أوكسجين العدد ( 50 ) السنة الثانية - الأحد 17-03-2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‪..‬‬

‫أحمد شحادة‪..‬‬ ‫المشفى الميداني‪ ..‬إرادة ومعاناة‬ ‫عنب التضحية والصمود‪.‬‬

‫معتقلون يخرجون من الجحيم أحيا ًء‬

‫أسرة أوكسجين تهدي هذا اإلصدار لروح الشهيد‬ ‫أحمد شحادة (مدير تحرير جريدة عنب بلدي)‬ ‫أوكسجني‬ ‫كما الثورة ‪ -‬مستمرة‬

‫العدد ( ‪ ) 50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫إفتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬أحمد شحادة‪..‬‬ ‫عنب التضحية والصمود‪..‬‬ ‫‪ -4‬المشفى الميداني‪ ..‬إرادة ومعاناة‬ ‫‪ -5‬االئتالف الوطني‪..‬‬ ‫على حافة الهاوية!؟‬ ‫‪ -6‬جسر الشغور‪ ..‬ن ّوارة العاصي‬ ‫‪ْ -7‬‬ ‫كن جميالً وابتسم ‪ -‬الفتى البطل‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬أخبارنا‪ ..‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -10‬تدهور العملة السورية‬ ‫واالقتصاد بحالة حرجة‬ ‫‪ -11‬معتقلون يخرجون من الجحيم أحيا ًء‬ ‫‪ -12‬في الزبداني‪ ..‬الشهيد يدفن شهيد‬ ‫‪ -13‬زبدانيات الدومري‪ ..‬زبداني أف أم‬ ‫‪ -14‬أدب‪ ..‬وعاد الربيع يا وطني‬

‫عامــان عــى الثــورة واألمــل يرســم طريــق النــر بخطــوات رسيعــة‬ ‫أحيانــا ‪ ..‬ومؤملــة أحيانــا‪.‬‬ ‫فبهــذا األســبوع فجعنــا بإستشــهاد صديقنــا أحمــد شــحادة مديــر‬ ‫تحريــر عنــب بلــدي‪ ..‬وكان عزائنــا اإلســتمرار مبــا حلــم بــه نحــو الحريــة‪.‬‬ ‫ونــزور املشــفاى امليدانــةي لننقــل معانــاة العــرات مــن الجرحــى‬ ‫ومعانــاة اإلطبــاء يف عملهــم‪ ،‬وننتقــل لنوصــل رســالة مــن شــعبنا الصامــد‬ ‫إىل اإلئتــاف الوطنــي‪ ..‬مفادهــا اإلبتعــاد عــن التهميــش‪.‬‬ ‫لننتقــل بعدهــا إىل طبيعــة جــر الشــغور ومســرتها الثوريــة‪ ،‬وتقــول‬ ‫لقارئهــا إبتســم ‪ ..‬فإبتســامتك صدقــة ‪ ..‬ومــن اإلبتســامة إىل األخبــار‬ ‫العاجلــة‪ ..‬لتلقــي الضــوء عــى األوضــاع اإلقتصاديــة يف ظــل تدهــور‬ ‫العملــة الســورية‪..‬‬ ‫أمــا املعتقلــن الناجــن مــن جحيــم املعتقــل يف ظــل التصفيــات التــي‬ ‫ينفذهــا األســد كان لهــم بصفحــات أوكســجني مكانتهــم الخاصــة‪ ..‬وتحيك‬ ‫لنــا أوكســجني قصــة الشــهيد الــذي دفــن شــهيد‪..‬‬ ‫أمــا عــن زاويــة زبــداين أف أم فنجــد بداخلهــا أخبــار مبكيــة مضحكــة ‪..‬‬ ‫ونتابــع تصفــح أوكســجني مــع فقراتهــا الثابتــة ‪ ..‬أدب‪ ..‬وفواصــل ‪ ..‬ونقد‪..‬‬ ‫وتتوجــه أرسة أوكســجني بالع ـزاء لكافــة العاملــن بجريــدة عنــب بلــدي‬ ‫طالبــن مــن اللــه إلهامهــم الصــر عــى فقيدنــا الغــايل أحمــد شــحادة‪ -15 .‬فواصل‪ ..‬الثورة السورية و األربعين حرامي‬ ‫كام تهدي هذا اإلصدار لروحه الطاهرة‬

‫‪15‬‬

‫‪18‬‬ ‫للثورة عيدان ‪ ..‬والثالث بالنصر‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫‪2‬‬


‫عنب ثورة‬

‫أمحد شحادة‬ ‫عاد بعد املوت حياً ذكراه كان عليّا‬ ‫يف جنان الخلد مييش هانئ النفس رضيا‬ ‫كان يف الدنيا شجاعاً ثابت الخطى أبيّا‬ ‫يف ليــايل ســوريا البــاردة ‪..‬كل يــوم تســقط‬ ‫زهــرات بــادي واحــدة تلــو األخــرى ‪..‬يف كل‬ ‫يــوم نــزف عريســاً شــهيدا ً إىل ربــه حيــث ال‬ ‫خــوف عليــه وال حــزن وال ظلــم ‪..‬يف مســاء‬ ‫يــوم (الثالثــاء ‪ 12‬آذار ‪ )2013‬ســقط صــاروخ‬ ‫اســتهدف مدينــة داريــا ‪..‬تلــك املدينــة‬ ‫الدمشــقية العصيــة عــى األســد‪..‬أمطرها‬ ‫بحقــد مــن الصواريــخ والقذائــف لتحصــد‬ ‫األرواح النقيــة الطاهــرة ومنهــا الزميــل‬ ‫ـي أحمــد خالــد شــحادة ابــن ‪ 32‬ربيعــا‬ ‫الصحفـ ّ‬ ‫كان ســاحه كلمــة الحــق ‪..‬ومــا أعظمــه مــن‬ ‫ســاح!‪.‬كان عضــو مجلــس إدارة جريــدة عنــب‬ ‫بلــدي ومديــر تحريرهــا ‪.‬التحــق منــذ بدايــة‬ ‫الثــورة مبجموعــة الشــباب الســلمي واشــرك‬ ‫يف معظــم املظاه ـرات والفعال ّيــات الثوريــة يف‬ ‫املدينة‪،‬وســاهم يف نشــاطات أخــرى متنوعــة‬ ‫عــى الصعيــد اإلغــايث واإلنســاين‪ ،‬ثــم شــارك‬

‫عنب التضحية والصمود‪..‬‬

‫بتأســيس املجلــس املحــي ملدينــة داريا وشــغل‬ ‫عضويــة يف املكتــب اإلغــايث فيه‪.‬انضــم أحمــد‬ ‫رسي لفريــق عنــب بلــدي بعــد‬ ‫شــحادة بشــكل ّ‬ ‫أشــهر مــن انطالقــة الجريــدة وعمــل مديــ ًرا‬ ‫للصفحــة االقتصاديــة فيهــا (ســوق هــال)‪ ،‬ث ـ ّم‬ ‫عمــل يف غرفــة التحريــر وأرشف عــى كتابــة‬ ‫االفتتاحيــة األســبوعيّة للجريــدة‪ ،‬كــا كان‬ ‫مرشفًــا عــى التدقيــق اللغــوي فيهــا‪ .‬وانتخــب‬ ‫خــال ذلــك الوقــت عضــ ًوا ملجلــس اإلدارة‬ ‫الــذي ّاســتمر فيــه لثــاث دورات متتاليــة‪.‬‬ ‫وقــد كان النضاممــه لفريــق العمــل أثــر واضــح‬ ‫يف رفــع ســويّة املحتــوى الصحفــي للجريــدة‪،‬‬ ‫ملــا ميتلــك مــن قــوة فكــر وقــدرة أدبيّــة‬ ‫وبُعــد نظــر ســيايس‪ .‬تخ ـ ّرج أحمــد مــن كلّيــة‬ ‫االقتصــاد يف جامعــة دمشــق عــام ‪ 2003‬ثــ ّم‬ ‫حصــل عــى درجــة الدبلــوم يف االقتصــاد املــايل‬ ‫والنقــدي‪ ،‬ثــ ّم عمــل مســاع ًدا يف الشــؤون‬ ‫االقتصاديــة يف بعثــة املفوضيــة األوربيــة يف‬ ‫دمشــق‪ ،‬ثــم تقــ ّدم لدراســة املاجســتري دون‬ ‫أن يســتطيع نيــل الدرجــة بســبب بــدء الثــورة‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫والتحاقــه املبكــر بهــا‪ .‬اعتقــل أحمــد مرتــن‬ ‫خــال الثــورة‪ ،‬كانــت األوىل أثنــاء مظاهــرات‬ ‫الجمعــة العظيمــة يف داريّــا واســتمرت شــه ًرا‬ ‫والثانيــة يف شــهر متــوز ‪ 2011‬واســتمرت ألربعة‬ ‫أشــهر‪ ،‬دون أن يثنيــه ذلــك عــن مامرســة‬ ‫وخصوصــا‬ ‫نشــاطاته ومتابعتهــا بشــكل ميــداين‬ ‫ً‬ ‫رص أحمــد عــى‬ ‫عــى الصعيــد اإلغــايث‪ ،‬وقــد أ ّ‬ ‫البقــاء يف داريــا أثنــاء الحملــة العســكرية‬ ‫الحاليــة عــى املدينــة رغــم ازديــاد املخاطــر‬ ‫عــى أمنــه وحياتــه‪ ،‬وذلــك إلميــان كبــر لديــه‬ ‫بــأن نجــاح العمــل اإلغــايث مرتبــط باملتابعــة‬ ‫الحثيثــة وبشــكل شــخيص‪.‬كان أحمــد إنســان‬ ‫بقلبــه وروحــه ‪..‬وعملــه الــذي وصــل الليــل‬ ‫بالنهــار فنــال درجــة الشــهادة ‪...‬ليكــون بجــوار‬ ‫مــن ســبقوه ســائرا ً عــى خطاهــم بـ ٍ‬ ‫ـرف وعـ ٍز‬ ‫مل يتــوا َن لحظــة عــن خدمــة الثــورة وخدمــة‬ ‫النــاس مــن حوله‪..‬الرحمــة لروحــك الطاهــرة‬ ‫أيهــا الشــهيد ‪..‬ونحــن مــن خلفــك مســتمرون‬ ‫وعــى خطــا قلمــك ‪..‬باقــون‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫المشفى الميداني‪ ..‬إرادة ومعاناة‬

‫يف ظـ ّـل الحــرب العســكرية التــي لجــأت إليهــا‬ ‫قــوات النظــام األســدي لقمــع ثــورة الشــعب‬ ‫الســوري‪ ،‬وانتشــار عمليــات القنــص وإطــاق‬ ‫النــار‪ ،‬والقصــف العشــوايئ اليومــي عــى عموم‬ ‫املحافظــات الســورية‪ ،‬حيــث تســفر العمليــات‬ ‫عــن ع ـرات الجرحــى يومي ـاً‪ ،‬ومــع ّاســتحالة‬ ‫والخاصــة‬ ‫نقلهــم إىل املشــايف الحكوميــة‬ ‫ّ‬ ‫التــي تحولــت إىل مراكــز اعتقــال وتعذيــب‬ ‫الصحــي مــن أهــ ّم‬ ‫وخطــف‪ ،‬كان الجانــب‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫مجــاالت دعــم الشــعب الســوري‪ .‬ففــي ّ‬ ‫مدينــة ثائــرة يقــوم النظــام بقصفهــا وإطــاق‬ ‫الرصــاص‪ ،‬أنشــأ الثــوار واألهــايل املشــايف‬ ‫امليدانيــة يف األقبيــة البعيــدة عــن عيــون األمــن‬ ‫إلنقــاذ حيــاة املدنــن‪ ،‬إ ّمــا يف املنــازل وأحيان ـاً‬ ‫يف الحــارات الضيقــة أو البســاتني‪ ،‬يف رشوط ال‬ ‫ت ّوفــر الحــد األدىن مــن مســتويات التعقيــم أو‬ ‫البيئــة الصحيّــة والنظيفــة التــي يحتــاج إليهــا‬ ‫املعالــج ليحمــي الجــرح مــن اإلنتــان‪ ،‬ويحمــي‬ ‫الجريــح مــن بــر الطــرف املصــاب‪ ،‬ويحميــه‬ ‫مــن اإلعاقــة مــدى الحيــاة‪ .‬فيبــذل فئــة مــن‬ ‫األطبــاء واملمرضــن جهــودا ً ج ّبــارة تصــل‬ ‫ســاعات عملهــم فيهــا إىل ‪ 24‬ســاعة يف أغلــب‬ ‫األيــام‪ .‬وتعــاين هــذه املشــايف مــن نقــص حــا ّد‬ ‫املتخصصــة‪ ،‬فــا يحــوي‬ ‫يف الكــوادر الطبيــة‬ ‫ّ‬ ‫املشــفى الواحــد أكــر مــن طبيبــن اختصاصيني‬ ‫طــاب مــن‬ ‫وبعــض املمرضــن املتطوعــن أو ّ‬ ‫كلّيــة الطــب والصيدلــة‪ .‬ومــن جهــ ٍة أخــرى‬ ‫فــإن التجهي ـزات الفنيّــة الالزمــة لعمــل بعــض‬ ‫العمليــات الجراحيــة الحرجــة كعمليــات‬

