أوكسجين | العدد ( 63 ) السنة الثانية - الأحد 23\06\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫ّ‬ ‫مؤهلة للحكم؟؟‬ ‫هل المعارضة السورية‬

‫النازية اإليرانية األرية الفارسية‬ ‫ما الهدف من تسليح المعارضة؟؟‬

‫أوكسجين‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫تقرر دعم المعارضة‬ ‫‪ 11‬دولة ّ‬ ‫هيئة التحرير‬

‫يصــدر العــدد ‪ 63‬املنتظــر مــن أوكســجني‪،‬‬ ‫والثــورة الســورية تــزداد اشــتعاالً وتقــدم‬ ‫املزيــد مــن التضحيــات عــى درب الحريــة‪.‬‬ ‫الجبهــات تتأ ّجــج‪ ...‬واملعــارك عنيفــة‬ ‫وحاســمة بــن الثـ ّوار وقــوات نظــام البغــي‬ ‫والقتــل األســدي‪ .‬وحــن تشــتعل املياديــن‬ ‫تنشــط الحلــول السياســية لتواكــب‬ ‫التطــورات العســكرية عــى األرض‪ُ .‬عقــد‬ ‫اجتــاع الــدول ‪ 11‬يف الدوحــة وأصــدر‬ ‫بيانــه الختامــي مــن قبــل الواليــات‬ ‫املتحــدة وفرنســا وبريطانيــا وأملانيــا‬ ‫وإيطاليــا والســعودية ومــر واألردن‬ ‫وقطــر واإلمــارات وتركيــا‪ ،‬مــع تأكيــد‬ ‫الــدول األساســية الداعمــة للمعارضــة‬ ‫الســورية بفتــح البــاب أمــام زيــادة تســليح‬ ‫املعارضــة الســورية مــن أجــل اســتعادة‬ ‫كل ذلــك‬ ‫التــوازن عــى األرض مــع النظــام‪ّ .‬‬ ‫يــأيت متهيــدا ً للدفــع نحــو حــل ســلمي‬ ‫عــى أســاس مبــادئ مؤمتــر جنيــف‪.‬‬ ‫وجــاء اعتــاد مقاربــة خالّقــة للتأكيــد‬ ‫بدعــم املعارضــة عســكرياً وسياســياً مــع‬

‫تــرك الحريــة لــكل بلــد‪ .‬اعتمــد االجتــاع‬ ‫قــرارات رسيــة لتغيــر ميــزان القــوى يف‬ ‫ســوريا‪ ،‬وأورد البيــان الختامــي الجتــاع‬ ‫“أصدقــاء ســوريا” أن وزراء خارجيــة‬ ‫املجموعــة قــرروا “إرســال جميــع املع ـ ّدات‬ ‫بشــكل عاجــل‪،‬كل دولــة حســب طريقتهــا‪،‬‬ ‫وذلــك لتمكــن املعارضــة املســلحة مــن‬ ‫مواجهــة الهجــات الوحشــية للنظــام‬ ‫وحلفائــه‪ ،‬وحاميــة املدنيــن الســوريني‪.‬‬ ‫تضـ ّم املجموعــة الواليــات املتحــدة وفرنســا‬ ‫وبريطانيــا وأملانيــا وإيطاليــا والســعودية‬ ‫ومــر واألردن وقطــر واإلمــارات وتركيــا‪،‬‬ ‫أدانــت هــذه الــدول مشــاركة مقاتلــن مــن‬ ‫حــزب اللــه وإي ـران والع ـراق يف القتــال اىل‬ ‫جانــب النظــام الســوري‪ ،‬وطالبــت هــؤالء‬ ‫املســلحني بـ ”االنســحاب فــورا ً” من ســوريا‪.‬‬ ‫هــذا ويرتقّــب الســوريون خ ـرا ً مــن هــذه‬ ‫القـرارات التــي صــدرت عــن الــدول الـــ ‪،11‬‬ ‫علّهــا تدفــع باملواجهــات قدمــاً إىل األمــام‬ ‫وتســقط هــرم الطغــاة بســقوط أعتاهــا‪،‬‬ ‫وتطــوي صفحــة داميــة مــن صفحــات‬ ‫التاريــخ األكــر وحشــي ًة وقتـاً عــى أبــواب‬ ‫القــرن الحــادي والعرشيــن‪.‬‬

‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫‪ -3‬األرض المحروقة‬ ‫‪ -4‬مثلث المجتمع السوري الجديد‬ ‫‪ -5‬ما الهدف من تسليح المعارضة؟؟‬ ‫‪ -6‬الشعب يريد‪...‬‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات ‪ -‬سجناء الـربيـع‬ ‫‪ -9‬هل المعارضة السورية مؤهلّة للحكم؟؟‬ ‫‪ -10‬فيسبوك‪:‬‬ ‫فضا ٌء عام يع ّج باألخطار‬ ‫‪ -11‬إدلب الخضراء‬ ‫‪ -12‬النازية اإليرانية األرية الفارسية‬ ‫‪ -13‬حكايا المسافر (حكايات الجدران)‬ ‫‪ -14‬الزبداني‪ ..‬لوحة فنان‬ ‫‪ -15‬فواصل ‪ -‬عضة الثعبان‬

‫‪2‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫األرض المحروقة‬

‫أوكسجين | محمد الصفدي‬

‫يتّبــع نظــام الطاغيــة اليــوم إضافــة إىل‬ ‫وحشــيته وهمجيتــه يف القتــل والدمــار‪ ،‬آليــة‬ ‫جديــدة عــر األرض املحروقــة‪ .‬وهــو مصطلــح‬ ‫قديــم يعنــي سياســة "األرض املحروقــة"‪ ،‬وهــي‬ ‫اسـراتيجية عســكرية أو طريقــة عمليــات يتـ ّم‬ ‫فيهــا إحــراق أي يشء ســيق ّيد العــدو عنــد‬ ‫التّقــدم أو الرتاجــع يف منطقــة مــا‪ .‬يف األصــل‬ ‫كان املصطلــح يشــر إىل إحــراق املحاصيــل‬ ‫الزراعيــة ملنــع العــدو مــن االســتفدة منهــا‬ ‫كمؤونــة‪ ،‬أمــا اآلن فهــو يشــر إىل إحــراق‬ ‫املنتوجــات الغذائيــة وتدمــر الهياكل األساســية‬ ‫مثــل املــأوى والنقــل واالتصــاالت واملــوارد‬ ‫الصناعيــة‪ .‬قــد يطبــق الجيــش هــذه السياســة‬ ‫يف أرض العــدو أو يف أرضــه الخاصــة‪ .‬ميكــن‬ ‫للمفهــوم أن يتداخــل بتدمــر مــوارد العــدو‬ ‫بشــكل عقــايب‪ ،‬وهــو مــا يحــدث كاس ـراتيجية‬ ‫بحتــة ألســباب سياســية بــدالً مــن االسـراتيجية‬ ‫التنفيذيــة‪ .‬تدمــر اإلمــدادات الغذائيــة‬ ‫للســكان املدنيــن يف منطقــة الـراع قــد ُحظــر‬ ‫مبوجــب الربوتوكــول األول التفاقيــات جنيــف‪،‬‬ ‫نصــت املــادة ‪ 54‬منــه عــى مايــي‪:‬‬ ‫والــذي ّ‬ ‫"حاميــة األعيــان واملــواد التــي ال غنــى عنهــا‬ ‫لبقــاء الســكان املدنيــن"‪ -1 .‬يحظــر تجويــع‬

‫املدنيــن كأســلوب مــن أســاليب الحــرب‪-2 .‬‬ ‫يحظــر مهاجمــة أو تدمــر أو نقــل أو تعطيــل‬ ‫األعيــان واملــواد التــي ال غنــى عنهــا لبقــاء‬ ‫الســكان املدنيــن‪ ،‬ومثالهــا املــواد الغذائيــة‬ ‫واملناطــق الزراعيــة التــي تنتجهــا‪ ،‬واملحاصيــل‬ ‫واملاشــية ومرافــق ميــاه الــرب وشــبكاتها‬ ‫وأشــغال الــري‪ ،‬إذا تحــ ّدد القصــد مــن ذلــك‬ ‫يف منعهــا عــن الســكان املدنيــن أو الخصــم‬ ‫لقيمتهــا الحيويــة مهــا كان الباعــث‪ ،‬ســوا ًء‬ ‫كان بقصــد تجويــع املدنيــن أو لحملهــم عــى‬ ‫النــزوح أو ألي باعـ ٍ‬ ‫ـث آخــر‪ -3 .‬ال يطّبــق الحظر‬ ‫الــوارد يف الفقــرة الثانيــة عــى مــا يســتخدمه‬ ‫الخصــم مــن األعيــان واملــواد التــي تشــملها‬ ‫تلــك الفقــرة‪ :‬أ ) زادا ً ألفــراد قواتــه املســلحة‬ ‫وحدهــم‪ .‬ب) وإن مل يكــن زادا ً فدعـاً مبــارشا ً‬ ‫لعمــل عســكري‪ ،‬رشيطــة أالّ تتّخــذ مــع ذلــك‬ ‫حيــال هــذه األعيــان واملــواد يف أي حــال مــن‬ ‫األحــوال إجـراءات قــد يتوقــع أن تــدع الســكان‬ ‫املدنيــن مبــا ال يغنــي عــن مــأكل ومــرب‬ ‫عــى نحــو يس ـ ّبب مجاعتهــم أو يضطرهــم إىل‬ ‫النــزوح‪ -4 .‬ال تكــون هــذه األعيــان واملــواد‬ ‫محــاً لهجــات الــردع‪ -5 .‬يســمح مراعــا ًة‬ ‫للمتطلبــات الحيويــة ألي طــرف يف النـزاع مــن‬ ‫أجــل الدفــاع عــن إقليمــه الوطنــي ضــد الغــزو‪،‬‬ ‫بــأن يــرب طــرف النـزاع صفحـاً عــن الحظــر‬

‫الــوارد يف الفقــرة الثانيــة‪ ،‬يف نطــاق مثــل ذلــك‬ ‫اإلقليــم الخاضــع لســيطرته إذا أملــت ذلــك‬ ‫رضورة عســكرية ملّحــة‪ .‬لقــد حرمــت املــادة‬ ‫الســابقة إلتفاقيــات جنيــف إحـراق املحاصيــل‬ ‫الزراعيــة التــي يعتمــد عليهــا املدنيــون يف‬ ‫معيشــتهم ومأكلهــم بالدرجــة األوىل‪ ،‬لكــن‬ ‫مــا يحــدث يف الزبــداين اليــوم مــن إحــراق‬ ‫للبســاتني والحقــول واألشــجار املثمــرة‪ ،‬مــع‬ ‫القصــف اليومــي املســتمر والعنيــف للزبــداين‬ ‫وملناطــق النــزوح حولهــا لهمجيــة مل يعرفهــا‬ ‫التاريــخ‪ .‬وأضْ َحــت حقولهــا مسـ ٍ‬ ‫ـاحات ســوداء‬ ‫بعــد أن كانــت جنــات خـراء تزدخــر بالحيــاة‬ ‫والثــار والبــر‪ .‬لقــد اعتــاد نظــام الطاغيــة‬ ‫التدمــر‪ ،‬ومل يــرك شــيئاً إالّ وفتــك بــه‪ ،‬وذلــك‬ ‫عقابــاً للمناطــق واملــدن الثائــرة‪ .‬ونفّــذوا‬ ‫حرفيــاً مقوالتهــم الرباغامتيــة ومنهــا‪" :‬األســد‬ ‫أو نحــرق البلــد"‪ .‬نعــم لقــد أحرقــوا ســوريا‬ ‫جميعهــا‪ ،‬مبدنهــا وســاكنيها‪ ،‬بأريافهــا وغوطتهــا‬ ‫الغ ّنــاء التــي تح ـ ّدث التاريــخ عنهــا‪ .‬مل يرتكــوا‬ ‫حجــرا ً عــى حجــر‪ ...‬وال أرواحــاً برشيــة‪...‬‬ ‫وال حيوانــات‪ ...‬حتــى القطــط مل تنجــو مــن‬ ‫حرابهــم وآالت قتلهــم‪ .‬إن كل يشء يف مزرعــة‬ ‫األســد يقــع ضمــن ملكيتــه هــو ورعيتــه‪...‬‬ ‫ومــن شــابه أبــاه مــا ظلــم‪.‬‬

