أوكسجين العدد ( 49 ) السنة الثانية - الأثنين 11\03\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‪..‬‬

‫أمراض بالعشرات في الزعتري‪...‬‬

‫من المسؤول !!؟‬

‫موت بلد‪..‬‬

‫‪The death of a country..‬‬

‫سوريا مقبرة لكلمة الحق‪!..‬‬

‫أوكسجني‬ ‫كما الثورة ‪ -‬مستمرة‬

‫العدد ( ‪ ) 49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫إفتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬ ‫بينــا يحتفــل العــامل بيــوم املــرأة العاملــي يقــف صامت ـاً أخرس ـاً مــن‬ ‫تلــك األنثــى التــي متــوت ذبح ـاً وقه ـرا ً وجوع ـاً يف ســوريا كل يــوم ‪...‬‬ ‫وأوكســجني اليــوم يف عددهــا التاســع واألربعــون تتابــع مشــوارها بثوارهــا‬ ‫وثائراتهــا لتكــون افتتاحيتهــا مــع حملــة إحيــاء الذكــرى الســنوية الثانيــة‬ ‫للثــورة والتــي بعنــوان « ثــورة إنســان مــن أجــل الحيــاة»‪ ..‬ويف تحقيــق‬ ‫العــدد يطـ ّـل مخيــم الزعــري مــن جديــد بأمراضــه التــي تــزداد كل يــوم‬ ‫مــع صعوبــة العــاج‪ ،‬وملشــاركة املــرأة الســورية يف الثــورة وقفــة مــع «يــا‬ ‫ثائـرات العــامل اتحــدنّ»‪.‬‬ ‫يف نقطــة ثائــرة الحديــث اليــوم عــن بلــدة رنكــوس املتاخمــة ملدينــة‬ ‫الزبــداين‪ .‬ويف إرشاقــات إســامية نســتذكر عــادة الشــكر املنســية‪.‬‬ ‫وحــن يقمــع النظــام حريــة الــرأي والتعبــر عندهــا تغــدو ســوريا مقــرة‬ ‫لكلمــة الحــق‪.‬‬ ‫تحــت عنــوان مــوت بلــد نطــرح هجــوم صحيفــة اإليكومنســت عــى‬ ‫أوبامــا بســبب تقاعســه بشــأن امللــف الســوري‪ ،‬ونتابــع بعدهــا الزوايــا‬ ‫الثابتــة مــن أخبــار هنــا وهنــاك ومذكــرات الثــورة ومصطلــح ســيايس‬ ‫جديــد مــع قامــوس أوكســجني وفســحة أخــرة مــع أدب وفــن الثــورة‪...‬‬ ‫لتبقــى أوكســجني صفحــات نتنفــس بهــا الحريــة وبذراتهــا نســتمر ‪..‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪« -3‬ثورة إنسان من أجل الحياة»‬ ‫‪ -4‬أمراض بالعشرات في مخيم الزعتري‪..‬‬ ‫من المسؤول !!؟‬ ‫ّ‬ ‫اتحدن‬ ‫‪ -5‬يا ثائرات العالم‬ ‫‪ -6‬رنكوس‪ ..‬وأثمرت ثورتنا‬ ‫‪ -7‬إشراقات إسالمية‬ ‫منحة في محنة‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -10‬سوريا مقبرة لكلمة الحق‬ ‫‪ -11‬موت بلد‪..‬‬ ‫‪The death of a country‬‬ ‫‪ -12‬شهداء‬ ‫‪ -13‬الزبداني تاريخ وحضارة‬ ‫‪ -14‬أدب‪ ..‬إعصار الشرق‬ ‫‪ -15‬فواصل‪ ..‬برجك مع أوكسجين‬

‫سلميتنا‪..‬‬ ‫مستمرة‪!..‬‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫‪2‬‬


‫ثورة‬

‫مجموعات الحراك الثوري تطلق حملة‬ ‫"ثورة إنسان من أجل الحياة"‬ ‫أطلقــت مجموعــات الحـراك الســلمي والثــوري يف الثــورة‬ ‫الســورية حملــة بعنــوان "ثــورة إنســان مــن أجــل الحيــاة"‬ ‫إحيــا ًء للذكــرى الســنوية الثانيــة للثــورة الســورية‪ ،‬وســتمتد‬ ‫ف ّعاليــات هــذه الحملــة أربعــة أيــام‪ ،‬مــن تاريــخ ‪ 15‬آذار‬ ‫حتــى ‪ 18‬آذار ‪. 2013‬‬ ‫وقالــت املســؤولة اإلعالميــة وأحــد منظمــي الحملــة‬ ‫الناشــطة جفــرا‪ ،‬بــأن "الحملــة مبــادرة تط ّوع ّيــة شــباب ّية‬ ‫ثوريّــة مســتقلّة تهــدف إىل توحيــد العمــل الثــوري واملــدين‬ ‫إلحيــاء الذكــرى الســنوية عــى امتــداد خارطة وطننا ســوريا‪.‬‬ ‫وانضــ ّم إليهــم حتــى اآلن عــدد كبــر مــن التنســيق ّيات‬ ‫والنشــطاء والتج ّمعــات يف الداخــل ومخ ّيــات اللّجــوء‬ ‫والخــارج للمشــاركة بالفعال ّيــات املقرتحــة للمســاهمة يف‬ ‫إيصــال رســالة الحملــة للعــامل وال يـزال البــاب مفتوحـاً ملــن‬ ‫يريــد اإلنضــام"‬ ‫تحمــل الحملــة طابــع توثيقــي بإخــراج ف ّنــي‪ ،‬وج ّهــزت‬ ‫العديــد مــن امللصقــات والعــروض واألفــام القصــرة لتوثيــق‬ ‫عامــن مــن الثــورة الســورية‪ ،‬وللتأكيــد عــى القيــم واملبادئ‬ ‫التــي انطلقــت مــن أجلهــا الثــورة الســورية‪.‬‬ ‫حيــث حملــت أيــام الحملــة أربعــة رســائل‪* ،‬للــرأي العــام‬ ‫*للنظــام وأتباعــه *للمعارضــة السياســية والعســكرية *ويوم‬ ‫‪ 18‬آذار يــوم الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫أمــا عــى الصعيــد اإلعالمــي فسيشــارك يف تغطيــة هــذه‬ ‫الحملــة الكثــر مــن الجرائــد الثوريــة والراديوهــات‬ ‫والصفحــات اإلعالم ّيــة و وســائل إعالميــة عرييــة وعامليــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫أمراض بالعشرات في مخيم الزعتري ‪...‬‬ ‫من المسؤول !!؟‬

‫مخيــم املــوت؛ أُطلــق هــذا االســم‬ ‫عــى مخيــم الزعــري‪ ،‬هــو أحــد‬ ‫املخيّــات التــي أحدثتهــا األردن‬ ‫واملفوضيّــة الســامية لألمــم‬ ‫املتحــدة‪ ،‬ولك ّنــه ال يرقــى ملســتوى‬ ‫اإلنســانية‪ ،‬تتزاحــم فيــه العائــات‬ ‫مــن أطفــال ورجــال ونســاء ليضـ ّم‬ ‫حــوايل ‪ 600‬ألــف شــخص وهــم‬ ‫يف تزايــد مســتمر‪ ،‬ال يجــدون مــا‬ ‫ميكــن أن يخ ّفــف عنهــم مصابهــم‬ ‫وهجرتهــم‪ ،‬يفتقــدون فيــه أبســط‬ ‫مقومــات الحيــاة‪ ،‬فاملــكان غــر‬ ‫مالئــم للعيــش الرتفــاع درجــة‬ ‫الحــرارة مــع الرتبــة الصحراويّــة‬ ‫والغبــار املتصاعــد بســبب طبيعــة‬ ‫األرض وقلّــة امليــاه أو باألصــح‬ ‫ندرتهــا‪ ،‬أ ّمــا الحالــة الصحيــة يف‬ ‫املخيــم فحــ ّدث وال حــرج‪ ،‬إذ‬ ‫ذكــرت تقاريــر لــوزارة الصحــة‬ ‫األردنيــة عــن ازديــاد حــاالت‬ ‫املــرض مبعــدل ‪200‬حالــة يوميــاً‬ ‫واملتوســطة‪،‬‬ ‫منهــا الخفيفــة‬ ‫ّ‬ ‫فســجلت ‪ 46‬حالــة ملــرض الســل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫و‪ 39‬اللتهــاب الكبــد الوبــايئ‬ ‫فضــاً عــن حــاالت مشــابهة‬ ‫لشــلل األطفــال‪ ،‬و ‪75‬حالــة فشــل‬

‫كلــوي يحتاجــون لغســيل الــكىل‬ ‫بشــكل يومــي‪ ،‬ويوجــد ‪ 60‬حالــة‬ ‫مــن مــرض األنيميــا (فقــر الــدم)‪،‬‬ ‫التحســس والتهابات‬ ‫وحــاالت مــن‬ ‫ّ‬ ‫وتق ّرحــات الجلــد‪ ،‬وأ ّن األردن ال‬ ‫تســتطيع أن تتح ّمــل تكاليــف‬ ‫عــاج وتأمينــات صح ّيــة ألكــر‬ ‫مــن ‪ 600‬ألــف شــخص ناهيــك‬ ‫عــن حــاالت اإلســهال عنــد األطفال‬ ‫بســبب تلــوث املــاء والطعــام‬ ‫التحســس والربــو‬ ‫وحــاالت‬ ‫ّ‬ ‫بشــكل دائــم‪ .‬وعــى الرغــم مــن‬ ‫تواجــد بعــض املستشــفيات‬ ‫امليدانيــة مثــل املشــفى البحرينــي‬ ‫والســعودي واإلمــارايت والفرنــي‬ ‫واألردين واملغــريب واملــري الــذي‬ ‫مــازال يف طــور اإلنشــاء‪ ،‬إال أنهــا‬ ‫ال ت ِفــي بالغــرض فالوضــع الصحــي‬ ‫الســيئ يبــدأ مــن خيــم الالجئــن‬ ‫حيــث التلــوث يجتــاح املــكان‪،‬‬ ‫وميــاه املجــاري والــرف الصحــي‬ ‫غــر مهيــأة لالســتعامل فأغلبهــا‬ ‫ســطحية‪ ،‬ويف حفــر ليســت‬ ‫بالعميقــة تســاعد عــى انتشــار‬ ‫الحــرات والبعــوض والذبــاب‬ ‫فهــذه الحــرات تنقــل األمــراض‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫وتزيــد الحــال ســوءا ً‪ ،‬فســببت‬ ‫انتشــار القمــل وتلويــث الغــذاء‪،‬‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى كانــت هــذه‬ ‫املشــايف امليدانيــة غــر قــادرة عــى‬ ‫اســتيعاب عــدد املــرىض‪ ،‬وغــر‬ ‫مج ّهــزة بالتجهيــزات الالزمــة‬ ‫فكانــت أشــبه بعيــادات ميدانيــة‬ ‫وال تكفــي لتخديــم الســكان‪،‬‬ ‫فاالنتظــار لســاعات طــوال متنــع‬ ‫الكثرييــن مــن زيارتهــا‪ ،‬وتعــاين‬ ‫مــن نقــص يف الكــوادر الطب ّيــة‬ ‫املتخصصــة كاختصــاص العيــون‬ ‫أو األمــراض الداخليــة‪ ،‬وال يوجــد‬ ‫رعايــة للعاجزيــن واملقعديــن وال‬ ‫يتض ّمــن العــاج الفيزيــايئ‪ .‬ولقرب‬ ‫املــكان مــن األرايض الســورية يتــم‬ ‫إيصــال مــرىض أصيبــوا بشــظايا‬ ‫أو رصاصــات األمــن الغــادرة‪،‬‬ ‫وال يتلقــون العــاج املناســب ‪.‬‬ ‫أمــا الحــاالت املســتعص ّية فهــي‬ ‫متخصصــن وذلــك‬ ‫بحاجــة ألطبــاء‬ ‫ّ‬ ‫غــر متوفّــر يف مخيــم الزعــري‪،‬‬ ‫ومينــع الخــروج إىل املستشــفيات‬ ‫األردنيــة الخارجيــة‪ ،‬ويف أنــدر‬ ‫الحــاالت تــ ّم الســاح للبعــض‬ ‫بالخــروج ليفا َجئُــوا بتكاليــف‬