‫العظــام وعمليــات تقطيــع األعصــاب معدومة‪،‬‬ ‫ويقــول الدكتــور أنــس أحــد األطبــاء يف مشــفى‬ ‫ميــداين يف حمــص‪ :‬نعــاين نقصــاً يف األدويــة‬ ‫واألجهــزة الطبيــة الالزمــة للعمــل الجراحــي‪،‬‬ ‫ولك ّننــا نحــاول أن نقـ ّدم مــا نســتطيع ملســاعدة‬ ‫الجرحــى‪ .‬وقــد تعــ ّرض املشــفى للكثــر مــن‬ ‫القصــف مــا اضّ طرنــا لتغيــر املــكان عــدة‬ ‫مـرات‪ ،‬كــا قــال أيضـاً أبو نضــال املســؤول عن‬ ‫املشــفى امليــداين والطب ّيــة يف الزبــداين‪ ،‬عندمــا‬ ‫ســألناه عــن وضــع املشــفى لديهــم‪ ،‬أجابنــا‬ ‫أ ّن هــذا املشــفى الصغــر اســتطاع أن ينقــذ‬ ‫حيــاة الكثرييــن‪ ،‬ونحــن نصــل الليــل بالنهــار‬ ‫ونقــوم بإســعاف الجرحــى مــن مــكان ســقوط‬ ‫القذائــف ونخاطــر بحياتنــا مــن أجلهــم‪ ،‬ولقــد‬ ‫غينــا موقــع املشــفى عــ ّدة مــرات وتعرضنــا‬ ‫ّ‬ ‫يف أحدهــا لرسقــة املع ـ ّدات الطبيّــة مــن قبــل‬ ‫الجيــش أثنــاء اقتحامــه للمدينــة وت ـ ّم تكســر‬ ‫األجهــزة البســيطة التــي وصلتنــا مــن أطبــاء‬ ‫متربعــن‪ ،‬ونســتخدم ب ـرادات الطعــام لحفــظ‬ ‫األدويــة والــدم‪ .‬ويف زيارتنــا للمشــفى شــاهدنا‬ ‫العــدد الكبــر مــن الجرحــى مل تســتوعبهم‬

‫رسة‪ ،‬شــاهدنا بعضهــم مســتلقياً عــى األرض‬ ‫األ ّ‬ ‫أو جالس ـاً عــى الكــريس ينتظــر دوره يف عــاج‬ ‫وقــف النزيــف أو تضميــد جــرح‪ ،‬ولفــت‬ ‫نظــري الشــباب الغارقــة بالدمــاء‪ ،‬منهــم‬ ‫املصــاب ومنهــم مــن يتــرع بدمــه ألخيــه‬ ‫الجريــح‪ .‬أ ّمــا الشــهداء فينقَلونهــم إىل منــزل‬ ‫بالقــرب مــن املشــفى حتــى يت ـ ّم بعــد ذلــك‬ ‫ـباب‬ ‫تســليمهم لذويهــم و دفنهــم‪ .‬ويقــوم شـ ٌ‬ ‫كل يــوم مبســاعدة األطبــاء‬ ‫بتنظيــف املشــفى ّ‬ ‫أصحــاب النفــوس الطيّبــة العاملــن يف املشــفى‪،‬‬ ‫أ ّمــا عــن األدويــة فح ـ ّدث وال حــرج‪...‬يف ظـ ّـل‬ ‫نقــص الكثــر مــن أنواعهــا األساسـ ّية كالتخديــر‬ ‫وأدويــة االلتهــاب بأنواعهــا‪ .‬وتصــل حــاالت‬ ‫صعبــة جــدا ً ال تتمكــن املشــايف مــن عالجهــا‬ ‫لضعــف اإلمكانيــات‪ ،‬فمــن تســنح لــه الفرصــة‬ ‫يأخــذه ذويّــه إىل خــارج البلــد إىل لبنــان أو‬ ‫األردن أو تركيــا حســب القــرب مــن املنطقــة‪،‬‬ ‫وعــادة مــا يحملــون الجرحــى عــى ظهورهم أو‬ ‫عــى ظهــور الحيوانــات ما ّريــن بطرقـ ٍ‬ ‫ـات وعــرة‬ ‫وجبليّــة صعبــة‪ ،‬حتّــى أن بعــض الحــاالت ت ـ ّم‬ ‫بــر العضــو املصــاب أو إعاقتــه بســبب ظــروف‬ ‫الســفر الســيئة‪ .‬وتفتقــر املشــايف امليدانيــة إىل‬ ‫مركــز لتحليــل الــدم (مخــر) ملحــق بهــا وإىل‬ ‫آالت تعقيــم‪ ،‬وبرغــم كل هــذا تبقــى هــي‬ ‫األمــل الوحيــد لشــفاء الجرحــى ‪ .‬فألــف تحيــة‬ ‫ألولئــك الجنــود األبطــال املناضلــن‪ ،‬ونقــف‬ ‫إجــاالً وإكبــارا ً لــكل طواقــم الطب ّيــة يف ســوريا‬ ‫خاصــة ألنهــم يع ّرضــون‬ ‫عا ّمــة ويف الزبــداين ّ‬ ‫أنفســهم للخطــر مــن أجــل توفــر العــاج‪،‬‬ ‫ناهيــك عــن مالحقــة األمــن لهــم فهــم تحــت‬ ‫خطــر اإلعــدام امليــداين يف حــال اعتقالهــم‪.‬‬ ‫بقلم ندى الربيع‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫‪4‬‬


‫االئتالف الوطني‪..‬‬

‫رؤية سياسية‬

‫على حافة الهاوية!؟‬

‫اطلعنــا عــر اإلعــام عــى ترسيــب لرؤيــة‬ ‫عممهــا رئيــس االئتــاف الوطنــي الشــيخ‬ ‫أحمــد معــاذ الخطيــب عــى أعضــاء االئتــاف‬ ‫حــول القضايــا الحاليــة واملســتقبلية‪ ،‬وال‬ ‫نــدري كيــف ترسبــت وملــاذا؟‪ ،‬ولكننــا ننظــر‬ ‫ملضمونهــا بإيجابيــة ونــرى أن القضايــا الــواردة‬ ‫فيهــا ليســت حكــرا ً عــى أعضــاء االئتــاف‪،‬‬ ‫ومــن الواجــب الوطنــي أن يكــون لقــوى‬ ‫الثــورة الفاعلــة رأي فيهــا‪ ،‬ونجــد نحــن القــوى‬ ‫والفعاليــات املوقعــة أدنــاه مــا يــي‪:‬‬ ‫‪ -1‬مــن الواضــح أن االئتــاف يتــرف مــن‬ ‫موقــع رد الفعــل وليــس وفقـاً ألجنــدة وطنيــة‬ ‫رصفــة يتكامــل فيهــا العســكري مــع الســيايس‬ ‫مــع املجتمعــي وتعمــل كل قواهــا بتعــاون‬ ‫وتناغــم‪ ،‬ولذلــك نــرى أهميــة التنســيق بــن‬ ‫قيــادة االئتــاف ورئاســة األركان وباقــي القــوى‬ ‫الثوريــة والعســكرية ملــا فيــه مصلحــة الشــعب‬ ‫والثــورة يف املرحلــة الحاليــة والقادمــة‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫تكــون أعــال االئتــاف واجتامعاتــه ترجامن ـاً‬ ‫وتنفيــذا ً لذلــك وليــس تعويق ـاً أو تأخ ـرا ً لهــا‪.‬‬ ‫‪ -2‬لقــد عمــل املجلــس الوطنــي عــى تحقيــق‬ ‫مكاســب سياســية تخــدم الثــورة ومنهــا أنــه‬ ‫كان كــا االئتــاف اليــوم ممثــا للشــعب‬ ‫الســوري ولكــن دون أن يكــون لذلــك دور‬

‫حقيقــي يف خدمــة شــعبنا وثورتــه‪ ،‬ولذلــك‬ ‫ال نريــد لالئتــاف أن يجــري وراء مــا جــرى‬ ‫ورائــه املجلــس الوطنــي ويحصــد مــا حصــد‪،‬‬ ‫ونطالــب االئتــاف بتأخــر التعاطــي مــع‬ ‫موضــوع تكليــف الحكومــة‪ ،‬والتشــاور الــكايف‬ ‫مــع القــوى الفاعلــة يف الداخــل حتــى يكــون‬ ‫لالئتــاف وللحكومــة نصيــب مــن االحتضــان‬ ‫الحقيقــي وبالتــايل فــرص العطــاء والنجــاح‪ ،‬وال‬ ‫نريــد لالئتــاف أن يتــرع تحــت أي ضغــوط‬ ‫(وقــد باتــت واضحــة للعيــان) للعمــل وفــق‬ ‫مصالــح ال تخــدم شــعبنا وثورتنــا‪ ،‬فقــد شــبت‬ ‫ثورتنــا عــن الطــوق رغــم كل محــاوالت وأدهــا‬ ‫واحتوائهــا أو اســتجرارها ملــا ال يحمــد عقبــاه‬ ‫‪ ،‬وال نريــد لالئتــاف وال ألي شــخصية وطنيــة‬ ‫محرتمــة فيــه أن يكــون أداة مســيئة للشــعب‬ ‫أو الثــورة‪ ،‬ولــن نتهــاون إزاء أي مســعى لذلــك‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن موضــوع التمثيــل الثــوري يف املجلــس‬ ‫الوطنــي كان دون مســتوى الثــورة العظيمــة‬ ‫وتضحيــات الثــوار الهائلــة‪ ،‬حتــى يف التوســعة‬ ‫األخــرة التــي ولــدت ميتــة نتيجــة إلطــاق‬ ‫االئتــاف‪ ،‬وأســوأ منهــا التمثيــل الثــوري يف‬ ‫االئتــاف‪ ،‬وهــذا أمــر ســكتت عنــه كل قــوى‬ ‫الثــورة أمـاً منهــا يف الدفــع اإليجــايب لالئتــاف‬ ‫الوليــد‪ ،‬وإعطائــه الفرصــة ليعــر بواقعــه عــن‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫نهجــه ومــدى تالقيــه مــع أهــداف الثــورة‬ ‫وطموحــات الشــعب‪ ،‬ولكننــا نجد أن مســارات‬ ‫العمــل يف االئتــاف ال تســر عــى التــوازي‪،‬‬ ‫وفيهــا شــد ورخــي ليــس مقبــوالً بحــال مــن‬ ‫األحــوال‪ ،‬وتشــوب آليــات العمــل فيــه خلــاً‬ ‫معيبـاً‪ ،‬وإذا اســتمر الحــال عــى مــا هــو عليــه‬ ‫فــإن قــوى الثــورة مضطــرة التخــاذ خطــوات‬ ‫تعيــد األداء ملســاره الصحيــح‪ ،‬وعــدم تــرك‬ ‫األمــور إلرادة البعــض الــذي مل يلمــس لحظــات‬ ‫مــن حقيقــة معانــاة شــعبنا يف الداخــل‪.‬‬ ‫‪ -4‬إن مســألة التــوازن داخل االئتالف‪ ،‬وسالســة‬ ‫اتخــاذ القـرارات فيــه تعــاين مــن قصــور واضح‪،‬‬ ‫وتحتــاج لحلــول عاجلــة وإال فــإن االئتــاف‬ ‫ســيكون قــارصا ً عــن إعطــاء الصــورة الناصعــة‬ ‫لثورتنــا والتــي كانــت أبــرز إبتكاراتهــا كلمــة‬ ‫تنســيقية‪ ،‬وتغيــب روح هــذه الكلمــة عــن‬ ‫بنيــة وأداء االئتــاف‪ ،‬وندعــو الشــخصيات‬ ‫الوطنيــة فيــه للعمــل عــى ترميــم الوضــع‬ ‫ملــا فيــه مصلحــة الثــورة واملســتقبل األفضــل‬ ‫لســورية الحــرة‪.‬‬ ‫النــر لثورتنــا والرحمــة لشــهدائنا والحريــة‬ ‫ملعتقلينــا والكرامــة لشــعبنا‬ ‫عمر الخطاب‬

