أوكسجين العدد ( 72 ) السنة الثانية - الجمعة 23\08\2013 by مجلة أوكسجين

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫تحقيق العدد‬

‫مشروع إبادة‬

‫» من اسطنبول وقفة ألجل سوريا‪...‬‬ ‫» وجه سوريا المشرق‪ ...‬مي سكاف‬

‫أوكسجين ®‬

‫لن تقتل بنا األمل‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫افتتاحية‬

‫أنت عايشة‪ ...‬بس العالم ميت‪!!...‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫هيئة التحرير‬ ‫صــوت تلــك الطفلــة التــي كانــت تــرخ‪" :‬أنــا عايشــة‪ ...‬أنــا عايشــة" وهــي تحــاول‬ ‫أن تستنشــق الهــواء؛ يعلــو فــوق صخــب وهســترييا مــا يحــدث يف ســاحة الحــرب‬ ‫هــذه‪ .‬رمبــا مل نعــرف اســمها ولكنهــا كانــت لتكــون رقـاً مسـ ّج ًى عــى األرض التــي‬ ‫احتضنــت أكــر مــن ‪ 1600‬شــهيدا ً قضــوا يف مجــزرة رضب الغوطــة بالكيــاوي حيــث‬ ‫امتــزج غــاز الســارين برائحــة الياســمني‪ ...‬كــم طفـ ٌـل وطفلــة ماتــوا اليــوم قبــل أن‬ ‫تصــل إلينــا رصختهــم‪ ...‬كــم منهــم نــام باألمــس منتظـرا ً عــودة أمــه برغيــف خبــز أو‬ ‫رمبــا كــوب مــاء أو حليــب‪ ،‬لتحضنــه وقــد رحــل إىل عــامل آخــر‪...‬‬ ‫والســؤال الــذي يطــرح نفســه‪ :‬كيــف يرتكــب النظــام مجــزرة عــى بعــد بضعــة‬ ‫ـي الحقائــق؟!‬ ‫كيلــو مـرات مــن الفنــدق الــذي تقبــع فيــه لجنــة األمــم املتحــدة لتقـ ّ‬ ‫رمبــا هــي محاولــة إلبعــاد التهمــة عــن نفســه كــا كان يحــدث مــن قبــل‪ ،‬حينــا‬ ‫كان يســمح لهــم بالدخــول ويرتكــب املجــازر بحجــة أنــه مــن غــر املنطــق أن يفعــل‬ ‫ذلــك يف أثنــاء تواجدهــم‪ ،‬ثــم يكــرر روايتــه عــن العصابــات اإلرهابيــة التــي منــذ‬ ‫عامــن مــازال يطــارد‪!!...‬‬ ‫ولنفــرض أن "اإلرهابيــن" فعـاً هــم مــن اســتخدموا الكيــاوي اليــوم‪ ،‬أال يســتحق‬ ‫كل أولئــك الضحايــا تغطيــة ولــو عابــرة مــن اإلعــام الســوري بوصفهــم ســوريني عــى‬ ‫األقل‪...‬؟!‬ ‫تلــك هــي ســوريا‪ ،‬أنيــاب الجــاد تنهــش ط ـراوة لحــوم أطفالهــا أمــام الكام ـرات‬ ‫وعــى مــرأى املاليــن ممــن تشـ ّدقوا كثـرا ً بــأن الكيــاوي خــط أحمــر‪ ...‬وال نســتبعد‬ ‫هنــا أمــام صمتهــم أن تكــون ســوريا مرسح ـاً لتجربــة أســلحتهم ومنهــا الكيامويــة‪،‬‬ ‫متامــاً كــا تجــ ّرب رشكات األدويــة منتجاتهــا يف ســكان الــدول املعدمــة مقابــل‬ ‫عمــوالت ضخمــة لحكومــات تلــك البلــدان‪.‬‬ ‫‪ 2013/8/21‬تاريـ ٌخ ســيذكره الســوريون طويـاً مبجــزرة الغوطــة الرشقيــة إذ باتــت‬ ‫تشــكّل وصمــة عــار يف جبــن اإلنســانية التــي مل تغضــب رغــم أن ســوريا اليــوم‬ ‫تســتحق كل الغضــب‪...‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫‪ -3‬من اسطنبول وقفة ألجل سوريا‪...‬‬ ‫‪ -4‬الفضاء العام وصون المجتمع من‬ ‫التطرف الفكري والديني‬ ‫‪ -6‬مشروع إبادة‬ ‫‪ -8‬زبداني أف أم ‪ -‬الفدرالية‬ ‫‪ -9‬وجه سوريا المشرق‪ ...‬مي سكاف‬ ‫‪ -10‬الموت في ضيافة جابر‪...‬‬ ‫‪ -11‬مهاجرون في حنايا الوطن‬ ‫مقتطفات من الشرعية السياسية‬ ‫‪ -12‬أيلول البائس وسط الغذاء والوقود‬ ‫‪ -13‬جوبر أم الجبابرة‬ ‫‪ -14‬أزهار الغوطة‬ ‫قصائد من األعماق‬ ‫‪ -15‬الغازات السامة (‪)2‬‬

‫‪2‬‬

‫تقرير‬

‫من اسطنبول وقفة ألجل سوريا‪...‬‬

‫أوكسجين | فادي الصالح‬

‫"حــر حــر حريــة نحنــا بدنــا حريــة‪ ...‬وغصــب‬ ‫عنــك يابشــار رح نحصــل ع الحريــة"‪...‬‬ ‫بهــذه الكلــات صدحــت حناجــر مجموعــة‬ ‫مــن الناشــطني الســوريني الذيــن اعتصمــوا أمــام‬ ‫مكتــب األمــم املتحــدة يف اســطنبول احتجاج ـاً‬ ‫عــى رضب الغوطــة الرشقيــة بالكيــاوي‪،‬‬ ‫حيــث بــدأ االعتصــام بكلمــة وجههــا أحــد‬ ‫الناشــطني إىل املجتمــع الــدويل الصامــت أمــام‬ ‫املجــازر التــي ترتكــب كل يــوم بحــق الســوريني‬ ‫يف الداخــل‪" :‬نحــن هنــا مــن اســطنبول نرفــع‬ ‫الصــوت عاليــاً‪ ،‬صــوت الذيــن مل يعــد لهــم‬ ‫صــوت‪ ،‬صــوت الذيــن ماتــوا‪ ،‬صــوت املغيبــن‬ ‫خلــف األســوار يف الســجون واملعتقــات‪ ...‬كفــى‬ ‫قت ـاً‪ ...‬نريــد الحريــة لشــعبنا‪ ...‬نريــد الحريــة‬ ‫لســوريا‪ ...‬مهــا يكــون الثمــن فســوف يبــزغ‬ ‫فجــر الحريــة مــن دمــاء وأرواح شــهداء ســوريا‬ ‫األبــرار"‪.‬‬ ‫الكاتــب والصحفــي "عبــد الرحمــن مطــر"‬ ‫كان مــن بــن املعتصمــن هنــاك يقــول بأنــه‬ ‫خروجــه اليــوم هــو تعبــر عفــوي غــر منظــم‬ ‫مــن أجــل رفــع صــوت الســوريني عاليـاً يف وجــه‬ ‫املجتمــع الــدويل الــذي مينــح نظــام بشــار األســد‬ ‫مزيــدا ً مــن الوقــت‪ ،‬وهــو الــذي يســتخدم‬ ‫الســاح الكيــاوي يف رســالة تقــول بأنــه مــاض‬ ‫يف قتــل الســوريني ويف مكافحــة اإلرهــاب كــا‬ ‫ي ّدعــي‪ ،‬كــا وناشــد "مطــر" املجتمــع الــدويل‬ ‫بــرورة التدخــل الفــوري العاجــل مــن أجــل‬ ‫وقــف النظــام الســتخدام أســلحة الدمار الشــامل‬ ‫التــي يعاقــب عليهــا القانــون الــدويل‪ ،‬وإحالــة‬ ‫مرتكبيهــا إىل محكمــة الجنايــات الدوليــة‪،‬‬ ‫وطالــب األعضــاء دامئــي العضويــة يف مجلــس‬ ‫األمــن بالتداعــي لعقــد جلســة مــن أجــل إنهــاء‬ ‫املهزلــة بتأجيــل امللــف الســوري‪.‬‬ ‫الدكتــور "عبــد الهــادي الســويد" مــن لجنــة‬ ‫أزمــة حمــص فقــد أكّــد عــى وحــدة الهــم‬ ‫رغــم أنهــم يف الخــارج‪ ،‬وتكلــم عــن الدعــم‬ ‫الــذي تقدمــه روســيا وإيـران بــا حــدود لنظــام‬ ‫األســد‪ ،‬يف حــن تتشــدق بعــض الــدول بوقوفهــا‬ ‫إىل جانــب الشــعب الســوري ولكنهــا ال تقــدم‬

‫ســوى الوعــود‪ .‬بشــار األســد يثــق‬ ‫متامــاً بــأن العــامل اليقــف وقفــة‬ ‫حقيقيــة مــع الشــعب الســوري‬ ‫لذلــك يواصــل مــا يقــوم بــه دون‬ ‫رادع أو خجــل‪.‬‬ ‫ويؤمــن "الســويد" بــأن النــر‬ ‫آت وبــأن اللــه لــن يخــذل هــؤالء‬ ‫النــاس الذيــن وقفــوا بصــدق يف‬ ‫ســبيل حريتهــم‪.‬‬ ‫أمــا "إيــاد رشبجــي" فقــد قــال‬ ‫بأنــه عــار عــى املجتمــع الــدويل أن‬ ‫يــرى ما يحــدث يف ســوريا ويصمت‪،‬‬ ‫ويتــذرع بالبحــث عــن األدلــة التــي‬ ‫هــي موجــودة يف كل مــكان ويف‬ ‫كل تفاصيــل ســوريا‪ .‬وأكــد عــى‬ ‫أهميــة دور الســوريني حــول العــامل‬ ‫بــأن ينبّهــوا الدبلوماســيات وممثــي‬ ‫األمــم املتحــدة يف دولهــم حــول مــا يجــري يف‬ ‫الداخــل الســوري‪.‬‬ ‫وعــن تواجــد اللجنــة األمميــة بالقــرب مــن‬ ‫الغوطــة الرشقيــة حيــث تــم اســتخدام الكياموي‬ ‫يــروي رشبجــي كيــف كان متواجــدا ً يف دمشــق‬ ‫عندمــا جــاءت لجنــة املراقبــن العــرب‪ ،‬كانــوا‬ ‫يقيمــون يف فنــدق الشــام وعــى مقربــة منهــم‬ ‫عــدة باصــات مليئــة بالشــبيحة التــي كانــت‬ ‫تســبقهم إىل املنطقــة التــي يقــررون الذهــاب‬ ‫إليهــا‪ ،‬فســتقبلهم متثيليــات و هتافــات مثــل‪:‬‬ ‫"بدنــا الجيــش بدنــا الجيــش"‪...‬‬ ‫ويؤكــد أن جميــع الســوريني يعلمــون أن‬ ‫املجتمــع الــدويل لــو أراد التدخــل لتدخــل دون‬ ‫أي لجــان‪ ،‬وقــال بأنــه ال يوجــد إرادة مــن أوبامــا‬ ‫للتدخــل حيــث أنــه كان هنــاك خــاف بينــه‬ ‫وبــن كلينتــون وبــن وزيــر دفاعــه حــول رضورة‬ ‫التدخــل رسيعــاً‪ ،‬إال أن أوبامــا جــاء بســيناريو‬ ‫أنــه ال يريــد أن يقتــل أي جنــدي أمريــي خــارج‬ ‫حــدود الواليــات املتحــدة التــي تتجــاوز يف هــذا‬ ‫املوضــوع التزاماتهــا تجــاه الحريــة وحقــوق‬ ‫اإلنســان التــي ت ّدعــي‪ ،‬يف حــن تتوســع روســيا‬ ‫يف املنطقــة وتفــرض أجنداتهــا يف ٍ‬ ‫تحــد واثــق‬ ‫ألوبامــا العاجــز الــذي حــ ّدد خطــاً أحمــرا ً‬ ‫للنظــام فتجــاوزه بخطــوط كثــرة‪.‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫مراســل راديــو الــكل "أحمــد زكريــا"‪ :‬تغطيــة‬ ‫اإلعتصــام والتنديــد بــرب الغوطتــن بالســاح‬ ‫الكيــايئ وهــذا أقــل مــا ميكننــا تقدميــه ألهالينــا‬ ‫القابعــن بــن الخطــوط الحمــراء التــي ترســم‬ ‫بأقــام أمريكيــة و دوليــة عــى مــرأى ومســمع‬ ‫مــن لجنــة التحقيــق الدوليــة الخاصــة بالســاح‬ ‫الكيــاوي واملوجــودة تحــت ســاء دمشــق‪،‬‬ ‫ـرم لتوثيــق أهــوال الدمار‪.‬‬ ‫منتظــرة إذنـاً مــن مجـ ٍ‬ ‫األســتاذ املحامــي "عــي رجــب" جــاء هنــا‬ ‫ليقــول بــأن الحقيقــة واضحــة وليســت بحاجــة‬ ‫إىل مزيــد مــن التفاصيــل‪ .‬لجنــة األمــم املتحــدة‬ ‫تتواجــد ضمــن دمشــق‪ ،‬والســاح الكيــاوي‬ ‫يــرب عــى بعــد بضــع الكيلومــرات منهــا‪،‬‬ ‫وآالف الضحايــا تــكاد تفــوح رائحــة املــوت منهــا‬ ‫حتــى تخــرق أنــوف جميــع املراقبــن الدوليــن‪،‬‬ ‫فكيــف لنــا إذا ً بعــد هــذا وذاك أن نســتمر يف‬ ‫الســؤال عــن اســتخدام الســاح الكيــاوي يف‬ ‫ســوريا أم ال‪.‬‬ ‫وتبقــى الرســالة هــي ذاتهــا‪" :‬إىل متــى هــذا‬ ‫الصمــت وإىل متــى ســوف يبقــى شــال الــدم‬ ‫يف ســوريا‪!!...‬‬

