أوكسجين العدد ( 58 ) السنة الثانية - الأحد 19\05\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫وكحدث بات شبه عابر‪..‬‬ ‫ُخرقت الهدنة‬

‫إقليم هاتاي التركي‬ ‫أو لواء اسكندرون‬

‫حواجز أم ّ‬ ‫قطاع طرق‬

‫أوكسجين‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫عيد األسرة العالمي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫ميــر الخامــس عــر مــن أيــار‪ /‬مايــو‬ ‫عــى األرسة الســورية بالكثــر مــن األمل‬ ‫واملعانــاة والحــزن‪ .‬ويذكرنــا هــذا اليــوم‬ ‫بعيــد األرسة العاملــي الــذي يحتفــل‬ ‫بــه العــامل أجمــع تحــت رايــة األرسة‬ ‫الســعيدة املرفهــة الســليمة الناجحــة‪.‬‬ ‫إمنــا الــذي يحــز يف نفوســنا ويشــقينا‬ ‫نحــن الســوريون أن متــر املناســبة‬ ‫ونتذكــر أرستنــا الســورية الجريحــة‬ ‫املنكوبــة التــي تعــاين األمريــن تحــت‬ ‫ظــروف الثــورة ونــر االحتــال األســدي‬ ‫ومامرســاته الشــنيعة عــى مــدى عامــن‬ ‫ونيــف‪ .‬األرسة الســورية ذات املفهــوم‬ ‫الواســع الــذي يتلخــص بالتواجــد الفعــي‬ ‫لــأب واألم واألبنــاء واألقــارب الذيــن‬ ‫هــم جــزء ال يتجــزأ مــن األرسة حيــث‬

‫تنشــأ وتســتمر وتزدهــر وتنمــو بتامســك‬ ‫أفرادهــا وتعاضدهــم‪ .،....‬إن املفهــوم‬ ‫األرسي العــام الــذي يتمثــل مبــا ســبق‪..‬‬ ‫مل تعــد لــه هــذه الخصوصيــة ضمــن‬ ‫املجتمــع الســوري املشــتت‪ ،‬فهنــاك ‪82‬‬ ‫ألــف أرسة ســورية تعيــش يف وجــه الريــح‬ ‫دون معيــل باإلضافــة لوجــود ‪ 17‬ألــف‬ ‫أرسة دون أم‪ ..‬ناهيــك عــن األرس النازحــة‬ ‫والالجئــة دون معرفــة أي يشء عــن مصــر‬ ‫مــن يعيلهــا مــن أربابهــا وأبنائهــا‪ .‬األمــر‬ ‫الــذي يزيــد مــن تفاقــم املأســاة‪ ،‬حيــث‬ ‫تفشــت البطالــة والعــوز وعــدم القــدرة‬ ‫عــى تأمــن مســتلزمات األرسة ومتطلباتها‬ ‫تحــت مســتوى الحــد األدىن‪ .‬هــذا غــر‬ ‫اإلحســاس الســلبي الــذي ينعكــس عــى‬ ‫رب األرسة‪ ..‬أال وهــو الضعــف الشــامل‬ ‫تجــاه صــون عائلتــه وحاميتهــا مــن القتــل‬ ‫والترشيــد واالعتقــال والفقــد والضيــاع‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬وكحدث بات شبه عابر ‪..‬‬ ‫ُخرقت الهدنة‬ ‫‪ -4‬الطالب السوري بطل هذه القصة‬ ‫‪ -5‬إقليم هاتاي التركي‬ ‫أو لواء اسكندرون‬ ‫‪ -6‬المخيمات أصل الحكايات‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬انهيار القطاع الزراعي‬ ‫كارثة من نوع جديد‬ ‫‪ -10‬إجتماعات األمم المتحدة‬ ‫بين اإلدانة والقلق‬ ‫‪ -11‬ديــــــــر الــــــــــزور‬ ‫‪ -12‬أسطورة طائر الفينيق السورية‬ ‫‪ -13‬حواجز أم ّ‬ ‫قطاع طرق‬ ‫‪ -14‬المدارس الشهيدة‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫القصير‪ ..‬تحت النار‪..‬‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪2‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫وكحدث بات شبه عابر ‪ُ ..‬خرقت الهدنة‬

‫أوكسجين | جفرا‬ ‫منــذ شــهر وبضعــة أيــام قــام الجيشــان الحــر‬ ‫والنظامــي يف الزبــداين بتوقيــع اتفاقيــة هدنــة‬ ‫كان أهــم رشوطهــا وقــف إطــاق النــار مــن‬ ‫قبــل الطرفــن ووقــف القصــف عــى مدينــة‬ ‫الزبــداين‪ ،‬وافقــت عــى الهدنــة كتائــب الجيش‬ ‫الحــر الناشــطة يف املنطقــة اإلداريــة للزبــداين‬ ‫واســتثنت بعــض الكتائــب التــي نقلــت‬ ‫معســكراتها إىل الجبــل الغــريب وآثــرت اســتمرار‬ ‫و"تكثيــف" عملياتهــا ضــد قــوات حــزب اللــه‬ ‫باملحصلــة‬ ‫فاســتم ّر القصــف مــن قبــل النظــام‬ ‫ّ‬ ‫عــى الجبــل الغــريب‪.‬‬ ‫شروط الهدنة‪:‬‬ ‫*يلتــزم الطرفــان بوقــف إطــاق النــار عــى‬ ‫أن يتوقــف الثــوار عــن مهاجمــة الحواجــز‬ ‫وتســليم الســاح و إنشــاء بعــض الحواجــز‬ ‫داخــل املدينــة‪ ،‬طبع ـاً مل يتــم تســليم الســاح‬ ‫مــن قبــل الثــوار‪ ،‬وذلــك ألنهــم ال يأمتنــون‬ ‫للنظــام‪ ،‬وباملقابــل و لســعة صــدر النظــام قــام‬ ‫بالتغــايض عــن هــذا الــرط وطالــب الثــ ّوار‬ ‫ب"ضبضبــة" الســاح عوضــاً عــن تســليمه‪...‬‬ ‫وبــدأت الهدنــة‪.‬‬ ‫*يلتــزم النظــام بإطــاق رساح املعتقلــن‬ ‫ووقــف حمــات االعتقــال‪ ،‬مل يطلــق رساح‬ ‫أحــد واعتقلــت اثنتــان مــن حرائــر الزبــداين‬ ‫فــدارت معركــة واشــتباك بــن الثــوار والجيــش‬ ‫عنــد مقــر أمــن الدولــة يف الزبــداين لتحرييهــا‪،‬‬ ‫بينــا انهــال القصــف العنيــف عــى املدنيــن‬ ‫مــن كل حــدب وصــوب واستشــهدت عــى‬ ‫أثــره الطفلــة صبــا الططــري‪ .‬بعــد ســاعات مــن‬ ‫اعتقــال الحرائــر مل يثبــت عليهــم يشء وتــم‬ ‫اخــاء ســبيلهم‪ .‬وهــدأت األجــواء‪ ...‬واســتم ّرت‬ ‫الهدنــة‪.‬‬ ‫*يلتــزم النظــام بتســهيل الظــروف مــن أجــل‬ ‫عــودة املدنيــن إىل منازلهــم والعمــل عــى‬ ‫إصــاح البنيــة التحتيــة وتعويــض األهــايل‬ ‫عــن االرضار‪ ،‬حيــث ال بيــوت ليعــد إليهــا أحــد‬ ‫وال كهربــاء وال مــاء وال اصالحــات أو تعويــض‬ ‫عــن األرضار‪ ،‬اقتــرت العــودة عــى زيــارات‬ ‫متقطّعــة للفالحــن ملزارعهــم لتف ّقــد أحوالهــا‬

‫والوقــوف عــى وضــع املحاصيــل يركــض‬ ‫بعدهــا املزارعــون إىل أماكــن النــزوح خوفــاً‬ ‫مــن اخـراق الهدنــة يف أي لحظــة‪ ...‬و تســتم ّر‬ ‫الهدنــة‪.‬‬ ‫*ميلــك النظــام حــق الــرد يف حــال التعــرض‬ ‫للنـران‪ ،‬تخـ ّـى النظــام عــن هــذا الحــق مقابــل‬ ‫حــق الخــرق حســب امل ـزاج العــام والــرورة‬ ‫العســكرية‪ .‬إذ قــام عنــارص الجيــش النظامــي‬ ‫مــن حاجــز مشــفى الحكمــة باملحطــة‪،‬‬ ‫باعتقــال رجــل مطلــوب ويدعــى ابراهيــم‬ ‫الزيــن وذلــك بتاريــخ ‪ 15‬أيــار ‪ .2013‬تحركــت‬ ‫عــى إثــر هــذا االعتقــال عنــارص مــن كتيبــة‬ ‫شــهداء الحــق بقيــادة محمود رحمــة وحارصوا‬ ‫البلديــة واملخفــر وأمــن الدولــة (عددهــم‬ ‫قليــل) وأطلقــوا الرصــاص‪ ،‬فبــدأ القصــف‬ ‫وإطــاق الرصــاص مــن جميــع الحواجــز‪ ،‬مــا‬ ‫أســفر عــن استشــهاد خمســة شــباب هــم‬ ‫املــازم أول املنشــق مؤيــد الزراعــي و وليــد‬ ‫الدرســاين يف اليــوم األول ‪ ،‬و خليــل خيطــو‬ ‫و أنــس قويــدر و محمــد ديــب عــواد يف‬ ‫اليــوم الثــاين ‪ ،‬وقــع عــرات‬ ‫الجرحــى تــ ّم إســعافهم إىل‬ ‫املشــفى امليــداين‪ ،‬كــا أصيــب‬ ‫فتــى مــن آل كنعــان مل يتجــاوز‬ ‫عمــره الثالثــة عــر بُــرت‬ ‫قدميــه عــى إثــر إصابتــه‪ ...‬و‬ ‫انتهــت الهدنــة‪.‬‬

‫لكــن انتهت بســيناريو تقليدي أشــبه باملفتعل‪،‬‬ ‫إذ يجــدر بالذكــر أ ّن هــذه هــي الهدنــة الثالثــة‬ ‫يف املدينــة تخــرق مــن قبــل الجيــش إلعتقالــه‬ ‫أحــد املطلوبــن فيثــور لــه بعــض املســلحني‬ ‫ويطلقــون الرصــاص مــن أجلــه لتكتمــل عمليــة‬ ‫النقــض‪.‬‬ ‫عــادت األوضــاع يف املدينــة إىل وضعهــا قبــل‬ ‫الهدنــة‪ ،‬مــازال القصــف عــى املدينــة قامئــاً‬ ‫حتّــى هــذه اللحظــة و وصــل ألماكــن تواجــد‬ ‫النازحــن يف منطقتــي الشــاح واملعمــورة‪،‬‬ ‫الحواجــز زادت مــن التدقيــق والتفتيــش‬ ‫وأحيانـاً اإلهانــة واالعتقــال‪ ،‬إطــاق النــار عــى‬ ‫البلــدة مــن جميــع الحواجــز أيضــاً مســتمر‪،‬‬ ‫وحملــة مداهــات واعتقــاالت طالــت‬ ‫النازحــن يف بلــودان كرســالة لرتهيــب املدنيــن‬ ‫وتأديبهــم‪.‬‬ ‫وعــى قولــة املثــل "كأنّــك يــا أبــو زيــد مــا‬ ‫غزيــت" هــو غزيــت إنــت يعطيــك العافيــة‬ ‫بــس قصــدي مــا هدنــت‪.‬‬

‫اســتم ّرت الهدنــة شــهرا ً‬ ‫ويومــن رغــم ع ـ ّدة خروقــات‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪3‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫الطالب السوري بطل هذه القصة‬

‫أوكسجين | هيالنة‬ ‫منــذ عامــن والــدم الســوري ال ي ـزال يســيل‬ ‫يف نزيــف مســتمر‪ ،‬و املواطــن مل يواجــه يف‬ ‫حياتــه فــرة مد ّمــرة إلنســانيته كهــذه التــي‬ ‫يعيــش لحظاتهــا مــع وحشــية الحــرب‪.‬‬ ‫واليــوم‪ ،‬ويف فــرة االمتحانــات تبــدو حيــاة‬ ‫الطالــب الســوري أكــر مــا تكــون مشــحون ًة‬ ‫بالخيبــات والتح ّديــات‪ ،‬وهــو الــذي عــارص‬ ‫عامــن مــن العنــف والقتــل‪ ،‬بــل وشــارك‬ ‫يف يوميــات الثــورة باألســلوب الــذي يتــاءم‬ ‫وإمكاناتــه‪.‬‬