‫حماه | حرق المحاصيل الزراعية من قبل جيش األسد‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫‪3‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫مثلث المجتمع السوري الجديد‬

‫أوكسجين | عناة‬ ‫إن املثلــث الفكــري للمجتمعــات التــي تناشــد التطــور الحضــاري‬ ‫يكــون مــن خــال تحقيــق العدالــة يف املجتمــع املــدين وتطبيــق حقــوق‬ ‫اإلنســان و إرســاء أســس الدميقراطيــة‪ .‬يــأيت‬ ‫أوالً املجتمــع املــدين‪ :‬و هــو مجتمــع املؤسســات األهليــة التــي ت ـرادف‬ ‫مؤسســات الدولــة الرســمية‪ .‬وتشــمل املياديــن السياســية واالجتامعيــة‬ ‫والثقافيــة واملهنيــة‪.‬‬ ‫ثاني ـاً حقــوق اإلنســان‪ :‬وهــي الحقــوق األساســية لإلنســان يف التمتّــع‬ ‫بالعيــش الكريــم‪ ،‬وضــان الحريــة‪ ،‬وصــون الكرامــة للمواطــن‪ ،‬وتوفّــر‬ ‫العدالــة يف حصولــه عــى حقوقــه كاملــة غــر منقوصــة‪.‬‬ ‫ثالث ـاً الدميقراطيــة‪ :‬و هــي املشــاركة الشــعبية بكافــة فئاتهــا يف ات ّخــاذ‬ ‫الق ـرار مــع القبــول بالتعدديــة ضمــن امل ّكــون االجتامعــي‪.‬‬ ‫أ ّمــا املجتمــع املــدين (‪ :)civil society‬تتفــق الدراســات األكادمييــة‬ ‫عــى أن املجتمــع املــدين هــو مجموعــة التنظيــات التطوعيــة الحــــ ّرة‬ ‫التــي متــأ املجــال العــام بــن األرسة والدولــة‪ ،‬أي بــن مؤسســات القرابــة‬ ‫ومؤسســات الدولــة التــي ال مجــال لالختيــار يف عضويتهــا‪ .‬وتنشــأ هــذه‬ ‫التنظيــات لخدمــة املجتمــع‪.‬‬ ‫المق ّومات األساسية للمجتمع المدني‪:‬‬ ‫‪1‬ـ الطوعيــة‪2 .‬ـ التنظيــم ضمــن املؤسســات‪3 .‬ـ االســتقاللية عــن‬ ‫الدولــة‪4 .‬ـ خـــــــــدمة الصالــح العــام‪5 .‬ـ عــدم الســعي للســلطة‪ .‬يقــوم‬ ‫املجتمــع املــدين عــى الطوعيــة والتنظيــم يف أطــر مؤسســاتية نذكــر‬ ‫منهــا‪ :‬ـ املنظــات غــر الحكوميــة الدفاعيــة والتنمويــة كمركــز حقــوق‬ ‫اإلنســان وحقــوق املــرأة‪ .‬ـ النقابــات املهنيــة والعامليــة‪ .‬ـ الجمعيــات‬ ‫األهليــة والتعاونيــة‪ .‬ـ نــوادي الهيئــات التدريســية‪ .‬ـ مراكــز البحــوث‬ ‫والدراســات والجمعيــات الثقافيــة‪ .‬ـ الصحافــة الحــرة وأجهــزة اإلعــام‬ ‫والنــر الحــر‪.‬‬

‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫دور ووظائف المجتمع المدني‪:‬‬ ‫إن دور مؤسســات املجتمــع املــدين هــو تنميــة اإلنســان‪ ،‬وبــثّ روح‬ ‫الثقافــة الدميقراطيــة والتعايــش الســلمي‪ ،‬باإلضافــة إىل تنظيــم وتفعيــل‬ ‫مشــاركة النــاس بكافــة فئاتهــم وانتامءاتهــم يف تقريــر مصائرهــم‪،‬‬ ‫يجســد فكــرة‬ ‫ومواجهــة السياســات التــي تؤثّــر يف معيشــتهم‪ .‬بالتــايل ّ‬ ‫املواطنــة أو يُبنــى عــى املواطنــة‪ ،‬حيــث أن بنــاء املؤسســات يتطلــب‬ ‫أفــرادا ً قادريــن عــى التحكّــم بحياتهــم وإدارة أمورهــم‪ .‬واملواطنــة‬ ‫هــي أســاس تطــ ّور األنظمــة الدميقراطيــة التــي تــؤدي بالــرورة إىل‬ ‫زيــادة تفعيــل املؤسســات املجتمعيــة‪ ،‬وفيهــا يتحــول الفــرد مــن خاضــع‬ ‫للنظــام الســيايس إىل صانــع لــه‪.‬‬

‫أهم وظائف المجتمع المدني‪:‬‬ ‫تجميــع املصالــح وتوســيع قاعــدة املهتمــن باملصلحــة العامــة‪ ،‬مــع‬ ‫خلــق التعــاون والعمــل الجامعــي املنظــم‪ ،‬الحـ ّد مــن النزعــة الفرديــة‪،‬‬ ‫زيــادة الــروة وتحســن األوضــاع‪ ،‬حســم وحــل الرصاعــات‪ ،‬وإشــاعة‬ ‫الثقافــة الدميقراطيــة‪ .‬ويكــون املجتمــع املــدين امليــزان الــذي يحقّــق‬ ‫التــوازن بــن الفــرد والدولــة ويقلّــص مــن هيمنتهــا عــى املجتمــع‪.‬‬ ‫ويخ ّفــف مــن ح ـ ّدة االضطرابــات السياســية‪ .‬كــا أنهــا تغطــي نقــص‬ ‫الدولــة يف تلبيــة حاجــات املواطنــن‪ ،‬ومتنــع انتهــاك حقــوق اإلنســان مــن‬ ‫أي طــرف كان‪ ،‬حيــث يبقــى اإلنســان فــوق أي اعتبــار‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫مقال رأي‬

‫ما الهدف من تسليح المعارضة؟؟‬ ‫رأي | عمر الخطاب‬

‫لقــد بــدأت الثــورة بالحناجــر وبإمكانيــات‬ ‫ذاتيــة‪ ،‬لتتحــول تدريجي ـاً و بتآمــر محــي و‬ ‫عــريب و دويل إىل ثــورة مســلحة‪ ،‬تعتمــد كليّـاً‬ ‫عــى التمويــل الخارجــي لتحــدث "حســاً‬ ‫عســكرياً"‪ .‬هــذا األمــر يجــب أن نعــرف بــه‬ ‫ونفهمــه‪ ،‬حتــى نســتطيع أن نجــد الحلــول‬ ‫املناســبة التــي تضمــن اســتمرار الثــورة‪ ،‬و‬ ‫ال تجعلهــا ورقــة للتالعــب أو املســاومة‪ .‬إذا‬ ‫أردنــا أن نعيــد الثــورة إلمكانياتنــا الذاتيــة‬ ‫فعلينــا أن نحلّــل بشــكل ســليم هــذه‬ ‫اإلمكانيــات مــن أجــل االســتمرار‪ .‬و الســؤال‬ ‫الــذي يطــرح نفســه هــو‪ :‬هــل أُحــر َِج‬ ‫العــامل أمــام مئــات اآلالف مــن الشــهداء‬ ‫وماليــن امله ّجريــن ومئــات األلــوف مــن‬ ‫املعاقــن واملعتقلــن فقــ ّرر تســليح الثــورة‬ ‫الســورية؟‪ ..‬أم أن وراء األك ّمــة مــا وراءهــا‬ ‫!؟‪..‬ال يخفــى عــى أحــد أن املفاوضــات‬ ‫ألي‬ ‫السياســيّة الدوليّــة ليســت خاضعــة ّ‬ ‫إحــراج‪ ،‬و القضيــة هــي فــرض مصالــح‬ ‫هــذه القــوى ووضــع أوراق عــى الطاولــة‬ ‫لتحقيــق هــذه املصالــح و الســيطرة عــى‬ ‫القـرار الوطنــي و الســيادي‪ .‬و اليــوم تخــرج‬ ‫علينــا الــدول الكــرى بق ـرار تســليح الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬واملعــروف أن الحســم يف ســوريا ال‬ ‫ميكــن أن يتحقــق بتقويــة طــرف عــى طــرف‬

‫وال بتفــوق عتــاد عــى عتــاد ‪،‬الحســم ال يتـ ّم‬ ‫ّإل عــى الطريقــة الليبيــة‪ ،‬وذلــك بقيــام‬ ‫مقاتــات عســكريّة بــرب القــوة الرئيســية‬ ‫للجســم العســكري للنظــام و تبديــد قوتــه‪،‬‬ ‫و تفكيــك شــبكات اتصالــه‪ ،‬وقطــع طــرق‬ ‫شــل نقــاط التحكّــم والســيطرة‬ ‫إمــداده‪ ،‬و ّ‬ ‫بالســاح‬ ‫لهــذا الجســم‪ .‬أ ّمــا إمــداد املقاتلــن ّ‬ ‫و هــو ال يعــدو عــن كونــه ســاحاً عاديــاً‬ ‫مــن مخلّفــات القــرن املــايض ‪ -‬و حتــى لــو‬ ‫كان نوعيــاً ‪ -‬فلــن يحســم املعركــة‪ .‬أجــزم‬ ‫أن أحــدا ً يف العــامل يســعى لحســم املعركــة‬ ‫لكــن‬ ‫عــى األقــل يف املرحلــة الراهنــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هنــاك ســاح سيســلم للمعارضــة فهــل هــذا‬

‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫الســاح ســيكون للحســم أم أنــه ســيكون‬ ‫إلطالــة أمــ ِد املعركــة؟ ســؤال نرتكــه برســم‬ ‫اإلجابــة لأليــام القادمــة‪ .‬و مث ّــة مشــكلة‬ ‫أخــرى ملــن ُســيعطى هــذا الســاح؟ و‬ ‫هــل ســيكون وســيلة للتح ّكــم بالعســكريني‬ ‫داخــل ســوريا وابتزازهــم للتنــازل ضمــن‬ ‫رؤيــة النظــام القــادم املت ّفــق عليــه!؟ مبعنــى‬ ‫أوضــح رفــع الحظــر يعطــي هامش ـاً أوســع‬ ‫لألمريكيــن واألوروبيــن يف التح ّكــم بصــرورة‬ ‫املفاوضــات‪ ،‬كــا ال يخفــى علينــا أنــه ورقــة‬ ‫هامــة أيضــاً لكســب و ّد بعــض الفصائــل‬ ‫العســكرية مــن أجــل رضبهــا ببعضهــا حــن‬ ‫تــزداد قــوة فصيــلٍ مــا ال يتناســب مــع مــا‬ ‫يريــدون‪ .‬كــا وأن رفــع الحظــر عــن الســاح‬ ‫هــو ورقــة سياســية للضغــط عــى املوقــف‬ ‫الــرويس وأطامعــه يف تشــكيل محــور جديــد‪،‬‬ ‫وهــو يعكــس إرادة غربيــة يف التحكّــم‬ ‫بغــرور الــروس وأطامعهــم ومــن خلفهــم‬ ‫اإليرانيــون‪ .‬يبقــى الســؤال األهــم‪ :‬هــل‬ ‫علينــا أن نرفــض هــذا الســاح؟ و مــا هــي‬ ‫البدائــل؟ وكيــف ميكــن أن يتحــول رفــع‬ ‫الحظــر إىل فائــدة لنــا ال علينــا؟ هــذا الســاح‬ ‫هــو أصــاً ليــس مو ّجهــاً لنــا لنقبلــه أو‬ ‫نرفضــه‪ ،‬بــل هــو مو ّجــه (لكتائــب محـ ّددة)‬ ‫إلحــداث رشخ بــن ســائر الكتائــب وبــن‬ ‫الســوريني أنفســهم‪ ...‬واللــه أعلــم!‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫الشعب يريد‪...‬‬

