أوكسجين العدد ( 71 ) السنة الثانية - الأحد 18\08\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫»‬ ‫» الوطن واألخطبوط‬ ‫» األب باولو‪ ...‬دعوة للحوار والسالم‬ ‫"منظومة وطن" تعقد مؤتمرها الثاني‬

‫أوكسجين ®‬

‫لن تقتل بنا األمل‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫ٌ‬ ‫وقليل من الطحين!‬ ‫كثير من الجعجعة‪...‬‬ ‫ٌ‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫هيئة التحرير‬

‫يف وطــن بــات مجهــول األفــراح واألحــزان مل نعــد يف ســوريا نعــرف‬ ‫أيــن تســر بنــا ســفينة الحيــاة مــع كل هــذه األحــداث التــي تعصــف‬ ‫بنــا بــن أمــواج املصالــح العاتيــة واملنافــع الهائجــة‪ ،‬بــن املنابــر والحناجــر‬ ‫واألقــوال واألفعــال واملؤمتــرات والترصيحــات‪ ،‬نضيــع نحــن يف فــوىض‬ ‫النــران والبــارود والرصــاص‪.‬‬ ‫رصخــات الثــكاىل وأنــات الجرحــى متــأ الفضــاء‪ ،‬تتعــاىل الترصيحــات‬ ‫والخطابــات؛ واملــدن الســورية تغــرق يف الدمــاء‪ .‬يف الزبــداين التــي تــرزح‬ ‫تحــت طــوق النــار و الحصــار منــذ أكــر مــن عامــن‪ ،‬يقــف اإلعــام بعيــدا ً‬ ‫عــا يجــري فيهــا‪ ،‬واملعارضــة تلتــزم الصمــت أمــام قصــف الصواريــخ‬ ‫والطائ ـرات وأعــداد الجرحــى والشــهداء التــي تتزايــد باســتمرار‪.‬‬ ‫وهنــا نتســاءل بحرقــة وغصــة‪ ...‬هــل مــن انفصــال عــن الواقــع يف‬ ‫داخلنــا لننــى‪ ،‬أم أننــا اعتدنــا عــى ســيل الدمــاء وأصبنــا بحالــة مــن‬ ‫اإلدمــان العــريب والــدويل الــا مبــايل تجــاه اإلنســان و الثــورة؟ يف الداخــل‬ ‫الســوري نحمــل أفئــدة ســورية بحتــة إىل أن نخــرج بهــا خــارج األســوار؛‬ ‫فتتبــدل األهــواء وتطغــى املصالــح ومتكــث األنانيــة مــكان الهــدف الــذي‬ ‫جئنــا مــن أجلــه‪ ،‬وهــو العمــل الحثيــث مــن أجــل تخفيــف القليــل‬ ‫املســتطاع مــن املعانــاة داخــل ســوريا‪ .‬فــا أكــر الضجيــج وأقــل الحجيــج!‬ ‫نريــد انجــازات عــى جميــع األصعــدة مــع العمــل املتواصــل ملصلحــة أبناء‬ ‫الوطــن الذيــن يعانــون مــن االعتقــال والتعذيــب والحصــار وكافــة أشــكال‬ ‫التنكيــل‪ .‬ومــا ي ـزال الشــعب الســوري ومــن بقــي منــه داخــل الســجن‬ ‫الكبــر ينظــر وينتظــر األمــل ولســان حالهــم يقــول‪ :‬أول الغيــث قطــرة‪..‬‬ ‫وليســت قط ـرات‪.‬‬

‫‪" -3‬منظومة وطن" تعقد مؤتمرها الثاني‬ ‫‪ -4‬جمهورية نصرالله‪ ..‬إلى أين؟‬ ‫‪ -5‬أشباح الماضي والحاضر‬ ‫‪ -6‬الوطن واألخطبوط‬ ‫‪ -8‬زبداني إف إم ‪ -‬قاموس أوكسجين‬ ‫‪ -9‬األب باولو‪ ...‬دعوة للحوار والسالم‬ ‫‪ -10‬أكاذيب غلوبز‬ ‫‪ -11‬نحو الهاوية‬ ‫‪ -12‬الهاتف الذكي‪ ..‬مخاطر من نوع آخر‬ ‫‪ -13‬يبرود درة القلمون‬ ‫‪ -14‬تركيا‪ -‬ســوريا‪ ..‬مشــاهدات ال تخطئها العين‬

‫‪ -15‬فواصل (الغازات السامة)‬

‫قصف الميج على الزبداني‪..‬‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫"منظومة وطن" تعقد مؤتمرها الثاني‬

‫أوكسجين | فادي الصالح‬

‫عامــان ونصــف عــى الثــورة والشــعب‬ ‫الســوري يواصــل حياتــه اليوميــة التــي تختنــق‬ ‫باألحــداث الداميــة‪ ،‬كث ـ ٌر مــن اآلالم والجــروح‬ ‫والويــات والدمــوع‪ ،‬أطفـ ٌ‬ ‫ـال عـراة وراء أســاك‬ ‫شــائكة يف مخيــات تتــىء خــارج حــدود‬ ‫الوطــن‪ ،‬بطــو ٌن خاويــة ال يقيتهــا ســوى األمــل‪،‬‬ ‫وعيــون ترقــب وال تعــرف مــاذا تنتظــر يف‬ ‫ظــل صمــت املجتمــع الــدويل واألمــة العربيــة‬ ‫وغريهــم ممــن يتاجــر بقــوت الســوريني‪.‬‬ ‫اجتامعــات كثــرة ومؤمتــرات كان آخرهــا‬ ‫املؤمتــر الســنوي الثــاين ملنظومــة وطــن والــذي‬ ‫افتتــح تحــت شــعار‪" :‬وطــن نبنيــه باح ـراف‬ ‫ومت ّيــز"‪ ،‬وذلــك بحضــور عــدد مــن الشــخصيات‬ ‫الفاعلــة عــى صعيــد املجتمــع املــدين يف‬ ‫الداخــل الســوري ويف الخــارج‪.‬‬

‫قاعة المؤتمر في فندق كايا رامادا (اسطنبول)‬

‫ِّ‬ ‫*عرفنــا بمؤتمــر "منظومــة وطــن"‬ ‫ومــا الهــدف منــه؟‬ ‫هــذا املؤمتــر هــو مؤمتــر وطــن الســنوي‬ ‫الثــاين والهــدف منــه جمــع أعضــاء الوطــن‬ ‫الســوري يف الداخــل والخــارج ووصلهــم‬ ‫باملؤسســات العامليــة مــن أجــل تبــادل‬ ‫أوكســجني التقــت "محمــد نــور" مديــر مكتب الخــرات وتنميــة قــدرات األعضــاء املتدربــن‬ ‫لبنــان التابــع ملنظومــة وطــن وكان لنــا معــه عــى يــد مدربــن عاملــن يف مؤسســات‬ ‫التــايل‪:‬‬ ‫عامليــة‪ ،‬باإلضافــة إىل حضــور أشــخاص‬ ‫ورشكاء تنفيذيــون مــن الداخــل الســوري‪.‬‬ ‫*بداية ما هي منظومة وطن؟‬ ‫تتألــف منظومــة وطــن مــن ‪ 7‬مؤسســات * ماهــي مشــاريعكم مــن أجــل‬ ‫تخــدم املجتمــع املــدين وتعمــل مــن أجــل‬ ‫المخيمــات والداخــل الســوري؟‬ ‫بنــاء اإلنســان الســوري ضمــن ‪ 7‬مجــاالت‬ ‫مشــاريعنا كثــرة إال أن الحاجــة تفــوق‬ ‫هــي إغــايث ومتثلــه" مؤسســة ســوريا الخرييــة‬ ‫قــدرة مؤسســات املجتمــع املــدين الــذي هــو‬ ‫خــر"‪ ،‬تنميــة قــدرات اإلنســان ناشــئة وأطفــال‬ ‫بحاجــة إىل قــدرات دول لتحمــل التكاليــف‬ ‫"جيــل الحريــة"‪ ،‬نــر وعــي "مؤسســة صــدى‬ ‫والتنظيــم‪ .‬لدينــا مــروع الدعــم الطبــي‬ ‫اإلعالميــة"‪ ،‬ثقافــة الحريــات "حريــات"‪ ،‬بنــاء‬ ‫والــذي يتــم تنفيــذه عــى عــدة مراحــل‬ ‫ثقافــة "مؤسســة دراســات" إىل جانــب التنميــة‬ ‫إذ تــم إنجــاز املرحلــة األوىل والثانيــة منــه‬ ‫وهــي "النــادي الســوري لألعــال"‪.‬‬ ‫مبيزانيــة ‪ 1.5‬مليــون دوالر وبتكلفــة ‪800‬‬ ‫ألــف دوالر لــأوىل وذلــك مــن أجــل صيانــة‬ ‫وإنشــاء املشــايف امليدانيــة ودعــم عــدة‬ ‫مشــايف ومســتوصفات عادية تجــاوزت الـ‪.20‬‬ ‫باإلضافــة إىل إجـراء عــدة عمليــات جراحية‬ ‫وتصديــر آالف األدويــة واملســتهلكات‬ ‫الطبيــة ومــن ضمنهــا املــواد املخــدرة حيــث‬ ‫اســتفادت مــن هــذا الدعــم عــدة محافظات‬ ‫ســورية منهــا ديــر الــزور وحلــب والالذقيــة‪.‬‬ ‫ومــن مشــاريعنا أيضــاً إعــداد ‪ 500‬قائــد‬ ‫داخل قاعات التدريب‬ ‫قادريــن عــى قيــادة املجتمــع الســوري مــن‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫الناحيــة املدنيــة يف مجــال حقــوق اإلنســان‬ ‫وإعــام وتســويق وإدارة ودعــم نفــي‬ ‫بنســبة ‪ % 70‬يف الداخــل و‪ %30‬مــن الخــارج‪،‬‬ ‫واســتطعنا تزويــد الكثــر مــن املؤسســات‬ ‫اإلعالميــة عــن الوضــع الســوري امليــداين‬ ‫يف الداخــل كالجزيــرة والـــ ‪ mbc‬واملركــز‬ ‫اإلعالمــي الــذي ميثلنــا وهــو "مؤسســة‬ ‫صــدى"‪ .‬باإلضافــة إىل بعــض املشــاريع‬ ‫األخــرى مثــل مشــاريع الخبــز واألفــران‬ ‫وتوزيــع ســلل غذائيــة بشــكل دائــم‪.‬‬ ‫* تكــررت كلمــة الداخــل والخــارج‬ ‫عــدة مــرات خــال عمــل فريــق‬ ‫وطــن وخاصــة فــي المؤتمــر‪،‬‬ ‫مــا الســبب فــي هــذا التقســيم‬ ‫للحضــور؟‬ ‫نحــن هنــا ال نرمــز وال نعنــي أي تقســيم إذ‬ ‫أن هــدف املؤمتــر هــو توحيــد الصــف بــن‬ ‫الداخــل والخــارج اللــذان يعمــل كالهــا‬ ‫يف خدمــة الثــورة الســورية إمنــا هــو مجــرد‬ ‫توصيــف جغ ـرايف فقــط‪.‬‬ ‫**خــارج قاعــة املؤمتــر كانــت حلقــات‬ ‫الدبكــة والغنــاء متــأ املــكان ولــدى ســؤالنا‬ ‫املديــر التنفيــذي للمؤمتــر عــن هــذه الحالــة‬ ‫الشــاذة والغــر طبيعيــة أجــاب بــأن هــؤالء‬ ‫ثــوار الداخــل وال نســتطيع التدخــل يف‬ ‫ضيــوف املؤمتــر الذيــن تجــاوز عددهــم‬ ‫الـــ ‪ 150‬شــخص قدمــوا مــن الداخــل‬ ‫الســوري‪!!!...‬‬

‫‪3‬‬


‫رأي‬

‫جمهورية نصرالله‪ ..‬إلى أين؟‬

‫أوكسجين | جواد أسود‬

‫مل يعــد لبنــان مبنطق حســن نــر الله هو‬ ‫الجمهوريــة اللبنانيــة وال حتــى جمهوريــة‬ ‫حــزب اللــه‪ ،‬فلقــد اختطــف الس ـ ّيد لبنــان‬ ‫كلــه وأصبــح أس ـرا ً لديــه‪ ،‬وبــدل أن يكــون‬ ‫أمينــه العــام أصبــح حــزب اللــه هــو حــزب‬ ‫نــر اللــه‪ .‬منــذ أن تــوىل أمانتــه بعــد‬ ‫صبحــي الطفيــي؛ عمــد عــى تكريــس دور‬ ‫الزعامــة السياســية الفرديــة مــن خــال‬ ‫"كاريزمــا" تجمــع الشــدة والعنــف والحــزم‬ ‫والعــزم والتخفــي والتواجــد الدائــم بــن‬ ‫أنصــاره مــن خــال الخطــب املنقولــة‪.‬‬ ‫هــذا الــدور الــذي يلعبــه حســن نــر‬ ‫اللــه يف لبنــان هــو دور مياثــل مــن حيــث‬ ‫الوظيفــة والــوالء دور املرشــد األعــى للثــورة‬ ‫اإلســامية يف إي ـران‪ .‬فمنــذ تاريــخ تأســيس‬ ‫حــزب اللــه عــام ‪ 1982‬إىل اآلن مل يعــد يف‬ ‫ذاكــرة اللبنانيــن ســوى السـ ّيد الــذي مســح‬ ‫مــن الذاكــرة أســاء املؤسســن والقــادة‬ ‫الســابقني‪ .‬تكريــس الزعامــة الشــخصية‬ ‫والفرديــة وتقديســها كان مخططــاً ال بــ ّد‬ ‫منــه لقيــادة كتائــب حــزب اللــه إىل أي‬ ‫معركــة ومواجهــة دون اع ـراض‪ ،‬حتــى لــو‬ ‫حــدث انشــقاق مــا فــإن مــن شــدة والئــه‬ ‫لحســن نــر اللــه فهــو قــادر عــى أن‬

