أوكسجين العدد ( 51 ) السنة الثانية - الأحد 24\03\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‪..‬‬

‫إغتيال البوطي في ظروف غامضة‬ ‫خنساء الزبداني‪ ...‬أم عبد العزيز‬

‫طالب الجامعات السورية‪..‬‬ ‫مر‬ ‫خيارات أحالها ّ‬

‫أوكسجني‬ ‫كما الثورة ‪ -‬مستمرة‬

‫العدد ( ‪ ) 51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫إفتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬ ‫أيــام متــي‪ ..‬وثورتنــا مســتمرة‪ ..‬و ذ ّرات أوكســجني‬ ‫تغذّيهــا ومتنحهــا الحيــاة‪ ،‬تخــرج مــن جديــد لتحمــل يف‬ ‫ط ّياتهــا حقائــق كــذب وفجــور اإلعــام الســوري‪ ..‬منــر‬ ‫املامنعــة والشــفافية وعمليــات قواتــه املســلحة املكللــة‬ ‫دوم ـاً بالقتــل !! لنتجــول بعدهــا يف جامعــات ســوريا‪..‬‬ ‫نســأل أيــن طالبــي العلــم فيهــا ؟؟ فالتعليــم أصبــح مــن‬ ‫الــرف يف ظـ ّـل حكــم األســد‪ ..‬ومــن الزبــداين التاريــخ‬ ‫يعيــد نفســه ليشــهد الخنســاء‪ ..‬أ ٌّم فقــدت خمسـاً مــن‬ ‫أبنائهــا شــهدا ًء فهي ليســت أســطورة وليســت الخنســاء‬ ‫الوحيــدة‪ ..‬كـ ّـا أمهــات ســوريا تحولـ ّن إىل خنســاوات‪..‬‬ ‫ونقتبــس مــن التاريــخ القصــص والعــر ومــن حديــث‬ ‫النبــي الكريــم صــى اللــه عليــه وســلم عظمــة الجهــاد‪..‬‬ ‫ليــس بحمــل الســاح وحســب إمنــا بكلمــة الحــق عنــد‬ ‫ســلطان جائــر ‪ ...‬الــذي هــو أعظــم جهــاد يف ســبيل‬ ‫اللــه‪ ..‬ونبحــث بــن البلــدان عــن مستشــارة األســد بثينة‬ ‫شــعبان واختفاؤهــا املفاجــئ‪ ..‬وأمــا قامــوس أوكســجني‬ ‫يــرح لنــا التعايــش الســلمي واملعنــى الســيايس‬ ‫ومفهــوم العوملــة‪ ..‬ونكمــل جولتنــا يف ثنايــا الذاكــرة‬ ‫ومــع مذكــرات أوكســجني ونذكــر مــا حصــل يف مثــل‬ ‫هــذا اليــوم مــن العــام املــايض‪ ..‬ومــن ديليــت ننظــف‬ ‫ترســبات أثقلــت كاهلنــا ولوث ّــت ثورتنــا لنبقــى يــدا ً‬ ‫واحــدة ويك ال ننــى بــأن ثورتنــا هــي للــه!! ونطلعكــم‬ ‫عــى أخبــار ثورتنــا مــن حولنــا ومواقــف دول وأف ـراد‬ ‫مــن هنــا وهنــاك‪ ..‬ويف اقتصــاد أوكســجني انهيــار وشــيك‬ ‫أمــام الــدوالر الــذي تجــاوز ‪125‬لــرة ونجــول يف أســواق‬ ‫ســوريا وأســعار ســلعها الغذائيــة التــي أصبــح الحصــول‬ ‫عليهــا حلــم صعــب املنــال ويف حــوادث هــذا األســبوع‬ ‫تكشــف أوكســجني لقرائهــا عمليــة اغتيــال البوطــي‬ ‫ومالبســاتها الغامضــة‪ ..‬ولــن ننــى شــهيدنا الراحــل نزار‬ ‫الــدااليت األب الروحــي لثــورة الزبــداين وثوارهــا‪ ..‬ليزهــر‬ ‫ربيعنــا مــن جديــد بلــوزه وتفاحــه وآالمــه وجراحــه‬ ‫وننشــد للحريــة أغــانٍ وأشــعار مــن قلــب الحصــار‪.‬‬ ‫كل طبيــب بواجبــه الوطنــي تجــاه أهلــه مــن‬ ‫ونذكّــر ّ‬ ‫الجرحــى يف أطبــاء داخــل الحــدود ونجــول مــع الفلــك‬ ‫نبحــث عــا تخفيــه األب ـراج يف برجــك مــع أوكســجني‬ ‫ومنـ ّر بفقــرة توعويــة للدفــاع املــدين و إســعافات أوليــة‬ ‫للحــروق لنختتــم عملنــا بكاريكاتــر والفتــات أوكســجني‬ ‫يف فــن وثــورة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬اغتيال البوطي في ظروف غامضة‬ ‫‪ -4‬اإلعالم السوري كاذب‬ ‫‪ -5‬طالب الجامعات السورية‪..‬‬ ‫خيارات أحالها مرّ‬ ‫‪ -6‬خنساء الزبداني‪ ...‬أم عبد العزيز‬ ‫‪ -7‬أعظم الجهاد كلمة ّ‬ ‫حق عند سلطان جائر‬ ‫بثينة شعبان‪..‬إلى أين ؟‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬غادة عويس في سوريا‬ ‫و‪ 50‬ألف دوالر لقتلها‬ ‫‪ -10‬سعر الدوالر يتجاوز الـ ‪ 125‬ليرة سورية‪،‬‬ ‫وانهيار الليرة بات وشيكاً‬ ‫‪ -11‬من مهد الثورة‪ ..‬بلدة نصيب‬ ‫‪ -12‬فارس الحرية الذي تر ّجل‪..‬‬ ‫نزار الداالتي حلقوم‬ ‫‪ -13‬زبدانيات‪ ..‬الربيع المحاصر‬ ‫‪ -14‬أطباء داخل الحدود‬ ‫‪ -15‬فواصل أوكسجين‬

‫‪2‬‬


‫اغتيال البوطي في ظروف غامضة‬

‫أحداث‬

‫وأصابع االتهام توجه ألجهزة المخابرات السورية‬

‫يســتمر مسلســل األعــال اإلرهابيــة مــن‬ ‫ّ‬ ‫ويســتمر بتوجيــه‬ ‫قبــل النظــام يف ســوريا‪ّ ،‬‬ ‫التهمــة إىل املعارضــة بقتــل منارصيــه‪ .‬إذ‬ ‫أعلــن تلفزيــون النظــام عــن مقتــل الشــيخ‬ ‫محمــد ســعيد رمضــان البوطــي يــوم الخميــس‬ ‫‪ 2013/3/21‬إثــر عمليــة انتحاريــة اســتهدفته‬ ‫أثنــاء تواجــده يف جامــع اإلميــان الواقــع يف حــي‬ ‫املزرعــة يف دمشــق‪ .‬ويف آرا ٍء متضاربــة أك ـ ّدت‬ ‫قنــوات النظــام أن ســيارة مفخّخــة ارتطمــت‬ ‫رح‬ ‫بالجــدار الخلفــي للجامــع‪ ،‬وعــادت لتــ ّ‬ ‫أن املســؤول عــن التفجــر انتحــاري ف ّجــر‬ ‫نفســه داخــل الجامــع‪ ،‬أمــا الروايــة الثالثــة‬ ‫فقــد اتّهمــت فيهــا عصابــات إرهابيــة مســلحة‬ ‫بــرب قذيفــة هــاون‪ .‬وقــد أســفرت العمليــة‬ ‫عــن مقتــل أكــر مــن ‪ 42‬شــخص وجــرح أكــر‬ ‫مــن ‪ 84‬آخريــن‪ ،‬ومــازال ســبب هــذا التفجــر‬ ‫غامضـاً‪ .‬ومــن املعــروف مــواالة البوطــي لنظــام‬ ‫األســد وانتقــاده الشــديد للحــراك الشــعبي‪،‬‬ ‫حيــث دعــا إلطاعــة ويل األمــر‪ ،‬ووصــف جنــود‬ ‫بشــار بأنّهــم يف مرتبــة الصحابــة فهــم يدافعون‬ ‫عــن أرضهــم ضــد املجموعــات اإلرهابيــة‪.‬‬ ‫مالبســات غامضــة‪ :‬ذكــر شــهود عيــان أ ّن‬ ‫جثّــة البوطــي مل يشــاهدها أحــد يف الجامــع‬ ‫بعــد التفجــر وأنــه مفتعــل للغمــوض الكبــر‬ ‫يف حدوثــه‪ ،‬فهــذا الحــي يقــع تحــت ســيطرة‬ ‫مشـ ّددة مــن قبــل قــوات النظام ومــن الصعب‬ ‫إدخــال املتفجــرات إليــه أو حتــى رصاصــة‬ ‫واحــدة‪ .‬ومل يســتطع أهــل الحــي تحديــد نــوع‬ ‫االنفجــار‪ .‬مــن الصــور املرسبــة مــن الجامــع‬ ‫بعــد التفجــر ِ‬ ‫لوح ـ َظ وجــود جثــث ألشــخاص‬

‫وآثــار الــدم عــى الــرأس أو العنــق فقــط‪ .‬ومــن‬ ‫الغريــب جــدا ً ارتــداء األحذيــة أثنــاء الصــاة‬ ‫يف الجامــع‪ .‬لــذا فمــن املمكــن أن يكــون هــذا‬ ‫التفجــر بحـ ّـق أشــخاص ماتــوا مســبقاً تحــت‬ ‫التعذيــب‪ ،‬أو أنّهــم أُعدمــوا ميدانيـاً يف املســجد‬ ‫ومل يتــ ّم التعــرف عليهــم بعــد‪ .‬ويتســاءل‬ ‫البعــض أيــن درس البوطــي الــذي كان ي ّبــث‬ ‫كل يــوم عــى قنــاة‬ ‫مبــارشة مــن جامــع اإلميــان ّ‬ ‫نــور الشــام؟ وكيــف اســتطاع أن يبّــث فيديــو‬ ‫عــن حيــاة البوطــي بعــد نقــل خــر التفجــر‬ ‫بنصــف ســاعة؟! وهــو يحتــاج عــى األقــل‬ ‫لســت ســاعات مــن العمــل عــى إنتاجــه! أو أ ّن‬ ‫يحضهــم مســبقاً ليُعرضــوا يف الوقــت‬ ‫النظــام ّ‬ ‫املناســب بعــد نهايــة الخدمــة لعمالئــه‪.‬‬ ‫أدّ لــة وتحليــل‪ :‬قبــل يومــن كان هنــاك‬ ‫ترصيــح إلحــدى القيــادات الكرديــة قــال فيــه‬ ‫أ ّن أوجــان ســيقوم بتوجيــه رســالة إىل عنــارص‬ ‫حــزب العــال الكردســتاين وســيطالبهم بوقــف‬ ‫إطــاق النــار عــى الجانب الــريك‪ .‬بينــا النظام‬ ‫الســوري يقــوم بتغذيــة الحــزب لــي يتحركــوا‬ ‫خاصــة وأنــه يــرى‬ ‫ضمــن األرايض الرتكيــة ّ‬ ‫أ ّن الحكومــة الرتكيــة تنــارص الثــورة‪ .‬فــكان‬ ‫مقتلــه رســالة موجــه ألوجــان مفادهــا أن‬ ‫العلمــة الكــردي يف يــوم‬ ‫ثــوار ســوريا يقتلــون ّ‬ ‫عيدهــم وهــم مدعومــن مــن تركيــا‪ .‬فعــى‬ ‫أوجــان أن يبقــى يف مواجهــة تركيــا لتنتقــم‬ ‫مــن مقتــل شــيخهم‪ .‬باإلضافــة إىل أن البوطــي‬ ‫رفــض التوقيــع يف مجلــس اإلفتــاء األعــى‬ ‫بأحقيّــة الجهــاد ض ـ ّد ثــوار ســوريا وهــذا مــا‬ ‫جعــل املخاب ـرات تضــع عليــه إشــارة ســوداء‪.‬‬

‫وقــد حاولــت أجهــزة األمــن الســورية الضغــط‬ ‫عليــه لــإدالء بعــدة ترصيحــات فرفــض‪ ،‬وهــذا‬ ‫كان ســبباً يف مقتلــه‪ .‬يُذكــر أن البوطــي قــام‬ ‫باالتصــال بحفيــده قبــل مقتلــه وأخــره أنــه‬ ‫ســيلقي درس يف جامــع اإلميــان وذلــك بعــد‬ ‫اعتقالــه بيــوم وقبــل وقــوع الحادثــة‪ .‬وهــذا‬ ‫االتصــال مل يكــن إال لكســب و ّد أهــل البوطــي‬ ‫وخداعهــم بأنــه قــد مــات يف التفجــر‪.‬‬ ‫رأي واســتنتاج‪ :‬ونتيجــة مــا ســبق وبتحليل‬ ‫منطقــي فهــو مل ميــت يف تفجــر جامــع اإلميــان‬ ‫بــل قُتــل يف أقبيــة األمــن‪ .‬ومــا تفجــر جامــع‬ ‫اإلميــان إال متثيليــة أع ّدهــا النظــام ونفذتهــا‬ ‫أجهــزة املخابــرات وهــو أكــر مــا يذكّرنــا‬ ‫بتفجــر األمــن القومــي‪ ،‬حيــث ظهــر عــى‬ ‫اإلعــام أن هنــاك تفج ـرا ً ت ـ ّم‪ ،‬ثــم قالــوا قتــل‬ ‫فــان وفــان‪ .‬وبنفــس األســلوب حــدث تفجــر‬ ‫وبعــد دقائــق قتــل الشــيخ البوطــي وحاولــوا‬ ‫إضاعــة النــاس مــن خــال النبيحــة عــى إعــام‬ ‫العهــر األســدي‪ .‬ملــاذا قُتــل البوطــي بعــد أنبــاء‬ ‫ترسبــت مــن عائلتــه نيتــه للســفر خــارج‬ ‫ســوريا؟ ليــس هــذا خوفـاً مــن انشــقاقه وتغيري‬ ‫موقفــه؟ وملــاذا قُتــل بعــد آخــر حـ ّد ميكــن أن‬ ‫يدعــم فيــه النظــام؟ وهــو إعــان الجهــاد ضــد‬ ‫"اإلرهابيــن" ؟ أليــس هــذا هــو قانــون املافيــا‬ ‫أن تحــرق األوراق بعــد اســتخدامها؟‬ ‫بقلم عروبة‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\51‬‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫اإلعالم السوري كاذب‬

