أوكسجين العدد ( 66 ) السنة الثانية - الأحد 14\07\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫هل بات الجيش الحر هو الجالد؟؟‬ ‫من العتمة اطلعوا‪ ...‬ولعنا ارجعوا‬

‫لألفران في سوريا حكاية أخرى‪..‬‬

‫أوكسجين‬

‫رمضان مبارك‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫كل عام وأنتم ثائرون‪...‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫هيئة التحرير‬

‫إنــه التجــي الثالــث لشــهر رمضــان الكريــم يف مقــام الحــرة‪ ...‬يظهــر هاللــه‬ ‫األصفــر جليــاً يف ســاء ســوريا‪ ...‬يعانــق جبالهــا الشــامخة‪ ،‬ويلمــس بحنــانٍ‬ ‫ســهولها املحرتقــة‪ ...‬يــوايس فقراءهــا وشــهدائها يف األرجــاء‪ ،‬يف حمــص العديّــة‬ ‫معقــل الحريــة الســورية‪ ...‬كــا ويــزور الهــال معتقليهــا الذيــن نناديهــم‬ ‫«مــن األرس اطلعــوا ولعنــا ارجعــوا»‪ ،‬ونتمــى لــكل املعتقلــن الحريــة قريب ـاً‪...‬‬ ‫ويعــرج عــى رغيــف الخبــز املعجــون بالعــرق والــدم واملعانــاة وســط الحصــار‪.‬‬ ‫شــهر رمضــان‪ ...‬حضــور الخــر العــارم‪ ...‬أيــن نحــن مــن هــذا اليــوم؟‪ ...‬وهــل‬ ‫يســتطيع املواطــن الســوري يف ظــل هــذا الغــاء ويف ظــل القتــل والدمــار‬ ‫وهــذا البــاء أن يعمــل ليسـ ّد حاجتــه وأرستــه بالنــذر اليســر؟!‪ ..‬حصــا ٌر خانــق‬ ‫مــن قبــل قــوات الطاغيــة‪ ...‬ومامرســات وحشــية جديــدة لإلبــادة‪ ...‬وصمــت‬ ‫دويل كالعــادة وســط قلــق بــان يك مــون‪ ...‬وقتــال الجبــش الحــر مــع عنــارص‬ ‫مــن القاعــدة عــى إثــر االغتيــاالت األخــرة التــي قامــت بهــا لقتــل قياديــي‬ ‫الحــر‪ ...‬مــا للقاعــدة يف بالدنــا؟ مــاذا تفعــل هنــا؟ ومــن أخــرج ‪ 48‬معتقــاً‬ ‫مــن املتشــددين اإلســاميني مــن الســجون إثــر انــدالع الثــورة‪ ...‬مــن فعــل هــذا‬ ‫غــر النظــام القاتــل‪...‬؟ ال القاعــدة‪ ،‬وال أحــد يســتطيع أن يخمــد ثــورة الكرامــة‬ ‫ويوقــف بركانهــا الهــادر‪ ...‬فانتظــروا يــا أعــداء الشــعب الســوري‪ ...‬ولــروا قريبـاً‬ ‫ـب تنقلبــون‪.‬كل عــام وثورتنــا بخــر‪ ...‬وشــعبنا الصامــد بخــر‪...‬‬ ‫جــدا ً‪ ...‬أي منقلـ ٍ‬ ‫وإىل اللقــاء يف أوكســجني الثــورة بعــدد جديــد‪.‬‬

‫‪ -3‬هل بات الجيش الحر هو‬ ‫الجالد؟؟‬ ‫‪ -4‬صراع البيادق‬ ‫‪ -5‬من العتمة اطلعوا‪ ...‬ولعنا ارجعوا‬ ‫‪ -6‬لألفران في سوريا حكاية أخرى‪..‬‬ ‫‪ -8‬زبداني إف إم‬ ‫‪ -9‬أمام انتحار النار‬ ‫‪ -10‬درب الصغار ‪Delete -‬‬ ‫‪ -11‬حمص العدية‬ ‫‪ -12‬كلمات السر‪:‬‬ ‫خط الدفاع األخير عن معلوماتك (‪)1‬‬ ‫‪ -13‬نسمة حرية‬ ‫‪ -14‬زبداني‪ ..‬يا مدينة الصالة‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫الزبداني‪..‬‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫‪2‬‬


‫رأي‬

‫هل بات الجيش الحر هو الجالد؟؟‬

‫أوكسجين | نيرمين عبد الرؤوف‬

‫عامــان مــن الثــورة والنضــال‪ ...‬مــن الهتــاف‬ ‫وصيحــات التكبــر يف مظاهــرات الكرامــة إىل‬ ‫ســاحات املعــارك يف مطــاردة أذنــاب الظلــم‬ ‫والــر‪ .‬الوحشــية خــال هذيــن العامــن‬ ‫كانــت أكــر مــا نتوقــع‪ ،‬همجيــة النظــام‬ ‫تجــاوزت حــدود العقــل‪ ،‬أفــكا ٌر كثــرة ظهــرت‪،‬‬ ‫وضاعــت عقولنــا يف متاهــات املصالــح واملنافــع‬ ‫الدوليــة وظهــرت الكثــر مــن املشــاكل التــي مل‬ ‫نكــن نتوقعهــا‪ ...‬املصالــح الروســية‪ ،‬حــزب اللــه‬ ‫وإيــران‪ ،‬األســلحة الكيامويــة‪ ،‬ثــم القاعــدة‬ ‫وجبهــة النــرة‪ .‬الجيــش الحــر الــذي كان ميثّــل‬ ‫طريــق الخــاص للكثرييــن بــات اليــوم يشـكّل‬ ‫حالــة رعــب‪ .‬كل يــوم تطالعنــا فيديوهــات‬ ‫توثّــق عمليــات إجـرام وتنفيــذ أحــكام دون أي‬ ‫آليــة قانونيــة أو حتــى رشعيــة‪ ،‬وباتــت هــذه‬ ‫الحــاالت أفعــاالً تتكــرر‪ ،‬قــد يكــون بعضهــا‬ ‫مرتبطـاً بالنظــام ولكنهــا تبقــى تحــت مسـ ّمى‬ ‫"الجيــش الحــر"‪ ،‬والســؤال هنــا هــل هــذه‬ ‫املشــاهد مــن رحــم الثــورة التــي نؤمــن بهــا‬ ‫والتــي بذلنــا فيهــا الــدم والدمــوع وســقط مــن‬ ‫ـص‬ ‫أجلهــا اآلالف ومــا زالــوا يســقطون؟! قصـ ٌ‬ ‫مرعبــة‪ ...‬كان آخرهــا اغتيــال املجاهــد "كــال‬ ‫الحاممــي" املك ّنــى بــأيب بصــر الالذقــاين‪ ،‬وهــو‬ ‫أحــد أبــرز ‪ 30‬قياديــاً يف الجيــش الســوري‬ ‫شــاب مــن الالذقيــة مــن‬ ‫الحــر‪" .‬الحاممــي"‬ ‫ٌ‬ ‫عائلــة معروفــة‪ ،‬مــن أوائــل مــن شــارك يف‬ ‫مظاه ـرات الالذقيــة هــو وإخوتــه ثــم انتقــل‬ ‫إىل جبــال الســاحل و جاهــد مــع الثــوار‪ .‬كان‬ ‫دامئـاً يف الصــف األول وأول مــن يطلــق رصــاص‬ ‫املعــارك‪ ،‬أحبّــه زمــاؤه و أحبــوا شــجاعته و‬

‫حكمتــه ووضــوح رؤيتــه فاختــاروه قائــدا ً لهــم‬ ‫يف كتيبــة "العــز بــن عبــد الســام"‪ .‬كان يف‬ ‫اجتــاع مــع أعضــاء بتنظيــم "دولــة اإلســام‬ ‫يف العــراق والشــام" حــن انطلــق إىل إحــدى‬ ‫نقــاط الحراســة التابعــة لقيادتــه عــى جبهــة‬ ‫الســاحل ليحــر للشــباب هنــاك طعــام‬ ‫اإلفطــار‪ ،‬منعــه رجــال مــن "دولــة اإلســام‬ ‫يف العــراق و الشــام" مــن املــرور بحجــة‬ ‫أنــه أنشــأ نقطــة حراســته بالقــرب منهــم‬ ‫دون اســتئذانهم! طلــب منهــم التحــدث إىل‬ ‫أمريهــم "أبــو أميــن العراقــي"‪ ،‬وهــو رجـ ٌـل ال‬ ‫يعرفــه أهــل املنطقــة و ال يعــرف أح ـ ٌد اســمه‬ ‫الحقيقــي عــدا عــن أنــه قــادم مــن ديــر الــزور‬ ‫أو العــراق‪ .‬عندمــا تر ّجــل مــن عربتــه لقّــم‬ ‫حــرس األمــر بنادقهــم فــر ّد حرســه باملثــل‪ ،‬فــا‬ ‫كان منــه إال أن أمرهــم بخفــض الســاح و تركــه‬ ‫يف الســيارة ألنــه ال يجــوز للمجاهديــن رفــع‬ ‫الســاح يف وجــوه بعضهــم البعــض‪ .‬وبينــا‬ ‫هــا يتناقشــان نشــب بينهــا خــاف‪ ،‬فــا كان‬ ‫مــن األمــر إال أن أطلــق عليــه النــار و أرداه‬ ‫قتي ـاً‪.‬‬ ‫بعــد انتشــار خــر مقتلــه ذهــب أحــد عقــاء‬ ‫املنطقــة ليســتفرس عــا حــدث و ملــاذا قُ ِتــل‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫أبــو بصــر‪ ،‬فــكان ر ّد أبــو أميــن العراقــي أن‬ ‫هــذا الشــاب كافــ ٌر أصــاً ألنــه يتعامــل مــع‬ ‫الكفــار يف اســطنبول و الخليــج ! لقــد حكــم‬ ‫"أبــو أميــن العراقــي" عــى "كــال حاممــي"‬ ‫بالقتــل و ن ّفــذ هــذا الحكــم يف لحظــات دون‬ ‫أي محاكمــة‪ .‬وإن كانــت جرميتــه هــي عــدم‬ ‫مبايعتــه لألمــر البغــدادي فــإن مصــر ‪%70‬‬ ‫مــن الشــعب الســوري هــو القتــل إن كان‬ ‫األمــر سيســر عــى نحــو ذلــك!!‬ ‫املنســق الســيايس واإلعالمــي للجيــش الحــر‬ ‫"لــؤي املقــداد" قــال أنــه ســيكون هنــاك‬ ‫اجتــاع لقيــادة أركان الجيــش للبحــث يف‬ ‫الحــادث‪ ،‬مضيفــاً بأنــه يجــب تســليم مــن‬ ‫نفــذوا هــذه العمليــة إىل العدالــة ملحاســبتهم‬ ‫عــى مــا اقرتفــوه‪ .‬يذكــر أن عنــارص "دولــة‬ ‫اإلســام يف العــراق والشــام" مل تكتــف‬ ‫بقتــل أيب بصــر ولكــن اعتــدت أيضــاً عــى‬ ‫أف ـراد الجيــش الحــر خــال نقــل جثامنــه إىل‬ ‫منطقتــه واعتقلــت عــددا ً منهــم‪ .‬هــي إذا ً‬ ‫حالــة مــن الفــوىض والتخبّــط‪ ،‬واملشــكلة هنــا‬ ‫ليســت يف التســميات أو يف انخــراط مدنيــن‬ ‫يف صفــوف الجيــش الحــر‪ ،‬فهــذا معــروف‬ ‫عــر التاريــخ باســم "املقاومــة الشــعبية"‪،‬‬ ‫وليســت املشــكلة أيض ـاً يف وجــود "عصابــات‬ ‫جنائيــة" تحــت يافطــة الجيــش الحــر‪ ،‬بــل يف‬ ‫غيــاب الضبــط واملرجعيــة والقيــادة الفاعلــة‪.‬‬ ‫لــذا فمــن الــروري أن يكــون للكتائــب يف‬ ‫كل منطقــة "مرجعيــة قضائيــة"‪ ،‬تتكــون‬ ‫ح ـرا ً مــن ضبــاط أو ضبــاط صــف منشــقني‬ ‫مبرجعيــات حقوقيــة دارســن للحقــوق أو عــى‬ ‫األقــل مطّلعــن‪ ،‬تعاقــب الخارجــن عــن ميثــاق‬ ‫الجيــش الحــر‪ .‬تــم قتــل املجاهــد أبــو بصــر يف‬ ‫التوقيــت الــذي يصــب يف مصلحــة النظــام‪ ،‬يك‬ ‫تــردد الــدول الغربيــة يف تســليح الجيــش الحــر‬ ‫وتزويــده بــأي أســلحة نوعيــة‪ .‬ومابــن تربيرات‬ ‫ســوء الفهــم والحــوادث الفرديــة التــي أضحــت‬ ‫ّ‬ ‫محــك‬ ‫أقــرب إىل الظواهــر نحــن اليــوم عــى‬ ‫أخالقــي وإنســاين‪ ،‬حــن تصــل الضحيــة إىل‬ ‫مرحلــة االمتــاء باالنتقــام تكــون قــد أصبحــت‬ ‫مشــابهة متامــاً للجــاد ورمبــا تتفــوق عليــه‬ ‫أيضـاً‪ ،‬وكل مــا يحــدث يطيــل مــن عمــر الثــورة‬ ‫ويؤخــر االنتصــار‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫سياسة‬

