‪،‬‬ ‫وعمليــات اســتهداف املعارضــن مــن صحفيــن‬ ‫وساســة بالقتــل والرتويــع والســجن والتعذيــب؛‬ ‫وذلــك منــذ تــويل حافــظ األســد الحكــم عــام‬ ‫‪1970‬م بانقــاب عســكري‪ ،‬حيــث كان النظــام‬ ‫الحاكــم يبعــث برسايــا اغتياالتــه وراءهــم إذا‬ ‫اســتطاعوا الخــروج مــن ســورية‪ ،‬ليتــم قتلهــم‬ ‫غيلــة‪ ،‬وذلــك يف الــدول التــي لجــؤوا إليهــا‪ ،‬بــل‬ ‫العمــل عــى تخويــف الــدول العربيــة الجــارة‬ ‫بأســاليب إرهابيــة ردعيــة عقابـاً لهــا إذا مل تتســق‬ ‫سياســاتها مــع هــوى النظــام الحاكــم‪ ،‬الحــارس‬ ‫لحــدود إرسائيــل يف هضبــة الجــوالن منــذ مــا يزيــد‬ ‫عــى أربعــن عامــاً!‪.‬‬ ‫من سلسلة اإلغتياالت‪:‬‬ ‫إغتيال سليم اللوزي‪:‬‬ ‫لعــل مــن أهــم العمليــات التــي قــام بهــا‬ ‫نظــام املخابــرات الســوري وأفظعهــا‪ ،‬هــي‬ ‫محاولــة االغتيــال الناجحــة للصحفــي اللبنــاين‬ ‫«ســليم اللــوزي»‪ ،‬رئيــس تحريــر مجلــة الحــوادث‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬وهــو يف طريقــه مــن مطــار بــروت‬ ‫إىل بيتــه‪ ،‬حيــث اختطــف ووجــد بعــد أيــام يف‬ ‫أحـراش «هرمــون» بتاريــخ ‪ 1980/3/4‬وقــد ُهشّ ــم‬ ‫رأســه و ُحرقــت يــداه حتــى العظــم التــي كان‬ ‫يكتــب بهــا املقــاالت املنتقــدة لتجــاوزات النظــام‬ ‫الحاكــم يف ســورية وتدخالتــه يف لبنــان‪.‬‬ ‫وقــد تــم القبــض عــى أحــد العنــارص األمنيــة‬ ‫الســورية الــذي اعــرف بأنــه عــذب ســليم اللــوزي‬ ‫بالكهربــاء‪ ،‬وقــام بإح ـراق يــده التــي كان يكتــب‬ ‫بهــا؛ بنــا ًء عــى أوامــر قيادتــه العليــا‪ ،‬وبعــد‬

