أوكسجين العدد ( 52 ) السنة الثانية - الأحد 31\03\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫انا بتنفس سوريا‬

‫الزبداني‪..‬‬ ‫الحياة تستمر رغم حرب اإلبادة‬ ‫لقاء العدد‬

‫بدك شغل وما عم تالقي‪!..‬؟‬ ‫دوبارتك عندي‪!!..‬‬

‫أوكسجني‬ ‫ثورة إبداع ‪ ..‬لكل السوريني‬

‫العدد ( ‪ ) 52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬ ‫شعب بانتظار القيامة‪..‬‬ ‫عامــان وأكــر مـ ّرا عــى الشــعب الســوري وهــو يحمــل رســالة الحريّــة‬ ‫يســر يف درب الثــورة متق ّدمــاً ال متلكّــئ‪ ،‬ال يوقفــه قصــف وال ســكود‬ ‫وال يثبــط عزميتــه اعتقـ ٌ‬ ‫ـال أو إبعــاد‪ ،‬يؤكّــد للعــامل كلّــه أ ّن عــى اإلنســان‬ ‫رد يحمــل آالمــه‬ ‫أن يعيــش وعــى الحيــاة أن تســتمر‪ ،‬يع ـذّب يقتــل ي ـ ّ‬ ‫ويســر عــى دربــه كمســيح أثقلتــه الجــراح مؤمنــاً أن بعــد العــذاب‬ ‫قيامــة وأن بعــد اآلالم راحــة وغف ـران‪.‬‬ ‫«ال يبــدو منطقيـاً أن يعيــش مدنيــون تحــت القصــف‪ ،‬وأن ال تتوفّــر لهــم‬ ‫الحاميــة مــن القذائــف التــي ال تســتثني أحــدا ً مــن األطفــال والنســاء‬ ‫يخــر أوكســجني عــن الزبــداين تســر‬ ‫والشــيوخ! « يقــول رشــاد وهــو ّ‬ ‫كباقــي املــدن الســوريّة عــى درب اآلالم‪.‬‬ ‫مثقــل بالجــراح ألوكســجني والشــعب الســوري فيــو ٌم محاولــة‬ ‫ٌ‬ ‫أســبوع‬ ‫اغتيــال جبانــة للعقيــد ريــاض األســعد قائــد الجيــش الســوري الحــر ويو ٌم‬ ‫دام يف حــرم جامعــة دمشــق يف مقصــف كليّــة العــارة يكلّفنــا‬ ‫آخــر ٍ‬ ‫العــرات مــن الشــهداء والجرحــى‪ ،‬فقــط يف ســوريا يغــا ّدر الطــاب‬ ‫جامعاتهــم قبــل حصولهــم عــى الشــهادة الجامعيــة التــي لطاملــا حلمــو‬ ‫بهــا‪ ..‬يغــادرون أروقــة العلــم إىل الســاء ومــن العلــم مــا قتــل‪.‬‬ ‫تعـ ّرج أوكســجني عــى الشـ ّـاح يف زبدانيّــات وتــزور الرقـ ّة منطقــة ثائــرة‪،‬‬ ‫تلتقــي هــذا األســبوع فريــق عمــل مــروع دوبــارة‪ ،‬تح ّدثنــا عــن األخبــار‬ ‫يف ســوريا هنــا وهنــاك‪ ،‬وتتــواىل الزوايــا الثابتــة مــن تقريــر أليّــام الحريّــة‬ ‫أدب وقامــوس وفنــون وأب ـراج‪ ،‬وتح ّدثنــا عــن شــهيد وشــهيدة مــن‬ ‫إىل ٍ‬ ‫الزبــداين قضــوا بحثـاً عــن الحيــاة والحريّــة والكرامــة‪.‬‬ ‫قصــة الشــعب الســوري الثائــر ذلــك‬ ‫ـص أوكســجني ّ‬ ‫وبــن ســط ٍر وآخــر تقـ ّ‬ ‫الــذي يســر عــى الــدرب دون تراخــي أو تراجــع منتظ ـرا ً قيامتــه‪ ،‬وإىل‬ ‫ذلــك اليــوم املوعــود أوكســجني كــا الثــورة مســتم ّرة‪..‬‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬بدك شغل وما عم تالقي‪!..‬؟‬ ‫دوبارتك عندي‪!!..‬‬ ‫‪ -4‬الزبداني‪ ..‬الحياة تستمر رغم حرب اإلبادة‬ ‫‪ -5‬محاولة اغتيال قائد الجيش الحر رياض األسعد‬ ‫‪ -6‬تقرير أيام الحرية‬ ‫‪ -7‬فقط في سوريا‪..‬‬ ‫الطالب السوري ينال شهادة االمتياز دون امتحان‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬أخبارنا‪..‬‬ ‫اعتقال أميركي يقاتل مع جبهة النصرة في حلب‪.‬‬ ‫‪ -10‬الشهيد العريس البطل ماهر خريطة‬ ‫عروس ُت ّوجت بإكليل الشهادة‬ ‫نور ‪ٌ ...‬‬ ‫‪ -11‬الرقة‪ُ ..‬‬ ‫عبق النصر‬ ‫‪ -12‬بيان إلى الشعب المنحبكجي العظيم‬ ‫‪ -13‬أمكنة دامية‬ ‫‪ -14‬أدبيات‪ ..‬رسالة من مغترب‬ ‫‪ -15‬فواصل‪..‬‬

‫‪2‬‬


‫مقابلة‬

‫بدك‬ ‫شغل وما عم‬ ‫تالقي‪!..‬؟‬

‫مــن هنــا كانــت فكــرة دوبــارة التــي تقــوم‬ ‫عــى دعــم الســوريني مهنيــاً حــول العــامل‬ ‫مــن خــال ربــط املــوارد البرشيــة الســورية‬ ‫مــع الــركات يف البلــدان التــي أُرغمــوا عــى‬ ‫املغــادرة إليهــا بعــد تــرك بالدهــم ووظائفهــم‬ ‫جــ ّراء األحــداث الحاصلــة يف ســوريا‪.‬‬ ‫مــع دوبرجــي مبــدع‪ ...‬أحــد أعضــاء ومؤســي‬ ‫هــذه املبــادرة كان لنــا التــايل‪:‬‬ ‫* كيــف نشــأت فكــرة دوبــارة؟ هــل كانــت‬ ‫نتيجــة معانــاة فرديــة أم أنهــا فقــط بســبب‬ ‫الظــروف التــي رافقــت الثــورة؟‬ ‫عملنــا عــى هــذه الفكــرة وســط ضغــط‬ ‫األهــل واملحيطــن وبتأثــر تجربــة مهنيــة‬ ‫واجهتهــا واختربتهــا أنــا شــخصياً وأردت أن ال‬ ‫تتكــرر هــذه املعانــاة مــع أحــد‪.‬‬ ‫* مــن هــم أعضــاء فريــق العمــل ومــا الــذي‬ ‫يجمعهــم؟‬ ‫نحــن مجموعــة مــن املحرتفــن ذوي الخــرة‬ ‫يف عــدة مجــاالت مثــل الغرافيكــس و إدارة‬ ‫األعــال والتســويق فــكان أن وظّفنــا خرباتنــا‬ ‫العمليــة يف املجــال اإلنســاين بعيــدا ً عــن اإلطــار‬ ‫ـب الوطــن الــذي‬ ‫الســيايس مدفوعــن فقــط بحـ ّ‬ ‫يجمعنــا‪.‬‬ ‫ـم التنســيق بينكــم وبــن الــركات؟‬ ‫* كيــف يتـ ّ‬ ‫هــل لكــم مقــ ّر عــى أرض الواقــع أم أن‬ ‫التواصــل يكــون فقــط عــر اإلنرتنــت؟‬ ‫يتــم التواصــل عــر أي طريقــة ممكنــة ابتــدا ًء‬ ‫مــن عالقاتنــا الشــخصية وانتهــا ًء باملراســات‬ ‫الربيديــة‪ .‬لدينــا أيض ـاً ‪ 13‬نقطــة تواصــل عــى‬ ‫كل نقطــة متمثّلــة بفكــرة‬ ‫أرض الواقــع‪ّ ،‬‬ ‫(الدوبرجــي) الــذي هــو مجموعــة مــن‬ ‫الشــباب املتواجديــن يف بلــد مــا مثــل األردن‬ ‫وديب وتركيــا‪ ،‬ومهمتهــم نــر الفكــرة بــن‬ ‫الســوريني والتعــ ّرف عــى رجــال وســيدات‬ ‫أعــال إلقناعهــم بفكــرة التوظيــف‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل دورهــم يف تحليــل معلومــات املتق ّدمــن‬ ‫وتوظيفهــا ضمــن االحتياجــات‪.‬‬ ‫* هل من جهة معينة مت ّول املرشوع؟‬

‫بدك‬ ‫دوبارتك‬ ‫شغل وما‬ ‫تالقي‪!..‬؟‬ ‫عم‬ ‫عندي‪!!..‬‬

‫ال يوجــد أي جهــة داعمــة‪ ،‬أنــا وصديقــي‬ ‫نعتمــد عــى راتبنــا الشــخيص فقــط مــن‬ ‫أجــل تغطيــة التكاليــف التــي ليســت ســهلة‬ ‫برصاحــة‪ ،‬وخاصــة أن "الســرفر" الــذي تــ ّم‬ ‫حجــزه لــه مواصفــات عاليــة نتيجــة محــاوالت‬ ‫كل ســاعة‪.‬‬ ‫االخــراق التــي نتعــ ّرض لهــا ّ‬ ‫* طاملــا أنّ التكاليــف مرتفعــة أليــس بإمكانكم‬ ‫اعتــاد اإلعالنــات عــى موقعكم؟‬ ‫وردنــا عــروض إعالنــات كثــرة ولكننــا ال نريــد‬ ‫أن نجنــي أربــاح مــن وراء الهــ ّم الســوري‪،‬‬ ‫برأيــي أن الــذي يدخــل إىل املوقــع هــو شــخص‬ ‫مهمــوم ومحاولــة اســتغالله مــن أجــل تغطيــة‬ ‫التكاليــف غــر واردة إطالق ـاً‪.‬‬ ‫* الــيء امللفــت يف املوقــع هــو التصاميــم‬ ‫املميــزة‪ ،‬برأيــك مــا هــو دورهــا يف توصيــل‬ ‫الفكــرة؟‬ ‫مــع كــرة املعلومــات واألخبــار بــات مــن‬ ‫الصعوبــة تصديــق أحــد‪ ،‬وهنــا تــأيت أهميــة‬ ‫التواصــل البــري‪ ،‬حيــث ابتكرنــا شــخصية‬ ‫خياليــة اســمها "دوبرجــي" تعطــي االنطبــاع‬ ‫بأنهــا "الكفــو" الســوري الــذي يُعتمــد عليــه‬ ‫وبالتــايل هــذه الشــخصية تتكلــم بالنيابــة عنــا‪.‬‬

‫الــذي يبــدأ بعبــارة‪ُ " :‬يرجــى منــك كســوري‬ ‫احــرام هــذه البلــد‪ ،‬وتذكّــر أن مــا تفعلــه‬ ‫يؤثّــر ســلباً أو إيجابـاً عــى كل الســوريني مــن‬ ‫حولــك‪ .‬لنعكــس الوجــه الحضــاري للمواطــن‬ ‫الســوري"‪ .‬مــا هــو دليــل الغربتــي؟‬ ‫هــذا الدليــل مهــم جــدا ً ألي ســوري ينــوي‬ ‫الســفر‪ ،‬حيــث يجــد هنــا معلومــات ها ّمــة عن‬ ‫األســعار والســكن وطبيعــة الدراســة والعمــل‬ ‫يف ذلــك البلــد‪ ،‬وهــو مــن أهــم انجازاتنــا إذ‬ ‫أنــه يأخــذ الكثــر مــن الوقــت والجهــد يف‬ ‫جمــع املعلومــات مــن عــ ّدة أشــخاص حــول‬ ‫العــامل ومــن ثــ ّم فحصهــا وتدقيقهــا‪ .‬بــكل‬ ‫األحــوال الدليــل يف طــور التحديــث ومــا يـزال‬ ‫لدينــا العديــد مــن األفــكار بخصوصــه ليكــون‬ ‫لــكل ســوري‪.‬‬ ‫مرجــع متكامــل ّ‬