‫باهظــة ال يســتطيع الهــارب مــن‬ ‫وطنــه حامــاً عــبء الســكن‬ ‫والــدفء وتأمــن لقمــة الخبــز‬ ‫ألطفالــه أن ي ّدفعهــا ! ومــن‬ ‫رصحــت األردن أنهــا‬ ‫جانبهــا ّ‬ ‫تنــوي أن تعمــل مســتوصفاً‬ ‫يخــ ّدم املخيــم بكافّــة أرجائــه‪،‬‬ ‫ولكــن مــازال تحــت الدراســة‪،‬‬ ‫إىل أن تصــل إليهــا مســاعدات‬ ‫فتحســن‬ ‫مبليــارات الــدوالرات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بــه اقتصادهــا مــن جهــة وتعمــل‬ ‫بعضـاً مــا ميليــه عليهــا ضمريهــا‪.‬‬ ‫ولكــن مل يعلمــوا أن درهــم وقايــة‬ ‫خــر مــن قنطــار عــاج‪ ،‬و أ ّن جـ ّـل‬ ‫األم ـراض تــأيت مــن قلّــة النظافــة‬ ‫وعــدم االهتــام بهــا‪ ،‬فيذكــر‬ ‫األهــايل أن مــواد التنظيــف قليلــة‬ ‫وميــاه االســتحامم والغســيل‬ ‫ض ّحلــة وموحلــة وميــاه الــرب‬ ‫لهــا رائحــة غريبــة‪ ،‬فالــروط‬ ‫الصحيــة ســيئة ناهيــك عــن‬ ‫الخيمــة التــي ال يُراعــى فيهــا عــدد‬ ‫األف ـراد والوضــع الصحــي لبعــض‬ ‫القاطنــن فيهــا‪ ،‬والذيــن يحتاجــون‬ ‫لرعايــة خاصــة ‪ .‬أمــا األغذيــة‬ ‫الفاســدة يف مخيــم الزعــري‬ ‫فقــد ذكــر األهــايل أنــه يف أحــد‬ ‫املــرات تــم اســتعادة الوجبــات‬ ‫املوزعــة عليهــم واســتبدالها‪،‬‬ ‫ومــرة أخــرى ُس ـلّمت لنــا أغذيــة‬ ‫متعفّنــة‪ .‬وهنــا يــأيت دور منظمــة‬ ‫األمــم املتحــدة لرعايــة شــؤون‬ ‫الالجئــن و املنظــات اإلغاثيــة‬ ‫املعن ّيــة مبخيــات اللجــوء‬ ‫والجمع ّيــات الخرييــة لتقديــم‬ ‫الصحــي‬ ‫املزيــد مــن الوعــي‬ ‫ّ‬ ‫وتأمــن املــواد األساســية لرفــع‬ ‫مســتوى النظافــة يف مخيــم‬ ‫الزعــري‪ ،‬ولنجعلهــم ينعمــون‬ ‫بحيــاة عــى مســتوى إنســانيتنا‪.‬‬ ‫بقلم ندى الربيع‬

‫‪4‬‬


‫احتدن‬ ‫يا ثائرات العامل‬ ‫ّ‬ ‫كيــف ال تكــون ثورتنــا مق ّدســة وقــد‬ ‫جرفــت يف مســرتها الكثــر مــن الدمــاء‬ ‫والدمــوع‪ ،‬دمــو ُع أ ّم تبــي ابنهــا الشــهيد‪،‬‬ ‫وأخــرى ذبحــوا زوجهــا وأطفالهــا أمامهــا‪...‬‬ ‫واليــوم وبينــا العــامل يحتفــل بيــوم املــرأة‪،‬‬ ‫يفتخــر الرجــل الســوري باألنثــى الثائــرة‬ ‫التــي وقفــت معــه‪ ،‬فنالــت بجــدارة‬ ‫بحــق‬ ‫لقــب «أخــت رجــال» وكانــت‬ ‫ّ‬ ‫رحــم الثــورة وخصوبتهــا‪ ،‬حيــث خاضــت‬ ‫الحــراك الســلمي مناصفــ ًة مــع الشــباب‬ ‫يف املظاهــرات واالعتصامــات والتمريــض‬ ‫ـن اإلعالمــي‬ ‫واإلغاثــة‪ ،‬باإلضافــة إىل دورهـ ّ‬ ‫والحقوقــي يف توثيــق االنتهــاكات عــر‬ ‫ّ‬ ‫الصفحــات واملدونــات حيــث ات ّخــذت‬ ‫كثــرات مواقــع التواصــل االجتامعــي‬ ‫رفضهــن للظلــم‬ ‫كمنــر للتعبــر عــن‬ ‫ّ‬ ‫والقمــع‪.‬‬ ‫وكثــرا ً مــا تســاعد النســاء يف العمليــات‬ ‫اإلســتخبارية و اللوجســت ّية‪،‬كجمع‬ ‫املعلومــات وإدخــال الســاح ومرافقــة‬ ‫الصحفيــن إىل مناطــق الــراع وأماكــن‬

‫تواجــد املقاتلــن‪ ،‬ومل تقــف عنــد ذلــك‬ ‫فحســب بــل التحقــت أيض ـاً بكتائــب‬ ‫الجيــش الحــر يف تحـ ٍّد صــارخ للعقليــة‬ ‫املحافظــة‪ ،‬ولــو أنّ الخيــار العســكري‬ ‫قــد أبعــد املــرأة إىل ٍ‬ ‫حــد مــا عــن‬ ‫مشــاركتها يف صنــع الحــدث كــون‬ ‫القتــال نشــاط ذكــوري بالدرجــة األوىل‪،‬‬ ‫إضافــة إىل تصعيــد العمليــات مــن قبل‬ ‫النظــام وتزايــد الخــوف مــن التعــرض‬ ‫لالغتصــاب الــذي ا ُعتمــد كسياســة لتحييّــد‬ ‫املــرأة عــن مســار الثــورة نظ ـرا ً ملــا لهــذا‬ ‫خاصــة‪ ،‬حيــث تــ ّم‬ ‫األمــر مــن حساســية ّ‬ ‫توثيــق الع ـرات مــن حــاالت االغتصــاب‬ ‫ـتطعن الترصيــح‬ ‫باإلضافــة إىل مئــات مل يسـ ّ‬ ‫عــن ذلــك نظــرا ً لطبيعــة املجتمــع‪.‬‬ ‫وهــذا مــا دفــع الكثــرات لتغطيــة‬ ‫ـن بارتــداء النقــاب أثنــاء التظاهــر‬ ‫وجوههـ ّ‬ ‫بغــض النظــر عــن عمــق انتامئهــم الدينــي‬ ‫معاملهــن التــي قــ ّد تتســ ّبب يف‬ ‫إلخفــاء‬ ‫ّ‬ ‫مالحقتهــن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فدفعــت بذلــك املــرأة رضيبــة مشــاركتها‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫ثورة‬

‫يف الثــورة‪ ،‬حيــث وصلــت أعــداد ضحايّــا‬ ‫الثــورة الســورية مــن اإلنــاث إىل ‪1795‬‬ ‫امــرأة و‪ 800‬طفلــة إضافــة إىل ‪440‬‬ ‫مغيّبــات يف الســجون واملعتقــات وفقــاً‬ ‫ملركــز توثيــق االنتهــاكات يف ســوريا‪.‬‬ ‫تؤمــن املــرأة الســورية بــأن معركتهــا ال‬ ‫تتوقــف عنــد إســقاط النظــام فحســب‪،‬‬ ‫بــل متتــد لتكــون معركــة تنميــة وبنــاء‪،‬‬ ‫ومهمتهــا فيهــا تحريريــة مضاعفــة يف‬ ‫مســاواتهن الفعليــة بالرجــل‪،‬‬ ‫ســبيل‬ ‫ّ‬ ‫والتحــرر مــن بعــض الســلطوية الذكوريــة‬ ‫التــي تحــاول تهميــش دورهــا يف املجتمــع‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل ســعيها مــن أجــل تعديــل‬ ‫بعــض الترشيعــات التــي أجهضــت‬ ‫حقوقهــا‪ ،‬مثــل قانــون األحــوال الشــخصية‬ ‫وخاصــة فيــا يتعلــق بالــزواج والحضانــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هــي إذا ً أمــام مه ّمــة ليســت بالســهلة‬ ‫أمــام مشــهد الخــراب والدمــار الهائــل‬ ‫الــذي عاثــه األســد‪ ،‬والــذي يحتــاج إىل‬ ‫مــوارد ماليــة وكــوادر برشيــة ضخمــة البــد‬ ‫أن تكــون فيهــا رشيكــة‪.‬‬ ‫وهنــا‪ ..‬وبــن ضغــوط الحيــاة وواجباتهــا‬ ‫كزوجــة وأ ّم تكمــل املــرأة الســورية دورهــا‬ ‫يف بنــاء ســوريا الجديــدة‪ ،‬يف الوقــت الــذي‬ ‫التــزم فيــه الكثــر مــن الرجــال الصمــت‬ ‫وأبــوا االنخــراط بالثــورة فــكان صمتهــم‬ ‫عــورة‪ ...‬وصــوت نســائنا ثــورة ‪...‬‬ ‫نريمني‬

‫‪5‬‬


‫نقطة ثائرة‬

‫رنكوس‬

‫رنكــوس بلــدة مــن بلــدات منطقــة التــل‬ ‫يف محافظــة ريــف دمشــق‪ ،‬تقــع شــال‬ ‫دمشــق وتبعــد عنهــا مســافة ‪ 45‬كــم‪ ،‬يبلــغ‬ ‫عــدد ســكانها حــوايل ‪20‬ألــف نســمة‪ ،‬متتــاز‬ ‫البلــدة باملنــاخ املعتــدل صيف ـاً والبــارد شــتا ًء‬ ‫وتتســاقط فيهــا الثلــوج واألمطــار بغــزارة‪.‬‬ ‫تحيــط بهــا الجبــال مكســوة بالثلــج يف فصــل‬ ‫الشــتاء‪ .‬جــال رنكــوس وطبيعتهــا هــو مــن‬ ‫املقومــات الســياحيّة الها ّمــة مــع املصايــف‬ ‫املحيطــة يف ريــف دمشــق‪ ،‬حيــث يجتمــع‬ ‫ســحر الطبيعــة بجبالهــا وهوائهــا العليــل مــع‬ ‫أشــجارها فتشــتهر القريــة بزراعــة األشــجار‬ ‫املثمــرة‪ ،‬وأهــم املحاصيــل فيهــا مــن (تفــاح‬ ‫– إجــاص – كــرز ‪ -‬لــوز ‪ -‬مشــمش)‪ ،‬ومــن‬ ‫املزروعــات والخــروات (بطاطــا ‪ -‬بــازالء)‬ ‫وغريهــا مــن الخــروات‪ .‬ويتــم تربيــة أنــواع‬ ‫عديــدة مــن الحيوانــات يســتفاد منهــا تجاريـاً‬ ‫مثــل‪ :‬األغنــام‪ ،‬املاعــز‪ ،‬األبقــار‪ ،‬الدواجــن‬ ‫وغريهــا‪ .‬شــهدت رنكــوس يف اآلونــة األخــرة‬ ‫حركــة احتجاجيّــة مســتمرة ضــد النظــام‬ ‫الشــمويل القمعــي كــا باقــي املــدن والبلــدات‬ ‫ـب مــن املظاه ـرات‬ ‫الســورية‪ ،‬فــكان لهــا نصيـ ٌ‬ ‫الســلمية‪ ،‬فخرجــت املظاهــرات الســلمية‬ ‫نــادت بإســقاط نظــام األســد‪ ،‬مل تكــن قويــة‬