‫أوكسجين | جواد أسود‬

‫صراع البيادق‬

‫يبــدو أننــا قــد ســبقنا أفغانســتان بتوقيــت الـراع بــن أطـراف‬ ‫املعارضــة فيــا بينهــا‪ ،‬حيــث اجتمعــت هنــا حكمــة النظــام‬ ‫وحكمــة الغــرب لتدفــع املقاومــة املســلحة يف الداخــل الســوري‬ ‫لــراع مبكــر‪ ،‬وهــذا بنــا ًء عــى خــرة أمريــكا والــدروس التــي‬ ‫تعلمتهــا مــن حربهــا يف أفغانســتان‪ ،‬حيــث أثبتــت التجربــة أنــه‬ ‫مــن الــروري أن يبــدأ الــراع بــن تلــك القــوى قبــل ســقوط‬ ‫النظــام‪ ،‬األمــر الــذي يضعفهــا ويشــتت قوتهــا ويطيــل أمــد النظــام‬ ‫يف حــرب االســتنزاف مــع املعارضــة‪ ،‬حتــى تنضــج معارضــة سياســية‬ ‫مد ّجنــة وطيّعــة تنفــذ مــا هــو مطلــوب منهــا دون اعـراض‪ ،‬وتقبــل‬ ‫الســيناريو الــذي تــم ترسيــب بنــوده ومل يلــق ترحيبـاً مــن أغلــب‬ ‫القــوى العســكرية‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن بعــض التيــارات السياســية‬ ‫رحبــت بــه مــن بــاب الخــروج مــن عســكرة ال ـراع وتحويلــه إىل‬ ‫رصاع ســيايس ال غالــب فيــه وال مغلــوب‪ ،‬واقتســام النــر مــع‬ ‫النظــام والتحــول إىل شــكل مــن الحكومــة التوافقيــة تقفــز فــوق‬ ‫كل تبعــات الســنوات املاضيــة عــى مبــدأ "عفــى اللــه عــا مــى"‪.‬‬ ‫أمريــكا التــي مل تض ّيــع الفرصــة‪ ...‬فمنــذ أشــهر ذكــرت عــدة‬ ‫صحــف ووكاالت أنبــاء عــن أن منظمــة (بــاك ووتــر) تقــوم‬ ‫بتدريــب مســلحني عــرب عــى عمليــات اغتيــال‪ ،‬لزجهــم فيــا بعــد‬ ‫كمقاتلــن يف الكتائــب املســلحة الغتيــال القــادة األكــر تشــددا ً‬ ‫أو القــادة الذيــن ميثلــون دورا ً قياديــاً يف تجمعاتهــم و ألويتهــم‪،‬‬ ‫وتصويــر املشــهد عــى أن االغتيــاالت هــي مــن فعــل كتائــب‬ ‫منافســة يف الداخــل الســوري‪ ،‬األمــر الــذي ســيؤ ّجج ال ـراع بــن‬ ‫تلــك الكتائــب ويرصفهــا عــن مواجهــة النظــام‪ ،‬ويعطــي مــررا ً‬ ‫للجيــش الحــر ـ ممثـاً بــاألركان ـ بالتدخــل لحســم األمــر لصالحــه‬ ‫واســتالم املبــادرة‪ ،‬وتحجيــم دور بقيــة الكتائــب كخطــوة إلخراجهــا‬ ‫مــن دائــرة ال ـراع واملواجهــة‪ .‬كــا وأشــارات تقاريــر مامثلــة إىل‬ ‫أن أمريــكا بعــد منــاورات (األســد املتأهــب) بــاألردن‪ ،‬قــد تركــت‬ ‫عــددا ً مــن الطائ ـرات بــا طيــار‪ ،‬تلــك التــي تصطــاد بهــا أعضــاء‬ ‫مــن القاعــدة يف اليمــن‪ ،‬وذلــك تحســباً للمســتقبل‪.‬‬

‫النظــام ســبق لــه أن دعــم عــددا ً مــن التجمعــات الجهاديــة خالل‬ ‫حــرب العـراق‪ ،‬وصـ ّدر عــددا ً منهــم مــن خــال فتــح املجــال لهــم‬ ‫وغــض الطــرف عنهــم‪ ،‬وذلــك إلثــارة الوضــع يف الع ـراق مــن بــاب‬ ‫تحــدي القــوى الغربيــة‪ ،‬وزعزعــة وضــع هــذه القــوى التــي ميلــك‬ ‫النظــام الســوري مفاتيحهــا كــا وميلــك القــدرة عــى التحكــم بهــا‬ ‫عــن بعــد‪ ،‬دون أن تــدري تلــك القــوى مــن يسـ ّـر أمورهــا ويوجههــا‪.‬‬

‫يبــدو أن هــذا الســيناريو قــد بــدأ بالفعــل‪ ،‬واغتيــال "أبــو نصــر"‬ ‫ومــن قبلــه بعــض القــادة الذيــن رمبــا اغتيالهــم مــر دون تســليط‬ ‫الضــوء عليهــم‪ ،‬أو ضــاع غرميهــم يف خضــم املواجهــات املســلحة‪.‬‬ ‫ولعــل الســاحة بالعشــوائيات التــي تعيشــها تلــك الكتائــب‪،‬‬ ‫أصبحــت ناضجــة لتصعيــد هــذا الســيناريو‪ ،‬واالنتقــال به مبكـرا ً إىل‬ ‫مواجهــات داميــة بــن أخــوة الســاح باألمــس‪ .‬والــذي يعـ ّزز نجــاح‬ ‫هــذا الســيناريو عــدم وجــود روابــط بــن تلــك الكتائــب املســلحة‬ ‫أو تواصــل أو تنســيق أمنــي‪ ،‬عســكري‪ ،‬أو حتــى إغــايث‪ ،‬إضافــة إىل‬

‫الوضــع مؤهــل لالنفجــار‪ ...‬والرصاعــات تبــدأ وال ميكــن أن نتنبــأ‬ ‫إىل متــى وأيــن تنتهــي‪ ،‬مــامل يتــم إنشــاء قــوة مشــركة مــن أغلــب‬ ‫الكتائــب املســلحة املتواجــدة يف الداخــل الســوري تكــون ضابطــة‬ ‫لكافــة تلــك القــوى‪ ،‬وناظمــة متثّــل قــوة أمــن الثــورة وحاميتهــا‪ .‬إن‬ ‫أخطــر الســيناريوهات أن تتحــول القــوى الجهاديــة التــي تتصــارع‬ ‫مــع النظــام إىل بيــادق عــى رقعــة شــطرنج‪ ،‬رسعــان مــا يتــم‬ ‫التضحيــة بهــم وتخــرج عــن رقعــة الشــطرنج‪ ،‬ليتفــرد بالرقعــة ملــك‬ ‫يقتــل ملــكاً أو يقتلــه وزيــره‪.‬‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫أن هنالــك اخرتاقــات عديــدة لتلــك الكتائــب‪ ،‬ســوا ًء مــن النظــام‬ ‫أو مــن الــدول االقليميــة‪ ،‬كــا أن بعــض الكتائــب تك ّونــت مــن‬ ‫خــال تج ّمــع بعــض املجرمــن و شــذاذ اآلفــاق‪ ،‬للقيــام بعمليــات‬ ‫الســلب والنهــب تحــت غطــاء جهــادي متســرة تحــت لــواء الثــورة‬ ‫الســورية‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫من العتمة اطلعوا‪ ...‬ولعنا ارجعوا‬ ‫أوكسجين | هيالنة‬ ‫أرواح وليســوا أرقــام‪ ...‬يقبعــون يف‬ ‫هــم‬ ‫ٌ‬ ‫تلــك الزنزانــات املظلمــة‪ ...‬يفرتشــون األرض‬ ‫ويلتحفــون األمل‪ ...‬بانتظــار املــوت بــدل‬ ‫رغيــف الخبــز‪.‬‬ ‫بيــت ســوري‬ ‫و حيــث أنــه ال يــكاد يخلــو ٌ‬ ‫مــن معتقــل يتعــ ّرض للتعذيــب يف أقبيــة‬ ‫الســجون‪ ،‬كان البــ ّد مــن وقفــة معهــم يك ال‬ ‫ننــى‪ .‬فكانــت حملــة "مــن العتمــة اطلعــوا‪...‬‬ ‫ولعنــا ارجعــوا" التــي أطلقهــا نشــطاء‬ ‫ســوريون بالتعــاون مــع لجــان التنســيق يف‬ ‫ســوريا‪ ،‬للتضامــن مــع معتقــي الــرأي والفكــر‬ ‫والعدســات الثائــرة و الجنــود املنشــقني ممــن‬ ‫رفضــوا االنصيــاع ألوامــر الظلــم‪ ،‬يف محاولــة‬ ‫إليصــال صــوت املعتقــل الســوري يف ســجون‬ ‫النظــام األســدي إىل كل أنحــاء العــامل‪.‬‬ ‫تطمــح الحملــة أن يكــون األول مــن‬ ‫رمضــان (يــوم املعتقــل الســوري) أول يــوم‬ ‫وطنــي تعتمــده الثــورة الســورية‪ ،‬فشــهر‬ ‫وكل يــوم‬ ‫رمضــان يــدور عــى كل أيــام الســنة ّ‬ ‫هــو ذكــرى اعتقــال ســوري أو إفــراج عنــه‪،‬‬ ‫وســيصبح هــذا اليــوم ذكــرى للوقــوف يف‬ ‫وجــه همجيــة االعتقــال مــع األمــل بتحويــل‬ ‫املعتقــات وفــروع األمــن إىل مــدارس ومشــايف‬ ‫وجامعــات بعــد النــر وســقوط النظــام‪.‬‬ ‫تتميــز هــذه الحملــة عــن غريهــا بوجــود‬ ‫فريــق خــاص لتوثيــق أســاء الشــهداء‬ ‫واملعتقلــن مــع تاريــخ اعتقالهــم وظــروف‬ ‫استشــهادهم‪ ،‬وتقـ ّدم هــذه الوثائــق دوريـاً إىل‬ ‫منظــات حقــوق اإلنســان‪ .‬يقــول القامئــون‬ ‫عــى الحملــة بأنهــا ليــس مجــرد صفحــة عــى‬ ‫اإلنرتنــت‪ ،‬بــل هــي مســاحة لتوحيــد جميــع‬ ‫أطيــاف املجتمــع والثــوار عــى اختالفاتهــم‪.‬‬ ‫وقــد القــت الحملــة تفاع ـاً كب ـرا ً وفاجأتهــم‬

