أوكسجين العدد ( 53 ) السنة الثانية - الأحد 07\04\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الصورة بعدسة أوكسجين بمخيم بر الياس (لبنان) للنازحين السوريين‬

‫انا بتنفس سوريا‬

‫أوكسجني‬ ‫ثورة إبداع ‪ ..‬لكل السوريني‬

‫ال‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫أل‬ ‫ط‬ ‫ح‬ ‫كم آل ا فال‬ ‫ألسد‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ححون مس ن‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫ورة‬ ‫سراقب‪..‬‬ ‫حيطان الحرية‬ ‫العدد ( ‪ ) 53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫في جعبة أوكسجين‬ ‫يف مدينــة الزبــداين وتحــت طــوق النــار والرصــاص تكمــل أوكســجني‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كلــات تــرخ بصــوت كل حــ ّر يطالــب‬ ‫بصفحــات تحمــل‬ ‫حريتهــا‬ ‫بحريتــه مــن خلــف القضبــان‪ ،‬وللطفولــة يف وطنــي قصــص و حكايــا‬ ‫موجعــة مــع عاملــة األطفــال تحــت حكــم األســد‪ ،‬ومعانــاة الســوري التــي‬ ‫تــزداد يوم ـاً بعــد يــوم يف ظــل االقتصــاد الــذي يرتاجــع وينهــار‪.‬‬ ‫تقريــر العــدد يتحــدث حــول دور الليرباليــن يف تصحيــح مســار الثــورة‪،‬‬ ‫ومــن مخيــات الالجئــن الســوريني يف لبنــان صــو ٌر ومعانــاة وصورنــا يــا‬ ‫ٍ‬ ‫كلامت‬ ‫منــدوب‪ .‬وقفتنــا اليــوم يف مدينــة رساقــب وحيطانهــا التــي خطّــت‬ ‫للحريــة‪ ،‬ويف حــرة املــاء والحيــاة نســتذكر أزّقــة الزبــداين الخاويــة التــي‬ ‫تنتظــر العــودة‪ ،‬بعــد أن و ّدعــت الكثــر مــن الشــهداء كان آخرهــم عبــد‬ ‫اللــه عــاء الديــن وعاصــم عــاء الديــن‪ ،‬و يف ســبيل تحقيــق حلــم الحريــة‬ ‫الــذي اســتنزف الكثــر مــن الدمــاء والدمــوع البــد مــن أن نقــف عنــد‬ ‫أخطــاء الثــورة التــي ال ت ُغتفــر وأن نحــاول أن نغـ ّـر أنفســنا ومــن حولنــا‬ ‫إمنــا بالحــب‪...‬‬ ‫ولتكتمــل صــورة املشــهد األوكســجيني بقامــوس أوكســجني وحركــة عــدم‬ ‫االنحيــاز‪ ،‬وأخبــار مــن هنــا وهنــاك ومذك ـرات ثورتنــا وكبســة ديلييــت‬ ‫لالختــاف يف زمــن الثــورة‪ ،‬وفواصــل األدب والدفــاع املــدين وفنــون‬ ‫الثــورة‪...‬‬ ‫أوكســجني‪ ...‬صامــدة رغــم اختــار الهــواء باملــوت واألشــاء‪ ...‬أوكســجني‬ ‫ليســت كلــات‪ ...‬هــي ذرات للحريــة‪ ...‬والبقــاء‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬أحرار خلف القضبان‬ ‫‪ -4‬الفقر وعمالة األطفال في حكم آل األسد‬ ‫‪ -5‬اإلقتصاد السوري يدفع الثمن باهظاً‬ ‫‪ -6‬الليبراليون سيصححون مسار الثورة‬ ‫‪ -7‬صورنا يا مندوب‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬أكثر من ‪4‬مليون نازحون في الداخل‬ ‫و ‪ 1.2‬مليون الجئ في الخارج‬ ‫‪ -10‬شهيدا الحرية‬ ‫‪ -11‬سراقب‪ ..‬حيطان الحرية‬ ‫‪ -12‬في الثورة أخطاء ال ُتغتفر‬ ‫‪ -13‬في حضرة الماء والحياة‬ ‫‪ -14‬أرى‪..‬‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫العالم يحتفل بعيد الطفل‪ ..‬والطفل السوري يولد في الخيم‬ ‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪2‬‬


‫فعاليات‬

‫أحرار‬ ‫خلف القضبان‬ ‫صدحــت بــه‬ ‫ــورية و‬ ‫الــذي رفعتــه الثــورة الس م واالســتبداد‬ ‫الحريــة الشــعار األول معلنــة زوال عــر الظلــ يقتـل ويـرد‬ ‫باب الســوري‬ ‫ـون‬ ‫حناجــر الشــ‬ ‫الطغيــان وجعلتـه كاملجن ســيحطم إرادة‬ ‫هـزت عـرش‬ ‫رام ظانــاً انــه‬ ‫كلمـة واحـدة‬ ‫جــ‬ ‫ألــف شــهيد‬ ‫ــدا سياســة القمــع و اإل ــر مــن مئــة‬ ‫عتم‬ ‫ل أك‬ ‫ل والشــيوخ‪،‬‬ ‫ويدمــر‪ ،‬م وف فــرد املاليــن وقتــ ـابات‪ ،‬األطفــا‬ ‫شــعب بالخــ‬ ‫شــباب والشـ‬ ‫هـم السـياط‬ ‫ال‬ ‫آلالف مــن ال‬ ‫لحـوم ظهور‬ ‫ا‬ ‫عتقــل مئــات‬ ‫ديـد وأكلـت‬ ‫ـم أقب ـح مــا‬ ‫طني بالح‬ ‫وا‬ ‫عليه‬ ‫صفدتهـم أيــادي الشـيا ي والقضبــان ومورس ـت لنــا حيـاً فـكل‬ ‫عـ‬ ‫ن خـرج معتق‬ ‫ونال ـت م ـن أقدامه ـم ال هـوال‪ ,‬هـذا إ‬ ‫مـن رشور وأ‬ ‫م ـن جدي ـد‪.‬‬ ‫رشيـة‬ ‫د ق ـد ال ن ـراه‬ ‫زوجــة طــال‬ ‫عرفتـه الب م ـروع ش ـهي‬ ‫ابنهــا‪ ،‬لــكل‬ ‫خوفــا عــى‬ ‫افتق ـد عنــاق‬ ‫معتق ـل لن ـا‪ ،‬ــش بالبــكاء‬ ‫ه‪ ،‬ل ـكل اب ـن‬ ‫ل كل أم تجه‬ ‫أخي ـ‬ ‫ألجـل هـؤالء‬ ‫ألجــ‬ ‫ا‪ ،‬ل ـكل أخٍ اش ـتاق لرفق ـة ريـة والكرامـة‬ ‫نتظــار زوجه ـ‬ ‫ل وطلـب الح‬ ‫ـن عبادتهـم‪،‬‬ ‫ا‬ ‫كائنــا يف النضــا‬ ‫هـم عـن أماك‬ ‫ـه‪ ،‬ألجـل رش‬ ‫م‪,‬عـن جامعات‬ ‫غـرة‪ ،‬يف قبـو‬ ‫بي‬ ‫ـن ذويه‬ ‫أ‬ ‫ـة ص‬ ‫األبطــال الذيـن غيبـوا ع وا خلـف القضبــان يف غرف م بهــا الحيــاة‬ ‫ضعـ‬ ‫ظـروف تنعـد‬ ‫عـن كل مــا أحبـوه ‪ ..‬وو هـواء نقـي يف‬ ‫ـه شـمس وال‬ ‫"‬ ‫ظلـم ال يدخل‬ ‫" أحـرار خلـف القضبــان ائـم بحقـوق‬ ‫م‬ ‫ر متسـكنا الد‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ح‬ ‫هـؤالء كانـت‬ ‫ورة مـن صـو‬ ‫ـا مامرســات‬ ‫ألجـل‬ ‫هـي صـ‬ ‫فضنـ‬ ‫أحـرار حلـف القضبــان ــة والحيــاة الكرميــة‪ ،‬ورا ن الكرامــة‪ ،‬ال‬ ‫قلــن يف الحري‬ ‫قلــ‬ ‫عت‬ ‫ســها وميارســها عــى معت ل‪ ،‬راج ـن م ـن‬ ‫إخوتنــا امل ــة التــي مار‬ ‫رفضه ـم لل ـذ‬ ‫همجي‬ ‫و‬ ‫ظــام الفــايش‬ ‫النظــام ال ه س ـوى جهره ـم بالح ـق خلـص مـن الن‬ ‫رتف ـو‬ ‫ة للت‬ ‫ب الظل ـات‪,‬‬ ‫لذن ـب اق ميعـاً االنتفــاض يـدا ً واحـد س ـيا يف غياه ـ‬ ‫ون ـوا رق ـا من‬ ‫نية أن يق ـف‬ ‫السـوريني ج قل ـن يك ال يك‬ ‫ضم ـر وإنســا‬ ‫ة باملعت‬ ‫ذي‬ ‫معتقلينــا وال‬ ‫و املطالب ـ لبرشي ـة جمعــاء م ـن كل يك يفـرج عـن‬ ‫طالب ـن م ـن ا‬ ‫لنظــام املجـرم‬ ‫ضغـط عـى ا‬ ‫ب‪.‬‬ ‫لل‬ ‫ـرب أو إرهــا‬ ‫ــع واألديــان‬ ‫وقفـة صادقـة رضه ـم ألي ك‬ ‫ــه كل الرشائ‬ ‫ـم وال يع‬ ‫كفلت‬ ‫ـا ومبتغاهــا ‪,‬‬ ‫ي ـيء له ق الحيــاة حــق مقــدس مبتــدى ثورتنـ‬ ‫حــ‬ ‫الحريــة هــي‬ ‫الحريــة و ق اإلنســان ‪,‬‬ ‫ــو‬ ‫ل املعتقلــن‪.‬‬ ‫و صانتــه حق والحريــة لــك‬ ‫ريــة للوطــن‬ ‫الح‬ ‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫الفقر وعمالة األطفال في حكم آل األسد‬