‫وأثمرت ثورتنا‬

‫جــدا ً مقارنــة بعــدد ســكانها حــوايل ‪400‬‬ ‫متظاهــر يوميــاً‪ ،‬فتع ّرضــت لحمــات الدهــم‬ ‫واالعتقــاالت بشــكل متكــرر لقمــع املظاهـرات‬ ‫ومنــع املنطقــة مــن االنخــراط بالثــورة‪،‬‬ ‫واإلبقــاء عــى املدينــة هادئــة بعيــدة عــن‬ ‫الثــورة‪ .‬وبقيــت املدينــة صامــدة‪ ،‬فلــم تنفــع‬ ‫معهــا هــذه القــوة‪ ،‬فبــدأ القصــف املدفعــي‬ ‫بتاريــخ ‪ 2012/1/23‬عــى أطـراف البلــدة وعىل‬ ‫مزارعهــا ‪،‬ليمتــد القصــف العشــوايئ ويطــال‬ ‫املنــازل اآلمنــة بتاريــخ ‪ 2012/1/29‬مــا أدى‬ ‫إىل انهيــار املنــازل فــوق رؤوس أصحابهــا‬ ‫واستشــهاد العــرات مــن الشــباب والنســاء‬ ‫واألطفــال والشــيوخ‪ .‬وبقيــت جثــث الضحايــا‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫تحــت األنقــاض بســبب عــدم قــدرة األهــايل‬ ‫عــى التحــرك مــن منازلهــم حتــى اليــوم الثــاين‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل نقــص حــاد يف املــواد الطب ّيــة‬ ‫األساســية ومنــع األطبــاء مــن دخــول البلــدة‪.‬‬ ‫ووصلــت حصيلــة الشــهداء منــذ اليــوم ‪22‬‬ ‫شــهيدا ً بينهــم أطفــال‪ .‬مــع العلــم أن تعــداد‬ ‫الجيــش الحــر فيهــا ال يتعــدى بضــع العـرات‬ ‫ولك ـ ّن عــن النظــام مل تنــم حتــى تقــي عــى‬ ‫مظاهـرات البلــدة ألنهــا نقطــة تالقــي حدودية‬ ‫مــع لبنــان‪ ،‬ولكــ ّن البلــدات واملــدن الثائــرة‬ ‫املتاخمــة لهــا مل تقــف ســاكنة أمــام القصــف‬ ‫ونقــص املــواد األساســية عــى رنكــوس‪ ،‬فقــام‬ ‫الث ـ ّوار بنقــل املــواد العينيــة والطبيــة وإمــداد‬ ‫البلــدة باملــواد الناقصــة وتوصيلهــا عــر الجبــال‬ ‫والطرقــات الوعــرة محمولــة عــى األكتــاف‪،‬‬ ‫ونقلــوا العديــد مــن الجرحــى إىل البلــدات‬ ‫القريبــة لتلقــي العــاج‪ .‬ولكــن بعضهــم‬ ‫استشــهد أثنــاء نقلهــم بســبب النزيــف‪ ،‬وعــدم‬ ‫وصولهــم للمستشــفى يف الوقــت املناســب‪،‬‬ ‫فكانــوا معـاً ضــد هــذا النظــام الدموي الفاشــل‬ ‫يــدا ً بيــد حتــى يتـ ّم إســقاطه عــى يــد هــؤالء‬ ‫األحــرار الذيــن وصفهــم رســول اللــه صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم بقولــه "مثــل املؤمنــن يف‬ ‫توا ّدهــم وتراحمهــم كمثــل الجســد الواحــد إذا‬ ‫اشّ ــتىك منــه عضــو تداعــى لــه ســائر الجســد‬ ‫بالســهر والحمــى" وهــم كالبنيــان املرصــوص‬ ‫يشـ ّد بعضهــم بعضـاً‪ ،‬وســيبقون ثائريــن حتــى‬ ‫إســقاط النظــام‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫إشراقات إسالمية‬ ‫رقــي املــرء وســمو أخالقــه‪،‬‬ ‫مــن ســات ّ‬ ‫عــادة بســيطة منــر بهــا كلنــا مــرورا ً رسيعــاً‬ ‫دون أن نقــف ونتأمــل فيهــا‪ ،‬دون أن نتع ّمــق‬ ‫يف فهمهــا وأدائهــا‪ ،‬إنهــا عــادة وصــف اللــه‬ ‫مــن يقــوم بهــا بأنّهــم قليــل "عــادة الشــكر"‪.‬‬ ‫أليــس عجيبــاً أن نــرك عــاد ًة مــن أجمــل‬ ‫العــادات وأرقاهــا! الشــكر ليــس مجــرد كلمــة‬ ‫نؤديهــا بــل شــعو ٌر يجــب أ ّن نشــعر بــه‪ ،‬شــعو ٌر‬ ‫باالمتنــان يجــب أن يغــى قلوبنــا ونحــن‬ ‫نــؤدي هــذه العبــادة الســاميّة‪ ،‬يك نكــون مــن‬ ‫القلّــة الذيــن ذكرهــم اللــه‪:‬‬ ‫َقلِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫(و َ‬ ‫َّ‬ ‫َ��ادي الش��كورُ)‬ ‫ي��ل ِم��ْن ِعب ِ‬ ‫(‪[)13‬ســبأ ] باقــة شــكر وامتنــان تق ّدمهــا ألي‬ ‫شــخص قـ ّدم لــك مســاعد ًة أو معروفـاً تعــادل‬ ‫مــا ق ّدمــه لــك وباألضعــاف املضاعفــة‪ .‬للشــكر‬

‫أخالقيات‬

‫قــو ٌة وأرسا ٌر ال يدركهــا إال مــن خربهــا‪ ،‬فهــي‬ ‫تعطيــك دفعـاً لألمــام لتقــوم مبزيـ ٍـد مــن الخــر‪.‬‬ ‫كيــف منــارس فــن الشــكر؟ مــارس الشــكر‬ ‫ـخص‬ ‫بالقــول والعمــل‪ .‬فعندمــا يــؤ ّدي لــك شـ ٌ‬ ‫مــا عمــاً ينبغــي أ ّن تشــكره بقولــك‪ :‬شــكرا ً‬ ‫لــك‪ ،‬أو أشــكرك شــكرا ً جزيـاً‪ ،‬أنــا ممـ ّن لــك‪،‬‬ ‫أو تعـ ّـر لــه عــن فرحتــك ورسورك بهــذا العمــل‬ ‫ومــن ثـ ّم تشــكره عــى ذلــك‪ .‬وهــذا لــن ينقص‬ ‫مــن قــدرك شــيئاً‪ .‬بعــض النــاس يعتقــدون أن‬ ‫شــكر اآلخريــن هــو ضعــف‪ ،‬عــى العكــس‬ ‫هــو قــو ٌة وطاقــة تجــد أثرهــا يف نجاحــك يف‬ ‫املســتقبل‪ .‬و الطريقــة الثانيــة هــي العمــل‪،‬‬ ‫ينبغــي عليــك أن تنجــز عم ـاً لآلخريــن تعـ ّـر‬ ‫لهــم عــن امتنانــك لهــم‪ .‬تســاعد أخــاك عــى‬ ‫هــاً‪ ،‬أو‬ ‫قضــاء حاجــ ٍة مــا‪ ،‬أو تفــ ّرج عنــه ّ‬

‫منحة يف حمنة‬

‫دمعــة حائــرة كابــدت الرغبــة يف االنحــدار عــى وجنتيــه‪ ،‬وأبــت ّإل‬ ‫أن تنحــدر وتخلّــد تلــك اللحظــة يف حياتــه‪ (...‬إحســان) الفتــى الكفيــف‬ ‫كل حواســه تلــك األشّ ــاء التــي تناثــرت يف غرفتــه‬ ‫الــذي أيقظــت ّ‬ ‫القريبــة مــن املخبــز‪ ،‬حيــث كان يعمــل نهــارا ً يف بيــع بعــض أكيــاس‬ ‫الخبــز أمــام املخبــز‪ ،‬ويف الليــل يخلــو بحبيبتــه آلــة التســجيل التــي‬ ‫بقيــت لــه مــن عائلتــه التــي قضــت يف مجــزرة قريتــه الشــهرية‪ ،‬عائلتــه‬ ‫ـادري تيمن ـاً بالقــارئ الــذي يحبّــه‪،‬‬ ‫التــي طاملــا أطلقــت عليــه اســم القـ ّ‬ ‫والــذي طاملــا حلــم أن يحفــظ القــرآن ويســمعه بعضــاً مــن قراءتــه‪،‬‬ ‫وكانــت آلــة التســجيل وســيلته الوحيــدة ليســمع صــوت قارئــه املفضّ ــل‬ ‫ويحفــظ منــه كلــات كتابــه املن ـ ّزل‪ .‬يف ذلــك الصبــاح الــذي ال ُيحــى‬ ‫ـس بلزوجــة الــدم عــى مالبســه وجســمه شــبه العــاري‪،‬‬ ‫مــن ذاكرتــه‪ ،‬أحـ ّ‬ ‫واشّ ــتم رائحتــه املختلطــة برائحــة الخبــز‪ .‬طابــور الخبــز الــذي امت ـ ّد‬ ‫طوي ـاً مل يكــن ل ـراه بعينيــه لك ّنــه يســمع لغــط النــاس أمــام نافذتــه‪،‬‬ ‫وكــم آملــه أنّــه ال يســتطيع بيــع أكيــاس الخبــز لل ّنــاس هــذه األيــام مــع‬ ‫كــرة الجائعــن ونــدرة الطحــن‪ .‬ومل يكــن مثّــة مــن يحتــاج أن يخــره مبــا‬ ‫حــدث‪ ،‬فقــد اختفــى لغــط النــاس بعــد تلــك القذيفــة التــي ســقطت‪.‬‬ ‫وأمــى فــرة طويل ـ ًة يتابــع بســمعه حرك ـ ًة مجنون ـ ًة يف الشــارع‪ ،‬أن ـ ٌن‬ ‫تســترصخ ضامئــر الح ـكّام‬ ‫وعويــل وصيحــاتٌ غاضبــة وأصــواتٌ يائســة ّ‬ ‫والشــعوب ومــا مــن مجيــب‪ .‬كان بــركا ٌن يغــي يف أعامقــه وعنفــوا ٌن‬ ‫تصطــك بعنــف‪،‬‬ ‫يرفــض مــا حــدث‪ ،‬يــداه ترتجفــان بغضــب وأســنانه ّ‬ ‫ال ميكنــه أن يســتكني أو يتّقبــل مــا حــدث‪ .‬يف تلــك الليلــة وبعــد أن‬ ‫مللــم أهــل الحــي أشــاء ذويهــم وأووا بجروحهــم وفزعهــم إىل مســاكن‬ ‫يحســبونها آمنــة‪ ،‬شــعر إحســان أن صمتـاً يشــبه صمــت القبــور يخ ّيــم‬ ‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫ترســم االبتســامة عــى وجهــه‪ ،‬أو تدخــل‬ ‫الــرور إىل قلــب طفلــك أو زوجتــك أو أخيــك‬ ‫أو أبيــك أو جــارك‪ ...‬و يبقــى أهــم أنــواع‬ ‫الشــكر‪ ،‬شــكر الخالــق عـ ّز وجـ ّـل‪ ،‬فاللــه الــذي‬ ‫خلقــك ورزقــك وأنعــم عليــك بنعــمٍ ال تعـ ّد وال‬ ‫يســتحق منــك أن تشــكره‪ .‬كــن شــاكرا ً‬ ‫ت ُحــى ّ‬ ‫لل ّنــاس تكــن شــاكرا ً للــه فمــن ال يشّ ــكر ال ّنــاس‬ ‫ال يشّ ــكر اللــه‪ .‬كــن شــاكرا ً تكــن محبوبــاً‪...‬‬ ‫كــن شــاكرا ً تكــن ناجح ـاً‪ ...‬كــن شــاكرا ً تكــن‬ ‫عابــدا ً‪...‬‬