‫أوكسجين | نيرمين عبدالرؤوف‬

‫يف درعــا البلــد‪ ...‬و عــى جــدار مدرســة األربعــن‪ ...‬كتــب مجموعــة‬ ‫مــن الطــاب حوارهــم الخــاص مــع النظــام‪" :‬الشــعب يريــد إســقاط‬ ‫النظــام" و "إجــاك الــدور يــا دكتــور"‪ ،‬فكانــت تلــك الــرارة التــي‬ ‫أشــعلت الثــورة‪ .‬كان ذلــك يف ‪ ،11 / 2 / 24‬قــام األمــن عــى إثرهــا‬ ‫باعتقــال خمســة عــر طالبــاً‪ .‬يف ســوق الحميديــة يف ‪11 / 3 / 15‬‬ ‫خرجــت مظاهــرة دعــت إىل اإلصــاح وإطــاق الحريــات وهتفــت‪:‬‬ ‫الثــوري‬ ‫«وينــك يــا ســوري وينــك»‪ ،‬إال أن انطالقــة الثــورة مبعناهــا‬ ‫ّ‬ ‫كانــت يف «جمعــة الكرامــة» بتاريــخ ‪ ،11 / 3 / 18‬حــن خرجــت‬ ‫املظاهـرات يف مــدن درعــا ودمشــق وحمــص وبانيــاس ضــد االســتبداد‬ ‫والفســاد وكبــت الحريــات‪ ،‬و إثــر اعتقــال األطفــال والتعذيــب الــذي‬ ‫تع ّرضــوا لــه‪ .‬قابلهــا األمــن بوحشــية خصوصــاً يف درعــا‪ ،‬وتحولــت‬ ‫املظاهــرات لباقــي األســبوع إىل أحــداث داميــة أ ّدت إىل مقتــل ‪100‬‬ ‫متظاهــر يف نهايــة األســبوع بحســب منظــات حقوقيــة‪ .‬يف ‪11 / 3 / 25‬‬ ‫انتــرت املظاهـرات لتعـ ّم العـرات مــن مــدن ســوريا تحــت شــعار‪:‬‬ ‫«جمعــة العــزة»‪ ،‬لتشــمل جبلــة وحــاة والالذقيــة ومناطــق عــ ّدة‬ ‫يف دمشــق وريفهــا‪ ،‬يف الزبــداين ودومــا وداريــا والقابــون‪ .‬واســت ّمرت‬ ‫بعدهــا بالتوســع شــيئاً فشــيئاً أســبوعاً بعــد أســبوع‪ .‬تأ ّججــت هــذه‬ ‫االحتجاجــات متأثــرة بثــورات الربيــع العــريب يف مــر وتونــس‪،‬‬ ‫قادهــا ش ـبّان ســوريون طالبــوا بإج ـراء إصالحــات سياســية واقتصاديــة‬ ‫واجتامعيــة رافعــن شــعار‪« :‬اللــه‪ ...‬ســوريا‪ ...‬حريــة وبــس»‪ّ ،‬إل أن‬ ‫قــوات األمــن والنظــام التــي ُعرفــت «بالشــبيحة» واجهــت ســلميتهم‬ ‫بالنــار والرصــاص فتحــول الشــعار إىل‪« :‬إســقاط النظام»‪.‬أنكــرت‬ ‫الحكومــة الســورية شــعبية هــذه االحتجاجــات‪ ،‬وأعلنــت أنهــا مــن‬ ‫تنفيــذ عصابــات إرهابيــة هدفهــا زعزعــة األمــن واالســتقرار‪ ،‬و بأنهــا‬ ‫مؤامــرة خارجيــة تســعى إىل النيــل مــن ســوريا املامنعة‪.‬حــاول بشــار‬ ‫األســد اســتعادة زمــام األمــور عــر مجموعــة مــن اإلجــراءات‪ ،‬كان‬ ‫أولهــا اإلفـراج عــن ‪ 260‬معتقـاً سياســياً أغلبهــم مــن اإلســاميني‪ .‬كــا‬ ‫وقــ ّررت القيــادة زيــادة رواتــب العاملــن يف الدولــة‪ ،‬وتــم إصــدار‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫قانــون األحـزاب الــذي يتيــح التعدديــة السياســية يف البــاد‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫تشــكيل حكومــة جديــدة بعــد اســتقالة حكومــة عطــري‪.‬يف ‪3 / 31‬‬ ‫‪ 11 /‬ألقــى بشــار األســد خطابــاً يف أول ظهــور علنــي لــه منــذ بــدء‬ ‫االحتجاجــات‪ ،‬تح ـ ّدث فيــه عــن إصالحــات يعتــزم القيــام بهــا‪ ،‬إال أن‬ ‫املظاهـرات اســتمرت‪ ،‬وتحــت الضغــط املتزايــد تــم اإلعــان عــن منــح‬ ‫الجنســية الســورية للمواطنــن األكــراد بعــد حرمانهــم منهــا لعقــود‬ ‫يف محاولــة لكســبهم إىل جانبــه‪ .‬يف ‪ 11/04/21‬أصــدر مرســوماً برفــع‬ ‫حالــة الطــوارئ املعمــول بهــا منــذ عــام ‪ ،1963‬لكنــه أبقــى عــى‬ ‫قانــون الطــوارئ موجــودا ً وقابـاً إلعــادة التفعيــل‪ ،‬ووصــل اإلصــاح إىل‬ ‫الدســتور الســوري يف ‪ 2011/10/15‬حــن ش ـكّل الرئيــس لجنــة إعــادة‬ ‫كتابــة الدســتور‪ ،‬ومتّــت املصادقــة عليــه يف اســتفتاء شــعبي بتاريــخ‬ ‫‪ 2012/02/26‬رغــم أنــه القــى الكثــر مــن النقــد خصوصـاً فيــا يتعلــق‬ ‫بفصــل الســلطات والصالحيــات الواســعة لرئيــس الجمهورية‪.‬رغــم‬ ‫هــذه الخطــوات‪ ،‬مل تختلــف طريقــة التعامــل مــع املظاه ـرات‪ ،‬حيــث‬ ‫اســت ّمر قمــع هــذه التظاه ـرات بالقــوة والرصــاص وتزايــد معهــا عــدد‬ ‫القتــى الــذي وصــل يف بعــض الجمــع إىل ‪ 150‬قتيــل‪ .‬بدايــة العمليــات‬ ‫العســكرية كانــت يف تاريــخ ‪ ،2011/04/25‬حيــث أطلــق الجيــش‬ ‫عمليــات عســكرية واســعة يف درعــا ودومــا هــي األوىل مــن نوعهــا‪،‬‬ ‫أ ّدت إىل مقتــل عــرات األشــخاص معظمهــم مــن املدنيــن جــ ّراء‬

‫القصــف والحصــار‪ .‬تكــررت هــذه الحمــات يف ع ـ ّدة مناطــق أخــرى‪،‬‬ ‫اســتخدم النظــام يف عملياتــه العســكرية تلــك مختلــف اآلليــات الربيــة‬ ‫الثقيلــة مثــل الدبابــات واملدرعــات‪ ،‬معتمــدا ً أســلوب محــارصة املــدن‬ ‫وإغــاق مداخلهــا ثــم اجتياحهــا عســكرياً‪ .‬يف املقابــل كان الجيــش الحــر‬ ‫ينصــب الكامئــن ويدخــل يف اشــتباكات خفيفــة متكــررة مــع القــوات‬ ‫النظاميــة ملحق ـاً بهــا خســائر كبــرة ومج ـرا ً إياهــا عــى االنســحاب‬ ‫مــن بعــض املناطــق يف أحيــان أخــرى‪ ،‬إال أنــه كان يفقــد صمــوده‬ ‫ويضطــر إىل االنســحاب مــن مواقعــه أمــام حمــات النظــام الكبــرة‬ ‫بســبب عــدم تــوازن القــوى‪ .‬مــع تصاعــد حــدة العمــل املســلح‪ ،‬دخــل‬ ‫ســاح الجــو إىل املعركــة‪ ،‬حيــث ا ُســتعملت املروحيــات القتاليــة‪ ،‬فــكان‬ ‫يقــوم فقــط بتدمــر عشــوايئ انتقامــي للمــدن والقــرى دون اســتهداف‬ ‫مواقــع عســكرية للثــوار‪ .‬يف أوائــل شــهر حزيـران أعلــن املقــدم حســن‬ ‫وأســس أول تنظيــم عســكري‬ ‫هرمــوش انشــقاقه عــن الجيــش الســوري‪َّ ،‬‬

