أوكسجين العدد ( 59 ) السنة الثانية - الأحد 26\05\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫مهمة خاصة من مكتب سيادته‬ ‫أطفال سوريا‪ ...‬الجيل الضائع‬ ‫أوكسجين‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬ ‫‪oxygen.zabadani@gmail.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعبة شطرنج (جيو‪ -‬سياسية) على رقعة سورية‬ ‫وجنود أضاعوا البوصلة‬ ‫هيئة التحرير‬

‫يخــرج حســن نــر اللــه يف ذكــرى‬ ‫انفصامــي‬ ‫بخطــاب مــزدوج‬ ‫التحريــر‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫منقطــع النظــر‪ ،‬فهــو ال يــزال يحــذّر‬ ‫حــرب ارسائيليــة ناحيــة الجنــوب‬ ‫مــن‬ ‫ٍ‬ ‫اللبنــاين‪ ،‬بينــا تتو ّغــل قواتــه يف الشــال‬ ‫نحــو ســوريا‪ ،‬تــارة يتو ّعــد اإلرسائيلــن‬ ‫أي تحـ ّرك‪ ،‬وأخــرى‬ ‫بجاهزيّتــه للــر ّد عــى ّ‬ ‫يعلنهــا حربــاً عــى «التكفرييــن» يف‬ ‫ســوريا‪ .‬يف القصــر جنــود لبنانيــون‬ ‫يقاتلــون جنبــاً إىل جنــب مــع الجيــش‬ ‫الســوري النظامــي‪ ،‬معتقديــن أنّهــم‬ ‫يخوضــون حربـاً ضــد تكفرييــن تقاســموا‬ ‫الخنــدق مــع أمريــكا وإرسائيــل‪ ،‬متناســن‬ ‫أ ّن هــؤالء التكفرييــن مــا هــم إال أهــل‬ ‫أرض اســتقبلت أهاليهــم وذويهــم يف‬ ‫حــرب متــوز ‪ ،2006‬مص ّممــن عــى‬ ‫تطييــف املعركــة واســتدراج املنطقــة يف‬

‫كل البعــد عــن‬ ‫اســتقطاب طائفــي بعيــد ّ‬ ‫هويــة القصــر وثورتهــا‪.‬‬ ‫يف القصــر جنــود ســوريون أحـرار دون‬ ‫قيــادة مركزيــة أو دعــم‪ ،‬يــذودون بــكل‬ ‫مــا أوتــوا مــن ســاح خجــول ومتويــل‬ ‫يســر عــن مدينتهــم‪ ،‬ضــ ّد كل قــوى‬ ‫مدربــة ومســلحة وذات دعــم ال ينضــب‪.‬‬ ‫يف القصــر جنــود نســيهم أصحــاب‬ ‫األجنــدات واللحــى‪ ،‬بــل و ص ّمــوا‬ ‫آذانهــم عــن نداءاتهــم‪ ،‬يقاتلــون حتــى‬ ‫آخــر طلقــة لديهــم‪ ،‬مؤكّديــن للعــامل‬ ‫أنّهــم أصحــاب أرض وحــق‪ ،‬ومل يخرجــوا‬ ‫مرتهنــن لحــزب أو مــروع‪ .‬ويف خض ـ ّم‬ ‫املعركــة تــرزح مدينــة بأكملهــا تحــت‬ ‫قصــف الطــران الحــريب‪ ،‬عائــات‪...‬‬ ‫أمهــات‪ ...‬و أطفــال يتســاقطون ضحايــا‬ ‫املجــزرة‪ ،‬شــهداء معركــة جلبــت إىل‬ ‫مدينتهــم بذرائــع طائفيــة‪ ،‬يتح ّملــون‬ ‫بأجســادهم أمل حقــد أضــاع البوصلــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬أنظمة غّيبت شعوبها‬ ‫‪ -4‬مهمــة خاصــة مــن مكتــب‬ ‫ســيا د ته‬ ‫‪ -5‬األقليات واألكثرية‬ ‫وشركاء التكريس‬ ‫‪ -6‬أطفال سوريا‪ ...‬الجيل الضائع‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬تدمير المعامل السورية‬ ‫وانهيار االستثمارات فيها‬ ‫‪ -10‬القصير‪ ...‬أرض تأبى الردى‬ ‫السلَِمّي ْة مدينة الفكر و الفقر‬ ‫‪َ -11‬‬ ‫‪ -12‬ال زال السوريون يقعون‬ ‫في مصائد النظام االفتراضية‬ ‫‪ -13‬أحالم ضائعة‬ ‫‪ -14‬سنرجع يوماً إلى حّينا‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫‪2‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫غيبت شعوبها‬ ‫أنظمة ّ‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬

‫إن عقــد املؤمتــر الــدويل املقــرح مــن قبــل‬ ‫أمريــكا و روســيا حــول ســوريا‪ ،‬إمنــا يعكــس‬ ‫حجــم القــوى واملصالــح املتنــازع عليهــا‬ ‫يف هــذا البلــد‪ .‬لكــن أحــدا ً مــن األطــراف‬ ‫الدوليــة واإلقليميــة لــن يكتفــي بالبحــث‬ ‫عــن تســوية ملســتقبل ســوريا وحدهــا‪ .‬إذ أن‬ ‫حجــم امللفــات التــي وجــدت لنفســها طريقـاً‬ ‫يف املســألة الســورية كبــرة جــدا ً و متشــعبة‪.‬‬ ‫وســيكون عــى املؤمتــر الــدويل املوعــود‬ ‫معالجــة مســألتي النظــام الــدويل واإلقليمــي‪،‬‬ ‫ويعيــد ترتيــب النفــوذ وموازيــن القــوى يف‬ ‫املنطقــة‪ .‬لذلــك يشــكّل التفاهــم األمــريك‬ ‫الــرويس نقطــة انطــاق‪ ،‬وليــس محطــة‬ ‫وصــول يف املــدى املنظــور‪ .‬ولطاملــا تــر ّدد‬ ‫كثــرا ً و منــذ عقــود يف مــا يخــص املســألة‬ ‫الفلســطينية‪ ،‬حيــث يف كل مـ َّرة يتعـ ّـر انعقاد‬ ‫املؤمتــر املعنــي‪ ،‬بســبب حجــم التناقضــات‬ ‫وتداخــل امللفــات والقضايــا واملصالــح‪.‬‬ ‫ومــا ال شــك فيــه‪ ،‬أن تو ّجهــاً مــن هــذا‬ ‫النــوع يلجــم تصاعــد وتــرة الثــورة الســورية‪،‬‬ ‫ألنــه يضــع ســقوفاً لطموحــات الكثــر مــن‬ ‫الفرقــاء‪ ،‬ويحــاول حــر بعــض النزاعــات‬ ‫واحتوائهــا‪ .‬لكنــه يؤكّــد عــى األقــل اســتبعاد‬ ‫انــدالع حــروب كبــرة‪ ،‬أو ات ّســاع مــرح‬ ‫العمليــات الحربيــة وامتدادهــا إىل أقاليــم‬ ‫أخــرى مثــل لبنــان‪ ،‬و هــو املعنــي األكــر‬ ‫لوجــود حــزب اللــه‪ .‬وأيضــاً العــراق التــي‬ ‫لديهــا أيضــاً ميليشــيات شــيعية تتــورط يف‬ ‫القتــال إىل جانــب النظــام‪ .‬و مــن ثـ ّم األردن‬ ‫وتركيــا التــي تواجــه موجــة عنــف مــن‬ ‫التفجــرات التــي يُتّهــم نظــام األســد وعلويــو‬ ‫اللــواء بإشــعالها‪ .‬لكــن هــذا اإلطــار الــدويل ال‬ ‫يحســم يف الســيطرة عــى النزاعــات الداخليــة‬ ‫مــع األســف‪ ،‬وال يضــع ضوابــط للعنــف الذي‬ ‫اندلــع و يندلــع حســب اختــاالت عميقــة‬ ‫تشــهدها املنطقــة‪ ،‬مــن أزمــات سياســية‬ ‫واجتامعيــة هــي خــارج تصــورات اتفاقــات‬ ‫الــدول وســلمها وتعايشــها‪ ،‬وتقاســمها للنفــوذ‪.‬‬

‫نزعــت الثــورات العربيــة الغطــاء املســتور‬ ‫وكشــفت عــن قضايــا مجتمعــات عربيــة كانــت‬ ‫عاجــزة أن تعـ ّـر عــن نفســها بصــورة واضحــة‪،‬‬ ‫و أظهــرت مشــكالت كانــت مكبوتــة و ملغــاة‬ ‫بفعــل املنظومــات السياســية املســتب ّدة القامئة‪.‬‬ ‫و مــا نشــهده اليــوم مــن صعــود ملوجــة‬ ‫اإلســام الســيايس وللعنــف الســيايس وللفكــر‬ ‫الظالمــي‪ ،‬ليــس حدثـاً عابـرا ً أو عارضـاً‪ ،‬وال هــو‬ ‫ظاهــرة مســتوردة أو وافــدة عــى املنطقــة مــن‬ ‫خارجهــا‪ .‬ألن تواجــد أزمــة اجتــاع ســيايس‬ ‫ناتجــة عــن مزيــج مــن العنــارص املتعــددة‪،‬‬ ‫منهــا فشــل التنميــة وغيــاب الدميقراطيــة‪،‬‬ ‫ومنهــا أيضــاً االنفجــار الدميغــرايف واختــال‬ ‫التوزيــع يف الــروات‪ ،‬ومنهــا الغــن والظلــم‬ ‫الالحــق بفئــات ورشائــح اجتامعيــة كبــرة‬ ‫مه ّمش ـ ًة ألســباب عرقيــة و طائفيــة‪ .‬كل ذلــك‬ ‫تقاطــع مــع إحبــاط شــديد يف مســألة الكرامــة‬ ‫الوطنيــة‪ ،‬وحقــوق املواطنــة وحريــات التعبــر‬ ‫وحقــوق االنســان‪.‬‬ ‫نحــن أرسى الحــرب البــاردة‪ ،‬ومــا زلنــا أرسى‬ ‫الرصاعــات الدوليــة‪ ،‬أمــا الجديــد فهــو وجــود‬ ‫هــذه الشــعوب العربيــة وج ّرهــا إىل امليــدان‪،‬‬ ‫وهــي تحــاول بــكل مــا لديهــا أن تتشــبّث ـ‬ ‫بعــد عقــود الحظــر والتهميــش عــن مامرســة‬ ‫السياســة ـ باألنظمــة الدميقراطيــة‪ ،‬و أن تكــون‬ ‫صانعــة للقــرار الســيايس‪ .‬و برغــم املشــهد‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫املــؤمل الــذي تبــدو فيــه فلســطني خــارج‬ ‫االهتــام العــريب‪ ،‬فــإن شــعب فلســطني يواجــه‬ ‫قطعــان االســتيطان وآلــة القهــر اإلرسائيليــة‬ ‫مبــا لديــه مــن قــوى وقــدرات‪ ،‬و قضيتــه مل‬ ‫تعــد مرهونــة بالعــرب أو باإلســاميني الذيــن‬ ‫تفرقــت كلمتهــم وباتــت تعــر فقــط عــن‬ ‫أنظمتهــا وقياداتهــا التــي اختــرت شــعوبها‪.‬‬ ‫واليــوم‪ ..‬مــن قلــب هــذه الفــوىض‪ ،‬نــرى‬ ‫الشــعوب تواجــه مشــكالتها وثقلهــا‬ ‫املــوروث‪ ،‬وتتصــدى لبنــاء قواهــا الذاتيــة‬ ‫حــول موضوعــات أكــر واقعيــة وأقــل تعلق ـاً‬ ‫باألديولوجيــات الكلّيــة‪ ،‬برغــم حضــور اإلســام‬ ‫الســيايس املتجــه نحــو الســقو ط يف تص ّديــه‬ ‫لهــذه القضايــا واملشــكالت‪ .‬وبالفعــل إن ســام‬ ‫الشــعوب واســتقرارها ليــس مجــرد انعــكاس‬ ‫تلقــايئ لتفاهــات الــدول الكــرى‪ ،‬بــل هــو‬ ‫رهــن يف األســاس بالتقــدم االجتامعــي وبإزالــة‬ ‫االختــاالت العميقــة بينهــا وبــن مســتوياته‬ ‫العامليــة‪ ،‬ويف إيجــاد صيــغ مالمئــة إلدارة‬ ‫تنــوع املجتمعــات يف هــذه املرحلــة مــن‬ ‫توتــر الهويــات الفئويــة‪ ،‬إمــا بدواعــي أشــكال‬ ‫التمييــز املتعــددة أو الثقافــة السياســية‬ ‫املتخلّفــة للحداثــة العربية‪.‬وهنــا نتســاءل‪..‬‬ ‫هــل املؤمتــر الــدويل محطــة جيــدة للحـ ّد مــن‬ ‫اتســاع الحــروب؟ أم أن عقــد مؤمتـرات وطنيــة‬ ‫قــد تجــد حلــوالً ملجتمعــات مفكّكــة!؟‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫مهمة خاصة من مكتب سيادته‬