‫تعذيبــه تــم اغتيالــه بــدم بــارد‪.‬‬ ‫ولعــل أســلوب كــر يــد رســام الكاريكاتــر‬ ‫«عــي فــرزات»‪ ،‬ونحــر إبراهيــم «القاشــوش»‬ ‫واقتــاع حنجرتــه التــي كان ينشــد بهــا األهازيــج‬ ‫يف الســاحات الشــعبية أثنــاء أحــداث الثــورة؛‬ ‫يبـ ّـن أن هــذه األســاليب ليســت بجديــدة عــى‬ ‫النظــام الســوري بعــد تتبــع حالــة الصحفــي‬ ‫«ســليم اللــوزي» وغريهــا مــن الحــاالت‪.‬‬ ‫إغتيال بنان الطنطاوي‪:‬‬ ‫لعــل مــن أبــرز االغتيــاالت التــي تــورط بهــا‬ ‫النظــام الســوري الحاكــم هــو محاولــة اغتيــال‬ ‫القائــد اإلخــواين اإلســامي «عصــام العطــار»‪ ،‬الــذي‬ ‫انتخــب رئيس ـاً لإلخــوان عــام ‪ ،1961‬كــا انتخــب‬ ‫نائبــاً ملدينــة دمشــق ورئيســاً للجبهــة اإلســامية‬ ‫يف آخــر برملــان ســوري رشعــي‪ ،‬وقــد لجــأ العطــار‬ ‫إىل املعارضــة للنظــام الســوري‪ ،‬وتــم منعــه مــن‬ ‫دخــول البــاد عــام ‪ 1964‬بعــد عودتــه مــن أداء‬ ‫فريضــة الحــج‪ ،‬فلجــأ وأرستــه إىل أملانيــا‪ ،‬وعــاش‬ ‫هنــاك يف مدينــة «آخــن» مديـرا ً للمركــز اإلســامي‬ ‫فيهــا‪.‬‬ ‫وقــد دبــر النظــام الســوري محاولــة الغتيالــه‬ ‫وأفــراد أرستــه يف يــوم ‪ ،1981/3/17‬لكــن مل‬ ‫يكــن متواجــدا ً يف البيــت ســاعتها ســوى زوجتــه‬ ‫«بنــان الطنطــاوي» ابنــة الشــيخ الجليــل «عــي‬ ‫الطنطــاوي»‪ ،‬فتــم إطــاق خمــس رصاصــات عليهــا‬ ‫أردتهــا شــهيدة‪.‬‬ ‫وقــد علــق األســتاذ «عصــام العطــار» عــى هــذا‬ ‫الحــادث األثيــم بعــد تشــييع جثامنهــا قائــاً‪:‬‬ ‫«اســمع منــي‪ ..‬لــو قتلــوا أف ـراد أرسيت فــردا ً فــردا ً‬ ‫تحــت عينــي‪ ،‬ولــو قتلــوين ألــف مــرة ثــم عــدت‬ ‫إىل الحيــاة‪ ،‬لتابعــت الجهــاد يف ســبيل اللــه»‪.‬‬ ‫وكــا دبّــر النظــام الســوري قتــل الصحفــي‬ ‫«ســليم اللــوزي»‪ ،‬دبّــر أيضــاً سلســلة مــن‬ ‫االغتيــاالت لكبــار الصحفيــن والسياســيني‪،‬‬ ‫وعــى رأســهم نقيــب الصحفيــن اللبنانيــن‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫«ريــاض طــه»‪ ،‬الــذي اغتيــل صبــاح يــوم‬ ‫‪1980/7/23‬م‪ ،‬وذلــك بعــد أقــل مــن‬ ‫خمســة أشــهر فقــط مــن اغتيــال ســليم‬ ‫اللــوزي‪.‬‬ ‫وهــذا االغتيــال جــاء بعــد يومــن‬ ‫فقــط مــن اغتيــال «صــاح البيطــار»‪،‬‬ ‫أحــد مؤســي حــزب البعــث والخارجــن‬ ‫عــن نظــام األســد‪ ،‬وذلــك يف باريــس‪.‬‬ ‫وبعــد أســبوع واحــد مــن اغتيــال‬ ‫«البيطــار» اغتيــل «عبدالوهــاب‬ ‫البكــري»‪ ،‬والــذي كان كان قاضيــاً‬ ‫عســكرياً عــام ‪ 1962‬وقــام وقتهــا بالتحقيــق مــع‬ ‫عــدد مــن الضبــاط املتآمريــن مــن بينهــم «حافــظ‬ ‫األســد»‪ ،‬وذلــك يف األردن‪.‬‬ ‫ويف يــوم ‪ 1980/7/28‬أغتيــل «مــوىس شــعيب»‪،‬‬ ‫أحــد قــادة حــزب البعــث يف لبنــان‪ ،‬حيــث عمــدت‬ ‫رسايــا دفــاع النظــام الســوري الغتيالــه ملعارضتــه‬ ‫النظــام‪.‬‬ ‫ويف يــوم ‪ 1980/7/30‬قامــت نفــس العصابــات‬ ‫باغتيــال «عــي الزيــن»‪ ،‬قيــادي يف حــزب البعــث‪.‬‬ ‫ويف ‪ 1981/5/29‬ثــم إغتيــال عدنــان س ـ ّنو‪ ،‬عضــو‬ ‫حــزب البعــث يف بــروت‪ ،‬مبســدس كاتــم للصــوت‪.‬‬ ‫وبتاريــخ ‪ 1981/10/1‬تــم اغتيــال الطالــب‬ ‫«محمــود ودعــة» يف يوغســافيا‪ ،‬حيــث كان‬ ‫يــدرس هنــاك الهندســة امليكانيكيــة‪ ،‬وكان ينــدد‬ ‫باملجــازر التــي يرتكبهــا النظــام األســدي بحــق‬ ‫اإلخــوان املســلمني يف مدينــة حــاه وقتهــا وســط‬ ‫الطــاب العــرب والســوريني هنــاك‪ ،‬فتــم إطــاق‬ ‫رصاصــة عليــه مــن الخلــف أردتــه قتيــاً‪.‬‬ ‫ويف ‪ 1982/11/22‬تــم اغتيــال الداعيــة‬ ‫«ن ـزار أحمــد الصبــاغ»‪ ،‬إخــواين االنتــاء‪ ،‬وذلــك‬ ‫يف إســبانيا التــي لجــأ إليهــا بعــد التضييــق‬ ‫عليــه مــن املخابـرات الســورية‪ ،‬واســتطاع هنــاك‬ ‫تأســيس نظــام دعــوي إســامي‪ ،‬كــا أقــام أول‬ ‫اتحــاد للطلبــة املســلمني يف إســبانيا‪ ،‬وترجــم‬ ‫العديــد مــن الكتــب اإلســامية للغــة اإلســبانية‪،‬‬ ‫كان آخرهــا «حيــاة محمــد»‪ ،‬عــر دار للرتجمــة‬ ‫والنــر أنشــأها يف إســبانيا‪ ،‬وأســهم يف ترجمــة‬ ‫معــاين القــرآن الكريــم للغــة اإلســبانية‪ ..‬وقــد‬ ‫تــم اغتيالــه وهــو يف طريقــه للمركــز اإلســامي‬ ‫بربشــلونة‪ ،‬حيــث أطلــق عليــه الرصــاص‪،‬‬ ‫وأشــارت التحقيقــات إىل تــورط عنــارص ســورية‬ ‫يف اغتيالــه‪.‬‬ ‫بقلم عناة آرام‬

