أوكسجين العدد ( 55 ) السنة الثانية - الأحد 21\04\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫دمشق تحترق‬

‫الهدن في الزبداني‪..‬‬ ‫أسبابها ومن المستفيد منها ؟‬

‫الشعوبية والعداء للعرب‬ ‫حزب اهلل والمستنقع السوري‬

‫أوكسجني‬ ‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫افتتاحية أوكسجين‬

‫امللف السوري ‪:‬‬ ‫ الفيجــارو الفرنســ ّية‪« :‬االردن فتحــت‬‫مجالهــا الجــوي لطيــارات ارسائيليــة بــدون‬ ‫طيــار»‪.‬‬ ‫ الفضائ ّيــة الســوريّة‪« :‬اســقاط منطــاد‬‫تجســس مــز ّود بتقنيــة املايكروســوفت يف‬ ‫خــان شــيخون»‪.‬‬ ‫ الحــدود الســوريّة اللبنانيّــة‪ :‬حــزب اللــه‬‫يجتــاح القصــر والجيــش الحــر يقصــف‬ ‫الهرمــل‪.‬‬ ‫ اســطنبول‪ :‬معــاذ الخطيــب يعيــد‬‫رح عــى الفيســبوك «اللهــم‬ ‫اســتقالته ويـ ّ‬ ‫لــن أشــهد عــى زور»‪.‬‬ ‫ جديــدة الفضــل‪ :‬مجــزرة ضحاياها ضعف‬‫من عــدد كلــات هــذه االفتتاحية‪...‬‬ ‫أمل تكــن أيّــام الحصــار والقصــف الســتّة‬ ‫الســابقة كافيــة لتقنعنا أ ّن املصيبة ســتكون‬ ‫بهــذا الحجــم؟ أم كان علينــا أن ننتظــر‬ ‫كل هــذه الصــور والفيديوهــات‬ ‫لــرى ّ‬ ‫لنصــ ّدق هــول املأســاة؟ مل يعــد يقنعنــا‬

‫رقــم! نك ـذّب أنفســنا‪« :‬قــد يكــون العــدد‬ ‫أقــل»‪ ،‬ث ـ ّم ننــدب‪« :‬وقــد يكــون أكــر»‪...‬‬ ‫أليســت كلمــة مجــزرة بكافيــة ؟ لطاملــا‬ ‫تع ّودنــا عــى كلــات «ارسائيــل‪ ،‬تجســس‪،‬‬ ‫اجتيــاح‪ ،‬اســتقالة « لكــن مــن املؤســف‬ ‫أن ّنــا تع ّودنــا كلمــة مجــزرة‪..‬‬ ‫أوكســجني يف عددها الخامس والخمســن‬ ‫تصــدر مــن الزبــداين لتح ّدثنــا عــن الهدنــة‬ ‫يف املدينــة وحــزب اللــه عــى تخومهــا‪،‬‬ ‫متــ ّر عــى ثــورة دمشــق وتخربنــا عــن‬ ‫نفســ ّية الســوري‪ ،‬ويف نقطــة ثائــرة تــزور‬ ‫وتقــص بطوالتهــا‬ ‫ديــر بعلبــة يف حمــص‬ ‫ّ‬ ‫وتضحياتهــا‪ ،‬ويف زبدان ّيــات تعــزف لحــن‬ ‫«زبــد» عــى املجــوز وترقــص القلــوب‬ ‫معــه إىل زبــد‪ ،‬وبعــد األبــواب الثابتــة مــن‬ ‫أخبــار وأدب وشــعر ترســل أرسة أوكســجني‬ ‫لجديــدة الفضــل صــاة ودعــاء ولشــهدائها‬ ‫تح ّيــة و وداع وملــن تبقّــى يف املدينــة‬ ‫مكلومــاً أحــ ّر التعــازي‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬خطاب سيادته‪...‬‬ ‫بين الهذيان والالمعقول‬ ‫‪ -4‬الهدن في الزبداني‪..‬‬ ‫أسبابها ومن المستفيد منها ؟‬ ‫‪ -5‬حزب اهلل والمستنقع السوري‬ ‫‪ -6‬دمشق تحترق‬ ‫‪ -7‬المكون النفسي السوري‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬أخبارنا‬ ‫‪ -10‬الشعوبية والعداء للعرب‬ ‫‪ -11‬دير بعلبة من دمك يزهر انتصارنا‬ ‫‪ -12‬زبدانيات‪ ..‬رقصة زبد مع البارد‬ ‫‪ -13‬أدب‪ ..‬وداعا يا طارق‪..‬‬ ‫‪ -14‬فواصل‪..‬‬

‫صدح بالحرية‪..‬‬ ‫فكان له حصة األسد من الحقد‪..‬‬ ‫جامع الجسر‬ ‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫‪2‬‬


‫ثورة‬

‫خطاب سيادته‪...‬‬ ‫بين الهذيان والالمعقول‬

‫حديثــه األخــر كالــذي ســبق مــن حربــه الكالميــة‬ ‫يصلــح لــكل زمــانٍ ومــكان‪ ،‬فيــه الكثـ ُر مــن الجعجعــة‬ ‫والقليــل مــن الطحــن‪ ،‬يظهــر فيــه جلي ـاً انعزالــه التــام‬ ‫عــن الواقــع وتناقضــه يف مقابلــ ٍة بُثّــت مبناســبة عيــد‬ ‫الجــاء يف حــن أنــه يحتـ ّـل البلــد ويســتغل خرياتهــا هــو‬ ‫وعائلتــه منــذ أربعــن عام ـاً! وبفلســفته املعهــودة عــن‬ ‫الجراثيــم والفقاعــات وبنفــس العبــارات‪ ،‬أعــاد ســيادته‬ ‫توصيــف معارضيــه بأنهــم مجموعــة مرتزقــة وإرهابيون‬ ‫تكفرييــون‪ ،‬و بــأ ّن ســوريا تتعــرض ملحاولــة اســتعامر‬ ‫جديــد بقـ ٍ‬ ‫ـوات تــأيت مــن الخــارج عــى حــد زعمــه‪.‬‬ ‫وكــا ا ّدعــى مــن قبــل تــو ّرط تركيــا بالدمــاء الســورية‪،‬‬ ‫ر ّدد مــن جديــد بــأن أردوغــان ال مصداقية لــه يف صفوف‬ ‫األك ـراد‪ ،‬الذيــن وكــا حــاول يف بدايــة الثــورة كســبهم‬ ‫إىل ص ّفــه عــر منحهــم بطاقـ ٍ‬ ‫ـات شــخصية‪ ،‬عــاد اليــوم‬ ‫ليؤكّــد بأنهــم ليســوا ضيوف ـاً أو طارئــن بــل معظمهــم‬ ‫وطنيــون‪ .‬و ليو ّجــه أصابــع االتهــام إىل األردن بترسيــب‬ ‫املقاتلــن عــر الحــدود منتقــدا ّ التمويــل الخارجــي‬ ‫للمعارضــة وارتباطهــا بالغــرب‪ ،‬بينــا نــي التصاقــه هــو‬ ‫رصحــون‬ ‫باملســؤولني اإليرانــن والــروس الذيــن باتــوا ي ّ‬ ‫بــدالً عنــه‪ ،‬يف حــن يبتعــد هــو عــن الســاحة ويكتفــي‬ ‫ـائل أرادهــا أن تصــل‬ ‫بعـ ّدة مقابــات مسـ ّجلة فيهــا رسـ ٌ‬ ‫إىل جهــات عـ ّدة‪ ،‬منهــا دول الجــوار محـ ّذرا ً إيّاهــا مــن‬ ‫الحريــق الــذي قــد يصــل إليهــم مــن ســوريا‪.‬‬ ‫هــذا وح ّمــل الغــرب مســؤولية دعــم القاعــدة وجبهــة‬ ‫النــرة قائـاً بــأ ّن هــذه الــدول ســتدفع الثمــن باهظـاً‬ ‫وســيصل خطــر الجهاديــن إىل مجتمعاتهــا‪ .‬وأشــار إىل‬ ‫احتــاالت تقســيم ســوريا عــى أســس عرقيــة وطائفيــة‬ ‫يف حــال ســقوط نظامــه الــذي عـ ّـر عنــه بعبــارة‪ « :‬ال‬ ‫خيــار لنــا غــر االنتصــار يف هــذه الحــرب الدائــرة منــذ‬ ‫ســنتني وإلّ فــإن ســوريا ســتنتهي»‪ ،‬وذلــك يف إشــارة‬ ‫واضحــة إىل العالقــة بــن اســتمراره يف الحكــم ووجــود‬ ‫ســوريا كدول ـ ٍة وكيــان‪.‬‬ ‫أمــا جيشــه الــذي يقصــف املــدن ويقتــل األطفــال‬ ‫فقــد افتخــر بــه وبفجــوره قائـاً بــأ ّن املهمــة األوىل‬ ‫للجيــش العــريب الســوري عنــد دخولــه املــدن هــي‬ ‫االهتــام بالجانــب اإلنســاين!!‬ ‫وكــا أضحكنــا مــن قبــل يف مقابلته الســابقة بأ ّن‬ ‫تربيتــه املنزليــة الصالحــة ال تســمح لــه بالــرد عــى‬ ‫ترصيــح أحمــد داود أوغلــو بأنــه يفضّ ــل االســتقالة‬ ‫عــن مصافحــة األســد‪ ،‬عــاد اليــوم ليضحكنــا مــن‬ ‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫جديــد بالحديــث عــن األخــاق والقيــم‪ ،‬وهــو الــذي‬ ‫ســمحت لــه تربيتــه بقصــف أبنــاء شــعبه‬ ‫بالطائ ـرات والصواريــخ‪..‬‬ ‫وليصــل إىل قمــة الهذيــان بقولــه‬ ‫أ ّن الوضــع اآلن أفضــل مــن بدايــة‬ ‫األزمــة‪ ،‬وهــذا يــدل عــى‬ ‫أنــه يعيــش خــارج املشــهد‬ ‫الســوري متامــاً يف حالــة‬ ‫مــن االنفصــال والتشــتت‪.‬‬ ‫ومــع تفاقــم الوضــع‬ ‫الســوري ومــا يســيل‬ ‫يطــل‬ ‫ّ‬ ‫مــن الدمــاء‪،‬‬ ‫كل مــرة‬ ‫األســد يف ّ‬ ‫ّإل أنــه ال يقــدم‬ ‫أي جديــد‪ ،‬ويفشــل‬ ‫مجــددا ً يف حشــد‬ ‫الشــعب الســوري‬ ‫خلفــه و يعجــز عــن‬ ‫إقناعــه باملؤامــرة رغــم‬ ‫محاولتــه لذلــك عــر‬ ‫إلصــاق تهــم الطائفيــة‬ ‫والتكفرييــة باملعارضــة‪.‬‬ ‫قــد تكــون تلــك اللقــاءات إذا ً‬ ‫مــن أجــل رفــع معنويــات شــبيحته‪،‬‬ ‫ومحاولــة مســتميتة إلثبــات نفســه‬ ‫كرئيــس وإلعــادة مــاء وجهــه الــذي‬ ‫أُريــق منــذ زمــن‪.‬‬ ‫نيرمين عبد الرؤوف‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫الهدن في الزبداني‪..‬‬ ‫أسبابها ومن المستفيد منها ؟‬