‫‪5‬‬


‫نقطة ثائرة‬

‫جسر الشغور‬

‫مدينــة نامئــة عــى كتــف نهــر العــايص‪،‬‬ ‫تتبــع إداري ـاً ملحافظــة إدلــب وس ـ ّميت بهــذا‬ ‫االســم نســب ًة لجــر فيهــا ميــر فــوق النهــر‪.‬‬ ‫أ ّمــا الشــغور تعنــي األرض الخصبــة‪ ،‬وفيهــا‬ ‫قلعــة أثريّــة قدميــة تدعــى «قلعــة الشــغر»‬ ‫تلتــف حولهــا األرايض‬ ‫‪.‬شــال املدينــة‬ ‫ّ‬ ‫الزراعيــة الخصبــة وامليــاه الوفــرة فــكان‬ ‫للزراعــة النصيــب األكــر يف عمــل الســكان‬ ‫القديــم‪ .‬النصيــب األكــر مــن عمــل الســكان‬ ‫فيزرعــون األشــجار املث ّمــرة كالتفــاح واألجــاص‬ ‫والكــرز والرمــان والزيتــون والحمضيــات‬ ‫وتكــر فيهــا معــارص الزيتــون‪ ،‬ويعمــل أيض ـاً‬ ‫الســكان بصناعــة األلبــان و األجبــان‪ ،‬يعــود‬ ‫تاريخهــا إىل القــرن الســابع عــر واكتســبت‬ ‫أه ّميتهــا مــن وقوعهــا عــى الطريــق الــدويل‬ ‫الــذي يصــل حلــب بالالذقيــة لتكــون حلقــة‬ ‫الوصــل بــن الســاحل والعاصمــة االقتصاديــة‬ ‫حلــب‪ .‬وفيهــا بعــض األماكــن األثريــة مثــل‬ ‫الحــام و جامــع محمــد باشــا الكوبــريل‬ ‫ّ‬ ‫والقلعــة وجســور مبنيــة عــى نهــر العــايص‬ ‫تعــود للعــر الرومــاين‪ .‬يبلــغ عــدد ســكانها‬ ‫حــوايل ‪ 45‬ألــف نســمة تقريبــاً وبيوتهــم‬ ‫عــى الطـراز العــريب القديــم‪ .‬قــال فيهــا أحــد‬ ‫الشــعراء‪« :‬مررنــا بــوادي الشــغر قــد َ‬ ‫رق‬ ‫مــاؤه وراق هــواه فاســتطبناه منــزالً» ومــن‬ ‫أهــم أعالمهــا الشــاعر زيــاد األحمــد والفنــان‬ ‫التشــكييل جميــل باشــا‪ .‬هــذه املدينــة التــي‬ ‫ميــر بهــا العــايص أبــت ّإل أن تكــون عص ّيــة‬ ‫عــى الظلــم والقتــل الــذي فــاض بأهــل‬ ‫ســوريا‪،‬كانت مــن أوائــل املــدن املشــاركة‬ ‫بالثــورة وأكرثهــا أمل ـاً وظل ـاً‪ ،‬تظاهــر املئــات‬ ‫يف جــر الشــغور مطالبــن بإســقاط النظــام‬ ‫ففتحــت قـ ّوات األمــن الســوري عليهــم النــار‬ ‫وســقط ثالثــة شــهداء يف ‪3‬حزيــران ‪،2011‬‬ ‫واســتمرت املظاهــرات وســقط أكــر مــن‬ ‫ّ‬ ‫عــرة شــهداء يف مظاهــرة واحــدة واســتخدم‬

‫نوارة العاصي‬ ‫ّ‬

‫النظــام يف قمعهــا املروح ّيــات العســكرية‬ ‫إلطــاق النــار‪ ،‬وســقط ‪ 28‬شــهيدا ً يف ‪15‬‬ ‫حزيـران مــع اســتخدام آلــة القتــل‪ .‬فقــام ثوار‬ ‫املنطقــة بالهجــوم عــى مراكــز األمــن وقتلــوا‬ ‫منهــم أكــر مــن مئــة عنــر يف اشــتباكات‬ ‫عنيفــة‪ .‬ويف اليــوم التــايل أعلــن املقــدم حســن‬ ‫هرمــوش املنشــق عــن الجيــش مســؤوليته عن‬ ‫العمليــة مــع مجموعــة مــن األفــراد‪ ,‬وبعــد‬ ‫فــرة ّأســس حركــة الضبــاط األحــرار التــي‬ ‫اســتقرت يف إدلــب‪ .‬وبعــد هــذه األحــداث‬ ‫وصلــت التعزيــزات العســكرية الضخمــة إىل‬ ‫املدينــة للقضــاء عــى املنشــقني‪ ,‬وبــدأ تدفــق‬ ‫الالجئــن الســوريني إىل تركيــا‪ ,‬نتيجــة تخ ـ ّوف‬ ‫األهــايل مــن املجــازر‪ ,‬وخــال يومــن وصــل‬ ‫‪ 600‬شــخص مــن املدينــة إىل تركيــا‪ ،‬واســت ّمرت‬ ‫التعزيــزات عــى جوانــب املدينــة وأقامــت‬ ‫الحواجــز عــى أطرافهــا متهيــدا ً القتحامهــا‪،‬‬ ‫واقتحــام بلــدات ومــدن يف محافظــة إدلــب‬ ‫كمعــ ّرة النعــان و ســلقني‪ .‬ورغــم اقتحــام‬ ‫األمــن للمدينــة اســت ّمرت املظاهــرات فيهــا‬ ‫وإطــاق األمــن الرصــاص عــى الثائريــن يف‬ ‫وجــه األســد‪ .‬بــدأت القــوات العســكريّة‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫بالزحــف باتجــاه ريــف إدلــب نحــو مدينــة‬ ‫جــر الشــغور مبئــات الجنــود و‪ 14‬دبابــة‪،‬‬ ‫وخــال ســرها أحرقــت املحاصيــل الزراعيــة‬ ‫ثـ ّم قامــوا بحصارهــا لعـ ّدة أيــام بالتزامــن مــع‬ ‫القصــف الــذي امتـ ّد إىل القــرى املجــاورة ويف‬ ‫صبــاح ‪ 2011 /7 / 11‬عــاود القصف باملدفعية‬ ‫الثقيلــة واملروحيــة‪ ،‬وبعدهــا ّاســتطاع النظــام‬ ‫اقتحامهــا واســتعادة الســيطرة عــى املدينــة‬ ‫بعــد هدمهــا عــى رؤوس أصحابهــا‪ ،‬أ ّمــا‬ ‫أهلهــا فأصبحــوا الجئــن يف تركيــا أو مقاتلــن‬ ‫يف الجيــش الحـ ّر أو تحــت الــرى‪ .‬ومل يتوقــف‬ ‫الظلــم عنــد االقتحــام فعــاودت رضب املدينــة‬ ‫و إيصــال التعزي ـزات العســكرية إليهــا ألنهــا‬ ‫متاخمــة للحــدود الرتكيــة‪ ،‬ونــرت عــى‬ ‫طــول الحــدود الدبابــات ملنــع هــروب النــاس‬ ‫مــن املــوت ولجوئهــم إىل تركيــا‪ ،‬وبــدأت مــن‬ ‫جديــد حملــة عســكريّة رشســة عــى ريــف‬ ‫إدلــب وجبــل الزاويــة وجــر الشــغور ألنهــا‬ ‫ثــارت وطالبــت بإســقاط النظــام الوحــي‪،‬‬ ‫الحــق دم أبنائهــا‬ ‫فدفعــت مثــن كلمــة‬ ‫ّ‬ ‫وشــبابها‪.‬‬ ‫عروبة‬

‫‪6‬‬


‫ك‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫مج‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫وا‬

‫أخالقيات‬

‫بتسم‬

‫تح ّدثنــي نفــي بــأن أواصــل دون كلــلٍ أو ملــل يف بــثّ روح األمــل‬ ‫والتفــاؤل يف نفــوس أبنــاء أمتــي الغاليــة بشــيبها و شــبابها نســائها‬ ‫ورجالهــا‪ ،‬ولكننــي أصــادف هنــاك أناس ـاً حــن أتح ـ ّدث إليهــم وهــم يف‬ ‫أرض الوطــن الغــايل وتحــت القهــر والقصــف أشــعر أنهــم منبـ ٌع للثقــة‬ ‫ـاس جعــل منهــم املــوت املحيط بهــم رسـاً للحياة‪..‬‬ ‫والتفــاؤل واألمــل‪ .‬أنـ ٌ‬ ‫الصعــاب‪..‬‬ ‫أنــاس ابتســامتهم الرائعــة ال تفــارق محيّاهــم رغــم كل ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ـاس يزرعــون روح التفــاؤل و األمــل يف قلبــك‪ ..‬تتحـ ّدث معهــم وتنــى‬ ‫أنـ ٌ‬ ‫همومــك فتشــعر بالتفــاؤل عــر هــذه البســمة الصارخــة ضــد األمل‪..‬‬ ‫تتحــدث معهــم فيمــي الوقــت و تتمنــى أن تتوقــف عقــارب الزمــن‬ ‫حتــى ال ينتهــي ألن الوقــت معهــم ميــي رسيعـاً فــا تشــعر بــه‪ ،‬ألنــك‬ ‫يف ق ّمــة الراحــة النفســية والســعادة والتفــاؤل‪ ..‬تتحــدث معهــم أحيانـاً‬ ‫وهمــو ٌم كالجبــال تجثــم عــى صــدرك و مبجــرد حديثهــم الــذي ينســاب‬

‫الفتى البطل‬

‫بثقــة مــع االبتســامة تصغــر همومــك و تصغــر حتــى تنجــي و تكــون ال‬ ‫ـب والحنـ ّو واألمــل‪ ،‬مـ ّـا يجعلك‬ ‫يشء‪ ،‬ألنهــم مي ّدونــك بجرعــات مــن الحـ ّ‬ ‫متتلــئ حامس ـاً وإرصارا ً عــى املــي قدم ـاً نحــو هدفــك وتهــون عليــك‬ ‫أهــوال الحيــاة‪ .‬إنهــم يذكّرونــك باللــه ويعرضــون عليــك مــن املواقــف‬ ‫ينســيك همومــك‪ .‬هــؤالء النــاس عندمــا تراهــم وتــرى ابتســامتهم‬ ‫مــا ّ‬ ‫فقــط تشــعر بروعــة التفــاؤل تنعــش قلبــك‪ ،‬أحيان ـاً مج ـ ّرد وجودهــم‬ ‫يف حياتــك يشــعرك باالطمئنــان فهــم يتميــزون بابتســامتهم التــي تشـ ّع‬ ‫رسهــم وســحرهم وجاملهــم يف‬ ‫وتخــر بصــدق القلــب وصفــاء النيــة‪ّ .‬‬ ‫ابتســامتهم‪ .‬هــل تســاءلت يوم ـاً عـ ّـا تفعلــه االبتســامة بنفــوس مــن‬ ‫"تبســمك‬ ‫حولــك‪ ..‬هــل تســاءلت يومـاً عــن معنــى الحديــث الرشيــف ّ‬ ‫يف وجــه أخيــك صدقــة"‪ ..‬ابتســم فابتســامتك تصنــع املعجزات‪ ...‬ابتســم‬ ‫فلبســمتك قــو ٌة تقهــر األمل وتشـ ّع حبـاّ حولــك‪ ..‬كــن جميـاً و ابتســم‪...‬‬