‫‪3‬‬

‫سياسة‬

‫الفضاء العام وصون المجتمع من التطرف الفكري والديني‬ ‫أوكسجين | حازم مطر‬

‫مــن املالحــظ عمومــاً أن التكفرييــن‬ ‫واإلقصائيــن مــع اإلقــرار بوجــود اســتثناءات‬ ‫قليلــة جــدا ً؛ ينحــدرون مــن دول تحكمهــا‬ ‫أنظمــة شــمولية‪ ,‬وأنهــم كمواطنــن قــد‬ ‫تعرضــوا للقمــع والتنكيــل‪ ,‬أو أنهــم ينحــدرون‬ ‫مــن مجموعــات برشيــة خضعــت مبجملهــا‬ ‫لقمــع واضطهــاد ممنهــج يف املــايض كــا يف‬ ‫بعــض األقليــات الدينيــة‪.‬‬ ‫ينطبــق هــذا عــى الســوريني الذيــن "ل ّبــوا"‬ ‫دعــوات الجهــاد يف العـراق وأفغانســتان‪ ,‬وعــى‬ ‫العراقيــن و الشيشــان واألفغــان والباكســتانيني‬ ‫وحتــى عــى مواطنــي الــدول العربيــة األخــرى‬ ‫التــي تصــ ّدر الجهاديــن اليــوم كاململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية أو ليبيــا أو الجزائــر‪.‬‬ ‫لقــد أصبــح هــذا مــن نافلــة القــول ألن‬ ‫القمــع املنظــم يشــكل بيئــة مثاليــة لنشــوء‬ ‫الفكــر املتطــرف‪ .‬فغيــاب املســاحة الكافيــة‬ ‫للتعبــر ومامرســة العقيــدة وفــرض قالــب‬ ‫فكــري أو دينــي أو إيديولوجــي وحيــد يعتــر‬ ‫كل مــا دونــه خطــأً أو خيانــ ًة أو كفــرا ً يدفــع‬ ‫باإلنســان إىل االنــزواء بعيــدا ُ ليعكــف يف ظلمــة‬ ‫القمــع عــى أفــكاره‪ ,‬ويتأمــل يف "الظلــم" الــذي‬ ‫يحــل بــه‪ ,‬ومــع ضيــق املســاحة لتــداول هــذه‬ ‫األفــكار تــزداد تلــك العزلــة‪ ,‬ويتعــزز اإلحســاس‬ ‫بالظــام والغــن‪.‬‬ ‫يقودنــا هــذا إىل مفهــوم الفضــاء العــام وهــو‬ ‫الحيــز الــذي يتــاح للمجتمــع وفــق معطيـ ٍ‬ ‫ـات‬ ‫معينــة‪ ,‬للتــداول يف شــؤونه الخاصــة ومناقشــة‬ ‫الشــأن العــام‪ ,‬بعيــدا ً عــن السياســية مبفاهيمهــا‬ ‫الحزبيــة املحــددة ومؤسســاتها التقليديــة‬ ‫كالربملانــات واألحــزاب‪.‬‬ ‫مــن املعــروف أن األنظمــة الشــمولية تضــع‬ ‫سياســات واضحــة للســيطرة عــى الفضــاء‬ ‫العــام‪ ,‬وتســعى لوضعــه أوالً تحــت ســيطرة‬ ‫أجهزتهــا ثــم تقننــه بطريقــة معينــة تضمــن‬ ‫حضورهــا فيــه وبالتــايل تأثريهــا عليــه‪ ,‬ثــم‬

‫تبنــي القوالــب التــي تفــرض هيمنتهــا فيــه مــن أوربــا الرشقيــة بعــد انهيــار األنظمــة الشــيوعية‬ ‫خاللهــا‪ .‬يــؤدي ذلــك مــع الوقــت إىل أمريــن الشــمولية التــي حكمتهــا‪ ,‬وهــو مــا نـراه اليــوم‬ ‫أساســيني‪ ،‬األول هــو إف ـراغ هــذا الفضــاء مــن يف ســوريا‪.‬‬ ‫معنــاه مــن خــال تجريــده مــن أي نقــاش‬ ‫جــدي وشــله عــن القيــام بــدوره املن ـ ّوط بــه إن توفــر وصيانــة وتعزيــز الفضــاء العــام‬ ‫أصـاً‪ ,‬مــا يــؤدي يف النهايــة إىل فقــدان إميــان هــو مبثابــة تحصــن للمجتمــع مــن التطــرف‪,‬‬ ‫النــاس بجديتــه وجــدوى تــداول الشــأن العــام ومــن االنقســام املســترت املتخ ّفــي تحــت غطــاء‬ ‫وفائــدة االنخــراط يف تشــكيالته‪ .‬األمــر الثــاين الدولــة التــي تلعــب دور األم والــويص وال‬ ‫هــو تطويــع هــذا الفضــاء لخدمــة فكــر النظــام تســمح باالختــاف أو بالحديــث عنــه‪ ,‬وهــو‬ ‫وبالتــايل تعزيــز ســيطرته عــى املجتمــع‪ ،‬حاميــة مــن الخمــول والســقوط يف هاويــة‬ ‫فيصبــح الفضــاء العــام أداة للســيطرة والهيمنــة الجمــود ثــم التحلــل‪ .‬ال شــك أن اســتخدام‬ ‫بــدالً مــن أن يكــون املســاحة التــي يحتفــظ مفــردات هــذا الفضــاء وأدواتــه والتــي منهــا‬ ‫بهــا املجتمــع لنفســه لتنــاول السياســة والعمــل اإلعــام ومؤسســات املجتمــع املــدين والنقابــات‬ ‫العــام بعيــدا ً عــن التســييس الحــزيب واألدلجــة والتجمعــات املختلفــة وحتــى املؤسســات‬ ‫الفكريــة‪.‬‬ ‫الدينيــة‪ ,‬هــو ثقافــة يبنيهــا املجتمــع لنفســه‬ ‫وألفـراده يف ظــل توفــر اإلمكانيــة لذلــك‪ ،‬مبــا يف‬ ‫ال بــ ّد ملجتمــعٍ مــا مــن توفــر مقومــات ذلــك الحريــات والبنــى القانونيــة واملحفــزات‬ ‫معينــة ليضمــن لنفســه االســتمرار‪ .‬بعــض هــذه الثقافيــة واالجتامعيــة‪ .‬كذلــك فــإن هيمنــة‬ ‫املقومــات اقتصاديــة وأخــرى ثقافيــة‪ ,‬منهــا األنظمــة الشــمولية عــى الفضــاء العــام تفــرض‬ ‫مــا هــو داخــي ومنهــا مــا هــو خارجــي‪ .‬لكــن أدوات ومفــردات مشــوهة‪ ,‬ويف اللحظــة التــي‬ ‫يجــدر بنــا أيضــاً أن ننظــر إىل املجتمــع عــى ترتاجــع فيهــا ســيطرة هــذه األنظمــة عليــه‪,‬‬ ‫أنــه كائــن حــي ينمــو‪ ,‬يتطــور‪ ,‬يتعلــم‪ ,‬ميــر وهــو مــا نــراه أيضــاً يف ســوريا اليــوم؛ يقبــل‬ ‫بتجــارب عديــدة‪ ,‬وهــو يف هــذه الحالــة يحتــاج النــاس عــى الفضــاء العــام وهــو أمــر حتمــي‬ ‫كــا الفــرد إىل مســاحات أو فضــاءات معينــة ال لكنهــم يتجهــون الســتخدامه وفــق اآلليــات‬ ‫توفرهــا األنظمــة الشــمولية‪ ,‬وهــذا يف الحقيقــة واملفــردات املشــوهة ذاتهــا التــي ورثوهــا عــن‬ ‫أحــد األســباب األساســية النهيــار هــذه األنظمــة النظــام الشــمويل والتــي ال يعرفــون بدي ـاً لهــا‪.‬‬ ‫ولتص ـ ّدع املجتمعــات التــي تخضــع لهــا‪ ,‬وهــو ال شــك أن املجتمــع ســيخضع هنــا لعمليــة‬ ‫مــا رأينــاه يف العـراق بعــد ســقوط نظــام صــدام تعلــم قاســية ومكلفــة ورضوريــة لتطــوره‪ ,‬لكــن‬ ‫تحــف بهــذا العمليــة ج ّمــة‬ ‫حســن الشــمويل‪ ,‬وروســيا مــن حيــث عالقــة األخطــار التــي‬ ‫ّ‬ ‫الشيشــان مــع الدولــة الروســية‪ ,‬وبعــض دول ومعقــدة وقــد بــدأت مفاعليهــا تظهــر جليــاً‪.‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫‪4‬‬