‫تع ّرضــت مدينــة الزبــداين إىل الكثــر مــن‬ ‫الحمــات األمنيــة واالعتقــاالت بحــق املدنيــن‪،‬‬ ‫وإرهابهــا بالقــوات العســكرية والشــبيحة‪.‬‬ ‫وبعــد عـ ّدة شــهور مــن الســلمية واملظاهـرات‬ ‫وتحــ ّول البوصلــة إىل العمــل املســلّح اشــت ّد‬ ‫ســاعد الثــوار يف الزبــداين وحققــوا انتصــارات‬ ‫بحاميــة املدينــة‪ ،‬وتــم ر ّد أول حملــة عســكرية‬ ‫يف شــهر كانــون األول عــام ‪ ،2011‬إثــر دحــر‬ ‫قــوات النظــام بعــد معركــة اســتمرت ســتة‬ ‫أيــام يف ســهل الزبــداين منعــوا تقــ ّدم جيــش‬ ‫األســد باتجــاه املدينــة وك ّبدوهــم الخســائر ‪.‬‬ ‫الهدنــة األوىل ‪10‬كانــون األول ‪2011‬االنتصــار‬ ‫املنجــز مــن قبــل شــباب املدينــة دفــع النظــام‬ ‫مــن خــال بعــض املقاولــن لديــه بعمــل هدنة‬ ‫والتفــاوض مــع املقاتلــن‪ ،‬لوقــف إطــاق النــار‬ ‫وإخفــاء املظاهــر املســلّحة وإيقــاف خــروج‬ ‫املظاهـرات الســلمية‪ .‬واســتمرت الهدنــة حتــى‬ ‫بدايــة شــباط عــام ‪ ،2012‬أثنــاء االســتقالل‬ ‫(الفــرة مابــن االنتصــار والهدنــة) بــدأ اإلعــام‬ ‫العاملــي يس ـلّط األضــواء عــى الزبــداين حتّــى‬ ‫أ ّن الرئيــس الــريك رجــب طيــب أردوغــان قــال‪:‬‬ ‫"كيــف لنظــام األســد تهديــد الحــدود الرتكيــة‬ ‫وهــو ال يســتطيع الســيطرة عــى مدينــة‬

‫الزبــداين"‪ ،‬وأيضـاً الســفري الــرويس والكثــر مــن‬ ‫دول العــامل تح ّدثــت عــن معركــة االنتصــار‬ ‫األول و َدفــع باقــي املناطــق الثائــرة إىل التحـ ّرر‪،‬‬ ‫مــا دفــع بالنظــام أن يحشــد جيشــه القتحــام‬ ‫املدينــة مــرة ثانيــة‪ ،‬وأخــذ يتــذ ّرع بالحجــج‬ ‫ويعـ ّد العـ ّدة‪ ،‬وبــدأت املعركــة الثانيــة مبحاولة‬ ‫جديــدة ليخرقــوا الهدنــة املعهــودة بــن‬ ‫الطرفــن‪.‬‬ ‫الهدنــة الثانيــة كانــت فــي ‪12‬شــباط ‪2012‬‬ ‫بعــد أن نفــذت ذخــرة الجيــش الحــر الــذي‬ ‫حــارب ‪ 11‬يــوم بالبندقيــة فقــط يف معركــة‬ ‫غــر متكافئــة‪ ،‬اســتخدم فيهــا جيــش النظــام‬ ‫املدفعيــة بالقصــف عــى املدينــة والثــوار‬ ‫املحاربــن لــه‪ ،‬فحدثــت مجــزرة آل عــواد بحــق‬ ‫ســتة شــباب بســقوط قذيفــة عليهــم أثنــاء‬ ‫محاولــة إنقــاذ‪ ،‬واشــت ّدت املعركــة والقصــف‬ ‫فنفــذت ذخــرة الثــوار املرابطــن عــى حــدود‬ ‫الزبــداين‪ ،‬واستشــهد الكثــرون منهــم أســامة‬ ‫يوســف وعصــام الطســة وخالــد الكويفــي و‪20‬‬ ‫شــهيدا ً آخرين‪.‬عــرض النظــام هدنــة جديــدة‬ ‫اضطــرت الزبــداين لقبولهــا عــى مضــض‪،‬‬ ‫وا ُشــرط عليهــم إيقــاف إطــاق النــار ودخــول‬ ‫ســيارة زيــل تقـ ُّـل صحفيــن ترافقهــم مدرعــة‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫وبعــض العنــارص إىل منطقــة املحطــة لتصويــر‬ ‫الهــدوء وعــودة الحيــاة إىل املنطقــة‪ .‬وقــام‬ ‫النظــام الغــادر بخــرق الهدنــة وإدخــال املزيــد‬ ‫مــن قواتــه وفــرض رشوط جديــدة كان أبرزهــا‬ ‫تســليم ‪ 100‬بندقيــة‪ ،‬وت ـ ّم التســليم وأكملــت‬ ‫كتائــب األســد كذبهــا وخداعهــا واســتقدمت‬ ‫قواتهــا للتمركــز يف نقــاط قطّعــت أوصــال‬ ‫املدينــة‪ ،‬واســتمرت حتــى بدايــة الشــهر‬ ‫الســادس ‪ 2012‬ولكنهــا ســحبت أول حاجــز‬ ‫تخوفــاً مــن انشــقاقه‪.‬‬ ‫الهدنــة الثالثــة ‪ :2013/4/15‬وبــدأت‬ ‫معركــة تحريــر جديــدة تعرضــت فيهــا املدينــة‬ ‫للقصــف ونــزح أهلهــا وخلــت حاراتهــا مــن‬ ‫أهازيــج املظاهــرات إال مــن رضب املدفعيــة‬ ‫وأزيــز الرصــاص ألنهــم مل يســتطيعوا اقتحامهــا‪.‬‬ ‫شــبابها آثــروا املــوت عــى الخــروج مــن‬ ‫املدينــة‪ ،‬واســتامتوا يف الــذود عنهــا فد ّمــروا‬ ‫ع ـ ّدة حواجــز داخــل املدينــة وســيطروا عــى‬ ‫العتــاد‪ ،‬واضطّــر بعضهــم لالنســحاب تحــت‬ ‫رضبــات الجيــش الحــر‪ .‬مــا دفــع بالنظــام‬ ‫إىل توقيــع هدنــة ثالثــة رشطهــا وقــف إطــاق‬ ‫فقــط ملــدة مفتوحــة‪ .‬رأي واســتنتاج‪ :‬يحتــال‬ ‫النظــام عــى املــدن بأمــور الهدنــة التــي تنشــأ‬ ‫مبوافقــة الطرفــن وتفــرض رشوطهــا مــن‬ ‫الجهــة األقــوى‪ ،‬فرياهــا البعــض حــل جيــد‬ ‫لوقــف إطــاق النــار وإنقــاذ حيــاة الكثرييــن‪،‬‬ ‫بينــا يعزوهــا البعــض لضعــف دفــن وعــدم‬ ‫القــدرة عــى القتــال‪ ،‬وآخــرون يــرون فيهــا‬ ‫خــداع واحتيــال مــن قبــل عنــارص األســد‬ ‫لحشــد قواتــه ومعــاودة االقتحــام والغــزو‪،‬‬ ‫لكنهــم نســوا أنــه شــعب ال يُقهــر‪ ،‬واع ٍ‬ ‫لخبثهــم ومكرهــم‪ ،‬ويعتــرون الهدنــة اسـراحة‬ ‫ألخــذ نفــس عميــق وإراحــة املدنيــن رغــم‬ ‫أن الــروط تكــون دامئــاً مجحفــة بحقهــم‪.‬‬ ‫أ ّمــا النظــام فيســعى لعمــل اتفاقيــات الهــدن‬ ‫بشــكل دائــم ليخفّــف الضغــط مــن منطقــة‬ ‫ثائــرة يف وجهــه ويلتفــت إىل مراكــز املــدن‬ ‫الكــرى كالعاصمــة دمشــق وحلــب‪.‬‬ ‫إعداد بتول الزبداني‬

‫‪4‬‬


‫حزب اهلل والمستنقع السوري‬ ‫يدخــل حــزب اللــه الحــرب فعليـاً إىل جانــب‬ ‫النظــام األســدي يف ســوريا‪ .‬يقــف إىل جانــب‬ ‫حليفــه األســد‪ ،‬يســاعده لوجســتياً وعســكرياً‪،‬‬ ‫يق ـ ّرر و ُيق ـ ّرر لــه اإلنخ ـراط يف ســجال مريــر‬ ‫و معركــة تخوضهــا ثالثــة أط ـراف يف مواجهــة‬ ‫الثــورة الســوريّة‪:‬‬ ‫‪ -1‬النظــام األســدي املســتبد الــذي يُعتــر منــذ‬ ‫‪ 43‬عامــاً أن البــاد الســورية أرضــاً و ترابــاً و‬ ‫بــرا ً مســتملك عائــي مــوروث وإقطاعيــة‬ ‫يرأســها مــع عبيدهــا‪ .‬يســتع ّد للقتــل والقتــال‬ ‫مــن أجلهــا حتــى فنائهــا و رفضـاً للتخـ ّـي عنهــا‪.‬‬ ‫‪ -2‬روســيا ـ عــدوة الشــعب الســوري ـ التــي‬ ‫تســعى بواســطة الطاغيــة األســد للعــودة اىل‬ ‫الســاحة الدوليــة كقــ ّوة ال ميكــن تجاوزهــا‬ ‫بعــد تكاثــرت نكســاتها وتعــددت بعــد سلســلة‬ ‫مــن املواجهــات التــي مل يكــن بوســعها أبــدا ً‬ ‫املشــاركة فيهــا أو الحيلولــة دون وقوعهــا‪:‬‬ ‫حــرب العــراق األوىل‪ ،‬حــروب يوغوســافيا‬ ‫الســابقة‪ ،‬حــرب الع ـراق الثانيــة‪ ،‬ثــم التد ّخــل‬ ‫العســكري األطلــي يف ليبيــا‪.‬‬ ‫‪ -3‬إيــران دولــة املــد الشــيعي التــي تــرى يف‬ ‫خســارة الحليــف األســدي إضعاف ـاً كب ـرا ً لهــا‬ ‫ورضبــاً لقــوس تحالفاتهــا العابــر يف العــراق‬ ‫املتوســط واىل‬ ‫وامل ُفــي عــر ســوريا اىل البحــر‬ ‫ّ‬ ‫لبنــان وحــدود إرسائيــل حيــث قــدرة الدفــاع‬

‫عــن برنامجهــا النــووي وعــن تض ّخــم دورهــا‬ ‫اإلقليمــي‪.‬‬ ‫ـزب اللــه‪ ،‬كــا راعيتــه‬ ‫وقــد ش ـ ّجع أم ـران حـ َ‬ ‫إيــران ومعهــا روســيا‪ ،‬عــى االنغــاس يف‬ ‫القتــال‪ .‬األ ّول‪ ،‬تراجــع معظــم الــدول الغربيــة‬ ‫والعربيــة عــن الدعــم العســكري النوعــي‬ ‫للثــورة الســورية التــي توضــح مبــا ال يقبــل‬ ‫املســاومة رغبتهــا يف إنهــاء حكــم االســتبداد‬ ‫األســدي بــأرسع وقــت‪ .‬والثــاين‪ ،‬إطــاق تعبئــة‬ ‫إيديولوجيــة ضــد "الصعــود السـ ّني" يف املنطقة‬ ‫بوصفــه صعــودا ً "ســلف ّياً جهاديّــاً" يهــ ّدد‬ ‫الشــيعة (وســائر األقلّيــات يف ســوريا ولبنــان)‬ ‫ويعـ ّد إيـران عــد ّوه األول وتصــل آثــار "أرضاره"‬ ‫املحتملــة اىل جمهوريــات آســيا الوســطى‬ ‫والقوقــاز حيــث تقمــع موســكو منــذ عقديــن‬ ‫حــركات إســتقاللية "ســ ّنية املذهــب"‪.‬‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫ثورة‬

‫ومــن املالحــظ أن توقيــت دخــول الحــزب‬ ‫الحــرب امليدانيــة وإعالنــه عــى مراحــل عــن‬ ‫كل مــا‬ ‫قتــاه فيهــا يُظهــر أنّــه يدفــع بعنــارصه ّ‬ ‫اشــت ّد الضغــط عــى نظــام األســد وتراجعــت‬ ‫أي‬ ‫قدرة جيشــه عــى االنتشــار بهــدف تعويض ّ‬ ‫خلــل محتمــل يف عمليّــة ربــط دمشــق بحمــص‬ ‫املتوســطي الســوري‪ .‬ويُظهــر‬ ‫بقــرى الســاحل‬ ‫ّ‬ ‫كذلــك أنّــه صــار يُســقط جميــع املحاذيــر‬ ‫اللبنانيــة (والســورية) املذهبيــة والسياســية‬ ‫الواحــد تلــو اآلخــر‪ ،‬مقتحــاً ســاحة رصاع ال‬ ‫ميكــن فهــم منطقــه تعاطي ـاً معهــا ّإل باعتبــار‬ ‫املثــال اإلرسائيــي املنــايف للدميوغرافيــا (أو‬ ‫املضــاد لقـ ّوة العــدد) مرجعـاً لــه وإليـران فيها‪.‬‬ ‫وهــذا مــا ُيــي عليــه العيــش يف قلعةوبعقليــة‬ ‫القلعــة امل ُســتنفَرة عــى الــدوام وامل ُســتعيدة‬ ‫دوريـاً رسديــات اســتهداف وجــودي ومظلومية‬ ‫تســتعني بهــا تحريض ـاً ضــد اآلخريــن‪.‬‬ ‫الحــزب اللبنــاين وخلفــه إي ـران أقلّيــة صغــرة‬ ‫تُقامــر مبصائــر مجتمعات وت ُســهم يف تعزيز كل‬ ‫والتفســخ فيهــا‪ ،‬وتســتعيد‬ ‫احتــاالت العنــف‬ ‫ّ‬ ‫مــع أشــباهها يف املقلــب اآلخــر (وهــم فئــة‬ ‫صغــرى‪ ،‬حتــى اآلن عــى األقــل) قرون ـاً خلــت‬ ‫ورصاعــات ت ْؤثِــر املــايض عــى املســتقبل‬ ‫والعنــف عــى الحيــاة‪.‬‬ ‫وهــا‪ ،‬قبــل ذلــك وبعــده‪ ،‬يدفعــان لبنــان‬ ‫وســوريا اىل "تــازم مســا َرين" جديــد لــن‬ ‫تطــول قيادتهــا لدفّتــه الســورية‪ ،‬يف حــن‬ ‫قــد تصــر تلــك اللبنانيــة ضح ّيــة مــن جديــد‬ ‫لبعــض األوهــام‪ ،‬وللغــرور القاتــل‪.‬‬ ‫عناة آرام‬

‫‪5‬‬


‫ثورة‬

‫دمشق تحترق‬

‫قــد تتميــز دمشــق عــن غريهــا مــن املــدن‬ ‫الســورية‪ ،‬فهــي األفضــل واألجمــل‪ ،‬عــى‬ ‫الرغــم مــا أُســبغ عليهــا مــن التهميــش‪.‬‬ ‫إن حياتهــا وحيــاة ســكانها مرتبطــة بحيــاة‬ ‫وعمــل ســكان املــدن األخــرى‪ ،‬الســيام‬ ‫بلــدات األريــاف املحيطــة بهــا‪ .‬و إذا امتازت‬ ‫بتاريخهــا العريــق‪ ،‬فالفضــل يعــود للعهــود‬ ‫املســيحية واإلســامية ومــا قبلهــا‪ ،‬أمــا‬ ‫رمزيتهــا كعاصمــة للدولــة فهــذا مــا أملتــه‬ ‫اعتبــارات سياســية‪ .‬وأن تكــون مدينــة‬ ‫الياســمني فهــي هبــة الياســمني نفســه‪.‬‬ ‫الجانــب األســود يف تاريخهــا كان يف الكثــر‬ ‫مــن محطاتــه فريســة الغــزاة واملغامريــن‬ ‫والعســكر تج ّمعــت يف داخــل دمشــق‬ ‫أديــان وطوائــف وأع ـراق ومذاهــب ش ـتّى‪.‬‬ ‫مل تغلــق أبوابهــا يف وجــه أحــد‪ ،‬ومل تكــن‬ ‫يوم ـاً ملــكاً ألهلهــا بــل لســاكنيها‪ ،‬ومعهــم‬ ‫الذيــن يأتــون إليهــا رمبــا عابريــن فيقيمــون‬ ‫فيهــا‪ ،‬ومــع الزمــن يصبحــون أهلهــا‪ .‬هكــذا‬ ‫هي‪.‬حالهــا اليــوم‪ ،‬كــا مل نعرفهــا مــن قبــل‪،‬‬ ‫مدينـ ٌة منهكــة‪ ،‬ليســت حصينــة وال منيعــة‪،‬‬ ‫الحــرب عــى أبوابهــا‪ ،‬القنابــل تهبــط‬ ‫عليهــا‪ ،‬قــد تســقط عــى زقــاق أو بنــاء‬ ‫ســكني أو مستشــفى أو مبنــى حكومــي‪،‬‬ ‫والفاعــل مجهــول‪ .‬مقطّعــة األوصــال‬ ‫بعــرات الحواجــز‪ ،‬شــوارعها الرئيســة‬ ‫انتــرت فيهــا العــوارض اإلســمنتية وأكيــاس‬ ‫الرمــل‪ ،‬الجنــود مبالبــس امليــدان الكاملــة‪،‬‬ ‫الدبابــات عــى مداخلهــا‪ ،‬ســيارات الزيــل‬ ‫تنهــب األرض ممتلئــة بالجنــود يرفعــون‬ ‫أيديهــم بإشــارات النــر‪ ،‬ناقــات حامــات‬ ‫دبابــات تعــر األوتوس ـراد‪ .‬باصــات تحمــل‬ ‫شــبيحة يهتفــون‪" :‬بالــروح بالــدم"‪ ،‬طائـرات‬ ‫الهيلكوبــر تــرى واضحــة بالعــن املجــردة‬ ‫تحلّــق فــوق جوبــر أو حرســتا أو القابــون‪...‬‬ ‫تطلــق صلياهــا عــن بعــد ومــن ارتفاعــات‬ ‫منخفضــة‪ ،‬فيتصاعــد الدخــان يف الفضــاء‪.‬‬ ‫راجــات الصواريــخ ال تكـ ّـف عــن القصــف‪،‬‬ ‫الق ّناصــة فــوق أســطح األبنيــة العاليــة‪ ،‬عــى‬ ‫أطرافهــا يف الطــرق الفرعيــة قــد تصادفنــا‬ ‫جثــثٌ ملقــا ٌة عــى األرض‪ .‬النازحــون يأتــون‬

‫إليهــا مــن املــدن واألريــاف املنكوبــة‪،‬‬ ‫نســا ٌء ورجــال وأطفــال‪ ،‬يحملــون القليــل‬ ‫مــن األمتعــة باحثــن عــن ملجــأ أو مــأوى‪.‬‬ ‫لــن يكــون يف أحســن األحــوال أكــر مــن‬ ‫حديقــة أو ملعــب أو مدرســة أو رصيــف‪،‬‬ ‫وقــد يصادفهــم الحــظ فيجــدون مــن يقـ ّدم‬ ‫لهــم طعامــاً مــن الجمعيــات الخرييــة‬ ‫وفاعــي الخــر‪ ،‬إن مل تــرع فــرق الشــبان‬ ‫املتطوعــن املوزّعــة بــن العــدوي واملــزة‬ ‫واملخيــم إىل مســاعدتهم وتوزيــع اإلعانــات‬ ‫عليهــم مــن مالبــس و طعــام و حليــب‬ ‫لألطفــال باإلضافــة مــواد طبيــة إســعافية‪.‬‬ ‫صباح ـاً يف األســواق‪ ،‬يســارع األهــايل ل ـراء‬ ‫لوازمهــم مكتفــن بالقليــل‪ ،‬فاألســعار يف‬ ‫ارتفــاع جنــوين‪ .‬الشــوارع مغلقــة أمــام‬ ‫خاصــة تلــك التــي متــ ّر يف‬ ‫الســيارات‪ّ ،‬‬ ‫جــوار مق ـ ّر أمنــي أو حكومــي‪ .‬االختناقــات‬ ‫املروريــة تســهم فيهــا كــرة الحواجــز‪.‬‬ ‫صفــوف طويلــة مــن الشــبان والرجــال أمــام‬ ‫أفـران الخبــز ومراكــز توزيــع قواريــر الغــاز‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أرتــال‬ ‫يف الحــارات تكو ّمــت النفايــات‪.‬‬ ‫مــن الســيارات عنــد محطّــات الوقــود‪.‬‬ ‫موظفــو الدولــة يغــادرون مراكــز عملهــم‬ ‫قبــل انتهــاء الــدوام الرســمي‪ .‬شــوارع‬ ‫دمشــق الرئيســة مثــل الصالحيــة‪ ،‬البحصــة‪،‬‬ ‫القصــاع‪ ،‬والجــر‬ ‫الحمــراء‪ ،‬بــاب تومــا‪ّ ،‬‬ ‫األبيــض تخلــو مــن املــا ّرة بعــد الســاعة‬ ‫السادســة مســاء‪ .‬املقاهــي خاليــة مــن‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫الزبائــن‪ ،‬مواقــف الباصــات تحــت الجــر‬ ‫فارغــة‪ .‬أ ّمــا يف الليــل كــا يف النهــار‪ ،‬األهــايل‬ ‫تحــت رحمــة عــدم انتظــام الكهربــاء‬ ‫وانقطاعاتهــا‪ .‬جــاء دور دمشــق‪ ،‬وجــاء دور‬ ‫هجــرة ســكانها‪ .‬ازداد عــدد الخارجــن منهــا‬ ‫إىل الــدول املجــاورة‪ .‬عــى أرضهــا ستُحســم‬ ‫معركــة ســورية‪ .‬النظــام الــذي حكمهــا‬ ‫أربعــة عقــود وعــد أنــه ســيدافع عنهــا‪.‬‬ ‫بينــا جنــود النظــام توعــدوا بقولهــم األســد‬ ‫أو نحــرق البلــد‪ .‬هــل هنــاك خــاف بينهــا‬ ‫أم تنســيق؟ منــذ بــدء األزمــة الســورية و‬ ‫النظــام يتكلــم بــيء ومــا يفعلــه جنــوده‬ ‫عــى األرض يشء آخــر‪ .‬إذا كان ســيدافع‬ ‫عنهــا كــا دافــع جنــوده وشــبيحته عــن‬ ‫حمــص وحلــب ودرعــا‪ ،‬فدمشــق موعــودة‬ ‫بالخراب‪.‬لســنا يف محــر تأبــن دمشــق‬ ‫املتوقــع‪ ،‬وال يف اســتثنائها مــن الدمــار‬ ‫املتوقــع أيضــا‪ ،‬وإمنــا الرثــاء لنظــام كانــت‬ ‫اختياراتــه كارثيــة‪ .‬لــو أنــه اســتمع لصــوت‬ ‫شــعبه‪ ،‬لــكان تج ّنــب هــذه الثــورة ممكن ـاً‪،‬‬ ‫ولوفّــر عــى ســورية أكــر مــن مئــة ألــف‬ ‫ضحيــة‪ ،‬وملــا م ـ ّزق املجتمــع وزرع األحقــاد‬ ‫فيه‪.‬هــذه دمشــق يف الربــع ســاعة األخــرة‪،‬‬ ‫لكنهــا قــد تتمــدد إىل أربــاع ســاعات أخــرى‪،‬‬ ‫تتجـ ّدد مــن حــن آلخــر مــا دام هنــاك مــن‬ ‫وجــد الحــل يف تدمريهــا‪.‬‬ ‫بقلم محمد الصفدي‬

