أوكسجين العدد (48) السنة الثانية - الأحد 03 \ 03 \ 2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‪..‬‬

‫تفاصيل عملية قصف ُ‬ ‫الكبر‬ ‫واغتيال الجنرال محمد سليمان‬

‫الهدنــة‪..‬‬

‫مــن المســتفيد منهــا؟!!‬

‫بداية‪..‬‬

‫لطريق جديد‪..‬‬

‫أوكسجني‬ ‫كما الثورة ‪ -‬مستمرة‬

‫العدد ( ‪ ) 48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫إفتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬ ‫الزبداني بين الهدنة واستمرار النزوح‬ ‫ملــاذا تعــرض هدنــة عــى الزبــداين اآلن؟ هــل هــي امل ـ ّرة األوىل التــي‬ ‫يحــاول النظــام فيهــا اســرجاع الزبــداين ؟ مــا هــدف النظــام يف العــودة‬ ‫كل هــذه األســئلة راودت ذهــن الجميــع عندمــا ســمعنا عــن‬ ‫للزبــداين ؟ ّ‬ ‫بــوادر هدنــة جديــدة يف الزبــداين‪ ،‬أوكســجني يف عددهــا الثامــن واألربعني‬ ‫تجيــب عــى هــذه التســاؤالت يف لقائهــا مــع األســتاذ املحامــي رضار‪.‬‬ ‫أ ّمــا يف التحقيــق تفتــح أوكســجني مل ّفـاً قدمياً وتكشــف بعــض التفاصيل‬ ‫املحيطــة بحادثــة قصــف موقــع الكــر ذو املفاعــل النــووي يف مدينــة‬ ‫ديــر الــزور عــام ال‪ .2007‬ويف نقطــة ثائــرة تتو ّجــه جنوب ـاً نحــو مدينــة‬ ‫الحــراك عــى هضبــة حــوران وتتحــ ّدث عــن ثورتهــا وتضحياتهــا منــذ‬ ‫ـص‬ ‫ل ّبــت الفزعــة لدرعــا حتّــى يومنــا هــذا‪ .‬ومــن الشــال الدامــي يقـ ّ‬ ‫املــد ّون محمــد ك ّنــاص قصــص أحــد العائــات الســورية الجريحــة‪.‬‬ ‫قصــة جامــع الجــر الكبــر الحاضــن‬ ‫تقــص أوكســجني ّ‬ ‫ويف زبدانيّــات ّ‬ ‫األ ّول لثــورة الزبــداين‪ ،‬ثــ ّم تــو ّدع ياســينو املمثــل الفقــر الــذي قــى‬ ‫ضح ّيــة االجــرام العشــوايئ‪ ،‬ومــع تقريــر أيّــام الحريّــة لهــذا األســبوع‬ ‫تتــواىل الزوايــا الثابتــة مــن أخبــار مــن هنــا وهنــاك ومفــردات جديــدة‬ ‫مــن القامــوس وذكريــات مــن الثــورة مـ ّرت بهــا أوكســجني‪ ،‬وأدب وثــورة‬ ‫وفــن‪ .‬وتبقــى أوكســجني – كــا الثــورة – مســتم ّرة‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫‪ -3‬تفاصيل عملية قصف ُ‬ ‫الكبر‬ ‫واغتيال الجنرال محمد سليمان‬ ‫‪ -4‬الهدنة‪ ..‬من المستفيد منها؟!!‬ ‫‪ -5‬من تجارب الشعوب‬ ‫تعلم فن الممكن من المستحيل‬ ‫‪ -6‬الحراك‪..‬‬ ‫ثائرون حتى إسقاط النظام‪..‬‬ ‫‪ -7‬مؤتمر أصدقاء سوريا‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬أخبارنا‪ ..‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -10‬ايام الحرية‪ -‬األبيض الكيري‪...‬‬ ‫‪ -11‬جامع الجسر الكبير‪..‬‬ ‫‪ -12‬بداية ‪ ..‬لطريق جديد‬ ‫‪ -13‬ميراث طفل سوري!‬ ‫أم‪ ...‬تنصرك هذي‬ ‫‪ -14‬وصية ٍ‬ ‫‪ -15‬أبراج‪ ..‬ودفاع مدني‬

‫الكأس والرّ ُ‬ ‫هذي دمش ُق وهذي ُ‬ ‫اح‬ ‫للشاعر ‪:‬نزار قباني‬ ‫ُ‬ ‫هذي دمش ُق وهذي ُ‬ ‫والراح‬ ‫ألكأس‬ ‫احلـب ذبّ ُ‬ ‫أحب ُ‬ ‫ِّ‬ ‫إنّي ُّ‬ ‫اح‬ ‫وبعـض‬ ‫أنا الدمشقيُّ لو شرَّحتمُ جسدي‬ ‫َ‬ ‫لسـال منهُ عناقيـ ٌد وتفـّ ُ‬ ‫اح‬ ‫و لو فتحـتُم شراييين مبديتكـم‬ ‫َ‬ ‫أصوات من راحوا‬ ‫مسعتمُ يف دمي‬

‫قادمون يا دمشق‪..‬‬ ‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫‪2‬‬


‫تفاصيل عملية قصف ُ‬ ‫الكبر‬ ‫واغتيال الجنرال محمد سليمان‬

‫قامــت إرسائيــل يف عــام‪ 2007‬بعملية وصفتها‬ ‫بالنوع ّيــة بقصفهــا مدينــة الكُــر الســوريّة‬ ‫التابعــة ملحافظــة ديــر الــزور‪ ،‬حيــث ا ّدعــت‬ ‫نــووي فيهــا‪ ،‬وبقيــت‬ ‫أنهــا رضبــت مفاعــل‬ ‫ّ‬ ‫العمليــة ُمبهمــة للعــامل وخاصــة الســوريني‬ ‫إىل وقتنــا هــذا‪ ،‬حيــث كشــفت مصــادر مــن‬ ‫املوســاد التفاصيــل يف كتــاب مليخائيــل بــار‬ ‫زوهــار (املوســاد والعمليــات الكــرى ) أ ّن‬ ‫االســتخبارات اإلرسائيليــة والــدول الغرب ّيــة مل‬ ‫تســتطع أن تحصــل عــى معلومــات مؤكــدة‬ ‫حــول املوقــع إلّ بعــد فــرار النائــب الســابق‬ ‫لوزيــر الدفــاع اإليــراين وأحــد قــادة حــرس‬ ‫الثــورة اإليران ّيــة الجــرال «رضــا عســكري»‪،‬‬ ‫وكشــف تفاصيــل املــروع النــووي لــكل مــن‬ ‫ســوريا وإي ـران وكوريــا‪ ،‬حيــث خضــع الج ـرال‬ ‫لتحقيقــات عســكريّة مــن قبــل املوســاد‪ ،‬فجمع‬ ‫عمــاء املوســاد وأفــراد رسيــة هيئــة األركان‬ ‫العامــة للجيــش وهــي «وحــدة الكومونــدس»‪،‬‬ ‫فحصلــت إرسائيــل عــى معلومــات جيــدة‬ ‫تؤكّــد النشــاط النــووي عــى األرايض الســورية‪،‬‬ ‫واســتمرت املخابــرات االرسائيليــة يف عملهــا‬ ‫وتجسســها لتصــل إىل هدفهــا‪ ،‬فقــام اثنــان مــن‬ ‫ّ‬ ‫عمــاء املوســاد بــزرع برنامــج حصــان طــروادة‬ ‫يف جهــاز كمبيوتــر محمــول ملســؤول ســوري‬

‫كان مقيــم يف فنــدق راقٍ يف مدينــة لنــدن‪،‬‬ ‫ويخضــع ملراقبــة املوســاد‪ ،‬واســتطاعوا بذلــك‬ ‫مراقبــة تحركاتــه ورسقــة املعلومــات‪ ،‬وصــور‬ ‫للمفاعــل يظهــر مغطــى باإلســمنت ‪ ،‬وصــورة‬ ‫لشــخصني أحدهــا كــوري شــايل واآلخــر‬ ‫رئيــس لجنــة الطاقــة النوويّــة الســورية إبراهيم‬ ‫عثــان‪ ،‬ثــ ّم عملــت إرسائيــل عــى تجنيــد‬ ‫أحــد العاملــن يف املفاعــل‪ ،‬فز ّودهــا األخــر‬ ‫بصــور كثــرة ومقاطــع فيديــو ووثائــق رسيّــة‪،‬‬ ‫كانــت بالنســبة لهــم أدلّــة دامغــة‪ ،‬وحرصــوا‬ ‫عــى إطــاع الواليــات املتحــدة األمريكيــة بتلــك‬ ‫التفاصيــل‪ ،‬والحصــول عــى موافقتهــا عــى أي‬ ‫عمل ّيــة ســتقوم بهــا الحقــاً‪ .‬وإلحضــار دليــل‬ ‫مقنــع لحلفائهــا يف أمريــكا؛ قامــت مروحيتــن‬ ‫عســكريتني بنقــل خــراء وجنــود إرسائيليــن‬ ‫إىل ديــر الــزور‪ ،‬وأحــروا عيّنــات مــن الرتبــة‬ ‫كانــت مشــبعة باإلشــعاعات النوويــة‪ ،‬وأرســلوا‬ ‫عينــة إىل أمريــكا لتجــري اختباراتهــا‪ ،‬وأطلقــوا‬ ‫عــى ملــف املفاعــل اســم البســتان‪ .‬وبعدهــا‬ ‫عقــد أوملــرت اجتامعـاً رسيّـاً مــع وزيــر الدفــاع‬ ‫إيهــود بــاراك وقــرر رضب املفاعــل‪ .‬ويف ليــل‬ ‫‪4‬أيلــول ‪ 2007‬متّــت العمليــة ونُفّــذت غــارة‬ ‫إرسائيليــة عــى املوقــع وتــ ّم تدمــره‪ .‬ومل‬ ‫تتوقــف عنــد هــذا الحــد‪ ،‬ففــي ‪ 2‬آب مــن‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫تحقيق‬ ‫إعداد ندى الربيع‬ ‫عــام ‪ 2008‬اغتالــت الجــرال محمــد ســليامن‬ ‫الــذي وصفــه الباحــث بــارا زوهــار «إخطبــوط‬ ‫متع ـ ّدد األذرع ورجــل األســد األول يف الجيــش‬ ‫واالستخبارات»‪،‬فأرســلوا إليــه غطّاســن ق ّناصــن‬ ‫يف البحــر عــى بعــد ‪ 150‬مــر مــن رشفتــه‪،‬‬ ‫وقامــا بتنفيــذ امله ّمــة ومتّــت العمليّــة بنجــاح‪.‬‬ ‫وتحســباً مــن ر ّدة الفعــل الســوريّة أبلغــت‬ ‫ّ‬ ‫إرسائيــل األســد عــن طريــق وزيــر الخارجيــة‬ ‫الــريك أن وجهتهــا ليســت الحــرب‪ .‬ومل تُعــرف‬ ‫قصــة رضب املفاعــل واغتيــال ســليامن إال بعــد‬ ‫ّ‬ ‫طمنــت ارسائيل‬ ‫‪ 11‬شــهرا ً مــن التنفيــذ‪ ،‬بعد أن ّ‬ ‫حليفهــا و طفلهــا املدلّــل بشــار األســد عــى‬ ‫متانــة عالقتهــم‪ ،‬وعــدم رغبتهــم بشـ ّن الحــرب‬ ‫رسا ً‪،‬‬ ‫عــى ســوريا حاليــاً‪ .‬وبقيــت العمليــة ّ‬ ‫ومل تُكشــف خفاياهــا إال بعــد انــدالع الثــورة‬ ‫الســوريّة املباركــة‪ ،‬التــي كشــفت العالقــات‬ ‫الخف ّيــة بــن بقــاء األســد واســتمراريّة دولــة‬ ‫إرسائيــل وأمانهــا‪ ،‬الــذي أصبــح مرتبط ـاً ببقــاء‬ ‫ـام‬ ‫األســد يف الســلطة‪ ،‬ليكــون الرجــل املامنــع حـ ٍ‬ ‫لحــدود العد ّو‪،‬حافـ ٍ‬ ‫ـظ لعهـ ِـد ومعاهـ ٍ‬ ‫ـدات بدأت‬ ‫منــذ عهــد األب حافــظ األســد ببيــع القنيطــرة‪،‬‬ ‫وصــوالً لإلبــن الــذي أبقــى عــى سياســة ســلفه‬ ‫بحــق الــرد‪.‬‬ ‫بتأمــن الحــدود واالحتفــاظ ّ‬