‫وأحــس أن قذائــف الحقــد قــد تغتــال بقايــا أحالمــه‬ ‫عــى الحــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـس برغب ـ ٍة يف بــثّ‬ ‫وأحــام جريانــه ّ‬ ‫وتســتأصل األمــل مــن قلوبهــم‪ .‬أحـ ّ‬ ‫روح األمــل لــدى هــؤالء املكلومــن ولكــن مــاذا عســاه أن يفعــل! فتــح‬ ‫حقيبتــه التــي اســتطاع أن يجمــع بهــا بعــض مالبســه عنــد نزوحــه‬ ‫وأخــرج بدلـ ًة مميــزة‪ ،‬شـ ّم فيهــا رائحــة أ ّمــه التــي اشــرتها لــه منــذ عــام‬ ‫ليشــارك يف إحــدى األمســيات بق ـراءة مميــزة آليــات كتــاب اللــه‪ .‬دون‬ ‫تحســس شــعره وهندامــه وخــرج يتلمــس طريقــه‬ ‫تــرد ٍد لبــس البدلــة‪ّ ،‬‬ ‫بــن األنقــاض‪ ،‬و بحــذر شــديد وصــل إىل مــا كان قبــل القذيفــة؛ مخبــز‬ ‫ـي وجلــس عــى أحــد الحجــارة وبصــوت رخيــم هــادئ بــدأ يتلــو‬ ‫الحـ ّ‬ ‫آيــات مــن ســورة الفتــح‪ .‬انبعــث صوتــه يف ســكون الليــل مجلجـاً ميــأ‬ ‫ـي الســمع‪ ،‬رفرفــت الســكينة حولهــم وأضــاء‬ ‫اآلفــاق‪ ،‬أصــاخ أهــل الحـ ّ‬ ‫َ‬ ‫السـ ِكي َن َة‬ ‫األمــل قلوبهــم وهــم يســمعون قولــه تعــاىل‪ُ { :‬هـ َو الَّـ ِـذي أنـ َز َل َّ‬ ‫السـ َـا َو ِ‬ ‫ات‬ ‫ِف قُلُـ ِ‬ ‫ـوب الْ ُم ْؤ ِم ِنـ َن لِ َيـ ْز َدا ُدوا إِميَانـاً َّمـ َع إِميَانِ ِهـ ْم َولِلَّـ ِه ُج ُنــو ُد َّ‬ ‫ــل الْ ُم ْؤ ِم ِنــ َن َوالْ ُم ْؤ ِم َن ِ‬ ‫ــات‬ ‫َو ْالَ ْر ِض َوكَا َن اللَّــ ُه َعلِيــاً َح ِكيــاً (‪ )4‬لِ ُي ْد ِخ َ‬ ‫َج َّنـ ٍ‬ ‫ـات ت َ ْجـرِي ِمــن ت َ ْح ِت َهــا الْ َنْ َهــا ُر خَالِ ِديـ َن ِفي َهــا َويُ َك ِّفـ َر َع ْن ُهـ ْم َسـ ِّيئَاتِ ِه ْم‬ ‫َوكَا َن َذلِ َ‬ ‫ــك ِعنــ َد اللَّــ ِه فَــ ْوزا ً َع ِظيــاً} ّاســتمر تلــك الليلــة يف تالوتــه‬ ‫حتــى الفجــر‪ ،‬شــعر بيـ ٍـد تربــت عــى كتفــه‪ ،‬يـ ٌد حانيـ ٌة وصــوتٌ يعرفــه‬ ‫ويح ّبــه‪ ،‬أيقظتــه مــن ذكريــات تلــك الليلــة التــي مــى عليهــا عــ ّدة‬ ‫أعــوام‪ ،‬وهــو اليــوم يكــرم تالمذتــه مــن قبــل القــادري عــى تالوتهــم‬ ‫املميــزة‪ .‬مســح دمعتــه وأهــدى نجاحــه لشــهداء بلــده الذيــن أزهــر‬ ‫دمهــم اليــوم ع ـ ّزا ً وســاماً يف موطنــه الحــر املعــاىف‪.‬‬ ‫هــذه القصــة مــن الخيــال وليــس لهــا أي عالقــة بالواقــع‬ ‫وأي تشــابه فــي األحــداث أو األســماء هــو بمحـ ّ‬ ‫ـض الصدفــة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫حكومة وحدة وطنية‪:‬‬

‫أوكسجين‬ ‫قاموس‬ ‫الســيايس الداخــي‪.‬‬

‫حكومــة مــن جميــع أطيــاف الكتــل السياســية التــي تشـكّل الجــو‬ ‫الســيايس يف البلد‪.‬‬ ‫الحكومة االئتالفية‪:‬‬ ‫هــي وزارة يف حكومــة برملانيــة تشــرك فيهــا عــدة أحــزاب‪.‬‬ ‫أي مــن األحـزاب مل يحصــل‬ ‫الســبب الشــائع لهــذا اإلجـراء هــو أن ّ‬ ‫عــى أغلبيــة األصــوات يف الربملــان‪ .‬والحكومــات االئتالفيــة أكــر‬ ‫شــيوعاً يف البلــدان التــي يقــوم فيهــا الربملــان عــى التمثيــل النســبي‬ ‫لعــدد مــن األحــزاب‪ ،‬وال وجــود لهــذا النــوع مــن الحكومــة يف‬ ‫البلــدان التــي يتــم فيهــا اختيــار الحكومــة مــن قبــل الرئيــس عوضـاً‬ ‫عــن الربملــان‪ .‬كــا إنهــا تشـكّل يف أوقــات األزمــات كحــاالت الحــرب‬ ‫أو األزمــات السياســية أو االقتصاديــة الكــرى وذلــك ملنــح الحكومــة‬ ‫درجــة أكــر مــن القبــول والرشعيــة وكذلــك لتخفيــف حـ ّدة النـزاع‬

‫مذكرات أوكسجين‬

‫‪2013/3/1‬‬ ‫ســقوط أكــر مــن ‪ 8‬صواريــخ عــى بابــا عمــرو قبــل اقتحامــه‪ ،‬وارتكاب‬ ‫مجــزرة يف الحــي وقتــل ‪ 17‬شــخص فيــه ذبحاً بالســكاكني‪.‬‬ ‫‪2012/3/2‬‬ ‫جمعــة تســليح الجيــش الحــر‪ ،‬واســتمرار الحصــار عــى الريــف‬ ‫الدمشــقي واقتحــام عـ ّدة مــدن فيــه مثــل عــن ترمــا والضمــر وحرســتا‬ ‫واملليحــة‪.‬‬ ‫‪2012/3/3‬‬ ‫مجــزرة يف بابــا عمــرو والســلطانية راح ضحيتهــا ‪ 70‬شــخص بينهــم‬ ‫أطفــال‪ ،‬ومظاه ـرات يف حــاه نــرة لحمــص‪.‬‬ ‫‪2012/3/4‬‬ ‫وصــول جثامــن الشــباب الثامنيــة يف مضايــا بعــد اختطافهــم يف ‪15/2‬‬ ‫استشــهدوا تحــت التعذيــب‪ ،‬بينهــم ‪6‬مــن عائلــة عفلــق‪ ،‬وقصــف‬ ‫صاروخــي عــى كرنــاز يف حــاه‪.‬‬ ‫‪2012/3/5‬‬ ‫األمــن يهــدد أهــايل الزبــداين ويحذرهــم مــن خــروج مظاهــرات‪،‬‬ ‫ومظاهــرات طالبيــة يف جامعــة دمشــق‪.‬‬ ‫‪2012/3/6‬‬ ‫قصــف عنيــف عــى أحيــاء حمــص ومــدن يف ريــف دمشــق‬ ‫ومداهــات واعتقــاالت بريــف درعــا و نفجــارات عنيفــة بديــر الــزور‪.‬‬ ‫‪2012/3/7‬‬ ‫وقفــة احتجاجيــة يف املغــرب تضامنـاً مــع الشــعب الســوري‪ ،‬ومظاهرة‬ ‫مســائية يف حــي املزة الدمشــقي‪.‬‬ ‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫الحكومة المؤقتة‪:‬‬

‫هــي حكومــة طارئــة أو مؤقتــة تشـكّل عنــد وجــود فـراغ ســيايس‬ ‫ســببه ســقوط النظــام الحاكــم‪ .‬وتكــون هــذه الحكومــات عــادة‬ ‫بعــد زوال نظــام حكــم معــن واالنتقــال إىل نظــام حكــم جديــد‬ ‫عــى ســبيل املثــال مثّلــت حكومــة فرنســا املؤقتــة مرحلــة انتقــال‬ ‫مــا بــن االحتــال النــازي وتكويــن الجمهوريــة الفرنســية الرابعــة‪.‬‬

‫حكومة تصريف األعمال‪:‬‬

‫هــي حكومــة ناقصــة الصالحيــة ألغـراض ترصيــف األمــور ت ُشـكّل‬ ‫يف الفــرة مــا بــن انتهــاء فــرة الحكومــة الســابقة وبــدء أعــال‬ ‫الحكومــة الجديــدة كأن تكــون مرحلــة انتقاليــة أو انتخابــات وال‬ ‫يحــق لهــذه الحكومــة البــت باألمــور امله ّمــة واملصرييــة‬

‫ديليت || ‪Delete‬‬ ‫املشــهد األســطوري هــاد األســبوع كان إســقاط متثــال حافــظ بالرقــة‪،‬‬ ‫واألروع باملوضــوع أنــو مــو ناقلــة جنــد أمريكيــة يــي أســقطته متــل‬ ‫متثــال صــدام‪ ...‬أل‪ ...‬هنــي شــباب الثــورة الســوريني يــي ربطــوا الحبــل‬ ‫وش ـ ّدوه ع كتافهــم بعزميــة وحــاس‪...‬‬ ‫نســقط التامثيــل‪ ،‬نعمــل كــان ديليــت‬ ‫بــس رضوري ونحنــا عــم ّ‬ ‫لألصنــام يــي عايشــة فينــا‪ ،‬ونبتعــد عــن تقديــس وتنزيــه األفـراد حتــى‬ ‫ولــو كان أحــد رمــوز الثــورة‪ ...‬يعنــي أي شــخص مــن مــا كان‪ ،‬هــو مــادة‬ ‫للنقــد والتمحيــص‪ ...‬هيــك ثورتنــا علّمتنــا‪...‬‬ ‫ومــو رضوري كل صاحــب كلمــة ح ّركــت مســتنقع القناعــات الراســخة‬ ‫يتحــول لشــخص مشــبوه ومكــروه‪...‬‬ ‫ثورتنــا مــا الزم تكــون بحــرة راكــدة‪ ،‬رضوري يكــون عنــا الجــرأة نرمــي‬ ‫الحجــر وإال رح ّتتســب أخطــاء كتــرة‪...‬‬ ‫بيبقــى قــول أنــو اســقاط صنــم حافــظ بالرقــة وقبلــه إح ـراق اآلخــر‬ ‫بالطبقــة‪ ،‬نغّصــه علينــا قطــع رأس متثــال أيب العــاء املعــري بإدلــب‬ ‫واختفــاء متثــال حمــد الف ـرايت بديــر الــزور ‪ ...‬ألنــو هــون ســاوينا بــن‬ ‫مصــر الطاغيــة ومصــر الشــاعر‪...‬‬ ‫وهاليش كامن الزم نعملو ديليت‪!!!...‬‬