‫‪6‬‬


‫للمنشــقني وهــو مــا أســاه "حركــة الضبــاط األح ـرار"‪ ،‬تــاه بشــهرين‬ ‫اإلعــان عــن تنظيــم ثــانٍ هــو الجيــش الســوري الحــر بقيــادة العقيــد‬ ‫املنشــق ريــاض األســعد‪.‬يف ‪ 11 / 8 / 18‬حــدث تصعيــد غــر مســبوق يف‬ ‫مواقــف الــدول الغربيــة مــن االحتجاجــات‪ ،‬فبعــد خمســة شــهور مــن‬ ‫االكتفــاء بإدانــة القمــع؛ أعلنــت فرنســا وبريطانيــا وأملانيــا واالتحــاد‬ ‫األورويب وكنــدا والواليــات املتحــدة األمريكيــة يف وقــت واحــد أن عــى‬ ‫الرئيــس الســوري بشــار األســد التنحــي عــى الفــور بعــد أن "فقــد‬ ‫رشعيتــه بالكامــل"‪ .‬يف ‪ 11 / 10 / 4‬ق ّدمــت بريطانيــا وفرنســا وأملانيــا‬ ‫والربتغــال إىل مجلــس األمــن مــروع قــرار يديــن النظــام الســوري‬ ‫ويطالبــه باح ـرام حقــوق اإلنســان والبــدء بإصالحــات سياســية‪ ،‬غــر‬ ‫أن اســتخدام روســيا والصــن حــق النقــض أجهضــت املــروع‪ .‬يف ‪16‬‬ ‫‪ 11 / 10 /‬عقــد وزراء الخارجيــة العــرب اجتامعــاً طارئــاً يف القاهــرة‪،‬‬ ‫توصلــوا بعــده إىل منــح مهلــة ‪ 15‬يوم ـاً للنظــام الســوري لبــدء حــوار‬ ‫تأســس‬ ‫مــع املعارضــة يَحــل األزمــة املتفاقمــة يف البــاد‪.‬يف ‪ّ ،11 / 10 / 2‬‬ ‫املجلــس الوطنــي الســوري الــذي ا ُعــرف بــه ممثـاً رشعيًــا للمعارضــة‬ ‫الســورية‪ .‬يف ‪ 11 / 11 / 16‬علّقــت الجامعــة عضويــة ســوريا وفرضــت‬ ‫عليهــا عقوبــات اقتصاديــة‪ ،‬ثــم وافقــت الحكومــة الســورية عــى نــر‬ ‫مراقبــن تابعــن لجامعــة الــدول العربيــة يف البــاد‪ .‬وبحســب الهيئــة‬ ‫العامــة للثــورة الســورية أن ‪ 771‬قتيـاً ســقطوا يف حمــص وحدهــا خالل‬ ‫فــرة مهــل الجامعــة العربيــة للنظــام الســوري‪.‬يف ‪ 12 / 1 / 23‬طرحــت‬ ‫الجامعــة العربيــة مبــادرة جديــدة لحــل األزمــة يف ســوريا‪ ،‬تقــي‬ ‫بتشــكيل حكومــة وطنيــة‪ ،‬ويســلم بشــار األســد الحقـاً كامــل صالحياتــه‬ ‫إىل نائبــه‪ ،‬غـ َر أن الحكومــة رفضتهــا‪ .‬يف ‪ 12 / 2 / 4‬اســتخدمت كل مــن‬ ‫روســيا والصــن "الفيتــو" للمــرة الثانيــة ضــد قـرار عــريب يديــن العنــف‬ ‫ويدعــم خطــة الجامعــة العربيــة لتســوية األوضاع‪.‬مــع بدايــة ‪7 / 15‬‬ ‫‪ 12 /‬اندلعــت معركــة غوطــة دمشــق‪ ،‬تلتهــا عمليــة بــركان دمشــق‬ ‫وزل ـزال ســوريا‪ ،‬الــذي كان مــن فصولــه تفجــر مبنــى األمــن القومــي‬ ‫الســوري الــذي أودى بحيــاة أركان مــن النظــام أمثــال وزير الدفــاع داود‬ ‫راجحــة و آصــف شــوكت‪ .‬يف ‪ 12 / 7 / 22‬بــدأ لــواء التوحيــد معركــة‬ ‫مدينــة حلــب‪ .‬ومــع تــردي الوضــع وانعــدام األفــق الســيايس للحــل‬ ‫اســتقال كــويف عنــان‪ ،‬وخلفــه األخــر اإلبراهيمي‪.‬أســباب الثورة‪:‬اســتلم‬ ‫حــزب البعــث الســلطة يف ســوريا بانقــاب عســكري عــرف باســم ثــورة‬ ‫الثامــن مــن آذار عــام ‪ ،1963‬تــاه انقــاب عســكري آخــر ُعــرف باســم‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫تحقيق‬ ‫الحركــة التصحيحيــة عــام ‪ ،1970‬أوصلــت وزيــر الدفــاع حافــظ األســد‬ ‫إىل الســلطة‪ .‬أســس األســد نظا ًمــا قويًــا معتم ـ ًدا عــى القبضــة األمن ّيــة‬ ‫داخل ًيــا وسلســلة مــن التحالفــات ضمنــت لــه أن يكــون أطــول حاكــم‬ ‫للبــاد‪ ،‬ا ُنتخــب خاللهــا أربــع واليــات بنســبة ‪ %100‬مــن األصــوات‪،‬‬ ‫وكفــل دســتور ‪ 1973‬الــذي أصــدره صالحيــات واســعة لــه‪ .‬يف ‪1979‬‬ ‫انطلــق يف البــاد مــا عــرف باســم "احتجاجــات النقابــات العامليــة"‪،‬‬ ‫التــي تحولــت الح ًقــا لصــدام عســكري امت ـ ّد حتــى ‪ 1982‬ارتكبــت يف‬ ‫ختامــه مجــزرة حــاه ضمــن أحــداث ‪.1982 - 1979‬يف ‪00 / 7 / 10‬‬ ‫رئيســا بعــد تعديــل دســتوري ليتم ّكــن مــن الرتشــح‪،‬‬ ‫غــدا بشــار األســد ً‬ ‫تســاهل الحاكــم الجديــد مــع النشــاطات السياس ـ ّية الغــر الجبهويــة‬ ‫وعرفــت تلــك املرحلــة باســم ربيــع دمشــق؛ كذلــك اتجهــت الدولــة‬ ‫نحــو تحريــر االقتصــاد وتنميــة املجتمــع املــدين؛ غــر أن مرحلــة االنفتاح‬ ‫الســيايس رسعــان مــا انتهــت باعتقــال أغلــب رمــوز ربيــع دمشــق أو‬ ‫هربهــم خــارج البالد‪.‬بشــكل عــام‪ ،‬طــوال الســنوات األحــد عــر التــي‬ ‫قضاهــا بشــار األســد يف الســلطة‪ ،‬ت ـ ّم الحفــاظ عــى النظــام كــا هــو‬ ‫مــن ناحيــة دور حــزب البعــث يف "قيــادة الدولــة واملجتمــع"‪ ،‬واحتــكار‬ ‫العائلــة الحاكمــة وأقاربهــا للمناصــب العليــا‪ ،‬وتســلط األجهــزة األمنيــة‪،‬‬ ‫والرقابــة املســبقة االتصــاالت‪ ،‬وغيــاب معارضــة سياس ـيّة‪ ،‬فض ـاً عــن‬ ‫االعتقــال التعســفي‪ .‬وبشــكل عــام مــن ناحيــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬صنفت‬ ‫"هيومــن رايتــس ووتــش" ســوريا يف املركــز ‪ 154‬عامل ًيــا‪ ،‬وظـ ّـل االقتصــاد‬ ‫يعــاين مــن آفــات ج ّمــة‪ ،‬حيــث أفــادت إحصائيــات رســمية بــأن ‪%41.5‬‬ ‫مــن مجمــوع املواطنــن تحــت خــط الفقــر ومعــدل دخلهــم أقــل مــن‬ ‫دوالريــن يف اليــوم‪ .‬هــذا الفقــر يــؤدي إىل العــزوف عــن التعليــم وهــو‬ ‫مــا يســاهم بــدوره يف ارتفــاع نســبة البطالــة وتركّــز عاملــة الســوق عــى‬ ‫الكفــاءات الضعيفــة‪ ،‬وانخفــاض مســتوى الدخل‪.‬عامــان عــى انطالقــة‬ ‫املــارد الســوري‪ ،‬و عــدد القتــى تجــاوز ‪ 80‬ألفـاً بينهــم ‪ 15‬ألــف طفــل‬ ‫وامــرأة‪ ،‬و تســتمر الثــورة و يبقــى األمــل بتحقيــق حلــم الشــهداء‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫سجناء الـربيـع‬ ‫حجبوا الشمس عني‪...‬‬ ‫ليتَهم حجبوا الهوا ْء‬ ‫السجن قربا َ‪...‬‬ ‫وأ َحالوا ّ‬ ‫مح َن ُة الح ِّر ابتال ْء‬ ‫قد تعودنا السياط‪...‬‬ ‫أبــدا َ ما تع ّودنا البُكا ْء‬ ‫ليس ضعفاً‪...‬‬ ‫فالرصا ُخ َ‬ ‫إنّ ُه رم ُز صمو ٍد وإبا ْء‬ ‫كل يوم نَحيا‪...‬‬ ‫إنّنا يف ّ‬ ‫يك منوتَ يف املسا ْء‬ ‫الظلم هذه‪...‬‬ ‫فسجو ُن ِ‬ ‫درب نو ٍر و اصطفا ْء‬ ‫ُ‬ ‫قد يَ ِ ُّئ السو ُط من‪...‬‬ ‫جسدي فيغدو يل دوا ْء‬ ‫ويح ُّن الجو ُع يف جويف‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫للجوف امتال ْء‬ ‫فيغدو‬ ‫و ُجروحي نازفاتٌ ‪...‬‬ ‫ت َروي جدراننا الصَّام ْء‬ ‫الصخ َر هذا مفرشاً‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫فتحيل ّ‬ ‫يحلو عليه االت ّكا ْء‬ ‫السجنِ ‪...‬‬ ‫روع ُة ّ‬ ‫كونه ملتقى األوفيا ْء‬ ‫ال ترى فيه نفاقاً‪...‬‬ ‫أو خداعاً‪ ...‬أو ريـــا ْء‬ ‫كُلنا باله ّم عدل‪...‬‬ ‫قد تساوى القه ُر فينا والشقا ْء‬ ‫وغدا ً ٌ‬ ‫شمس‪...‬‬ ‫ترشق ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫جديد فنعو َد للضيا ْء‬ ‫من‬ ‫السجن يوماً‪...‬‬ ‫مل يكن ّ‬ ‫َ‬ ‫أطول ِم ْن حيا ِة الشهدا ْء‬

‫بقلم جواد أسود‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫زبداني إف إم‬ ‫* العــامل يحتفــل بعيــد األب‪ ...‬و»األب»‬ ‫األســد يقتــل املزيــد مــن اآلبــاء يف ســوريا‪!!...‬‬ ‫* حمــات اعتقــال وتوتــر يف تركيــا بعــد‬ ‫«تطهــر» ميــدان تقســيم‪ ...‬والشــعب‬ ‫يحتــج ويطالــب بحفــظ حقــوق‬ ‫الســوري‬ ‫ّ‬ ‫«التطهــر» الخاصــة فقــط بســيادتو‪): ...‬‬ ‫* وصــل ســعر البنــدورة الحمــرا إىل ‪150‬‬ ‫لــرة‪ ...‬لــذا تهيــب وزارة الصحــة باألخــوة‬ ‫املواطنــن التخفيــف مــن تنــاول البنــدورة‬ ‫ألنــو أوالً بتعمــل وجــع بالجيبــة وتانيــاً‬ ‫بتســاوي حرقــة‪ ...‬يعنــي خليكــون ع‬ ‫الكيــوي‪): ...‬‬ ‫*أفــادت مصــادر مقربــة مــن الرئيــس‬ ‫الــرويس بوتــن بأنــه «قلــق وال ينــام الليــل»‬ ‫مــن الفــراغ الســيايس يف حــال رحيــل‬ ‫األســد‪( ...‬مــع أنــو يف ترسيبــات أنــو هــو‬ ‫صايــر معــو فـراغ عاطفــي بعــد مــا هربــت‬ ‫مرتــو منــه)‪ ...‬ع كلٍ ال تقلــق وال عبالــك‪...‬‬ ‫لــك هــو يرحــل ونحنــا منحــط شــو مــاكان‬ ‫بهالفــراغ‪!! ...‬‬ ‫* الحكومــة اللبنانيــة تســمح بدخــول بوملــان‬ ‫فيــه خ ـراء صينيــون مــع ســيارات عســكرية‬ ‫مبرافقــة الجيــش اللبنــاين إىل ســوريا‪ ...‬حكومة‬ ‫النــأي بالنفــس تســمح بدخــول الســاح‬ ‫واإلمــداد مــن نفــط ومــازوت ومقاتلــن‬

‫وميليشــات شــيعية‪ ...‬فقــط ال غــر!!‬ ‫* الجيــش الســوري النظامــي يواصــل حربــه‬ ‫ضــد الشــعب الســوري والتــي تعــد مــن‬ ‫أطــول الحــروب التــي خاضهــا‪ ...‬عنجــد‬ ‫حــاة الديــار‪!!....‬‬ ‫* بوتــن نفســه الــذي دمــر الشيشــان مــن‬ ‫قبــل وســوى عاصمتهــا بــاألرض يهاجــم‬ ‫اليــوم اإلرهابيــن الذيــن يدمــرون ســوريا‪...‬‬ ‫ليــش مــو أنــت يــي وصلــت ســوريا لــي‬ ‫هــي عليــه اليــوم بدعمــك ألكــر إرهــايب‬ ‫بالتاريــخ‪!! ...‬‬ ‫* القابــون تحــت وابــل الجحيــم والنــار‪...‬‬ ‫والعــرب تحــت أقــدام فنــاين األرب أيــدول‪...‬‬ ‫وامعتصــاااااه‪!!!....‬‬ ‫* منظــات دوليــة تســعى إلقامــة دورات‬ ‫تدريبيــة يف ســورية تحــت عنــوان‪:‬‬ ‫«برسعــة يــا مواطــن» لتعليــم فــن الركــض‬ ‫والهــروب مــن القذائــف والرباميــل ورصــاص‬ ‫القنــاص‪!!...‬‬ ‫* حــزب اللــه يداهــم منــزل الســلفي‬ ‫اإلرهــايب فضــل شــاكر ويصــادر ألبومــه‬ ‫(متــى يــا حبيبــي متــى) ويهديــه للمهــدي‬ ‫املنتظــر‪): ...‬‬ ‫* عااااجــل‪ :‬أنبــاء عــن اســتيقاظ الضمــر‬ ‫العــريب والعاملــي‪( !! ...‬مــن نــرة أحــام‬ ‫مواطــن ســوري)‪(: ...‬‬ ‫مراسلة الزبداني‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫فــرى البعــض أن هــذا املحــور مــا وجــد‬ ‫محور الممانعة إال ملواجهــة الســنة مــن املســلمني ونــر‬

‫اســم أطلقتــه عــى نفســها الــدول التــي‬ ‫تعــارض السياســة األمريكيــة يف العــامل العــريب‬ ‫وتؤيــد حــركات التحــرر الوطنــي العربيــة‪.‬‬ ‫هــذا املحــور مؤلــف مــن دول هــي ســوريا‬ ‫وإيــران وروســيا والصــن‪ ،‬وحــركات هــي‬ ‫حــزب اللــه مــن لبنــان‪ .‬كثــرون يعارضــون‬ ‫هــذا املحــور ‪ ،‬فالنســبة األكــر مــن‬ ‫املعارضــن يــرون أن هــذا املحــور املمتــد‬ ‫مــن طهـران إىل بــروت لبــس قنــاع املامنعــة‬ ‫وأخفــى أهدافــاً أخــرى تحتــه وأن حــزب‬ ‫اللــه وســورية ومــن خلفهــا إيـران مــا هــا‬ ‫إال كيانــات تعمــل ملصالــح خاصــة بالقيــادة‬ ‫اإليرانيــة‪ ،‬ومنهــم مــن يرجــع وجــود‬ ‫هــذا املحــور ألســباب عقائديــة طائفيــة‬