‫أوكسجين | نيرمين عبدالرؤوف‬

‫أجمــل األمهــات التــي انتظــرت ابنهــا‪ ،‬يســاور‬ ‫قلبهــا الحــزن والقلــق‪ ،‬شــأنها شــأن كل أم ســورية‬ ‫ُحرمــت مــن أحــد أفــراد عائلتهــا ظلــاً وبــدون‬ ‫وجــه حــق‪.‬‬ ‫عائــات أولئــك املعتقلــن تتــأمل مــن الفــراق‪،‬‬ ‫تبحــث وتلتمــس جميــع الحلــول للخــروج مــن هــذا‬ ‫النفــق املظلــم‪.‬‬ ‫يف الزبــداين‪ ،‬تواصــل أحــد وجهــاء مدينــة بلــودان‬ ‫مــع النظــام مــن أجــل النظــر يف أمــر املعتقلــن‪،‬‬ ‫وبدورهــا طلبــت الســلطات مــن ذويهــم الحضــور‬ ‫ملقابلــة مديــر مكتــب الرئيــس (ســامل العــي)‬ ‫وتقديــم شــكواهم إليــه‪.‬‬ ‫قبيــل مغــادرة وفــد األهــايل ح ّملهــم الجميــع‬ ‫وصيــة تقــول‪":‬ال ّتتجــوا‪ ...‬وال تتذلّلــوا‪ ..‬بــس احكــوا‬ ‫وجعكــم"‪.‬‬ ‫يف الطريــق إىل دمشــق‪ ،‬فتحــت حواجــز الجيــش‬ ‫خطــاً عســكرياً لحافــات األهــايل وهــم يقولــون‬ ‫لهــم‪" :‬أنتــو جامعــة املصالحــة؟؟‪ ..‬ياللــه ع ّجلــوا‬ ‫وخلّصونــا‪ ...‬واللــه ملّينــا"‪.‬‬ ‫بعــد إجــراءات التفتيــش والدخــول‪ ،‬جلــس‬ ‫الحضــور يف قاعــة االجتامعــات يف قــر الروضــة‪.‬‬ ‫افتتــح الحــوار الســيد (ســامل العــي) بالتأكيــد عــى‬ ‫ـب رئيســه بشــار ملدينــة الزبــداين املحبّبــة إليــه‬ ‫حـ ّ‬ ‫أكــر مــن مســقط رأســه (القرداحــة)‪ .‬كــا أوصــاه‬ ‫شــخصياً بدعمهــا ومســاندتها وهــو الــذي يــأىس ملــا‬ ‫آلــت إليــه حالهــا اليــوم مــن الدمــار والخ ـراب‪!!..‬‬ ‫تح ـ ّدث (العــي) عــن املؤامــرة الخارجيــة‪ ،‬وعــن‬ ‫أجنــدات إرسائيــل وحمــد والحريــري يف املنطقــة‪.‬‬ ‫وقــال بــأن مطالــب الحريــة واإلصــاح هــي مطالــب‬ ‫رشعيــة ال يقــف النظــام ض ّدهــا‪ ،‬إمنــا يقــف ضــ ّد‬ ‫التخريــب واإلرهــاب‪.‬‬ ‫وأضــاف بأنــه يخــى عــى األهايل من (املســلحني)‬ ‫الذيــن ال يســتطيع النظــام حاميتهــم منهــم‪ .‬وهنــا‬ ‫قالــت ســيدة‪" :‬املســلحني يــي بدكــن ياهــن مــا‬ ‫قدرتــوا متســكوا حــدا منهــم‪ ،‬كل يــي عــم تاخدوهن‬ ‫مــا دخلهــن"‪ ،‬فأجــاب العــي بقصــة تقــول‪ ":‬كان‬ ‫هنــاك فــاح عنــده ثــوران‪ ،‬أحــد الثوريــن فـ ّر هاربـاً‬ ‫وعــاث فســادا ً يف األرض والــزرع‪ ،‬فذهــب الفــاح‬ ‫يــرب الثــور املربــوط الــذي ال ذنــب لــه‪ ،‬ولــدى‬ ‫ســؤال األهــايل عــن ســبب رضبــه للثــور (املربــوط)‬ ‫وتركــه لآلخر(الحــ ّر)‪ ،‬أجــاب بقولــه‪ :‬يك ال يفعــل‬ ‫مثلــه‪.!!..‬‬ ‫النظــام إذا ً يخــ ّوف مــن هــم خــارج املعتقــل‪،‬‬ ‫بتعذيبــه ألولئــك الذين داخــل الســجون والزنزانات‪.‬‬

‫وأ ّمــا مــن ميــوت هنــاك يقــول بــأن هــذا قــدره‬ ‫الــذي كتبــه اللــه لــه‪ ،‬وهنــا ت ِ‬ ‫ُضحــك الحارضيــن‬ ‫إحــدى العجائــز بقولهــا‪" :‬شــلون هيــك اللــه‬ ‫كاتبلهــن‪ ...‬مــو هنــي عــم يفطســوا عندكــن جــوا‬ ‫مــن قلــة الهــوا‪ ...‬ألنــو قاعديــن فــوق بعضهــم متــل‬ ‫املخلــل"‪ .‬ولــدى ســؤاله عــن املعتقلــن منــذ أكــر‬ ‫مــن خمســة شــهور‪ ،‬قــال بــأن هــؤالء محكومــون‬ ‫ميدانيـاً‪ ،‬وبــأن محاكمتهــم يتــم تأجيلهــا لصالحهــم‪،‬‬ ‫حيــث أن الحكــم ســيكون غالبـاً إمــا الســجن املؤبــد‬ ‫أو اإلعــدام‪ .‬وال أحــد يســتطيع التدخــل أوالبــت‬ ‫بأمرهــم إال ســيادته شــخصياً‪ .‬وحــن حاولــت‬ ‫إحداهــ ّن التكلــم بعقالنيــة عــن قانــون الطــوارئ‬ ‫الــذي مينــع اعتقــال أحدهــم دون مذكــرة اعتقــال‪،‬‬ ‫صــاح الحضــور بهــا وطلــب منهــا الصمــت وكأنهــا‬ ‫اقرتبــت مــن (تابــو) مقــدس ال يجــوز املســاس بــه!‪.‬‬ ‫بــدوره ح ّمــل (العــي) رســالة إىل (املســلحني)‬ ‫تضمنــت ثالثــة خيــارات‪:‬‬ ‫ مغــادرة (املســلحني) مدينــة الزبــداين وتســهيل‬‫خروجهــم إىل البلــدان املجــاورة مثــل لبنــان واألردن‪.‬‬ ‫ مصالحــة تلــك األطــراف مــع النظــام وتوقيــع‬‫أوراق بــراءة ذمــة مــن الثــورة‪ ،‬بحيــث يعــود‬ ‫الشــخص ملامرســة حياتــه ومزاولــة عملــه بشــكل‬ ‫طبيعــي‪.‬‬ ‫ الخيــار األخــر أن تنتظــر املنطقــة مصريهــا األســوء‬‫بعــد مدينــة القصــر‪ ،‬التــي قــال بــأن نخبــة الجيــش‬ ‫الســوري فيهــا وبــأن املعركــة شــبه محســومة هناك‪.‬‬ ‫وهنــا رضب (العــي) أمثلــة عــن املناطــق الثائــرة‬ ‫التــي هــدأت وعــادت إليهــا الحيــاة بعــد توقيــع‬ ‫املصالحــة الوطنيــة مــع النظــام‪ ،‬وتـ ّم إطــاق العديد‬ ‫مــن معتقليهــا حتــى املحكومــن منهــم محاكمــة‬ ‫ميدانيــة‪ .‬يقــول العــي‪" :‬نحنــا منعــرف أنــو أنتــو مــا‬ ‫عندكــن ثقــة بالدولــة‪ ،‬بــس معليــش ج ّربــوا‪ ،‬خلّــوا‬ ‫حــدا منكــم يكــون كبــش فــدا ويجــي ويســلّم‪،‬‬ ‫وإذا مــا رجــع هالشــخص لحياتــه الطبيعيــة ال بقــا‬ ‫تثقــوا فيــي وال بقــا تجــوا"‪ .‬أمــا عربــة (البــي إم يب)‬ ‫التــي كــرت األقاويــل حولهــا‪ ،‬وكادت تتحــول إىل‬ ‫فتنــة بــن أهــايل الزبــداين‪ ،‬بــن مــن يريــد تســليمها‬ ‫حقنـاً للدمــاء وبــن مــن يرفــض؛ قــال (العــي) بــأن‬ ‫النظــام ال يريدهــا وال ينــوي التفــاوض عليهــا‪" :‬هــي‬ ‫العربــة مــا بتأثّــر عــى الدولــة‪ ،‬نحنــا مــا بيلزمنــا ال‬ ‫روس ـيّة وال يب إم يب‪ ،‬وإذا بدكــن يــي عنــدو ســاح‬ ‫يحفــر ويخفيــه‪ ،‬نحنــا مــا بدنــا يــاه"‪ .‬مــن بــن‬ ‫األمهــات اشــتكت إحداهــ ّن مــن أن ابنهــا طالــب‬ ‫اختلــف مــع صديقــه يف الجامعــة‪ ،‬فــا كان مــن‬ ‫األخــر إلّ أن كتــب فيــه تقري ـرا ً يتهمــه بأفعــال ال‬ ‫عالقــة لــه بهــا‪ .‬هنــا كان الحــل أن يوقّــع عــى ورقــة‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫املصالحــة‪ ،‬وقــال (العــي) بــأن كاتبــي التقاريــر هــم‬ ‫مــن يلصقــون التهــم باألشــخاص وليــس النظــام‪:‬‬ ‫"يــي عــم يكتبــوا التقاريــر منكــم وفيكــم‪ ،‬مــن‬ ‫والد بلدكــم‪ ،‬عــم يكــون جاركــم‪ ...‬أخوكــم‪ ...‬أو‬ ‫حــدا كتــر قريــب منكــم‪ ،‬ال تلومونــا"‪ ،‬يعنــي متــل‬ ‫العــادة دود الخــل منــه وفيــه‪.!!..‬‬ ‫بقــي أن تهمــة إمــام جامــع الجــر املعتقــل‬ ‫منــذ م ـ ّدة أنــه نــادى يف املئذنــة‪" :‬أيهــا الفالحــون‬ ‫احــذروا الصقيــع هــذه الليلــة"‪ ،!!..‬حيــث اعتربهــا‬ ‫النظــام نــداء يحمــل رســالة مــا إىل الثــوار‪ !!..‬ومل‬ ‫تفلــح محــاوالت الحضــور يف إقنــاع (العــي) بــأن‬ ‫الصقيــع يف حقــول الزبــداين يكــون يف بدايــة فصــل‬ ‫را ً عــى أن الصقيــع يكــون‬ ‫الصيــف‪ ،‬وبقــي مــ ّ‬ ‫فقــط يف الشــتاء!!‪.‬‬ ‫ا ُختتــم اللقــاء بطلــب التعــاون مــن األهــايل مــن‬ ‫أجــل مســاعدتهم إلطــاق رساح املعتقلــن‪ ،‬وقــال‬ ‫(العــي) بــأن مــن حــر ســابقاً غــر معنــي بقضيــة‬ ‫املعتقلــن‪ ،‬وحدهــا عائالتهــم هــي صاحبــة العالقــة‪:‬‬ ‫"يــي حــروا مــن مــدة كانــوا (الزبــد) ونحنــا‬ ‫مــا بدنــا ياهــم‪ ،‬أنتــو اليــوم (الزبــدة) ورضوري‬ ‫تعاونكــم"‪ .‬النظــام هنــا يلعــب عــى وتــر العاطفــة‬ ‫عنــد النســاء‪ ،‬ويعلــم جيــدا ً أنهـ ّن وبحكــم خوفهـ ّن‬ ‫عــى أزواجه ـ ّن وأبنائه ـ ّن هــم أكــر عرضــة للتأثّــر‬ ‫والتأثــر مبــن حولهـ ّن‪ .‬وهــذا مــا عـ ّـرت عنــه إحــدى‬ ‫األمهــات‪" :‬يروحــوا هالثــوار يالقــوا غــر هالبلــد‪...‬‬ ‫نحنــا تعبنــا‪ ...‬بدنــا نعيــش‪ ...‬مــا بدنــا غــر والدنــا"‪.‬‬ ‫كــا ويســعى أيض ـاً إىل شـ ّـق الصــف وعــزل الثــوار‬ ‫وهــو مــا عـ ّـر عنــه (العــي) بقوله‪(":‬املســلحني) ملــا‬ ‫بيالقــوا النــاس عــم تــروح وتصالــح‪ ،‬رح يشــعروا أنــو‬ ‫ضلّــوا لوحدهــم‪ ،‬وبيصــروا شــوي شــوي يســلّموا‬ ‫حالهــم واحــد ورا التــاين"‪ .‬وهنــا ال نلــوم األمهــات‬ ‫واألهــايل املتأملــن لفــراق أوالدهــم عــى تقديــم‬ ‫شــكواهم‪ ،‬ولكــن نعتــب عــى رفعهــم أصواتهــم‬ ‫هنــاك بالدعــاء لســيادته بالبقــاء وطــول العمــر‪،‬‬ ‫زج أبناءهــم يف الســجون!!‪ .‬ونقــول‬ ‫وهــو الــذي ّ‬ ‫لهــم‪ :‬كونــوا عــى قلــب رجــل واحــد و احــذروا‬ ‫الفتنــة‪ ،‬فقــد أصبحــت األرض خصبــة لهــا اليــوم‬ ‫أكــر مــن أي وقــت مــى‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫األقليات واألكثرية وشركاء التكريس‬ ‫أوكسجين | أمل الشام‬ ‫مل يكــن مصطلحــي األقليــات واألكرثيــة‬ ‫رائجــن قبــل انــدالع الثــورة الســورية‪ ،‬إالّ بعــد‬ ‫أن بــدأ النظــام بالرتويــج لهــا‪ ،‬مــن خــال‬ ‫إدعاءاتــه بــأن الثــوار هــم مجموعــات ســلفية‬ ‫تكفرييــة تهــدد وجــود األقليــات مــن باقــي‬ ‫الطوائــف واألديــان املختلفــة‪ ،‬م ّدعيــاً بــأن‬ ‫حــام وضامــن أساســاً لوجــود هــذه‬ ‫نظامــه ٍ‬ ‫األقليــات‪ .‬رمبــا كان أوضــح رد مبــارش فطــري‬ ‫وعفــوي خرجــت بــه الجامهــر الثائــرة عــى‬ ‫مســاحة ســوريا هــو شــعار‪( :‬الشــعب الســوري‬ ‫واحــد)‪ .‬بعــد عامــن مــن الثــورة هــل بقــي‬ ‫الشــعب الســوري واحــدا ً !؟‪ .‬وإىل أي مــدى‬ ‫نجــح النظــام يف تكريــس التفرقــة واالنقســام‬ ‫وزرع الطائفيــة بــن أبنــاء الشــعب الواحــد!؟‪.‬‬ ‫وهــل لعبــت املعارضــة دورا ً يف تكريــس هــذا‬ ‫االنقســام!؟‪ .‬نجــح النظــام بعــد أشــه ٍر قليلــة‬ ‫مــن الثــورة عــن طريــق بــثّ الشــائعات‬ ‫وخلــط األوراق‪ ،‬يف نــر الخــوف بقلــوب‬ ‫مجمــل (األقليــات) مــن ســيطرة حكم إســامي‬ ‫متطـ ّرف يــؤدي إىل التضييــق عليهــم‪ ،‬وتحجيــم‬ ‫حرياتهــم الدينيــة والشــخصية ورمبــا يهــ ّدد‬ ‫وجودهــم أيضــاً‪ ،‬مــا جعلهــم ينقســمون‬ ‫إىل فئتــن‪ :‬فئــة انخرطــت إىل جانــب النظــام‬ ‫ومارســت (التشــبيح والقتــل والخطــف) عــى‬ ‫كل مــن وقــف إىل جانــب الثــورة‪ ،‬وأخــرى‬ ‫التزمــت الصمــت والحيــاد معتــرة أن حكــم‬ ‫األســد عــى ســيئاته واســتبداده‪ ،‬أرحــم مــن‬ ‫حكــم اإلســاميني املتشــددين‪ ،‬رغــم قناعتهــا‬