‫‪8‬‬


‫من هنا وهناك‬ ‫بريطانيا تقدم الدعم للشعب السوري‬ ‫قــررت الحكومــة الربيطانيــة منــح مســاعدات للشــعب الســوري بقيمــة ‪20‬مليــون دوالر تحــت بنــد‬ ‫مســاعدات عاجلــة ‪،‬وذلــك بعــد اجتــاع مؤمتــر أصدقــاء ســوريا‪ .‬مــن جهــة أخــرى قالــت الحكومــة‬ ‫الربيطانيــة أن مئــات الطـاّب الســوريني الدارســن يف البــاد ينبغــي أن يعفــوا مــن الرســوم؛ لتمكينهــم‬ ‫مــن إكــال تحصيلهــم األكادميــي ‪.‬ومــن خــال مســؤولني مرموقــن‪ ،‬دعــت الحكومــة وكالء الجامعــات‬ ‫ملســاعدة الطــاب مــن منطقــة الــرق األوســط التــي مزقتهــا الحــرب‪ ،‬عــر الســاح لهــم بإرجــاء‬ ‫دفــع الرســوم‪ ،‬بــل ومعاونتهــم يف الحصــول عــى متويــل لتمكــن قرابــة ‪ 700‬طالــب جامعــي مــن‬ ‫املواصلــة‪ ،‬دون أن يكونــوا مه ّدديــن باالســتبعاد‪ ،‬جـ ّراء عجزهــم عــن الوفــاء بااللتزامــات املاليــة‪ .‬ويف‬ ‫خطــوة مك ّملــة‪ ،‬أعلنــت وزارة الداخليــة الربيطانيــة عــن تعديــات تضمــن للســوريني متديــد فــرة‬ ‫إقامتهــم والبقــاء يف البــاد‪ .‬ومتنــع العقوبــات األوروبيــة املاليــة الطــاب الســوريني مــن الحصــول عــى‬ ‫التحويــات املناســبة مــن ســوريا‪ ،‬لضــان نفقــات الدراســة واملعيشــة‪.‬‬

‫تدهور العملة السورية مقابل الدوالر‬ ‫بلــغ ســعر رصف الــدوالر اليــوم مقابــل اللــرة الســورية ‪ 100‬لــرة ســورية‪ ،‬بســبب األزمــة االقتصادية‬ ‫يف البــاد و نتيجــة قصــف وترشيــد ونــزوح النــاس وإيقــاف عمليــة االســترياد والتصديــر وإح ـراق‬ ‫ـي قيمتــه منــذ ســنتني إىل اليــوم‪ .‬واألوضــاع االقتصاديــة‬ ‫املحاصيــل الزراعيــة‪ .‬فبلــغ ســعر الــرف ضعفـ ّ‬ ‫يف تدهــور مســتمر ناهيــك عــن عمليــات تهريــب األمــوال ورسقتهــا مــن البنــوك الســورية‪ ،‬ليبقــى‬ ‫املواطــن يف عـراك مــع األســعار املرتفعــة حيــث وصــل ســعر ربطــة الخبــز إىل مئتــي لــرة ســورية‪ ،‬مــع‬ ‫ـح مــادة الطحــن يف املناطــق التــي تتعــرض للقصــف‪.‬‬ ‫توقــف أغلــب األفـران عــن العمــل لشـ ّ‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫أخبارنا‬

‫تحرير الرقة‪..‬‬ ‫بشائر النصر‬

‫أعلــن املتحــدث باســم املكتــب‬ ‫اإلعالمــي للمجلــس العســكري يف الرقــة‬ ‫أبــو بكــر الرقــاوي عــن تحريــر املدينــة‬ ‫مــن كافــة الحواجــز‪ ،‬وإلقــاء القبــض‬ ‫عــى محافــظ املدينــة وأمــن فــرع حــزب‬ ‫البعــث‪ .‬مــن جانبــه أوضــح أ ّن الجيــش‬ ‫الحــر ســيطر عــى كافــة املحافظــة وبــات‬ ‫مســتعدا ً للمــي يف مواجهــة محتملــة‬ ‫مــع قــوات النظــام القادمــة مــن حمــص‪،‬‬ ‫الفتـاً إىل أن املعركــة ســتكون مكلفــة كثـرا ً‬ ‫للنظــام وســتضع العــامل أمــام تح ّديــات‬ ‫غــر مســبوقة‪ ،‬ســيام وأن كتائــب الجيــش‬ ‫الحــر ســيطرت عــى جميــع املؤسســات‬ ‫الرســمية‪ ،‬وتجــري مفاوضــات نهائيــة‬ ‫تجنب ـاً ملزيــد مــن الدمــاء يف آخــر معاقــل‬ ‫النظــام «األمــن العســكري» لتســليم‬ ‫أنفســهم‪ ،‬الفتــاً إىل أن الكتائــب بثّــت‬ ‫رشيطـاً مصــورا ً ألرس محافــظ الرقــة وأمــن‬ ‫فــرع الحــزب‪ .‬وأكـ ّد الناطــق باســم القيادة‬ ‫املشــركة للجيــش الحــر فهــد املــري إىل‬ ‫أن التواصــل مــع كتائــب الجيــش الحــر يف‬ ‫ـيق عال‬ ‫الرقــة قائــم ومســتمر‪ ،‬وهناك تنسـ ٌ‬ ‫بشــأن إدارة املرحلــة القادمــة واســتكامل‬ ‫تحريــر املحافظات الســورية‪ ،‬كاشــفاً إىل أن‬ ‫هنــاك تحــوالت مــن املبكــر الكشــف عنهــا‬ ‫باعتبارهــا مفاجــآت عســكرية ســتعمل‬ ‫عــى إنهــاء الظــام وبــزوغ فجــر الحريــة‬ ‫للمحافظــات األخــرى وخروجهــا إىل‬ ‫الحريــة املنتظــرة والبنــاء‪ ،‬مشــرا ً إىل أن‬ ‫االنشــقاقات التــي حصلــت بتحريــر الرقــة‬ ‫مــن الضبــاط واملدنيــن‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫منوع‬

‫سوريا مقربة لكلمة احلق‬

‫مــ ّر ثالثــة وعــرون شــهرا ً عــى ميــاد‬ ‫ثورتنــا املباركــة‪ ،‬ومــازال األســد وشــبيحته‬ ‫يســتخدمون أســاليب القمــع الوحشــية‬ ‫ّ‬ ‫إلخــاد الثــورة والقضــاء عليهــا‪ ،‬ومنــع نقــل‬ ‫الحقيقــة إىل خــارج أســوار الســجن الكبــر‬ ‫ســوريا‪ ،‬فــكان لــه قبضتــه املحكّمــة ورضبتــه‬ ‫كل مــن خــرج عــن نقــل مــا‬ ‫الصارمــة بوجــه ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وكــذب ونفــاق‪ .‬فحريّــة‬ ‫زيــف‬ ‫يريــد مــن‬ ‫ٍ‬ ‫كل البلــدان‪،‬‬ ‫الــرأي والتعبــر متاحــ ٌة يف ّ‬ ‫والكتّــاب والفنانــون والصحف ّيــون لهــم‬ ‫التقديــر واالحــرام أينــا حلّــوا‪ .‬ولكــن يف‬ ‫القمعــي‬ ‫ســوريا الوضــع مختلــف‪ ،‬فالنظــام‬ ‫ّ‬ ‫االســتبدادي ســلطته الدمويّــة التــي تعتمــد‬ ‫ّ‬ ‫عــى القتــل‪ ،‬الــذي اقتلــع حنجــرة إبراهيــم‬ ‫قاشــوش بلبــل الثــورة الســورية ألنــه أنشــد‬ ‫كلـ ٍ‬ ‫ـات مل تعجبــه فنــال نصيبــه مــن بطشــه‪.‬‬ ‫رســام الكاريكاتــر‬ ‫ـر أصابــع عــي فــرزات ّ‬ ‫وكـ ّ‬ ‫املبــدع الــذي تعــ ّرض للخطــف والتعذيــب‪،‬‬

‫يف ســوريا‪ ،‬فوث ّقــت لجنــة الحريــات الصحفيــة‬ ‫يف رابطــة الصحفيــن الســوريني‪ ،‬مقتــل ‪11‬‬ ‫إعالمي ـاً يف شــهر شــباط املــايض لهــذا العــام‪،‬‬ ‫آخرهــم املصــور الفرنــي أوليفييــه فــوازان‬ ‫وكان يعمــل مــع صحــف لومونــد وإيكســرس‬ ‫وليبرياســيون والغارديــان ووكالــة الصحافــة‬ ‫الفرنســية‪ ،‬الــذي تــويف متأثــرا ً بإصابتــه‬ ‫بشــظايا قذيفــة أثنــاء تغطيتــه عمليــات‬ ‫عســكرية للجيــش الســوري الحــر يف إدلــب‬ ‫يــوم ‪ .2013/ 2/ 24‬لرتتفــع بذلــك حصيلــة‬ ‫ضحايــا اإلعــام يف ســوريا إىل ‪ 138‬صحفيــاً‬ ‫وناشــطاً إعالميـاً منــذ انــدالع الثــورة الســورية‬ ‫يف ‪ 15‬آذار ‪ .2011‬ومــن أبــرز الصحفيــن‬ ‫الطالــب الصحفــي محمــد الحمــوي‪ ،‬أثنــاء‬ ‫قصــف جيــش النظــام الســوري لحــي القابون‬ ‫يف دمشــق‪ ،‬ومراســل شــبكة حلــب نيــوز‬ ‫يوســف بكــري‪ ،‬أثنــاء القصــف عــى حــي كرم‬ ‫الط ـراب يف حلــب‪ ،‬وأيهــم غ ـ ّزول الناشــط يف‬ ‫املركــز الســوري لإلعــام وحريــة التعبــر‪ ،‬بعــد‬ ‫اعتقالــه ألكــر مــن ‪ 67‬يوم ـاً ليســلم لذويــه‬ ‫جثّــة هامــدة عليهــا كل أنــواع التعذيــب‪ ،‬وال‬

‫وتهشــيم يديــه التــي أبدعــت يف رســم‬ ‫الحقيقــة ونقــل معانــاة الســوريني بطريقــة‬ ‫ســاخرة‪ ،‬وبرســمه املبــدع أســقط النظــام‬ ‫مــن عــى أكتــاف الكثرييــن‪ .‬وكــا هــو حــال‬ ‫الســوريني باملالحقــة واالعتقــال واملــوت هــو‬ ‫حــال اإلعالميــن والصحفيــن والناشــطني أيضـاً‬ ‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫ننــى الصحفــي محمــد املســاملة الحــوراين‪،‬‬ ‫الــذي قتــل برصــاص ق ّنــاص يــوم الجمعــة‬ ‫‪ 18‬كانــون الثــاين املــايض‪ ،‬والــذي كان أحــد‬ ‫نشــطاء الثــورة الســورية قبــل أن يعمــل‬ ‫مراسـاً لقنــاة الجزيــرة يف درعــا‪ ،‬بعــد إصابتــه‬ ‫‪ 3‬رصاصــات ببلــدة بــر الحريــر‪ ،‬والصحفيــة‬