‫يقتــل أخــاه أو أبــاه حتــى ولــو اصطّــف‬ ‫مــع الطــرف اآلخــر‪ .‬هــذا يبــدو واضحــاً‬ ‫فعنــد انســحاب اإلرسائيليــن وعمالئهــم‬ ‫مــن جنــوب لبنــان كانــت األوامــر بعــدم‬ ‫التعــرض للعمــاء مــن جيــش لحــد‪ ،‬وعــى‬ ‫الرغــم مــن األحقــاد و الثــأر املب ّيــت إال أن‬ ‫تنفيــذ التعليــات الصارمــة تــم عــى أعــى‬ ‫مســتوى‪ ،‬ومل يكــن مبقــدور أي عنــر مــن‬ ‫عنــارص حــزب اللــه أن يصفــع عميـاً واحــدا ً‬ ‫مــن عمــاء ارسائيــل يف الجنــوب‪ .‬هــذا‬ ‫االلتــزام تــم مــن خــال تربيــة عســكرية‬ ‫صارمــة كنــوع مــن التقديــس الصــويف‬ ‫الجديــد للزعامــة؛ وعندمــا تلقــت بعــض‬ ‫الفصائــل يف حــزب اللــه الضــوء األخــر‬ ‫الســتباحة بــروت يف ‪ 7‬أيــار تحركــت تلــك‬ ‫العنــارص مــن الحــزب وكأنهــا تواجــه جنــود‬ ‫اإلحتــال اإلرسائيــي‪ ،‬فقامــت بتنفيــذ‬ ‫مهامهــا بوحشــية بحجــة حاميــة أمــن‬ ‫املقاومــة‪ ،‬ومل يتأخــر الســ ّيد عــن تلبيــة‬ ‫اســتغاثة بشــار األســد يف القصــر‪ ،‬وتحركــت‬ ‫كتائبــه لدخــول أرض عربيــة مســلمة ســبق‬ ‫أن احتضنتهــم عندمــا فــروا مــن لهيــب‬ ‫القصــف اإلرسائيــي للبنــان يف حــرب متــوز‬ ‫إىل ســوريا؛ وتحديــدا ً إىل مدينــة حمــص‬ ‫وقُراهــا‪ .‬و أخطــر مــا وصــل إليــه حــزب‬ ‫اللــه هــي عمليــة غســل األدمغــة لعنــارصه‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫ليتحولــوا إىل جيــش إنكشــاري أو جيــش‬ ‫نــازي‪ ،‬رئيســه ميــارس ســلطة عســكرية‪،‬‬ ‫ويتمتــع بهالــة مــن القداســة‪ ،‬و ميلــك بيــده‬ ‫مفتــاح الجنــة والخلــود‪ .‬ويغــدق باملــال‬ ‫عــى مــن خلفهــم ورائــه هــذا املقاتــل‬ ‫مــن أرس لينعــم يف اآلخــرة‪ .‬وهــو األمــن‬ ‫للمرشــد األعــى للثــورة اإلســامية و لإلمامــة‬ ‫االســاعيلية النزاريــة‪ ،‬تلــك الطائفــة التــي‬ ‫انفصلــت عــن الفاطميــن ودعــت إىل إمامــة‬ ‫ن ـزار املصطفــى لديــن اللــه واتخــذت مــن‬ ‫الجبــال والقــاع الحصينــة بــن إيـران وبــاد‬ ‫الشــام نقطــة انطــاق لتلــك الدعــوة‪ ،‬و‬ ‫انتهــت عــى يــد الظاهــر بيــرس عــام‬ ‫‪1273‬م‪ .‬يحلــم الســ ّيد بامرباطوريتــه عــى‬ ‫لبنــان وســوريا لتلتقــي مــع إيــران يف‬ ‫الســاحة العراقيــة؛ ولكــن يبــدو أنــه مل يقــرأ‬ ‫مــن التاريــخ غــر الفصــول الورديــة‪ ،‬وال‬ ‫نهايــة كل متجــر‪ ..‬و مل يقــرأ نهايــة طائفــة‬ ‫الحشاشــن بنهايــة ركــن الديــن خورشــاه‪،‬‬ ‫وال نهايــة أدولــف هتلــر‪ .‬بــل نــي و غــاب‬ ‫عــن وعيــه أنــه فقــد الحاضنــة الوطنيــة‬ ‫والعربيــة واإلســامية وســقط كزعيــم‬ ‫مقــاوم‪ ،‬وأصبــح اآلن بأعــن الجميــع زعيــم‬ ‫عصابــة مــن امليليشــيا تنفــذ أجنــدة غريبــة‬ ‫يف محيطهــا الجغــرايف‪ ،‬والبــري‪ .‬يخطــيء‬ ‫الســ ّيد إذا فكــر أن الحاضنــة الشــيعية‬ ‫كافيــة لحاميتــه‪ ،‬هــذا إن بقيــت الحاضنــة‬ ‫الشــيعية مبجملهــا متامســكة خلفــه‪ .‬نشــهد‬ ‫أن هنالــك أصواتــاً كثــرة للطائفــة تع ّنــف‬ ‫مواقفــه‪ ،‬وتحركاتــه املريبــة‪ ،‬حيــث تجــر‬ ‫الطائفــة إىل التهلكــة‪ .‬إن خطــاب الســيد‬ ‫األخــر‪ ،‬وترصيحاتــه بأنــه مســتعد لخــوض‬ ‫الحــرب بنفســه إىل جانــب النظــام الســوري‬ ‫يف الشــام‪ ،‬هــي بدايــة النهايــة لجــروت‬ ‫الديكتاتــور عندمــا يحــول أعضــاء حزبــه أو‬ ‫جامعتــه إىل ريبوتــات‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫تهديد السيد المبجل‬ ‫أوكسجين | كريمة مختار‬

‫أثــار انفجــار الضاحيــة الــذي وقــع أول‬ ‫أمــس ـ الجمعــة ـ موجــة كبــرة مــن االســتياء‬ ‫يف األوســاط اللبنانيــة‪ .‬وهــو االنفجــار الثــاين‬ ‫الــذي يهــز الضاحيــة الجنوبيــة القريبــة مــن‬ ‫مطــار بــروت معقــل الحــزب وثقلــه ومؤيديــه‪.‬‬ ‫وجــاءت التعليقــات عــى الحــدث إمــا تعاطف ـاً‬ ‫مــع حــزب اللــه لســقوط العديــد مــن الضحايــا‬ ‫اللبنانيــن‪ ،‬أو لومـاً عــى سياســة الحــزب األخــرة‬ ‫بعــد تدخلــه العســكري إىل جانــب نظــام األســد‪،‬‬ ‫وز ّجــه باملزيــد مــن عنــارصه عــى الرغــم مــن‬ ‫الصيحــات العديــدة ألحـرار الشــيعة بوقــف كل‬ ‫هــذا؛ مــا أدى إىل تحميلــه املســؤولية كاملــة‬ ‫إزاء مــا يجــري يف الضاحيــة ولبنــان‪ ،‬ومــا يحــدث‬ ‫يف ســوريا‪ .‬ومــن ثــم تتصاعــد لهجــة الســيّد‬ ‫بالتهديــد والوعيــد ليتشــدق علن ـاً ويقــول‪" :‬إن‬ ‫كان عنــا ‪ 10‬مقاتلــن يف ســوريا‪ ...‬لــح يصــرو‬ ‫‪ ...100‬ويتابــع بــأن الحــزب ســيدخل كلــه إىل‬ ‫ســوريا وأنــا عــى رأســه‪ .‬إىل متــى يتشــدق هــذا‬ ‫العميــل اإليــراين وكأن ســوريا مــرح وملعــب‬ ‫لــه وألزالمــه الطائفيــن يســتبيحها متــى أراد و‬ ‫شــاء‪ .‬وعــى إثــر مــا حصــل قــام األمــن العــام‬ ‫اللبنــاين يف نقطــة املصنــع الحدوديــة مــا بــن‬ ‫لبنــان وســوريا بالتدقيــق يف هويــات الســوريني‬ ‫الداخلــن إليــه‪ ،‬و منــع بعضهــم مــن الدخــول‪.‬‬ ‫كل ذلــك بتفويــض مــن الدولــة اللبنانيــة‬ ‫املس ّيســة مســبقاً مــن حــزب اللــه‪ .‬إضافــة إىل‬ ‫تداعيــات االنفجــار عــى الســوريني املتواجديــن‬ ‫داخــل األرايض اللبنانيــة‪ .‬فــا كان منهــم غــر‬ ‫تحديــد حركاتهــم واملكــوث يف بيوتهــم‪ ،‬خوفــاً‬ ‫مــن ر ّدات فعــل انتقاميــة يقــوم بهــا ســي ّد إيـران‬ ‫تجــاه املدنيــن الســوريني الالجئــن إىل الجــارة‬ ‫الصديقــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫رأي‬

‫أشباح الماضي والحاضر‬ ‫أوكسجين | د‪ .‬إيهاب االموي‬

‫هنــاك الكثــر مــن محــاوالت التضليــل‬ ‫للفــت األنظــار عــن الثــورة وإشــغال‬ ‫الثــوار عــن الهــدف‪ ،‬دعــواتٌ تثــر الفتنــة‬ ‫ونقاشــات عــن مســتقبل مــا بعد الســفاح‬ ‫ليســت يف محلهــا اآلن‪ .‬بعــض هــذه‬ ‫التهيــؤات مــن صنــع أنفســنا وبعضهــا‬ ‫اآلخــر "دســائس" غايتهــا تهديــم بنيــة‬ ‫املجتمــع‪.‬‬ ‫قبــل أن نطلــق العنــان للمخيلــة‬ ‫ونــرع يف بنــاء مســتقبل كل عــى هــوى‬ ‫أحالمــه‪ ،‬فنتخاصــم وتذهــب ريحنــا‬ ‫ونصبــح أضحوكــة للســفاح األرعــن ‪،‬‬ ‫علينــا أال نفقــد التمييــز بــن حــدود‬ ‫الحــارض و املســتقبل الــذي تفصلنــا عنــه‬ ‫خطــوات بتنــا نحجــم عــن ســرها ألننــا‬ ‫وقفنــا حيــث "الحلــم"‪ ،‬نتقاتــل ونختلــف‬ ‫ونتصــارع ألجــل التهيــؤات وشــطحات‬ ‫الخيــال املتضاربــة‪ ،‬بينــا ي ّرتبــص بنــا‬ ‫األعــداء مرسوريــن!‪ .‬يف "الوعينــا" الزال‬ ‫"الديكتاتــور" حيــاً مل نشــأ أن نقتلــه‪،‬‬ ‫الزلنــا نخــاف مــن قتلــه و نخــى عــى‬ ‫أنفســنا مــن أن يرحــل‪ ،‬فقــد جعلنــا منــه‬ ‫أب ـاً متســلطاً يقبــع يف ذاكرتنــا ووجداننــا‬

‫رغــاً عنــا‪ ،‬مل نتعلــم أن منيــزه بعــد‪ ،‬أن‬ ‫نلتمــس لــه طريقــاً يك يتــاىش‪ ،‬فتهــدأ‬ ‫نفوســنا ونتصالــح مــع ذواتنــا الصغــرة‬ ‫ونرتكهــا تتنامــى بشــكل طبيعــي‪ .‬مل‬ ‫نتعلــم أن نلتمــس ذواتنــا لنســتقبل نــور‬ ‫اللــه فتــيء أرواحنــا بــه‪ .‬نحــن بحاجــه‬ ‫ألن ننفــث فينــا مــن نبــض الكــون و‬ ‫الحيــاة‪ ،‬حيــث الزلنــا نخــى الســقوط‬ ‫يف الفراغ!‪.‬بالرغــم مــن الجعجعــة‬ ‫والعنرتيــات‪ ،‬نحــن يف طــور الطفولــة‬ ‫األوىل ومل نكــر‪ ،‬اســتيقظت فينــا ال ـراءة‬ ‫بعــد مقتــل النفــس آالف املــرات‪ ،‬لكــن‬ ‫"األب القائــد" الزال يعشــعش يف أدمغتنــا‬ ‫كالعنكبــوت‪ !...‬هــذه هــي فرصتنــا‪ ،‬شــاء‬ ‫اللــه أن يزلزلنــا ليوقظنــا مــن ســبات‬ ‫عميــق‪ ،‬ال ينبغــي علينــا العــودة إىل‬ ‫الظلــات مــرة أخــرى‪ .‬إن مــا يحصــل‬ ‫عــى أرض الواقــع هــو جــزء مــن الوعــي‬ ‫الجامعــي الــذي أخــذ بالنضــوج فتحقــق‪،‬‬ ‫أمــا عــامل "الالوعــي" فــا زال بحاجــة منــا‬ ‫لجهــد كبــر‪ ،‬لطــرد األشــباح التــي ســكنته‬ ‫منــذ قــرن مــن الزمــان‪ ،‬واشــتدت علينــا‬ ‫منــذ أربعــن عامـاً‪ .‬فهــل ترانــا منتــرون‬ ‫إن مل نعــي ذلك؟اللهــم أعنــا عــى أنفســنا‪،‬‬ ‫وزكّهــا أنــت خــر مــن زكاهــا‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫الوطن واألخطبوط‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫مل يتشــكّل الهاجــس الخفــي لــدى املواطــن الســوري مــن األجهــزة‬ ‫األمنيــة قبــل الوحــدة بــن ســوريا ومــر عــام ‪ .1958‬ولكــن مــا يؤســف‬ ‫لــه أن النظــام املــري بقيــادة جــال عبــد النــارص ارتكــب خطـأً فادحـاً‬ ‫ـ حيــث كانــت ســوريا تتمتــع بنســائم الحريــة ـ حــن مل يــدرك طبيعــة‬ ‫الشــعب الســوري الــذي كان يعيــش أجواءهــا‪ ،‬ففــرض عليــه النظــام‬ ‫النــارصي الــذي كان يخنــق بــه أنفــاس الشــعب املــري‪ ،‬وجعــل مــن‬ ‫"املكتــب الثــاين" الــذي ميثــل جهــاز املباحــث العامــة واملخابـرات آنــذاك‬ ‫هــو الحاكــم الفعــي يف اإلقليــم الســوري‪ ،‬وأصبــح الضابــط عبــد الحميــد‬ ‫راج مخلــب مــر يف ســوريا الوحــدة‪ .‬ووكل أمــر اإلقليــم الشــايل إىل‬ ‫الـ ّ‬ ‫املشــر عبــد الحكيــم عامــر‪ ،‬الــذي مل يحســن التعامــل معــه كــا ينبغــي‪.‬‬ ‫فبــدأت رحلــة درب اآلالم‪ ،‬وأصيــب الســوريون بارتيــاب الخــوف وفوبيــا‬ ‫االعتقــاالت التعســفية والتصفيــات الجســدية‪ ،‬لتــزداد شــيئاً فشــيئاً‬ ‫ولتبلــغ ذروتهــا أيــام حكــم العصابــة األســدية لســوريا‪.‬‬