‫التشــيع وإعــادة أمجــاد الدولــة الصفويــة‪،‬‬ ‫ومثــة معارضــن يعارضــون هــذا املحــور‬ ‫ألنهــم يصطفــون وراء أصحــاب املحــور اآلخر‬ ‫«محــور االعتــدال» ومــن ورائــه الواليــات‬ ‫املتحــدة األمريكيــة ودول غربيــة‪.‬‬ ‫يــري كثــر مــن املثقفــن العــرب أن كال‬ ‫املحوريــن «االعتــدال واملامنعــة» يعمــان‬ ‫ملصالــح خاصــة‪ ،‬وال أحــد موجــود ملامنعــة‬ ‫املخططــات املحاكــة ضــد املــرق العــريب‬ ‫واإلســامي‪.‬‬ ‫تحــول اســم املحــور مــن املامنعــة إىل‬ ‫املقاومــة بعــد حصولــه عــى صواريــخ قــد‬ ‫تغــر ميــزان القــوى يف املنطقــة‪ ،‬لذلــك‬ ‫يطلــق عليــة اليــوم محــور املقاومــة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ّ‬ ‫هل المعارضة السورية مؤهلة للحكم؟؟‬ ‫ثورة‬

‫أوكسجين | جواد أسود‬

‫عندمــا يكــون لديــك مبنــى آيـ ٌـل للســقوط وال ب ـ ّد مــن إزالتــه‬ ‫إلقامــة مبنــى حديــث تســتعني أول مــا تســتعني مبقــاو ٍل للهــدم‬ ‫وإزالــة األنقــاض‪ ،‬مقــاول الهــدم ال ميكنــه أن يكــون للبنــاء‪ ،‬فللهدم‬ ‫وتخصصــه وللبنــاء أهل ـ ُه كذلــك‪ .‬املعارضــة هــي مقــاول‬ ‫أســلوبه‬ ‫ّ‬ ‫ـدم وإزالــة للنظــام وليســت أدا ًة للحكــم بعــد ســقوطه‪ ،‬ولذلــك‬ ‫هـ ٍ‬ ‫القيــاس عــى أن املعارضــة بشــكلها الحــايل غــر مؤهلــة للحكــم‬ ‫رص وغبــاء ســيايس مقصــود‪ ،‬ألن مــن طبيعــة األمــور‬ ‫ٌ‬ ‫قيــاس قــا ٌ‬ ‫أن ال تحكــم املعارضــة أو ال ميكنهــا أن تحكــم لعــ ّدة أســباب‪،‬‬ ‫فالجميــع يعلــم بــأن املعارضــة غــر مو ّحــدة وأنهــا تتبــع لتيــارات‬ ‫متعــددة مــا يعنــي أنهــا ليســت عــى توافــق‪ ،‬وال يوجــد لهــا‬ ‫برنامــج واحــد فكيــف تفكّــر بالحكــم وهــي منقســمة عــى‬ ‫ٌ‬ ‫نفســها‪ .‬املعارضــة الســورية بأغلــب أطيافهــا خرجــت ضـ ّد الحكــم‬ ‫الشــمويل الــذي مارســه النظــام طيلــة العقــود الســابقة‪ ،‬فكيــف‬ ‫لهــا أن متــارس أســلوباً هــي خرجــت عليــه ومتــي عــى الشــعب‬ ‫إرادتهــا و وِصايتهــا‪ .‬مــن أدبيــات املعارضــة الســورية التحـ ّول إىل‬ ‫ســوريا الحــرة الدميقراطيــة‪ ،‬دولــة املواطنــة التــي تنهــج سياســة‬ ‫تــداول الســلطة وحريــة األح ـزاب‪ ،‬مــا يعنــي أن دورهــا ينتهــي‬ ‫بعــد ســقوط النظــام‪ ،‬و بنــا ًء عليــه يجــب أن تتش ـكّل أو تتحــول‬ ‫بعــد ذلــك إىل أحـزاب مدنيــة‪ ،‬تقــدم مثلهــا مثــل بقيــة األحـزاب‬ ‫السياســية األخــرى برنامجهــا الســيايس ورؤيتهــا املســتقبلية‬ ‫للوطــن‪ ،‬فــإن أفلحــت كان لهــا دور مــن خــال صناديــق االقـراع‪.‬‬ ‫ال يجــوز للمعارضــة يف مرحلــة ال ـراع مــع النظــام أن تقــدم أي‬ ‫برنامــج ســيايس ملرحلــة مــا بعــد ســقوط النظــام‪ ،‬وإال حينهــا‬ ‫ســتكون معارضــة انتهازيــة تســعى إىل انقــاب وليــس لثــورة‪.‬‬

‫أم الشهيد‪ ...‬شهيدة!!‬ ‫يف عائلــة مــن مئــات العوائــل الســورية املكلومــة ‪-‬رتــع املــوت فــوق‬ ‫بســاطها ‪ -‬حــن بــدأ القصــف الجنــوين عــى مدينــة الزبــداين أصابــت‬ ‫قذيفــة ذلــك البيــت الصغــر‪ ،‬ش ـ ّبت ألســنة النــار يف برميــلٍ للوقــود‪،‬‬ ‫لفّــت ذاك الصبــي صاحــب الســتّة عــر عامــاً‪ ،‬احــرق ســبعون‬ ‫باملئــة مــن جســده الغــض النحيــل‪ ،‬نُقــل إىل املشــفى وكانــت أمــه‬ ‫الصبــورة تــداوي جراحــه وتحتضــن آالمــه وتنــزل يف صدرهــا رصخاتــه‬ ‫الداميــة‪ ،‬ظلّــت تتــأمل مــع ابنهــا املصــاب خمســن يوم ـاً إىل أن فــارق‬ ‫فلــذة كبدهــا الحيــاة عــى يديهــا‪ .‬أغمضــت عينيــه وامتــأ قلبهــا حزنـاً‬ ‫وصـرا ً‪ ،‬حينهــا قـ ّرر أخوتــه االنضــام إىل صفــوف الثــورة‪ ،‬فغــدت األ ّم‬ ‫الســورية أ ّم الشــهيد‪ ...‬وأ ّم الثائريــن‪ ،‬يكــوي كبدهــا حــز ٌن اليفارقهــا‬ ‫منــذ رحــل ابنهــا‪ ،‬وخـ ٌ‬ ‫ـوف عــى إخوتــه مــن ســا ٍح حملــوه ضـ ّد الظــامل‪،‬‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫ولنفــرض جــدالً أن طيف ـاً مــن أطيــاف املعارضــة ْاس ـتَأث َر بالحكــم‬ ‫بعــد ســقوط النظــام مخالفــاً إلرادة الشــعب؛ فالشــعب الــذي‬ ‫أســقط النظــام قــاد ٌر عــى إســقاط أي متســلق للحكــم‪ ،‬حتــى‬ ‫ولــو كانــت لــه أيــا ٍد بيضــاء وجهــد كبــر بإزالــة النظــام‪ ،‬وإن‬ ‫اســتبقى جــزءا ً مــن أدوات رصاعــه مــع النظــام واحتفــظ بهــا‪.‬‬ ‫والخالصــة ملــن يتــذرع بعــدم أهليــة املعارضــة للحكــم‪ ،‬ويجعلــه‬ ‫عــذرا ً ليتوقــف أو ميتنــع عــن دعمهــا تخ ّوف ـاً مــن ف ـراغ ســيايس‬ ‫يحصــل بعــد ســقوط النظــام نقــول‪ :‬ال وصايــة عــى الشــعب‬ ‫الســوري مــن اآلن‪ ،‬والحكومــة املؤقتــة التــي يقفــون عائق ـاً أمــام‬ ‫والدتهــا هــم مــن يســاهمون بالتضليــل والتعتيــم عــى مســتقبل‬ ‫مرحلــة االنتقــال إىل األجــواء الدميقراطيــة الصحيــة بعــد ســقوط‬ ‫النظــام‪ .‬فالحكومــة املؤقتــة هــي الحلقــة األساســية التــي تربــط‬ ‫مــا بــن املعارضــة واألح ـزاب السياســية‪ ،‬يف ظـ ّـل تهيئــة األجــواء‬ ‫نحــو االنتقــال الطبيعــي إىل ســوريا دولــة املؤسســات الرشعيــة‬ ‫والترشيعيــة‪.‬‬ ‫رش قذائــف رسقــت منهــا أخاهــم قب ـاً‪ .‬أبــت األم املكلومــة أن‬ ‫ومــن ّ‬ ‫جنــح‬ ‫تفــارق الزبــداين ألجــل أبنائهــا الثائريــن‪ ،‬فبقيــت يف مدينــة‬ ‫َ‬ ‫املــوت فوقهــا‪ ،‬تحــت وابــل القذائــف ايل تنهــال عــى املدنيــن‪ ،‬مل‬ ‫تخــش املــوت‪ ...‬ومل تعلــن الحــداد‪ ...‬رغــم أنهــا أم الشــهيد ملّ َوعــة‬ ‫َ‬ ‫القلــب ســقيمة الفــؤاد‪.‬‬ ‫حــن اقتحــم املــوت تلــك العائلــة فــرق أحدهــم‪ ،‬ظـ ّن البقيــة أنــه‬ ‫قــد نــال منهــم نصيبـاً ورحــل‪ ...‬ولك ّنهــم مل يعلمــوا بأنّــه قــد حـ ّـل فيهم‬ ‫ضيف ـاً ليأخــذ أمانــة أخــرى مــن بينهــم‪ ،‬يف منطقــة الشــاح أقامــت‬ ‫العائلــة النازحــة‪ ،‬ويف بتاريــخ ‪ 2013 / 6 / 19‬نــال املــوت مــن االمــرأة‬ ‫الصابــرة فاخرتقــت جســدها الشــظايا حاقــدة‪ ...‬رسقتهــا مــن أبنائهــا‬ ‫الثــوار‪ ،‬وأخــذت بيدهــا إىل ابنهــا الشــهيد بــاذن اللــه يف جنــة الرحمــن‪.‬‬ ‫ففــي ســوريا فقــط‪ ...‬ليــس غريبـاً أن تكــون أ ُّم الشــهيد‪ ...‬شــهيدة!‪.‬‬ ‫بقلم مغتربة‬