‫مــاري كولفــن‪ ،‬مراســلة "صنــداي تاميــز"‬ ‫الربيطانيــة والتــي لقيــت مرصعهــا يف شــباط‬ ‫‪ .2012‬لتكــون ســنة ‪ 2012‬األكــر دمويــة يف‬ ‫صفــوف الصحفيــن عــر العــامل‪،‬‬

‫وأنّ الـراع يف ســوريا يجعــل العــام‬ ‫املنــرم األكــر دمويــة يف الســنوات‬ ‫األخــرة‪ ،‬وتعــد ســوريا حاليــا ً مــن‬ ‫أخطــر البلــدان عــى العاملــن يف‬ ‫الصحافــة العــام املــايض‪ ،‬حيــث‬ ‫س ـ ّجلت فيهــا ‪ 138‬حالــة وفــاة بــن‬ ‫الصحفيــن واإلعالميــن منــذ بدايــة‬ ‫الثــورة‪.‬‬ ‫بقلم عروبة‬

‫‪10‬‬


‫موت بلد‬

‫«هجــوم علــى الرئيــس بــاراك أوبامــا‬ ‫بســبب تقاعســه بشــأن الملــف الســوري‬ ‫األمــر الــذي يهــدد أمــن الشــرق‬ ‫األوســط بأســره وعلــى المجتمــع‬ ‫الدولــي أن يتدخــل قبــل فــوات األوان«‬ ‫ـض العــامل الطــرف عــن ســوريا التــي‬ ‫بينــا يغـ ّ‬ ‫تتعــرض للتفـكّك‪ ،‬يبدو أن نظام األســد ســينهار‬ ‫يف فــوىض‪ ،‬وقــد يســتطيع االســتمرار بالقتــال‬ ‫لبعــض الوقــت‪ ،‬وســوريا املجــزأة ســوف‬ ‫تغــذي الجهــاد العاملــي وســتلّهب الرصاعــات‬ ‫العنيفــة يف منطقــة الــرق األوســط‪ .‬أســلحة‬ ‫األســد الكيامويــة التــي ال ت ـزال مؤ ّمنــة حتــى‬ ‫اآلن‪ ,‬تبقــى مع ّرضــة لخطــر الوصــول إىل أيـ ٍـد‬ ‫غــر آمنــة‪ .‬هــذه الكارثــة ســوف يشــعر بهــا‬ ‫الــرق األوســط بأكملــه وحتــى خارجــه ومــع‬ ‫ذلــك‪ ,‬فــإ ّن العــامل الخارجــي مبــا فيــه أمريــكا‪ ,‬ال‬ ‫يق ّدمــون أي يشء تقريبـاً مــن أجــل املســاعدة‪.‬‬ ‫الطريــق مــن دمشــق‪ :‬جــزء مــن ســبب تــر ّدد‬ ‫الغــرب يعــود إىل أنّــه و منــذ بدايــة الثــورة‬ ‫عــام ‪ ,2011‬انتهــج األســد سياســة القمــع‬ ‫بواســطة الدبابــات و الطائ ـرات‪ ,‬وعمــل عــى‬ ‫تحويــل املتظاهريــن الســلميني إىل مســلّحني‪.‬‬ ‫ومــن خــال إرســاله العلويــن الرتــكاب‬ ‫املجــازر ضــد الغالبيــة الســن ّية‪ ,‬عمــل عــى جـ ّر‬ ‫الجهاديــن‪ ،‬و أقنــع الســوريني مــن الطوائــف‬ ‫األخــرى بااللتصــاق بــه خوفـاً مــن أن ســقوطه‬ ‫ســوف يقــود إىل عمليــات انتقــام رهيبــة‪.‬‬ ‫الــدم الســوري يســيل اآلن دون حســاب‬ ‫والكراهيــة الطائفيــة تشــتعل‪ .‬هــذا القتــال‬ ‫قــد ميتــد لســنوات عديــدة‪ ،‬واألســد حتــى وإن‬ ‫مل يســتطع الســيطرة عــى بــاده‪ ,‬فــإن لديــه‬ ‫جميــع األســباب لــي يســتمر يف القتــال‪ .‬فهــو‬ ‫ال يـزال يتمتّــع بــوالء أشــبه بالعبــادة مــن قبــل‬ ‫زمــرة مــن طائفتــه العلويّة‪،‬باإلضافــة إىل بعــض‬ ‫الســوريني الذيــن يخافــون مــا قــد يحــدث‬ ‫بعــد‪ ،‬كــا أنــه مدعــوم مــن قبــل روســيا و‬ ‫إيــران و العــراق‪ ,‬وحــزب اللــه الــذي يرســل‬ ‫مقاتليــه أيضــاً‪ .‬حتــى اآلن فقــد حصــدت‬ ‫هــذه الحــرب أرواح مــا يزيــد عــى ‪70000‬‬ ‫شــخص و عــرات اآلالف مــن املفقوديــن‪.‬‬ ‫كــا أن النظــام اعتقــل مــا بــن ‪ 150000‬إىل‬ ‫‪ 200000‬شــخص‪ ،‬باإلضافــة إىل مــا يزيــد عــى‬

‫‪The death of a country‬‬

‫ترجمة‬ ‫‪www.economist.com‬‬ ‫‪Feb 23rd2013‬‬

‫رد داخــل الحــدود‪,‬و مليــون‬ ‫‪ 2‬مليــون مــ ّ‬ ‫ســوري يعيشــون حالــة مــن البــؤس الشــديد‬ ‫خــارج الحــدود‪ .‬هــذا الكــم مــن املعانــاة‬ ‫أمــر ال ميكــن اســتيعابه‪ .‬مــع ذلــك فقــد قــال‬ ‫الرئيــس أوبامــا أن إنقــاذ األرواح وحــده ال‬ ‫يشـكّل أرضيــة كافيــة للعمــل العســكري‪ .‬لقــد‬ ‫تعلّمــت أمريــكا يف أفغانســتان و العـراق مــدى‬ ‫صعوبــة فــرض الســام‪ ,‬و لذلــك فهــي تخــى‬ ‫مــن أن تســقط يف حالــة الفــوىض التــي خلقهــا‬ ‫األســد‪ .‬لقــد ا ُنتخــب الســيد أوبامــا ليكســب‬ ‫املعــارك االقتصاديــة يف الداخــل لذلــك هــو‬ ‫يعتقــد أن أمريــكا املرهقــة يجــب أن تبقــى‬ ‫يف حالــة حــذر مــن الســقوط يف كارثــة أجنبيــة‬ ‫أخــرى‪ .‬هــذه النتيجــة خاطئــة‪ ،‬ألن أمريــكا‬ ‫كقــوة عامليــة عظمــى ســوف تُجــر إىل ســوريا‬ ‫يف نهايــة املطــاف‪ .‬حتــى وإن اســتطاع الرئيــس‬ ‫مقاومــة الحجــج اإلنســانية‪ ,‬فإنــه لــن يســتطيع‬ ‫تجاهــل مصالــح بــاده‪ .‬و تقريبـاً فــإن كل يشء‬ ‫تريــد أمريــكا أن تحققــه يف الــرق األوســط‬ ‫ســوف يصبــح أكــر صعوبــة‪ .‬احتــواء اإلرهــاب‬ ‫و ضــان إمــدادات الطاقــة و انتشــار أســلحة‬ ‫الدمــار الشــامل‪ .‬إن مــا يقــرب مــن خمــس‬ ‫املتمرديــن – و أفضلهــم تنظيــا – هــم مــن‬ ‫جهاديــن‪ ،‬ويشــكلّون تهديــدا ً عــى الســوريني‬ ‫الســنة‪ ،‬و مــن املمكــن أن‬ ‫املعتدلــن مبــا فيهــم ّ‬ ‫يســتخدموا املناطــق الخارجــة عــن الســيطرة‬ ‫كقاعــدة إلرهــاب دويل‪ .‬و إذا هـ ّددوا إرسائيــل‬ ‫عــر مرتفعــات الجــوالن‪ ,‬فــإن إرسائيــل ســوف‬ ‫املقســمة‬ ‫تحمــي نفســها برشاســة‪ ,‬ســوريا ّ‬ ‫قــد تــؤدي إىل متزيــق لبنــان إىل أجــزاء‪ ,‬ألن‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫األســد ســوف يســتثري أنصــاره هنــاك‪ .‬واألردن‪,‬‬ ‫الدولــة الفقــرة و الهشّ ــة ســوف تتعــرض‬ ‫لزعزعــة االســتقرار بســبب تدفــق الالجئــن‪ .‬و‬ ‫العـراق ذو الغالبيــة الشــيعية بالــكاد يســتطيع‬ ‫الحفــاظ عــى نفســه بســبب دخــول العراقيــن‬ ‫الســنة يف الــراع‪.‬‬ ‫التقاعــس عــن العمــل سياســة أيضــاً‪ :‬إن‬ ‫سياســة الســيد أوبامــا يف انتظــار أن يــأيت‬ ‫الحريــق عــى نفســه فاشــلة‪ ،‬و عوضــاً عــن‬ ‫أن ينظــر إىل األمــور و هــي تتدهــور فــإن‬ ‫عليــه أن يتــرف‪ .‬يجــب أن يكــون هدفــه‬ ‫الحفــاظ عــى مــا ت ّبقــى مــن ســوريا‪ .‬وهــو‬ ‫مــا يعنــي أن عليــه إقنــاع األشــخاص املحيطــن‬ ‫باألســد بــأن خيارهــم هــو مــا بــن هزميــة‬ ‫ســاحقة أو تنحيــة عائلــة األســد‪ .‬إن منطقــة‬ ‫حظــر الط ـران ال زالــت رضوريــة ملنــع القــوة‬ ‫الجويــة لألســد مــن التحليــق‪ ،‬وعــى أمريــكا‬ ‫أن تعــرف بالحكومــة االنتقاليــة املنتخبــة مــن‬ ‫قبــل املعارضــة الســورية مــع رضورة تســليح‬ ‫املعارضــة‪ ,‬و عــى أوروبــا و أمريــكا أن تســتمرا‬ ‫يف محاولــة إبعــاد روســيا عنــه‪ ,‬و ذلــك مــن‬ ‫خــال التعهــد بــدور لهــا يف ســوريا املحــررة‪.‬‬ ‫ليــس هنــاك أي ضامنــة بــأن هــذه السياســة‬ ‫ســوف تنجــح‪ .‬و لكنهــا عــى األقــل ســوف‬ ‫تبنــي روابــط مــع املتمرديــن غــر الجهاديــن‬ ‫الذيــن ســوف تكــون أمريــكا بحاجــة لهــم‬ ‫كحلفــاء يف حالــة الفــوىض إذا اســتمر األســد‪،‬‬ ‫أمــا اليــوم يشــعر هــؤالء الســوريني املعتدلــن‬ ‫بالخــذالن‪.‬‬ ‫رصف ‪ /‬نريمني عبد الرؤوف‬ ‫ترجمة بت ّ‬