‫قصة قصيرة لـ قطر الندى‬ ‫كان صغــرا ً عندمــا اشّ ــرى والــده البندقيــة األمريكيــة‪,‬كان يهــرع صوبهــا‬ ‫ليتلمســها ولكـ ّن والــده مل يكــن ليســمح لــه بذلــك‪ ,‬رمبــا أعــاره إياهــا مـ ّرة أخــوه‬ ‫ّ‬ ‫ـض‪ ،‬عندمــا رفعهــا ألول‬ ‫الكبــر وضحــك كث ـرا ً عليــه ملــا حنــى ثقلهــا ظهــره الغـ ّ‬ ‫مــرة عــن األرض وصــاح بــه ال تـزال ولد‪.‬كــم كان يكــره هــذه الكلمــة‪ ,‬تــرك أخــاه‬ ‫مســتغرقاً يف ضحكتــه ومــى‪ ..‬ومضــت األيــام‪ ،‬وصــار يف عمــر الســابعة عــر يف‬ ‫املهجــر الــذي وجــد نفســه فيــه منــذ ســبع ســنوات‪ ،‬ذاق فيهــا مـرار الغربــة عــن‬ ‫وطــنٍ ‪ ،‬ال يـزال محفــورا ً يف ذاكــرة طفــل صغــر متلــؤه األعيــاد‪ .‬هــو الوطــن نفســه‬ ‫الــذي حملــه إىل ســلك تلــك الطريــق الجبل ّيــة الوعــرة والســر يف قلــب الجحيــم‪،‬‬ ‫وبــن مئــات الحواجــز العســكريّة حتــى يصــل إىل ربوعــه‪ .‬ويف الطريــق تأ ّمــل‬ ‫مل ّي ـاً البندقيــة التــي ظ ّنهــا ســبيل النجــاة لوطــن مكلــوم‪ ،‬وتذكّــر أ ّمــه عندمــا‬ ‫و ّدعتــه يف تلــك الليلــة البــاردة التــي أشــعلتها بدموعهــا وصلواتهــا‪ ,‬تذكّــر كيــف‬ ‫كل كلمــة قالهــا لــه‬ ‫رجفــت يــدا والــده عندمــا أعطــاه إيّاهــا‪ ،‬ورنّــت يف أذنــه ّ‬ ‫دس يف جيبــه الل ـرات التــي جناهــا مــن عملــه‬ ‫ولــو مل يفهــم بعضهــا‪ ,‬هــا قــد ّ‬ ‫يف الخياطــة‪ ,‬وســعى بخيالــه إىل مجموعــة رجــال يحــارصون حاجــز الكورنيــش‬ ‫يومهــا‪ ,‬مــى يف ســكون الليــل تنــر بصريتــه كلــاتٌ ألقاهــا عــى مســامع أهلــه‬ ‫قبيــل رحيلــه‪":‬إ ّن الوطــن يحتاجنــا جميعا"‪،‬حينهــا أ ّجهشــت أ ّمــه بالبكاء‪ ,‬وأشــعل‬ ‫والــده ســيجار ًة متّعبــة‪ ,‬وقهقــه أخــوه الكبــر وربّــت عــى كتفــه وقــال‪:‬آه لــو كل‬ ‫األوالد مثلــك يــا بطــل‪..‬‬ ‫يتبع‪...‬‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫العالم الثالث‬

‫هــو مصطلــح ســيايس واقتصــادي واجتامعــي وثقــايف‪ ،‬يقصــد بــه‬ ‫الــدول التــي ال تنتمــي إىل العاملــن األول والثــاين‪ ،‬وهــا الــدول‬ ‫الصناعيــة املتقدمــة‪.‬‬ ‫اس ـتُعمل تعبــر العــامل الثالــث ألول مــرة ســنة ‪ 1952‬يف مقالــة‬ ‫صــدرت لالقتصــادي والســكاين الفرنــي ألفريــد ســوفيه يف إشــارة‬ ‫إىل الــدول التــي ال تنتمــي إىل مجموعــة «الــدول الغربيــة» (أمريــكا‬ ‫الشــالية وأوروبــا الغربيــة وأس ـراليا واليابــان وجنــوب إفريقيــا)‬ ‫وال إىل مجموعــة الــدول الشــيوعية (اإلتحــاد الســوفيايت والصــن‬ ‫وأوروبــا الرشقيــة)‪ .‬وقــد اســتوحى ســوفيه هــذه التســمية مــن‬ ‫الفئــة الثالثــة يف املجتمــع الفرنــي أثنــاء النظــام القديــم وقبــل‬ ‫الثــورة الفرنســية‪.‬‬ ‫وأحيانــا يطلــق عــى هــذه الــدول مصطلــح «الــدول الناميــة»‪ ،‬وهي‬

‫دول ذات مســتوى معيــي منخفــض مقارنــة بالــدول املتقدمــة‪ ،‬وال‬ ‫يســتقيم فيهــا التــوازن بــن رسعــة منــو الســكان ودرجــة التقــدم‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬وتعــاين هــذه الــدول مــن التخلــف االقتصــادي‪،‬‬ ‫وارتفــاع املديونيــة الخارجيــة بســبب ضعــف االســتثامرات‬ ‫االقتصاديــة والصناعيــة والعجــز عــن تحقيــق االكتفــاء الــذايت يف‬ ‫املــواد االســتهالكية‪.‬‬ ‫يــرى بعــض الدارســن أن دول العــامل الثالــث هــي التــي مل تســتفد‬ ‫مــن ثــورة القــرن التاســع عــر الصناعيــة‪ ،‬وعــى هــذا تعــد دوال‬ ‫آخــذة يف النمــو أو دوال متخلفــة‪.‬‬ ‫اجتامعيـاً تتميــز دول العــامل الثالــث بنمــو ســكاين وارتفــاع يف نســبة‬ ‫األميّــة وانخفــاض املســتوى املعيــي والصحــي باإلضافــة إىل الهجــرة‬ ‫مــن البــوادي إىل املــدن‪.‬‬

‫مذكرات أوكسجين‬

‫ديليت || ‪Delete‬‬

‫‪2012/3/9‬‬ ‫جمعــة الوفــاء النتفاضــة الكــرد‪ ،‬و ‪ 34‬نقطــة تظاهــر يف الالذقيــة‪،‬‬ ‫ومظاه ـرات مســائية نــرة للمــدن املحــارصة واألخــرى التــي تحــت‬ ‫القصــف والنــار‪.‬‬ ‫‪2012/3/10‬‬ ‫مجــزرة يف ســجن الرقــة املركــزي بســبب إرضاب معتقلــن عــن‬ ‫الطعــام راح فيهــا أكــر مــن ‪ 20‬معتقــل‪ .‬واشــتباكات بــن الجيــش الحــر‬ ‫والنظامــي يف حلــب‪.‬‬ ‫‪2012/3/11‬‬ ‫بحــق أكــر مــن ســتني شــخصاً‬ ‫مجــزرة يف كــرم الزيتــون يف حمــص ّ‬ ‫بينهــم ‪ 25‬طفــاً و‪ 20‬ســيدة ذبحــاً بالســكاكني‪.‬‬ ‫‪2012/3/12‬‬ ‫املجلــس الوطنــي يطالــب بتدخــل عســكري وحظــر جــوي‪ ،‬وقصــف‬ ‫عــى بلــدات الريــف الدمشــقي وحمــص ودرعــا‪.‬‬ ‫‪2012/3/13‬‬ ‫ســقوط قنابــل مســارية عــى معــرة النعــان‪ ،‬ومظاه ـرات مســائية‬ ‫نــرة لحمــص وإدلــب مطالبــة بوقــف القصــف عــن املــدن وإســقاط‬ ‫النظــام‪.‬‬ ‫‪2012/3/14‬‬ ‫قصــف وإطــاق الرصــاص مــن الحواجــز املحيطــة بحمــص ووقفــة‬ ‫احتجاجيــة أمــام مبنــى الجامعــة العربيــة لســوريني وأكــر مــن‬ ‫‪76‬شــهيد‪.‬‬ ‫‪2012/3/15‬‬ ‫الذكــرى الســنوية األوىل النطــاق الثــورة الســورية العظيمــة‪،‬‬ ‫ومظاهــرات حاشــدة يف أنحــاء ســوريا ويف العاصمــة دمشــق‪.‬‬ ‫‪2012/3/16‬‬ ‫اقتحــام قــوات األســد لبلــدات يف الريــف الدمشــقي وريــف درعــا‬ ‫واقتحــام الجامــع األمــوي يف حلــب وحملــة اعتقــاالت للمصلّــن‪.‬‬ ‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫اليــوم وأنــا بطريقــي بأحــد شــوارع منطقــة النازحــن‪ ،‬يف صــورة‬ ‫و ّجعتنــي كتــر والزم نعملهــا ديليــت‪...‬‬ ‫عــى جنــب الرصيــف كان مرمــي أكــوام مــن ربطــات الخبــز اليابــس‪،‬‬ ‫وباألحــوال الطبيعيــة املفــروض أنــو هــي نعمــة ومــا الزم نســتهني فيهــا‬ ‫هيــك‪ ،‬فــا بالــك ونحنــا بوضــع إنســاين واقتصــادي ال نُحســد أبــدا ً‬ ‫عليــه‪...‬‬ ‫مشــكلتنا داميـاً أنــو نحنــا يــي منعمــل األزمــة‪ ...‬يعنــي منســمع مثـاً‬ ‫أنــو ميكــن ينقطــع الطحــن بــروح يــي بيشــري بعــر لـرات بيجيــب‬ ‫بخمســمية !! متــل مــاكان يصــر أيــام اإلرضابــات بالزبــداين‪ ،‬كانــت‬ ‫تصــر مشــاكل ع الفــرن قبــل يــوم اإلرضاب‪ ،‬مــع العلــم أنــو الخبــز‬ ‫ماوقّــف حتــى تحــت القصــف‪...‬‬ ‫مــن يومــن كان إيل خناقــة مــع أحــد األقــارب يــي طلــب منــي جــرة‬ ‫الغــاز ألنــه عــم (ميـ ّون) غــاز ألنــو قــال بيجــوز ينقطــع‪ ،‬وهيــك بيكــون‬ ‫زاد األزمــة ورفــع ســعر الجــرة مــن دون مايعــرف‪...‬‬ ‫أنــا مــو ضــد أنــو الواحــد يخــي زيــادة شــوي تحســباً للظــروف‬ ‫وخاصــة يــي عنــدو أوالد‪ ،‬أمــا أين أشــري زيــادة عــن حاجتــي أضعــاف‬ ‫أضعــاف‪ ...‬ص ّدقــوين هــاد مــو منيــح ورح يزيــد األزمــة‪ ...‬وهالــي‬ ‫وخاصــة أنــو ماحــدا ضامــن يعيــش لبكــرا‬ ‫رضوري نعملــو ديليــت‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫وبيجــوز بــأي لحظــة تجــي يش قذيفــة وتعمــل لحياتنــا ديليــت ‪!!...‬‬

‫‪8‬‬


‫من هنا وهناك‬ ‫مجموعــة مواليــة لألســد تتبنــى قرصنــة حســاب لوكالــة‬ ‫فرانــس بــرس علــى تويتــر‬ ‫أعلنــت إدارة وكالــة فرانــس بــرس ان حســاباً للوكالــة عــى موقــع‬ ‫تويــر تع ـ ّرض للقرصنــة بعــد ظهــر الثالثــاء مــن قبــل أشــخاص قالــوا‬ ‫أنهــم يدعمــون نظــام بشــار األســد‪ ،‬وقالــت اإلدارة يف بيــان لهــا‪" :‬تعــرض‬ ‫حســاب وكالــة فرانــس بــرس‪ -‬صــور للقرصنــة و أن الوثائــق التــي نــرت‬ ‫ال تعــود للوكالــة"‪ .‬و تأخــذ وكالــة فرانــس بــرس كل اإلج ـراءات إلعــادة‬ ‫الحســاب إىل عملــه الطبيعــي بــأرسع وقــت ممكــن”‪ .‬وذكــرت أنّــه‬ ‫تـ ّم بعــد ظهــر الثالثــاء نــر صــور وأخبــار معظمهــا يتعلــق بالنـزاع يف‬ ‫ســوريا عــى حســاب وكالــة فرانــس بــرس‪ -‬صــور قبــل أن يتــم وقــف‬ ‫الحســاب‪ .‬ويف تغريــدة عــى تويــر‪ ،‬تب ّنــت مجموعــة تســمي نفســها‬ ‫"الجيــش الســوري االلكــروين" مســؤوليتها عــن عمليــة القرصنــة‪ .‬وكانــت‬ ‫ـي محطــة ســكاي‬ ‫هــذه املجموعــة قــد تب ّنــت عمليــات قرصنــة ملوقعـ ّ‬ ‫نيــوز العربيــة والجزيــرة موبايــل وكذلــك مواقــع انرتنــت أخــرى تعــود‬ ‫لحكومــات مختلفــة يف املنطقــة‪ .‬وأكــدت هــذه املجموعــة أن القنــوات‬ ‫ـض عــى القتــل والطائفيــة وأعــال التخريــب وتشــجع‬ ‫تبــثّ أخبــار تحـ ّ‬ ‫العصابــات اإلرهابيــة املسـلّحة‪ ،‬وأنهــم بعملهــم ينقــذون شــعب ســوريا‬ ‫مــن الفتنــة واملؤامــرة‪.‬‬