‫الفقــر ‪..‬آفــة اجتامعيــة تعــاين منهــا الكثــر‬ ‫مــن الــدول بســبب مناخهــا أو طبيعــة أرضهــا‬ ‫الغــر صالحــة للزراعــة أو مــن عــدم وجــود‬ ‫ثــروات ومعــادن ميكــن اســتثامرها يف الصناعــة‬ ‫ولكــن األقــى مــن ذلــك أن يوجــد كل يشء‬ ‫ويبقــى الفقــر مســتفحالً يزيــد يومـاً بعــد يــوم‬ ‫كــا يف ســوريا‪ ..‬التــي تعــد مــن الــدول الناميــة‬ ‫ودخــل الفــرد فيهــا ال يتجــاوز متوســطه‬ ‫‪12‬ألــف ل‪.‬س شــهرياً وهــو ال يكـ ِ‬ ‫ـف ملتطلبــات‬ ‫الحيــاة مــن الســكن والغــذاء والــدواء‪ ،‬وذكــرت‬ ‫دراســة أجرتهــا إحــدى املكاتــب التابعــة‬ ‫لإلحصــاء يف األمــم املتحــدة أن ســوريا تقــع‬ ‫يف املرتبــة ‪ 14‬يف ترتيــب الــدول العربيــة مــن‬ ‫حيــث دخــل الفــرد فيهــا مقارنــة مــع أســعار‬ ‫الســلع واملــواد األساســية‪ ،‬وتبــن الدراســة أن‬ ‫نســبة الفقــر يف ســوريا هــو ‪%30.1 -%11.3‬‬ ‫اســتنادا ً إىل خــط الفقــر األدىن‪ ،‬وقــد ازدادت‬ ‫هــذه النســبة يف الســنتني األخريتــن لتصــل‬ ‫إىل ‪ %67.1‬أي مايقــارب نصــف عــدد ســكان‬ ‫ســوريا ويعيــش أكــر مــن ‪2‬مليــون تحــت‬ ‫خــط الفقــر‪ .‬رغــم وجــود مقومــات قويــة مــن‬ ‫شــأنها أن ترفــع مــن املســتوى االقتصــادي ومن‬ ‫دخــل الفــرد يف حــال تــم اســتثامرها حيــث‬ ‫أن املــوارد الطبيعيــة كثــرة وأرضهــا الخصبــة‬ ‫الزراعيــة ووجــود إنتــاج ضخــم مــن النفــط‬ ‫يقــارب ‪660‬ألــف برميــل يوميــاً ناهيــك عــن‬ ‫وجــود الغــاز الطبيعــي واملعــادن والفوســفات‬ ‫بكميــات كبــرة إال أن ظاهــرة الفقــر بــدأت‬ ‫تجتــاح البــاد باســتالم األب حافــظ األســد‬ ‫للحكــم والبــدء بخطــة ممنهجــة إلرجــاع‬ ‫البلــد إىل الخلــف ويذكــر اقتصاديــون أن‬ ‫ســوريا يف فــرة الخمســينيات كانــت أغنــى‬ ‫بلــد يف الــرق األوســط وأطلــق عليهــا املــارد‬ ‫العــريب لكــرة خرياتهــا واكتفائهــا الــذايت ‪.‬ويف‬ ‫فــرة امتــدت عــى مــدى ‪ 42‬عــام مــن حكــم‬ ‫آل األســد كانــت كفيلــة بنهــب خ ـرات البلــد‬ ‫وتكديــس األمــوال يف بنــوك أوروبــا‪.‬‬

‫ويف فــرة حكــم بشــار االبــن الوريــث لحافــظ‬ ‫الــذي ا ّدعــى التطويــر والتحديــث‪ ،‬خرجــت‬ ‫ظاهــرة غريبــة دون ســابق إنــذار وتفشــت‬ ‫برسعــة كبــرة يف الشــارع الســوري وخاصــة يف‬ ‫دمشــق وهــي عاملــة األطفــال الناتجــة عــن‬ ‫الفقــر الشــديد الــذي تعــاين منه العائــات ذات‬ ‫األف ـراد ال ُكــر‪ ،‬أو بســبب عــدم توفــر العمــل‬ ‫لــأب أي البطالــة‪ ،‬فــا تــكاد تخطــو خطــوة‬ ‫واحــدة إال وتشــاهد أطفــاالً بــن ‪ 5‬ســنوات إىل‬ ‫‪15‬ســنة يتجولــون يف الشــوارع يجمعــون بقايــا‬ ‫املعــادن واملــواد البالســتيكية مــن النفايــات‪،‬أو‬ ‫باعــة متجولــون بعلــب البســكويت أو العلكــة‬ ‫أو ملمــع أحذيــة‪ ،‬وإن حالفــه الحــظ فهــو أجري‬ ‫عنــد أحــد الباعــة يحمــل األكيــاس الثقيلــة‬ ‫وصناديــق الخضــار وغريهــا بشــق النفــس‬ ‫ويرتبهــا ويوصــل الطلبــات إىل املنــازل‪ .‬وقــد‬ ‫ازداد عــدد هــؤالء األطفــال يف العامــن الذيــن‬ ‫شــهدتهام البــاد مــن قتــل وترشيــد ودمــار يف‬ ‫ظــل الثــورة فصــار الطفــل ابــن العــر ســنوات‬ ‫معيــاً ألرستــه ومســؤوالً عــن قــوت يومهــم‬ ‫بعــد مقتــل الوالــد أو اعتقالــه مــن قبــل‬ ‫قــوات األســد‪ ،‬ليــزداد الحــال ســوءا ً ومنهــم‬ ‫أحمــد ابــن العــر ســنوات شــاهدته يعمــل‬ ‫برتتيــب الفواكــه والخضــار عنــد أحــد الباعــة‬ ‫وعندمــا ســألته عــن ســبب عملــه أجابنــي‪:‬‬ ‫والــدي استشــهد منــذ عــام تقريبـاً وأنــا أعمــل‬ ‫ألعيــل أرسيت ووالــديت أيضــاً تحيــك الصــوف‬ ‫حتــى أجمــع مثــن الخبــز والطعــام يل وإلخــويت‪،‬‬ ‫ورفــض إكــال الــكالم وجــرى مرسعــاً‪ ،‬أمــا‬ ‫حســن ذو مثانية ســنوات مل تشــفع لــه أصابعه‬ ‫الغضــة مــن كنــس وتنظيــف املحــل ونقــل‬ ‫األغ ـراض املعدنيــة الثقيلــة يف محــل لتصليــح‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫الســيارات‪ ،‬ويف أحــد املــوالت شــاهدت أطفــاالً‬ ‫ـزي الرســمي للعمــل وكأن عملهــم‬ ‫يرتــدون الـ ّ‬ ‫مســموح وهــم تحــت ســن الخامســة عــر‪،‬‬ ‫حيــث نصــت قوانــن اليونســف عــى عــدم‬ ‫عاملــة األطفــال دون هــذا الســن مــن العمــر‬ ‫ملــا يتســببه العمــل مــن تهديــد مبارش لســامته‬ ‫وإيذائــه نفســياً وتوقفهــم عــن التعليــم‬ ‫وذكــرت يف تقاريــر لهــا أن أكــر مــن ‪650‬ألــف‬ ‫طفــل يعملــون يف ســوريا مــن هــم دون‬ ‫الخامســة عــر‪ ،‬ويعــود ذلــك بشــكل رئيــي‬ ‫إىل الفقــر والبطالــة وعــدم تنظيــم األرسة يف‬ ‫ظــل غيــاب الوعــي الثقــايف ففــي الســنوات‬ ‫األخــرة أصبحــت نســبة البطالــة ت ـراوح بــن‬ ‫‪ %30-%22‬قبــل الثــورة ‪ ،‬وقــد ازدادت هــذه‬ ‫النســبة لتصبــح الغالبيــة العظمــى عاطلــة عــن‬ ‫العمــل نتيجــة الدمــار والخــراب واســتهالك‬ ‫خــرات البــاد عــى تســليح الجيــش وقيــام‬ ‫عصابــات األســد برسقــة كل مــا يعــرض‬ ‫طريقهــا ليصبــح املواطــن الســوري فقــر‬ ‫غنــى بالــروات‬ ‫الحــال يف أكــر بلــدان العــامل ً‬ ‫وتنوعهــا واحتكارهــا مــن قبــل األرسة الحاكمــة‪.‬‬ ‫بتول الزبداني‬

‫‪4‬‬


‫اإلقتصاد السوري يدفع الثمن باهظًا‬ ‫يدفــع االقتصــاد الســوري مثنــاً باهظــاً يف‬ ‫ظـ ّـل ال ـراع العســكري القائــم بــن القــوات‬ ‫النظاميــة والجيــش الحــ ّر عــى جغرافيــة‬ ‫األرض الســورية‪ ،‬فيــا يرتاجــع اإلنتــاج‬ ‫الصناعــي والزراعــي مــع انهيــار عائــدات‬ ‫الســياحة وارتفــاع األســعار؛ الناتــج عــن‬ ‫تراجــع اللــرة الســورية أمــام الــدوالر‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا دفــع البنــك الــدويل إىل توقــع انكــاش‬ ‫اقتصــادي بنســبة ‪.%6.4‬‬ ‫يف ســياقٍ آخــر مثّــة دراسـ ٍ‬ ‫ـات تق ـ ّدر حجــم‬ ‫الدمــار االقتصــادي الحاصــل يف ســوريا مــا‬ ‫بــن ‪ %46‬و‪ %81‬مــن الناتــج املحــي اإلجــايل‪،‬‬ ‫وتجمــع التحليــات عــى وصــف االنهيــار‬ ‫االقتصــادي بالـ"قيــايس" مقارنــ ًة بــدو ٍل‬ ‫شــهدت نزاعـ ٍ‬ ‫ـات مســلحة‪ .‬يف حــن أن اللــرة‬ ‫الســورية خــرت أكــر مــن ‪ % 75‬مــن قيمتهــا‬ ‫واســتنزفت احتيــاط مــرف ســوريا املركــزي‪.‬‬ ‫ويــرى خــراء اقتصــاد متابعــون لنــرة البنــك‬ ‫املركــز الســوري‪ ،‬أن الخســائر توزعــت مــا‬ ‫بــن ‪ %50‬يف الناتــج و‪ %43‬يف مخــزون رأس‬ ‫املــال‪ .‬ويُتوقــع أن تكــون قــد أدت إىل منــو‬ ‫ســلبي يف الناتــج بنســبة (‪) %18٫8-‬يف ‪،2012‬‬ ‫وارتفــع عجــز املوازنــة إىل ‪ %18٫5‬مــن الناتــج‪،‬‬ ‫مــا يعنــي أنــه كان لألزمــة أثــر ســلبي يف‬ ‫ميــزان املدفوعــات‪ ،‬ليصــل العجــز الرتاكمــي‬ ‫إىل ‪ 16‬مليــار دوالر ُيــ ّول مــن االحتيــاط‬ ‫األجنبــي الــذي تراجــع مــن نحــو ‪ 18‬مليــار‬ ‫دوالر العــام ‪ 2010‬إىل نحــو مليــاري دوالر‬ ‫يف ‪ .2012‬وتجلّــت االنعكاســات االقتصاديــة‬ ‫واالجتامعيــة للنـزاع املســلح وفــق التقريــر‪ ،‬يف‬ ‫ارتفــاع األســعار الــذي كان لــه أثــره الســلبي يف‬ ‫العائــات الســورية‪ ،‬إذ س ـ ّجلت أســعار الغــاز‬ ‫والكهربــاء أعــى نســبة ارتفــاع‪ ،‬يليهــا الطعــام‬ ‫ومشــتقات الحليــب مــرورا ً باملرشوبــات غــر‬ ‫الكحوليــة والســكر‪ ،‬ثــ ّم املالبــس واألحذيــة‬ ‫والخبــز والحبــوب‪ ،‬إضافـ ًة إىل ارتفــا ٍع ملحــوظ‬ ‫وسـ ّجل أعــى‬ ‫يف أســعار الصيانــة والتجهيـزات‪ُ .‬‬ ‫معــدل ارتفــاع لألســعار يف محافظــة حلــب‪.‬‬ ‫هــذا وتركــت العقوبــات املفروضــة عــى‬ ‫ســوريا أث ـرا ً ســلبياً عــى مســتوى املعيشــة‪ ،‬إذ‬ ‫كبّــدت الســوريني وال ســيام الفق ـراء والفئــات‬