‫* أخـراً مــا الــذي حقّقــه هــذا املــروع حتــى‬ ‫اآلن؟ وكيــف تــرى مســتقبل دوبــارة؟‬ ‫املــروع انطلــق بتاريــخ ‪/11‬شــباط‪2013/‬‬ ‫كل الصعوبــات اســتطعنا حتــى اآلن‬ ‫ورغــم ّ‬ ‫توظيــف حــوايل ‪ 300‬شــخص‪ .‬إذا توفّــر الدعــم‬ ‫الــازم فســوف نحقّــق نتائــج مذهلــة‪.‬‬ ‫حلمــي أن أرى دوبــارة بجانــب كل ســفارة‬ ‫حــل مشــاكل الســوريني‪،‬‬ ‫ســورية مــن أجــل ّ‬ ‫كل أســف تع ّقــد حياتنــا‬ ‫ولــو أن ســفاراتنا مــع ّ‬ ‫* املثــر أيض ـاً باملوقــع اعتامدكــم عــى اللغــة أكــر مــا تس ـ ّهلها‪.‬‬ ‫املبســطة مــع روح الدعابــة‪ ،‬هــل أمــا بالنســبة للمســتقبل فســأتركه للمســتقبل‪،‬‬ ‫املحك ّيــة ّ‬ ‫وســأكتفي اليــوم بالحــارض حيــث أنّ فيــه مــا‬ ‫هــذا أســلوب رمبــا لجــذب النــاس؟‬ ‫أكيــد‪ ...‬أقــرب طريقــة إىل النــاس وقلوبهــم يكفــي مــن املشــاكل ألحــاول حلّهــا بصفتــي‪...‬‬ ‫دوبرجــي !!‬ ‫هــي لغــة املجتمــع ببســاطة‪.‬‬ ‫* يف املوقــع إشــارة إىل ( دليــل الغربتــي )‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫‪Nivnaf‬‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫الزبداني‪ ..‬الحياة تستمر رغم حرب اإلبادة‬

‫ال يبــدو منطقيـاً أن يعيــش مدنيــون تحــت‬ ‫القصــف‪ ،‬وأن ال تتوفــر لهــم الحاميــة مــن‬ ‫القذائــف التــي ال تســتثني أحــداً مــن األطفال‬ ‫والنســاء والشــيوخ‪ .‬لكــن كباقــي املناطــق‬ ‫الســورية مجــرون عــى هــذا‪،‬‬ ‫قــال (رشــاد) وهــو أحــد الناشــطني يف مدينــة‬ ‫الزبــداين معلقـاً عــى ذلــك‪ :‬عندما أتأ ّمــل قدرة‬ ‫األهــايل عــى التعايــش مــع هــذه الظــروف‪،‬‬ ‫أشــعر أن األمــر أشــبه مبعجــزة‪ ،‬ألنّــه يتطلّــب‬ ‫الكثــر مــن الشــجاعة‪ .‬ت ُعتــر الزبــداين مدينــة‬ ‫منكوبــة منــذ مــا يقــارب الســبعة أشــهر‪،‬‬ ‫ويــزداد عنــف النظــام عليهــا وتتصاعــد وتــرة‬ ‫القصــف بشــتى أنــواع األســلحة‪ .‬يعــادل دمــار‬ ‫األبنيــة الســكنية يف املدينــة مــا يقــارب ‪ 60‬يف‬ ‫املئــة‪ .‬ونــزح عنهــا أكــر مــن ‪ %95‬مــن ســكانها‪.‬‬ ‫لكــن أفـراد عائلــة (أبــو عمــر) أبــدوا متســكاً‬ ‫املمــرس بأكيــاس الرمــل‬ ‫بالبقــاء يف بيتهــم‬ ‫ّ‬ ‫بعــد أن ج ّربــوا النــزوح‪ ،‬تقــول ابنتهــم‪ :‬أفضّ ــل‬ ‫املــوت تحــت القصــف يف بيتــي عــى الخــروج‪،‬‬ ‫فاألماكــن التــي نزحنــا إليهــا ليســت آمنــة‪.‬‬ ‫ظــروف النــزوح الصعبــة أجــرت (ســارة) وهي‬ ‫أ ّم لثالثــة أطفــال عــى الرجــوع للعيــش تحــت‬ ‫القصــف‪ .‬أصــوات القذائــف مل تتوقــف عندمــا‬ ‫كانــت تتحـ ّدث عــن مدينتهــا وعــن الشــهداء‪،‬‬ ‫رع مــن‬ ‫وقالــت أنهــا ال متلــك اآلن ســوى التـ ّ‬

‫أجــل ســامة أوالدهــا الصغــار الذيــن تخــاف‬ ‫عليهــم بشــ ّدة‪( .‬أم حــا) رافقتنــا إىل دكان‬ ‫زوجهــا القريــب وأشــارت إىل أن تأمــن ســبل‬ ‫البقــاء عــى قيــد الحيــاة ليــس باألمــر الســهل‪،‬‬ ‫فنحــن نفتقــر إىل الوقــود والكهربــاء وامليــاه‪،‬‬ ‫وأردفــت أم حــا أنهــم يُخضعــون أنفســهم‬ ‫لتقشــف شــديد يف اســتهالك امليــاه‪ ،‬إذ ال‬ ‫ميكــن مــلء الخزانــات دون مض ّخــة كهربائيــة‪،‬‬ ‫وكلّــا أصلــح الشــباب شــبكة الكهربــاء‪ ،‬عــاد‬ ‫الهــاون والقذائــف لتخريبهــا مــن جديــد‪ .‬أمــا‬ ‫زوجهــا فقــال‪ :‬لقــد عــاود بعــض النــاس فتــح‬ ‫محلتهــم التجاريــة‪ ،‬فأصبــح يف املدينــة عــد ٌد‬ ‫ّ‬ ‫ال بــأس بــه مــن املحــال املفتوحــة بنســبة‬ ‫كل ثالثــة شــوارع بهــدف‬ ‫تقــارب الــدكان يف ّ‬ ‫س ـ ّد حاجــة الســكان األساســية‪ ،‬وذلــك يعــود‬ ‫لصمــود األهــايل وإرصارهــم الشــديد عــى‬ ‫إعــادة الحيــاة الطبيعيــة ملدينتهــم رغــم هــذا‬ ‫التدمــر القاتــل‪ .‬تعتــر مــادة الخبــز الهاجــس‬ ‫األكــر بالنســبة لســكان الزبــداين‪ ،‬وتأمينهــا‬ ‫يبــدو صعبـاً جــدا ً نظـرا ً لنقــص مــادة الطحــن‪.‬‬ ‫وخــال ســرنا يف شــوارع املدينــة ســقطت‬ ‫بعــض القذائــف عــى مقربــة منــا‪ ،‬وكان الفتـاً‬ ‫أ ّن البعــض ميشــون وســط الشــوارع لقضــاء‬ ‫حاجياتهــم رغــم معرفتهــم املســبقة أنــه ميكــن‬ ‫لقذيفــة أن تــودي بحياتهــم يف أي لحظــة‪ .‬ويف‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫ر ّد فعــل طبيعــي يرسعــون إىل أقــرب جــدار‬ ‫حــن يســمعون صــوت القصــف‪ ،‬وبعــد أن‬ ‫يطمئ ّنــوا أنهــم نجــوا يتابعــون ســرهم وكأ ّن‬ ‫شــيئاً مل يكــن‪.‬‬ ‫التقينــا (بــأم أحمــد) التــي اشــتكت مــن‬ ‫الوضــع املعيــي املأســاوي قائلــة‪ :‬بالنســبة‬ ‫للوجبــات الغذائيــة التــي تســمى "معونــة"‬ ‫للمناطــق املنكوبــة فــإ ّن مــا يصــل للمدينــة‬ ‫منهــا قليــل جــدا ً وال يكفــي ســوى حاجــة‬ ‫خاصــة األطفــال األيتــام‪،‬‬ ‫جــزء مــن النــاس ّ‬ ‫مــع العلــم أن معظــم الســكان يف هــذه‬ ‫املدينــة هــم عائــات منكوبــة ســوا ًء كانــوا‬ ‫مــن ذوي الشــهداء أو مل يكونــوا‪ .‬ومــن جانــب‬ ‫كل طفــل التأقلــم مــع األوضــاع‬ ‫آخــر يحــاول ّ‬ ‫الصعبــة التــي يعيشــها حســب عمــره وقدراته‪.‬‬ ‫حيــث علّقــت (أم عــار) يف الســياق ذاتــه‬ ‫قائلــة‪ :‬ال يُتــاح للصغــار وســائل للتســلية أو‬ ‫اللعــب يف ظـ ّـل خطــورة الخــروج مــن البيــت‬ ‫مــع قلّــة الســكان ونــزوح معارفهــم وأقاربهــم‪،‬‬ ‫وتقــول بحــزن‪ :‬إنهــم محتجــزون يف البيــت‬ ‫منــذ شــهور‪ .‬التقينــا ببعــض الفتيــة يف الشــارع‬ ‫يحاولــون تنظيــف حارتهــم مــن الــركام رغــم‬ ‫معرفتهــم أنهــا ســتقصف مــن جديــد‪ ،‬ومــن‬ ‫القاممــة يف ظـ ّـل غيــاب تــام لعــال النظافــة‪.‬‬ ‫فرح أحمد‬

‫‪4‬‬


‫محاولة اغتيال قائد الجيش الحر رياض األسعد‬

‫تحقيق‬

‫ومؤســس الجيــش الســوري الحــر‪ .‬أعلــن‬ ‫ريــاض مــوىس األســعد هــو ضابــط برتبــة عقيــد يف الجيــش الســوري ســابقاً ّ‬ ‫ريــاض األســعد انشــقاقه عــن الجيــش الســوري يف ‪ 4‬متــوز ‪ 2011‬و يف ‪ 29‬متــوز ‪ 2011‬أعلــن تأســيس الجيــش‬ ‫ـب ريــاض األســعد قائــدا ً لــه‪ .‬كان إلعــان تأســيس الجيــش الحــر وقــع‬ ‫الحــر‪ ،‬و بعــد بضعــة أيــام ن ُّصـ َ‬ ‫مســتمر عــى اســتهداف صفوفــه‬ ‫الصدمــة الكــرى عــى نظــام األســد الــذي عمــل و بشــكل ّ‬ ‫والنيــل مــن قادتــه‪ .‬يف تاريــخ ‪ 2013\3\25‬قــام النظــام مبحاولــة اغتيــال قائــد الجيــش الحــر‬ ‫ريــاض األســعد‪.‬‬ ‫واتهــم بــركات حويــش‪ ،‬وهــو ضابــط منشــق يقيــم يف فيينــا وتربطــه عالقــة ســابقة‬ ‫بالعقيــد األســعد‪ ،‬وأحــد الشــخصيات الفاعلــة يف تزويــد الجيــش الحــر بالســاح‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ـخصيات مــن داخــل الجيــش الحــر مرتبطــة بجهــات خارجيــة ‪-‬تح ّفــظ عــى‬ ‫شـ‬ ‫ذكرهــا‪ -‬هــي التــي زرعــت العبــوة الالصقــة مــا أدى إىل بــر ســاق العقيــد‪.‬‬ ‫وأ ّن النظــام الســوري يحــاول اخـراق صفــوف الثــوار يف الجيــش الحــر للقيــام‬ ‫بعمليــات تصف ّيــة للقــادة امليدانيــن يف املناطــق املحـ ّررة مــن ســوريا‪ .‬وأوضح‬ ‫لجريــدة "عــكاظ" أنّــه كان يقــود ســيارة مــازدا دميــو ترافقهــم ســيارتان يف‬ ‫املياديــن يف محافظــة ديــر الــزور‪ ،‬و ذلــك خــال جولــة للعقيــد األســعد‬ ‫ســعى مــن خاللهــا إىل التواصــل مــع قــادة الكتائــب يف الداخــل‪ ،‬حيــث‬ ‫وردهــم اتصــال طلــب منهــم مغــادرة الســيارة لوجــود عبــوة ناســفة فيهــا‪.‬‬ ‫و يقــول حويــش لكننــا و قبــل أن نســتوعب األمــر كان االنفجــار قــد حــدث‪.‬‬ ‫و أفــاد أن زيــارة قائــد الجيــش الحــر إىل املياديــن كان مخطّــط لهــا منــذ شــهر‬ ‫لكنهــا كانــت تؤجــل بســبب األوضــاع األمنيــة‪ .‬وقــد ســلك األســعد طريقـاً عســكرياً‬ ‫مــن الشــال حتــى الــرق الســوري‪ ،‬و كان االنفجــار يف اليــوم التــايل لوصولنــا يف متــام‬ ‫الســاعة ‪ 9‬مســا ًء‪ .‬أمــا عــن صحــة األســعد فقــد أكـ ّد حويــش أن العقيــد بكامــل وعيــه و‬ ‫إدراكــه‪ ،‬إال أنــه فقــد ســاقه اليمنــى باإلضافــة إىل الجــروح‪ .‬و قــد تعـ ّرض موكبــه لحــادث ســر‬ ‫خاصــة بنقــل األســعد إىل أنقــرة‪ ،‬و أ ّن‬ ‫آخــر يف تركيــا دون وقــوع أي إصابــات‪ ،‬و قــد قامــت طائــرة ّ‬ ‫الســلطات الرتكيــة فتحــت تحقيق ـاً حــول الحــادث‪.‬‬ ‫ذات النطاقني‬