‫أخبارنا‬ ‫المالكي يعالج جرحى األسد‪...‬وطيرانه يقصف اليعربية‬ ‫نُقــل أربعــة جنــود مــن قــوات بشــار األســد إىل مستشــفى يف شــال‬ ‫الع ـراق بعــد إصابتهــم يف اشــتباكات مــع الجيــش الحــر قــرب الحــدود‬ ‫عنــد معــر اليعربيــة الحــدودي مــع العـراق‪ ،‬بحســب مــا أفــاد املتحــدث‬ ‫باســم وزارة الدفــاع الفريــق الركــن محمــد العســكري‪ .‬حيــث دارت‬ ‫اشــتباكات بعــد ســيطرة الجيــش الحــر عــى املعــر الجمعــة‪ .‬وأكــدت‬ ‫لجــان التنســيق املحليــة ســقوط شــهداء وعــدد مــن الجرحــى مــن‬ ‫الجيــش الحــر جـراء القصــف مــن قبــل املروحيــات العراقيــة عــى معــر‬ ‫اليعربيــة‪ .‬يف حــن نفــى العســكري تحليــق الطـران العراقــي فــوق املعــر‬ ‫وأنهــم يحمــون حدودهــم مــن اإلرهابيــن وأن نـران طــر ّيف النـزاع تصــل‬ ‫إىل داخــل األرايض العراقيــة‪ ،‬لكننــا ال نـزال منــارس ضبــط النفــس‪ ،‬وتحاول‬ ‫قــوات األســد اســتعادة الســيطرة عــى املعــر الحــدودي يف محافظــة‬ ‫الحســكة بعــد ســيطرة الجيــش الحــر عليــه‪ .‬وقــال املــازم أول يف قــوات‬ ‫حــرس الحــدود العراقيــة أن اشــتباكات دارت صبــاح اليــوم (الســبت)‬ ‫يف الجانــب الســوري‪ ،‬ورأينــا علــم الجيــش الســوري الحــر مرفوع ـاً عنــد‬ ‫املعــر‪ ،‬كــا دارت اشــتباكات قويــة مامثلــة يف فــرة بعــد الظهــر‪ .‬وأكــد‬ ‫مــن جهتــه املــازم يف قــوات حــرس الحــدود محمــد الشــمري أن طائـرات‬ ‫ســورية قصفــت اليــوم الجانــب الســوري مــن املنطقــة الحدوديــة‪.‬‬

‫دراسة‪ :‬نحو ‪ 200‬مليار دوالر قيمة الخسائر المادية‬ ‫والدمار في سوري‬ ‫قــدرت دراســة أجرتهــا منظمــة ســورية قيمــة الخســائر املاديــة يف‬ ‫ســورية‪ ،‬نتيجــة التدمــر والتخريــب الــذي قامــت بــه قــوات النظــام‬ ‫الســوري خــال عامــن مــن الثــورة‪ ،‬بنحــو ‪ 200‬مليــار دوالر كحــد أدىن‪.‬‬ ‫وبحســب الدراســة املفصلــة التــي أعدتهــا "الحركــة الدســتورية الســورية"‪،‬‬ ‫فــإن القســم األكــر مــن الخســائر هــو نتيجــة تدمــر البيــوت واألبنيــة يف‬ ‫املــدن الثائــرة‪ ،‬إضافــة إىل تدمــر األمــاك الخاصــة مــن أثــاث وســيارات‬ ‫تفصــل يف كلفــة الدمــار الــذي‬ ‫وتضييــع للم ّدخـرات‪ ،‬علـاً بــأن الدراســة مل ّ‬ ‫لحــق بالبنيــة التحتيــة واملرافــق العامــة مــن مــدارس ومستشــفيات؛ كانت‬ ‫أهدفـاً رئيســية لقــوات النظــام‪ .‬وذكــرت الدراســة‪:‬يعترب التدمــر العشــوايئ‬ ‫واملنهجــي للمنشــآت املدنيــة مــن منــازل ومــدارس ومستشــفيات ومتاجــر‬ ‫ومصانــع‪ ،‬واحــدا ً مــن السياســات اإلجراميــة الثابتــة للنظــام‪ ،‬املرتافقــة‬ ‫مــع عمليــات القتــل واملجــازر الجامعيــة والتعذيــب واإلرهــاب مبظاهــره‬ ‫املختلفــة‪ .‬وأكــدت عــى أهميــة توثيــق جرائــم النظــام بأنواعهــا بــكل‬ ‫الوســائل املتاحــة‪ ،‬مــع رضورة توثيــق جرائــم النظــام املاديــة والبرشيــة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫‪9‬‬


‫إقتصاد‬

‫تدهور العملة السورية‬ ‫واالقتصاد بحالة حرجة‬

‫تســارعت وتــرة هبــوط قيمــة اللــرة‬ ‫الســورية خــال األســابيع األخــرة بشــكل‬ ‫الفــت‪ ،‬وتجــاوز هبوطهــا ‪ %100‬عــن قيمتهــا‬ ‫قبــل انطــاق الثــورة الســورية منــذ نحــو‬ ‫عرشيــن شــهراً‪ ،‬ويخــى مراقبــون أن يســتمر‬ ‫انخفاضهــا بشــكل مســتمر مــا مل يوجــد حـ ّـل‬ ‫رصافــن‬ ‫للحالــة الســورية املرتديــة‪ .‬ووفــق ّ‬ ‫يف دمشــق وبــروت‪ ،‬فقــد وصــل ســعر رصف‬ ‫الــدوالر إىل ‪ 107‬لــرة ســورية‪ ،‬فيــا كان‬ ‫ســعر رصفــه قبــل بــدء النظــام الســوري حلّــه‬ ‫العســكري ملواجهــة وقمــع ثــورة الســوريني‬ ‫املطالبــن بإســقاطه نحــو ‪ 47‬لــرة ســورية‪ ،‬كــا‬ ‫وصــل ســعر رصف اليــورو إىل ‪ 150‬لــرة فيــا‬ ‫كان ســعره ســابقاً ‪ 62‬لــرة‪ ،‬كذلــك تضاعــف‬ ‫ســعر الدرهــم اإلمــارايت والريــال الســعودي‬ ‫ليصــل نحــو ‪ 31‬لــرة‪ ،‬مرتفع ـاً مــن نحــو ‪18.7‬‬ ‫لــرة‪ .‬وأنفقــت الحكومــة الســورية عــ ّدة‬ ‫مليــارات مــن رصيدهــا بالعمــات الصعبــة‬ ‫لدعــم عملتهــا‪ ،‬وترافــق ذلــك مــع ارتفــاع يف‬ ‫األســعار مــن ‪ 50‬إىل ‪ ،%100‬وتراجعــت الودائــع‬ ‫يف البنــوك الســورية بنســبة ‪ ،%60‬وفقــد مــؤرش‬ ‫البورصــة يف دمشــق أكــر مــن ‪ %90‬مــن‬ ‫تداوالتــه‪ ،‬وتوقفــت خدمــة بطاقــات االئتــان‬ ‫والدفــع الدوليــة يف ســورية كليــاً بســبب‬ ‫العقوبــات املفروضــة عليهــا مــن الــدول‬ ‫الغربيــة‪ ،‬كــا أغلقــت بنــوك أوروبيــة جميــع‬ ‫حســابات الســوريني املقيمــن يف ســورية‬ ‫والذيــن لديهــم تعامــل مبــارش مــن البــاد‪،‬‬ ‫كــا توقفــت خدمــة الحــواالت املرصفيــة‬ ‫عــر البنــوك مــن وإىل ســورية بشــكل كامــل‪،‬‬ ‫وأوقفــت البنــوك متويــل عمليــات االســترياد‪.‬‬ ‫ويــرى خــراء االقتصــاد أن انخفــاض قيمــة‬ ‫العملــة الســورية قــد ازداد بنســبة متواتــرة‬ ‫خــال األســابيع األخــرة‪ ،‬وبنســبة تعــادل نحــو‬ ‫‪ %2‬أســبوعياً‪ ،‬وفيــا لــو اســتمر انخفاضهــا‬ ‫بنفــس هــذه النســبة يف املرحلــة املقبلــة فــإ ّن‬ ‫هــذا ســيؤدي إىل انهيــار رسيــع ومتواتــر يف‬

‫ســعرها‪ .‬وكانــت تقاريــر غربيــة أشــارت إىل‬ ‫أن روســيا طبعــت بــن ‪ 120‬و ‪ 240‬طن ـاً مــن‬ ‫األوراق النقدية الســورية وشــحنتها إىل دمشــق‬ ‫بــن شــهري متــوز وأيلــول املاضيــن لتمكــن‬ ‫النظــام مــن دفــع رواتــب جنــوده وموظفــي‬ ‫الخدمــة املدنيــة‪ ،‬وهــذا األمــر ســيؤثر عــى‬ ‫نســب التضخــم وسيتســبب يف اســتمرار‬ ‫انخفــاض ســعر رصف العملــة املحليــة‪ .‬وخــال‬ ‫العــام األخــر‪ ،‬تدهــور الوضــع االقتصــادي‬ ‫تدريجي ـاً‪ ،‬وأغلقــت مئــات الورشــات الصغــرة‬ ‫واملصانــع املتوســطة والكبــرة بســبب كســاد‬ ‫األســواق وصعوبــات التصديــر واالســترياد‬ ‫والعقوبــات الغربيــة‪ ،‬كــا أوقفــت الــركات‬ ‫الحكوميــة كافّــة مشــاريعها االســتثامرية‪ ،‬ومل‬ ‫تســلم عــرات اآلالف مــن املحــال التجاريــة‬ ‫مــن التدمــر‪ ،‬وغــادر ســورية أكــر مــن ‪%70‬‬ ‫مــن كبــار رجــال املــال واألعــال‪ ،‬وقــام عــدد‬ ‫منهــم بتفكيــك مصانعهــم ونقلهــا إىل دول‬ ‫عربيــة‪ ،‬كــا تــم ترسيــح نحــو ‪ 300‬ألــف‬ ‫عامــل وموظــف‪ ،‬ونبّهــت وكاالت األمــم‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫املتحــدة أن حــوايل أربعــة ماليــن ســوري‬ ‫داخــل بلدهــم ســيكونون بحاجــة للمســاعدات‬ ‫العــام املقبــل‪ .‬وتوقفــت الســياحة يف ســورية‬ ‫كليـاً‪ ،‬وكانــت تــد ّر نحــو ‪ 6‬مليــار دوالر ســنوياً‪،‬‬ ‫وأثّــر تراجــع هــذا القطــاع الــذي يشـكّل نحــو‬ ‫‪ %12‬مــن حجــم الدخــل القومــي عــى نحــو‬ ‫مليــوين ســوري يعملــون فيــه بشــكل مبــارش‬ ‫وغــر مبــارش‪ .‬وتؤكّــد تقاريــر غــر رســمية‬ ‫أن الصــادرات الســورية تراجعــت مــن ‪14‬‬ ‫مليــار دوالر إىل أقــل مــن ‪ 3‬مليــارات ومــا زال‬ ‫الرتاجــع مســتمرا ً‪ ،‬وتقــول املعارضــة الســورية‬ ‫و مســؤولون أوربيــون أن احتياطــي النقــد‬ ‫األجنبــي املقـ ّدر بنحــو ‪ 17‬مليــار دوالر أوشــك‬ ‫عــى النفــاد ومل يبــق يف خزينــة الدولــة ســوى‬ ‫‪ 1.1‬مليــار قــد تكفــي ألشــهر معــدودة‪ ،‬فيــا‬ ‫تؤكّــد الحكومــة الســورية أن وضعهــا املــايل‬ ‫ممتــاز وأن احتياطهــا مــن العمــات األجنبيــة‬ ‫مــازال ضخ ـاً‪ّ ،‬إل أن املــؤرشات الســابقة تثــر‬ ‫الشــكوك بقــدرة الحكومــة عــى التحكّــم‬ ‫بقلم ندى الربيع‬ ‫باالقتصــاد‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫أحياء‬ ‫معتقلون خيرجون من اجلحيم‬ ‫ً‬ ‫يبــدأ مسلســل االعتقــاالت‬ ‫املميتــة يف ســوريا بدايــ ًة مــن‬ ‫املداهــات‪ ،‬حيــث مداهــات‬ ‫املنــازل والطرقــات‪ .‬و االعتقــاالت‬ ‫التــي تتــم عــى الحواجــز‬ ‫العســكرية‪ .‬رضبــ ٌة عــى الــرأس‬ ‫مبؤخــرة البندقيــة وينتهــي األمــر‪،‬‬ ‫ربــا طعنــ ٌة مــن حربتهــا‬ ‫و ّ‬ ‫لتســقط عــى إثرهــا فتعانــق‬ ‫األرض‪ .‬إن يحصــل لــك ذلــك‬ ‫تكــون مــن املحظوظــن‪ ،‬إذ نأيــت‬ ‫بنفســك عــن االعتقــال واالضطهــاد‬ ‫والســباب وآالم املــوت البطــيء‪.‬‬ ‫لكــن مــا إن تصــل إىل املعتقــل‬ ‫األمنــي والــذي يســميه املعتقلــون‬ ‫باملحكمــة‪ ،‬وهــو مصطلــح يعنــي‬ ‫حــدوث االســتجواب واقــراب‬ ‫األمــل بالخــروج مــن املعتقــل‪.‬‬ ‫محكمــة املعتقلــن عبــارة عــن‬ ‫مح ّقــق مســتبد وأمامــه مجموعــة‬ ‫مــن األوراق البيضــاء مــدو ٌن عليها‬ ‫التهــم الجاهــزة حيــث االتهامــات‬ ‫مســبقاً وال تحتــاج ّإل‬ ‫معــ ّدة ّ‬ ‫بصمتــك‬ ‫لتوقيعــك الكريــم أو ّ‬ ‫األكــرم‪ ،‬هــذا إن بقــي لــك إصب ـ ٌع‬ ‫أو أمنـ ٌـل بعــد ذلــك‪ .‬يدخلــون إىل‬ ‫عــامل املــوت‪ ،‬عــاملٌ ال حيــاة فيــه وال‬ ‫أحيــاء‪ ،‬تســود ظلمــة الســجون يف‬ ‫أرجائــه‪ ،‬بينــا رصخــات النجــدة‬ ‫تنبعــث مــن الزنزانــات القميئــة‪.‬‬ ‫الجــدران رطبــة ترشــح قطــرات‬ ‫املــاء فتزيــد مــن صعوبــة الحيــاة‪.‬‬ ‫غرفــة الزنزانــة ‪5‬م عــرض× ‪7‬م‬ ‫طــول فيهــا ‪ 450‬معتقــاً‪ .‬يقــول‬ ‫أحــد املعتقلــن الذيــن خرجــوا من‬ ‫فــرع الخطيــب‪ :‬ميــوت يف هــذه‬ ‫الزنزانــة يوميـاً مــن ‪ 5‬إىل ‪ 7‬أفـراد‪،‬‬ ‫يـ ّدق الســجناء الحائــط ومــن ثـ ّم‬ ‫ينتشــلون املعتقــل امليــت‪ ،‬فيأخذه‬ ‫السـ ّجانون بعــد أن ك ّمــوا أفواههم‬ ‫بالكاممــات‪ ،‬وم ـ ّرة أخرجنــا زمي ـاً‬