‫الهشّ ــة منهــم كلفــ ًة اقتصاديــ ًة مرتفعــة‪،‬‬ ‫وســاهمت يف انخفــاض رفاهيــة األفــراد‪ .‬و‬ ‫أعاقــت العقوبــات الدوليــة تقــ ّدم التنميــة‬ ‫وزيــادة دخــل الفــرد‪ ،‬مــا جعــل ســوريا يف‬ ‫مراتــب أدىن مــن املســتوى املتوقــع للتنميــة‬ ‫البرشيــة‪ ،‬مقارنــ ًة بالتقــ ّدم املحقّــق قبــل‬ ‫عقوبــات ‪ .2011‬وكان قطــاع النفــط الخــارس‬ ‫األكــر نتيجـ ًة للعقوبــات وانســحاب الــركات‬ ‫األجنبيــة منــذ ترشيــن األول ‪ 2011‬وتراجــع‬ ‫إنتــاج النفــط ‪ %47‬وتراجــع الصــادرات‪،‬‬ ‫مــا جعــل اإلنتــاج النفطــي بالــكاد يكفــي‬ ‫لتغطيــة حاجــات املصــارف املحليــة‪ ،‬ويفــي‬ ‫إىل خســارة االقتصــاد أحــد أهــم مصــادر‬ ‫القطــع األجنبــي‪ ،‬وانعكــس ذلــك تاليــاً عــى‬ ‫مختلــف القطاعــات االقتصاديــة‪ .‬وكان حاكــم‬ ‫مــرف ســوريا املركــزي أديــب ميالــة أعلــن‬ ‫أنــه ســيتّخذ إجـر ٍ‬ ‫اءات حاســمة لوقــف ارتفــاع‬ ‫الــدوالر الــذي تخطــى عتبــة الـــ ‪ 110‬ل ـرات‬ ‫ســورية مــرارا ً‪ ،‬بعدمــا كان يعــادل نحــو‬ ‫‪ 50‬لــرة ســورية‪ .‬هكــذا مل تســتطع اللــرة‬ ‫الصمــود أمــام الصدمــات املتتاليــة‪ ،‬فخــرت‬ ‫أكــر مــن ‪ %16‬مــن قيمتهــا أمــام الــدوالر‪،‬‬ ‫وواصلــت انخفاضهــا يف الـــ ‪ 2012‬لتفقــد نحــو‬ ‫‪ %75‬مــن قيمتهــا‪ ،‬مــا ينعكــس مبــارش ًة عــى‬ ‫ارتفــاع األســعار وتكاليــف املعيشــة وتاليــاً‬ ‫معــدالت الفقــر‪ .‬إال أن الخبــر االقتصــادي‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫إقتصاد‬

‫الســوري محــي الديــن قصــار يذكــر أن‬ ‫الــدوالر قفــز خــال الثــورة مــن ‪ 47‬لــرة‬ ‫ليصــل إىل ‪ 113‬لــرة ســورية‪ ،‬أي أن ســعره‬ ‫تضاعــف مبعــدل ‪ 2٫3‬أو ‪ %230‬يف فــرة زمنيــة‬ ‫قياســية‪ .‬وكان النظــام الســوري قــد اعتمــد‬ ‫منــذ انــدالع النــزاع املســلح سياســة دعــم‬ ‫اللــرة مســتخدماً احتيــاط العملــة الصعبــة‬ ‫املتوافــر لــدى البنــك املركــزي‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫خفــض هــذا االحتيــاط إىل االنخفــاض مــن ‪23‬‬ ‫مليــار دوالر قبــل الثــورة إىل ‪ 5‬مليــارات دوالر‬ ‫بعــد ‪ 6‬أشــهر‪ .‬وبعمليــة حســابية بســيطة‬ ‫يتبــن فقــدان ســوريا نحــو ‪ %78‬مــن احتيــاط‬ ‫عملتهــا الصعبــة‪ .‬يف حــن يــر ّدد أن الودائــع‬ ‫يف املصــارف الســورية الثامنيــة تراجعــت إىل‬ ‫مــا بــن ‪ 30‬إىل ‪ %35‬نتيجــة قيــام الكثــر مــن‬ ‫العمــاء بتحويــل عائداتهــم إىل خــارج ســوريا‬ ‫وتحويلهــا لعمــات أخــرى أكرثهــا الــدوالر‬ ‫األمــريك‪ .‬وأخــرا ً ســيبقي االقتصــاد الســوري‬ ‫يدفــع مثــن األزمــة حتــى مــا بعــد نهايتهــا‪،‬‬ ‫وســتكون البــاد مثّقلــة مبلفــات إعــادة اإلعامر‬ ‫وإنعــاش االقتصــاد‪ ،‬الــذي سيســتغرق بنــاؤه‬ ‫مجــددا ً ‪ 10-5‬ســنوات وفقـاً ألحــدث التقاريــر‬ ‫الصــادرة عــن مراكــز األبحــاث االقتصاديــة‪،‬يف‬ ‫حــال رجــوع التدفــق االســتثامري بكثافــة إىل‬ ‫رشايــن االقتصــاد‪.‬‬ ‫بقلم عروبة‬

‫‪5‬‬


‫ثورة‬

‫الليبراليون سيصححون مسار الثورة‬

‫خــرج الناطــق باســم اإلئتــاف الوطنــي‬ ‫ومــن دون ذكــر أســاء وهــو وليــد البنــي عــى‬ ‫الفضــاء فســئل ملــاذا يــزداد التطــرف لــدى‬ ‫املعارضــن املســلحني يف ســوريا برأيــك؟‬ ‫ فاجــاب هــم مل يجــدوا مــن دول العــامل أي‬‫تجــاوب أو مــؤازرة فالتجــؤوا اىل اللــه ومل‬ ‫يجــدوا غــره ولــو وجــدوا غــره مــن البدايــة‬ ‫ملــا لجــؤوا اليــه والســتطعنا نحــن الليرباليــون‬ ‫أن نقنعهــم و نوجههــم بعيــدا عــن التطــرف‪...‬‬ ‫تطــرف اللجــوء اىل اللــه‪.‬‬ ‫وصــادف أن التيــار الكهربــايئ غــر مقطــوع‬ ‫وســمع هــذا الــكالم نفــر مــن الثــوار املقاتلــن‬ ‫وهــم يف اســراحتهم قريبــا مــن إحــدى‬ ‫الجبهــات يف حلــب فســاد وجــوم شــديد‬ ‫وصمــت‪ ...‬وقطــع الصمــت أحدهــم وقــال هل‬ ‫يعنينــا نحــن؟ هــل نحــن الذيــن تطرفنــا اىل‬ ‫اللــه ألننــا مل نجــد غــره ولــو وجدنــا غــره ملــا‬ ‫ذكرنــاه وأعلنــاه؟!!!‪ ...‬ولكــن يــا شــباب كلــا‬ ‫فعلنــا أمــرا ح ّرفــوه ‪ ...‬خرجنــا مــن املســاجد‬ ‫مــن أول يــوم لنتظاهــر فقالــوا أماكــن عامــة‬ ‫واســعة وذريعــة صــاة الجمعــة تفيــد وقــد‬ ‫كانــت املالعــب والســاحات أرحــب لنــا وأوســع‬ ‫ومل يكــن مــن رادع للنظــام أن يغلــق املســاجد‬ ‫بعــد أول مــرة بفتــاوى جاهــزة مــن حســون‬ ‫والبوطــي ( لــدرء الفتنــة القادمــة الهالكهــم)‬ ‫ورفعنــا شــعارات منــذ البدايــة ‪..‬شــعارات كلهــا‬

‫اســامية ربانيــة ومــع ذلــك‬ ‫قالــوا هــي بالغضــب ومــن‬ ‫الحــزن وللــرورة وألنهــم يف‬ ‫حــال بئيســة فــإن جاءهــم‬ ‫الفــرج والبحبوحــة كفــروا‬ ‫بربهــم وعــادوا لرشــدهم‬ ‫واعتدالهــم‪..‬‬ ‫وقلناهــا رصيحــة أكــر مــن‬ ‫ذلــك ‪..‬هــي لله‪..‬ولبيــك لبيــك‬ ‫يــا اللــه ومــع ذلــك يفرسونهــا‬ ‫باتجاهاتهــم التــي يريدونهــا‬ ‫التــي فيهــا كل اتجــاه اال اللــه‪.‬‬ ‫وتســاءل أحــد الجالســن لعــل‬ ‫الناطــق البنــي يضغــط بهــذا الــكالم عــى‬ ‫دول الغــرب ليســاعدوا يف تســليحنا وإمدادنــا‬ ‫وكــا؟‪ ...‬ولكــن أجهــزة الغــرب التــي‬ ‫نوعــا ّ‬ ‫تتابــع وترصــد عــن قــرب وعــن بعــد منــذ‬ ‫اللحظــة االوىل تعلــم كل التفاصيــل ولعلــه‬ ‫أذىك منهــا جميعــا ‪ ...‬لعلــه أذىك منهــا جميعــا‪.‬‬ ‫ولكــن أمل يدلــه ذكاؤه عــى أن دول الغــرب‬ ‫ســاعدت بشــار وأمهلتــه واآلن بعــد ســنتني‬ ‫مــن التفــرج و النفــاق تدعــو اىل الجلــوس مــع‬ ‫بشــار واالتفــاق معــه عــى حكومــة مشــركة‬ ‫وســتضغط هــذه الــدول عــن طريــق تجهيزهــا‬ ‫بالســاح إن (جهــزت) ليقبــل كل مــن يحمــل‬ ‫الســاح بالجلــوس مــع بشــار واإلبقــاء عــى‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫بشــار واالشــراك مــع بشــار‪...‬‬ ‫ولكــن الثــورة أصــا قامــت عىل بشــار وإلزالة‬ ‫بشــار ونظــام بشــار‪ ..‬بــل دخلــت الثــورة منــذ‬ ‫شــهور طويلــة يف طــور مقــدس‪ ...‬طــور العهــد‬ ‫أمــام اللــه أن يحاســب بشــار ومــن معــه عــى‬ ‫كل قطــرة دم طاهرمقــدس‪.‬‬ ‫وهــؤالء السياســيون الليرباليــون ان‬ ‫كانــوا يؤيــدون ثــورة افرتاضيــة يف عقولهــم‬ ‫وحســاباتهم‪ ...‬ويتمنــون ثــورة ليــس لهــا‬ ‫عالقــة باللــه ودينــه القويــم فليعلنــوا ثورتهــم‬ ‫وليدفعــوا تضحياتهــم‪ ..‬أمــا إن كانــوا مــع‬ ‫الثــورة الســورية العظمــى ويريــدون تحقيــق‬ ‫أهدافهــا فليدركــوا هويتهــا‪ ...‬هويــة اســامية‬ ‫ربانيــة وســطية غــر محزبــة وبعيــدة عــن‬ ‫املغــاالة والتطــرف تؤمــن بالشــورى والالإك ـراه‬ ‫يف الديــن‪...‬‬ ‫ولــن يفيــد أبــدا أن ينكــر الناكــرون هويــة‬ ‫األرض والشــهداء واملجاهديــن‪ ...‬وليرتكــوا‬ ‫التــذايك أن يطرحــوا أنفســهم واجهــة ليرباليــة‬ ‫علامنيــة للثــورة ليختارهــم الغــرب والــرق‬ ‫قــادة‪ ...‬لــن يفيدهــم ذلــك بــل ســيطردهم‬ ‫وينحيهــم‪ ...‬ومــا يفيــد فقــط أن يضغــط‬ ‫الجميــع لفــرض الحقائــق وفــرض التعامــل‬ ‫معهــا‪ ..‬تعامــل لــن يعــود عــى أحــد محــب‬ ‫إال بالســعادة والخــر‪ ..‬فنحــن يف ثــورة نتاجهــا‬ ‫بــاذن ربهــا الخــر والســعادة ألنهــا ثــورة‬ ‫ليــس كمثلهــا ثــورة منــذ قــرون‪ ..‬ســام عــى‬ ‫شــهدائها واللــه أكــر‪.‬‬ ‫د‪.‬أسامة الملوحي‬