‫التآمر الدولي على الثورة السورية‬

‫وافــق وزراء خارجيــة حلــف شــال األطلــي‬ ‫عــى طلــب تركيــا نــر صواريــخ باتريــوت يف‬ ‫بدايــة كانــون األول‪ ،‬و قــال الحلــف أ ّن هــذه‬ ‫الخطــوة تهــدف إىل حاميــة تركيــا و ليــس لديه‬ ‫أيــة نيــة للتّدخــل يف األزمــة الســورية‪ ،‬مــع‬ ‫انتقــادات ســورية روســية إيرانيــة لهــذا القـرار‪.‬‬ ‫و قــال الحلــف أن النظــام الســوري أطلــق‬ ‫صواريــخ مــن نــوع ســكود‪ ،‬و هــم قلقــون‬ ‫أيض ـاً مــن األســلحة الكيامويــة التــي ميتلكهــا‬ ‫النظــام الســوري‪ّ .‬إل أ ّن حلــف الناتــو رفــض‬ ‫عــى لســان املتحــدث باســم البيــت األبيــض‬ ‫"جــاي كارين" طلــب رئيــس االئتــاف الســوري‬ ‫معــاذ الخطيــب نــر بطاريــات الباتريــوت يف‬ ‫الشــال الســوري‪ ،‬و ذلــك لحاميــة املدنيــن‬ ‫الذيــن يتع ّرضــون للقصــف بصواريــخ ســكود‬ ‫أمــام أعــن العــامل‪ ،‬و اعتــر الحلــف أن نــره‬ ‫لهــذه البطاريــات يُعتــر تدخــاً يف األزمــة‬

‫الســورية "الداخليــة" و مســاعدة للثــورة‬ ‫عســكرياً‪ .‬و أعلــن الخطيــب أمــام قمــة‬ ‫الدوحــة أنــه طلــب مــن وزيــر الخارجيــة‬ ‫األمريــي جــون كــري نــر بطاريــات باتريوت‬ ‫يف شــال ســوريا‪ ،‬الفتــاً إىل أ ّن كــري وعــده‬ ‫بدراســة املوضــوع‪ ،‬و أضــاف أنهــم ينتظــرون‬ ‫مــن حلــف الناتــو قـرارا ً يف هــذا الشــأن‪ .‬و قــد‬ ‫أثــار نــر صواريــخ باتريــوت يف تركيــا موجــة‬ ‫كبــرة مــن االنتقــادات و التهديــدات بــن تركيــا‬ ‫و حلفائهــا مــن جهــة ســورية و حلفائهــا مــن‬ ‫جهــة إيــران ‪ .‬بينــا تطــرح األســئلة نفســها‪،‬‬ ‫هــل نــر الباتريــوت يف هــذه املنطقــة‬ ‫الســاخنة املليئــة بالنزاعــات هــي فقــط لحامية‬ ‫يســتحق‬ ‫تركيــا؟ و هــل الشــعب الســوري ال‬ ‫ّ‬ ‫الحاميــة مــن بطــش النظــام الســوري؟ أم‬ ‫أن االعتــذار اإلرسائيــي لرتكيــا جــاء يف هــذا‬ ‫الوقــت محــض صدفــة! لكــن بعــض املحللــن‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫أكّــدوا أن الباتريــوت يــأيت يف ســياق آخــر و‬ ‫هــو ش ـ ّن عمليــة عســكرية عــى إي ـران أيض ـاً‬ ‫ضمــن خطــة لحاميــة إرسائيــل ‪ .‬يف حــن يــرى‬ ‫آخــرون أن التحــ ّرك األخــر الــذي قامــت بــه‬ ‫تركيــا لزيــادة إمكانيــة نــر صواريــخ تابعــة‬ ‫لحلــف الناتــو عــى طــول الحــدود مــع ســوريا‬ ‫يهــدف إىل تعزيــز قــدرات الــردع لــدى الحلــف‬ ‫وتعزيــز دوره يف حـ ّـل األزمــة الســورية‪ ،‬وعليــه‬ ‫فــان االســتعدادات والســجاالت بــن األط ـراف‬ ‫املتخاصمــة توحــي بحــرب وشــيكة‪ ،‬فــإن مــا‬ ‫حــدث يف قضيــة الباتريــوت والتوتــرات بــن‬ ‫إي ـران وتركيــا قــد تتس ـبّب يف مواجهــة أوســع‬ ‫مــن منطقــة الــرق األوســط‪ ،‬و دامئـاً الضحيــة‬ ‫كل هــذا‬ ‫الوحيــدة و الخــارس الوحيــد يف ّ‬ ‫الــراع هــو الشــعب الســوري‪،‬مع الدمــار‬ ‫كل يــوم‪.‬‬ ‫ومئــات الشــهداء والجرحــى ّ‬ ‫توكل عبدالله‬

‫‪5‬‬


‫تقرير‬

‫تقرير أيام احلرية‬

‫"قــد نختلــف باأللــوان و األســاء‪ ،‬باألفــكار‬ ‫كل القواعــد ونرســم‬ ‫واآلراء لكــن نكــر ّ‬ ‫باختالفاتنــا طريقــاً إىل املســتحيل"‪ ..‬بهــذه‬ ‫الكلــات قـ ّدم "تج ّمــع طلبــة ب ّنــش" فيلمهــم‬ ‫الجديــد بعنــوان "الشــعب"‪.‬‬ ‫و يك ال تُنــى الثــورة ومعتقليهــا وشــهدائها‪،‬‬ ‫ويك ال يُنــى أيضـاً مــن ســاندها ومــن عرقلهــا‪،‬‬ ‫كل لحظ ـ ٍة م ـ ّرت ك ّنــا قــد اســتطعنا‬ ‫وال تُنــى ّ‬ ‫التحــ ّرر فيهــا مــن قيودنــا‪ ،‬قــام تج ّمــع أيــام‬ ‫الحريــة و "كربيــت" ضمــن فعاليــات حملــة‬ ‫"ثــورة إنســان مــن أجــل الحيــاة" بإعــداد‬ ‫ملـ ّـف يشــمل أبــرز األحــداث التــي مـ ّرت خالل‬ ‫مســرة الثــورة عــى مــدى عامــن مــن الحريّــة‪.‬‬ ‫و ضمــن فعاليــات اليــوم األصفــر لنفــس‬ ‫الحملــة‪ ،‬قــام أحــرار مدينــة الســلمية ببــ ّخ‬ ‫غرافيتــي يف شــوارع املدينــة‪ .‬كــا متّــت‬ ‫مشــاركة شــباب حلــب يف حملــة "ثــورة‬ ‫إنســان مــن أجــل الحيــاة"‪( ،‬شــباب مــن أجــل‬ ‫كــش ملــك‪ ،‬تج ّمــع نبــض للشــباب‬ ‫الحريــة‪ّ ،‬‬ ‫املــدين و ســوريا بــدا حريــة)‪ .‬ضمــن فعاليّــات‬ ‫حملــة ثــورة إنســان مــن أجــل الحيــاة‬ ‫‪Human’s Revolution in the Sake of Life‬‬ ‫قــام أح ـرار وحرائــر الســويداء بزراعــة أشــجار‬ ‫يف إحــدى حدائــق مدينــة الســويداء إكرامــاً‬ ‫ألرواح الشــهداء‪.‬‬ ‫وتأكيــدا ً عــى االســتمرار بالثــورة ضمــن‬ ‫فعال ّيــات اليــوم الرابــع يف حملــة "ثــورة إنســان‬ ‫مــن أجــل الحيــاة" قامــت حرائــر الســويداء‬ ‫بتوزيــع منشــورات وشــموع خـراء يف مدينــة‬ ‫الســويداء‪ .‬كــا قُــ ّدم عمــل مــن مجموعــة‬ ‫"بنــات الشــام" ضمــن فعاليــات اليــوم األحمــر‬ ‫لنفــس االحتفاليــة‪ ،‬حيــث ت ـ ّم خــال العمــل‬ ‫ربــط رشائــط باللــون األحمــر تحمــل أســاء‬ ‫الشــهداء يف عــ ّدة مناطــق بعنــوان "شــهيدنا‬ ‫مــا مــات"‪ .‬وضمــن فعاليــات حملــة "ثــورة‬ ‫ـتحق" و التــي أصدرتهــا‬ ‫نحــو الوطــن الــذي نسـ ّ‬ ‫"حركــة وعــي" تـ ّم طــرح الســؤال التــايل‪" :‬شــو‬ ‫تعلّمــت بعــد ســنتني من الثــورة؟ و أنــت أيضا‬ ‫شــو تعلّمــت؟"‪ .‬كــا أصــدرت "أيــام الحريــة"‬ ‫منشــورين بعنــوان‪" :‬الســاح الكيــاوي‪"2-1 :‬‬ ‫فيــه توجيهــات لكشــف الســاح الكيــاوي‪ ،‬و‬ ‫رف يف حــال التعــ ّرض للكيــاوي‬ ‫كيفيــة التــ ّ‬

‫باإلضافــة إىل التعامــل مــع أدوات الحاميــة و‬ ‫املالبــس‪ ،‬و ذلــك ملســاعدة النــاس يف مناطــق‬ ‫هجــوم األســلحة الكيامويــة عليهــا‪.‬‬ ‫كــا أنتجــت مجموعــة "دولتــي" فيلــاً‬ ‫بعنــوان "الحكومــة االنتقاليــة"‪ ،‬يتح ـ ّدث عــن‬ ‫مه ّمــة الحكومــة االنتقاليــة يف الوضع الســوري‪.‬‬ ‫و أكملــت "أيــام الحريــة" كت ّيــب "تقديــم‬ ‫الدعــم النفــي لألطفــال الذيــن تع ّرضــوا‬ ‫للصدمــة"‪ .‬و أصــدرت منشــورا ً جديــدا ً بعنــوان‬ ‫"التعامــل مــع الليشــانيا"‪ ،‬و هــي مــرض‬ ‫طفيّــي ينتقــل عــن طريــق البعــوض و يصيــب‬ ‫جلــد اإلنســان‪ ،‬و يرتافــق مــع ســوء التغذيــة و‬ ‫ســوء األحــوال الصح ّيــة‪.‬‬ ‫كــا أصــدرت منشــورا ً جديــدا ً بعنــوان "كيــف‬ ‫ميكــن أن نســاعد ضح ّيــة عنــف جنــي"‬ ‫وفيــه نصائــح إســعاف نفــي لضحايــا العنــف‬ ‫الجنــي‪ ،‬و يعتمــد عــى تعريــف الضحيــة‬ ‫بالقــوة الداخليــة الروحيــة و العاطفيــة و‬ ‫الجســدية التــي تســاعده عــى تجــاوز األزمــة‪.‬‬ ‫كــا صــدرت مقالــة جديــدة يف "أكادمييــة‬ ‫التغيــر" بعنــوان‪" :‬حــرب الالعنــف و التدخــل‬ ‫الخشــن"‪ ،‬و تــرح يف ســطورها كيــف ميكــن‬ ‫للحــراك الســلمي عمــل بعــض الحــركات‬ ‫الســلمية الخشــنة التــي ال ت ُعتــر عنيفــة وال‬ ‫ر باملســار الســلمي العــام ولكنهــا تجــذب‬ ‫تـ ّ‬ ‫بقيــة رشائــح الشــعب الصامتــة مــن حيــث‬ ‫أنهــا تعطّــل النظــام و ال ت ّدمــر مؤسســات‬ ‫الدولــة‪.‬‬ ‫ويف خطــوة نوعيــة قامــت "أيــام الحريــة"‬ ‫بوضــع رؤيــا لســوريا املســتقبل‪ ،‬وضّ حــت فيهــا‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫رؤيتهــا لشــخصية اإلنســان الســوري املتحــ ّرر‬ ‫مــن الجهــل و الفقــر‪ ،‬واملســتثّمر إلمكانياتــه يف‬ ‫إعــار ســوريا‪ ،‬و الضامــن للحريــة و العدالــة‬ ‫االجتامعيــة‪.‬‬ ‫واحتفــا ًء بالذكــرى الثانيــة النطالقــة الثــورة‬ ‫الســورية‪ ,‬و انضــام مدينــة دومــا إىل ركــب‬ ‫الثــورة وذكــرى أول و أكــر اعتصــام يف الريــف‬ ‫الدمشــقي‪ ،‬انطلقــت احتفاليــة "دومــا بعــد‬ ‫األســد"‪ ،‬حيــث متّــت فعاليــات كثــرة يف‬ ‫االحتفاليــة‪ ،‬منهــا معــرض تصويــر ضــويئ و‬ ‫متحــف للثــورة‪ ،‬و أفــام ســينامئية و حفــل‬ ‫إنشــادي‪.‬‬ ‫و مبناســبة عيــد األم و ضمــن فعال ّيــات كثــرة‬ ‫لالحتفــال بــأ ّم الشــهيد و أ ّم املعتقــل‪ ،‬صــدر‬ ‫العــدد الثــاين مــن مجلــة "طيــارة ورق" والــذي‬ ‫خاص ـاً بعيــد األم‪.‬‬ ‫خصــص إصــدارا ً ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأخ ـرا ً أصــدرت "أيــام الحريــة" عــددا ً جديــدا ً‬ ‫مــن منشــورها "لــو كان بيننــا"؛ تح ـ ّدث عــن‬ ‫غــزوة أحــد يف لحظاتهــا األخــرة‪ ،‬و كيــف‬ ‫حصلــت الهزميــة بعــد النــر مــع أنهــم برفقــة‬ ‫حــق و‬ ‫النبــي املصطفــى‪ ،‬و هــم أصحــاب ّ‬ ‫عــدل‪ ،‬و قــد وعدهــم اللــه بالنــر‪ ،‬و كيــف‬ ‫تــأيت اآليــات القرآنيــة لتو ّجههــم و تو ّجهنــا أن‬ ‫الهزميــة تكــون مــن أخطائنــا و النــر يحتــاج‬ ‫للتخطيــط و توحيــد الجهــود و العمــل للــه‪.‬‬ ‫فلنثابــر عــى الطريــق‪ ،‬و لنجمــع جهودنــا يف‬ ‫ســبيل لحظــة االنتصــار األخــرة‪ ،‬االنتصــار عــى‬ ‫عداواتنــا و أخطائنــا لنح ّقــق النــر‪ .‬مــع أيــام‬ ‫الحريــة‪ ..‬لنتح ـ ّرر مــن ذواتنــا و لنتوح ـ ّد مــع‬ ‫بقيّــة الثــوار لنصنــع الثــورة الحقيقيــة‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫ثورة‬

‫فقط في سوريا‬

‫الطالب ينال شهادة االمتياز دون امتحان‬

‫إذا أردت أن تقتــل أكــر عــدد مــن الســوريني‬ ‫فعليــك بــرب التج ّمعــات‪ ،‬هــذه السياســة‬ ‫التــي اعتمدهــا النظــام يف اآلونــة األخــرة عــر‬ ‫اســتهداف أماكــن تواجــد وازدحــام النــاس‬ ‫مثــل األفـران وطوابــر الخبــز واملــازوت وأخـرا ً‬ ‫الجامعــات‪.‬‬ ‫البدايــة كانــت مطلــع العــام ‪ 2013‬يف جامعــة‬ ‫حلــب يف أول يــوم مــن أيــام االمتحانــات‪ ،‬حــن‬ ‫قصــف طـران النظــام الحــر ّيب الحــرم الجامعــي‬ ‫ووحــدة ســكنية يف املدينــة الجامعيــة كانــت‬ ‫تقيــم فيهــا جمــوع مــن النازحــن مــن املناطــق‬ ‫املجــاورة‪.‬‬ ‫أســفرت تلــك املجــزرة عــن ســقوط ‪82‬‬ ‫الطــاب‬ ‫ّ‬ ‫شــهيدا ً و‪ 60‬جريحــاً‪ ،‬لتنتــر جثــث‬ ‫وأشــاؤهم بــدالً مــن أوراق االمتحــان‪ ،‬ولتغلــق‬ ‫يــوم مــن امتحاناتهــا‬ ‫الجامعــة أبوابهــا يف أول ٍ‬ ‫بعــد خــروج مظاهــرة طالبيــة فــور القصــف‬ ‫منــ ّددة باســتهداف الحــرم الجامعــي‪.‬‬ ‫واليــوم يتك ـ ّرر الســيناريو البشــع ذاتــه ولكــن‬

‫وســط العاصمــة يف جامعــة دمشــق‪ ،‬حيــث‬ ‫اســتهدفت قذيفتــا هــاون مقصــف كليــة‬ ‫الهندســة املعامريــة ليســقط العــرات بــن‬ ‫شــهيد وجريــح‪.‬‬ ‫رمبــا كان املســتهدف آنــذاك هــو مدينــة حلــب‬ ‫ذاتهــا عــر رضب أيقونتهــا وهــي الجامعــة التــي‬ ‫شــهدت حـراكاً وتظاهـرات منــذ بدايــة الثــورة‪،‬‬ ‫الطــاب باإلضافــة‬ ‫وتــ ّم اعتقــال العديــد مــن ّ‬ ‫التعســفي أو اإليقــاف والحرمــان‬ ‫إىل الفصــل‬ ‫ّ‬ ‫للبعــض اآلخــر‪.‬‬ ‫ولكــن يبــدو أن مشــكلة النظــام ليســت مــع‬ ‫حلــب وحدهــا‪ ،‬بــل مــع جميــع الطـ ّـاب الذيــن‬ ‫مت ـ ّردوا عــى منظومــة التعليــم التــي انتهجــت‬ ‫التدجــن طــوال أربعــن عامــاً‪ ،‬حــن حولهــا‬ ‫األســد مــن منــارة للعلــم إىل مؤسســات لتمجيد‬ ‫القائــد وشــخصه‪ ،‬مدعومــ ًة باملنظــات التــي‬ ‫نســب إليهــا الطـ ّـاب بــدءا ً مــن منظمــة‬ ‫كان يُ ّ‬ ‫طالئــع البعــث مــرورا ً باتحــاد شــبيبة الثــورة‬ ‫ثــم اتحــاد طلبــة ســوريا يف املرحلــة الجامعيــة‪.‬‬

‫هــو إذا ً قلـ ٌـق مــن الجامعــات كمجتمــع شــعبي‬ ‫متنــوع يضــ ّم الكثــر مــن الشــباب املثقــف‬ ‫الواعــي‪ ،‬وعــر اســتهدافه لــه إمنــا يو ّجــه رســالة‬ ‫مضمونهــا أنــه ضــ ّد أي فكــر أو ثقافــة أو‬ ‫إصــاح و ســيقمع صــوت الحريــة ويقتــل هــذا‬ ‫الكابــوس بــكل الطــرق املمكنــة‪.‬‬ ‫أمــا أولئــك الطــاب فقــد يكــون ذنبهــم الوحيــد‬ ‫أنهــم حلمــوا بوطــنٍ يطغــى بياضــه عــى حمرة‬ ‫كل يــوم‪ ،‬وعــى مقاعــد‬ ‫الــدم التــي يشــهدون ّ‬ ‫كليــة العــارة أرادوا أن يتعلّمــوا الرســم بأقــام‬ ‫الرصــاص فنالهــم مــن الرصــاص ماقتــل‪ ،‬ومــن‬ ‫ـب العلــم مــا قتــل‪...‬‬ ‫حـ ّ‬ ‫وبــن جامعتــي حلــب ودمشــق يســقط أخــوة‬ ‫العلــم والــدم‪ ،‬هــم ليســوا مجــرد أرقــام‪ ،‬بــل‬ ‫عقـ ٌ‬ ‫ـول أرادت أن تبنــي وتع ّمــر وطن ـاً‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫قُتلــت عــى مــرأى مــن أنظــار العــامل املتخــاذل‬ ‫ـر والحريــة‪.‬‬ ‫الــذي ي ّدعــي التحـ ّ‬ ‫نريمني عبد الرؤوف‬

‫طالب العمارة‪..‬‬

‫بدمائكم ُرسمت سوريا المستقبل‪..‬‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫السفارة‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫هــي بعثــة دبلوماســية تبعــث بهــا دولــة مــا إىل دولــة أخــرى لتمثيلهــا‬ ‫والدفــاع عــن مصالحهــا ولتســهيل أعــال وشــؤون مواطنيهــا املقيمــن يف‬ ‫الدولــة املضيفــة‪ .‬عــاد ًة مــا تكــون الســفارة بعاصمــة الدولــة املضيفــة‬ ‫ويعــر وجودهــا عــن اعــراف متبــادل وعالقــات دبلوماســية بــن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الدولتــن‪ .‬تطلــق كلمــة ســفارة أحيان ـا عــى املبنــى الــذي تق ـ ّدم فيــه‬ ‫هــذه الخدمــات‪ ،‬وقــد ت ُســتعمل أحيانـاً لإلشــارة إىل مقـ ّر ســكن الســفري‪.‬‬ ‫تُعتــر ســفارة بلــد مــا جــزءا ً مــن الــراب الوطنــي بحيــث ال ميكــن‬ ‫ألي فــرد مــن الدولــة املضيفــة الدخــول إىل الســفارة بــدون ترخيــص‬ ‫مــن البلــد صاحــب الســفارة‪ .‬حتــى أن الســلطات األمنيــة مــن الدولــة‬ ‫املضيفــة ال متلــك حــق تفتيشــها أو القيــام بــأي تدخّــل داخلهــا‪ .‬وأي‬ ‫مخالفــة لهــذا القانــون تعتــر تعدي ـاً عــى ســيادة دولــة الســفارة‪.‬‬ ‫تختلــف مهــام الســفارة باختــاف الدولــة‪ ،‬مــن أهــم تلــك املهــام‬ ‫ربــط العالقــات الدبلوماســية بــن الدولتــن‪ ،‬ففــي حــاالت النزاعــات‬

‫مذكرات أوكسجين‬ ‫‪2012/3/25‬‬ ‫قصــف عنيــف عــى حمــص ومــدن يف ريــف دمشــق واعتقــاالت‬ ‫يف الزبــداين‪ ،‬وتعزيـزات عــى إدلــب وريفهــا‪.‬‬ ‫‪2012/3/26‬‬ ‫تعزيــزات عســكرية وأمنيــة يف معضميــة الشــام والزبــداين‬ ‫وانتشــار القناصــة عــى أســطح األبنيــة العاليــة يف الزبــداين‬ ‫وتحليــق الطــران الحــريب فــوق الضمــر‪.‬‬ ‫‪2012/3/27‬‬ ‫مداهــات واعتقــاالت يف عـ ّدة مــدن يف ريــف دمشــق وتعزيزات‬ ‫كل الطــرق املؤديــة إىل العاصمة دمشــق‪.‬‬ ‫إىل إدلــب وإغــاق ّ‬ ‫‪2012/3/28‬‬ ‫اســتمرار القصــف عــى حــي الخالديــة بحمــص ألكــر مــن ‪12‬‬ ‫يومـاً عــى التــوايل وتعزيـزات أمنيــة وعســكرية إىل جوبــر بريــف‬ ‫دمشــق‪.‬‬ ‫‪2012/3/29‬‬ ‫تبــادل إطــاق النــار عــى الحــدود الرتكيــة الســورية بــن‬ ‫كتائــب األســد والجيــش الــريك وعمليــات للجيــش الحــر يف حلــب‬ ‫وتعزيــزات عســكرية إىل حمــص واقتحــام كفــر نبــوذة‪.‬‬ ‫‪2012/3/30‬‬ ‫قصــف عــى ديــر الــزور ومجــزرة يف البياضــة بحمــص خلّفــت‬ ‫ثالثــة شــهداء وع ـرات الجرحــى‪.‬‬ ‫‪2012/3/31‬‬ ‫اشــتباكات عنيفــة بــن الجيــش الحــر وكتائــب األســد يف ريــف‬ ‫دمشــق ومحــاوالت اقتحــام الرســن وقصــف عــى حمــص ودرعــا‬ ‫وحــاة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫والحــروب األهليــة يف الدولــة املضيفــة قــد‬ ‫ت ُغلــق الســفارة حاميــة ملصلحــة دولتهــا‪،‬‬ ‫وهــذا اإلج ـراء يختلــف عــن طــرد الســفري‬ ‫والــذي يعنــي قطــع العالقــات الدبلوماســية‬ ‫بــن الدولتــن‪ .‬كــا وتُعنــى الســفارة بتأمــن‬ ‫خدمــات للمواطنــن بالخــارج وكذلــك ملواطنــي دولتهــا املقيمــن بالبلــد‬ ‫املســتضيف‪ ،‬مثــل ســحب أوراق الحالــة املدنيــة والهويــة (جــوازات‬ ‫ســفر‪ ،‬مضامــن والدة‪ ،‬بطاقــات هويــة‪ .)..‬كــا أن للســفارة تنظيــم زواج‬ ‫أو تأمــن حــق التصويــت لرعاياهــا بالدولــة املســتضيفة مــع العلــم أن‬ ‫هــذا يخضــع إىل قوانــن البلــد املســتضيف‪ .‬باإلضافــة إىل أنــه يحـ ّـق ألي‬ ‫مواطــن يشــعر بأنــه غــر محمــي بالخــارج (خــارج ســفارة بلــده) مــن‬ ‫أن يتوجــه إليهــا ليلقــى الحاميــة هنــاك‪ ،‬أو ليســلم نفســه ليُلقــى القبــض‬ ‫عليــه مــن ســلطات بلــده ليقــي عقوبتــه بوطنــه‪.‬‬