‫مبرشوعيــة الثــورة‪ .‬و رغــم انخــراط عــدد ال‬ ‫بــأس به مــن الناشــطني مــن مختلــف الطوائف‬ ‫يف الثــورة‪ ،‬والعمــل بجهــد منــذ أيامهــا األوىل‬ ‫محاولــن دحــض ادعــاءات النظــام‪ ،‬و منــع‬ ‫حــدوث رشخ يف املجتمــع الســوري‪ ،‬إالّ أن‬ ‫ظــل تصاعــد العنــف‬ ‫جهودهــم مل تثمــر‪ ،‬يف ّ‬ ‫الطائفــي مــن قبــل النظــام وشــبيحته‪ ،‬وعــدم‬ ‫انخ ـراط مجتمــع األقليــات بشــكل حقيقــي يف‬ ‫الثــورة‪ ،‬لتدفــع األكرثيــة املعارضــة واملؤيــدة‬ ‫للثــورة الفاتــورة الكــرى بــاألرواح واملمتلــكات‪.‬‬ ‫ورغــم أن الشــعب الســوري ثــار للمطالبــة‬ ‫بالكرامــة وبدولــة (أيــاً كان شــكلها) يســود‬ ‫فيهــا العــدل واملســاواة واحــرام القانــون‪ ،‬إال‬ ‫أننــا مل نـ َر أنفســنا يف نهايــة املطــاف إال فريســة‬ ‫املحاصصــة الطائفيــة غــر املعلنــة‪،‬‬ ‫ســهلة لفــخ‬ ‫ّ‬ ‫بتواطــؤ مــن الغــرب وإيـران وروســيا‪ ،‬وبتنفيــذ‬ ‫النظــام ومرتزقتــه ومشــاركة حــزب اللــه‪،‬‬ ‫ومبعرفــة املعارضــة الخارجيــة ونيتهــا املضمــرة‬ ‫للقبــول بأنصــاف الحلــول‪ ،‬عــى حســاب‬ ‫وحــدة ال ـراب الســوري‪ .‬نعــم أصبــح جانــب‬ ‫الـراع الطائفــي املرافــق للثــورة هــو الجانــب‬ ‫الــذي يركّــز عليــه اإلعــام الغــريب والعــريب‪،‬‬ ‫بينــا يتــم إهــال وتهميــش الجوانــب األخــرى‬ ‫ملرشوعيــة حــق الشــعب الســوري يف التخلــص‬ ‫كل يــوم‪ ،‬و يرتكــب‬ ‫مــن نظــام يذيقــه الويــات ّ‬ ‫املجــازر بحــق أبنائــه‪ .‬وتبــدو املعارضــة رشيكــة‬ ‫يف هــذه اللعبــة‪ ،‬وإالّ فبــا نفــر مباركــة‬ ‫خطــوات كتجمــع (ســوريون مســيحيون مــن‬ ‫أجــل الدميقراطيــة)‪ ،‬وأيضــاً مؤمتــر النشــطاء‬ ‫العلويــون الــذي عقــد يف القاهــرة‪ ،‬و مؤمتــر‬ ‫ميــت للســلم‬ ‫الســلم األهــي (الــذي ال‬ ‫ّ‬ ‫األهــي بصلــة) الــذي عقــد يف اســطنبول‪.‬‬ ‫هــذه التحــركات السياســية ظاهري ـاً واملبطّنــة‬ ‫بثــوب الطائفيــة‪ ،‬واملو ّجهــة بالدرجــة األوىل‬ ‫إلرضــاء الغــرب عــى حســاب (إبــادة األكرثيــة)‬ ‫بحجــة (القلــق عــى مصــر األقليــات)‪ ،‬أثــارت‬ ‫اســتياء الشــارع الســوري‪ .‬ففــي الوقــت الــذي‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫ترتكــب فيــه املجــازر و التطهــر املمنهــج‬ ‫بحـ ّـق (األكرثيــة)‪ ،‬وتنفيــذ أوامــر القتــل بأبشــع‬ ‫الطــرق الوحشــية‪ ،‬وتــرك بصــات طائفيــة‬ ‫واضحــة‪ ،‬يطفــو عــى الســطح مصطلــح‬ ‫(حاميــة األقليــات) برعايــة غربيــة ومبباركــة‬ ‫املعارضــة‪ ،‬ليزيــد الــرخ ويكــ ّرس الطائفيــة‬ ‫واالنقســام داخــل الشــارع الســوري‪ ،‬الــذي مــا‬ ‫زال ميتلــك مــن الوعــي أكــر بكثــر مــا متتلكــه‬ ‫املعارضــة‪ .‬ولعــل تســمية إحــدى الجمــع‬ ‫(جمعــة حاميــة األكرثيــة) دليــل واضــح عــى‬ ‫وعــي الشــارع الســوري وقــوى الثــورة لهــذه‬ ‫اللعبــة الدوليــة القــذرة وخطّــاب املعارضــة‪،‬‬ ‫بــكل مــا تحملــه التســمية مــن ســخرية‬ ‫ســوداء مــن الواقــع الــذي أوصلنــا إليــه العــامل‬ ‫بتخاذلــه‪ ،‬واملعارضــة مبحاباتهــا‪ .‬يُعــاب عــى‬ ‫املشــاركني يف هــذه التحــركات والتشــكيالت‬ ‫السياســية أن أغلبهــم مــن خلفيــات يســارية‪،‬‬ ‫وينــادون مببــدأ املواطنــة‪ ،‬فكيــف تحــ ّول‬ ‫هــؤالء ممثلــن لطوائــف معينــة؟‪ ،‬بشــكل‬ ‫مبــارش أو غــر مبــارش‪ ،‬معلــن أو غــر معلــن‪ .‬و‬ ‫هــل تعتــر خطــوات املعارضــة اآلنفــة الذكــر‪،‬‬ ‫خطــوات محمــودة باتجــاه توحيــد الشــعب‬ ‫الســوري مبكوناتــه املختلفــة؟ أم هــي خطــوات‬ ‫صغــرة مدروســة باتجــاه نظــام محاصصــة‬ ‫طائفيــة قائــم عــى رعايــة دوليــة لــكل طائفــة‬ ‫مــن الطوائــف؟‪ .‬أســئلة مرشوعــة برســم‬ ‫املعارضــة‪ ،‬يحــق لــكل ســوري توجيههــا‪ .‬إىل‬ ‫املعارضــة بــكل تشــكيالتها‪ ..‬إن كانــت نواياكــم‬ ‫صادقــة بتوحيــد نســيج الشــعب الســوري‪،‬‬ ‫فلــم ال تو ّجهــون رســائلكم إىل الداخــل‪ ،‬عوضـاً‬ ‫عــن عقــد املؤمتــرات والرتويــج اإلعالمــي‪،‬‬ ‫واســتجداء رىض الغــرب‪ ،‬وتقديــم فــروض‬ ‫الــوالء والطاعــة‪!..‬؟‪ .‬أم أن هنــاك نوايــا خفيــة‬ ‫مضمــرة للتقســيم‪ ،‬وال ضــر يف ذلــك بالنســبة‬ ‫لكــم‪ ..‬فيــا لــو نالكــم مــن الرتكــة نصيــب‪.!!..‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫أطفال سوريا‪ ...‬الجيل الضائع‬ ‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫أطفـ ٌ‬ ‫ـم‪ ...‬ولكــن ليســوا كباقــي أطفــال‬ ‫ـال هـ ْ‬ ‫العــامل‪ .‬ذاقــوا الظلــم مــن حكــم آل األســد‪.‬‬ ‫منــذ أن بــدأ بتطويعهــم ‪-‬قــراً‪ -‬يف منظمــة‬ ‫طالئــع البعــث‪ ،‬ظنـاً منــه تحضــر جيــل بعثــي‬ ‫يتنــازل عــن كافــة حقوقــه‪ ،‬يــرىض بواقــ ٍع ال‬ ‫ـت للحيــاة بصلــة‪ .‬معاناتهــم تفاقمــت بعــد‬ ‫ميـ ّ‬ ‫الثــورة يف ظـ ّـل القصــف والدمــار والخـراب يف‬ ‫البــاد‪ .‬بــدأت التغريبــة بالترشيــد مــن الديــار‬ ‫والهــرب مــن مــوت محــدق إىل مــوت آخــر‪،‬‬ ‫لينتهــي بهــم املطــاف نازحــن يف مــدارس‪،‬‬ ‫ومخيــات و مــدن نائيــة وغريبــة‪ .‬حيــث‬ ‫اللجــوء إىل دول الجــوار‪ ،‬والبحــث عــن أمــلٍ‬ ‫بحيــاة افتقدوهــا يف وطنهــم‪.‬‬ ‫أطفال في مخيمات الموت‪:‬‬ ‫ال يقتــر الواقــع املــؤمل عــى األطفــال‬ ‫املوجوديــن يف الداخــل الســوري‪ ،‬بــل يطــال‬ ‫أيضــاً األطفــال الالجئــن يف دول الجــوار‬ ‫كاألردن والعــراق ولبنــان وتركيــا‪ .‬ذكــرت‬ ‫إحصائيــة ملنظمــة رعايــة الطفولــة واألمومــة‬ ‫(اليونيســف)‪" :‬أن أكــر مــن ‪ %50‬مــن تعــداد‬ ‫الســوريني الالجئــن هــم مــن األطفــال"‪.‬‬ ‫ولكــن يف ظــروف أبعــد مــا تكــون عــن‬ ‫الحيــاة‪ ،‬كــا أفــاد ناشــطون يف تقاريرهــم‬ ‫مــن املخيــات الرتكيــة واألردنيــة‪ ،‬مثــل‬ ‫مخيــم الزعــري وغــره‪ ،‬حيــث املعانــاة‬ ‫ظــل غيــاب أبســط مســتلزمات‬ ‫تتفاقــم يف ّ‬ ‫صحــي وميــاه صالحــة‬ ‫العيــش‪ ،‬مــن طعــام‬ ‫ّ‬ ‫للــرب وأســاليب النظافــة‪ .‬ولعــل تلــك‬ ‫األخــرة أودت بحيــاة العـرات مــن األطفــال‬ ‫ملــا جلبتــه مــن أمـراض كاللشــانيا‪ ،‬والتهــاب‬ ‫األمعــاء‪ ،‬واإلســهال املزمــن لــدى الكثــر‬ ‫مــن الرضــع‪ .‬وذكــرت اليونســف أيضــا أن‬ ‫‪%10‬مــن األطفــال الالجئــن فقــط التحقــوا‬ ‫باملــدارس لعــام ‪ 2013‬يف املخيــات األردنيــة‬ ‫والرتكيــة واللبنانيــة‪ .‬فلــم تكــن حيــاة املخيــم‬ ‫أرحــم مــن العيــش تحــت رصــاص القتــل‬ ‫يف ســوريا‪ ،‬ويصبــح املــوت أســهل بالنســبة‬ ‫لهــم مقارنــة بخســارة الدراســة‪ .‬فالتعليــم‬