‫ولجهــاز املخابــرات العســكرية فــروع يف كل املــدن الســورية تأخــذ‬ ‫مســميات عــدة مثــل فــرع املنطقــة يف دمشــق والــذي اســتهدفه تفجــر‬ ‫قبــل بضعــة أشــهر واتهمت الســلطات تنظيــم القاعــدة بالوقــوف وراءه‪.‬‬

‫‪ -2‬جهــاز املخابـرات العامــة ويعــرف أيضـاً باســم "جهــاز أمــن الدولــة"‪،‬‬ ‫ويرأســه اللــواء عــي مملــوك ويتبــع لــه فــروع عــدة أهمهــا الفــرع‬ ‫الداخــي املعــروف للعامــة باســم "جهــاز أمــن الدولــة"‪ ،‬ويقــوده العميد‬ ‫حافــظ مخلــوف شــقيق رامــي مخلــوف‪ .‬وهنــاك فــروع أخــرى تتبــع‬ ‫ـ أقسام األجهزة األمنية‬ ‫تنقســم األجهــزة األمنيــة إىل ‪ 4‬أجهــزة رئيســية‪ ،‬تتبــع لهــا عــرات لجهــاز املخابـرات العامــة‪ ،‬منهــا الفــرع الخارجــي (الفــرع ‪ ،)279‬وفــرع‬ ‫الفــروع يف مــدن و مناطــق ســوريا‪ ،‬ولهــا الفضــل الكبــر والف ّعــال يف املعلومــات املتخصــص يف قضايــا اإلعــام ويقــوده العميــد غســان خليــل‪.‬‬ ‫حفــظ أمــن النظــام يف ســوريا عــى مــدى ‪ 40‬عامـاً‪ ،‬وتعتربهــا املعارضــة‬ ‫أقــوى أدوات الســلطة الســورية يف فــرض القمــع وارتــكاب الكثــر مــن ‪ -3‬جهــاز األمــن الســيايس‪ ،‬ويتبــع نظريــاً لــوزارة الداخليــة‪ ،‬ويرأســه‬ ‫أعــال القتــل والتعذيــب والســيام مــع انطالقــة االحتجاجــات يف ســوريا‪ .‬اللــواء محمــد ديــب زيتــون‪ ،‬ويعتــر مديــر فــرع األمــن الســيايس يف‬ ‫يعمــل يف هــذه األجهــزة عــرات آالف املوظفــن مــن عســكريني كل محافظــة املســؤول األمنــي األول يف تلــك املحافظــة بعــد املحافــظ‪،‬‬ ‫ومــع انطالقــة الثــورة يف البــاد تــم إقالــة بعــض مــدراء الفــروع مثــل‬ ‫ومدنيــن باإلضافــة إىل املخربيــن الرسيــن‪ ،‬وهــذه األجهــزة هــي‪:‬‬ ‫‪ -1‬جهــاز املخابــرات العســكرية‪ ،‬ويعــرف أيضــاً باســم "األمــن العقيــد عاطــف نجيــب يف درعــا والرائــد أمجــد عبــاس يف بانيــاس‪ ،‬كــا‬ ‫العســكري"‪ ،‬يرأســه حاليــاً اللــواء عبــد الفتــاح قدســ ّية خلفــاً للــواء تــم اغتيــال رئيــس فــرع األمــن الســيايس يف حمــص العقيــد محمــد‬ ‫آصــف شــوكت‪ .‬وهــذا الجهــاز تابــع للقــوات املســلحة‪ ،‬ويعتــر األكــر العبداللــه‪.‬‬ ‫نفــوذا ً بــن أجهــزة األمــن‪ ،‬والكثــر مــن القــادة واملســؤولني خرجــوا مــن‬ ‫رحــم هــذا الجهــاز وأبرزهــم وزيــر الداخليــة الش ـ ّعار املتهــم مبامرســة ‪ -4‬مخاب ـرات القــوى الجويــة‪ ،‬ويرأســها اللــواء جميــل الحســن‪ ،‬ويتبــع‬ ‫عمليــات قتــل وتعذيــب يف الثامنينيــات مــن القــرن املــايض عندمــا كان هــذا الجهــاز للقــوات الجويــة ولــه ســجون داخــل قواعــد جويــة‪،‬‬ ‫رئيسـاً لقســم التحقيقــات يف املخابـرات العســكرية يف حمــص‪ ،‬ويف عهده وبحســب معارضــن فــإن هــذا الجهــاز ســاهم يف قمــع أحــداث مدينــة‬ ‫وقعــت مجــزرة ســجن تدمــر‪ ،‬وعمليــات قتل جامعيــة يف ســجن صيدنايا حــاة عــام ‪1982‬م‪.‬‬ ‫يف ريــف دمشــق‪ .‬يتبــع لهــذا الجهــاز عــدة فــروع أهمهــا فــرع فلســطني‬ ‫أو الفــرع رقــم (‪ ،)235‬وكان مــن املفــرض أن يكــون متخصصـاً ملكافحــة ـ أقسام التعذيب تزداد أكثر من الجامعات‬ ‫ـزج آالف املعتقلــن عــى خلفيــة‬ ‫التجســس اإلرسائيــي‪ ،‬غــر أنــه بــات يركّــز عــى قضايــا سياســية أخــرى قامــت ســلطات النظــام املســتبد‪ ،‬لـ ّ‬ ‫مثــل ملــف الحــركات اإلســامية يف ســوريا‪ .‬ويعــد أحــد أســوء الفــروع املظاھــرات املناھضــة للنظــام بإنشــاء العديــد مــن مقــار االعتقــال‬ ‫األمنيــة ســمعة ومــن أكــر الفــروع التــي يخشــاها النــاس‪ .‬ولــه ثالثــة املؤقتــة يف أماكــن أخــرى‪ ،‬مثــل املالعــب الرياضيــة والقواعــد العســكرية‬ ‫طوابــق عــى األقــل تحــت األرض يُســتج َوب فيهــا املعتقلــون ويتعرضــون واملــدارس واملستشــفيات‪ .‬وكانــت أجهــزة النظــام األمنيــة تجمــع النــاس‬ ‫للتعذيــب (حســب الشــهادات التــي وثّقتهــا منظمــة حقــوق اإلنســان)‪ .‬فيھــم وتحتجزھــم يف حمــات مداھــات ضخمــة قبــل نقلھــم إىل فــروع‬ ‫وصــف كافــة الشــھود الذيــن قابلتھــم ھيومــن‬ ‫وهنــاك فــرع أمــن الضبــاط‪ ،‬وفــرع الفنــي (فــرع ‪ )211‬وهــو متخصــص أجھــزة املخابــرات‪ّ .‬‬ ‫بقضايــا اإلنرتنــت واالتصــاالت‪ ،‬وهنــاك فــرع الدوريــات والفــرع اإلداري‪ .‬رايتــس ووتــش ظــروف االعتقــال بـــ "التزاحــم الشــديد ونقــص الطعــام‬ ‫املوســع مــن املســاعدات الطبيــة الرضوريــة" التــي تعــد‬ ‫والحرمــان ّ‬ ‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫‪6‬‬


‫بذاتھــا نوعـاً مــن أنــواع إســاءة املعاملــة والتعذيــب‪ .‬إال أن كل املعتقلــن‬ ‫الســابقني الذيــن قابلتھــم ھيومــن رايتــس ووتــش تقريب ـاً قالــوا إنھــم‬ ‫خضعــوا للتعذيــب أو شــاھدوا تعذيــب آخريــن يف أثنــاء اعتقالھــم‪ .‬كــا‬ ‫اســتخدم املحققــون والحـراس والضبــاط تشــكيلة واســعة مــن أســاليب‬ ‫التعذيــب‪ ،‬تشــمل الــرب لفـرات طويلــة‪ ،‬الــذي كثـرا ً مــا يتــم بــأدوات‬ ‫مثــل العــي واألســاك‪ ،‬وتثبيــت املعتقلــن يف أوضــاع مؤملــة أو مج ّھــدة‬ ‫ملــدة طويلــة باســتخدام أدوات خاصــة يف أحيــان كثــرة‪ ،‬واالعتــداء‬ ‫الجنــي واإلذالل‪ ،‬وانتــزاع األظافــر‪ ،‬واإلعــدام الوھمــي‪ .‬لقــد وث ّقــت‬ ‫ھيومــن رايتــس ووتــش مــا يزيــد يف املجمــل عــن ‪ 20‬طريقــة مختلفــة‬ ‫للتعذيــب تســتخدم يف أقبيــة التعذيــب لنظــام األســد‪ .‬ويف غالبيــة‬ ‫حــاالت االعتقــال التــي وث ّقتھــا ھيومــن رايتــس ووتــش‪ ،‬مل يســتطع أفراد‬ ‫العائلــة الحصــول عــى معلومــات عــن مصــر املعتقلــن أو مكانھــم‪،‬‬ ‫ومل يســمح للمعتقلــن بــأي اتصــال بالعــامل الخارجــي‪ .‬وبالتــايل ميكــن‬ ‫توصيــف كثــر مــن حــاالت االعتقــال عــى أنھــا اختفــاء قــري‪.‬‬ ‫ـ زنازين مزدحمة‬ ‫قــام كافــة الشــھود الذيــن قابلتھــم ھيومــن رايتــس ووتــش بوصــف‬ ‫ظــروف االعتقــال يف تلــك املراكــز بعبــارات تجعلھــا متثــل بذاتھــا إســاءة‬ ‫للمعاملــة‪ ،‬أو تعذيبـاً يف بعــض الحــاالت‪ .‬حيــث تــم وضــع املعتقلــن يف‬ ‫زنازيــن مزدحمــة‪ ،‬وم ّيــز املعتقلــون الســابقون بــن مــا أســموه الزنازيــن‬ ‫العموميــة والزنازيــن الفرديــة‪ .‬كان ھنــاك تبايــن يف مســاحة الزنزانــة‬ ‫العموميــة‪ ،‬إذ وصلــت حتــى ‪ 70‬مــرا ً مربعــاً‪ ،‬يف حــن ضمــت زنزانــة‬ ‫‪ 60‬فــردا ً عموميــة أكــر مــن ‪ 75‬معتقـاً يف مســاحة ال تتجــاوز ‪ 20‬مـرا ً‬ ‫مربعـاً يف فــرع املخابـرات العســكرية رقــم ‪ ،291‬أمــا الزنازيــن اإلنفرادية‬ ‫فمســاحتها ‪ 1،5‬م طــول وعــرض ‪90‬ســم‪.‬‬ ‫ـ أشد األفرع األمنية وحشية‬ ‫أمــا إدارة املخابـرات الجويــة فهــي فــرع املخابـرات األكــر قــوة نظـرا ً‬ ‫ألهميــة دور األســد األب كقائــد للقــوات الجويــة فيــا مــى‪ .‬وعــى‬ ‫الرغــم مــن اســمها فــإن دورهــا غــر مقصــور عــى اإلســتخبار عىل ســاح‬ ‫الجــو‪ ،‬حيــث قامــت بــدور نشــط يف قمــع متــرد اإلخــوان املســلمني‪.‬‬ ‫عــادة مــا كان عمالؤهــا متمركزيــن يف الســفارات الســورية أو يف مكاتــب‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫تحقيق‬

‫رشكات الطريان املحلية‪.‬‬ ‫الفرقــة الرابعــة‪ :‬وهــي فرقــة مــن فــرق الجيــش الســوري تأسســت عــى‬ ‫يــد رفعــت األســد‪ ،‬وقــد متتعــت هــذه الفرقــة بتدريبــات خاصــة وبدعــم‬ ‫خــاص لجعلهــا أقــوى وأخطــر فــرق الجيــش‪ ،‬ورصف عليهــا الكثــر‬ ‫مــن األمــوال لتكــون حاميــة لنظــام األســد يف ســوريا‪ .‬يف عــام ‪1982‬‬ ‫قامــت هــذه الرسايــا بقيــادة قائدهــا رفعــت األســد بحصــار ومهاجمــة‬ ‫"اإلخــوان املســلمني" يف مدينــة حــاة‪ .‬ويف عــام ‪ 1984‬حــاول رفعــت‬ ‫االنقــاب عــى أخيــه يف الحكــم مبســاعدة رسايــا الدفــاع لكنــه مل ينجــح‬ ‫وتــم نفيــه إىل فرنســا‪ ،‬وتــم تســليم قيــادة الرسايــا ملاهــر األســد‪.‬‬ ‫الحــرس الجمهــوري الســوري‪ :‬تعــد هــذه الفرقــة أقــوى فــرق الجيــش‬ ‫الســوري وأكرثهــا تســليحاً وتطــورا ً‪ .‬مهمتهــا حاميــة العاصمــة دمشــق‬ ‫مــن أيــة تهديــدات أو عــدوان خارجــي‪ ،‬وهــي الوحــدة العســكرية‬ ‫الوحيــدة التــي يســمح لهــا بدخــول العاصمــة دمشــق‪ .‬وتتمركــز حــول‬ ‫مداخــل دمشــق األربعــة‪ .‬وتعــداد الحــرس الجمهــوري ‪ 10,000‬جنــدي‪.‬‬