‫عايشــت مــع‬ ‫وبحكــم عمــي كمعلّمــة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تالميــذي تلــك الضغــوط واملعانــاة التــي‬ ‫جمعوهــا إىل جانــب عــدد مــن املــآيس‬ ‫العائليــة‪.‬‬ ‫(محمــد)‪ ،‬وعــى غــر عادتــه جلــس وحيــدا ً‬ ‫شــارد الذهــن صامتـاً‪ ،‬وقــد أخفــى وراء صمتــه‬ ‫أصواتـاً وحزنـاً‪ ،‬بعــد إلحــا ٍح كثـرٍ منــي أجهــش‬ ‫بالبــكاء‪" :‬البارحــة استشــهد صديقــي وليــد"‬ ‫وراح يســتذكر لحظاتــه وطفولتــه مــع رفيقــه‬ ‫الشــاب الــذي رحــل‪.‬‬ ‫أمــا (خالــد)‪ ،‬فــروي بكثــرٍ مــن الحــزن‬ ‫لحظــات اعتقــال والــده‪ ،‬وكيــف ُضب وشُ ــتم‬ ‫أمــام عائلتــه‪ ،‬يقــول‪" :‬استشــهد والــدي تحــت‬ ‫التعذيــب بعــد شــهرين مــن اعتقالــه يف العــام‬ ‫ـت‬ ‫املــايض‪ ،‬ولــو مل يحــدث مــا حــدث معــي كنـ ُ‬ ‫ســأدرس أكــر و أحــز ُن أقــل ولكنــي رســبت‪،‬‬ ‫واليــوم أحــاول أن ألتقــط أنفــايس مــن جديــد‬ ‫يك أنجــح‪.‬‬ ‫(أمجــد) الــذي وعــد بااللتـزام التــام بالــدوام‬ ‫مل يحــر منــذ يومــن‪ ،‬وكان مــرر الغيــاب‬ ‫اعتقالــه عنــد أحــد الحواجــز‪.‬‬ ‫أمــا مراكــز تقديــم االمتحانــات فتلــك‬

‫مأســا ٌة أخــرى‪ ،‬حيــث توزعــت تلــك املراكــز‬ ‫بــن بلــودان و مضايــا وبقــن‪ ،‬مــا يعنــي أن‬ ‫عــى الطــاب اجتيــاز عــ ّدة حواجــز للجيــش‬ ‫النظامــي صبــاح كل يــوم‪ ،‬يف طريــق طويــل‬ ‫وانتظــار وتفتيــش‪.‬‬ ‫تبــدو املشــكلة أكــر بالنســبة ألولئــك‬ ‫املطلوبــن والذيــن لهــم أســاء عــى تلــك‬ ‫الحواجــز‪.‬‬ ‫ـت‬ ‫وهنــا وبــدل أن نســتذكر املنهــاج‪ ،‬جلسـ ُ‬ ‫مــع تالميــذي نناقــش حلــول هــذه املشــكلة‪،‬‬ ‫حتــى امللتويــة و الغــر قانونيــة منهــا‪.‬‬ ‫أحــد تلــك الحلــول كان الوصــول إىل تلــك‬ ‫املراكــز دون املــرور بالحواجــز عــر طــرق‬ ‫جبليــة‪ ،‬ولكــن تلــك الطــرق طويلــة وعــرة‬ ‫وتكلّــف الكثــر مــن الوقــت والجهــد‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــن خطــر القنــص واملالحقــة‪.‬‬ ‫مبل ـ ٌغ محــر ٌم مــن املــال لشـ ٍ‬ ‫ـخص مهــم قــد‬ ‫يســاعد يف الحصــول عــى بطاقــة شــخصية‬ ‫مزيفــة‪ ،‬أو يبحــث الطالــب عــن شــبي ٍه لــه يف‬ ‫الشــكل والعمــر ويســخدم بطاقتــه للمــرور‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫حلــول غــر نظيفــة‪ ،‬ولكنهــا تبقــى‬ ‫هــي‬ ‫ي آخــر العــاج‪.‬‬ ‫كالــ ّ‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫بــن الجــد والهــزل يســخر (تامــر) قائــاً‪:‬‬ ‫"اللــه يســامحك يــا أيب‪ ..‬يعنــي مــا لقيــت غــر‬ ‫هاالســم‪ ..‬أي اســم تــاين كان منيــح‪ ..‬عنــر‪،‬‬ ‫عبــاس‪ ،‬ولــك حتــى حفيظــة معليــش املهــم‬ ‫مــا يكــون بحــرف التــاء وروح عــى مركــز‬ ‫بعيــد‪."!!..‬‬ ‫مل أملــك هنــا ســوى أن أشــاركهم ضحكاتهــم‪،‬‬ ‫ـت أشــعر بالفخــر وأنــا أرى أمامــي رجــاالً‬ ‫كنـ ُ‬ ‫حقيقــن يدرســون يف ظــروف اســتثنائية‪ ،‬مــن‬ ‫حــرب ونــزوح وعــدم وجــود منــاخ مالئــم‬ ‫للدراســة بســبب اكتظــاظ البيــت باألهــل‬ ‫والوافديــن‪ ،‬ناهيــك عــن هاجــس املالحقــة‬ ‫ـض‬ ‫األمنيــة الــذي يســيطر عــى عقولهــم ويقـ ّ‬ ‫مضاجعهــم‪.‬‬

‫هنــا ويف واقعنــا هــذا الــذي ينــزف اضطرابـاً‬ ‫وثــور ٍ‬ ‫ات وأحزانــاً‪ ،‬أجــد نفــي أمــام بطــلٍ‬ ‫منوذجــي للمواطــن الســوري‪ ،‬هــو الطالــب‬ ‫ّ‬ ‫الــذي بــات يحمــل همــو َم وطــنٍ بــدل قرطـ ٍ‬ ‫ـاس‬ ‫وقلــم‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫إقليم هاتاي التركي أو لواء اسكندرون‬ ‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫لــواء اســكندرون أو اللــواء الســليب‪ ،‬هــو‬ ‫االســم األبــرز الــذي يطلقــه عليــه الســوريون‪.‬‬ ‫يقــع يف أقــى الشــال الغــريب مــن ســوريا‪.‬‬ ‫يطــل عــى البحــر‬ ‫ّ‬ ‫مســاحته ‪ 4800‬كــم و‬ ‫املتوســط‪ .‬ســكانه حتــى اليــوم من الســوريني‪،‬‬ ‫ثلثهــم مــن الطائفــة العلويــة‪.‬‬ ‫أهــم مدنــه أنطاكيــة و اســكندرونة و‬ ‫مــوىس و الريحانيــة‪ .‬وأهــم جبالــه األمانــوس‪.‬‬ ‫أنهــاره‪ :‬العــايص و األســود و نهــر عفريــن‪.‬‬ ‫يعتــر مــن أهــم املواقــع اســراتيجي ًة و‬ ‫خصوبــة وجامليــة يف بــاد الشــام‪ .‬ســلخت‬ ‫تركيــا لــواء اســكندرون عــن ســوريا يف‬ ‫‪ ،1939/11/29‬وذلــك إلرضائهــا مــن قبــل‬ ‫فرنســا وبريطانيــا لكســب تأييدهــا لهــم ضــد‬ ‫النازيــة يف الحــرب العامليــة الثانيــة‪ .‬وأبقــاه‬ ‫األســد األب وســيلة للضغــط عــى تركيــا‬ ‫بطلــب مــن الــروس‪ ،‬ليبقــى ورقــة تضغــط‬ ‫بهــا روســيا عــى تركيــا يف املحافــل الدوليــة‪.‬‬ ‫لــواء اســكندرون الــذي ُحفــر يف ذاكرتنــا‪ ،‬و‬ ‫تعلّمنــا وكربنــا ونحــن نســميه بالســليب‪.‬‬ ‫متــر األيــام وتُ حــى هــذه الصفــة عنــه‪ ،‬مل‬ ‫يعــد ســليباً وال محتـاً مــن األتـراك‪ .‬اختفــت‬ ‫مفرداتــه واختفــت مــن ذهنيــة املجتمــع‬ ‫الســوري ومــن مناهجــه التعليميــة‪ ،‬ليصبــح‬ ‫طــي النســيان و حقــاً ممتلــكاً و مرشوعــا‬ ‫ّ‬ ‫لألتــراك عــر وثائــق رســمية لــدى األمــم‬

‫املتحــدة وأختــام ممهــورة بختــم‬ ‫الجمهوريــة العربيــة الســورية‪ .‬هذا‬ ‫الختــم الــذي ذهــب بــه آل األســد‬ ‫يبيعــون ويشــرون ويقتطعــون مــن‬ ‫مقــدرات ســوريا متــى أرادوا منــذ‬ ‫اســتيالئهم عــى الســلطة‪ .‬فالولــد‬ ‫رس أبيــه‪ ،‬يصــل بشــار األســد اىل الحكــم‬ ‫بالوراثــة وهــو يعلــم أنــه بعيــد جــدا ً عــن‬ ‫جــدل السياســة وحنكتهــا‪ .‬لكنــه يعــي ذلــك‬ ‫متامـاً فيبــدأ البحــث عــن أيـ ٍـد قويــة تســاعده‬ ‫لتوطيــد حكمــه امللــي‪ .‬يجعــل مــن إيــران‬ ‫حليفتــه األقــوى بــن روســيا وكوريــا الجنوبية‬ ‫والصــن فهــي األقــرب جغرافيــاً ومذهبيــاً‪،‬‬ ‫و ذلــك يف خطــة اســراتيجية تحميــه عــن‬ ‫قــرب‪ ،‬فيــا لــو حــدث يش ٌء يه ـ ّدد حكمــه‪.‬‬ ‫القصــة طويلــة ومتشـ ّعبة وال ميكن إيجازها‬ ‫مبقــال‪ .‬يجــد األســد االبــن يف األتـراك ضالتــه‪،‬‬ ‫كــا وجــدوا يف ضعفــه فرصــة ذهبيــة لــن‬ ‫تتكــرر مــع أي رئيــس ســوري آخــر للتنــازل‬ ‫عــن اللــواء نهائيــاً‪ .‬تبــدأ تركيــا باإلغــراءات‬ ‫فتزيــد حصــة ســوريا مــن نهــر الفـرات‪ ،‬فنتج‬ ‫عنــه املمــر املــايئ مــن الفـرات إىل نهــر قويــق‬ ‫يف حلــب و تعزيــز التبــادل التجــاري يف‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫االتجاهــن‪ .‬وتســعى تركيــا لتعزيــز العالقــات‬ ‫السياســية بــن ســوريا وأوروبــا واقناعهــم‬ ‫بالتوقيــع عــى الســوق األوربيــة املشــركة‪،‬‬ ‫و الســاح للنظــام الســوري باســتخدام‬ ‫البنيــة التحتيــة املرصفيــة لرتكيــا يف األســواق‬ ‫األوروبيــة‪ .‬كل ذلــك مقابــل تخــي األســد‬ ‫عــن أيــة مطالــب للســيادة عــى اللــواء‪،‬‬ ‫أرضــاً و ميــا ًه ومــواردا ً‪ .‬و تضمــن اعــراف‬ ‫بحــق تركيــا يف اللــواء مــع خرائــط‬ ‫رســمي‬ ‫ّ‬ ‫تثبــت ذلــك‪ ،‬و تــودع يف مؤسســات وأروقــة‬ ‫األمــم املتحــدة‪ ،‬و إلغــاء موقــع اللــواء عــن‬ ‫الخرائــط الجغرافيــة الســورية‪ ،‬ومســحه‬ ‫مــن مناهــج التعليــم كأرض ســورية أو حــق‬ ‫ســوري‪ .‬وباملقابــل تســعى ســوريا ألن تكــون‬ ‫جــرا ً لعبــور األتــراك إىل العــرب مجــددا ً‪،‬‬ ‫ودخــول قلوبهــم عــر سياســة املسلســات‬ ‫الرتكيــة ودبلجتهــا‪ .‬إن االنتقــاص مــن األرض‬ ‫الســورية ال تــرره سياســة وال أغــى األمثــان‪.‬‬ ‫وال فائــدة ت ُذكــر مــن االتفاقيــات املائيــة‪،‬‬ ‫والحســكة متــر بأصعــب مواســم الجفــاف‬ ‫بعــد تشــييد عــ ّدة ســدود تركيــة جديــدة‬ ‫عــى نهــر الفـرات‪ .‬و ال فائــدة لســوريا تذكــر‬ ‫مــن أوروبــا وأســواقها املشــركة‪ ،‬و يقــف‬ ‫العائــق األكــر أمامهــا أال و هــو عــدم احــرام‬ ‫النظــام الســوري لحقــوق اإلنســان‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫المخيمات أصل الحكايات‬ ‫أوكسجين | نيرمين عبدالرؤوف‬