‫لنــا ثــم أعــادوه بعــد قليــل أل ّن‬ ‫بــه رمــق حيــاة‪ ،‬وأضــاف‪ :‬ال‬ ‫كل ســجني‬ ‫نســتطيع النــوم ومــكان ّ‬ ‫بالطــ ٌة واحــدة ومــن ينــم ميــت‪،‬‬ ‫إذ يجلســون فوقــه فيختنــق‪.‬‬ ‫أ ّمــا الطعــام فوجبتــان‪ ،‬الثانيــة‬ ‫ظهــرا ً والثانيــة ليــاً وهــي ربــع‬ ‫رغيــف مــن الخبــز مــع قطعــة‬ ‫مــن البطاطــا املســلوقة‪ ،‬وكثــ ٌر‬ ‫ال يتنــاول هــذه الوجبــة ملرضهــم‬ ‫وضعــف أجســادهم‪ .‬ويجــرى‬ ‫كل حادثــة‬ ‫تفقّــد األســاء بعــد ّ‬ ‫وفــاة‪ .‬وهنــا يقــول أحــد املعتقلــن‬ ‫الذيــن خرجــوا بعــد ثالثــة أيــام‬ ‫مــن فــرع الخطيــب‪ :‬مــا زلــت‬ ‫إىل اليــوم مريض ـاً بعــد أن أُصبــت‬ ‫بــذات الج ّنــب (أي التهــاب‬ ‫رئــوي)‪ ،‬وكنــت محظوظـاً جــدا ً إذ‬ ‫مل أُصــب بالسـ ّـل لخروجــي املبكــر‪.‬‬ ‫ولدينــا فيــا يــي شــهادات حيّــة‬ ‫وموث ّقــة أيضــاً ملعتقلــن خرجــوا‬ ‫حديثــاً مــن جحيــم الســجون‬ ‫األســديّة ترجعنــا إىل عصــور مــا‬ ‫قبــل التاريــخ‪ ،‬حيــث الظــام‬ ‫والوحشــية والخوف والــرد والقهر‬ ‫واألمل‪ ،‬عنوانهــا‪" :‬أنتــم يف معتقالت‬ ‫نظــام األســد"‪ .‬هــذا مــا نقلــه لنــا‬ ‫أحــد املعتقلــن بعــد خروجــه مــن‬ ‫معتقــل املخابـرات الجويــة ‪ -‬فــرع‬ ‫التحقيــق باملــزة‪ : -‬أمضيت يف هذا‬ ‫الســجن واحــدا ً وخمســن يومــاً‬ ‫بــن ثــاث منفــردات وجامع ّيــة‬ ‫واحــدة‪ .‬كنــا ‪ 26‬معتقــاً داخــل‬ ‫املنفــردة وهــي مبســاحة مرتيــن‬ ‫عــرض مبرتيــن ونصــف طــول‪ ،‬ك ّنــا‬ ‫بثيابنــا الداخليــة فقــط‪ ،‬نصــف‬ ‫هــذا العــدد ينــام واقفـاً والنصــف‬ ‫اآلخــر ينــام بوضعيــة القرفصــاء‪.‬‬ ‫أب وولــده‪،‬‬ ‫كان يف هــذه الزنزانــة ٌ‬ ‫ويف الزنزانــة املجــاورة ولديــه‬ ‫اآلخريــن‪ .‬ذات صبــاح اســتيقظنا‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫عــى حادثــة مــوت األب‪ ،‬وبعــد‬ ‫ليلتــن مــن القهــر الــذي عاشــه‬ ‫ولــده يف نفــس الزنزانــة مــات‬ ‫ـكل بســاطة‪.‬‬ ‫االبــن أيضـاً! هكــذا بـ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫أطفــال بعمــر‬ ‫ويف هــذا املعتقــل‬ ‫الـــ ‪ 12‬و‪ 13‬و ‪ 14‬ســنة‪ ،‬ودامئــاً‬ ‫الهســتريي ليــاً‬ ‫نســمع رصاخهــم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(بـ ّدي إمــي‪ ،)...‬ويف هــذا املعتقــل‬ ‫كل صنــوف‬ ‫أيضــاً نســو ٌة تعانــن ّ‬ ‫العــذاب واألمل النفــي واالعتــداء‬ ‫الجنــي‪ .‬يف هــذا املعتقــل أجــروا‬ ‫األخ عــى اللــواط بأخيــه‪ .‬املهــم‬ ‫أن ال ت ُجــرح أو تُخــدش فتصــاب‬ ‫ٍ‬ ‫رسيعــاً‬ ‫شــديد مــن‬ ‫بالتهــاب‬ ‫ٍ‬ ‫املــكان املوبــوء لكــرة القــذارة‬ ‫واألوســاخ‪ ،‬و انتشــار األمــراض‬ ‫الطفيل ّيــة كالقمــل وهامــات‬ ‫الجــرب‪ ،‬فتنتــر الح ّكــة وتســيل‬ ‫الدمــاء وتتســارع العــدوى لوجــود‬ ‫البيئــة املناســبة‪ ،‬وانعــدام الضــوء‬ ‫واملــاء فتلّتهــب الجــروح وتتق ّيــح‬ ‫بشــكلٍ مخيــف‪ .‬يف هــذا املــكان‬ ‫يرغــب املعتقــل أن ميــوت ألــف‬ ‫مــرة عــى أن يأخــذوه إىل مشــفى‬ ‫مســل ٌخ‬ ‫الـــ ‪ 601‬يف املــ ّزة فهــو ّ‬ ‫بامتيــاز‪ .‬يف هــذا املعتقــل يســمح‬ ‫لنــا بالخــروج للحــام مرتــن‬ ‫وإل‬ ‫يوميــاً ويف ثــواين معــدودة‪ّ ،‬‬ ‫يحــل علينــا‬ ‫ّ‬ ‫غضــب الشــياطني‬ ‫بانتهــاك خصوصياتنــا ود ّمجنــا‬ ‫الحممــات‪.‬‬ ‫مبخلفاتنــا داخــل‬ ‫ّ‬ ‫يف جســد معتقلنــا هــذا ‪130‬‬ ‫جرحــاً ملّتهبــاً ومق ّيحــاً رأيناهــا‬

‫ثورة‬

‫بــأ ّم أعيننــا عندمــا كشــف لنــا‬ ‫عــن جســده‪ .‬وهــذه الجــروح‬ ‫غــر ناتجــة عــن ت ّعرضــه للــرب‬ ‫فقــط‪ ،‬وإمنــا للقــذارة الشــديدة‬ ‫داخــل املعتقــل‪ .‬وعندمــا طرحنــا‬ ‫عليــه ســؤال يتعلــق بعــدد‬ ‫املعتقلــن يف ذلــك املــكان‪ ،‬مــع‬ ‫تأكيدنــا عــى كيفيــة حصولــه عــى‬ ‫ذلــك الرقــم‪ ،‬والتقاطعــات التــي‬ ‫أحــى مــن خاللهــا هــذا العــدد‪،‬‬ ‫ومــن خــال تنقلــه بــن أكــر مــن‬ ‫زنزانــة والتقاطعــات التــي ينقلهــا‬ ‫رفاقــه املعتقلــون حــول ذلــك‪،‬‬ ‫إضافــة لعمليــة إحصائيّــة لعــدد‬ ‫املنفــردات داخــل هــذا الســجن‬ ‫مــع الجامعيــات مرضوبــ ًة بعــدد‬ ‫كل منهــا‪ ،‬كان‬ ‫املعتقلــن ضمــن ّ‬ ‫الرقــم املتــداول للمعتقلــن يف هذا‬ ‫الجحيــم هــو ‪ 40000‬معتقــل‪.‬‬ ‫حتّــى أنّــه قــال لنــا يوجــد أربعــون‬ ‫ألــف معتقــل (مشــ ّوه)‪ ،‬وأردف‬ ‫قائــاً‪ :‬معظــم املعتقلــن أبريــاء‬ ‫وإل ملــا عــروا‬ ‫وغــر مذنبــن ّ‬ ‫الحواجــز بشــكل نظامــي‪ ،‬حيــث‬ ‫أ ّن املطلوبــن للنظــام لهــم طرقهــم‬ ‫وأســاليبهم بالتنقــل‪ .‬وأن ثلــث‬ ‫املعتقلــن مصابــون بالجنــون بعــد‬ ‫أن عانــوا كثــرا ً مــن عــدم النــوم‬ ‫واألكل والــرب‪ ،‬حتــى أصيبــوا‬ ‫بالهذيــان وهــو بدايــة الجنــون‪.‬‬ ‫ونحــرم رغبــة املعتقلــن بعــدم‬ ‫ذكــر األحــرف األوىل مــن أســائهم‬ ‫لخوفهــم الشــديد‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫يف الزبداني‪ ..‬الشهيد يدفن شهيد‬

‫منوع‬

‫هنــا ســورية ‪ :‬صــار املــوت يف صباحاتنــا كفنجــان‬ ‫القهــوة وأنــت ترشبــه مــع جــا ٍر لــك يــأيت خـ ٌر بــأ ّن‬ ‫صديقـاً لــك قــد استشــهد‪ ،‬لكـ ّن الغريــب يف بــادي‬ ‫أننــا بتنــا نحلــم بالقــر‪.‬‬ ‫يف ظهــرة ‪ 2013 \ 3 \ 11‬قــام الجيــش األســدي‬ ‫باســتهداف منطقــة الشـ ّـاح و التــي تع ـ ّد منطقــة‬ ‫كل قاطنيهــا مــن عائــات‬ ‫مدن ّيــة بامتيــاز‪ ،‬أل ّن ّ‬ ‫الزبــداين التــي هربــت مــن القصــف لتحتمــي‬ ‫بعيــدا ً عــن يــد النظــام‪ .‬املنطقــة فيهــا مدرســة‬ ‫الرشبتــي‪ ،‬و قــد طالــت القذائــف طريــق املدرســة‬ ‫و ذلــك أثنــاء دخــول الطــاب إىل املدرســة‪ ،‬مــا‬ ‫أســفر عــن ســقوط ‪ 5‬أطفــال جرحــى و طفــل‬ ‫شــهيد و هــو شــهيدنا مصعــب حمــدان البالــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ 13‬ســنة‪ .‬يحمــل كتبــه عــى ظهــره و‬ ‫يركــض مرسعـاً إىل مدرســته لكــن يــد الغــدر تصــل‬ ‫إليــه لتنســل روحــه إىل بارئهــا‪ .‬يهــرع األطفــال‬ ‫يف الشــارع و الشــظايا الحارقــة تتســاقط فــوق‬