‫‪3‬‬


‫لقاء‬

‫الهدنة‪ ..‬من المستفيد منها؟!!‬

‫يف األســبوع املــايض ُعــرض عــى مدينــة‬ ‫الزبــداين هدنــة مــن قبــل النظــام ‪،‬وفــق‬ ‫رشوط محــددة عــى أن يتــم إيقــاف إطــاق‬ ‫النــار والقصــف وعــودة األهــايل إىل بيوتهــم‬ ‫‪،‬كــا أ ّدعــا النظــام ‪،‬ولكــن مــا هدفــه مــن‬ ‫هــذه الهدنــة وملــاذا يقــدم التنــازالت ؟؟هنــا‬ ‫نســأل املحامــي األســتاذ رضار ليجيبنــا عــن‬ ‫رشوط هــذه الهدنــة وســبب رفضهــا مــن‬ ‫قبــل املدينــة‪.‬‬ ‫تم تداول أمر الهدنة وقبولها؟‬ ‫كيف ّ‬‫دعينــا شــخصيات البلــد السياســية‬ ‫واالجتامعيــة وكان هنــاك أكــر مــن مئــة‬ ‫شــخص والجميــع رفضــوا هــذه الطلبــات‬ ‫وقلنــا ســنقدم طلباتنــا ورشوطنــا وإذ‬ ‫فوجئنــا بالنظــام يــروج بواســطة األبــواق‬ ‫الطابــور الســابع أن أهــل الزبــداين عقــدوا‬ ‫هدنــه ووقعــوا عليهــا وهــذا عــا ٍر عــن‬ ‫الصحــة ‪.‬‬ ‫ ماسبب رفضكم للهدنة ؟‬‫هــذه هدنــة مزيفــة ورشوطهــا تعجيزيــة‬ ‫بالنســبة للمدينــة طلبــوا منــا عودة الســلطة‬ ‫األمنيــة للمدينــة وإعــادة تفعيــل عملهــا‬ ‫كاألمــن الســيايس وتســهيل مــرور الضيــوف‬ ‫مــع عرباتهــم وأســلحتهم (عنــارص حــزب‬ ‫اللــه) وغريهــا مــن الــروط املرفوضــة مــن‬ ‫قبــل األهــايل ألنهــا ال تصــب إال مبصلحــة‬ ‫النظــام فقــط‪.‬‬ ‫‪ -‬هــل قدمتــم طلبــات ورشوط جديــدة‬

‫لتقومــوا بهدنــة ؟ وهــل يوجــد نيــة لديكــم‬ ‫للتفــاوض مــع النظــام ؟‪.‬‬ ‫عــرض علينــا هدنــه جديــدة و بهــا رشوط‬ ‫مناســبة نوعــاً مــا ويتــم دراســتها وفقــاً‬ ‫لرشوطنــا ‪،‬ماهــو املانــع مــن التفــاوض إذا‬ ‫كان ذلــك يحفــظ كرامتنــا وكرامــة الثــوار‬ ‫وتحقيــق الدميقراطيــة ويســتويف رشوطنــا ‪.‬‬ ‫ ممكن أعرف بعض الرشوط الجديدة؟‬‫‪ -1‬وقــف إطــاق نــار مقابــل وقــف إطــاق‬ ‫نــار ‪ -2‬وقــف املالحقــة واالعتقــاالت‬ ‫واملداهــات ‪ -3‬التحقيــق يف كافــة الجرائــم‬ ‫املرتكبــة بصفتــي قانــوين وأعــرف نتيجــة‬ ‫ذلــك للمحاكمــة تحــت رعايــة دوليــة‬ ‫وبضامنــة دوليــة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تشــكيل محكمــة تحــت حراســة دوليــة‬ ‫داخــل القطــر للقيــام مبحاكمــة القتلــة‪.‬‬ ‫ وهل برأيك نظام مجرم سيقبل بهذا ؟‬‫ســندع الكــرة يف ملعــب النظــام والعــامل‬ ‫املتفــرج ونقطــع كل طريــق عــى الذيــن‬ ‫يدعمونــه عــى مبــدء قلــل املطالــب‬ ‫واحصــل عــى النتائــج املثمــرة وصححنــا‬ ‫بعــض الطلبــات التــي فيهــا الغــن الكثــر‬ ‫ برأيــك ‪ ..‬مالــذي يجــر النظــام عــى قبول‬‫رشوطكــم أو قبــول هدنــة معكم ؟‬ ‫النظــام يحــاول تأمــن طريــق حــزب الله إىل‬ ‫دمشــق ويتخــوف مــن منــع الجيــش الحــر‬ ‫يف الزبــداين مــن اصطيــاد عنارصه‪،‬ومــن جهة‬ ‫أخــرى يريــدون إشــغال الزبــداين ملنــع تقدم‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫إعداد عروبـــة‬

‫ثوارهــا نحــو العاصمــة هــذان األمــران‬ ‫يجعــل النظــام يقصــف ليــل نهــار ملنعنــا‬ ‫مــن التحــرك وعرقلــة عملياتنــا الهــدف‬ ‫منهــا إخــاد الثــورة يف دمشــق وريفهــا‬ ‫فنكــون مث ـاً يحتــذي بنــا النظــام وأبواقــه‬ ‫يف باقــي املــدن الثائــرة‪.‬‬ ‫وأعطانــا مثــاالً عــى الهدنــة والتفــاوض‬ ‫فقــال لنــا ‪( :‬رحــم اللــه البطــل صــاح الدين‬ ‫األيــويب فكلــا وضــع اتفــاق مــع الفرنجــة‬ ‫ظنــوا أنهــم خدعــوا صــاح الديــن وعنــد‬ ‫التنفيــذ يجــدون العكــس‪ .‬فعلينــا نقبــل‬ ‫الهدنــة بحنكــة وذكاء لنخــدع النظــام‬ ‫وننفــذ رشوطهــم عــى طريقتنــا‪.‬‬

‫ويف الختــام ننــوه عــى أهميــة مدينــة‬ ‫الزبــداين حاضنــة الثــورة الســلمية‬ ‫وقوتهــا العســكرية بشــباب الجيــش‬ ‫الحــر وســيطرتهم عــى طريــق إمــدادات‬ ‫حــزب اللــه والقيــام بعمليــات مــن‬ ‫شــأنها إضعــاف قــوة النظــام وزعزعــت‬ ‫أم ِنــه وتوجيــه الرضبــات املوجعــة لــه‬ ‫‪،‬مــا دفــع النظــام بــن الحــن واآلخــر‬ ‫إىل طــرح هدنــة وتفــاوض مــع أهــل‬ ‫الزبــداين محــاوالً اإلبقــاء عــى بعــض‬ ‫املــدن إىل طرفــه ‪،‬هادئــة ويجعلهــا معـراً‬ ‫آمنـاً السـراد األســلحة والشــبيحة إلمتــام‬ ‫عمليــة قمــع الثــورة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫من تجارب الشعوب‬

‫ثورة‬

‫تعلم فن الممكن من المستحيل‬ ‫مدينــ ٌة عشــقها أهلهــا كأي مدينــ ٍة يســكنها‬ ‫األح ـرار ‪ ...‬عانــق الســاء حتــى تــكاد تالمــس‬ ‫الشــمس‪ ,‬إنهــا «رساييفــو « العاصمــة البوســنية‬ ‫ذات األغلبيــة املســلمة‪,‬التي انقضّ ــت عليهــا‬ ‫غربــان املــوت يف عــام ‪1992‬حــن حارصهــا‬ ‫الــرب وهــم يقولــون لهــا ‪« :‬مــن اآلن ليــس‬ ‫لــك مــن األزهــار إال الشــوك‪,‬ومن األلــوان إال‬ ‫األحمــر القاين‪،‬مــن اآلن أنــت تحــت حصــا ِر‬ ‫ألفـاٍ وأربعامئــة يوم‪,‬وهــو مــا يكفــي ألن نقتــل‬ ‫مــن صغــارك مــا يزيــد عــن ألفني‪,‬ومــن كبــارك‬ ‫يقــل عــن عــرة آالف‪ ,‬وأمــا الجرحــى‬ ‫مــا ال ّ‬ ‫ردون فهــم كــرٌ‬ ‫واملعاقــون والفــا ّرون واملــ ّ‬ ‫‪ ...‬كــر‪ .‬رساييفــو ‪ .....‬أخذتهــا الحــرب عــى‬ ‫حــن غ ـ ّرة ومل يكــن أهلهــا مســتعدين‪ ،‬كانــوا‬ ‫يتوقعــون مــن قــوات الناتــو الجويّــة أن تــأيت‬ ‫جــوي‬ ‫لهــم بالســام مــن الســاء بحظــ ٍر‬ ‫ّ‬ ‫تفرضــه عــى املنطقــة ‪،‬و تطــرد الــرب‪ ،‬لكـ ّن‬ ‫الوقــت كان ميــ ّر والحصــار يشــت ّد‪ ,‬والحيــاة‬ ‫تــزداد صعوبــة والقصــف املســتمر يســتهدف‬ ‫كل يش‪ ...‬املــدارس واملــآذن وحتــى املخابــز‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كان عــى أهلهــا أن يبحثــوا بأنفســهم عــن‬ ‫الحلــول التــي تضّ مــن لهــم االســتمرار عــى‬ ‫قيــد الحيــاة‪ ،‬وهــذا الشــعور كان هــو الســبب‬ ‫يف ميــاد هــذه الفكــرة العظيمــة بــن عامــة‬ ‫النــاس‪ .‬فكــرة حفــر نفــق يصــل املدينــة‬ ‫بخارجها‪,‬فكــرة قــد تبــدو مســتحيلة‪,‬لكن مــا‬ ‫مــن مســتحيل مــع إرادة الحيــاة ‪.‬‬ ‫يقــول الجــرال راشــد (صاحــب‬ ‫فكــرة النفــق) أنــه يف إحــدى هــذه‬ ‫الليايل‪،‬وعندمــا كان مســتلقياً بجانــب‬ ‫أحــد البيوت‪،‬خطــرت ببالــه فكــرة‪ :‬ملــاذا‬ ‫ال نفعــل شــيئاً تحــت مــدرج املطــار لــي‬ ‫نســتطيع الدخــول إىل مدينــة رساييفــو؟‬ ‫و قــد كان ذلــك هــو مولــد فكــرة لعمــل‬ ‫يشء مــا‪ .‬مــا كان بوســع املــرء أن يفكــر‬ ‫مبــا ميكــن ومــاال ميكــن فعله‪,‬لقــد كان‬ ‫حينهــا مســتعدا ً لعمــل املســتحيل‪,‬وفعالً‬ ‫بــدأ البحــث عــن أفضــل املهندســن‬ ‫املعامريــن‪ .‬رشح الجــرال راشــد ألحــد‬ ‫املهندســن فكرتــه وأكــ ّد عــى رسيّــة‬

‫األمــر‪ .‬بعــد عــدة اجتامعــات ومشــاورات‬ ‫وبتاريــخ الثــاين والعرشيــن مــن كانــون األول‬ ‫عــام اثنــان وتســعون‪ ،‬بــدأ التخطيــط لتنفيــذ‬ ‫املــروع‪ ،‬مــروح خيــا ّيل ‪...‬اذ مل تكــن هنــاك‬ ‫ثقــة بإمكانيــة إنجــاز مثــل هــذا املــروع أمــام‬ ‫العقبــات الكثــرة التــي تعرتضه‪,‬حيــث يجــب‬ ‫الحفــاظ عــى رسيّــة العمــل و ضــان ســامة‬ ‫العاملــن وتوفــر املــواد‪,‬كل ذلــك مــع اســتمرار‬ ‫ـي ومراقبــة القــوات الدول ّيــة‪.‬‬ ‫القصــف الهمجـ ّ‬ ‫املنطقــة محــارصة و املخــرج الوحيــد الــذي‬ ‫يصلهــا مبنطقــة آمنــة هــو مــدرج املطــار ولكنه‬ ‫رص مــن كل الجهــات وصعوبــة‬ ‫أيضــاً محــا ٌ‬ ‫الحصــول عــى خرائــط مطــار رساييفو‪،‬قــام‬ ‫األهــايل بتحديــد املناطــق التــي ميكــن أن‬ ‫تربــط طــريف النفــق‪ ،‬وتــ ّم تحديــد منــزل يف‬ ‫املدينــة ‪،‬حيــث الخــط املنطقــي عــى الخريطــة‬ ‫يربــط هــذا املنــزل باملنــزل اآلخــر يف دوبرينيــا‬ ‫اآلمنــة ‪ .‬انقضــت الليــايل الطويلــة وانتهــت‬ ‫الحســابات الدقيقــة والرســومات املســتفيضة‪،‬‬ ‫وبــات حلــم النفــق جاه ـزا ً للتنفيــذ‪ ،‬وليكــون‬ ‫جهتــي‬ ‫املنفــذ واملتنفــس‪ ..‬بــدأ الحفــر مــن‬ ‫ّ‬ ‫املنزلــن كل مجموعــة تبــدأ مــن منــزل‪,‬وإن‬ ‫ص ّحــت حســاباتهم فيجــب أن تلتقــي‬ ‫املجموعتــان يف مــكان محــدد‪ .‬املهندســون‬ ‫والعــال والجنود‪،‬ثــاثٌ ينازعهــم ثــاث‪ ،‬األمــل‬ ‫والثقــة واليــأس‪ ،‬األمــل يف املوقــف الــدو ّيل أن‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫بقلم خير الزاد‬