‫‪6‬‬


‫ثورة‬

‫صورنا‬ ‫يا مندوب‬ ‫بوح القلم‬

‫هنا لبنان‪...‬حيث العرب واإلخوان‬ ‫ه ّيأنا جوا ً للتصوير‬ ‫هيأنا جوا ً للمندوب‪ ...‬ال نخىش بعد ماجرى شيئاً‬ ‫صو ّرنا يامندوب‪...‬‬ ‫نحن نرصخ والدنيا تنظر‪...‬‬ ‫من يسمع؟‪ ..‬من يحكم؟‪ ..‬من يحسم؟‪..‬‬ ‫إن كان الخصم هو الحاكم وامليزان‬ ‫بكف القايض مقلوب‪ ...‬ه ّيأنا جوا ً للتصوير‪ ...‬وأتينا بأ ٍّم مفجوعة‬ ‫العدل ّ‬ ‫قالت ترصخ‪ ...‬رسقوا وطني هدموا بيتي‪ ...‬قتلوا ولدي رصخت وهي تلوب‬ ‫صو ّرنا يا مندوب‬ ‫أين تلك املاليني مام تسمى مجازا ً عرب‬ ‫وأي الدروب‪...‬‬ ‫أين هم‪ ...‬أين ناموا‪ ...‬بأي الكهوف ّ‬ ‫أي الكتب؟‬ ‫وأين أراهم بأي الصحائف؟؟ ّ‬ ‫هنا لبنان حيثُ الربد‪ ...‬حيثُ الجوع‪ ...‬حيث السيف فوق الرقاب‬ ‫فأين العرب؟؟‬ ‫نحن ثلّ ٌة آمنت بالرتاب‬ ‫وروته أزىك الدماء‪ ...‬نحن ثلّ ٌة حملت رشف االنتساب‬ ‫وفيها ومنها تظل األماين يانعة يف العيون فال ننحني والننثني‪...‬‬ ‫نظل إذا الحق نادى نحارب‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫وتبقى النساء بأرض الرجال عزيز ِ‬ ‫ات ٍ‬ ‫عرض وأرض وجانب‪...‬‬ ‫صورنا يامندوب‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫حركة عدم االنحياز‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫نشــأت حركــة عــدم االنحيــاز إبــان انهيــار‬ ‫النظــام االســتعامري ونضــال شــعوب إفريقيــا‬ ‫وآســيا وأمريــكا الالتينيــة وغريهــا مــن أجــل‬ ‫االســتقالل بعــد الحــرب العامليــة الثانيــة‪ .‬وعىل‬ ‫مــدار تاريخهــا لعبــت الحركــة دو ًرا أساســيًا‬ ‫يف الحفــاظ عــى الســلم واألمــن الدوليــن‪.‬‬ ‫تأسســت الحركــة مــن ‪ 29‬دولــة وهــي‬ ‫ّ‬ ‫الــدول التــي حــرت مؤمتــر باندونــج عــام‬ ‫‪ 1955‬وقــد ت ـ ّم اإلعــان يف ذلــك املؤمتــر عــن‬ ‫املبــادئ التــي تحكــم العالقــات بــن الــدول‪،‬‬ ‫وهــي املبــادئ التــي ُعرفــت باســم «مبــادئ‬ ‫باندونــج العــرة» والتــي جــرى اتخاذهــا فيــا‬ ‫بعــد كأهــداف لسياســة عــدم االنحيــاز‪ .‬كان‬ ‫مؤسســو حركــة عــدم االنحيــاز قــد فضّ لــوا‬ ‫ّ‬

‫إعالنهــا كحركــة وليــس كمنظمــة‪ ،‬تفاديًــا ملــا‬ ‫تنطــوي عليــه األخــرة مــن آثــار بريوقراطيــة‪،‬‬ ‫مؤكّديــن عــى أن الفكــرة مــن وراء الحركــة‬ ‫ليــس القيــام بــدور ســلبي يف السياســة الدولية‪،‬‬ ‫وإمنــا صياغــة مواقفهــا بطريقــة مســتقلة‬ ‫بحيــث تعكــس مواقــف الــدول األعضــاء فيهــا‪.‬‬

‫م‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫وكسجين‬

‫وعــى هــذا ركّــزت األهــداف األساســية لــدول‬ ‫حركــة عــدم االنحيــاز عــى االســتقالل الوطنــي‬ ‫والســيادة‪ ،‬واالبتعــاد عــن التكتّــات والرصاعات‬ ‫بــن الــدول الكــرى‪ ،‬والكفــاح ضــد العنرصيــة‬ ‫واالحتــال والســيطرة األجنبيــة‪ ،‬ونــزع الســاح‬ ‫وعــدم التدخــل يف الشــئون الداخليــة للــدول‪،‬‬ ‫ورفــض اســتخدام القــوة يف العالقــات الدوليــة‪،‬‬ ‫وقــد اســتطاعت الحركــة أن تضــم عــد ًدا‬ ‫متزاي ـ ًدا مــن الــدول وحــركات التحريــر التــي‬ ‫قبلــت‪ -‬عــى الرغــم مــن تنوعهــا األيديولوجــي‪،‬‬ ‫والســيايس‪ ،‬واالقتصــادي‪ ،‬واالجتامعــي‪،‬‬ ‫والثقــايف‪ -‬املبــادئ التــي قامــت عليهــا الحركــة‬ ‫وأهدافهــا األساســية‪ ،‬وأبــدت اســتعدادها مــن‬ ‫أجــل تحقيــق تلــك املبــادئ واألهــداف‪.‬‬

‫دي‬ ‫ليت || ‪Delete‬‬

‫رة بدي أعمل ديليت‬ ‫ــع كل أســف عــم‬ ‫هامل‬ ‫بثورتنــا‪ ...‬ويــي م‬ ‫اف يــي عايشــينه‬ ‫ريــة خالـف تُعــرف‬ ‫لإلختــ‬ ‫ـة مرضيـة‪ ،‬يعنـي نظ‬ ‫‪2012/4/1‬‬ ‫شــوي شــوي لحالـ‬ ‫يتحــول‬ ‫لفــت عــى تاريــخ‬ ‫مقتــل عقيــد يف الحــرس الجمهــوري يف عمليــة ناجحــة للجيــش صاي ـرة ه ـي‬ ‫الثــورة النــاس اخت‬ ‫الحــر يف حرســتا‪ ،‬وتدمــر ‪ 12‬ســيارة عســكرية يف تــل الذهــب‪.‬‬ ‫س‪ ...‬مثــاً بذكــرى‬ ‫األســا‬ ‫ن ‪ 15‬و‬ ‫م يف اختـاف عـى‬ ‫‪2012/4/2‬‬ ‫انطالقتهــا‪ ...‬ومــا بــ شــان األكـراد وغريهـ‬ ‫عـوا وضيّعونــا‪ ...‬و م‬ ‫قصــف عــى جبــل الزاويــة و ‪ 11‬شــهيد يف قصــف عــى البياضــة‬ ‫ضا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ري‬ ‫هو‬ ‫يف حمــص وتعزي ـزات عســكرية عــى حــاة وريفهــا مــع اســتمرار ‪ 18‬وريا الجديـدة‪ ...‬الجم‬ ‫‪ ...‬املعارضــة كــان‬ ‫سـم سـ‬ ‫العربيــة الســورية‬ ‫ا ورية أو الجمهوريــة‬ ‫القصــف‪.‬‬ ‫الســ‬ ‫ف رح يكــون شــكل‬ ‫امعــة الجمهوريــن‬ ‫ختلفــة كيــ‬ ‫‪2012/4/3‬‬ ‫ـة أو إســامية‪ ...‬ج‬ ‫م ـة الجديــدة علامنيـ‬ ‫قصــف عــى الخالديــة يف حمــص وســقوط أكــر مــن خمســة شــهداء الدولـ‬ ‫ـون الحكــم رئــايس‬ ‫إمــارة ولّ خالفــة‪...‬‬ ‫كـ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ــ‬ ‫ختلف‬ ‫اميني مختلفـن بـن‬ ‫وعـرات الجرحــى واعتصــام يف كليــة اآلداب والهندســة يف الحســكة ‪ .‬م ـاين‪ ...‬وجامعــة اإلسـ‬ ‫ولّ برملـ‬ ‫‪2012/4/4‬‬ ‫شــوارب‪ !!...‬وهــون‬ ‫إطــاق نــار كثيــف يف الزبــداين بالتزامــن مــع حمــات دهــم واعتقــال أمــا جامعــة اإلخـوان شــوارب أودقــن بــا‬ ‫ريــن أنــو دقــن و‬ ‫تا‬ ‫ل‬ ‫ــ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫‪...‬‬ ‫مــن قبــل األمــن و الشــبيحة عليهــا وعــى حرســتا‪.‬‬ ‫مح ين كــان مختلفــن‬ ‫وا ؟؟؟ طيــب‪ ...‬وإذا‬ ‫دا‬ ‫بالزبــ‬ ‫نــا هدنــة وقصفــ‬ ‫ـة أو أل‪ ...‬بلــي عمل‬ ‫‪2012/4/5‬‬ ‫هدنـ‬ ‫د‬ ‫ــ‬ ‫ح‬ ‫وا‬ ‫‪...‬‬ ‫جر‬ ‫نــا رح يبــس الشــ‬ ‫رروا البلـد‪ ...‬والتــاين‬ ‫قصــف عــى حــاة وريفهــا أســفر عــن ســقوط أكــر مــن عــرة شــهداء ماعمل‬ ‫هاجمـوا هالحواجــز ويحـ ّ‬ ‫وعــرات الجرحــى‪ .‬وتقــدّ م للثــوار يف حلــب بإســقاط مروحيــة و ‪ 9‬يقــول الزم الشـباب ي‬ ‫ب‬ ‫بيقــول إذا قصفونــا‬ ‫دبابــات واالســتيالء عــى ‪ 3‬ناقــات جنــد‪.‬‬ ‫دا‬ ‫ن بدنا نروح بحالنا‪ ...‬ناس بتقول ماح طالـب أنــو يتواجدوا‬ ‫‪2012/4/6‬‬ ‫وي‬ ‫ن ‪ ...‬وغريهـم عـم ي‬ ‫مـن الثــوار ع بلــودا‬ ‫جمعــة مــن ج ّهــز غازيــاً فقــد غــزى واشــتباكات عنيفــة يف جرسيــن و طلـع‬ ‫ي تهـم مـن الحمالت‪...‬‬ ‫حموريــة وكفــر بطنــا اســتطاع الجيــش الحــر مــن خاللهــا إحــراز تقــدّ م لحامي‬ ‫بقى اليش الوحيد ييل‬ ‫أنــو حتـى هـي مــا‬ ‫و راس بشـار‪ ...‬ولــو‬ ‫بي‬ ‫ملحــوظ‪.‬‬ ‫عليــه أنــو الـكل بـد‬ ‫متفقـن‬ ‫‪2012/4/7‬‬ ‫عليهــا‪ ...‬يش بيقول‬ ‫مــات ‪ ...‬امله ـم أنــو‬ ‫م الجيــش الحــر يف حلــب نحــو مطــار منــغ العســكري ورضب ثــاث اتفق ـوا‬ ‫بع ـدو عاي ـش و مــا‬ ‫تقــدّ‬ ‫ــات‪ ....‬ويش بيقــول‬ ‫عملهــا ديلي ـت‪!!....‬‬ ‫أنــو م‬ ‫يون ألّ يتّفق ـوا الزم ن‬ ‫طائــرات فيــه‪ ،‬وقصــف عنيــف عــى حرســتا ودومــا‪.‬‬ ‫عبــارة اتّف ـق الس ـور‬ ‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪8‬‬