‫اعتداء االمن على المتظاهرين‬

‫ضرب المعاهدات الدولية عرض الحائط‬‫مل يقــ ّدم نظــام األســد للعائــات الســورية أيــة معلومــات عــن‬ ‫الظــروف املحيطــة بوفيــات أقاربھــم‪ ،‬ومل تج ـ ِر أي تحقيقــات فيھــا‪ .‬يف‬ ‫كثــر مــن الحــاالت اضطــر أقــارب املقتولــن تحــت االعتقــال للتوقيــع‬ ‫عــى وثائــق تبــن أن "عصابــات مســلحة" ھــي مــن قتلــت أقاربھــم‪،‬‬ ‫كــا اضطــروا للتعھــد بعــدم إقامــة جنــازة عامــة كــرط لتســلم الجثــة‪،‬‬ ‫و يعــ ّد التعذيــب أحــد املحظــورات األكــر تحرميــاً يف قانــون حقــوق‬ ‫اإلنســان الــدويل‪ ،‬حيــث ال توجــد ظــروف اســتثنائية تــرر التعذيــب‪.‬‬ ‫وســوريا طــرف يف املعاھــدات الدوليــة األساســية التــي تحظــر التعذيــب‬ ‫يف كافــة الظــروف‪ ،‬حتــى يف حــاالت الطــوارىء املعــرف بھــا‪ ،‬وتفــرض‬ ‫التحقيــق مــع املســؤولني عــن التعذيــب ومالحقتھــم قضائيــاً‪ ،‬وحــن‬ ‫يتــم التعذيــب كجــزء مــن ھجــوم ممنھــج وواســع النطــاق عــى‬ ‫الســكان املدنيــن؛ فإنــه ميثــل جرميــة ضــد اإلنســانية مبوجــب القانــون‬ ‫الــدويل العــريف ونظــام رومــا األســايس للمحكمــة الجنائيــة الدوليــة‪ .‬و‬ ‫يتح ّمــل األفـراد الذيــن ن ّفــذوا جرامئـاً ضــد اإلنســانية أو أمــروا بارتكابھــا‬ ‫مســؤولية جنائيــة فرديــة عــن تلــك الجرائــم‪ ،‬وممــن ضلعــوا بارتــكاب‬ ‫هــذه التجــاوزات الوحشــية بحــق الشــعب الســوري‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫»‬

‫زبداني إف إم‬

‫كنــا عــم نقــول أنــو النظــام الســوري رح يتعامــل مــع شــعبه متــل‬

‫مــا تعاملــت بقيــة بلــدان الربيــع العــريب مــع شــعوبها‪ ...‬بــس يــي‬ ‫صــار أنــو بلــدان الربيــع العــريب عــم تتعلــم مــن ســيادتو‪ ...‬فعـاً متــل‬ ‫مــا بيقــول املتــل‪" :‬التلــم األعــور مــن التــور الكبــر"‪ ...‬والتــور هــون‬ ‫ســيادته‪ ...‬اقتــى التنويــه ‪...):‬‬

‫»‬

‫الحريــري يقــول بــأن خطــاب نــر اللــه متناقــض أولــه مــوزون‬

‫وآخــره كارثــة‪ ....‬واللــه ال أولــو مــوزون‪ ...‬وال آخــرو مفهــوم‪ ...‬لــك‬ ‫يــرب هــو وهالخطــاب‪!!...‬‬

‫»‬

‫بــان يك مــون يقــرر أن يقلــق عــن األوضــاع يف ســوريا يــوم االثنــن‪...‬‬

‫ويــوم الخميــس ســيمتعض بشــأن التطــورات يف مــر‪ ....‬ويــوم الجمعــة‬ ‫بياخــد إجــازة كرمــال يرحــم صحتــه‪!!...‬‬

‫»‬

‫رح بــأن العيــد لهــذه‬ ‫مفتــي الديــار الليبيــة "الصــادق الغربــاين" يـ ّ‬

‫الســنة ســيكون بعــد انتهــاء شــهر رمضــان مبــارشة‪ ...‬شــو هالخربيــة‬ ‫شــيخنا‪ ...‬عنجــد ياقــذايف مــن خلّــف مــا مــات‪!!.ّ..‬‬

‫»‬

‫الســلطات الســورية تهيــب باألخــوة املواطنــن رضورة االبتعــاد‬ ‫عــن األلعــاب الناريــة يف فــرة األعيــاد حرصـاً عــى ســامتهم‪ ...‬وســقوط‬

‫الع ـرات مابــن قتيــل جريــح بســبب نوبــات الضحــك الشــديدة إثــر‬ ‫ســاع هــذا الخــر‪!! ...‬‬

‫»‬

‫نفــى الرئيــس "بــاراك أوبامــا" توتــر عالقتــه مــع نظــره الــرويس‬ ‫"فالدميــر بوتــن" وقــال بــأن بوتــن ميكــن أن يبــدو أحيانـاً كطفــل غــر‬

‫مبــال يجلــس يف آخــر الحجــرة الدراســية‪ ...‬واللــه يــا مســيو أوبامــا‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫محور الشر‬ ‫هــي عبــارة تــرددت أوالً عــى لســان الرئيــس األمريــي "جــورج بــوش"‬ ‫وصــف بــه حكومــات كل مــن العــراق‪ ،‬وإيــران‪ ،‬وكوريــا الشــالية‪.‬‬ ‫وقــد اســتخدم هــذه العبــارة بحســب مــا ذكــر ألنــه يعتقــد بــأن تلــك‬ ‫الــدول تدعــم اإلرهــاب وتســعى لـراء أســلحة الدمــار الشــامل‪ .‬ويــرى‬ ‫الكثــرون بــأن فكــرة بــوش هــذه هــي التــي قادتــه لبــدأ مــا يســمى‬ ‫"الحــرب عــى اإلرهــاب"‪.‬‬ ‫فيــا بعــد أشــار الســفري األمريــي لــدى األمــم املتحــدة "جــون‬ ‫بولتــون" إىل بعــض البلــدان بعبــارة "مــا وراء محــور الــر" مشـرا ً إىل كل‬ ‫مــن ليبيــا‪ ،‬وســوريا‪ ،‬وكوبــا‪ .‬يف حــن أشــارت وزيــرة خارجيــة الواليــات‬ ‫املتحــدة "كوندوليــزا رايــس" إىل كل مــن كوبــا‪ ،‬وروســيا البيضــاء‪،‬‬ ‫وزمبابــوي‪ ،‬وميامنــار‪ ،‬بعبــارة "ركائــز االســتبداد"‪.‬‬ ‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫طلعــت أنــت وبوتــن وكل حــكام‬ ‫العــامل تالميــذ عنــد بشــار‪ ...‬وماحــدا‬ ‫عــم يقــدر يفتــح متــه بوجــه‬ ‫ســيادته‪!!....‬‬ ‫العقيــد ريــاض األســعد يعــود‬ ‫إىل أرض الوطــن بعــد تركيــب رجــل‬ ‫صناعيــة لــه‪ ...‬واللــه لنضــل نحاربــك يابشــار إذا بدنــا مــو بــس نخــر‬ ‫إيدينــا وإجرينــا‪ ...‬إذا منخــر روحنــا كــان‪...‬‬ ‫كل ردود األفعــال كانــت أنــو انفجــار الرويــس هــو جرميــة بشــعة‪...‬‬ ‫وشــو مشــان تدخــل حــزب اللــه بســوريا‪ ....‬جرميــة‪ ..‬وال عمل إنســاين‪!!...‬‬ ‫وصــول بعثــة مفتــي األمــم املتحــدة بشــأن األســلحة الكيامويــة‬ ‫إىل معــر الجديــدة الســوري‪ ...‬اللــه ال كان جــاب الغــااااا‪ ...‬شــو جايــن‬ ‫هاملــرة تنــددوا‪ ...‬وال تدينــوا‪....‬؟!!‬ ‫الحكومــة الســورية تعقــد اجتامع ـاً طارئ ـاً لتحديــد أســعار ألعــاب‬ ‫األطفــال مــع التأكيــد عــى أهميتهــا لنفســية الطفــل‪ !!...‬إي عنجــد‪...‬‬ ‫أهــم يش نفســية الطفــل يــي عــم يلعــب بالقذائــف والشــظايا‪!!...‬‬ ‫بعــد األحــداث األخــرة يف مــر‪ ...‬مسلســل الثــورة الســوري يتكــرر‬ ‫ولكــن بالنســخة املرصيــة‪ ...‬يعنــي بــدل بشــار‪ ...‬الســييس‪ ...‬والعبــارة‬ ‫نفســها‪ ...‬الطاغيــة أو نحــرق البلــد‪...‬‬ ‫األســد يطلــب مــن املواطنــن الســوريني يف مــر العــودة إىل حضــن‬ ‫الوطــن بعــد األحــداث األخــرة‪ ...‬ألنــو طلعــت القصــة مــن تحــت‬ ‫الدلــف لتحــت املــزراب‪...‬‬

‫»‬

‫»‬

‫»‬ ‫»‬

‫»‬

‫»‬

‫محور الممانعة‬ ‫اســم أطلقتــه عــى نفســها الــدول التــي تعــارض السياســة األمريكيــة‬ ‫يف العــامل العــريب والتــي تؤيــد حــركات التحــرر الوطنــي العربيــة‪ .‬وهــذا‬ ‫املحــور مؤلــف مــن دول هــي ســوريا وإيـران وروســيا والصــن‪ ،‬وحركات‬ ‫هــي حــزب اللــه مــن لبنــان‪ .‬يشــار إىل أن الكثــر مــن السياســيني كانــوا‬ ‫يعتــرون حركــة حــاس الفلســطينية اإلســامية جــزءا ً مــن هــذا املحــور‪،‬‬ ‫إال أن موقــف حــاس األخــر مــن الثــورة الســورية قــى عــى هــذه‬ ‫الفكــرة‪.‬‬ ‫كثــرون هــم أولئــك املعارضــون لهــذا املحــور‪ ،‬فالنســبة األكــر مــن‬ ‫املعارضــن لهــذا املحــور يــرون أن هــذا املحــور املمتــد مــن طه ـران إىل‬ ‫بــروت لبــس قنــاع املامنعــة وأخفــى أهداف ـاً أخــرى تحتــه‪ ،‬وأن حــزب‬ ‫اللــه وســورية ومــن خلفهــا إيـران مــا هــا إال كيانــات تعمــل ملصالــح‬ ‫خاصــة بالقيــادة اإليرانيــة‪ .‬ومــن املعارضــن مــن يرجــع أن هــذا املحــور‬ ‫مــا وجــد إال ملواجهــة الســنة مــن املســلمني ونــر التشــيع وإعــادة‬ ‫أمجــاد الدولــة الصفويــة‪ .‬الكثــر مــن منــارصي مــا يســمى مبحــور‬ ‫املامنعــة غــرو انطباعاتهــم عنــه بعــد االحتجاجــات الشــعبية األخــرة يف‬ ‫ســوريا واملســاة بالـــ "الثــورة الســورية"‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫األب باولو‪ ...‬دعوة للحوار والسالم‬