‫‪12‬‬


‫أيام الحرية‬ ‫إعداد نسيبة هالل‬

‫يف ســاعات الخطــر يف التاريــخ‪،‬‬ ‫متتــزج قيمــة الزمــن بغريــزة‬ ‫املحافظــة عــى البقــاء‪ ،‬إذا‬ ‫اســتيقظت‪ ،‬ففــي هــذه الســاعات‬ ‫التــي تحــدث فيهــا انتفاضــات‬ ‫الشــعوب‪ ،‬ال يقــوم الوقــت باملــال‪،‬‬ ‫كــا ينتفــي عنــه معنــى العــدم‪.‬‬ ‫إنــه يصبــح جوهــر الحيــاة الــذي‬ ‫ال يقــدّ ر ‪.‬‬ ‫هكــذا تحــدث ”مالــك بــن نبــي”‬ ‫يف كتابــه “رشوط النهضــة” ففــي‬ ‫هــذا الوقــت العصيــب يشــتد األمل‬ ‫و الكــرب و نحتــاج برغــم ذلــك‬ ‫للرتكيــز عــى الهدف و إزاحــة آالمنا‬ ‫جانبــا و بــذل كل الجهــد الســتنقاذ‬ ‫الوطــن ‪ ..‬بهــذه العبــارات تحدثــت‬ ‫حملــة ” كتــاب بثــورة “ و التــي‬ ‫تقــوم بهــا حركــة وعــي ‪..‬‬ ‫أصــدرت أيــام الحريــة بالتعــاون‬ ‫مــع حركــة وعــي منشــورا ً يتحـ ّدث‬ ‫عــن الفــرق بــن التفــاوض و‬ ‫الحــوار‪ ،‬فالتفــاوض هــو أحــد‬ ‫الحلــول لوقــف النــزاع خاصــة‬ ‫عندمــا يضعــف الخصــم‪ ،‬عــدا عــن‬ ‫كونــه خطة مدروســة بــن الطرفني‪،‬‬ ‫كــا أصــدرت منشــورا ً يبحــث يف‬ ‫الحلــول الحاليــة للوضــع الســوري‪،‬‬ ‫فإمــا إكــال القتــال و مــا يرافقــه‬ ‫مــن إنهــاك إنســاين و اقتصــادي‬ ‫تعالــوا و شــاركونا الثــورة‬ ‫لســوريا‪ ،‬و إمــا التفــاوض‪.‬‬ ‫و يف مجــال اإلعــام و التصويــر و البنــاء‪ ،‬فلنمســح دموعنــا‬ ‫التوثيقــي‪ ،‬هنــاك بعــض النصائــح و لنشــ ّمرعن ســواعدنا و‬ ‫للناشــطني لفيلــم مصــور جيــدا ً‪ ،‬لنتعــاون مــن أجــل ســوريا‪.‬‬ ‫ضمــن منشــور أليــام الحريــة‪،‬‬