‫يف الذكــرى الخامســة والســتني لنكبــة‬ ‫فلســطني‪ ،‬يبــدو أن مصــر املخيــات دامئــاً‬ ‫هــو التبعــر مــع كثـرٍ مــن صفعــات الخــذالن‪،‬‬ ‫واملزيــد مــن وجــع الحكايــات التــي يعيشــها‬ ‫الفلســطيني الــذي فــاق أيــوب صــرا ً‪ ،‬وقــد‬ ‫أخرجتــه إرسائيــل أوالً مــن أرضــه التــي زرع‬ ‫بهــا جــ ّده زيتونــة منــذ مئــة ســنة‪ ،‬واليــوم‬ ‫رده النظــام الســوري مــن جديــد‪ ،‬شــأنه‬ ‫يــ ّ‬ ‫شــأن اآلالف مــن الســوريني الذيــن أُخرجــوا‬ ‫مــن بيوتهــم التــي عمروهــا بامللــح والــدم‪،‬‬ ‫دون أمــل قريــب بعودتهــم إىل تلــك املنــازل‪.‬‬ ‫و أمــام مشــهد القتــل والعنــف املتزايــد‪،‬‬ ‫ينتظــر الجميــع مصـ ٌر أســود‪ ،‬يــزداد ســوداويّة‬ ‫كلــا اقــرب نحــو الفلســطينيني الذيــن‬ ‫يعيشــون حالــة مــن الرتقّــب والخــوف مــن‬ ‫مصــر مجهــول‪ ،‬يف مخيــات تــرزح تحــت‬ ‫القصــف والنــار وتــكاد تنفجــر مــن اكتظــاظ‬ ‫الســكان‪.‬‬ ‫هــو مصـ ٌر يتح ّمــل مســؤوليته أطـر ٌاف عـ ّدة‪،‬‬

‫بــدءا ً مــن األنظمــة السياســية الحاكمــة مــرورا ً‬ ‫بقيــادات الداخــل املتقاعســة‪ ،‬وانتهــا ًء بالقيادة‬ ‫الســورية التــي لطاملــا ا ّدعــت و زعمــت‬ ‫أنهــا مــع الفلســطينيني يف جميــع مطالبهــم‬ ‫وحقوقهــم‪ ,‬وتب ّجحــت بشــعار املامنعــة عــر‬ ‫عقــود‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل القيــادة العامــة للجبهــة‬ ‫الشــعبية لتحريــر فلســطني بقيــادة أحمــد‬ ‫جربيــل وزبانيتــه‪ ،‬والتــي أعلنــت وبشــكل‬ ‫واضــح معلــن وقوفهــا إىل جانــب النظــام منــذ‬ ‫اليــوم األول للثــورة الســورية‪ ،‬وتب ّنــت روايتــه‬ ‫عــن املجموعــات املســلحة واملؤامــرة الخارجية‪،‬‬ ‫فش ـكّلت لجان ـاً شــعبية تابعــة للنظــام داخــل‬ ‫املخيــات لحاميتهــا مــن تلــك الجامعــات‬ ‫اإلرهابيــة‪ ،‬وكانــت هــذه اللجــان وراء الكثــر‬ ‫مــن األحــداث يف مخيــم الريمــوك‪ ،‬وبــدأت‬ ‫االعتقــاالت تطــال الفلســطينيني أنفســهم كــا‬ ‫الســوريني عــى يــد هــذه اللجــان‪.‬‬

‫الفلســطينيني عــن ال ـراع القائــم بــن نظــام‬ ‫األســد واملقاومــة الشــعبية‪ ،‬لكــن الشــعب‬ ‫الفلســطيني الــذي عــاش منــذ أكــر مــن ســتني‬ ‫عامــاً مــع الشــعب الســوري تعاطــف معــه‬ ‫وثــار عــى الظلــم‪ ،‬فــا كان مــن النظــام إال‬ ‫أن ّ‬ ‫دك هــذه املخيــات بالهــاون والدبابــات‪،‬‬ ‫رغــم لجــوء عــدد مــن العائــات الســورية‬ ‫إليهــا باعتبارهــا منطقــة آمنــة حســب ظ ّنهــم‪،‬‬ ‫كــون الفلســطينيني يقيمــون فيهــا ومــن غــر‬ ‫املمكــن أن ت ُقصــف بحكــم سياســة الحيــاد‬ ‫التــي انتهجتهــا الفصائــل الفلســطينية‪.‬‬

‫ق ّدمــت هــذه املخيــات الكثــر من الشــهداء‬ ‫والجرحــى‪ ،‬حيــث بلــغ عــدد الشــهداء مــن‬ ‫الفلســطينيني املوجوديــن يف ســوريا حــوايل‬ ‫‪ 755‬شــهيدا ً منــذ بدايــة الثــورة الســورية و‬ ‫حتــى اآلن‪ ،‬باإلضافــة إىل عــرات املعتقلــن‬ ‫واملالحقــن‪ .‬واملضحــك املبــي هنــا أن نظــام‬ ‫املامنعــة الســوري الــذي لبــس قنــاع املقاومــة‪،‬‬ ‫يفعــل اليــوم متامــاً كــا تفعــل إرسائيــل يف‬ ‫الفصائــل الفلســطينية هــي األخــرى مل فلســطني املحتلــة‪ ،‬بــل تــكاد تكــون أعــداد‬ ‫تقــم بأيــة خطــوة جــا ّدة‪ ،‬بــل حاولــت تحي ّيــد الضحايــا هنــاك يف غــزة أقــل‪!!.‬‬ ‫عــاىن الشــعب الفلســطيني من عـ ّدة موجات‬ ‫مــن النفــي‪ ،‬فبعــد تهجريهــم يف حــرب ‪ 48‬تـ ّم‬ ‫تهجــر اآلالف منهــم يف حــرب ‪ ،67‬باإلضافــة إىل‬ ‫آخريــن خرجــوا ألســباب أخــرى‪ ،‬مثــل الحصــول‬ ‫عــى فــرص أفضــل للعمــل والتعليــم‪ ،‬هــذا غــر‬ ‫االضطهــاد الدينــي مــن قبــل حكومــة إرسائيــل‪.‬‬ ‫يف ســوريا وحدهــا ‪ 450000‬الجــئ‪ ،‬يتوزعــون‬ ‫يف عــرة مخيــات مثــل خــان النــرب وخــان‬ ‫دنــون وجرمانــا‪ ،‬خــرج منهــم مــن خــرج‬ ‫ووصــل البعــض إىل بلــدان مجــاورة وآخــرون‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪6‬‬


‫تحقيق‬ ‫الذيــن قتلهــم يف جامــع عبــد القــادر يف بيــت‬ ‫اللــه الــذي دعتــه أمــي لحاميــة منزلهــا‪ ..‬مــن‬ ‫املمكــن ذلــك‪ ..‬مــن الســهل ملــن ميلــك امليــغ‬ ‫أن يقصــف أحــام البســطاء‪ ..‬ولكــن مــن‬ ‫املســتحيل عليــه تدمــر هــذه األحــام»‪.‬‬

‫إىل أوروبــا‪ ،‬يعيشــون هنــاك يف املنفــى‬ ‫ويحلمــون بالوطــن‪ ،‬يف حــن بقــي الكثــرون‬ ‫يف الداخــل فعمــل قســ ٌم منهــم باإلغاثــة‬ ‫والطــب والسياســة‪ ،‬نــاوروا مــرارا ً وتكــرارا ً يك‬ ‫ـس مكــروه ع ـرات اآلالف مــن الالجئــن‬ ‫ال ميـ ّ‬ ‫الســوريني يف املخيــم‪.‬‬ ‫(حســان) أحــد نشــطاء املخيــم كتــب مبـرارة‬ ‫بالغــة‪« :‬الــذي يــرك بيتــه فلــن يعــود إليــه‪..‬‬ ‫إن مل ترجعــوا يف هــذه األيــام فلــن تجــدوا‬ ‫مكان ـاً لكــم بعدهــا‪ ..‬لــن تــروا املخيــم كــا مل‬ ‫نــ َر فلســطني بعــد أن تــرك أجدادنــا بيوتهــم‬ ‫وهربــوا مــن املــوت والخــوف‪ ..‬وهــل مــن‬ ‫املــوت مهــرب؟! موتــوا يف بيوتكــم أفضــل‬ ‫مــن أن متوتــوا يف كل لحظــة بعيــون النــاس‬ ‫يف شــوارع الزاهــرة وأرصفــة امليــدان‪ ..‬عــودوا‬ ‫إىل بيوتكــم ومحالتكــم وإال واللــه إن فتلــك‬ ‫البيــوت والشــوارع ســتنكركم»‪.‬‬ ‫يعــاين األهــايل يف تلــك املخيــات مــن‬ ‫اســتمرار الحصــار الــذي يفرضــه الجيــش‬ ‫النظامــي عــى املداخــل و املخــارج‪ ،‬فيمنعهــم‬ ‫مــن إدخــال املــواد الغذائيــة واألدويــة واملــواد‬ ‫اإلغاثيــة‪ ،‬مــع املعاملــة الســيئة و اإلهانــات‬ ‫التــي يتع ّرضــون لهــا مــن قبــل عنــارص الحواجز‬ ‫التابعــة للجيــش‪.‬‬ ‫يقــول (ســليم)‪« :‬كان الجيــش يو ّجــه‬ ‫الشــتائم للســكان ويجربهــم عــى الوقــوف يف‬ ‫طابــور طويــل بهــدف عرضهــم عــى ملثّمــن‬ ‫مــن أجــل معرفــة الناشــطني واملتعاونــن مــع‬ ‫مجموعــات الجيــش الحــر أو حتى املســعفني»‪.‬‬