‫حملة مداهمات في بلدة بلودان‬ ‫حصيلتها شهيدان وعدة جرحى‬ ‫تعرضــت بلــدة بلــودان املجــاورة ملدينــة الزبــداين يف ‪ 2013/4/1‬لحملة‬ ‫مداهمــة رشســة مع ـ ّززة بقــوة عســكرية مــن حاجــز حــرش بلــودان‪،‬‬ ‫ومعهــم عنــارص مــن الشــبيحة وقامــوا بتكســر املحــال التجاريــة ألهــايل‬ ‫الزبــداين النازحــن يف البلــدة ونهــب خرياتهــم وانتــروا يف الشــوارع‬ ‫وقامــوا باعتقــال عــدد كبــر مــن الشــباب‪ .‬وأثنــاء ذلــك حــاول أحدهــم‬ ‫الفـرار مــن بــن أنيابهــم وا ْذ بهــم يطلقــون النــار بشــكل عشــوايئ عــى‬ ‫املــارة مــا أ ّدى إىل استشــهاد الطفــل يــارس اللحــام وأمــه عزيــزة التينــاوي‬ ‫وإصابــة األب والجــدة و استشــهاد الشــاب الهــارب أيضــاً‪ ،‬لتســيل‬ ‫دماءهــم الزكيّــة يف الشــوارع وطلقــات الرصــاص تص ـ ّم اآلذان‪ .‬تو ّجهــوا‬ ‫بعدهــا إىل أحــد املراكــز التجاريــة وقامــوا برسقــة املــواد الغذائيــة‬ ‫بشــكل كامــل ورسقــة الخزينــة وفيهــا مبلــغ مــايل يقــارب ‪3‬ماليــن لــرة‪،‬‬ ‫وكافّــة أجهــزة التحكّــم واملراقبــة باإلضافــة إىل اعتقــال العــال مــن‬ ‫املحــات والدكاكــن املقتحمــة‪.‬‬

‫أخبارنا‬ ‫أكثر من ‪4‬مليون نازحون في الداخل‬ ‫و ‪ 1.2‬مليون الجئ في الخارج‬ ‫أعلنــت املفوضيــة العليــا لالجئــن أن عــدد الالجئــن الســوريني داخــل‬ ‫ســوريا تجــاوز أربعــة ماليــن شــخص اضطــروا للنــزوح مــن مدنهــم‬ ‫واالنتقــال إىل بلــدات ومــدن مجــاورة هرب ـاً مــن املــوت‪ ،‬ووصــل عــدد‬ ‫الفا ّريــن مــن الن ـزاع إىل الــدول املجــاورة مليــون ومئتــي ألــف شــخص‬ ‫إىل تركيــا ولبنــان واألردن ليصــل عــدد الالجئــن يف مخيــات األردن إىل‬ ‫‪ 475‬ألــف الجــئ يقطــن منهــم ‪ 146‬ألفـاً يف مخيــم الزعــري بينــا عــاد‬ ‫‪ 54‬ألفـاً طوعـاً إىل ســوريا هاربــن مــرة أخــرى مــن مخيــات املــوت يف‬ ‫األردن‪.‬ويعــاين الالجــؤون مــن نقــص حــا ّد يف املــواد الغذائيــة األساســية‬ ‫وتخ ـ ّوف مــن وقــف هــذه املســاعدات‪ .‬كــا ذكــرت مفوضيّــة األمــم‬ ‫املتحــدة ومنظمــة اإلغاثــة عــن عــدم قدرتهــا عــى توفــر الغــذاء لهــذا‬ ‫العــدد الكبــر مــن النازحــن والهاربــن مــن األزمــة يف ســوريا وأن األموال‬ ‫املتوفــرة للمســاعدات توشــك عــى النفــاذ‪.‬‬

‫المصريون يرفضون التواجد اإليراني على أرضهم‬ ‫ومرسي ّ‬ ‫يعزز العالقة مع طهران‪.‬‬ ‫تج ّمــع يــوم الجمعــة الع ـرات مــن املرصيــن أمــام منــزل‬ ‫القائــم باألعــال اإليــراين احتجاجــاً عــى وصــول ســائحني‬ ‫ـوج مــن السـ ّياح اإليرانيــن قــد وصل‬ ‫إيرانيــن إىل مــر‪ .‬وكان فـ ٌ‬ ‫اىل أســوان بجنــوب مــر يــوم الســبت املــايض‪ .‬مــن جانبهــا‬ ‫صادقــت الحكومــة اإليرانيــة يف اجتامعهــا األحــد املــايض عــى‬ ‫مــروع إلغــاء تأش ـرات الدخــول بالنســبة للســياح املرصيــن‬ ‫القادمــن إىل إيــران‪ .‬هــذا وقــد كان متظاهــرون ينتمــون‬ ‫للقــوى اإلســامية املختلفــة قــد منعــوا القائــم بأعــال الســفارة‬ ‫اإليرانيــة «مجتبــى أمــاين» يف القاهــرة مــن دخــول جامعــة‬ ‫األزهــر للمشــاركة يف مؤمتــر صــويف لالحتفــال مبولــد الســيدة‬ ‫عائشــة األســبوع املــايض‪ ،‬حيــث ر ّدد املحت ّجــون شــعار ٍ‬ ‫ات‬ ‫مناهضــة للرئيــس املــري محمــد مــريس وجامعــة اإلخــوان‪،‬‬ ‫ورفعــوا رايـ ٍ‬ ‫ـات ســوداء كُتــب عليهــا‪« :‬نرفــض تواجــد الشــيعة‬ ‫اإليرانيــن عــى أرض مــر‪ ،‬ال للســياحة اإليرانيــة يف مرص‪.‬ومــن‬ ‫جهــة أخــرى وقّــع الرئيــس محمــد مــرىس معاهــدات ومذكّـرات‬

‫بــن البلديــن للتعــاون يف املجــال الســياحي وإعــادة توطيــد‬ ‫العالقــات بــن البلديــن بعــد قطعهــا ملــدة ‪35‬عامــاً‪ .‬ويــرى‬ ‫مراقبــون أن إيــران تحــاول إيصــال املــد الشــيعي إىل مــر‬ ‫وكســبها كحليــف جديــد يف املنطقــة بعــد انهيــار نظــام األســد‬ ‫بينــا يــرى مــريس فيهــا رفــع ملســتوى التجــارة والســياحة بــن‬ ‫البلديــن متناســياً الــدور الكبــر إليــران يف الحــرب يف ســوريا‬ ‫ودعمهــا الكبــر للنظــام الســوري لقتــل الشــعب‪.‬‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪9‬‬


‫شهداء‬

‫شهيدا الحرية‬

‫جمعهتــم الثــورة ومل يف ّرقهــم يش ٌء حتّــى املــوت‪ .‬طلبــا الشــهادة فجــاءت‬ ‫اإلجابــة و ارتقــى الصاحبــان إىل جنــات الخلــد‪ ،‬الشــهيدان بــإذن اللــه‬ ‫"عبــد اللــه عــاء الديــن" و "عاصــم عــاء الديــن"‪.‬‬ ‫البطــل عبــد اللــه عــاء الديــن أبــو عمــرو مــن مواليــد الزبــداين ُعــرف‬ ‫بأخالقــه الطيبــة و مســاندته للحــق و التزامــه الدينــي‪ ،‬حيــث أخــذ‬ ‫عــى عاتقــه مه ّمــة االهتــام مبســجد الجــر يف شــهر رمضــان مــن‬ ‫العــام املــايض بعــد نــزوح معظــم أهــايل الزبــداين بســبب القصــف‬ ‫األســدي عــى املدينــة‪ .‬فــكان يقيــم األذان و يــؤ ُّم املصلـ ّـن يف املســجد ‪.‬‬ ‫التحــق مبجموعــة "ســامل" التابعــة للمجلــس العســكري ‪-‬كتيبــة شــهداء‬ ‫الزبــداين‪ -‬و حمــل الســاح مدافع ـاً عــن أهلــه و وطنــه ضــد الطغيــان‬ ‫األســدي‪ .‬مل يقبــل أبــو عمــرو أن يحمــل جهــاز الالســليك‪ ،‬و كأنّــه كان‬ ‫ينتظــر الشــهادة بفــارغ الصــر ليتــ ّوج مــع الص ّديقــن و الصالحــن‪ ،‬و‬ ‫قــد وهبــه اللــه هــذه النعمــة لخصالــه الحســنة و ِصــدق مطلبــه بينــا‬

‫كان ذاهبـاًإىل املســجد لرفــع أذان العــر برفقــة ابــن عمــه عاصــم عــاء‬ ‫الديــن‪ ،‬حــن أُصيبــا بشــظايا قذيفــة و نُقــا إىل املشــفى امليــداين‪ ،‬لكـ ّن‬ ‫الشــهادة كُتبــت لهــا ليحلّقــا حــول العــرش يف حوصلــة طائ ـ ٍر أخــر‬ ‫يســبحا بحمــد الله‪.‬أ ّمــا البطــل عاصــم عــاء الديــن مــن مواليــد الزبــداين‬ ‫ّ‬ ‫ابــن ‪ 28‬ربيعــاً متــزوج و لــه و لــدان‪ ،‬مــن أوائــل الذيــن خرجــوا يف‬ ‫ليصــدح صوتــه الحــر يف ســاحة الحرية‪:‬‬ ‫املظاهـرات الســلمية يف الزبــداين ّ‬ ‫"هــي للــه هــي للــه " فتقبّــل اللــه نــداءه‪ .‬و يف نفــس الســاحة أمــام‬ ‫مســجد الجــر ارتقــى عاصــم شــهيدا ً‪ ،‬عاصــم أو عبــد الجبــار كــا كان‬ ‫نــداؤه حمــل الســاح يف وجــه آلــة الظلــم و انتســب إىل مجموعــة ســامل‬ ‫يف كتائــب شــهداء الزبــداين و شــارك يف معركــة شــباط مــن العــام املايض‪.‬‬ ‫تحـ ّـى بأخــاقٍ كرميــة كــا شــهد لــه أصدقــاؤه فهنيئـاً لــه الشــهادة التــي‬ ‫ّاســتحقها فنالها‪.‬هنيئ ـاً آلل عــاء الديــن هــذه الكرامــة‪.‬‬ ‫ذات النطاقني‬