‫أعــداد املعتقلــن واملفقوديــن التــي وصلــت‬ ‫للصفحــة‪ .‬وطلبــت الحملــة مــن الســوريني‬ ‫تغيــر صورهــم الشــخصية عــى شــبكة‬ ‫التواصــل االجتامعــي "الفيســبوك" إىل شــعار‬ ‫الحملــة‪ ،‬وبالفعــل باتــت صــورة املعتقــل‬ ‫الســوري غالبــة عــى الصفحــات الســورية‪.‬‬ ‫وألن اإلنســان هــو جوهــر الحيــاة‪ ،‬يــرى‬ ‫منظمــو الحملــة رضورة إعطــاء أولويــة العمــل‬ ‫الثــوري للمعتقلــن مــن أجــل مســاعدتهم‬ ‫قــدر اإلمــكان‪ ،‬فاالعتقــال مــازال مســتمرا ً‬ ‫حتــى اللحظــة‪ .‬النظــام الســوري يعتقــل‬ ‫مواطنــاً ســورياً كل ‪ 4‬دقائــق بحســب أرقــام‬ ‫الثــورة الســورية‪ .‬ويــرى الكثــر مــن الســوريني‬ ‫أن املــوت أرحــم مــن االعتقــال الــذي يعنــي‬ ‫املــوت ألــف مــرة يف ســجون النظــام الوحشــية‪.‬‬ ‫يبلــغ عــدد املعتقلــن بحســب الشــبكة‬ ‫الســورية لحقــوق اإلنســان حــوايل ‪ 194‬ألــف‬ ‫مواطــن‪ ،‬يف حــن يصــل عــدد املفقوديــن إىل‬ ‫‪ 70‬ألفــاً مجهــويل املصــر بحيــث أن أحــدا ً ال‬ ‫يعــرف إن كان املــوت قــد غ ّيبهــم أم االعتقــال‪.‬‬ ‫ويقــ ّدر مركــز توثيــق االنتهــاكات يف ســوريا‬ ‫احتجــاز أكــر مــن ‪ 5400‬ســيدة بــن آذار ‪2011‬‬ ‫ونيســان ‪ ،2013‬باإلضافــة إىل بقــاء ‪ 766‬ســيدة‬ ‫و‪ 34‬فتــاة تحــت ســن الـــ ‪ 18‬عامـاً يف مقـ ّرات‬ ‫االحتجــاز الحكوميــة‪ .‬كــا وصــل عــدد القتــى‬ ‫تحــت التعذيــب يف املعتقــات حتــى نهايــة‬ ‫آذار املــايض إىل ‪ 2300‬مواطــن‪ ،‬منهــم ‪ 80‬طفـاً‬ ‫و‪ 25‬ســيدة و‪ 51‬رجـاً تزيــد أعامرهــم عــن الـــ‬ ‫‪ 60‬بحســب الشــبكة الســورية‪ .‬ومأســاة ذوي‬ ‫أولئــك القتــى تبــدأ مــن البــكاء عــى موتهــم‬ ‫إىل التفتيــش عــن جثثهــم والعجــز عــن دفنهم‪.‬‬ ‫هــذا وقــد وث ّقــت "هيومــن رايتــس ووتــش"‬ ‫أمناطــاً مم ّنهجــة تشــر إىل أن التعذيــب‬ ‫وإســاءة املعاملــة هــو سياســة تتبعهــا الدولــة‪،‬‬ ‫وبالتــايل يشــكّل جرميــة ضــد اإلنســانية‪ .‬إذ‬ ‫تــم توثيــق اســتخدام االعتــداء الجنــي عــى‬ ‫أيــدي قــوات األمــن الســورية بحــق محتجزيــن‬ ‫مــن الرجــال والنســاء يف أكــر مــن ‪ 20‬واقعــة‪.‬‬ ‫مل تتضــح متامــاً حتــى اآلن درجــة اســتخدام‬ ‫االعتــداء الجنــي أثنــاء االحتجــاز‪ ،‬بســبب‬ ‫حرمــان مراقبــي حقــوق اإلنســان مــن الوصــول‬ ‫إىل مقــرات االحتجــاز‪ ،‬وامتنــاع الكثــر مــن‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫تقرير‬

‫الضحايــا عــن التقــدم مخافــة املالحقــة أو‬ ‫التنكيــل‪ .‬يعيــش املعتقلــون يف ظــروف صحيــة‬ ‫ســيئة للغايــة‪ ،‬حيــث يتواجــد مثانــون شــخصاً‬ ‫يف غرفــة مســاحتها ال تتجــاوز ‪ 16‬م مربــع‪،‬‬ ‫و يصبــح الدخــول إىل الحــام مهمــة صعبــة‬ ‫وســعيد الحــظ مــن يصــل إىل هنــاك مــرة‬ ‫واحــدة‪!!...‬‬ ‫جــدرا ٌن قــذرة‪ ،‬روائــح كريهــة‪ ،‬مــرىض‬ ‫ممدديــن يف مم ـرات الســجن والدمــاء تســيل‬ ‫يف كل مــكان‪ .‬ســوء التغذيــة وقلَّــة الهــواء‬ ‫وعــدم وجــود أشــعة الشــمس مينــع التئــام‬ ‫أي جــرح حتــى ولــو كان بســيطاً‬ ‫الجــروح‪ّ ،‬‬ ‫ســيتعفَّن ويلتهِــب‪ .‬جميــع املعتقلــن تقريبــاً‬ ‫مصابــون بالجــرب واألمـراض الجلديــة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫اإلســهاالت التــي متتــد لشــهور دون عــاج‪،‬‬ ‫والخ ّراجــات وااللتهابــات بســبب الــرب‬ ‫والتعذيــب والتــي تكــر ليصــل قطرهــا إىل أكــر‬ ‫مــن ‪ 10‬ســم وقــد تصــل إىل العظــم‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل أن نســبة ‪ %70‬مــن املعتقلــن يقضــون‬ ‫بســبب ارتفــاع درجــة الحــرارة أو يصابــون‬ ‫بالجنــون‪ .‬املعتقــل الســوري الــذي أشــعل ثــورة‬ ‫الكرامــة يعيــش يف ظلمــة الســجن قصــص‬ ‫أمل‪ ...‬لكنــه يبقــى متمســكاً بخيــوط الحيــاة‪...‬‬ ‫يســت ّمد القــوة ممــن خــارج القضبــان ينتظــر‬ ‫عودتــه ليكمــل معــه طريــق الحريــة واألمــل‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫لألفران في سوريا حكاية أخرى‪..‬‬

‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫مل يكــن يتخيــل الســوريون ومعهــم العــامل أن تصــل األمــور إىل هــذه‬ ‫الدرجــة مــن الوحشــية والتدمــر الــذي ينتهجــه النظــام ضــد الشــعب‬ ‫الســوري‪ ،‬حيــث تشـكّلت ظاهــرة غــدت فيــا يبدو سياســة لــدى أجهزة‬ ‫املخابــرات والجيــش النظامــي‪ ،‬وهــذه الظاهــرة تتمثــل باســتهداف‬ ‫املخابــز واألف ـران ســواء العاملــن فيهــا أو مالكهــا‪ ،‬أو األهــايل القادمــن‬ ‫لـراء الخبــز‪ ،‬أو بقطــع مــواد الطحــن والدقيــق والوقــود لتشــغيلها‪ .‬كل‬ ‫ذلــك يقــوم بــه النظــام للضغــط عــى الشــعب الثائــر وإيقــاف ثورتــه‪.‬‬ ‫بدايــة الحكايــة‪ :‬بــدأ األمــر يف العــام املــايض بدايــة ‪ ،2012‬بإغــاق‬ ‫بعــض األفـران أو تهديــد أصحابهــا‪ ،‬أو بقطــع الدقيــق أو الوقــود عنهــا‪.‬‬ ‫بــدأت هــذه الخطــة يف مناطــق مــن حمــص وريــف دمشــق بهــدف‬ ‫الضغــط عــى املدنيــن وعرقلــة الح ـراك الشــعبي‪ ،‬وخاصــة يف املــدن‬ ‫املتمــردة عــى النظــام‪ .‬بــدأت العقوبــات مــن املدنيــن مــن خــال‬ ‫تجويعهــم وقطــع إمــداد األفـران‪ ،‬ليتطــور األمــر إىل إطــاق النــار عليهــا‬ ‫وجعــل النــاس يبتعــدون عنهــا‪ ،‬بــل يتخ ّوفــون مــن الوصــول إليهــا‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم إفهامهــم بــأن مطالبهــم بالحريــة والكرامــة هــذه نتيجتهــا وكان الــرد‬ ‫عليهــا محاربتهــم يف لقمــة عيشــهم‪ ،‬وأن حياتهــم ســتصبح جحيــاً ال‬ ‫يطــاق بشــتى الســبل التــي يســتطيع النظــام القيــام بهــا‪ .‬اســتطاعت‬ ‫قبضتهــم العســكرية إحــكام ســيطرتها عــى املخابــز بعــد ذلــك‪ ،‬ومــن ثم‬ ‫قصفهــا وقطــع اإلمــدادات مــن الطحــن واملحروقــات‪ ،‬كــا هــو الحــال‬ ‫يف الزبــداين تلــك املدينــة التــي تــرزح تحــت طــوق النــار منــذ أكــر مــن‬ ‫عــام‪ ،‬بعــد نــزوح أهلهــا هربـاً مــن املــوت‪ ،‬ومــن تبقــى منهــم يحصلــون‬ ‫عــى خبزهــم اليومــي خلســة عــن أعــن حواجــز الجيــش ألنهــا مــن‬ ‫املــدن املغضــوب عليهــا‪ .‬تــم رضب اثنــان مــن أفرانهــا وتحويــل أكربهــا‬ ‫لثكنــة عســكرية وهــو "الفــرن اآليل" الــذي كان مي ـ ّد املنطقــة بأكملهــا‬ ‫باحتياجهــا مــن الخبــز كـــ (رسغايــا ومضايــا وبقــن ويلــودان‪ )...‬وغريهــا‪.‬‬ ‫أمــا باقــي األف ـران فقــد تــم منــع املــواد األساســية كالطحــن والخمــرة‬ ‫مــن الدخــول للمدينــة وكذلــك مــادة املــازوت‪ ،‬فتعطّلــت األفران بشــكل‬ ‫كامــل وتأثّــرت البلــدات املحيطــة وأصبــح النقــص واضحـاً بعــد توقــف‬ ‫خمســة أف ـران عــن العمــل بشــكل كامــل‪.‬‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫عقوبة من نوع آخر‪:‬‬ ‫يقــوم النظــام ومؤسســاته مبنــع مــادة الطحــن أو تخفيــض الكميــة‬ ‫التــي تحتاجهــا املدينــة وذلــك يختلــف حســب مــؤرش انخ ـراط تلــك‬ ‫املدينــة يف الثــورة‪ .‬ففــي حمــص مينــع دخــول الطحــن منعـاً باتـاً فيضطّر‬ ‫الجيــش الحــر إلدخالــه خلســة وبكميــات قليلــة عــر ثغ ـرات وطــرق‬ ‫خاصــة تحــت ســيطرتهم‪ .‬ويف مناطــق أخــرى يســمح بدخــول كميــات‬ ‫محــدودة‪ ،‬وإن ُســمح لهــا بالعبــور فتحتــاج لوقــت طويــل للوصــول إىل‬ ‫الداخــل بســبب الحواجــز العســكرية‪ ،‬ويتــم رسقــة بعضهــا لتبــاع فيــا‬ ‫بعــد خلســة بضعــف ســعرها‪ .‬ومــع ارتفــاع ســعر املحروقــات وخاصــة‬ ‫املــازوت الــذي يعـ ّد املــادة األساســية إلمتــام عمليــة الخَبــز‪ ،‬والــذي وصل‬ ‫ســعر اللــر الواحــد منــه يف حــال وجــوده ‪ 130‬لــرة‪ ،‬مــا جعــل مــن‬ ‫الخبــز حلـاً للمواطــن الســوري فقــد وصــل ســعر ربطــة الخبــز (ذات ‪8‬‬ ‫أرغفــة فقــط) إىل ‪ 350‬لــرة‪ .‬فــإن ُوجــد الطحــن ُمنــع املــازوت والعكــس‬ ‫صحيــح‪ ،‬وغالبيــة األفــران أضحــت مرتعــاً للقذائــف‪ ،‬مهجــورة كــا‬ ‫منــازل الســوريني التــي عــاث بهــا القصــف خراب ـاً وهجرهــا أصحابهــا‪.‬‬ ‫اســتهداف األف ـران بالقصــف ‪:‬إن سياســة اســتهداف األف ـران تدخــل‬ ‫ضمــن اس ـراتيجية التجويــع التــي يضعهــا "املركــب األمنــي العســكري"‬ ‫يف سلســلة اس ـراتيجيات تنبــع مــن تجــارب ســابقة ســوفيتية وأملانيــة‪،‬‬ ‫نصــت‬ ‫وهــي دول متتلــك ســابقاً نظام ـاً أمني ـاً يقــوم عــى القمــع‪ .‬وقــد ّ‬ ‫منظــات حقــوق اإلنســان عــى أن اســتهداف األف ـران واملخابــز يع ـ ُّد‬ ‫جرميــة ضــد اإلنســانية‪ ،‬إال أن األســد بــكل أفعالــه هــو مجــرم حــرب‬ ‫بامتيــاز فــاق إجرامــه كل مــن ســبقه باإلبــادة والقتــل‪ ،‬ومــا يحــاول فعله‬ ‫ويقــوم بتنفيــذه اليــوم هــو إثبــات قدرتــه عــى قمــع الثــورة ورضبهــا‬ ‫بيــد مــن حديــد‪ ،‬ومحاولــة فــرض ســلطته عــى املــدن املعارضــة‪ .‬أثنــاء‬ ‫العمليــات العســكرية يف محافظــة حلــب تــم اســتهداف املخابــز ألكــر‬ ‫مــن عرشيــن مــرة‪ ،‬ويف إحــدى امل ـرات اســتهدف فــرن "قــايض عســكر"‬ ‫بغارتــن قتــل عــى إثرهــا ‪ 41‬شــخصاً بينهــم مثانيــة أطفــال يف مجــزرة‬ ‫مريعــة‪ .‬وأيض ـاً تــم شــن غــارات جويــة عــى أكــر مــن عــر مخابــز‬