‫عامــان عــى الثــورة واإلعــام الســوري‬ ‫يواصــل اســتخفافه بعقــل املشــاهد‪ ،‬ويظهــ ُر‬ ‫نفســه عــى أنّــه منــر املامنعــة والشــفافية‪ ،‬يف‬ ‫مواجهــة مــا يســم ّيها قنــوات العهــر املغرضــة‬ ‫مفبكــة‬ ‫والتــي يفــرض ُمســبقاً بــأن أخبارهــا ّ‬ ‫وكذبهــا هــو دليــل إفالســها عــى حــدّ روايتــه‪.‬‬ ‫فيعمــل باملقابــل إىل متثيــل ســيناريوهات‬ ‫فاشــلة مــع مجموعــة مــن الكومبــارس‬ ‫املأجوريــن الذيــن قــد يتكــرر ظهورهــم يف أكرث‬ ‫مــن موقــف أو مــكان‪ ،‬مثــل الشــيبح الــذي‬ ‫ظهــر يف مثانيــة شــخصيات عــر ترصيحــات‬ ‫ولقطــات متعــددة‪.‬‬ ‫وشــهاداتُ بعضهــم ممــن كانــوا يف مســجد‬ ‫اإلميــان الــذي زعمــوا أنــه قــى فيــه البوطــي‬ ‫إثــر تفجــره‪ ،‬واملفارقــة هنــا الوشــم الــذي‬ ‫ظهــر عــى صــدر أحدهــم والقــادة يف عنــق‬ ‫املصــي اآلخــر!!‬

‫وبينــا أعلنــت قنــاة الدنيــا عــن أن التفجــر‬ ‫يعــود لســقوط قذائــف هــاون‪ ،‬عــادت لتؤكّــد‬ ‫أنــه ناتــج عــن تفجــر انتحــاري‪.‬‬ ‫هــذا النقــض يف روايــة الخــر تكــ ّرر كثــرا ً‬ ‫مــن قبــل يف منظومــة اإلعــام‪ ،‬ففــي شــهر‬ ‫آب مثــاً بثّــت اإلخباريــة الســورية تقريــرا ً‬ ‫عــن إنجــازات ريــاض حجــاب ونزاهتــه لــدى‬ ‫تشــكيل الحكومــة الجديــدة‪ ،‬ولكــن رسعــان مــا‬ ‫بــدأ اإلعــام باإل ّدعــاء بأنــه شــخص فاســد بعــد‬ ‫ســاعات فقــط مــن انشــقاقه‪.‬‬ ‫أ ّمــا خــروج النــاس يف امليــدان فلــم يكــن‬ ‫تظاهــرة‪ ،‬إمنــا هــو لشــكر اللــه عــى نعمــة‬ ‫املطــر!!‬ ‫وتتــواىل األخطــاء والعــرات عــر الشاشــة‬ ‫لتظهــ َر يــد مذيــع التلفزيــون الســوري وهــو‬

‫يضــع بعــض األكيــاس إىل جانــب بقــع الــدم‬ ‫يف ســاحة تفجــر امليــدان‪ .‬وبــن أنقــاض وركام‬ ‫التفجــر الــذي حــدث يف كفــر سوســة يُفاجــأ‬ ‫املشــاهد بصــورة لبشــار دون أن يظهــر عليهــا‬ ‫أي أرضار أو حتــى غبــار‪.‬‬

‫أمــا الطفــل حمــزة الخطيــب الــذي ا ُستشّ ــهد‬ ‫تحــت العذيــب فقــد ات ُّهــم باغتصــاب نســاء‬ ‫الضبــاط وهــو مل يبلــغ الثالثــة عــرة مــن‬ ‫العمــر‪ .‬كذلــك حادثــة تعذيــب املعتقلــن‬ ‫يف ســاحة البيضــة يف بانيــاس أنكرهــا اإلعــام‬ ‫بأنهــا ليســت يف ســوريا‪ ،‬رغــم تكذيــب أحمــد‬ ‫البيــايس للروايــة وهــو الــذي كان بــن املعتقلني‬ ‫فــكان أن اعتقلــوه مــن جديــد‪.‬‬ ‫وحينــا يتســاءل املتابــع عــن دور العقــل‬ ‫يف رســم املشــهد اإلخبــاري‪ ،‬يجيبنــا اإلعــام‬ ‫الســوري الرســمي بأخبــا ٍر ال تتطابــق عــاد ًة مع‬ ‫الواقــع فتغيــب عنهــا الصــور الح ّيــة والتقاريــر‬ ‫امليدانيــة واألرقــام واإلحصائيــات املوث ّقــة‪،‬‬

‫ليســتبدلها بصــو ٍر تســتجدي عطــف املشــاهد‬ ‫وتركّــز عــى الجانــب الالإنســاين للعنــف‪،‬‬ ‫كل مــرة‪ ،‬دمــاء‪ ..‬أشــاء أو‬ ‫والعنــارص ذاتهــا يف ّ‬ ‫جثــث متف ّحمــة‪ ...‬ألعــاب أطفــال‪ ...‬ونســاء‪...‬‬ ‫ـكل‬ ‫والالفــت أنّهــا ملتقطــة بعدســة تتجــول بـ ّ‬ ‫هــدوء يف قلــب الحــدث‪ ،‬بينــا مــن املفــروض‬ ‫أن تكــون يف عجالــة وتوتــر‪.‬‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫أ ّمــا عــن الصياغــة فاأللفــاظ مكـ ّررة مثــل هــذا‬ ‫الخــر الــذي يصلــح لــكل مــكان وزمــان مــن‬ ‫منظــور اإلعــام الســوري‪ " :‬اشّ ــتبكت قواتنــا‬ ‫الباســلة مــع مجموعــة مــن اإلرهابيــن املرتزقة‬ ‫التــي كانــت تــر ّوع األهــايل الذيــن ناشــدوا‬ ‫الجيــش بالدخــول مــن أجــل تطهــر املنطقــة‬ ‫وبســط األمــن واألمــان"‪.‬‬ ‫التعصــب والطائفيــة‪،‬‬ ‫وبينــا ي ّدحــض النظــام ّ‬ ‫كل يــوم ليكــ ّرر اتهاماتــه لإلســاميني‬ ‫يطــل ّ‬ ‫ّ‬ ‫والوهابيــن بشــكل رصيــح و ُمم ّنهــج‪.‬‬ ‫ويف الوقــت الــذي يُقتــل فيــه آالف الســوريون‬ ‫كل يــوم‪ ،‬ال يخجــل هــذا اإلعــام العاهــر عــن‬ ‫ّ‬ ‫بــثّ أخبــاره التــي تديــن قمــع الســعودية‬ ‫وقطــر للمتظاهريــن‪ ،‬والتنديــد املنافــق‬ ‫بالصمــت العاملــي إزاء املجــازر اإلرسائيليــة‬ ‫بحــق الشــعب الفلســطيني!!‬ ‫التــي تُرتكــب‬ ‫ّ‬ ‫شــئت‪...‬‬ ‫تســت ِح فافعــل مــا‬ ‫ْ‬ ‫حقــاً‪ ...‬إن مل ّ‬ ‫وخالصــة القــول مــا صدحــت بــه املظاه ـرات‬ ‫دوم ـاً‪" :‬كاذب كاذب كاذب‪ ...‬اإلعــام الســوري‬ ‫كاذب‪."...‬‬

‫بقلم نيرمين عبد الرؤوف‬

‫‪4‬‬


‫تحقيق‬

‫طالب الجامعات السورية‪..‬‬

‫مر‬ ‫خيارات أحالها ّ‬

‫الحديــث عــن التعليــم يف ســوريا يعــد ترف ـاً يف هــذه األوقــات‪ ،‬أل ّن‬ ‫التعليــم مل يعــد مــن األولويــات‪ .‬لكــ ّن هــذا الــرف تحــ ّول إىل ٍ‬ ‫تحــد‬ ‫بالنســبة للبعــض‪ ،‬كــا أ ّن توضّ ــع الجامعــات يف مراكــز برشيــة جعلهــا‬ ‫الخاصــة للتكيــف مــع‬ ‫أكــر أمان ـاً‪ ،‬يف حــن اضّ طــرت بعــض الجامعــات‬ ‫ّ‬ ‫األزمــة حيــث نقلــت مق ّراتهــا إىل قلــب العاصمــة‪ .‬لكــن يبقــى الخــوف‬ ‫األكــر كــا يقــول (قــي) مــن التصنيــف الســيايس بــن معــارض ومــوا ٍل‪،‬‬ ‫ونالحــظ تواجــد مجموعــات طالب ّيــة لهــم الخــط الســيايس ذاتــه‪ ،‬ويومـاً‬ ‫كل مناســبة يتبادلــون‬ ‫بعــد يــوم يزيــد هــذا الــرخ ويصبــح أوضــح‪ ،‬ويف ّ‬ ‫االتّهامــات‪ .‬بــدوره يشــر (خلــدون) وهــو طالــب آداب إىل أن املناطقيــة‬ ‫أيض ـاً أصبحــت مــن عوامــل الفــرز بــن الطـ ّـاب‪ ،‬إذ يكفــي أننــي مــن‬ ‫الزبــداين أو مــن أي مدينــة ســاخنة حتــى تحــوم حــويل الشــكوك‪،‬‬ ‫حتــى وإن مل أكــن ناشــطاً‪ .‬أمــا (بيــان) وهــي طالبــة هندســة فتقــول‪:‬‬ ‫إن اســتمرار الــدوام يف الجامعــة هــو انجــاز كبــر‪ ،‬صحيــح أن هنــاك‬ ‫الكثرييــن يغيبــون عــن املحــارضات‪ ،‬لكــن الجميــع يحــر يف فــرة‬ ‫االمتحانــات تحــت أي ظـ ٍ‬ ‫ـرف كان‪ .‬ويف خضـ ّم األزمــة واشّ ــتداد العنــف‪،‬‬ ‫طــاب البكالوريــوس والدراســات العليــا بالســفر‪،‬‬ ‫يفكــر الكثــر مــن ّ‬ ‫وذلــك بســبب فتــح العديــد مــن الجامعــات حــول العــامل أبوابهــا‬ ‫للطـ ّـاب الســوريني‪" .‬مــر ســتكون وجهتــي" قــال (ســعد)‪ ،‬فقــد أصــدر‬ ‫ـح أن‬ ‫مــريس العديــد مــن القـرارات ملعاملتنــا كالطـ ّـاب املرصيــن‪" ،‬صحيـ ٌ‬ ‫بعــض الجامعــات األوروبيــة ق ّدمــت منح ـاً للطــاب الســوريني إلكــال‬ ‫دراســتهم إال أنهــا تفــرض قيــودا ً كثــرة"‪ ،‬قالهــا (ســعد) بــأىس ‪ .‬الكثــر‬ ‫مــن الشــباب والعقــول التــي نعــول عليهــا لبنــاء ســوريا الجديــدة‬ ‫ٍ‬ ‫شــديد قائــاً ‪:‬‬ ‫عــر عنــه (عاصــم) باســتيا ٍء‬ ‫ســترتك البــاد‪ ،‬وهــو مــا ّ‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫أعلــم أ ّن غالبيــة مــن تركــوا البــاد لــن يعــودوا ثانيــة‪ .‬ويشـ ّبه (أحمــد)‬ ‫خريــج االقتصــاد الوضــع الســوري بالوضــع العراقــي‪ ،‬عندمــا هاجــرت‬ ‫الكفــاءات تارك ـ ًة الع ـراق ملصــره‪ .‬ويبقــى وضــع ســوريا اليــوم مربــكاً‪،‬‬ ‫فمــن حـ ّـق العقــول والكفــاءات النجــاة مــن مـ ٍ‬ ‫ـوت محتمــل‪ ،‬وشــعور‬ ‫مــن هــم يف الداخــل بــأ ّن خــروج هــؤالء هــو قمــة األنانيــة‪ .‬الجامع ّيــون‬ ‫الســوريّون يــرون مســتقبلهم غــر واضــح يف ظـ ّـل األزمــة التــي تتعــرض‬ ‫لهــا ســوريا‪ .‬فقــد احتلّــت "الهجــرة" املركــز األول بــن أحــام الشــباب‬ ‫الجامعــي الســوري يف اســتطال ٍع للــرأي بــن ‪ 200‬طالــب مــن كلّيــات‬ ‫جامعــة دمشــق ميثلــون رشيحــة عمريــة بــن ‪ 24-20‬ســنة‪ .‬وتــاه حلــم‬ ‫الحصــول عــى وظيفــة(‪ .)% 50‬هــذا و اعتــر (‪ )%71‬مــن املشــاركني‬ ‫يف االســتطالع أن أحــوال البــاد ال تســاعدهم عــى تحقيــق أحالمهــم‪.‬‬ ‫ويبــدو أن "الواســطة" مــن املفاهيــم الراســخة يف عقــول الشــباب‬ ‫باالســتطالع أ ّن الواســطة‬ ‫الســوري‪ ،‬فقــد اعتــر (‪ )%93‬مــن املشــاركني ّ‬ ‫تلعــب دورا ً أكــر مــن الشــهادة يف التعيــن بشــكل عــام‪ .‬و اعتــر ‪%80‬‬ ‫أن فرصــة حصولهــم عــى عمــل يف ســورية مســتحيلة! بينــا اعتــر ‪%20‬‬ ‫أن الفــرص صعبــة للغايــة‪.‬‬ ‫بقلم سيرين بكر‬