‫قلبه ع الثورة‬

‫أوكسجين | نيرمين عبد الرؤوف‬

‫"املصالحــة بــن الجميــع هــي أعمــق رغباتنــا"‪ ...‬بهــذه الكلــات ي ـ ّروج‬ ‫اليســوعي اإليطــايل "باولــو داليلــو" لحــوار األديــان عــى أرض اإلســام‬ ‫يف رســالة ســام إىل ســوريا التــي يطاردهــا شــبح الحــرب األهليــة‪ .‬أعــاد‬ ‫األب باولــو بنــاء ديــر مــار مــوىس الرسيــاين الكاثوليــي شــال دمشــق‬ ‫يف جبــال النبــك‪ ،‬وجعلــه مكانـاً لإلخــاء العاملــي حيــث يســتقبل ســنوياً‬ ‫حــوايل الخمســن ألــف زائــر مــن كل دول العــامل‪ ،‬مــن بينهــم عــدد مــن‬ ‫املســلمني الذيــن يأتــون مــن أجــل النقاهــة ومــن دون أي خشــية مــن‬ ‫التبشــر‪ ،‬حيــث يت ـ ّم الســاح لهــم بالصــاة داخــل الكنيســة املفروشــة‬ ‫بالس ـ ّجاد‪ ،‬والتــي يخلــو حائطهــا الجنــويب "القبلــة" املتجهــة نحــو م ّكــة‬ ‫مــن أيّــة رمــوز دين ّيــة‪ .‬تحـ ّول الديــر إىل مــاذ مــن جديــد ولو أن املأســاة‬ ‫الحاليــة تهــدد وجــوده ودعوتــه للصــاة وحــوار األديــان‪ ،‬رغــم أنــه‬ ‫اليــوم يبــدو أكــر إلحاح ـاً أكــر مــن أي وقــت مــى لســوريا املمزقــة‪.‬‬ ‫األب باولــو يدعــو إىل الســام عوضــاً عــن االقتتــال الداخــي ومتــ ّزق‬ ‫الوحــدة الوطنيــة‪" :‬تكمــن طريقتنــا يف املقاومــة ويف تجــاوز املحنــة نحــو‬ ‫مجتمــع أكــر إنســانية باالســتمرار يف عيــش حياتنــا يف شــكلها الطبيعــي‪.‬‬ ‫نطلــب ألولئــك املجروحــن يف الــروح والجســد نعمــة الرغبــة يف وصــل‬ ‫روابــط التضامــن الصبــورة الّتــي ميكنهــا أن تدفــع املأســاة الحاليّــة نحــو‬ ‫نهايتهــا الج ّيــدة"‪ُ .‬عــرف األب باولــو مبواقفــه الحازمــة جــدا ً ضــد القمــع‬ ‫العســكري الــذي انتهجــه نظــام بشــار األســد‪ ،‬كــا وانتقــد مواقــف‬ ‫األســاقفة الســوريني الداعمــن للنظــام‪ ،‬فطلبــت منه الســلطات الكنســية‬ ‫التابــع لهــا مغــادرة ســوريا‪ ،‬ألنــه يســبب "وجــع راس" كونــه راهــب‬ ‫ويهتــم بالسياســة‪ .‬أثــار هــذا الق ـرار عاصفــة مــن االحتجاجــات لــدى‬ ‫النشــطاء الســوريني مــا دفعهــم لتســمية يــوم األحــد حينهــا بـــ "أحــد‬ ‫ســوريا وطنــك ياباولــو"‪ .‬ثــم مــا لبــث أن عــاد يف تاريــخ مل يُعــرف‪ .‬ومنــذ‬ ‫عودتــه التقــى األب باولــو عــددا ً مــن املســؤولني العــرب والغربيــن‪ ،‬يف‬ ‫محاولــة لجلــب الدعــم للمعارضــة الدميقراطيــة بعيــدا ً عــن التطــرف‬ ‫الــذي يهــدد املنطقــة‪ .‬يؤكّــد األب باولــو أن للمصالحــة عــددا ً مــن‬ ‫الــروط األساســية التــي إن غابــت أصبــح اســمها خضوعـاً واستســاماً‪،‬‬ ‫والتــي مــن أهمهــا االع ـراف بالتعدديــة وبحريــة الــرأي والتعبــر عنــه‪،‬‬ ‫حيــث أن عــدم الحريــة اإلعالميــة يشــكل أكــر عرقلــة لحركــة اإلصــاح‪.‬‬ ‫اختفــى األب باولــو منــذ أســبوعني‪ ،‬لــدى ذهابــه إىل مقــر دولــة العـراق‬ ‫والشــام اإلســامية يف الرقــة ملقابلــة أمــر يف الدولــة بهــدف التفــاوض‬ ‫عــى إطــاق رساح راهبــن تــم اختطافهــم مــن قبــل هــذه الجامعــة‪.‬‬ ‫يــروي نشــطاء تفاصيــل الســاعات األخــرة التــي ســبقت اختفــاء األب‬ ‫باولــو الــذي أبلغهــم بأنــه ســيذهب ملقابلــة قــادة الكتائــب العســكرية‬ ‫رص عــى أن‬ ‫اإلســامية يف الرقــة ونصحــوه بعــدم املغــادرة‪ ،‬إال أنــه أ ّ‬ ‫يذهــب دون مرافقــة أيضـاً وقــال لهــم‪ " :‬ســأغيب ثالثــة أيــام ال تبحثــوا‬ ‫عنــي وال تســألوا وال تنــروا شــيئاً"‪ ،‬قبــل أن تنقطــع أخبــاره نهائيــاً‬ ‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫عــن الرقــة‪ .‬دولــة العـراق واإلســام أنكــرت وجــوده لديهــا‪ ،‬يف حــن قــال‬ ‫مصــدر مــن املعارضــة الســورية أن ال دالئــل قاطعــة عــى اختطــاف األب‬ ‫باولــو حتــى اآلن‪ .‬أحــد الناشــطني مــن عــى الحــدود الرتكيــة أكّــد بأنــه‬ ‫تلقــى رســالة مــن رقمــه يقــول فيهــا أنــه مــازال لــدى دولــة الع ـراق‬ ‫والشــام يبحــث معهــم موضــوع املختظفــن‪ ،‬وأضــاف املصــدر أن "دولــة‬ ‫العــراق والشــام اإلســامية هــي أكــر الفصائــل اإلســامية املقاتلــة يف‬ ‫ســوريا اســتقالالً وقــوة ونفــوذا ً‪ ،‬ومصــادر متويلهــا غــر محــدودة‪ ،‬وال‬ ‫ميكــن أن تقــوم بخطفــه مــن أجــل املــال‪ ،‬كــا أنــه ال مصلحــة لهــا‬ ‫باختطافــه إال إذا رأت أنــه خطــر عليهــا‪ ،‬أو ألســباب سياســية قويــة‪،‬‬ ‫وهــو أمــر ال توحــي بــه مواقــف األب املعلنــة منــذ انطالقــة الثــورة يف‬ ‫رصح الفاتيــكان بأنــه ال ميلــك أي معلومــات تتعلــق‬ ‫ســوريا‪ .‬مــن جهتــه ّ‬ ‫بهــذا املوضــوع‪ .‬ونفــت وزارة الخارجيــة اإليطاليــة مــا تــم تداولــه عــن‬ ‫اغتيــال األب باولــو‪ .‬االتئــاف الوطنــي الســوري أعــرب عــن بالــغ قلقــه‬ ‫عــى وضــع الراهــب مطالبــاً كل مــن لديــه أي معلومــات باإلفصــاح‬ ‫عنهــا‪ .‬وأكّــد أنــه اليـزال عــى قيــد الحيــاة ولكــن مل يعــرف مكانــه بعــد‪.‬‬ ‫وشـ ّدد يف بيــان لــه عــى رضورة التـزام مبــادئ الثــورة يف حاميــة املدنيــن‬ ‫ومــن بينهــم الصحفيــن ورجــال الديــن مــع أهميــة احـرام املعتقــدات‬ ‫واملقدســات‪ .‬وكان الكاهــن اليســوعي كتــب يف صفحتــه عــى موقــع‬ ‫"فايســبوك" الســبت الفائــت رســالة عــر فيهــا عــن "فرحتــه لوصولــه‬ ‫إىل مدينــة الرقــة" وقــال‪" :‬جئــت اليــوم إىل مدينــة الرقــة‪ ،‬أنــا أشــعر‬ ‫بالســعادة لســببني‪ ،‬أولهــا أننــي عــى أرض ســورية الوطــن ويف مدينــة‬ ‫محــررة‪ ،‬والســبب الثــاين االســتقبال الرائــع مــن قبــل هــذه املدينــة‬ ‫الجميلــة"‪ .‬وأضــاف‪" :‬إنهــا صــورة للوطــن الــذي نريــده لــكل الســوريني"‪.‬‬ ‫وجــود شــخصية مثــل األب باولــو بذلــت وال ت ـزال الكثــر مــن الجهــد‬ ‫لنــر ثقافــة التفاهــم والحــوار وقبــول اآلخــر هــي فخــ ٌر لجميــع‬ ‫الســوريني الذيــن ينتظــرون عودتــه لالحتفــال يف زمــان نحلــم بــأن‬ ‫نتمكــن فيــه مــن قــول مانريــد‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫رأي‬

‫أكاذيب غلوبز‬

‫أوكسجين | محمد الصفدي‬

‫كان ال بـ ّد مــن انفجــار رشارة الثورة الســورية‬ ‫عاجــاً أم آجــاً وســط أجــواء قامتــة وظاملــة‬ ‫وتهميــش‪ ،‬عــاش فيهــا املواطــن الســوري عقودا ً‬ ‫مــن الزمــن البغيــض الــذي بــات معروفــاً‬ ‫للجميــع‪ .‬يطلــق نظــام األســد عــى الثــورة‬ ‫عــددا ً مــن األوصــاف التــي تبتعــد عــن‬ ‫الحقيقــة وتســبح بعيــدا ً يف بحــر ال ّرتهــات‬ ‫واألوهــام‪.‬‬ ‫نظــام فــاق أعتــى األنظمــة اســتبدادي ًة وقتـاً‬ ‫رح عــر وســائل إعالمــه التــي‬ ‫يف العــامل‪ .‬يــ ّ‬ ‫فاقــت إعــام "غلوبــز" النــازي زمــن هتلــر‪،‬‬ ‫صاحــب املقولــة الشــهرية "اكــذب و اســتمر يف‬ ‫الكــذب حتــى يصدقــوكَ "‪.‬‬ ‫فكانــت الكذبــة األوىل التــي اختلقهــا ور َّوج‬ ‫لهــا هــي املؤامــرة الكونيــة عــى ســوريا بــل‬ ‫عــى سياســة األســد خصوصــاً‪ .‬األســد الــذي‬ ‫يرتــع مواطنــوه يف الرفاهيــة‪ ،‬وينعــم األطفــال‬ ‫يف الحدائــق واملالهــي وســط ظــروف تعليميــة‬ ‫نزيهــة حيــث الرجــل املناســب يف املــكان‬ ‫املناســب‪ .‬مؤامــرة كونيــة عــى نظــام األســد‪،‬‬ ‫راعــي الحريــة وبــاين ســوريا‪ .‬بشــار األســد‬ ‫الــذي مل يصـ ّدر اإلرهــاب يومـاً ال داخــل ســوريا‬ ‫وال إىل خارجهــا‪ ،‬مثــة ثــأر بــن بشــار واملجتمــع‬ ‫الــدويل ‪،‬وهــو الــذي عــرف منــذ البدايــة أن‬ ‫يف ســوريا ثــورة حقيقيــة‪ ،‬ثــورة الحــق عــى‬ ‫الباطــل‪ .‬فعــرف املــرض ومل يق ـ ّدم لــه الــدواء‬ ‫الناجــع‪ ،‬فــا كان منــه إالّ أن أبــاد الشــعب‬ ‫الســوري وذبــح األطفــال والنســاء والشــباب‬ ‫املطالبــن بالحريــة واملنتفضــن عليــه وعــى‬ ‫فســاده وإرهابــه‪.‬‬ ‫الكذبــة الثانيــة هــي مفــردة الطائفيــة والتــي‬ ‫يعمــل نظــام األســد عــى الرتويــج لهــا منــذ‬ ‫بدايــة الثــورة لنــر الخــوف بــن األقليــات‬ ‫واإلثنيــات يف ســوريا‪ ،‬فــكان أن ر ّد الشــعب‬ ‫الســوري عليــه بعبــارة‪" :‬واحــد واحــد واحــد‪...‬‬ ‫الشــعب الســوري واحــد"‪" ،‬ثورتنــا ســلمية‪...‬‬

‫إســام ومســيحية"‪ ،‬عبــاراتٌ صدحــت بهــا يختبــئ خلــف إصبعــه بينــا يــراه الجميــع‬ ‫حناجــر الثــوار يف بدايــات الثــورة‪ ،‬فســوريا بوضــوح تــام‪.‬‬ ‫للجميــع‪ ،‬والشــعب الســوري أســقط الطائفيــة‬ ‫التــي حــاول و يحــاول نظــام البغــي واملــوت ويــأيت التقســيم أخ ـرا ً عــر الورقــة األخــرة‬ ‫أن يلعــب عــى أوتارهــا البغيضــة‪ .‬حفنــة مــن للنظــام‪ .‬يهــ ّول بهــا ويرفعهــا للعلويــن بعــد‬ ‫أهلــه وعصابتــه واملســتفيدين مــن حكمــه أن يحــاول إقناعهــم ببنــاء الدولــة العلويــة يف‬ ‫يحتلّــون ســوريا بكامــل ثرواتهــا البرشيــة الســاحل الســوري ويف جبــال العلويــن حيــث‬ ‫واالقتصاديــة واألثريــة والنفطيــة والزراعيــة‪ ،‬املعقــل األخــر لــه‪ .‬لكــن ســيطرة الثــوار‬ ‫وكل ذرة تـراب يف هــذا البلــد الغنــي ذو املنــاخ حديثـاً عــى مناطــق واســعة يف جبــال الالذقيــة‬ ‫والســيطرة امليدانيــة هنــاك دحضــت مزاعــم‬ ‫الرائــع والجميــل‪.‬‬ ‫األســد‪ .‬ســوريا واحــدة بكافــة جغرافيتهــا‪،‬‬ ‫أمــا الكذبــة الثالثــة فهــي موضــوع اإلرهــاب والشــعب الســوري لــن يتخــى عــن شــر واحــد‬ ‫الــذي اشــتغل عليــه النظــام طويــاً ليقــول مــن ال ـراب الســوري‪ .‬يكفــي ســوريا تجزئــة‪،‬‬ ‫للمجتمــع الــدويل أن يف ســوريا إرهابيــن ومــن الــذي تنــازل عــن لــواء اإلســكندرون غــر‬ ‫مــن القاعــدة مــن كل حــدب وصــوب وهــو األســد االبــن‪ ...‬ومــن بــاع الجــوالن بأرخــص‬ ‫مــن يحاربهــم‪ .‬كيــف يكــون ذلــك وهــو األمثــان ســوى األســد األب‪ ...‬ومــن امتلــك ‪%75‬‬ ‫املصــ ّدر األول لإلرهــاب يف الوطــن العــريب مــن ســوريا ســوى رامــي مخلــوف؟!‪.‬‬ ‫والعــامل والــدول العربيــة تعــي ذلــك جيــدا ً‪،‬‬ ‫عــر التفجــرات يف لبنــان إىل الســعودية إىل ولــو أراد النظــام أن يقــ ّدم الحلــول منــذ‬ ‫اإلمــارات‪ .‬وتركيــا تعــرف جيــدا ً وتعــاين مــن البدايــة الســتطاع ذلــك عــر مؤمتــر حزيــران‬ ‫إرهــاب األســد ومرتزقتــه الذيــن ينتــرون يف ‪ ،2011‬و الــذي طالــب فيــه "فــاروق الــرع"‬ ‫شــتى أرجائهــا‪ ،‬ويقومــون بعمليــات التفجــر بطــرح انتخابــات جديــدة عــر دولــة مدنيــة‬ ‫واالختطــاف واالغتيــاالت املتواصلــة للنشــطاء ودميقراطيــة‪ ،‬فرفــض األســد ذلــك بقولــه‪:‬‬ ‫وأصحــاب اآلراء الحــرة أينــا كانــوا وحيثــا "نريــد انتخابــات جديــدة برشاكــة قدميــة"‪.‬‬ ‫وجــدوا‪ ،‬باإلضافــة إىل إرهــاب عصابــة األســد وهــذا مــا أســقط كل يشء حتــى اآلن‪ّ ...‬إل‬ ‫املــارس عــى الشــعب الســوري‪ .‬فعجبـاً ممــن الثــورة‪.‬‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫‪10‬‬