‫بالنســبة للنازحــن كان معدوم ـاً بعــد تدمــر‬ ‫أكــر مــن ‪ 2900‬مدرســة‪ ،‬و اســتخدام ‪2500‬‬ ‫رضريــن مــن الــراع يف‬ ‫أخــرى إليــواء املت ّ‬ ‫البــاد كــا أفــادت اليونيســف‪ .‬وذكــر مديــر‬ ‫ورئيــس مجلــس إدارة جمعيــة رسدة الخرييــة‬ ‫األســتاذ (دلــر)‪ :‬أن الحالــة النفســية لألطفــال‬ ‫عنــد وصولهــم للروضــة ســيئة جــدا ً‪ ،‬وأن‬ ‫بعضهــم يعــاين مــن العنــف تجــاه أصدقائــه‪،‬‬ ‫إنهــم منعزلــون ويجهشــون بالبــكاء‪ .‬أمــا الرا‬ ‫فهــي طفلــة يف العــارشة مــن العمــر‪ ،‬نازحــة‬ ‫مــن الزبــداين إىل بلــودان‪ ،‬قالــت والدمــوع‬ ‫تلمــع يف عينيهــا‪" :‬إن هــذا العــام هــو األســوأ‬ ‫ي ‪،‬فمنــذ خروجنــا مــن مدينتنــا وأنــا‬ ‫عــ ّ‬ ‫أشــعر بالحــزن واليــأس‪ ،‬أصــوات الرصــاص‬ ‫والقذائــف متنعنــا مــن الراحــة والنــوم‪ ،‬و‬ ‫املداهــات واالعتقــاالت تالحقنــا مــع كل‬ ‫الظــروف‪.‬‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫االعتقال والموت يالحقان‬ ‫الطفولة السورية‪:‬‬ ‫للطفولــة مــكان بــل أمكنــة يف أقبيــة وســجون‬ ‫األســد‪ ،‬إذ مل تشــفع لهــم أيديهــم الصغــرة وال‬ ‫كتبهــم أو دفاترهــم عنــد العصابــة األســدية‪.‬‬ ‫يوجــد أكــر مــن ‪ 970‬طفــل معتقــل‪ ،‬و ‪35‬‬ ‫طفلــة ( تـراوح أعامرهــم ما بــن ‪ 13‬و ‪ 17‬عاماً‬ ‫) حســب مركــز توثيــق االنتهــاكات الســوري‬ ‫(‪ .)VDC‬أمــا عــن املــوت فحــ ّدث والحــرج‪،‬‬ ‫بــدأت الثــورة مبقتــل حمــزة عــي الخطيــب‪،‬‬ ‫وثامــر الرشعــي يف درعــا‪ ،‬بعــد تلفيــق تهمــة‬ ‫دنيئــة باالعتــداء عــى نســاء الضبــاط وهــم‬ ‫دون الثالثــة عــر مــن العمــر‪ .‬ويف آخــر‬ ‫إحصائيــة عــن تعــداد األطفــال الشــهداء‬ ‫حســب املركــز الســابق‪ ،‬فهنــاك ‪ 5874‬شــهيدا ً و‬ ‫‪ 2005‬شــهيدة‪ ،‬أعامرهــم دون ‪ 18‬عامـاً‪ ،‬بينهــم‬ ‫‪ 416‬طفــل مجهــول الهويــة‪ ،‬لعــدم القــدرة‬

‫‪6‬‬


‫تحقيق‬

‫عــى التع ـ ّرف عليهــم‪ ،‬إمــا بســبب حــروق و‬ ‫تغيــر يف معــامل الجثــث‪ ،‬أو فقــدان مــن ميكنــه‬ ‫التع ـ ّرف عليهــم‪ .‬بلــغ متوســط عددهــم ‪241‬‬ ‫شــهيدا ً يف الشــهر الواحــد‪ .‬يصــل هــذا العــدد‬ ‫إىل ذروتــه يف شــهر آذار ‪ 2013‬ويتجــاوز أكــر‬ ‫مــن ‪ 583‬طف ـاً شــهيدا ً قضــوا بطــرق متنوعــة‬ ‫وبيــد جــاد واحــد يأمتــر بأوامــر األســد‪ .‬حصــد‬ ‫القصــف ‪ %48‬منهــم‪ ،‬و قــى ‪ %22‬قنصـاً‪ ،‬و‪%6‬‬ ‫بإعدامــات ميدانيــة‪ .‬و وثّــق املركــز ‪ 42‬حالــة‬ ‫قضــت تحــت التعذيــب‪ ،‬و‪ 69‬آخــرون قتلــوا‬ ‫بصواريــخ الســكود جلّهــم يف حلــب‪.‬‬ ‫تجنيد األطفال في ساحات المعارك‪:‬‬ ‫ومل تتمكــن اإلنســانية مــن النــأي بأطفــال‬ ‫ســوريا وإبعادهــم حتــى عــن ســاحات القتــال‪،‬‬ ‫وآثــرت ز ّجهــم يف أتــون حــرب رضوس عنوانهــا‬ ‫األبــرز هــو القتــل ملجــرد القتــل‪ .‬فــرز انخـراط‬ ‫األطفــال يف العمــل املســلح‪ ،‬بــدءا ً بنقــل‬ ‫الذخــرة واملــؤن عــر الحواجــز‪ ،‬إىل نقــل‬ ‫الطعــام إىل الثــوار‪ ،‬و الــذي يعــ ّده النظــام‬ ‫الســوري جــرم خطــر يعاقــب فاعلــه بإعــدام‬ ‫ميــداين‪ ،‬أو املــوت يف أفبيتــه املوحشــة‪ .‬منهــم‬ ‫مــن تطــ ّوع وهــم دون ‪ 18‬للعمــل كحــراس‪،‬‬ ‫يراقبــون قــوات األمــن وتحــركات آلياتــه‪،‬‬ ‫ويلقــي بنداءاتــه عــى جهــاز الالســليك‪ ،‬وبذلــك‬ ‫يكــون قــد ســاهم يف حاميــة أهلــه ومدينتــه‬ ‫عــى حــد قولــه‪ .‬و منهــم مــن حمــل الســاح‬ ‫وتلقــى التدريبــات عــى اســتخدامه عــى يــد‬ ‫قــادة بعــض الكتائــب‪ ،‬بعــد أن فقــدوا ذويهــم‬ ‫أمــام أعينهــم أو ســلبت حقوقهــم‪ ،‬مــا ك ـ ّون‬ ‫لديهــم ردة فعــل قويــة ليكونــوا رشكاء بالحــرب‬ ‫كــا أراد األســد‪ .‬فيــا رفــض قــادة آخــرون‬ ‫تواجدهــم يف ســاحات املعــارك كــا قــال‬ ‫القائــد امليــداين يف الزبــداين أبــو عبــد اللــه عــن‬ ‫رفضــه لألطفــال دون الثامنــة عــر مــن حمــل‬ ‫الســاح‪.‬‬

‫انتهاكات موثقة‪:‬‬ ‫بحــق األطفــال وفقــاً‬ ‫وتتنــوع االنتهــاكات‬ ‫ّ‬ ‫لتقاريــر رصدتهــا منظمــة (أنقــذوا األطفــال)‪،‬‬ ‫حيــث أشــارت إىل تقديــرات بتعــ ّرض أكــر‬ ‫مــن ‪ 400‬فتــاة لالغتصــاب‪ ،‬وبشــكل واســع و‬ ‫ممنهــج‪ ،‬كــا وث ّــق اســتخدام قــوات النظــام‬ ‫عــد ًدا كبــ ًرا مــن األطفــال درو ًعــا برشيــة‬ ‫خــال عمليــات االقتحــام‪ ،‬يف رصاع دفعــت فيــه‬ ‫الطفولــة الثمــن األكــر‪ .‬و باملقابــل مل تس ـ ّجل‬ ‫أيــة انتهــاكات مامثلــة مــن قبــل الجيــش الحــر‪.‬‬ ‫وتض ّمــن التقريــر "شــهادات صادمــة ألطفــال‬ ‫ســوريني تعرضــوا لهجــات وحشــية ورأوا‬ ‫ذويهــم وأشــقاءهم وأطفــاالً آخريــن ميوتــون"‪،‬‬ ‫كــا شــمل التقريــر روايــات ألطفــال شــهدوا‬ ‫عمليــات تعذيــب بــل وحتــى تع ّرضــوا لهــا‪.‬‬ ‫ـوري يبلــغ مــن العمــر ‪ 15‬عامـاً يقول‪:‬‬ ‫ـي سـ ٌ‬ ‫صبـ ٌ‬ ‫"تع ّرضــت لتعذيــب يف مدرســتي القدميــة التــي‬ ‫تح ّولــت إىل مركــز اعتقــال‪ .‬أمضيــت فيهــا ‪10‬‬ ‫أيــام محرومــاً مــن الطعــام‪ .‬وأظهــر الفتــى‬ ‫آثــارا ً للحــروق يف جســده قائـاً‪ :‬إنهــم أطفــؤوا‬ ‫الســجائر يف جســدي‪ .‬وقــال صبــي آخــر‪ ،‬إنــه‬ ‫شــاهد طف ـاً يف الـــسادسة مــن عمــره ميــوت‬ ‫مــن جــراء تعذيبــه وحرمانــه مــن الطعــام‪.‬‬ ‫وقالــت املتحدثــة باســم املنظمــة الدوليــة‬ ‫كيــت كارتــر‪ :‬مــا ســمعته مــن هــؤالء األطفــال‬ ‫أمــر مرعــب‪ ،‬لقــد ســمعت روايــات عــن‬ ‫أطفــال يف ســن الـــعارشة تع ّرضــوا للتعذيــب‪.‬‬ ‫أطفــال آخــرون يف الـــثامنة كانــوا ينقلــون‬ ‫الجثــث مــن تحــت األنقــاض بأيديهــم العاريــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫أرواحهم وأحالمهم‬ ‫من يحرس‬ ‫ُ‬ ‫قبل أن تغتال؟‬ ‫يبــدو أنــه ال أحــد عــى اإلطــاق يكــرث‬ ‫ملعانــاة أطفــال ســوريا يف ظـ ّـل رصاع بــدأ منــذ‬ ‫عامــن ونيــف‪ .‬وال نعــرف إىل أيــن يتجــه‪..‬‬ ‫ومــا هــي نهايتــه؟ وال أحــد يكــرث لحالتهــم‬ ‫النفســية‪ ،‬جـ ّراء مشــاهد القتــل والدمــار‪ .‬ومــن‬ ‫مــوت إىل آخــر يالحــق هــذه األرس الســورية‬ ‫حيــث الـراع النفــي يفتــك باألطفــال ويــزرع‬ ‫يف نفوســهم الكراهيــة والحقــد‪ .‬أطفــال مل‬ ‫تشــهد مــن الحيــاة يشء‪ ،‬تحولــت أناملهــم‬ ‫مــن أقــام التلويــن عــى دفاتــر املدرســة‪ ،‬إىل‬ ‫زنــاد الســاح لقتــل عــد ّو أبــدع يف طــرق قتــل‬ ‫ذويهــم‪ ،‬وإخوانهــم‪ ،‬وأصدقائهــم‪ ،‬وجريانهــم‪.‬‬ ‫ليــس الســؤال مــن ارتكــب ذلــك بحقهــم ؟‪.‬‬ ‫أو مــن املســؤول عــن تهجــر وتدمــر أحــام‬ ‫طفولتهــم؟‪ .‬وإمنــا مــن الــذي ســيحمي مــا‬ ‫تبقــى مــن أرواحهــم؟‪ .‬وملــاذا اختفــت األلعــاب‬ ‫مــن بــن أيديهــم وبقيــت لعبــة الحــرب؟‪.‬‬ ‫دوامــة تعبــث بأرواحهــم يف غضــون صمــت‬ ‫إنســاين مريــع‪ ،‬عــريب و دويل فاضــح‪ .‬و مــن‬ ‫ســيداوي ذاكــرة مــن بقــي منهــم؟‪ .‬هــذا هــو‬ ‫الســؤال األهــم الــذي مل توجــد لــه إجابــة حتــى‬ ‫اآلن‪ ،‬يف ظـ ّـل اســتمرار األزمــة الســورية التــي‬ ‫حصــدت األخــر والجــاف‪ ،‬و د ّمــرت النفــوس‬ ‫و اغتالــت الحيــاة مبــا تبقــى لديهــا مــن آمــال‬ ‫وأفـراح‪ .‬أســئلة يجــب أن تطــرح بصــوت عــا ٍل‪،‬‬ ‫وتســاؤالت عصيّــة عــى املنظريــن بالتأكيــد‪،‬‬ ‫صــدى لهــا لــدى بعــض‬ ‫لكنهــا قــد تجــد‬ ‫ً‬ ‫املســؤولني يف املنظــات اإلنســانية ممــن ال‬ ‫زالــوا يســمعون و لديهــم بقايــا مــن ضمــر‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫ديليت زبداني‬

‫اليــوم بــدي أعمــل ديليــت لتقديس األشــخاص‪،‬‬ ‫مــن فــرة وأنــا بتابــع صفحــات التواصــل‬ ‫االجتامعــي لرمــوز الثــورة‪ ،‬متــل معــاذ الخطيــب‬ ‫و كــال اللبــواين وغريهــم‪ ،‬قبــل كان أي منشــور‬ ‫ينــزل لحــدا مــن هالشــخصيات تالقــي مئــات‬ ‫اإلعجابــات والتعليقــات مــع كتــر مــن املــدح‬ ‫والتصفيــق‪..‬‬ ‫بــس هاأليــام الحظــت أنــو يف تغيــر باملوضــوع‪،‬‬ ‫يعنــي ماعــاد يف هاإلقبــال الواســع متــل قبــل‪،‬‬ ‫ميكــن مشــكلة الشــعب أنــو عاطفــي ومانــو‬ ‫كتيــر عقــاين‪ ،‬يعنــي كــم كلمــة رنانــة أو يش‬ ‫خطــاب بــ ّراق مــن أحــد الشــخصيات مبــارشة‬ ‫بتأثّــر بالشــعب‪ ...‬وبيعتــره املواطــن الشــخصية‬ ‫املثاليــة‪ ...‬و ممكــن يوصــل فيــه األمــر لحــ ّد‬ ‫القدســية يــي ممنــوع حــدا يقــرب منهــا‪ ...‬أو‬ ‫ينتقدهــا!!‬ ‫وبعــد مــدة‪ ...‬بيتغــر هاملوقــف كلّــو‪...‬‬ ‫وممكــن يقلــب لهجــوم رشس مبجــرد مــا ترتاجــع‬ ‫شــعبية هالشــخصية‪ ...‬أو تنكشــف عنــه بعــض‬ ‫الحقائــق املخفيــة‪ ...‬مشــان هيــك خلّونــا نكــون‬ ‫واقعيــن وعقالنيــن مبوقفنــا مــن كل شــخصية‪...‬‬ ‫يعنــي ياريــت نحتفــظ مبســافة محــددة مــن كل‬ ‫معــارض‪ ...‬ألنــو أكــر اإلحبــاط بيجــي ملــا منعطي‬ ‫الشــخصيات أكــر مــن حجمهــم‪ ،‬ومرنفــع ســقف‬ ‫ـب‬ ‫توقعاتنــا وآمالنــا فيهم‪...‬ونتذكــر مقولــة‪" :‬أحبـ ْ‬ ‫حبيبــك هونــاً فقــد يكــون بغيضــك يومــاً‪...‬‬ ‫ـض عــدوك هون ـاً فعــى أن يكــون حبيبــك‬ ‫وأبغـ ْ‬ ‫يومـاً"‪ ...‬و خـ ّـي عندكــم نظــرة واقعيــة متوازنــة‪...‬‬ ‫واعملــوا للمبالغــة ديليــت‪!!..‬‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫‪FM‬‬

