أوكسجين العدد ( 57 ) السنة الثانية - الأحد 12\05\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫للمئذنة حكاية أخرى‪..‬‬ ‫ميليشيا أبو الفضل العباس‬ ‫لحماية المقام‬

‫أينما ّ‬ ‫يحل السوري يمت ّد الوجع‬ ‫األسد وإسرائيل‪ ..‬العدو األول‬ ‫أوكسجين‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫افتتاحية‬ ‫ّ‬ ‫الزبداني بين فكي هدنة‬ ‫هيئة التحرير‬

‫للهويّــة عنــد الســوري يف العامــن‬ ‫املنرصمــن معنــى جديــد‪ ،‬مل تعــد مج ـ ّرد‬ ‫بطاقــة يربزهــا يف املرافــق الحكوميــة أو‬ ‫عــى الحــدود اللبنانيــة‪ ،‬هــي اآلن أكــر‬ ‫مــن ذلــك هــي بــاء يف مــكان و رحمــة‬ ‫يف مــكان آخــر‪ ،‬لــكل كلمــة فيهــا معنــى‬ ‫و لــكل رقــم داللــة‪ .‬بعــد عامــن وأكــر‬ ‫مــن ثــورة ومعــارك وهدنــات ماراتونيــة‬ ‫يف الزبــداين مل تعــد الهويــة كافيــة لرحمــة‬ ‫قاطنيهــا املتّجهــن إىل الشــام عــى‬ ‫أي معنــى للهويــة‬ ‫الحواجــز ‪ ،‬فتــاىش ّ‬ ‫أمــام البدعــة الجديــدة "بــراءة ذ ّمــة"‪.‬‬ ‫بــراءة الذ ّمــة صــك غفــران جديــد مــن‬ ‫فــرع أمــن الدولــة تفيــد بــأ ّن حاملهــا‬ ‫بــريء مــن كل مــا اقرتفــت يــداه وأنّــه‬ ‫صالــح بعــد اليــوم للتعامــل البــري‬ ‫ويســتطيع املــرور عــى جميــع الحواجــز‬

‫أي ازعــاج أو حتّــى مــع ابتســامة‬ ‫بــدون ّ‬ ‫أحيانــاً‪ .‬عــى ّأل يقــوم بتصويــر هــذه‬ ‫الورقــة أو شــطبها أو حكّهــا وإال فقــدت‬ ‫مــا تؤ ّمنــه مــن مغفــرة‪.‬‬ ‫أ ّمــا عــن الهدنــة األخــرة التــي بــدأت‬ ‫منــذ أكــر مــن أســبوعني‪ ،‬وهــي تعتــر‬ ‫الهدنــة الخامســة فعل ّيــا والثالثــة رســم ّياً‪،‬‬ ‫مل يعــد أهــايل الزبــداين يثقــون بفكــرة‬ ‫الهدنــة حتّــى ويف ظــل غيــاب الكهربــاء‬ ‫و الدمــار الكبــر يف املدينــة وعــدم وجــود‬ ‫منــازل يعــود إليهــا النازحــون تقــف‬ ‫جهــود املجلــس املحــي بتســهيل طريــق‬ ‫املزراعــن إىل مزارعهــم ملتابعتهاوحصــد‬ ‫املحاصيــل "إن وجــدت"‪.‬‬ ‫وبــن مغادريــن إىل دمشــق بصكــوك‬ ‫غفــران وزائريــن للمــزراع أتعبهــم‬ ‫الخــوف مــن خــرق الهدنــة يف أي لحظــة‪،‬‬ ‫تبقــى الزبــداين هنــاك عــى ســفح الجبــل‬ ‫تنتظــر غفران ـاً مــن الــرب بهدنــة أبديّــة‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫‪ -3‬أينما ّ‬ ‫يحل السوري يمت ّد الوجع‬ ‫‪ -4‬األسد وإسرائيل‪ ..‬العدو األول‬ ‫‪ -5‬مجزرة البيضا والتطرف األخير‬ ‫‪ -6‬الزواج المبكر‬ ‫بين ّ‬ ‫فكي العوز واللجوء‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬البنك المركزي السوري‬ ‫يسمح بتعويم الليرة‬ ‫‪ -10‬ميليشيا أبو الفضل العباس‬ ‫لحماية المقام‬ ‫‪ -11‬مدينة القصير‬ ‫‪ -12‬الثورة السورية‬ ‫من الكفاح السلمي إلى العمل المسلح‬ ‫‪ -13‬أوغــــاد الظــــــالم‬ ‫‪ -14‬للمئذنة حكاية أخرى‪..‬‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫زبداني دمعة وبسمة‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪2‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫أينما ّ‬ ‫يمتد الوجع‬ ‫يحل السوري‬ ‫ّ‬

‫أوكسجين | جفرا‬ ‫أينــا يحـ ّـل الســوري ميتـ ّد الوجــع‪ ،‬الريحانيــة‬ ‫مدينــة تركيــة ذات تعــداد ســكاين يبلــغ‬ ‫‪ ،62500‬هجــر إليهــا خــال العامــن املنرصمــن‬ ‫مــا يقــارب ‪ 70‬ألفــاً مــن الســوريني ممــن‬ ‫هربــوا مــن القصــف واملجــازر واالعتقــال‪ .‬يف‬ ‫الريحانيــة افتتــح الســوريني محــاالً واســتأجروا‬ ‫مقــا ٍه ومارســوا حياتهــم بشــكل طبيعــي‪،‬‬ ‫حتــى ظهــرة الســبت الحــادي عــر مــن‬ ‫أيــار‪ ،‬تفجــران هــ ّزا املدينــة وأنبــا ٌء تواتــرت‬ ‫عــن تفجــر ثالــث‪ .‬التفجــر األول يف الواحــدة‬ ‫وخمــس وعــرون دقيقــة قــرب مبنــى‬ ‫البلديــة تبعــه بعــده بدقائــق قليلــة تفجــر‬ ‫آخــر قــرب مبنــى الربيــد يف وســط املدينــة‪.‬‬ ‫أســفر التفجــر عــن دمــار هائــل و تــررت‬ ‫جميــع املبــاين املحيطــة‪ ،‬احرتقــت عــ ّدة‬ ‫ســيارات ومحــال و ســقط مــا يزيــد عــى‬ ‫خمســة وأربعــن قتيـاً‪ ،‬مــن بينهــم أكــر مــن‬ ‫‪ 13‬مــن الســوريني‪ .‬وأُســعف الجرحــى إىل دار‬ ‫االستشــفاء تحــت تكثيــف الرشطــة الرتكيــة‬ ‫للحراســة‪.‬‬ ‫بعــد التفجــر قــام أطفــال صغــار بتحطيــم‬ ‫الســيارات الســورية ببعــض العــي‪ .‬ويف‬ ‫أنطاكيــة خرجــت مظاهرة يف شــارع «ســاراي»‬ ‫ترفــض وجــود الســوريني‪.‬‬ ‫«أورهــان»‪ ،‬شــاب تــريك ميلــك متجـرا ً لبيــع‬ ‫طيــور وأســاك الزينــة بالقــرب مــن مــكان‬ ‫التفجــر األول‪ « :‬أعتقــد أن املســؤول عــن‬ ‫التفجــر هــو نظــام بشــار األســد ألنــه يريــد‬ ‫خلــق فتنــة بــن الســوريني واألتـراك‪ ،‬وأعتقــد‬ ‫أنــه هــو ذاتــه املســؤول عــن حادثــة حــرق‬ ‫العلــم الــريك قبــل عــ ّدة أيــام أمــام مبنــى‬ ‫البلديــة‪ ،‬وألنــه مل ينجــح يف خلــق تلــك‬ ‫الفتنــة قبــل عــدة أيــام قــام بالتفجــر اليــوم‪.‬‬ ‫نحــن يف الريحانيــة نحــب الســوريني وقــد‬ ‫اســتقبلناهم يف منازلنــا أحيانـاً‪ ،‬وأنــا حتــى اآلن‬ ‫أرعــى أيتامـاً ســوريني هنــا‪ ،‬لكننــي أخــى أن‬ ‫أوضــاع الســوريني هنــا ســتصبح صعبــة بعــد‬ ‫خاصــة أن هنــاك العديــد مــن‬ ‫هــذا التفجــر‪ّ ،‬‬ ‫األتــراك اآلن غاضبــون عــى فقــدان أقــارب‬

‫لهــم يف هــذا التفجــر‪ .‬ماتــت جميــع الطيــور‬ ‫واألســاك يف متجــري‪ ،‬لكــن هــذا ال يعنــي أن‬ ‫خســاريت ســتجعلني ناقــاً عــى الســوريني‪،‬‬ ‫فــا ذنــب لهــم يف مــا حصــل»‪.‬‬ ‫«عبــد المجيــد»‪ ،‬معلــم مــن حلــب‪:‬‬ ‫«كنــت قادمــاً مــن أنطاكيــا عندمــا أوقفتنــا‬ ‫دوريــة رشطــة تركيــة‪ ،‬وســألوا إن كان بــن‬ ‫الــركاب ســوريون‪ ،‬وطلبــوا منــا أن نلتــزم‬ ‫بيوتنــا قائلــن أنهــم غــر مســؤولني عــن‬ ‫حاميتنــا»‪.‬‬ ‫«مفيــدة»‪ ،‬موظفــة يف تجمــع بنــاة‬ ‫املســتقبل‪« :‬هجــم بعــض الشــبان األتــراك‬ ‫عــى مكتبنــا القريــب مــن مــكان االنفجــار‬ ‫الثــاين ورضبــوا ســائق التجمــع‪ ،‬لكــن جرياننــا‬ ‫مــن األتـراك ســاعدونا عــى الخــروج‪ ،‬وهربنــا‬ ‫إىل أنطاكيــا ونحــن اآلن يف أحــد الفنــادق‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫هنــاك»‪.‬‬ ‫مــكان التفجــر الثــاين أبضــاٌ رجــل يــرخ‬ ‫ـص ببيــع الحلويــات ويقــول‬ ‫أمــام محلــه املختـ ّ‬ ‫باللغــة الرتكيــة‪ « :‬كانــت الريحانيــة ج ّنــة‬ ‫وبعــد أن جــاء الســوريون أصبحــت كجهنــم»‪.‬‬ ‫ليســت تفجـرات الريحانيــة هــذا األســبوع‬ ‫ّإل امتــدادا ً لإلرهــاب الــذي ميارســه النظــام‬ ‫وأتباعــه وأشــباهه يف املنطقــة‪ .‬ليســت‬ ‫الريحانيــة اليــوم إال بلــدة شــبه ســورية‪،‬‬ ‫تعيــش مــا يعيشــه الســوريون وتعــاين مــا‬ ‫يعانــون‪ ،‬مــا يؤكّــد أ ّن زوال هــذا النظــام‬ ‫بــات أم ـرا ً محتّ ـاً ليعــود الســام للمنطقــة‪،‬‬ ‫وتتوقّــف آلــة القتــل قبــل أن تــودي بحيــاة‬ ‫املزيــد مــن األبريــاء ممــن يبتغــون العيــش‪.‬‬ ‫الرحمــة لشــهداء الريحانيّــة الســوريون منهــم‬ ‫واألتـراك‪ ،‬و ليســقط اإلرهــاب أينــا حــل‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫تحقيق‬

‫األسد وإسرائيل‪ ..‬العدو األول‬

‫دمشق ‪ -‬أمل الشام‬ ‫حالــة مــن التخبــط عاشــها الســوريون بعيــد‬ ‫الغــارات اإلرسائيليــة التــي اســتهدفت مواقــع‬ ‫عســكرية تابعــة للنظــام يف قلــب العاصمــة‬ ‫مزيــج مــن املشــاعر املتناقضــة‪،‬‬ ‫دمشــق‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهــم يــرون قاســيون ينفجــر كالــركان‪،‬‬ ‫ولهيــب النــران يــيء ســاء دمشــق‪.‬‬ ‫الفرقــة الرابعــة وألويــة تابعــة للحــرس‬ ‫الجمهــوري‪ ،‬تلــك املقــ ّرات التــي كانــت‬ ‫ـب جــام حقدهــا عــى الســوريني‪ ،‬فتنــال‬ ‫تصـ ّ‬ ‫قذائفهــا مــن أبنــاء داريــا ومعضميــة الشــام‬ ‫وجوبــر والقابــون ومخيــم الريمــوك وغريهــا‪،‬‬ ‫لتحيــل البيــوت ركامــاً والنســاء واألطفــال‬ ‫أشــا ًء‪ .‬رآهــا الســوريون يف غفلــة منهــم‬ ‫تحــرق مبــا فيهــا مــن أســلحة وعنارص‪،‬فكيف‬ ‫ال يفــرح لهــذا املشــهد إنســان ســوري ذاق‬ ‫مــا ذاقــه مــن ويــات قــوات األســد!‬ ‫للوهلــة األوىل الجميــع غــر مــدرك مــا‬ ‫يجــري‪ ،‬وبعيــد لحظــات بــدأت األخبــار‬ ‫تتــوارد بــأن إرسائيــل هــي مــن نفــذت هــذه‬ ‫العمليــة العســكرية‪ .‬نعــم ليــس الجيــش‬ ‫الحــر وال جبهــة النــرة ذائعــة الصيــت‬

‫يف العمليــات النوعيــة‪ ،‬إنهــا إرسائيــل عــدو‬ ‫الشــعب الســوري (األول) أضعهــا بــن‬ ‫قوســن ألعــود لهــا الحقــاً‪.‬‬ ‫كل‬ ‫حالــة تشــبه الشــيزوفرينيا انتابــت ّ‬ ‫ســوري‪ ،‬البعــض مل يجــد تفســرا ً واضحــاً‬ ‫لهــا‪ ،‬فهــل يفــرح الســتهداف مواقــع العــدو‬ ‫(األســد) التــي تقصفــه يوميــاً بــكل أنــواع‬ ‫األســلحة‪ ،‬أم يحــزن ألن العــدو (الصهيــوين)‬ ‫اخــرق أجــواء بلــده ّ‬ ‫ودك قاســيونه‪ .‬وكالعادة‬ ‫انقســمت اآلراء وبــدأت التحليــات عــى‬ ‫مواقــع التواصــل االجتامعــي‪ ،‬وذهــب البعض‬ ‫إىل تبــادل االتهامــات منقســمني إىل فئــات‪،‬‬ ‫بــل وبــدأ البعــض بتوزيــع صكــوك الوطنيــة‬ ‫عــى هــذا وحجبهــا عــن ذاك‪ .‬يبــدو املشــهد‬ ‫للوهلــة األوىل معقــدا ً‪ ،‬وأقصــد مــن الناحيــة‬ ‫النفســية ال السياســية‪ ،‬لكــن يف الحقيقــة‬ ‫األمــر يف غايــة البســاطة‪ ،‬فيــا لــو و ّجــه‬ ‫املواطــن الســوري لنفســه أســئلة واضحــة‬ ‫أجــاب عليهــا بصــدق‪ ،‬بعيــدا ً عــن القوالــب‬ ‫الجاهــزة التــي اعتدنــا وضــع أنفســنا بهــا‪.‬‬ ‫أي ســوري ســيفرح عندمــا يــرى ترســانة‬ ‫األســلحة املوجهــة إليــه تحــرق‪ ،‬لكــن هــذا‬ ‫ال يعنــي حكــاً أن إرسائيــل ســتصبح يومــاً‬

‫صديقــة للشــعب الســوري‪ .‬ســتبقى ارسائيــل‬ ‫عــدو الشــعب الســوري كــا األســد متامــاً‬ ‫وبنفــس املرتبــة‪ .‬ورمبــا يتفــوق األســد عــى‬ ‫إرسائيــل أيضـاً ليــس لكونــه حامــي حدودهــا‬ ‫فحســب‪ ،‬وال ألنــه وعائلتــه نهبــوا ثــروات‬ ‫ومق ـ ّدارت البلــد‪ ،‬وليــس فقــط ألنــه وريــث‬ ‫أكــر األنظمــة القمعيــة رشاســة‪ ،‬أيضــاً‬ ‫ألن الخــاص مــن األســد ممكــن أن يكــون‬ ‫يف أضعــف اإلميــان خطــوة لزعزعــة أمــن‬ ‫ارسائيــل‪ ،‬التــي تحــاول اإلبقــاء عــى نظامــه‬ ‫حتــى الرمــق األخــر‪.‬‬

‫القصف اإلسرائيلي على قاسيون‬ ‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪4‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫مجزرة البيضا والتطرف األخير‬ ‫أوكسجين | محمد الصفدي‬ ‫نــر مديــر صفحــة الفايســبوك املواليــة‬ ‫للنظــام التعليــق اآليت‪" :‬عــم أمتنــى مدفعيــة‬ ‫الجيــش تقتــل الطفــل الصغــر قبــل الكبــر يف‬ ‫قريــة البيضــا‪ ،‬مــو مشــان يش‪ ..‬بــس مشــان‬ ‫محــي‬ ‫نشــيلهم مــن وش والدنــا بكــرا‪ ..‬اللــه‬ ‫ّ‬ ‫الجيــش‪ ..‬وقــال كلمــة ســيئة‪"..‬جاء التعليــق‬ ‫بعــد ارتــكاب قــوات النظــام الحاكــم يف‬ ‫دمشــق وبأعصــاب بــاردة و باألســلحة البيضــاء‬ ‫مجــزرة شــنيعة يف البيضــا قــرب مدينــة‬ ‫بانيــاس الســاحلية‪ .‬تفاوتــت أرقــام الضحايــا‬ ‫مــن ‪ 50‬إىل ‪ 200‬ضحيــة‪ .‬ترسبــت الصــور‬ ‫األوليــة للمجــزرة وأظهــرت نســا ًء وأطفــاالً‬ ‫بــن القتــى‪ .‬و أوضحــت مصــادر املعارضــة أ ّن‬ ‫ممــن قتلــوا أُعدمــوا بالرصــاص أو بالســكاكني‪،‬‬ ‫كــا ُعــر عــى جثّــث محرتقــة‪ ،‬وأخــرى ممثَّــلٍ‬ ‫بهــا ومعلقــة عــى األشــجار وأعمــدة الكهربــاء‪.‬‬ ‫مثــة رمزيــة خاصــة لقريــة البيضــا إذ قامــت يف‬ ‫مطلــع الثــورة الســورية قــوات مواليــة للنظــام‬ ‫وشــبيحته باســتباحة القريــة ورجالهــا بعــد‬ ‫رميهــم أرضــاً وتعذيبهــم بوحشــية والــدوس‬ ‫عــى رقابهــم‪ .‬ســارعت وســائل إعــام النظــام‬ ‫إىل نفــي الحادثــة‪ ،‬وقالــت أنهــا جــرت يف‬ ‫كردســتان العــراق وأ ّن مــن ارتكبــوا هــذه‬ ‫العمليــة رجــال البيشــمركة‪ .‬ولكــن شــاباً‬ ‫مــن القريــة يدعــى أحمــد البيــايس أثبــت أن‬ ‫الرشيــط حقيقــي وغــر مزيــف‪ .‬لكــن البيــايس‬

‫متــت تصفيتــه بعدهــا يف الســجون الســورية‪.‬‬ ‫تفاخــر إعــام النظــام بــأن قــوات الجيــش‬ ‫ضبطــت مســتودعني لألســلحة والذخــرة تابعني‬ ‫لإلرهابيــن‪ ،‬إثــر عمليــة نفذتهــا الخميــس‬ ‫الفائــت يف قريــة البيضــا‪ .‬وقالــت مواقــع‬ ‫مواليــة للنظــام "أن اإلرهابيــن هــم مــن قتــل‬ ‫عائلتــن يف البيضــا بســبب مواقفهم الوســطية"‪.‬‬ ‫صفحــات الفايســبوك املواليــة واملعارضــة‬ ‫أظهــرت حــدا ً غــر مســبوق مــن الكراهيــة‬ ‫الطائفيــة‪ .‬أعضــاء الصفحــة الطرطوســية أعــاه‪،‬‬ ‫مل يشــعروا بــأي أســف ملقتــل أطفــال البيضــا‪.‬‬ ‫أحــد األعضــاء يعلّــق‪« :‬أنــا مــع قتــل الصغــر‬ ‫قبــل الكبــر ومــع اإلعــدام امليــداين دون‬ ‫تــر ّدد»‪ .‬مواطنــون ســوريون يعـ ّـرون يف صفحــة‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫معارضــة عــن غضبهــم الشــديد للمجــزرة‬ ‫ورغبتهــم يف االنتقــام‪ .‬أحدهــم يكتــب‪« :‬الدنيــا‬ ‫دوالب يــا أبنــاء املتعــة‪ ،‬نعدكــم بــأن ال ننــى‪،‬‬ ‫وقســاً بــرب العــزة ســننتقم»‪.‬هذا مســتوى‬ ‫قســمت‬ ‫مرعــب مــن الكراهيــة الطائفيــة ّ‬ ‫الســوريني عموديــاً‪ ،‬ويكــون النظــام الســوري‬ ‫بهــذا قــد خطــا خطــوة جديــدة عــى درب‬ ‫طائفيتــه والتــي بدأهــا منــذ اليــوم األول يف‬ ‫االنتفاضــة الســورية حــن صورهــا انتفاضــة‬ ‫إســامية سـ ّنية متطرفــة‪ .‬لقــد نجــح يف تقســيم‬ ‫الســوريني إىل خندقــن عــى أســاس طائفــي‪،‬‬ ‫يف الوقــت الــذي نجــح الســوريون يف كــر‬ ‫حاجــز الخــوف والصمــود خمســة وعرشيــن‬ ‫شــهرا ً مق ّدمــن أكــر مــن مئــة ألــف قتيــل‪ .‬ولــو‬ ‫ســمح الســوريون ألنفســهم باالســتمرار عــى‬ ‫هــذا الطريــق فــإن يف ذلــك نهايــة لســورية‪.‬‬ ‫ســوا ًء كان التقســيم سياســياً أو إداريـاً‪ ،‬ممكنـاً‬ ‫أم ال‪ .‬نــدا ٌء للكتلــة الســورية يك تقــول كلمتهــا‬ ‫وال تــرك الســاحة للمتطرفــن مــن الطرفــن‪،‬‬ ‫وللمعارضــة الســورية أن تتّحــد حــول برنامــج‬ ‫ســيايس واضــح ورؤيــة أخالقيــة للثــورة‪ .‬وإىل‬ ‫أن يقتنــع العــامل أن إعطــاء النظــام الســوري‬ ‫مزيــدا ً مــن جرعــات اإلنعــاش لإلبقــاء عليــه‬ ‫خوف ـاً مــن التطــرف لــن يفعــل ســوى إغ ـراق‬ ‫البــاد يف املزيــد مــن التطــرف والدمــاء‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ّ‬ ‫الزواج المبكر بين فكي العوز واللجوء‬ ‫تحقيق‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫الــزواج يف اللغــة العقــد عــى املــرأة‪ ،‬والعقــد‬ ‫يتطلّــب وجــود شــخصني متعاقديــن واعيــن‪،‬‬ ‫وهــا هنــا امــرأة و رجــل يفــرض أنهــا بالغــان‬ ‫عاقــان‪ .‬وقــد ع ّرفــه قانــون األحــوال الشــخصية‬ ‫الســوري يف املــادة األوىل منــه مبــا يــي‪:‬‬ ‫تحــل لــه‬ ‫الــزواج عقــد بــن رجــل وامــرأة ّ‬ ‫رشعــاً‪ ،‬غايتــه إنشــاء رابطــة للحيــاة املشــركة‬ ‫والنســل‪ .‬فغالبــاً مــا تلجــأ العائــات الســورية‬ ‫إىل تزويــج بناتهـ ّن يف ســن مبكــرة للتخلــص مــن‬ ‫مســؤوليتها تجاههــن بغيــة إلقــاء املســؤولية‬ ‫عــى طــرف آخــر أال وهــو الــزوج وذلــك نتيجــة‬ ‫الفقــر أو مفاهيــم وتقاليــد قدميــة‪ .‬وبــن القانــون‬ ‫والعــرف االجتامعــي والديــن‪ ،‬تبقــى قضيــة‬ ‫زواج القــارصات تتأرجــح دومنــا حــل يف كثــر‬ ‫مــن مجتمعاتنــا العربيــة عامــة ويف مجتمعنــا‬ ‫الســوري املنكــوب خاصــة‪ .‬يرجــع هــذا العــدد‬ ‫الــذي يصعــب الســيطرة عليــه ألســباب عديــدة‬ ‫يلعــب فيهــا عامــل النــزوح الــدور األكــر‪ ،‬يليــه‬ ‫العامــل االجتامعــي واالقتصــادي‪ ،‬فالفقــر الســائد‬ ‫بــن العائــات الســورية‪ ،‬انبثقــت عنــه ظاهــرة‬ ‫بيــع الفتيــات الســوريات للكثــر مــن عجائــز‬ ‫الخليــج بأمثــان بخســة قبــل الثــورة وبعدهــا‪،‬‬ ‫يليــه العامــل الدينــي الــذي يحــثّ عــى مثــل‬ ‫هــذا الــزواج بدافــع العفــة‪ .‬فعــى الرغــم مــن أن‬ ‫الكثــر مــن املواثيــق الدوليــة قــد حضّ ــت عــى‬ ‫وضــع حــد لهــا‪ ،‬إىل أن شــيئاً منهــا مل يكــن ملزمـاً‪،‬‬ ‫ومل يفــرض أيــة آليــة ملنــع الوصــول إىل ذلــك أو‬ ‫حدوثــه‪.‬‬ ‫الــزواج المبكر واتفاقية حقوق الطفل‪:‬‬