‫يف الشــال الســوري املحــرر أو املحــرر نســبياً‪,‬‬ ‫ظهــرت تيــارات فكريــة ومجتمعيــة شــتى‬ ‫يف ظــل الحريــة النســبية التــي نتجــت عــن‬ ‫اختفــاء أو تراجــع همينــة مؤسســات النظــام‬ ‫عــى الفضــاء العــام‪ .‬ال شــك أن ظهــور هــذا‬ ‫العــدد مــن التيــارات املتباينــة أمــر صحــي يف‬ ‫الكثــر مــن جوانبــه‪ ,‬طاملــا أن للجميــع حريــة‬ ‫اختيــار الوجهــة واالنتــاء‪ ,‬وال شــك أن هــذا‬ ‫االنفجــار يف التشــكيالت املجتمعيــة رغــم وجــود‬ ‫العســكرة املهمــن عــى جــزء كبــر مــن املشــهد؛‬ ‫هــو أمــر يدعــو للتفــاؤل يف بعــض جوانبــه‬ ‫أيضــاً‪ .‬يف الحقيقــة هــو يــي بحقيقــة طاملــا‬ ‫مل نعيهــا‪ ,‬وهــي أن املجتمعــات الحــرة تســعى‬ ‫بطبيعتهــا إىل شــغل الفضــاء العــام‪ ,‬وتنظيــم‬ ‫نفســها إلدارتــه واســتثامره وتوظيفــه لصالحهــا‬ ‫وفــق رؤيتهــا أو رؤاهــا ولعــب دور يف صياغــة‬ ‫مجتمعاتهــا وهــو األهــم‪.‬‬ ‫اتســمت مرحلــة حكــم نظام البعث يف ســوريا‬ ‫بأمريــن أساســيني أولهــا هــو الفــرز عىل أســاس‬ ‫االنتــاء الدينــي والطائفــي والعرقــي والقومــي‬ ‫واملناطقــي رغــم ا ّدعاءهــا عكــس ذلــك‪ ,‬والثــاين‬ ‫هــو فــرض قالــب فكــري ســيايس وإيديولوجــي‬ ‫واحــد يقــدم نفســه ضمــن أطــر غــر أصيلــة يف‬ ‫مجتمــع مل تتــح لــه الفرصــة لتطويعهــا وتأصيلها‬ ‫بنســخ محليــة‪ ,‬وقــد عمــل النظــام عــى خلــق‬ ‫هــوة بينــه وبــن مجتمــع مل يصــل يف الحقيقــة‬ ‫مــن حيــث بنــاه إىل مرحلــة الحداثــة التــي‬ ‫أفضــت إىل هــذه األطــر يف مجتمعــات أخــرى‬ ‫أكــر اســتقرارا ً‪ .‬جعــل األمــر األول الســوريني‬ ‫يعيشــون عــى رمــاد يخفــي تحتــه أخطــارا ً‬ ‫جمــة تحــف بهــم كمجتمــع‪ ,‬وأبعدهــم الثــاين‬ ‫عــن تلــك األطــر الحديثــة إلدارة الدولــة بســبب‬ ‫اســتخدامها املشــوه مــن قبــل النظــام (الحــزب‪,‬‬ ‫الجمهوريــة‪ ,‬مجلــس الشــعب‪ ,‬اإلدارة املحليــة‬ ‫والعلامنيــة املزيفــة والحريــات الســطحية)‪.‬‬ ‫خلّفــت هــذه الديناميكيــات رواســب خطــرة‬ ‫ومفاهيــم نامئــة أو خاملــة وقناعــات خاطئــة‪،‬‬ ‫لكنهــا ســائدة بــن الســوريني حــول شــكل‬ ‫الدولــة وحــول نظــام الحكــم وحــول هويتهــم‬ ‫كســوريني‪ ,‬وحــول عالقــة مكونــات املجتمــع‬ ‫الســوري فيــا بينهــا‪ ,‬وخلقــت لبس ـاً خط ـرا ً يف‬

‫سياسة‬

‫استيعاب مفاهيم أساسية هامة‪.‬‬

‫تقــوم عــى الفكــر التكفــري اإلقصــايئ‪ ,‬هــو أمــر‬ ‫ال ميكــن تجاهــل دوره‪ .‬لكــن ال يجــب أن يغيــب‬ ‫عنــا أن الســبب األســايس لهــذا االنخ ـراط هــو‬ ‫يف الحقيقــة عــدم امتــاك هــذا املجتمــع لرؤيــا‬ ‫معينــة الســتخدام الفضــاء العــام واالنخــراط‬ ‫فيــه بشــكل ب ّنــاء‪ ,‬مــن حيــث الفكــر والــرؤى‬ ‫ومــن حيــث األدوات واملفــردات‪.‬‬

‫اليــوم تعــاد والدة الفضــاء الســوري العــام‬ ‫يف ظــل ثــورة كان مصريهــا العســكرة‪ ,‬وشــابها‬ ‫الكثــر مــن التشــتت‪ ,‬وقوبلــت بهمجيــة مل‬ ‫يعرفهــا التاريــخ مــن قبــل‪ ,‬باســم العلامنيــة‬ ‫و املدنيــة‪ ,‬وباســم قتــال التطــرف والطائفيــة‬ ‫وباســم الوطنيــة‪ ،‬كــا وتغيــب عنهــا قيــادات‬ ‫مؤثــرة‪ .‬هــذا الكــم الهائــل مــن التناقضــات ال ميكــن أن نوجــه اللــوم للســوريني عــى‬ ‫يجعــل مهمــة الســوريني يف خلــق هــذا الفضــاء مــا وصلــت إليــه ثورتهــم‪ ,‬عــى الرغــم مــن‬ ‫واســتخدامه تحديــاً شــاقاً‪ ,‬وعمليــة عســرة مرشوعيــة التعبــر عــن القلــق‪ ,‬والتشــاؤم‬ ‫جــدا ً‪ ,‬لكنهــا ال تلغــي حتميتــه ورضورتــه‪.‬‬ ‫بــأن ح ـاً ألزمتهــم عــى املــدى القصــر أصبــح‬ ‫بعيــد املنــال‪ .‬يفيــد القــول بــأن أي تغيــر لــن‬ ‫يفــر هــذا انخــرا َط بعــض الســوريني يف‬ ‫يكــون مســتداماً مــامل يضــع يف الحســبان قــرب‬ ‫مجموعــات متطرفــة تكفرييــة أو تقبلهــا لهــا‪،‬‬ ‫الســوريني عمومـاً مــن الديــن‪ ,‬وهــو فيــا تثبت‬ ‫(وهــو وجــه مــن أوجــه اإلقصــاء االجتامعــي‬ ‫حيثيــات التاريــخ ديــن أقــرب إىل الوســطية منــه‬ ‫الــذي مارســه النظــام تحــت مســمى التخوين)‪,‬‬ ‫إىل التطــرف‪.‬‬ ‫ويفــر الطابــع الدينــي للمبــادرات الرتبويــة‬ ‫والتعليميــة يف الشــال‪ ,‬والصبغــة اإلســاموية‬ ‫لكثــر مــن مؤسســات اإلغاثــة وارتباطهــا مــا ثبــت اليــوم أن املجتمــع الســوري ميــر‬ ‫ٍ‬ ‫مخــاض عســر وأن ثورتــه ليســت فقــط يف‬ ‫باملجموعــات العســكرية الجهاديــة‪ .‬يف املحصلة‪ ,‬يف‬ ‫فقــد خلــق نصــف قــرن مــن القمــع واإلقصــاء الحقيقــة إلســقاط النظــام كمجموعــة مــن‬ ‫قحط ـاً فكري ـاً ومفاهيمي ـاً وعج ـزا ً عــن امتــاك األفــراد واملؤسســات املهيمنــة عــى الحكــم‬ ‫الســتبدالها بأخــرى أكــر تعب ـرا ً عــن تطلعاتــه‬ ‫أدوات إدارة املجتمــع الحديــث ومفرداتــه‪.‬‬ ‫ومصالحــه‪ .‬هــذه الثــورة كــا أظهــرت الوقائــع‬ ‫ال شــك أن فشــل العنــارص "املدنيــة" يف لعــب ثــورة تطــال جــذور هــذا املجتمــع‪ ,‬لوضــع‬ ‫دور حيــوي يف املســاهمة يف صياغــة تحــوالت مقومــات جديــدة ثقافيــة واجتامعيــة قبــل‬ ‫هــذه املجتمعــات املحليــة والفـراغ الناجــم عــن أن تكــون سياســية لهــذا املجتمــع املعــرض‬ ‫ذلــك وفشــل النخبــة املثقفــة يف الوصــول إىل لكافــة األخطــار والتــي أكربهــا هــو غيــاب‬ ‫الســوريني الذيــن انقلبــوا ألســباب عديــدة مــن رؤيــا موحــدة لكيفيــة إدارتهــم لفضائهــم العــام‬ ‫ضمنهــا هذيــن األمريــن‪ ,‬مــن مطالبــن بالحريــة واملفــردات واألدوات الالزمــة لهــذا الفضــاء‬ ‫والدولــة املدنيــة إىل مطالبــن بدولــة إســامية حيــث تولــد الحلــول وتخلــق الــرؤى‪.‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫‪5‬‬

‫تحقيق‬

‫مشروع إبادة‬ ‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫يف صبــاح يــوم األربعــاء ‪ 2013/8/21‬اســتيقظت ســوريا عــى أكــر‬ ‫كارثــة إنســانية يرتكبهــا نظــام األســد بحــق الشــعب الســوري‪ .‬هــي‬ ‫مجــزرة الغوطــة الرشقيــة حيــث عمــد النظــام إىل عمليــة إبــادة طائفيــة‬ ‫يف املناطــق ذات الغالبيــة الســنية ليمنــع بذلــك أي تقــدم للثــوار‬ ‫والجيــش الحــر عــى األرض نحــو ســاحة العباســيني التــي تبعــد عنهــم‬ ‫حــوايل ‪ 2‬كــم فقــط‪ .‬أودت تلــك املجــزرة بحيــاة املئــات وعــدت األكرب يف‬ ‫تاريــخ ثــورات الربيــع العــريب‪ .‬تركّــز القصــف عــى الغوطــة الرشقيــة مبــا‬ ‫فيهــا‪ ،‬وعمــدت القــوات األســدية لــرب املنطقــة بـــ ‪ 29‬صاروخـاً محمالً‬ ‫بالغــازات الســامة‪ .‬بــدأت عمليــة اإلبــادة املمنهجــة يف الثالثــة والنصــف‬ ‫صباحـاً حيــث رضبــت عربــن وجرسيــن و حموريــة و زملــكا وعــن ترمــا‬ ‫و ســقبا وحرســتا‪ .‬وتعالــت نــداءات االســتغاثة مــن نشــطاء يف مــكان‬ ‫الحــدث‪ ،‬وبعــد أن هــدأ القصــف عمــدت طواقــم املشــايف الطبيــة‬ ‫واملمرضــن يف كل منطقــة لعمــل الجــوالت امليدانيــة وإذ بالجثــث مــن‬ ‫نســاء ورجــال وأطفــال ملقــاة هنــا وهنــاك‪ ،‬تنتابهــم تشــنجات وحــركات‬ ‫ال إراديــة وأغلبهــم غائبــن عــن الوعــي‪ .‬وهنــا بــدأت رحلــة املــوت‪.‬‬