‫نحو الهاوية‬ ‫أوكسجين | بتول الزبداني‬

‫اســتطاعت قــوات بشــار األســد مــن كســب بعــض الدعم واملســاندة‬ ‫يف املعركــة ضــد الثــوار مبســاعدة حــزب اللــه وإيـران‪ ،‬لكنهــا تواجــه‬ ‫تهديـ ًدا كبـ ًرا يتمثّــل يف تدهــور قيمــة اللرية الســورية أمــام الدوالر‪،‬‬ ‫خصوصــا أن الكثرييــن يشــككون يف خــط االئتــان اآليت مــن إيـران‬ ‫ً‬ ‫التــي تعــاين هــي باألصــل مــن مشــكالت اقتصاديــة كثــرة‪.‬‬

‫‪ -1‬تراجع تدريجي في العملة‪:‬‬ ‫خــرت اللــرة الســورية قيمتهــا بنســبة ‪ ،%150‬وقــد أشــارت‬ ‫صحيفــة نيويــورك تاميــز إىل أن األســد يواجــه عــددا ً مــن املشــاكل‬ ‫املاليــة األساســية بعــد مــرور أكــر مــن عامــن عــى الــراع‪.‬‬ ‫فالعقوبــات الغربيــة أدت إىل انهيــار الصناعــات التــي تعتــر مصــدرا ً‬ ‫رئيســياً للدخــل يف ســوريا‪ ،‬تحديــدا ً النفــط والســياحة‪ ،‬كــا أن‬ ‫التجــارة العاديــة داخــل البــاد شــبه منهــارة‪ ،‬إىل جانــب التكاليــف‬ ‫التــي تنتــج عــن اســتمرار قمــع الثــوار الــذي خلّــف آالف الشــهداء‬ ‫رشد ماليــن الســوريني‪ .‬وقــال خ ـراء أن العزلــة الدوليــة الناتجــة‬ ‫و ّ‬ ‫عــن العقوبــات التــي تعــاين منهــا ســوريا وتكلفــة الحــرب املســتعرة‬ ‫يف البــاد التــي مل تبــقِ ومل تــذر؛ أ ّدت إىل تضــاؤل احتياطــات النقــد‬ ‫األجنبــي يف مــرف ســوريا املركــزي إىل أقــل مــن مليــاري دوالر‪،‬‬ ‫بعدمــا كانــوا أشــاروا يف الســابق إىل أنــه كان ميلــك ‪ 17‬مليــار دوالر‬ ‫عــى األقــل قبــل الن ـزاع‪.‬‬ ‫‪ -2‬مخدر موضعي على طريق االنهيار‪:‬‬ ‫قــال آخــرون أن جهــود املــرف املركــزي لوقــف تراجــع اللــرة‬ ‫الســورية أدى إىل رفعهــا إىل حــوايل ‪ 200‬لــرة لــكل دوالر‪ ،‬لكنهــم‬ ‫يعتقــدون أنهــا ستســتأنف الســقوط مجــد ًدا‪ .‬ويتوقــع بعــض‬ ‫الخـراء أن تنهــار قيمــة اللــرة الســورية وتصــل إىل ‪ 500‬لــرة مقابــل‬ ‫الــدوالر‪ ،‬األمــر الــذي ميكــن أن يســبب مشــاكل تضخــم هائــل يف‬ ‫ســوريا‪ .‬يعتقــد اقتصاديــون مــن أن القــروض و االئتــان اإلي ـراين‬ ‫هــو مجــرد مخــدر موضعــي عــى املــدى القصــر ورمبــا ال وجــود‬ ‫لــه‪ .‬وأشــار إىل أن اإلعــان عــن جهــود إضافيــة لتعزيــز قيمــة اللــرة‬ ‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫اقتصاد‬

‫وحاميتهــا مــن االنهيــار يصــب يف خانــة املعنويــات النفســية فقــط‪.‬‬ ‫وذكــر آخــرون أنــه لــن يســتطع املركــزي ســند اللــرة والحــد مــن‬ ‫انهيارهــا وميكــن أن تصــل إىل ‪ 500‬مقابــل الــدوالر‪ .‬وقــال أنــدرو‬ ‫تابلــر‪ ،‬الباحــث يف الشــأن الســوري يف معهــد واشــنطن لسياســة‬ ‫الــرق األدىن‪“ :‬الحكومــة الســورية ال متلــك األمــوال النقديــة”‪،‬‬ ‫مشــرا ً إىل أن نظــام األســد "ناجــح يف إطــاق النــار عــى النــاس‪،‬‬ ‫لكنــه فاشــل يف األمــور االقتصاديــة"‪.‬‬

‫‪ -3‬اجتماع عاجل‪:‬‬ ‫ويف ظــل غــاء األســعار واملــواد الغذائيــة بشــكل خــاص وغيــاب‬ ‫مــادة الخبــز يف بعــض املناطــق الســاخنة؛ وضّ ــح نائــب رئيــس‬ ‫اللجنــة االقتصاديــة يف محافظــة دمشــق "معتــز الســواح"‪ ،‬أن‬ ‫أجهــزة املحافظــة تعمــل حاليـاً عــى ضبــط أســعار ألعــاب األطفــال‬ ‫بحســب الفواتــر‪ ،‬وســوف تضــع التســعرية بعــد الكشــف عــن‬ ‫هــذه البيانــات بالتعــاون مــع الجــارك ووضــع هامــش ربــح لهــا‬ ‫بنســبة ‪ %15‬فقــط‪ .‬مؤكــدا ً عــى أهميــة ألعــاب األطفــال ومعانــاة‬ ‫األهــل لتوفــر الكســاء واأللعــاب والغــذاء‪ .‬ومل يذكــر أهميــة حليــب‬ ‫األطفــال الرضــع الــذي تجــاوز ســعر العلبــة ‪ 1000‬لــرة ســورية‪،‬‬ ‫ووصــل ســعر كيلوغ ـرام اللحمــة ‪ 2500‬لــرة‪ ،‬ووصــل ســعر كيلــو‬ ‫لحــم الفــروج النــيء إىل ‪ 1200‬لــرة‪ ،‬وتختلــف تســعرية املــواد مــن‬ ‫منطقــة إىل أخــرى أو باألحــرى مــن دكان إىل آخــر‪ ،‬فال رقيــب عليهم‬ ‫ســوى ضامئرهــم امليتــة‪ .‬أمــا الحكومــة الســورية فاجتامعاتهــا‬ ‫املســتعجلة تحــاول جاهــدة ضبــط أســعار لعــب األطفــال‪ ،‬متناســية‬ ‫الحــرب القامئــة مــن جهــة والعجــز الغــذايئ وغــاء األســعار مــن‬ ‫جهــة أخــرى‪ .‬فعــن أي ألعــاب يتحدثون؟وأطفــال ســوريا بــن‬ ‫شــهيد ونــازح وجريــح؟!‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تقانة‬

‫الهاتف الذكي‪ ..‬مخاطر من نوع آخر‬

‫أوكسجين | باسل مطر‬ ‫مرشوع األمن الرقمي يف سوريا‬ ‫تشــر اإلحصــاءات إىل تضاعــف عــدد‬ ‫مســتخدمي الهواتــف الذكيــة العاملــة عــى‬ ‫نظــام أندرويــد بــن الســوريني خــال العــام‬ ‫الواقــع بــن أب ‪ 2012‬ومتــوز ‪.2013‬‬ ‫ميتلــك الهاتــف الــذيك إمكانيــات واســعه‪,‬‬ ‫فهــو يف الحقيقــة حاســب صغــر يصلــك‬ ‫باإلنرتنــت‪ ,‬ويســتطيع مــن خــال تطبيقــات‬ ‫خاصــة معظمهــا مجــاين ومتــاح القيــام‬ ‫بالكثــر مــن وظائــف الحاســب الشــخيص‪.‬‬ ‫ال شــك أن هــذه أمــور هامــة‪ ,‬لكــن األخطــار‬ ‫املرتتبــة عليهــا كثــره‪ ,‬فأنــت يف واقــع الحــال‬ ‫تحمــل الكثــر مــن خصوصياتــك عــى هــذا‬ ‫الجهــاز املعــرض للرسقــة‪ ,‬أو االخــراق‪ ,‬او‬ ‫الضيــاع والوقــوع يف يــد مــن قــد يســتغله‬ ‫إللحــاق الــرر بــك‪ ,‬ناهيــك عــن وقوعــه يف‬ ‫يــد الســلطات واألخطــار التــي ميكــن أن تنجــم‬ ‫عــن ذلــك وتعرضــه لهجــات خبيثــة‪.‬‬ ‫عنــد اقتنائــك لهاتــف ذيك عليــك اتبــاع أعــى‬ ‫درجــات الحيطــة والحــذر‪ ,‬فهــو يضــم جهــات‬ ‫اتصالــك‪ ,‬وحســاباتك عــى اإلنرتنتــو ســجالت‬ ‫تصفحــك واســتخدامك لســكايب وغــره‬ ‫مــن برامــج االتصــال‪ ,‬ورســائلك اإللكرتونيــة‬ ‫والنصيــة‪,‬و صــورك‪ ,‬ورمبــا حســاباتك املرصفيــة‬ ‫أيضــا‪ .‬ننصــح الجميــع باتبــاع اإلجــراءات‬ ‫التاليــة لضــان ســامة وأمــن هواتقهــم‬ ‫الذكيــة[‪:]2‬‬ ‫* اســتخدم كلمــة مــرور لقفــل شاشــة الهاتــف‬ ‫ملنــع اآلخريــن مــن الدخــول إليــه‪ .‬ال تســتخدم‬ ‫النمــط لقفــل الشاشــة حيــث ميكــن نســخه‬ ‫بســهولة (مــن خــال اثــار أصابعــك عــى‬ ‫الشاشــة)‬ ‫* قــم بتنصيــب مضــاد للفريوســات مثــل أفـرا‬ ‫عــى هاتقــك الــذيك لحاميتــه مــن الهجــات‬

‫الخبيثة وتثبيت اإلعدادت األمنية املناسبة‪.‬‬ ‫* ال تــرك هاتفــك يف متنــاول اآلخريــن يف‬ ‫األماكــن العامــه ألن هــذا يعــرض معلوماتــك‬ ‫وبياناتــك للرسقــة‬ ‫* إســتخدم أحــد تطبيقــات تشــفري االتصــال‬ ‫مثــل أوروبــوت ‪ -‬تــور ألنردويــد أو ســايفون‪3‬‬ ‫مــن مصــادر موثوقــه‪.‬‬ ‫* ال تفتــح أيــة روايــط تأتيــك مــن مصــادر‬ ‫غــر معروفــه عــر الرســائل القصــرة أو الربيــد‬ ‫اإللكــروين فقــد تحــوي برمجيــات خبيثــه‪.‬‬ ‫* ال تقــم بحقــظ إي مــن كلــات املــرور‬ ‫الخاصــة بــك عــى جهــازك النقــال ألن وقوعــه‬ ‫يف ايــدي شــخص مــا يعنــي وصولــه لهــذه‬ ‫البيانــات‪ .‬إســتخدم برنامجــا لتخزيــن كلــات‬ ‫املــرور مثــل (‪)KeePassDroid‬‬ ‫* قــم بتشــفري هاتقــك وبطاقــة الذاكــرة‪ .‬إن‬ ‫اســتخدام هــذا الخيــار يجعــل مــن العســر‬ ‫جــدا عــى املتطفلــن الوصــول إىل معلوماتــك‬ ‫وســجالت محادثتــك يف حــال متــت رسقــة‬ ‫الهاتــف‪.‬‬ ‫* قــم بتفعيــل قفــل الرشيحــه بحيــث متنــع‬ ‫اآلخريــن مــن اســتخدامها‪.‬‬ ‫* قــم يتخزيــن جهــات االتصــال عــى حســابك‬ ‫عــى غوغــل فقــط لتضمــن أنهــا مخزنــه خــارج‬ ‫الجهاز‪.‬‬

‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫* قــم بتثبيــت الربامــج والتطبيقــات مــن‬ ‫مصــادر موثوقــة فقــط لتجنــب الربمجيــات‬ ‫الخبيثــة والتطبيقــات التــي تطلــب صالحيــات‬ ‫مريبــة‪.‬‬ ‫* قــم بتعطيــل البلوتــوث والــواي فــاي عــن‬ ‫العمــل بشــكل تلقــايئ ملنــع الجهــاز مــن‬ ‫االتصــال باإلنرتنــت دون معرفتــك‪.‬‬ ‫* قــم بتعطيــل خدمــات تحديــد املوقــع ملنــع‬ ‫تحديــد مكانــك‪ .‬قــم بتفعيلهــا عنــد حاجتــك‬ ‫لهــا فقــط‪ .‬ال تنــس بأنــه طاملــا كان هاتفــك‬ ‫يعمــل‪ ,‬فــإن رشكات االتصــال ســتكون قــادرة‬ ‫عــى تحديــد موقعــك و ملنــع إمكانيــة تحديــد‬ ‫موقعــك بشــكل كامــل‪ ,‬أطفــئ الهاتــف وقــم‬ ‫بإزالــة البطاريــة منــه‪.‬‬ ‫* تجنــب االتصــال بالشــبكات الالســكلية غــر‬ ‫املوثوقــه باســتخدام هاتفــك الــذيك حيــث‬ ‫يســتطيع املخرتقــون املتواجــدون عــى الشــبكه‬ ‫مراقبــة نشــاطك عــى الشــبكة وإن اضطــررت‬ ‫لذلــك‪ ,‬فاســتخدم أحــد برامــج تشــفري االتصال‪.‬‬ ‫[‪ ]1‬النصائــح الــواردة يف هــذا املقــال خاصــة‬ ‫بالهواتــف الذكيــة العاملــة بنظــام أندرويــد‬ ‫فقــط‪.‬‬ ‫[‪]2‬للمزيــد حــول الهواتــف الذكية واالســتخدام‬ ‫اآلمــن لها‪:‬‬ ‫‪19kvCqt/http://bit.ly‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫يبرود درة القلمون‬ ‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫يــرود مدينــة ســورية قدميــة تقــع شــال العاصمــة دمشــق‪ ،‬تبعــد‬ ‫عنهــا ‪ 80‬كــم‪ ،‬بــن أحضــان جبــال القلمــون املتاخمــة لجبــال لبنــان‬ ‫الرشقيــة‪ ،‬و ضمــن وادي يفصــل التقــاء الهضبــة الثالثــة بالهضبــة الثانية‬ ‫مــن سلســلة جبــال القلمــون‪ ،‬واملحاطــة مــن أغلــب جهاتهــا بجبــال‬ ‫شــاهقة تعلــو رؤوســها تيجــان صخريــة تــكاد تنفــرد بهــا جبــال "يربود"‬ ‫وضواحيهــا‪ ،‬أبــرز جبالهــا "مــار مــارون" وجبــال الجــرد الرشقــي‬ ‫لسلســلة الجبــال الســورية‪.‬‬ ‫تتميــز مدينــة يــرود بربدهــا القــارس يف الشــتاء ومناخهــا املعتــدل‬ ‫صيف ـاً‪ .‬أمــا تاريخهــا فمــن قــدم التاريــخ نفســه‪ ،‬و مــا ت ـزال مأهولــة‬ ‫حتــى اليــوم‪ .‬وجــدت فيهــا أقــدم كهــوف عصــور مــا قبــل التاريــخ‬ ‫كمغــارة وادي اســكفتا‪ ،‬ومنــذ القديــم كانــت مركـزاً ســياحياً هامـاً‪ ،‬حتى‬ ‫أن امللكــة زنوبيــا كانــت تصطــاف فيهــا كــا تشــر الدراســات التاريخية‪.‬‬ ‫أصبحــت "يــرود" يف العهــد الرومــاين مرك ـزاً عســكرياً‪ ،‬يســتدل عــى‬ ‫ذلــك مــن بقايــا أحــد الحصــون الرومانيــة‪ .‬ويف العهــد اآلرامــي بنــي‬ ‫معبــد ضخــم لعبــادة الشــمس‪ ،‬ومــا تـزال بقايــا تلــك األوابــد واملعابــد‬ ‫شــاهدة عــى عظمــة املدينــة منــذ القــدم‪ .‬تعتــر "يــرود" مــن أهــم‬ ‫مناطــق ســكن اإلنســان األول مــا قبــل التاريــخ‪ .‬حيــث اكتشــفت‬ ‫مغــاور طبيعيــة محفــورة يف الجبــال ويف األوديــة املحيطــة باملدينــة‪.‬‬ ‫ـم الفخاريــة يف بــاد‬ ‫يــرود كلمــة آراميــة ورد ذكرهــا يف كتابــات ال ُر َقـ ْ‬ ‫مــا بــن النهريــن‪.‬‬ ‫يش ـكّل املســلمون الســنة أغلبيــة الســكان بنســبة ‪ %65‬أمــا البقيــة‬ ‫الباقيــة فتديــن باملســيحية‪ ،‬ويبلــغ تعــداد الســكان حــوايل ‪80000‬‬ ‫نســمة تقريبـاً عــدا املهاجريــن مــن أبنائهــا‪ .‬و يوجــد الكثــر مــن أهلهــا‬ ‫يف بــاد اإلغـراب يف قــارة أمريــكا الجنوبيــة ودول الخليــج العــريب‪ .‬ميتاز‬ ‫أهــل يــرود بتنــوع اللهجــات بــن ســكانها‪ ،‬فمنهــم مــن القاعــة ومنهــم‬ ‫الصالحيــة ومنهــم القامعيــة وهكــذا‪ .‬مدينــة يــرود مدينــة متنوعــة‬ ‫ثقافيـاً و اجتامعيـاً‪ .‬كانــت يــرود ولغايــة الثامنينــات مــن القــرن املايض‬ ‫تعتــر مدينــة زراعيــة‪ ،‬يعتمــد أهلهــا عــى الزراعــة املرويــة بعـاً‪ ،‬مــن‬ ‫أشــهر منتجاتهــا الزراعيــة‪ :‬البطاطــا اليربوديــة‪ ،‬والكــرز‪ ،‬والقمــح الــذي‬ ‫يجــاري يف جودتــه القمــح الحــوراين‪ .‬يوجــد فيهــا بعــض الصناعــات‬ ‫البســيطة‪ .‬أمــا مــن ناحيــة الحركــة الثقافيــة والفكريــة فمــن أشــهر ر ّواد‬ ‫هــذه الحركــة املرحــوم الشــاعر الدكتــور خالــد محــي الديــن الربادعــي‪،‬‬ ‫واملرحــوم الشــاعر زيك قنصــل آخــر شــعراء العــرب يف املهجــر‪.‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫فخطّــوا الالفتــات وملــؤوا الجــدران بالعبــارات الرائعــة‪ ،‬واشــتعلت‬ ‫املظاهــرات يف يــوم الجمعــة العظيمــة ‪ 2011/4/22‬وخــرج اآلالف‬ ‫إلســقاط نظــام الظلــم واالســتبداد‪ ،‬فتــم اعتقــال إحــدى الحرائــر مــن‬ ‫ـب اليربوديــون الرشفــاء ليحــارصوا‬ ‫قبــل قــوات األمــن يف املدينــة‪ ،‬فهـ ّ‬ ‫مبنــى األمــن‪ ،‬وأرضمــوا النــار مــن حولــه واستشــهد خالــد النمــر أول‬ ‫شــهيد يف املدينــة والــذي تــم تشــييعه يف اليــوم التــايل مبظاهرة حاشــدة‬ ‫جابــت شــوارع يــرود‪ .‬واســتمرت املظاهـرات بأعــداد أكــر و شــاركت‬ ‫كذلــك باإلرضابــات وتوزيــع املناشــر التوعويــة‪ ،‬وردّت قــوات األمــن‬ ‫عــى ســلميتهم بالرصــاص واالعتقــال فأرســلوا الدبابــات القتحامهــا‬ ‫بتاريــخ ‪ 2012/3/5‬و ‪ 2012/3/8‬و ‪ 2012/5/3‬و ‪ ،2012/5/28‬وكل‬ ‫ذلــك اقتحامــات واعتقــاالت بحــق املدنيــن الع ـ ّزل‪.‬‬

‫مل يســتكن أهــل املدينــة الصامــدة‪ ،‬فرفعــوا علــم الثــورة فــوق‬ ‫جبــال القلمــون وكان أطولهــا ‪ 50‬م ـراً‪ ،‬و بعدهــا تــم اقتحــام مفــرزة‬ ‫األمــن ومخفــر الرشطــة‪ ،‬وتــم إعــان تحريــر املدينــة كلي ـاً يف نيســان‬ ‫مــن عــام ‪ .2012‬عانــت املدينــة مــن نقــص باملــواد الغذائيــة بعــد‬ ‫لجــوء أكــر مــن ‪ 50‬ألــف مــن حمــص و ضواحيهــا‪ .‬فأنشــأ أبناؤهــا‬ ‫جمعيــات خرييــة لتوزيــع الغــذاء واملــؤن ملســاعدة النــاس والضيــوف‬ ‫النازحــن مــن املناطــق املجــاورة مثــل جمعيــة يــرود أهــل الخــر‪ ،‬كــا‬ ‫وتعرضــت أيضـاً للقصــف املدفعــي والقصــف بالطـران الحــريب بشــكل‬ ‫شــبه يومــي مــا أدى لوقــوع العـرات مــن الشــهداء وصــل عددهــم‬ ‫قرابــة ‪100‬شــهيد‪ ،‬وحدثــت مجــزرة بســبب قصــف الطــران إذ بلــغ‬ ‫عددهــم ‪ 18‬شــخصاً مــن املدنيــن وأكــر مــن ‪ 60‬معتقــاً‪ .‬يذكــر أن‬ ‫املدينــة اليــوم محــررة متامـاً و تخلــو داخليـاً مــن الحواجــز‪ ،‬وتشـكّلت‬ ‫فيهــا ألويــة تابعــة للجيــش الحــر بلــغ عددهــا ســت كتائــب فاعلــة‬ ‫تقــوم بالتنســيق والعمــل مــع كتائــب غوطــة دمشــق وحمــص‪ ،‬ألن‬ ‫يــرود تعــد نقطــة اسـراتيجية هامــة تصــل عــدة مناطــق مــع بعضهــا‪.‬‬ ‫ومــازال شــبابها الثائــر يتابعــون حراكهــم الســلمي‪ ،‬فزينــوا جــدران‬ ‫املدينــة بالعبــارات الثوريــة وزركشــوا الشــوارع بأعــام االســتقالل‪ .‬كــا‬ ‫و تصــدر عنهــا اليــوم أربــع مجــات وجرائــد هــي ( قلمون ّيــات ـ ســنونو‬ ‫ـ أصــداء ـ يــرود الجديــدة) و تصــدر األخــرة عــن املجلــس املحــي‬ ‫ملدينــة يــرود الحــرة‪.‬‬

‫اشــتعلت نــار الثــورة يف يــرود‪ ،‬وانضمت للمدن التي هتفت بإســقاط‬ ‫النظــام و للحريــة املنشــودة ولفــك الحصــار عــن املــدن املحــارصة‪،‬‬ ‫العدد (‪ )70‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\11‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير‬