‫جــاء يف املــادة السادســة مــن اتفاقيــة حقــوق‬ ‫الطفــل‪ ":‬ال يثــر الــزواج املبكــر ـ خاصــة الفتيــات‬ ‫ـ قضيــة التمييــز فقــط‪ ،‬بــل يهــ ّدد حقــوق كل‬ ‫مــن األم الطفلــة وحقــوق املولــود الجديــد‬ ‫يف الحيــاة والبقــاء والنمــو إىل أقــى درجــة‬ ‫"‪.‬وتشــر اتفاقيــة حقــوق الطفــل أيضـاً يف املــادة‬ ‫األوىل منهــا‪ ":‬الــزواج والحمــل املبك ـران عامــان‬ ‫مهــان يف حــدوث املشــكالت املرتبطــة بالصحــة‬ ‫الجنســية والتناســلية‪ .‬عل ـاً أ ّن الســن القانونيــة‬ ‫للــزواج خصوصــاً عنــد الفتيــات‪ ،‬مــا زالــت‬ ‫متدنيــة جــدا ً يف بعــض الــدول األطـراف‪ .‬وهنــاك‬ ‫مخــاوف أخــرى مرتبطــة بالصحــة‪ ،‬فاألطفــال‬ ‫الذيــن يتزوجــون وخصوصــاً الفتيــات‪ ،‬يُجــرون‬ ‫عــى تــرك التعلــم ويتعرضــون للتهميــش مــن‬ ‫النشــاطات االجتامعيــة "‪.‬‬

‫ازدياد ظاهرة إقبال رجال دين على الزواج‬ ‫من الجئات سوريات قاصرات‪:‬‬

‫تواصــل وســائل اإلعــام التحـ ّدث عــن شــيوع‬ ‫زواج الجئــات ســوريات ال ســيام القــارصات يف‬ ‫بلــدان لجــأ ّن إليهــا بعدمــا فرارهـ ّن مــن بلدهـ ّن‬ ‫الــذي يشــهد أعــال عنــف شــديد‪ .‬يشــجعه ّن‬ ‫عــى ذلــك عــروض تقــدم لهــن تتضمــن عــروض‬ ‫االســتقرار واملــال‪ ،‬إذ توافــق أرسه ـ ّن عــى تلــك‬ ‫العــروض بهــدف الســر لهــن والتخلــص مــن‬ ‫أعبــاء معيشــتهن‪ ،‬بــل أن هنــاك بحســب شــهود‬ ‫عيــان‪ ،‬مــن يطلــب مهــورا ً مببالــغ معينــة لغــرض‬ ‫الدعــم‪ .‬ومثلــا نــر موقــع (أخبــار ‪ )24‬األردين‬ ‫تقريــرا ً يشــر إىل أن املئــات مــن الطلبــات‬ ‫التــي تق ـ ّدم بهــا العــرب املقيمــون يف األردن إىل‬ ‫الســلطات القضائيــة الرشعيــة للموافقــة عــى‬ ‫طلبــات الــزواج مــن ســوريات‪ ،‬فــإ ّن صحيفــة‬ ‫الدســتور األردنيــة نــرت مقــاالً حمــل عنــوان‬ ‫(أردنيــون يســتغلون األحــداث ويتزوجــون‬ ‫مــن الجئــات ســوريات) جــاء فيــه‪ :‬أنــه ميكــن‬ ‫الــزواج مــن (الســورية) هــذه األيــام مبائــة دينــار‬ ‫أو مبئتــي دينــار‪ ،‬ومــا عليــك إالّ أن تذهــب إىل‬ ‫املفــرق أو عــان أو الرمثــا أو إربــد أو الكــرك‪،‬‬ ‫لتختــار (حوريــة) مــن حوريــات الشــام ‪ .‬وحســب‬ ‫بعــض املــؤرشات‪ ،‬فــإن هنــاك إقبــاالً عــى تزويــج‬ ‫الفتيــات الســوريات الســيام القــارصات اللــوايت ال‬ ‫تتجــاوز أعامرهــن ‪ 14‬أو ‪ 15‬عامــاً‪.‬‬ ‫فتاوى و دعوات وناشطين‬

‫الظاهــرة‪ ،‬داعــن لوقفــات احتجاجيــة مــن أجــل‬ ‫وقــف اســتغالل الفتيــات الســوريات‪.‬‬ ‫جهاد الملذات‬

‫الصحــايف الســعودي محمــد العصيمــي الــذي‬ ‫كتــب مقــاالً تحــت عنــوان " العــار الــزواج مــن‬ ‫ســورية نازحــة "‪،‬أشــار مــن خاللــه إىل توجــه‬ ‫الخليجيــن واألردنيــن إىل مخيــات نــزوح‬ ‫الســوريات ىف األردن للــزواج منهــن‪ ،‬مؤكــدا ً‬ ‫أن الحــاالت ليســت فرديــة‪ ،‬لكنهــا رسعــان مــا‬ ‫تحولــت إىل ظاهــرة‪ ،‬وتكلّــف فيهــا الزيجــة مــن‬ ‫‪ 500‬إىل ‪ 5000‬ريــال ســعودي للزيجــة‪ ،‬فيــا‬ ‫ســاه الكاتــب "جهــاد الشــهوات"‪.‬وأعلن صندوق‬ ‫األمــم املتحــدة للطفولــة "يونســيف" قلقــه بشــأن‬ ‫الــزواج املبكــر الــذي يســتخدم كآليــة للتأقلــم‬ ‫مــع األوضــاع‪ ،‬والعاملــون امليدانيــون يف األردن‬ ‫يؤكــدون أن ظــروف املخيــات صعبــة جــدا ً‪،‬‬ ‫ويتزايــد معهــا مخــاوف التعــرض لالغتصــاب‪،‬‬ ‫األمــر الــذي دفــع أهــايل الفتيــات النازحــن‬ ‫لتزويــج بناتهــن يف ســن مبكــرة‪ ،‬بشــكل غــر‬ ‫رســمي وغــر مســجل لــدى الســلطات‪ ،‬أي ال‬ ‫توجــد إحصــاءات‪.‬‬

‫انتــرت ىف اآلونــة األخــرة دعــاوى وفتــاوى‬ ‫تحــض عــى الــزواج مــن الالجئــات الســوريات‬ ‫ّ‬ ‫يف بعــض الــدول العربيــة‪ ،‬بحجــة إســدال الســر‬ ‫عليهــن فيــا يُعــرف بــزواج "الســر"‪ .‬ويف املقابــل‬ ‫ظهــرت حمــات ترفــض هــذه الفكــرة التــي‬ ‫تخفــي وراءهــا أهداف ـاً أخــرى لالبتزاز‪.‬فبعــد أن‬ ‫نزحــت العائــات الســورية هروبـاً و حفاظـاً عــى‬ ‫النفــس والعــرض‪ ،‬واجهــت الفتيــات أســوأ أنــواع‬ ‫االســتغالل تحــت رايــة الــزواج وتحــت ذريعتــه‪.‬‬ ‫فبعــد أن تزايــدت أعدادهــن يف مخيــات بعــض‬ ‫الــدول العربيــة‪ ،‬ظهــر زواج القارصات الســوريات‬ ‫باســم الســر‪.‬‬ ‫أمــام كل هــذا االســتغالل‪ ،‬ظهــرت حملــة‬ ‫الحاجة هي السبب‬ ‫"الجئــات ال ســبايا" مــن قبــل بعــض الناشــطني‬ ‫إحــدى الناشــطات مــن األردن تقــول إن‬ ‫والناشــطات‪ ،‬ردا ً عــى دعــاوى بوجــوب الــزواج‬ ‫مــن الالجئــات والنازحــات الســوريات حفاظــاً ريــف "املفــرق" تحديــدا ً‪ ،‬تتعــ ّرض فيــه النســاء‬ ‫عليهــن‪ .‬وانطلقــت الحملــة مــن مواقــع التواصــل الســوريات لالبتــزاز يك يقبــل األهــل تزويــج‬ ‫االجتامعــي‪ ،‬ملواجهــة الــرأي العــام بخطــورة بناتهــن‪ .‬فعــى ســبيل املثــال عندمــا ال يســتطيع‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪6‬‬


‫عائــل األرسة دفــع إيجــار املنــزل‪ ،‬يتــم الضغــط‬ ‫عليــه لتزويــج االبنــة إىل صاحــب الشــقة أو اىل‬ ‫ابنــه‪ ،‬داعيــاً أنــه يريــد ســر الفتــاة‪ ،‬وإذا كان‬

‫يحتــج‬ ‫جاملهــا فتّــان ـ فهنــاك املعضلــة ـ إذ‬ ‫ّ‬ ‫صاحــب املنــزل بأنــه يتزوجهــا لحاميــة مكانــه‬ ‫مــن جلــب الفتنــة إليــه‪ ،‬ويف هــذه الحالــة يضطّــر‬ ‫األهــل إىل تــرك املنــزل والبحــث عــن مــكان‬ ‫بديــل‪ ،‬أو الخضــوع لطلــب الــزواج‪ ،‬أو إرســال‬ ‫الفتــاة إىل أحــد األقــارب يف مــكان آخــر‪ .‬هــذا‬ ‫األمــر ال ينطبــق عــى األردنيــن فقــط‪ ،‬لكــن‬ ‫هنــاك شــبكات كاملــة مــن الســارسة األردنيــن‬ ‫والســوريني يتقاضــون أمــواالً مقابــل تســهيل‬ ‫هــذا النــوع مــن الــزواج‪ ،‬مــن الفتيــات و األرامــل‬ ‫صغ ـرات الســن‪ ،‬وكثــر منــه غــر موثّــق مدني ـاً‪،‬‬ ‫ألن هنــاك حــاالت أصغــر مــن الســن القانونيــة‪.‬‬ ‫موقف رجال الدين‬