‫شهادات ووثائق طبية‪:‬‬ ‫يقــول أحــد أطبــاء املشــفى امليــداين يف زملــكا لـ"العربيــة نــت"‬ ‫أن اإلصابــات يف زملــكا وحدهــا فاقــت الـــ‪ 200‬إصابــة بحســب‬ ‫مشــاهداته الرسيعــة‪ ،‬وأن املنطقــة ال تحــوي إال عــى مشــفيني‬ ‫ميدانيــن غــر قادريــن عــى إســعاف واســتيعاب كــرة أعــداد‬ ‫املصابــن‪ ،‬وتبــدو حــاالت األطفــال هــي األكــر صعوبــة بســبب عــدم‬ ‫قدرتهــم عــى تنفيــذ مــا يطلبــه منهــم الطبيــب‪ .‬وأشــار إىل أن تضيــق‬ ‫حدقــة العــن والعجــز عــن الرؤيــة هــا أول أعـراض استنشــاق الغــاز‬ ‫الســام‪ ،‬لتتطــور الحالــة إىل االختنــاق واالختــاج‪ .‬ويف تقاريــر صــدرت‬ ‫عــن املشــايف امليــداين يف الغوطــة أثبتــت اســتعامل غــازات ســامة‬ ‫أثنــاء القصــف‪ ،‬وذلــك باالســتناد لحــاالت جــاءت للمشــايف تعــاين مــن‬ ‫أعـراض التســمم بالغــاز كالتشــنجات العضليــة وخــروج اللعــاب مــن‬ ‫الفــم وعــدم القــدرة عــى ضبــط الحركــة وضيــق بالتنفــس وغريهــا‬ ‫مــن حــاالت االختنــاق‪ ،‬وظهــر ذلــك مــن خــال صــور و مقاطــع‬ ‫فيديــو بثهــا ناشــطون عــى صفحــات التواصــل االجتامعــي واالنرتنــت‬ ‫تظهــر حــاالت االختــاج واالختنــاق عنــد املصابــن والرعــب والخــوف‬ ‫بــن الناجــن‪ .‬وذكــر املرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان لوكالــة‬ ‫األخبــار األملانيــة عــن مــرع العــرات مــن املواطنــن املدنيــن‬ ‫بســبب إطــاق النظــام صواريــخ محملــة بالغــازات الســامة عــى‬ ‫الغوطــة الرشقيــة‪.‬‬ ‫تحديد العامل المسبب‪:‬‬ ‫أجمــع األطبــاء امليدانيــون أن الغــاز الــذي تــم رضب املــكان بــه‬ ‫هــو الســارين الســام‪ ،‬وذلــك مــن خــال األعــراض العامــة التــي‬ ‫ظهــرت عــى املصابــن وأدت إىل وفــاة الكثرييــن‪ .‬الســارين هــو غــاز‬ ‫ال لــون لــه أو رائحــة‪ ،‬يعــد مــن غــازات األعصــاب الشــديدة الســمية‬ ‫ويشــبه يف بعــض تركيباتــه مبيــدات الحـرات‪ ،‬حســبام يشــر املركــز‬ ‫األمــريك للســيطرة عــى األمــراض والوقايــة منهــا‪ .‬يــؤدي التعــرض‬ ‫لــه إىل غشــاوة يف البــر وصعوبــة يف التنفــس واختــاج العضــات‬ ‫والتعــرق والتقيــؤ واإلســهال والغيبوبــة وتوقــف الرئــة‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫املــوت‪ .‬وتظهــر هــذه األع ـراض بعــد ثــواين معــدودة مــن التعــرض‬ ‫للســارين عندمــا يكــون يف صــورة بخــار‪.‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫‪6‬‬

‫تحقيق‬

‫الضحايا بالمئات‪:‬‬ ‫وصــل إجــايل عــدد الضحايــا حتــى صبــاح يــوم الخميــس إىل ‪1228‬‬ ‫شــهيدا ً وشــهيدة غالبيتهــم مــن النســاء واألطفــال موزعــن عــى مناطــق‬ ‫الغوطــة التــي تــم اســتهدافها‪ ،‬ففــي حموريــة ســقط ‪300‬شــهيدا ً‪ ،‬و‪400‬‬ ‫آخــرون يف زملــكا‪ ،‬و‪ 150‬يف كفــر بطنــا‪ ،‬و‪16‬شــهيدا ً يف جرسيــن‪ ،‬وبلــغ‬ ‫عــدد شــهداء عــن ترمــا ‪ ،75‬وســقبا ‪ 69‬وعربــن ‪ 63‬شــهيدا ً‪ ،‬وحرســتا‪5‬‬ ‫شــهداء ‪،‬ودومــا ‪150‬شــهيدا ً‪ .‬وهــذه األرقــام األوليــة التــي هــي بازديــاد‬ ‫بســبب نقــص حــاد تعــاين منــه املشــايف امليدانيــة باملــواد اإلســعافية‬ ‫الرضوريــة مثــل األتروبــن و الهيدروكورتــزن وغريهــا‪.‬‬ ‫تحضيرات القتحام الغوطة الشرقية‪:‬‬ ‫عمــد النظــام إثــر ارتــكاب املجــزرة إىل قصــف املناطــق ذاتهــا بالطـران‬ ‫يف الغوطــة الرشقيــة واملعضميــة وجوبــر‪ ،‬إضافــة إىل امتــداد الغــازات‬ ‫إىل زملــكا يف ريــف دمشــق بعــد ســقوط صــاروخ آخــر هنــاك يحمــل‬ ‫الغــازات الســامة‪ ،‬بحســب مــا أفــاد ناشــطون أكــدوا أن النظــام رضب‬ ‫الغوطــة الرشقيــة بالكيــاوي تحضـرا ً القتحامهــا بعــد تقــدم الجيــش الحــر‬ ‫فيهــا حيــث يفصلهــم عــن ســاحة العباســيني مســافة ال تزيــد عــن ‪ 2‬كــم‪.‬‬ ‫تقــ ّدم الجيــش الحــر بــات يشــكل كابوســاً يرعــب أزالم النظــام‪ ،‬فــرى‬ ‫مراقبــون أن النــر بــات وشــيكا ولكــن تخــاذل العــامل أمــام تقديــم أي‬ ‫دعــم لوجســتي للثــوار عــى األرض‪ ،‬أو حتــى أي قــرار مينــع العصابــة‬ ‫األســدية مــن اســتخدام األســلحة الكيامويــة والط ـران‪ .‬ورضب املنطقــة‬ ‫بالغــازات الســامة ماهــي إال طريقــة إلبــادة الغوطــة مبــا فيهــا منعـاً لتقدم‬ ‫الثــوار باتجــاه قلــب دمشــق‪ .‬يــرى آخــرون أن اســتخدام الغــازات الســامة‬ ‫هــو الورقــة األخــرة التــي رماهــا النظــام يف ظــل ســكوت وصمــت عــريب‬ ‫ودويل‪ ،‬وكأن األســد قــد حصــل عــى موافقــة ضمنيــة مــن العــامل للقيــام‬ ‫بهــذه اإلبــادة‪ ،‬إلطالــة عمــر الحــرب يف ســوريا وإفنــاء الجيــش النظامــي‬ ‫الســوري وهــدم ســوريا إلعــادة بنائهــا واســتثامر أمــوال الــدول الكــرى‬ ‫فيهــا‪.‬‬ ‫آراء عربية ودولية‪:‬‬ ‫دعــا املرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان اللجنــة الخاصــة بالتحقيــق‬ ‫يف اســتخدام األســلحة الكيميائيــة يف ســورية وكافــة املنظــات الدوليــة‬ ‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫لزيــارة املناطــق املنكوبــة‪ ،‬والعمــل عــى ضــان وصــول املســاعدات‬ ‫الطبيــة واإلغاثيــة لتلــك املناطــق يف أرسع وقــت ممكــن وبــدء التحقيــق‬ ‫لتحديــد الجهــة املســؤولية عــن القصــف ومحاســبتها وفــق القانــون‬ ‫الــدويل‪ .‬وقــال لــؤي املقــداد املتحــدث باســم القيــادة العامــة للجيــش‬ ‫الحــر بــأن النظــام ارتكــب مجــزرة يف الغوطــة الرشقيــة وأزهــق أرواح أكــر‬ ‫مــن ‪ 1500‬شــخص محم ـاً قــوات األســد مســؤولية مــا حــدث‪.‬‬ ‫يف املقابــل نفــى النظــام الســوري عــن طريــق إعالمــه النظامــي عــن أي‬ ‫عمليــة الســتخدام صواريــخ أو مــواد كيامويــة ضد شــعبه‪ ،‬وأ ّن جيشــه كان‬ ‫يقــوم بعمليــات نوعيــة يف مالحقــة الفلــول اإلرهابيــة‪ .‬مــن جهتــه قــال‬ ‫وزيــر الخارجيــة الســعودي األمــر ســعود الفيصــل يف ترصيحــات إىل وكالــة‬ ‫الصحافــة الفرنســية (فرانــس بــرس)‪" ،‬لقــد آن ملجلــس األمــن الــدويل أن‬ ‫يضطلــع مبســؤولياته وأن يتجــاوز الخالفــات بــن أعضائــه‪ ،‬ويســتعيد ثقــة‬ ‫املجتمــع الــدويل بــه‪ ,‬وذلــك بعقــد اجتــاع فــوري للخــروج بقـرار واضــح‬ ‫ورادع يضــع حــداً لهــذه املأســاة االنســانية"‪ .‬و نــدد األمــن العــام لجامعــة‬ ‫الــدول العربيــة نبيــل العــريب بالجرميــة املروعــة التــي أودت بحيــاة‬ ‫املئــات مــن املدنيــن الســوريني األبريــاء‪ ،‬جـراء اســتخدام الغــازات الســامة‬ ‫وعمليــات القصــف الوحــي عــى الغوطــة الرشقيــة يف ســورية‪ .‬وقــال‬ ‫متحــدث باســم مســؤولة السياســة الخارجيــة يف االتحــاد األورويب كاثريــن‬ ‫أشــتون‪" :‬شــهدنا بقلــق شــديد تقاريــر عــن اســتخدام محتمــل لألســلحة‬ ‫الكيامويــة مــن جانــب النظــام الســوري‪ .‬يجــب التحقيــق فــوراً وبشــكل‬ ‫ٍ‬ ‫واف يف مثــل هــذه االتهامــات"‪ .‬واعتــر وزيــر الخارجيــة الفرنــي لــوران‬ ‫فابيــوس أنــه إذا مــا تأكــدت املعلومــات املتعلقــة باســتخدام النظــام‬ ‫الســوري أســلحة كيامويــة‪ ,‬فســيكون ذلــك "عمـاً وحشــياً غــر مســبوق"‪.‬‬ ‫مــن جانبــه أعلــن وزيــر الخارجيــة الربيطــاين وليــام هيــغ أن بالده ســتحيل‬ ‫مــا أعلنتــه املعارضــة الســورية عــن مقتــل املئــات يف الهجوم الكيــاوي إىل‬ ‫مجلــس األمــن الــدويل‪ .‬وكل ذلــك مــازال عــى صعيــد التنديــد واالســتنكار‬ ‫بعيــدا ً عــن أيــة ردة فعــل إزاء مــا حــدث‪ ،‬فــكل تلــك األرواح التــي تجــاوز‬ ‫عددهــا ‪ 1500‬وأكــر مــن ‪ 5000‬جريــح يصارعــون املــوت مل يحــرك يف‬ ‫العــامل الغــريب والعــريب شــيئاً ســوى االســتنكار‪.‬‬ ‫مــاذا بعــد الكيــاوي أيهــا األســد؟ ومــاذا بعــد تلــك املجــازر؟و إىل‬ ‫أيــن‪ ...‬وحتــى متــى ســتبقى أرواح الســوريني لعبــة بيــد رئيــس ال يفقــه‬ ‫بعــد الــكالم‪ ،‬ومل ي ـ ّع معنــى مســؤولية الرئاســة ومل يتخــذ مــن ســقطوا‬ ‫قبلــه عــرة أن إرادة الشــعوب ال تنكــر‪ .‬أيــن بــن عــي والقــذايف ومبــارك‬ ‫وصالــح‪ ...‬أيــن هــم اليــوم مــن إرادة شــعوب متعطشــة للحريــة ال تــأىب‬ ‫الــذل والهــوان؟! رحــم اللــه ابــن الخطــاب الــذي قــال "أخــاف أن متــوت‬ ‫نعجــة يف الفـرات وأســأل يــوم القيامــة عنهــا" ‪..‬أيــن املعتصــم الــذي جعل‬ ‫جيــوش األمــة تزحــف لنــرة امــرأة نــادت وامعتصــاه !! أيــن نحــن مــن‬ ‫أولئــك امللــوك؟! مــاذا ســتقول عندمــا تقــف بــن يــدي الحــق عــن أكــر‬ ‫مــن ‪ 100‬ألــف شــخص قتلتهــم بــدم بــارد‪ ،‬وعــن مئــات األلــوف املهجريــن‬ ‫الذيــن ذاقــوا العــذاب وتجرعــوا كــؤوس الــذل والقهــر عــى عتبــات الــدول‬ ‫األشــقاء؟ ســؤال برســم اإلجابــة مــن كل مســؤول عــريب وغــريب ومســلم‬ ‫ومســيحي‪ ،‬إىل متــى الصمــت‪ ...‬وإىل متــى ســتبقون بصمتكــم رشكاء يف‬ ‫الجرميــة‪...‬؟!‬