‫الشهيد البطل‬ ‫عبد اهلل عالء الدين‬

‫الشهيد البطل‬ ‫عاصم عالء الدين‬

‫أستشهدت السيدة‬ ‫عزيزة التيناوي بتاريخ‬ ‫‪ 2013/4/1‬مع ولدها‬ ‫ياسر اللحام أثناء‬ ‫الحملة على بلودان‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫أستشهد الطفل‬ ‫ياسر اللحام بتاريخ‬ ‫‪ 2013/4/1‬مع أمه‬ ‫عزيزة التيناوي أثناء‬ ‫الحملة على بلودان‬

‫أستشهدت السيدة‬ ‫منى شبارة بتاريخ‬ ‫جراء القصف‬ ‫‪ّ 2013/4/6‬‬ ‫الهمجي على مدينة‬ ‫الزبداني‬

‫‪10‬‬


‫سراقب‬ ‫حيطان احلرية‬

‫نقطة ثائرة‬

‫رساقب ‪..‬نجمة الثورة السورية‬ ‫مدينة سورية تقع يف الشامل تتبع إدارياً ملحافظة إدلب‪،‬‬ ‫تبلغ مساحتها ‪ 17‬ألف هكتار تقريباً‪ ،‬تبعد عن العاصمة دمشق ‪275‬كيلو‬ ‫مرت‪ ،‬وتُعترب صلة الوصل بني حمص وحلب و إدلب ولها أهمية بني املدن السورية‬ ‫ملوقعها االسرتاتيجي بتنشيط حركة التجارة‪ ،‬فوجودها عىل طريق حلب القديم ومرور شبكة طرق‬ ‫رسيعة بجوارها ساهمت يف تنشيط التجارة وتسهيل نقل البضائع إىل ميناء الالذقية ومن حلب و إليها ثم‬ ‫تصديرها‪ .‬يبلغ عدد سكانها حوايل ‪ 40‬ألف نسمة يعمل غالبيتهم بالزراعة والصناعة‪ ،‬ومن أهم محاصيلها القطن‬ ‫و الشوندر السكري والخرضاوات والزيتون‪ .‬تقوم الصناعة باالعتامد عىل تلك املحاصيل ففيها معامل سكر ومعارص‬ ‫خاصة يف يومنا هذا‬ ‫زيتون وحلج القطن ومطاحن للحبوب‪ .‬عمر املدينة ال يتجاوز ثالمثائة عام‪ ،‬إال أنها تركت بصمتها القوية ّ‬ ‫ظل الثورة السورية املباركة لتكون من أوائل املدن التي لبّت نداء درعا رغم البعد الكبري يف املسافات بني املدينتني‪ّ ،‬إل أن‬ ‫يف ّ‬ ‫عشق أهلها للكرامة والحرية ال يُق ّدر بثمن‪ .‬خرجت املظاهرات منذ ‪ 2011/3/18‬ومل تهدأ للحظة رغم ما عانته من حمالت أمنية‬ ‫ومداهامت واعتقاالت‪ ،‬وباستمرار التظاهر وإرصار أهلها عىل امليض قدماً بدأت القوات العسكرية باجتياح املدينة وراحت تقيم فيها‬ ‫الحواجز وتطلق النار عىل املتظاهرين‪ ،‬فاقتحمت قوات األسد املدينة للمرة الثانية ظناً منهم أنهم سريدعون أهلها عن املطالبة بالقصاص‬ ‫للشهداء‪ ،‬لكن وترية االحتجاجات السلمية بدأت تنخفض تدريجياً‪ ،‬وبعد الحملة الثانية مل تهدأ رساقب ومل تغفو عىل وقع القصف‬ ‫العنيف‪ ،‬فتحول معظم أبنائها للعمل املسلح دفاعاً عن أرض سورية املقدسة‪ ،‬وتشكّلت كتائب من أهلها لتنض ّم تحت لواء الجيش الحر‪.‬‬ ‫نظّموا الصفوف وو ّحدوا العمل يف سبيل إسقاط النظام‪ ،‬فح ّرروا املدينة من الحواجز وأعلنوها منطقة محررة بعد أن ق ّدموا ‪228‬شهيدا ً‬ ‫واستمرت املدينة بالعطاء بقوة أبنائها وتنوع األفكار واالنتامءات التي تتوحد بانتام ٍء واحد‬ ‫عىل مذابح الحرية وأكرث من ‪ 30‬معتقالً‪ّ .‬‬ ‫لسورية الحرة‪ ،‬فكان عملهم جامعي ال تفرقة بينهم وال طائفية‪ .‬وبعملٍ تطوعي بحت‪ ،‬نظّفوا مدينتهم وأصلحوا ما فيها من تخريب‬ ‫يف شبكة املياه و أسالك الهاتف والكهرباء التي قطعتها أيدي النظام‪ ،‬وقاموا بحملة تنظيف الجدران يف املدينة وأعادوا طالءها‬ ‫وزينوها بأجمل العبارات والرسومات باسم حملة (حيطان رساقب) لتضيف جامالً عىل املدينة‪،‬ورسمت أنامل شبابها رسائل‬ ‫ٍ‬ ‫تعايش مشرتك يحلو به الوطن ويزهو رغم كل الجراح‪ .‬فيها أيضاً أزهرت‬ ‫وعبت عن‬ ‫املحبة للجميع يف وطننا األم سوريا‪ّ ،‬‬ ‫أقالمهم وخلقت من رحم األمل كلامتهم فأنشؤوا فيها عددا ً من الجرائد هي الكواكبي والربيع والنور والعهد لتنطق‬ ‫منسق مرتب لينجزوا أحالماً طال انتظارها بعد‬ ‫أقالمهم بالحق وينقلوا ه ّم الواقع والحياة‪ .‬كام وعملوا بشكل ّ‬ ‫مخصصة لألطفال اسمها «زيتون‬ ‫ا تح ّررت أقالمهم من العبودية‪ .‬صدرت أيضاً مجلة زيتون ومجلة ّ‬ ‫وزيتونة» ليكتمل املشهد الثقايف فيها برؤى سياسية وأفكار منوعة تتزين بها مدينة رساقب‬ ‫بشبابها الحامل الذي يحلق بعيدا ً فوق سوريا الجديدة ويرسم قوس قزح يف سامئها بدم‬ ‫الشهداء وحرية املعتقلني املقيدة التي آن لها أن تبرص النور قريباً‪.‬‬ ‫بقلم ندى الربيع‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪11‬‬


‫أخالقيات‬

‫التغيري باحلب‬

‫تغــره بيــدك أو‬ ‫لورأيــت منكــرا ً‪ ....‬يتبــادر إىل ذهنــك أن عليــك أن ّ‬ ‫بلســانك أو بقلبــك وهــذا أضعــف اإلميــان‪ ...‬نعــرف هــذا ونتقــن‬ ‫الحديــث الــذي يخربنــا بــه ولكــن هــل فكرنــا بــرورة االلتـزام بتطبيقــه‬ ‫بطريقــة حقــة ‪ ....‬كثــرون م ّنــا يحاولــون تطبيقــه فيحاربــون أهــل املنكر‬ ‫وصاحــب املنكــر ال املنكــر ذاتــه ‪ ......‬نعــم مــا يتوجــب علينــا فعلــه هــو‬ ‫محاربــة املنكــر ‪ ..‬الســلوك الســيئ‪ ,‬التــرف الخاطــئ ال صاحــب الخطــأ‬ ‫فصاحــب الخطــأ تائــه وقــد ال يــدري أنــه تائــه وبحاجــة ملــن يســاعده‬ ‫‪...‬مــاذا لــو اســتعملت حواســك وحبــك وقــررت أن تغــر املنكــر ح ّب ـاً‬ ‫بالخــر ال كره ـاً بأهــل املنكــر ‪ .....‬مــا الغايــة مــن تغيــر املنكــر أليــس‬ ‫انقــاذ املخطــئ ور ّده اىل الصــواب ‪ .....‬وردت يف تاريخنــا هــذه القصــة‬ ‫التــي تــرح مــا أعنيــه متام ـاً ‪......‬‬ ‫خــرج عبــد اللــه بــن محمــد بــن عائشــة مــن املســجد بعــد املغــرب‬ ‫يريــد منزلــه‪ ،‬وإذا يف طريقــه غــام مــن قريــش ســكران وقــد قبــض عــى‬ ‫امــرأة‪ ،‬فجذبهــا‪ ،‬فاســتغاثت‪ ،‬فاجتمــع النــاس عليــه يرضبونــه‪ ،‬فنظــر‬ ‫إليــه ابــن عائشــة فعرفــه‪ ،‬فقــال للنــاس‪ :‬تن ّحــوا عــن ابــن أخــي‪ .‬ثــم‬ ‫قــال‪ :‬إ َّيل يابــن أخــي‪ .‬فاســتحى الغــام‪ ،‬فجــاء إليــه فض َّمــه إىل نفســه‪،‬‬ ‫ثــم قــال لــه‪ :‬امـ ِ‬ ‫ـض معــي‪ .‬فمــى معــه حتــى صــار إىل منزلــه‪ ،‬فأدخلــه‬ ‫الــدار‪ ،‬وقــال لبعــض غلامنــه‪ :‬ب ّيتــه عنــدك‪ ،‬فــإذا أفــاق من ســكره فأعلمه‬ ‫مبــا كان منــه‪ ،‬وال تدعــه ينــرف حتــى تأتينــي به‪.‬فلــا أفــاق ذكــر لــه‬ ‫مــا جــرى‪ ،‬فاســتحيا منــه وبــى‪ ،‬و َه ـ َّم باالن ـراف؛ فقــال الغــام‪ :‬قــد‬ ‫أمرالشــيخ أن تأتيــه‪ .‬فأدخلــه عليــه فقــال لــه‪ :‬أمــا اســتحييت لنفســك؟‬ ‫أمــا اســتحييت لرشفــك؟ أمــا تــرى مــن والــدك؟ فاتــق اللــه‪ ،‬وانــزع عــا‬ ‫أنــت فيــه‪ .‬فبــى الغــام منك ًِّســا رأســه‪ ،‬ثــم رفــع رأســه‪ ،‬وقــال‪ :‬عاهــدت‬ ‫اللــه تعــاىل عهـ ًدا يســألني عنــه يــوم القيامــة أين ال أعــود لــرب النبيــذ‪،‬‬ ‫وال لــيء مــا كنــت فيــه وأنــا تائــب‪ .‬فقــال‪ :‬ادن منــي‪ .‬فقبَّــل رأســه‪،‬‬ ‫وقــال‪ :‬أحســنت يــا بنــي‪ .‬فــكان الغــام بعــد ذلــك يلزمــه ويكتــب عنــه‬ ‫الحديث[الغ ـزايل احيــاء علــوم الديــن ]‪.‬‬ ‫يف هــذه القصــة عمــل الشــيخ عــى تغيــر املنكــر بطريقــة مغايــرة‬ ‫ملــا قــام بــه النــاس وهــم محقــون فيــا فعلــوه ولكــن لــر النتيجــة ‪.....‬‬ ‫لقــد أشــعر املخطــئ بحبــه أوال ثــم بإنــكاره للمنكــر ثاني ـاً ‪ .....‬فــكان‬ ‫أن اهتــدى صاحبنــا ‪ ....‬فلنحــاول تغيــر املنكــر بحكمــة ورويــة بــدل‬ ‫التهجــم عــى املخطئــن و محاربتهــم وخاصــة إن كانــوا أبناءنــا أو‬ ‫إخواننــا‪ ...‬ألســنا خــر أمــة أخرجــت للنــاس ‪....‬‬ ‫بقلم زاد الخير‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫يف الثورة أخطاء ال تُغتفر‬