‫مــن جانــب آخــر‪ ،‬حــذّر علــاء الديــن‬ ‫مــن االنســياق وراء الدعــوة إىل الــزواج مــن‬ ‫الســوريات الالجئــات إىل مــر والــدول العربيــة‬ ‫تحــت دعــوى "نرصتهــ ّن"‪ ،‬مشــرين إىل أن مــا‬ ‫يطلــق عليــه زواج الســرة والــذي ينــادي بــه‬ ‫البعــض‪ ،‬هــو اســتغالل باســم الديــن ويخالــف‬ ‫املقصــد اإلســامي مــن الــزواج الــذي يحقّــق‬ ‫الســكن واملــودة والرحمــة‪ ،‬وال تتوافــر فيــه‬ ‫رشوط صحــة عقــد النــكاح يف كثــر مــن الوجــوه‪.‬‬ ‫وطالــب علــاء الديــن بالبحــث عــن وســائل‬ ‫بديلــة لـــنرصة الســوريات بــدالً مــن اســتغالل‬ ‫أوضاعهــ ّن املرتديــة‪ ،‬والــزواج بهــ ّن بدعــوى‬ ‫النــرة وهرب ـاً مــن ارتفــاع تكاليــف الــزواج يف‬

‫تحقيق‬

‫كثــر مــن الــدول اإلســامية‪.‬ويؤكّد علــاء الديــن‬ ‫دعــم الثــورة الســورية‪ ،‬والحــرص عــى الشــعب‬ ‫أن الــزواج جائــز رشع ـاً إذا تحققــت فيــه األركان‬ ‫الســوري وأمنــه وحريتــه وكرامتــه"‪.‬‬ ‫الالزمــة لعقــده؛ مــن إيجــاب وقبــول وصــداق‬ ‫قوانين في بعض الدول العربية‬ ‫وشــهود وإشــهار‪ ،‬وهــو ســنة مؤكــدة مــن ســنن‬ ‫ويشــر عطــوان إىل أن "دوالً عربيــة ســ ّنت‬ ‫الرســول عليــه الصــاة والســام‪ ،‬يحــرص عليهــا‬ ‫قوانــن ملواجهــة ظاهــرة الــرقّ األبيــض تحــت‬ ‫ويطالــب بهــا املســلمون يف أكــر مــن حديــث‬ ‫غطــاء الــزواج‪ ،‬متنــع تســجيل أي عقــد زواج‬ ‫رشيــف‪ ،‬لكــن أي غــرض للــزواج دون مــا أمــر بــه‬ ‫عندمــا يكــون الفــارق يف الســن بــن الزوجــن أكرث‬ ‫الــرع الحكيــم يُعتــر غــر صحيــح‪ ،‬موضحــن أن‬ ‫مــن خمســة وعرشيــن عامــاً‪ ،‬ونأمــل أن تســ ّن‬ ‫الحمــات التــي شــنها البعــض للــزواج بالالجئــات‬ ‫الحكومــة األردنيــة قوانــن عــى وجــه الرسعــة‬ ‫الســوريات بدعــوى الســرة هــي مــن قبيــل‬ ‫للتصــدي لهــذه الظاهرة"‪.‬ويعتــر "الــزواج مــن‬ ‫اســتغالل األزمــة باســم الديــن‪ ،‬الســيام أنهــن‬ ‫قــارصات اســتغالالً لظــروف أهلهــ ّن املعيشــية‬ ‫بناتنــا وأخواتنــا وواجبنــا أن نصــون حقوقهــن‪،‬‬ ‫يف مخيــات اللجــوء هــو اغتصــاب يجــب أن‬ ‫وألّ تكــون معاناتهــن ســبباً الســتغالل ظروفهــن‬ ‫يوقــف فــورا ً‪ ،‬ويجــري تقديــم املقدمــن عــى‬ ‫بــزواج فيــه إرضار بهــن‪ ،‬فمــن أراد أن يقــدم‬ ‫هــذه الجرميــة اىل القضــاء العــادل"‪.‬إن التضامــن‬ ‫عــى الــزواج فعليــه أن يتقــي اللــه‪ ،‬وأن يعطيهــا‬ ‫مــع الشــعب الســوري ‪-‬بحســب عطــوان‪ -‬أول‬ ‫حقوقهــا كاملــة غــر منقوصــة‪ .‬بدليــل أنــه لــو‬ ‫أبجدياتــه توفــر العيــش الكريــم الالئــق ألبنائــه‬ ‫كانــت املــرأة أو الفتــاة الســورية مســتقرة وآمنــة‬ ‫وبناتــه‪ ،‬فهــذا الشــعب العزيــز األيب وقــف دامئ ـاً‬ ‫يف وطنهــا‪ ،‬فهــل ســتوافق عــى مثــل هكــذا زواج؟‬ ‫اىل جانــب شــعوب األمــة وقضاياهــا‪ ،‬وقــ ّدم‬ ‫لكنهــا توافــق عليــه اآلن‪ ،‬ألنهــا تحــت ضغــط‬ ‫الشــهداء‪ ،‬وال يجــب أن يُعامــل بهــذه الطريقــة‪،‬‬ ‫ظــروف حيــاة اللجــوء الصعبــة‪ ،‬ومــا أُخــذ بســيف‬ ‫خاصــة إقفــال الحــدود يف وجهــه ووضعــه يف‬ ‫ّ‬ ‫مــاء الوجــه فهــو ّح ـرام‪.‬‬ ‫مخيــات تفتقــر إىل أبســط املتطلبــات املعيشــية‬ ‫كتاب وحرائر‬ ‫اإلنســانية‪.‬‬ ‫الكاتــب عبــد البــاري عطــوان عالــج املوضــوع‬ ‫الزواج من نازحة‬ ‫يف مقــال لــه حمــل عنــوان‪ ( :‬الجئــات ســورية‬ ‫وتحــت هــذا العنــوان كتــب محمــد‬ ‫حرائــر ال ســبايا)‪ ،‬يف صحيفــة القــدس العــريب‬ ‫العصيمــي يف صحيفــة اليــوم الســعودية عــن‬ ‫اللندنيــة‪ ،‬مشــرا ً إىل أن "الصحــف األردنيــة‬ ‫ليغــروا أقدامهــم يف‬ ‫"تســابق (املجاهديــن)‬ ‫ّ‬ ‫تح ّدثــت عــن بعــض رجــال ديــن طلّقــوا نســاءهم‬ ‫مواطــن اللجــوء والنــزوح الســورية معلنــن‬ ‫مــن أجــل الــزواج مــن الجئــات ســوريات‪ ،‬كــا‬ ‫اســتعدادهم للــزواج مــن ســوريات قــارصات‬ ‫و تح ّدثــت مواقــع عراقيــة عــن إجبــار بعــض‬ ‫يبحــن عــن الســر"‪ .‬وتنتــر ظاهــرة الــزواج‬ ‫الالجئــات الســوريات عــى (زواج املتعــة)‪.‬‬ ‫مــن نســاء ســوريات إىل درجــة أن صاحــب‬ ‫يقــول عطــوان‪ " :‬هــؤالء املتاجــرون بالديــن وهــو‬ ‫صفحــة (ســوريات مــع الثــورة)‪ ،‬أعلــن لــزوار‬ ‫منهــم بــراء‪ ،‬كــ ّرروا األمــر نفســه أثنــاء مأســاة‬ ‫صفحتــه الســاعني مبنتهــى (الحميميــة) خلــف‬ ‫البوســنة‪ ،‬حــن هرعــوا القتنــاص البوســنيات‬ ‫شــهواتهم‪ ،‬عــدم قبــول أي طلبــات زواج راجيــاً‬ ‫األرامــل منه ـ ّن أو العــذارى‪ ،‬األخــوات يف الديــن‪،‬‬ ‫مــن الجميــع أَالّ يرســلوا هــذه الرســائل‪( ،‬ألنــو‬ ‫ثــم تخلّــوا عــن معظمهــن‪ ،‬والذريعــة نفســها‬ ‫الوقــت مــو وقــت زواج ع ّنــا‪ ..‬ســوريا يف حالــة‬ ‫أي ســر هــؤالء األخــوات يف االســام" ‪.‬ويــردف‬ ‫حــرب)‪ .‬وبحســب العصيمــي فــإن الثمــن الــذي‬ ‫عطــوان " الــزواج ســرة‪ ،‬ال أحــد يجــادل يف ذلــك‪،‬‬ ‫يُدفــع يف حوريــة مــن حوريــات ســوريا ال يتجــاوز‬ ‫والفتــاوى التــي تصــدر يف مســاجد دول عربيــة‬ ‫‪ 500‬إىل ‪ 1000‬ريــال ســعودي‪ ،‬كــا يقــول بعــض‬ ‫آخرهــا يف الجزائــر‪ ،‬حيــث تدفــق بعــض الالجئــن‬ ‫األردنيــن الذيــن يشــاركون الخليجيــن هــذه‬ ‫لعــدم وجــود قيــود عــى دخــول الســوريني‪ ،‬أمــر‬ ‫املــرة يف جهــاد الشــهوات‪.‬ومع كل مــا قيــل ومــا‬ ‫حميــد‪ ،‬لكــن مــا يثــر الريبــة والشــك والحنــق‬ ‫ورد هنــاك تســاؤل يقول‪:‬أيــة أمــة هــذه التــي‬ ‫أيض ـاً‪ ،‬هــو اســتغالل الظــروف املعيشــية لهــؤالء‪،‬‬ ‫يطفــئ أحـزان بناتهــا نـران شــهوات أبنائهــا؟ وأي‬ ‫و زواج شــيوخ متقدمــن يف الســن مــن فتيــات‬ ‫خدعــة أو تربيــرات يرتكبهــا هــؤالء املســتغلون‬ ‫قــارصات دون ســن الخامســة عــرة"‪.‬و يســتطّرد‪:‬‬ ‫لحاجــات أخواتهــم يف القوميــة والعروبــة والديــن‬ ‫" الالجئــون الســوريون مل يذهبــوا إىل األردن‬ ‫و اإلنســانية‪ ،‬فيتســابقون إىل رشائهــ ّن يف ســوق‬ ‫ومخيــات اللجــوء البائســة فيــه مــن أجــل‬ ‫نخاســة النــزوح اإلجبــاري والحاجــة املــرة لســقف‬ ‫تزويــج بناتهــم لــكل باحــث عــن املتعــة بأرخــص‬ ‫يــأوي فتــاة بريئــة زائغــة البــر مــن هــول مــا‬ ‫األمثــان‪ ،‬وإمنــا مــن أجــل عيــش كريــم وضيافــة‬ ‫رأت مــن القتــل والتــرد واالنتهــاك‪!..‬؟‪.‬‬ ‫معقولــة توفرهــا دول عربيــة ثريــة ت ّدعــي‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪7‬‬


‫دي ل‬ ‫وا تقال شوي‪..‬ـــيت ‪Delete‬‬

‫أوكسجينيات‬

‫إلى وطني‬ ‫من أين ابدأ يا وطني؟‬ ‫من اسمك المنساب في دمي؟‬ ‫من ذلك البيدر؟‬ ‫من حقول الزيتون والزعتر؟‬ ‫أيا نغمي‪...‬‬ ‫أيا حلمي‪..‬‬ ‫من أين أبدأ أخبرني‪.‬‬