‫‪6‬‬


‫المكون النفسي السوري‬ ‫تتابــع الثــورة الســورية تنظيــف العفــن‬ ‫املرتاكــم ليــس يف مــراث االســتبداد‬ ‫والفســاد وحســب‪ ،‬بــل وتنظيــف املكــون‬ ‫النفــي الســوري مــن العفــن املرتاكــم‬ ‫فيــه منــذ أن أعملــت تربيــة املحســوبيات‬ ‫واإلقصــاء والرشــوة عملهــا املريــع فيه‪.‬قــد‬ ‫تكــون هــذه مــن أمثــن الفــرص التاريخيــة‬ ‫التــي مترعــى هــذا البلــد املنكــوب بــكل‬ ‫أنــواع النكبــة‪ ،‬إلعــادة تكويــن اإلنســان‬ ‫الســوري مــن جديد‪.‬اإلنســان الذيــن يؤمــن‬ ‫أول مــا يؤمــن بــرورة التعلّــم واملعرفــة‬ ‫والتخصــص‪ ،‬وقبلهــا أن يتخلــص‬ ‫والتدريــب‬ ‫ّ‬

‫مــن هــذا املــراث الســميك مــن األنانيــة‬ ‫والتفــرد وورم الــذات املريض‪.‬يــكاد يكــون‬ ‫مــن شــبه املســتحيل أن تظهــر أي طاقــة‬ ‫برشيــة ســورية‪ ،‬تســعى للعمــل الــدؤوب‬ ‫والجــاد والب ّنــاء‪ ،‬ســواء كانــت هــذه الطاقــة‬ ‫مهنيــة‪ ،‬فنيــة‪ ،‬أو حتــى علميــة‪ ،‬إن كان‬ ‫داخــل ســوريا أو خارجهــا‪ ،‬مل أو لــن تتعــرض‬ ‫إىل وابــل مــن كل أنــواع التشــويه والهجــوم‬ ‫والشــخصنة‪ .‬لــدى الســوريني جــو ٌع دفــن‬ ‫وعتيــق إلطــاق ذواتهــم التــي كانــت‬ ‫مســحوقة تحــت ماكينــة الديكتاتوريــة‬ ‫والفســاد‪ ،‬ليــس هــذا وحســب بــل هــم‬ ‫قــد أجــروا وســكتوا حتــى‬ ‫عــى إذاللهــم ودفعهــم‬ ‫حتــى إىل اإلذعــان‬ ‫بــأن الرشــوة‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫ثورة‬

‫شــطارة واملحســوبيات نفــوذ‪ .‬لهــذا فقــد‬ ‫كشــفت هــذه الثــورة املجيــدة املباركــة‬ ‫عــن فضيحــة املكــون النفــي الســوري‬ ‫الــذي يتط ّهــر ويتع ّمــد ويتقــوم بنــار الثــورة‬ ‫املقدســة‪ .‬فمبــارشة بعــد تصــ ّدع وتــآكل‬ ‫نظــام األســد الــذي بنــاه منــذ أواســط‬ ‫الســتينيات بالحديــد والنــار وبــكل أنــواع‬ ‫الغــدر عــى أيــدي أبطــال الثــورة مــن‬ ‫املدنيــن العاديــن مــن الشــعب الســوري‪،‬‬ ‫يف ثــورة عارمــة أفقيــة وعاموديــة أطاحــت‬ ‫مــرة واحــدة وأبديــة بإمكانيــة قبــول‬ ‫هــذا الشــعب بهــذا النــوع مــن الحكــم‬ ‫والتســلّط‪ .‬مبــارشة بعــد هــذا التصــ ّدع‬ ‫ظهــرت طبقــة جديــدة مــن ت ّجــار األزمــات‪،‬‬ ‫ومســعوري املناصــب الوهميــة‪ ،‬لتحــاول‬ ‫ركــوب الثــورة التــي ال تـزال محافظــة عــى‬ ‫نقائهــا وعذريتهــا يف كل ضاحيــة صغــرة أو‬ ‫كبــرة يف أنحــاء األرض الســورية املباركــة‪.‬‬ ‫ولهــذا فــإن مــا نشــهده اليــوم هــي ثــورة‬ ‫شــعبية ســورية عارمــة وجذريــة مســتمرة‬ ‫منــذ أكــر مــن ســنتني‪ ،‬وثــورة يف داخلهــا‬ ‫عــى كل مــا مــن شــأنه أن يشــوهها أو‬ ‫يرضبهــا يف الصميــم‪ ،‬ومثــال عليهــا مــن‬ ‫أعلــن الترصيحــات الغبيــة بوالئــه للقاعــدة‬ ‫! هــي ثــورة مركّبــة إذا ً‪ ،‬تســتعمل يف‬ ‫تزايدهــا مبــدأ املتواليــة الهندســية‪،‬‬ ‫لتتغلغــل يف كل مفصــل يف مفاصــل ســورية‬ ‫التــي تســر هــي وشــعبها العريــق املنتــر‬ ‫يف أنحــاء املعمــورة‪ ،‬عــى خطــا حاســمة‬ ‫ونهائيــة رغــم فظاعــة الحــارض ورعبــه‪،‬‬ ‫إىل مســتقبل يســود فيــه املكــون النفــي‬ ‫الســوري الجديــد‪ ،‬املتعــاون‪ ،‬املتواضــع‪،‬‬ ‫واألكــر ثقــة‪ ،‬والــذي تع ّمــد مبئــات اآلالف‬ ‫مــن دمــاء الشــهداء املقدســة التــي تعيــد‬ ‫صياغــة التاريــخ‪.‬‬ ‫مانيا الخطيب‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫الهدنــة‪ :‬هــي معاهــدة تهــدف إىل‬ ‫وقــف األعــال العدائيــة خــال الحــرب‬ ‫بــن األطــراف املتنازعــة‪ ،‬حيــث يقــوم‬ ‫أحــد األطــراف بالتقــدم بطلــب هدنــة إىل‬ ‫الطــرف املضــاد يف النــزاع حيــث تكــون‬ ‫هــذه أطــراف التفــاوض إمــا عســكرية‬ ‫أو دبلوماســية‪ ،‬وبعــد عــدة مفاوضــات‬ ‫ولقــاءات يتــم التوقيــع عــى الهدنــة مــن‬ ‫قبــل األطــراف املتنازعــة التــي قامــت‬ ‫بالتفــاوض‪ .‬الهدنــة ال تعتــر نهايــة للحــرب‬ ‫إمنــا هــي فقــط وقــف اقتتــال لفــرة زمنيــة‬ ‫محــددة‪ .‬اســتعملت يف مــا مــى اتفاقيــات‬ ‫وقــف إطــاق النــار قصــرة األمــد لنقــل‬ ‫القتــى والجرحــى مــن ميــدان املعركــة‪ .‬ويف‬ ‫العقــود األخــرة اكتســبت الهدنــة أهميــة‬

‫أكــر ألنــه مل يعقبهــا يف معظــم الحــاالت‬ ‫اتفاقيــة ســام كــا كانــت العــادة ســابقاً‪.‬‬ ‫قــد يكــون هنــاك مــدة لرسيــان الهدنــة‬ ‫وقــد تكــون مفتوحــة‪.‬‬ ‫ال يحــدد أطـراف النـزاع يف اتفاقيــات الهدنة‬ ‫مــا ال يجــب أن يقــوم بــه الطــرف اآلخــر‬ ‫إال فيــا يختــص بالعمليــات العســكرية‪،‬‬ ‫كــا أن األط ـراف املتنازعــة تحــاول تجنــب‬ ‫األعــال التــي قــد تغضــب الطــرف اآلخــر‪.‬‬ ‫ولكــن يقــع كل عمــل قــد يشــكل انتهــاكاً‬ ‫للهدنــة يف إطــار مــا يعــرف بأنــه عمــل‬ ‫محظور‪.‬تشــكّل لجــان تقــوم مبراقبــة‬ ‫اتفاقيــات الهدنــة مــن أجــل ضــان االلتـزام‬ ‫بأحــكام معينــة يف اتفاقيــة الهدنــة ‪.‬‬

‫م‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫وكسجين‬

‫زبداني ‪FM‬‬

‫نقط ـة‪ ..‬يعن ـي ب ـدل‬ ‫ـت للنقط ـة‪ ..‬إي لل‬ ‫وم ب ـدي أعم ـل ديلي‬ ‫ر حــوار (بالحــاء)‪..‬‬ ‫الي ـ‬ ‫حــي النقطــة ليصــ‬ ‫من‬ ‫ــا‬ ‫ّون‬ ‫خــوار (بالخــاء) خل‬ ‫يفسـد للـود قضيـة‪.‬‬ ‫‪2012/4/15‬‬ ‫أنــو الخـاف فيــه ال‬ ‫ي نقــاش واملفـروض‬ ‫ــع يــي حواليــي‪..‬‬ ‫بــان يك مــون يلتقــي عنــان ويناقشــان وضــع الالجئــن الســوريني يعنـ‬ ‫ش مــع النــاس‪ ..‬م‬ ‫ّــ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫صـ‬ ‫ونبيــل العــريب يعلــن أن قــرارات االجتامعــات غــر ملزمــة ولــن وجعــي مــن هالق‬ ‫بـدو يفــرض رأيـه‪..‬‬ ‫ـا آخـر‪ ..‬وكل واحـد‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫الت إلهــا أول ومــا إ‬ ‫تســاهم يف الحــل‪.‬‬ ‫ع النــت‪ ..‬بيدخــل‬ ‫جـدا‬ ‫ـون‪ ..‬كملــت معــي‬ ‫‪2012/4/16‬‬ ‫يــة مــا وق ّفــت هـ‬ ‫بيالقــي مهاتــرات‬ ‫الحكا‬ ‫بت ّدعــي الحريــة‪..‬‬ ‫‪ 40‬شــهيد يف مجــزرة يف إدلــب والعثــور عــى الجثــث يف بــر مــاء‪،‬‬ ‫د ع يش مجموعــة‬ ‫خوينــات‪ ..‬معركــة‬ ‫الواحــ‬ ‫س‪ ..‬اتهامــات‪ ..‬وت‬ ‫وانســحاب قــوات األســد مــن ظاريحــا بعــد تدمريهــا‪.‬‬ ‫ت حاميــة الوطيــ‬ ‫ونقاشــا‬ ‫‪2012/4/17‬‬ ‫ــس بالتعليقــات‪...‬‬ ‫ألنــه مهــ ّدد دامئــاً‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫قـ‬ ‫قي‬ ‫الدبابــات تقتحــم الجهــة الرشقيــة مــع تحليــق الط ـران املروحــي ح‬ ‫بــه منيــح لكالمــه‪،‬‬ ‫ـون الزم الواحــد ينت‬ ‫وهـ‬ ‫متهيــدا ً القتحــام جبــل الزاويــة واشــتباكات عنيفــة مــع الجيــش الحــر‬ ‫أدمــن الصفحــة)‪..‬‬ ‫مــن قبــل الســيد (‬ ‫الهـم عـى القلـب‪،‬‬ ‫فيهــا‪.‬‬ ‫بالحظــر‬ ‫ي صـارت أكـر مـن‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫رة‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫لث‬ ‫ـا وأخالقنـا‪ ،‬لألسـف‬ ‫أمــا صفحــات ا‬ ‫‪2012/4/18‬‬ ‫كـس صــورة حراكنـ‬ ‫ع‬ ‫وت‬ ‫ـة‬ ‫ـدل مــا تكــون راقيـ‬ ‫الدعــس والدهــس‬ ‫جمعــة أبطــال جامعــة حلــب‪.‬و الشــبيحة تحــول الجامــع العمــري يف وب‬ ‫وعبــارات متــل تــ ّم‬ ‫درعــا إىل ثكنــة عســكرية وترفــع األغــاين بــدل األذان‪ ،‬واللجنــة الوزاريــة‬ ‫كــون فيهــا ألفــاظ‬ ‫وقتهــا الفــرق بيننــا‬ ‫عــم ي‬ ‫ر هيـك شــو بيكــون‬ ‫العربيــة تؤكــد دعمهــا لخطــة عنــان‪.‬‬ ‫س‪ ..‬وملــا لغتنــا تصـ‬ ‫والفعـ‬ ‫ربــه م ـن س ـنتني‪!!..‬‬ ‫‪2012/4/19‬‬ ‫لنظــام ي ـي ع ـم نحا‬ ‫لبـذاءة والوحشــية‪..‬‬ ‫األســد يواصــل العمليــات العســكرية ويتحــدى املراقبــن الدوليني وفرنســا وب ـن ا‬ ‫بتعـد عـن القبـح و ا‬ ‫ــا أكـر إنســانية‪ ..‬ون‬ ‫خلّون‬ ‫تحــثّ مجلــس األمــن عــى اتخــاذ ردود رسيعة بشــأن ســوريا‪.‬‬ ‫كل هـدول‪ ..‬ديليت!‬ ‫ونعمـل لـ‬ ‫‪2012/4/20‬‬ ‫اجتــاع وزراء خارجيــة العــرب يف باريــس لبحــث األوضــاع الســورية وبــان‬ ‫يك مــون وعنــان يقدمــان اقرتاحــان بشــأن ســوريا والناتــو يطالــب دمشــق‬ ‫بوقــف العنــف‪.‬‬ ‫‪2012/4/21‬‬ ‫املراقبــون الدوليــون يف جــورة الشــياح بحمــص واقتحــام اللطامنــة بريــف‬ ‫حــاة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫‪8‬‬