‫يتحــدث عــن تثبيــت الكامــرا و‬ ‫البــطء يف تحريــك الصــورة إلعطــاء‬ ‫املشــاهد فرصــة لــرى الصــورة و‬ ‫يتثبــت منهــا‪.‬‬ ‫و يف فيلــم بــاألداء الصامــت‬ ‫أصدرتــه مجموعــة “رجــال أحـرار”‬ ‫عــن مبــادرة معــاذ الخطيــب يف‬ ‫التفــاوض مــع النظــام الســوري‪،‬‬ ‫رشحــت فيــه مبــادرة الخطيــب‬ ‫و ردود األفعــال التــي حدثــت‬ ‫بعدهــا‪ ،‬معلنــة أن اختــاف اآلراء‬ ‫هــو مــا كنــا نســعى إليــه مــن‬ ‫ثورتنــا التــي قامــت ضــد الطغيــان‬ ‫و الــرأي الواحــد‪.‬‬ ‫و ضمــن حملــة أيــام الحريــة‬ ‫للدعــم النفــي‪ ،‬صــدر منشــورين‬ ‫ضمــن عنــوان ‪“ :‬نصائــح للتحــدث‬ ‫مــع مــن فقــد شــخصاً مقربــاً” و‬ ‫تتحــدث عــن االســتامع بتعاطــف‬ ‫و االمتنــاع عــن التحقيــق مــع‬ ‫الشــخص املصــاب باإلضافــة إىل‬ ‫األمــور التــي يجــب عــدم قولهــا‬ ‫و العبــارات التــي تــؤدي مفعــوالً‬ ‫عكســياً مــع الشــخص املكلــوم‪.‬‬ ‫كــا صــدر أيضـاً منشــور جديــد‬ ‫ضمــن حملــة ‪“ :‬هــذه حقوقــي”‬ ‫و يتحــدث عــن حــق كل مواطــن‬ ‫بامتالكــه جنســية وطنــه‪ ،‬فــا‬ ‫يجــوز ألحــد أن ينكرهــا عليــه‪.‬‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫منوع‬

‫استمرارية الثورة السورية‬ ‫ال ميكــن إيقــاف هــذا النهــر‬ ‫الجــارف الــذي يقحــط يف طريقــه‬ ‫كل العفــن الــذي تراكــم بكارثيّــة‬ ‫مخيفــة طــوال عقــو ٍد يف ســوريا‪,‬ال‬ ‫ميكــن لــه أن ينظــف يف وقــت‬ ‫قصــر كل األوســاخ اإلقليميــة التــي‬ ‫نتفــت خريطــة ســورية تنتيفــاً‪.‬‬ ‫املأســاة الكــرى اليــوم هــي يف أن‬ ‫الثــورة الســورية املعجزة‪،‬تتعــرض‬ ‫ألخطــر مــا ميكــن أن تتعــرض‬ ‫إليــه ثــورة وهــي محــاوالت خلــط‬ ‫الحابــل بالنابل‪،‬محــاوالت تشــويش‬ ‫الصــورة إىل أقــى حــد‪ ،‬ومحــاوالت‬ ‫مســتميتة لكــر البوصلة‪،‬تشــارك‬ ‫فيهــا بقبــ ٍح شــديد مــا يســمى‬ ‫«منظمــة األمــم املتحدة»‪،‬والتــي‬ ‫بعــد أن أُعلــن أنهــا ســتقدم إىل‬ ‫الســوريني «مســاعدات إنســانية‬ ‫بقيمــة مــا يقــارب نصــف مليــار‬ ‫دوالر متامـاً عــن طريــق آلــة القتــل‬ ‫والدمــار التــي تفتــك بهــم‪!!.‬‬ ‫ويشــارك فيهــا مــن ســعى إىل مــا‬ ‫حــدث يف رأس العــن‪ ،‬والــذي تــرك‬ ‫جرحـاً أكــر إيالمـاً مــا تفعلــه آلــة‬ ‫ميــس أغــى‬ ‫قتــل النظــام‪ ،‬ألنــه ّ‬ ‫مــا عنــد الســوريني وهــو الســلم‬ ‫األهيل‪,‬والــذي يش ـكّل واحــدا ً مــن‬ ‫أهـ ّم األســباب الــذي تأخــرت ثــورة‬ ‫الشــعب الســوري إىل اليــوم‪ ،‬أن‬ ‫الجميــع يعلــم جيــدا ً مــا الــذي‬ ‫ميكــن أن يُبــذل مــن جهــود ملحاولة‬ ‫تدمــره‪ .‬ويشــارك فيــه ترصيحــات‬