‫رؤوســهم‪ ،‬الجميــع يف حالــة رعــب‪ ،‬يُنقــل مصعــب‬ ‫إىل املشــفى امليــداين و لكــ ّن األوان قــد فــات‪.‬‬ ‫استشــهد الطفــل أمــام بــاب مدرســته! هــل هــو‬ ‫إرهــا ٌّيب يحمــل الســاح أيضــاً؟!و عنــد املغيــب‬ ‫ـر الرجــال لدفــن مصعــب‪ ،‬يرفــض عمــه أن‬ ‫يتحـ ّ‬ ‫صــح‬ ‫يخــرج أكــر مــن ‪ 3‬رجــال يف التشــييع إذا ّ‬ ‫التعبــر‪ .‬و بينــا يتســلّل الرجــال إىل املدافــن‬ ‫تلمحهــم عــن القنــاص‪ ،‬و مــا إن بــدؤوا بإنزالــه إىل‬ ‫القــر حتــى بــدأ القنــاص برميهــم بن ـران حقــده‪،‬‬ ‫فيــرخ العــم اهربــوا جميعــاً‪ ،‬ومل يكــد ينهــي‬ ‫جملتــه حتــى تــأيت رصاصــ ٌة تقتلــه و يقــع فــوق‬ ‫مصعــب يف نفــس القــر‪ .‬العــم غســان حمــدان‬ ‫مــن مجاهــدي الزبــداين‪ ،‬حمــل السـ ّـاح يف وجــه‬ ‫الطاغيــة‪ ،‬دافــع عــن وطنــه‪ ،‬أراده حــرا ً مســتقالً‪،‬‬ ‫لكـ ّن اللــه اصطفــاه ليكــون مبرتبــة األنبيــاء و يحلّق‬ ‫حــول العــرش مســبحاً بحمــدك اللهــم‪.‬‬ ‫بقلم ذات النطاقين‬

‫السوري‬ ‫جرح ّ‬ ‫رشحتم جـسدي لســـــال منـــه عناقــيد وتـــفـــاح‬ ‫أنا الدمشقي لو ّ‬ ‫ولو فتحتـم رشايينـي مبـديتكم سمعتم يف دمي أصوات من راحوا‬ ‫لــن أهــاب ســكينك يــا س ـ ّجاين‪..‬فانك لــو ف ّجــرت جســدي عيونــا مــن الدمــاء ســرتوي عليهــا جيــل‬ ‫جديــد مــن املطالبــن بالحريــة‪..‬‬ ‫جلدي فسوطك يسطّر يف جسمي تاريخاً عن قسوتك وظلمي‪..‬‬ ‫لن أهابك ّ‬ ‫ال تحــزين أيتهــا الياســمينة الشّ ــامية إن ُر ٍدمــت تحــت أنقــاض البيــوت فــإن عطــرك يفــوح مــن دمــي‬ ‫ـوري أينــا كنــت‪.‬‬ ‫السـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـوري مثيل‪,‬ولــو اختلفــت طائفتك‪,‬هلـ ّم إيل‪,‬اقتلني‪,‬أحرقنــي‬ ‫وهلـ َّم يــا مــن تزيــد مــن أحـزاين بأنــك سـ ّ‬ ‫وح ّجرين‪,‬اِبــ ْر أعضايئ‪,‬قطّــع أوصايل‪,‬اِغــرس ســكينك يف قلبي‪,‬اطعنهــا مــ ّرة وثانيــة و مئــة يف‬ ‫يل‪,‬وانظــر بعينــك‬ ‫ظهري‪,‬افصــل رأيس عــن جســدي ‪,‬اقطعنــي نصفني‪,‬حــــاول مــا شــئت يف القضــاء ع ّ‬ ‫كيــف أين لــن أمــوت‪!!!...‬‬ ‫رشك ّيف ‪..‬كيــف يــأىب املــوت أخذي‪,‬ســأحيى مــن جديــد يف‬ ‫انظُـ ْر بعينــك الحاقــدة بعــد أن تف ّجــر كل ّ‬ ‫كل مـ ّرة أقــوى وأصلب‪,‬ســترصخ جروحــي املفتوحــة يف وجهك‪,‬ســيكون كل جــرح منهــا جهنــم تصليك‬ ‫يف نارها‪...‬ســأنفض كل األمل املتغلغــل يف عروقــي جمـرا ً فــوق جبهتــك النازيّــة‪،‬كل جــزء قطعتــه مــن‬ ‫ـدا‪,‬وكل آه أذقتنــي هــي ســر ّدها الصــدى ســهاما عــى قلبــك املريــض‪....‬‬ ‫جســدي ســيصري ثائـرا جديـ ّ‬ ‫عذّبنــي يــا مــن ا ّدعيــت بأنّــك جنــدي تحمينــي‪ ,‬ولكــن‪ ,‬أثنــاء تعذيبــك يل‪,‬فقط‪,‬انظــر يف عيــوين‬ ‫املليئــة بالدماء‪...‬وســتخربك بأين‪...‬ســأعود مــن جديد‪..‬ألهـــــتف للحريــة‪...‬‬ ‫شهد‬ ‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫‪12‬‬


‫الدومري‬

‫كل يــوم يف الشــارع الرئيــي الوحيــد‪ .‬يبــدأ‬ ‫فوانيــس الدومــري يســر ّ‬ ‫بتنظيــف الفوانيــس املعلّقــة‪ ،‬يضــع لهــا الزيــت(‪ )1‬وينظّــف بلوراتهــا‬ ‫لتزيــد مــن إشــعاعها لي ـاً‪ .‬يتابــع املســر بخطــوات وئيــدة‪ ،‬يدخــل يف‬ ‫األزقّــة الض ّيقة‪،‬إنــه الدومــري(‪ .)2‬كان هــذا قبــل أن تصــل الكهربــاء‬ ‫إىل الزبــداين‪ .‬وقــد مــ ّدت الحكومــة الفرنســية آنــذاك وكانــت متلــك‬ ‫الوصايــة عــى ســوريا آنــذاك تحــت اســم االنتــداب فقــد بــدأت مب ـ ّد‬ ‫أعمــدة الكهربــاء الخشــبية قبــل مــدة مــن وضــع األســاك وتجهيزهــا‬ ‫لالســتخدام‪ .‬لكــ ّن الطاقــة الكهربائيــة يف الزبــداين قــد وصلــت إىل‬ ‫الشــوارع بــادئ ذي بــدء ومــن ثــ ّم انتقلــت بعــد ذلــك إىل املنــازل‪.‬‬ ‫وجــدت الكهربــاء يف الزبــداين وفعلّــت حــوايل عــام ‪1940‬م‪ ،‬ومل يُخ ـ َّدم‬ ‫ســوى بيتــن بالكهربــاء أول األمــر وكانــت أجــرة تركيــب الســاعة(‪)3‬‬ ‫عــرة ل ـرات ســورية(‪ ،)4‬وكانــت فاتــورة الكهربــاء ت ـراوح بــن ثالثــة‬ ‫لـرات إىل عــرة وهــذا مبلــغ كبــر بالنســبة لألهــايل الفقـراء‪.‬كان أهــل‬ ‫الزبــداين يســ ّمون الكهربــاء بالكــوران ونعتقــد بــأن الكلمــة مح ّرفــة‬ ‫مــن الفرنســية‪ .‬كان التالمــذة فيــا مــى يســهرون يف الشــارع املضــاء‬ ‫باملصابيــح حتّــى الصبــاح أحيانــاً للدراســة‪ ،‬وهــذا مــا كان يحصــل يف‬ ‫خاصــة‪ .‬ومــن اســتطاع أن يخـ ّدم بيتــه‬ ‫األيــام الدافئــة وقبــل االمتحانــات ّ‬ ‫بالكهربــاء كان مــن الوجهــاء وامليســورين وأهلــه محظوظــون‪ .‬هــذا مــا‬ ‫كان مــن ســبعني عام ـاً ويزيــد‪ .‬واليــوم يعيــش الزبدان ّيــون دونها‪،‬بعــد‬ ‫أن قُصفــت و ُد ّمــرت وقطّعــت األســاك واألعمــدة الكهربائية‪،‬فعدنــا إىل‬ ‫الزمــن املــايض‪ .‬وهنــاك ٌ‬ ‫دول ابتكــرت طرق ـاً أخــرى لإلنــارة واســتغنت‬ ‫وخاصــة يف املناطــق الجبليــة املع ّرضــة للهــواء‬ ‫عــن األســاك ومشــاكلها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وهطــول الثلــوج‪ .‬وتعتمــد عــى الطاقــة الشمســية وطاقــة الريــاح‪،‬‬ ‫حيــث ت ُضــاء املصابيــح ليـاً بشــكل تلقــايئ بحلــول املغيــب‪ .‬أيــن نحــن‬ ‫الســوريّون مــن كل هــذا اليــوم؟! نســم ٌة عادي ـ ٌة للهــواء تقطــع التيــار‬ ‫عــدة ســاعات عندنا‪،‬بينــا نفســها يف الــدول التــي تخــدم مواطنيهــا‬ ‫وتحرتمهــم تــيء بيوتهــم وطرقاتهــم وحياتهــم أيضـاً‪ .‬واليــوم نعــود إىل‬ ‫زمــنٍ مــى يحـ ّـل بعــد أن غــاب ســبعة عقــود‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ي ّزيتــه‪ :‬أي يضــع الزيــت فيــه باللهجــة الزبدانيــة‪2 .‬ـ الدومــري‪ :‬وهــو‬ ‫الرجــل املســؤول عــن العنايــة بالفوانيــس وتهيئتهــا‪3 .‬ـ الســاعة‪ :‬أي‬ ‫عـ ّداد الكهربــاء‪4 .‬ـ يقــال يف الزبــداين ملصطلــح اللــرة الســورية بالورقــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫زبدانيات‬

‫‪Z.FM‬‬

‫زبداني إف إم ‪FM‬‬

‫*البوطــي يدعــو جميــع املنحبكجيــة واألبــواق والشــبيحة إىل النفــر‬ ‫العــام للجهــاد يف وجــه مــن أســاهم "الطاغوت"مــع التأكيــد عــى‬ ‫رضورة أخــذ العــر مــن الفاضلــة ســارية الســواس‪..‬‬ ‫*حاجــز الجرجانيــة يقــوم بعمليــة نوعيــة اســتثنائية ويدمــر جــر بنايــة‬ ‫كان يســتخدمه اإلرهابيــون املرتزقــة يف منطقــة املعمــورة‪ ،‬هــذا وقــد‬ ‫ذكــر شــاهد عيــان أن أبطــال الحاجــز فــروا متــل الصيصــان ملــا ســمعوا‬ ‫رشــة رصــاص!!‬ ‫*أهــايل الزبــداين تشــكر الرتكــس الــذي هــدم الجــر يف املعمــورة وهــو‬ ‫نفســه الــذي أخفــى الدبابــات يف الجبــل يــوم قــدوم األمــم املتحــدة و‬ ‫فتــح الطريــق أمــام دبابــات االسـراحة التــي أعاقتهــا الثلــوج عــن قصــف‬ ‫املدينــة مــن قبــل ‪ ...‬مــع متنياتهــم للرتكــس بــدوام الزيــت والقشــط‬ ‫مــان ‪...‬‬ ‫رصحــت وســائل اإلعــام الســورية أنــه ال صحــة ملــا تــردد عــن إســقاط‬ ‫* ّ‬ ‫التمثــال مؤكــدة أن الرقــة ليســت مدينــة ســورية إمنــا هــي مجموعــة‬ ‫أرايض زراعيــة عشــوائية يكــر فيهــا الرعــي نظـرا ً لخصوبة األرض بســبب‬ ‫ســد الفـرات الــذي شــيده الراحــل حافــظ‪ ...‬تصفيــق‪!! ...‬‬ ‫*أحــد وجهــاء الزبــداين يحمــل رســالة أخويــة مــن النظــام تقــول أنــو إذا‬ ‫الثــوار مــا قعــدوا عاقلــن رح يضطــر يــرب كيــاوي ‪ ...‬ك ّنــوا ياشــباب‪..‬‬ ‫كنــوو !!‬ ‫*البوطــي يف خطبتــه األخــرة يدعــو‪" :‬اللهــم أعطــب البتوبــات الناشــطني‬ ‫‪ ...‬وهكّــر حســاباتهم‪ ...‬واحظــر أصدقائهــم‪ ....‬وافصــل شــبكاتهم‪...‬‬ ‫واجعــل الفريوســات يف ملفاتهــم يــارب العاملــن ‪...‬‬ ‫*األخــوة البواســل يف الجهــات املختصــة وجيــش أبــو شــحاطة يطــاردون‬ ‫مجموعــة مــن االرهابيــن و يدمــرون عــددا ً مــن العربــات واملنجنيقــات‬ ‫التــي كانــوا يســتخدمونها لرمــي األخــوة يف اللجــان الشــعبية بحجــارة‬ ‫مــن ســجيل‪ ..‬واللــه ويل التوفيــق‬ ‫*اإلخباريــة الســورية تؤكــد اســتمرار العمليــة التعليميــة يف حمــص رغــم‬ ‫رصح‬ ‫اإلرهــاب املمنهــج الــذي حــرم الطــاب مــن مدارســهم‪ ...‬هــذا وقــد ّ‬ ‫أحدهــم بأنــه ســيحارب اإلرهــاب بالطبشــورة ‪ ..‬بــس نســينا نســأل أنــو‬ ‫الطبشــورة بيضــا أو ملونــة ؟؟؟‬ ‫* آخــر وأحــى خــر بيقــول أنــو العيــش يف أماكــن فيهــا ضجيــج ســيارات‬ ‫بيزيــد مــن خطــر اإلصابــة باألزمــات القلبيــة ‪ ...‬وشــو مشــان األماكــن‬ ‫يــي فيهــا ضجيــج "قذائــف" وهديــر ميــغ ‪...‬؟؟!! أتــرك ســؤايل ألصحــاب‬ ‫االختصــاص‪...‬‬