‫‪6‬‬


‫منتــرة يف أحيــاء عــدة مــن املحافظــة‪ .‬تــأيت حلــب يف املرتبــة األوىل‬ ‫مــن حيــث تدمــر األفـران‪ ،‬إذ بلــغ عــدد املدمــر منهــا ‪ 24‬مخبـزا ً‪ ،‬تلتهــا‬ ‫محافظــة حمــص‪ .‬و قامــت عصابــات األمــن أيضــاً بتســميم الخبــز‬ ‫الداخــل إىل قلعــة الحصــن‪ ،‬فأصيــب الع ـرات بحــاالت تســمم تــويف‬ ‫بعضهــم عــى إثرهــا يف العــام املــايض‪ .‬وكذلــك حــاة وإدلــب حيــث‬ ‫شــهدت أفرانهــا قصفـاً بطائـرات امليــغ وقذائــف الهــاون‪ .‬وقــد أحصــت‬ ‫الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان ‪ 33‬مخبـزا ً مدمـرا ً بشــكل كامــل يف‬ ‫ريــف دمشــق حتــى نهايــة العــام ‪.2012‬‬ ‫مجازر الخبز والدم ‪:‬‬ ‫هــذه الهجــات عــى املخابــز بــدأت يف أحيــاء حلــب كبســتان‬ ‫القــر وهنانــو‪ ،‬وامتــدت إىل حلفايــا بريــف حــاة‪ ،‬ومــن ثــم انتقلت‬ ‫إىل البصــرة يف ريــف ديــر الــزور وتلبيســة والزبــداين وغريهــا‪ ...‬ليبلــغ‬ ‫عــدد املخابــز املقصوفــة ‪ 2000‬مخبــز يف كل أنحــاء ســوريا‪ .‬األمــر‬ ‫الــذي يؤكــد عــى أن النظــام ال يســتهدف األف ـران هبــاء‪ ،‬بــل يقــوم‬ ‫بذلــك عــن ســابق تخطيــط و إرصار ألجــل رضب القاعــدة الشــعبية‬ ‫التــي يتكــئ عليهــا الجيــش الحــر‪ ،‬ال ســيام أن تلــك املجــازر تتزامــن‬ ‫مــع دخــول الجيــش الحــر تلــك األحيــاء والبلــدات‪ .‬فتع ّرضــت األفـران‬ ‫ ضمــن خطــة األســد بتدمــر البــاد‪ -‬للقصــف املتعمــد‪ ،‬وأدى ذلــك‬‫لوقــوع عــدة مجــازر راح ضحيتهــا عــرات الشــهداء وأكــر مــن‬ ‫‪60‬طفــاً و ‪1000‬جريــح أثنــاء حصولهــم عــى قــوت يومهــم مــن‬ ‫الخبــز‪ ،‬وحدثــت ع ـرات املجــازر أثنــاء الوقــوف يف طوابــر الخبــز‬ ‫التــي أطلــق عليهــا "طوابــر املــوت"‪ ،‬كان أكربهــا مجــزرة حلفايــا‬ ‫بتاريــخ ‪ ،2012/12/23‬التــي أودت بحيــاة ‪ 300‬شــخصاً وعــرات‬ ‫الجرحــى بســبب غــارة جويــة شــنتها طائــرة امليــغ عــى أحــد أفـران‬ ‫البلــدة‪ .‬وتكــرر نفــس املشــهد يف حلــب يف حــي بــاب الحديــد ويف‬ ‫الزبــداين وتلبيســة‪ .‬وقالــت منظمــة "هيومــن رايتــس ووتــش" املعنيــة‬ ‫بحقــوق اإلنســان آب املــايض ‪ 2012‬أن الطائـرات واملدفعيــة الســورية‬ ‫قصفــت عــرة مخابــز عــى األقــل يف حلــب عــى مــدى ثالثــة أســابيع‬ ‫متتاليــة‪ ،‬مــا أســفر عــن مقتــل الع ـرات الذيــن كانــوا يقفــون يف‬ ‫الطوابــر لــراء الخبــز‪ ،‬واتهمــت الجيــش النظامــي باســتهداف‬ ‫املدنيــن‪ .‬يف ‪ 2012/12/28‬خرجــت مظاه ـرات حاشــدة تحمــل اســم‬ ‫جمعــة خبــز الــدم‪ ،‬اســتنكرت اســتهداف املخابــز وقتــل املدنيــن‬ ‫بوحشــية أمامهــا‪.‬‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫تحقيق‬

‫اعتراف و وجهة نظر‪:‬‬ ‫منــذ ســاعات الصبــاح األوىل يصطــف الســوريون يف طوابــر أمــام‬ ‫األفــران بازدحــام شــديد ولســاعات طويلــة ليحصلــوا عــى كميــة‬ ‫محــدودة للعائلــة الواحــدة‪ .‬وأحيان ـاً يعــود األب ألرستــه صفــر اليديــن‬ ‫بســبب نفــاذ الكميــة‪ .‬بالنســبة للنظــام فقــد ذكــر "محمــد هــاين"‬ ‫مديــر فــرع املخابــز اآلليــة يف ريــف دمشــق أن األســباب الكامنــة وراء‬ ‫االختناقــات التــي تشــهدها األفـران يف املحافظــة حاليـاً تعــود لصعوبــة‬ ‫إيصــال مــادة الطحــن مــن املســتودعات إىل املخابــز يف بعــض املناطــق‪.‬‬ ‫وذكــر أن ســبب أزمــة الخبــز هــو إغــاق عــدد مــن أفــران القطــاع‬ ‫الخــاص ألســباب مختلفــة‪ ،‬مش ـرا ً إىل اســتمرار إغــاق الخطــوط اآلليــة‬ ‫يف داريــا ودومــا وحرســتا وجوبــر نتيجــة للظــروف الراهنــة‪ ،‬متناســياً‬ ‫تحويــل بعضهــا لثكنــات عســكرية أو إنشــاء الحواجــز األمنيــة قريبــة‬ ‫منهــا مــا يعيــق ومينــع الكثرييــن مــن رشاء الخبــز‪ ،‬ليصبــح الســوري إمــا‬ ‫جائع ـاً أو معتق ـاً أو ينتهــي بــه املطــاف شــهيدا ً عــى عتبــات األف ـران‪.‬‬

‫من المستفيد من تدميرها ؟‬ ‫تفيــد املــؤرشات األوليــة أن أهــم املكاســب التــي يجنيهــا النظــام يف‬ ‫رضب األفـران تكمــن يف قطــع الحبــل الــري بــن البيئــة الثوريــة والثــوار‪،‬‬ ‫إذ يبعــث بهــذه الطريقــة رســائل مبطّنــة للحاضنــة االجتامعيــة توحــي‬ ‫فيهــا أن القــوات املعارضــة تشــبه رسطانـاً عصــف بحياتهــم املعيشــية‪ ،‬وأن‬ ‫الجيــش الحــر هــو ســبب رئيــي يف الضيــق والهــم الــذي هــم فيــه‪ .‬لهــذا‬ ‫الســبب تتع ـ ّرض البيئــة الحاضنــة لــه إىل شــتى أنــواع العقــاب الجامعــي‬ ‫ومنهــا رضب األفـران‪ .‬ورمبــا قــد يح ّقــق النظــام بعضـاً مــن مبتغــاه اســتنادا ً‬ ‫إىل هــذه السياســة املتّبعــة‪ ،‬وخاصــة أن قتــل األبريــاء بهــذه الطريقــة‬ ‫ســيخلق رشخـاً بــن قــوات الجيــش الحــر والبيئــة الشــعبية الحاضنــة للثورة‬ ‫بســبب تحريــض النظــام‪ .‬مــن جهــة أخــرى بعــد ارتــكاب هــذه املجــازر‬ ‫ســيجد األهــايل يف تلــك البيئــة مســ ّوغات راســخة يف احتضانهــم للثــوار‬ ‫وتشــجيعهم عــى القيــام بالعمليــات االنتقاميــة‪ ،‬لــرد االعتبــار عــى مــا‬ ‫تقــوم بــه قــوات األســد مــن جرائــم متتاليــة بحقهــم‪ ،‬أي أ ّن الســحر انقلــب‬ ‫عــى الســاحر وازدادت شــعبية الثــوار فأصبحــوا األمــل الوحيــد للســوريني‬ ‫لالنتقــام وإعــادة حقوقهــم املســلوبة‪ .‬وال ننــى أ ّن منظــات حقــوق‬ ‫اإلنســان تعتــر أن اســتهداف األف ـران واملخابــز جرميــة ضــد اإلنســانية‪ ،‬إال‬ ‫أن األســد بوحشــيته يثبــت أنــه مجــرم حــرب بامتيــاز بــل وبــا منــازع‪!! ...‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني إف إم‬

‫*) الشــعب الســوري عمــل ثــورة طويلــة‬ ‫عريضــة مشــان شــو‪ ...‬مشــان «ســوريا األســد»‬ ‫تصــر «ســوريا الجربــا»‪ ...‬ولــوووووه شــو‬ ‫نغــر‪ ...‬ن ّزلنــا ع اليمــن‬ ‫هالحــي‪ !!....‬بطّلنــا ّ‬ ‫معلــم‪!!...‬‬ ‫*) االئتــاف الســوري يفتتــح «مكبــاً‬ ‫للنفايــات»‪ ...‬عفــوا ً‪ ...‬عفــوا ً‪ ...‬يفتتــح «مكتب ـاً»‬ ‫لــه يف أملانيــا‪...‬‬ ‫*) حرصــاً منهــا عــى صحــة صيــام األخــوة‬ ‫املواطنــن تهيــب وزارة األوقــاف بــرورة‬ ‫اعتــاد الســاعة ملعرفــة وقــت اإلمســاك وأذان‬ ‫املغــرب‪ ،‬حيــث أنــه قــد تــم إيقــاف مدفــع‬ ‫رمضــان هــذا العــام ملنــع االلتبــاس بينــه وبــن‬ ‫أصــوات الهــاون والقذائــف‪ ...‬واللــه مــن وراء‬ ‫القصــد‪!!...‬‬ ‫*) جبهــة النــرة تعتقــل الناشــط زيــد محمــد‬ ‫بتهمــة «العلامنيــة»‪ ...‬يعنــي مابعــرف ليــش‬ ‫قــدر الشــعب الســوري يضــل مــا بــن البســطار‬ ‫العســكري وعاممــة رجــال الديــن‪ ...‬ومن تحت‬ ‫الدلــف لتحــت املــزراب‪!!...‬‬ ‫*) رئيــس الــوزراء الــريك داوود أوغلــو يتنــاول‬ ‫طعــام اإلفطــار مــع الالجئــن الســوريني‬ ‫ويهتــف معهــم‪« :‬واحــد واحــد واحــد‪ ...‬ســوري‬

‫تــريك واحــد»‪...‬‬ ‫ومــن الشــعب الســوري ال شــكرا ً تركيــا‪ ...‬وال‬ ‫شــكرا ً أوغلــو‪ ..‬ألنــو شــبعنا حــي وفزلــكات‪!!...‬‬ ‫*) الســلطات القطريــة متنــع األجانــب مــن‬ ‫أصــول ســورية مــن الدخــول إىل الدوحــة‪...‬‬ ‫والســلطات املرصيــة تفــرض الحصــول عــى‬ ‫موافقــة أمنيــة لدخــول الســوريني‪ ...‬عنجــد‬ ‫أمــة عربيــة واحــدة‪!!...‬‬ ‫*) نق ـاً عــن اإلخباريــة الســورية‪« :‬يف مــر‪...‬‬ ‫جامعــة مــريس‪ ...‬الســلطة أو نحــرق البلــد»‪...‬‬ ‫يــا شــباب حــدا متذكــر ويــن ســمعانني‬ ‫هالعبــارة‪ ...‬كأنهــا ملطوشــة مــن عنــا‪!!...‬‬ ‫*) بعــد مــا صــار ســعر كيلــو لحــم الغنــم‬ ‫بـــ ‪ 2700‬لــرة مــا بظــن أنــو بيفطّــر‪ ...‬ألنــو‬ ‫ببســاطة ماحــدا رح يشــري‪ ...‬خليكــم عــى‬ ‫لحــم البطريــق‪): ...‬‬ ‫*) قــال بريطانيــا «قلقــة» مــن أنبــاء اســتخدام‬ ‫الكيــاوي يف حمــص‪ ...‬والجربــا يدعــو إىل‬ ‫«الضغــط» عــى النظــام لقبــول هدنــة يف‬ ‫رمضــان‪ ...‬مبعيتكــم شــباب يف يش حواليكــم‬ ‫غــر القلــق والضغــط‪ ...‬يعنــي شــوية تنديــد‬ ‫وامتعــاض واســتهجان‪!!...‬‬ ‫*) علــاء حمــص يفتــون بجــواز تنــاول‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫الحصانة البرلمانية‬