‫دول ّيــة مــن هنــاك وهنــاك‪ »،‬إمــا أن‬ ‫تقبلــوا باألســد‪ ،‬وإمــا الجحيــم»‪...‬‬ ‫ويشــارك فيــه الجــوع‪ ،‬والــرد الــذي‬ ‫مل ميــر عــى ســورية مثلــه منــذ‬ ‫عقــود‪ ،‬والتهجــر‪ ،‬واإلحســاس‬ ‫بضيــاع األفــق والرعــب‪ .‬مــن قال أن‬ ‫اســتئصال هــذا الدمــل اللعــن مــن‬ ‫جســد ســوريا ســيكون ســهالً‪...‬؟؟!!‬ ‫مــن قــال أنــه كان سيســتمر إىل‬ ‫أبــد اآلبديــن ‪ -‬كــا خطــط لــه‬ ‫كيســنجر وبعــده مادلــن أولربايــت‬ ‫ونفــذّه النظــام الســوري‪...‬؟؟!!‬ ‫مــن قــال أن الشــعب الــذي‬ ‫خــرج مــن هــذا الكابــوس يف هــذا‬ ‫ـي لــن‬ ‫املنعطــف التاريخــي الحتمـ ّ‬ ‫يدخــل يف كابــوس انتقــايل مؤقــت‬ ‫يطــل بعــده عــى فجــر الحريــة‬ ‫ّ‬ ‫والكرامــة‪...‬؟؟!! نعــم‪ ،‬إنهــا ثــورة‬ ‫الحريــة والكرامــة الســورية‪،‬التي‬ ‫بــدأت‪ ،‬والتــي مل ي ّدخــر أحــد‬ ‫جهــدا ً يف محاولــة تدمريهــا وحرفهــا‬ ‫وثنيهــا وتفتيتها‪،‬حتــى مــن أهلهــا‬ ‫أنفســهم‪ ،‬إال أنهــا وبرغــم جميــع‬ ‫املــآيس املرتاكمــة‪ ،‬وبرغــم دمويّــة‬ ‫املشــهد الفظيعــة‪ ،‬مســتمرة مثــل‬ ‫حقيقــة فيزيائيــة مطلقــة‪ ،‬ألنهــا‬ ‫حتميّــة التاريــخ واإلنســانية ‪.‬مل يبق‬ ‫عنــد أي ســور ّي يشء يخــره بعــد‬ ‫اليــوم ‪,‬إنــه القتــل غــر املحــدود‬ ‫لالنتقــام مــن شــعب ســور ّي ثائــر‬ ‫حتــى تحقيــق أعظــم نــر جــذري‪.‬‬ ‫مانيا الخطيب‬

‫‪13‬‬


‫داريا‪ ..‬بردا وسالما‬ ‫أدب‬

‫ِ‬ ‫يعدوك‬ ‫أدمشق‪ ..‬ما للحزن ال‬ ‫ُ‬ ‫كئيبة ِ‬ ‫الكنائس واملآذن‬ ‫منك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫سألوك‬ ‫بالله يا بل ُد األعيا ِد إ ْن‬ ‫دهاك ِ‬ ‫ِ‬ ‫مت يخربهم‬ ‫َع ّم‬ ‫الص َ‬ ‫فاترك ّ‬ ‫من قلب الحصار‪.....‬‬ ‫قويل نذرت للرحمن صوماً‬ ‫واجعيل من يف املهد يتكلم‬ ‫كيف الفؤاد‪.....‬قد تأمل‬ ‫داريا‪.....‬‬ ‫فا لتخربي العامل عن الذي صار‬ ‫سينطق األملُ َ‬ ‫هناك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫عناقيد الكرو ْم‬ ‫عن‬ ‫سينطق البل ُد املكلو ْم‬ ‫العروس داريّا‬ ‫كيف حرقوا‬ ‫َ‬ ‫يف غرفة نومها الخشبيَّة‬ ‫العرس ‪...‬‬ ‫وقتلوا‬ ‫ْ‬ ‫َوقتلوا األحال َم الورديَّة‬ ‫لقد أوقدوا اللّهيب يف أرجائِها‬ ‫وزَر ُعوا ال ّرصاص يف أحشائِها‬ ‫وعرصوا الخم َر من دمائها الذكيّة‬ ‫هائ ْم اِسمعوا‪....‬أنا داريّا‬ ‫أنا وصم ُة عا ٍر عىل جب ِني اإلنسان ّية‬ ‫أنا فريس ٌة تركتموها لألسد‬ ‫ينهش َّيف‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بنت فرعون‬ ‫أنا ماشط ُة ُ‬ ‫وق ْد جا َر فرعو ُن كثريا ً عل ّيا‬ ‫كل أوالدي ‪..‬‬ ‫َسل َبني َّ‬ ‫وألقى بهم يف نار ِه املوقدة‬