‫مــا أطرحـ ُه هنــا ليــس إلثــارة النعـرات الطائفيــة وال لشـ ّـق الصفــوف‪،‬‬ ‫إال أ ّن مفهــوم الحريــة الــذي بذلنــا ألجلــه الــدم والدمــوع يغــدو يوم ـاً‬ ‫يــوم فضفاضــاً مشــ ّوهاً‪ ،‬يخفــي يف بعــض األحيــان وراء عباراتــ ِه‬ ‫بعــد ٍ‬ ‫ال ّرباقــة أخطــا ًء كثــر ًة ال ت ُغتفــر‪.‬‬ ‫حــي الشــيخ مقصــود يف مدينــة حلــب وبعــد ســيطرة الجيــش‬ ‫يف ّ‬ ‫ـي‬ ‫الحـ ّر عليــه‪ ،‬طلبــت عنــا ٌ‬ ‫رص مــن جبهــة النــرة مــن إمــام مســجد الحـ ّ‬ ‫الشــيخ حســن ســيف الديــن إعــان الجهــاد واالنضــام إىل صفــوف‬ ‫الجيــش الح ـ ّر‪ ،‬وهنــا وعنــد رفضــه لهــذا قامــت تلــك العنــارص بذبحــه‬ ‫وســحله يف الشــوارع والتنكيــل بجثتــه قبــل أن يقطعــوا رأســه ليعلّقــوه‬ ‫عــى مئذنــة جامــع الحســن‪ .‬و يف شــارع الكنيســة يف جبــل الســيدة تروي‬ ‫بعــض الفتيــات املســيحيات تعرضه ـ ّن لالغتصــاب بعــد التكبــر عليه ـ ّن‬ ‫ثــاث مــرات‪ .‬تلــك الفتــاة ســوا ًء كانــت مســيحية أو مســلمة هــي‬ ‫كل ســوري‪ ،‬والب ـ ّد مــن‬ ‫ســورية ومســؤولية حاميتهــا تقــع عــى عاتــق ّ‬ ‫محاســبة الجنــاة أيّـاً كانــوا ولــو أنــه مــن غــر امل ُّســتبعد هنــا أن يكــون‬ ‫وراء هــذه األعــال أفـرا ٌد مدفوعـ ٌة مــن قبــل النظــام بهــدف اإلســاءة إىل‬ ‫ـام ينتهــك الحرمــات ويدعــو إىل‬ ‫الثــورة التــي هــي بريئــة مــن ديــنٍ وإسـ ٍ‬ ‫القتــل‪ .‬ومثــل هــذه األعــال ال تخــدم الثــورة بــأي شــكلٍ مــن األشــكال‬ ‫بــل تقـ ّدم خدمـ ٍ‬ ‫ـات مجانيــة للنظــام أمــام الــرأي العــام‪ ،‬وتؤكّــد روايتــه يف‬ ‫محاربــة مــا يســميه اإلرهــاب‪ .‬إذا ً ال ثــورة مــن دون أخطــاء‪ ،‬ولكــن منهــا‬ ‫مــا قــد يُغتفــر ومنهــا مــا يجــب التوقــف عنــده وإلّ فبئــس َ الحريــة‬ ‫هــي إن كانــت تدعــو إىل القتــل والدمــار‪ .‬وهنــا ومــن إحــدى الفتيــات‬ ‫الحــب والقليــل مــن العتــب‬ ‫املســيحيات رســال ٌة فيهــا الكثــر مــن‬ ‫ّ‬ ‫والرجــاء‪" :‬مــا أكتبـ ُه هــو مبثابــة نــداء لكافّــة أخــويت الســوريني‪ ،‬نــدايئ إىل‬ ‫املســلمني قبــل املســيحني‪ ،‬هنــاك مــن يريــد رمينــا يف التهلكــة‪ ،‬هنــاك مــن‬ ‫ـعب أراد الكرامــة وال يشء ســوى الكرامــة‪ ،‬ســاعدوا‬ ‫يريــد رسقــة ثــورة شـ ٍ‬ ‫أخواتكـ ّن واحموهـ ّن‪ ،‬فهـ ّن رشفكــم وعرضكــم وبنــات بلدكــم‪ ،‬وحاســبوا‬ ‫الجنــاة‪ ...‬نحــن نصــي دامئـاً ونقــول‪ ":‬أبانــا الــذي يف الســموات ال تدخلنــا‬ ‫يف تجربــة"‪ ،‬ال أريـ ُد أن أكــو َن موضــع شــاتة أبنــاء دينــي ممــن رفضــوا‬ ‫ــاب بالفصــام‪...‬‬ ‫الثــورة ومل يؤمنــوا بهــا منــذ انطالقتهــا‪ ،‬ال أريــد أن أُ ُص َ‬ ‫ُ‬ ‫أخــاف عــى نفــي ممــن‬ ‫فتــار ًة أفــرح وأهلّــل لتحــ ّرر األرض‪ ،‬وتــار ًة‬ ‫ح ّررهــا‪ ،‬ال تســمحوا لهــم بــأن أدفــع ومــن مثــي مثــن الحريــة مرتــن ‪"...‬‬ ‫أختكم السورية‪...‬‬ ‫نيرمين عبد الرؤوف‬

‫‪12‬‬


‫يف حضرة املاء واحلياة‬ ‫تســاقط قطــرات املــاء بخجــلٍ قطــر ٍ‬ ‫ات‪...‬‬ ‫ـام مــن الضبــاب األصفــر‬ ‫قطـرات‪ ،‬بعــد عـ ّدة أيـ ٍ‬ ‫الــذي حجــب لــون الســاء‪ ،‬يغيــب اللــون‬ ‫األزرق‪ .‬تختفــي يف أفقــه بخفــوت‪ ،‬األزقّــة‬ ‫املنكوبــة والحــارات الزبدان َّيــة املد ّمــرة التــي‬ ‫تحــي عــن حنايــا وتضاريــس ومنعطفــات‬ ‫املدينــة الصامــدة التــي ال حيــاة يف أنحائهــا‪.‬‬ ‫يحجــب الضبــاب الرؤيــة رويــدا ً رويــدا ً‪ ،‬لك ّنهــا‬ ‫تنحــر تلقائيــاً يف متاهــة الخــوف واملــوت‪.‬‬ ‫تدخــل الطيــور والشــحارير فجــأة إىل أعشاشــها‬ ‫يف أج ّمــة الــورد الكبــرة خلــف الــدار ترتقّــب‬ ‫شــيئاً مــا قــد يحــدث‪ ،‬وتنتظــر معجــزةً‪ .‬يبقــى‬ ‫ـي مغـ ّ ٍ‬ ‫ـر‬ ‫الضبــاب يســود ويلفّنــا كوشــا ٍح ذهبـ ّ‬ ‫بلــون الشــمس لثالثــة أيــام خلــت‪ .‬تتمــ ّوه‬ ‫الطرقــات والســاحات الخاوية كاألشــباح إالّ من‬ ‫بعــض أضــواء الكهربــاء املقننــة‪ .‬يرحــل الضباب‬ ‫بحــذ ٍر يج ـ ّر أذيالــه بعيــدا ً‪ .‬تحـ ّـل هجم ـ ٌة مــن‬ ‫الــرد يعقبهــا رذا ٌذ مــن املطــر الخفيــف‪ .‬يــزداد‬ ‫املطــر غـزارةً‪ ،‬يزغــرد الســهل املحــارص لقطرات‬ ‫الغيــث‪ .‬تضحــك أشــجاره وأغصانــه وهــي‬ ‫تحــايك أشــجار الزبــداين العطــى للــاء واملطــر‬ ‫ـاص محــارصة‬ ‫والف ـاّح‪ .‬أشــجارنا الســورية ت ُحـ َ‬ ‫الســوري حيــث ميــوت ومتنــع عنــه‬ ‫إنســاننا‬ ‫ّ‬ ‫الحيــاة‪ .‬مزيـ ٌد مــن القصــف والدمــار والدمــاء‪.‬‬ ‫يُقصــف الســهل و ت ُقتــل األشــجار‪ ،‬تتشــظّى‬ ‫الحقــول‪ُ .‬ينــع العنايــة عــن األشــجار مــن‬ ‫تقليــم وحراثــة وتســميد وســقاية‪ ،‬لك ـ ّن املــاء‬ ‫يتســاقط مــن الســاء‪ ..‬يهطــل مــدرارا ً رحمــة‬ ‫مــن رب العاملــن‪ .‬ال حركــة للــارة‪ ،‬الحركــة‬ ‫مشــلولة بــل معدومــة‪ .‬ال أحــد يف طرقــات‬ ‫وســاحات زبــد(‪ ،)1‬الطرقــات خاويــة‪ ،‬يبقــى‬ ‫املواطنــون يف منازلهــم خوف ـاً مــن االعتقــاالت‬ ‫العشــوائية التــي تطــال الرجــال مــن الشــباب‬ ‫والشــيب والشــيوخ والنســاء‪ .‬روت يل إحــدى‬ ‫املعتقــات التــي خرجــت حديثـاً مــن الســجن‬ ‫أنهــا اجتمعــت بإحــدى النســاء اللــوايت ا ُعتقلـ ّن‬ ‫بتهمــة تقديــم الطعــام للجيــش الحــر وكانــت‬ ‫مــن بينه ـ ّن امــرأ ٌة حامــل‪ ،‬تلــد تلــك املــرأة يف‬ ‫املعتقــل‪ ،‬ويبــدأ صغريهــا اآلن بالزحــف محاوالً‬ ‫املــي داخــل الســجن‪ .‬أطفالنــا يُولــدون‬ ‫ويكــرون يف ســجون الطاغيــة‪ .‬يعيشــون داخــل‬

‫زنزاناتهــم الكريهــة القــذرة التــي هــي بــؤرة‬ ‫لألمراض‪،‬حيــث اآلالم واألمــراض والتعذيــب‬ ‫والجــوع‪ .‬أطفالنــا يفتقــدون الحيــاة‪ ،‬يُقتلــون‬ ‫مــع أمهاتهــم داخــل األرحــام‪ ،‬أطفـ ٌ‬ ‫ـال تفتقــد‬ ‫إىل التعليــم واللعــب واألقــام امللونــة‬ ‫كأحالمهــم التــي تنــأى عــن رســم املشــاوير‪.‬‬ ‫إحــدى املعتقــات أيضـاً طبيبــة أجــرت عمليــة‬ ‫جراحيــة لزوجــة مقاتــل يف الجيــش الحــر‪،‬‬ ‫وهــي اآلن يف الســجن تدفــع مثــن جرميتهــا‬ ‫قصــص أليمــة‬ ‫الشــنيعة يف حــق البرشيــة‪!..‬‬ ‫ٌ‬ ‫نســمعها عــن االعتقــال العشــوايئ والظــروف‬ ‫الصعبــة داخــل املعتقــات‪ ..‬املــوت البطــيء‬ ‫وأســاليب التعذيــب الفظيعــة التــي ينــدى‬ ‫لهــا جبــن اإلنســانية يف األلفيــة الثالثــة وعــى‬ ‫أعتــاب القــرن الواحــد والعرشيــن‪ !..‬ننتظــر‬ ‫وينتظــرون‪ ..‬نحــن البــر والحجــر والطــر‬ ‫نصبــو إىل الفــرج والنــر‪ .‬االنتصــار اآليت‪..‬‬ ‫النــر الكبــر الرائــع‪ ..‬يجــيء بعــد أنهــار‬ ‫كل‬ ‫الدمــاء التــي تســر يف ســوريا الكليمــة‪ّ ..‬‬ ‫يشء يبــي يف ســوريا‪ ..‬يف الزبــداين اآلبــدة‬ ‫كالتاريــخ الحــارضة يف األذهــان ويف القلــوب‪.‬‬ ‫يف داريــا حيــث شــوارع الرجولــة تــروي مالحــم‬ ‫بطولــة العصــور‪ ..‬يف الغوطتــن مصانــع الرجــال‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫زبدانيات‬ ‫أوكسجني‪ ..‬عناة آرام‬