‫الحــال نفســه يف باقــي املخيــات‪ ،‬كــا يف‬ ‫مخيــم خــان الشــيخ الــذي يبعــد مســافة ‪25‬‬ ‫كيلــو مــرا ً غــرب دمشــق‪ ،‬ويســتضيف آالف‬ ‫األرس النازحــة إليــه مــن باقــي املخيــات‬ ‫الفلســطينية مثــل الحســينية والســبينة‬ ‫مخيــم الريمــوك‪ ،‬أكــر تلــك املخيــات والــذي واملناطــق املجــاورة‪.‬‬ ‫يضـ ّم ‪ 350000‬الجــئ‪ ،‬تصـ ّدر واجهــة األحداث‬ ‫بــن املخيــات الفلســطينية يف ســوريا‪ ،‬حيــث معانــاة مــن بقــي مــن الســكان تتجــى يف‬ ‫تعــ ّرض لعــ ّدة أيــام لقصــف عنيــف مبعــدل نقــص الخبــز واملحروقــات وتواصــل انقطــاع‬ ‫قذيفــة هــاون كل ‪ 30‬ثانيــة بحســب صفحــة الكهربــاء واالتصــاالت‪ ،‬وســوء الخدمــات‬ ‫اتحــاد شــبكات املخيــات الفلســطينية‪.‬‬ ‫الطبيــة وعــدم وجــود هيئــات العمــل اإلغــايث‪،‬‬ ‫وخاصــة بعــد أن قامــت وكالــة غــوث واألونــروا‬ ‫ّ‬ ‫(محمــد) مــن مخيــم الريمــوك يكتــب‪ :‬بإغــاق عــدد مــن املســتوصفات التابعــة لهــا‬ ‫«مشــان اللــه مشــفى فلســطني بالريمــوك بــدو بحجــة أمــن منشــآتها وســامة موظفيهــا‪ ،‬رغــم‬ ‫دكاتــرة وكــوادر طبيــة‪ ،‬أي حــدا فيــو ينــزل أن األهــايل قــد و ّجهــوا عـ ّدة نــداءات اســتغاثة‬ ‫عــى املشــفى ينــزل ويســاعد»‪.‬‬ ‫ملنظمــة التحريــر والفصائــل الفلســطينية‬ ‫وكافــة الهيئــات واملنظــات الدوليــة مــن أجــل‬ ‫ويصــف (رامــي) ماحــدث يف مشــفى التدخــل ووقــف القصــف‪.‬‬ ‫الباســل‪« :‬عندمــا اســتهدفوا جامــع عبــد القادر‬ ‫كانــوا يعرفــون متامــاً أن املشــفى مبحاذاتــه‪ ،‬تلــك هــي حكايــة مخيــات الشــتات‪ ،‬التــي‬ ‫وأن مدرســة املالكيــة املجــاورة تضــ ّم مئــات تصلهــا رائحة فلســطني صباح مســاء‪ ،‬لها أســاء‬ ‫العائــات النازحــة»‪.‬‬ ‫املــدن التــي خــرج منهــا هــؤالء امله ّجــرون‪ ،‬يف‬ ‫رمزي ـ ٍة لنضــال الفلســطيني منــذ ســتني عام ـاً‬ ‫عمــل عســكري ممنهــج إلســقاط‬ ‫هــو إذا ً ٌ‬ ‫ومتســكه بحــق العــودة‪ ،‬ففــي املخيــم حيــث‬ ‫ّ‬ ‫أكــر عــدد ممكــن مــن الضحايــا دون متييــز مقابــر الجــ ّدات اللــوايت احتفظــن مبفاتيــح‬ ‫بــن أطفــال أو نســاء أو مســنني‪.‬‬ ‫منازله ـ ّن يف صفــد وحيفــا‪ ،‬يولــد األبنــاء بــدم‬ ‫ـطيني ورصخــة ســورية ليثبتــوا أنهــم جــز ٌء‬ ‫فلسـ ّ‬ ‫أمــا حادثــة طائــرة امليــغ فقــد أصبحــت أصيــل مــن النســيج الســوري‪.‬‬ ‫حدث ـاً ال يُنــى يف تاريــخ مخيــم الريمــوك‪ ،‬ويف‬ ‫ذاكــرة الالجئــن الفلســطينيني‪ ،‬وعــن ذلــك وهنــا تكمــن خصوصيــة ابــن املخيــم الــذي‬ ‫كتــب أحمــد‪« :‬يــا رب‪..‬أنــت أعلــم كيــف يحمــل ذاكرتــن‪ ،‬واحــدة لحــارات الشــام‬ ‫بنينــا هــذا البيــت! تركتــه بــن يديــك يــارب‪ ..‬وأهلهــا الطيبــن‪ ،‬وأخــرى لحواكــر وبيــارات‬ ‫رر حائــط الربتقــال والليمــون يف يافــا والجليــل‪.‬‬ ‫لتحميــه‪ ..‬تكـ ّ‬ ‫ـر كامــل الزجــاج وتـ ّ‬ ‫أو أكــر يف منــزيل املبنــي منــذ أقــل مــن عــام‪..‬‬ ‫واليــوم وتحــت ظــل حكــم األســد‬ ‫كان مــن املمكــن أن يســقط البنــاء بكاملــه لــو ودمويته‪،‬أصبحــت النكبــة نكبتــن والتغريبــة‬ ‫كان الطيــار أكــر ثقــ ًة بنفســه قليــاً‪ ..‬وكان تغريبتــن و بــات الفلســطيني ميلــك ذاكــرة‬ ‫مــن املمكــن أن يقتــل بــرا ً كثرييــن مثــل جديــدة عنوانهــا املعانــاة واألمل‪.‬‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪7‬‬


‫زبداني ‪FM‬‬ ‫أوكسجينيات‬ ‫ــم كل الخروقــات‬ ‫ــداين مســتمرة رغ‬ ‫يف الزب‬ ‫حهــا رياضيــة جــدا ً‬ ‫* يقــال أن الهدنــة ـة كتيــر ســبور ورو‬ ‫ئــف‪ ..‬شــكلها هدنـ‬ ‫والقذا‬ ‫والجراثيــم‪ :‬يعلــن‬ ‫حلقــت بعيــدا يامــت قتلــت علــى ايــدي الكفاؤ كــاااان‪!!..‬‬ ‫دســن والفقاعــات‬ ‫جميــع اإلخــوة املن‬ ‫ذمــة مــن الثــورة‬ ‫فأصبحت شــهيد‪...‬‬ ‫* إىل‬ ‫ك غفــران أو بــراءة‬ ‫عــن منحــه صكــو‬ ‫العتقــال أو املالحقــة‬ ‫حلقت وتدري انك فرد واألفاكون جموع‬ ‫النظــام‬ ‫دون الخــوف مــن ا‬ ‫ـرك‬ ‫دامئـاً إلبرازهــا عنـد‬ ‫من كل فجاج االرض عليك تصحيح‬ ‫بحيــث ميكــن التحـ تفــاظ بهـذه الوثيقــة‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ــر بتن ـى صباط ـك‬ ‫ألمنيـة‪ ..‬مـع رضورة‬ ‫يامن خيرت فما استرضاك نعيم الدنيا‬ ‫ك‪ ..‬يعن ـي م ـن اآلخ‬ ‫ا‬ ‫جــز وإال ب ـروح علي ـ‬ ‫حلقت بعيدا خاويت سهيال‬ ‫كل حا‬ ‫!!‬ ‫ــا بتنــى هالورقــة‪..‬‬ ‫تحيــة للمعارضــة‪..‬‬ ‫وسكنت الجنان وعشقت عطارد‬ ‫وم‬ ‫وري لريفــع أحذيتــه‬ ‫ــوة للشــعب الســ‬ ‫فكنت شهيدا ‪..‬‬ ‫* دع‬ ‫ى العرعــور غاطــط‬ ‫أســرجت ثريــاك شــموعا ودموعــا مــن ورد العمــر الصامتــة!!‬ ‫ف هيتــو‪ ..‬لــك حتــ‬ ‫ــا‬ ‫ش‬ ‫دا‬ ‫ــ‬ ‫* يــا جامعــة ح‬ ‫ــم ع الغوغــل‪): ..‬‬ ‫وضــوء الــروح‬ ‫ـو لينــا نــدور عليه‬ ‫ة‪ ..‬والهدنــة خرق ـت‬ ‫جـ‬ ‫حلقــت وتــدري ان جناحــك مكســور وفــؤادك عــار وماعــم يبــن‪ ..‬ت‬ ‫ف بع ـد ضجــة كب ـر‬ ‫راج ع ـن م ـي س ـكا‬ ‫املعتقلـن واملعتقالت‬ ‫* اإلف ـ‬ ‫للنــار ‪,,,‬بيــوم حريق‪,,,‬فــي ســاعة ريــح‬ ‫م‪ ..‬مـع أنــو يف آالف‬ ‫جـل اعتقــال أحدهـ‬ ‫ـدري ش ـغلة ح ـظ‪..‬‬ ‫ووقفــت كأن الدنيــا نعــل وخلعته‪,,,‬بــل فــوق مـن أ‬ ‫خي ـار وفقــوس‪ ..‬م‬ ‫جون‪ ..‬م ـدري القصــة‬ ‫الس ـ‬ ‫عتقلينــا املنســيني‪!!..‬‬ ‫رؤؤس الفجــار رميتــه‬ ‫ب هيـك الحريــة لـكل م‬ ‫ـا طبعـاً ملن اســتطاع‬ ‫ومـع‬ ‫ونــة الفــول والبزاليـ‬ ‫ومضيت جناحك مبتل بالدمع جريح‬ ‫الزبـداين تســتمر مب‬ ‫رب ـاء وفس ـاد املونــة‬ ‫* أهــايل‬ ‫ف م ـن انقطــاع الكه‬ ‫هم سقطوا‪....‬انت تحلق‬ ‫س ـبيال‪ ..‬م ـع تخ ـ ّو‬ ‫ــراء أنــو يتنشــفوا‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫إلي‬ ‫يض‪..‬لذلــك ينصــح الخ‬ ‫هم خسروا‪..‬انت قرير العين‬ ‫ا حــدث العــام املا‬ ‫كــ‬ ‫شيدت من المجد صروح فوق صروح‬ ‫يقــة ســتي وســتك‪..‬‬ ‫ــل قواتنــا الباســلة‬ ‫طر‬ ‫ى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـي‬ ‫تنشـ‬ ‫ـول اإلرهــاب تواص‬ ‫طوبى لك ياشهيد صرت مليكا‬ ‫ــار مالحقتهــا لفلـ‬ ‫ديتــول‪ ،‬هــذا وقــد‬ ‫ط‬ ‫*يف إ‬ ‫طهــر باســتخدام ال‬ ‫ولك في كل قلوب الناس عروشا من حبق‬ ‫تهــا يف التعقيــم والت‬ ‫خــول مجموعــات‬ ‫عمليا‬ ‫ت النظــام عــن د‬ ‫وعروش طغاة الحرب صفيح‬ ‫ــت آخــر تحقيقــا‬ ‫ضائيــة به ـدف غ ـزو‬ ‫مت ّخض‬ ‫ع ـض املخلوقــات الف‬ ‫يامن قتلت على ايدي الكفار‬ ‫ــة إىل س ـوريا م ـع ب‬ ‫س ـاوية والكواك ـب‬ ‫جهادي‬ ‫ـه كل املخططــات ال‬ ‫بقلم بوح القلم‬ ‫يا (املامنع ـة) يف وجـ‬ ‫س ـور‬ ‫جــرات املغرضــة‪!!..‬‬ ‫االســتعامرية وامل‬

‫شهيد من نور‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫العلمانية‬

‫هــي فصــل املؤسســات الدينيــة عــن‬ ‫الســلطة السياســية‪ ،‬وقــد تعنــي أيضــاً‬ ‫عــدم قيــام الحكومــة أو الدولــة بإجبــار‬ ‫أي أحــد عــى اعتنــاق أو تبنــي معتقــد أو‬ ‫ديــن أو تقليــد‪ .‬كــا تكفــل الحــق يف عــدم‬ ‫معــن وعــدم تبنــي ديــن‬ ‫اعتنــاق ديــن‬ ‫ّ‬ ‫رســمي للدولــة‪ .‬ال تعتــر العلامنيــة ذاتهــا‬ ‫ضــد الديــن بــل تقــف عــى الحيــاد منــه‪،‬‬ ‫وتشــر إىل أن األنشــطة البرشيــة والقـرارات‬ ‫وخصوصــا السياســية منهــا يجــب أن تكــون‬ ‫ً‬ ‫غــر خاضعــة لتأثــر املؤسســات الدينيــة‪.‬‬ ‫تقــدم دائــرة املعــارف الربيطانيــة تعريــف‬

‫العلامنيــة بكونهــا‪« :‬حركــة اجتامعيــة تتجــه‬ ‫نحــو االهتــام بالشــؤون األرضيــة بــدالً مــن‬ ‫االهتــام بالشــؤون اآلخرويــة‪ .‬فبــدالً مــن‬ ‫تحقيــق غايــات اإلنســان مــن ســعادة ورفــاه‬ ‫يف الحيــاة اآلخــرة‪ ،‬تســعى العلامنيــة يف أحــد‬ ‫جوانبهــا إىل تحقيــق ذلــك يف الحيــاة الحالية‪.‬‬ ‫ـص دســاتريها رصاحة‬ ‫هنــاك بعــض الــدول تنـ ّ‬ ‫عــى هويتهــا العلامنيــة مثــل الواليــات‬ ‫املتحــدة وفرنســا‪ .‬بعــض الــدول األخــرى‬ ‫مل تذكــر العلامنيــة يف دســاتريها ولكنهــا مل‬ ‫ـص قوانينهــا عــى‬ ‫تح ـ ّدد دي ًنــا للدولــة‪ ،‬وتنـ ّ‬ ‫املســاواة بــن جميــع املواطنــن وعــدم‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫تفضيــل أحــد األديــان والســاح بحريــة‬ ‫مامرســة املعتقــد والرشائــع الدينيــة‪،‬‬ ‫وإجــراء تغيــر يف الديــن مبــا فيــه اإللحــاد‬ ‫أو اســتحداث أديــان جديــدة مبــا يشــكل‬ ‫صونًــا لحقــوق اإلنســان وحقــوق األقليــات‬ ‫الدينيــة‪ ،‬وهــي بالتــايل تعتــر دوالً علامنيــة‪.‬‬ ‫ـص‬ ‫هنــاك الرشيحــة الثالثــة مــن الــدول وتنـ ّ‬ ‫دســاتريها عــى ديــن معـ ّـن للدولــة كمــر‬ ‫واليونــان غــر أن دســاتريها تحــوي املبــادئ‬ ‫العلامنيــة العامــة‪ ،‬كاملســاواة بــن جميــع‬ ‫مواطنيهــا وكفالــة الحريــات العامــة‪ ،‬مــع‬ ‫تقييــد لهــذه الحريــات‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫انهيار القطاع الزراعي‬