‫حني تُعشق الثورة‬

‫وشعري ال يزال بني‬ ‫أصابعِ طفيل ‪....‬املمددة‬ ‫أنا زغرود ُة الفر ِح السورية‬ ‫أحرقوين ‪.......‬حتى أموت‬ ‫ولكنه ْم ال يدرون أ َّن الذهب ال يفنى‬ ‫عيني‬ ‫ال‪...‬لن أموت ‪....‬ولن أغلق َّ‬ ‫مهام جزرتَ َّيف‪...‬‬ ‫لت صواري َخ‬ ‫رس َ‬ ‫من جبلنا الشام ِخ أَ َ‬ ‫ِحقدك‪..‬إ َّيل‬ ‫أطل‬ ‫سأظل أغني ‪....‬من قاسيون ُ‬ ‫ياوطني‬ ‫وأعمدة الدخان ترتفع مني‬ ‫وناري تستعد لتخربكم بأين لن أموت‬ ‫اذا مانأيتم عني ‪...‬‬ ‫فليشاهد العامل كله داريا‬ ‫وهي تسخر من املوت‬ ‫فليشاهدين وأنا ُ‬ ‫أحيك من األمل‬ ‫دروعاً‬ ‫ألبنايئ املجاهدين‬ ‫دمشق عن األحزانِ واآلالم‬ ‫فَيَا‪..‬سائالً‬ ‫ُ‬ ‫اِعل ْم بأنَّها دورة الزمانِ‬ ‫إ َّن العجلة لتدو ُر‪...‬‬ ‫عىل لح ِمنا‪.....‬عىل د ِمنا‪.....‬عىل‬ ‫أشالئِنا‬ ‫عىل وقع الجلْ ُجلَة ونح ُن فيها َسرنقى‬ ‫دمشق سنبقى‬ ‫ويف‬ ‫َ‬ ‫وستَحس ُم األيام املسألة ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫بقلم ‪:‬قطر الندى‬

‫هزلت‬

‫ت فما ُع َ‬ ‫دت ُ‬ ‫َهزُلَ ْ‬ ‫تعرف من أمُّها من أبوها‪...‬‬ ‫حنيَ أ ْزرى بها قد ٌر طَ ٌ‬ ‫ائش‬ ‫َ‬ ‫جلند الظّالم‪...‬خذوها‪...‬‬ ‫خطف الشم َس من كفِّها وقال ِ‬ ‫وها هي ذ ْي َ‬ ‫قبل أ ْن يُنْ ِضجوا حلمها‪ ..‬أكلُوها‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫َ​َ‬ ‫أَتِ ُ‬ ‫األرض ماذا دَهاها؟‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫سأل‬ ‫ِ‬ ‫للسؤال‬ ‫ع‬ ‫متس‬ ‫لي َس يف األرض ٌ‬ ‫ِ‬ ‫والبحار‬ ‫رفعوا راية احلكمِ يف برِّها‬ ‫ِ‬ ‫وادّعوا َّ‬ ‫وارثوها‬ ‫أن آل‬ ‫األسد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ليس يف االرض متس ٌع خلطا احلاِلني‬ ‫ُّ‬ ‫كل أحالمِنا صا َدرُوها‬ ‫ُّ‬ ‫ت سراباْ‬ ‫وكل األمانيْ باتَ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫العيون‬ ‫احلقول اليت أزهرَت يف‬ ‫ِ‬ ‫وكل ِ‬ ‫َ‬ ‫غزو الفضاءِ‪ ..‬غزوها‬ ‫قبل ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اجلبال‬ ‫املشعشع بني ِ‬ ‫وكل العبريِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َالل‬ ‫وكل‬ ‫النجوم اليت ِالتمعَت بِد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫التالل‬ ‫القناديل بني ِ‬ ‫ُ وضوءُ َ ِ‬ ‫واحلقول ِادَّعوا أنَّهم َأموها!!!!‬ ‫وتِلك القرى يف املدى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وحتَّى مِهاد َّ‬ ‫الصغار وأجرا ِسها الناعمات قبل ميال َد أطفالنا‬ ‫كسروها‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ليس غري الطُّغاة يديرو َن دفتها حيثُما يرغبون‬ ‫ويستغربون‪,,,‬ملا قامت الثَّورة؟ ‪....‬‬ ‫لكمْ الزّوال ولنَا النَّصر ُّ‬ ‫فكل حواراتِكمْ َعنَّا ‪(..‬أبعِدُوها)‬ ‫ُ‬