‫اسطنبول تستضيف مؤتمر أصدقاء سوريا‬

‫تســتضيف تركيــا أعــال مؤمتــر أصدقــاء ســوريا للامنحــن الــذي بــدأ‬ ‫يــوم الســبت ‪ ،2013/4/20‬بحضــور ‪ 11‬وزيـ ًرا مــن وزراء الخارجيــة مــن‬ ‫عواصــم العامل‪.‬وأعلنــت وزارة الخارجيــة األمريكيــة أن وزيرهــا جــون‬ ‫كــري سيشــارك يف املؤمتر‪.‬مــن جانبــه أكــد مســؤول يف وزارة الخارجيــة‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬الجمعــة‪ ،‬أن كــري ســيعرض خــال اجتــاع «أصدقــاء‬ ‫ســوريا» يف اســطنبول زيــادة املســاعدات غــر القاتلــة‪ ،‬التــي تنــوي‬ ‫الواليــات املتحــدة تقدميهــا للمعارضــة واملقاتلــن يف ســوريا‪ ،‬نق ـاً عــن‬ ‫فرانــس بــرس‪ .‬وكان كــري رصح أمــام لجنــة يف مجلــس الشــيوخ األمرييك‬ ‫بأنــه يخــى مــن أن يــؤدي الن ـزاع يف ســوريا إىل «تفــكك» هــذا البلــد‪،‬‬ ‫وذلــك قبــل اجتــاع مجموعــة «أصدقــاء ســوريا» التــي تضــم املعارضــة‬ ‫الســورية والــدول الغربيــة والعربيــة التــي تدعمهــا وأعلــن كــري يف‬ ‫مؤمتــر ســابق يف رومــا عــن مســاعدة غــر قاتلــة مثــل تجهيـزات طبيــة‬ ‫ووجبــات غذائيــة عســكرية تســلم إىل املعارضــة الســورية مبــارشة‪.‬‬ ‫وخصــص الرئيــس األمريــي بــاراك أوبامــا عــرة ماليــن دوالر لهــذه‬ ‫املســاعدة‪.‬‬

‫أخبارنا‬

‫مخطط سوري إيراني يهدد بضرب األردن‬

‫كشــف قيــادي يف كتلــة التحالــف الوطنــي الشــيعي العراقــي‬ ‫التابــع لحكومــة املالــي أن النظامــن الســوري واإلي ـراين اتفقــا‬ ‫عــى توجيــه رضبــة لــأردن عندمــا تبــدأ العمليــة الفعليــة‬ ‫بانهيــار نظــام األســد يف معركــة تحريــر دمشــق وتســتهدف‬ ‫الرضبــات معســكرات تدريــب الجيــش الحــر يف األردن‪ ،‬وأضاف‬ ‫املصــدر أن هــذه الرضبــة ســتكون لســببني األول رضب مطارات‬ ‫ومعســكرات تابعــة للقــوات املســلحة األردنيــة ‪ ،‬والثــاين يرتبــط‬ ‫باملعطيــات األخــرة حــول احتــال التدخــل العســكري الغــريب‬ ‫بهــدف حاميــة مخــازن األســلحة الكيامويــة‪ ،‬ومتــارس الضغــط‬ ‫مــن خــال تهديداتهــا للحكومــة األردنيــة بعــدم اســتقبال‬ ‫العســكريني األمريكيــن عــى أرضهــا‪.‬‬

‫األمم المتحدة تصف الوضع في سوريا بالكارثة اإلنسانية‬ ‫حــذر كبــار مســؤويل األمــم املتحــدة يف اجتــاع لهــم عقــد بتاريــخ‬ ‫‪ ،2013/4/18‬مــن تفاقــم الوضــع يف ســوريا داعــن مجلــس األمــن إىل‬ ‫وضــع حــد للرعــب‪ .‬وتواجــه املنظــات اإلنســانية القيــود الهائلــة‬ ‫واملتزايــدة بشــكل كبــر والتــي تعيــق مســاعدة املاليــن مــن الســوريني‬ ‫فيــا وصفــوا الوضــع الــذي وصلــت إليــه البــاد "كارثــة إنســانية"‪.‬وقالت‬ ‫منســقة األمــم املتحــدة لإلغاثــة الطارئــة فالــري آمــوس ‪" ،‬ال أســتطيع أن‬ ‫أصــف مــدى خطــورة الوضــع الحــايل يف ســوريا"‪ ،‬وأوردت سلســلة مــن‬ ‫العقبــات التــي تواجــه وكاالت اإلغاثــة أهمهــا تقليــص قامئــة منظــات‬ ‫املجتمــع املــدين املســموح لهــا بالعمــل يف ســوريا مــن مائــة وعــر‬ ‫منظــات إىل تســع وعرشيــن‪ ".‬وشــددت عــى أن الظــروف هــي األســوأ‬ ‫يف مناطــق القتــال والتــي تســيطر عليهــا املعارضــة وتفيــد األرقــام بــأن‬ ‫‪ 6,8‬مليــون شــخص بحاجــة إىل املســاعدات‪ ،‬وبأن نحــو ‪ 4,2‬مليون رشدوا‬ ‫مــن ديارهــم فيــا لجــأ ‪1,3‬مليــون آخــرون إىل الــدول املجــاورة‪ .‬وذكــرت‬ ‫أن هيئــة األمــم غــر قــادرة عــى الوصــول إىل توافــق يف اآلراء الــازم‬ ‫لدعــم التوصــل إىل حــل ســيايس لألزمــة‪ ،‬يف حــن أن الوضــع اإلنســاين‬ ‫عــى أرض الواقــع يتفاقــم يوميــا ووصــل إىل حــد الكارثــة اإلنســانية‪،‬‬ ‫فيــا نوشــك عــى تعليــق بعــض العمليــات اإلنســانية الحرجــة بســبب‬ ‫القيــود والصعوبــات التــي نواجههــا‪.‬‬ ‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫‪9‬‬


‫سياسة‬

‫الشعوبية والعداء للعرب زبداني‬ ‫جــاء يف القامــوس املحيــط‪« :‬والشــعويب‬ ‫بالضــم محتقــر أمــر العــرب وهــم الشــعوب»‪.‬‬ ‫قــال عنهــا القرطبــي بأنهــا حركــة «تبغــض‬ ‫العــرب وتفضّ ــل العجــم»‪ ،‬وقــال الزمخــري يف‬ ‫أســاس البالغــة‪« :‬وهــم الذيــن يص ّغــرون شــأن‬ ‫العــرب وال يــرون لهــم فض ـاً عــى غريهــم»‪.‬‬ ‫تع ـ ّرف املوســوعة الربيطانيــة الشــعوبية بأنهــا‬ ‫كل اتجــاه منــاوئ للعروبــة (‪.)anti-arabisim‬‬ ‫إن أقــدم الكتــب التــي حملــت إلينــا اســم‬ ‫الشــعوبية هــو كتــاب البيــان والتبيــن للجاحظ‬ ‫و أصــل كلمــة الشــعوبية مشــتقة مــن كلمــة‬ ‫شــعب وجمعهــا شــعوب‪ ،‬وهــو الجيــل مــن‬ ‫النــاس وهــو أوســع مــن كلمــة القبيلــة‪.‬‬ ‫كان الشــعوبيون يتمســكون بهــذه اآليــة‬ ‫ُــم‬ ‫ــاس إِنَّــا َخلَ ْق َناك ْ‬ ‫مــن القــرآن‪‹‹ :‬يَــا أَيُّ َهــا ال َّن ُ‬ ‫ـم شُ ـ ُعوبًا َو َق َبائِـ َـل‬ ‫ـى َو َج َعلْ َناكُـ ْ‬ ‫ِم ـ ْن َذكَ ـ ٍر َوأُنْ َثـ ٰ‬ ‫ُــم إِنَّ‬ ‫ُــم ِع ْنــدَ اللَّــ ِه أَتْقَاك ْ‬ ‫لِ َت َعا َرفُــوا إِنَّ أَكْ َر َمك ْ‬ ‫يــم َخبِــ ٌر»‪ .‬الحجــرات (آيــة‪)13:‬‬ ‫اللَّــهَ َعلِ ٌ‬ ‫كان الشــعوبيون يســمون حركتهــم «حركــة‬ ‫التســوية» (التســوية بــن حقوقهــم وحقــوق‬ ‫العــرب)‪ .‬ويــرى املفكــر اإلســامي اإليــراين‬ ‫عــي رشيعتــي أن الحركــة الشــعوبية تحولــت‬ ‫تدريجيـاً مــن حركــة تســوية إىل حركــة تفضيــل‬ ‫العجــم عــى العــرب وعملــت عــر ترويــج‬ ‫املشــاعر القوميــة وإشــاعة اليــأس مــن اإلســام‬ ‫إىل رضب ســلطة الخالفــة‪.‬‬ ‫يقــول د‪ .‬عــي رشيعتــي عن الحركــة الصفوية‬ ‫متطرق ـاً إىل اســتنادها إىل مبــدأ «الشــعوبية»‪:‬‬ ‫«وبغيــة ترســيخ أفكارهــا وأهدافهــا يف ضامئــر‬ ‫النــاس وعجنهــا مــع عقائدهــم وإميانهــم‬ ‫عمــدت الصفويــة إىل إضفــاء طابــع دينــي‬ ‫عــى عنــارص حركتهــا وج ّرهــا إىل داخــل بيــت‬ ‫النبــي إمعانــا يف التضليــل ليتم ّخــض عــن ذلــك‬