‫هــي نــوع مــن الحاميــة القانونيــة التــي يعطيها الدســتور لنواب الشــعب‬ ‫يف الربملــان كنــوع مــن الحاميــة السياســية والقانونيــة حتــى يســتطيع‬ ‫النائــب أن يــؤدي وظيفتــه الدســتورية كاملــة (كســلطة ترشيعيــة) بعيــدا ً‬ ‫عــن تأثــر الســلطة التنفيذيــة عــى أعضــاء الربملــان بالرتغيــب أو الرتهيــب‪.‬‬ ‫يكفــل الدســتور ألعضــاء مجلــس الشــعب عــدم مؤاخذتهــم عــا‬ ‫يبدونــه مــن أفــكار أو آراء يف املجلــس وهــو مــا يطلــق عليــه اســم‪« :‬عــدم‬ ‫املســؤولية الربملانيــة»‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل عــدم اتخــاذ أي‬ ‫إجــراءات جنائيــة ضــد عضــو مجلــس‬ ‫الشــعب إال بــإذن ســابق مــن املجلــس‪.‬‬ ‫تــزول الحصانــة عــن عضــو الربملــان إذا‬ ‫ضبطــت الجرميــة يف حالــة تلبــس إذ أن‬ ‫حالــة التلبــس هــي حالــة تســقط معهــا‬ ‫كل الحصانــات‪.‬‬ ‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫لحــم القطــط لســد الرمــق‪ ...‬وأخــوة اإلســام‬ ‫والعــرب عــم ياكلــوا عــى كل رضس صنــف‬ ‫ولــون‪ ...‬بــس ياحيــف‪!!...‬‬ ‫*) األســد لصحيفــة الثــورة‪« :‬هويتنــا قوميــة‬ ‫عربيــة معتدلــة (غائبــة جزئيـاً) ونحــن بحاجــة‬ ‫لعمــل إعالمــي ثقــايف دينــي للحفــاظ عليهــا‪...‬‬ ‫هــي عنــدك حســونة للدينــي‪ ...‬ولإلعالمــي‬ ‫عنــدك الدنيــا واإلخباريــة‪ ...‬ولعيونــك أحــى‬ ‫فرقــة دبكــة و دربكــة كرمــال الثقــايف‪):...‬‬ ‫*) أحــى وأهضــم خــر عــن وكالــة رويــرز‪:‬‬ ‫«رمضــان يف دمشــق هــذا العــام أكــر بهجــة‬ ‫لكــن األســعار ترتفــع»‪ ...‬عنجــد شــو بهجــة‪...‬‬ ‫واللــه مكيفــن وعــم نغنــي‪« :‬رمضــان جانــا‪...‬‬ ‫وفرحنــا يــا بــوي‪ ...‬بعــد غيابــو‪ ...‬أهــاً‬ ‫رمضــان‪ ....‬رمضــان جانــا‪!!...‬‬ ‫مراسلة الزبداين@‬

‫الحصانة الدبلوماسية‬

‫هــي نــوع مــن الحصانــة‬ ‫القانونيــة وسياســة متبعــة بــن‬ ‫الحكومــات تضمــن عــدم مالحقــة‬ ‫ومحاكمــة الدبلوماســيني تحــت‬ ‫طائلــة قوانــن الدولــة املضيفــة‪.‬‬ ‫تــم االتفــاق عــى الحصانــة‬ ‫الدبلوماســية كقانــون دويل يف‬ ‫مؤمتــر فيينــا للعالقــات الدبلوماســية الــذي عقــد يف ‪.1961‬‬ ‫تُ نــح الحصانــة الدبلوماســية إىل بعــض النــاس الذيــن يعيشــون‬ ‫يف البــاد األجنبيــة مثــل الســفراء والــورزاء والــوكالء الدبلوماســيني‪،‬‬ ‫ومثــل هــؤالء الــوكالء ال ميكــن القبــض عليهــم ملخالفــة قوانــن‬ ‫البــاد التــي يُرســلون إليهــا‪ .‬ولكــن إذا خالفــوا القوانــن املحليــة‬ ‫فــإن حكوماتهــم قــد تطالــب باســتدعائهم‪ ،‬وهنــاك اتفاقــات دوليــة‬ ‫تنظــم معاملــة الــوكالء الدبلوماســيني واملــكان الطبيعــي الــذي‬ ‫تشــغله الســفارات وأماكــن املندوبــن الرســميني والقنصليــات يف‬ ‫البــاد األجنبيــة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫أمام انتحار النار‬

‫النــار‪ ...‬تلتمــع خصــات الشــعر بلــون‬ ‫برتقــايل يف البســاتني التــي تطــل علينــا‪...‬‬ ‫أحــرق معهــا‪ ...‬ألننــي ال أســتطيع‬ ‫إطفاءهــا‪ ...‬ال مبطــر مــن الحــب‪ ...‬وال‬ ‫عــي أنتظــر اليــوم‬ ‫بقذائــف أخــرى‪ّ ...‬‬ ‫وغــدا ً غيثــاً مــن الســاء ينهــي حالــة‬ ‫الهيــاج لــركان خمــد أربعــة عقــود‪.‬‬

‫ينادينــي صــوت الحيــاة مــن البعيــد‪...‬‬ ‫إنــه صــوت البقــاء‪ ...‬يســترصخ الضامئــر‬ ‫الحيــة يف طفلــة ذات ورو ٍد ثــاث‪...‬‬ ‫تحتــر‪ ...‬عندمــا يحصــل هــذا‪ ...‬يغتــال‬ ‫كل يشء حــي‪ ..‬أصبحــت اليــوم مــع‬ ‫األســف أعــي‪ ...‬لعبــة املــوت التشــبيحية‬ ‫التــي ال يعرفــون غريهــا عــى همجيتهــم‬ ‫وجهلهــم بــكل عناويــن الحضــارة‬ ‫والتعايــش مع ـاَ‪ ...‬يف وطــن رائــع يحــب ليتنــا نعيــش للحظــة آتيــة‪ ...‬نغنــي‬ ‫الجميــع عــى أرضــه‪ ...‬ال أرى مــن حــويل أنشــودة األرض البكــر يف موســم‬ ‫ســوى أشــباح رســل املــوت‪ ...‬عزرائيــل‪ ...‬القطــاف‪ ...‬ونعــر جــر الــود للزمــن‬ ‫اآليت‪ ...‬حيــث البحــر‪ ...‬والســهل‪...‬‬ ‫منــاة‪ ...‬وكايل‪.‬‬ ‫والجبــل‪ ...‬والغابــات‪ ...‬وذرى قاســيون‬ ‫سياســة الفــاين األســدي‪ ...‬تطبــق عــى تلتهــب باألســهم الناريــة التــي تنري ســاء‬ ‫طقــي دمشــق احتفــاالً مبهرجــان االنتصــار‪.‬‬ ‫الــذرات يف وطنــي‪ ...‬مثــة فنــاء‬ ‫ّ‬ ‫آخــر يحتضــن الســوريني أينــا كانــوا‪ ...‬ننتظــر‪ ...‬ونرتيّــث يف االنتظــار حتــى‬ ‫وحيثــا وجــدوا‪ ...‬إنــه فنــاء مــن أجــل حــدود الســاء‪ ...‬مــع أن فيــه فســحة‬ ‫البقــاء‪ ...‬مــن أجــل الحريــة والكرامــة للمتاهــة الســوداء‪ ...‬لكننــا نجلــس‬ ‫التــي طالــب بهــا شــعب مســحوق‪ ...‬بهــدوء عــى عتبــات بيوتنــا الجديــدة‪...‬‬ ‫وجابــه ويجابــه أعتــى الطغــاة وأشــدهم نرنــو إىل أطــراف الســهل الــذي يحــرق‬ ‫دمويــة وغطرســة وحبــاً لســفك الدمــاء أمــام أعيننــا‪ ...‬مــع مدينــة بنتهــا آلهــة‬ ‫حتــى اليــوم‪ ...‬لكــن هــذا املــوت العبثــي الجــال‪ ...‬ونســتها يف زمــن مــايض‬ ‫يتضــح موتــه الرائــع يف زمــن الثــورة‪ .‬لتحــدث الوافديــن مــن شــتى األصقــاع‬ ‫عــن أنــاس طيبــون‪ ...‬فق ـراء‪ ...‬عاشــوا يف‬ ‫نعــم ميــوت الســوريون‪ ...‬منــوت يك الفســحة الصعبــة مــن الحيــاة‪.‬‬ ‫كابــوس‬ ‫يرحــل عنــا كابــوس املــوت‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫للملحمــة بدايــة ونهايــة‪ ...‬مالحــم‬ ‫يطــول مكوثــه عــى األرض الســورية‪...‬‬ ‫فليذهــب إىل غــر رجعــة‪ ...‬موتنــا الــذي الشــعوب تــد ّون فــوق الصخــور‪ ...‬وعــى‬ ‫أضحــى حبيــب الفتيــات‪ ...‬وحــور العــن جــذور الســنديانز‪ ..‬وملحمــة شــعبنا‬ ‫يف نظــر شــبابنا‪ ...‬وآليــة الخــاص األخــر الســوري‪ ...‬تنقــش يف عمــق الحيــاة‪...‬‬ ‫ألطفالنــا‪ ...‬حيــث الجــدث أرحــم مــن حيــث أســطر التاريــخ تخلّــد شــجاعة‬ ‫املكــوث يف وطــن كـ ُـر قاتليــه وجالديــه‪ ...‬الســوري‪ ...‬وتحــي بطولــة املــرأة‬ ‫تبــدأ اللعبــة ويخــر املــوت أمــام الســورية‪ ...‬وتقــف مشــدوهة أمــام طفل‬ ‫ســوري تخــاط جروحــه دون مســكّن‬ ‫عنفــوان الحيــاة‪...‬‬ ‫أو مخــ ّدر‪ ...‬يــا اللــه مــا أروعــك أيهــا‬ ‫عندمــا تكــون ســورياً‪ ...‬عليــك أن الســوري‪ ...‬ومــا أقــوى شــعور الحيــاة‬ ‫تعــي متامــاً معنــى ذلــك‪ ...‬وعليــك فيــك‪ ...‬شــعور البقــاء يجلــس أمامــي‪...‬‬ ‫أيضــاً مطبقــة رشوط الفنــاء كاملــة‪ ،‬يراقــب املــوت وقــد حمــل حقائبــه‬ ‫حيــث تنتقــل مــن أرض اليبــاب إىل أرض ويهـ ّم بالرحيــل‪ ،‬يرحــل بخطــى وئيــدة‪...‬‬ ‫الخصــب الجديــد‪ .‬تنظــر فــا تــرى غــر أرقبــه يبتعــد الهوينــا‪ ...‬حتــى يغيــب عــن‬ ‫العــدم‪ ...‬مــوت األشــجار أمــام انتحــار ناظــري‪.‬‬ ‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫منوع‬

‫رمـــضان‪...‬‬

‫يا مرحباً بشه ِر الخري‬ ‫الش‬ ‫و نحن يف سنني ّ‬ ‫يا مرحباً‪ ...‬قالتها له مجزرة‬ ‫قالتها أشالؤنَا امل ُبعرثة‬ ‫يل يف خيم ٍة ُممزقة‪...‬‬ ‫و ُعدتَ شهر ّ‬ ‫الصوم ع َّ‬ ‫املكسة‪...‬‬ ‫و ُعدتَ‬ ‫تدوس عىل أفئدتنا ّ‬ ‫ُ‬ ‫تذكّر املكلو َمة بابْنها الشهيد‬ ‫ت ُذكِّ ُرنا بفر ٍح بعي ْد‬ ‫تذكِّ ُر ِن ببتي‪!...‬‬ ‫و توقظُ ِني آالم الترشيد‪...‬‬ ‫ُعدْتَ يا شه َر الحرام ت َشه ُد عىل قتلنا‬ ‫عىل َمجازرنا و َ‬ ‫فيك يُسف َُك َد ُمنا‬ ‫الصيام و نح ُن َصامئون‪...‬‬ ‫و ُعدت شه َر ّ‬ ‫و يف الحصا ِر صامدون‪...‬‬ ‫ن ِ‬ ‫ُفطر عىل اآلالم‬ ‫تطل علينا و نحن يف برك ٍة من ال ّدماء غارقون‬ ‫ُّ‬ ‫َقل للمسلمني‪..‬‬ ‫ف ْ‬ ‫أنَّنا هنا‪ ...‬قُل لهم ِعن َد ُح َ‬ ‫لولك رحمة بِنا‬ ‫ق ُْل لهم عن َد انتصافك أن لن نغفر تخاذلهم‬ ‫وأخربهم قبل أُفولك أ ّن النار أكلتنا فال عتقاً منها لهم‪...‬‬ ‫يا أمة اإلسالم قد ه ّيأ املسلمون للشهر الطعام‬ ‫وهيّؤوا لإلفطا ِر موائ َد‪ ...‬و نحروا األَنعام‬ ‫و أُعلِم ُهم أ ّن لَهم يف بلدي َهديّة‬ ‫مشوي‬ ‫مائد ٌة رمضانيّة‪ ...‬أطباقُها لح ٌم‬ ‫ٌ‬ ‫السورية‪ ...‬و فيها‬ ‫كؤوس قد ُمألتْ‬ ‫ِمن أجسا ِدنا ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِمن دمائِنا الزكية‪ ...‬علّهم يبرصون‬ ‫و يف شه ِر الطاع ِة إذا قرؤوا القرآن يتذكرون أهل الشام‬ ‫يتذكّرون أنّ َة املظلوم‬ ‫يتذكّرون ال ُعرا َة الجِيا َع يف ال َعرا ِء ِ‬ ‫نائون‬ ‫رش ِدين‬ ‫يتذكّرو َن أحزا َن امل َ‬ ‫بيتي الغ ُ‬ ‫َارق يف ال ّنا ِر و الضّ باب؟‬ ‫هل ذكرت َ‬ ‫يل األبواب؟‬ ‫هل طرقْت ككل ٍ‬ ‫عام ع ّ‬ ‫هل ح ّد َ‬ ‫ثتك ال ُجدرا ُن الحزينة‪...‬‬ ‫أ ّن أهل هذي الدار قد رحلوا‬ ‫حل فيها الخراب‬ ‫أنّها قد ُهجرت و ّ‬ ‫فَيا شه َر رمضانَ‪...‬‬ ‫نزل َ‬ ‫بحق ما َ‬ ‫فيك من القرآن‬ ‫ِّ‬ ‫بحق ليلة القد ِر و العزي ِز الرحمن‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اشه ْد َ‬ ‫بعينك قتلنا‬ ‫و كُ ْن شاه َد التاري ِخ غدا ً‬ ‫اإلسالم‪...‬؟!‬ ‫كيف نامت ع ّنا أم ُة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بقلم مغرتبة‬