‫* الشــعب الســوري مينــح حســن نــر‬ ‫اللــه لقــب د ّجــال املقاومــة بعــد أن منحــه‬ ‫ســابقاً لقــب ســيد املقاومــة‪ ...‬مــن املجــد إىل‬ ‫العــار‪ ...‬والشــعب الســوري هــو مانــح اللقب‬ ‫وصاحــب القــرار‪...‬‬ ‫* قــام الجيــش العــريب الســوري الباســل جــدا ً‬ ‫جــدا ً بتدمــر عربــة يف الجــوالن ( مل تتحقــق‬ ‫مراســلتنا فيــا إذا كانــت عربــة خضــار أو‬ ‫عربــة أطفــال ) بعمليــة بطوليــة منقطعــة‬ ‫النظــر‪ ،‬هــذا وقــد وعــد الشــعب الســوري‬ ‫بأنــه ســيح ّرر القــدس وســتكون صــاة العرص‬ ‫يف األقــى يف األيــام القليلــة القادمــة‪...‬‬ ‫يعنــي مــن هــون مليــة ســنة بــإذن اللــه‪...‬‬ ‫تكبيييييــر‪!!..‬‬ ‫* مــع ارتفــاع األســعار مبــا فيهــا مــواد‬ ‫التنظيــف ومبــا أنــو أرخــص نــوع معجــون‬ ‫أســنان صايــر بـــ ‪ 250‬لــرة وأســوء نــوع‬ ‫شــامبو يــي بيشــبه ســائل الجــي كــان‬ ‫بـــ ‪ 200‬واللــه مــو بــس لنســ ّوس‪ ..‬ونق ّمــل‬ ‫كــان‪!! ..‬‬ ‫* رئيــس الــوزراء الــريك رجــب طيــب‬ ‫أردوغــان يرفــع دعــوى قضائيــة ضــد كــال‬ ‫أوغلــو عــى خلفيــة ترصيحــات قــال فيهــا أن‬ ‫الفــرق بــن األســد وأردوغــان يف ظلّهــا فقــط‬ ‫( ميكــن قصــدو بشــار ظلّــه ممشــوق أكــر‬ ‫مــن أردوغــان)‪ ...‬متّهــاً االثنــن بانتهــاج‬ ‫حكــم قمعــي‪ ...‬يعنــي واللــه مــا عــم أفهــم‬ ‫ليــش زعــل أردوغــان‪ ...‬هــأ إذا بشــار عــم‬ ‫يــرب شــعبو بالدبابــات والهــاون ألنــو بــدو‬ ‫حريــة هيــك بيكــون عــم يقمعــه؟؟!‪ ...‬ع‬ ‫ســامتو أبــو البيــش‪ ...‬مــا يف منــوووو!!‬

‫*وليــد املعلــم ســيمثّل الدولــة الســورية يف‬ ‫مؤمتــر جنيــف‪ ...‬خيييــي‪ ...‬الحمــد للــه‪...‬‬ ‫وزيرنــا ســمني ومعجعــج ومعبــي مركــزه‪...‬‬ ‫يعنــي خــرج ميثّــل‪!!..‬‬ ‫* يف باكســتان الحكومــة تطلــب مــن موظفيها‬ ‫االمتنــاع عــن ارتــداء الجــوارب يف األجهــزة‬ ‫الحكوميــة بعــد أن قــررت وقــف تشــغيل‬ ‫أجهــزة التكييــف رغــم االرتفــاع الشــديد يف‬ ‫درجــة الحــرارة بســبب أزمــة الكهربــاء‪...‬‬ ‫معناهــا وباملقارنــة مــع أزمــة الكهربــاء يف‬ ‫ســوريا الزم املواطــن الســوري مــو بــس مــا‬ ‫يلبــس جرابــات الزم يــروح حــايف ع الشــغل‪...‬‬ ‫إي شــو يعنــي‪ ...‬هيــك أنشــط ‪):‬‬ ‫*أكّــدت القيــادة العامــة للجيــش والقــوات‬ ‫املســلحة يف بيانهــا األخــر تــورط الكيــان‬ ‫الصهيــوين مبــا يجــري مــن أحــداث يف ســوريا‪،‬‬ ‫وجــاء يف البيــان أيض ـاً أن القيــادة العامــة إذ‬ ‫تضــع أبنــاء شــعبنا األيب ( يــي هــو نحنــا )‬ ‫يف صــورة مــا جــرى مــن اعتــداء ســافر تؤكّــد‬ ‫عــى أنــه ســيتم الــرد عــى أي اخــراق‪...‬‬ ‫يعنــي مــا بقــا يحتفظــوا بحــق الــرد‪...‬‬ ‫تصفيــق‪!!..‬‬ ‫* آخــر خــر هــو برصاحــة خــر مفــرك وكاذب‬ ‫بــس فيــو حنــن لأليــام األوىل مــن الثــورة‪:‬‬ ‫" انشــقاق شــخصية هامــة و ّعــدة ضبــاط يف‬ ‫األيــام القليلــة القادمــة"‪ ...‬ومــا يـزال الشــعب‬ ‫الســوري بانتظــار انشــقاق تلــك الشــخصية‬ ‫الهامــة يــا عرعــور‪!!...‬‬ ‫مراسلة الزبداني@‬

‫‪8‬‬


‫إقتصاد‬

‫تدمير المعامل السورية وانهيار االستثمارات فيها‬ ‫أوكسجين | عروبة‬

‫مل يتوقــف دمــار ســوريا منــذ عامــن حتــى‬ ‫اليوم‪،‬طــال البنيــة التحتيــة والقطاعــات وكافــة‬ ‫مجــاالت الحيــاة الســورية‪ ،‬وتركّــز تدمــر‬ ‫األســد عــى املــدن الرئيســية كحمــص وحلــب‪،‬‬ ‫وخاصــة املصانــع‬ ‫حيــث املصانــع واملعامــل‬ ‫ّ‬ ‫الدوائيــة يف املنطقــة الصناعيــة يف حمــص‪،‬‬ ‫والتــي أدى قصفهــا إىل نقــص حــا ّد لكثــر مــن‬ ‫ـح املعلومــات‬ ‫األدويــة أو فقدانهــا ‪ .‬ويف ظـ ّـل شـ ّ‬ ‫والبيانــات اإلحصائيــة املتعلقــة بحجــم وأزمات‬ ‫االقتصــاد الســوري‪ ،‬ومــا أصــاب املعامــل‬ ‫واملصانــع الســورية يف حلــب ودمشــق وإدلــب‬ ‫وحمــص‪ ،‬مــن نهــب وتدمــر ورسقــة‪ ،‬كرشكــة‬ ‫نســتله يف خــان الشــيخ ومطبعــة الطرابيــي‪،‬‬ ‫وحرائــق معامــل آل العلبــي وغريها‪،‬فــإ ّن‬ ‫مصــادر إعالميــة مقربــة مــن النظــام أشــارت‬ ‫إىل أن عــدد املعامــل التــي أصابهــا الخــراب‬ ‫تجــاوز ‪ /1500/‬منشــأة صناعيــة‪ ،‬إال أن رقــم‬ ‫الخســائر يتجــاوز ‪ 300‬مليــار لــرة ســورية‪.‬‬ ‫وعــدد العــال يف القطــاع الخــاص يف حلــب و‬ ‫الــذي بيلــغ ‪ 500‬ألــف عامــل‪ ،‬فقـ َد معظمهــم‬ ‫عملــه‪ .‬وإذا أُضيــف لهــم عــدد املعامــل يف‬ ‫ريــف دمشــق وعاملتهــا؛ فــإن مــؤرشات حــرق‬ ‫النظــام للمعامــل الســورية تبــدو واضحــة‪،‬‬ ‫مــن خــال اإلشــارة إىل عــدم قــدرة املعارضــة‬ ‫وكتائــب الجيــش الحــر عــى فعــل كل ذلــك‪،‬‬ ‫خصوصــاً وأن وجهــة النظــام اليوميــة هــي‬ ‫الكتائــب واأللويــة وتحريرهــا‪ ،‬فيقــود املعــارك‬ ‫إىل داخــل املــدن فتهــدف نريانــه لحــرق املزيــد‬ ‫برشيــاً واقتصاديــاً‪ .‬يكشــف تقريــر خــاص‬ ‫تنــاول خســائر االقتصــاد الســوري جـ ّراء األزمــة‬ ‫وأصــدره املركــز الســوري لبحــوث السياســات‪،‬‬ ‫أن التقديــرات تشــر إىل أنــه يف نهايــة العــام‬ ‫‪ 2012‬يكــون معــدل البطالــة ارتفــع مــن‬ ‫‪ %14.9‬إىل ‪ ،%34.9‬وهــو مــا يعنــي تأثّــر الحالــة‬ ‫املعيشــية لنحــو ‪ 6‬ماليــن مواطــن ســوري‪ .‬كل‬ ‫حــل باملعامــل انعكــس‬ ‫هــذا الخــراب الــذي ّ‬ ‫ســلباً عــى أســعار الســلع واملــواد املنتجــة‪،‬‬ ‫فتضاعــف ســعر املــواد ثــاث مــرات‪ ،‬كاألرز‬ ‫والســكر والزيــت النبــايت وزيــت الزيتــون‪.‬‬

‫باإلضافــة إىل نقــص حــاد باملــواد يف األســواق‬ ‫العامــة‪ .‬ويف حــال توف ّرهــا تبقــى لســاعات‬ ‫طويلــة عــى الحواجــز بــن تفتيــش ومتحيــص‪،‬‬ ‫أو تبقــى عالقــة تحــت القصــف يف املنطقــة‬ ‫املص ِّنعــة مــا يعيــق عمليــة نقلهــا وتوزيعهــا‪.‬‬ ‫كــا أن تدمــر املحاصيــل الزراعيــة وانهيــار‬ ‫أكــر مــن ‪ %60‬مــن القطــاع الزراعــي أدى‬ ‫لرتاجــع كميــات املــواد األساســية األوليــة‬ ‫للصناعــة‪.‬‬

‫اســتثامرات هربــت مــن القصف‪:‬عــى أن‬ ‫إعــام النظــام وشــبيحته يف املجــال االقتصــادي‪،‬‬ ‫أصابهــم العمــى يف قــراءة أرقــام هجــرة‬ ‫األمــوال الســورية والكفــاءات الصناعيــة وأبنــاء‬ ‫الوطــن إىل دول الجــوار‪ ،‬جـ ّراء يوميــات القتــل‬ ‫املمنهــج ألطفــال وشــباب ومــدن ســورية‪ ،‬إذ‬ ‫تشــر ترصيحــات أحمــد ديــاب مديــر هيئــة‬ ‫االســتثامر الســورية إىل أن حجــم االســتثامر‬ ‫الســوري يف الخــارج يــراوح مــا بــن ‪70‬‬ ‫إىل ‪ 100‬مليــار دوالر‪ .‬ويقــ ّدر عــدد رجــال‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫األعــال الســوريني الذيــن وصلــوا مــر‬ ‫منــذ قيــام الثــورة الســورية بنحــو ‪ %30‬مــن‬ ‫أعــداد املســتثمرين الذيــن ف ـ ّروا مــن ســوريا‪،‬‬ ‫والبالــغ عددهــم حــوايل ‪ 50‬ألــف مســتثمر‪.‬‬ ‫أقــام هــؤالء مرشوعــات ىف مــر عــى رأســها‬ ‫املطاعــم واملقاهــى وورش الخياطــة‪ .‬هــذا‬ ‫وتقــ ّدر االســتثامرات الســورية داخــل مــر‬ ‫بــن ‪ 500-400‬مليــون دوالر‪ ،‬ىف حــن يق ّدرهــا‬ ‫خاصــة وأن الســوريني‬ ‫آخــرون بأكــر مــن ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫باتــوا يتعاملــون بغ ـزارة مــع البنــوك املرصيــة‬ ‫مــن حيــث اإليداعــات وفتــح الحســابات‪ .‬مــن‬ ‫جهتــه أعلــن البنــك املركــزي األردين بنهايــة‬ ‫العــام املــايض عــن إجـراءات لتســهيل إيداعات‬ ‫الســوريني‪ ،‬إذ بلغــت قيمــة االســتثامرات‬ ‫الســورية يف األردن خــال الشــهرين األخرييــن‬ ‫مــن العــام املــايض ‪ 100‬مليــون دينــار‪ ،‬بحســب‬ ‫مــا أعلــن الرئيــس التنفيــذي ملؤسســة تشــجيع‬ ‫االســتثامر (عــوين الرشــود)‪ .‬وهــذا الرقــم يف‬ ‫تزايــد مســتمر يف ظــروف تــزداد جحيــاً يف‬ ‫ســوريا‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫منوع‬

‫القصير‪...‬‬

‫أرض تأبى الردى‬

‫أسمعتم أن املوت قد أراح هناك‬ ‫وأن أرواح البرش أزهقت هناك‬ ‫وأن النار ألهبت السامء‬ ‫يف قرية اسمها القصري!!‬ ‫أسمعتم بفتاة انقضّ ت عليها الكالب‬ ‫كغزا ٍل جريح هي يف غابة الذئاب‬ ‫وحزب زعيمه شيطان‬ ‫يصب عليها سوط عذاب‬ ‫ّ‬ ‫يف قري ٍة اسمها القصري‪ ...‬هل زرتها يوما يا فتى؟‬ ‫هل رأيت الحياة يوماً تجول هناك؟‪ ...‬ومذ متى؟‬ ‫قبل أن يحارصها قتلة الحسني يف كربالء‬ ‫هل سمعتم عن موت عاق اسمها‬ ‫فتناثرت حروفه دمارا ً وأشالء‬ ‫أسمعتم عن رجال ال يخافون املوت‪...‬‬ ‫ال يأبهون بكرثة األعداء‪ ...‬مقبلني غري مدبرين‬ ‫رحامء بينهم عىل الكفار‪...‬‬ ‫أش ّداء‪ ...‬أسمعتم عن الرجال؟‬ ‫عن بطوالتهم وصربهم‬ ‫عن بأسهم يف القتال؟‬ ‫أعلمتم أن الريح ال ته ّز الجبال‬ ‫فلتهنئي أ ّم املؤمنني بأبنائك األبطال‬ ‫وليسمع العامل كله تكبرياتهم‬ ‫الله أكرب‪ ...‬الله أكرب‬ ‫تعـــــــــــــالت‬ ‫يف قرية اسمها القصري‬ ‫ُهزم الجمع وولّوا األدبار‬ ‫وأسد كالجرذ ر ّد منها مذعور‬ ‫وحزب الشيطان بحذاء الح ّر مدحور‬ ‫أسمعتم عن طوق نار لفّوا به املدينة‬ ‫وإىل حرمها الطاهر حاول األنجاس الدخول‪ ...‬أملحتهم؟؟‬ ‫عىل األقدام يهرولون؟‬ ‫أعلمت أن الجيش الحر قد ج ّهز لهم القبور‪...‬‬ ‫َ‬ ‫وعىل األكتاف أفواجاً سيح َملون‪..‬‬ ‫يف قرية اسمها القصري‬ ‫نصب النرص له خيمة‬ ‫وأفرغ التاريخ من أجل مالحمها‪...‬سطرا ً وسطور‪...‬‬ ‫فاخلع نعليك يا فتـــــــــى فإنك يف قرية تأىب الردى‬ ‫فــــــي قريـــــــة اسمهـــــا القصيــــــر‪...‬‬ ‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫مبادرة الخطيب بين الرفض واالستنكار‬ ‫أعداد عروبة‬ ‫أطلــق الرئيــس الســابق لالئتــاف الوطنــي لقــوى املعارضــة والثــورة الســورية‬ ‫(أحمــد معــاذ الخطيــب)‪ ،‬مبــادرة مقيــدة بجــدول زمنــي لحـ ّـل األزمــة يف ســوريا‪،‬‬ ‫تتضمــن الســاح للرئيــس الســوري بشــار األســد مبغــادرة البــاد‪ ،‬داعيــاً الســلطة‬ ‫و جميــع فصائــل الثــورة واملعارضــة إىل تبنيهــا‪ .‬تــأيت املبــادرة بالتزامــن مــع عقــد‬ ‫االئتــاف اجتامعــاً يــوم الخميــس ‪ 23‬أيــار يف إســطنبول يســتمر ‪ 3‬أيــام‪ ،‬لبحــث‬ ‫إمكانيــة مشــاركته يف مؤمتــر "جنيــف ‪ "2‬الــدويل لتســوية النــزاع يف ســوريا‪.‬‬

‫ـص املبــادرة عــى أن "يعلــن رئيــس الجمهوريــة الحــايل خــال‬ ‫مضمــون املبادرة‪:‬تنـ ّ‬ ‫‪ 20‬يومــاً مــن تاريــخ صــدور املبــادرة قبولــه بانتقــال ســلمي للســلطة‪ ،‬وتســليم‬ ‫صالحياتــه كاملــة اىل نائبــه الســيد فــاروق الــرع أو رئيــس الــوزراء الحــايل الســيد‬ ‫وائــل الحلقــي"‪ .‬كــا تتضمــن "الســاح لألســد أن يغــادر البــاد‪ ،‬ومعــه ‪ 500‬شــخص‬ ‫ممــن يختارهــم مــع عائالتهــم وأطفالهــم إىل أي بلــد يرغــب باســتضافتهم"‪ .‬وذكــر‬ ‫الخطيــب أنــه طــرح هــذه املبــادرة "منعـاً الضمحــال ســوريا شــعباً وأرضـاً واقتصــادا ً‬ ‫وتفكيكهــا إنســانياً واجتامعيـاً‪ ،‬واســتجابة عمليــة لحـ ّـل ســيايس يضمــن انتقــاالً ســلمياً‬ ‫للســلطة"‪ .‬ووصــف مبادرتــه بأنهــا "ســوريّة املنبــع والهــدف‪ ،‬وهــي وحــدة متكاملــة‪،‬‬ ‫ومقيــدة بجــدول زمنــي واضــح"‪ .‬و مــن رشوطهــا أيضـاً إطــاق رساح املعتقلــن كافــة‪.‬‬ ‫ومــن جهتــه أعلــن اإلئتــاف الوطنــي عــن رفضــه مبــادرة الخطيــب‪ ،‬وأنهــا لــن تكــون‬ ‫مطروحــة للنقــاش وإن تــ ّم تداولهــا بشــكل غــر رســمي‪ .‬وذكــر املتحــدث باســم‬ ‫االئتــاف (خالــد الصالــح) يف مؤمتــر صحفــي أن مبــادرة معــاذ الخطيــب شــخصية‪،‬‬ ‫مضيفــاً أن النظــام رفضهــا برسعــة‪ .‬وأوضــح أن اجتــاع االئتــاف يف اســطنبول‬ ‫قــد يــدرس هــذه املبــادرة‪ .‬ومــن جانــب نظــام األســد خــرج "املتحدثــون" باســمه‬ ‫عــى القنــوات الفضائيــة رافضــن املبــادرة رفض ـاً قاطع ـاً مؤكديــن اســتخفافهم بهــا‪،‬‬ ‫واعتربوهــا رأيـاً شــخصياً غــر ملزمــن حتــى مبناقشــة أفكارهــا‪ ,‬وأن االتفــاق الســيايس‬ ‫إن تــم ســيكون تحــت جنــاح "األســد" حســب اتفــاق "جنيــف‪ ،"1‬الــذي مل يتضمــن‬ ‫إطالقــاً مناقشــة وضــع رئيــس الجمهوريــة‪ .‬وهاجمــت العديــد مــن الشــخصيات‬ ‫السياســية املعارضــة تلــك املبــادرة باعتبارهــا ال متثّــل إال الخطيــب نفســه‪ ،‬كاملعــارض‬ ‫الســوري (بســام جعــارة) الــذي وصفهــا قائــاً‪" :‬هــذه املبــادرة ال تغــر شــيئاً يف‬ ‫الوضــع الســوري"‪،‬وأن الشــيخ معــاذ يختــزل االئتــاف ويتجــاوزه بهــا‪( .‬عــار القــريب)‬ ‫تحــدث ألورينــت نــت أيضـاً حــول هــذه املبــادرة‪" :‬طاملــا أن املبــادرة طرحــت عــى‬ ‫الفيســبوك‪ ,‬فاألفضــل أن تناقــش هنــاك عــى املواقــع االفرتاضيــة‪ ,‬ألنهــا ال تناســب‬ ‫الواقــع عــى اإلطــاق‪ ,‬وأن هنالــك خطــوات سياســية طفوليــة هــي التــي أوصلــت‬ ‫األمــر إىل هــذا املســتوى"‪ ,‬وذكــر القــريب بــأن املعارضــة كانــت أول مــن تقــدم مببــادرة‬ ‫عــى هــذا النحــو ومايتــم اآلن ليــس ســوى إضاعــة للوقــت‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫السلَِمّي ْة مدينة الفكر و الفقر‬ ‫َ‬

‫نقطة ثائرة‬

‫أوكسجين | بتول الزبداني‬

‫ســلمية‪...‬الطفلة التــي ّ‬ ‫تعــرت وهــي تلهــو‬ ‫بأقراطهــا الفاطميــة وشــعرها الذهبــي‪ ،‬ظلّــت‬ ‫جاثيــة وباكيــة منــذ ذلــك الحــن‪ ،‬ويف كل‬ ‫حفنــة مــن ترابهــا جنــاح فراشــة أو قيــد أســر‪.‬‬ ‫هكــذا وصــف محمــد املاغــوط مدينــة‬ ‫الســلمية‪ ،‬املدينــة الســورية التــي تقــع إىل‬ ‫الشــال الرشقــي مــن حــاة‪ ،‬تبعــد عنهــا ‪30‬‬ ‫كيلومـرا ً فقــط‪ .‬تالمــس الســلمية تخــوم باديــة‬ ‫الشــام‪ ،‬و تحتضــن بــن حناياهــا ذكريــات‬ ‫تاريــخ عريــق و حافــل بعــد أن لوحتهــا شــمس‬ ‫الصح ـراء‪ .‬تهــب عليهــا بــن الفينــة واألخــرى‬ ‫نســائم البحــر العليلــة مــن جهــة حمــص‪ ،‬مــا‬ ‫يجعــل بيئتهــا لطيفــة‪ ،‬غزيــرة األمطــار‪ ،‬وافــرة‬ ‫الخــرات‪ .‬ظلّــت عــى مــدى عصــور محطــة‬ ‫وممـرا ً للقوافــل التجاريــة ملوقعها االسـراتيجي‬ ‫الهــام‪ ،‬فكانــت املفصــل الواصــل بــن الــرق‬ ‫والغــرب يف ســوريا‪ .‬ميــر منهــا طريقــان مهـ ّـان‬ ‫األول يصلهــا بالخليــج العــريب مــارا ً بالعــراق‪،‬‬ ‫والثــاين ميــر منهــا إىل دمشــق ويتجــه جنوب ـاً‪،‬‬ ‫مــا أكســبها طابــع التجــدد والظهــور‪ .‬هــي‬ ‫مدينــة عامــرة منــذ زمــن الســومريني (‪-2400‬‬ ‫‪ )300‬قبــل امليــاد‪ .‬يعيــش ســكان املدينــة يف‬ ‫توافــق تــام‪ .‬ينتــر فيهــا العديــد مــن الطوائف‬ ‫منهــا اإلســاعيلية‪ ،‬القاســمية‪ ،‬و اإلســاعيلية‬ ‫املؤمنيــة‪ ،‬مــع بقيــة الطوائــف األخــرى يف خــط‬ ‫وتآلــف دون ذكــر الطائفيــة بــن أفرادهــا‪.‬‬ ‫تعــود تســميتها لكــرة امليــاه و وفرتهــا فأطلــق‬ ‫عليهــا النــاس (ســيل ميــاه) وح ّرفــت إىل‬ ‫ســلمية‪ .‬وكان اســمها كــور الزهــور يف العهــد‬ ‫الفينيقــي‪ .‬لهــا أهميــة تاريخيــة إذ كانــت‬ ‫مهــدا ً لتأســيس الدعــوة اإلســاعيلية‪ ،‬ومنهــا‬ ‫وأســس‬ ‫انطلــق عبــد اللــه املهــدي إىل تونــس ّ‬ ‫الدولــة الفاطميــة‪ .‬تحــوي هــذه املدينــة‬ ‫العظيمــة عــى الكثــر مــن اآلثــار‪ ،‬أهمهــا‬ ‫الســور وقلعــة الســلمية‪ ،‬ومعبــد زيــوس‬ ‫وقلعــة شــميمس‪ ،‬ومــزار الخــر‪ ،‬والقنــوات‬ ‫الرومانيــة‪ ،‬مــا أكســبها أهميــة ســياحية إىل‬ ‫جانــب اهتــام أهلهــا بالزراعــة والتجــارة‪.‬‬