‫يحــرك –ولــو ســاكناً‪, -‬والثقــة يف النفــس أن‬ ‫تكــر ولــو حلقــة مــن الحصــار‪ ،‬واليــأس يف‬ ‫الظــروف القامئــة أن تســمح بحفــر النفــق‪ .‬علم‬ ‫الرئيــس (عــزت بيغوفتيــش) باملرشوع‪،‬فطلــب‬ ‫مــن مهنــديس املــروع الحضــور‪,‬و يف خضــم‬ ‫املشــاكل التــي كان يواجههــا مــن الوضــع‬ ‫العســكري واملشــكلة اإلنســانية أصــدر أوامــره‬ ‫للقــوات العســكرية بــأن تؤمــ ّن لهــم كل مــا‬ ‫ٍ‬ ‫وعندئــذ فقــط تــ ّم تشــكيل وحــدة‬ ‫يلــزم‪،‬‬ ‫عســكرية مــن مئــة وســتني شــخصاً موزعــن‬ ‫يف املنطقتــن‪ ،‬وبــدأ العمــل الجــدي‪ .‬يقــول‬ ‫أحــد املواطنــن ‪« :‬مدخــل النفــق كان يحتــاج‬ ‫إىل الكثــر مــن املــواد لبنائــه‪،‬ومل تكــن املــواد‬ ‫موجــودة يف رساييفــو‪ ،‬اضطررنــا أن نحصــل‬ ‫عليهــا بطــرق عديــدة‪ ،‬مل تكــن لدينــا ألــواح‬ ‫خشــبية فاســتخدمنا أبــواب املنــازل‪ ،‬وخزائــن‬ ‫املالبــس لــي يســر العمــل قدمــاً»‪ .‬نحــن ال‬ ‫ننحني‪،‬نحــن ال ننهزم‪،‬معداتنــا خاوية‪،‬أجســادنا‬ ‫يحارصهــا الــرد‪ ،‬فكرنــا مشــغول باألح ّبــة‬ ‫الغائبــن‪ ،‬األب واالبــن والزوجــة املحارصيــن‬ ‫بــن الحديــد والنــار‪ ،‬لكننــا نحفــر األرض‪،‬‬ ‫وتحتهــا لتكــون رسداب ـاً طوي ـاً نتعلّــم ونعل ـ ّم‬ ‫اآلخريــن فــن املمكــن مــن املســتحيل‪ .‬وضمــن‬ ‫مخــاوف مــن أي خطأ يف الحســابات قد يُفشــل‬ ‫عمليــة الحفــر أو يعرقلها‪,‬التقــى الفريقــان‬ ‫يف نقطــ ٍة تحــت األرض وع ّمــت االحتفــاالت‬ ‫النفــق‪ .‬يف الليلــة الثالثــن مــن متــوز عــام‬ ‫ثالثــة وتســعني انتهــت عمليــة الحفــر‪,‬و‬ ‫عــرت أول وحــدة عســكريّ ٍة بكامــل‬ ‫أســلحتها‪،‬وكذلك تــ ّم إدخــال خمســة‬ ‫عــرة طنــاً مــن األســلحة إىل مدينــة‬ ‫رساييفــو‪ ،‬وبهــذا بــدأت عمليّــة ت ّدعيــم‬ ‫املوقــف العســكري‪ .‬وفيــا بعــد تــم‬ ‫إخــراج اآلالف مــن األهــايل املحارصيــن‬ ‫و أعــدا ٌد كثــر ٌة مــن الجرحــى‪ .‬وهكــذا‬ ‫وجــد ال ّنــاس النــور يف نهايــة النفق‪،‬وكأنّــه‬ ‫يقــول لهــم‪« :‬احفــروا األرض ولــو بإبــرة‪،‬‬ ‫وعلّمــوا أوالدكــم أن القــوة يف ســاعد‬ ‫ـوم‬ ‫الظــامل ال تهــزم عزمي ـ ًة يف صــدر مظلـ ٍ‬ ‫وأ ّن األيــام دول»‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫نقطة ثائرة‬

‫الحراك‪..‬‬

‫تقــع مدينــة الحـراك عــى هضبــة‬ ‫حــوران جنــوب ســوريا بــن قريــة‬ ‫املليحــة الغربيــة وقريــة الصــورة‪،‬‬ ‫وص ّنفــت حديثــاً لتكــون مدينــة‬ ‫بعدمــا تجــاوز عــدد ســكّانها‬ ‫الثالثــن ألــف نســمة‪،‬تبعد عــن‬ ‫مدينــة درعــا ثالثــن كيلومــرا ً‬ ‫وتبعــد مئــة كيلومرت عــن العاصمة‬ ‫دمشــق‪ ،‬وتتبــع إداريّــاً ملحافظــة‬ ‫درعــا‪ .‬تــ ّم ضــم قريــة الحريــك‬ ‫لهــا لتكــون كلهــا تحــت مس ـ ّمى‬ ‫مدينــة الحـراك وتعــد مركــز ناحية‬ ‫لـــلقرى التاليــة‪( :‬مليحــة الغربيــة‬ ‫وناحتــة ومليحــة الرشقيــة ورخــم‬ ‫والصــورة)‪ ،‬يوجــد فيهــا بركــة‬ ‫رومانيّــة أثريّــة تــ ّم ردمهــا مــن‬ ‫قبــل البلديّــة ومســجد قديــم جدا ً‬ ‫مــن الحقبــة الرومانيــة‪ ،‬وتتوافــر‬ ‫فيهــا معظــم الخدمــات مــن‬ ‫شــبكة طــرق مع ّبــدة ومحكمــة‬ ‫ومركــز رشطــة ومستشــفى ومركــز‬ ‫صحــي باإلضافــة إىل جميــع‬ ‫ّ‬ ‫ال ُبنــى التحت ّيــة األخــرى مــن ميــاه‬ ‫وكهربــاء واتصــاالت وشــبكة رصف‬ ‫صحي‪.‬اعتمــدت املدينــة منــذ‬ ‫وخاصــة‬ ‫القــدم عــى الزراعــة‬ ‫ّ‬ ‫الحبــوب ثــم تــ ّم اِدخــال زراعــة‬ ‫الزيتــون والكرمــة إليهــا حديثــاً‪،‬‬ ‫وتع ـ ّد اآلن مــن املراكــز التجاريّــة‬ ‫يف املنطقــة حيــث تحــوي ســوق‬ ‫يف وســط املدينــة يتكــون مــن‬ ‫مئــات املحــال التجاريــة‪ ،‬وتحــوي‬ ‫أيضــاً بعــض املصانــع التحويل ّيــة‬ ‫مثــل مصانــع البالســتك ومصنــع‬ ‫مســامري ومصنــع أعالف‪.‬ومــازال‬ ‫العشــائري يســيطر عــى‬ ‫النظــام‬ ‫ّ‬ ‫املدينــة ومــن أهــم العشــائر التــي‬ ‫تعيــش فيهــا‪ :‬القــداح‪ ،‬الســامات‪،‬‬ ‫الخــرات‪ ،‬الكســابرة‪ ،‬الحريــري‪،‬‬ ‫العــدوي‪ ،‬الزامل‪.‬شــاركت الح ـراك‬

‫ثائرون حتى إسقاط النظام‪..‬‬

‫بالثــورة لكونهــا قريبــة مــن درعــا‬ ‫البلــد مهــد الثــورة‪ ،‬ففــي يــوم‬ ‫األربعــاء بتاريــخ ‪2011/3/23‬‬ ‫ل ّبــت مدينــة الحـراك نــداء الفزعة‬ ‫لدرعــا حيــث قــام اآلالف مــن‬ ‫أهــايل املدينــة واملــدن املجــاورة‬ ‫لهــا بالتو ّجــه إىل درعــا ســرا ً‬ ‫عــى األقــدام‪ ،‬وعنــد وصولهــم‬ ‫إىل درعــا أمــام بيــت املحافــظ‬ ‫قامــت قــوات األمــن الغــادرة‬ ‫بإطــاق النــار عــى املتظاهريــن‬ ‫العـ ّزل‪ ،‬ليســقط عـرات الشــهداء‬ ‫ومئــات الجرحــى ‪.‬اســتمرت‬ ‫بعدهــا املدينــة بالخــروج يف‬ ‫مظاهــرات تطالــب بإســقاط‬ ‫النظــام كان لهــا دويّهــا‪ ،‬فخــرج‬ ‫املتظاهــرون بــاآلالف ينظّمــون‬ ‫صفوفهــم ويهتفــون مــلء‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫حناجرهــم‪ ،‬وتعرضــوا ملالحقــات‬ ‫كل‬ ‫األمــن واملداهــات كــا ّ‬ ‫املــدن الســورية‪ ،‬فــكان لهــا أثرهــا‬ ‫يف ِ‬ ‫الحــراك الســلمي وأثبتــت‬ ‫وجودهــا بفعاليّــة‪ ،‬وبعــد تحــ ّول‬ ‫بوصلــة الثــورة إىل العمــل املســلح‬ ‫تشـكّل فيهــا ألويــة تابعــة للجيــش‬ ‫الســوري الحــر‪،‬ودارت اشــتباكات‬ ‫يف املدينــة بعــد اقتحامهــا عــ ّدة‬ ‫مــرات كان أعنفهــا يف ‪ \ 6‬آذار \‬ ‫‪ 2012‬حيــث اقتحمــت القــوات‬ ‫األســديّة املدينة ودارت اشــتباكات‬ ‫عنيفــة بينهــا وبــن كتائــب الجيش‬ ‫الحــر‪ ،‬بحســب مــا أفــاد املرصــد‬ ‫الســوري لحقــوق اإلنســان‪.‬وقال‬ ‫املرصــد يف بيــانٍ لــه أن قواتــاً‬ ‫عســكريّة كبــرة تضــم دبّابــات‬ ‫وناقــات جنــد مدرعــة وحافــات‬

‫اقتحمــت مدينــة الحــراك وســط‬ ‫ســاع أصــوات انفجــارات‬ ‫وإطــاق رصــاص كثيــف‪ ،‬وذكــرت‬ ‫لجــان التنســيق املحل ّيــة أن عــددا ً‬ ‫كبــرا ً مــن ســيارات اإلســعاف يف‬ ‫شــوارع الحــراك‪ ،‬وأ ّن القصــف‬ ‫طــال مســجد أبــو بكــر الصديــق‪،‬‬ ‫أكــر مســاجد املدينــة‪ ،‬ومل يســلم‬ ‫الشــباب الثائــر مــن االعتقــاالت‬ ‫التــي طالــت املئــات واإلعدامــات‬ ‫امليدانيــة‪ .‬ورغــم كل مــا تع ّرضــت‬ ‫لــه بقيــت ثابتــة عــى طريــق‬ ‫النضــال والثــورة حتــى يومنــا‬ ‫هــذا‪ ،‬رغــم توافــد التعزيــزات‬ ‫العســكريّة واألمن ّيــة والشــبيحة‬ ‫وحمــات االعتقــال واملداهــات‪،‬‬ ‫ـي و‬ ‫ناهيــك عــن القصــف املدفعـ ّ‬ ‫تســليمهم أفـرادا ً استشــهدوا تحت‬ ‫التعذيــب‪ ،‬لكــن مل تلــن الحــراك‬ ‫ومل تهــن عزميتهــا لحظــة‪ ،‬وبقيــت‬ ‫مســتمرة يف نضالهــا ضــد الظلــم‬ ‫ّ‬ ‫ومظاهراتهــا وتحــدي ثوارهــا آللــة‬ ‫فســطرت أروع‬ ‫القتــل األســدية ّ‬ ‫البطــوالت بذلــك‪.‬‬ ‫بتول‬