‫منــذ األبــد‪ ..‬يف مــدن الوليــد‪ ..‬وأبــو الفــداء‪..‬‬ ‫واملعــري‪ .‬أ ّمــا دمشــق ســليلة التاريــخ فلهــا‬ ‫شــأ ٌن آخــر‪ .‬دمشــق يــا آخــر معاقــل الطاغيــة‪،‬‬ ‫فيهــا معركتــه األخــرة التــي يخرسهــا ويندحــر‬ ‫فيهــا القهــر ويُدفــن فيهــا الظلــم إىل األبــد‪.‬‬ ‫هــذا مــا يحصــل دامئــاً؛ رصا ٌع بــن الحــق‬ ‫والباطــل‪ .‬رصاع الحقيقــة يف وجــه الكــذب‬ ‫والريــاء‪ ...‬رصا ٌع بــن املــوت والحيــاة‪ ...‬رصاع‬ ‫يحــق لســوريا‬ ‫وجــودي‪ ،‬تكــون أو ال تكــون‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫أن تســر يف ركــب الحضــارة والتقــدم‪ .‬ويحـ ّـق‬ ‫أيضــاً للشــعب الســوري أن يعيــش بحريــ ٍة‬ ‫وكرامــة حيــث ينعــم بالحيــاة والرفاهيــة‪.‬‬ ‫فســوريا كبــرة وكرميــة تزخــر بــكل الــروات‬ ‫التــي متتلكهــا عائلــة مســتبّدة وحفنــة مــن‬ ‫الخونــة واملســتفيدين‪ .‬تقــول كتــب التاريــخ‬ ‫كل بــاد العــامل عــى الرغــم مــن اختــاف‬ ‫يف ّ‬ ‫الشــعوب والقوميــات واألرض و الجغرافيــا أ ّن‬ ‫الطاغيــة الســفاح ميــوت يف النهايــة وينتــر‬ ‫الشــعب املظلــوم بعــد كل التضحيــات‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫لــب الخــر‬ ‫‪1‬ـ زبــد‪ :‬مــن زبــداين وتعنــي ّ‬ ‫والعطــاء‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫أرى‪..‬‬

‫طائرا ً هامئاً يف الفضاء‪...‬‬ ‫أرى‬ ‫يباً أضاع املدى و املدارا‬ ‫غر‬ ‫ى يف املسائل رسا ً دفيناً‪...‬‬ ‫أر‬ ‫ى يف املدائن خوفاً يُدارى‬ ‫أر‬ ‫تطوي الجناح انكسارا‪...‬‬ ‫أرى الشمس‬ ‫للغروب الحزين انهامرا‬ ‫أرى‬ ‫قلقا يف ثبات الجذور‪...‬‬ ‫أرى‬ ‫يف الفروع دماً واصفرارا‬ ‫أرى‬ ‫ف بها الجهل دارا فدارا‬ ‫قد غادرت روحها‪ ...‬وطا‬ ‫أرى أ ّمة‬ ‫ى من خسوف الزمان‪...‬‬ ‫أرى ما أر‬ ‫يف انطفاء العيون ازورارا‬ ‫أرى‬ ‫هل يرى للربوق جوارا‬ ‫ما كان أو ما يكون‪ ...‬إلّ‬ ‫تأملت‬ ‫كنت أخفيه إلّ اصطبارا‬ ‫ية أيقضت جرحي‪ ...‬و ما‬ ‫إلّ ابن سور‬ ‫ذا الزمان املشني اندحارا‬ ‫من ترتجيه القلوب‪ ...‬له‬ ‫الّ ابن‬ ‫عصم األرض صاروا سوارا‬ ‫غاصبون القساة‪ ...‬عىل م‬ ‫أيجتاحنا ال‬ ‫ن ابتدعنا الحروف منارا‬ ‫فينا رصوح العالء‪...‬ونح‬ ‫وتهدم‬ ‫ما من ميني يشد اليرسى‬ ‫ارى الردى والحديد‪ ...‬و‬ ‫فبتنا أس‬ ‫ما حرك البغي فينا قرارا‬ ‫هتز للظلم فينا ضمري‪ ...‬و‬ ‫سيحمي الحمى و الديارا‬ ‫وما ا ّ‬ ‫اتب والكل اله‪ ...‬ومن ذا‬ ‫فمن ذا أع‬ ‫ومن ذا يوحد فينا املسارا‬ ‫ذا سيجمع شمالً بديدا‪...‬‬ ‫با جرى كالدموع انهامرا‬ ‫ومن‬ ‫ح عن وجه حمزة‪ ...‬عتا‬ ‫ومن ذا سيمس‬ ‫ظّت ونادت مراراً‪ ...‬مرارا‬ ‫حلب انتخت أهلها‪ ...‬تش‬ ‫وهذي‬ ‫ي ومل تلق حتى اعتذارا‬ ‫ب وما من مجيب‪ ...‬تناد‬ ‫فام من جوا ٍ‬ ‫طي ألم الشهيد اعتبارا؟؟‬ ‫سؤايل إذا ما سألت‪ ...‬أيع‬ ‫أينفع‬ ‫ضقت ذرعا وضاقت ديارا‬ ‫ذي عزنا ذات يوم‪ ...‬لقد‬ ‫أال وال‬ ‫الحزن أطوي الضلوع‪...‬‬ ‫وكدت من‬ ‫يك فال يطفئ الدمع نارا‬ ‫وأب‬ ‫ميع قصدناه أهالً وجارا‬ ‫يكون لهذا الخطاب‪...‬س‬ ‫عىس أن‬ ‫عاىل سموا تعاىل اقتدارا‪...‬‬ ‫مع الله شمل العرب‪ ...‬ت‬ ‫وأن يج‬ ‫ب‬ ‫قلم بوح‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫القلم‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬ ‫برج احليادي‪:‬‬

‫ر تضـ ّـل مــن جامعــة (مادخلنــا) يــا‬ ‫باعتبــار أنــك م ـ ّ‬

‫ريــت ع األقــل تضلّــك ســاكت ومــا تنظّــر ألنــو‬ ‫الثورة مكملة فيك وبالك‪..‬‬

‫برج النازح‪:‬‬

‫غــر القذائــف يــي فــوق راســك بتضـ ّـل إيــدك عــى‬ ‫قلبــك خايــف أنــو تفــى‬ ‫جرة الغاز ‪ ...‬ألنو الغاز ال دين له ‪!!! ...‬‬

‫برج اإلعالم السوري‪:‬‬

‫كذبــة نيســان يــوم واحــد بــس شــكلك أنــت عطــول‬ ‫مع ّيــد وكل يــوم بتطلــع بكذبــة جديــدة‪ ...‬بــس عــى مــن‬ ‫يــا شــاطر ‪...‬‬

‫دفاع مدني ‪..‬‬

‫فواصل‬

‫إسعاف مصاب بطلق ناري‬ ‫إسعاف مصاب بطلق نارينتبع الخطوات التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬قــم بإبعــاد املصــاب عــن مرمــى النــران‪ ،‬واحــرص عــى إبقائــه‬ ‫دون أي حركــة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحــ ّدث مــع املصــاب واســأله لــرى إن كان واعيــاً أم ال‪ ،‬فــإن مل‬ ‫يســتجب حــاول إيقاظــه‪ ،‬وتأكّــد مــن تنفســه وقــم بقيــاس النبــض‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن مل يكــن املصــاب يتنفــس نجــري لــه التنفــس االصطناعــي يف‬ ‫حــن يهتــم آخــر بالجــرح‪.‬‬ ‫‪ -4‬قــم بالضغــط بشــكل قــوي عــى مــكان اإلصابــة بقطعــة قــاش‬ ‫أو حتــى باليــد إليقــاف النزيــف أو إبطائــه‪ .‬يجــب أن يســتمر هــذا‬ ‫الضغــط ملــدة عــر دقائــق عــى األقــل يك يتمكــن الــدم مــن التخـ ّـر‬ ‫فيتوقــف النزيــف‪.‬‬ ‫‪ -5‬إذا امتــأت الضــادة بالدمــاء‪ ،‬ال تقــم أبــدا ً باســتبدالها‪ ،‬بــل قــم‬ ‫بوضــع الضــادة الجديــدة عليهــا‪.‬‬ ‫‪ -6‬يف حــال توفــر الثلــج‪ ،‬قــم بوضــع القليــل يف كيــس ومــن ثـ ّم ضــع‬ ‫الكيــس عــى الجــرح؛ هــذا يســاعد عــى إغــاق الرشايــن املتــررة‪.‬‬ ‫‪ -7‬بعــد أن يتوقــف النزيــف‪ ،‬قــم بلــف الجــرح بالشــاش أو بقطعــة‬ ‫قــاش‪ ،‬وض ّمــد مــكان اإلصابــة وارفــع العضــو املصــاب فــوق مســتوى‬ ‫القلــب‪.‬‬ ‫‪ -8‬إذا كانــت اإلصابــة يف الــرأس أو الوجــه أو العنــق فــإن االســتلقاء‬ ‫يزيــد مــن النزيــف‪ ،‬لــذا يجــب أن يكــون املصــاب يف وضعيــة الجلــوس‬ ‫أو الوقــوف‪.‬‬ ‫‪ -9‬ال تقدم أي طعام أو رشاب للمصاب حتى املاء‪.‬‬ ‫‪ -10‬االتصال بسيارة إسعاف بأرسع وقت‪.‬‬

‫برج املعارضة اخلارجية ‪:‬‬

‫ثورة السوريني ييل كلها شهدا ودم‪ ،‬شكلها بالنسبة‬ ‫إلكــن بــس نجوميــة وبروظــة وفنــادق‪ ...‬بــس‬ ‫ياحيــف‪!!..‬‬

‫برج بشار‪:‬‬

‫كتيــر انبســطنا أنــك مــا متــت ‪ ...‬ألنــو مــا بدنــا‬ ‫يتــوص فيــك ‪..‬‬ ‫إيــراين يقتلــك بدنــا الجيــش الحــر‬ ‫ّ‬

‫برج الثائر‪:‬‬

‫أنــت عــم تقاتــل ومتــوت وغــرك عــم يحــي عليــك‬ ‫مشــان كرتونــة معونــة ‪ ...‬إلــك اللــه !!‬

‫العدد (‪ )53‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\07‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.