‫‪9‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫حكايا المسافر‬

‫درب الصغار‬

‫باألمــس مررنــا بحقــل كبحيــرة عذبــة يعكــس ضــوء القمــر‬ ‫بأزهــاره البيضــاء المزروعــة في كل مكان فيه‪ .‬ولما ســألنا‬ ‫ّ‬ ‫عمــن أوجــده قيــل لنــا بــأن صغارنــا هــم تلــك األزهــار وقــد‬ ‫تشــبثوا بأيــدي بعضهــم وتآلفــوا وصدقــوا فيمــا بينهــم‪.‬‬ ‫ومــن شــدة ذهولنــا لمــا رأينــا وممــا ً ســمعنا‪ ،‬تعاهدنــا وقــد‬ ‫أيضــا بــأن نســير علــى درب‬ ‫كان المســافر ممــن تعاهــدوا ً‬ ‫صغارنــا علنــا نصبــح فــي الغــد بحـرا يعكــس نــور الشــمس‬ ‫فتمســي بنــا األرض بيضــاء‪.‬‬

‫نص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النص‪ :‬سيما نصار‬

‫كتائب الجيش الحر ‪Delete‬‬

‫ملــا واحــد مــن كتائــب الجيــش الحــر بريمــي‬ ‫بارودتــه وبيفـ ّـل ألنــو مــا بقــا يتحمــل أخطــاء‬ ‫الثــورة معناهــا القصــة كبــرة‪ ...‬والوجــع كبري‪...‬‬ ‫ملــا يحــي ويتذكــر كيــف بــس يقــول نصيحــة‬ ‫عــن وضــع الجيــش الحــر كان يجيــه الــرد‬ ‫"حــاج تتفزلــك وانــزل فرجينــا حالــك"‪!!...‬‬ ‫كيــف أنــو أغلــب الكتائــب معهــم ســاح‬ ‫بــس مــا معهــم ذخــرة‪ ...‬ويف منهــم مــن شــهور‬ ‫طويلــة مــا أطلقــوا وال طلقــة‪ ...‬وإذا أطلقــوا‬ ‫بيكــون كــم رصاصــة ع يش حاجــز بيرضبــوه‬ ‫وبريجــع مــن جديــد‪ ...‬وبتتصــور العمليــة عــى‬

‫أنهــا "نوعيــة تحريريــة" بــس كرمــال يوصــل‬ ‫الدعــم املــادي‪!!...‬‬ ‫كيــف أنــو قائــد الكتيبــة مــا بيفــرق كتيــر‬ ‫عــن النظــام‪ ...‬وأتباعــه ممكــن يعملــوا مشــكلة‬ ‫بيمــس اســمه‪ !!...‬والتخويــن‬ ‫مــع أي شــخص‬ ‫ّ‬ ‫دامئــاً ســيد املوقــف‪ ...‬أي شــخص بيعــارض‬ ‫قائــد الكتيبــة أو "األمــر" معناهــا هــو ضــد‪...‬‬ ‫وممكــن ينهــدر دمــه‪ ...‬واأللعــن مــن هيــك‬ ‫أنــو بــس يجــي يش ضابــط فهــان مشــان‬ ‫ينظــم الكتائــب‪ ...‬قائــد الكتيبــة يــي مــا معــو‬ ‫"ابتــدايئ" مــا بيحملــه عقلــه يكــون تحــت رأي‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫واحــد ميكــن يكــون "جامعــي"‪ ...‬مــن مبــدأ‬ ‫"إجــا مــن الربيــة وبــدو ياخدهــا األوليــة"‪!!...‬‬ ‫مشــان هيــك الزم نعمــل ديليــت للامفيــات‬ ‫يــي عــم تســتفيد باســم الثــورة‪ ...‬يــي عــم‬ ‫تعيــش عــى دم النــاس ومعانــاة النازحــن‪...‬‬ ‫الوضــع إي يسء‪ ...‬بــس كــان يف كتائــب‬ ‫برتفــع الــراس‪ ...‬وهــي عــاد ًة الكتائــب يــي‬ ‫ماعــم يوصلهــا متويــل وســاح‪ ....‬يعنــي يــي‬ ‫طالــع بالثــورة للــه نحنــا معــو‪ ...‬أمــا يــي طالــع‬ ‫كرمــال الســلطة والــدوالر نحنــا ضــده وبدنــا‬ ‫نعملــه‪ ...‬ديليــت!!!‬

‫‪10‬‬


‫حمص العدية‬

‫نقطة ثائرة‬

‫أوكسجين | بتول زبداني‬ ‫حمــص‪ ...‬مدينــة خالــد بــن الوليــد‪ ،‬وثالــث محافظــة يف ســوريا مــن‬ ‫حيــث عــدد الســكان بعــد دمشــق وحلــب‪ .‬تقــع عاصمــة الثــورة عــى‬ ‫نهــر العــايص يف منطقــة خصبــة يف ســهل الغــاب‪ .‬تعــد حمــص حلقــة‬ ‫الوصــل مــا بــن املحافظــات الشــالية واملــدن الجنوبيــة‪ ،‬واملحافظــات‬ ‫واملــدن الســاحل ّية والشــال ّية والرشقيــة‪ .‬تبعــد حــوايل ‪ 162‬كــم شــاالً‬ ‫عــن العاصمــة دمشــق‪ .‬وهــي عقــدة املواصــات الكــرى بحكــم‬ ‫موقعهــا‪ ،‬وهــو مــا أكســبها موق ًعــا تجاريًــا فريــدً ا‪ ،‬وأغناهــا بالعديــد‬ ‫مــن املرافــق الحيويــة والصناعيــة والتجار ّيــة‪ ،‬فض ـاً عــن ذلــك فــإن‬ ‫املدينــة هــي املركــز اإلداري ملحافظــة حمــص‪.‬‬ ‫تعتــر حمــص وجوارهــا مركـ ًزا ســياحيًا ها ًمــا لغناهــا باملواقــع األثريّــة‬ ‫التــي مــن أبرزهــا قلعــة الحصــن‪ ،‬وجامــع خالــد بــن الوليــد الــذي يضــم‬ ‫مدفــن الصحــايب الجليــل والقائــد العســكري خالــد بــن الوليــد‪ .‬و تضــم‬ ‫كنيســة أم الزنــار التــي بــدأت ككنيســة تحــت األرض مشـيّدة عــام ‪ 59‬م‬ ‫مــا يجعلهــا مــن أقــدم كنائــس العــامل‪.‬‬ ‫ســكنت املنطقــة منــذ العــر الحجــري‪ .‬أسســها الســلوقيون يف القــرن‬ ‫الرابــع قبــل امليــاد‪ ،‬وبلــغ عــدد ســكانها عــام ‪1,267,000 / 2011‬‬ ‫نســمة‪ ،‬وذلــك بفضــل تزايــد أهميتهــا ومنــو ســوقها التجــاري‪ .‬هــي‬ ‫مدينــة متنوعــة طائفيـاً أغلبهــم مــن املســلمني السـ ّنة‪ ،‬وفيهــا العلويــون‬ ‫واملســيحيون مــع وجــود أقليــات مــن األرمــن والرتكــان‪.‬‬ ‫الثــورة الســورية واالحتجاجــات الشــعبية فيها‪:‬كانــت حمــص ثــاين‬ ‫مدينــة بعــد درعــا تنضــم إىل الثــورة الســورية مطالبــة بإســقاط النظــام‪.‬‬ ‫شــاركت يف االحتجاجــات أعــداد ضخمــة مــن ســكان املدينــة قــ ّدرت‬ ‫مبئــات اآلالف مــن مواطنيهــا‪ .‬كــا أعلــن املشــاركون عــن اعتصــام يف‬ ‫‪18‬نيســان ‪ 2011‬يف ســاحة الســاعة والتــي تـ ّم تغيــر اســمها إىل "ســاحة‬ ‫الحريــة"‪ ،‬إال أن قــوات النظــام قــد فضّ ــت االعتصــام بالقــوة يف اليــوم‬ ‫التــايل‪ .‬و تــم إقالــة املحافــظ كمحاولــة الحتــواء املظاهــرات التــي مل‬ ‫تتوقــف‪ .‬قــام الجيــش األســدي مد ّعــاً باألمــن املركــزي والشــبيحة‬ ‫باقتحــام املدينــة ومحارصتهــا‪ ،‬مــا أدى إىل ســقوط مزيــد مــن الشــهداء‬ ‫الذيــن تخطــى عددهــم الـــ ‪ 5000‬شــهيد حتــى ‪ 25‬متــوز ‪ ،2012‬ناهيــك‬ ‫عــن الجرحــى واملعتقلــن‪ .‬غــر أن املواطنــن اســتمروا يف التظاهــر‬ ‫فبــدأت كتائــب الجيــش الســوري الحــر تنشــط بشــكل كبــر يف املدينــة‪،‬‬ ‫ومــن األســاء التــي ملعــت يف قيــادة التظاهــر يف املدينــة حــارس نــادي‬ ‫الكرامــة واملنتخــب الســوري الشــاب عبــد الباســط ســاروت وهــادي‬ ‫الجنــدي وعبــد الــرزاق طــاس‪ .‬كــا أن عــددا ً مــن أبــرز املعارضــن‬ ‫الســوريني هــم مــن حمــص ومنهــم برهــان غليــون وســهري األتــايس‪.‬‬ ‫ويبــدأ الجيــش األســدي مــن جديــد حملــة عســكرية واســعة النطــاق‬ ‫يف املدينــة دعيــت باســم "معركــة الحســم"‪ ،‬أدت إىل ســقوط قرابــة‬ ‫‪ 1,000‬شــهيد و‪ 1,800‬جريــح‪ .‬ويف ‪ 3‬شــباط ‪ 2012‬حدثــت مجــزرة‬ ‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫الخالديــة يف الذكــرى الثالثــن ملجــزرة حــاة التــي وقعــت عــام ‪ 1982‬يف‬ ‫جمعــة (عــذرا ً حــاة) يســقط ضحيتهــا ‪ 337‬شــهيدا ً‪ .‬وبلــغ إجــايل عــدد‬ ‫الشــهداء بحلــول يــوم الجمعــة ‪ 10‬شــباط حــوايل ‪ 755‬شــهيدا ً‪.‬‬ ‫عــاد القصــف العنيــف ليتجـ ّدد عــى حــي بابــا عمــرو‪ ،‬وعــى أحيــاء‬ ‫اإلنشــاءات‪ ،‬والخالديــة‪ ،‬والب ّياضــة‪ ،‬وكــرم الزيتــون‪ .‬ســقط خاللهــا ‪60‬‬ ‫شــهيدا ً مــن بينهــم صحفيــة أمريكيــة ومصــور فرنــي يف ‪ 22‬شــباط‬ ‫‪ .2012‬كــا اســتخدمت صواريــخ الســكود للمــرة األوىل منــذ انــدالع‬ ‫االحتجاجــات‪ .‬ويف ‪ 1‬آذار أعل ـ َن الجيــش الحــر انســحابه منهــا بعــد ‪26‬‬ ‫ـي‪ ،‬بعــد مت ّكــن قــوات النظــام مــن‬ ‫يومـاً مــن القصــف العنيــف عــى الحـ ّ‬ ‫الســيطرة عــى حــي بابــا عمــرو‪ .‬وانتقــل ذلــك إىل ســائر أحيــاء حمــص‬ ‫مكــررا ً العمليــة ذاتهــا مــن قصــف عشــوايئ بالدبابــات وقذائــف الهــاون‬ ‫وراجــات الصواريــخ‪ ،‬وارتــكاب مجــازر عــى يــد ميلشــيات الشــبيحة‪،‬‬ ‫فكانــت مجــزرة كــرم الزيتــون يف ‪ 12‬آذار التــي راح ضحيتهــا مــا ال يقــل‬ ‫عــن ‪ 45‬مدنيًــا ذبحــوا بالســكاكني وأغلبهــم مــن األطفــال‪ ،‬كــا ارتكبــت‬ ‫مجــازر مشــابهة يف حيــي العدويــة والرفاعــي‪ .‬أدى ذلــك إىل حركــة نزوح‬ ‫واســعة مــن املدينــة واضطــرار معظــم املدنيــن إىل التج ّمــع يف حــي‬ ‫الوعــر الجديــد نســبياً واملتطــرف عــن املدينــة‪ ،‬حيــث يُقـ ّدر عدد ســكان‬ ‫هــذا الحــي اآلن بعــد توافــد النازحــن مــن األحيــاء األخــرى بـــ‪ 300‬ألــف‬ ‫نســمة‪ ،‬يعيــش نصفهــم تقريب ـاً يف املــدارس والجوامــع والكنائــس‪ .‬وال‬ ‫تـزال حمــص حتــى اليــوم تتعــرض لعمليــة إبــادة بشــكل ممنهــج هــي‬ ‫األعنــف منــذ إنطالقــة الثــورة الســورية‪ ،‬يف ظــل صمــت عــريب‪ ...‬دويل‪...‬‬ ‫وعاملــي مريــب‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تقانة‬