‫‪6‬‬


‫مؤتمر أصدقاء سوريا‬

‫عقــد يف العاصمــة اإليطاليــة رومــا‬ ‫الخميــس مؤمتــر "أصدقــاء ســورية" وهــو‬ ‫الخامــس مــن نوعــه منــذ انــدالع الثــورة يف‬ ‫ســورية‪ ،‬عقــد مبشــارك ‪ 34‬دولــة‪ ،‬بينهــا ‪23‬‬ ‫ميثلهــا وزراء الخارجيــة‪.‬‬ ‫الــذي بحــث فيــه املشــاركون فيــه ملــف‬ ‫الثــورة الســورية وســبل دعــم قــوى‬ ‫املعارضــة التــي تخــوض أجنحتهــا املســلحة‬ ‫معــارك رشســة ضــد قــوات نظــام األســد‪.‬‬ ‫وتعهــد املشــاركون يف بيــان أصــدروه‬ ‫يف ختــام االجتــاع بتوفــر الدعــم املــادي‬ ‫والســيايس لالئتــاف الوطنــي الســوري‬ ‫بوصفــه املمثــل الرشعــي الوحيــد للشــعب‬ ‫الســوري وبإدخــال مزيــد مــن املســاعدات‬ ‫امللموســة إىل ســورية‪.‬‬ ‫حــره الشــيخ معــاذ الخطيــب بكونــه‬ ‫رئيــس االئتــاف الوطنــي لقــوى املعارضــة‬ ‫ويف كلمــة الخطيــب يف االجتــاع انتقــد‬

‫بشــدة نظــام األســد الــذي يقصــف شــعبه‬ ‫بالطائــرات وصواريــخ ســكود‪.‬‬ ‫ودعــا الخطيــب املجتمع الــدويل إىل وقف‬ ‫ـوري باألســلحة النوعيــة يف‬ ‫م ـ ِّد النظــام السـ ِ‬ ‫ظــل اســتمرار مــا قــال إنهــا إشــارات دوليــة‬ ‫بعــدم تســليح املعارضــة‪.‬‬ ‫وأضــاف خــال اجتــاع رومــا "هنــاك ق ـرار‬ ‫دويل أو إشــارات دوليــة بعــدم تســليح‬ ‫املعارضــة الســورية بأســلحة نوعيــة ألســباب‬ ‫مختلفــة‪ ،‬وأنــا أقــول إذا كنتــم تريــدون‬ ‫هكــذا فأوقفــوا إمــداد النظــام باألســلحة‬ ‫النوعيــة التــي مــا ت ـزال تأتيــه حتــى اليــوم‬ ‫تحــت اســم صفقــات قدميــة"‪.‬‬ ‫كــا قــال الخطيــب يف مؤمتــر صحــا ٍيف‬ ‫مشــرك مــع وزيــر الخارجيــة األمــريك‬ ‫ونظــره اإليطــايل يف افتتــاح االجتــاع‪ ،‬إنــه‬ ‫طالــب بــرورة التحــرك مــن أجــل إنشــاء‬ ‫مم ـ ّرات إنســانية وإغاثيــة آمنــة يف ســورية‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫أخالقيات‬ ‫‪Fadi‬‬

‫تحــت البنــد الســابع مليثــاق األمــم املتحدة‪.‬‬ ‫وتابــع "هنــاك عــدة أمــور تكلمنــا فيهــا‬ ‫مــع الــوزراء‪ ،‬إلـزام النظــام بإيجــاد ممـرات‬ ‫إغاثيــة آمنــة تحــت البنــد الســابع وخصوصا‬ ‫إىل مدينــة حمــص املحــارصة منــذ حــوايل‬ ‫‪ 250‬يومــا ومدينــة داريــة التــي هــي مهــد‬ ‫الحركــة الســلمية يف ســورية"‪.‬‬ ‫كــا طالــب املؤمتــر نظــام بشــار األســد‬ ‫بــرورة وقــف القصــف العشــوايئ‬ ‫للمناطــق الســكنية يف ســورية‪.‬‬ ‫وســبق االجتــاع الــدويل‪ ،‬لقــاء جمــع وزيــر‬ ‫الخارجيــة األمــريك جــون كــري مــع رئيــس‬ ‫االئتــاف الوطنــي الســوري املعــارض أحمــد‬ ‫معــاذ الخطيــب يف رومــا‪.‬‬ ‫وقــال صحافيــون يرافقــون الوزيــر األمــريك‬ ‫إن كــري والخطيــب أجريــا محادثــات‬ ‫اســتمرت حــوايل ســاعة يف أحــد فنــادق‬ ‫العاصمــة اإليطاليــة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫الليبرالية‪:‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫حريــة الفــرد هــي األصل‪.‬وقــد يكــون أهــم تطــور يف تاريــخ الليرباليــة‬

‫الليرباليــة مــن (‪ -)līberālis‬الالتينيــة وتعني»حــر»‪ -‬هــي‬ ‫مذهــب ســيايس أو حركــة وعــي اجتامعــي‪ ،‬تقــوم عــى اإلميــان‬ ‫بالنزعــة الفرديّــة القامئــة عــى حريــة الفكــر والتســامح واحـرام كرامــة‬ ‫اإلنســان‪ ،‬وضــان حقــه بالحيــاة وحريــة االعتقــاد والتعبــر واملســاواة‬ ‫أمــام القانــون‪ ،‬وال يكــون هنــاك دور للدولــة يف العالقــات االجتامعيــة‪،‬‬ ‫فالدولــة الليرباليــة تقــف عــى الحيــاد أمــام جميــع أطيــاف الشــعب وال‬ ‫تتدخــل فيهــا أو يف األنشــطة االقتصاديــة إال يف حالــة اإلخــال مبصالــح‬ ‫الفــرد‪ .‬تقــوم الدميقراطيــة الليرباليــة عــى تكريــس ســيادة الشــعب عــن‬ ‫طريــق االقـراع العــام‪ ،‬وذلــك للتعبــر عــن إرادة الشــعب‪ ،‬واحـرام مبــدأ‬ ‫الفصــل بــن الســلطات الترشيعيــة والقضائيــة والتنفيذيــة‪ ،‬وأن تخضــع‬ ‫هــذه الســلطات للقانــون مــن أجــل ضــان الحريــات الفرديــة‪ .‬تطــورت‬ ‫الليرباليــة عــر أربعــة قــرون ابتــدا ًء مــن القــرن الســادس عــر‪ ،‬حيــث‬ ‫ظهــرت نتيجــة الحــروب الدينيــة يف أوروبــا لوقــف تلــك الرصاعــات‬ ‫باعتبــار أن رضــا املحكــوم بالحاكــم هــو مصــدر رشعيــة الحكــم وأن‬

‫مذكرات أوكسجين‬

‫‪2012/2/‎23‬‬ ‫جمعــة ســننتفض مــن أجلــك بابــا عمــرو‪ ،‬وقصــف شــديد عــى حمــص و ‪48‬‬ ‫نقطــة تظاهــر يف ريــف حلــب مــع اســتمرار الحصــار عــى الريف الدمشــقي‪.‬‬ ‫‪2012/2/24‬‬ ‫اعتصــام كبــر أمــام الســفارة الســوريّة يف األردن مــن أجــل فـ ّـك الحصــار عــن‬ ‫املــدن املحــارصة ورحيــل النظــام‪ ،‬وتعيــن كــويف عنــان مبعوثـاً أمم ّيـاً لســوريا‪.‬‬ ‫‪2012/2/25‬‬ ‫وفــد الســعودية ينســحب مــن مؤمتــر أصدقــاء ســوريا‪ ،‬وخــروج مظاهــرات‬ ‫مســائية نــر ًة للمــدن املنكوبــة وســقوط أكــر مــن ‪103‬شــهيدا ً بينهــم ‪14‬‬ ‫طف ـاً‪.‬‬ ‫‪2012/2/26‬‬ ‫انفجــارات ضخمــة تهــز عــدد مــن املــدن الســورية وعمليــات عســكرية يف‬ ‫اليــوم األول لالســتفتاء عــى الدســتور‪ ،‬وســحب ‪ 300‬جــواز ســفر لســوريني يف‬ ‫اإلمــارات ملشــاركتهم يف مظاهــرة أمــام ســفارة بالدهــم‪.‬‬ ‫‪2012/2/27‬‬ ‫قصــف عنيــف عــى حمــص مبعــدل ‪ 12‬قذيفــة يف الدقيقــة‪ ،‬واالتحــاد األورويب‬ ‫يتب ّنــى عقوبــات جديــدة عــى املــرف املركزي‪.‬‬ ‫‪2012/2/28‬‬ ‫تجميــد كافّــة الرحــات الجويــة يف مطــار دمشــق الــدويل‪ ،‬واالتحــاد األورويب‬ ‫يعــرف باملجلــس الوطنــي ممثـاً للشــعب الســوري‪ ،‬وتجميــد أصــول املرصف‬ ‫املركــزي وحســابات عــدة وزراء ســوريني‪.‬‬ ‫‪2012/2/29‬‬ ‫اســتمرار القصــف عــى حمــص وانقطــاع املــاء والكهربــاء واالتصــاالت عــن‬ ‫حــاه لليــوم ‪ 30‬عــى التــوايل ومظاهـرات مســائية نــرة للمــدن املنكوبــة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫هــو ظهــور الليرباليــة االجتامعيــة أو االشــراكية بهــدف القضــاء عــى‬ ‫الفقــر والفــوارق الطبقيــة الكبــرة التــي حصلــت بعــد الثــورة الصناعيــة‬ ‫بوجــود الليرباليــة الكالســيكية ولرعايــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬حيــث قــد‬ ‫ال تســتطيع الدولــة توفــر تلــك الحقــوق بــدون التدخــل يف االقتصــاد‬ ‫لصالــح الفئــات األقــل اســتفادة مــن الحريــة االقتصادية‪.‬فيــا يتعلّــق‬ ‫بالعالقــة بــن الليرباليــة واألخــاق‪ ،‬أو الليرباليــة والديــن‪ ،‬فــإن الليرباليــة‬ ‫ال تأبــه لســلوك الفــرد مــا دام محــدودا ً يف دائرتــه الخاصــة مــن الحقــوق‬ ‫والحريــات‪ ،‬ولكنهــا صارمــة خــارج ذلــك اإلطــار؛ فالليرباليــة تتيــح‬ ‫للشــخص أن ميــارس حرياتــه ويتبنــى األخــاق التــي يراهــا مناســبة‪،‬‬ ‫ولكــن إن أصبحــت مامرســاته مؤذيــة لآلخريــن مثــاً فإنــه يُحاســب‬ ‫عــى تلــك املامرســات قانوني ـاً‪ .‬الليرباليــة عكــس الراديكاليــة ال تعــرف‬ ‫مبرجعيــة ليرباليــة مقدســة؛ ألنهــا لــو ق ّدســت أحــد رموزهــا إىل درجــة‬ ‫أن يتحــدث بلســانها‪ ،‬أو ق ّدســت أحــد كتبهــا إىل درجــة أن تعتــره املعـ ّـر‬ ‫الوحيــد أو األســايس عنهــا‪ ،‬مل تصبــح ليرباليــة‪.‬‬

‫ديليت || ‪Delete‬‬ ‫ياريت ّيف أعمل‪ ...‬ديليت!‬ ‫املــكان ‪ :‬العاصمــة ‪ /‬مقــ ّر الهجــرة‬ ‫والجــوازت‬ ‫الزمــان ‪ :‬مــن قبــل الضــو‪ ...‬قبــل‬ ‫الشــ ّحادة وبنتهــا‪...‬‬ ‫بعــد مــروري عــى عــ ّدة حواجــز‬ ‫ونقــاط تفتيــش‪ ،‬وصلــت أخ ـرا ً لتــل‬ ‫أبيــب‪ ...‬عفــوا ً‪ ...‬بقصــد دمشــق!‬ ‫وهــون بلّــش الوجــع‪ ،‬مــن شــوفري‬ ‫التاكــي يــي حــكا كتــر عــن الغــا‬ ‫وأزمــة البنزيــن ّ‬ ‫وذل الحواجــز‪ ،‬هــاد‬ ‫غــر والدو يــي ماقــدروا يروحــوا ع‬ ‫املدرســة بســبب الظــروف‪.‬‬ ‫وقفّــت بهالطابــور متــي متــل‬ ‫كتــار‪ ،‬ومبــا أنــو الوقــت طويــل‬ ‫تســي حالــك‬ ‫ّ‬ ‫فأنــت مضطــر‬ ‫كل الواقفــن ‪،‬شــكلهم‪،‬‬ ‫وتتأمــل ّ‬ ‫ترسيحتهم‪،‬ولبســهم‪ ...‬مــو بدافــع‬ ‫الفضــول‪ ،‬بــس مشــان ميــر الوقــت!‬ ‫أكــر يش مابعــرف ليــش لفــت نظــري‬ ‫هــو األحذيــة املهرتئــة! إي‪ ..‬أغلــب‬ ‫أحذيــة جمهــور الطابــور عتيقــة‪،‬‬ ‫وميكــن أولهــا حــذايئ يــي انتبهــت‬ ‫أنــو كــان عــى وشــك أنــو يفتــح!‬ ‫متنيــت هــون أعمــل ديليــت‬ ‫لهالصــورة وأســتبدلها بأحــى‪،‬‬ ‫حلمــت أنــو بعــد مايســقط النظــام‬