‫ن يكون‬ ‫يــي عــم يق ّدمهــا‬ ‫بدي أحيك كلمتني ميك أليــام التعويضــات‬ ‫غل ها‬ ‫م يركـض ورا تقديـم‬ ‫شــغل النــاس الشــا لقصـف‪ ..‬والـكل عـ‬ ‫م للمترضريـن مـن ا‬ ‫مكسـب‪ ..‬و بحصــة‬ ‫النظــا‬ ‫شـعرة مـن خنزيــر‬ ‫ــات مـن مبـدأ أنــو‬ ‫امنــة كتيــر منيــح‬ ‫هالطلب‬ ‫وفه‬ ‫ســند خابيــة‪ ..‬بعــرف وجــع النــاس‪ ..‬ياتــرى هال ـي مــو‬ ‫ـس بنف ـس الوق ـت‬ ‫بت‬ ‫ّ ع امل ـادي ال ـيء‪ ..‬ب‬ ‫ل دخل ـت منظ ـات‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫الو‬ ‫حــا‬ ‫ر بثورتنــا باأليــام الجاي ـة‪ ..‬يف املس ـتندات كدلي ـل‬ ‫ممك ـن ي ـ ّ‬ ‫ح يق ـ ّدم النظــام ه‬ ‫تهــا ر‬ ‫ـدو ياخ ـد تعوي ـض‬ ‫دوليــة ع املنطقــة وق إلرهابيــة ألنــو ي ـي ب‬ ‫تا‬ ‫أنــو بيتــه انقص ـف‬ ‫ع ـى وج ـود العصابــا أو ع ـم يوقّ ـع ع ـى‬ ‫ـي‪..‬‬ ‫رح ن ّأكّـد للعــامل أنــو‬ ‫ع ـم يوقّ ـع ع ـى هال ض األحيــان‪ ..‬يعنـي‬ ‫يف بعـ‬ ‫حة و كان معــو الحـق‬ ‫مـن جهــة مجهولــة ارب عصابــات م ّســل‬ ‫حـ‬ ‫ك أنــو ل ّســا القصــة‬ ‫بشـار كان فعـاً عـم ي ألســلحة‪ ..‬وغ ـر هي ـ‬ ‫رة وا‬ ‫ج ـع ينقص ـف بيتــه‬ ‫يســتعمل كل هالذخ ـ ي قب ـض تعوي ـض ير‬ ‫خلص ـت واحت ـال ي ـ‬ ‫ان قصــة الش ـباب‬ ‫ع التعويضــات يف ك ـ‬ ‫ــا‬ ‫م ني ـة‪ ..‬وغ ـر موضــو‬ ‫ءة مـن الثــورة و يــا‬ ‫م ـرة تا‬ ‫ـة بـرا‬ ‫ي عـم ي ّســلموا حالهـم ويسـتلموا وثيقـ يـي مــا عـم أفهمــه‬ ‫ــرى قصـف‪ ..‬يعنـي‬ ‫يـ‬ ‫رش أو باألح‬ ‫ـن األصـل وض ّحينــا‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫ار مــا دخل‬ ‫ّ‬ ‫جـع ليـش بلشـنا م‬ ‫د املــا بدنــا ن ّســلم ونرتا‬ ‫طـوة كتيـر منيـح‪..‬‬ ‫أنــو ط‬ ‫ـاس تفكــروا بــأي خ‬ ‫ا‪..‬؟! يــا ريـت يــا نـ‬ ‫ع الحريــة ي ـي راح‬ ‫وترشدنـ‬ ‫ديــة وتخلّ ـوا عينك ـم‬ ‫ّ وا شــوي األم ـور املا‬ ‫ــوا أقــوى وتعملــوا‬ ‫وتنس ـ‬ ‫ــر‪ ..‬وتحاولــوا تكون‬ ‫تي‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫ـو‬ ‫مـ‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ها د‬ ‫ستس ـام‪ ..‬ديلي ـت‪!!..‬‬ ‫مشــان حبــاط والتخ ـاذل واال‬ ‫لليــأس واإل‬

‫من الياسمين الشامي؟‬ ‫من ورد أحالمي؟‬ ‫من بيادر القمح؟‬ ‫حين تغمرني؟‬ ‫قل لي أيها الغالي‬ ‫هل أصفك‪...‬حين‬ ‫تحضن برفق آمالي‪.‬‬ ‫أأبدأ أيها الحر من القيد؟‬ ‫من الصرخات والدمع؟‬ ‫من الموت؟من النار تلف بلدة العيد؟‬ ‫من األجساد الدامية‪...‬‬ ‫ويا وطني وقد صرت حكاية‬ ‫ليس لها بداية أو نهاية‪ .‬ب‬

‫قل‬

‫م مغرتبة‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫االستنزاف‬ ‫حرب‬ ‫هــو مفهــوم اســراتيجي يعنــي أنــه قدرتــه عــى املواصلــة يف الحــرب‪.‬‬

‫لــي يتــم االنتصــار يف حــرب مــا‪ ،‬يجب‬ ‫إضعــاف العــدو إىل االنهيــار عــن‬ ‫طريــق إحــداث الخســائر البرشيــة‬ ‫أو العســكرية‪ .‬الجهــة املنتــرة يف‬ ‫الحــرب تكــون عــادة الجهــة التــي‬ ‫متتلــك عــدد أكــر مــن املصــادر‬ ‫واالحتياطــات‪ .‬ميكــن اعتبــار حــرب‬ ‫فيتنــام مثــاالً عــى حــروب االســتنزاف‪،‬‬ ‫إذا أن االســراتيجية األمريكيــة كانــت‬ ‫تهــدف إلضعــاف الخصــم إىل أن يفقــد‬

‫أغلــب العلــاء العســكريني يف خــال‬ ‫التاريــخ ينظــرون لحــروب االســتنزاف‬ ‫كــيء يجــب تفاديــه‪ ،‬إذ أن حــرب‬ ‫االســتنزاف متثــل محاولــة لطحــن‬ ‫العــدو مــن خــال األعــداد املتفوقــة‪،‬‬ ‫وهــذا األمــر يخالــف املبــادئ العاديــة‬ ‫للحــروب‪ ،‬حيــث تتحقــق االنتصــارات‬ ‫الحاســمة مــن خــال املنــاورات‪،‬‬ ‫وتركيــز القــوة واملفاجــأة وغــر ذلــك‪.‬‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬الجانــب الــذي‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫يــدرك بأنــه املتــرر األكــر يف حــروب‬ ‫املنــاورة قــد يبحــث عــن حــرب‬ ‫االســتنزاف لــي يهــزم تفــوق خصمــه‪.‬‬ ‫إذا كان كال الجانبــن متقاربــن يف‬ ‫القــوة‪ ،‬نتيجــة حــرب االســتنزاف‬ ‫تكــون غالبــاً انتصــارا ً باهــظ الثمــن‪.‬‬ ‫تحتــوي الحــروب دامئــاً عــى عنــر‬ ‫االســتنزاف‪ .‬مــن الناحيــة التاريخيــة‪،‬‬ ‫طــرق االســتنزاف تتــم عــادة بعــد أن‬ ‫يتضــح األمــر بــأن الطــرق األخــرى‬ ‫تــؤدي للفشــل أو أنهــا غــر ممكنــة‬ ‫عمليــاً‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫إقتصاد‬

‫البنك المركزي السوري يسمح بتعويم الليرة‬ ‫أوكسجين | ليان ابراهيم‬

‫أعــرب مرصفيــون و محللــون أن مرصف‬ ‫ســوريا املركــزي قــد تخــى إىل حــد بعيــد‬ ‫عــن ســعيه الدائم لدعــم العملــة املحلية‪،‬‬ ‫و ذلــك لحاميــة احتياطاتــه مــن النقــد‬ ‫األجنبــي التــي تــررت ج ـ ّراء األحــداث‬ ‫األخــرة يف ســوريا‪ .‬و منــذ بــدء الثــورة‬ ‫الســورية ضــد األســد أجــرت الحكومــة‬ ‫الســورية البنــوك الخاصــة عــى بيــع‬ ‫احتياطاتهــا مــن النقــد األجنبــي بأســعار‬ ‫خاصــة حددتهــا الســلطات‪ ،‬مــا ســمح‬ ‫بإبطــاء وتــرة انخفــاض قيمــة اللــرة إىل‬ ‫حــد مــا‪ ,‬لكــن املــرف املركــزي اضطــر‬ ‫إىل تقليــص احتياطاتــه لتلبيــة الطلــب‬ ‫عــى الــدوالر االمريــي بأســعاره املتقلبــة‬ ‫املصطنعــة‪ .‬و مــع بدايــة شــهر نيســان‬ ‫ســمح املــرف املركــزي للبنــوك ببيــع‬ ‫الــدوالر باألســعار التــي تريدهــا‪ ,‬و هــذا‬ ‫مــا يشــكّل خطــرا ً جديــدا ً يدعــو إىل‬ ‫انخفــاض قيمــة اللــرة أكــر مــن أي وقت‬

‫مــى‪ .‬وقــد وصلــت اللــرة الســورية إىل‬ ‫أدىن مســتوى لهــا يف الشــهر الجــاري‪,‬‬ ‫حيــث بلــغ ســعر رصفهــا ‪ 143‬لــرة أمــام‬ ‫الــدوالر‪ .‬و قبــل بــدء الثــورة كانــت‬ ‫تقدي ـرات صنــدوق النقــد الــدويل تشــر‬ ‫إىل أن حجــم احتياطــات النقــد األجنبــي‬ ‫لــدى البنــك املركــزي و التــي تحيطهــا‬ ‫الســلطات برسيــة تامــة يبلــغ نحــو‬ ‫‪ 18‬بليــون دوالر‪ .‬و يف شــهادة لحاكــم‬ ‫مــرف ســورية املركــزي أديــب ميالــة‬ ‫يف مقابلــة لــه مــع رويــرز قــال‪ " :‬إن‬ ‫تقديـرات بعــض املحللــن بــأن احتياطات‬ ‫النقــد األجنبــي انخفضــت إىل ‪ 4‬مليــارات‬ ‫دوالر غــر صحيحــة "‪ ،‬و أضــاف ميالــة‪:‬‬ ‫"إن هنــاك احتياطــات كبــرة خلــف‬ ‫هــذا االقتصــاد مــن شــأنها تأمــن املــواد‬ ‫األوليــة و الرضوريــة للصناعــة‪ ،‬و املــواد‬ ‫االســتهالكية الرضوريــة كلهــا ال زالــت‬ ‫متوفــرة يف البــاد و بأســعار ‪-‬برأيــه‪-‬‬ ‫معتدلــة! غــر أنــه رفــض إعطــاء رقــم‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫محــدد‪ .‬مــن ناحيــة أخــرى رأى بعــض‬ ‫العاملــن يف ســوق الــرف األجنبــي يف‬ ‫دمشــق أن " املــرف املركــزي يراهــن‬ ‫عــى أن الســاح بالتــداول الحــ ّر للــرة‬ ‫ســيؤدي يف النهايــة إىل اســتقرارها‪ ،‬و قــد‬ ‫يصــل إىل مســتوى يتحقــق فيــه التــوازن‬ ‫ظل اســتمرار‬ ‫بــن العــرض و الطلب"‪ .‬و يف ّ‬ ‫املســاعدات املاليــة الدوليــة للمعارضــة‬ ‫الســورية‪ ،‬باتــت هنــاك تدفقــات ضخمــة‬ ‫للــدوالر تدخــل إىل املناطــق التــي‬ ‫يســيطر عليهــا مقاتلــو املعارضــة‪ ،‬و منهــا‬ ‫إىل الخطــوط األماميــة التــي تســيطر‬ ‫عليهــا الحكومــة‪ ,‬هــذه التدفقــات تعنــي‬ ‫أن ســوق العملــة ليســت بعيــدة عــن‬ ‫نقطــة التــوازن‪ ،‬و رغــم ذلــك يخاطــر‬ ‫البنــك املركــزي بسياســته الجديــة‪ ،‬ألن‬ ‫أي انخفــاض جديــد يف قيمــة اللــرة قــد‬ ‫يــؤدي إىل ارتفــاع معــدل التضخــم الــذي‬ ‫وصــل إىل ‪ %50‬حســب تقديــر محللــون‬ ‫مســتقلون يف العــام املــايض‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫تقرير‬

‫ميليشيا أبو الفضل العباس‬ ‫لحماية المقام‬

‫أوكسجين | عروبة‬ ‫بعــد عجــز نظــام األســد وقواتــه العســكرية‬ ‫ممثّلــة بجيشــه "الباســل" عــن اســتعادة مــا‬ ‫فقــده عــى أيــدي أبطــال الجيــش الحــر‪،‬‬ ‫وزيــادة األرايض املحــررة التــي تخــرج مــن‬ ‫تحــت ســيطرته‪ ،‬عمــل عــى تســليم بعــض‬ ‫املناطــق ملقاتلــن أرســلهم حلفــاؤه مــن إيـران‬ ‫ولبنــان والعــراق‪ .‬هــؤالء املقاتلــون هــم‬ ‫مجموعــة مــن املرتزقــة ال يتبعــون للجيــش‬ ‫النظامــي وال للفــروع األمنيــة‪ .‬هــم أشــبه‬ ‫تتســر وراء اســم حاميــة‬ ‫بكتائــب تشــبيح‬ ‫ّ‬ ‫"املراقــد املقدســة"‪ ،‬وهدفهم الرئيــي مجابهة‬ ‫الجيــش الحــر واملشــاركة يف قتــل الســوريني‬ ‫ألســباب طائفيــة بحتــة‪.‬‬