‫ديليت || ‪Delete‬‬

‫بثورتنــا يف أخطــاء كتــرة لألســف‪ ...‬وطــول مــا هــي موجــودة رح‬ ‫يضـ ّـل إصبعــي عــى زر ديليــت‪ ،‬ألنــو رضوري نلغــي األخطــاء ونعـ ّري‬ ‫وإل مــارح يجــي الربيــع يــي عــم‬ ‫حالنــا متــل شــجرة الخريــف ّ‬ ‫ننتظــر‪...‬‬ ‫أكــر مشــكلة عــم تكــون الســبب بفشــل بعــض عمليــات الثــوار‬ ‫هــي عــدم الرسيــة التامــة‪ ...‬يعنــي عــم نســمع ونعــرف بالعمليــة‬ ‫وتفاصيلهــا قبــل يــوم أو يومــن حتــى‪ ،‬وبالوقــت يــي املفــروض أنــو‬ ‫مــا حــدا يعــرف بــأي يش‪ ،‬بتالقــي الكبــر والصغــر واملق ّمــط بالرسيــر‬ ‫عــم يحــي بقصــص الثــوار تحــت‪!!..‬‬ ‫مــن يومــن خــرين أحــد أعضــاء مجموعــة كانــت بطريقهــا لتف ّجــر‬ ‫حاجــز أنــو تفاجــؤوا بالعســاكر مســتنفرين والدبابــة جاهــزة‪ ...‬بــس‬ ‫اللــه ســر‪...‬‬ ‫يــا شــباب‪ ...‬نحنــا بوقــت حــرب‪ ...‬والزم نشـ ّـك بــأي حــدا‪ ،‬يعنــي‬ ‫وخاصــة أنــو أغلب‬ ‫حتــى أهــل بيتكـ ّن مــا يف داعــي تخربوهـ ّن أي يش‪ّ ،‬‬ ‫الفســافيس عــم تكــون م ّنــا وفينــا‪ ،‬يعنــي دود الخـ ّـل منــو وفيــه‪.‬‬ ‫خلّــوا تفاصيــل العمليــة محصــورة بــس باألشــخاص يــي رح ينفذوهــا‪،‬‬ ‫وال تعطــوا أي معلومــات لحــدا مــن مــا كان يكــون‪ ،‬وياريــت الثقــة‬ ‫الزايــدة بالنــاس كــان تعملولهــا ديليــت ‪!! ...‬‬

‫‪8‬‬


‫أخبارنا‬

‫واشنطن تدرس فرض حظر جوي على سوريا‬ ‫والناتو ينفي التدخل العسكري‪.‬‬ ‫أعلنــت الخارجيــة األمريكيــة أن واشــنطن تــدرس إمكانية فــرض منطقة‬ ‫حظــر جــوي يف ســورية‪ ،‬وأضافــت املتح ّدثــة باســم الــوزارة "فيكتوريــا‬ ‫نوالنــد" أ ّن الواليــات املتحــدة ت ـ ّدرس كافّــة الخيــارات مــن أجــل دعــم‬ ‫التســوية الســلمية للنـزاع يف ســورية و جــدوى هــذه اإلجـراءات يف إنقاذ‬ ‫ّ‬ ‫حيــاة النــاس‪ .‬وكان األمــرال "جيمــس ســتافريديس"‪ ،‬قائــد القــوات‬ ‫األمريكيــة يف أوروبــا قــد أعلــن يف وقــت ســابق أن دول الناتــو ت ـ ّدرس‬ ‫خطّــة للعمليــات العســكرية مــن أجــل وقــف النـزاع الدمــوي يف ســورية‬ ‫املســتمر منــذ ســنتني‪ .‬وأضــاف أ ّن عــددا ً مــن دول الناتــو تــدرس إمكانية‬ ‫التدخــل العســكري بهــدف إنهــاء الحــرب األهليــة يف ســوريا‪ ،‬وتقديــم‬ ‫الدعــم للمعارضــة ومــن بينهــا اســتخدام الطـران لفــرض منطقــة حظــر‬ ‫جــوي يف ســوريا‪ .‬وكان األمــن العــام لحلــف شــال األطلــي " أنــدرس‬ ‫فــوج راسموســن" قــد أعلــن أ ّن الحلــف ال يخطّــط لتدخــل عســكري يف‬ ‫ســوريا إلنهــاء النـزاع املســلح يف البــاد‪ ،‬مشـ ّددا ً عــى رضورة إيجــاد حــل‬ ‫ســيايس للملــف الســوري‪.‬‬

‫أول طائرة مصرية إلى طهران‬ ‫وسفن حربية إيرانية لألسد تعبر السويس‪.‬‬ ‫غــادرت مطــار القاهــرة الــدويل صبــاح يــوم الســبت ‪2013/30/30‬‬ ‫طائــرة مرصيــة متوجهــة إىل العاصمــة اإليرانيــة طه ـران‪ ،‬للمــرة األوىل‬ ‫منــذ ‪ 34‬عام ـاً‪ .‬وعــادت مــر لتوطيــد عالقاتهــا مــع حكومــة طه ـران‬ ‫واســتئناف رحــات الطــران بــن البلديــن بعــد أن توقفــت بقطــع‬ ‫العالقــات الثنائيــة عــام ‪ .1979‬وتــ ّم توقيــع مذكــرة تعــاون مشــركة‬ ‫حــول املجــال الســياحي املــري اإليـراين وقعهــا وزيــر الســياحة املــري‬ ‫«هشــام زعــزوع» ومستشــار الرئيــس اإلي ـراين ورئيــس منظمــة ال ـراث‬ ‫الثقــايف اإلي ـراين «محمــد رشيــف» ملــك زادة يف طه ـران يف ‪ 27‬شــباط‬ ‫املــايض‪ .‬ومــن جانــب آخــر عــرت يــوم الســبت ســفن إيرانيــة قنــاة‬ ‫الســويس متّجهــة إىل مينــاء طرطــوس مح ّملــة باألســلحة للنظــام‬ ‫الســوري إلمتــام عمليــة قمــع الثــورة يف املــدن واملحافظــات الســورية‬ ‫يف خطــوة اعتربهــا كثــرون محاولــة إيـران جلــب حليــف جديــد لهــا يف‬ ‫املنطقــة بعــد رحيــل األســد‪.‬‬

‫الجزائر‪40‬طن مساعدات للهالل األحمر السوري‪.‬‬ ‫أعلنــت وزارة الخارجيــة الجزائريــة الثالثــاء أ ّن الجزائــر سرتســل ‪40‬‬ ‫طن ـاً مــن املــواد األساســية إىل الهــال األحمــر الســوري‪ .‬وقــد انطلــق‬ ‫جــز ٌء منهــا االثنــن مــن لبنــان إىل ســوريا التــي مي ّزقهــا ن ـزا ٌع منــذ أكــر‬ ‫مــن ســنتني‪ .‬وقــال املتحــ ّدث باســم وزارة الخارجيــة عــار بــاين‪:‬‬ ‫ق ـ ّررت الجزائــر أن ترســل عــر الهــال األحمــر الجزائــري وعــر مطــار‬ ‫مخصصــة للهــال األحمــر الســوري‪ .‬وتتضمــن‬ ‫بــروت مســاعدة إنســانية ّ‬ ‫املســاعدة التــي أُرســلت عــى مــن طائــرة شــحن للخطــوط الجويــة‬ ‫الجزائريــة خــال ثــاث رحــات‪ ،‬أربعــن طنــاً مــن املــواد الغذائيــة‬ ‫و األدويــة و األغطيــة‪ ،‬وقــد وصــل ‪ 14‬طنــاً منهــا إىل لبنــان‪ ،‬وســيت ّم‬ ‫تســليمها للهــال األحمــر التابــع للنظــام الــذي ســيكون التوزيــع عــن‬ ‫طريقــه‪ .‬و أضــاف «بــاين» أن إرســال هــذه املســاعدة اإلنســانية خطــوة‬ ‫تضامــن مــع الشــعب الســوري الشــقيق‪ .‬ونذكــر محاولــة الجزائــر اتخــاذ‬ ‫موقــف حيــادي يف النـزاع الســوري‪ ،‬حيــث أعربــت األحــد املــايض عــن‬ ‫تحفّظــات يف الدوحــة حــول منــح املعارضــة الســورية مقعــد ســوريا يف‬ ‫ق ّمــة الجامعــة العربيــة التــي ُعقــدت الثالثــاء يف الدوحــة‪.‬‬

‫اعتقال أميركي يقاتل مع جبهة النصرة في حلب‪.‬‬ ‫أعلنــت وزارة العــدل األمريكيــة أ ّن جنديــاً أمريكيــاً ســابقاً قاتــل مــع‬ ‫«جبهــة النــرة» يف ســورية ا ُعتقــل الثالثــاء وو ّجهــت إليــه تهمــة‬ ‫اســتخدام «أســلحة دمــار شــامل» خــارج الواليــات املتحــدة‪ .‬وذكــرت‬ ‫الــوزارة يف بيــان لهــا أ ّن الجنــدي األمرييك الســابق «إيريك هــارون» (‪30‬‬ ‫عام ـاً) بواليــة أريزونــا‪ ،‬ا ُعتقــل الثالثــاء لي ـاً عــى أيــدي عمــاء مكتــب‬ ‫التحقيقــات الفــدرايل (‪ )FBI‬يف فنــدق قــرب مطــار واشــنطن داالس‬ ‫الــدويل يف فرجينيــا لــدى عودتــه مــن تركيــا‪ .‬ات ّهــم بالتآمــر الســتخدام‬ ‫قاذفــة صواريــخ مضــادة للــدروع (آر يب جــي) خــارج الواليــات املتحــدة‬ ‫بعدمــا قاتــل يف صفــوف جبهــة النــرة املرتبطــة بتنظيــم «القاعــدة»‬ ‫يف ســورية‪ .‬وأوضحــت وثائــق املحكمــة أن «هــارون» اعــرف لعمــاء‬ ‫(‪ )FBI‬يف مقابــات طوعيّــة يف الســفارة األمريكيــة يف اســطنبول يــوم‬ ‫االثنــن أنــه قاتــل مــع النــرة ملــدة ‪ 25‬يومـاً‪ .‬والقانــون الــذي ا ُســتخدم‬ ‫ينــص عــى أ ّن أي مواطــن أمريــي يقــوم مــن‬ ‫لتوجيــه االتهــام إليــه ّ‬ ‫باســتخدام أو محاولــة أو‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫التهدي‬ ‫أو‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ّ‬ ‫دون صالحيــة قانونيــة‪ّ ،‬‬ ‫التآمــر الســتخدام ســاح دمــار شــامل خــارج الواليــات املتحــدة يُ ّســجن‬ ‫ألي مــدة أو مــدى الحيــاة‪ ،‬وإن نتــج عــن ذلــك وفيــات فقــد يواجــه‬ ‫عقوبــة املــوت‪.‬‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫‪9‬‬