‫إقتصاد‬

‫كارثة من نوع جديد‬

‫أوكسجين | ليان ابراهيم‬

‫إن ســيطرة عمليــات القمــع والقصــف‬ ‫واســتخدام األســلحة الثقيلــة ضــد املدنيــن‪،‬‬ ‫والتــي مــا زالــت الســلطة الحاكمــة لنظــام‬ ‫األســد متارســها حتــى اليــوم‪ ،‬أدت إىل تراجــع‬ ‫ملحــوظ مــع تدهــور كبــر لإلنتــاج الزراعــي‬ ‫بكافــة أنواعــه خــال الســنتني املاضيتــن‪.‬‬ ‫ويرجــع هــذا االنحســار لجملــة مــن العوامــل‬ ‫ظــل‬ ‫أهمهــا‪ :‬عــدم القــدرة عــى الزراعــة يف ّ‬ ‫الظــروف األمنيــة التــي باتــت معروفــة‪ ،‬ج ـ ّراء‬ ‫مــا يحــدث مــن سياســة األرض املحروقــة التــي‬ ‫يتبعهــا النظــام‪ .‬إذ تراجعــت نســبة األرايض‬ ‫املزروعــة بعــد عامــن ون ّيــف بســبب غيــاب‬ ‫خطــط التنميــة وانســداد أفــق الحــل‪ .‬فرتكــت‬ ‫ســوريا ضمــن حــل عســكري يفرضــه النظــام‪.‬‬

‫مــع تخـ ّوف النظــام مــن اســتخدامها يف تصنيــع‬ ‫العبــوات الناســفة مــن قبــل الجيــش الحــر‪.‬‬ ‫ويــؤرش إىل العديــد مــن القضايــا الخطــرة‬ ‫حســب أحــد االقتصاديــن املتابعــن‪ ،‬أهمهــا‬ ‫خــروج الزراعــة مــن االقتصــاد الســوري‪ ،‬وهــذا‬ ‫يعنــي أن ســوريا ستســتورد يف القريــب أغلــب‬ ‫املــواد الغذائيــة وأهمهــا القمــح والطحــن‪.‬‬

‫ويــدل املــؤرش اآلخــر عــى نســبة التخريــب‬ ‫الــذي لحــق بالقطــاع الزراعــي كأكــر مكــون‬ ‫مــن مكونــات االقتصــاد الســوري‪ ،‬حيــث‬ ‫يســاهم بنســبة ‪%25‬مــن الناتــج املحــي‬ ‫اإلجــايل‪ .‬كــا وتــأيت عالقــة التخريــب وعــدم‬ ‫الثقــة بــن الفــاح و مؤسســات الدولــة‪،‬‬ ‫كاملصــارف الزراعيــة‪ ،‬وعمليــات متويــل‬ ‫املحاصيــل للســنوات القادمــة ملرحلــة مــا بعــد‬ ‫الســقوط وإنهائهــا‪ .‬ويف ســياق متصــل أفــاد‬ ‫تقريــر صــادر عــن منظمــة األغذيــة والزراعــة‬ ‫التابعــن لألمــم املتحــدة (فــاو) أن اإلنتــاج‬ ‫الزراعــي يف ســوريا تدهــور بشــكل حــاد ســواء‬ ‫فيــا يتعلــق بإنتــاج الحبــوب أو الخــروات أو‬ ‫الفاكهــة‪ ،‬وذلــك يف الوقــت الــذي يعيــش فيــه‬ ‫‪ 10‬ماليــن مواطــن ســوري (مــا يقــارب مــن‬ ‫نصــف تعــداد الشــعب الســوري) يف املناطــق‬ ‫الريفيــة‪ ،‬ويعتمــد ‪ %80‬منهــم عــى الزراعــة‬ ‫لكســب قوتهــم اليومــي‪.‬‬

‫ويُذكــر أن توزيــع مصــادر االقتصــاد الســوري‬ ‫ذو النشــاطات املختلفــة قبــل انطالقــة الثــورة‬ ‫كان كــا يــي‪ :‬الزراعــة ‪ ،%22‬الصناعــة ‪،%25‬‬ ‫التجــارة والتجزئــة ‪ ،%23‬الســياحة ‪،%12‬‬ ‫والباقــي يــأيت مــن الخدمــات والنشــاطات‬ ‫األخــرى‪ .‬وكانــت إيــرادات الدولــة الســورية‬ ‫تصــل إىل ‪ 600‬مليــار لــرة ســورية‪ 12( ،‬مليــار‬ ‫دوالر يف ذلــك الوقــت وقبــل التضخــم) يــأيت‬ ‫‪ %80‬منهــا مــن الرضائــب والرســوم‪( ،‬وإن ثالثــة‬ ‫أربــاع هــذه النســبة مــن الرضائــب والرســوم‬ ‫تــأيت مــن القطــاع العــام‪ ،‬والربــع الباقــي فقــط وتــأيت هــذ الكارثــة جـراء خــروج نســبة كبرية‬ ‫أي ‪ %25‬تقريبــاً مــن دخــل الدولــة يــأيت مــن مــن القطــاع الزراعــي مــن الخدمــة والعمــل‬ ‫الرضائــب والرســوم التــي يجبيهــا مــن القطــاع عــى األرض الســورية‪ .‬حيــث يضــم القطــاع‬ ‫الخــاص)‪ .‬وكان عجــز املوازنــة يصــل إىل ‪ ،%15‬الزراعــي نســبة كبــرة مــن قــوة العمــل‪ ،‬إذ‬ ‫ويف الوقــت نفســه كان احتياطــي الدولــة مــن‬ ‫العمــات األجنبيــة ‪ 18‬مليــار دوالر‪ ،‬تقلّصــت‬ ‫اليــوم إىل ‪ 2‬مليــار‪ ،‬وكان حجــم الودائــع باللــرة‬ ‫الســورية يف البنــوك يتجــاوز ‪ 450‬مليــار لــرة‬ ‫ســورية‪ ،‬أي مــا يعــادل ‪ 9‬مليارات دوالر حســب‬ ‫الســعر املحــدد للــدوالر يف ذلــك الوقــت‪.‬‬

‫تســاوي ‪ %20‬مــن العاملــن‪ ،‬أي بحــدود مليــون‬ ‫عامــل مــن أصــل خمســة ماليــن‪ .‬ونظـرا ً لعــدم‬ ‫قــدرة الكثــر مــن املزارعــن مــن الوصــول إىل‬ ‫أراضيهــم املحــارصة‪ ،‬و غريهــا مــن األســباب‬ ‫التــي انتــرت مؤخــرا ً حــول انخفــاض رشاء‬ ‫األســمدة الزراعيــة يف ســورية إىل النصــف عــن‬ ‫العــام املــايض‪ ،‬األمــر الــذي يشــر إىل تدهــور‬ ‫واضــح وخــروج حــوايل نصــف مليــون عامــل‬ ‫مــن القطــاع الزراعــي‪ ،‬مــا يزيــد مــن نســبة‬ ‫البطالــة التــي تجــاوزت ‪ %60‬مــن العاملــن‬ ‫الســوريني‪.‬‬ ‫ويؤكــد خـراء اقتصــاد أنــه ال بد مــن التحضري‬ ‫و االســتعداد مــن أجــل مواجهــة الكارثــة‬ ‫االقتصاديــة القادمــة عــى الســوريني‪ ،‬مــن‬ ‫أجــل وضــع خطــة للنهــوض بالقطــاع الزراعــي‬ ‫لتأمــن هــذا املــورد الهــام و اســتعادته لعافيتــه‬ ‫بــأرسع مــا ميكــن‪ ،‬ألن الزراعــة الســورية كانــت‬ ‫مــن أهــم املكونــات يف االقتصــاد الســوري‬ ‫وهــي نقطــة االرتــكاز األساســية بالنســبة إليــه‪.‬‬

‫بــدأ االنهيــار الواســع يف مجــال الزراعــة مــع‬ ‫انخفــاض رشاء األســمدة إىل مســتوى النصــف‪،‬‬ ‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪9‬‬


‫تقرير‬

‫إجتماعات األمم المتحدة بين اإلدانة والقلق‬

‫أوكسجين | عروبة‬

‫أعربــت الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة يف‬ ‫اجتــاع لهــا ُعقد يــوم الثالثــاء ‪ 2013/5/15‬عن‬ ‫قلقهــا البالــغ إزاء التصعيــد املســتمر للعنــف يف‬ ‫ســوريا‪ .‬واعتمــدت ق ـرارا ً يؤكــد عــى دعوتهــا‬ ‫إىل تكثيــف الجهــود إلطــاق عمليــة سياســية‬ ‫إنتقاليــة متثــل أفضــل فرصــة لتســوية األوضــاع‬ ‫ســلمياً يف ســوريا‪.‬‬ ‫وأعــرب قــرار الجمعيــة الــذي اعتمــد‬ ‫بأغلبيــة ‪ 107‬أصــوات مقابــل اعــراض‬ ‫‪ 12‬دولــة‪ ،‬فيــا امتنعــت ‪ 59‬دولــة عــن‬ ‫التصويت‪،‬عــن مــدى غضــب وســخط الهيئــة‬ ‫األمميــة "مــن تزايــد عــدد القتــى" يف ســوريا‪.‬‬ ‫كــا و يديــن الق ـرار بشــدة زيــادة اســتخدام‬ ‫الحكومــة الســورية لألســلحة الثقيلــة‪،‬‬ ‫واســتمرار "االنتهــاكات املنهجيــة الجســيمة‬ ‫لحقــوق اإلنســان والحريــات األساســية"‪ .‬ويعـ ّد‬ ‫هــذا القـرار الخامــس حــول الوضــع يف ســوريا‬ ‫منــذ عــام ‪ ،2011‬عندمــا اندلــع القتــال بــن‬ ‫القــوات الحكوميــة واملعارضــة التــي تهــدف إىل‬ ‫اإلحاطــة بنظــام بشــار األســد‪ .‬ورحــب الق ـرار‬ ‫بإنشــاء االئتــاف الوطنــي للمعارضــة الســورية‬ ‫العــام املــايض ووصفــه كمحــاور فعــي و‬ ‫رضوري لعمليــة االنتقــال الســيايس‪.‬‬

‫طلــب مــن املقــرر الخــاص املعنــي بحقــوق‬ ‫اإلنســان للمرشديــن داخليــاً تقديــم تقريــر‬ ‫إىل الجمعيــة خــال تســعني يومــاً حــول‬ ‫الوضــع املــزري للمرشديــن داخليــاً‪ .‬وقــال‬ ‫رئيــس الجمعيــة العامــة "إن مــا ال يقــل عــن‬ ‫‪ 80‬ألف ـاً قــد لقــوا حتفهــم منــذ بــدء األعــال‬ ‫العدائيــة"‪ ،‬ويعتقــد أن معظــم الضحايــا مــن‬ ‫املدنيــن‪ .‬وأضــاف أن وكالــة الالجئــن التابعــة‬ ‫لألمــم املتحــدة قــد قامــت بتســجيل أكــر مــن‬ ‫مليــون شــخص‪ ،‬يعيشــون اآلن يف مخيــات‬ ‫يف األردن‪ ،‬ولبنــان‪ ،‬وتركيــا‪ ،‬والعــراق‪ ،‬وأماكــن‬ ‫أخــرى‪ .‬وتشــر التقديــرات إىل أن أكــر مــن‬ ‫أربعــة ماليــن شــخص نزحــوا داخليـاً منــذ بــدء‬ ‫القتــال‪.‬‬

‫ويطالــب القــرار الــذي تقدمــت بــه دول‬ ‫عربيــة‪ ،‬املجتمــع الــدويل بتقديــم الدعــم املــايل‬ ‫العاجــل للــدول التــي تســتضيف الالجئــن‬ ‫لتمكينهــم مــن تقديــم املســاعدة لهــم‪ .‬كــا‬

‫ومــن جهــة أخــرى تحـ ّدث الســفري الســوري‬ ‫بشــار الجعفــري أمــام الجمعيــة‪ ،‬وأعــرب عــن‬ ‫دهشــته مــن أن القـرار ُد ِّون يف جــدول أعــال‬ ‫الجمعيــة العامــة تحــت عنــوان‪" :‬منــع نشــوب‬