‫الذيــن فــ ّروا مــن العــراق عــام ‪ .2006‬يــرأس‬ ‫هــذا اللــواء املدعــو "أبــو عجيــب" الــذي أُرس‬ ‫مــع ‪ 9‬مــن مقاتليــه أثنــاء محاولتهــم الف ـرار‪،‬‬ ‫بــزي نســا ّيئ مــن قبــل جبهــة‬ ‫متنكريــن‬ ‫ّ‬ ‫النــرة بعــد اشــتباكات دامــت لســاعات‬ ‫طويلــة‪ ،‬وذلــك يف أول عمليــة بعــد دخــول‬ ‫جبهــة النــرة إىل منطقــة الســيدة زينــب‬ ‫ونتــج عنهــا تحريــر حــي املشــتل ‪ .‬ي َّدعــي‬ ‫هــذا اللــواء أن مهمتــه تقتــر عــى حاميــة‬ ‫املرقــد‪ ،‬وأنهــم يعملــون بشــكل مســتقل عــن‬ ‫القــوات النظاميــة بدمشــق وريفهــا‪ ،‬ولكــ ّن‬ ‫الحقيقــة أنهــم يأمتــرون بأمــر النظــام األســدي‬ ‫ويرتكبــون املجــازر الطائفيــة بحـ ّـق املواطنــن‬ ‫يف الســيدة زينــب‪ .‬منــ ْع تكــرار العنــف‬ ‫الطائفــي الــذي أعقــب الهجــوم عــى مرقــد‬ ‫عــي الهــادي والحســن العســكري يف ســامراء‬ ‫عــام ‪- 2006‬والــذي اُت ّهــم تنظيــم "القاعــدة"‬ ‫بارتكابــه‪ -‬هــو مــا ا ّدعــاه القادمــون مــن‬ ‫الع ـراق‪ ،‬لتغطيــة أســباب وجودهــم يف ســوريا‬ ‫وقتلهــم لألهــايل‪ ،‬ومســاندة الجيــش األســدي يف‬ ‫ســفك الدمــاء وقتــل الســوريني‪ ،‬ومتكــن األســد‬ ‫مــن االســتمرارية يف الحكــم وتصفيــة الشــعب‬ ‫الســوري عــى أســاس طائفــي أســدي‪ .‬ونق ـاً‬ ‫عــن أهــايل حــي الســيدة زينــب وناشــطني فيــه‬ ‫يف لقــاء لقنــاة (أورينــت نــت)‪ ،‬أ ّن هــذا اللــواء‬ ‫يخفــي قناصيــه لقتــل النــاس األبريــاء‪ ،‬وأكـ ّدوا‬

‫أن املقــام مل ولــن يُهــ ّدد يومــاً وذلــك مجــرد‬ ‫ادعــاءات للتمركّــز يف املنطقــة وقتــل املدنيــن‪.‬‬ ‫ويعتمــد هــذا اللــواء بدعمــه املايل والعســكري‬ ‫ـص جمعيــة‬ ‫عــى إيـران بالدرجــة األوىل‪ ،‬وباألخـ ّ‬ ‫اإلمــام الرضــا ومكتــب الخمينــي‪ .‬وكانــت بثّــت‬ ‫إحــدى القنــوات اللبنانيــة التابعــة لحــزب‬ ‫اللــه مراســم تشــييع ألربعــة مــن مقاتــي‬ ‫هــذا اللــواء الذيــن قُتلــوا يف منطقــة الســيدة‬ ‫زينــب يف ريــف دمشــق‪ ،‬وهــذا يُعتــر اعرتاف ـاً‬ ‫رصيحـاً مــن قبــل حــزب اللــه مبشــاركته بدعــم‬ ‫النظــام األســدي‪ .‬يُذكــر أن منطقــة الســيدة‬ ‫زينــب تض ـ ّم العديــد مــن الحــوزات الشــيعية‬ ‫التــي ســمح بإنشــائها األســد جهــارا ً نهــارا ً قبــل‬ ‫انــدالع الثــورة مبــدة طويلــة‪ ،‬وعمــل الشــيعة‬ ‫اإليرانيــون عــى رشاء األرايض حــول "املقــام"‬ ‫مــن مالكيــه الســوريني‪ ،‬ويُقــال أنهــم كانــوا‬ ‫يدفعــون مبالــغ طائلــة مقابــل أمتــار قليلــة‬ ‫مــن األرض‪ ،‬كــا كان مليليشــيا حــزب اللــه‬ ‫مكاتــب يف املنطقــة ونفــوذ كبــر‪.‬‬

‫يعتــر لــواء أبــو الفضــل العباس أول ميليشــيا‬ ‫شــيعية تُشــكّل يف ســوريا لحاميــة "مقــام"‬ ‫الســيدة زينــب يف ريــف دمشــق كــا ي ّدعــون‪.‬‬ ‫اللــواء عبــارة عــن قــوة عســكرية شــيعية‬ ‫تأسســت منــذ حــوايل مثانيــة أشــهر تحــت اســم‬ ‫ّ‬ ‫حاميــة مقــام الســيدة زينــب بريــف دمشــق‪،‬‬ ‫لتقتــل وتنــكّل بالشــعب الســوري‪ ,‬فجميــع‬ ‫مقاتــي هــذا اللــواء مــن الشــيعة‪ ،‬منهــم‬ ‫البعــض القليــل ســوريون وأغلبهــم مــن التيــار‬ ‫الصــدري الــذي يرأســه مقتــدى الصــدر‪ .‬قدمــوا‬ ‫مــن الع ـراق باإلضافــة إىل عنــارص مــن حــزب‬ ‫اللــه جــاؤوا مــن لبنــان وعــدد مــن العراقيــن‬ ‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪10‬‬


‫مدينة القصير‬ ‫أوكسجين | بتول زبداني‬ ‫يف حمــص حيــث الراحــة والطبيعــة الجامل‪،‬بــن دروبهــا العتيقــة و‬ ‫الحديثــة‪ ،‬حاراتهــا الجميلــة واملكتظّــة بالنــاس الطيبــن‪ .‬تقــع مدينــة‬ ‫القصــر وتتميــز مبســاحتها الكبــرة وتنــوع النشــاطات املهنيــة فيهــا‪.‬‬ ‫تبعــد عــن حمــص ‪ 35‬كيلــو مــرا ً لجهــة الغــرب متاخمــة للحــدود‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬حيــث ييعدهــا عنهــا ‪ 15‬كيلــو مــرا ً فقــط ‪ .‬تعــ ّد القصــر‬ ‫صلــة الوصــل بــن الريــف اللبنــاين الشــايل والريــف الحمــي‪ .‬ازدهــرت‬ ‫اقتصادي ـاً ملوقعهــا املتميــز‪ ،‬ومنــت التجــارة فيهــا فهــي مهنــة احرتفهــا‬ ‫الســكان عــر نقــل البضائــع مــن شــال لبنــان إىل حمــص‪ .‬وهنــاك قســم‬ ‫آخــر مــن ســكانها يعملــون بالزراعــة‪ ،‬فأرضهــا الســهلية التــي يرويهــا‬ ‫نهــر العــايص مبياهــه الوفــرة ســاعد عــى زيــادة املحاصيــل الزراعيــة‬ ‫وخاصــة الخضــار املوســمية واألشــجار املثمــرة‪ .‬يبلــغ عــدد ســكانها ‪42‬‬ ‫ألــف نســمة‪ .‬يتبــع لهــا إداريــاً ‪ 40‬قريــة تربطهــا شــبكة مواصــات‬ ‫طرقيــة كبــرة‪ ،‬حيــث ميــر فيهــا خــط الســكة الحديديــة الــذي يصــل‬ ‫ســوريا بلبنــان "ريــاق حلــب"‪ .‬يــأيت اســم القصــر مــن كونهــا يف القديــم‬ ‫مرتعـاً للغــزالن‪ .‬بقيــت عــر التاريــخ ســيدة نفســها‪ ،‬ومل تخضــع أراضيهــا‬ ‫لإلقطاعيــن قــط‪ ،‬فبقــي أهلهــا أح ـرارا ً مســتقلني يعملــون يف أراضيهــم‬ ‫وينتجــون املحاصيــل الزراعيــة مــن املشــمش والزيتــون والحبــوب‬ ‫بأنواعهــا‪ ،‬مــن القمــح والشــعري‪ ،‬وفيهــا الكثــر مــن معــارص الزيتــون‪.‬‬ ‫يــدب نهــر العــايص الحيــاة فيهــا فيجعــل اإلنســان يســتوطنها منــذ‬ ‫ّ‬ ‫شــيئ إال ات ّســاعها‪ .‬اســتضافت‬ ‫القديــم‪ .‬ومنــذ نشــوئها مل يتغــر فيهــا‬ ‫ٌ‬ ‫عــر تاريخهــا العديــد مــن األمــراء وامللــوك مثــل محمــد عــي باشــا‪.‬‬ ‫وفيهــا آثــار تعــود للحقبــة الرومانيــة مثــل طاحونــة أم الرغيــف‪،‬‬ ‫وتــل النبــي منــدو‪ ،‬وحديثــاً تــ ّم اكتشــاف‬ ‫وهنــاك القنطــرة األثريــة ّ‬ ‫مغــارة "زيتــا" التــي ير ّجــح العلــاء عمرهــا إىل أكــر مــن ‪ 80‬مليــون‬ ‫ســنة وهــي مغلقــة حالي ـاً ‪ .‬تدهــور حــال املدينــة إبــان الثــورة التــي‬ ‫اندلعــت دون ســابق إنــذار‪ ،‬مــن انقطــاع للتجــارة مــع لبنــان‪ ،‬وضعفــت‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫الزراعــة بعــد إحـراق املحاصيــل الزراعيــة عـ ّدة مـرات مــن قبــل قــوات‬ ‫األمــن والجيــش‪ .‬ذاقــت مدينــة القصــر مــن الظلــم مــا ذاقتــه حمــص‪،‬‬ ‫فبــدأت بحــراك ســلمي تعرضــت بعــده للقهــر واالضطهــاد وحمــات‬ ‫مــن االعتقــال طالــت الشــباب والنســاء‪ .‬بــدأت ظاهــرة النــزوح خوف ـاً‬ ‫مــن املجــازر واالعتقــاالت‪ .‬فقدمــت القــوات العســكرية والتعزيــزات‬ ‫األســدية وأحاطــت بهــا ملنــع النــاس مــن الهــروب يف العــام األول للثــورة‪،‬‬ ‫فقطعــت الطــرق عليهــم وقتلــت الكثرييــن‪ ،‬وتعرضــت أيض ـاً للقصــف‬ ‫املدفعــي وتحليــق الطـران الحــريب فوقهــا ورضبهــا بالرباميــل املتفجــرة‪،‬‬ ‫ونُ ّفــذت فيهــا عــدة مجــازر بعــد أن تق ّدمــت القــوات النظاميــة مدعومة‬ ‫بقــوات مــن حــزب اللــه اللبنــاين‪ ،‬وقامــوا بعمليــة تصفيــة مذهبيــة راح‬ ‫ضحيتهــا العـرات‪ ،‬كــا حــدث يف "الربهانيــة"‪ ،‬حيــث قــال املعارضــون‬ ‫إ ّن حــزب اللــه ن ّفــذ بعــد اقتحامهــا حملــة إعدامــات ميدانيــة جامعيــة‬ ‫طالــت العـرات وهــي تتقــدم باتجــاه املدينــة‪ .‬ونقلــت الهيئــة العامــة‬ ‫للثــورة أن قــوات النظــام قامــت بقصــف مصفــاة القصــر للميــاه التــي‬ ‫تغــذي محافظتــي حمــص وحــاة‪ ،‬كــا ن ّفــذت قــوات حــزب اللــه قصفـاً‬ ‫مامثـاً للمصفــاة بالصواريــخ وقذائــف املدفعيــة‪ .‬وال تـزال القصــر منــذ‬ ‫عامــن حتــى اليــوم تتعـ ّرض للقصــف مــن األرض والســاء‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫مهــام "حــزب اللــه " الجهاديــة فيهــا‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫رأي‬

‫الثورة السورية‬

‫من الكفاح السلمي إلى العمل المسلح‬ ‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫مل تكــن الثــورة الســورية أوىل الثــورات يف‬ ‫العــامل‪ ،‬رغــم تشــابه األســباب واملبــادئ واألفكار‬ ‫مــع مثيالتهــا كالثــورة التونســية واملرصيــة‬ ‫حديثــاً‪ ،‬وحتــى بطريقــة اندالعهــا ‪،‬فكلهــا‬ ‫بــدأت مــن الطبقــة الكادحــة املســتضعفة ومن‬ ‫ظلــمٍ اســترشس عــى الشــعب‪ .‬لكــن الحــال‬ ‫مختلــف بعــض الــيء يف الثــورة الســورية‬ ‫التــي انطلقــت يف آذار ‪2011‬م‪ ،‬حيــث تشــرك‬ ‫مــع غريهــا مــن الثــورات باألهــداف العامــة‬ ‫يف الســعي لنيــل الحريــة وتحســن الوضــع‬ ‫االقتصــادي وغريهــا‪ ،‬فخــرج الح ـراك الشــعبي‬ ‫الســلمي يهتــف بإســقاط نظــام االســتبداد‪،‬‬ ‫وأعــال شــبابية تظهــر مــدى وعــي هــذا‬ ‫الشــعب املنتفــض ليجعــل مــن ثورتــه فســحة‬ ‫للحريــة‪ .‬ويف كل مدينــة كان للمظاهــرات‬ ‫فعاليــات واحتفاليــات بطريقــة خاصــة للتعبــر‬ ‫عــن احتجاجهــم‪ ،‬فمــن الهتــاف إىل الغنــاء‬ ‫والتاميــل عــى أنغــام الحريــة‪ ،‬والتكبــرات‬ ‫تصــدح يف املــآذن وتــدق أج ـراس الكنائــس يف‬ ‫أيــام اإلرضابــات‪ .‬ويف املقابــل كان عــى األســد‬ ‫قمعهــم و إخــراس حناجرهــم للدفــاع عــن‬ ‫اســتبدا ٍد ورثــه عــن أبيــه‪ ،‬عمــره أكــر مــن‬ ‫أربعــن عامـاً‪ ،‬فاســتخدم أفظــع أســاليبه لوقف‬ ‫االنتفاضــة مــن قصـ ٍ‬ ‫ـف للمــدن‪ ،‬وإطــاق النــار‬ ‫عــى املدنيــن العــزل باســتخدام الجيــش‬ ‫العــريب الســوري أو كــا تســميه قنــوات العهــر‬ ‫اإلعالميــة (الجيــش الباســل)‪ .‬دامــت ســلميتهم‬ ‫أكــر مــن ســبعة أشــهر مل تحمــل حتــى حجـرا ً‬ ‫للــذود عــن النفــس أمــام الرصــاص‪ ،‬ورفــض‬ ‫الكثــر مــن الجنــود تنفيــذ األوامــر بالقتــل‬ ‫واالعتقــال‪ ،‬فمنهــم مــن نجــا هاربــاً وآخــ ٌر‬ ‫قــى بإعدامــات ميدانيــة‪ ،‬وقليلــون يف البدايــة‬ ‫اســتطاعوا االنشــقاق وشــكّلوا ألويــة الجيــش‬ ‫ـباب ذاق‬ ‫الحــر‪ .‬ومــن املناطــق الثائــرة نهــض شـ ٌ‬ ‫االعتقــال والظلــم ليشـكّلوا مجوعــات مســلحة‬ ‫اســتقرت يف البدايــة عــى أط ـراف منطقتهــم‪،‬‬ ‫واســتطاعت يف أغلــب املــرات ر ّد الحمــات‬ ‫األمنيــة عــن منطقتهــم‪.‬‬

‫وهنــا تــزداد شــعبية املقاتلــن ويتحولــوا مــن‬ ‫خــارج املدينــة إىل الداخــل حيــث املدنيــن‪،‬‬ ‫لتصبــح الحــارات واألزقــة الحاضنــة الشــعبية‬ ‫فيصــب النظــام جــا ّم‬ ‫لهــم ولســاحهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غضبــه أكــر فأكــر عــى تلــك املــدن‪ ،‬غــر‬ ‫أن عمليــات الكــ ّر والفــ ّر اســتدرجت قــوات‬ ‫األســد إلنشــاء الحواجــز األمنيــة‪ ،‬وإحاطــة‬ ‫املنطقــة باملدفعيــات والدبابــات وراجــات‬ ‫الصواريــخ كــا هــو الحــال يف الزبــداين‪،‬‬ ‫ـي يف حمــل‬ ‫حيــث عمــل ثوارهــا بشــكل طوعـ ّ‬ ‫الســاح والدفــاع عنهــا‪ ،‬لكــن غيــاب التخطيــط‬ ‫العســكري املنظــم وعــدم توحيــد صفوفهــم‪،‬‬ ‫جعــل مــن ســاح الكثرييــن ســاحاً فرديــاً‬ ‫للتطــاول والتســلق عــى الثــورة ومبادئهــا‪.‬‬ ‫نالحــظ أن الثــورة الســورية مختلفــة عــن باقي‬ ‫ثــورات املنطقــة خصوصـاً يف تنــوع املجموعات‬ ‫املســلحة فيهــا‪ ،‬فمنهــم الجنــود املنشــقون أو‬ ‫أهــايل املنطقــة‪ ،‬ومجموعــات جهاديــة تســللت‬ ‫عــر الحــدود جــاءت بدافع اإلنســانية ملســاندة‬ ‫الشــعب‪ ،‬أو بجيــش مــازال الخيــار التدمــري‬ ‫مبخــزون ســاحه الخفيــف والثقيــل ليصــل إىل‬ ‫اســتخدام الكيــاوي والصواريــخ للدفــاع عــن‬ ‫قائدهــم األســد‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬وحقيقــة أن ثورتــه و ّحــدت مك ّوناتــه أكــر‬ ‫مــن أي وقــت مــى‪ .‬ورغــم وجــود الطوائــف‬ ‫املتعــددة من مســيحية وإســام ودروز وعلوية‪،‬‬ ‫إنّ ــا توجــد أســباب أخــرى لعــدم التأييــد‬ ‫الف ّعــال لحمــل الســاح أو تقدميــه للســوريني‪،‬‬ ‫كتخوفهــم مــن وصــول األســلحة ملجموعــات‬ ‫إســامية جهاديــة مثــل جبهــة النــرة‪ ،‬التــي‬ ‫أُدرجــت مؤخ ـرا ً كتنظيــم إرهــايب كونهــا تض ـ ّم‬ ‫مجاهديــن مــن خــارج ســوريا‪ .‬ويحتــاج هــذا‬ ‫االمتنــاع البعيــد عــن قيــم أخالقيــة أو حقوقيــة‬ ‫إىل م ـ ّررات سياســية وإعالميــة‪ ،‬فتصــدر هــذه‬ ‫التحذيـرات يف محافــل دوليــة‪ ،‬أو التخـ ّوف مــن‬ ‫انقســام املعارضــة عــى نفســها‪.‬‬ ‫نتيجة ورأي‪:‬‬

‫إن ســقوط النظــام بالعمــل املســلح وحــده‬ ‫بغيــاب العمــل الشــعبي‪ ،‬ســيكون خالصــاً‬ ‫إيجابيـاً مــن الدكتاتوريــة ورفــع الظلــم‪ ،‬ولكنــه‬ ‫يف الوقــت نفســه قــد يدفــع البــاد إىل آفــاق‬ ‫مجهولــة‪ ،‬ألنــه ســيكون لحملــة الســاح الكلمة‬ ‫الفصــل وهــذا مــا ال نريــده‪ .‬إمنــا نريــد إنهــاض‬ ‫وإنعــاش الح ـراك الشــعبي ليكــون األســاس يف‬ ‫إســقاط النظــام‪ ،‬ويكــون العمــل املســلح رديفـاً‬ ‫لــه ومســاعدا ً لتحقيــق املطالــب الشــعبية‪،‬‬ ‫بــرط إنهائــه ورميــه وعــودة املقاتلــن إىل‬ ‫الحرب األهلية‪ ..‬خطر مزعوم‪:‬‬ ‫التحذيــر مــن نشــوب حــرب أهليــة هــو حياتهــم املدنيــة‪ ،‬أو االنضــام طوع ـاً للجيــش‬ ‫يف مقدمــة التحذيــرات املتكــررة‪ ،‬و ُمطلقيهــا الســوري الح ـ ّر يف مرحلــة مــا بعــد األســد‪.‬‬ ‫توسع العمل المسلح وانتقال خاطئ‪ :‬ال يدركــون حقيقــة «شــعب ســورية الثائــر»‬ ‫ّ‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪12‬‬


‫أوغـــــــــاد الظـــــــــــــالم‬ ‫أوكسجين | عناة‬ ‫ٍ‬ ‫قصف‬ ‫أنــا هنــا مــن جديد‪ ،‬أســمع أصــوات‬ ‫رهيــب‪ ..‬أتكهــن! إنهــا آالت الدمــار واملــوت‬ ‫تقصــف وادي بــردى أو مناطــق يف القلمــون‪.‬‬ ‫مث ّــة تســاؤل يــراودين دامئــاً‪ ،‬يطــرق بــاب‬ ‫ذهنــي‪ ،‬يؤ ّرقنــي كحلــم مزعــج‪ .‬أســتيقظ منه‬ ‫ـي‪ ،‬يشــبه عبــث املــوت‬ ‫ألَمثُــل يف حــارض عبثـ ّ‬ ‫بعــد االنصهــار يف األتــون‪ ،‬أو التيــه يف دوامــة‬ ‫الحيــاة الســورية التــي تتو ّجــع حــد اآله‪.‬‬ ‫أَينتهــي هــذا األمل لرنجــع إىل كينونــة غائبــة‪..‬‬ ‫أتبــر مــن حــويل‪،‬‬ ‫أنــزوي يف ركــن خفــي‪ّ ،‬‬ ‫أفكــر يف جــدوى املعانــاة ورشيــان العمــر‬ ‫ـف مــن أهــوال املجــازر و روائــح البــارود‬ ‫يجـ ّ‬ ‫بعــد تصفيــات ميدانيــة‪ .‬تــراءى أمامــي ِق َيـ ُم‬ ‫تعــرين‬ ‫الرحيــل فأتذكــر أمكنــة مفجعــة‪ُ .‬‬ ‫منــذ زمــن أخيلــة لهيــاكل ماضيــة كانــت‬ ‫ـج بالحيــاة يف وقــت يضمحـ ّـل و يرحــل‪.‬‬ ‫تعـ ّ‬ ‫يف جــذوة األمكنــة فأطــر يف الزرقــة‬ ‫تــزوي َّ‬ ‫الــا متناهيــة‪ ،‬أملــس بأنامــي تــراب األبــد‬ ‫وأرتقــي إىل أشــعة الشــمس‪ ،‬أراهــا تقــرأ مــن‬ ‫عـ ٍّـل تضاريــس وطــن يتمــزق‪ .‬أقــف برتن ـ ٍح‬ ‫فــوق أرض رائعــة عنوانهــا الســاطع اآلن لــون‬