‫رح يتحــرك االقتصــاد والصناعــة‪،‬‬ ‫وتتبحبــح الجيبــة‪ ،‬والــكل يلبــس‬ ‫أحذيــة جديــدة عــم تلمــع!‬ ‫الــي التــاين يــي شــفتو هــو وجــوه‬ ‫النــاس‪ ...‬عيــون كلهــا حــزن‪ ،‬وتعــب‪،‬‬ ‫وقهــر‪ ،‬وحــي كتييــر‪ !...‬الــكل عــم‬ ‫يطّلــع ببعــض بحذر‪،‬ميكــن ميـ ّرق كــم‬ ‫ـش خلــق‪ ،‬بــس بريجــع بيكتم‬ ‫كلمــة فـ ّ‬ ‫صوتــو وبيقــول‪« :‬اللــه يفــ ّرج»!‬ ‫هالكلمــة يــي صــارت نهايــة ألي‬ ‫حــوار بــن ســوريني!‬ ‫الــكل خايــف مــن الــكل‪ ،‬أربعــن‬ ‫ســنة ت ّدجــن خلّتنــا نشــك بــأي يش‪،‬‬ ‫ومــا نوثــق ميكــن حتــى بحالنــا!‬ ‫العلــاين بيخــاف مــن اإلســامي‪،‬‬ ‫واإلســامي بيخــاف مــن العلــاين‪،‬‬ ‫واملســلم املعتــدل مــن الســلفي‪،‬‬ ‫وقصــة مالهــا آخــر! وأغلــب النــاس‬ ‫بتخــاف مــن التغيــر مــع أنــو بنفــس‬ ‫الوقــت بيتمنــوا يصــر يش جديــد بــس‬ ‫بيفضّ لــوا تضـ ّـل األمــور متــل مــا هــي‪.‬‬ ‫وهيك‪...‬‬ ‫ومابــن العيــون املقهــورة املحتــارة‪...‬‬ ‫واألحذيــة املهرتئــة‪ ...‬يف معانــاة‬ ‫شــعب‪ ...‬بدنــا نعملهــا ديليــت‪...‬‬ ‫بــس ياتــرى منقــدر‪ ...‬؟؟!!‬ ‫ياريت فينا نعمل‪ ...‬ديليت !!!‬

‫‪8‬‬


‫من هنا وهناك‬ ‫المعارضة ترجئ موعد‬ ‫اختيار رئيس الحكومة االنتقالية‬ ‫أعلــن االئتــاف الســورية لقــوى املعارضــة الخميــس إرجــاء مؤمتــره‬ ‫الــذي كان مقــررا الســبت الختيــار رئيــس الحكومــة اإلنتقاليــة إىل موعــد‬ ‫غــر محدد‪.‬وقــال عضــو االئتــاف حســن داده إن هــذا التأجيــل جــاء‬ ‫نتيجــة لتطــورات إيجابيــة يف مؤمتــر أصدقــاء ســورية يف رومــا‪ ،‬وأضــاف يف‬ ‫ترصيحــات لـ»راديــو ســوا» أن «هنــاك تطــورات جيــدة مــن ناحية تســليح‬ ‫الجيــش الحــر ومــن ناحيــة حــل األزمــة الســورية‪ ،‬فلذلــك اضطــروا‬ ‫لالنتظــار لفــرة قصــرة جــدا ثــم يحــددوا موعــدا جديــدا الختيــار رئيــس‬ ‫وزراء»‪ ،‬مشـرا إىل أن تلــك التطــورات «الزم ناخذهــا بعــن االعتبــار قبــل‬ ‫أي خطــوة أخــرى»‪.‬‬

‫سعود الفيصل‪ :‬المعركة أصبحت عالمية‪..‬‬ ‫والشعب السوري لم يعد وحيدًا‬ ‫أكــد وزيــر الخارجيــة الســعودي ســعود الفيصــل أن املعركــة ضــد‬ ‫النظــام الســوري أصبحــت اآلن معركــة عامليــة وأن الشــعب الســوري‬ ‫ال يقــف لوحــده ووصــف مؤمتــر رومــا ألصدقــاء ســورية الــذي عقــد‬ ‫الخميــس املــايض بأنــه كان جيــدا ً ورصيح ـاً وشــفافاً وركــز عــى تقديــم‬ ‫اإلمكانــات للشــعب الســوري للدفــاع عــن نفســه‪.‬‬ ‫ونــدد باســتخدام النظــام الســوري صواريــخ ســكود لقصــف املواطنــن‬ ‫األبريــاء‪ ،‬مؤكــدا ً أن هــذا أمــر «ال ميكــن الســكوت عنــه»‪ .‬وقــال إن جميــع‬ ‫الحضــور أكــدوا دعمهــم للموقــف الســوري وأن املعركــة أصبحــت اآلن‬ ‫معركــة عامليــة والشــعب الســوري ال يقــف لوحــده»‪.‬‬ ‫وعــن أشــكال الدعــم مســتقبالً قــال «إن الجميــع عــر عــن رضورة تغيــر‬ ‫املواقــف إذا حــدث تغيــر عــى األرض‪ ،‬وهــذا أخــذت بــه علـاً كل الــدول‬ ‫حتــى الــدول التــي كانــت مــرددة يف تقديــم الدعــم للشــعب الســوري‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫أخبارنا‬ ‫الجيش الحر في األردن يحمي الحدود‬ ‫كشــفت مصــادر أردنيــة عــن قيامهــا بتدريــب رجــال مــن الجيــش‬ ‫الســوري الحــر مــن املنشــقني عــى أراضيها البالــغ عددهــم ‪6000‬جندي‬ ‫عــى األقــل‪ ،‬وعــن هــذه التدريبــات جــاء بعــد سلســلة ‹تناغــات›‬ ‫بــرزت مؤخـرا بــن عامن ودمشــق يف نطــاق إسـراتيجية أردنيــة دعمتها‬ ‫موســكو وبــدت واضحــة للعيــان مؤخـرا قوامهــا االبتعــاد ألكــر مســافة‬ ‫ممكنــة عــن الخصومــة املبــارشة مــع نظــام دمشــق‪.‬‬ ‫وترتبــط هــذه التدريبــات بعالقــات واتفاقيــات أمنيــة كانــت الحكومــة‬ ‫األردنيــة قــد وقعتهــا عــدة مـرات لحاميــة حدودهــا مــع ســورية بعــد‬ ‫موجــات النــزوح لالجئــن والتوتــر الحــدودي‪.‬‬ ‫كــا ترتبــط بخطــة طــوارئ أردنيــة غربيــة إرسائيليــة وضعــت لالحتياط‬ ‫مــن الســاح الكيــاوي الســوري يف حــال حصــول فوىض‪.‬‬

‫من مصففة شعر إلى قناصة حلب األولى !!‬ ‫أم يافــا هــي زوجــة أحــد الثــوار يف مدينــة حلــب كانــت تعمــل‬ ‫مصففــة شــعر وتهتــم بأمــور املوضــة وبعــد عمــل زوجهــا مــع الجيــش‬ ‫الحــر أبــت إال أن تكــون معــه رشيكــة يف حمــل الســاح ‪،‬لتكــون أول‬ ‫مقاتلــة يف صفــوف الجيــش الســوري الحــر مبدينــة حلــب وحــازت‬ ‫لقــب القناصــة األوىل وباتــت تقاتــل يف الصفــوف األماميــة ‪،‬وهــي‬ ‫ترتــدي الحجــاب والســرة الواقيــة مــن الرصــاص وتقــول أم يافا‪:‬أشــعر‬ ‫بالخــوف قليــا يف بعــض األحيــان ولكننــي أحــب القيــام بهــذا العمــل‬ ‫وأصبحــت اآلن تحمــل الســاح وتشــارك يف العمليــات القتاليــة وقامــت‬ ‫بتجنيــد وتدريــب تســع قناصــات أخريــات ونجحــت يف تغيــر تفكــر‬ ‫زوجهــا والــذي قــال عنهــا ‪:‬مل أكــن ر ٍ‬ ‫اض عــن مشــاركاتها بالعمــل املســلح‬ ‫ولكنــي اآلن فخــور بهــا‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫منوع‬

‫ايام احلرية‬

‫فقــد الكثــر مــن الســوريني شــباباً وأطفــاالً قدراتهــم عــى متابعــة حياتهــم‬ ‫الخاصــة‪ ،‬وألنهــم يعنــون‬ ‫الطبيعيــة جســدياً‪ ،‬وأصبحــوا مــن ذوي االحتياجــات‬ ‫ّ‬ ‫لنــا الكثــر فــا هــي أفضــل الطــرق لدعــم ومســاعدة أحدهــم؟‬ ‫هكــذا بــدأت أيّــام الحريــة منشــورها الجديــد ضمــن حملة «ال ّدعــم النفيس»‬ ‫بعنــوان «التعامــل مــع ذوي االحتياجــات الخاصــة»‪ ،‬و يتض ّمــن املنشــور عــددا ً‬ ‫مــن التوصيــات التــي تهــدف إىل تشــجيع األشــخاص ذوي االحتياجــات الخاصــة‬ ‫عــى تقبّــل إعاقتهــم‪ ،‬و مامرســة حياتهــم بشــكل أقــرب للطبيعــي‪.‬‬ ‫و ضمــن حملــة تنظيــف لشــوارع ديــر الــزور املنكوبــة‪ ،‬قــام شــباب مــن‬ ‫تج ّمــع نبــض للشــباب املــدين الســوري بتجميــع أكيــاس القاممــة وتنظيــف‬ ‫الشــوارع يف املدينــة املنكوبــة‪.‬‬ ‫ـر ٌد أهلهــا‪ ،‬محطّم ـ ٌة بيوتهــا‪ ،‬فإنهــا‬ ‫و حــن تصبــح ســوريا بلــدا ً مه ّدم ـاً‪ ،‬مـ ّ‬ ‫تحتــاج لســواعد أبنائهــا ليعيــدوا إعامرهــا مــن جديــد‪ ،‬بأوقاتهــم و جهودهــم‬ ‫ـي‪ ،‬ألنهــا لــن تســتطيع إيفاءهــم حقّهــم يف‬ ‫و علمهــم و صربهــم‪ ،‬بشــكلٍ تطوعـ ّ‬ ‫البدايــة إىل أن تقــف عــى قدم ّيهــا‪ ،‬و تصبــح ســورية الوطــن املزدهــر الــذي‬ ‫يرعــى أبنــاءه‪ ،‬عــن ذلــك تحـ ّدث «مالــك بــن نبــي» يف كتابــه «رشوط النهضــة»‬ ‫كــا نــرت «حركــة وعــي» ضمــن حملتهــا «كتــاب بثــورة»‪ ،‬حيــث تح ـ ّدث‬ ‫الكاتــب عــن تجربــة أملانيــا بعــد الحــرب العامليّــة الثانيّــة‪ ،‬و كيــف احتاجــت‬ ‫كل مواطــنٍ أملــا ّين ســاعتني تط ّوعـاً دون‬ ‫لجهــود أبنائهــا التطوعيّــة‪ ،‬حيــث عمــل ّ‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫أجــر باإلضافــة لســاعات دوامــه اليومـ ّ‬ ‫كــا نــرت «حركــة وعــي» منشــورا ً بعنــوان «مفهــوم التفــاوض‪ ،‬مراحــل‬ ‫كل‬ ‫التفــاوض» تح ّدثــت فيــه عــن معنــى التفــاوض و مراحلــه التــي تفــرض أ ّن ّ‬ ‫طـ ٍ‬ ‫ـرف يعــرف املشــكلة‪ ،‬و يعــرف مــاذا يريــد‪.‬‬ ‫«ج ّنــة يــا وط ّنــا»‪ ،‬هكــذا هتــف أحـرار الســويداء مطالبــن بالحريّــة للوطــن‬ ‫كلّــه و ألبنائــه جميعـاً يف مظاهــر ٍة رائعــة‪.‬‬ ‫و نحــن أيضــاً ن ْنشــد الحريّــة لجميــع الســوريني‪ ،‬الحريّــة مــن القيــود‬ ‫الحقيقيــة‪ ،‬و الحريّــة مــن القيــود العقل ّيــة أيضــاً‪.‬‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫األبيض الكريي‪...‬‬ ‫يــا صاحــب الشــعر األبيض‪..‬اســو ّدت لديــك أحالمنــا‪ ،‬وأبّكــت‬ ‫ضحكتــك العريضــة مآقينــا‪ ،‬نشّ ــكرك عــى خيبــة أملنــا‪،‬‬ ‫ونشّ ــكركم أيّهــا الساســة امل ّجتمعــون يف رومــا عــى كيــس األرز‬ ‫الــذي ســتنجون بــه وطن ـاً وســتنقذون بــه شــعباً مــن املــوت‪..‬‬ ‫وشــكرا ً عــى فرشــاة األســنان التــي ســتملؤون بهــا علــب اإلغاثــة‬ ‫ألننــا بحاجــة إىل مثلهــا حــن نرحــل إىل الســاء‪ ،‬ولك ّنــا ال نريــد‬ ‫منكــم معجــون حالقــة ألنّنــا نعتـ ّز بلحانــا التــي متـ ّزق قلوبكــم‪.‬‬ ‫شــكرا ً كــري عــى ســعيّك ‪-‬املــردود عليــك –وشــكرا ً ألنّكــم‬ ‫سرتســلون لنــا املدرعــات لتنقــل املدنيــن ألنّنــا بحاجتهــا عندمــا‬ ‫تطاردنــا قذائــف األســد‪ .‬وحقـاً أذهلتنــا سياســتكم! ونحن نشــيد‬ ‫بخططكــم الثابتــة التــي أعطتكــم مــا أنتــم عليــه مــن مجـ ٍـد عىل‬ ‫دمــاء الشــعوب‪ ،‬فــإ ّن العلـ ّو الــذي نلتمــوه كان بفضــل وقوفكــم‬ ‫عــى أكــوام جثــث األبريــاء‪ ،‬والســؤال يكمــن أ ّن القذائــف‬ ‫والشــظايا ستســقط ال محالــة‪ ،‬لهــذا ترســلون املدرعــات إلينــا‪،‬‬ ‫وأ ّن الرصــاص ســينهمر علينــا ال ريــب‪ ،‬لهــذا سرتســلون الــدروع‬ ‫الواقيــة‪ ،‬ولكــن مــاذا بشــأن صواريــخ الســكود؟! أمل تفكّــروا‬ ‫بهــذا املوضــوع؟ فاألخــر سيســقط علينــا دون ّ‬ ‫شــك! فــا‬ ‫وجدتّــم مــن حيلــة تحــول مــن أذيتنــا‪ ،‬وهـ ّـا أرســلتم مظـ ّـات‬ ‫رش الرباميــل املتفجــرة التــي تســقط عــى رؤوســنا‬ ‫تقينــا مــن ّ‬ ‫رش! كفاكــم اجتامعــات ورحــات‬ ‫؟خزاكــم اللــه !وجزاكــم ّ‬ ‫كل ٍّ‬ ‫بحجــة دعــم ســوريا‪ ..‬يــا أصدقــاء ســوريا! بــل يــا أعداءهــا‪ ..‬لقــد‬ ‫ـي ليزيدهــا‬ ‫ســئمنا ألوانكــم مــن أســو ٍد عنــا ّين وأخ ـ ٍ‬ ‫ر ابراهيمـ ّ‬ ‫األبيــض كــري‪ ! ..‬وكلكــم وللحـ ّـق ال لــون لكم‪،‬فليــس للحربــاء‬ ‫لــون! وســنبقى نقولهــا كلمــة تــؤ ّرق مضاجعكــم ‪:‬يــا اللــه مالنــا‬ ‫غــرك يــا اللــه‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫جامع اجلسر الكبري‪..‬‬

‫جامــع الجــر الكبــر‪ ..‬يحتضــن‬ ‫الثــورة يف الزبــداين‪ ،‬تاري ـ ٌخ عريــق‬ ‫وأصيــل يرتبــط بأهــ ّم املــدن‬ ‫العامــرة كدمشــق وحــاه‪ ،‬فهــي‬ ‫قدميــ ٌة لهــا تاريخهــا ووجودهــا‬ ‫الالفــت‪ ،‬ولعـ ّـل مــا يلفــت النظــر‬ ‫فيهــا وجــود العديــد مــن الجوامــع‬ ‫التــي مــن أقدمهــا وأكرثهــا‬ ‫حضــورا ً جامــع الجــر‪ .‬يقــع يف‬ ‫ســاح ٍة كان يُطلــق عليهــا قدميــاً‬ ‫اســم املرجــة لوجــود املــاء الوفــر‬ ‫والعشــب الكثــر‪ ،‬وتس ـ ّمى اليــوم‬ ‫ســاحة الجــر‪ ،‬وقــد قــام الجامــع‬ ‫عــى أنقــاض جامــع قديــم فــوق‬ ‫ديــر قديــم‪ .‬ويعــود بنــاء جامــع‬ ‫الجــر ألكــر مــن مائتــي عــام‬ ‫مــى‪ ،‬يعــود بنــاؤه لشــخص‬ ‫يدعــى العــدل الزبــداين‪ ،‬كان مــن‬ ‫كتبــة الديــوان لــدى الســلطان‬ ‫صــاح الديــن األيــو ّيب‪ .‬وللجامــع‬ ‫ســاحة كبــرة كانــت ت ُربــط فيهــا‬ ‫الــدواب لتــرب املــاء ويرتــاح‬ ‫فيهــا املــا ّرة والس ـيّارة‪ ،‬ت ـ ّم ض ّمهــا‬ ‫لبنــاء الجامــع‪ ،‬الــذي ت ـ ّم ترميمــه‬ ‫عــ ّدة مــرات وإعــادة توســيعه‬ ‫وتحديــث املئذنــة القدميــة‪.‬‬ ‫يطــل ببابــه الكبــر مــن الجهــة‬ ‫ّ‬ ‫الغربيّــة عــى الســاحة القابعــة‬ ‫فــوق أربــع قناطــر ميــر منهــا‬ ‫املــاء صاخب ـاً مع ّربــدا ً يف فتحاتهــا‪،‬‬ ‫و بــاب مــن الجهــة الشــال ّية‬ ‫يطـ ّـل عــى حــارة ضيقــة تســمى‬ ‫حــارة آل عــاء الديــن‪ ،‬وآخــر مــن‬ ‫الجهــة الجنوب ّيــة أُغلــق حديثــاً‪،‬‬ ‫يطـ ّـل عــى مقــرة آل التــل التــي‬ ‫أصبحــت اآلن حديقــة‪ ،‬فيكــون‬ ‫لــه بذلــك بابــان ثانويــان وآخــر‬ ‫مصــى‬ ‫ّ‬ ‫رئيــي‪ ،‬ويتّبــع للجامــع‬ ‫خــاص للنســاء كان يف الطابــق‬

‫الثــاين وأصبــح بعــد التوســعة‬ ‫بجانبــه‪ .‬يقــع الجامــع عــى بعــد‬ ‫عــ ّدة أمتــار مــن كنيســة تظهــر‬ ‫جل ّيــة للعيــان‪ ،‬ليتعانــق اإلســام‬ ‫ديــن الحريّــة والحـ ّـق مــع الديــن‬ ‫املســيحي ديــن املحبــة والتســامح‪.‬‬ ‫لهــذا الجامــع أبعــاد تاريخيّــة‬ ‫وحضاريّــة وثقافيّــة‪ ،‬واليــوم‬ ‫أصبــح لــه الــدور األكــر يف ثورتنــا‬ ‫العظيمــة‪ ،‬فمنــه انطلقــت أول‬ ‫املظاهــرات الســلم ّية يف املدينــة‪،‬‬ ‫بتاريــخ ‪ 2011/3/23‬بعــد صــاة‬ ‫يــوم الجمعــة عندمــا هتــف‬ ‫املصلّــون «اللــه أكــر»‪ ..‬فكانــت‬ ‫رشارة الثــورة فيــه‪ ،‬لتخــرج‬ ‫مظاهــرة ض ّمــت كبــار الســ ّن‬ ‫وشــيوخ وشــباب الزبــداين‪ ،‬وأصبح‬ ‫بذلــك رمــزا ً هامــاً النطــاق‬ ‫املظاه ـرات التــي تجــوب حــارات‬ ‫الزبــداين وتشــ ّيع شــهداء الثــورة‪،‬‬ ‫ويتنفّــس النــاس بهــا أنفــاس‬ ‫الحريــة‪ .‬منــره بــات منـرا ً لألحرار‬ ‫يلقــون منــه خطبتهــم التــي‬ ‫تنــادي بإســقاط الظلــم والفســاد‬ ‫فســم ّيت‬ ‫وإنــارة عقــول النــاس‪ُ ،‬‬ ‫الســاحة أمامــه ســاحة الحريّــة‪،‬‬ ‫وتوســطتها شــجرة العــز‪ ،‬الشــجرة‬ ‫ّ‬ ‫الخــراء التــي علّــق عليهــا‬ ‫الشــباب الثائــر صــور شــهدائهم‪،‬‬ ‫أمــا مئذنتــه البســيطة صدحــت‬ ‫بإعــان اإلرضاب يف املدينــة يف‬ ‫أيــام اإلرضابــات‪ ،‬والدعــاء للثــوار‬ ‫أثنــاء صــ ّد هجــوم قــ ّوات األســد‬ ‫عــن املدينــة‪ ،‬وبتكبــرات العيــد‬ ‫يف يــوم النــر يف شــهر كانــون‬ ‫الثــاين مــن العــام املــايض‪ ،‬عندمــا‬ ‫تصـ ّدى الثــوار للحملــة العســكريّة‬ ‫الهمجيــة عــى املدينــة‪ .‬تعــ ّرض‬ ‫للكثــر مــن محــاوالت القصــف‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫زبدانيات‬

‫الحــق‬ ‫لهدمــه وإخــراس صــوت‬ ‫ّ‬ ‫فيــه‪ ،‬لك ـ ّن صمــوده مــن صمــود‬ ‫تفاحهــا ورجالهــا‪ ،‬شــامخاً بالعــ ّز‬ ‫حاضنــاً لثــورة الحريّــة وثــورة‬ ‫الكرامــة وثــورة اإلنســان‪ .‬ومل يــزل‬ ‫النشــاط الثــوري حتــى اآلن قامئ ـاً‪،‬‬ ‫وينــادي الشــباب‪« ..‬الزبــداين‬ ‫تريــد إســقاط النظــام»‪...‬‬

‫‪11‬‬


‫سياسة‬

‫بداية ‪ ..‬لطريق جديد‬

‫انطلقــت مــن درعــا شــعلة املطالبة‬ ‫بالحــق و العــدل وبالكرامــة والحرية‬ ‫لتتحــول إىل فعــل ســوري يطالــب‬ ‫بالتغيــر الشــامل‪ ،‬وتختــص الثــورة‬ ‫يف ســورية بأنهــا يف وضــع اســتثنايئ‬ ‫ال يشــبهه وضــع أي مــن الثــورات‪،‬‬ ‫حيــث أثــارة مخــاوف أنظمــة‬ ‫عربيــة مــن تدحــرج الربيــع العــريب‬ ‫ليشــمل كل أنظمــة االســتبداد عــى‬ ‫مســاحة الوطــن العــريب‪ ،‬ويف ظــل‬ ‫أبشــع ضغــط قمعــي يعيــق الحــد‬ ‫األدىن مــن التواصــل املتــزن القــادر‬ ‫عــى بلــورة ح ـراك ناضــج متكامــل‬ ‫األركان‪ ،‬اســتطاع النظــام إدخــال‬ ‫ثورتنــا يف املســار املســلح وبذلــك‬ ‫جعــل نجــاح ثورتنــا مرتهــن بنجــاح‬ ‫املعــارك وتقــدم الجيــش الحــر و القــوات‬ ‫املتشــكلة عــى الســاحة الســورية‪ ،‬أي جعــل‬ ‫أحقيّــة ثورتنــا رهنــا مبيــزان القــوة‬ ‫بينــا األصــل أن نضــع الحــق يف ميـزان العقــل‬ ‫واملنطــق ويكــون حــق الشــعب هــو املرجــح‪.‬‬ ‫نحــن خرجنــا مــن اجــل الحــق والعــدل‬ ‫و الكرامــة و اإلنســانية‪ ،‬فنحــن بحاجــة إىل‬ ‫تصحيــح قــراءة املشــهد بطريقــة منطقيــة و‬ ‫كيــف انحرفــت الثــورة عــن هدفهــا‪ ،‬لــذا فنحن‬