‫‪5‬‬


‫مقابلة‬

‫خنساء الزبداني‪ ...‬أم عبد العزيز‬

‫التاريــخ يعيــد نفســه‪ ...‬فالخنســاء التــي‬ ‫تحدّ ثــت الكتــب والقصائــد عــن صربهــا‬ ‫وبذلهــا تولــدُ مــن جديــد‪ .‬هنــا‪ ...‬جفــونُ ٍأم‬ ‫تــأىب أن تغفــو وقــد غادرتهــا جفونُ خمسـ ٍة‬ ‫مــن أوالدهــا‪ ،‬هــي خنســاء الزبــداين كــا‬ ‫يُطلــق عليهــا اليــوم‪ ،‬أم عبــد العزيــز التــي‬ ‫ـزف منهــم‬ ‫أنجبــت تســع ًة مــن األبنــاء لتـ َّ‬ ‫ـن‬ ‫خمســة شــهدا ٍء مــع ســمعة طيبــة وحسـ ِ‬ ‫معــر‪.‬‬ ‫يف بيتهــا الــذي أبــت أن تخــرج منــه‬ ‫رغــم تعرضــه للقذائــف‪ ،‬اســتقبلتنا أم عبــد‬ ‫العزيــز بحفــاو ٍة وابتســامة رضــا ترافــق‬ ‫عبارتهــا املتكــررة عــى لســانها‪" :‬الحمــد‬ ‫للــه‪ ...‬اللــه يــرىض عليهــم"‪...‬‬ ‫ـت لهــذه العجــوز‬ ‫ومــع كــوب الشــاي أنصـ ُّ‬ ‫وهــي تعــود بالذاكــرة لحــرب لبنــان عــام‬ ‫‪ 1978‬حيــث فقــدت ابنهــا البكــر عبــد‬ ‫العزيــز الــذي كان عســكرياً يف الخدمــة‬ ‫اإللزاميــة آنــذاك‪.‬‬ ‫العــام ‪ 2001‬خطــف منهــا ابنهــا الثــاين‬ ‫حســن‪ ،‬إثــر إطــاق النــار عليــه مــن قبــل‬ ‫مفــرزة األمــن الســيايس عــى مفــرق عــن‬ ‫حــور بينــا كان يحــاول إدخــال بعــض‬ ‫البضائــع بهــدف التجــارة‪.‬‬ ‫ومــع بدايــة الثــورة انخــرط بعــض أوالدهــا‬ ‫كل عــى قــدر اســتطاعته‪،‬‬ ‫يف الحــراك ٌّ‬ ‫ات عديــدة وبف ـر ٍ‬ ‫ليُعتقلــوا م ـر ٍ‬ ‫ات مختلفــة‬ ‫مل تكــن لتثنــي مــن عزميتهــم وإرصارهــم‬

‫عــى مواصلــة العمــل‪ ،‬فــكان أن استشــهد‬ ‫محمــد جميــل بقذيفــة اســتهدفت إحــدى‬ ‫عمليــات الثــوار التــي كان فيهــا عــى شــارع‬ ‫بــردى يف شــهر شــباط ‪.2012‬‬ ‫تأثّــرت الحا ّجــة أم عبــد العزيــز أكــر مــا‬ ‫يكــون باستشــهاد محمــد لقربــه الدائــم‬ ‫منهــا‪ ،‬ولكنهــا ورغــم أحزانهــا مل تبعــد‬ ‫شــبابها عــن قضيتهــم ونضالهــم وهــي‬ ‫إن فعلــت غــر مالمــ ٍة أبــدا ً يف ذلــك مــع‬ ‫مصابهــا الكبــر‪.‬‬ ‫بدايــة العــام الجديــد مل يكــن مــن‬ ‫جديـ ٍـد فيــه‪ ،‬فحكايتهــا مــع املــوت والفـراق‬ ‫اســتمرت مــع ابنتهــا غــادة التــي كانــت يف‬ ‫زيــار ٍة يف منــزل والدتهــا‪ ،‬لتفاجئهــا قذيفــة‬ ‫وتــرق منهــا ابنتهــا التــي ســقطت شــهيد ًة‬ ‫ـري أمهــا التــي كان حدســها أقــوى‬ ‫أمــام ناظـ ّ‬ ‫مــن محــاوالت املحيطــن بهــا إلقناعهــا بــأ ّن‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫ابنتهــا بخــر يف مقــر الطب ّيــة‪ ،‬كانــت تبــي‬ ‫وتقــول‪" :‬بنتــي ماتــت‪ ...‬أنــا بعــرف‪ ...‬ال‬ ‫ي"‪.‬‬ ‫تكذبــوا ع ـ ّ‬ ‫وكان خــر ابنهــا الخامــس عمــر الــذي‬ ‫قــى يف املعتقــل‪ ،‬ول ُيســلّم جثــة فاقــدة‬ ‫للكثــر مــن معاملهــا اإلنســانية بعــد أن‬ ‫شُ ــ ّوهت تحــت التعذيــب‪ ،‬ومــرة أخــرى‬ ‫كل صــر العــامل‬ ‫تتحــ ّدى أم عبــد العزيــز ّ‬ ‫وصمــوده بعبارتهــا التــي اســتقبلت بهــا‬ ‫ابنهــا الشــهيد‪" :‬ال إلــه إال اللــه‪ ...‬محمــد‬ ‫رســول اللــه"‪.‬‬ ‫كل يــوم وتصــي مــن‬ ‫وشــفاها تدعــو ّ‬ ‫أجــل شــفاء ابنهــا الســادس املصــاب أيض ـاً‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ســؤال تــر ّددت كثــرا ً بــه‪،‬‬ ‫هنــا‪ ...‬راودين‬ ‫ولكنهــا وببســاطتها دفعتنــي إىل البــوح‬ ‫كل‬ ‫ألســألها عــن موقفهــا مــن الثــورة بعــد ّ‬ ‫الــذي عانــت‪ ،‬مــع شــعوري بأنهــا باتــت ال‬ ‫تنتظــر أي يشء‪ ،‬إلّ أنهــا فاجأتنــي بيديهــا‬ ‫رضعــة‪،‬‬ ‫التــي رفعتهــا إىل الســاء مت ّ‬ ‫وبحرق ـ ٍة وصلــت دعواتهــا إىل الســاء وإىل‬ ‫قلبــي‪ " ..‬اللــه يحمــي هالثــوار وينرصهــم‪...‬‬ ‫اللــه أكــر ع الظــامل‪."...‬‬

‫أم عبــد العزيــز ليســت أســطورة أو‬ ‫حكايــة مــن نســج الخيــال‪ ،‬هــي أ ّم‬ ‫ســورية تشــبه كثــر ٍ‬ ‫ات مــن أمهــات‬ ‫دعواتهــن‬ ‫هــن ثــكاىل‪ ...‬ولكــن‬ ‫ّ‬ ‫بــادي‪ّ ،‬‬ ‫وصربهــن بوصلــ ُة‬ ‫حوبــ ٌة عــى الظــامل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫طريــق نهتــدي بهــا يف زمــن الثــورة‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫‪6‬‬


‫ثورة‬

‫أعظم الجهاد كلمة ّ‬ ‫حق عند سلطان جائر‬ ‫بثينة شعبان‬

‫إلى أين ؟‬

‫يقــول رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم‬ ‫‪ « :‬إِ َّن ِم �ْن أَْع َ‬ ‫�اد َ‬ ‫كلَِم��ة‬ ‫ال َه� ِ‬ ‫ظ � ِم ْ ِ‬ ‫د ُسلْ َ‬ ‫ح ّق ِعْن َ‬ ‫طا ٍن َجاِئرٍ » جهاد الكلمة‪،‬‬ ‫أعظــم جهــاد‪ ...‬وأيــن ؟؟ عنــد ســلطان جائــر‪.‬‬ ‫إ ّن قــوة الكلمــة تفــوق أي قــوة عرفها اإلنســان‬ ‫ألنهــا تحمــل فكــرا ً والفكــر عــدو الطغــاة‬ ‫والظاملــن‪ ،‬لذلــك نراهــم يحاربــون املفكريــن‬ ‫ووســائل الفكــر‪ .‬يزخــر تاريخنــا اإلســامي‬ ‫بقصــص عــن عاملقــة وقفــوا يف وجــه الظلــم‬ ‫وقالــوا كلمــة حــق غــر آبهــن مبصريهــم‪.‬‬ ‫وللتابعــي الجليــل ســعيد بــن جبــر قصــة‬ ‫تــروى يف هــذا املجــال‪ .‬يُحــى أنــه عندمــا‬ ‫ُعـ ّـن الحجــاج بــن يوســف الثقفــي أمـرا ً عــى‬ ‫كل مــن‬ ‫الع ـراق ظلــم وطغــى وتكـ ّـر فقاتــل ّ‬ ‫خالفــه أو عارضــه‪ ،‬و ســفك دم الصحــايب عبــد‬ ‫اللــه بــن الزبــر ريض اللــه عنــه يف حــرم مكــة‪،‬‬ ‫وهــ ّدد أنــس بــن مالــك ريض اللــه عنــه‪ ،‬أىب‬ ‫ســعيد بــن جبــر أن يبايعــه ورفــض الخنــوع‬ ‫لــه‪ ،‬فطلبــه الح ّجــاج وأمــر جنــده بالبحــث‬ ‫عنــه‪ ،‬فوجــدوه ســاجدا ًيف صالتــه فسـلّموا عليه‬ ‫فلـ ّـا أت ـ ّم الصــاة ر ّد عليهــم الســام وســألهم‬ ‫عــن حالهــم‪ ،‬فأجابــوه إنّــا رســل الحجــاج إليــك‬ ‫وجــل‬ ‫فأجــب األمــر‪ .‬فتــوكّل عــى ربــه عــ ّز ّ‬ ‫وقــال لهــم‪ :‬امضــوا ألمركــم فــإين الئـ ٌذ بخالقــي‬ ‫وال مــر ّد لقضائــه‪ ,‬فســاروا بــه حتــى دخلــوا‬ ‫عــى الح ّجــاج الــذي قــال له‪ :‬مــا اســمك؟ قال‪:‬‬ ‫ســعيد بــن جبــر‪ .‬قــال الح ّجــاج‪ :‬بــل أنــت‬ ‫حزيــن بــن كســر‪ .‬قــال ســعيد‪ :‬بـ ّـل أمــي أعلــم‬ ‫باســمي منــك‪ .‬فــر ّد عليــه الحجــاج ‪ :‬شــقيت‬ ‫أنــت وشــق ّيت أمــك‪ .‬فقــال لــه ســعيد‪ :‬الغيــب‬ ‫يعلمــه غــرك‪ .‬فغضــب الح ّجــاج وقــال ‪ :‬ألب ـ ّد‬