‫شهداء‬

‫الشهيد العريس البطل ماهر خريطة‬

‫عروس ُت ّوجت بإكليل الشهادة‬ ‫نور ‪...‬‬ ‫ٌ‬

‫يكف ُ‬ ‫ُ‬ ‫صبا بردى ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫دمشق‬ ‫كف يا‬ ‫دمع ال‬ ‫و‬ ‫أرق‬ ‫سالم من ِ‬ ‫هــا قــد ارتــوى نهــر بــردى بدمــاء أبنــاء الزبــداين الذيــن خرجــوا مطالبــن بالحريــة و الكرامــة‪.‬‬ ‫ماهــر خريطــة مــن مواليــد الزبــداين ‪،1992\10\ 5‬انخــرط يف صفــوف املتظاهريــن و صــدح‬ ‫الخاصــة يف الخدمــة اإللزاميــة‪ ،‬بعدهــا‬ ‫صوتــه يف ســاحة الحريــة‪ ،‬اتبّــع دورة تدريبيــة يف القــوات‬ ‫ّ‬ ‫انشـ ّـق عــن الجيــش األســدي برتبــة صــف ضابــط و انضـ ّم إىل صفــوف الثــوار‪ .‬قاتــل يف معركــة‬ ‫شــباط مدافع ـاً عــن مدينتــه‪ ،‬و التحــق مبجموعــة الرشطــة التابعــة لكتيبــة حمــزة بــن عبــد‬ ‫املطلــب‪ .‬آخــر معركــة خاضهــا البطــل ماهــر كانــت معركــة املغــارة املعروفــة لــدى أهــايل‬ ‫الزبــداين‪ ،‬حيــث حــارص الجيــش األســدي مجموعــة مــن الثــوار املتمركزيــن يف إحــدى الكهــوف‬ ‫لحراســة املدينــة‪ ،‬و جــرت معركــة طاحنــة بــن الثــوار و الجيــش األســدي خــرج منهــا أبطــال‬ ‫الجيــش الحــر منترصيــن رغــم الجـراح‪ .‬تــزوج ماهــر منــذ بضعــة أشــهر‪ ،‬و يف تاريــخ ‪2013\3\11‬‬ ‫وبينــا كان ماهــر يحــر جدتــه إىل منزلــه‪ ،‬اصطــدم بحاجــز (طيّــار) وهــم مجموعــة مــن‬ ‫حاجــز مشــفى الحكمــة املتواجــد يف منطقــة الزبــداين‪ .‬حاولــت الج ـ ّدة أن تخبــئ حفيدهــا يف‬ ‫إحــدى البنايــات لكــن دون جــدوى‪ .‬عندهــا قــام الشــبيحة باعتقالــه و انهالــوا عليــه رضب ـاً‬ ‫بهراواتهــم املغ ّمســة بحقــد الطائفيــة‪ .‬الج ـ ّدة تــرى هــذا املنظــر أمامهــا‪ ...‬تــرخ و تتوســل‬ ‫إليهــم أن يرتكــوه‪ ،‬فــا كان منهــم إال أن أطلقــوا رصاصتــن عــى قدميــه وصاحــوا بهــا ‪:‬اصمتــي‪.‬‬ ‫عندهــا مل تحتمــل املــرأة العجــوز مــا يجــري فرفعــت يديهــا إىل الســاء مناجي ـ ًة ربّهــا "اللــه‬ ‫يخلصنــا منكــم" فرضبهــا الشــبيح عــى رأســها بهراوتــه فوقعــت عــى األرض بجانــب حفيدهــا‪،‬‬ ‫عندهــا قــال لهــا "مــا رح تخلصــوا م ّنــا نحنــا رح نخلّــص عليكــم" و أطلــق رصاصــة يف رأس ماهــر‬ ‫نصبتــه عــى عــرش الشــهادة ‪ .‬تحــول العــرس إىل مأتــم و الفــرح إىل ع ـزاء‪ .‬و‬ ‫توجتّــه شــهيدا ً و ّ‬ ‫ٍ‬ ‫يبقــى عزاؤنــا الوحيــد أننــا طـاّب حــق و أ ّن النــر آت بدمــاء الشــهداء‪ .‬الرحمــة لشــهدائنا و‬ ‫الع ـزاء ألهــل العريــس البطــل ماهــر خريطــة‪.‬‬ ‫يف مقامهــا الرسمــد ّي‪ ...‬ترقـ ُد الياســمينة نــور بســام‪ ...‬تلــك الصبيّة‬ ‫ذات الـــ ‪ 16‬ربيع ـاً‪ ،‬املتفوقــة الحاملــة بالهندســة و اإلعــار غــدت‬ ‫أحالمهــا ومشــاريعها دمــارا ً وأنقــاض‪ ،‬فقــط ألنهــا يف هــذا الوطــن‪.‬‬ ‫هــي نور‪...‬كانــت تريــد الســعادة وتطمــع بالنــور‪ ،‬ولكــن قدرهــا كان‬ ‫ظلمـ َة القــر‪...‬‬ ‫ـب‬ ‫واليــوم‪ ...‬وبعــد عـ ٍ‬ ‫ـام عــى الرحيــل ال ت ـزال تص ـ ّم آذاين صخـ ُ‬ ‫ـت أقــرأ لهــم‬ ‫ضحكاتهــا الطفول ّيــة يف تلــك الغرفــة املظّلمــة حيــث كنـ ُ‬ ‫القصــص يف محاول ـ ٍة لنســيان القصــف الــذي فــوق رؤوســنا‪.‬‬ ‫وكان يــوم ‪ /26‬آذار‪ ... 2012/‬لحظــاتُ ذلــك اليــوم اللئيــم تســتب ُّد‬ ‫بذاكــريت‪ ،‬بطلّتهــا املح ّببــة وقميصهــا األصفــر الــذي تشــ ُّع منــه‬ ‫الشــمس قفــزت نحــوي يك تق ّبلنــي قبــل أن تغــاد َر إىل معهدهــا‪،‬‬ ‫لنتخيــل أنهــا ســتكو ُن قبلــة الــوداع‬ ‫ّ‬ ‫ولكــن أنــا أو هــي مل نكــن‬ ‫األخــر‪...‬‬ ‫ومــا هــي إال ســاعات حتــى بــدأ القصــف عــى شــارع بــردى‪،‬‬ ‫ـس دقائـ َـق وثــاث قذائـ َـف فقــط كانــت كافيــة لتــزرع الحــزن‬ ‫خمـ ُ‬ ‫يف بيــوت الكثرييــن‪.‬‬ ‫ســقط يومهــا العديــد مــن الشــهداء والجرحــى كان لنــا مــن بينهــم‬ ‫حصــ ٌة ونصيــب‪ ،‬كانــت نــور التــي أصابتهــا قذيفــ ٌة حاقــدة أطفــأت‬ ‫ّ‬ ‫جــذوة الشــباب يف روحهــا واستســلمت للتــ ّو أنفاســها الربيئــة‪.‬‬ ‫ويف تشــييّع مهيــب بــى فيــه الرجــال قبــل النســاء ُزف ِ‬ ‫ّــت العــروس‬ ‫بالزغاريــد‪...‬‬ ‫عطّروهــا بالحنــاء‪ ...‬نــروا الــورود عــى جســدها املد ّمــى‪ ...‬ق ّبلــوا جبهتهــا‬ ‫البــاردة‪ ...‬لتصعـ َد حوريـ ًة محفوفـ ًة بأجنحــة املالئكــة إىل الســاء‪...‬‬ ‫صديقاتهــا يف الدراســة اســتغرق ّن كثــرا ً مــن الوقــت يك يدركــ ّن الــذي‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫حصــل‪ ،‬زيـ ّن لهــا مقعدهــا ليشــهد عــى فراغهــا الــذي مل ميلــؤه أحــد‪...‬‬ ‫ومشــن وهــ ّن يحملــ ّن صورتهــا وســط الــورود إىل منزلهــا يف مســرة‬ ‫صامتــة مــن أجــل التعزيــة‪.‬‬ ‫ومتــي األيــام‪ ...‬واســمها يخــرج مــع تنهـ ٍ‬ ‫ـدات تجــرح القلــب‪ ...‬إال أننــي‬ ‫أســم ُع مناجاتهــا مــن بعي ـ ٍد تقــول‪" :‬امســحوا دموعكــم أحبــايئ‪ ...‬فأنــا‬ ‫ســعيدة هنــا"‪...‬‬ ‫ـاص والنــار‬ ‫ســامحينا يــا نــور‪ ...‬ألننــا تأخّرنــا عــن زيارتــك‪ ...‬ومنعنــا الرصـ ُ‬ ‫ـننقش عــى قــرك‪" :‬هنــا‬ ‫مــن حمـ ِل الــورود إليــك‪ ...‬ولكننــا ســنعود‪ ...‬وسـ ُ‬ ‫ترقـ ُد مــن مــأت قلوبنــا بصخــب ضحكاتهــا فرحـاً وأمـاً"‪.‬‬ ‫قبالتنا إليك حيث أنت ‪...‬‬ ‫نور عدنان الدااليت حلقوم‬

‫‪10‬‬


‫الرقة‪..‬‬

‫ُ‬ ‫عبق النصر‬

‫د ّرة الفــرات يف الشــال الســوري‪ ،‬مدينــة‬ ‫ممتــ ّدة عــى ضفــاف نهــر الفــرات بأرضهــا‬ ‫الخصبــة ومياههــا الوفــرة وشمســها الدافئــة‪.‬‬ ‫تســمى عاصمــة الشــال‪ ،‬وهــي أكــر مــدن‬ ‫ّ‬ ‫تــل أبيــض‬ ‫مدينتــي ّ‬ ‫املحافظــة التــي تضــ ّم‬ ‫ّ‬ ‫والثــورة‪ ،‬ويف جوارهــا مــن جهــة الغــرب مدينــة‬ ‫حلــب التــي تبعــد عنهــا حــوايل ‪ 160‬كــم‪،‬‬ ‫ومــن الــرق مدينــة الحســكة ولهــا يف الشــال‬ ‫حــدود متاخمــة لرتكيــا‪ .‬مي ـ ّر بهــا نهــر الف ـرات‬ ‫بفرعيــه البلّيــخ والســاجور‪ ،‬وأنشــأ فيهــا ســد‬ ‫الفــرات وخلفــه بحــرة اصطناعيــة ســ ّميت‬ ‫بحــرة األســد‪ ،‬وبقربهــا مدينــة أحدثــت بعــد‬ ‫إنشــاء الســ ّد تســ ّمى مدينــة الثــورة‪ .‬ويف‬ ‫ظـ ّـل ظروفهــا املناخيــة وتضاريســها وســهولها‬ ‫املنبســطة يعمــل غالبيــة الســكان بالزراعــة‬ ‫إلنتــاج القمــح والشــعري والقطــن وبعــض‬ ‫أنــواع املزروعــات‪ ،‬وفيهــا بعــض الحقــول‬ ‫النفط ّيــة عــى أطــراف املحافظــة‪ ،‬كــا‬ ‫ويوجــد فيهــا صخــور ملحيــة يُســتخرج‬ ‫منهــا ملــح الطعــام‪ .‬تكتمــل روعــة‬ ‫املدينــة وجاملهــا بآثارهــا فقلعــة جعــر‬ ‫الصامــدة وســط ميــاه الفــرات تشــهد‬ ‫عــى قــدم وتاريــخ الرقــة العريــق الــذي‬ ‫يعــود إىل عــام ‪ 242‬قبــل امليــاد حيــث‬ ‫كانــت تســ ّمى كالينيكــوس‪ ،‬ثــ ّم أصبــح‬ ‫اســمها الرقــة وتعنــي يف اللغــة الصخــرة‬ ‫املســطحة‪ .‬تص ّنــف الرقــة ضمــن املناطــق‬ ‫النائيــة لبعدهــا عــن العاصمــة دمشــق حــوايل‬ ‫‪365‬كيلــو مــر‪.‬‬ ‫الرقة يف مشهد الثورة‪:‬‬

‫وحمــص‪ ،‬فكانــت بعيــدة عــن الح ـراك حتــى‬ ‫دخــول الثــورة عامهــا الثــاين‪ ،‬ويعــود ذلــك إىل‬ ‫محــاوالت النظــام كســب و ّد أهلهــا بتقديــم‬ ‫تســهيالت ألبنــاء املدينــة النتســابهم للجيــش‬ ‫والقــوى األمنيــة والرشطــة‪ ،‬وقيــام بعض شــيوخ‬ ‫العشــائر املوالــن للنظــام بتســليح عنــارص‬ ‫تابعــة لهــم فنجحــوا بذلــك بإبعــاد املنطقــة‬ ‫عــن الثــورة‪ .‬وإلظهارهــا مبظهــر املؤيّــد للنظــام‬ ‫أ ّدى األســد صــاة عيــد األضحــى ألول مــرة يف‬ ‫‪ 2011/11/6‬يف أحــد مســاجد املدينــة‪ ،‬وبقيــت‬ ‫هادئــة بهــدوء مــا قبــل العاصفــة حتــى‬ ‫تاريــخ ‪ 2012/3/15‬يف الذكــرى األوىل للثــورة‪،‬‬ ‫فخرجــت مظاهــرة حاشــدة كالــركان الثائــر‪،‬‬ ‫قابلتهــا قــوات األمــن بإطــاق الرصــاص عليهــم‬ ‫فســقط عــدد مــن الشــهداء‪ ،‬ويف اليــوم التــايل‬

‫تحــ ّول التشــييع ملظاهــرة شــارك فيهــا أكــر‬ ‫مــن ‪100‬ألــف شــخص نــادوا بإســقاط النظــام‬ ‫ليكــون أكــر احتجــاج ثــوري يف بدايــة العــام‬ ‫الثــاين للثــورة‪ ،‬ولتبــدأ االنتفاضــة الشــعبية‬ ‫لعشــائر الرقــة بعــد ع ـ ّدة محــاوالت فاشــلة‬ ‫مــن النظــام إلرجــاع األوضــاع إىل مــا كانــت‬ ‫عليــه‪ ،‬فالنخــوة العشــائرية مل تعــد تقــدر‬ ‫عــى الصمــت املعيــب أكــر مــن ذلــك‪،‬‬ ‫رغــم تأخّرهــا أيضــاً يف االنضــام للجيــش‬ ‫الحــر وانشــقاق أبنائهــم عــن جيــش األســد‬ ‫ألســباب ها ّمــة منهــا تأخّــر انــدالع الثــورة‬ ‫ّحي عشــائر مواليــة‬ ‫فيهــا‪ ،‬وقيــام مســل ّ‬ ‫بإطــاق النــار ومواجهــة املظاهـرات وقمعها‪،‬‬ ‫شــهدت الرقــة حركــة احتجاجــات شــعبية ونــزوح ســكان املناطــق املجــاورة إليهــا كانــت‬ ‫إلّ أنهــا مل تندمــج يف الثــورة كــا درعــا أهــم ســبب يف تأخــر التســليح لتكــون مــاذا ً‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫آمن ـاً للفا ّريــن مــن إدلــب وحمــص واملناطــق‬ ‫املجــاورة‪.‬‬ ‫الســيطرة عــى املدينــة وبــدأت عمليــة تحريــر‬ ‫املعابــر‪ :‬وعندمــا انطلقــت فيهــا املواجهــات‬ ‫املســلحة بــدأت مــن مصــادر خــارج الرقــة‬ ‫يف منتصــف عــام ‪ 2012‬لينخــرط بهــا األهــايل‪،‬‬ ‫وأعلنــت الرقــة بــدء معركــة تحريــر‬ ‫املعابــر فســيطرت عــى معــر تـ ّـل أبيــض‪،‬‬ ‫وتلــت ذلــك انتصــارات منهــا الســيطرة‬ ‫عــى ســ ّد الفــرات ومدينــة الطبقــة‬ ‫وتحريرهــا بتاريــخ ‪ ،2013/3/3‬واقتحــام‬ ‫فــرع األمــن الســيايس واملخابــرات‬ ‫الجويــة وقــر املحافــظ وأخـرا ً الســيطرة‬ ‫عــى فــرع األمــن العســكري‪ ،‬وبجهــود‬ ‫الجيــش الحــر والتنســيق بــن عنــارصه‬ ‫وتوافــد النازحــن للمســاهمة يف العمــل‬ ‫املســلح باإلضافــة إىل التعــاون بــن الثــوار‬ ‫داخــل املدينــة وخارجهــا ت ـ ّم إعــان الســيطرة‬ ‫التامــة عليهــا ورفــع علــم االســتقالل عــى أول‬ ‫محافظــة محــررة‪ .‬فكانــت مفاجــأة كبــرة‬ ‫ـكل متابــع للثــورة الســورية‪ ،‬حيــث‬ ‫للنظــام ولـ ّ‬ ‫كانــت أشــبه بعمليــة تحريــر طرابلــس يف‬ ‫ليبيــا وهــذا التكتيــك ســاهم بنجــاح العمليــة‬ ‫بقــوة وحســم املعركــة يف غضــون أيــام‪ .‬يُعتــر‬ ‫ســقوطها مــن يــد النظــام خطــوة عــى طريــق‬ ‫العمــل املنظّــم بــن الكتائــب‪ ،‬وتشــكيل تواصل‬ ‫جغــرايف بــن املناطــق املحــ ّررة يف الشــال‬ ‫والــرق‪ .‬فتكــون الرقــة بذلــك نقطــة تحـ ّول يف‬ ‫مســار الثــورة وميكــن أن يتـ ّم تشــكيل حكومــة‬ ‫مؤقتــة يف الداخــل الســوري إذا توفــرت اإلرادة‬ ‫السياســية الناجحــة‪.‬‬ ‫بقلم ندى الربيع‬