‫كلمات السر‪ :‬خط الدفاع األخير عن معلوماتك (‪)1‬‬

‫أوكسجين | باسل مطر‬ ‫مــروع األمــن الرقمــي ‪ -‬ســامتك‬ ‫تســتخدم كلــات الــر لحاميــة حســابات‬ ‫الربيــد االلكــروين والحســابات عــى مواقــع‬ ‫مثــل مواقــع التواصــل االجتامعــي‪ .‬وأيضــا‬ ‫لحاميــة الحاســب الشــخيص‪ ,‬حاميــة الحاســب‬ ‫املحمــول وغــره مــن األجهــزة االلكرتونيــة‬ ‫الشــخصية وتســتخدم كلــات الــر أيضــا يف‬ ‫التشــفري‪.‬‬ ‫مــا يجــب مالحظــة أنــه هنــاك اختــاف كبــر‬ ‫بــن درجــة الخطــر التــي يتعــرض لهــا جهــاز‬ ‫الحاســب الشــخيص يف املنــزل مــن محــاوالت‬ ‫اخــراق كلمــة الــر وبــن الخطــر الــذي‬ ‫يتعــرض لــه حســاب شــخيص عــى موقــع مــا يف‬ ‫فضــاء اإلنرتنــت‪ .‬الفــرق هــو أنــه ال ميكــن ألي‬ ‫كان محاولــة اخـراق حاســبك الشــخيص (طاملــا‬ ‫بقــي غــر متصــل بالشــبكة‪ ,‬أو كان مغلقــا مثال)‬ ‫بينــا يســتطيع ع ـرات آالف النــاس محاولــة‬ ‫اخ ـراق حســابك عــى موقــع مــا عــى شــبكة‬ ‫اإلنرتنــت‪ .‬ميكــن أن يحصــل ذلــك أثنــاء نومــك‬ ‫مثــا‪ .‬هــذا يجعــل كلمــة الــر يف كثــر مــن‬ ‫األحيــان ليــس فقــط حاجــز الدفــاع األول‬ ‫لكــن أيضــا األخــر يف مواجهــة كل مــن يحــاول‬ ‫الوصــول ملعلوماتــك الخاصــة املوجــودة عــى‬ ‫اإلنرتنــت‪.‬‬ ‫توصــف كلــات الــر بأنهــا جيــدة أو ســيئة‬ ‫باملقارنــه مــع إمكانــات مخرتقــي الحســابات‬ ‫والقــدرات والوقــت املتــاح لهــم تقنيــا أكــر‬ ‫مــن أي شــئ آخــر‪.‬‬ ‫فمثــا اخـراق حســابك عــى موقــع مــا (مثــا‬ ‫حســاب بريــدك االلكــروين) عــى اإلنرتنــت‬ ‫يتطلــب إدخــال اســم حســابك (مثــل عنــوان‬ ‫بريــدك االلكــروين) ومحاولــة إدخــال كلمــة‬ ‫الــر الصحيحــة‪ .‬ســيحاول املخــرق عــدد مــن‬ ‫كلــات الــر إمــا عــن طريــق محاولــة جميــع‬ ‫التشــكيالت املمكنــة مــن االحــرف حتــى يجــد‬ ‫الكلمــة الصحيحــة (الهجــوم األعمــى ‪Brute‬‬ ‫‪ ,)Force Attack‬أو يحــاول كلــات أو عبــارات‬ ‫أو تشــكيالت معينــة مــن الرمــوز‪ ,‬مثــا أســمك‬ ‫األول والثــاين‪ ,‬األرقــام ‪ ,123456‬الرموز ‪qwerty‬‬

‫أو كلــات مثــل ‪ Freedom‬أو تشــكيالت‬ ‫منتقــاة بعنايــة مــن الكلــات والرمــوز (هجــوم‬ ‫القامــوس ‪ .)Dictionary Attack‬كلمــة‬ ‫الــر الجيــدة هــي كلمــة الــر التــي تبــدد‬ ‫جهــد املخــرق ســواء اتبــع الطريقــة األوىل أو‬ ‫الطريقــة الثانيــة‪.‬‬ ‫ســيحاول املخــرق أيضــا خداعــك للحصــول‬ ‫عــى كلمــة الــر الخاصــة بــك‪ .‬تســمى‬ ‫هــذه الطريقــة التــي تعتمــد عــى الحيلــة‬ ‫‪Social‬‬ ‫واملكر‪ ‬بالهندســة االجتامعيــة‬ ‫‪ Engineering‬وأيضا‪ ‬بصيــد كلــات الــر‬ ‫‪ .Passwords Phishing‬يف هــذه النــوع مــن‬ ‫الحــاالت ال ميكــن القــول أن كلمــة الــر ســيئة‬ ‫أو جيــدة ألن املخــرق إن نجــح يف خداعــك‬ ‫ســيحصل عليهــا بغــض النظــر عــن طولهــا أو‬ ‫تركيبهــا‪ .‬يعتــر هــذا النــوع مــن االخرتاق شــائعا‬ ‫جــدا‪ .‬ولألســف يقــع ضحيتــه يف كل لحظــة عدد‬ ‫كبــر جــدا مــن مســتخدمي اإلنرتنــت‪.‬‬ ‫هنــاك أيضــا فئــة مــن الربامــج املســيئة‬ ‫‪ Malicious Software‬تســمى برامــج تســجيل‬ ‫املفاتيــح ‪ Keystroke Loggers‬يســتخدمها‬ ‫املخرتقــون للحصــول عــى كلــات الــر بشــكل‬ ‫غــر رشعــي‪ .‬تصمــم هــذه الربامــج للعمــل‬ ‫عــى الجهــاز املســتهدف بشــكل صامــت‪ .‬تقــوم‬ ‫مبراقبــة النقــر عــى لوحــة املفاتيــح وتســجيل‬ ‫جميــع النقــرات يف ملــف يتــم إرســاله إيضــا‬ ‫يف الخفــاء للمهاجــم الــذي يعاينــه ويســتطيع‬ ‫بواســطته معرفــة كلــات الــر‪.‬‬ ‫اختيار كلمة سر جيدة‬ ‫عنــد اختيــار كلمــة الــر اتبــع الــروط‬ ‫التاليــة لتفــادي مخاطــر الهجــوم األعمــى‬ ‫وهجــوم القامــوس عــى الســواء‪:‬‬ ‫اخرت كلمة رس من ‪ 14‬خانة أو أكرث‬ ‫اســتخدم أرقــام ورمــوز مثــل‪_)(*&^%$! ‬‬ ‫ضمــن كملــة الــر‬ ‫امــزج اســتخدام األحــرف الصغــرة ‪a b c‬‬ ‫‪, ...d‬األحــرف الكبــرة ‪ … A B C D‬تجنــب‬ ‫اســتخدام األحــرف املتجــاورة مثــا تعتــر كلمــة‬ ‫‪ 123456‬وأيضــا ‪ qwerty‬مــن أســوأ كلــات‬ ‫الــر‬ ‫تجنــب اســتخدام معلومات شــخصية كاالســم‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫أو العائلة أو رقم الهاتف أو اسم الحبيب‪...‬‬ ‫تجنــب اســتخدام العبــارات الشــهرية أو‬ ‫املســتخدمة بكــرة يف كلــات الــر‪.‬‬ ‫كأحد الحلول المناسبة‪:‬‬ ‫اخــر عبــارة طويلــة مــا باللغــة العربيــة‬ ‫تحتــوي حــرف العــن والقــاف والهمــزة والحــاء‬ ‫مثــا‬ ‫اكتــب العبــارة باألحــرف الالتينيــة مــع مراعــاة‬ ‫اســتبدال العــن بالرقــم ‪ 3‬والحــاء بالرقــم ‪7‬‬ ‫وهكــذا‬ ‫اضــف للعبــارة بعــض الرمــوز األخــرى التــي‬ ‫تســتطيع تذكرهــا‪ .‬وامــزج األحــرف الكبــرة‬ ‫والصغــرة‬ ‫تأكــد يف النهايــة أن كلمــة الــر الناتجــة تحقــق‬ ‫الــروط الســابقة وأنــك أيضــا تســتطيع تذكــر‬ ‫ا لكلمة‬ ‫هــذه النصائــح تبقــى صحيحــة طاملــا مل تتغــر‬ ‫الــروط التقنيــة لطريقتــي االخـراق وأيضــا يف‬ ‫حــال عــدم تطــور طــرق جديــدة لالخــراق‪.‬‬ ‫عنــد تغــر الــروط التقنيــة علينــا تغيــر‬ ‫رشوط اختيــار كلمــة رس جيــدة‪.‬‬ ‫يجــب أن يرتافــق اختيــار كلــات رس جيــدة‬ ‫مع‪ ‬ســلوك جيــد‪ ‬إزاء الحفــاظ عــى رسيــة‬ ‫هــذه الكلــات‪ .‬منيــز هنــا بــن الســلوك الجيــد‬ ‫لألف ـراد والســلوك الجيــد ضمــن املجموعــات‪.‬‬ ‫يف حــال كان الحســاب االلكــروين مقتـرا عــى‬ ‫شــخص واحــد يجــب مراعاة‪ ‬الســلوك الجيــد‬ ‫لألفــراد‪ .‬أمــا يف حــال العمــل ضمــن فريــق‬ ‫يشــرك عــدد مــن أعضائــه بحســاب الكــروين‬ ‫مــا فالبــد مــن مشــاركة كلمــة رس الحســاب‬ ‫بــن عــدد مــن أفــراد الفريــق‪ ,‬وبالتــايل‬ ‫ندخــل نطــاق مفهوم‪ ‬الســلوك الجيــد ضمــن‬ ‫املجموعــات‪.‬‬ ‫يتبع يف العدد القادم‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫نسمة حرية‬

‫قصص ألم‬

‫لــ باحثة عن الحرية‬ ‫تتميــز النقطــة العســكرية يف حــرش بلــودان بالوحشــية البالغــة يف منهجيــة التعذيــب‬ ‫والقتــل‪ .‬يتــم نقــل املعتقلــن حديثـاً إليهــا لينالــوا نصيبهــم مــن الرفاهيــة التــي ُو ِعــدوا‬ ‫بهــا مــن قبــل نظــام األســد‪ .‬وبعــد الشــتم والــرب والرفــس أثنــاء االعتقــال‪ ،‬يــأيت‬ ‫التحقيــق واالســتجواب وإلصــاق التهــم الجاهــزة مســبقاً‪ .‬مثّــة العديــد مــن املعتقلــن‬ ‫يقضــون تحــت التعذيــب هنــاك‪ ،‬فيتــم دفنهــم بقليــل مــن ال ـراب مــا يســهل عــى‬ ‫الــكالب نبــش الجثــث ونهشــها‪ ،‬حســب شــهود عيــان مــن املعتقلــن‪ .‬يهــرب مــن هــذا‬ ‫الجحيــم اثنــن ممــن حالفهــا الحــظ‪ ،‬ينحــدران برسعــة مــن الجبــل‪ ،‬ليختبئــا عنــد‬ ‫إحــدى النســاء الزبدان ّيــات النازحــات يف املنطقــة‪ .‬يقــول أحــد املعتقلــن الفا ّريــن‬ ‫للمــرأة ـ ونتح ّفــظ عــن ذكــر األســاء ـ "أريــد مــا ًء"‪ ...‬ويــردف زميلــه‪" :‬قطعــة صغــرة‬ ‫مــن الخبــز"‪ .‬يبقــى الرجــان عنــد املــرأة الزبدانيّــة وقت ـاً قلي ـاً‪ ،‬قدمــت لهــا خاللــه‬ ‫الطعــام والشــاي‪ .‬حدثاهــا عــن التعذيــب وكيــف أن جســديهام حرقــا يف عــدة أماكــن‬ ‫ج ـراء مســهام بالكهربــاء ‪،‬وأنــه قــد مــى عــى اعتقالهــا مــدة أســبوع ذاقــا خالهــا‬ ‫كل أنــواع التعذيــب وبقــوا حتــى الســاعة دون طعــام أو رشاب‪ .‬ذكــر أحدهــم للمــرأة‬ ‫أنهــم كل صبــاح ومســاء بعــد حفلــة الــرب والتعذيــب يُج ـران عــى حلــب الغنــم‬ ‫واملاعــز‪ .‬هــذه املــوايش التــي متــت رسقتهــا مــن املواطنــن الزبدانيــن بعــد نهــب‬ ‫بيوتهــم ورسقتهــا وتدمــر كل مــا تحــرك أو مل يتحــرك يف املدينــة الصامــدة وأهلهــا حتــى‬ ‫اللحظــة‪ .‬تــم اعتقــال هــذان الشــابان مــن حاجــزي القــوس‪ ،‬والجرجانيــة يف املنطقــة‬ ‫اعتقــاالً تعســفياً دون أيــة تهمــة أو ذنــب ‪.‬‬