‫ل ّنــك بالدنيــا نــارا ً تلظّــى‪ .‬فأجابــه ســعيد ريض‬ ‫ـت أ ّن هــذا بيــدك الت ّخذتك‬ ‫اللــه عنــه‪ :‬لــو علمـ ُ‬ ‫إلهــا ً‪ .‬فأمــر الحجــاج باألمــوال والياقــوت‬ ‫واللؤلــؤ فوضعــت أمــام ســعيد بــن جبــر عــى‬ ‫ويســكت عــن‬ ‫أ ّن ينضــم لــه و يقــف يف ص ّفــه ّ‬ ‫ظلمــه‪ ،‬فـ ّـا أغــرت ســعيد الدنيــا وال زينتها وما‬ ‫ريض بالســكوت عــن الحـ ّـق ألجــل دنيــا فانيــة‪.‬‬ ‫فاشّ ــتعل الح ّجــاج غضبـاً منــه و قــال لــه‪ :‬ويلك‬ ‫يــا ســعيد! فأجابــه ريض اللــه عنــه‪ :‬الويــل ملــن‬ ‫زُحــزح عــن الج ّنــة وأُدخــل النــار‪ .‬فقــال لــه‬ ‫أي ِقتل ـ ٍة تريــد أن أقتلــك بهــا‪.‬‬ ‫الح ّجــاج اخــر ّ‬ ‫فقــال لــه ســعيد‪ :‬اخــر أنــت يــا ح ّجــاج‪ ،‬فــو‬ ‫اللــه مــا قتلتنــي ِقتلــة إال قتلــك اللــه مثلهــا يوم‬ ‫القيامــة‪ .‬قــال لــه الح ّجــاج‪ :‬أفــرىض إن أعفــو‬ ‫عنــك؟ قــال ســعيد‪ :‬أ ّمــا العفــو فمــن اللــه وأ ّمــا‬ ‫أنــت فــا ب ـراءة لــك وال ذمــة‪ .‬فأمــر الح ّجــاج‬ ‫جنــوده بقتلــه فقــال ســعيد‪( :‬و ّجهــت وجهــي‬ ‫للــذي فطــر الســموات واألرض)‪ ،‬فأمرهــم بــأ ّن‬ ‫يو ّجهــوه لغــر القبلــة فقــال ســعيد‪( :‬فأينــا‬ ‫تولّــوا فث ـ ّم وجــه اللــه)‪ ،‬قــال الح ّجــاج ك ّبــوه‬ ‫عــى وجهــه فقــال ســعيد‪( :‬منهــا خلقّناكــم‬ ‫وفيهــا نعيدكــم)‪ ،‬قــال الح ّجــاج‪ :‬اذبحــوه‪ ،‬قــال‬ ‫وأحــاج أ ّن ال إلــه إال اللــه‬ ‫ســعيد ‪ :‬إين أشــهد‬ ‫ّ‬ ‫وأ ّن محمــدا ً عبــده ورســوله‪ ,‬ثــم دعــا ســعيد‬ ‫ربّــه وقــال‪ :‬اللّهــم ال تسـلّطه عــى رجــل يقتلــه‬ ‫بعــدي‪ .‬وقــد مــات الح ّجــاج بعــد قتــل ســعيد‬ ‫بفــرة قصــرة ومل يُســلّط عــى غــره‪ .‬قتــل‬ ‫قصتــه مثـاً يُــرب‬ ‫ســعيد بــن جبــر‪ ،‬وبقيــت ّ‬ ‫لشــهيد كلمــة الحــق‪ .‬كــم نحــن بحاجــة‬ ‫ألمثالــك اليــوم يــا ســعيد‪!!...‬‬ ‫بقلم زادالخير‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫رصحــت املستشــارة اإلعالميــة للنظــام‬ ‫ّ‬ ‫الســوري بثينــة شــعبان لوكالــة "فرانــس بــرس"‬ ‫أن األســد طلــب منهــا تســليم "جاكــوب زومــا"‬ ‫رئيــس جنــوب إفريقيــا رســالة تطلــب مــن دول‬ ‫(الربيكــس) الت ّدخــل مــن أجــل حـ ّـل األزمــة يف‬ ‫ســوريا و التوصــل إىل وقــف العنــف يف بــاده و‬ ‫إقامــة حــوار مــع املعارضــة‪ .‬و تض ـ ّم مجموعــة‬ ‫(الربيكــس) دول االقتصــاد الكــرى الناشــئة‪،‬‬ ‫الربازيــل وروســيا و الهنــد و الصــن و جنــوب‬ ‫إفريقيــا التــي انضمــت مؤخــرا ً‪ .‬و الجديــر‬ ‫بالذكــر أن هــذه الــدول امتنعــت عــن التصويــت‬ ‫إزاء بعــض القــرارات التــي تتعلــق باألزمــة يف‬ ‫ســورية‪ .‬كــا أوضحــت شــعبان أن الرئيــس‬ ‫"زومــا" قــد أبــدى تجاوب ـاً وتعاون ـاً‪ .‬هــذا و قــد‬ ‫أكّــدت تقاريــر إعالميــة أ ّن مــا حصــل مع شــعبان‬ ‫يف مطــار بــروت مــن توقيــف و تحقيــق عــى‬ ‫إثــر ورود اســمها يف قضيــة ميشــال ســاحة و‬ ‫عــي مملــوك كان مجــرد توقيــف روتينــي فقــط!‬ ‫إال أن تقاريــر إعالميــة أخــرى تح ّدثــت يف وقــت‬ ‫ســابق أن شــعبان غــادرت ســورية متجهــة إىل‬ ‫ديب يف محاولــة لالنشــقاق عــن النظــام الســوري‪.‬‬ ‫و نــر موقــع "بــروت إنرتناشــونال" عــن مصــدر‬ ‫غــر معــروف معلومــات قــال أنهــا مؤكّــدة تفيــد‬ ‫بــأن شــعبان موجــودة اآلن يف دولــة اإلمــارات‬ ‫و هــي مل تتّخــذ قــرارا ً باالنشــقاق‪ .‬و هــي اآلن‬ ‫تبحــث مــع النظــام الســوري ســبل التوصــل إىل‬ ‫تســوية إلخـراج أرستهــا مــن ســورية‪ .‬بينــا تؤكد‬ ‫ّ‬ ‫تقاريــر إعالميــة أخــرى أن بثينــة شــعبان ال تـزال‬ ‫عــى رأس عملهــا‪ ،‬و هــي يف جنــوب إفريقيــا‬ ‫ضمــن برنامــج عملهــا الــذي يتض ّمــن زيــارة‬ ‫خاصــة تجــري خاللهــا لقــاءات مــع املســؤولني‬ ‫يف هــذا البلــد باإلضافــة إىل دول إفريقيــة أخــرى‬ ‫‪ .‬أ ّمــا بالنســبة للشــعب الســوري فأينــا تذهــب‬ ‫و بــأي صفــة كانــت هــي ال تـزال بثينــة شــعبان‬ ‫التــي خاضــت طوي ـاً يف الــدم الســوري‪.‬‬ ‫ذات النطاقين‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫التعايش السلمي‪:‬‬

‫هــو مفهــوم جديــد يف العالقــات الدوليــة ومعنــاه انتهــاج سياســة‬ ‫تقــوم عــى مبــدأ قبــول فكــرة تعــ ّدد املذاهــب اإليديولوجيــة‬ ‫والتفاهــم بــن املعســكرين الغــريب والرشقــي يف القضايــا الدوليــة‪.‬‬ ‫و تدعــو األديــان كافّــة إىل التعايــش الســلمي فيــا بينهــا‪ ،‬وتشّ ــجع‬ ‫لغــة الحــوار والتفاهــم والتعــاون بــن األمــم املختلفــة‪.‬‬

‫العولمة‪:‬‬

‫تعنــي جعــل الــيء عاملــي االنتشــار يف مــداه أو تطبيقــه بحيــث‬ ‫يكــون مناســباً أو مفهومـاً أو يف متنــاول مختلــف دول العــامل‪ .‬تكــون‬ ‫العوملــة عمليــة اقتصاديــة يف املقــام األول ثــم سياســية‪ ،‬ويتبــع ذلــك‬

‫مذكرات أوكسجين‬ ‫‪2012/3/17‬‬ ‫قصــف عنيــف عــى معضميــة الشــام وداريــا يف ريــف دمشــق‬ ‫والجيــش الحــر يســيطر عــى عــى املســاكن العســكرية جنــوب حمص‪.‬‬ ‫‪2012/3/18‬‬ ‫قصــف بطائـرات امليــغ عــى حــي النشــابية يف ريــف دمشــق‪ ،‬وقصــف‬ ‫الرقــة براجــات الصواريــخ والجيــش الحــر يــرب قــر الضيافــة يف‬ ‫املــزة بقذائــف الهــاون‪.‬‬ ‫‪2012/3/19‬‬ ‫إلقــاء الغــازات الســامة عــى بابــا عمــرو يف حمــص وحــاالت اختنــاق‬ ‫بــن األهــايل‪ ،‬والجيــش الحــر يحقّــق انتصــارات يف حمــص وجبــل‬ ‫الزاويــة‪.‬‬ ‫‪2012/3/20‬‬ ‫غــارات جويــة بطائـرات امليــغ عــى الرقــة‪ ،‬ومجــزرة يف جــر الشــغور‬ ‫بحــق ‪ 16‬شــخص مــن أفـراد الجيــش الحــر بإعــدام ميــداين‪.‬‬ ‫‪2012/3/21‬‬ ‫مظاهــرة يف إســبانيا للجاليــة الســورية تطالــب برحيــل األســد ودعــم‬ ‫الشــعب الســوري‪ ،‬وقصــف عنيــف عــى ريــف دمشــق وحمــص‬ ‫وحــاه وإدلــب‪.‬‬ ‫‪2012/3/22‬‬ ‫ســقوط قذيفــة مدفعيــة عــى بلــدة البقيعــة اللبنانيــة‪ ،‬واســتمرار‬ ‫القصــف عــى عـ ّدة مــدن ســورية‪ ،‬وارتفــاع حصيلــة الشــهداء اىل أكــر‬ ‫مــن ‪ 100‬شــهيد‪ ،‬واقتحــام املســيفرة بع ـرات اآلليــات العســكرية‪.‬‬ ‫‪2012/3/23‬‬ ‫مظاهـرات يف أنحــاء ســوريا يف جمعــة «قادمــون يادمشــق»‪ ،‬وإطــاق‬ ‫الرصــاص عــى املتظاهريــن واســتمرار القصــف عــى الريف الدمشــقي‪.‬‬ ‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫الجوانــب االجتامعيــة والثقافيــة وهكــذا‪ .‬ومتتــد العوملــة لتكــون‬ ‫عمليــة تح ّكــم وســيطرة ووضــع قوانــن وروابــط‪ ،‬مــع إزاحــة أســوار‬ ‫وحواجــز محـ ّددة بــن الــدول وبعضهــا البعــض‪.‬‬ ‫تعمــل العوملــة عــى جعــل العــامل قريــة صغــرة تتقــارب فيهــا‬ ‫الصــات بــن األجــزاء املختلفــة مــن العــامل مــع ازديــاد ســهولة‬ ‫انتقــال األفراد‪،‬باإلضافــة إىل التفاهــم املتبــادل والصداقــة بني ســكان‬ ‫األرض‪ .‬وازديــاد الحريــة االقتصاديــة وقــوة العالقــات بــن أصحــاب‬ ‫املصالــح الصناعيــة يف بقــاع األرض املختلفــة‪.‬‬ ‫أمــا مســاوئ العوملــة فيتمثــل يف اســتغالل الــدول الكــرى لــدول‬ ‫العــامل الثالــث وصهــر تلــك الــدول اقتصاديــاً وقوميــاً يف البوتقــة‬ ‫العامليــة‪.‬‬

‫ديليت || ‪Delete‬‬

‫نظــام األســد يــي عــم نحاربــه مــن ســنتني‪ ،‬عــم أســتغرب أنــو كتــر‬ ‫نــاس هاأليــام عــم تتّطبــع بأخالقــه‪ ،‬وميكــن أولهــا سياســة «فـ ّرق تســد»‪،‬‬ ‫هالورقــة يــي عــم يلعــب فيهــا النظــام‪ ،‬ولألســف بعــض الثــوار كــان‬ ‫عــم يلعبــوا فيهــا‪.‬‬ ‫كل يــوم منســمع عــن تشــكيل كتيبــة جديــدة والســؤال دامئــاً‬ ‫كل واحــد اختلــف بالــرأي مــع التــاين‬ ‫ليــش؟؟! وبيطلــع املوضــوع أنــو ّ‬ ‫بــروح وبيعمــل مجموعــة جديــدة مــع حلفــاؤه‪ ،‬وبالوقــت يــي عــم‬ ‫نحــارب بشــار مشــان الكــريس عــم تكــون معظــم الخالفــات إمــا مشــان‬ ‫قيــادة أو بســبب دعــم مــادي وســاح وصــل ألحــد األف ـراد واحتكــره‬ ‫واســتفاد منــه لوحــده‪.‬‬ ‫ياشــباب خلّونــا إيــد وحــدة بــدل مانكــون مجموعــات عــم نحــارب‬ ‫بعــض‪ ،‬وتذكّــروا دامئـاً شــو كنــا نهتــف باملظاهـرات‪« :‬هــي للــه‪ ...‬هــي‬ ‫للــه‪ ...‬ال للســلطة وال للجــاه»‪..‬‬ ‫وخــي عينكــم عــى‬ ‫انســوا املناصــب واملــال يــي بــروح وبيجــي‪ّ ،‬‬ ‫الحريــة يــي راح دم كتــر عليهــا‪ ،‬يــا ثوارنــا‪ ..‬أنتــو ع العــن والــراس‬ ‫بــس ص ّفــوا خالفاتكــم كرمــال دمــوع أمهــات الشــهداء يــي عــم تصــي‬ ‫اللــه يحميكــم ليــل نهــار‪ ،‬كرمــال والدنــا وحرائرنــا يــي كانــوا معكــم‬ ‫إيــد بإيــد‪ ،‬وهــاألرض والشــجر بيشــهد‪ ،‬ال تخلّــوا التاريــخ يحــي ويقــول‬ ‫أنــو ثــوار الزبــداين ف ّرقتهــم املصالــح‪ ،‬خلّونــا منحــي هالعبــارة قبــل مــا‬ ‫تنكتــب بكتــب التاريــخ‪ ،‬ونكــون عــى قلــب واحــد ونراجــع كل األخطــاء‬ ‫ونعملهــا ديليــت‪...‬‬

‫‪8‬‬


‫أخبارنا‬

‫غادة عويس في سوريا‬ ‫و‪ 50‬ألف دوالر لقتلها‬

‫تحولــت اإلعالميــة ومق ّدمــة األخبــار اللبنانيــة‬ ‫غــادة عويــس يف قنــاة «الجزيــرة» اإلخباريــة‬ ‫إىل مراســلة ميدانيّــة متجول ـ ًة يف املحافظــات‬ ‫الســورية‪ ،‬لرتصــد األوضــاع مــن قلــب‬ ‫الحــدث‪ ،‬يف خطــو ٍة اســتف ّزت النظــام الســوري‬ ‫ومؤيديــه‪ ،‬فأطلّــت يف األيــام املاضيــة مــن‬ ‫مخيــم الالجئــن يف األردن‪ ،‬وكذلــك مــن حلب‬ ‫يف تغطيــة لألوضــاع املعيشــية مــن العاصمــة‬ ‫الصناعيــة للبــاد‪ ،‬قبــل أن تنتقــل إىل إدلــب‪،‬‬ ‫وتديــر نــدوة يف أنطاكيــا الرتك ّيــة عــن الشــأن‬ ‫الســوري‪ .‬لك ـ ّن وجــود عويــس ش ـكّل رضبــة‬ ‫إلعالميــي النظــام ومؤيديــه‪ ،‬إذ‬ ‫موجعــة‬ ‫ّ‬ ‫و ّجهــوا حملــة ض ّدهــا ووصفوهــا باإلرهابيــة‬ ‫العميلــة‪ ،‬كــا لفّقــوا قصص ـاً حــول تعرضهــا‬ ‫لالغتصــاب والــرب‪ ،‬ووصــل األمــر بأحــد‬ ‫الصحافيــن اللبنانيــن املؤيديــن للنظــام‬ ‫الســوري إىل رصــد ‪ 50‬ألــف دوالر ملــن يقبــض‬