‫تركيا‪ -‬سوريا‪ ..‬مشاهدات ال تخطئها بالعين‬ ‫أوكسجين | هشام منور (كاتب وباحث)‬ ‫تكتســب العالقــة بــن ســوريا وتركيــا خصوصيــة تاريخيــة واجتامعيــة‬ ‫مميــزة‪ ،‬نتيجــة عالقــات الجــوار والتاريــخ والجغرافيــا التــي مل تنقطــع‬ ‫عــى مــدى مئــات الســنني بــن الدولتــن اللتــن تتســم عالقتهــا يف‬ ‫العــر الحديــث واملعــارص بالتوتــر والعــداء‪ ،‬وذلــك بســبب هيمنــة‬ ‫اإليدولوجيــات القوميــة عــى ســدة الحكــم يف كال البلديــن‪ ،‬وحرصهــا‬ ‫عــى "تســميم" العالقــة لغايــات انتخابيــة وسياســية محضــة‪ .‬االنف ـراج‬ ‫الــذي عرفتــه العالقــة بــن البلديــن بعــد وصــول حــزب العدالــة‬ ‫والتنميــة الــريك ذي الجــذور اإلســامية إىل الحكــم بعــد فــرة‬ ‫اإلنقالبــات العســكرية عــى أي محاولــة لدمقرطــة الحيــاة السياســية‬ ‫يف االمرباطويــة املرتاميــة األطــراف؛ انعكــس انفراجــاً عــى العالقــات‬ ‫االقتصاديــة الرســمية فضــاً عــن الشــعبية التــي مل تتوقــف أصــاً‪،‬‬ ‫وليبلــغ التبــادل التجــاري بــن البلديــن خــال أقــل مــن عــر ســنوات‬ ‫نحــو ‪ 10‬مليــارات دوالر‪ .‬يف زيــاريت األخــرة إىل تركيــا‪ ،‬يش ـ ّدك الرتحــاب‬ ‫الــذي يح ّفــك بــه األتـراك واألدب الجـ ّم الــذي يتمتعــون بــه يف اســتقبال‬ ‫الضيــوف‪ ،‬لكــن األمــر يبــدو مختلفـاً عندمــا يعرفــون أنــك آت مــن بلــد‬ ‫عــريب كســوريا‪ ،‬فتبــدأ املشــاعر الجياشــة بالتدفــق يف محاولــة لتقديــم‬ ‫مــا يســتطيعون والتعبــر عــن تعاطفهــم ووقفوهــم إىل جانــب الشــعب‬ ‫الســوري‪ .‬اســطنبول‪ ،‬جوهــرة تركيــا التــي ال ميكــن للعــن أن تخطئهــا‪،‬‬ ‫تقــف مشــدوهاً أمــام مدينــة عمالقــة مرتاميــة األطـراف‪ ،‬يعــادل تعــداد‬ ‫ســكانها وحدهــا تعــداد ســكان ســوريا تقريبـاً (نحــو ‪ 20‬مليــون نســمة)‪،‬‬ ‫ليشــدك العمــران والتطــور الحضــاري وتــدرك مبجــرد أن تطــأ قدمــك‬ ‫أرضهــا أنــك بــت خــارج العــامل الثالــث مبســافات!‪ .‬يف اســطنبول كــا‬ ‫اج عجيــب للثقافــات واألعــراق‬ ‫يف كل املــدن الكــرى العامليــة؛ امتــز ٌ‬ ‫واألجنــاس‪ ،‬تلحظــه يف الوجــوه والقســات‪ ،‬لكنــك بــت تــرى مؤخــرا ً‬ ‫املالمــح العربيــة الســورية يف عــدد مــن األحيــاء االســطنبولية اآلرسة‪،‬‬ ‫والتــي قطتنهــا األرس مــن كافــة املحافظــات الســورية إىل جانــب األماكــن‬ ‫األثريــة التــي تحمــل عبــق التاريــخ وال ـراث‪ .‬مطــاران والثالــث عــى‬ ‫الطريــق ليكــون األضخــم يف العــامل‪ ،‬وثــاث رحــات جويــة تحــط أو‬ ‫تطــر يف الدقيقــة الواحــدة‪ ،‬ولوحــة عمالقــة تتوســط املطــار فيهــا‬ ‫مواعيــد أكــر مــن مئــة رحلــة داخليــة تربــط املــدن الرتكيــة باســطنبول‪،‬‬ ‫بعــد أن افتتــح أردوغــان املطــار الحــادي والخمســن مطلــع رمضــان‬ ‫الفائــت‪ .‬ال تســمع العربيــة كثـرا ً يف خضــم الزحــام يف اســطنبول‪ ،‬لكنــك‬ ‫مــا تلبــث أن تشــعر بحــروف اللغــة األثــرة لــدى العــرب واملســلمني‬ ‫يف املــدن الجنوبيــة يف تركيــا وغريهــا مــن املــدن الداخليــة التــي باتــت‬ ‫مهــوى آالف الســوريني‪ ،‬فنصــف مليــون الجــئ مســجل لــدى الحكومــة‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬ال ينفــي وجــود مــا يقــرب مــن مليــون ونصــف ســوري خــارج‬ ‫املخيــات‪ ،‬ينتــرون يف كافــة املــدن الرتكيــة بــا اســتثناء أو تضييــق عىل‬ ‫أحــد‪ .‬أنطاكيــا‪ ،‬واحــدة مــن املــدن الجميلــة الوادعــة التــي زرتهــا‪ ،‬ورغــم‬ ‫املخــاوف التــي انتابتنــي عــن احتقــان طائفــي ومذهبــي يعــري املدينــة‪،‬‬ ‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫بســبب وجــود نســبة مرتفعــة مــن العلويــن املؤيديــن للنظــام الســوري‬ ‫فيهــا‪ ،‬إال أن رحابــة االســتضافة وســهولة التعامــل باللغــة العربيــة التــي‬ ‫يتقنهــا األت ـراك هنــا مــن بــاب االعت ـزاز بجذورهــم القوميــة العربيــة‬ ‫(لــواء اســكندرون) يخفــف مــن وطــأة هــذا االحتقــان‪ ،‬لكنــك ال تلبــث‬ ‫أن تســمع عــن مامرســات متفرقــة يف بعــض األماكــن التــي يقطنهــا‬ ‫العلويــون األتـراك تســتهدف الالجئــن الســوريني املتدفقــن إىل أنطاكيــة‬ ‫ومــدن لــواء اســكندرون أو (هاتــاي) كــا يســميه األتـراك‪ ،‬وبالــذات يف‬ ‫منطقــة (الحربيــات) التــي شــهدت أعــال خطــف وابتـزاز وعنــف ضــد‬ ‫الســوريني ملجــرد كونهــم الجئــن بــرف النظــر عــن انتامئهــم الســيايس‪.‬‬ ‫مــدن الجنــوب الــريك املحــاذي للمــدن الســورية (حلــب‪ -‬عنتــاب)‬ ‫(أورفــة‪ -‬الرقــة) (مرعــش‪ -‬القامشــي)‪ ،‬كلهــا مــدن تفيــض بالتــودد‬ ‫واالحتضــان الشــعبي لالجئــن الســوريني الهاربــن مــن ويــات العنــف يف‬ ‫بالدهــم‪ ،‬يدعمهــا توجــه حكومــي باالهتــام املميــز والتعامــل الحســن‬ ‫معهــم وتقديــم كافــة التســهيالت لهــم‪ ،‬بــل والتغــايض عــن دخولهــم‬ ‫غــر الرشعــي إىل تركيــا‪ ،‬وخروجهــم منهــا تاليـاً ومــن أمــام الحاجــز الــذي‬ ‫يحرســه (الجندرمــة) الــريك‪ ،‬مــا ولّــد ارتياحــاً كبــرا ً لــدى الســوريني‬ ‫الــذي أضحــت تركيــا وجهتهــم املفضلــة حاليـاً بعــد ســوء املعاملــة التــي‬ ‫قوبلــوا فيهــا يف كل مــن لبنــان ومــر (الحقـاً) وحتــى األردن والعـراق‪.‬‬ ‫(غــازي عنتــاب)‪ ،‬املدينــة التــوأم لحلــب الســورية‪ ،‬تشــبهها يف كل يشء‬ ‫مــن الناحيــة العمرانيــة‪ ،‬لكنهــا أصغــر حج ـاً وأقــل كثافــة مــن حيــث‬ ‫الســكان‪ ،‬لكنهــا تحتــل لــدى قلــوب العنتابيــن مكانــة مميــزة‪ .‬عنتــاب‪،‬‬ ‫شــهدت نهضــة عمرانيــة هائلــة ومخيفــة يف الســنوات العــر األخــرة‪،‬‬ ‫وتضاعــف حجمهــا ثــاث مـرات بســبب العنايــة التــي أولتهــا الحكومــة‬ ‫ملــدن الجنــوب املجــاور لســوريا‪ ،‬لكــن الوجــود الســوري يف املدينــة‬ ‫والــذي بــات يهيمــن عــى أحيــاء برمتها؛كافــأ املدينــة بإيــداع نحــو ‪10‬‬ ‫مليــارات دوالر يف مصارفهــا‪ ،‬وزاد مــن نشــاطها الصناعــي والعمــراين‪.‬‬ ‫وهــو مــا ينطبــق عــى عـرات املــدن الرتكيــة التــي اســتقبلت الســوريني‬ ‫ومــا يحملونــه مــن خـرات وأمــوال‪ .‬يشــاع يف تركيــا أن حكومــة رئيــس‬ ‫الــوزراء الــريك "رجــب طيــب أردوغــان" ســوف متنــح الســوريني يف بــاده‬ ‫إقامــات دامئــة ملــدة مثــاين ســنوات‪ ،‬ضامنــاً لبقائهــم وعــدم التعــرض‬ ‫لهــم قبيــل االنتخابــات الربملانيــة العــام املقبــل‪ ،‬كــا ينظــر األت ـراك إىل‬ ‫أشــقائهم الســوريني عــى أنهــم املواطنــون القادمــون واملحتملــون مــع‬ ‫تصاعــد أرقامهــم وتــأزّم املســألة الســورية‪ ،‬وهــم ال يبــدون تجــاه ذلــك‬ ‫أي انزعــاج أو تخ ـ ّوف اقتصــادي أو ســيايس‪ ،‬فالشــائع يف تركيــا أنــه إن‬ ‫كانــت الــدول األوروبيــة تعمــل عــى إطالــة األزمــة الســورية لالســتفادة‬ ‫مــن نوعيــة الالجئــن الســوريني الذيــن تــم تصنيفهــم مؤخــرا ً ضمــن‬ ‫أحســن مســتويات موجــات اللجــوء بحســب املفوضيــة العليــا لشــؤون‬ ‫الالجئــن‪ ،‬فــا بــال األتـراك الذيــن يعانــون ضعفـاً يف الكثافــة الســكانية‬ ‫ال يســتفيدون بدورهــم مــن هــؤالء الالجئــن بعكــس إخوانهــم العــرب‬ ‫الرافضــن لوجودهــم بينهــم واســتقبالهم يف بيوتهــم العتبــارات سياســية‬ ‫تــارة كــا يف مــر‪ ،‬وعنرصيــة مذهبيــة تــارة أخــرى؟!‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ســـالمتـــك‪:‬‬

‫هــي مــواد كيميائيــة تســتخدم يف الحــروب‬ ‫لغــرض القتــل أو تعطيــل القــوة البرشيــة عــن‬ ‫املقاومــة‪.‬‬ ‫الغرض من استخدامها‪:‬‬ ‫إزهــاق العديــد من األرواح البرشية وإضعاف‬ ‫الــروح املعنويــة وشــل حركــة املواطنــن مــع‬ ‫شــل اإلنتــاج الصناعــي والزراعــي‪ ،‬و تعطيــل‬ ‫العمــل يف املرافــق واملؤسســات العامــة‪.‬‬ ‫وسائل وصول الغازات السامة‪:‬‬ ‫الطائ ـرات (رش ـاً ـ أو قذف ـاً) عــر الصواريــخ‬ ‫و املدافــع‪.‬‬ ‫العوامــل المناخيــة المؤثــرة علــى كفاءة‬ ‫الغاز الســام‪:‬‬ ‫ارتفاع درجة الحرارة يضعف فعاليتها‪.‬‬‫ـ طبيعــة األرض‪ :‬تؤثــر التضاريــس عــى حركــة‬ ‫انتقــال املــواد الكيميائيــة فقــد تحجــب أو‬ ‫تعيــق انتقــال هــذه املــواد مــن مــكان إىل آخر‪.‬‬ ‫ـ درجة الحرارة‪.‬‬

‫الفلك مع‬

‫الغازات السامة‬

‫فواصل‬

‫ـ رسعة الرياح‪.‬‬ ‫ـ األمطار والرطوبة‪.‬‬ ‫طرق اإلصابة بالمواد الكيميائية‪:‬‬ ‫الجهاز التنفيس‪:‬‬ ‫استنشاق الغاز الكيميايئ أثناء التنفس‪.‬‬ ‫الجهاز الهضمي‪:‬‬ ‫عــن طريــق األطعمــة املتع ّرضــة للتلــوث‬ ‫الكيميــايئ أو عــن طريــق الجــروح والخــدوش‪.‬‬ ‫أنواع الغازات السامة‪:‬‬ ‫هنــاك أنــواع كثــرة مــن الغــازات منهــا ســتة‬ ‫معروفــة االســتخدام وهــي تنقســم حســب‬ ‫وظيفتهــا إىل غــازات ســامة قاتلــة‪:‬‬ ‫‪-1‬غــازات األعصــاب‪ :‬وتعــرف مبركبــات‬ ‫الفوســفور العضويــة ولهــا نوعــان‪:‬‬ ‫ رسيعــة التبخــر‪ :‬مثــل غــاز التابــون‪ ،‬غــاز‬‫الســارين‪ ،‬غــاز الســومان‪ ،‬و غــاز (جــي أف)‪.‬‬ ‫تتأثــر بالريــاح والرطوبــة والحـرارة ويف حــاالت‬ ‫املنــاخ املناســب تبقــى مــدة تـراوح مــا بــن ‪30‬‬

‫دقيقــة إىل ســاعة‪ .‬و تقــر هــذه املــدة إىل ‪30‬‬ ‫دقيقــة يف األماكــن املفتوحــة مــع وجــود ريــاح‬ ‫و ارتفــاع درجــة الحـرارة فتقــل مــدة بقائهــا و‬ ‫ال تزيــد عــى عــر دقائــق‪.‬‬ ‫بطيئــة التبخــر وتســمى املســتمرة‪ ،‬مــن‬‫أنواعهــا غــاز "يف ـ إكــس ـ إن" الخاصيــة‬ ‫الزيتيــة لهــذه املــادة تطيــل فــرة بقائهــا إىل‬ ‫عــدة ســاعات‪.‬‬ ‫خواصها‪:‬‬ ‫ـ تدخــل هــذه الغــازات إىل الرئتــن مــن خــال‬ ‫التنفــس ومــن خــال مســام الجلــد‪.‬‬ ‫ـ ال رائحة وال لون وال طعم لها‪.‬‬ ‫ـ من أكرث الغازات خطورة‪.‬‬

‫أوكسجين‬

‫ن نصرالله‪:‬‬ ‫برج حس‬ ‫ــذاب تــرب‬ ‫ول يابشــار وك‬ ‫كنــا نقــ‬ ‫اليــوم يانــر‬ ‫الخطــاب‪ ...‬و‬ ‫أنــت وه‬ ‫ك كلــو عــى‬ ‫رامــي‪ ...‬حكيــ‬ ‫اللــه وح‬ ‫الرصامــي‪...‬‬ ‫ج المؤتمر‪:‬‬ ‫ـا هاملؤمتــرات‬ ‫بر‬ ‫ـا عدنــا عرفنـ‬ ‫واللــه مـ‬ ‫ـو عـم تعمـل‬ ‫عـم تجـي وش‬ ‫مـن ويـن‬ ‫طيــخ وبطيــخ‪.‬‬ ‫حاجتكــن بقــا‬ ‫ن الشعبية‪:‬‬ ‫برج اللجا‬ ‫ن ش ـعبية م ـن‬ ‫ر ببل ـوان لجــا‬ ‫قــال صــا‬ ‫يت ررشش‪): ...‬‬ ‫ن‪ ...‬ويت ررشش‬ ‫النســوا‬ ‫العدد (‪ )71‬السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪2013\08\18‬‬

‫برج الط‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫سوري‪:‬‬ ‫خلّصونــ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ــ‬ ‫ى‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫فينــا مــ‬ ‫نلعــب‬ ‫وت‪ ...‬بدنــا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫وع بيوتن‬ ‫ــا نفــوت‪.‬‬ ‫برج‬ ‫الضائع‪:‬‬ ‫أن ـا ضاي ـع‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫د‬ ‫ين‬ ‫ضاي ـع‪.‬‬ ‫‪ ..‬بع ـد م ـا‬ ‫كنــت مــ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫أل‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫يــع‪!!...‬‬ ‫بر‬ ‫ج المخبر‪:‬‬ ‫بالنسـ‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ة أنـت أب‬ ‫ومل ـن بت‬ ‫وهـا وأمها‪.. .‬‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫خ‬ ‫ـي وأيب‬ ‫وجـاري‬ ‫واب ـن عم ـي‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫د ألنـك‬ ‫عنجدحقـر‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.