‫‪7‬‬

‫أوكسجينيات‬

‫»‬

‫زبداني إف إم‬

‫‪ 1338‬شــهيد قضــوا باســتخدام الكيــاوي ومجلــس األمــن لســا عــم‬ ‫يطالــب بكشــف الحقيقــة‪ ...‬حاجــة عهــر مشــاااان اللــه‪!!...‬‬

‫»‬

‫أنــكل "مبــارك" طلــع بــراءة‪ ...‬ومــو بعيــدة يرجــع الريــس مــن‬ ‫ســجن طــرة ع الكــريس كــان‪ ...‬يعنــي ثــورة ‪ 25‬ينايــر كلهــا بــا طعمة‪...‬‬ ‫وزغرطــي يــا إن ـراح‪!!...‬‬

‫»‬

‫نــر اللــه يقــول‪" :‬ســنذهب إىل ســوريا مــن أجــل القــدس‬ ‫وفلســطني"‪ ...‬حيــايت ّإت‪ ...‬يــي بــدو يحــرر فلســطني بــروح عليهــا مــو ع‬ ‫باملرشمحي جحش‪!!...‬‬ ‫ســوريا‪ ...‬شــكلو نــرو عنــدو زهاميــر جغــرايف‪): ...‬‬

‫»‬

‫لجنــة تفتيــش الكيــاوي تقيــم يف أحــد فنــادق العاصمــة قــرب‬ ‫اإلبراهيمــي يجــدد دعوتــه إليجــاد حــل ســلمي يف ســوريا وينــدد‬ ‫بتدخــل حــزب اللــه‪ ...‬بــس تجديــد وتنديــد‪ ...‬اللــه ال يكــر خــرك يــا الغوطــة التــي تبــاد بالكيــاوي‪ ...‬إن شــاء اللــه أصــوات األطفــال مــا‬ ‫تكــون زعجــت إقامــة حرضاتكــم‪!!...‬‬ ‫بتصفــر وبتهــر ورقتــك‪...‬‬ ‫أخــر يــا إبراهيمــي‪ ...‬إن شــاء اللــه ّ‬ ‫إرسائيــل تحكــم الحصــار عــى محيــط املســجد األقــى يف الذكــرى‬ ‫ســعادة الناطــق اإلعالمــي الســيد لــؤي املقــداد يســتقيل مــن‬ ‫االئتــاف‪ ...‬عقبــال عنــد كل املعارضجيــة الخارجيــة و درب يســد مــا الـــ ‪ 44‬إلحراقــه‪ ،‬والشــعب الســوري يبــاد بــكل أنــواع األســلحة‪ ...‬تصبحوا‬ ‫عــى شــوية نخــوة وشــهامة ياعــرب‪!!...‬‬ ‫يــرد‪!!...‬‬

‫»‬

‫اإلخباريــة الســورية تقــول بــأن رئيــس الــوزراء الــريك "متخبــط"‬ ‫وذاكرتــه السياســية "معطلــة"‪ ...‬إذا رئيــس حكومــة دولــة متحــرة متــل‬ ‫تركيــا ذاكرتــه متخبطــة‪ ...‬معناهــا رئيــس عــم يقتــل شــعبو متــل ســيادتو‬ ‫ور ّجــع البلــد ميــة ســنة لــورا ماعنــدو ال ذاكــرة وال مــخ مــن أصلــه‪...‬‬

‫»‬

‫منظمــة العفــو الدوليــة تقــول بــأن الســلطات املرصيــة وقيــادة‬ ‫حركــة اإلخــوان املســلمني قــد تقاعســت بشــكل معيــب عــن وقــف‬ ‫االعتــداءات التــي تســتهدف األقبــاط‪ ...‬وشــو مشــان ســوريا‪ !!...‬اللــه‬ ‫يعفــي عنــا وعنكــم‪ ...‬دوليــاً يــارب‪):...‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫الفدرالية‬

‫شــكل مــن أشــكال الحكــم تكــون الســلطات فيه مقســمة دســتورياً بني‬ ‫حكومــة مركزيــة أو (حكومــة فيدراليــة أو اتحاديــة) ووحــدات حكوميــة‬ ‫أصغــر (األقاليــم‪ ،‬الواليــات)‪ ،‬ويكــون كال املســتويني املذكوريــن مــن‬ ‫الحكومــة معتمــد أحدهــا عــى اآلخــر وتتقاســان الســيادة يف الدولــة‪.‬‬ ‫أمــا مــا يخــص األقاليــم والواليــات فهــي تعتــر وحــدات دســتورية لــكل‬ ‫منهــا نظامهــا األســايس الــذي يحــدد ســلطاتها الترشيعيــة والتنفيذيــة‬ ‫والقضائيــة‪ ،‬ويكــون وضــع الحكــم الــذايت لألقاليــم أو الجهــات أو‬ ‫الواليــات منصوصــاً عليــه يف دســتور الدولــة بحيــث ال ميكــن تغيــره‬ ‫بق ـرار أحــادي مــن الحكومــة املركزيــة‪.‬‬ ‫الحكــم الفــدرايل واســع االنتشــار عاملي ـاً‪ ،‬ومثانيــة مــن بــن أكــر دول‬ ‫العــامل مســاح ًة تحكــم بشــكل فــدرايل‪ .‬وأقــرب الــدول لتطبيــق هــذا‬ ‫النظــام الفــدرايل عــى املســتوى العــريب هــي دولــة اإلمــارات العربيــة‬ ‫املتحــدة‪ ،‬أمــا عــى املســتوى العاملــي فهــي الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫بعــض املراقبــن السياســن يحــدد رشطــن لتشـكّل الدولــة الفدراليــة‪،‬‬ ‫أولهــا هــو وجــود عــدة دول "وثيقــة االرتبــاط ببعضهــا محليـاً وتاريخيـاً‬ ‫وعرقي ـاً أو مــا شــابه يجعلهــا قــادرة عــى أن تحمــل‪ -‬يف نظــر ســكانها‪-‬‬ ‫هويــة وطنيــة مشــركة"‪ .‬والــرط الثــاين هــو "الرغبــة الوطنيــة يف‬ ‫الوحــدة الوطنيــة والتصميــم عــى املحافظــة عــى اســتقالل كل دولــة‬ ‫يف اإلتحــاد"‪.‬‬ ‫الدســتور يف النظــام الفــدرايل هــو الســلطة العليــا التــي تســتقي منهــا‬ ‫الدولــة ســلطاتها‪ .‬وميكــن النظــر إىل الفدراليــة باعتبــاره نقيضــا لنظــام‬ ‫آخــر هــو الدولــة األحاديــة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫وجه سوريا المشرق‪ ...‬مي سكاف‬