‫‪11‬‬


‫ثورة وبسمة‬

‫بيان إلى الشعب المنحبكجي العظيم‬ ‫صرح مصدر مسعور في العصابة الحاكمة في سوريا بما يلي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تلغــى رغبــة الهندســة املعامريــة مــن طلــب املفاضلــة للطــاب‬ ‫الســوريني ( وبتشــيلوها مــن بالكــم نهائيــا ً ) لألســباب التاليــة ‪:‬‬ ‫أوال ً‪ -‬إن املبــدأ الــذي تقــوم عليــه هــذه الكليــات يتعــارض متامــا ً مــع‬ ‫مبــدأ الحكومــة القائــل بـــ ‪« :‬األســد أو نحــرق البلــد» ‪.‬‬ ‫ثانيــا ً‪ -‬إن الــدور الــذي تقــوم بــه هــذه الكليــات يف التنويــر ونــر‬ ‫املعرفــة يتعــارض أيضــا ً مــع مبــادئ االســتعباد واالســتبداد ‪ ..‬و‬ ‫ديكتاتوريّــة ومركزيّــة وفاشــ ّية و ‪ ..‬و ‪ ...‬النظــام الحاكــم‪.‬‬ ‫ثالثــا ً‪ -‬إذا اســتم ّرت هــذه الكليــات بتخريــج املهندســن الســوريني‪,‬‬ ‫فــإن هــذا ســيؤثر عــى اســتقدام الخـرات اإليرانيــة والروســية‪ ,‬وبالتــايل‬ ‫باتفاقــات العبوديــة التــي تربطنــا بهــم مــن وإىل األزل!‬ ‫رابعــا ً‪ -‬الطــاب يف هــذه الكليــات بالــذات ( ماعــادوا اســتحوا ع دمه ّن)‬ ‫وعــم يرتكــوا دراســتهم ( ويلتهــوا ) بالتضامــن مــع أهلهــم اإلرهابيــن‬ ‫يــي عــم نضطّــر لقتلهــم يف بيوتهــم حتــى مــا ميتــد إرهابهــم أكــر وأكــر‬ ‫و يطــال الشــقيقة ( إرسائيــل )‪.‬‬ ‫خامســا ً‪ -‬اكتشــفنا مؤخــرا ً يف هــذه الكليــات مجموعــات إرهابيــة‬ ‫مس ـلّحة باملســاطر واألجهــزة املســاحية الخطــرة عــى األمــن القومــي‪.‬‬ ‫ويــي ممكــن هاملتطرفــن املعامريــن يكتشــفوا مــن خاللهــا كيــف عــم‬ ‫تنبــاع البلــد شــر بشــر ‪.‬‬ ‫نعــد جامهــر املنحبكيــة الغبيــة بالقضــاء عــى أي منــر علمــي أو‬ ‫دينــي أو أشــخاص ( قــد ) يســاهمون يف رفــع املســتوى العــام للبلــد‬ ‫وتطــوره‪.‬‬ ‫ونذكّركــم ( قبــل مــا ننــى ) بــأن املجموعــات اإلرهابيــة املثلحــة نفثهــا‬ ‫التــي اســتهدفت جامعــة حلــب هــي املســؤولة عــن اســتهداف عــارة‬ ‫دمشــق ‪.‬‬ ‫إلى اللقاء في مجازر قادمة ‪ ...‬دمشق في ‪ 28‬آذار ‪2013‬‬ ‫مع تحيات ‪ :‬مهندس سوري ما زال على قيد الحياة !‬ ‫عيل ياسني‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫زبداني إف إم ‪FM/‬‬

‫‪Z.FM‬‬

‫*اســتقبل الســيد الرئيــس الراحــل حافــظ األســد برفقــة وفــد رفيــع‬ ‫املســتوى مفتيــه الخــاص محمــد رمضــان البوطــي يف أســفل ســافلني يف‬ ‫جهنــم الحمـرا‪ ،‬يُذكــر أنــه كان مــن بــن الحضــور صهــره آصــف شــوكت‬ ‫وحســن تركــاين باإلضافــة إىل وزيــر دفاعــه داوود راجحــة‪.‬‬ ‫*أك ـ ّدت اإلخباريــة الســورية أنــه ال ص ّحــة ملــا تناقلتــه وســائل اإلعــام‬ ‫الرشيكــة يف ســفك الــدم الســوري عــن مطــار دمشــق الــدويل‪ ،‬حيــث‬ ‫أســفرت التحقيقــات عــن أن الحريــق قــد نجــم عــن فحمــة أركيلــة‬ ‫معســل تفاحتــن ( مــو تنبــاك ) والتــي أدت بدورهــا إىل إشــعال املكان‪...‬‬ ‫!!‬ ‫*انقطــاع الكهربــاء عــن دمشــق وريفهــا يف ليلــة الفصــح املجيــد‪...‬‬ ‫عنجــد حامــي األقليــات‪!! ...‬‬ ‫*بهــدف عقــد صفقــة صاحــب معمــل أحذيــة يســأل عــن نوعيــة‬ ‫ومصــدر جلــد األحذيــة التــي ظهــرت يف تفجــر جامــع اإلميــان الــذي‬ ‫قــى فيــه البوطــي‪ ،‬إذ بــدت بحالــة جيــدة وغــر ممزقــة وســط كل‬ ‫الدمــار‪!...‬‬ ‫*أســفرت تحقيقــات النظــام بشــأن ســقوط صــاروخ يحــوي مــواد‬ ‫كيامويــة عــى ريــف حلــب عــى أنــه نتيجــة تعــاون املجموعــات‬ ‫اإلرهابيــة املسـلّحة مــع مخلوقــات فضائيــة أرســلت لهــا الصــاروخ عــر‬ ‫صحــن طائــر ضمــن مؤامرتهــا الكونيــة ضــد ســوريا املامنعــة‪.‬‬ ‫*صــاة الجمعــة يف الجامــع العمــري بعــد تحريــره واألمــوي يســرجع‬ ‫نقــاءه بــا بوطــي‪ ،‬ويف جامــع بلــودان صــاة الغائــب عــن أرواح العلــاء‬ ‫بــس قــال مــو البوطــي ودون أي تعليــات مــن النظــام‪ ...‬والســؤال‬ ‫هــون ليــش هالجمعــة بالــذات ؟!!‪ ...‬ميكــن طلبــت روحهــم الرحمــة!!‬ ‫*حاجــز الجرجانيــة يركّــب قنــاص نشــيط موهــوب ســابقاً بلعبــة‬ ‫النئيفــة‪ ،‬وكل يــوم مــن الصبــح عــم نيشــن عــى هالنــاس‪ ..‬مــع دعواتنــا‬ ‫لــه بأنــو يتنيشــن مــن بــن عيونــو‪!!...‬‬ ‫* الشــعب الســوري يق ـ ّدم رســالة إىل رئيــس الحكومــة الجديــد غســان‬ ‫هيتــو مفادهــا‪ « :‬يــا بشــتغل وبتقــ ّدم يش لهالشــعب أو رح تنطبــق‬ ‫عليــك مقولــة‪ ...‬هيتــو هيتــو‪ ...‬متــل مــا رحتــو متــل مــا جيتــو‪.»!!...‬‬ ‫*إطفــاء أضــواء العــامل ملــدة ســاعة ضمــن فعاليــات ســاعة األرض‪...‬‬ ‫كان بو ّدنــا نحتفــل مــع مئــات الــدول بــس نحنــا بســوريا كل يــوم عنــا‬ ‫ســاعات أرض‪ !!...‬وأنــا ســوري آه يــا نيــايل ‪....‬‬

‫‪12‬‬


‫أمكنة دامية‬

‫إن منطقــة الشَ ــاَّح يف الزبــداين‪ ..‬وهــي‬ ‫املنطقــة املحصــورة بــن طريــق رسغايــا غرب ـاً‪،‬‬ ‫وكــروم ومــزارع بلــودان رشقــاً‪ ،‬وأرض نبــع‬ ‫العــرق شــاالً‪ ،‬وزعطــوط جنوبــاً‪ .‬اتخــذت‬ ‫تســميتها مــن كنيــة رجــل دمشــقي ثــري‬ ‫يدعــى بــدر الديــن الشــاّح‪ ..‬اشــرى األرايض‬ ‫الزراعيــة مبســاحات واســعة(‪ )1‬فيــا مــى‬ ‫مــن أهــايل الزبــداين الفقــراء بأمثــانٍ زهيــدة‪،‬‬ ‫كانــت بالنســبة للفالحــن الفقـراء مبالــغ كبــرة‬ ‫يف خمســينيات القــرن املــايض‪ ...‬اســتحدث‬ ‫اإلقطاعــي تلــك األرايض بــأن جللهــا(‪)2‬‬ ‫وجــاء باألحجــار لبنــاء الجــدران مــن الجبــل‬ ‫الغــريب‪ .‬أصبــح الكثــر مــن الفالحــن فيــا‬ ‫بعــد يعملــون يف أرضــه التــي كانــت أرضهــم‬ ‫املزروعــة بالكــروم الكثــرة لعمــل للدبــس(‪)3‬‬ ‫والزبيــب املجفــف‪ .‬متتــاز املنطقــة بغــزارة‬ ‫مياههــا وخصوبــة تربتهــا‪ .‬لكــن بعــد فــرة‬ ‫مــن الزمــن تحــول الشــجر إىل حجــر وقطعــت‬ ‫األشــجار املثمــرة وقطِّعــت األرض إىل محــارض‬ ‫للبيــع‪ ،‬والتجــارة‪ ،‬واالســتثامر‪ ..‬فبنيــت القصــور‬ ‫واألبنيــة‪ ،‬والعــارات‪ ،‬وانتــرت هنالــك‬ ‫عــى مرمــى النظــر‪ .‬اليــوم منطقــة الشــاَّح‬ ‫ثــاين املناطــق الزبدان ّيــة مــن حيــث املعانــاة‪،‬‬ ‫والقصــف املســتهدف واملتواصــل مــن قبــل‬ ‫عصابــة األســد بعــد زبــداين البلــد‪ .‬املنطقــة‬ ‫اليــوم تكتــظ بالنازحــن الذيــن هربــوا مــن‬