‫عليهــا ويســلمها إىل الســلّطات الســورية‬ ‫حيّــة أو ميتــة‪ .‬ورمبــا ميكــن القــول أن وجــود‬ ‫عويــس وغريها مـــــن املراســلني عــى األرايض‬ ‫الســورية‪ ،‬يظهــر حجــم السيــــطرة التــي‬ ‫وصــل إليهــا «الجيــش الحــر» يف الداخــــــل‪،‬‬ ‫بخاصــة يف الشــال الســوري ويف األريــاف‬ ‫ّ‬ ‫األخــــــرى‪ ،‬ويؤكّــد أنّــه مل تعــد للنظــام‬ ‫كل أنحــاء البــاد‪ ،‬و‬ ‫الســوري ســطوة يف ّ‬ ‫يزيــد مــن عزميــة معــاريض النظــــــام الذيــن‬ ‫يشــعرون بقــوة املعارضــة املس ـلّحة علـــــى‬ ‫أرض الواقــع‪ ،‬ويض ّخــم اليــأس لــدى مؤيــدي‬ ‫النظـــــام‪ ،‬فــــي ظــــل غيــاب الســيطرة عــى‬ ‫هــذه املناطــق‪ .‬مــن جهتهــا ال تخفــي عويــس‬ ‫دعمهــا للثــوار يف ســورية‪ ،‬وتـــــؤكد ذلــك‬ ‫يـــــومياً عــر صفحتهــا عــى «فايســبوك» عــر‬ ‫منشــورات وتعليقــات الذعــة ضــد النظــام‬ ‫ومامرســاته‪.‬‬

‫إسرائيل‪..‬‬

‫أميركا تدرس‪..‬‬

‫رحلة البحث عن حليف‬

‫تسليح الثوار في سوريا‬

‫يف بيــان رســمي أفــادت الحكومــة الرتك ّيــة أ ّن رئيــس الــوزراء اإلرسائيــي‬ ‫"بنيامــن نتنياهــو" ‪ ،‬قــ ّدم اعتــذارا ً رســمياً إىل تركيــا‪ ،‬جــ ّراء الهجــوم‬ ‫الــذي شـ ّنته القــوات اإلرسائيليــة ضــد أســطول الحريــة "مرمــرة" الــريك‬ ‫والــذي أســفر عــن مقتــل ‪ 9‬أت ـراك و جــرح آخريــن‪ .‬و جــاءت املباركــة‬ ‫األمريكيــة مــن عــى مــن الطائــرة الرئاســية األمريكيــة أن الكيــان اعتــذر‬ ‫عــن الخطــأ الــذي ارتكبــه ضــد قافلــة أســطول الحريــة ‪ .‬وقــد وافــق‬ ‫الكيــان الصهيــوين عــى الــروط الرتكيــة مــن أجــل إعــادة العالقــات‬ ‫بــن أنقــرة و تــل أبيــب و ذلــك ضمــن بحــث إرسائيــل عــن حليـ ٍ‬ ‫ـف لهــا‬ ‫يف منطقــة الــرق األوســط يف ظـ ّـل الرصاعــات األخــرة‪ .‬و أكـ ّد نتنياهــو‬ ‫ـي مــع رئيــس الــوزراء الــريك "رجــب طيــب أردوغــان"‬ ‫يف اتصــال هاتفـ ّ‬ ‫أن ارسائيــل أعربــت عــن ندمهــا مــن النتائــج التــي حصلــت و أنهــا مل‬ ‫تكــن مقصــودة‪ ،‬مــع قبــول الكيــان بتقديــم تعويضــات ألهــايل الضحايــا‬ ‫األت ـراك‪.‬‬

‫أكّــدت صحيفــة «نيويــورك تاميــز» أن اإلدارة األمريكيــة تــدرس إمكانية‬ ‫تســليح الثــوار يف ســوريا و بشــكل مبــارش إلســقاط نظــام األســد‪ ،‬و ذلــك‬ ‫بالطبــع ليــس ضمــن حملــة إنســانية تقــوم بهــا األخــرة‪ ،‬فهــي تــدرك‬ ‫اآلن أ ّن النــر للثــورة لــذا عليهــا أ ّن تفكــر مبصالحهــا ونفــو ٍذ لهــا يف‬ ‫ســورية بعــد األســد‪ .‬كــا و أ ّن إدارة «أوباما»باتــت بحاجــة لحليــف‬ ‫ســ ّني يف املنطقــة ضــد إيــران ليكــون بديــاً عــن نظــام «مبــارك» يف‬ ‫زج‬ ‫مــر‪ .‬فقــد ذكــرت صحيفــة نيويــورك تاميــز أن التســليح يقّتــي ّ‬ ‫ضبــاط ‪ CIA‬يف دعــم تســليح الجيــش الحــر دون وســاطة قطــر أو‬ ‫أي دولــة أخــرى و أن اإلدارة األمريكيــة ســتقوم بنــر صواريــخ حلــف‬ ‫النيتــو (أرض ـ جــو) مــن أجــل إحبــاط الصواريــخ الروســية والحاملــة‬ ‫لألســلحة الكيامويــة مــن أجــل إقامــة منطقــة عازلــة ىف شــال ســوريا‪،‬‬ ‫طيــاري‬ ‫حيــث يعتقــد بعــض االســراتيجيني واملســؤولني الرســميني أن‬ ‫ّ‬ ‫ســاح الجــو الســوري لديهــم مخــاوف مــن اســتخدام هــذه البطاريــات‬ ‫الصاروخيــة ض ّدهــم وبالتــايل ســيخافون مــن قصــف املناطــق الشــالية‬ ‫للجيــش الحــر‪.‬‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫‪9‬‬


‫إقتصاد‬

‫سعر الدوالر يتجاوز الـ ‪ 125‬ليرة سورية‪ ،‬مجرد رأي‬

‫وانهيار الليرة بات وشيكًا تطورات األحداث داخليا وخارجيا‬

‫عــاود ســعر رصف الــدوالر االرتفــاع مجــددا ً لألســبوع الثــاين عــى‬ ‫التــوايل يف موجـ ٍة جديــدة ال يتوقــع منهــا أن تهــدأ حســب قــول مراقبــن‬ ‫اقتصاديــن مقابــل اللــرة الســورية يف الســوق الســوداء مبدينــة دمشــق‪،‬‬ ‫لينطلــق إىل ســعر جديــد وهــو ‪125‬لــرة يف أغلــب املــدن الســورية‪.‬‬ ‫ارتفــاع الــدوالر يعــود إىل سلســلة تطــورات حدثــت يف ســوريا أ ّدت‬ ‫إىل ارتفــاع الطلــب عــى الــدوالر بشــكل مفاجــئ جعــل مــن ســعر‬ ‫رصف اللــرة ينخفــض بشــكل كبــر‪ ،‬علــاً أن حجــم الطلــب عليــه مل‬ ‫يكــن بالقــدر الكبــر منــذ أيــام‪ ،‬لكــ ّن الســبب األهــم حســب أحــد‬ ‫االقتصاديــن هــو التطــورات امليدانيــة عــى األرض‪ ،‬والتق ـ ّدم يف املشــهد‬ ‫الســيايس والــذي مــن أهمــه انتخــاب رئيــس الحكومــة املؤقتــة غســان‬ ‫هيتــو واســتهداف الجيــش الحــر مواقــع للنظــام‪ .‬ويشــر خبــر اقتصــادي‬ ‫معــارض أن الوضــع الســيايس املتــأزم الــذي تعيشــه دمشــق بشــكل‬ ‫خــاص ووصــول الجيــش الحــر إىل مشــارف العاصمــة ودخولهــم ســوق‬ ‫الهــال القريــب مــن ســاحة العباســيني يف مركــز املدينــة؛ ســاهم بشــكل‬ ‫كبــر بارتفــاع ســعر رصف اللــرة‪ ،‬وهــو مــا يتزامــن أيض ـاً مــع إقبــال‬ ‫املواطنــن منــذ أكــر مــن عــام عــى تحويــل العملــة الســورية إىل دوالر‬ ‫بشــكل خــاص‪ .‬ومل يتوقــف االرتفــاع عــى الــدوالر الــذي رفــع معــه‬ ‫ســعر غــرام الذهــب إىل ‪ ٥٣٠٠‬لــرة للمبيــع و ‪ ٥١٧٥‬للــراء‪ .‬كــا‬ ‫وس ـ ّجلت املــواد الغذائيــة أســعارا ً مرتفعــة فبلــغ ســعر كيلــو البنــدورة‬ ‫يف دمشــق ‪ 120‬لــرة وكيلــو الفــروج ‪ 350‬لــرة وكيلــو لحــم الغنــم الضــاين‬ ‫‪1500‬لــرة‪ ،‬ووصــل ســعر ربطــة الخبــز املتوســطة إىل ‪ 80‬لــرة‪ ،‬ويف بعــض‬ ‫املناطــق كحلــب وحمــص تجــاوز ســعرها ‪ 200‬لــرة‪ ،‬وســعر ليــر واحــد‬ ‫مــن زيــت الــذرة أو دوار الشــمس ‪ 200‬لــرة‪ ،‬وســعر كيلــو األرز ‪140‬‬ ‫لــرة ‪ ،‬و ‪100‬لــرة لكيلــو غـرام واحــد مــن البصــل‪ ،‬أمــا أســطوانة الغــاز‬ ‫فــإن وجــدت فســعرها ال يقـ ّـل عــن ‪3000‬لــرة‪ .‬ويف ظـ ّـل هــذا الغــاء‬ ‫وخاصــة أمــام‬ ‫الفاحــش واملفاجــئ يقــف املواطــن مكتــوف اليديــن‬ ‫ّ‬ ‫ارتفــاع أســعار األدويــة التــي بلــغ نســبة ارتفاعهــا ‪ %50‬مــع التدهــور‬ ‫االقتصــادي‪ .‬يقــوم بعــض تجــار الجملــة بالتوقــف عــن بيــع املــواد منــذ‬ ‫عـ ّدة أيــام يف ظــل هــذا االرتفــاع املطّــرد يف ســعر رصف الــدوالر‪ ،‬يقابلــه‬ ‫انخفــاض كبــر يف قيمــة اللــرة الســورية التــي باتــت ال تحتفــظ ســوى‬ ‫بــــ ‪ % 20‬مــن قيمتهــا‪ .‬ويف ظــل ثبــات األجــور فــإن األســعار ســتنفجر‬ ‫كالبــارود يف جيــوب الســوريني الباقــن‪ .‬مــن جهتــه أكّــد رئيــس حكومــة‬ ‫النظــام وائــل الحلقــي ر ّدا ً عــى موضــوع ســعر رصف الــدوالر قائـاً‪" :‬إن‬ ‫مــن يراهــن عــى انهيــار اللــرة الســورية واهــم‪ ،‬ولدينــا احتياطيــات‬ ‫كبــرة وإســراتيجية ملختلــف املــواد التموينيــة واالســتهالكية تغطــي‬ ‫كل املحافظــات ولع ـ ّدة أشــهر‪ .‬يف حــن تعــاين الكثــر مــن‬ ‫احتياجــات ّ‬ ‫املحافظــات الســورية نقصــاً حــا ّدا ً يف أغلــب املــواد األساســية كاألرز‬ ‫وتصمــد اللــرة أم ســيكون هــو‬ ‫والســكر والطحني‪.‬فهــل يصــدق الحلقــي ّ‬ ‫وحكومتــه واهــي؟‬ ‫بقلم ندى الربيع‬ ‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫تتســارع األحــداث السياســية يف اآلونــة األخــرة‪ ،‬ســواء عــى الســاحة‬ ‫الســورية‪ ،‬أو عــى الســاحة الدوليــة‪ .‬فتواكــب هــذه التطــورات بعضهــا‬ ‫لتصــب يف مصلحــة الثــورة‬ ‫البعــض‪ ،‬وتــأيت تلــك املجريــات جميعهــا‬ ‫ّ‬ ‫الســورية‪ .‬مــن هــذه األحــداث‪ :‬ـ تشــكيل الحكومــة الســورية الحــ ّرة‬ ‫برئاســة هيتــو و اع ـراف عــريب وعاملــي بهــا‪ .‬ـ التق ـ ّدم امليــداين الــذي‬ ‫يحــرزه الثــوار عــى مختلــف الجبهــات وخاصــة جبهــة دمشــق‪ .‬ـ زيــارة‬ ‫الرئيــس األمريــي للمنطقــة ـ إرسائيــل ـ األرايض الفلســطينية ـ األردن‪.‬‬ ‫ـ اســتقالة الحكومــة اللبنانيــة برئاســة ميقــايت وهــي الحكومــة املواليــة‬ ‫لحــزب اللــه ونظــام األســد‪ .‬ـ أوبامــا يدعــو العــامل لوضــع حــزب اللــه‬ ‫عــى قامئــة املنظــات اإلرهابيــة‪ .‬ـ اتصــال نتنياهــو بأردوغــان هاتفي ـاً‬ ‫واعتــذاره عــن حادثــة أســطول الحريــة الــذي راح ضحيتــه تســعة أتـراك‪،‬‬ ‫والحكومــة اإلرسائيليــة تتع ّهــد بدفــع تعويضــات ماليــة ألهــايل الضحايــا‪.‬‬ ‫ـ إعــان أوبامــا يف خطابــه مــن األردن أن عــى األســد الفاقــد الرشعيــة‬ ‫الرحيــل فــورا ً وتــرك ســوريا يك تحــد ّد مســتقبلها‪ .‬ـ قــرار بريطانيــا‬ ‫وفرنســا تســليح املعارضــة الســورية خــارج مجلــس األمــن واالتحــاد‬ ‫األورويب‪ .‬ـ فتــح تحقيــق مــن األمــم املتحــدة بشــأن اســتخدام النظــام‬ ‫األســدي لألســلحة الكيامويــة‪ .‬ـ ق ـرار حــزب العــال الكردســتاين وقــف‬ ‫عملياتــه يف الداخــل الــريك واالتجــاه للحـ ّـل الســيايس مــع تركيــا‪.‬‬ ‫أمــا املعــارك الضاريّــة التــي تجــري عــى األرض والتــي تكــون نتيجتهــا‬ ‫لصالــح الثــورة والثــوار‪ ،‬فــإن ذلــك ي ّدفــع الجميــع إىل االعتقــاد بــل إىل‬ ‫الجــزم بــأن النــر قريــب‪ ،‬إذ أ ّن تلــك املعطيــات تشــر إىل تغيـرٍ كامــل‬ ‫يف وجهــة ال ـراع الدائــر بــن نظــام طاغيــة قاتــل‪ ،‬وبــن شــعب كامــل‬ ‫يريــد الحيــاة‪ .‬حيــاة جديــدة ينعــم يف ظلّهــا األطفــال بالعيــش يف وطــن‬ ‫جديــد وطــن حــر ودميقراطــي‪ ،‬يعيــش فيــه املواطــن مواطنتــه وليــس‬ ‫عبــدا ً ألشــخاص أو فئــة قليلــة تســتحوذ عــى مقــدرات ســوريا‪ ..‬تقتــل‪،‬‬ ‫وتظلــم‪ ،‬وتع ـذّب‪ ،‬وتــرق الوطــن واملواطــن‪ ،‬يف حــن يعيــش اإلنســان‬ ‫الســوري داخــل ســوريا الغنيــة باملــوارد والخــرات‪ ..‬يولــد‪ ،‬ويحيــا‪،‬‬ ‫ويكــر‪ ،‬ويشــيخ فيهــا معذب ـاً‪ ...‬فق ـرا ً‪.‬‬ ‫بقلم ليل نهار‬