‫خــرج منهــا الكثــر مــن األدبــاء واملفكريــن‬ ‫منهــم محمــد املاغــوط‪ ،‬ســليامن عــواد‪ ،‬عــي‬ ‫الجنــدي‪ ،‬فايــز خضّ ور‪ ،‬عــارف تامــر‪ ،‬ومصطفى‬ ‫غالــب وغريهــم الكثــر‪ .‬أثنــاء انــدالع الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬أحرجــت الســلمية نظــام بشــار‬ ‫األســد باملظاهــرات‪ .‬فاملدينــة التــي ينحــدر‬ ‫معظــم ســاكنوها مــن الطائفــة اإلســاعيلية‪ ،‬و‬ ‫التــي هــي أقلّيــة دينيــة يف ســوريا‪ ،‬انتفضــت‬ ‫منــذ بــدء انــدالع الحــركات االحتجاجيــة‬ ‫وخــرج أهلهــا يف تظاهــرات معارضــة لنظــام‬ ‫الحكــم األســدي‪ .‬متيــزت الســلمية منــذ عقــود‬ ‫مبقارعــة نظــام األســد األب عــر نضــال أبنائهــا‬ ‫الطويــل‪ .‬فمعظــم ســكانها مسيّســون حزبي ـاً‪،‬‬ ‫و ال يخلــو بيــت فيهــا مــن معتقــل ســيايس‬ ‫ســابق يف الثامنينــات‪ .‬شــارك أبنــاء الســلمية‬ ‫يف العديــد مــن االعتصامــات بدايــة الثــورة يف‬ ‫العاصمــة دمشــق‪ ،‬منهــا اعتصــام الداخليــة‬ ‫الشــهري‪ .‬أمــا أول مظاهــرة يف املدينــة فكانــت‬ ‫يف ‪ 25‬آذار ‪ 2011‬تضامنـاً مــع درعــا‪ .‬ثــم كـ ّرت‬ ‫ُســب َح ُة املظاه ـرات لتشــهد املدينــة مــن يــوم‬ ‫آلخــر تظاهـرات يــزداد أعــداد املشــاركني فيهــا‬ ‫باضّ ط ـراد‪ .‬بلغــت هــذه التظاه ـرات أوجهــا يف‬ ‫يــوم الجمعــة العظيمــة (‪ )2011/4/22‬حيــث‬ ‫خــرج حــوايل الـــ ‪ 10‬آالف متظاهــر إىل الســاحة‬ ‫الرئيســية للمدينــة‪ ،‬و احتشــدوا فيهــا ســلمياً‬ ‫لســاعات مــا أكســبهم تعاطــف جميــع‬ ‫أهــايل املدينــة‪ .‬و يف جمعــة أطفــال الحريــة‬ ‫(‪ 3‬حزي ـران ‪ )2011‬خرجــت مظاهــرة مســائية‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫"نــر ًة لحــاة" بعــد املجــزرة التــي ارتكبتهــا‬ ‫قــوات األمــن فيهــا‪ .‬وقــام شــبابها بالتــرع‬ ‫بالــدم ألهــايل حــاة لتمتــزج دمــاء الســوريني‬ ‫لتعــر عــن وحــدة الــدم و‬ ‫مــع بعضهــا‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫الشــعب‪ ،‬و تكافلــه أثنــاء املحــن‪ .‬بعــد اقتحــام‬ ‫حــاة يف بدايــة رمضــان‪/‬آب ‪ 2011‬فتــح أهــل‬ ‫الســلَم ّية بيوتهــم للنازحــن منهــا‪ .‬و اشــت ّدت‬ ‫َ‬ ‫املظاه ـرات يف املدينــة بشــكل كبــر لتعويــض‬ ‫الســلَميّة‬ ‫رمزيــة ســاحة العــايص‪ .‬وتلونــت َ‬ ‫بعبــارات الثــورة‪ ،‬و كانــوا حســب تعبــر نازحي‬ ‫حــاة "نعــم األهــل و نِعــم األخــوة"‪ .‬عانــت‬ ‫الســلمية كباقــي املــدن الســورية الثائــرة‪،‬‬ ‫وتجـ ّـى القمــع فيهــا بصــورة الرتهيــب وحمالت‬ ‫املداهمــة‪ ،‬واالعتقــاالت التعســفية للشــباب‬ ‫والشــابات بشــكل يومــي ومســتمر‪ ،‬مــا أدى‬ ‫إىل إنهــاك أهــايل املدينــة باالعتقــاالت املتكــررة‬ ‫للناشــطني‪ .‬و مــن النــادر جــدا ً يف مدينــة‬ ‫الســلمية أن تجــد مــن مل يتعــ ّرض لالعتقــال‬ ‫أكــر مــن مــرة مــن شــبان هــذه املدينــة الثائرة‬ ‫الذيــن يشــاركون يف الثــورة‪ .‬اتخــذت الثــورة يف‬ ‫الســلمية الطابــع الســلمي‪ ،‬والتعايــش األخــوي‬ ‫بــن مكوناتهــا املختلفــة‪ ،‬إال أن القبضــة األمنيــة‬ ‫املتشــددة عــى املدينــة وحمــات االعتقــاالت‬ ‫املســتمرة أضعفــت حركــة التظاهــر فيهــا‬ ‫يف الفــرة األخــرة‪ ،‬إضافــة لتجنيــد النظــام‬ ‫ملرتزقــة تخدمــه مــن املدينــة نفســها ومــن‬ ‫القــرى املحيطــة بهــا‪ .‬وهــذا مــا يفعلــه نظــام‬ ‫االســتبداد مــع كل مــن يقــف مــع الثــورة‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫ألكتروني‬

‫ال زال السوريون يقعون في مصائد النظام االفتراضية‬ ‫أوكسجين | باسل مطر‬

‫أظهــر اســتطالع أجــراه "مــروع األمــن‬ ‫الرقمــي يف ســوريا" أن ‪ %89.3‬مــن األشــخاص‬ ‫الذيــن اســتجابوا لالســتطالع يعتــرون اإلنرتنــت‬ ‫ـتوى عــا ٍل مــن األهميــة‪ .‬لكــن نســب ًة‬ ‫عــى مسـ ً‬ ‫كبــر ًة أقــ ّرت بأنهــا ال تتّخــذ االحتياطــات‬ ‫الرضوريــة لالتصــال اآلمــن باإلنرتنــت‪ .‬فقــد‬ ‫قــال ‪ %45‬بأنهــم ال يســتخدمون أيــة وســيلة‬ ‫مــن وســائل حاميــة االتصــاالت‪ ،‬وأفــاد النصــف‬ ‫اآلخــر بأنهــم يســتخدمون مضــادا ً للفريوســات‪.‬‬ ‫و منــذ وصــول اإلنرتنــت إىل ســوريا‪ ،‬والنظــام‬ ‫الســوري يقــوم مبراقبــة اســتخدامه بشــكل‬ ‫كبــر‪ .‬فيحجــب املواقــع التــي ال يريــد‬ ‫للمســتخدم االطّــاع عــى مضمونهــا وهــي‬ ‫كثــرة ومتنوعــة‪ .‬إال أن انطــاق الربيــع العــريب‬ ‫يف تونــس وانتقالــه إىل دول أخــرى و وصولــه‬ ‫إىل ســوريا‪ ،‬حفّــز النظــام الســتقدام تقنيــات‬ ‫جديــدة‪ ،‬وتوظيــف املزيــد مــن الكــوادر لهــذا‬ ‫الغــرض‪ ،‬واتّخــاذ إجــراءات متقدمــة ملراقبــة‬ ‫اســتخدام اإلنرتنــت‪ .‬ومل يقــف عنــد هــذا‬ ‫الحــد‪ ،‬بــل قـ ّدم الدعــم ملــا يســمى بـــ "الجيش‬ ‫الســوري اإللكــروين"‪ ،‬الــذي قــام بعمليــات‬ ‫اخ ـراقٍ لحســابات الكثــر مــن الناشــطني مــن‬ ‫خــال برمجيــات خبيثــة قــام بنرشهــا‪ .‬واليـزال‬ ‫النظــام يتحكّــم بالبنيــة التحتيــة لإلنرتنــت يف‬ ‫املناطــق غــر املح ـ ّررة‪ .‬لذلــك عــى الناشــطني‬ ‫دامئ ـاً مراعــاة قواعــد األمــان الرقمــي‪ ،‬واتبــاع‬ ‫اإلج ـراءات املــوىص بهــا‪ ،‬التــي ال تقتــر عــى‬ ‫ضــان االتصــال اآلمــن باإلنرتنــت‪ ،‬بــل تشــمل‬ ‫أمــن البيانــات‪ ،‬والتعاطــي اآلمــن مــع وســائل‬ ‫التواصــل االجتامعــي والتــي تحــوي كـ ّـاً هائـاً‬ ‫مــن املعلومــات‪ ..‬عــن نشــاطنا‪ ،‬وتحركاتنــا‪،‬‬

‫وعالقاتنــا‪ ،‬وبرامــج االتصال‪ ،‬والربيــد اإللكرتوين‪.‬‬ ‫فيــا يــي بعــض النصائــح العامــة ملســتخدمي‬ ‫اإلنرتنــت‪ ،‬وســنقوم يف األعــداد القادمــة‬ ‫بالحديــث مفصــاً عنهــا‪ .‬كــا ســنتط ّرق إىل‬ ‫تقــل أهميــة عــن النقــاط‬ ‫جوانــب أخــرى ال ّ‬ ‫املذكــورة هنــا‪ •.‬االتصــال اآلمــن باإلنرتنــت‪:‬‬ ‫عنــد االتصــال باإلنرتنــت عــى املســتخدم‬ ‫تشــغيل أحــد برامــج حاميــة االتصــال مثــل‬ ‫(ســايفون‪ )3‬أو(تــور) أو(‪ )Layer8‬أو (‪)VPN‬‬ ‫وهــي برامــج تعمــل يف ســوريا بشــكل ف ّعــال‪•.‬‬ ‫اســتخدام تطبيقــات االتصــال واملحادثــة‪ :‬عنــد‬ ‫اســتخدام وســائل االتصــال عــر اإلنرتنــت مثــل‬ ‫ســكايب‪ ،‬ال بــد مــن اســتخدام أحــد برامــج‬ ‫حاميــة االتصــال املذكــوره أعــاه‪ ،‬والتأكّــد‬ ‫مــن حــذف ســجل االتصــاالت فــورا ً مــن قبــل‬ ‫جميــع األطــراف التــي شــاركت يف املحادثــة‪،‬‬ ‫ألن بقاءهــا يع ّرضــك واآلخريــن للخطــر يف حال‬ ‫اعتقــال أحــد املشــاركني‪ •.‬شــبكات التواصــل‬ ‫تعــج‬ ‫االجتامعــي‪ :‬هــي مــن البيئــات التــي ّ‬ ‫باألخطــار ويجــب أن يت ـ ّم اســتخدامها بحــذر‪،‬‬ ‫فهنــاك الكثــر مــن الربمجيــات التــي تتيــح‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫تت ّبــع عالقــات مســتخدمي هــذه الوســائط‪،‬‬ ‫وهــو أمــر يعـ ّرض الناشــط لخطــر اإليقــاع بــه‪•.‬‬ ‫كلــات الــر‪ :‬إن اختيــار كلــات رس طويلــة‪،‬‬ ‫ومعقــدة‪ ،‬وصعبــة الكشــف‪ ،‬هــي مــن األمــور‬ ‫األساســية لحاميــة حســاباتك اإللكرتونيــة‬ ‫املختلفــة‪ ،‬ويجــب عــدم كتابــة كلمــة الــر يف‬ ‫أي مــكان‪ ،‬أو تكـرار نفــس الكلمــة يف حســابات‬ ‫مختلفــة‪ •.‬تشــفري البيانــات‪ :‬مــن الهــام جــدا ً‬ ‫عــدم تــرك بيانــات حساســة تع ّرضــك للخطــر‬ ‫عــى جهــاز الحاســب أو الهاتــف الخــاص بــك‪.‬‬ ‫ويف حــال الــرورة عليــك القيــام بتشــفري‬ ‫هــذه البيانــات‪ ،‬وللقيــام بهــذا األمــر ميكنــك‬ ‫اســتخدام برنامــج ‪ •.Truecrypt‬حــذف‬ ‫البيانــات بشــكل نهــايئ (تدمــر البيانــات)‪ :‬مــن‬ ‫املمكــن متام ـاً اســتعادة البيانــات التــي تقــوم‬ ‫بحذفهــا مــن حاســبك بالطــرق التقليديــة مــن‬ ‫املختصــن‪ .‬وعليــه عنــد التخلّــص مــن‬ ‫قبــل‬ ‫ّ‬ ‫البيانــات الحساســة عليــك اســتخدام أحــد‬ ‫التطبيقــات التــي تقــوم بتدمــر البيانــات أي‬ ‫حذفهــا نهائيــاً و منهــا (‪ •.)Eraser‬الحاميــة‬ ‫مــن الربمجيــات الخبيثــة‪ :‬وهــي برمجيــات‬ ‫صغــرة تشــمل الفريوســات والتورجــان‬ ‫وبرمجيــات التجســس التــي ميكــن أن تتســلل‬ ‫إىل حاســبك أو هاتفــك‪ ،‬وتنقــل الكثــر مــن‬ ‫املعلومــات الخاصــه بــك‪ ،‬و تقــوم بإلحــاق‬ ‫أرضار بنظامــك‪ .‬عليــك دامئــاً اســتخدام أحــد‬ ‫مضــادات الفريوســات‪ ،‬وتحديثهــا بشــكل‬ ‫دوري‪ ،‬ومنهــا أَفاســت (‪ )Avast‬وهــو مجــاين‬ ‫ومفتــوح املصــدر‪ ،‬ومتوفــر باللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫أحالم ضائعة‬ ‫أوكسجين | عناة‬ ‫وخُرقــت الهدنــة‪ ...‬بســبب أو دون ســبب‪ ،‬عــن‬ ‫قصــد أو عــن غــر قصــد‪ .‬مــن جهــة الثــوار أم‬ ‫مــن جهــة جحافــل الطاغيــة‪ .‬املهــم أخــرا ً و‬ ‫الــذي يعنينــا مــن األمــر أنهــا خُرقــت للنهايــة‪.‬‬ ‫و ُعدنــا نُقصــف‪ ...‬نُقتــل‪ ...‬نُذبــح‪ ...‬و نتطايــر‬ ‫أشــاء‪ .‬يلتصــق لحمنــا الســوري املنثــور عــى‬ ‫الجــدران‪ ،‬ينتــر عــى األرصفــة و يختبــئ‬ ‫بــن حــى اإلســفلت‪ ،‬ال يريــد أن يعــرف‬ ‫باملــوت‪ .‬أرواحنــا ال تريــد الرحيــل‪ ،‬وال أن‬ ‫تهجــر الوطــن الحبيــب‪ .‬يف حــن تتابــع قــوات‬ ‫النظــام املســتبدة املتمركــزة حــول املدينــة‬ ‫الصامــدة كأهلهــا‪ ،‬قصفهــا اليومــي للزبــداين‬ ‫التــي أضحــت ركام ـاً‪ .‬يبــدأ القصــف العنيــف‬ ‫مــن جميــع الحواجــز يف نفــس الوقــت‪ ،‬مــن‬ ‫جمــا و بدريــة و النبــي هابيــل و املشــفى‬ ‫و القناصــن وهلــم جــ ّرا ً‪ .‬القصــف يطــال‬ ‫املدنيــن يف املعمــورة و الشــاح‪ ،‬حيــث يطــول‬ ‫القصــف ويوازيــه املــوت‪ .‬يهــرع املدنيــون‬ ‫مــع أطفالهــم إىل الطوابــق الســفلية لألبنيــة‬ ‫ملــن اســتطاع إليهــا ســبيالً‪ .‬ونســمع حكايــات‬ ‫جديــدة تــروى‪( ..‬عــم يتفاوضــو عالهدنــة و‬ ‫ميكــن ترجــع تســتمر)‪ .‬ثــم نســمع أن الثــوار‬ ‫ال يريــدون تســليم (البــي أم يب)‪ ،‬وهــي عربــة‬