‫‪9‬‬


‫تقانة‬

‫ّ‬ ‫يعج باألخطار‬ ‫فيسبوك‪ :‬فضا ٌء عام‬

‫شــهد العقــد املنــرم ازديــادا ً واســعاً يف اســتخدام شــبكات التواصــل‬ ‫االجتامعــي مثــل فيســبوك وتويــر‪ ,‬وال يخفــى عــى أحــد الــدور الــذي‬ ‫تلعبــه هــذه الشــبكات يف العــامل ويف ســورية عــى وجــه الخصــوص‪,‬‬ ‫حيــث لعبــت وال زالــت دورا هامـاً بوصفهــا أدوات للتواصــل والتنســيق‬ ‫والحصــول عــى املعلومــات واألخبــار‪ .‬قـ ّدرت مدرســة ديب للحكــم عــدد‬ ‫مســتخدمي فيســبوك يف ســوريا بع ـ ّدة ماليــن يف عــام ‪ ,) (2012‬وهــو‬ ‫أضعــاف مــا كان عليــه قبــل الثــورة‪.‬‬ ‫ومــع االنتشــار الواســع لهــذه الوســائل‪ ,‬ارتفعــت وتــرة الحديــث‬ ‫عنهــا بوصفهــا أيضــا مصــدرا ً للخطــر‪ ,‬وســاحة مفتوحــة للحصــول عــى‬ ‫البيانــات‪ ,‬ومعرفــة الكثــر مــن املعلومــات الخاصــة مبســتخدميها‪ ،‬والتــي‬ ‫ال تقتــر فقــط عــى بياناتهــم الشــخصية التــي يدخلونهــا برغبتهــم عند‬ ‫إنشــاء هــذه الحســابات أو املعلومــات التــي ينرشونهــا عــى حســاباتهم‪,‬‬ ‫بــل تتعداهــا إىل معرفــة الكثــر عــن عالقاتهــم‪ ,‬وتوجهاتهــم‪ ,‬وأمنــاط‬ ‫ســلوكهم االقتصــادي واالجتامعــي والفكــري والثقــايف أيض ـاً‪.‬‬ ‫يقــوم فيســبوك باســتمرار باقـراح أســاء أصدقــاء لــك‪ ,‬وتزكيــة صفحات‬ ‫معينــة‪ ,‬ويعتمــد يف ذلــك عــى املعلومــات الخاصــة بــك‪ ،‬التــي يجمعهــا‬ ‫ويحللهــا باســتمرار لتوجــه عملــه وسياســاته اإلعالنيــة والتســويقية‪،‬‬ ‫ولتحســن خدماتــه التــي يقدمهــا ملســتخدميه وزبائنــه مــن املعلنــن‪.‬‬ ‫و ال يتــو ّرع مســتخدمو هــذه الشــبكات عــن نــر الكثــر مــن تفاصيــل‬ ‫حياتهــم مــن صــور‪ ,‬وأخبــار‪ ,‬وأســاء لألماكــن التــي يتواجــدون فيهــا‪,‬‬ ‫وأســاء أفــراد عائالتهــم‪ .‬و يســتطيع كل مــن هــو ضمــن قامئــة‬ ‫أصدقائــك معرفــة جميــع أصدقــاءك‪ ,‬وأصدقــاء أصدقــاءك‪ ,‬وهــو أمــر‬ ‫تســتطيع كل الجهــات األخــرى غالب ـاً معرفتــه‪ ,‬فيصبــح الشــخص كتاب ـاً‬ ‫مفتوح ـاً أمــام الجميــع‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫شــك أن لهــذه الوســائل فوائــد ج ّمــة‪ ,‬فهــي متكّــن األصدقــاء مــن‬ ‫التواصــل‪ ,‬وتبــادل األفــكار واملعــارف‪ ,‬وتشــهد ســاحات فيســبوك وتوتــر‬ ‫نقاشــات ها ّمــة حــول قضايــا حساســة ومصرييــة بالنســبة للســوريني‪.‬‬ ‫لكــن هــذه امليـزات وهــذه الفــرص التــي خلقتهــا هــذه الوســائل يجــب‬ ‫أال تعمينــا عــن حقيقــة األخطــار التــي ترتبــط بهــا‪ ،‬خاصــة يف بالدنــا‬ ‫التــي يغــرق فيهــا النظــام مبامرســاته الرقابــة البشــعة‪.‬‬ ‫ســنتحدث يف مقالــن عــى التتابــع عــن الخصوصيــة عــى فيســبوك‬ ‫وكيفيــة إعدادهــا لحاميــة معلوماتــك‪ ,‬وعــن األخطــار الرقميــة مــن‬ ‫فريوســات ومحــاوالت اخــراق ورسقــة للبيانــات التــي يتعــ ّرض لهــا‬ ‫مســتخدمو فيســبوك‪.‬‬ ‫‪ )a‬الخصوصية في فيسبوك‬ ‫اإلعدادات االفرتاضية‬ ‫عنــد إنشــاء حســاب فيســبوك‪ ,‬يقــوم فيســبوك بوضــع إعــدادات‬ ‫افرتاضيــة تقــوم عــى الحــد األدىن مــن الخصوصيــة‪ ,‬وهــو أمــر يتيــح‬ ‫للجميــع الوصــول إىل محتــوى منشــوراتك وصــورك ومعلوماتــك‪ .‬يــوىص‬ ‫بتعديــل هــذه اإلعــدادات عــى الفــور مبــا يناســب وضعــك ورغباتــك‪.‬‬ ‫ولرفــع ســوية خصوصيتــك ننصــح باإلجــراءات التاليــة‪:‬‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫‪ .1‬تقييد الوصول إلى قائمة األصدقاء‬ ‫قــام فيســبوك بإجــراء تعديــات تســمح للمســتخدمني إخفــاء قامئــة‬ ‫أصدقائهــم يف عــام ‪ ،2009‬فقــد تــم إزالــة رابــط “مشــاهدة األصدقــاء”‬ ‫مــن نتائــج البحــث‪ ،‬وميكــن للمســتخدمني االختيــار بــن إخفــاء قامئــة‬ ‫األصدقــاء يف صفحتهــم الشــخصية بعــدم اختيــار “اســتعراض أصدقــايئ‬ ‫يف صفحتــي الشــخصية”‪ ,‬كــا هــو موضــح يف الشــكل‪:‬‬

‫‪ .2‬التعامل مع تطبيقات فيسبوك‪:‬‬ ‫تســتطيع التطبيقــات املوجــودة يف فيســبوك والتــي يســتخدمها الكثريون‪,‬‬ ‫الوصــول إىل بعــض معلومــات املســتخدم وعــن طريــق أصدقائــه الذيــن‬ ‫يســتخدمون هــذه التطبيقــات‪ ،‬حيــث أن املعلومــات التــي تعتــر عامــة‬ ‫(مثــل االســم وصــورة امللــف الشــخيص و املدينــة والشــبكة) متوفــرة‬ ‫ـوري أي مــن التطبيقــات التــي تســتخدمها أنــت أو أصدقــاءك‪،‬‬ ‫لــدى مطـ ّ‬ ‫ومــع ذلــك ميكنــك تغيــر اإلعــدادات ملنــع املعلومــات األخــرى مــن‬ ‫املشــاركة‪ ،‬وذلــك بالذهــاب إىل إعــدادات الخصوصيــة واختيــار تصنيــف‬ ‫“التطبيقــات واملواقــع اإللكرتونيــة ” وتعديــل إعــدادات “معلوماتــك‬ ‫التــي يســتطيع أصدقــاؤك مشــاركتها”‪ ,‬كــا هــو موضــح يف الشــكل‪:‬‬

‫يتبع يف العدد القادم‬

‫‪10‬‬


‫إدلب الخضراء‬

‫أوكسجين | بتول زبداني‬

‫حمـراء بــدم الشــهداء هــي مدينــة إدلــب مــن‬ ‫شــال ســوريا‪ ،‬يطلــق عليهــا "إدلــب الخـراء"‬ ‫لكــرة أشــجار الزيتــون فيهــا‪ .‬تقــع يف الجهــة‬ ‫الجنوبيــة الغربيــة مــن مدينــة حلــب‪ ،‬وتبعــد‬ ‫عنهــا ‪ 60‬كــم وعــن دمشــق ‪ 330‬كــم‪ .‬تتميــز‬ ‫مبنــاخ جــاف مشــابه ملنــاخ مناطــق البحــر‬ ‫املتوســط‪ .‬أمطارهــا قليلــة ولكنهــا تعـ ّد كافيــة‬ ‫لــري مزروعاتهــا مــن الحبــوب الشــتوية‪,‬‬ ‫وأشــجار الزيتــون والفاكهــة‪ .‬يقصدهــا‬ ‫الكثــرون طلبــاً لهوائهــا العليــل‪ .‬يبلــغ عــدد‬ ‫ســكان املدينــة مــع قــرى املركــز ‪ 165‬ألــف‬ ‫نســمة‪ ،‬غالبيتهــا العظمــى مــن العــرب وعــدد‬ ‫قليــل مــن األكــراد واألتــراك‪ .‬ينتمــي معظــم‬ ‫هــؤالء الســكان إىل الطائفــة املســلمة الســنية‪،‬‬ ‫ونســبة منهــم مــن املســيحيني والــدروز ومــن‬ ‫أقليــات دينيــة أخــرى‪ .‬تشــتهر إدلــب وريفهــا‬ ‫بإنتاجهــا مــن الزيتــون‪ ،‬فيهــا حــوايل ‪ 3‬ماليــن‬ ‫شــجرة‪ .‬كــا وت ُعــرف بصناعــة الصابــون‬ ‫وصناعــة الدبــس والحــاوة والطحينــة‬ ‫واألحذيــة‪ .‬تعــد مدينــة إدلــب ســوقاً تجاريــة‬ ‫واســعة للمناطــق املحيطــة بهــا‪ ،‬و تســيطر‬ ‫عــى تجــارة الزيتــون وزيتــه يف ســورية عامــة‪.‬‬ ‫مــن الزراعــات الهامــة يف املدينــة إضافــة إىل‬ ‫الزيتــون‪ ،‬التــن والعنــب والقمــح والشــعري‬ ‫والقطــن والبقوليــات بأنواعهــا والتوابــل‪ .‬تحتـ ّـل‬ ‫الزراعــة املرتبــة األوىل يف عمــل الســكان‪ .‬أ ّمــا‬ ‫تســميتها فتعنــي باللغــة اآلراميــة والرسيانيــة‬ ‫(هــواء القلــب)‪ ،‬ويقــول آخــرون أنهــا لفظــة‬ ‫كنعانيــة آراميــة (إدلبــو) وتعنــي مــكان تجميع‬ ‫وتســويق املحاصيــل الزراعيــة‪ .‬تعتــر محافظــة‬ ‫إدلــب مــن أقــدم البقــاع وأغناهــا باآلثــار‪ ،‬فهي‬ ‫متتلــك قســم كبــر مــن آثــار ســوريا مبــا م ـ ّر‬ ‫ـب تاريخيــة ها ّمــة‪ ،‬منهــا بيــت‬ ‫عليهــا مــن حقـ ٍ‬ ‫العيّــاش األثــري والســباطات كســباط جحــا‬ ‫والكيــايل‪ ،‬وهــي عبــارة عــن "قنطــرة تعلوهــا‬ ‫غرفــة ذات شــبابيك تطـ ّـل عــى الزقــاق"‪ ،‬وديــر‬ ‫رشقــي حيــث قــر الخليفــة عمــر بــن عبــد‬ ‫العزيــز‪ ،‬ومتحــف إدلــب الوطنــي الــذي يضـ ّم‬

‫الكثــر مــن اآلثــار القدميــة التــي مــن أهمهــا‬ ‫ال ُرقــم املكتشــفة يف مملكــة إيبــا يف تــل‬ ‫مرديــخ‪ .‬شــاركت املدينــة منــذ بدايــة الثــورة‬ ‫باملظاهــرات الســلمية‪ ،‬وخرجــت تهتــف‬ ‫بإســقاط النظــام مــع قــرى الريــف اإلدلبــي‪،‬‬ ‫كــا يف جــر الشــغور التــي خرجــت مبئــات‬ ‫الحناجــر التــي تطالــب بالحريــة وفـ ّـك الحصــار‬ ‫عــن درعــا‪ .‬فتحــت قــوات األمــن النــار عليهــم‪،‬‬ ‫ليســقط العديــد مــن القتــى والجرحــى‪.‬‬ ‫خــرج متظاهــرون ُمجــددا ً‬ ‫يف اليــوم التــايل‬ ‫َ‬ ‫لتشــييع هــؤالء القتــى‪ ،‬لكــن إطــاق النــار‬ ‫تجــ َّدد عليهــم موقعــاً ‪ 10‬قتــى‪ .‬ويف اليــوم‬ ‫الثالــث كذلــك حــارصت قــوات األمــن املدينــة‬ ‫وقُراهــا‪ ،‬واســتُخدمت املروحيــات العســكرية‬ ‫يف إطــاق النــار‪ ،‬وأ ّدت هــذه العمليــات إىل‬ ‫ُســقوط ‪ 28‬شــهيدا ً مــن املدنيــن‪ .‬وخــال‬ ‫قــدوم تعزيـزات أمنيــة ملســاندة هــذه القوات‪،‬‬ ‫بلـ َغ إجــايل عــدد قتــى أفـراد األمــن يف ذلــك‬ ‫اليــوم زهــاء ‪ 120‬قتيــاً‪ .‬تــاه إعــان املقــ َّدم‬ ‫املنشــق حســن هرمــوش مســؤوليته وبعــض‬ ‫امل ُنشــقني معــه عــن تلــك األحــداث‪ ،‬التــي قــال‬ ‫أنهــم نفَّذوهــا ردا ً عــى أفعــال النظــام‪ .‬بع ـ َد‬ ‫ـقي‬ ‫ذلــك بفــرة َّأســس حركــة تنظيميــة ملنشـ ّ‬ ‫الجيــش هــي حركــة الضبــاط األح ـرار‪ ،‬والتــي‬ ‫متركّــز ُوجودهــا وعملياتهــا يف محافظــة إدلــب‪،‬‬ ‫وبعدهــا بشــهرين أُعلــن عــن تشــكيل الجيــش‬ ‫الســوري الحــر‪ .‬بعــد هــذه األحــداث بــدأت‬

‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫تعزيــزات أمنيــة وعســكرية بالتدفــق إىل‬ ‫إدلــب ومــا حولهــا‪ ،‬أوحــى اســتعدادا ً الحتــواء‬ ‫مقاومــة املنشــقني وأثــار مخاوفــاً بتعــ ّرض‬ ‫األهــايل ملجــزرة‪ ،‬ودعــا ناشــطون أهــايل ال ُقــرى‬ ‫املحيطــة إىل إغــاق الطرقــات إلعاقــة تقــ ّدم‬ ‫هــذه القــوات‪ .‬يف تاريــخ ‪ 2012 / 3 / 13‬قــرر‬ ‫الجيــش الحــر انســحابه مــن املدينــة بعــد‬ ‫أليــام طويلــة‪ .‬وتع ّرضــت‬ ‫اشــتباكات دامــت‬ ‫ٍ‬ ‫قــرى وبلــدات ريــف إدلــب للقصــف العنيــف‬ ‫وتكــررت محــاوالت اقتحامهــا‪ ،‬كجبــل الزاويــة‬ ‫وأريحــا وكفــر نبــل وإحســم وكفــر عويــد‬ ‫وغريهــا‪ .‬ســقطت خاللهــا عــرات الشــهداء‬ ‫لتخــرج يف اليــوم التــايل لتشــييع شــهداء البلــدة‬ ‫يف مظاهـرات حاشــدة ض ّمــت الكبــار والصغــار‬ ‫مــن األهــايل‪ ،‬رافضــن الــذل والخنــوع لحكــم‬ ‫آل األســد بعــد أن كُشــفت وحشــيته أمــام‬ ‫عيونهــم ‪.‬فعمــد النظــام لحــرق كــروم الزيتــون‪،‬‬ ‫وقصــف املعامــل يف إدلــب‪ ،‬وتهجــر النــاس‬ ‫وارتــكاب املجــازر بحــق املدنيــن‪ ،‬مثــل مجــزرة‬ ‫كفــر عويــد وكنصفــرة واملســطومة وخــان‬ ‫شــيخون‪ ،‬وعمــدت إىل قتــل كل مــن حــاول‬ ‫الفـرار‪ .‬بقيــت مدينــة إدلــب وقراهــا صامديــن‬ ‫يف وجــه كل جرائــم النظــام‪ .‬نــزح الكثــر مــن‬ ‫الســكان إىل قــرى وبلــدات مجــاورة كالرقــة‪،‬‬ ‫ولجــأ آخــرون إىل تركيــا هربــاً مــن املــوت‬ ‫املحــدق بهــم مــن كل صــوب‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫ثورة‬

‫النازية اإليرانية األرية الفارسية‬

‫د‪ .‬أسامة الملوحي‬ ‫ملحمــة القصــر أعلنــت أن الشــعب الســوري‬ ‫املنتفــض العظيــم قــد هــزم وكرس بشــار األســد‬ ‫وكتائبــه‪ .‬هــذا اإلعــان ليــس عــى منــط تحويل‬ ‫هزميــة ‪ 67‬إىل نكســة فانتصــار‪ ،‬ألن العــدو‬ ‫كــا قيــل فشــل يف إزاحــة (القيــادة التقدم ّيــة‬ ‫الســورية)‪ .‬القصــر أعلنــت انتصارهــا عــى‬ ‫ٍ‬ ‫وتصــد أســطوري‪،‬‬ ‫آل األســد بصمــو ٍد طويــل‬ ‫ومل تتمكــن كتائــب األســد مــن خــرق القصــر‬ ‫واجتياحهــا لشــهور‪ .‬كان أبطــال الجيــش الحــر‬ ‫هــم الذيــن يتوســعون‪ ،‬ويرضبــون‪ ،‬ويدخلــون‬ ‫مطــار الضبعــة ومناطــق عديــدة‪ ،‬ومل يكــن‬ ‫لبشــار وجنــده أن يدخلــوا ويجتاحــوا القصــر‬ ‫إالّ عــن طريــق خـراء و حشــود حــزب إيـران‪،‬‬ ‫وأمــوال إيـران‪ ،‬وتعبئــة إيـران‪ ،‬تعبئــة طائفيــة‬ ‫عاطفيــة مســعورة‪ .‬ومل يكــن لحــزب اللــه‬ ‫اللبنــاين أن يتجــرأ عــى الشــعب الســوري‬ ‫املنتفــض العظيــم ويدخــل علنــاً ســافرا ً إالّ‬ ‫بأوامــر إيرانيــة وغطــاء إيــراين‪ .‬الشــعب‬ ‫الســوري املنتفــض يواجــه إيــران‪ ،‬ملحمــة‬ ‫القصــر أعلنــت انتصارهــا عــى نظــام األســد‪،‬‬ ‫وأن املواجهــة اآلن مــع إي ـران‪ ،‬ليــس باملعنــى‬ ‫املجــازي وإمنــا باملعنــى الحقيقــي للعبــارة‪.‬‬ ‫تســتخدم إيـران الوســيلة الطائفيــة‪ ،‬وتتفنــن يف‬ ‫الحشــد الطائفــي‪ ،‬والتعبئــة العاطفيــة املليئــة‬ ‫باألســاطري والقصــص التاريخيــة املبتــورة أو‬ ‫املجتــزأة الكاذبــة‪ .‬إيـران تسـيّس هــذا الزخــم‬ ‫الطائفــي املحفّــز واملخــزون‪ ،‬وتســتخدمه‬ ‫باحرتافيــة ألغــراض توســع ّية قوميــة فارســية‬ ‫عنرصيــة‪ .‬املهيمنــون يف إيــران لهــم انتــاء‬ ‫قومــي فــاريس عنــري‪ ،‬وهــم يســخّرون كل‬ ‫يشء لهــذا االنتــاء‪ .‬تســمية إيــران عندهــم‬ ‫مســتم ّدة مــن "إيرانيــام" أي (أرض اآلريــن)‪،‬‬ ‫والعــرق الفــاريس يف تراثهــم هــو جنــس آري‪.‬‬ ‫ومس ـ ّمى الجنــس اآلري تعــدى األنرثبولوجــي‬ ‫إىل فكــرة تاريخيــة أث ّــرت كثــرا ً يف الحضــارة‬ ‫خاصــة يف أواخــر القــرن التاســع عــر‬ ‫الغربيــة‪ّ ،‬‬ ‫ومطلــع القــرن العرشيــن‪ ،‬والفكــرة مفادهــا أن‬ ‫متحــديث اللغــات الهندوآريــة األصليــن ميثلــون‬ ‫وخلفاؤهــم حتــى اليــوم الحــارض جنســاً‬ ‫ســائدا ً مميــزا ً ومتفوقــاً‪ .‬ومصطلــح القوميــة‬

‫اإليرانيــة يتامثــل ويتشــارك يف اســتخدامه‬ ‫مــع مصطلــح الشــعب الجرمــاين اآلري‪ ،‬الــذي‬ ‫اســتخدمه هتلــر وعبــأ مــن خاللــه املاليــن‬ ‫بطروحــات عنرصيــة متعاليــة اعتمــدت‬ ‫أيضــا عــى األســاطري والقصــص التاريخيــة‬ ‫املوجهــة‪ .‬ووصلــت العنرصيــة املس ّيســة لــدى‬ ‫هتلــر إىل حــد متطــرف غــر مســبوق‪ ،‬فقــد‬ ‫نــر يف أحاديثــه وكتاباتــه مــا يعتقــده عــن‬ ‫"التطهــر" العرقــي‪ ،‬وعــن ســيادة "الســالة‬ ‫األملانيــة"‪ ،‬وهــو مــا أطلــق عليــه "ســيادة‬ ‫الجنــس" اآلري‪ .‬و جــزم بــأن ســالته يجــب أن‬ ‫تظـ ّـل نقيــة يك تســتويل عــى العــامل يوم ـاً مــا‪.‬‬ ‫لقــد ّأســس هتلــر النازيــة اآلريــة العنرصيــة‬ ‫وضخّهــا يف عــروق املاليــن مــن األملــان‬ ‫وقادهــم إىل الهــاك‪ .‬وزعــاء إيــران اليــوم‬ ‫قــد ّأسســوا نازيتهــم اآلريــة الفارســية‪ ،‬وهــم‬ ‫اليــوم يكرســونها ويدعمونهــا‪ ،‬ويســتخدمونها‬ ‫للتوســع والهيمنــة عــى املنطقــة بأرسهــا‪ .‬هــم‬ ‫مــن خلــف التشــيّع‪ ،‬ومــن خلــف املذهــب‬ ‫فــرس‬ ‫الجعفــري اإلثنــي عــري‪ ،‬إمنــا هــم ٌ‬ ‫آريــون عنرصيــون‪ ،‬وهــذا يفــر الكثــر الكثــر‪.‬‬ ‫يفــر إرصارهــم عــى تســمية الخليــج العــريب‬ ‫بالخليــج الفــاريس‪ ،‬ورفــض مــا أُرســل إليهــم‬ ‫مــن مقرتحــات بتســمية الخليــج بـــ (الخليــج‬ ‫اإلســامي)‪ .‬يفــر تبعيــة كل املرجعيات ورجال‬ ‫الديــن إليهــم‪ ،‬كــا يفــر الصبغــة الفارســية‬ ‫يف لغــة ولكنــة كل املرجعيــات الشــيعية‪.‬‬ ‫كذلــك حربهــم واســتئصالهم لــكل مرجعيــة‬ ‫غــرت قبلتهــا عــن حــوزات‬ ‫شــيعية عربيــة ّ‬ ‫قــم وطه ـران‪ .‬واإلعــان املــدوي الشــهري لعبــد‬ ‫األمــر قبــان مفتــي حــزب اللــه‪" :‬دينــي عــى‬ ‫ديــن فــارس"‪ .‬يفــر ترفّــع اإليرانيــن عــى‬

‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫الشــيعة العــرب الذيــن يأتــون إليهــم زائريــن‬ ‫أو موالــن‪ .‬وكذلــك عــدم رفعهــم للعلــم‬ ‫العراقــي املع ـ ّدل خلــف رئيــس وزراء الع ـراق‬ ‫املــوايل لهــم‪ .‬وهنــاك الكثــر مــن املامرســات‬ ‫النازيــة اإليرانيــة التــي وصلــت اليــوم إىل‬ ‫مــا وصلــت إليــه نازيــة هتلــر يف مفهــوم‬ ‫(التطهــر العرقــي)‪ .‬النازيــة الفارســية تقــوم‬ ‫عــر أدواتهــا بتطهــر طائفــي عنــري بغيــض‪،‬‬ ‫وتشــحن األلــوف لينفّــذوا ذلــك يف ســورية‬ ‫وتــرف عــى ذلــك‪ .‬وتحــاول اليــوم اســتئصال‬ ‫الثــورة الســورية العظمــى وثوارهــا األبطــال‪،‬‬ ‫بــل وتســعى الســتئصال الحاضنــة الشــعبية‬ ‫الثوريــة بر ّمتهــا‪ .‬النازيــة اآلريــة اإليرانيــة‬ ‫منعــت انشــقاق الطائفــة العلويــة عــن بشــار‬ ‫الســفاح‪ ،‬وأوقفــت الحــوار بــن شــخصيات‬ ‫وطنيــة مــع العلويــن عــدة مــرات‪ .‬النازيــة‬ ‫اآلريــة اإليرانيــة دفعــت املليــارات الســتمرار‬ ‫بشــار‪ ،‬ودفعــت املليــارات لروســيا لتســتمر‬ ‫مــع بشــار‪ .‬الثــورة الســورية العظمــى تواجــه‬ ‫وحدهــا توســع اإلمرباطوريــة اآلريــة اإليرانيــة‪،‬‬ ‫وتتحــدى أبشــع نازيــة آريــة معــارصة‪ .‬وال‬ ‫بــد مــن مســتوى جديــد وامتــدادات جديــدة‬ ‫للحشــد والتعبئــة والتخطيــط‪ .‬الثــورة الســورية‬ ‫معجــزة اللــه عــى األرض‪ ،‬وهــي تنتقــل‬ ‫إىل مســتوى املواجهــة األضخــم‪ .‬مواجهــة‬ ‫مصرييــة فُرضــت عليهــا‪ ،‬ينــوب فيهــا الثــوار‬ ‫الســوريون عــن العــرب واملســلمني أجمعــن‪.‬‬ ‫إنهــا املواجهــة مــع النازيــة اآلريــة اإليرانيــة‬ ‫الفارســية التــي تقــود أتباعهــا إىل هـ ٍ‬ ‫ـاك أكيــد‬ ‫بــإذن اللــه عــى أيــدي أهــل الشــام الرشيــف‪،‬‬ ‫يف ثــور ٍة ليــس كمثلهــا ثــورة منــذ قــرون‪ .‬ســا ٌم‬ ‫عــى شــهدائها‪ ...‬واللــه أكــر‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫حكايا المسافر‬