‫‪10‬‬


‫من مهد الثورة‪ ..‬بلدة نصيب‬

‫نقطة ثائرة‬

‫هــي قريــة ســورية تقــع يف حــوران‬ ‫ـي مــن مدينــة درعــا‬ ‫إىل الجنــوب الرشقـ ّ‬ ‫وتبعــد عنهــا حــوايل ‪ 12‬كــم‪ ،‬ميــر بهــا‬ ‫الخــط الحديــدي الحجــازي القــادم‬ ‫مــن دمشــق نحــو الجنــوب‪ .‬يوجــد‬ ‫فيهــا محطــة عثامنيــة قدميــة تحمــل‬ ‫اســمها‪ .‬إىل الــرق منهــا ميــ ّر طريــق‬ ‫األوتوســراد الــدويل القــادم أيض ـا ً مــن‬ ‫دمشــق إىل األردن إىل دول الخليــج عــر‬ ‫منطقــة جمركيّــة‪ ،‬واىل الــرق منهــا‬ ‫منطقــة حــرة (منطقــة نصيــب الحــرة)‪.‬‬ ‫يوجــد يف البلــدة آثــا ٌر قدميــة تعــود إىل‬ ‫األلــف الثالــث قبــل امليــاد‪ ,‬متمثّلــة‬ ‫باملغــاور والكهــوف يف أطرافهــا الغربيــة‬ ‫والشــالية الغربيــة ويف مركــز البلــدة‬ ‫القديــم‪ .‬فيهــا أيضــا ً آثــار رومانيــة‬ ‫وبيزنطيــة وغســانية كبقايــا األبنيــة‬ ‫املته ّدمــة واملكنونــة تحــت األرض‬ ‫واآلبــار واألقنيــة واملدافــن‪ ،‬كذلــك‬ ‫يوجــد إىل الشــال منهــا بقايــا ســد‬ ‫رومــاين عــى أنقاضــه ســد حديــث‪ .‬أ ّمــا‬ ‫أهــم آثارهــا فهــي الكنيســة وبقايــا بناء‬ ‫لغــرف قامئــة ومته ّدمــة حولهــا‪ .‬يبلــغ‬ ‫عــدد ســكان قرية نصيب يف عــام ‪2011‬‬ ‫حــوايل ‪ 10000‬آالف نســمة تقريبــا ً‪.‬‬

‫كان لهــذه القريــة دور‬ ‫فعــال يف الثــورة الســورية‬ ‫ضــد نظــام بشــار األســد‪،‬‬ ‫حيــث شــاركت ول ّبــت‬ ‫نــداء الفزعــة ألهــل درعــا‬ ‫وشــاركت منــذ الجمعــة‬ ‫األوىل يف ســاحة الجامــع‬ ‫العمــري الكبــر يف درعــا‬ ‫البلــد‪ ،‬وبقيــت تشــارك يف‬ ‫املظاهـرات واالعتصامــات‬ ‫إىل أن فُــرض الحصــار‬ ‫عليهــا بتاريــخ ‪ .2011 \ 4 \ 25‬خــرج‬ ‫ثوارهــا لفـ ّـك الحصــار عنهــا بتاريــخ ‪29‬‬ ‫ـن‬ ‫\ ‪ 2011 \ 4‬يف جمعــة الغضــب‪ ،‬ولكـ ّ‬ ‫قــوات الغــدر حالــت دون وصولهــم‬ ‫إليهــا‪ ،‬فقامــوا بإطــاق النــار عشــوائيا ً‬ ‫عــى املتظاهريــن فســقط عــرون‬ ‫ولكــن‬ ‫شــخصا ً بــن شــهيد وجريــح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كل ذلــك مل يــن البلــدة عــن التظاهــر‬ ‫ّ‬ ‫فاجتمعــوا مــع بعــض القــرى املجــاورة‬ ‫وبــدأت القــرى الرشقيــة يف حــوران‬ ‫بالتظاهــر يوميــا ً يف إحداهــا كالجيــزة‬ ‫واملســيفرة والطيبــة ونصيــب واملتاعيــة‪،‬‬ ‫فتع ّرضــت البلــدة لهجــات رشســة مــن‬ ‫قــوات النظــام بســبب إرصارهــا عــى‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫التظاهــر‪ ،‬واســتم ّرت حمــات املداهمــة‬ ‫واالعتقــال كــا باقــي املــدن الســورية‪،‬‬ ‫فــكان أولهــا بتاريــخ ‪2011 \ 7 \ 4‬‬ ‫واعتقلــت قــوات األمــن حوايل خمســن‬ ‫شــخصا ً‪ ،‬وداهمــت البيــوت اآلمنــة‬ ‫ثــ ّم عــادت القتحامهــا بتاريــخ ‪9 \ 26‬‬ ‫\ ‪ 2011‬واعتقلــت وخ ّربــت املنــازل‬ ‫وأحرقــت الدراجــات الناريّــة‪ ،‬وكانــت‬ ‫حصيلــة املعتقلــن ‪ 47‬شــخصا ً وتكـ ّررت‬ ‫االقتحامــات وعمليــات االختطــاف‬ ‫للناشــطني‪،‬ودخلت املدرعــات إىل قلــب‬ ‫كل هــذا البطــش والتنكيــل مل‬ ‫القريــة و ّ‬ ‫يغــر مــن عزميــة الثــوار واســتمرارهم‬ ‫يف ثورتهم‪.‬ومــن الجديــر بالذكــر أنهــا‬ ‫كانــت مــن أول املناطــق يف ســوريا‬ ‫التــي بثّــت مظاهراتهــا مبــارشة عــى‬ ‫قنــوات اإلعــام العــريب‪ ،‬فكانــت ثالــث‬ ‫منطقــة يف هــذا العمــل وهــذا بفضــل‬ ‫ناشــطيها وثوارهــا‪ ،‬كــا وســاهمت يف‬ ‫إيصــال املــواد الغذائيــة للقــرى واملــدن‬ ‫املحــارصة يف درعــا وريفهــا مثــل حليــب‬ ‫األطفــال والطحــن‪ .‬فــكان لنصيــب‬ ‫مــن اســمها نصيــب مــن حملــة األســد‬ ‫العســكرية ودفعــت الثمــن باهظــا ً‬ ‫لتلتحــق بركــب الثــورة وتســاند باقــي‬ ‫املــدن الســورية رغــم كل مــا أصابهــا‪.‬‬ ‫وهاهــي مســتمرة بنضالهاحتــى ســقوط‬ ‫الطغــاة املجرمــن‪.‬‬ ‫بقلم عروبة‬

‫‪11‬‬


‫لن ننسى‬

‫فارس الحرية الذي ترجّ ل‬

‫نزار الداالتي حلقوم‬

‫ـف األحـرار‪ ...‬بــل شـ ّيعته‬ ‫شــهي ٌد مل تشــيعه أكـ ّ‬ ‫أجنحــة املالئكــة‪ ...‬نــزار الــدااليت حلقــوم‬ ‫صاحــب الـــ ‪ 65‬عامــاً‪ ،‬مل مينعــه كــ ُر ســ ّنه‬ ‫مــن االنضــام إىل ثــورة الشــباب‪ ،‬الذيــن‬ ‫أدركــوا أهميــة وجــود شــخص مثــل الحــاج‬ ‫نــزار بوقــاره وأخالقــه ومكانتــه املميــزة يف‬ ‫املجتمــع فــكان وجــوده يف صفوفهــم دعــ ٌم‬ ‫لهــم ورشف‪.‬‬ ‫وكــا كان حــارضا ً دوم ـاً يف مقدمــة صفــوف‬ ‫املصلّــن يف جامــع الجــر‪ ،‬كذلــك كان يف‬ ‫الصفــوف األوىل يف مظاهــرات الزبــداين‪،‬‬ ‫لتحملــه األكتــاف يف مظاهــرة الجمعــة‬ ‫العظيمــة وهــو يــر ّدد‪" :‬شــ ّدوا األيــادي يــا‬ ‫نــاس‪ ...‬الحريــة هــي األســاس"‪.‬‬ ‫يذكــر املق ّربــون منــه عودتــه ذلــك اليــوم‬ ‫جيــدا ً‪ ،‬ففرحــة الحــاج نـزار كانــت ال توصــف‬ ‫وهــو يــرى حلمــه الــذي عــاش مــن قبــل‬ ‫يولــد مــن جديــد‪ ...‬حلــم الثــورة‪.‬‬ ‫عــاد بذاكرتــه يومهــا إىل الســتينيات وإعــان‬ ‫انفصــال دولــة الوحــدة بــن ســوريا ومــر‬ ‫آنــذاك‪ ،‬األمــر الــذي دفــع الشــباب أصحــاب‬ ‫الوعــي القومــي إىل مواجهــة أصحــاب األفــكار‬ ‫االنفصاليــة واملصالــح الذاتيــة‪ ،‬وانخــرط ن ـزار‬ ‫مــع رفاقــه النارصيـ ّـن يف العمــل الثــوري ضـ ّد‬ ‫حكومــة االنفصــال عــر توزيــع منشــورات‬ ‫عــن الوحــدة‪ ،‬والخــروج يف مظاهـرات هتــف‬ ‫فيهــا‪ ":‬شــ ّدوا األيــادي يــا نــاس‪ ...‬الوحــدة‬ ‫هــي األســاس" وهــو الــذي ر ّدده يف مظاهرات‬ ‫الزبــداين فيــا بعــد ولكــن بعبــارة "الحريــة‬ ‫هــي األســاس"‪.‬‬ ‫تع ـ ّرض ن ـزار يومهــا مــع أصدقائــه للمالحقــة‬