‫‪11‬‬


‫شهداء‬

‫فدائي‬

‫أماه ديني قد دعاني للجهاد وللفداء‬ ‫ذاهب للخلد لن أترددا‬ ‫أماه إني‬ ‫ٌ‬ ‫أماه ال تبكى علي إذا سقطت ممددا‬ ‫فالموت ليس يخيفنى ومناي أن استشهدا‬ ‫اللــــــــــــه أكبـــــــــــــــر‬ ‫اهلل أكبر كلما صوت القنابل زغردا‬ ‫اهلل أكبركلما صدح الرصاص وغردا‬ ‫اهلل أكبر لن تضيع دماء إخواني سدى‬ ‫فالنصر أقبل ضاحكا والحق زاد توقدا‬ ‫نأبى الهوان ولو أعد الكافرون لنا ال ُمدى‬ ‫نأبى الركون ألى الطغاة الحاقدين على الهدى‬ ‫فالحر يأبى أن يلين أو أن يهادن مفسدا‬

‫الشهيد بإذن اهلل‬

‫اجملاهد عمار زعرورة‬

‫هــا قــد غمســت أوراقــي مبــاء الذهــب‪ ،‬و ط ّهــرت قلمــي مبــا ٍء مقــدس‪ ،‬عـ َّـل كلــايت ترتقــي ملســتوى‬ ‫تضحيتــك‪ .‬املجاهــد عــار إبراهيــم زعــرورة مــن مواليــد الزبــداين‪ 1993 /‬خــرج يف الحـراك الســلمي‬ ‫يف بدايــة الثــورة‪ ،‬هتــف مــع رفاقــه "هــي للــه‪ ...‬حريــة لألبــد"‪ ،‬شــبكوا أكفّهــم مــع بعضهم و أنشــدوا‬ ‫للحريــة و للســلمية‪ ،‬لكــن النظــام مل يردهــا يومـاً ســلم ّية‪ِ .‬‬ ‫لوحـ َـق عــار مــن قبــل األمــن و الشــبيحة‬ ‫و تــم اعتقالــه مرتــن‪ ،‬نقلــوه مــن فــرع مخابـرات آلخــر ذاق فيهــا أقــى أنــواع التعذيــب و التنكيــل‪،‬‬ ‫و حــن س ـلّم لعائلتــه مل يكــن يقــوى عــى الوقــوف عــى قدميــه املكســورتني فحملــه رفاقــه عــى‬ ‫أكتافهــم و تحــول إطــاق رساحــه إىل مظاهــرة‪ ،‬كانــت هــذه الحادثــة هــي املفصــل يف حيــاة عــار‪،‬‬ ‫عندهــا قـ ّرر حمــل الســاح و الدفــاع عــن وطنــه يف وجــه العصابــة األســدية ملــا رآه مــن أهــوال يف‬ ‫املعتقــات‪ .‬رفــع عــار يف املظاهـرات رايــة "ال إلــه إال اللــه محمــد رســول اللــه " فجوبــه مــن البعــض‬ ‫بانتقـ ٍ‬ ‫ـادات الذعــة و أ ّن رفــع الرايــة ال يجــوز حتــى ال يتّخذهــا الغــرب ذريعــة لــرب الثــورة ‪ .‬لكــن‬ ‫املجاهــد أىب أن ينزلهــا‪ ،‬دافــع عنهــا و حامهــا بصــدره و ض ّمهــا بــن ذراعيــه ‪-‬كــا فعــل صحابــة‬ ‫فاســتحق‬ ‫الرســول عليــه الصــاة والســام‪ -‬مصعــب ابــن عمــر و جعفــر الطيــار ريض اللــه عنهــا‪ّ .‬‬ ‫الشــهادة وســاماً يرفعــه إىل مراتــب األنبيــاء و الصحابــة‪ .‬لقبّــوه "بالفــدايئ " ألنــه صاحــب املهــام‬ ‫الصعبــة‪ ،‬والتحــق بكتيبــة محمــد بــن مســلمة‪ ،‬مل يتــوا َن عــن تلبيــة النــداء يومـاً مندفعـاً كالرصــاص‬ ‫إىل صــدر عــدوه‪ .‬وهــب حياتــه ألصدقائــه ومــن حولــه‪ ،‬فمــن يطلــب مــؤازرة يطلــب الفــدايئ فيغفــو‬ ‫مســلحاً‬ ‫يومــاً هنــا و يومــاً هنــاك‪ .‬هكــذا قــى عــار عامــن مــن الثــورة متظاهــرا ً ســلمياً ثــم ّ‬ ‫باإلميــان إىل أن نــاداه منــا ٍد أن حــان وقــت اللقــاء‪ .‬خــرج ملســاعدة أحــد رفاقــه و كان مصابـاً حــاول‬ ‫ســحبه لكــن قذائــف املــوت كانــت أســبق إليــه ورسعــان مــا حفّتــه املالئكــة بأجنحتهــا‪ ،‬كفّنتــه‪،‬‬ ‫عطّرتــه‪ ،‬فمــأت رائحــة مســكه عبــاب الســاء معلنـ ًة عــن قــدوم الفــدايئ لجــوار ربــه‪.‬‬ ‫استشهد عامر زعرورة بتاريخ ‪2013\3\4‬‬ ‫بقلم ذات النطاقين‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫‪12‬‬


‫الزبداني تاريخ وحضارة‬ ‫حديقــة غ ّنــاء مــن أرض الشــام‪،‬‬ ‫عذبــة املــاء‪ ،‬طيبــة الهــواء‪ ،‬يؤ ّمهــا‬ ‫ســنوياً آالف الســياح مــن البلــدان‬ ‫العربيــة و األجنبيــة إضافــة ألبنــاء‬ ‫دمشــق ‪.‬‬ ‫تقــع الزبــداين مــن جهــة الشــال‬ ‫الغــريب ملدينــة دمشــق العاصمــة و‬ ‫تبعــد عنهــا حــوايل ‪ 45‬كــم و تعتــر‬ ‫الزبــداين مركــزا ً إداريــاً ملنطقــة‬ ‫الزبــداين التــي تتبــع محافظــة ريــف‬ ‫دمشــق و يتبــع لهــا مجموعــة قــرى‬ ‫و نواحــي عديــدة مثــل بلــودان ومضايــا‬ ‫والروضــة وغريهــا ‪...‬‬ ‫يبلــغ ارتفاعهــا عنــد ســهلها املنخفــض ‪ 1170‬م‬ ‫عــن ســطح البحــر‪ ،‬و مــن أهــم معــامل هــذا‬ ‫الســهل نبــع بــردى الــذي ينبلــج عنــد أقــدام‬ ‫الســهل مــن جهتــه الغربيــة‪.‬‬ ‫تح ّدهــا سلســلتي جبــال ‪ :‬الجبــل الرشقــي و‬ ‫هــو امتــداد جبــل الشــقيف وفيــه أعــى قمــة‬ ‫عــن النســور ‪ 2216‬م و الجبــل الغــريب أو مــا‬ ‫يســمى جبــل شــر منصــور أو جبــل يابــوس‪،‬‬ ‫وتتميــز مبناخهــا املتوســطي البــارد شــتاءا ً‬ ‫واملعتــدل صيفــاً‪.‬‬ ‫للزبــداين تاريــخ قديــم مرتبــط بأهــم املــدن‬ ‫العامــرة القدميــة كدمشــق و بعلبــك و أبليــة‬ ‫(ســوق وادي بــردى اليــوم) و كلشــيش‬ ‫(عنجــر) و مــدن أخــرى كثــرة‪.‬‬ ‫هــذا وتعــود أصــول أهــل املدينــة التاريخيــة‬ ‫إىل العــرب اآلراميــن الذيــن هاجــروا مــن‬ ‫الجزيــرة العربيــة و كانــت لغتهــم اآلراميــة ‪.‬‬ ‫كلمــة الزبــداين ذات أصــل أرامــي كانــت عــى‬ ‫صيغــة زابادونــاين ثــم نقلــت إىل اليونانيــة‬ ‫باســم زابــادوين وتعنــي لــب الخــر و هــذا‬ ‫االســم مقــدس عنــد اآلراميــن و كان عــى اســم‬ ‫أحــد آلهتهــم وهــو زبدئيــل ‪.‬‬ ‫وترجــع بعــض املصــادر إىل تســمية الزبــداين‬ ‫عــى اســم آلهــة التفــاح عنــد اليونــان و هــو‬ ‫زبدون‪.‬يوجــد يف املدينــة العديــد مــن اآلثــار‬ ‫القدميــة مثــل‪:‬‬ ‫‪-‬معبــد للنبــي يوحنــا المعمــدان‬

‫(النبــي يحيــى) ‪ :‬وهــو يف األصــل معبــد‬ ‫وثنــي تحــول ملعبــد مســيحي و هــو يف وســط‬ ‫البلــدة و يقــع بالقــرب مــن جامــع الجــر‬ ‫حاليــاً ‪.‬‬ ‫موقــع ديــر النحــاس ‪ :‬بقايــا حجــارة‬‫و أعمــدة و هــي بقايــا ملعبــد أرامــي لإللــه‬ ‫زابــادوين و يوجــد بقايــا فــرن لصهــر النحــاس ‪.‬‬ ‫الســفيرة ‪ :‬بقايــا حجــارة و أعمــدة متكــرة‬‫و نواويــس حجريــة وهــي بقايــا لبلــدة قدميــة‬ ‫دمــرت قبــل الفتــح اإلســامي ‪.‬‬ ‫قلعــة الكوكــو‪( :‬إلــه الحبــوب عنــد‬‫اليونــان) وهــي بقايــا ملعبــد يونــاين أعمــدة‬ ‫متكــرة ‪-‬بقايــا معــرة ‪ -‬ســت قبــور منبوشــة‬ ‫و ينتهــي املعبــد املنحــوت يف الصخــر بشــق‬ ‫واســع فيــه موضــع لألصنــام و عــى ســقفه‬ ‫كتابــات يونانيــة و أعمــدة متكــرة عــى‬ ‫إحداهــا كلمــة ممســوحة باليونانيــة تعنــي‬ ‫(كوكــوس) و أخــرى (ســوالالس)‬ ‫خربــة الدلــة ‪ :‬بقايــا آثــار يونانيــة (حجــارة‬‫و أعمــدة متكــرة )‬ ‫الكبــرى ‪ :‬وتعنــى باليونانيــة النحــاس‬‫األصفــر و فيهــا بقايــا لديــر (مــار اليــاس )‬ ‫حجــارة متكــرة و شــجرة قدميــة مقدســة ‪.‬‬ ‫بقايــا كهــوف و قبــور فــي منطقــة‬‫وادي قــاق ‪ :‬كانــت معبــد و كنيســة درســت‬ ‫جــراء زلــزال أصــاب البلــدة ‪.‬‬ ‫بقايــا بلــدة قديمــة فــي تــل كفــر‬‫عامــر‪ :‬و هــي بلــدة تهدمــت جــراء زللــزال‬ ‫ثــم حريــق قبــل ‪ 500‬عــام ‪.‬‬ ‫‪-‬بقايــا لخــان الفنــدق و مقابــر قدميــة كالشــيخ‬

‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫زبدانيات‬

‫جنيــد و قــر أحــد امللــوك األيوبيــن‬ ‫(امللــك العــادل ) قــرب جامــع الجــر‬ ‫وقــر (الشــيخ محمــد ‪-‬الشــيخ هــال)‬ ‫‪0‬ســاطني الزبــداين يف العهــد األيــويب‪0‬‬ ‫بقايــا بعــض العيــون ‪ :‬التــي‬‫كانــت متــأ منهــا الجــرار ( حــازورة‬ ‫عــن الحمــة ‪ -‬الجــرن الكبــر ‪ -‬البــق‬‫النابــوع ‪ -‬الكــري ‪ -‬الجرجانيــة )‪ .‬أمــا‬‫فيــا بتعلــق بنشــاط املدينــة االقتصادي‬ ‫تعتــر الصناعــة يف املنطقــة ثانويــة و‬ ‫ذلــك ألنهــا مدينــة ســياحية و زراعيــة‬ ‫يف املقــام األول‪ ،‬إال أن األمــر ال يخلــو مــن‬ ‫بعــض النشــاطات الصغــرة التــي تؤمــن بعــض‬ ‫املســتلزمات كالــورش و الحــرف التقليديــة‬ ‫كالنجــارة‪ .‬والتجــارة تقتــر عــى محــال لبيــع‬ ‫األغذيــة و األلبســة و الخضــار و املصنوعــات‬ ‫الرشقيــة و كثــر مــن هــذه املحــال تفتــح‬ ‫صيفــاً يف موســم االصطيــاف و تغلــق شــتاءا ً‪.‬‬ ‫أمــا الزراعــة فهــي األهــم إذ تبلــغ مســاحة‬ ‫أرايض مدينــة الزبــداين حــوايل ‪ /63000/‬دونــم‬ ‫‪.‬ويــزرع فيهــا األشــجار املثمــرة مثــل التفــاح‬ ‫والكــرز والــدراق واإلجــاص باإلضافــة إىل أنــواع‬ ‫هامشــية أخــرى مثــل الســفرجل والخــوخ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫الشرق‬ ‫إعصار‬ ‫يا قادمني من الشرق أبشروا‬

‫ورصاصكم فوق الطغاة أمطروا‬ ‫فهذه األرض أرضنا‬ ‫هذا الرتاب الذي يشرب من دمائنا ترابنا‬ ‫وإن كان هذا اليوم هلم فاعلموا أن الغد لنا‬ ‫يا قادمني من الشرق‪ ...‬أرض الرجال‬ ‫أرض العزة دير األشبال‬ ‫أمسع صوت خطاكم تزأر مع الفجر الضحوك‬ ‫راياتكم الدامية ذكرتين بتبوك‬ ‫وأسنّة احلراب تلمع‬ ‫والبنادق الثائرة ‪ ....‬ت ّصدح‬ ‫(( أن الذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن اهلل على نصرهم قدير ))‬ ‫تتزلزل األرجاء من صوت اهلدير‬ ‫يتوجّس الردى منها قد أقبل رجال الدير‬ ‫ويردد األثري أقبل رجال اهلل‬ ‫وعلّموا األسود الزئري‬ ‫يا أحبّاء رسول اهلل امضوا يف هذا الطريق‬ ‫وارفعوا الرايات‬ ‫واتّركوا الصرخات جتلّجل يف العال يا أباة‬ ‫وأوقدوا يف الباغني احلريق‬ ‫وارفعوا الرايات‪..‬‬ ‫ارفعوها فوق األراضي احملرّرة‬ ‫وأنزلوا علم الغزاة‬ ‫ال‪ ..‬ال تلّقنوا احلداد ‪...‬‬ ‫على شهدائنا األبرار‬ ‫فقتالنا يف اجلنة وقتالهم يف النار‬ ‫ّكبوا يا أبطال‬ ‫وا ّصدحوا بالصوت عالياً‬ ‫فقد أقبل النهار‪...‬السبية لألحرار‬ ‫ّ‬ ‫قد أقبل من الفرات أسود ومشروا الزنود‬ ‫وأمطروا الغزاة بالرعود‬ ‫ها هم قادمون أيها املوت ‪..‬‬ ‫فلتلذ بالفرار‬ ‫ها قد الحت البنادق من بعيد‬ ‫وأقبل رجال يلفّهم احلديد‬ ‫برشاشات متأل الصدى رصاص‬ ‫ٍ‬ ‫ها هم رجال الدير يا أسد‬ ‫حيملون لك يوم الوعيد‬ ‫وحبالً من مسد ‪ ...‬فقد شرب‬ ‫الفرات الشمس ‪ ...‬قبل أن يسقيهم‬ ‫وقد علم الرجال اجلسر ‪ ...‬اجلسارة‬ ‫فحماة القاع ‪ ...‬الرجال السباع‬ ‫ال يعرفون معنى اخلسارة‬ ‫أبناء الصحراء قد جلبوا لك منها‬ ‫حنظالً ومرار ًا ‪..‬وحقد ًا و نار ًا‬ ‫ونزلوا ساح الوغى‬ ‫وجتب وطغى‬ ‫يثأرون فمن بغى ّ‬ ‫فرتيّثوا ‪...‬‬ ‫قد جاءكم من شرقنا إعصاراً‬ ‫بقلم مغتربة‬ ‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫ــــم‬ ‫َقســـــــــــــــَ ْ‬ ‫يا كون حزن وأمل‬

‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫عصفور َ‬ ‫يا َ‬ ‫وألف جناح قد ك ِسرْ‬ ‫ألف ٍ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ليل مُدلمْ‬ ‫يا ظلمَ ٍ‬ ‫يا َ‬ ‫كل جرح قد توج َع يف الدجى‬ ‫ٍ‬ ‫ها قد تك ّد َس يف الفضا‬ ‫ات همٍ وندم واريت يف قضبان نفسي ذا الورى‬ ‫أنّ ِ‬ ‫ودمَ ْن‬ ‫ساقيةٌ تبكي قضاءً ِ‬ ‫مقربةً حتكي النوائِ َ‬ ‫ب والبلى‬ ‫ُ‬ ‫تلفظ موتاها عراةً من كفن‬ ‫أين أكون عندما تدوين أيتها اهلزمية ؟‬ ‫جدران الزمن ؟‬ ‫يف توابيت األسى أم خلف‬ ‫ِ‬ ‫هو ُ‬ ‫عويل صمتك حيث موقعةُ اجلرمية‬ ‫ِ‬ ‫متتمةُ أشباح وصدق يف تُهم‬ ‫ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫َشوت فاهي‬ ‫ولكن‬ ‫بالرتاب وباخلنوع َّ‬ ‫ِ‬ ‫أننيَ هاتيك اجلرحية خان عهدي بالصمم‬ ‫أقداس احلياة قسم‬ ‫فبكل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بكل أقداس احلياةِ قسم لن أسكت اليوم ولن أرض أنا‬ ‫بشروركم!‬ ‫سحقاً لكمْ‬ ‫سحقاً ألزالم العد ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬ ‫برج السوري ‪:‬‬ ‫البــد لــك مــن دفــع رضيبــة الــدم مــن أجــل الحيــاة‬ ‫بكرامــة‪.‬‬ ‫برج املعارضة اخلارجية ‪:‬‬ ‫لــن نســمح لكــم بــأن تكتبــوا تاريخنــا مــن الخــارج ‪...‬‬ ‫التاريــخ ســيكتبه ســوريو الداخــل فقــط‪...‬‬ ‫برج البوطي ‪:‬‬ ‫بعــد خطبتــك العظيمــة يــوم الجمعــة بتنصحــك األبـراج أنــو‬ ‫تــروح تالقيلــك يش قــر تســر فيــه شــيبتك وتتضبضــب‪!..‬‬ ‫برج إيران ‪:‬‬ ‫باعتبــار أنــو رصتــو معنــا بنفــس الوطــن شــو رأيكــم‬ ‫تحركــوا حالكــم وتعملولنــا يش مظاهــرة‪!...‬‬

‫دفاع مدني‬

‫فواصل‬

‫الجــروح هــي قطــع غــر طبيعــي أو بــر يف الجلــد أو األنســجة األخــرى‬ ‫يف الجســم ‪.‬‬ ‫ولهــا عــدة أنــواع ‪:‬الجــروح الســطحية والجــروح العميقــة والجــروح‬ ‫النافــذة والكدمــات‪.‬‬ ‫االسعافات األولية للجروح حسب نوعها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الجــروح الســطحية ‪:‬يغســل مــكان اإلصابــة مبحلــول املطهــر أو املــاء‬ ‫البــارد مــع الصابــون املخفــف ‪.‬‬ ‫‪ -2‬والجــروح العميقــة والجــروح النافــذة أكــر أنــواع الجــروح خطــورة‬ ‫وأكرثهــا تعرضــا النتقــال العــدوى واألمـراض وااللتهابات‪.‬وهــذه الجــروح‬ ‫غالبــاً مــا يصطحبهــا نزيــف ألن الجــرح عميــق قطّــع األوردة أو‬ ‫الشــعريات الدمويــة‪ ،‬ويف حــال حدوثهــا يجــب إيقــاف النزيــف فــورا‬ ‫قبــل تنظيــف وعــاج الجــروح ‪ ،‬ويستحســن ارتــداء قفــاز طبــي للوقايــة‬ ‫مــن اإلصابــة بااللتهابــات وانتقــال العــدوى ‪ ،‬ويتطلــب إج ـراء اآليت ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عمل ضامدة ضاغطة بشاش طبي أو قطن طبي نظيف ومعقم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬يوضــع القطــن أو الشــاش عــى الجــرح ويضغــط باعتــدال مــع‬ ‫اســتخدام اليديــن ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يراعــى عــدم إزالــة الشــاش الطبــي أو القطــن يف حالــة تــرب الــدم‬ ‫بــل يجــب وضــع طبقــة أخــرى مــن القطــن أو الشــاش عــى مــكان‬ ‫اإلصابــة‬ ‫‪ - 4‬يرفع العضو املصاب بالجرح أعىل من مستوى القلب ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬يضغط باستمرار عىل مكان اإلصابة أو النزيف ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬يف حالــة اســتمرار تدفــق الــدم (النزيــف) يجــب إيقافــه عــن طريــق‬ ‫الرشيــان املغــذي للعضــو املصــاب أعــى اإلصابــة مــن الداخــل وذلــك‬ ‫بالضغــط بواســطة اليديــن للرشيــان والعظــام لتقليــل تدفــق الــدم إىل‬ ‫اتجــاه الجــرح النــازف ‪.‬‬

‫برج بشار ‪:‬‬ ‫مــع االنتباه‪:‬فــي حالــة وجــود الجــروح القطعيــة العميقــة‬ ‫يامــن ترخّــص بدمــاء الســوريني وتســأل عــن أســاء مــع نزيــف يتطلــب أخــذ المصــاب إلــى أقــرب مركــز طبــي‬ ‫الشــهداء اعلــم أنهــا رخيصــة فقــط عليــك‪ ...‬تبــاً لــك بأســرع وقــت إلجــراء الــازم ‪ ،‬ويجــب إزالة األجســام الغريبة‬ ‫الســطحية مثــل الرمــال واألتربــة واألعشــاب والزجــاج ‪ ،‬أمــا‬ ‫ولوحشــيتك‪!...‬‬ ‫إذا كانــت األجســام الغريبــة غائــرة فــي الجســم فــا يجــب‬ ‫تحريكهــا إال بمعرفــة أطبــاء متخصصيــن ‪ .‬وتســتخدم‬ ‫برج طيار امليغ‪:‬‬ ‫المضــادات الحيويــة التــي تســاعد علــى االلتئــام ‪.‬‬ ‫ســمعنا أنــك حلّقــت بســاء فلســطني وألقيــت‬ ‫مناشــر تهديــد لإلرسائيليــن وعلينــا عــم ترمــي الرباميــل‬ ‫والصواريــخ‪ ...‬بــس ياحيــف !!‬ ‫برج حزب الالت ‪:‬‬ ‫ياريــت تبعتلنــا الباقــي مــن جنــودك عــى واجبهــم‬ ‫الجهــادي مشــان يوصلّهــم جيشــنا الحــر عــى جهنــم‬ ‫الحمــرا‪!...‬‬ ‫العدد (‪ )49‬السنة الثانية ‪ -‬األثنين ‪2013\03\11‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

‫الفتاتنا‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.