‫قلبه ع الثورة‬

‫أوكسجين | هيالنة‬

‫"مي سكاف يا صوت الحق‪ ...‬سكّتوها قالت‬ ‫أل‪ ...‬ويال ارحل يا بشار"‪...‬‬ ‫هــذه العبــارة صدحــت بها حنجرة القاشــوش‬ ‫يف ليــايل املليونيــة الشــهرية يف ســاحة العــايص‬ ‫يف حــاة مســتنكرا ً تخــاذل موقــف وزيــر‬ ‫األوقــاف والبوطــي مــا يحــدث‪ ،‬طالبـاً منهــا‬ ‫أن يتعلــا مــن شــجاعة الح ـ ّرة "مــي ســكاف"‬ ‫التــي كانــت يف التمثيــل كــا يف الواقــع خلق ـاً‬ ‫"مــي ســكاف" كانــت مــن أوائــل املوقعــن‬ ‫والتزامـاً‪ ،‬وليســت مثــل أولئــك الفنانــن الذيــن‬ ‫عــى "إعــان دمشــق"‪ ،‬اعتقلــت عــدة م ـرات‬ ‫تشــ ّدقوا طويــاً بالحريــة وأصبحــوا اليــوم‬ ‫كان أولهــا يف مظاهــرة الفنانــن الســوريني يف‬ ‫أبواق ـاً لألنظمــة بعــد أن باعــوا ضامئرهــم‪.‬‬ ‫دمشــق يف ‪ 2011 / 7 / 13‬إىل جانــب عــدد مــن‬ ‫الناشــطني والناشــطات أمثــال رميــا فليحــان‪،‬‬ ‫هــي اإلنســانة الحاملــة بســوريا مــن غــر‬ ‫يــم مشــهدي‪ ،‬فــادي زيــدان ومبشــاركة الفنــان‬ ‫ظلــم األســد وشــبيحته‪ ،‬مبوقفهــا الجــريء‬ ‫األبــرز الراحــل خالــد تاجــا‪.‬‬ ‫تســاوي آالف الرجــال‪ ،‬بقيــت داخــل ســوريا‬ ‫يف فــرع األمــن الجنــايئ ســألها مــد ّون‬ ‫رغــم تعرضهــا للمضايقــات اليوميــة مــن قبــل‬ ‫التحقيــق‪" :‬شــو بــدك أنــت‪ ...‬بدك حريــة؟؟"‪...‬‬ ‫األمــن والشــبيحة الذيــن يحتلــون دمشــق‪ ،‬فأجابــت‪" :‬مابــدي ابنــي يكــون رئيســه حافــظ‬ ‫ورفضــت الخــروج يف وقــت كان مــرر فيــه بشــار األســد‪ ،!"...‬أثــار هــذا الجــواب حــرة‬ ‫رمبــا خــروج البعــض يف ظــل حمــات الدهــم الضابــط الــذي نظــر يف وجــه املحقــق منتظ ـرا ً‬ ‫واالعتقــال واإلرهــاب اليومــي‪ .‬ولكنهــا وكــا منــه الــرد‪ ،‬وهنــا أعــادت مــي عليــه الجملــة‬ ‫تقــول ســبق لهــا أن غــادرت دمشــق إال أنهــا باللغــة الفصحــى وقالــت لــه حرفيـاً‪" :‬ال أريــد‬ ‫مل تتحمــل ذلــك الغيــاب فــأرادت أن تســتمر البنــي أن يرأســه ابــن بشــار األســد"‪ ،‬وهنــا‬ ‫يف ســاع القصــف املدفعــي مــع غريهــا ممــن نظــر مجــددا ً نحــو معلمــه الــذي قــال لــه‪:‬‬ ‫بقــي يف دمشــق حيــث معهــم تشــعر بكيانهــا "اكتبهــا"‪!!...‬‬ ‫وانتامئهــا‪.‬‬ ‫تنحــدر الفنانــة الثائــرة مــن بيــت فقــر ولكن‬ ‫غنــي بالحــب والثقافــة والوطنيــة التــي ترفــض‬ ‫االســتبداد‪ .‬يف أحــد أحيــاء املهاجريــن املتعــدد‬ ‫الطوائــف (ســنة‪ ،‬مســيحية‪ ،‬علويــة) نشــأت‬ ‫مــي يف كنــف جدهــا "يوســف جاويــش" بعــد‬ ‫وفــاة أبيهــا "أبــو عدنــان اســكاف الحلبــي"‬ ‫إثــر مــرض عضــال‪ .‬بــدأت موهبتهــا منــذ أن‬ ‫كانــت تــدرس يف جامعــة دمشــق قســم األدب‬ ‫الفرنــي‪ ،‬وتنوعــت أدوارهــا بــن الشاشــتني‬ ‫الصغــرة والكبــرة ولفتــت أنظــار عــدة‬ ‫مخرجــن ســينامئيني فحققــت الكثــر مــن‬ ‫التألــق‪.‬‬ ‫تســتعيد مــن ذاكــرة طفولتهــا ذكــرى ظلــت‬ ‫طويــاً عالقــة يف خيالهــا بــل وكانــت كفيلــة‬ ‫بتصــ ّور موقفهــا مســبقاً مــن هــذا النظــام‪،‬‬ ‫عندمــا قــرر رفعت األســد آنــذاك رفــع الحجاب‬ ‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫عــن املــرأة‪ .‬مشــهد تلــك الســيدة الخمســينية‬ ‫وهــي تتوســل الجنديــات يك الينزعــن حجابهــا‬ ‫الي ـزال حــارضا ً بأملــه وال إنســانيته‪.‬‬ ‫هــي اليــوم ترفــض الحريــة التــي ي ّدعــون يف‬ ‫ســوريا‪ ،‬حريــة أن تفعــل كل ماتريــد وماتشــاء‬ ‫ولكــن بعيــدا ً عــن النظــام ورسقاتــه‪" :‬يقولــون‬ ‫يف ســوريا حريــة‪ ،‬مــا هــي الحريــة يــا ســيدي؟‬ ‫إنهــا حريــة الخــروج يف الليــل‪ ،‬حريــة الســهر‪،‬‬ ‫حريــة األكل والــرب واللبــس‪ .‬هــل هــذه‬ ‫هــي الحريــة؟ ومــاذا عــن األفــواه املكممــة؟‬ ‫مــاذا عــن الكرامــة املهــدورة؟ مــاذا عــن الفقــر‬ ‫واألمل واملــرض؟ مــاذا عــن التهميــش؟ مــاذا عن‬ ‫اإلذالل واالســتعباد اليومــي للبــر؟ مــاذا عــن‬ ‫ضيــاع اآلمــال؟ مــاذا عــن مشــكالت الشــباب‬ ‫وانعــدام الفــرص؟ مــاذا عــن الفســاد اإلداري‪،‬‬ ‫كل يشء برشــوة والنــاس يف ضيــق ذات اليــد‬ ‫والســوريون ينحــدرون مــن يسء إىل أســوأ؟"‪.‬‬ ‫تواصــل اليــوم الفنانــة الثائــرة وقوفهــا‬ ‫إىل جانــب الثــورة ولــو أنهــا تعلــم جيــدا ً أن‬ ‫دورهــا يف الحـراك الســلمي تراجــع كثـرا ً بعــد‬ ‫التحــول املســلح‪ ،‬إال أنهــا تفضــل البقــاء ولــو‬ ‫بــدور رمــزي عــى الخــروج‪ " .‬ال أعــرف شــيئا‬ ‫عــن نشــاطات الثــوار عــى األرض لكننــي‬ ‫أشــعر أننــي واحــدة منهــم‪ ،‬ويف هــذه الثــورة‬ ‫نحــن الســوريون رصنــا جســدا ً واحــدا ً وروح ـاً‬ ‫واحــدة"‪.‬‬ ‫وهنــا وبــن مواقــف الفنانــن املختلفــة‬ ‫مابــن املراوغــة والحيــاد تتابــع مــي رســالتها‬ ‫يف إيصــال صــوت النــاس التــي تُقتــل وتذبــح‬ ‫كل يــوم‪ ،‬لتقــول لهــم إننــا معكــم‪ ...‬وتؤمــن‬ ‫بــأن الســوريني لــن يكونــوا يف يــوم مــن األيــام‬ ‫متطرفــن إذ ال طبيعتهــم وال جغرافيتهــم‬ ‫تســمح بذلــك والتاريــخ يشــهد لهــم‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫محليات‬

‫الموت في ضيافة جابر‪...‬‬

‫أوكسجين | نيرمين عبد الرؤوف‬

‫قــد يبــدو "جابــر" اســاً عاديــاً عابــرا ً‪ ،‬إال‬ ‫أن لــه عــى أســاع الزبدانيــن وقــ ٌع آخــر‪،‬‬ ‫فهــو مــرادف عندهــم للقمــع والوحشــية‬ ‫ولــكل أنــواع التنكيــل والتعذيــب‪" .‬جابــر"‬ ‫هــو الضابــط املســؤول عــن نقطــة حــرش‬ ‫بلــودان‪ ،‬قصــر القامــة‪ ،‬شــديد الســمرة مــع‬ ‫شــعر خفيــف وحقــد كثــر واضــح عــى محيّــاه‬ ‫القــايس‪ .‬يف الجبــل الرشقــي منطقــة مغطــاة‬ ‫باألحـراج‪ ،‬مفتوحــة عــى أربــع طرقــات تتمركز‬ ‫الدبابــات فيهــا مســتهدفة املدنيــن والنازحــن‬ ‫يف بلــودان والزبــداين‪ .‬نقطــة الحــرش هــذه‬ ‫محطــة مؤقتــة للمعتقلــن قبــل وصولهــم‬ ‫إىل أحــد فــروع األمــن يف دمشــق‪ .‬ينتظــرون‬ ‫بفــارغ الصــر ترحيلهــم ولــو إىل ســجن آخــر‬ ‫مــن هــول وفظاعــة مــا يقاســون هنــا‪ .‬زنزانــة‬ ‫االعتقــال التــي ال تتجــاوز مســاحتها تســعة‬ ‫أمتــار مربعــة هــي مــكان كل يشء‪ ،‬بــدءا ً‬ ‫مــن النــوم والطعــام وحتــى قضــاء الحاجــات‪،‬‬ ‫حيــث متتلــئ األرض بالشــحم والقــاذورات التي‬ ‫تختلــط بالبــول وبدمــاء الجرحــى املعتقلــن‪.‬‬ ‫يُحتجــز العـرات ممنوعــن حتــى مــن أبســط‬ ‫الحقــوق اإلنســانية مثــل املــاء الــذي يُقــدم‬ ‫لهــم بنفــس اإلنــاء الــذي يبولــون بــه‪!!...‬‬

‫أحدى الدبابات املتمركزة يف حرش بلودان وتساهم يف إطالق حمم املوت عىل املدينة‬

‫الــوراء‪ ،‬إن حالفــه الحــظ ســيأيت املــاء يف فمــه‪ ،‬طلــب املــاء النظيــف مــن أحــد العســاكر‬ ‫ولكــن الويــل لــه إن دخــل يف أنفــه واختنــق أو بعبــارة‪" :‬لــك خافــوا اللــه"‪...‬‬ ‫ســعل إذ ســيكون مصــره التعذيــب والــرب‪.‬‬ ‫"محمــد" القابــع يف زاويــة الزنزانــة ظـ ّـل صامتـاً‬ ‫أمــا إن نــي أحدهــم إفـراغ بولــه مــن اإلنــاء بــا حـراك‪ ،‬وحــن اقــرب أحدهــم منــه وملســه‬ ‫فســيرشب كل مــن يف املهجــع هــذا البــول بــدل ســقط ميتــاً ليبقــى عــى األرض عــى حالــه‬ ‫املــاء‪ ،...‬لذلــك تــردد دامئـاً عبــارة "دخيلكــم يــا أربعــة أيــام ورائحتــه متلــئ املــكان قبــل أن‬ ‫شــباب‪ ...‬يــي بيبــول يفــرغ اإلبريــق فــورا ً"‪ !!...‬يتــم إخراجــه‪.‬‬

‫مــص "يــارس" الــذي أمــى ليلتــن متواصلتــن‬ ‫مــرىض الســكر هنــاك اضطــروا إىل ّ‬ ‫بعــض حــى األرض املالحــة يك ينخفــض معلقـاً مــن قدميــه تــويف بســبب ضغــط الــدم‬ ‫مســتوى الســكر لديهــم‪ .‬أحــد الفتيــان "خالــد" املتدفــق إىل رأســه‪.‬‬ ‫الذيــن تــم اعتقالهــم قــى يف ضيافــة جابــر‬ ‫ســتة أيــام كانــت مــن أفظــع مــا رأى‪ ،‬رغــم أنــه أمــا "فــادي" الــذي يعــاين مــن الرعــاف فقــد‬ ‫تقديــم املــاء يكــون مرتــن يف اليــوم فقــط‪ ،‬عــاش تجربــة املــوت ســابقاً تحــت القصــف ظــل واقفــاً ســاعتني متواصلتــن وهــو مقيــد‬ ‫حيــث يقــوم املســاعد املســؤول عــن الســقاية والرصــاص‪ .‬يــروي كيــف بقــي ملــدة يومــن اليديــن مطأطــئ الــرأس والــدم ينــزف مــن‬ ‫بســكبه عــى وجــه املعتقــل مقيــد اليديــن إىل دون طعــام أو رشاب قبــل أن يُقتــاد ومــن معــه أنفــه‪ ،‬ومل تســاعده بركــة الــدم أمامــه مــن‬ ‫إىل التحقيــق‪ ،‬هنــاك يســقون بضــع قطــرات كســب تعاطــف أي مــن العســاكر املتواجديــن‬ ‫مــن املــاء لتبــدأ عمليــة التعذيــب بالجلــد عــى بــاب الزنزانــة‪.‬‬ ‫والكهربــاء ومنهــم مــن ظــل معلقــاً عــى‬ ‫الشــجرة عــدة أيــام‪ ،‬بينــا أصيــب آخــرون نســا ٌء كثــرات ذهــن إىل الحــرش بحثــاً عــن‬ ‫بالتهــاب غريــب وتــآكل يف اللحــم نتيجــة أزواج لهـ ّن أو أبنــاء‪ ،‬إال أنهــن وفــور ذكــر اســم‬ ‫حقنهــم بإبــر غريبــة يف اليــد أو القــدم‪ .‬يقــول "جابــر" ارتبــك املجنــد ونصحهــن باملغــادرة‬ ‫"خالــد" بأنهــم أخــذوه إىل نقطــة أخــرى يف فــورا ً خوف ـاً عــى حياتهــن‪.‬‬ ‫الجبــل‪ ،‬وبعــد أن فشــلوا يف ســحب أي اعـراف‬ ‫منــه ربطــوه بســبطانة الدبابــة وهــو يتلقــى "الداخــل مفقــود‪ ...‬والخــارج مولــود" هــذه‬ ‫العبــارة هــي أصــدق وصــف لحــال املعتقلــن‬ ‫الصفعــات والشــتائم‪.‬‬ ‫يف رحلــة العــذاب والــذل املاريــن بحاجــز‬ ‫أمــا "أبــو يوســف" فقــد كان لــه الحصــة الحــرش‪ ،‬هنــاك حيــث يصبــح املــوت حلـاً بــل‬ ‫األكــر مــن التعذيــب والتنكيــل فقــط ألنــه ومطلب ـاً عــن الحيــاة التــي ال تطــاق‪.‬‬ ‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫‪10‬‬