‫البعثيــن‪ ،‬فا ُعتُقــل‬ ‫مــن قبــل االنفصال ّيــن و‬ ‫ّ‬ ‫ـب يف الثالــث اإلعــدادي ملــدة ‪45‬‬ ‫وهــو طالـ ٌ‬ ‫يومــاً يف ســجن املــ ّزة بدمشــق‪ ،‬وصــدرت‬ ‫نتائــج االمتحانــات ليقــرأ اســمه بــن الناجحني‬ ‫يف ورقــة الجريــدة التــي أدخلهــا لــه السـ ّجان‬ ‫بسندويشــة ملفوفــة فيهــا‪.‬‬ ‫ويف املرحلــة الثانويــة كان أيضـاً مــع الشــباب‬ ‫يف العديــد مــن النشــاطات السياســ ّية‬ ‫الوطنــي‬ ‫واالجتامعيــة‪ ،‬فشــارك يف االتحــاد‬ ‫ّ‬ ‫لطلبــة ســوريا وا ُنتخــب يف اللجــان الشــعبية‬ ‫يف الثانويــة‪ ،‬إضافــة إىل مشــاركته يف نــادي‬ ‫الشــباب العــريب الــذي كان أعضــاؤه مــن‬ ‫الثــوري‪،‬‬ ‫الناشــطني سياســياً لدعــم الحــراك‬ ‫ّ‬ ‫وكان أحــد أعضــاء الفريــق الريــايض الــذي‬ ‫ّأسســه أخــوه الراحــل عبــد الــرؤوف باســم‬ ‫ـي الــذي كان امللعــب‬ ‫"الزهـراء" نســب ًة إىل الحـ ّ‬ ‫عــى أرضــه‪.‬‬ ‫وبــن الرياضــة والسياســة كان يجتمــع أعضــاء‬ ‫الفريــق تحــت اســم نــادي الزهــراء‪ ،‬لكــن‬ ‫الحقيقــة أن االجتامعــات كانــت سياســية‬ ‫اجتامعيــة حيــث ضــ ّم الفريــق يف صفوفــه‬ ‫شــباب الزبــداين الثــوري املؤمــن بقضيــة‬ ‫الشــعب وأهدافــه‪.‬‬ ‫يذكــر رفاقــه مظاهــرة النارصيــن التــي وقفت‬ ‫يف املحطــة أمــام الرسايــا يــوم مــرور موكــب‬ ‫األســد والقــذايف والســادات يف طريقهــم إىل‬ ‫فنــدق بلــودان حيــث هتفــوا‪ ":‬يــا قــذايف‬ ‫أه ـاً فيــك‪ ...‬الزبــداين بتحييــك‪ ...‬وياســادات‬ ‫نــزار الــدااليت حلقــوم ‪ ...‬أنــت شــهيدنا ‪...‬‬ ‫نــار نــار‪ ...‬ال توقّــف إطــاق النــار"‪...‬‬ ‫وعــاد الحــاج ن ـزار ليهتــف مــن جديــد مــع وبــك نفتخــر‬ ‫‪Nivnaf‬‬ ‫ثــورة ‪ / 15‬آذار ‪ 2011 /‬والتــي كانــت مبثابــة‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫ترجمــة حقيقيــة ألفــكاره ومبادئــه‪ ،‬فاعتُقــل‬ ‫للمــرة األوىل يف تاريــخ ‪ / 11‬أيلــول ‪2011 /‬‬ ‫ليخــرج بعــد شــهر وقــد أصابــه املــرض‬ ‫والوهــن‪ ،‬ومــا إن تعــاىف مــن آالمــه حتــى‬ ‫عــاد إىل التظاهــر مــن جديــد رغــم محــاوالت‬ ‫املحيطــن بــه ثنيــه عــن ذلــك بســبب س ـ ّنه‬ ‫ومعاناتــه‪ ،‬ولي ُعتقــل للمــرة الثانيــة يف التاريــخ‬ ‫ذاتــه ‪ / 11‬أيلــول ‪ 2012 /‬ولكــن بعــد عــام‪...‬‬ ‫ول ّ‬ ‫ُيــزف خــر استشــهاده تحــت التعذيــب‬ ‫بعــد خمســة أشــهر قضاهــا يف املعتقــل‪.‬‬ ‫يُذكــر أن الســلطات امتنعــت عــن تســليم‬ ‫جثامنــه لذويــه بذريعــة دفنــه قبــل شــهرين‪،‬‬ ‫واكتفــت بإعطــاء بطاقتــه الشــخصية ونظارتــه‬ ‫املكســورة التــي تشــهد عــى العنــف الــذي‬ ‫قــى‪.‬‬ ‫الحــاج نـزار الــذي كان حريصـاً عــى حضــور‬ ‫أي جنــازة أو تشــييع‪ ...‬رحــل هكــذا دون‬ ‫مــو ّد ٍع أو رضيــح‪...‬‬ ‫ذاك اإلنســان املطمــن الــذي آمــن بحريتــه‬ ‫رغــم قدراتــه املحــدودة والتــي حــارب مــن‬ ‫أجلهــا يف جيلــن‪ ،‬رحــل دون أن يراهــا‪،‬‬ ‫ولكــن عهــ ٌد علينــا يــا حــاج أن نعمــل يف‬ ‫ســبيل تحقيــق حلمــك وأنــت الــذي علّمتنــا‬ ‫أن الثــورة ســباق تتابــعٍ بــن األجيــال التــي‬ ‫تكمــل بعضهــا‪ ،‬وأن اإلنســان قــاد ٌر عــى‬ ‫االنطــاق مــن ســجنه إىل أجــواء الحريــة‬ ‫طاملــا أراد ذلــك ‪...‬‬

‫‪12‬‬


‫الربيع احملاصر‬

‫هــا أنــت‪ ..‬مــرة ثانيــة‪ ..‬ثالثــة‪ ..‬و مــن جديــد‪ ..‬تلمــس بأناملــك‬ ‫أرضنــا الســورية فتســحرها‪ .‬تزهــر شــجرة اللــوز يف مــكان النــزوح‪،‬‬ ‫ويف الحديقــة املهجــورة يرتــدي اللــوز حلّتــه البيضــاء‪ .‬إنّــه مــن‬ ‫أوائــل الشــجر الــذي يســتقبل الحيــاة‪ ..‬يــ ّدق الربيــع بابــه مبكّــرا ً‬ ‫هــذا العام‪...‬ونحــن !؟ أجــل نحــن؟؟ متــى ســيقرع الربيــع أبوابنــا‪..‬‬ ‫و أيــن هــي هــذه األبــواب!؟‪ ..‬ال أبــواب ت ُغلــق علينــا‪ .‬ال يف منازلنــا‪،..‬‬ ‫ال منــازل لنــا‪ ...‬نســكن يف منــازل اآلخريــن‪ ..‬بعــد أن أضحــت املنــازل‬ ‫بــا أسـ ٍ‬ ‫ـوح عــى الســاء‬ ‫ـقف‪ ..‬وال نوافــذ‪ ...‬وال جــدران‪ ...‬فضــا ٌء مفتـ ٌ‬ ‫وحســب‪ .‬مل أ َر يف حيــايت بيتــاً ي ّنتحــب‪ ..‬بيــوت الزبــداين‪ ..‬حــارات‬ ‫كل غــرف ســوريا‪ ..‬تنتحــب‪ ..‬ال تبــي‬ ‫داريــا‪ ..‬أزّقــة مخيــم الريمــوك‪ّ ..‬‬ ‫البيــوت إالّ يف ســوريا‪ .‬تبــي املنــازل أهــل الــدار الذيــن رحلــوا‪..‬‬ ‫ياســمينة الــدار تيبــس ومتــوت‪ .‬والــدوايل تتشـظّى بقطــع الهــاون‪ ..‬أمــا‬ ‫نبــات العطــرة‪ ..‬والشــاب الظريــف‪ ..‬والكالونيــا فلــم يعــد لهــا وجــود‪.‬‬ ‫ـوي‬ ‫يقولــون أن النباتــات مليئــة باألمــل والحنــن‪ ..‬لديهــا إحســاس قـ ّ‬ ‫بالغربــة والفـراق والوحــدة‪ ..‬بعــد أن عاشــت وحيــدة دون مــاء‪ ..‬نريــد‬ ‫ـق لهــذا الشــعب الرائــع أن يعيــش‪..‬‬ ‫أمـاً بحيــا ٍة جديــدة‪ ..‬كرميــة‪ ..‬يحـ ّ‬ ‫يحــق ألطفالنــا أن يلعبــوا‪ ..‬أن يحلمــوا‪ ..‬أن‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مقعــد جامعــي‬ ‫يدرســوا‪ ..‬أن يحصلــوا عــى‬ ‫شــاب ســوري‪ ..‬أو‬ ‫ألي‬ ‫دون وســاطة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫يحــق ّ‬ ‫فتــاة ســورية‪ ،‬أن يبنــوا مرشوعهام املســتقبيل‬ ‫يحــق‬ ‫بعيــدا ً عــن األخطبــوط مخلــوف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لســوريا أن تتنفــس الحريــة‪ ..‬وأن تتنفــس‬ ‫بحريــة مــع كافّــة أبنائهــا‪ .‬يعــود الربيــع يف‬ ‫ظــل الحصار‪،‬حصــا ٌر كامــل‪ ..‬لــو اســتطاع‬ ‫ّ‬ ‫جنــود الطاغيــة إيقــاف الليــل والنهــار ودورة‬ ‫الحيــاة لفعلــوا‪ .‬تزهــر األشــجار يف ســهل‬ ‫الزبــداين ويف آدوبــا وعــن املعــرة وبســاتني‬ ‫الخــان وكفــر عامــر‪ ،‬غــر آبهــة بأحــد‪ .‬ال‬ ‫تخــاف الحقــول والبســاتني الزبدانيــة مســوخ‬ ‫الطاغيــة‪ ،‬تتشــ ّبث بــاألرض‪ ،‬بجذورهــا‬ ‫القويــة‪ .‬مل تخــف مــن قذائــف الدبابــات وال‬ ‫مــن النــار الحاقــدة‪،‬مل تخــف مــن أحــد‪ .‬أمــا‬ ‫الســهل املرتامــي فيشــ ّع بالــورود واألزهــار‬ ‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫زبدانيات‬ ‫أوكسجني‪ ..‬عناة آرام‬

‫و تتشــذى فيــه روائــح العطــر لتمحــي روائــح البــارود وحقدهــم‬ ‫األعمــى‪ .‬إنهــا الزبــداين‪ ..‬أرض اإلنســان األول‪ ..‬أرض الخــر والعطــاء‪..‬‬ ‫رسهــا‪ .‬مــن أرضهــا الط ّيبــة ينبثــق بــردى‬ ‫وطــن املــاء وأســاس الحيــاة‪ ..‬و ّ‬ ‫ومنــه رسدا والنابــوع‪ ،‬ليوقــظ الحيــاة عــر التاريــخ اإلنســاين الطويــل‬ ‫ـري‪ ،‬ينمــو‬ ‫املوغــل يف القــدم‪ .‬بــردى عــى ضفافــك يرتــع البنفســج الـ ّ‬ ‫تلقائيـاً كل ربيــع‪ .‬مــن ال يعــرف البنفســج الزبــداين وأريجــه الرائــع‪!..‬‬ ‫مــن مل يجلــس عــى مصاطــب بــردى الخـ ّـر وهــو يســافر إىل دمشــق‪..‬‬ ‫يســتظل بأشــجار الجــوز العتيقــة‪ ..‬ويحــايك أشــجار الزيتــون يف وادي‬ ‫بــردى حيــث الحيــاة مالحــم اإلنســان ورصاعــه مــع الوجــود منــذ األزل‪.‬‬ ‫واإلنســان يف رصا ٍع دائــم مــع الطبيعــة والخلــود‪ ،‬رصا ٌع مــع الظلــم‬ ‫والطغــاة ورصاع بــن العــدل وبــن الظلــم‪ ..‬بــن الحــق وبــن الباطــل‪..‬‬ ‫يثــور ويدافــع عــن الحــق‪ ،‬يريــد العــدل أن يســود‪ ..‬أن ينعــم بالحيــاة‬ ‫عــر جدليــة العــدل والحــق وإنســانية اإلنســان يف ح ّبــه لإلنســان الــذي‬ ‫ك ّرمــه اللــه بالعقــل وجعلــه بــن ســائر املخلوقــات عاقـاً ليبنــي األرض‬ ‫ـب والخــر والعطــاء‪ .‬ال ليقتــل ويســفك الدمــاء ويحــرق‪ ..‬ي ّدمــر‬ ‫بالحـ ّ‬ ‫األرض واإلنســان يف آن‪!!...‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫احلريّة‬

‫من ُذ ولدتُ أبحثُ ِ‬ ‫عنك‬ ‫أفتّ ُش يف غرفتي‪ ..‬يف مدرستي‬ ‫يف ح ِرب قلمي وورقتي‬ ‫أبع ُرث نجو َم السام ِء بحثاً ِ‬ ‫عنك‬ ‫ِ‬ ‫أجدك‬ ‫عل‬ ‫أزحزح الغيو َم ّ‬ ‫ُ‬ ‫حبيبتي‪...‬‬ ‫تحت شجر ِة ٍ‬ ‫ميس يف بلديت‬ ‫تختبئ َني َ‬ ‫ِ‬ ‫نزحت‬ ‫أو رمبا م َع النازحني ق ْد‬ ‫فأي َن تكونني؟‬ ‫خلف جدا ِر برلني؟‬ ‫َ‬ ‫خلف جدرانِ الكنيسة؟‬ ‫ْ‬ ‫هل تقبع َني َ‬ ‫خلف حيطانِ الدين؟‬ ‫أم َ‬ ‫هل ِ‬ ‫كنت يا حبيبتي تختبئ َني يف الكروم؟‬ ‫ْ‬ ‫يف عرقِ الفال ِح يف الهموم؟‬ ‫ِ‬ ‫يف ليلِ‬ ‫صخب املدينة؟‬ ‫الريف يف‬ ‫ِ‬ ‫يف عيونِ فتا ٍة رشقي ٍة حزينة؟‬ ‫ِ‬ ‫سجنك نريو ُن يا جميلة؟‬ ‫أي َن‬ ‫ِ‬ ‫وضعك؟‬ ‫أي زنزان ٍة‬ ‫يف ّ‬ ‫ِ‬ ‫حرقك؟‬ ‫أي محرق ٍة‬ ‫يف ّ‬ ‫ِ‬ ‫نسبك؟‬ ‫وألي طائف ٍة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫هل ألقى بك يف مريول زنجية؟‬ ‫وات ّب َع ِ‬ ‫ضدك َ‬ ‫أصول العنرصية؟‬ ‫إنني يا صديقتي!‬ ‫ِ‬ ‫عطرك عن َد الصباح يف رائح ِة خب ِز الفرنِ يف حاريت‪...‬‬ ‫أشّ ت ُّم‬ ‫ويف الندى وعرقِ الفالح أشّ تمها يف الورود‪...‬‬ ‫كيف عن َد املسا ِء تتعطّري َن بالبارود؟‬ ‫ولك ْن َ‬ ‫ـعاب؟!‬ ‫تختبئ َني يف هذي ال ّج ِ‬ ‫الصعاب‬ ‫عاب‬ ‫ِ‬ ‫يف الشّ ِ‬ ‫عودي ُمنيتي إيل‪...‬‬ ‫رش ٍد يف تركيا‬ ‫عود َة طفلٍ م ّ‬ ‫يف لبنا َن و األرد َن‬ ‫يف بال ِد الرافدين‪...‬‬ ‫َ‬ ‫ولسوف تعودين‪...‬‬ ‫رغامً عن ِ‬ ‫أنف الظاملني‪...‬‬ ‫إىل بيتي ومدرستي وكلمتي‬ ‫كل أخويت‬ ‫إىل ّ‬ ‫عود َة عصفو ٍر سجني‬ ‫وسوف ِ‬ ‫َ‬ ‫ألقاك يوماً‪..‬‬ ‫حبيبتي الح ّريـــــــة‪...‬‬ ‫قطر الندى‬ ‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫أطباء داخل الحدود‬