‫بحاجــة للمزيــد مــن ضخ املفــردات السياســية‪.‬‬ ‫فيــا الســكوت املريــب عــن مــا يجــري‬ ‫مــع ثــورة الحــق والعــدل و اإلنســانية بــدل‬ ‫الحديــث عــن تفاصيــل املعــارك العســكرية‬ ‫التــي غرقنــا يف رسدهــا عــى اإلعــام علينــا‬ ‫اللجــوء إىل املبــادرات التــي تعيــد لثورتنــا‬ ‫حقهــا و رشعيتهــا و مبادئهــا‪ ،‬و لنجــاح أي‬ ‫مبــادرة يجــب أنــت متتلــك هــذه املبــادرة‬ ‫عــدة أمــور وهــي‪:‬‬ ‫‪ -1‬قــوة الطــرح و مالءمتــه للمــزاج العــام يف‬ ‫الداخــل‪.‬‬ ‫والحقيقــة هنــاك مشــكلة دامئــة يف هــذا‬ ‫الطــرح "مالمئــة الطــرح الســيايس للمــزاج‬ ‫العــام"‪ .‬عمليــا كان هنــاك دومــا مثــل هــذا‬ ‫القــول يف حــركات التحــرر ولكــن يتبــن عنــد‬ ‫لحظــات مفصليــة أن التــايش مــع املــزاج‬ ‫العــام يــؤدي لتعطيــل املبــادرات السياســية‬ ‫وقــدرة القيــادة السياســية عــى الحركــة‪.‬‬ ‫هنــاك يشء بخصــوص صنــع الــرأي العــام‪،‬‬ ‫وهــو بــدوره مغــايل يف إرادتــه وتحويــل الرأي‬ ‫الفــردي والعــام لســلعة‪ .‬املطــروح دومــا‬ ‫مزيــج بــن األمريــن‪ ،‬التجــاوب مــع اإلرادة‬ ‫الشــعبية وقيادتهــا يف آن‪ .‬ويجــري هــذا مــن‬ ‫خــال‪..‬‬ ‫أوالً‪ ..‬مصارحتهــا الدامئــة بالوقائــع حتــى‬ ‫تكــون مهيــأة التخــاذ القــرار املناســب‪،‬‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫ثانيــاً‪ ..‬إرشاكهــا عــر هيئاتهــا وبــكل الســبل‬ ‫املتاحــة يف اتخــاذ الق ـرار يف املســائل اليوميــة‬ ‫حتــى يتطــور لديهــا حــس املســؤولية وتــدرك‬ ‫أن قراراتهــا أنهــا منعكــس عــى حياتهــا‬ ‫وليســت لغــو‪ ،‬يضــاف لذلــك مهمــة القــوى‬ ‫السياســية يف إقنــاع النــاس بجــدوى أطروحاتهــا‬ ‫السياســية‪ ،‬وجدارتهــا بقيادتهــا‪.‬‬ ‫‪ -2‬القاعــدة الواســعة املرتابطــة للطيــف الثــوري‬ ‫(املــدين والعســكري)‪.‬‬ ‫فعلينــا أوال توحيــد أنفســنا والتوحــد الرسيــع‬ ‫بــن قــوى مجالــس ثوريــة ســواء عســكرية‬ ‫ومدنيــة و ترابــط بعضهــا ترابط ـاً وثيقــا ليتــم‬ ‫بعدهــا االتفــاق عــى أي عمليــة سياســية‬ ‫وبعدهــا نســتطيع فــرض ثقــل ســيايس اكــر‬ ‫‪ - 3‬وجــود قيــادة سياســية قــادرة عــى ترجمــة‬ ‫الفعــل امليــداين عــى طاولــة املفاوضــات ‪.‬‬ ‫واقصــد بهــذا موضــوع املصالــح وامللفــات‬ ‫التــي يجــب تقدميهــا للداخــل و الخــارج‬ ‫فاملجتمــع الــدويل وهــو املؤثــر يف قضيتنــا وهــو‬ ‫الــذي لــن يقــدم أوراقــه ومطالبــه إال بوجــود‬ ‫جهــة مؤثــرة متامســكة ومتثــل بشــكل جــدي‬ ‫وواقعــي تيــارات الداخــل والخــارج مــن قــوى‬ ‫الثــورة و مســتعدة لتقديــم املطلــوب منهــا‬ ‫داخليــاً و خارجيــاً ‪.‬‬ ‫بقلم عمر الخطاب‬

‫‪12‬‬


‫مرياث طفل سوري!‬

‫طلــب إ ّيل مديــر التحريــر أ ّن أحمــل كامــريت‬ ‫وأخــرج إىل شــوارع مدينــة الريحان ّيــة الرتك ّيــة‬ ‫ألعــود لــه بقصــة عائلــة ســورية تــرك أثــرا ً‬ ‫كأثــر الرباميــل املتف ّجــرة التــي تلقيهــا طائـرات‬ ‫األســد‪ .‬الوقــت كان منتصــف اليــوم والجــوع‬ ‫والتعــب قــد أشّ ــهرا ســيفاهام‪ ،‬فاســتقويت‬ ‫وحملــت كامــريت ورميتهــا عــى كتفــي فبــدت‬ ‫كجثّــة تعفّنــت عدســتها مــن صــور املعانــاة‬ ‫وحكايــا القهــر يف املخيــات‪ .‬بحكــم عمــي يف‬ ‫اإلغاثــة؛ كنــت أختــزن يف ذاكــريت الكثــر مــن‬ ‫القصــص الســوريّة التــي تعتّقــت تحــت ركام‬ ‫القصــف‪ ،‬إال أ ّن معــديت كانــت تبعــر بصوتهــا‬ ‫ي تفاصيلهــا!‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل حكاي ـ ٍة تحــرين وتضيّــع ع ـ ّ‬ ‫لــذا قــررت أن أنــزل كامــريت عــن كتفــي‬ ‫وأمــأ جــويف ثــم أنطلــق إىل أخــويت الســوريني‪،‬‬ ‫متل انتظــار عدســات الصحفيني‪.‬‬ ‫فقصصهــم لــن َّ‬ ‫مل أجلــس وحيــدا ً يف املطعــم بــل وجــدت‬ ‫نفــي رشيــكاً عــى طاولــ ٍة كان قــد وصلهــا‬ ‫للتّــو أصدقــاء يل يف العمــل اإلغــايث ســابقاً‪،‬‬ ‫أخــذت مــكاين صامتــاً بعــد تحيــ ٍة وجــدت‬ ‫صعوبــ َة يف إســاعها لهــم‪ .‬حــر الطعــام؛‬ ‫فوجدتنــي كوحـ ٍ‬ ‫ـش أغتصــب ح ّرمــة الصحــون‬ ‫واحــدا ً بعــد آخــر وأرميهــا جثــ َة عاريــة‪ ،‬ثــم‬ ‫أخفيــت آثــار الجرميــة عــى فمــي مبنديــل‪،‬‬ ‫وجلســت كســيحاً أراقــب أرض املعركــة مــن‬ ‫كرســيي مستشــعرا ً لذةالشــبع!‪ .‬بعدمــا‬ ‫عــى‬ ‫ّ‬ ‫هــدأ الــدم يف عروقــي أخــرت زميــي عــن‬ ‫قصــة مؤثــرة إلحــدى العوائــل‬ ‫رغبتــي بكتابــة ّ‬ ‫الســورية‪ ،‬وســألته إن كان يحــره يشء بحكــم‬ ‫عملــه‪ .‬اصطحبنــي صديقــي بســيارته إىل أن‬ ‫بــاب يف أحــد شــوارع املدينــة؛‬ ‫توقفّنــا عــى ٍ‬ ‫فقرعــه مرتــن ونــادى شــخصاً اســمه "فــواز"‬ ‫قصة‬ ‫ثــم تركنــي لبقيــة املشــهد‪ .‬يــروي التاريــخ ّ‬ ‫وفــاء "الليــدي رايل"‪ ،‬التــي طلبــت أن تُعطــــى‬

‫رأس زوجهــا بعــد أن أمــر امللــك جيمــس األ ّول‬ ‫بقطعــه بتهمــة ُمواالتــه مللــك إســبانيا‪ ،‬فكانــت‬ ‫تحملــه ُمح ّنطـاً حيــث ذهبــت‪ ،‬ودام ذلــك ‪29‬‬ ‫عامـاً! وقــد ســار ابنهــا عــى نهجهــا‪ ،‬وظـ ّـل هــو‬ ‫أيض ـاً محتفظ ـاً مب ـراث والدتــه (رأس والــده)‪،‬‬ ‫حتــى وافتــه املنيّــة ف ُدفــن معــه‪ .‬مل يكــن يف‬ ‫ذلــك املنــزل م ـراث كتلــك الــرأس املقطوعــة!‬ ‫اح وإعاقــة متواتــرة وجامع ّيــة لعائلــة‬ ‫إمنــا ج ـر ٌ‬ ‫بأكملهــا‪ ،‬أورثتهــا األم لطفلهــا أيضـاً يك يحملهــا‬ ‫بق ّيــة حياتــه‪ ،‬فــكان يف بذلــه وفيــاً كابــن‬ ‫الليــدي رايل! كانــت العائلــة بأفرادهــا الثامنيــة‬ ‫أكفّــاء (عميــان) مبــن فيهــم األب‪ ،‬إال مح ّمــد‬ ‫االبــن الخامــس تــرك اللــه النــور يف عينيــه‪،‬‬ ‫فــكان شــقاؤه ال يقـ ّـل وطــأة عــن إخوتــه وأبيه؛‬ ‫إذ ُجعــل عــى عائقــه الوفــاء لهــؤالء األك ّفــاء‬ ‫وتــويل مـراث والدتــه التــي حملتهــم دهـرا ً‪ ،‬ثم‬ ‫تركتهــم بعدمــا متزقــت جثتهــا بإحــدى الرباميل‬ ‫املتفجــرة التــي هدمــت بيتهــم يف ريــف‬ ‫محافظــة إدلــب‪ .‬مح ّمــد يحمــل مـراث والدته‬ ‫منــذ الشــهر التاســع العــام املــايض‪ ،‬يبيــع‬ ‫كعــكاً ودخانــاً يف أســواق املدينــة‪ ،‬فيجنــي‬ ‫رزقــه بلســانٍ عــر ّيب يف ٍ‬ ‫أعجمــي‪ ،‬يخــرج‬ ‫بلــد‬ ‫ّ‬ ‫مــن الصبــاح الباكــر هامئ ـاً عــى وجهــه‪ ،‬تــرق‬ ‫عينــاه ب ـراءة الطفولــة و ُهــا مــن جنتــا عــى‬ ‫حياتــه ومســتقبله؛ فــا مدرســ ٌة وال أصدقــا ٌء‬ ‫ـي يجمعــه مــع نظرائــه‪ ،‬ينفــق أيّامــه يف‬ ‫وال حـ ٌّ‬ ‫ه ـ ٍّم اليعــرف حــدوده وال كيــف تــو ّرط فيــه‪.‬‬ ‫مح ّمــد ابــن إدلــب تخــاف أرصفــة املدينــة أن‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫ثورة‬ ‫المدون محمد كناص‬