‫القرمــز‪ .‬وجــوه العابريــن كاملرايــا املتكــرة‬ ‫ال تعكــس صــورة واحــدة‪ ،‬إمنــا أشــا ٌء‬ ‫لصــور جريحــة كأصحابهــا املعذبــن‪ .‬ميتــ ّد‬ ‫اإلعصــار مــن الشــال إىل الجنــوب ومــن‬ ‫الــرق إىل الغــرب‪ ،‬ال يشــبه تســونامي بــل‬ ‫ين هائـ ٌـل‪ ..‬بش ـ ٌع وج ـزا ٌر‬ ‫إعصــا ٌر خـ ٌّ‬ ‫ـاص‪ ..‬كــو ٌّ‬ ‫يحــل يــرك‬ ‫ّ‬ ‫ال يــرب إالّ الدمــاء‪ ،‬وحيثــا‬ ‫الفنــاء والخــراب‪ .‬يختبــئ األطفــال منــه‪،‬‬ ‫يخافونــه بشــ ّدة‪ ،‬ال تحميهــم مــن بطشــه‬ ‫صــدور األمهــات وال ســواعد الرجــال‪ ،‬وال‬ ‫البيــوت الهشّ ــة التــي تتصــدأ تحــت رطوبــة‬ ‫البحــر و جــوع املســاءات و فقــر األيــام‪.‬‬ ‫أســئلة مــن القلــب إىل العقــل ومــن العقــل‬ ‫إىل القلــب‪ ..‬كيــف ت ُقتــل النســاء ويذبــح‬ ‫األطفــال يف وطنــي‪ ..‬ومــن هــم هــؤالء‬ ‫القتلــة وممــن يأمتــرون؟ أســيادهم ســاح‬ ‫الطائفيــة البغيــض و عبــاءات الشــعوبيني؟‪..‬‬ ‫تحــت أيــة رشيعــة ناموســهم؟‪ ..‬تنفــر منهــم‬ ‫وكل الرشائــع حتــى قانــون‬ ‫كل األديــان ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغــاب‪ .‬أيــن رحمــة األنبيــاء وتســامح‬ ‫األديــان؟‪ ..‬كلهــم منهــم بـراء‪ .‬مــاذا يريــدون؟‬ ‫ومــن يســاندون؟ وكيــف جــاؤوا؟ وملــاذا أتــوا‬ ‫حاملــن معهــم القتــل والخــراب؟‪ ..‬إنهــم‬

‫زبدانيات‬

‫يط ّهــرون ســوريا مــن ســكانها‪ ،‬سياســتهم‬ ‫التطهــر الطائفــي وإخــاء املــدن والقــرى‬ ‫الســورية مــن مواطنيهــا‪ .‬مجازرهــم تتكلــم‬ ‫بفــمٍ مــآن و صــوت مســموع‪ ،‬هدفهــم‬ ‫القتــل والترشيــد والتهجــر لتبقــى لهــم‬ ‫األرض ومــن عليهــا مــن ملّتهــم‪ .‬يأتــون مــن‬ ‫بــاد الفــرز الطائفــي‪ ،‬مــن لبنــان والع ـراق‬ ‫وإيــران وساســتها املجرمــون‪ .‬هــذه األرض‬ ‫الســورية لنــا‪ ،‬أرض الحضــارة والتاريــخ‪،‬‬ ‫هنــا أبجديّــة اإلنســان األول ولغتــه‪ ،‬هنــا‬ ‫ســوريا الخــر واملحبــة والعطــاء‪ ،‬هنــا ســوريا‬ ‫الكرميــة‪ ،‬ســوريا الحــ ّرة‪ ،‬ســوريا الكرامــة‬ ‫واإلنســان الجديــد الــذي يحمــل مبــادئ‬ ‫وقيــم وحضــارة أســافه منــذ عهــو ٍد وعقــود‪.‬‬ ‫هــذه بالدنــا ولــن تشــروها بأمثــان الطائفيــة‬ ‫واملذهبيــة النتنة‪،‬ارحلــوا عــن بالدنــا‬ ‫واحقنــوا دماءكــم يــا خفافيــش الظــام‪ ،‬لــن‬ ‫تســتطيعوا البقــاء يف بالدنــا‪ ،‬فعــى هــذه‬ ‫تــرض‬ ‫األرض حاربــت زنوبيــا وانتــرت ومل َ‬ ‫بالــذل والهــوان‪ .‬أنصحكــم بــأن تقــرؤوا‬ ‫التاريــخ الســوري‪ ،‬فلــو كنتــم عــى معرف ـ ٍة‬ ‫بــه لفررتــم كالجرذان‪،‬فرتقّبــوا حتفكــم فقــد‬ ‫آن األوان‪.‬‬

‫موقع‬ ‫النبي هابيل‬ ‫العسكري‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير مصور‬

‫للمئذنة حكاية أخرى‪..‬‬

‫تصوير نيرمين عبدالرؤوف‬

‫كنيسة رقاد السيدة للروم‬

‫مسجد الشيخ محمد‬

‫مئذذة جامع بردى‬

‫مئذنة جامع الجسر‬

‫داخل جامع الجسر‬

‫مسجد عين جابر‬

‫يف وطنــي حــن يطــال الحقــد البــر والحجر‪،‬‬ ‫تغــدو تلــك املئذنــة الجليلــة شــاهدة تــروي‬ ‫ـباب خرجــوا‬ ‫حكايــة أخــرى‪ ..‬أمــام ناظريهــا شـ ٌ‬ ‫مــن باحــات املســاجد ال ميلكــون ســاحاً ســوى‬ ‫الهتــاف واإلميــان‪ ..‬مل يكــن بينهــم غربــاء أو‬ ‫إرهابيــون‪ ..‬فقــط نــادوا بالســلمية‪ ..‬وطالبــوا‬ ‫ببعــض الكرامــة والحريــة‪ ..‬ففتــح برابــرة‬ ‫العــر نــران حقدهــم عليهــم‪ ،‬يف حــرب‬ ‫مســعورة مل يتــواىن فيهــا عــن رضب أماكــن‬ ‫ودور العبــادة املقدســة التــي كانــت يومــاً‬ ‫مــاذا ً لآلمنــن‪ ،‬ضاربــاً بعــرض الحائــط اإلرث‬

‫التاريخــي والحضــاري لتلــك املقدســات التــي‬ ‫يعتــ ّز بهــا الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫يف الزبــداين هــي الحكايــة ذاتهــا‪ ..‬جامــع‬ ‫الجــر‪ ،‬أقــدم وأكــر مســاجد املدينــة كان لــه‬ ‫حصــة األســد مــن الحقــد والقذائــف‪ ،‬وهــو‬ ‫الــذي صدحــت حناجــر املصلّــن فيــه بالحريــة‬ ‫وزلزلــت النظــام بصــوت‪" :‬اللــه أكــر‪ ..‬حريــة"‪..‬‬ ‫وكذلــك كان مصــر عــ ّدة مســاجد أخــرى‬ ‫مثــل جامــع بــردى وآل البيــت وجامــع‬ ‫امل ـراح والعــارة‪ ،‬والتــي تف ّنــن النظــام بفجــوره‬ ‫مــن خــال إســقاطه ملآذنهــا واقتحامــه لهــا‬

‫وتدنيســها وإحــراق املصاحــف فيهــا‪.‬‬ ‫الكنائــس هــي األخــرى مل يســتثنها النظــام‬ ‫الحامــي لألقليــات مــن رضباتــه‪ ،‬فنــال كنيســة‬ ‫رقــاد الســيدة للــروم قذيفــة أطاحــت بواحـ ٍـد‬ ‫مــن أقــدم أج ـراس العــامل‪.‬‬ ‫ومــع كل الــدم الســوري يبقــى البــر أوىل‬ ‫بالحــزن مــن الحجــر‪ ،‬إال أن مشــهد بيــوت‬ ‫اللــه املدمــرة واملــآذن األثريــة الرصيعــة يــرك‬ ‫أثــره يف النفــس‪ ،‬فلــكل مــكان معنــى ورمزيــة‪،‬‬ ‫تنعيــه املئذنــة الفقيــدة الشــاهدة الشــهيدة‪..‬‬

‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫الفلك مع أوكسجين‬

‫برج الثائر‪:‬‬ ‫أنــت دامئـا ً مــروع شــهادة‪ ..‬ألن يف بلــدي كل مــن‬ ‫قــال كلمــة يف وجــه الســفاح فلينتظــر رصاصــة غــادرة‪.‬‬

‫برج النازح‪:‬‬ ‫ويــن مــا بــروح بيقولــوا أنــو صــار أزمــة مــن‬ ‫كــر الالجئــن الســوريني‪ ..‬اللــه يرجعــك للوطــن‬ ‫يــي كان ســايع الــكل‪..‬‬

‫برج الحيادي‪:‬‬ ‫أنــت عــم تقــول بــكل هاملعمعــة أنــا مــا دخلنــي‬ ‫أنــا ع الحيــاد تذكّــر أنــو ملــا تكــون محايــد بحــاالت‬ ‫الظلــم معناهــا أنــت اخــرت تكــون مــع الظامل‪..‬‬

‫برج السوري‪:‬‬ ‫ميكــن ألنــك شــعب طيــب الــكل عــم يــاكل‬ ‫حقوقــك وعــم يتلــذّذ فيهــا كــان‪.‬‬

‫برج بشار‪:‬‬

‫دفاع مدني‬ ‫اإلغماء والصدمة‬

‫‪-1‬اإلغماء هو فقدان الوعي ‪.‬‬ ‫هنالــك أســباب كثــرة لفقــدان اإلنســان وعيــه يف حالــة وجــود إنســان‬ ‫فاقــد الوعــي اتبــع اآليت‬ ‫تأكد من وعي املصاب وذلك بالنداء عليه او هز كتفه*‬ ‫*اطلب املساعدة باالتصال باإلسعاف‬ ‫*تأكــد مــن أن املصــاب يتنفــس وذلــك بفتــح مجــرى الهــواء مــن ثــم‬ ‫حس‪-‬انظــر –اســمع‬ ‫*تأكد من وجود النبض‬ ‫إذا كان النبض والتنفس موجودين اتبع اآليت‪:‬‬ ‫افتح مجرى الهواء للمصاب وحافظ عليه مفتوحا‪.‬‬ ‫ارفع قدمي املصاب بوضع وساده أو أي يشء تحتهام‪.‬‬ ‫حافظ عىل تدفئة املصاب بتغطية املصاب‪.‬‬ ‫إذا مل تتمكن من االتصال باإلسعاف انقل املريض إىل املستشفى‬‫***********************‬ ‫‪-2‬الصدمة‪:‬‬ ‫هــي فشــل الجهــاز القلبــي الوعــايئ يف تزويــد الجســم بكميــه كافيــه‬ ‫مــن الــدم محملــه باألكســجني إلرواء األنســجة الحيويــة‪.‬‬ ‫أسباب الصدمة‪:‬‬ ‫*فشل القلب يف ضخ الدم الكايف‬ ‫*نقــص حــاد يف كميــة الــدم والســوائل يف الجســم مــا يــؤدي إىل نقــص‬ ‫كميــة الــدم الــذي يضخهــا القلــب‬ ‫*توســع األوعيــة الدمويــة مــا يســبب قلــة األكســجني الواصــل إىل‬ ‫الخاليــا*‬ ‫إسعافها‪:‬‬ ‫‪-1‬افتح مجرى الهواء وحافظ عليه مفتوحاً‪.‬‬ ‫‪-2‬ارفع قدمي املصاب إىل األعىل بوضع وساده أو ما شابه‪.‬‬ ‫‪-3‬حافظ عىل حرارة جسم املصاب بتغطيته ببطانية أو ما شابه‬ ‫‪-4‬أوصل املريض ألقرب مشفى أو طبيب‪.‬‬

‫واللــه أنــت إذا بتمطّــر الــدين حريــة رح تحمــل‬ ‫شمســية‪ ..‬مــو بإيــدك بتحــب الــذل و مــا عنــدك‬ ‫كرامــة‪..‬‬

‫برج المعارضة‪:‬‬ ‫قضيــة الشــعب أمانــة يف أعناقكــم‪ ..‬ال‬ ‫تنســونااااااااا‬ ‫العدد (‪ )57‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\12‬‬

‫‪15‬‬


‫فن وثورة‬

oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.