‫الزبــداين إىل مناطــق أكــر ارتفاعــاً‪ ..‬لكــن‬ ‫القصــف يســتهدف املنطقــة كــا ينــال مــن‬ ‫املواطنــن العــ َّزل‪ ..‬وقعــت فيهــا مجــزرة‬ ‫شــنيعة راح ضحيتهــا خمســة أفــراد‪ .‬تحيــط‬ ‫بهــذه املنطقــة حواجــز عــدة‪ ..‬أولهــا حاجــز‬ ‫املشــفى عــى طريــق رسغايــا‪ ..‬يليــه حاجــز‬ ‫جامــع الغفــران‪ ..‬ثــم حاجــز الجــارك عــى‬ ‫تقاطــع الســكة الحديديــة‪ ..‬ويطــل حاجــزا‬ ‫النابــوع والعقبــة عليهــا يقنصــان ويقتــان‪،‬‬ ‫إضافــة إىل ثالثــة مراكــز للمراقبــة يف وادي‬ ‫بــو نجــم‪ ،‬ونقطــة الحمــرات التــي تعــج‬ ‫بالقناصــن‪ ..‬وحاجــز نبــع العــرق‪ ..‬ثــم حاجــز‬ ‫الشــيخ زايــد‪ ..‬ثــم حاجــز د ّوار الشــاّح‪..‬‬ ‫وحاجــز خـزان املــاء يف زعطــوط‪ ...‬إىل حواجــز‬ ‫القــر الجمهــوري‪ ...‬إضافــة إىل الدبابــات التي‬ ‫تتمركــز يف قــر خ ـ ّدام‪ .،..‬يقطــن يف املنطقــة‬ ‫قرابــة ‪ 500‬عائلــة تتعــرض يوميـاً للمضايقــات‪،‬‬ ‫واملداهــات بحثــاً عــن الشــباب الذيــن مل‬ ‫يلتحقــوا بالجيــش الفئــوي األســدي مــن جهــة‬ ‫وللرسقــة مــن جهــة ثانيــة‪ ،‬إذ ال يرتكــون شــيئاً‬ ‫يف البيــوت حــن املداهــات‪ .‬أمــا جميــع‬ ‫الطرقــات التــي تــؤدي إليهــا فمقطوعــة بفعــل‬ ‫تراكــم العصابــة األســدية‪ ..‬فقــد أغلقــوا جميــع‬ ‫املنافــذ بأكــوام الرمــل‪ ..‬حتــى ميــر املواطنــن‬ ‫عــى الحواجــز ويتــم اعتقــال مــا يريــدون‬ ‫مــن الشــيوخ والشــباب‪ ،‬والنســاء‪ ،‬والفتيــات‪.‬‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫زبدانيات‬ ‫أوكسجني‪ ..‬عناة آرام‬ ‫ناهيــك عــن التشــبيح املســتمر للمواطنــن‬ ‫والســيارات املحملــة بالغذائيــات والخرضاوات‪.‬‬ ‫املعانــاة التــي يتعــرض لهــا الســوريون‬ ‫تــزداد يوم ـاً بعــد يــوم وتشــتد‪ ..‬كلــا حقــق‬ ‫الثــوار تقدم ـاً ملحوظ ـاً يف أيــة جهــة‪ .‬ويــزداد‬ ‫الحصــار املريــر‪ ،‬والقصــف‪ ،‬والقتــل‪ ،‬والقنــص‪،‬‬ ‫واالعتقــال‪ ،‬والتنكيــل‪ ،‬والتعذيــب‪ .‬تعتــر هــذه‬ ‫املنطقــة حقــل رمايــة لجنــود العصابــة يف أي‬ ‫وقــت‪ ،‬وأيــة ســاعة‪ ،‬بــل يف كل لحظــة مــن‬ ‫لحظــات معاناتنــا‪ .‬يف كل فرصــة يضيقــون‬ ‫ِ‬ ‫الخنــاق‪ ..‬يريدوننــا أن منــوت موت ـاً بطيئ ـاً‪ ..‬ال‬ ‫ذهــاب إىل الحقــول‪ ..‬فلتمــت األشــجار دون‬ ‫رعايــة وتقليــم وســقاية‪ ..‬يريــدون مــوت‬ ‫البــر‪ ،‬والشــجر‪ ،‬والحجــر‪ ..‬يطبقــون مقولتهــم‬ ‫التــي تقــول‪ :‬األســد أو نحــرق البلــد‪ .‬يحرقــون‬ ‫ســوريا‪ ..‬ويقتلــون اإلنســان‪ .‬أرض الحضــارة‬ ‫والتاريــخ أرض اإلنســان األول ومهــد األديــان‬ ‫الســاوية‪ .‬األرض الســورية التــي نفضــت عنهــا‬ ‫غبــار الــذل والهــوان‪ ..‬وتنتفــض اآلن لبنــاء‬ ‫األرض واإلنســان الســوري الحــر‪ ..‬جديــرة أن‬ ‫تولــد مــن جديــد‪.‬‬

‫هوامش‪:‬‬

‫‪1‬ـ املصــاري‪ :‬جمــع مرصيــة وتســاوي ‪ 500‬م أي‬ ‫خمــس الفــدان ومنهــا القصبة وتســاوي ‪ 24‬م‪.‬‬ ‫‪2‬ـ أي عملها عىل شكل مصاطب‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الدبس‪ :‬عصري العنب املغيل‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫انتظار‬

‫نكّلوا به عىل الحاجز ‪..‬‬ ‫قتلوه‪ ..‬ومثّلوا ‪..‬‬ ‫ثم ألقوا جثته عىل قارع ٍة من طريق ‪..‬‬ ‫لفت سم ُع أحدهم صوتٌ‬ ‫َ‬ ‫ينبش يف الجيوب ‪..‬‬ ‫فعاد يقلّب الجثة و ُ‬ ‫فإذا للت ّو ‪ ..‬تصل هاتفه املحمول رسال ٌة نصية مفادها‪:‬‬ ‫زوجي الحبيب‬ ‫اشتقت لك ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫التنىس قالب الحلوى ‪..‬‬ ‫فاليوم ذكرى زواجنا ‪..‬‬ ‫أنا بانتظارك ‪..‬‬ ‫ناداهم فبدأ أشبا ُه الرجال يتهافتون ‪..‬‬ ‫سخروا ‪..‬‬ ‫شتموه ميتاً ‪..‬‬ ‫وشتموا زوج ًة محبّة ‪..‬‬ ‫مبنتهى الصفاقة كتبوا ردا ً يقول‪:‬‬ ‫أحرضتُ قالب الحلوى ‪..‬‬ ‫أنا يف الطريق ِ‬ ‫إليك ‪..‬‬ ‫ل ْن أتأخر ‪..‬‬ ‫انتظريني ‪..‬‬ ‫ضغطوا زر اإلرسال وراحوا سكارى يقهقهون ‪..‬‬ ‫منذ ذلك الحني ‪..‬‬ ‫هي عىل النافذة ‪..‬‬ ‫ال زالت ‪..‬‬ ‫تنتظر‪...‬‬ ‫عبد اإلله‬

‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫رسالة من مغرتب‬

‫ابارك ثورة الصمود‬ ‫لشعب تجىل كشمس الخلود‬ ‫ابارك ثورة اللذين انبغوا للطغاة‬ ‫سيوفا تقطع افعى الظالم‬ ‫وتزري بكيد اليهود‬ ‫ألبناء سوريا الغيارى وراء الحدود‬ ‫يا بلدي البعيد‪...‬‬ ‫يابلدي الشهيد الوليد‬ ‫عندما يرحل الظاملون‪....‬‬ ‫نغن‬ ‫ي ملجدك أىن تشاء‪...‬وكيف تريد‬

‫بوح القلم‬

‫ترب العبيد‬

‫قليـ ٌـل مــن أهــايل الزبــداين رمبــا مــن ســمع بهــذا االســم مــن قبــل‪ ،‬يف منطقــة‬ ‫العامــرة مقــام يجمــع عــددا ً مــن أوليــاء اللــه الصالحــن‪.‬‬ ‫س ـ ّميت تــرب العبيــد بهــذا االســم نســبة إىل التمثــال الــذي عــى شــكل عبــد‬ ‫محــارب يضــع خــوذة‪ ،‬توجــد عــى القــر نقــوش قدميــة وكتابــات‪ ،‬وتنمــو برتبتــه‬ ‫أزهــار الرنجــس‪.‬‬ ‫وبــن الحقيقــة والخيــال تكــر القصــص والروايــات عــن هــذا املقــام‪ ،‬حيــث يــروي‬ ‫الســكان يف الجــوار عــن أصــوات تنشــد مــا يشــبه الرتانيــم الدينيــة يف بعــض الليــايل‬ ‫وهــذا مــا يطلقــون عليــه اســم "النوبــة"‪ ،‬باإلضافــة إىل البعــض الذيــن يعملــون عــى‬ ‫إشــعال بعــض الشــموع بغيــة التبــارك بــه واملثــر هنــا أن شــموع البعــض ال تنطفــأ‬ ‫رغــم الهــواء وهــذا مــا يع ّدونــه مــن الكرامــات أيضـاً‪.‬‬ ‫أجمــع عــدد مــن علــاء الديــن الذيــن قدمــوا إىل املــكان بغيــة استكشــافه عــى‬ ‫أنــه مقــام إســامي ومــن األفضــل عــدم االقـراب منه‪ ،‬حتــى أ ّن أحــد شــيوخ الزبداين‬ ‫كان يخلــع حــذاءه مــن بدايــة الطريــق الــذي يــؤدي إىل املــكان احرتامـاً لهــذا املقام‪.‬‬ ‫ يبقــى أن أذكــر هنــا أن املقــام تعـ ّرض مؤخـراً إىل قذيفــة أســقطت رأس التمثــال‪،‬‬‫شــأنه شــأن الكثــر مــن آثــار بــادي‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬ ‫برج املهاجر‪:‬‬

‫رشقــت وغ ّربــت مــا إلــك غــر الوطــن‪ ...‬هــو األم‬ ‫مهــا ّ‬

‫يــي بتل ـ ّم‪....‬‬

‫برج اإلعالم السوري‪:‬‬

‫ناطرينكــن تقولــوا أنــو مقــر الجامعــة العربيــة هــو‬

‫مجســم أو أنــو بشــار كلّــف الخطيــب يحــر القمــة‬ ‫ّ‬ ‫بــدل عنــه‪..‬‬

‫برج العسكور ‪:‬‬

‫ريتــك تســلميل مــا أغلظــك وأنــت عــم تتهاضــم ع‬

‫الحواجــز وتســأل النــاس‪ :‬شــو يف بالكيــس دبابــة ؟؟!!‬

‫برج النازح ‪:‬‬

‫فواصل‬

‫دفاع مدني ‪ ..‬االختناق‬

‫االختناق‪:‬‬ ‫هــو عــدم توافــر األوكســجني و ذلــك يف األبنيــة التــي متتلــئ‬ ‫بالغــاز أو الدخــان‪ ،‬أو قــد يكــون بالتســمم بــأول أكســيد‬ ‫الكربــون أو الســيانيد مثالً‪،‬فقــد يتع ـ ّرض الشــخص لالختنــاق‬ ‫عــر استنشــاق مــواد غازيــة مثــل غــاز أول أكســيد الكربــون‬ ‫مــن عــوادم الســيارات‪ ,‬أو الحرائــق‪ ،‬حيــث يحــدث االختنــاق‬ ‫عندمــا ال يتوفّــر األوكســجني ألنســجة الجســم بكميــة كافيــة‪.‬‬ ‫األعراض و العالمات العامة‪:‬‬ ‫قــد تظهــر واحــدة أو أكــر أو جميــع العالمــات التاليــة‪)1(:‬‬ ‫الدوخــة‪ )2( .‬الصــداع‪ )3( .‬صعوبــة التنفــس الــذى يكــون‬ ‫مصحوب ـاً بصــوت مــن الشــخري أو القرقــرة‪ )4( .‬شــحوب أو‬ ‫زرقــة لــون الجلــد (خاصــة الوجــه و الشــفتني)‪ )5( .‬فقــدان‬ ‫الوعــي‪.‬‬ ‫اإلسعافات األولية‪:‬‬ ‫(‪ )1‬اتصــل باإلســعاف‪ )2( .‬انقــل املصــاب إىل مــكان تتوفــر‬ ‫فيــه تهويــة طبيعيــة (أزل ســبب االختنــاق و افتــح مســالك‬ ‫الهــواء)‪ )3( .‬ابــدأ بإج ـراء الفحــص املبــديئ‪ -:‬مجــرى الهــواء‬ ‫و التنفــس (تح ّقــق مــن فتــح مســالك الهــواء مــن الفــم و‬ ‫األنــف)‪ -‬تحقّــق مــن معــدل التنفــس‪ )4( .‬إذا كان طفــل‬ ‫مختنــق مــن وســادة نغــر وضــع الطفــل رسيع ـاً‪ )5( .‬كــن‬ ‫مســتعدا ً إلنعــاش القلــب و الرئتــن إذا لــزم األمــر‪.‬‬

‫أوجاعكـ ّن وآالمكـ ّن رح تكــون إكليــل فخــر لنرصكـ ّن‬

‫وعزتك ّن ‪...‬‬

‫برج اجملتمع الدولي‪:‬‬

‫مــو عــى أســاس كلــو إال الكيــاوي ؟؟!! شــو عــم‬

‫متزحــوا‪ ...‬أو ليكــون قصدكــن املبيــد الكيــاوي الزراعــي‬ ‫مث ـاً ‪!!!...‬‬

‫برج املنحبكجي‪:‬‬

‫عشــقك للبــوط العســكري عشــق أبــدي ‪ ..‬حتــى‬

‫املــوت‬ ‫العدد (‪ )52‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\03\31‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.