‫الشالح بلون الدم‬

‫لــ وائل عيل‬ ‫يف أول يــوم رمضــا ّين يخــرج متيــم (أبــو أحمــد) مــن منزلــه يف بلــودان‪ .‬هــو ســائق‬ ‫يعمــل يف املواصــات‪ .‬يتجــه إىل الســاحة‪ ...‬يســتقيص رزقــه يف باكــورة الصبــاح‪ .‬يفتــح‬ ‫بــاب آليتــه وشــفتاه تنبســان‪" :‬يــا رزاق يــا كريــم"‪ .‬يبــدأ عملــه اليومــي‪ ...‬يوصــل‬ ‫الزبائــن إىل حيــث يريــدون‪ .‬ويوصلهــم إىل دمشــق‪ .‬حيــث يرغــب الــركّاب بخدمتــه‬ ‫لحنكتــه ومهارتــه يف عبــور الحواجــز التــي تقطــع أوصــال املناطــق املحيطــة بالزبــداين‬ ‫إىل العاصمــة املحــارصة‪ .‬قرابــة الســاعة ‪ 12‬ظهـرا ً ينقــل أربعــة مــن النســاء برفقــة صبي‬ ‫كانــوا يف بلــودان عــى إثــر زيارتهــم لطبيــب ويريــدون العــودة إىل رسغايــا‪ .‬يت ّجــه أبــو‬ ‫أحمــد ويعــر حاجــز القــوس ومــن ثــم حاجــز الش ـاّح‪ ،‬ويتخطــى نزلــة التنــور إىل أن‬ ‫يعــر ميينـاً إىل ِ‬ ‫(سـ ِك ْر برهــان) ليأخــذ الشــارع الرئيــي إىل رسغايــا‪ .‬ويف املحلّــة الســابقة‬ ‫املذكــورة التــي تقــع مبــوازاة حاجــز العقبــة الــذي يســارع بــرب قذيفــة دبابــة تصيــب‬ ‫مؤخــرة الســيارة‪ .‬يطــر أبــو أحمــد مــن الشــباك بعــد إصابتــه بشــظايا وحــروق يف‬ ‫كافــة أنحــاء جســمه‪ .‬تشــتعل النـران وتلتهــم الســيارة بالكامــل وســط الـراخ لترتكهــا‬ ‫كتلــة حديديــة ســوداء‪ .‬أمــا الشــهداء الخمســة‪ ،‬فاثنتــن مــن آل بطيــح‪ ،‬واألخريــات‬ ‫مــع الفتــى مــن آل كــال الديــن الشـ ّـاط‪ .‬مل يســتطع أحــد مــن املدنيــن االق ـراب‬ ‫مــن الســيارة إلطفائهــا وإخ ـراج النســوة وإســعافه ّن‪ ،‬خوف ـاً مــن اســتهداف كل مــن‬ ‫يقــرب عــر القنــص أو رضب قذيفــة ثانيــة‪ .‬ويف نفــس اليــوم تــم أيض ـاً قتــل امــرأة‬ ‫مــع حفيدتهــا مــن آل عـ ًـار بقذيفــة مــن حــرش بلــودان وإصابــة إبنهــا‪ .‬وتدمــر بـراد‬ ‫للفاكهــة تدمـرا ً كامـاً ونجــاة ســائقه حيــث تــم إســعافه‪ .‬نذكــر أن الشــهداء جميعهــم‬ ‫مــن املدنيــن ال ُع ـ ّزل‪ ...‬ال ذنــب لهــم ســوى‪ ...‬ســوريتهم!!‪.‬‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير مصور‬

‫زبداني‪ ..‬يا مدينة الصالة‬

‫أوكسجين | نيرمين‬

‫عــا ٌم عــى النــزوح‪ ...‬و ّدعنــا خاللــه الكثــر مــن األهــل واألصدقــاء‪...‬‬ ‫منهــم مــن استشــهد‪ ...‬ومنهــم مــن تغ ـ ّرب‪ ...‬ومنهــم مــن ننتظ ـ ُر‬ ‫عودتــه مــن املعتقــل‪...‬‬ ‫نازحــون يف الجبــال يرقبــون مــن وراء الحــزن مدينتهــم تعصـ ُـف بهــا‬ ‫الريح واآلالم‪...‬‬ ‫نســتقبل الشــهر‬ ‫ُ‬ ‫مابــن الطلقــة والطلقــة‪ ...‬والجــرح والجــرح‬ ‫الفضيــل‪...‬‬ ‫ـوس كثــرة تغيــب عــن رمضــان هــذا العــام‪ ...‬شــوار ُع املدينــة‬ ‫طقـ ٌ‬

‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫التــي كانــت تزدحــم‪ ...‬هــي اليــوم خاوي ـ ٌة عــى عروشــها‪...‬‬ ‫تضج باملصلني‪ ...‬تبيك فراقهم‪...‬‬ ‫ساحة الجرس التي كانت ّ‬ ‫ســاء املدينــة غــاب عنهــا نــداء مــؤذن جامــع الجــر بعــد صــاة‬ ‫العشــاء‪« ...‬الصــاة جامعــة‪ ...‬الرتاويــح أثابنــي وأثابكــم اللــه»‪...‬‬ ‫قذائــف الحقــد انتقمــت مــن املســجد‪ ...‬مــن حيــث صدحــت‬ ‫أصــوات الحريــة مــع صــوت اللــه أكــر‪ ...‬د ّمــروا مئذنتــه ومحرابــه‪...‬‬ ‫رشدوا أحبــاءه‪...‬‬ ‫اعتقلــوا إمامــه‪ ...‬و ّ‬ ‫وبــن فــوىض النــار والرصــاص نكمــل صالتنــا لراحــة نفوســنا وســام‬ ‫مدينتنــا‪ ...‬لنعــود إليهــا ونرتــوي مــن كوثرهــا رشــفة مــاء‪...‬‬

‫‪14‬‬


‫ســـالمتـــك‪:‬‬

‫اإلصابة في البطن‬ ‫ـ قــم بتغطيــة الجــرح بشــاش نظيــف ثــم‬ ‫اربــط الشــاش بإحــكام بواســطة الصــق دون‬ ‫أن تضغــط كثــراً عــى موضــع الجــرح‪.‬‬ ‫ـ إذا كانــت األمعــاء مكشــوفة‪ :‬غــط األمعــاء‬ ‫بضــادة عريضــة مبللــة وال تحــاول إرجاعهــا‬ ‫إىل مكانهــا يف البطــن‪.‬ـ ســاعد املصــاب عــى‬ ‫التمــدد يف وضعيــة نصــف جالــس فــإن ذلــك‬ ‫يســاعده عــى التنفــس بســهولة‪.‬ـ إذا أراد‬ ‫املصــاب رشب املــاء فــا تعطــه‪ ..‬ممكــن أن‬ ‫تبلــل شــفاهه فقط‪.‬مالحظةهامــة‪ :‬تذكــر أنّــه‬ ‫ال ميكنــك الســيطرة عــى نزيــف البطــن‪.‬‬

‫إسعاف مصاب بطلق ناري (‪)3‬‬

‫اإلصابة في الرقبة‬ ‫ـ ضــع شــاش عــى مــكان النــزف وط ّبــق‬ ‫ضغطــاً خفيفــاً عــى الجــرح بحيــث أال‬ ‫يؤثــر عــى التنفــس أو عــى تدفــق الــدم إىل‬ ‫الــرأس‪.‬ـ قــد يتع ـ ّرض املصــاب ملجموعــة مــن‬

‫الفلك مع‬

‫فواصل‬

‫اإلضطرابــات نتيجــة النــزف الــذي يعــاين منــه‬ ‫واألمل ولتالفيهــا عليــك ماييل‪*:‬إرفــع‬ ‫ســاقي املصــاب وضعهــا عــى‬ ‫يشء صلــب وثابــت‪ *.‬املحافظــة‬ ‫عــى حــرارة املصــاب‪ ،‬إنــزع‬ ‫املالبــس إن كانــت مبللــة‪ ،‬وضــع‬ ‫بطانيــة أو أي غطــاء فــوق‬ ‫املصــاب لتدفئته‪*.‬ابتعــد عــن‬ ‫ذكــر العبــارات املزعجــة أمــام‬ ‫املصــاب‪ ،‬وتذكّــر أنــك لســت‬ ‫عــدم تحريــك املصــاب حــركات ال لــزوم‬‫طبيب ـاً فــا تقــل إنــه قــد يتــوىف أو الحديــث لها‪-.‬بإمكانــك ســحب املصــاب مــن جهــة‬ ‫عــن الوفــاة بشــكل عــام‪.‬‬ ‫الــرأس مــع االنتبــاه إىل عــدم تحريكــه كثـراً‪-.‬‬ ‫بإمكانــك صناعــة محمــل باســتخدام أدوات‬ ‫نقل المصاب‬ ‫بســيطة‪ :‬عمــوادن رفيعــان وبطانيــة ســميكة‪،‬‬ ‫إذا اضطــررت لنقــل املصــاب إىل مــكانٍ آخــر وهكــذا تؤمــن نقـاً أكــر راحــة للمصــاب‪-.‬إذا‬ ‫أكــر أمنـاً فعليــك اتبــاع قواعــد بســيطة جــداً كان املصــاب واعي ـاً عندهــا ميكنــك اســتخدام‬ ‫للمحافظــة عــى اســتقرار حالــة املصــاب‪:‬‬ ‫الكــريس لنقلــه إىل مــكانٍ أكــر أمنــاً‪.‬‬ ‫‪-‬الحفاظ عىل استقامة جسم املصاب‪.‬‬

‫أوكسجين‬

‫ج العسكور‪:‬‬ ‫ذائــف وقــت‬ ‫بر‬ ‫ــي ترضبــوا ق‬ ‫مــايف داع‬ ‫ونــا‪ ...‬منقــوم‬ ‫مشــان تص ّح‬ ‫الســحور‬ ‫لحا لنــا‪! ! .. .‬‬ ‫ة الخارجية‪:‬‬ ‫رج المعارض‬ ‫السـوري الح ّك‬ ‫ب‬ ‫ـا‪ ...‬وللشـعب‬ ‫إلكـم الجرب‬ ‫والســلوان‪!!...‬‬ ‫والصرب‬ ‫برج النازح‪:‬‬ ‫يــك بصفتــك‬ ‫ـان بيمــر عل‬ ‫تــاين رمضـ‬ ‫واجـز وقصـف‬ ‫ب وصيــام وح‬ ‫نــازح‪ ...‬شـو‬ ‫‪..‬إلــك اللــه‪...‬‬ ‫ورصاص‪.‬‬ ‫العدد (‪ )66‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\07\14‬‬

‫برج جبه‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ة‪:‬‬ ‫ياجامعـة ال‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫حنـا مـا‬ ‫مش‬ ‫ــان يصــر الظلــم بل عملنـا ثـورة‬ ‫حيــة‬ ‫بدن ـا الحري‬ ‫ـ‬ ‫ة‬ ‫وعاممــة‪...‬‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ب ـا دق ـن‪...‬‬ ‫بر‬ ‫ج العرب‪:‬‬ ‫قبــل‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫ـ‬ ‫ـروا ياريــ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫الصاميــن‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ر‬ ‫وا‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫خيــات‬ ‫وي‬ ‫اريــت تتأكــدوا مــن والزنزانــات ‪...‬‬ ‫صحــ‬ ‫ك ـ ـا ن ‪! ! . . .‬‬ ‫ة صيامكــم‬ ‫برج اإلع‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫وري‪:‬‬ ‫ش ـو مش ـا‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫زل‬ ‫ـن ش ـات‬ ‫املعتقلــن‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ة ب ـإرضاب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫مظاهــرا‬ ‫لــك اســتح‬ ‫وا‬ ‫ت مــر‪...‬‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ــم بقــا‪!!...‬‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.