‫الرصاعــات املســلحة"‪ ،‬وقــال أن مضمونــه‬ ‫يتناقــض مــع هــذا الغــرض‪ .‬وأكّــد عــى أن‬ ‫القــرار يســعى إىل تصعيــد العنــف مــن‬ ‫خــال إضفــاء الرشعيــة عــى توفــر األســلحة‬ ‫لإلرهابيــن يف ســوريا وعــن طريــق االعــراف‬ ‫بفصيــل واحــد مــن املعارضــة كممثــل رشعــي‬ ‫للشــعب الســوري"‪.‬‬ ‫ويف اجتــاع ســابق بتاريــخ ‪،2013/5/6‬‬ ‫قالــت لجنــة األمــم املتحــدة املســتقلة إنهــا‬ ‫مل تتوصــل إىل نتائــج نهائيــة بشــأن اســتخدام‬ ‫األســلحة الكيميائيــة يف ســوريا مــن قبــل أي‬ ‫مــن طــريف الـراع‪ .‬ويف اجتــاع آخــر يف نفــس‬ ‫الشــهر قالــت املفوضيــة الســامية لحقــوق‬ ‫اإلنســان (نــايف بيــاي) أن املجــازر املزعومــة‬ ‫التــي ارتكبتهــا الحكومــة الســورية واملليشــيات‬ ‫املواليــة لهــا مؤخـرا ً كفيلــة بــأن تح ّفــز املجتمع‬ ‫الــدويل للعمــل عــى إيجــاد حــل إلنهــاء الرصاع‬ ‫وضــان محاســبة املســؤولني عــن ارتــكاب هذه‬ ‫االنتهــاكات الخطــرة لحقــوق اإلنســان‪.‬‬ ‫ومــن جهــة أخــرى أدلــت لجنــة التحقيــق‬ ‫املســتقلة الدوليــة بشــأن ســوريا يف بيــان لهــا‪:‬‬ ‫"إن اللجنــة ال تســتطيع التعليــق عــى أيــة‬ ‫ادعــاءات بشــأن اســتخدام محتمــل لألســلحة‬ ‫الكيميائيــة وذلــك لعــدم التوصــل إىل نتائــج‬ ‫نهائيــة"‪ ،‬وأردفــت "أن األدلــة غــر كافيــة وال‬ ‫ميكنهــا التأكــد مــن حقيقــة اســتخدام النظــام‬ ‫الســوري لألســلحة الكيميائيــة تجــاه شــعبه‪.‬‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪10‬‬


‫ديــــــــر الــــــــــزور‬

‫نقطة ثائرة‬

‫أوكسجين | بتول زبداني‬

‫تقــع حــارضة ديــر الــزور يف الشــال‬ ‫الرشقــي مــن ســوريا‪ .‬متتــد يف ســهل خصيب‬ ‫تحيــط بــه الصحـراء مــن أربعــة أركان‪ .‬إنهــا‬ ‫عــروس الفــرات‪ .‬تبعــد مســافة ‪ 450‬كــم‬ ‫عــن دمشــق‪ .‬و ‪ 320‬كــم عــن حلــب‪ .‬تقــع‬ ‫املدينــة عــى يســار ضفــة الفــرات‪ ،‬أمــا‬ ‫ميــن النهــر فهــو امتــداد للجزيــرة الســورية‪.‬‬ ‫تنتــر الجــزر النهريــة التــي تعــرف باســم‬ ‫"الحوائــج" يف مجــرى النهــر‪ .‬تقــع حويجــة‬ ‫ديــر الــزور قــرب الجــر املعلــق داخــل‬ ‫املدينــة‪ .‬تعــود لفظــة (الديــر) يف تســميتها‬ ‫إىل وجــود ديــر قديــم عــى أطرافهــا ُعــرف‬ ‫منــذ القديــم‪ ،‬أمــا كلمــة (الــزور) فمــن زئــر‬ ‫األســود النتشــار هــذا الحيــوان يف بقاعهــا‪.‬‬ ‫وقــال البعــض أن لفظة "زور" مــن ازورار أي‬ ‫اعو ّجــاج نهــر الفـرات عنــد موضــع املدينــة‪.‬‬ ‫وقــد تغــر اســم املدينــة عــى مـ ّر العصــور‬ ‫فكانــت ديــر العصافــر وديــر الرحبــة‪.‬‬ ‫بلــغ عــدد ســكان محافظــة ديــر الــزور‬ ‫‪1.6‬مليــون نســمة‪ .‬يقطــن مــا يقــارب ‪500‬‬ ‫ألــف منهــم مدينــة الديــر‪ .‬يتنــوع الســكان‬ ‫فيهــا بــن العــرب واألرمــن واألكــراد‪ ،‬ومــا‬ ‫زالــت خاضعــة لحكــم القبيلــة و أكربهــا‬ ‫قبيلــة البقــارة والعكيــدات‪ .‬اســتوطن‬ ‫النــاس فيهــا مــن القــرن التاســع قبــل امليــاد‬ ‫لتوافــر امليــاه واألرض الخصبــة املمتــدة‬ ‫عــى طــريف النهــر‪ ،‬فازدهــرت زراعــة القمــح‬ ‫والقطــن‪ .‬باإلضافــة للــروات الباطنيــة‬ ‫مــن نفــط و فوســفات ومــا اســتجلب‬ ‫ذلــك مــن توســيع لســوق العمــل‪ .‬يقــوم‬ ‫اقتصــاد املدينــة اليــوم بشــكل أســايس عــى‬ ‫املنتجــات الزراع ّيــة والــروات الباطن ّيــة‪،‬‬ ‫حيــث يقــوم القطــاع الصناعــي يف املدينــة‬ ‫عــى رشكات كبــرة أغلبهــا يتبــع القطــاع‬ ‫العــام‪ .‬تحتــوي ديــر الــزور عــى منطقــة‬ ‫صناع ّيــة خاصــة بهــا‪ .‬وتعتــر مركـ ًزا ســياح ًيا‬ ‫سـيّام مــع انتشــار املــدن واملواقــع األثريّة يف‬ ‫ريفهــا‪ ،‬غــر أن ضعــف الخدمــات ومناخهــا‬

‫القــايس يف فصــل الصيــف أعــاق تطويــر‬ ‫الســياحة‪ .‬وبشــكل عــام‪ ،‬فــإن منــاخ ديــر‬ ‫الــزور يص ّنــف بكونــه صحراويًــا‪ ،‬وتعــاين‬ ‫ـح األمطــار ومــن العواصــف‬ ‫املدينــة مــن شـ ّ‬ ‫الرمليــة والرتابيّــة‪ ،‬ناهيــك عــن تلــوث ميــاه‬ ‫الفـرات والتص ّحــر‪ .‬أمــا عــن حراكهــا الثــوري‬ ‫فقــد شــاركت بالتظاهــر الســلمي منــذ ‪15‬‬ ‫آذار ‪ ،2011‬أي منــذ اليــوم األ َّول النــدالع‬ ‫الثــورة‪ ،‬واســتمرت يف حركــة االحتجاجــات‬ ‫إىل امل ُطالبــة بإســقاط النظــام‪ .‬خرجــت بعــد‬ ‫شــهر بالتحديــد ُمظاهــرة كبــرة أي يف ‪15‬‬ ‫مــن نيســان نــادت بالحريــة‪ .‬وبعــد ذلــك‬ ‫أصبحــت امل ُظاه ـرات تع ـ ّم املدينــة بشــكل‬ ‫منتظــم‪.‬‬ ‫يف يــوم الجمعــة ‪ 3‬حزيـران أزالــت قــوات‬ ‫األمــن صنــاً لباســل األســد مــن وســط‬ ‫املدينــة‪ ،‬خوفــاً مــن ُمحــاوالت املحتجــن‬ ‫املناهضــن للنظــام مــن تحطيمــه‪ .‬اســتم َّرت‬ ‫مظاهــرات املدينــة بالتصاعــد تدريجيــاً‪،‬‬ ‫حتــى بلــ َغ عــدد املتظاهريــن فيهــا يف‬ ‫"جمعــة أحفــاد خالــد بــن الوليــد" يــوم ‪22‬‬ ‫حزيـران أكــر مــن ‪ 200‬ألف شــخص‪ ،‬وســط‬ ‫تــام للتواجــد األمنــي يف املدينــة‪.‬‬ ‫غيــاب ٍ‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫ويف ‪ 28‬مــن الشــهر نفســه بــدأت أ َّول‬ ‫حملــة أمنيــة عــى ديــر الــزور إليقــاف‬ ‫حركــة االحتجاجــات فيهــا‪ ،‬حيــث اقتحــم‬ ‫«حــي الجويقــة» وأطلــق‬ ‫األمــن والجيــش‬ ‫ّ‬ ‫النــار عــى األهــايل فســقط ‪ 6‬شــهداء‬ ‫وعـرات الجرحــى‪ ،‬ثـ َّم بــدأ الجيــش قصفــه‬ ‫ُمســتخدماً الدبابــات‪ .‬لكــن إحــدى كتائــب‬ ‫الجيــش النظامــي انشــقَّت واشــتبكت‬ ‫مــع األمــن العســكري‪ ،‬مــا انتهــى مبقتــل‬ ‫محافــظ ديــر الــزور الجديــد ورئيــس األمــن‬ ‫العســكري فيهــا‪ .‬ويف اليــوم التــايل شـ َّيع ‪300‬‬ ‫ألــف متظاهــر يف املدينــة شــهداء الليلــة‬ ‫الســابقة‪ .‬اســتم َّر الحقــاً قصــف املدينــة‬ ‫متهيــدا ً القتحامهــا‪ .‬ويف ‪ 7‬أغســطس تركّــز‬ ‫القصــف عــى ح َّيــي الجــورة و الحويقــة‬ ‫فســقط زهــاء ‪ 70‬شــهيدا ً‪ .‬ويف أواســط شــهر‬ ‫شــباط مــن العــام ‪ ،2012‬بل ـ َغ عــدد القتــى‬ ‫يف املدينــة وفــق احصائيــات املعارضــة منــذ‬ ‫بــدء االحتجاجــات املناهضــة للنظــام ‪351‬‬ ‫شــهيدا ً‪ .‬واســت ّمرت العمليــات العســكرية‬ ‫حتــى تاريــخ ‪ 2013/5/4‬حيــث قامــت قوات‬ ‫األســد بتفجــر الجــر املعلــق أكــر معــامل‬ ‫الحضــارة يف الديــر لتفصــل رشق املدينــة‬ ‫ر بنــاه املحتــل الفرنــي‬ ‫عــن غربهــا‪ .‬جــ ٌ‬ ‫ليقــوم احتــال األســد بنســفه وتدمــره‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تقرير‬