‫وطــنٍ قـ ْد حمــل ‪...‬‬ ‫أح ّبت ُه وأح ّبها ‪ ...‬ولك ّن عشق ُه للثورة كان أكرب ‪...‬‬ ‫مل يعــد صــدر الحبيبــة موطنـاً ‪ ...‬مل يســتطع أن يبقــى ‪ ...‬هنــاك ‪ ...‬عــى الكال ُم كثري ‪ ...‬واللحظاتُ لئيم ٌة قصرية ‪...‬‬ ‫يغتالها دوماً إما ندا ٌء له ‪...‬أو بد ُء جحيمِ القصف والنار ‪...‬‬ ‫أرض املعركــة رأى غــده ‪ ...‬عانــق بارودتــه ومــى ‪...‬‬ ‫يو ّدعها بعين ِني تقوالن ‪ ":‬سامحيني فق ْد ال أعود ‪" ...‬‬ ‫تذهب إليه ‪...‬‬ ‫حني يداهمها الحنني‬ ‫ُ‬ ‫ويف زقــاقٍ مختم ـ ٍر بأنّفــاس املــوت وعطرهــا املمتــزج بنــواح األرامــل تو ّدعـ ُه بنظــر ٍة عميقـ ٍة صامتــة ‪ ...‬لتُتّخــم ذاكرتهــا مــن صــور ٍة تخــاف أن‬ ‫ال تراهــا بعــد اليــوم ‪...‬‬ ‫ورصاخ األطفــال كانــا يلتقيــان‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل مرة ‪ ...‬يحاول هو وهي ‪...‬امتالك اللحظة ‪...‬‬ ‫يف ّ‬ ‫رصيف ‪ ...‬وأنقاض ‪...‬‬ ‫عند زاوي ِة‬ ‫بينــا يقطــن أرواحهــا شــبح الفـراق املحتــوم ‪ ...‬ويــد الحــزن التــي قــد‬ ‫يف عينيها دمو ٌع كثرية ‪ ...‬تتمنى لو تبكيها طويالً عىل كتفه ‪...‬‬ ‫ولكنهــا تخّنقهــا بحرقــة ‪ ...‬وتشــهق بالحــرة حــن تـراه همومـاً وأوجــا َع تقــرع قلبيهــا ذات يــوم‬ ‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬

‫برج املعارضة اخلارجية ‪:‬‬ ‫كالعــادة نســمع جعجعــة وال نــرى طحينـاً ‪ ...‬فقــط املزيــد‬ ‫مــن الوعــود‪!!! ..‬‬

‫برج النازح ‪:‬‬ ‫أســبوع حافــل به ـ ّز البــدن تتوقعــه لــك األب ـراج يف ظــل‬ ‫انتظــارك لربطــة الخبــز وانتقالــك مــن طابــور الغــاز إىل‬ ‫طابــور املــازوت ‪!!! ...‬‬ ‫برج الطالب السوري ‪:‬‬ ‫عليــك أن تكــون طالــب كرامــة قبــل أن تكــون طالــب‬ ‫علــم ولتعلــم أن مــروع الشــهادة أهــم مــن جميــع‬ ‫مشــاريع التخــرج ‪.‬‬ ‫املنحبكجي ‪:‬‬ ‫برج‬ ‫ّ‬ ‫مشــكلتك أنــك ال تنتمــي لجيــل الثــورة الــذي رفــض البقــاء‬ ‫يف مســتنقع الــذل ‪!!! ...‬‬ ‫برج اإلعالم السوري ‪:‬‬ ‫كفــاك تب ّجج ـاً وتح ّدث ـاً فأنــت تضحكنــا كل يــوم بحربــك‬ ‫الخطابيــة وإدعــاءك بإمســاك نظامــك لزمــام األمــور‪.‬‬ ‫برج بشار ‪:‬‬ ‫شــو مشــان املامنعــة يــي رصعــت راســنا فيهــا وأنــت‬ ‫اليــوم عــم تســحب دباباتــك مــن الجــوالن ؟؟؟‬ ‫برج االئتالف الوطين‪:‬‬ ‫اســتباقاً لقراراتكــم حكومتكــم يف الخــارج ال متثلنــا‪...‬‬ ‫رشفــوا ع املناطــق املحــررة واعملــوا حكومــة يف الداخــل‪!!...‬‬ ‫ّ‬