‫املســعى حركــة شــعوبية شــيعية‪ ،‬مســتغلة‬ ‫التشــيع لــي تضفــي عــى الشــعوبية طابعــاً‬ ‫روحيــاً ســاخناً ومســحة قداســة دينيــة‪ ،‬ومل‬ ‫يكــن ذلــك الهــدف الــذيك متيــرا ً إال عــر‬ ‫تحويــل الديــن اإلســامي وشــخصية محمــد‬ ‫وعــي إىل مذهــب عنــري وشــخصيات‬ ‫فاشــية‪ ،‬تؤمــن بأفضليــة الـراب والــدم اإليـراين‬ ‫والفــاريس منــه عــى وجــه الخصــوص» انتشــار‬ ‫الشــعوبية‬ ‫يف بدايــة األمــر انتــرت الشــعوبية بــن‬ ‫املســلمني الفــرس ألنهــم أول مــن دخل اإلســام‬ ‫مــن غــر العــرب ثــم ظهــر شــعوبيون هنــود‬ ‫ثــم أتــراك ثــم مولــدي األندلــس (اإلســبان‬ ‫املســتعربون)‪.‬‬ ‫كانــت النزعــة الشــعوبية واســعة وقويــة‬ ‫بــن الفــرس لعـ ّدة أســباب منهــا‪ :‬أنــه يف عــر‬ ‫ـرا ً‬ ‫الفتوحــات اإلســامية‪ ،‬كان الفــرس أكــر تحـ ّ‬ ‫مــن العــرب وأكــر مدنيــة‪ ،‬فنمى لديهم شــعور‬ ‫باالســتعالء ع ّمــق نزعــة التعصــب لديهــم بعــد‬ ‫أن قــام املســلمون ممثلــن بالعــرب بالســيطرة‬ ‫عــى بالدهــم‪ ،‬كــا أن الفــرس قــد دخلــوا‬ ‫اإلســام بأعــداد هائلــة فتشــكلت منهــم أكرثيــة‬ ‫عدديــة بــن املــوايل‪.‬‬ ‫بعــض املؤرخــن يعتــرون أوىل أعــال‬ ‫الشــعوبية هــو اغتيــال أبــو لؤلــؤة الفــروزي‬ ‫للخليفــة عمــر بــن الخطــاب انتقام ـاً للدولــة‬ ‫الساســانية التــي قُهــرت يف عهــده‪ .‬كــا ت ّدخلوا‬ ‫يف الـراع بــن األخويــن األمــن واملأمــون‪ ،‬حــن‬ ‫اســتعان بهــم املأمــون ضــد أخيــه‪ ،‬وجعــل‬ ‫منهــم قــادة الجيــش‪ .‬كــا وكان للشــعوبية‬ ‫دور يف إنشــاء الفــرق الباطنيــة كالقرامطــة‬ ‫والنصرييــة وغريهــم‪.‬‬ ‫وائل علي‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫رح بــأن قلقهــا مل يكــن مــن‬ ‫* واشــنطن تــ ّ‬ ‫التفجــر بحـ ّد ذاتــه ولكنــه بدافــع الخــوف عــى‬ ‫مواطنيهــا‪ ..‬متــل عنــا بفــرد شــكل‪ ..‬يــا حــريت‬ ‫عليــك يــا ســوري‪ ..‬يــا مواطــن‪ ..‬شــو غــااايل‪!!..‬‬ ‫* أزمــة مناديــل ورقيــة بســبب دمــوع نانــي‬ ‫وجمهــور األرب أيــدول املتأثــر جــدا ً بأصــوات‬ ‫البعــض‪ ..‬بــس عــى مــا يبــدو مناعتهــم قويــة‬ ‫أمــام مشــهد الــدم الســوري‪ ..‬ولــك بــس‬ ‫ياااحيــف‪!!..‬‬ ‫* خامنئــي مينــح املقاتلــن اإليرانــن يف الرقــة‬ ‫جــوازات ســفر إىل الجنــة‪ ..‬والســؤال ياتــرى يف‬ ‫كــان رحــات ع الفــردوس األعــى‪ ..‬أو هــي‬ ‫بتكــون حســب عمــل الشــخص أو باالحــرى‬ ‫تشــبيحه‪ !! ..‬و ع الجنــة رايحــن‪ ..‬شــبيحة‬ ‫إيرانيــن‪..‬‬ ‫* مظاهــر حيــاة تشــبه العيــد يف شــوارع مدينــة‬ ‫الزبــداين بعــد توقيــع اتفاقيــة الهدنــة‪ ..‬وأمــل‬ ‫بالعــودة‪..‬‬ ‫* وجهــاء عــن عائــات الزبــداين تجتمــع يف‬ ‫صالــة الــر واإلحســان ملناقشــة بعــض بنــود‬ ‫الهدنــة‪ ..‬وليحتــ ّد النقــاش ولتعلــو أصــوات‬ ‫الخــاف‪ ..‬يعنــي مــن اآلخــر مــا اتفقــوا‪ ..‬شــو‬ ‫بدكــن بالحــي عوجــااااا‪!!..‬‬ ‫* حتــى أنــت يــا أســاء‪ !!..‬هيــك فضحتينــا‪..‬‬ ‫مــا بيكفــي بشــار وهديــل‪ ..‬بــس مــو الحــق‬ ‫عليــك‪ ..‬الحــق عــى الــي مســيبك ودايــر يقتــل‬ ‫شــعبه‪!!..‬‬

‫‪10‬‬


‫دير بعلبة‬ ‫ديــر بعلبــة أحــد مناطــق مدينــة حمــص‬ ‫يف ســوريا‪ .‬يضــ ّم الحــي قســمني‪ ،‬حــي ديــر‬ ‫بعلبــة الــذي يتألــف مــن أربعــة أحيــاء هــي‬ ‫حــي ديــر بعلبــة الشــايل والجنــويب وحــي‬ ‫البياضــة وحــي الكســارة‪ .‬يقــع حــي ديــر‬ ‫بعلبــة يف الجهــة الشــالية الرشقيــة ملدينــة‬ ‫حمــص عــى طريــق مدينــة ســلمية‪ .‬يقــ ّدر‬ ‫تعــداد الســكان يف ديــر بعلبــة بحــوايل ‪80,000‬‬ ‫نســمة‪ ،‬وأمــا القســم الثــاين فهــو أرايض ديــر‬ ‫بعلبــة الزراعيــة املمتــ ّدة مــن املختاريــة‬ ‫شــاالً إىل قريــة زيــدل جنوب ـاً‪ ،‬ومــن طريــق‬ ‫وكل‬ ‫حــاة واملحلَّــق غرب ـاً إىل الســعن رشق ـاً‪ّ .‬‬ ‫قســم مــن األرايض الزراعيــة لــه اســم متفــرع‬ ‫كأرايض الســقي واملرميــدي والزهوريــة وغريهــا‪.‬‬ ‫يعمــل غالبيــة ســكانها بالزراعــة لوفــرة امليــاه‬ ‫وخصوبــة أراضيهــا‪ ،‬و توجــد يف ديــر بعلبــة‬ ‫املنطقــة الصناعيــة الحرفيــة‪ ،‬التــي تضــم‬ ‫التوســع‬ ‫أعــال الحــدادة والنجــارة‪ ،‬ومنطقــة ّ‬ ‫للصناعــة شــال الطريــق العــام‪ .‬تشــتهر ديــر‬ ‫بعلبــة يف حمــص بصناعــة الربغــل الــذي لــه‬ ‫موســم أشــبه بالعيــد‪ ،‬حيــث يُنتَــج ويُــوزَّع يف‬ ‫كافــة أرجــاء حمــص املدينــة‪ .‬وأيضــاً صناعــة‬ ‫املســاند التــي تصنــع مــن الحلفــة‪ ،‬وهــي نبتــة‬ ‫الخيــزران التــي تنمــو عــى أط ـراف البح ـرات‬ ‫واألنهــار وتــال القــش والحلفــة تضفــي عــى‬ ‫القريــة طابعــاً خاصــاً بهــا‪ .‬ديــر بعلبــة هــي‬ ‫القريــة الوحيــدة يف حمــص التــي مل يدخلهــا‬ ‫مــاك األرايض‬ ‫اإلقطــاع نهائيــاً‪ ,‬فأهلهــا هــم ّ‬ ‫حتــى اآلن‪ .‬أمــا اســمها (ديــر بعلبــة) فهــو‬ ‫اســم مركــب مــن ثــاث كلــات (دير‪-‬بعــل‪-‬‬ ‫‪،‬بعــل أي‬ ‫ٌ‬ ‫يب) أمــا ديــر فهــو مــكان العبــادة‬ ‫الصنــم وهــي كلمــة آراميــة وتعنــي بأنهــا‬

‫من دمك يزهر انتصارنا‬

‫صفــة إلــه املطــر و اليــاء يــاء النســبة‪ ،‬ويُعتقــد‬ ‫أنــه ُسـ ِّمي بهــذا االســم نســبة إىل منطقــة كان‬ ‫يعبــد فيهــا الرومــان اإللــه بعقوتــو أو بعــل‬ ‫بعقوتــو‪ ،‬وبال ُّرغــم مــن أن اســمه ديــر إال أن‬ ‫معظــم الســاكن هــم مــن املســلمني الســ ّنة‪.‬‬ ‫حســاب للقريــة يف االنتخابــات‬ ‫حســب‬ ‫كا َن يُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫الرئاســية ورئاســة الــوزراء والربملــان يف حمــص‬ ‫أيــام هاشــم األتــايس والســباعي ألن املنطقــة‬ ‫الرشقيــة كلهــا كانــت ت ُحســب معهــا‪ .‬ويف نهاية‬ ‫الســبعينيات أي أثنــاء حكــم األســد‪ُ ،‬ه ّمشــت‬ ‫نصيــب مــن أحــداث الثامنينــات‬ ‫وكان لهــا‬ ‫ٌ‬ ‫مــع حــاة‪ ،‬و ذاقــت القريــة يف تلــك الفــرة‬ ‫ويـ ٍ‬ ‫ـات مشــابه ًة ملــا يحــدث اليــوم‪ ،‬و ا ُعتقــل‬ ‫العديــد مــن أبنائهــا‪ ،‬منهــم مــن تـ ّم إعدامهــم‬ ‫والتنكيــل بهــم مــن قبــل األمــن العســكري‪،‬‬ ‫منهــم مــن تـ ّم إطــاق رساحــه يف ســنة ‪،2002‬‬ ‫ومعظمهــم ال يــزال يف عــداد املفقوديــن يف‬ ‫الســجون واملعتقــات منــذ ســنة ‪ ،1982‬وكل‬ ‫هــذا بــدون محاكــات‪ .‬ويف ســنة ‪ 2011‬كانــت‬ ‫قريــة ديــر بعلبــة مــن أوائــل املناطــق التــي‬ ‫خرجــت يف مظاهــرات مناهضــة للنظــام يف‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫مدينــة حمــص ونــر ًة لدرعــا واملــدن األخــرى‪.‬‬ ‫فقــدت الكثــر مــن أبنائهــا وضــ ّم ترابهــا‬ ‫ضحايــا مدينــة حمــص يف مقــرة الشــهداء منــذ‬ ‫بدايــات الثــورة‪ .‬اســتطاع الجيــش الحــر بســط‬ ‫ســيطرته عليهــا حتــى أواخــر عــام ‪ 2012‬مـ ّـا‬ ‫أثــار حفيظــة النظــام‪ ،‬فتعرضــت للكثــر مــن‬ ‫محــاوالت االقتحــام اســتطاع الجيــش الحــر‬ ‫فيهــا حاميــة القريــة و دارت فيهــا اشــتباكات‬ ‫عديــدة مــع قــوات النظــام كان أعنفهــا يف آخــر‬ ‫اقتحــام بتاريــخ ‪ 2012/12/30‬وذلــك بعــد‬ ‫قتــال دام عــدة أيــام نفــذت ذخــرة املقاتلــن‬ ‫الثــوار و مل تســتطع الكتائــب املجــاورة‬ ‫إمدادهــم فاضطــروا لالنســحاب والرتاجــع بعــد‬ ‫أن ا ُستشــهد منهــم الكثــر وهــم يدافعــون عــن‬ ‫القريــة‪ .‬ودخلــت القــوات األســدية وعاثــت‬ ‫فســادا ً يف املدينــة وارتكبــت مجــزرة بشــعة‬ ‫بحــق األهــايل العـ ّزل راح ضحيتهــا ‪ 397‬شــخص‬ ‫بينهــم نســاء وأطفــال‪ ،‬حيــث ذكــرت لجــان‬ ‫التنســيق املحليــة يف ســوريا أنّــه تــ ّم العثــور‬ ‫مســاء الســبت ‪ 2012/12/31‬عــى ‪ 220‬جثة يف‬ ‫حــي ديــر بعلبــة‪ ،‬وذلــك إثــر اقتحــام الجيــش‬ ‫النظامــي للحــي بالدبابــات برفقــة أعــداد مــن‬ ‫الشــبيحة‪ ،‬مشــرة إىل أن هــؤالء قتلــوا ذبحـاً أو‬ ‫حرق ـاً باإلضافــة إىل أشــخاص تع ّرضــوا لإلعــدام‬ ‫امليــداين‪ ،‬لتصــل الحصيلــة النهائيــة إىل ‪397‬‬ ‫شــهيدا ً بينــا كانــت وســائل اإلعــام منشــغلة‬ ‫بتغطيــة مبــادرات اإلبراهيمــي واملشــاريع‬ ‫الروســية‪ .‬هــذا الثمــن الباهــظ دفعتــه ديــر‬ ‫بعلبــة مقابــل كلمــة حــق يف وجــه نظــام‬ ‫مجــرم و لحريــة أرادت بهــا إلغــاء عبوديــة‬ ‫وقهــر دام نصــف قــرن‪.‬‬ ‫بقلم ندى الربيع‬