‫أسطورة طائر الفينيق السورية‬

‫أوكسجين | مانيا الخطيب‬

‫يف أيــار ‪ 2001‬زرت مدينــة معــرة النعــان‪،‬‬ ‫ـج بالحركــة وبنبــض أهلهــا‬ ‫كانــت املدينــة تضـ ّ‬ ‫الطيبــن‪ ،‬املضيافــن‪ ،‬الكرمــاء‪ .‬مدينــة أيب‬ ‫العــاء املعــري الــذي التقطنــا صــورا ً تذكاريــة‬ ‫جانــب رضيحــه يف املركــز الثقــايف للمدينــة‪ ،‬مل‬ ‫يكــن رمبــا أي مــن أهلهــا يعلــم يومهــا أن آلــة‬ ‫الغــدر والقتــل والدمــار لعصابــة الســلطة التــي‬ ‫ـت تــرح ومتــرح يف ســورية‪ ،‬ليــس بســبب‬ ‫تُرِكـ ْ‬ ‫ضعــف أهلهــا ولكــن بســبب وطنيتهــم‪،‬‬ ‫حيــث أنهــم استســلموا لقدرهــم أمــام ســلطة‬ ‫الفســاد‪ ،‬بســبب أكذوبــة املقاومــة واملامنعــة‬ ‫التــي انــرت اليــوم لتديــر فوهتهــا إىل صــدور‬ ‫مدنيــي البلــدة‪ ،‬وتحصــد أرواحهــم الربيئــة‬ ‫ّ‬ ‫الطاهــرة يف مسلســل القتــل والرعــب املشــن‬ ‫الــذي ال يتوقــف أمــام ســمع العــامل اآلثــم‬ ‫وبــره الضعيف‪.‬األســبوع املــايض قادتنــي‬ ‫أحــد املشــاريع التــي انطلقــت مــن فنلنــدا‬ ‫إلغاثــة املدينــة املنكوبــة ألزور معــرة النعــان‬ ‫الحبيبــة‪ ،‬وأغتســل بــروح الثــورة املتوقــدة فيهــا‬ ‫كأقــوى مــا يكــون يف ســورية بر ّمتهــا‪.‬‬ ‫أفجعنــي منظــر الــركام فيهــا ومــرارة مــن‬ ‫تبقــى مــن أهلها‪،‬قــال يل أحــد املطّلعــن عــى‬ ‫خفاياهــا وأرسار بطوالتهــا‪" :‬يُحســب للمعــرة‬ ‫أنهــا مل تــدع أي قطعــة مــن آلــة املــوت أن‬ ‫متــر مــن خاللهــا‪ ،‬لقــد حافظــت عــى عذريــة‬ ‫األماكــن التــي ح ّررهــا األهــايل مــن قبضــة‬ ‫الســلطة املجرمــة‪ ،‬ووقفــت رغــم فداحــة الثمن‬ ‫أمــام أي محاولــة لالخــراق"‪ ،‬هــذا العمــل‬ ‫البطــويل الجبــار الــذي ال يُنــى والــذي يجــب‬ ‫أن يســجله تاريــخ وذاكــرة الشــعب الســوري‬ ‫لهــذه املدينــة العظيمــة‪.‬‬ ‫ذهبنــا برفقــة الجيــش الحــر مــن أهــايل‬ ‫املدينــة إىل خــط جبهــة وادي الضيــف‪ ،‬كانــت‬ ‫قذائــف الســلطة الغــادرة قــد أودت يومهــا‬ ‫بحيــاة بائــع البوظــة يف املدينــة الــذي كان‬ ‫يتجــول بدراجتــه الناريــة ليضفــي بعض ـاً مــن‬ ‫الفــرح لألطفــال‪ .‬وبقيــت أشــاؤه تنتظــر فرصة‬ ‫انتشــالها‪ ،‬حيــث ينتظــر مصــرا ً مشــابهاً مــن‬ ‫يذهــب إىل تلــك النقطــة الخطــرة إلحضارهــا‪.‬‬ ‫كان الحــادث عــى بعــد بضعــة أمتــار مــن‬ ‫الجبهــة‪ ،‬هنــاك التقينــا بشــباب معظمهــم مــن‬ ‫املدنيــن مــن أهــل املدينــة الذيــن اضّ طرتهــم‬

‫الظــروف إىل حمــل الســاح للدفــاع عــن‬ ‫أعراضهــم و مدينتهــم‪ .‬شــباب يقفــون بشــموخ‬ ‫الســنديان‪ ،‬ال أجــد أي كلمــة يف قواميــس‬ ‫اللغــة تعـ ّـر عــن هــذا الصمــود العجيــب الــذي‬ ‫يجعلهــم يتحـ ّدون بهــذه الصالبــة واحــدة مــن‬ ‫أرشس وأخبــث األنظمــة يف العــامل ويف التاريــخ‪.‬‬ ‫مل يلتفتــوا إىل مــا ميكــن أن ينتظرهــم‪ ،‬مل‬ ‫يفكــروا حــن دبّــت النخــوة يف رؤوســهم‬ ‫لاللتحــاق بالثــورة مــا الــذي ســيكون عليــه‬ ‫مصريهــم‪ .‬يعيشــون بعيــدا ً عــن عوائلهــم‪ ،‬ال‬ ‫يعرفــون كيــف حــال الدهــر عــى ذويهــم‪،‬‬ ‫ليــس عندهــم أي دعــم مــن أي نــوع‪ ،‬ال طعــا ٌم‬ ‫اب وال أي يشء‪ .‬يقفــون عــى بعــد أقــل‬ ‫وال رش ُ‬ ‫مــن مئتــي مــر مــن آلــة القتــل والدمــار‪ ،‬ليــس‬ ‫معهــم إال إرصارهــم األســطوري عــى الدفــاع‬ ‫عــن مدينتهــم مــن االســتباحة‪.‬‬ ‫قــال أحدهــم‪ " :‬إذا كنــا ال نعجبكــم فخــذوا‬ ‫عنــا هــذه املهمــة‪ ،‬أســقطوا بشــار األســد‬ ‫وعصابتــه‪ ،‬ودعونــا نلقــي ســاحنا بهــدوء‬ ‫ونعــود إىل حياتنــا الطبيعيــة وإىل عوائلنــا"‪.‬‬ ‫نظــرت إليــه‪ ،‬كان يحتــذي يف رجلــه شــحاطة‬ ‫زنوبــا فقلــت لــه‪" :‬هــل ميكننــي أن التقــط‬ ‫لــك صــورة وأنــت تدافــع عــن كرامتنــا بهــذه‬ ‫العـ ّدة املتواضعــة إىل حــدود الفجيعــة؟ وقــف‬ ‫مبتس ـاً‪،‬فر ّد رفيقــه‪" :‬أنــا أيض ـاً أنتعــل صنــدالً‬ ‫التقطــي يل صــورة‪ ..‬وأضــاف‪" :‬نحــن ال نريــد‬ ‫أي دعــم‪ ،‬ال طعــام وال رشاب وال أحذيــة‪ ،‬فقــط‬ ‫أعطونــا ذخــرة حتــى نتمكــن مــن إســقاط‬ ‫النظــام ثــم نلقــي اســلحتنا ونعــود إىل حياتنــا‬ ‫الطبيعيــة‪ ،‬ال نســتطيع أن نرتاجــع بــأي شــكل‪،‬‬ ‫كل طلقــة نســتعملها نبــي عليهــا ألننــا ال‬ ‫نعــرف إذا كنــا ســنعوضها أم ال"‪.‬‬ ‫ذكــر أحــد القــادة امليدانيــن أن حــوايل‬ ‫ألفــي مــدين قضــوا نحبهــم بآلــة قتــل النظــام‬ ‫منــذ بدايــة الثــورة‪ .‬حتــى العســكريني الذيــن‬ ‫قابلناهــم قالــوا‪" :‬نريــد أن نســقط النظــام‬ ‫حتــى نلقــي أســلحتنا وننعــم ببعــض الحيــاة‬ ‫الطبيعيــة الخاليــة مــن القتــل والدمــار"‪.‬‬ ‫ذكــر النشــطاء هنــاك أنــه لتشــويه ســمعة‬ ‫الثــورة يف املدينــة قطعــت الســلطة املجرمــة‬ ‫رأس متثــال أيب العــاء املعــري لتحــاول أن تــرك‬ ‫وصمــة عــار‪ ،‬مل تطــل أحــدا ً إال أياديهــا امللطخة‬ ‫بالتاريــخ األســود‪.‬‬ ‫نشــطاء االغاثــة يف املدينــة يعملــون ليــل نهار‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫ملســاعدة مــن تبقــى مــن أهــايل املدينــة عــى‬ ‫البقــاء‪ ،‬لديهــم عمــل منظــم وقوائــم بالعائــات‬ ‫واألطفــال‪ ،‬يعملــون جميعـاً مــن خــال املكتب‬ ‫اإلغــايث املو ّحــد ملدينــة معــرة النعــان ومنهــا‬ ‫الهيئــة اإلســامية إلغاثــة معــرة النعــان‪.‬‬ ‫ـض مــن‬ ‫يســاهم بهــذه الجهــود اإلغاثيــة بعـ ٌ‬ ‫أهــايل املدينــة الذيــن يعيشــون يف املغــرب‪،‬‬ ‫يعملــون بهــدوء وصمــت نبيــل‪ ،‬وفــا ًء ألبنــاء‬ ‫بلدتهــم املضمخــون بالعطــاء والتضحيــة‬ ‫الالنهائيــة‪.‬‬ ‫زرنــا برفقتهــم عــددا ً مــن العوائــل‪،‬‬ ‫واســتوقفني هــذا الكربيــاء النــادر الــذي‬ ‫يســكنهم‪ .‬حتــى األطفــال ال يقبلــون رغــم‬ ‫انعــدام أبســط وســائل الحيــاة أن يأخــذوا أي‬ ‫يشء مــن أحــد إال بعــد أن يســمح لهــم أهلهــم‪.‬‬ ‫الرتبيــة الســورية الصارمــة يف آداب التعامــل‬ ‫مــع النــاس‪ ،‬مل تتم ّكــن منهــا آلــة حــرب اإلبــادة‬ ‫التــي يقودهــا ليــس فقــط املعتــوه بشــار‬ ‫األســد‪ ،‬بــل عــدد كبــر مــن القــوى اإلقليميــة‬ ‫والدوليــة‪ .‬وأهــايل هــذه املدينــة األب ّيــة وغريهــا‬ ‫مــن املــدن الســورية يقفــون بصالبــة وصلــت‬ ‫حــدود األســطورة‪.‬‬ ‫كل طاقتهــم لتشــغيل‬ ‫أهــل املدينــة يبذلــون ّ‬ ‫مركــز صحــي‪ ،‬ومدرســة تــكاد تبــدأ بالعمــل‪.‬‬ ‫لديهــم مجلــس محــي ثــوري‪ ،‬يأخــذ زمــام‬ ‫املبــادرة يف تنظيــم حيــاة النــاس‪ ،‬قالــت يل‬ ‫إحــدى الســيدات‪" :‬أنــا لــدي ســبعة أوالد‬ ‫كلهــم للثــورة"‪ .‬هــذه هــي الحاضنــة الشــعبية‬ ‫التــي عملــت عليهــا ســلطة الغــدر ليــل نهــار‬ ‫لت ّحــول حيــاة النــاس إىل جحيــم‪ ،‬ورغــم ذلــك‬ ‫بقيــت هــذه الــروح الصلبــة لألهــايل عص ّيــة‬ ‫عــى االنكســار‪.‬‬ ‫زار املخــرج الشــاب تامــر العــوام مدينــة‬ ‫معــرة النعــان‪ ،‬وســ ّجل فيهــا شــهادات مــن‬ ‫األهــايل‪ ،‬قبــل أن يكمــل رحلتــه التوثيقيــة التــي‬ ‫قادتــه إىل حتفــه يف حلــب‪.‬‬ ‫ـت فيهــا قطعــة‬ ‫غــادرتُ معــرة النعــان وتركـ ُ‬ ‫مــن روحــي‪ .‬غــادرتُ املدينــة التــي تشــرك‬ ‫يف واحــدة مــن أرشس مخاضــات الحريــة‬ ‫يف ســورية‪ ،‬لتعيــد تكويــن مالمــح املنطقــة‬ ‫وتفكيــك طالســم املعــادالت الدوليــة‪ ،‬وهــي‬ ‫تســر بســورية وأهلهــا إىل فضــاء الكرامــة‬ ‫الفســيح‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫حواجز أم ّ‬ ‫قطاع طرق‬ ‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫الحواجــز األســدية يف منطقــة الزبــداين ال تعـ ّد‬ ‫وال تحــى‪ .‬والنقــاط العســكرية أيض ـاً تنتــر‬ ‫يف الطرقــات الرئيســية ويف الجبــال املحيطــة‬ ‫بالزبــداين‪ ،‬فهنــاك مئــة وثالثــة نقــاط‪ .‬أش ـ ّدها‬ ‫رشاســة ووحشــية وفتــكاً باملدنيــن دبابــات‬ ‫موقــع خــدام والحــرش يف بلــودان وجمــا‬ ‫يف منطقــة الحــوش‪ .‬و و منهــا مــا يظهــر‬ ‫للعيــان تلــك القريبــة مــن موقــع الناظــر‪،‬‬ ‫أمــا البعيــدة فتالحــظ لي ـاً إلضــاءة الكواشــف‬ ‫فيهــا‪ .‬وجميعهــا أي هــذه النقــاط العســكرية‬ ‫تســتعمل القنابــل املضيئــة ليــاً‪ ،‬فتضحــى‬ ‫الســاء كالنهــار كاشــف ًة املنطقــة املحيطــة‬ ‫بهــا بالكامــل‪ .‬ونعــود إىل الحواجــز التــي‬ ‫أقامهــا نظــام األســد للســيطرة عــى الطريــق‬ ‫االس ـراتيجي‪ ،‬والــذي يع ـ ّد صلــة الوصــل بــن‬ ‫نظــام األســد وحــزب اللــه يف لبنــان‪ .‬نبــدأ مــن‬ ‫منطقــة رسغايــا باتجــاه الزبــداين‪ ،‬فهنــاك حاجز‬ ‫املؤسســة الزراعيــة أول رسغايــا‪ ،‬يليــه حاجــز‬ ‫عــن حــور ثــم حاجــز الحمــرات إىل حاجــز‬ ‫الجــارك يف منطقــة الدلّــة بالزبــداين‪ .‬وهــذه‬ ‫الحواجــز املوجــودة عــى مســافة ال تتجــاوز ‪3‬‬ ‫كلــم‪ .‬ثــم ننتقــل صعــودا ً صــوب بلــودان لنجــد‬ ‫حاجــز الشــيخ زايــد وحاجــز دوار الشــاح‬ ‫وحاجــز القــوس يف بلــودان‪ .‬نعــود نــزوالً مــن‬ ‫الريجنــي لنجــد حاجــز مشــفى الجرجانيــة‬ ‫عــى تقاطــع مفــرق بقــن الــذي تنتــر فيــه‬ ‫ثالثــة حواجــز‪ ،‬آخرهــا حاجــز قــوس بقــن يف‬ ‫نهايــة البلــدة‪ .‬ويتابــع الطريــق منــه إىل مضايــا‪،‬‬ ‫ال توجــد يف داخــل بلــدة مضايــا حواجــز لقوات‬ ‫األســد إال يف الطريــق الطويــل الــذي يفــي إىل‬ ‫الســهل فهنالــك حاجــز واحــد‪ .‬ويف الزبــداين‬ ‫يف منطقــة الخــان بقــي حاجــز جامــع الهــدى‪،‬‬ ‫ومــن ثــم إىل حاجــز معمــل امليــاه املعدنيــة يف‬ ‫بقــن‪ ،‬ويســمى حاجــز بقــن وهــو مــن أكــر‬ ‫الحواجــز التــي تتــم فيهــا عمليــات االعتقــال‬ ‫التعســفي‪ .‬ونســر يف الطريــق الســهيل املــؤدي‬ ‫إيل دمشــق لنقــف عنــد حاجــز النبــع أي‬ ‫مفــرق (نبــع بــردى)‪ ،‬وهــذا الحاجــز ال يقــل‬