‫‪13‬‬


‫وعاد الربيع يا وطين‬

‫أدب‬

‫بقلم مغرتبة‬

‫ال تــلــومــونــي‬

‫وعاد الربيع يا وطين‪...‬‬ ‫وعاد الربيع يا وطين‪...‬‬ ‫ومل يرحل بعد اخلريف‪..‬‬ ‫فهل جيدله مكانا؟‬ ‫وفيك ربي ٌع من دمي‬ ‫وهل يسرتيح‪...‬‬ ‫وعاد الربيع يا وطين‪...‬‬ ‫رغم أنه قد نشر عطره يف األرجاء‬ ‫يا وطن نار حترق الربيع‬ ‫ورغم أنّها عانقت رائحة الدّماء‬ ‫وتصبغ زهره األبيض‪ ..‬دماء اجلريح‬ ‫واختلطت وروده مع األشالء‪...‬‬ ‫وتنمو ورود‪..‬كاألرجوان‬ ‫عاد الربيع يا وطين‪...‬‬ ‫فوق قرب الشهيد‬ ‫وقد آثر عندنا البقاء‬ ‫جسد م ّصلوب يف الزنزانة‪ ...‬كاملسيح‬ ‫مع املشردين والبؤساء مع األطفال األبرياء‬ ‫فوق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وعاد الربيع يا وطين‪...‬‬ ‫آثر الربيع تزيني قبورنا وتلوين احملروق‪ ...‬من سهولنا‬ ‫فهل جيد له مكانا؟‬ ‫ويصرخ يف الطبيعة كما تصرخ يف الظامل‪...‬حروفنا‬ ‫ً‬ ‫وهل يسرتيح‪...‬‬ ‫وش ّق دخانا تلبّد يف السماء‬ ‫هل جتد الورود جنائننا؟‬ ‫وزرع يف فوهة الدبابة‪...‬جورية‬ ‫هل جتد حقوالً وأغصاناً ساملة؟‬ ‫زرع شقائق النعمان‪ ...‬فوق البندقية‬ ‫هل جيد طيور ًا ‪...‬حاملة؟‬ ‫فهذا ما وجده الربيع‬ ‫وعاد الربيع يا وطين‪...‬‬ ‫مكاناً له يف وطين‬ ‫وأصرّ على احلياة‬ ‫كي يسرتيح‬ ‫ّ‬ ‫ونثر كثري ًا من الورود امللونة‬ ‫هكذا بات بلدي يستقبل فصل الورود بالقذائف‬ ‫فوق الركام واحلطام‬ ‫والبارود‬ ‫فوق قبور األموات فوق دموع األمهات‬ ‫بشوق الجئ خلف احلدود‬ ‫ف��وق ألع��اب األطف��ال احملطّم��ة حت��ت جنازي��ر‬ ‫واحد يهديه إليه الشهداء‬ ‫بلون ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الد بّاب��ات‬ ‫أمحٌر يا ربيع وطين‬ ‫َ‬ ‫فوق آالم اجلرحى‬ ‫قد صرت من لون الدماء‪...‬‬ ‫واملاليني من األنّات‬ ‫تله��ى يف يفوح عبق املوت ح ّتى بعيد‬ ‫ال تلومون��ي إن بكي��ت‪ ..‬فلق��د ّ‬ ‫فســـــاحمين‪...‬‬ ‫وط�ني القدر‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫يا ّ‬ ‫ال تلوموني إن ّ‬ ‫كل من يسمعين إن أنا طردت من قليب‬ ‫بت حاقدا على البشر‬ ‫ْ‬ ‫إن أن��ا صرخ��ت يف العامل صرخ��ة مظلوم‪ ...‬الرمحة‬ ‫كما ُ‬ ‫طرد ّ‬ ‫الشعب األعزل من وطنه‬ ‫ال تلوم‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫فـي معاني الرأفة‬ ‫فلقد صحيت على وطين يرت ّنح مذبوح‬ ‫إن سحقت ّ‬ ‫ٌ‬ ‫سحق طفل حتت أنقاض بيته‬ ‫على دمي ينزف من جرحي املفتوح‬ ‫كما ُ‬ ‫ف�لا تلومون��ي ْ‬ ‫إن طال��ت لظ��ى ش� ّ�بت يف‬ ‫والعامل قد تركين وحيد‬ ‫فباهلل ال تلمين إن صحت يف املـــأل كــّله جسد ي‬ ‫كل من يقرتب ّ‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫صرخة سبع جريح‬ ‫فعندما ال أملك دفع املوت ّ‬ ‫عن‬ ‫أحبائي‪...‬‬ ‫فأطفالي‪ّ ...‬‬ ‫ويتساوى واحلياة‬ ‫يبكون فوق أشالئي‬ ‫عندما ميوت األمل‬ ‫فالوطن عندما يتم ّزق ال يهتدي إليه العيد‬ ‫ٌ‬ ‫فاإلنسان قد مات وعـــاش إنسان جديد‪...‬‬ ‫السـورية‬ ‫عندما حترتق اليامسينة‬ ‫ّ‬

‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬ ‫برج الثائر ‪:‬‬

‫رغــم املــوت والهــاك الــذي يرتبــص بــك إال أنــك مازلــت‬

‫صامــدا ً مــن أجــل الحريــة‪..‬‬

‫برج املعارضة اخلارجية ‪:‬‬

‫صــار الزم تجهــز النئيفــة وفــرد الكبســون والخــرز‬

‫مشــان الحــرب الجهاديــة‪!!..‬‬

‫برج احليادي ‪:‬‬

‫انهــض وتخلــص مــن ذلّــك وعــارك وإال ســتبقى جثــة‬

‫محنطــة‪.‬‬

‫برج البوطي ‪:‬‬

‫بعــد مــا قلــت أنــو الجهــاد هــو القتــال مــع جيــش‬

‫بشــار‪ ...‬ناطرينــك بفتــوى فريضــة الحــج إىل القرداحــة‬ ‫‪!!...‬‬

‫برج بشار ‪:‬‬

‫مبناســبة مــرور عامــن عــى الثــورة تهديــك األبــراج‬

‫أغنيــة «جايينــك جايينــك يلعــن روحــك جايينــك»‪..‬‬

‫برج الطفل السوري‪:‬‬

‫كل عــام وأنــت وأطفــال درعــا بخــر‪ ...‬ســيذكر‬

‫التاريــخ أنكــم كنتــم رشارة الثــورة‬ ‫العدد (‪ )50‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\17‬‬

‫فواصل‬

‫الثورة السورية و األربعني حرامي‬

‫ال ننكــر أن يف كل ثــورة يوجــد أخطــاء و ثغـرات تدخــل مــن خاللهــا‬ ‫الفريوســات إىل قلــب الثــورة ليعثــوا فيهــا فســادا ً منهــم مــن يحــاول‬ ‫رسقتهــا و املتاجــرة بهــا املتســلقون و املتشــدقون مــن كل أصنــاف‬ ‫البــر كل يــرق حســب غايتــه ‪.‬‬ ‫ال ألن الثــورة بحــد ذاتهــا خاطئــة بــل ألن كل ثــورة يســودها أجــواء‬ ‫اإلنفعــال و الحــاس و تســود عواطــف القوميــة ‪.‬‬ ‫ينــى خــال هــذه الدوامــة الثائــر نفســه فيصــب كل اهتاممــه عــى‬ ‫الحركــة التــي تبنــى أفكارهــا ومبادئهــا حتــى لــو انحرفــت هــذه‬ ‫األفــكار عــن املســار املحــدد لهــا قلي ـاً ‪ ،‬يبقــى جــو الحــاس الــذي‬ ‫تبثــه الثــورة مســيطرا ً عــى الثائــر فيجعلــه يتنــاىس بعــض األشــياء‬ ‫مقابــل نــرة الحركــة ‪.‬‬ ‫و بفرحــة النــر ننــى متامــاً كيــف نحافــظ عــى النــر نفســه و‬ ‫نحولــه لنقطــة بدايــة نحــو التغيــر ألننــا بحاجــة ألصحــاب العقــول‬ ‫املفكــرة التــي تضــع خطــط اســراتيجية و ترســم الطريــق نحــو‬ ‫املســتقبل الزاهــر لهــذه الثــورة يك ال تضيــع الدمــاء و التضحيــات يف‬ ‫لحظـ ٍ‬ ‫ـات آنيــة يســتغلها البعــض و يحورهــا البعــض اآلخــر بنيــة صالحــة‬ ‫أوغــر ذلــك‪..‬‬ ‫لــذا علينــا منــذ اآلن إيجــاد قيــادات واعيــة‬ ‫تقــود مرحلــة مــا بعــد الثــورة ‪.‬‬ ‫و تنهــض بالبلــد قيــادات نهضويــة تعلــم‬ ‫جيــدا ً كيــف تديــر البوصلــة السياســية‬ ‫لوطــن ُد ِمــر ‪%90‬منــه‪.‬‬ ‫و نخــرج مــن مطلــب إســقاط الحاكــم ألننــا‬ ‫يف الثــورة الســورية قــد حصلنــا عليــه فهــو‬ ‫مطلــب‬ ‫آين انتهى وقته ‪.‬‬ ‫فالهــدف األســايس اليــوم بعــد كل مــا شــهدته ســورية مــن دمــار هــو‬ ‫بنــاء الوطــن ‪.‬‬ ‫و مــع وجــود عنــارص خارجيــة تخلــط األوراق ملصلحتهــا و يف ظــل‬ ‫عــدم وجــود قيــادات نهضويــة يف البلــد و الــكل يعمــل عــى الهــدف‬ ‫اآلين فــإن الثائــر رسعــان مــا ســيفقد هدفــه الــذي يحتمــي وراءه و‬ ‫ســيبدأون باملنازعــات و املناحــرات كلــه بســبب غيــاب التنظيــم‬ ‫الثــوري الفعــال ‪ .‬عندهــا تــأيت جهــة منظمــة مبحــرك خارجــي تــرق‬ ‫الثــورة و (تــأكل البيضــة و التقشــرة)و كل مــن جاهــد و ثــار و قــدم‬ ‫التضحيــات عوضهــم عــى اللــه ‪،‬كــا حــدث يف الثــورة الليبيــة عندمــا‬ ‫اســتلم الليرباليــون املنظمــون مســبقاً و شــكر اللــه ســعي املجاهديــن‬ ‫‪ .‬لــذا علينــا أن نفتــح أعيننــا جيــدا ً وال نســمح لهــم برسقــة ثــورة‬ ‫الكرامــة ‪.‬‬ ‫بقلم ذات النطاقين‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

‫الفتاتنا‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.