‫تــؤذي قدميــه يف حذائــه املهــرئ‪ ،‬ميــي غني ـاً‬ ‫به ّمــه‪ ،‬ثروتــه االســتعفاف عــن طلــب مســاعدة‬ ‫النــاس‪ ،‬يخفــي تحــت كل قطعــة كعــك حكايــة‬ ‫يصــدح‬ ‫ب ـراء ٍة ج ّرمهــا النظــام بتهمــة الحريــة‪ّ ،‬‬ ‫بصوتــه الطفــو ّيل ‪" :‬كعــك‪ ...‬كعــك‪ "...‬علّــه‬ ‫يحــرك شــهوة الجــوع يف بطــون الســامعني؛‬ ‫ثــم يصمــت تعبـاً أو إدراكاً منــه أن لغتــه غــر‬ ‫مفهومــة! محمــد يف ســنته العــارشة يذكــر‬ ‫جيــدا ً كيــف خطــف املــوت والدتــه فيقــول‪:‬‬ ‫"جــاءت الطائــرة مــن فــوق منزلنــا وفجــأة‬ ‫ســمعنا صوتـاً قويـاً ومل نعــد نــرى بعدهــا شــيئاً‬ ‫مــن كــرة الغبــار‪ ،‬فخرجــت بعــد برهـ ٍة تائهـاً‪،‬‬ ‫ال أعــرف حينهــا كيــف وصلــت لســاحة املنــزل‬ ‫الخارجيــة‪ ،‬فوجــدت أمــي عــى األرض والــدم‬ ‫يخــرج مــن أنفهــا ورأســها‪ ،‬ناديــت والــدي‬ ‫ليــأيت ويســاعدها‪ ،‬لك ّنــه مل يســتطع بســبب‬ ‫العمــى يف عينيــه‪ ،‬فطلبــت مســاعدة الج ـران‬ ‫فــأىت أحــد الشــباب مــن الحــي‪ ،‬ومل أعــرف‬ ‫بعدهــا ملــاذا تــرك والــديت ومل يســاعدها وراح‬ ‫يهــدئ والــدي الــذي بــدأ بالبــكاء"‪ .‬يــأيت املســاء‬ ‫عــى محمــد يف ســاحة البلديــة يف مدينــة‬ ‫الريحانيــة الرتكيــة‪ ،‬فيلملــم غطــاء ســلته عــى‬ ‫مــا تبقــى لديــه مــن بضاعــة ويعــود أدراجــه‬ ‫إىل املنــزل‪ ،‬ليضــع يف فــم إخوتــه مــا تعــب‬ ‫بــه جناحــاه حتــى جنــاه‪ ،‬تــاركاً لنفســه بقايــا‬ ‫تعــب يتلحفــه يف نــوم قــد تبــدو أحالمــه حــول‬ ‫مــا س ـيُحرمه محمــد مــن طفول ـ ٍة ابتــدا ًء مــن‬ ‫صبــاح اليــوم التــايل‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫وصية أ ٍم ‪....‬تنصرك هذي‬ ‫أال هل ّموا أحبايئ إ َّيل‬ ‫لتأخذوا ع ّني الوصية‬ ‫قالتها منذ عامني سورية‬ ‫دمشق‬ ‫فيا ابنتي املدللة يا‬ ‫ُ‬ ‫يا حبيب َة الفؤا ِد‪...‬ياموطن األمجاد‬ ‫فلتظل قويّة ‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫ولتبقي شامة ال ُدنيا‬ ‫عزيزة املجد األمويّة‬ ‫ِ‬ ‫وأنت حلب يا كبرية إخوتك‬ ‫علميهم معنى الصمود‬ ‫ال تضيعي الهويّة‬ ‫وقفي إىل جانب حمص العدية وألهميها الصرب‬ ‫ِ‬ ‫‪..‬فمنك النرص‬ ‫فيا حمص اصربي‬ ‫يا أجمل صبية ‪...‬يا زنوبيا هذا العرص‬ ‫ِ‬ ‫وأنت يا درعا ‪...‬يا درع النضال‬ ‫يا مهد الحرية ‪...‬‬ ‫ارفعي ِ‬ ‫رأسك يا ابنتي‬ ‫ِ‬ ‫صوتك وواجهي املنية‬ ‫ارفعي بالحق‬ ‫يا أ َم الفداء حامة اآلالم‬ ‫وإن دارت ِ‬ ‫فيك النواعري تغرق الدماء‬ ‫عىل مر األيام فاثبتي‬

‫فنح ُن يف املحن ِة سويا‬ ‫هذي دير الزور ‪...‬تنرصك‬ ‫هذي دير األشبال ‪...‬تقدم دمائها‬ ‫ِ‬ ‫لك هدية‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ألجلك إدلب‪ ...‬مقربة الدبابات ِ‬ ‫كنت‬ ‫والعز‬ ‫والطائرات األسديّة‬ ‫يا مدين َة أيب العالء األبية‬ ‫طفلتي الصغرية ‪...‬ريف الشام‬ ‫ِ‬ ‫تكرسك األحزان واآلالم‬ ‫ال‬ ‫قاومي واتريك الحزن خفيا‬ ‫ستطلع الشمس من الزبداين وداريا‬ ‫فلقد اقرتب الصبح يا أ ّم الفرات يا رقة‬ ‫اميض يف ركب الحريّة‬ ‫يا وردة الشامل قامشيل‬ ‫ارفعي للرحمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪....‬وصل‬ ‫يديك‬ ‫وارصخي أزادي بالكردية‬ ‫ستلبي السامء النداء‬ ‫فانظري النرص صبحاً وعشياً‬ ‫ومن كل حبة رملٍ عىل شاطئك‬ ‫اصنعي بطالً يا الذقية‬ ‫أال أبنايئ عىل العهد اثبتوا‬

‫ياسينو رحل‪...‬‬ ‫ببلد كل مين إيدو إلو‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫يدا ً واحد ًة واصمدوا‬ ‫وأروا الناس من هم‬ ‫أبناء سوريا‪....‬‬ ‫فحيايت عليكم أو مويت‬ ‫أمتمت الوصية‬ ‫أال وقد‬ ‫ُ‬

‫رحــل ياســن بقــوش ‪...‬هكــذا‪ ...‬بقذيفــ ٍة‬ ‫اســتهدفت ســيارته يف حــي العســايل‪،‬‬ ‫أُســدل الســتار عــى الفصــل األخــر يف‬ ‫حيــاة الفنــان الســوري البســيط‪ ،‬يف دو ٍر‬ ‫مل يكــن هــو صاحــب االختيــار يف شــكله‬ ‫وزمانــه‪ ،‬وبخامتــ ٍة تراجيديــ ٍة وكوميديــا‬ ‫ســوداء ال تشــبه أبــدا ً الفــرح الــذي أشــاعه‬ ‫ســني حياته‪.‬ياســينو‪ ...‬صبــي‬ ‫طــوال‬ ‫ّ‬ ‫األوتيــل املقهــور أمــام مقالــب غــوار‬ ‫(دريــد لحــام) ّ‬ ‫وذل أبــو عنــر (ناجــي‬ ‫جــر) وعقــاب معلّمتــه فطّــوم حيــص بيص‬ ‫(نجــاح حفيــظ)‪ ،‬ارتبــط طويــاً بذواكرنــا‬ ‫بتلــك الشــخصية املحبّبــة التــي اســتطاع‬ ‫أن يؤديهــا بقــوش بامتياز‪.‬تعــود بدايــات‬ ‫الفنــان الكوميديــان ذو األصــول الليب ّيــة‬ ‫إىل سـتّينيات القــرن املــايض مــع عــدد مــن‬ ‫أقطــاب الدرامــا أمثــال‪ :‬دريــد لحــام وناجي‬ ‫جــر ورفيــق ســبيعي يف مسلســات "صــح‬

‫بقلم مغتربة‬

‫النــوم" و"ملــح وســكر" وغريهــا‪ ،‬ليــؤدي‬ ‫أدواره غــر آبــ ٍه لألمــور املاديّــة واألجــور‪،‬‬ ‫وليكمــل حياتــه متواضعـاً مغيّبـاً عــن الفــن‬ ‫الســابع إال مــن بعــض أدوار الــرف و‬ ‫األدوار التجاريّــة‪ ،‬متامـاً كــا ُغ ّيــب صديقــه‬ ‫محتكــري‬ ‫نهــاد قلعــي ســابقاً مــن قبــل‬ ‫ّ‬ ‫الفن‪.‬ربــا مل يتّخــذ ياســن بقــوش موقفــاً‬ ‫ّ‬ ‫رصيحــاً مــن الثــورة الســورية‪ ،‬ولك ّنــه‬ ‫عــى األقــل مل يكــن إىل جانــب النظــام‪،‬‬ ‫كــا فعــل زميلــه بالدرامــا دريــد ل ّحــام‬ ‫الــذي التــزم الصمــت مــن رحيــل رشيكــه‬ ‫وصديــق عمره‪.‬ياســينو‪ ...‬الــذي اســتف ّزنا‬ ‫للضحــك طويــاً‪ ،‬ســيح ّرض ذاكرتنــا بــكا ًء‬ ‫عــى رحيلــه كل يــوم ‪...‬ســرثيه بكلــات‬ ‫زميلــه مــازن الناطــور‪ ":‬ياســن بقــوش‪...‬‬ ‫لروحــك الرحمــة والخلــود‪ ...‬وألهلــك‬ ‫وملحبّيــك الصــر والســلوان‪ ...‬ولقاتلــك‬ ‫اللعنــة والبــؤس والعــار "‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬

‫فواصل‬

‫برج النازح ‪:‬‬ ‫أنتم لستم عرب الـ ‪ ...48‬أنتم عىل موعد مع العودة‪.‬‬ ‫برج اإلمارات العربية‪:‬‬ ‫تنصحــك األبـراج بــأن تغــري اســمك إىل اإلمــارات اإليرانية‬ ‫بــدل العربيــة بعــد رفضــك رفــع علــم الثــورة عــى أراضيك‪.‬‬ ‫املنحبكجي ‪:‬‬ ‫برج‬ ‫ّ‬ ‫ســقطت ورقــة التــوت األخــرة عــن عوراتكــم وعــورات‬ ‫نظامكــم املامنــع بســحبه الدبابــات مــن الجــوالن نحو دمشــق‪..‬‬ ‫برج آردوغان ‪:‬‬ ‫اللــه حيــووو أردوغــان‪ ...‬عــم يديــن املجــازر‪ ...‬ويــن‬ ‫هالغيبــة ؟؟ فكرنــاك متــت‪..‬‬

‫برج بشار ‪:‬‬ ‫يناشــدك الشــعب الســوري باســتخدام الكيــاوي‪ ...‬بلــي‬ ‫هالزفــت الــدو ّيل بيتلحلــح‪!!! ...‬‬

‫ توفري مساحة ‪ 3,5‬مرت مربع للشخص الواحد‪.‬‬‫ توفــر جميــع الخدمــات األساســية يف امللجــأ (مصــدر مــايئ أو‬‫مخــزون مــايئ‪ ،‬مصــدر كهربــاء أو مولّــد‪ ،‬اتصــاالت‪ ،‬كميــة طعــام‬ ‫كافيــة)‪.‬‬ ‫ الحفــاظ عــى وحــدة العائلــة داخــل امللجــأ‪ ،‬ومراعــاة االعتبــارات‬‫األخالقيــة والدينيــة‪.‬‬ ‫ توفــر وســائل الســامة (اطفــاء الحريــق‪ ،‬اســعافات أوليــة‪،‬‬‫كممــات)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ امكانيــة الدخــول والخــروج للملجــأ مــن ع ـ ّدة مداخــل وقربــه‬‫مــن الطــرق اآلمنــة‪ ،‬واالبتعــاد عــن أماكــن التوتــر‪.‬‬ ‫ توفري املالبس والبطانيات واألدوات املنزلية‪.‬‬‫‪ -‬وجود رصف صحي مناسب‪.‬‬

‫برج طيار امليغ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫نازحا إلى ملجأ؟‬ ‫ياريــت توطّــي طيارتــك شــوي لنشــوف عيونــك وأنــت • ماذا يجب أن أتذكر عندما أكون‬ ‫عــم تقصــف أهلــك وبلــدك‪!! ...‬‬ ‫هــذه مجموعــة مــن األمــور املفيــدة التــي تســاعد عــى تــايف‬

‫املشــاكل‪:‬‬ ‫ إيجــاد مســؤول يتحــدث باســمنا ‪« :‬إذا كنتــم ثالثــة فأمــروا‬‫أحدكــم» لتجنــب الفــوىض وتنظيــم امللجــأ‪.‬‬ ‫ إيجاد مرشف خاص للرجال ومرشفة للنساء‪.‬‬‫ التعاون يف تأمني وسائل االتصال ومعرفة األخبار‪.‬‬‫وخاص ًة األطفال‪.‬‬ ‫ االهتامم بالحالة املعنوية والنفسية‬‫ّ‬ ‫ مشــاركة اآلخريــن مبــا هــو فائــض عــن الحاجــة‪ ،‬األمــر الــذي‬‫ســيعود علينــا بالنفــع فيــا بعــد‪.‬‬ ‫• الحماية الخاصة للنساء‪:‬‬ ‫ معاملــة النســاء بــكل االعتبــار الواجــب لجنســهن وتخصيــص‬‫خاصــة به ـ ّن فض ـاً عــن إيــكال اإلرشاف املبــارش عليهــن‬ ‫مهاجــع ّ‬ ‫إىل النســاء‪.‬‬ ‫ ضــان تقييــم احتياجــات املــرأة الخاصــة وذلــك للتخفيــف‬‫مــن حالــة األزمــة التــي تعــاين منهــا النســاء والبنــات مــن خــال‬ ‫التشــديد عــى االحــرام الــذي ينبغــي أن يحظــن بــه‪.‬‬ ‫فريق سفينة الحياة‬

‫العدد (‪ )48‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\03‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.