‫خشــونة وتعســفاً عــن الحاجــز الــذي ســبقه‪.‬‬ ‫نتابــع لنصــل إىل حاجــز النهــر وهــو حاجــز مــع‬ ‫نقطــة عســكرية‪ .‬و منــر بأربــع نقــاط عســكرية‬ ‫قبــل أن نصــل إىل حاجــز التكيــة‪ ،‬وهــو مــن‬ ‫أصعــب الحواجــز تفتيشــاً وتدقيقــاً لألســاء‪،‬‬ ‫وهــذه املنطقــة كانــت يف الســابق وقبــل الثورة‬ ‫معســكرا ً للفرقــة الرابعــة‪ ،‬وهــي مــن الوحدات‬ ‫الخاصــة التــي تأمتــر مبــارشة بأمــر ماهــر‬ ‫األســد‪ .‬ونتابــع الطريــق إىل دمشــق عــر املزيــد‬ ‫مــن الحواجــز‪ ،‬فهنالــك أربعــة مــن الحواجــز‬ ‫إىل مدخــل دمشــق‪ .‬هــذا غــر الحواجــز التــي‬ ‫تقطّــع أوصــال العاصمــة‪ .‬مهمــة كل تلــك‬ ‫الحواجــز كــا أســلفت التفتيــش واالعتقــال‬ ‫(والســلبطة)‪ ،‬أي أخــد كل مــا يريــدون مــن‬ ‫البضائــع املح ّملــة بهــا الســيارات والشــاحنات‪.‬‬ ‫ـوص بهــا املــارون‪،‬‬ ‫هــذا غــر التوصيــات التــي يـ ّ‬ ‫مثــل تعبئــة الوحــدات وجلــب الغــداء أو‬ ‫العشــاء والسندويشــات املتنوعــة و التــي مــن‬ ‫أفضلهــا (الشــاورما) وهــي الطعــام املفضــل‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫زبدانيات‬

‫لحاجــز القــوس يف بلــودان!‪ .‬أمــا الحديــث‬ ‫عــن التفتيــش فيبــدأ بنزولكــم مــن الحافلــة‬ ‫أو الســيارة‪ ،‬يأخــذون الهويــات ويدقّقــون‬ ‫باألســاء‪ .‬وإن كنــت مطلوبــاً ال قــ ّدر اللــه‪،‬‬ ‫تبــدأ عمليــة االعتقــال بالــرب والتعذيــب‬ ‫والســباب والشــتائم ومصــادرة كل مــا معــك‪.‬‬ ‫أمــا الشــاحنات التــي متــ ّر وهــي مح ّملــة‬ ‫بالبضائــع والفواكــه التــي تعــ ّد مــن أغلبهــا‪،‬‬ ‫فيتــم تنزيلهــا مــن الشــاحنة وإفراغهــا قطعــة‬ ‫قطعــة مــن قبــل الســائق الــذي يعــود لتعبئتها‬ ‫مــرة ثانيــة‪ .‬تعــد الحواجــز املحيطــة بالزبــداين‬ ‫مــن أكــر مصــادر الرعــب واالعتقــال والرسقــة‬ ‫واإلهانــة للمواطنــن كبــارا ً أو صغــارا ً‪ ،‬هــذا غــر‬ ‫الوقــوف الطويــل عــى تلــك الحواجــز بانتظــار‬ ‫التفتيــش‪ .‬وقــد أصبــح الطريــق إىل دمشــق‬ ‫يســتغرق مــن ســاعتني إىل ثــاث ســاعات‪.‬‬ ‫يُذكــر أنــه اليــوم ال توجــد حواجــز للنظــام‬ ‫األســدي داخــل مدينــة الزبــداين مطلقــاَ بــل‬ ‫تنتــر عــى تخومهــا‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير مصور‬

‫المدارس الشهيدة‬

‫أوكسجين | نيرمين‬ ‫الوطــن تناثــرت أشــاؤه أشــاء‪ ،‬ســاحاتٌ‬ ‫وقصــف طــال البيــوت واملــدارس‬ ‫للخــراب‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫والقبــاب‪.‬‬ ‫يف الزبــداين حيــث ســكنت الحيــاة ورقــدت‬ ‫املدينــة‪ ،‬ال يوجــد مدرســ ٌة واحــدة مل تطلهــا‬ ‫قذائــف النظــام‪.‬‬ ‫هــي أبنيــ ٌة كانــت تشــارك الطــاب مراحــل‬

‫حياتهــم‪ ،‬شــهدت الكثــر مــن أناشــيدهم‬ ‫وضحكاتهــم‪ ،‬وكانــت حــارض ًة أمــام شــفاه كل‬ ‫تلميــذ تعلّــم حرفــاً‪.‬‬ ‫تلــك املــدارس التــي كان لهــا أســاء مشــاهري‬ ‫العلــاء والتاريــخ ُدكّــت بالقذائــف‪ ،‬و ُد ّمــرت‬ ‫صفوفهــا وتجهيزاتهــا‪ ،‬وضــاع مــا بقــي فيهــا من‬ ‫وســائل ومعـ ّدات مــا بــن الرسقــة واإلهــال‪.‬‬ ‫باحاتهــا التــي كانــت ملعبــاً للكــرة أصبحــت‬ ‫مرسحــاً للرصــاص‪ ،‬وعــى مقاعدهــا نحــر‬

‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫كل مبــادئ التعليــم‬ ‫النظــام بهمجيتــه ّ‬ ‫واإلنســانية‪.‬‬ ‫بــن جدارنهــا ُح ّرمــت عــى الطــاب الحريــة‪،‬‬ ‫فكانــوا عنــد مغادرتهــم لهــا أشــبه بالعصافــر‬ ‫التــي رأت أبــواب القفــص مفتوحــة‪ ،‬فانطلقــوا‬ ‫ايس انقــى‬ ‫يغــ ّردون هتافــات الثورة‪.‬عــا ٌم در ٌ‬ ‫وقــد رحلــوا فيــه عــن مدارســهم‪ ،‬وبانتظــار‬ ‫عودتهــم إىل مقاعدهــم وخربشــاتهم ســتبقى‬ ‫الحيــاة مدرســتهم واإلنســانية كتابهــم‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫الفلك مع أوكسجين‬

‫سالمتك‬

‫فواصل‬

‫دخول األجسام الغريبة في الجسم‬

‫اإلسعافات األولية‪:‬‬ ‫في األنف‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجــب أن يتنفــس المصــاب مــن فمــه إلــى أن يتــم‬ ‫إزالــة الجســم الغريــب‪.‬‬ ‫‪ -2‬يجــب أال يحــاول المصــاب التنفــس مــن أنفــه حتــى‬ ‫برج العسكور‪:‬‬ ‫ال يدخــل الجســم الغريــب إلــى مــكان أعمق‪.‬‬ ‫باعتبــار أنــك ملطــوع ع الحواجــز كل النهــار ‪ -3‬يحــاول المصــاب النفــخ بلطــف إلخــراج الجســم‬ ‫يعيــد ذلــك مــرة ثانيــة‪.‬‬ ‫صــار الزم ت ّنشــق وخاصــة أنــو الــدين جــاي ع صيــف الغريــب وإذا لــم يخــرج فــا‬ ‫ً‬ ‫‪ -4‬إذا كان الجســم الغريــب ظاه ـرا حــاول اســتخراجه‬ ‫وشــوب وح ّراقــي‪..‬‬ ‫باســتخدام ملقــط أو بنــس‪.‬‬ ‫‪ -5‬إن لــم تســتطع فقــم بنقــل المصــاب إلــى‬ ‫برج الطالب السوري‪:‬‬ ‫ا لمستشــفى ‪.‬‬

‫تشــعر بضيــق شــديد وأنــت عــم تق ـ ّدم مــادة‬ ‫القوميــة يــي كلهــا متجيــد لســيادتو‪ ..‬بــس مــع في األذن‪:‬‬ ‫آلة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال تدخل الجسم الغريب بأية ً‬ ‫هيــك وال يهمــك بتضلّــك طالــب كرامــة‪...‬‬ ‫الجســم الغريــب ظاه ـرا حــاول إزالتــه‪ ،‬أمــا‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫‪-2‬‬ ‫ً‬

‫برج الحيادي‪:‬‬

‫إذا كان مطمــورا ولــم تســتطع قــم بنقــل المصــاب‬ ‫إلــى المستشــفى‪.‬‬

‫يعنــي عنجــد عــم تثبــت يــوم بعــد يــوم أنــو‬

‫في العين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫حبــك لفخامتــو جحــايش‪ ..‬وبتمــوت بالبســطار‬ ‫الجسم الغريب مطمورا أو غير مطمور‪.‬‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫ً‬ ‫العســكري‪!!..‬‬ ‫*إذا كان مطمورا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -1‬قم بتغطية العين بضمادة جافة‪.‬‬ ‫‪ -2‬امنع المصاب من لمس العين‪.‬‬ ‫برج العرب‪:‬‬ ‫‪ -3‬انقــل المصــاب إلــى أقــرب مستشــفى فــى‬ ‫اعملونــا يش برنامــج للشــعب الســوري متــل‬ ‫الحــال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫العــرب أيــدول بلــي هالنــاس بتفتــح عيونهــا *إذا لم يكن مطمورا‪:‬‬ ‫وبتشــوف‪...‬‬ ‫‪ -1‬قــم بفتــح العيــن وأزل الجســم الغريــب باســتخدام‬ ‫شــئ نظيــف‪ ،‬ويجــب أن تكــون الحركــة مــن الداخــل‬ ‫إلــى الخــارج أي مــن ناحيــة األنــف إلــى ناحيــة األذن‪.‬‬ ‫برج بشار‪:‬‬ ‫‪ -2‬قم بغسل العين فى نفس اإلتجاه‪.‬‬

‫عــد عامــن ع الثــورة بحــب ط ّمنــك أنــو األزمــة‬ ‫بخــر‪ ..‬ومــا رح يضـ ّـل ثوريــا ( ســوريا)‪!!..‬‬

‫برج النازح‪:‬‬

‫متــر مبرحلــة حرجــة مــن الفــن وكــرة القيــل‬ ‫والقــال‪ ..‬تنصحــك األبــراج انــو تعمــل إدن مــن‬ ‫طــن وإدن مــن عجــن‪..‬‬ ‫العدد (‪ )58‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\19‬‬

‫‪15‬‬


oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.