‫‪11‬‬


‫ثورة‬

‫حق ٌد يطال البشر واحلجر‬

‫حــن يعلنهــا حربــاً مســعورة ضــدّ البــر‬ ‫والحجــر‪ ،‬فهــو لــن يتــواىن عــن رضب أماكــن‬ ‫ودور العبــادة التــي كانــت مــاذاً وحصنــاً‬ ‫لآلمنــن يف أيــام االســتعامر الفرنــي‪.‬‬ ‫فــكان بينــه وبــن املــآذن حق ـ ٌد أز ّيل‪ .‬كلمــة‬ ‫"اللــه أكــر" التــي صدحــت بهــا تلــك املســاجد‬ ‫ـب جــام‬ ‫ه ـ ّزت أركانــه‪ ،‬فانطلــق مذعــورا ً ليصـ ّ‬ ‫غضبــه وقذائفــه عــى تلــك الحجــارة‪ ،‬ضارب ـاً‬ ‫بعــرض الحائــط اإلرث التاريخــي والدينــي‬ ‫لتلــك املق ّدســات التــي يعتــ ّز بهــا الشــعب‬ ‫الســوري‪.‬‬ ‫تلــك السياســة انتهجهــا نظــام األســد منــذ‬ ‫انطالقــة الثــورة يف اســتهدافه لرمــوز األكرثيــة‬ ‫الســنيّة التــي خرجــت مــن املســاجد تطالــب‬ ‫بالتغيــر والحريــة‪ ،‬فــكان أن ر ّد عــى صيحاتهــم‬ ‫بهــدم املســاجد وتدنيســها واإلســاءة إىل‬ ‫املقدســات اإلســامية واملســيحية عــى حــ ّد‬ ‫ســواء‪ ،‬وهــو عمـ ٌـل مــدروس يهــدف مــن خالله‬ ‫اإلســاءة إىل العقيــدة ذاتهــا وإىل معتنقيهــا‪.‬‬ ‫ومــع ســقوط العـرات مــن الشــهداء كل يــوم‬ ‫تتهــاوى معهــم إحــدى املــآذن‪ ،‬ففــي ريــف‬ ‫دمشــق تــم اســتهداف العديــد مــن املســاجد‬ ‫مثــل مســجد الحســن والرحمــن يف ســقبا‪،‬‬ ‫ومســجد عــار بــن يــارس يف حرســتا و مســجد‬ ‫بــرزة الكبــر يف دمشــق‪.‬‬ ‫كذلــك هــو الحــال يف حمــص حيــث ســقطت‬ ‫عــدة قذائــف عــى جامــع خالــد بــن الوليــد‬

‫األثــري ومثلــه مســجد الشــيخ أيض ـاً‪.‬‬ ‫كان آخــر تلــك الضحايــا مئذنــة الجامــع‬ ‫العمــري يف درعــا الــذي يتمتــع بقيمــة دينيــة‬ ‫وأثريــة كبــرة‪ ،‬وهــو الــذي خرجــت منــه أوىل‬ ‫التظاهـرات املطالبــة برحيــل األســد‪ ،‬ومــن عىل‬ ‫منــره كانــت أوىل كلــات الثــورة التــي ألقاهــا‬ ‫شــيخ األح ـرار الشــيخ أحمــد الصياصنــة‪.‬‬ ‫الكنائــس أيضــاً مل تســلم هــي األخــرى مــن‬ ‫همجيــة النظــام ونــران حقــده‪ ،‬حيــث‬ ‫اســتهدف كنيســة نامــر التاريخيــة يف ريــف‬ ‫درعــا‪.‬‬ ‫يف الزبــداين الحكايــة ال تختلــف‪ ،‬أقــدم‬ ‫الجوامــع وأكربهــا جامــع الجــر الــذي كانــت‬ ‫تخــرج منــه املظاهـرات وهتافــات الحريــة كان‬ ‫لــه حصــة األســد مــن الن ـران‪ ،‬لتفقــد املدينــة‬ ‫أث ـرا ً يعــود تاريــخ بنائــه إىل العــام ‪ 1324‬هـــ‪،‬‬ ‫وكذلــك كان مصــر مســاجد عـ ّدة مثــل جامــع‬ ‫بــردى و آل البيــت وجامــع املــراح والعــارة‪،‬‬ ‫والتــي تف ّنــن النظــام بفجــوره مــن خــال‬ ‫إســقاطه ملآذنهــا واقتحامــه لهــا وإحراقهــا‪ ،‬أمــا‬ ‫كنيســة رقــاد الســيدة للــروم والتــي فيهــا واح ٌد‬ ‫مــن أقــدم أجــراس العــامل‪ ،‬مل يســتثنها حقــد‬ ‫النظــام الحامــي لألقليــات‪.‬‬ ‫وهنــا ومــع كل الــدم الســوري يبقــى البــر‬ ‫أوىل بالحــزن مــن الحجــر‪ ،‬ولكــن مشــهد بيــوت‬ ‫اللــه املد ّمــرة واملــآذن األثريــة الرصيعــة عــى‬ ‫األرض يــرك أثــره يف النفــس‪ ،‬فلــكل مــكانٍ‬ ‫حكايــ ٌة وتاريــ ٌخ تحكيــه املئذنــة الشــاهدة‬ ‫الشــهيدة‪ ،‬التــي فتــح برابــرة األســد نــران‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫حقدهــم عليهــا ليكونــوا ممــن ذكرهــم اللــه‬ ‫بقولــه‪َ ( :‬و َمـ ْن أَظْلَـ ُم ِم َّمــن َّم َنـ َع َم َســا ِج َد اللّـ ِه‬ ‫أَن يُ ْذكَـ َر ِفي َهــا ْاسـ ُم ُه َو َسـ َعى ِف َخ َرا ِب َها أُ ْولَــ ِئ َك‬ ‫َمــا كَا َن لَ ُه ـ ْم أَن يَ ْد ُخلُو َهــا إِالَّ خَآئِ ِف ـ َن ل ُه ـ ْم ِف‬ ‫ال ُّدنْ َيــا ِخـ ْز ٌي َولَ ُهـ ْم ِف ِ‬ ‫َاب َع ِظيـ ٌم)‪.‬‬ ‫اآلخـ َر ِة َعـذ ٌ‬ ‫‪NivNaf‬‬

‫‪12‬‬


‫رقصة زبد مع البارد‬

‫مثــة نغــات لل ِمجـوِز(‪ )1‬تصــدح يف األرجــاء‪.‬‬ ‫يخالهــا الســامع ســيمفونية الحيــاة‪ .‬إنــه لحــن‬ ‫زبــد‪ ..‬لحــن مــن ألحــان الزمــن‪ .‬أبــد زبــدا ّين‬ ‫مشـذّى‪ ..‬يعبــق‪ ..‬ينتــر يف األحيــاء الصامــدة‪..‬‬ ‫والحــارات املتصدعــة‪ ..‬واملنــازل املهدمــة‪..‬‬ ‫التــي تتلــون بألــوان املــوت‪ ..‬وتتعطّــر بروائــح‬ ‫البــارود‪ ..‬تحــل بغالظــة‪ ..‬و فظاظــة لتمحــي‬ ‫أريــج الزيزفــون يف الدلــة(‪ )2‬و وادي أبــو نجــم‬ ‫حــن يحــايك مجــد ســنَّري‪ ..‬وشــموخ الشــقيف‬ ‫يف الــرق‪ ..‬وعظمــة قلعــة الكوكــو(‪ )3‬وأنفــة‬ ‫آيــة الكــريس(‪ )4‬عندمــا تهمــس لســهل الخــر‬ ‫بــكالم عــذب‪ ..‬بينــا الوديــان‪ ..‬تقــف حائــرة‪..‬‬ ‫تتلــوى‪ ،‬وهــي تــودع للمــرة األخــرة أغنيــات‬ ‫الريــح يف عمــق املســاء‪ .‬يرتاقــص الســهل‬ ‫عــى لحــن املــاء‪ .‬تغنــي أشــجاره‪ ..‬تلعــب‬ ‫لعبــة التخفــي بــن الــروق والظــال‪ ..‬بينــا‬ ‫تحتــار يف نفســها ملــن تقــدم هدايــا الســهل‬ ‫امللــ َّون‪ ،‬فيضيــع الــرايئ بــن ســحر الكــروم‪..‬‬ ‫ونســيم الجبــال‪ ..‬وجريــان املــاء يف بــردى(‪)5‬‬ ‫دونــاي(‪ )6‬الغارقــة‬ ‫عندمــا يرقــص رقصــة َزبَ‬ ‫ْ‬ ‫يف التاريــخ‪ ،..‬مــع نبــع ال ِعـ ْ‬ ‫ـرق‪ ..‬وال ِكــري(‪..)7‬‬ ‫والجرجانيَّــة التــي تنــام عــى جنــاح األثــر‬ ‫وتغيــب يف هيــام الوجــود‪ .‬صفحــات الزمــان‬ ‫تســجل مواقــف الصمــود‪ ..‬صمــود الزبــداين‪..‬‬ ‫وانتصــار الحيــاة يف شــ ّبابة ســوالالس(‪)8‬‬ ‫وأغنامــه التــي ترعــى يف وادي قــاق(‪ ..)9‬بينــا‬ ‫أطــال ديــر يوحنــا املعمــدان تنتظــر القمــر‬ ‫ورشوق الشــمس عــى أعمــدة التاريــخ‪.،...‬‬ ‫لزبــد حكايــات‪ ..‬و قصــص تُــروى‪ ..‬إنهــا حكايــة‬ ‫انتصــار الحيــاة عــى املــوت‪ ..‬وســيطرة الحــق‬ ‫عــى الباطــل‪ ..‬ورفرفــة طيــور النــور مــكان‬ ‫غربــان العــذاب واملــوت‪ .‬زبــداين الحيــاة‬ ‫ترفــض املــوت‪ ،‬وتنــأى عــن التغييــب‪ ،‬والظلــم‪،‬‬ ‫والتهميــش عــى مــدى عقــود حكــم حفنــة من‬ ‫القتلــة والســفاحني‪ .‬زبــداين الســورية‪ ..‬أرض‬ ‫الخــر والعطــاء‪ ..‬تعطــي‪ ..‬ومتنــح‪ ..‬وتســجل‬ ‫مواقــف مــن العــزة‪ ..‬بعــد ســنوات مــن الــذل‬ ‫والخنــوع والهــوان‪ .‬ينــزل الزبدانيّــون إىل زبــد‪..‬‬ ‫يتفقــدون مــا تبقــى مــن بيوتهــم وطرقــات‬