‫عســكرية لقــوات النظــام تــم اغتنامهــا منهــم‪،‬‬ ‫أو يريــدون تســليمها‪ ،‬واملشــكلة أنــه مــن‬ ‫حقنــا أن نعــرف حقيقــة مــا يجــري ألننــا نحــن‬ ‫املعنيــون وليــس غرينــا‪ .‬املعلومــات تتضــارب‬ ‫وتختلــف‪ ،‬وكل طــرف يتحـ ّدث عــن رؤيتــه لهــا‬ ‫وفــق مصالحــه‪ .‬أمــا املدنيــون فــاذا عســاهم‬ ‫فاعلــن يف هــذه املعمعــة‪ ،‬وهــم الضحيــة‬ ‫األكــر؟‪ .‬البعــض مــن املواطنــن يق ـ ّرر الرحيــل‬ ‫عــن املناطــق املســتهدفة وال يعــرف إىل أيــن‬ ‫يتجــه‪ .‬ينطبــق عليــه املثــل العريب‪" :‬كاملســتجري‬ ‫مــن الرمضــاء بالنــار"‪ .‬القصــف يف كل مــكان‪،‬‬ ‫ـدب وصــوب‪ .‬وإذا أراد أن يســكن‬ ‫ومــن كل حـ ٍ‬ ‫يف بلــودان هنــاك املداهــات واالعتقــاالت‬ ‫وإيجــار البيــوت املرتفعــة‪ ،‬هــذا إن وجــد بيتـاً‬ ‫واســتأجره مــن أحــد النواطــر‪ ،‬فيعــود أدراجــه‬ ‫إىل مناطــق القصــف التــي يراهــا أرحــم مــن‬ ‫االعتقــال واملــوت تحــت التعذيــب يف ســجون‬ ‫القتلــة‪ .‬أمــا الفالحــون الذيــن اســتدانوا مــاالً‬ ‫مــن أجــل بســاتينهم‪ ،‬فلهــم معاناتهــم أيضــاً‬ ‫مــن رشاء للمبيــدات الحرشيــة التــي ارتفــع‬ ‫مثنهــا أضعافــاً تبعــاً لســعر الــدوالر بــل‬ ‫وص ُعــب الحصــول عليهــا‪ .‬وآخــرون يفلحــون‬ ‫الحقــول ويقلمــون األشــجار التــي يبســت دون‬ ‫عنايــة وســقاية علّهــم يســتطيعون إنقاذهــا‪.‬‬ ‫هــؤالء الزبدان ّيــون املســاكني مصيبتهــم‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫زبدانيات‬

‫مضاعفــة‪ ،‬ألنهــم كانــوا يع ّولــون عــى أنفســهم‬ ‫دفــع ال ّديــن بعــد جنــي املحاصيــل‪ .‬وت ُهجــر‬ ‫الحقــول مــرة أخــرى‪ ،‬ويُــرك الفالحــون‬ ‫مهــب الريــح‪ .‬مل‬ ‫ملصريهــم األســود ورقــ ًة يف‬ ‫ّ‬ ‫يرحــم هــذا القصــف الشــنيع أحــدا ً‪ ،‬حتــى‬ ‫وخاصــة‬ ‫طــاب املــدارس الذيــن ُيتحنــون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫طــاب الشــهادتني اإلعداديــة والثانويــة الذيــن‬ ‫مل يســتطيعوا الدراســة مــع اســتمرار انقطــاع‬ ‫التيــار الكهربــايئ كشــكل آخــر للعقــاب‪ .‬إن‬ ‫ظــروف املواطنــن صعبــ ًة للغايــة‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــن الوضــع األمنــي‪ ،‬ويــأيت الغــاء الفاحــش‬ ‫ونــدرة املــواد التموينيــة‪ ،‬مــع عــدم القــدرة‬ ‫ـي البطالــة بــن الشــباب‬ ‫عــى التجــول‪ ،‬وتفـ ّ‬ ‫النعــدام فــرص العمــل‪ ،‬واســتحالة العمــل يف‬ ‫األرض ضمــن الظــروف الصعبــة‪ ،‬لتزيــد مــن‬ ‫األمــر ســوءا ً‪ .‬هــذا غــر القنابــل والقذائــف‬ ‫وصواريــخ النظــام‪ ،‬وأنــواع حمــم املــوت التــي‬ ‫متطرنــا ليــل نــار‪ .‬معانــا ٌة عميقــة شــديدة‬ ‫مســتعصية الحــل‪ .‬وبــن هــذه الضائقــة التــي‬ ‫ي املــوت‬ ‫يعــاين منهــا كل الســوريون‪،‬وبني فــ ّ‬ ‫األســدي‪ ،‬يبقــى اإلنســان الســوري املعــذّب‬ ‫البائــس‪ ...‬يحلــم بليلــة ينــام فيهــا و يســتيقظ‬ ‫لــرى انقشــاعاً لغاممــة املــوت‪ ،‬ويشــهد ســوريا‬ ‫حــ ّرة دون الطاغيــة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير مصور‬

‫سنرجع يومًا إلى ح ّينا‬

‫أوكسجين | نيرمين‬

‫تلــك هــي الحكايــة‪ ...‬شــخوصها‬ ‫حــارات الزبــداين وأزقتهــا‪ ،‬ترويهــا‬ ‫بقايــا أحــام ُســكانها الذيــن‬ ‫رحلــوا‪...‬‬ ‫مــن حــارة املســك‪ ...‬لزقــاق‬ ‫قصــص تــروى‪...‬‬ ‫املخامــر‬ ‫ٌ‬ ‫أرواح ســكنت و‬ ‫بــن جنباتهــا‬ ‫ٌ‬ ‫تآلفــت مــع حواريهــا واندمجــت‬ ‫معهــا‪ ...‬حتــى باتــت املدينــة‬ ‫هــي التــي تســكنهم بــدل أن‬ ‫يســكنوها‪...‬‬ ‫تســمع فيهــا تكبــرات مــآذن‬ ‫ـات‪ ...‬ضحـ ٍ‬ ‫وتراتيــل‪ ...‬صيحـ ٍ‬ ‫ـكات‪...‬‬ ‫وصخــب أطفــال‪ ...‬عجائـ ٌز اعتــدن‬ ‫الجلــوس عــى عتباتهــا مــع كث ـرٍ‬ ‫مــن األمــان والســكينة‪...‬‬ ‫بــن جدرانهــا كانــت تغــرق‬ ‫همــوم الكثــر مــن أهلهــا مــع‬ ‫غــروب شــمس كل يــوم‪...‬‬ ‫موغلــ ٌة هــي يف التاريــخ مــع‬ ‫العديــد مــن الجــدران األثريــة‬ ‫والحوائــط الحجريــة القدميــة‪...‬‬ ‫بــردى‪ ...‬العامــرة‪ ...‬شــوار ٌع‬

‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫صدحــت بالحريــة‪ ...‬بحناجــر‬ ‫شــباب ســاحهم الهتــاف‬ ‫ـب برابــرة العــر‬ ‫واإلميــان‪ ...‬فصـ ّ‬ ‫نــار حقدهــم وانتقامهــم عليهــا‪..‬‬ ‫دمــا ٌء ســالت عــى طرقاتهــا‪...‬‬ ‫ودمــو ٌع كثــرة‪..‬‬ ‫تلــك الحــارات باتــت اليــوم‬ ‫كاألطــال‪ ...‬تبــي مــن ظلــم‬ ‫البــر الــذي مـ ّزق أزقتهــا الضيقة‬ ‫املخ ّمــرة بأنفــاس أصحابهــا‪...‬‬ ‫تــرخ وإن مل يســمع صوتهــا‬ ‫أحــد‪..‬‬ ‫مد ّمــرة‪ ...‬قــذرة‪ ...‬ولكــن ورغــم‬ ‫عبــث العابثــن تبقــى رائحــة‬ ‫الليلــك والياســمني املتعشّ ــق عــى‬ ‫بيوتهــا‪..‬‬ ‫بإمكانهــم أن يســحقوا الزهــرة‪...‬‬ ‫لكــن أ ًىن لهــم أن يزيلــوا عطرهــا‬ ‫وكذلــك حاراتنــا ماتــزال تفــوح‬ ‫مــن جنباتهــا أنفــاس من رحلــوا‪...‬‬ ‫وسيعودون‪...‬‬ ‫وسرنجع اىل حيّنا‪...‬‬ ‫وكطائر الفينيق‪...‬‬ ‫سنحيا من الرماد‪...‬‬

‫‪14‬‬


‫الفلك مع أوكسجين‬

‫برج اسماء‪:‬‬ ‫مبــا أنــو بنــت حــايك بــرى ترملــت‪ ..‬وبنت حســن‬ ‫نــر اللــه انقــر جوزهــا بالقصــر‪ ..‬عقبــال مــا نفــرح‬ ‫فيــي أنــت التالتــة ونشــوفك أرملــة‪!!..‬‬

‫برج المعارضة الخارجية‪:‬‬

‫مــا بقــا بدنــا ال معارضــة وال معارضــن‪ ..‬وال‬ ‫نجــاد وال جــري‪ ..‬وال تــوم وال كــري‪ ..‬الشــعب‬ ‫وحــده رح يقــرر مصــر هالبلــد‪..‬‬

‫برج بشار‪:‬‬

‫دل مــو نــازل تطهــر بهالبلــد‪ ..‬روح بــاألول‬ ‫نضّ ــف هالــوزارات و هــاإلدارات والبلديــات‪..‬‬ ‫وبطريقــك ط ّهــر القضــاء واملحاكــم والقانــون مــن‬ ‫العفــن يــي فيــه‪!..‬‬

‫برج العرب‪:‬‬

‫مــن قــال أنــو نخوتكــم وضمريكــم ضــاع‪ ..‬أنتــو‬ ‫أساس ـا ً بــا نخــوة وبــا رشف‪!! ..‬‬

‫برج حزب الالت‪:‬‬

‫سالمتك‬

‫فواصل‬

‫االختناق‬

‫قــد يتعــرض الشــخص لالختنــاق باستنشــاق مــواد‬ ‫غازيــة مثــل غــاز أول أكســيد الكربــون مــن عــوادم‬ ‫الســيارات‪ ,‬أو الحرائــق ‪ ,‬أو شــوايات الفحــم‪ ,‬أو غــاز‬ ‫المطبــخ‪ ,‬أو الغــازات المســتخدمة فــي المصانــع ‪ ,‬أو‬ ‫الغــرق‪.‬‬ ‫العالمات‪:‬‬ ‫قد تظهر واحدة أو أكثر أو جميع العالمات التالية‪:‬‬ ‫الدوخــة ‪ ،‬الصــداع ‪ ،‬صعوبــة التنفــس ‪،‬شــحوب أو‬ ‫زرقــة لــون الجلــد ‪،‬فقــدان الوعــي‪.‬‬ ‫اإلسعاف األولى لالختناق ‪:‬‬ ‫‪)1‬اتصــل باإلســعاف ‪ )2,‬أنقــل المصــاب إلــى مــكان‬ ‫تتوفــر فيــه تهويــة طبيعيــة ‪)3،‬وابــدأ بإجـراء الفحــص‬ ‫المبدئــي( مجــرى الهــواء و التنفــس و الــدورة‬ ‫الدمويــة )‪ )4،‬إجــراء عمليــة التنفــس االصطناعــي‬ ‫إلنعــاش القلــب والرئتيــن‪.‬‬ ‫إسعافات الغريق‬ ‫* أخــرج مــن فــم المصــاب بســرعة كل مــا يمكــن أن‬ ‫يســد مســلك الهــواء كاألعشــاب البحريــة ‪.‬‬ ‫*وابــدأ التنفــس االصطناعــي‪ ،‬اســتعمل إحــدى‬ ‫لســند جســم المصــاب واليــد األخــرى لســند‬ ‫يديــك‬ ‫ّ‬ ‫رأســه وســد أنفــه وقــم بإجــراء التنفــس مــن الفــم‬ ‫للفــم‬ ‫*وإذا حصــل الغــرق فــي ميــاه عميقــة ‪ ،‬قــم بالنفــخ‬ ‫عندمــا تتمكــن أثنــاء ســحب المصــاب إلــى الشــاطئ‬ ‫*عندمــا تتمكــن مــن وضعــه علــى ســطح صلــب ‪،‬‬ ‫تحقــق مــن تنفســه ونبضــه ‪ ،‬وواصــل اإلنعــاش إذا‬ ‫لــزم األمــر‪.‬‬ ‫*بمجــرد أن يبــدأ المصــاب بالتنفــس ‪ ،‬ضعــه فــي‬ ‫وضــع اإلفاقــة‬ ‫*قــم بتدفئتــه ‪ ،‬وإذا أمكــن انــزع عنــه المالبــس‬ ‫المبللــة وجففــه ‪ ،‬وغطــه بأغطية أضافية أو مناشــف‬ ‫‪ ،‬وعنــد الضــرورة عالــج هبــوط الح ـرارة‬ ‫*اعمــل علــى نقلــه إلــى المستشــفى ‪ ،‬واحملــه‬ ‫علــى نقالــة وأبقــه فــي وضــع المعالجــة‬

‫قــد مــا بدكــن تبعتــوا جنــود ابعتــوا‪ ..‬ونحنــا‬ ‫مرنجعهــم إلكــم بالكفــن والتابــوت‪..‬‬

‫برج الحيادي‪:‬‬

‫إذا مــا رصنــا إيــد وحــدة و ع قلــب واحــد مــا‬ ‫رح تظبــط معنــا‪ ..‬ورح تضلهــا عوجــاااا‪..‬‬ ‫العدد (‪ )59‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\05\26‬‬

‫‪15‬‬


oxygen.zabadani@gmail.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.