‫أدب‬

‫نص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النص‪ :‬سيما نصار‬

‫حكايات الجدران‬

‫يف بلــدة وقــف عندهــا املســافر ليقتــات بالخبــز واملــاء منهــا‪ ،‬وبينــا كان‬ ‫يراقــب حركــة ســكانها يف الســوق‪ ،‬مــر كهــل أجعد الوجــه وقبيــح القلب‬ ‫ذو رداء أســود اللــون وألقــى ســحرا ً جعــل الحــزن واألىس منثوريــن يف كل‬ ‫مــكان هنــاك‪ .‬فأصبــح الجميــع يختنقــون حزنـاً وأملـاً بينــا يضحــك هــو‬ ‫وحيــدا ً‪ .‬ولكــن مل ميـ ِ‬ ‫ـض مــن الوقــت الكثــر حــن ظهــرت تلــك الفتــاة‬ ‫الصغــرة ذات الوجنتــن الحمراويــن والعينــن الســوداوين والشــعر‬ ‫القصــر املجعــد‪ .‬ثــم بــدأت تخــط بأناملهــا حكايــات عــى الجــدران‬ ‫جعلــت مــن صخورهــا تدنــدن وتغنــي كل مــا كتــب عليهــا‪ .‬لقــد غنــت‬ ‫الجــدران ألحانـاً اســتذكر بهــا النــاس طيبهــم فأمســت قلوبهــم مبتهجــة‬ ‫مــرورة‪ .‬ودندنــت بكلــات أشــارت لهــم مبــا سيكســبون بطَ ّيــب العمل‬ ‫فأمســت وجوههــم تــرق نــورا ً‪ .‬وكــم كان عجــب املســافر كب ـرا ً مــا‬ ‫فعلتــه تلــك الفتــاة‪ ،‬فلــم يكــن يــدرك يوم ـاً أن لحســن الــكالم والقــول‬ ‫ذاك األثــر البهــي الرغيــد حــن يكــون صادقـاً‪.‬‬

‫الكعك المحلى‬

‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬

‫ـى صغ ـرا ً يقــف عــى حافــة الطريــق‬ ‫مل يكــن عمــرو ســوى فتـ ً‬ ‫ويحلــم بــأكل قطعــة مــن الكعــك املحــى املصطــف بأشــكاله‬ ‫الجميلــة وألوانــه الزاهيــة يف متجــر ينظــر إليــه‪ .‬كان يحــف‬ ‫قدميــه الحافيتــن املتشــققتني ببعضهــا يك يدفئهــا مــن بــرد‬ ‫الشــتاء القــارص‪ .‬وعــى الطــرف اآلخــر مــن الطريــق كانــت‬ ‫وأىس شــديدين‪ ،‬قالــت لجنــدي يقــف‬ ‫عجــوز تنظــر إليــه بحــزنٍ ً‬ ‫هنــاك‪ :‬لــن نتمكــن مــن اســرداد مــا ســلبه امللــوك مــن حقوقنــا‬ ‫مــا دمنــا فقـراء والقســوة متلــئ قلوبنــا‪ ،‬وأمــا الفقــر فلــن يــزول‬ ‫بغنــى املــال وإمنــا بغنــى قلوبنــا برحمــة بعضنــا اآلخــر مهــا‬ ‫تباينــت ألواننــا‪ .‬ثــم مــرت عــرة أعــوام أو رمبــا مائــة عــام‬ ‫مــرت وكانــوا جميعهــم شــتا ًء‪ ،‬ومل يكــر الفتــى ومــازال يقــف‬ ‫هنــاك يحــف قدميــه الحافيتــن‪ ،‬ثــم صــوب الجنــدي بندقيتــه‬ ‫نحــوه وأرداه قتي ـاً بعــد أن أصابــه يف رأســه‪ .‬لقــد قُتــل عمــرو‬ ‫ومل يتــذوق الكعــك الــذي يحلــم بــه ألن أحــدا ً مل ينصــت ويصـغِ‬ ‫ملــا تحدثــت بــه تلــك العجــوز‪.‬‬ ‫أنهــى الفتــى تلــك الحكايــة للمســافر وهــو ينظــر إىل عينيــه‬ ‫بعتــاب شــديد‪ ،‬ثــم أردف قائـاً‪ :‬وأنــت أيهــا الغريــب مل تنصــت‬ ‫كذلــك األمــر ملــا قالتــه العجــوز‪ ،‬والكبــار أمثالــك مل يصغــوا أيضاً‪.‬‬ ‫ثــم إن يومـاً ســيأيت يُســقط فيــه الصغــار الكبــار فَتُمحــى الحدود‬ ‫بــن األمــم ويلغــى التمييــز بلــون البــر‪ .‬وبعــد لحظــات مــن‬ ‫الصمــت قــال املســافر‪ :‬أجــل إنــه يــوم لــن تحرمــون فيــه مــن‬ ‫الكعــك املحــى ويــوم ســتحظون بــه كــا تشــاؤون‪ ،‬فقلوبكــم‬ ‫تنبــض مبحبــة هــي الــدواء لــكل ســقم وداء‪.‬‬

‫للمشاركة في تحرير صفحات أوكسجين يمكنكم مراسلتنا عبر األميل التالي‪info@syriaoxygen.com :‬‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير مصور‬

‫الزبداني‪ ..‬لوحة فنان‬

‫أوكسجين | نيرمين‬

‫تقــول األســطورة أن ســفينة نــوح رســت بعــد‬ ‫الطوفــان عنــد ســفح جبــل ســ ّنري فأحدثــت‬ ‫حفــرة ضخمــة بــن الجبــال الشــاهقة هــي‬ ‫ســهل الزبــداين‪...‬‬ ‫ـنديس أخــر‪ ...‬تتعــاىل فيــه أشــجار‬ ‫بســا ٌط سـ ٌ‬ ‫مــروج موشّ ــا ٌة‬ ‫الحــور البيضــاء شــامخة‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫باألعشــاب والزهــور‪ ...‬أقحــوا ٌن أصفــر‪...‬‬ ‫ومنثــو ٌر وزعــرْ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫رفــاق األرض هنــاك لهــم حيــا ٌة و قصــص‪...‬‬ ‫ضحكاتهــم ترتفــع يف الفضــاء ومتتــزج بأنــن‬

‫األوراق التــي تنتزعهــا الريــح مــن األغصــان‪...‬‬ ‫فالحــون كالصخــر‪ ...‬يحصــدون الــزرع‬ ‫بســواعدهم الســمر‪ ...‬مــع الطيــور‪ ...‬ينشــدون‬ ‫أغــانٍ ال يعرفــون ملــن ســتحملها الريــح‪...‬‬ ‫نســا ٌء يحملــن األغــار‪ ...‬وعــى وجوههــن‬ ‫ابتســام ٌة متعبــة‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫أطفال تلمع شــعورهم يف الشــمس‪ ...‬يغمســون‬ ‫أقدامهــم املوحلــة يف ميــاه الجدول‪...‬‬ ‫ألــوا ٌن كثــر ٌة ومثار‪...‬وأشــجا ٌر تشــبع الــروح‬ ‫قبــل الجســد‪ ...‬بحـرات فرنســيس تتطــرز ذاك‬ ‫الســهل بفضــ ٍة المعــة‪...‬‬

‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫ربيــع الزبــداين هــذا العــام ال يشــبه فصــول‬ ‫ربيعــه التــي مضــت‪ ...‬فاملدينــة ســكنت‪ ...‬ومل‬ ‫يبــق منهــا ســوى الطلــل‪...‬‬ ‫يف الســهل الــذي تغ ّنــج فيــه التفــاح‪ ...‬اختلــط‬ ‫الزيزفــون برائحــة البــارود ولهيــب النــار‪...‬‬ ‫وأثقــل الرصــاص كاهــل األشــجار التــي‬ ‫انحنــت‪...‬‬ ‫رحــاب شاســعة‪ ...‬قطعــا ٌن ومرعــى أخــر‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫ونفــوس طيبــة تتحــدى املــوت و تنشــد‬ ‫ٌ‬ ‫الســكينة والســام‪...‬‬

‫‪14‬‬


‫الفلك مع أوكسجين‬

‫برج بشار‪:‬‬ ‫مف ّكــر حالــك عملــت منيــح ورفعــت الرواتــب‪ ...‬إي‬ ‫رواتــب الشــهداء واملعتقلــن بتغطــي موظفــن دولــة‬ ‫كاملــة‪!!...‬‬

‫برج المعارضة الخارجية‪:‬‬

‫رح نجبلكــم كــم كــريس كــان بلــي بتوقفــوا‬ ‫خنــاق ع املناصــب وبتالقــوا حــل لوجــع الشــعب‬ ‫الســوري‪!!...‬‬

‫برج السوري‪:‬‬

‫ّسالمتك‬

‫فواصل‬

‫عضات الثعابين‬

‫إن عضّ ــات الثعابــن ولدغــات العقــارب نــادرا ً مــا تــؤدي إىل الوفــاة‬ ‫حتّــى وإن كانــت الثعابــن ســا ّمة‪ .‬عظــم الوف ّيــات تحــدث بســبب‬ ‫الحساســية التــي تصيــب امللــدوغ‪ ،‬أو ضعــف نظــام املناعــة‪ ،‬أو لتأ ّخــر‬ ‫املصــاب يف تلقــي العنايــة الطبيــة‪.‬‬ ‫اإلسعاف األويل لعضّ ات الثعابني ولدغات العقارب‪:‬‬ ‫‪ -1‬اطلب اإلسعاف‪.‬‬ ‫‪ -2‬هدئ من روع املصاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬اغسل الجرح أو مكان اللدغة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ث ّبت الجزء املصاب واعمل ضامدة لكامل العضو املصاب‪.‬‬ ‫‪ -5‬إحمل املصاب إىل قسم الطوارئ أو اطلب منه امليش ببطء‪.‬‬ ‫‪ -6‬ضــع ربــاط ضاغــط بعــد مــكان اإلصابــة مبــارشة إلعاقــة الــدورة‬ ‫الدمويــة‪.‬‬ ‫‪ -7‬ال تضــع الثلــج عــى مــكان اإلصابــة فهــذا ال يفيــد يف منــع انتشــار‬ ‫الســم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -8‬ال تقدم للمصاب أي سوائل أو أطعمة أو إسربين‪.‬‬ ‫‪ -9‬ميكــن جــرح مــكان اللــدغ مبــارشة مــع العــر املســتمر فيخــرج‬ ‫الســم مــع الــدم‪.‬‬

‫بتنصحــك األبـراج أنــو مــا تخـ ّـي معــك وال قــرش‬ ‫ســوري ألنــو العملــة اترششــحت ورح تصــر ملســح بعــض النــاس يصابــون بحساســية حــادة مــن لدغــات الحـرات مــا‬ ‫البلور‪..‬‬ ‫قــد يشــكل تهديــدا ً لحياتهــم‪.‬‬

‫لدغ الحشرات‬

‫برج النازح‪:‬‬

‫ويــن بــروح عــم يلحقــك حقــد النظــام‪...‬‬ ‫وهاملــرة بامليــغ‪ ...‬لهدرجــة حريتــك زاعجتهــن‪!!..‬‬

‫برج العسكور‪:‬‬

‫اليــوم كــان ضليــت بــا أكل بعــد مــارضب‬ ‫الثــوار ســيارة الســخرة‪ ...‬أحســنلك تنشــق ألنــو‬ ‫شــكلك رح متــوت مــن الجــوع إذا مــا متــت‬ ‫بالرصــاص‪!...‬‬

‫عالمــات الحساســية‪ :‬تــو ّرم و احم ـرار مــكان اللدغــة‪ ،‬ظهــور بثــور و‬ ‫طفــح جلــدي يســبب حكّــ ًة شــديدة‪ ،‬الشــعور بالوهــن و الضعــف‬ ‫مــع الشــعور بالغثيــان و حاجــة املصــاب إىل التقيــؤز كــا قــد يحــدث‬ ‫للمصــاب صعوبــة يف التنفــس أحيان ـاً‪.‬‬ ‫اإلسعاف األويل للدغات الحرشات‪:‬‬ ‫‪ _1‬اغســل مــكان اللدغــة و ط ّهــره مبعقــم‪ ،‬مــع اســتخدام كــادات‬ ‫بــاردة لتخفيــف األمل‪.‬‬ ‫‪ _2‬راقــب املصــاب بعنايــة و ســاعده عــى الجلــوس يف أفضــل وضعيــة‬ ‫للتنفــس‪.‬‬ ‫‪ _3‬احصل عىل املساعدة الطبية برسعة‪.‬‬

‫برج بوتين‪:‬‬

‫تقــر لســانك أحســن مــو نــازل‬ ‫شــو رأيــك‬ ‫ّ‬ ‫فلســفة وتنظــر عــى ثــورة الشــعب الســوري‪...‬‬ ‫العدد (‪ )63‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\06\23‬‬

‫‪15‬‬


info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.