‫تخ ّرجــوا مــن نفــس الجامعــة‪ ,‬وتل ّقــوا ذات العلــم مــن ذات املدرســن‪ ,‬وأقســموا‬ ‫ميينـاً مو ّحــدا ً‪ ,‬ولكــن الذهــب ال يخلــص ّإل بعــد تع ّرضــه لل ّنــار‪ .‬ويف وطنــي لألطبــاء‬ ‫ـب يقتــل شــعبه وين ـكّل بــه وهــو الــذي ي ّدعــي بأنــه طبيــب عيــون‬ ‫قصــص‪ ,‬فطبيـ ٌ‬ ‫ـب قــى ســنني طويلــة خلــف‬ ‫فلــاذا إذا ً يقتلــع العيــون ويدمــي القلــوب؟! وطبيـ ٌ‬ ‫القضبــان نتيجــة آرائــه املعارضــة للنظــام‪ ،‬فلــا خــرج منهــا غــادر الوطــن مــن أجــل‬ ‫وطبيــب قــى عــى يــد الظلــم‬ ‫أن يصــل صوتنــا إىل العــامل ســعياً وراء تحريرنــا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫واالســتبداد‪ ،‬وآخ ـ ٌر يقبــع اآلن يف املعتقــات ملطالبتــه بالحريــة يكابــد أقــى أنــواع‬ ‫فتخــى عــن رشف‬ ‫ّ‬ ‫وطبيــب نــي بــأ ّن مهنتــه إنســان ّية يف املقــام األول‪،‬‬ ‫العــذاب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ـس الحاجــة إليــه‪ ،‬وغــادر البلــدة حــن بــدأ القصــف‬ ‫املهنــة وتــرك املــرىض وهـ ّم يف أمـ ّ‬ ‫مــا ّرا ً مــن فــوق أجســا ٍد مم ّزقــة‪ ,‬ورصخــات ذوي املصابــن مل تصــب يف قلبــه مكانـاً‪,‬‬ ‫فقفــز فــوق آالمهــم ونــزح مــع النازحــن‪ ,‬ولــو مل يكــن ذاتــه الطبيــب الــذي ابت ـ َز‬ ‫ضعــف النــاس حــن جــاؤوه وكلهــم أوجــاع فلــم يــرأف بحالتهــم املاديــة وجعلهــا‬ ‫ـب يعجــز القلــم عــن ذكــره‪ ,‬ويخــرس اللســان يف إجاللــه‪,‬‬ ‫تجارتــه‪ .‬ويف وطنــي طبيـــ ٌ‬ ‫إنــه طبيــب األرواح قبــل األجســاد ذلــك املرابــط يف املشــايف امليدانيــة‪ ,‬نــذر نفســه‬ ‫للثــورة وتــرك متــاع الدنيــا وآثــر البقــاء تحــت الخطــر غــر آبـ ٍه برجــال العصابــة التي‬ ‫تالحقــه‪ ,‬فظـ ّـل مــع أهــل بلدتــه يــداوي جرحاهــم ويشــفي بعــون اللــه مرضاهــم‪,‬‬ ‫ويخ ّفــف عنهــم اآلالم التــي تعاظمــت عليهــم‪ ,‬ومــارس بــكل ٍ‬ ‫رشف وبســال ٍة عملــه‬ ‫ٍ‬ ‫عمليــات جراحيــ ٍة حرجــة‪ ,‬يف أشــ ّد الظــروف صعوبــة ومــع قلّــة‬ ‫اإلنســاين فنفّــذ‬ ‫الكــوادر واملعـ ّدات‪ ,‬ســعى جاهــدا ً لتــرأ الجـراح‪ ،‬فوصــل الليــل بالنهــار وكــر حاجز‬ ‫الخــوف وعمــل بعلمــه كــا يحــب اللــه بإتقــان‪ ،‬فلــه ع ّنــا جزيــل الشــكر‪ .‬أ ّمــا مــن‬ ‫خذلنــا وتركنــا ننــزف يف الشــوارع حتــى تقتلنــا اآلالم فإنــه ليــس بعــد ذلــك من ـاّ‪.‬‬ ‫فيــا طبيــب الثــورة‪ ..‬يــا رج ـاً صــدق مــا عاهــد اللــه عليــه‪ ،‬يــا مــن كنــت معنــا يف‬ ‫آالمنــا وض ّمــدت جراحنــا وكفّك ّفــت دمــوع أمهاتنــا‪ ،‬واحتضنــت رصخــات أطفالنــا‬ ‫واختــرت بشــخصك املتواضــع اإلنســانية‪ ,‬هنيئـاً لــك جهــادك أيّهــا الطبيــب البطــل‬ ‫(ومــن أحياهــا فكأمنــا أحيــا النــاس جميع ـاً)‬ ‫شهد‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬ ‫برج النظام السوري‪:‬‬

‫مــايف داعــي تتعذبــوا وتحق ّقــوا مبوضــوع رضب الكيــاوي‬ ‫‪ ...‬ألنــو واضــح أنــو الفاعــل هــو ســنفور مشــاكس مــن‬ ‫العصابــات اإلرهابيــة بقيــادة رششــبيل!!‪.‬‬

‫برج املعارضة اخلارجية ‪:‬‬

‫اســتحوا عــى حالكــم وص ّفــوا خالفاتكــم قبــل مــا‬ ‫يصفــى دم الشــعب الســوري‪...‬‬

‫برج النازح ‪:‬‬

‫مــا بيكفــي القصــف يــي فــوق راســك‪ ...‬كان ناقصــك‬ ‫الحمــات والقنــاص يــي عــم يســتهدف أي حــدا عــم‬ ‫يتحــرك‪ ...‬إلــك اللــه‬

‫برج أنيسة ‪:‬‬

‫مبناســبة عيــد األم بتقلّــك األبــراج يلعــن روحــك‬ ‫عــى هالخلفــة العاطلــة‪ ...‬لــو جايبــة قــرد واللــه كان‬ ‫أحســن !!‬

‫برج بشار ‪:‬‬

‫الزم تب ّخــر القــر الجمهــوري عــى هاملنحبكجحشــية‬ ‫يــي عنــدك‪!!! ...‬‬

‫برج البوطي‪:‬‬

‫بطاقــة شــكر عــى فتــوى دعوتــك للجهــاد ألنــو‬ ‫مــن وقتهــا والجيــش الحــر مــا عــاد ل ّحــق اســتقبال‬ ‫شــباب جهاديــن‪ ..‬باملناســبة سـلّم عــى حافــظ وآصــف‬ ‫بجهنــم‪...‬‬

‫العدد (‪ )51‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\24‬‬

‫فواصل‬

‫دفاع مدني‬

‫الحــروق‪ :‬تنتــج أغلــب الحــروق يف املنــزل عــن اإلهــال‬ ‫وكل مــا هــو ســاخن‪ ،‬أو اســتعامل املنظفــات‬ ‫باســتعامل النــار ّ‬ ‫الكيميائيــة‪ .‬وتــؤدي الحــروق إىل فقــدان مصــل الــدم‪ ,‬وفقــد‬ ‫ســوائل الجســم وتهتّــك أنســجة الجســم‪ ,‬كــا يــؤدي إىل‬ ‫االختنــاق نتيجــة عــدم كفايــة األوكســجني واستنشــاق الهــواء‬ ‫الســاخن والغــازات الســامة مبــا فيهــا أول أكســيد الكربــون‪.‬‬ ‫أنــواع الحــروق‪:)1( :‬حــروق الدرجــة األوىل ‪ :‬وهــي أبســط‬‫تغــر اللــون والتــو ّرم‬ ‫أنــواع الحــروق‪ .‬وعالماتهــا ‪ :‬االحمــرار أو ّ‬ ‫واألمل‪ .‬ولتخفيــف األمل يُغمــر الجــزء املصــاب باملــاء البــارد‪ ,‬أو‬ ‫توضــع عليــه كـ ّـادات بــاردة حســب الحاجــة‪ .‬وت ُغطــى املنطقــة‬ ‫املحروقــة بضــادات جافــة‪:)2( .‬حــروق الدرجــة الثانية ‪:‬وتسـبّب‬ ‫طبقتــي‬ ‫جروحــاً أعمــق مــن جــروح الدرجــة األوىل‪ ,‬وتصيــب‬ ‫ّ‬ ‫الجلــد الخارجيّــة والداخليّــة‪ ،‬وقــد ت ّكــون الفقاعات ويتــو ّرم مكان‬ ‫الحــرق وينتفــخ ع ـ ّدة أيــام‪ .‬عنــد إصابــة الحــرق لليــد أو القــدم‬ ‫أو الوجــه‪ ,‬يجــب إدخــال املصــاب إىل املستشــفى وميكــن إت ّبــاع‬ ‫الخطــوات التاليــة لإلســعافات األوليــة‪1 :‬ــــ املســاحات الصغــرة‪:‬‬ ‫يُغمــر الجــزء املحــرق باملــاء البــارد وليــس باملــاء املثلّــج‪ ,‬أو‬ ‫يُوضــع عــى مــكان الحــرق كــادات بــاردة وذالــك لتخفيــف األمل‪,‬‬ ‫حيــث يــؤدي تربيــد األنســجة بهــذه الطريقــة إىل تقليــل الحـرارة‬ ‫عــى األنســجة املالصقــة للجلــد‪ ,‬ثــم تج ّفــف املنطقــة بعــد ذلــك‬ ‫بضــادات معقّمــة‪ ,‬أو قطعــة قــاش مكويّــة ‪,‬ويُراعــى عــدم‬ ‫ّ‬ ‫اســتعامل القطــن مطلقـاً‪ ,‬ألنــه يلتصــق بالحــرق ويتّســخ ويــؤدي‬ ‫إىل حصــول التهابــات‪ .‬ثــ ّم يغطــى الحــرق بعــد ذلــك بقطعــة‬ ‫ضــاد جافــة‪ ,‬ويُراعــى عــدم إزالــة األنســجة املحروقــة أو محاولــة‬ ‫ثقــب الفقاعــات‪ ,‬وكذلــك عــدم اســتعامل أي نــوع مــن أنــواع‬ ‫املــواد املط ّهــرة أو املرهــم إذا كان الحــرق شــديدا ً‪ -2 .‬املســاحات‬ ‫الواســعة‪ :‬إذا احــرق أكــر مــن ‪ %15‬مــن مســاحة جســم البالــغ‬ ‫أو ‪ %10‬مــن مســاحة الجســم‪ ,‬فيجــب عندهــا إدخــال املصــاب إىل‬ ‫املستشــفى‪:)3( .‬حــروق الدرجــة الثالثــة‪ :‬تــؤدي حــروق الدرجــة‬ ‫الثالثــة إىل تلــف أعمــق وأكــر مــن حــروق الدرجــات الســابقة‪,‬‬ ‫ويبــدو مــكان الحــرق مبيضّ ـاً بلــون الشــمع أو مســو ّدا ً‪ .‬وحــروق‬ ‫الدرجــة الثانيــة والثالثــة تــؤدي إىل تدمــر خاليــا الــدم الحم ـراء‪.‬‬ ‫وال يتــم شــفاء الحــرق إال بعــد أن ينمــو جلــد جديــد‪ .‬ويف حــال‬ ‫حدوثهــا ميكــن أن نجــري اإلســعافات األوليــة التاليــة ‪* :‬يجــب‬ ‫عــدم محاولــة إزالــة قطــع املالبــس املحرتقــة امللتصقــة مبــكان‬ ‫الحــرق‪ ,‬بــل يجــب تغطيــة مــكان الحــرق بضــاد مع ّقــم‪* .‬إبقــاء‬ ‫العضــو املصــاب أعــى مــن مســتوى القلــب‪* .‬مراقبــة تنفــس‬ ‫املصــاب‪ ,‬ويف حالــة حــدوث أيــة صعوبــة يف التنفــس‪ ,‬يجــب‬ ‫العمــل عــى إبقــاء مجــرى التنفــس مفتوح ـاً‪* .‬عــدم اســتخدام‬ ‫املــاء املثلــج أو أي نــوع مــن املراهــم عــى الحــرق وإســعاف‬ ‫املصــاب إىل أقــرب مستشــفى‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.