‫العدد (‪ )47‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\02\24‬‬

‫أبو الدراويش‬

‫فواصل‬

‫يا َجاعِ ْة َ‬ ‫ِرام‪ ،...‬بَ ْدنا‬ ‫اخل ْري‪ ،...‬ويا َأ ْهل ال ِزبْداني الك ْ‬ ‫مِ ْن ُك ْن بَ ْعد ما ُ‬ ‫ام‪،...‬‬ ‫اإلح ِت ْ‬ ‫ناخ ْد ا ِإل ْذن‪ِ ،...‬ونْ َق ِّد ْم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِن ْ‬ ‫ونسألك ْن‪ ،...‬هاملسألة‪ ..‬وال تستغربو‪...‬‬ ‫كيل ُك ْن‪...‬‬ ‫مل ْن ْ‬ ‫وال‪!!...‬؟‪ .‬لع ّنو بدنا حنكي ع‬ ‫مِ ّنا‪،‬؟‬ ‫التوضيح ع ها ِ‬ ‫ْ‬ ‫الواض ْح و البيان‪!!،...‬؟‪ ،....‬وما يف غريب بيناتنا‪،...‬‬ ‫ِ‬ ‫بإذن اهلل‪ ،...‬إالّ الشيطان‪.،...‬‬ ‫ِرام‪...‬؟‬ ‫فوس شو بِتِعين‪ ،...‬يا سادة يا ك ْ‬ ‫وكلمة َف ْس ْ‬ ‫الناموس‪ ...‬وما بهمو‬ ‫َغ ْري شخص قليل الذمة و‬ ‫ْ‬ ‫احلج ْر‪ ،...‬وعم‬ ‫غري ضرر البش ْر‪ ،...‬وقلبو أقسى من َ‬ ‫الناس‪ ،...‬وأعوذ‬ ‫فلوس‪ ،...‬من‬ ‫بعب جيابو‬ ‫مصايب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫اس‪...‬؟‪.‬‬ ‫واس اخل ّن ْ‬ ‫الوس ْ‬ ‫باهلل‪ ..‬من ْ‬ ‫بيناته ْن‬ ‫ني ل‬ ‫ِفسافيس يا ربي تعني‪ ،...‬ويف ُ‬ ‫وشو كرتان ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫حريم‪ ،...‬يا ْ‬ ‫وأهل‬ ‫لطيف ويا ستار‪ ،...‬حتمي البل ْد‬ ‫ْ‬ ‫الدارْ‪ ،...‬وتُ َ‬ ‫لسانات ال ُف ّجارْ‪ ،...‬و ُ‬ ‫ْ‬ ‫احل ْرم ْة‬ ‫قطعْ‬ ‫بتلسعْ ْ‬ ‫متل الناموسة‪ ،...‬تص ْري خ ْرب‬ ‫الفسفوس ْة اللي َ‬ ‫الفسفوس‪ ..‬قليل َ‬ ‫والناموس‬ ‫هالش َر ْف‬ ‫لألجيال‪ ...‬مع‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫و تكون عِ ْبه‪ِ ،...‬و ْ ِّ‬ ‫ت ْرب ِلبارْ‪.،...‬‬ ‫والطامة لكبرية من ْ‬ ‫بعض كبارية البلد‪ ،...‬اللي‬ ‫عالع ْ‬ ‫رض وال َولِ ْد‪!!...‬؟‪ .‬اهلل جيرينا‬ ‫ني ُ‬ ‫حما ْفظ ْ‬ ‫ُ‬ ‫فسفسته ْن‪،...‬‬ ‫فصوهل ْن ومن‬ ‫منهن‪ ،...‬ومن‬ ‫ُ‬ ‫ني للبل ْد وأهال‪ّ ،...‬‬ ‫وهن‬ ‫ني‬ ‫حاهلن مع ْ‬ ‫ْ‬ ‫وعامل ْ‬ ‫السبب‪ُ ...‬بك ْل شي‪ِّ ،..‬‬ ‫وهن يا ْ‬ ‫وان حلتى ما‬ ‫أخ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أظلمه ْن‪ ،...‬وال شي‪...‬‬ ‫ُ‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.