‫زبدانيات‬

‫هوامش‪:‬‬

‫حاراتهــم التــي اندثــرت معاملهــا‪ ،‬وتشــظت من‬ ‫القصــف‪ ،‬وغابــت يف تربــة البســاتني وأشــجار‬ ‫الحقــول التــي بكــت حالهــا وأبكــت أصحابهــا‪،‬‬ ‫لقــد ورثــت شــقاء مريــر تعيشــه يف حصــار‬ ‫خانــق ال يشــبه أي حصــار‪ ..‬ودهــم واعتقــال‪..‬‬ ‫ال يشــبه أي دهــم واعتقــال‪ ..‬وقتــل يســتنكر‬ ‫نفســه‪ ..‬قتــل يهــرب مــن القتلــة والقاتلــن‪..‬‬ ‫يهــرب مــن ظلــه يف حــن ال ظــل للقتلــة‪ .‬زبــد‬ ‫تتنفــس‪ ..‬تتنفــس‪ ..‬أريجهــا‪ ..‬تــرى أشــجارها‪..‬‬ ‫تشــذب أغصانهــا‪ ..‬تــروي ســهلها‪ ..‬تغســل رمــاد‬ ‫املــوت واألمــوات‪ ..‬زبــد تــرى بعينهــا مــا مل تــره‬ ‫يف عاديــات الزمــان‪ .‬تــرى مــا يحــل فيهــا‪..‬‬ ‫تنســاب مــاء عــن الرملــة‪ ..‬وعــن الطنطانــة‪..‬‬ ‫وعــن مــاء حيــدر‪ ..‬يف كفــر عامــر‪ ..‬تبــي زبــد‪..‬‬ ‫تــذرف دمــوع الحــرة واألمل عــى مدينــة‬ ‫الجــال‪ ..‬حيــث الســحر املنســاب عــى غفلــة‬ ‫مــن الوقــت‪ ..‬ســحر يأخــذ باأللبــاب فجــأة‪..‬‬ ‫لتصبــح أســر مليكــة الطبيعــة‪ ..‬منــذ األزل‪..‬‬ ‫وحتــى اليــوم‪ ..‬وإىل الزمــن الــذي ينطفــيء‬ ‫فيــه الكــون‪.‬‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫ِجــ ِو ْز‪ :‬آلــة موســيقية قدميــة تعمــل‬ ‫‪1‬ـ الم ْ‬ ‫بالنفــخ‪ ،‬تتألــف مــن قصبتــان مجوفتــان مــن‬ ‫القصــب‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ال ِدلِّــة‪ :‬مــكان يف الزبــداين‪ .‬اســمها مــن‬ ‫اليونانيــة دايل ‪.DALY‬‬ ‫‪3‬ـ الكوكــو‪ :‬أي الكوكــوس ‪ KOKKOS‬مــن‬ ‫اليونانيــة وتعنــي الحبــوب وجــد فيهــا معبــد‬ ‫إلــه الحــرب‪.‬‬ ‫‪4‬ـ آيــة الكرســي‪ :‬جــاءت التســمية مــن‬ ‫اآليــة يف اللغــة وهــي املعجــزة وهــي قلعــة‬ ‫طبيعيــة رائعــة تشــكلت دون تدخــل اإلنســان‬ ‫فيهــا‪ .‬تقــف رصيحــة كاآليــة الربانيّــة يف األعــى‬ ‫مــن بلــدة مضايــا‪.‬‬ ‫‪5‬ـ بردى‪ :‬اسم النهر الشهري ومعناه البارد‪.‬‬ ‫‪6‬ـ زبدونــاي‪ :‬اســم الزبــداين مــن اآلراميــة‬ ‫وتعنــي لــب الخــر والعطــاء‪.‬‬ ‫‪7‬ـ الكبــري‪ :‬مــن اآلراميــة وتعنــي النحــاس‬ ‫‪ KYPRY‬وهــي منطقــة يف الزبــداين‪.‬‬ ‫‪8‬ـ ســوالالس‪ :‬راعــي يونــاين قديــم نقــش‬ ‫اســمه عــى أعمــدة املعبــد القديــم يف قلعــة‬ ‫الكوكــو ورد اســمه يف امليثولوجيــا اإلغريقيــة‪.‬‬ ‫‪9‬ـ وادي قــاق‪ :‬واد يف الزبــداين يوجــد فيــه‬ ‫ديــر وكنيســة ال تــزال آثارهــا باقيــة حتــى‬ ‫اليــوم‪.‬‬ ‫بقلم عناة آرام‬

‫‪13‬‬


‫ً‬ ‫وداعا يا طارق‪..‬‬ ‫أدب‬

‫شهور عربت‪ ..‬وأنا مازلت كأين معهم اآلن‬ ‫كل وجو ِه األُنس‬ ‫تعرفني ُّ‬ ‫كل مكان ‪..‬حني يراو ُد الزبداين رش‬ ‫ترثيني الكلامت يف ِّ‬ ‫أُرشق فيها روحاً‪...‬فترشق فيها شمس أمي تجهز يل عريس‪..‬‬ ‫ويغني يف العرس جميع الناس‪..‬‬ ‫ِح ّناء وشموع ‪...‬رقص ودموع‪...‬امتأل الليل بأزهار الربق وعطر اآلس‬ ‫عريس أجمل من كل األعراس‬ ‫ينشغل األطفال بنرث مياه الورد‪..‬‬ ‫وتلف جدائل حور العني بعصافري األجراس‬ ‫كُنت عزيزا ً عليهم‪...‬كنت غاليهم‪...‬كنت عىل هامة أهيل تاجا من ماس‬ ‫ها أنا ذا روحي تحلق فوقك يا وطني‬ ‫روحي تعيش بقربك يا أمي‪...‬ال ينقصني ّإل األنفاس‬ ‫آه يا زمن الظلم وظلم الجبارين‪....‬طفح الكيل وضاع املقياس‬ ‫وأنا مازلت أكتُبك يا طارق‪...‬يا دمعة قلمي يا شجني!‬ ‫أنت صويت‪..‬سأرصخ يف وجه غزاة القرن األسود هذا‪..‬‬ ‫سيحل الطوفان فال تذر الريح سوى رايات تطفو‪...‬وكرايس خالية‬ ‫مات الحق ومات العدل ومات اإلحساس‬ ‫سأرثيك يا طارق يا قمرا ً فضياً‬ ‫سأكتبك من كحل رمادي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫وأكتبك بدمي‪...‬وشغاف القلب هو القرطاس‬ ‫لقلم‬

‫جـــــــــريـــــــــــــــــــدة‬ ‫م ّدت يدها‪...‬‬ ‫أخرجت من حقيب ِة حزنها ‪..‬‬ ‫قطع ًة من جريدة ‪..‬‬ ‫ذرفت دمعة ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫تركتها عىل الطاولة ثم غادرتْ ‪..‬‬ ‫دفعني فضويل‪..‬‬ ‫أنا الذي من ُذ زمنٍ مل أقرأ جريدة ‪..‬‬ ‫ّبت أوراقها ‪..‬‬ ‫قل ُ‬ ‫ففاح منها رائح ُة خب ِز حلفايا امللطّخ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وشعرتُ بربد الزعرتي ‪..‬‬ ‫رأيت طوابريا ً من الشهداء‪..‬تصع ُد من سطورها ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫متجه ًة نحو السامء‪..‬‬ ‫أدركت حينها ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أ ّن املرأ َة كانت ياسمين ًة من ياسم ِني الشام‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بصمت متمتامً‪..‬‬ ‫ذرفت مثلها دمع ًة ث َّم غادرتُ‬ ‫ُ‬ ‫يا الله مالنا غريك يا الله‪...‬‬

‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫‪14‬‬


‫برجك مع أوكسجني‬ ‫برج الروس‪:‬‬

‫خليكــم عــم تدعمــوا كلبكــم املدلــل بشــار‪ ..‬بــس‬

‫إلميــت؟؟ مصريكــم ملزابــل التاريــخ‪...‬‬

‫برج النازح‪:‬‬

‫عــم تحــاول تعيــش حياتــك بــس مــا عــم تقــدر‬

‫تكــون طبيعــي بهالبلــد يــي غرقانــة بالــدم والقتــل‬ ‫والوحشية‪...‬‬

‫برج الدراما السورية‪:‬‬

‫عــد ماعملتــوا مسلســل بقعــة ضــوء‪ ..‬وفشــاية‬

‫زيــت‪ ..‬ومــن وحــي الواقــع مــو صــار الزم تعملــوا‬ ‫مسلســل بقعــة دم‪..‬؟!‬

‫دفاع مدني‪..‬‬

‫فواصل‬

‫اإلسعافات األولية للكسور‬ ‫تعريــف الكســر‪ :‬هــو تهتّــك أو شــقوق تحــدث داخــل العظــم‬ ‫ويقســم لقســمني كــر مفتــوح ويكــون الجلــد فيــه مقطــوع‪ ،‬وكــر‬ ‫مغلــق يكــون فيــه الجلــد ســليامً‪.‬عالمات الكــر‪-1:‬أمل شــديد يف مــكان‬ ‫اإلصابــة يزيــد بالحركة‪-2.‬قــر أو تغــر شــكل الطــرف املكســور‪-3.‬‬ ‫تنميــل يف العضــو املصاب‪-4.‬تلــون الجلــد مــكان اإلصابــة باللــون‬ ‫األزرق املح ّمر‪-5.‬تــو ّرم العضــو املصاب‪.‬بعــد التأكّــد مــن وجــود الكــر‬ ‫مــن خــال مالحظــة العالمــات الســابقة ت ُجــرى اإلســعافات األول ّيــة‬ ‫التالية‪-1:‬فحــص العالمــات الحيويــة للمصــاب (التنفس‪-‬النبــض‪-‬‬ ‫رضبــات القلب)‪-2.‬تثبيــت الكــر عــى موضعــه وتج ّنــب تحريكــه‪-3.‬‬ ‫فحــص البطــن للتأكــد مــن وجــود ورم أو تغـ ّـر بلــون الجلد‪-4.‬وضــع‬ ‫الثلــج فــوق الكــر ملــدة ‪ 20‬دقيقــة للحــ ّد مــن النزيــف الداخــي‬ ‫وتخفيــف التو ّرم‪-5.‬عــدم تحريــك املصــاب حتــى يتــم التأكّــد مــن‬ ‫عــدم وجــود إصابــات أخرى‪-6.‬عــدم تحريــك العضــو املكســور أو‬ ‫الشــخص املصاب‪.‬مــع رضورة االنتبــاه إىل‪:‬‬ ‫* عــدم تقديــم الطعــام أو الـراب إىل املصاب‪*.‬عــدم إهــال الكســور‬ ‫ألنهــا قــد تــؤدي إىل الوفــاة‪.‬‬ ‫*عــدم محاولــة إصــاح الكســور أو إعــادة العظــم البــارز داخــل‬ ‫الجســم يف الكــر املفتــوح‪.‬‬ ‫حملــة الكتــف إىل رضورة‬ ‫*االنتبــاه عنــد اســتخدام الجبــرة أو ّ‬ ‫تخفيــف إحــكام الربــاط يك ال تعيــق تدفــق الــدم‪.‬‬ ‫* عدم ربط الجبرية فوق الكرس مبارشة‪.‬‬ ‫ـف القطــن عــى مــكان‬ ‫اإلسعاف‪:‬نســتخدم الجبــرة لتثبيــت الكرس‪،‬نلـ ّ‬ ‫اإلصابــة ثــم نضــع الجبــرة‪ .‬و يف حــال وجــود جــرح يجــب تنظيفــه‬ ‫وتعقيمــه مــع االنتبــاه إىل عــدم وضــع الجبــرة فــوق الجــرح مبــارشة‪.‬‬

‫برج السوري‪:‬‬

‫وأنــت عــم متــي ع األرض انتبــه مشــان مــا‬

‫تزعــج الشــهداء يــي تحــت الــراب‪..‬‬

‫برج بشار‪:‬‬

‫بــدل ماعــم تقتــل شــعبك روح ضــب مرتــك ‪..‬‬

‫فضحتنــااا‪..‬‬

‫برج العرب‪:‬‬

‫لــو كانــت دمــوع أطفــال الســوريني نفــط كنتــو‬

‫ميكــن تحركتــو‪ ..‬ولــك بــس تفــووو عليكــم‪!!..‬‬ ‫العدد (‪ )55‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\04\21‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.