‫مهاجرون في حنايا الوطن‬ ‫أوكسجين | عدنان أبو أحمد‬ ‫هنــا مفتــاح الحــل‪ ،‬أم املشــكلة؟‪...‬‬ ‫كلمــة تف ّرقنــا وكلمــة تو ّحدنــا‪ ...‬الغارقــون‬ ‫يف قامــوس الكلــات وحدهــم املنس ـ ّيون‬ ‫واملنتظــرون عــى عتبــات الزمــان‪ .‬فخــر‬ ‫العــامل أجمــع‪ ،‬أنبــل أهــل األرض و أشــجع‬ ‫مــن يف الدنيــا عـ ّزة وكرامــة وقضيــة عادلة‪،‬‬ ‫يحــى بهــا ويعلــم عــن حالهــا القــايص‬ ‫والــداين‪ .‬بدايــة نبــوءة عــر جديــد‪ ،‬أم‬ ‫نهايــة لحقبــة مظلمــة عــى مــر التاريــخ‪.‬‬ ‫ســوريا‪ ،‬أهلهــا الرشفــاء والكرمــاء مل يغلــق‬ ‫وامللــات‪ ،‬مل‬ ‫لهــم بــاب يف الكــوارث‬ ‫ّ‬ ‫يطلبــوا مســاعدة ومل يبنــوا خيمــة عــى‬ ‫رصيــف الوطــن‪ .‬البــاب مفتــوح والقلــب‬ ‫مفتــوح والــرزق عــى اللــه‪ .‬حســب‬ ‫مصــادر مؤكــدة وناشــطني فــإن أشــقاءنا‬ ‫يف مــر قــد ملّــوا مــن ســحنتنا‪ ،‬وضاقــت‬ ‫األعــن عــى رزق العامــل منــا‪ ،‬وتعالــت‬ ‫األصــوات مناديــة مبزاحمــة الســوريني لهــم‬ ‫وأخــذ الفــرص والعمــل منهــم بســبب‬ ‫شــطارة الســوريني‪ .‬مــن جهــة أخــرى يقول‬ ‫تغــر السياســة املتبعــة‬ ‫مراقبــون عــن ّ‬ ‫تجــاه ســوريا وثورتهــا‪ ،‬والتقــ ّرب مــن‬ ‫نظــام األســد والعمــل عــى إرضائــه‪ ،‬وفتــح‬ ‫بــاب املــودة واأللفــة‪ .‬ومــن جهــة ثانيــة‬ ‫يــرى ناشــطون أن القيــادات الجديــدة‬ ‫تعتــر جميــع الســوريني مؤيديــن للرئيــس‬ ‫محمــد مــريس ملــا أبــداه مــن تعاطــف ومــا‬ ‫أصــدر ه مــن ق ـرارات‪ ،‬كاملعاملــة باملثــل‬ ‫والتدريــس والصحــة‪ ،‬فقــرروا لذلــك‬ ‫القصــاص منهــم‪ .‬و بعدمــا تغـ ّـرت القيــادة‬ ‫السياســية يف مــر‪ ،‬و عملــت القيــادات‬ ‫الجديــدة عــى اســتصدار قــرار يتوجــب‬ ‫الفي ـزا لدخــول مــر‪ ،‬ق ـرارا ً صــدر ون ّفــذ‬ ‫للعلــن يف ملــح البــر‪ .‬ولــو اســتذكر‬ ‫إخواننــا وعاملونــا بحســن النيــة‪ ،‬ولــو‬ ‫علــم املواطنــون الســوريزن باألمــر وهــم‬ ‫القادمــزن إىل مــر لكانــوا أعــدوا لذلــك‬ ‫العــدة‪ ،‬مــن إصــدار تصاريــح للدخــول‬ ‫أو إلغــاء املــروع‪ ،‬يك ال يجــر الســوري‬ ‫عــى أن يعــود أدراجــه بعــد مــا وطئــت‬

‫قدمــاه أرض الفراعنــة‪ .‬جــدال طويــل‪...‬‬ ‫ولكــن الواقــع أعظــم‪ ...‬املواطــن الســوري‬ ‫اليجــد مكانــاً يــأوي إليــه يف حــال قــرر‬ ‫الخــروج مــن تحــت ســاء الوطــن‪ ،‬خوفـاً‬ ‫عــى نفســه أو هربـاً بــأوالده مــن خدمــة‬ ‫العلــم‪ ،‬أو مــن اختطــاف أو اعتقــال‪.‬‬ ‫فــكان امللجــأ اآلمــن والحيــاة املتاحــة لــه‬ ‫يف أرض الكنانــة بتاريخهــا القريــب مــن‬ ‫قلــب الســوريني‪ ،‬فــا العمــل بعــد إغــاق‬ ‫األبــواب؟‪.‬‬

‫لبنــان‪ ...‬ســجن كبــر حالــه مــن حــال‬ ‫الوطــن والنــأي عــن النفــس بــات نعيــاً‬ ‫للنفــس والــذات يف بلــد تنهشــه الطائفيــة‬ ‫والحقــد املــزروع يف نفــوس مواطنيــه‪.‬‬ ‫األردن أيض ـاً أصبــح للســورين ثــأر معهــا‪،‬‬ ‫ولــن ينســوا يومـاً طعم املـرارة عــى أرضها‬ ‫ومخيامتهــا ناهيــك عــن إغــاق أبوابهــا‬ ‫مــن زمــن ليــس بقريــب‪ .‬العــراق‪ ...‬يف‬ ‫قلــب املواجهــة مــع الشــعب الثائــر ماديـاً‬ ‫ومعنويــا ًوبرشيــاً‪ ،‬كتائــب أبــو الفضــل‬ ‫العبــاس وحكومــة املالــي مل يرتكــوا للفكــر‬ ‫مجــاالً ألن يعمــل ولــو لربهــة‪ .‬الذهــاب‬ ‫إىل تركيــا الجــار الــويف أقــرب مــن العــرب‬ ‫للســوريني‪ ،‬يف القضيــة احتضنــت كثرييــن‬ ‫وقدمــت الكثــر ونأمــل منهــا املزيــد‪ ،‬وكام‬ ‫يقــول ناشــطون فــق قدمــت تســهيالت‬ ‫للدخــول‪ ،‬وأخــرى عديــدة‪ ،‬ولكــن اللغــة‬ ‫تقــف عائقـاً لتثبيــت نــوع مــن االســتقرار‪.‬‬ ‫صــرا ً يــا شــعب ســوريا‪ ...‬دار الزمــان‬ ‫عــى أمتــي وتكالبــت عليهــا األمــم‪ .‬يــا‬ ‫أرض مولدنــا‪ ...‬وعــرق أجدادنــا‪ ...‬وت ـراب‬ ‫آالف العصــور‪ .‬دمشــق‪ ...‬أقــدم عاصمــة‬ ‫يف الدهــر وأحــدث عاصمــة للمــوت يف‬ ‫بــاد شــهرتها الياســمني‪ .‬ســوريا‪ ...‬أهلهــا‬ ‫الط ّيبــون وشــعبها الثائــر الــذي مل يعتــد‬ ‫التنقــل بــن األوطــان ومل يستســغ طعــم‬ ‫رمــل الشــطآن‪ .‬رحــم اللــه زماننــا‪ ،‬ورحــم‬ ‫اللــه أجدادنــا وآباءنــا لــو علمــوا مــا حــل‬ ‫بنــا‪ .‬زمــان نســيناه‪ ...‬أم حقيقــة غابــت‬ ‫عــن أعيننــا‪ ...‬أم دهــر أخطأنــا بحقــه‪...‬؟‪.‬‬ ‫ســؤال ال يغيــب عــن األذهــان‪.‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫رأي‬

‫مقتطفات من الشرعية السياسية‬

‫إن الــكالم عــن السياســة الرشعيــة يســتغرق أيام ـاً و‬ ‫كتبــاً‪ّ ،‬إل أننــي يف هــذه العجالــة و الظــروف الصعبــة‬ ‫ألخــص كلمــة أراهــا فاصلــة كافيــة لشــحذ الهمــم‬ ‫وتســخريها يف رضــا اللــه ســبحانه و تعالىــز أمــا بعــد‪:‬‬ ‫فالسياســة الرشعيــة ال تخــرج عــن تقــوى الله جــل و عال‬ ‫و ال تدخــل يف السياســة العلامنيــة الغربيــة فتفســدها‬ ‫و تخدشــها‪ ،‬ال ب ـ ّد مــن تأصيــل أصــول و إقامــة فــروع‬ ‫عظيمــة و كثــرة للسياســة الرشعيــة اإلســامية‪ ،‬حيث أن‬ ‫املعيــار للقيــادة و الحكــم و التســيري هــو العلــم و كل يف‬ ‫مجالــه‪ .‬فمــن السياســة الرشعيــة التــي يجــب إتباعهــا‬ ‫إتباعــاً علميــاً ال تقليديــاً عمليــاً حســب أهــل العلــم‬ ‫و الدرايــة 'النصــح' وأيضــاً التعليــم و البنــاء و إعــداد‬ ‫العــدة و الصحبــة و الكلمــة الطيبــة و الزوجــة الصالحة‪،‬‬ ‫و الدعــوة للحــق ال للنفــس و الهــوى أو الحــزب الفــاين‬ ‫أو العــاين نظـرا ً لتاريخه الشــيطاين أو شــخصياته املبكية‬ ‫الغبيــة‪ .‬مــن تلــك السياســة بنــاء الجامعــات و املســاجد‪،‬‬ ‫وتــرك التقليــد األعمــى للغــر و وضــع األشــياء يف أماكنها‬ ‫و هــي "الحكمــة"‪ ،‬ومنهــا الشــدة عــى أعــداء الديــن‬ ‫والتحــي بأخــاق و تعاليــم الديــن اإلســامي‪ ،‬وإتبــاع‬ ‫الحبيــب محمــد عليــه الصــاة و الســام‪ .‬ومنهــا الحــب‬ ‫والبغــض يف اللــه و تعلــم القــرآن‪ ،‬مــع عــدم االنغــاس‬ ‫يف املناهــج الغربيــة البعيــدة عــن الديــن مــن انتخابــات‬ ‫و دميقراطيــة و شــيوعية‪ .‬ولهــا نظــام الشــورى اإلســامي‬ ‫و تعيــن الحــكام أو القــواد أو الخلفــاء مــن أهــل الحــل‬ ‫لشــخصية تقيــة فقيهــة عاملــة‪ .‬حيــث يكــون إقامــة‬ ‫أصــول الديــن و االلتـزام بأصــول االعتقــاد وعــدم كتــان‬ ‫العلــم و تبيانــه خاصــة للمقبلــن عليــه‪ ،‬و االهتــام‬ ‫بالعلــاء الربانيــن و العلــم و العلــاء والتــوايص بالحــق‬ ‫و التــوايص بالصــر‪ ،‬والعمــل باألســباب و لــزوم الجامعــة‬ ‫و طاعــة الوالديــن و الــويل يف املعــروف‪ ،‬مــع نبــذ‬ ‫االختــاف و الحــث عــى التمســك بحبــل اللــه و عــدم‬ ‫التمســك بنــداءات الزنادقــة واملرتديــن‪ .‬ومنهــا تأصيــل‬ ‫األصــول و التحذيــر مــن األرشار و شــكر األخيــار‪ .‬مــن‬ ‫السياســة الرشعيــة أيضــاً االلتفــاف حــول العلــاء و‬ ‫أماكــن الخــر و هجــر مســببات الدخــول يف الشــبهات‬ ‫أو الشــهوات املحرمــة‪ ،‬و عــدم الوقــوع يف أعــراض‬ ‫النــاس و حتــى الكفــار و املرشكــن الذيــن مل يقاتلونــا‬ ‫يف الديــن‪ .‬كذلــك التعــاون عــى الــر و التقــوى و عــدم‬ ‫التعــاون عــى اإلثــم و العــدوان‪ ،‬و الصــر عــى أقــدار‬ ‫اللــه‪ .‬وال تجــوز العمليــات االنتحاريــة أو قتــل النفــس‬ ‫مــع قتــل اآلخريــن لعــدة أســباب و لحمــق هــذا العمــل‬ ‫و تنفــر النــاس عــن الديــن و مخالفــة الكتــاب و الســنة‬ ‫و عــدم الصــر عــى أقــدار اللــه‪ ،‬أعــد العــدة ثــم جاهــد‪،‬‬ ‫ال تلهــو و تلعــب ثــم تنتظــر الشــهادة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫اقتصاد‬

‫أيلول البائس وسط الغذاء والوقود‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫أزمــات خانقــة للوقــود وللمــواد الغذائيــة‬ ‫تعــاين منهــا كافــة مناطــق ريــف دمشــق عــى‬ ‫اختــاف مدنهــا وقراهــا‪ .‬وذلــك يف عــدد مــن‬ ‫الخدمــات األساســية وال ســيام الوقــود والنظافة‬ ‫ونــدرة مــادة الطحــن وال ســيام الخبــز‪ .‬حيــث‬ ‫مل تصــل أي كميــة مــن مــادة املــازوت إىل‬ ‫محطــات الوقــود يف املحافظــة منــذ أشــهر‬ ‫عديــدة‪ ،‬وذلــك وســط سياســة ممنهجــة لنظــام‬ ‫األســد للتضييــق عــى املواطنــن مــن جهــة‪،‬‬ ‫وعــدم جلــب أيــة مــادة مــن املــواد الغذائيــة‬ ‫مــن دمشــق أي مــن "ســوق الهــال" تحديــدا ً‪،‬‬ ‫إذ أن ذلــك الســوق الدمشــقي يقــع يف منطقــة‬ ‫العباســيي‪،‬‬ ‫(الزبلطــاين) املتاخمــة لســاحة‬ ‫ّ‬ ‫حيــث تعــد املنطقــة ســاخنة حاليــاً بعــد أن‬ ‫أصبــح الثــوار عــى تخومهــا‪ .‬ولنعــود إىل مــادة‬ ‫البنزيــن املفقــودة منــذ مــدة طويلــة وخاصــة‬ ‫يف منطقــة الزبــداين‪ ،‬مــع عــدم توفــر املــواد‬ ‫املذكــورة بشــكل دائــم يف الســوق الســوداء‬ ‫الــذي وصــل فيــه ســعر لــر املــازوت إىل أكــر‬ ‫مــن ‪125‬ل‪.‬س‪ ،‬وســعر أســطوانة الغــاز ‪1500‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬وليــر البنزيــن ‪ 200‬ل‪.‬س‪ ،‬وســعر ربطــة‬ ‫الخبــز ‪ 75‬ل‪.‬س‪ .‬فيــا شــهدت وســائل النقــل‬ ‫ارتفاعــاً جنونيــاً يف ظــل غيــاب الرقابــة عــى‬ ‫األســعار ونــدرة مــواد الوقــود‪.‬‬

‫قرابــة ‪ 15‬محطــة وقــود جميعهــا خاليــة عــدا‬ ‫محطــة الســعيد بالســهل التــي اســتوىل عليهــا‬ ‫جيــش األســد‪ .‬وكان األهــايل يذهبــون مســافة‬ ‫‪ 30‬كلــم إىل محطــة وقــود الجديــدة (جديــدة‬ ‫يابــوس) وهــي نقطــة حدوديــة‪ ،‬وهنــاك‬ ‫ميلــؤون خزانــات ســياراتهم وســط الوقــوف‬ ‫الطويــل عــى الحواجــز واالنتظــار مــا بــن‬ ‫الحصــول عــى البنزيــن أو عدمــه‪ ،‬وكثــرا ً مــا‬ ‫ينفــذ الوقــود أثنــاء االنتظــار‪ .‬إال أن املحطــة‬ ‫توقفــت عــن العمــل ويذهــب املواطنــون اآلن‬ ‫إىل دمشــق للتعبئــة‪ ،‬حيــث مخاطــر االعتقــال‪.‬‬

‫مديــر التمويــن يف نظــام األســد ر ّد عــى‬ ‫االتهامــات بغيــاب الرقابــة التموينيــة وارتفــاع‬ ‫الجديــر بالذكــر أن عــدد محطــات الوقــود يف األســعار وســط نــدرة املــواد وغيــاب الرقابــة‬ ‫الريــف الدمشــقي تتجــاور ‪ 150‬محطــة للوقــود بالقــول‪ " :‬إن جميــع املراقبــن التموينيــن‬ ‫وجميعهــا فارغــة متامـاً‪ .‬يف الزبــداين وضواحيهــا تــم فرزهــم للعمــل يف األفــران باإلضافــة إىل‬

‫بعــض عــال املديريــة‪ ،‬مبين ـاً أن توفــر بعــض‬ ‫حاجــات النــاس يف الســوق الســوداء خففــت‬ ‫مــن قمعنــا لهــا بســبب عــدم توفرهــا بالســوق‬ ‫املحليــة وخاصــة املــازوت والغــاز‪ ،‬الفتــاً إىل‬ ‫تنظيــم ضبــوط عديــدة بأصحــاب محطــات‬ ‫وقــود وأفــران الرتكابهــم مخالفــات‪ .‬مؤكــدا ً‬ ‫أنــه مبجــرد توفــر املــواد املذكــورة ســيتم قمــع‬ ‫هــذه الظاهــرة بشــكل نهايئ‪.‬كــا وعلَّــق عــى‬ ‫رفــع ســعر النقــل بعــدم وجــود شــكاوى خطيــة‬ ‫مــن املواطنــن كــون تنظيــم الضبــط يحتــاج‬ ‫لشــكاوى خطيــة‪.‬‬ ‫تــزداد املشــكلة يف ظــل تخــ ّوف املواطنــن‬ ‫مــن غيــاب الوقــود الــذي يعــد مــن املــواد‬ ‫األساســية للتدفئــة‪ ،‬وخاصــة يف منطقــة جبليــة‬ ‫مرتفعــة كبلــودان التــي نــزح إليهــا قرابــة‬ ‫‪ 20000‬مواطــن مــن مدينــة الزبــداين‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل أعــدا ٍد أخــرى مــن املواطنــن النازحــن‬ ‫والهاربــن مــن الغوطــة الدمشــقية ومــن‬ ‫حمــص واملناطــق االخــرى املنكوبــة‪.‬‬ ‫األزمــة يف ازديــاد بالــغ‪ ،‬مــع ارتفــاع األســعار‬ ‫الجنــوين وعــدم توفــر فــرص العمــل للكثــر مــن‬ ‫أربــاب العائــات‪ ،‬وتوقــف املســاعدات اإلغاثيــة‬ ‫منــذ ‪ 3‬أشــهر‪ .‬ويبقــى املواطــن الســوري يعــاين‬ ‫مــن ظــروف القتــل والتعذيــب واالعتقــاالت‬ ‫العشــوائية يف ظــل ســيطرة مافيــات العصابــة‬ ‫األســدية عــى املناطــق التــي مــا زالــت تحــت‬ ‫ظــل الحصــار الخانــق‪ ،‬بينــا يقبــع العديــد مــن‬ ‫املواطنــن تحــت خــط الفقــر والعــوز والفاقــة‪.‬‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫جوبر أم الجبابرة‬ ‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫يعتــر حــي جوبــر الدمشــقي بوابــة دمشــق إىل‬ ‫غوطتهــا‪ ،‬وعــن الغوطــة عــى ســاحة العباســن‬ ‫أكــر ســاحات العاصمــة‪ ،‬يقــع الحــي شــال‬ ‫رشقــي دمشــق بــن الزبلطــاين غرب ـاً والقابــون‬ ‫شــاالً‪ ،‬وتحتضنــه عــن ترمــا وزملــكا جنوبــاً‬ ‫وغرب ـاً‪ .‬حــي جوبــر هــو أحــد أحيــاء مدينــة‬ ‫دمشــق العريقــة‪ .‬يف القديــم كانــت جوبــر‬ ‫تضــم مناطــق العــدوي والقصــاع والقصــور‬ ‫والعباســيني والتجــارة‪ ،‬وعندمــا تــم تنظيــم‬ ‫هــذه املناطــق فصلــت عــن جوبــر لتصبــح‬ ‫أحيــاء مســتقلة‪ .‬كان اســم جوبــر القديــم هــو‬ ‫"إســطامو" ويعنــي باللغــة الرسيانية ســطام أي‬ ‫الفــوالذ أو الحديــد الصلــب‪ ،‬وهــو اســم كلــداين‬ ‫قديــم جــدا ً‪ ،‬وتعــود تســمية جوبــر نســبة لغــار‬ ‫كان يختبــئ فيــه نبــي اللــه اليــاس وكان بــه‬ ‫جــب صغــر (بــر مــاء)‪ ،‬وكانــت املنطقــة ب ّريــة‬ ‫(غابــة) فســمي املــكان (جــب بــر) وتطــورت‬ ‫الجــب يقــع اآلن‬ ‫التســمية إىل جوبــر‪ ،‬وهــذا‬ ‫ّ‬ ‫ضمــن الكنيــس اليهــودي املوجــود يف الحــي‬ ‫الــذي يرتــاده إىل اآلن القلــة القليلة مــن اليهود‬ ‫الســوريني طبعاً‪ .‬أهــايل الحي مســلمون ويوجد‬ ‫بعــض العائــات املســيحية املتعايشــة بأخــوة‬ ‫ومحبــة‪ .‬كثـ ٌر مــن املؤرخــن يعتــر حــي جوبــر‬ ‫املــكان الثــاين لليهــود يف دمشــق قدمي ـاً حيــث‬ ‫يوجــد فيهــا أقــدم كنيــس يهــودي يف العــامل‪،‬‬ ‫ويقــع يف شــارع املدرســة يف وســط البلــدة‪،‬‬ ‫وفيــه أقــدم تــوراة يف العــامل وكذلــك مقــام‬ ‫النبــي اليــاس ومقــام الخــر‪ .‬كــا ويوجــد يف‬ ‫جوبــر حــام عــام يســمى الحــام العتيــق‪،‬‬ ‫يوجــد فيــه أقــدم نــادي ريــايض يف ســوريا‬ ‫وهــو نــادي ميســلون الريــايض‪ .‬منطقــة جوبــر‬ ‫فيهــا ثالثــة أحيــاء (جوبــر الرشقــي و جوبــر‬ ‫الغــريب و جوبــر املأمونيــة) وثــاث مخاتــر‪،‬‬ ‫وميــر يف مدينــة جوبــر رافــد مــن روافــد نهــر‬ ‫بــردى الســبعة وهــو نهــر تــورا الــذي يتفــرع‬ ‫قُبيــل دخولــه العاصمــة عندمــا يُســمى خانــق‬

‫الربــوة إىل نُ َهــرات أحدهــا تــورا (ويعنــي‬ ‫االرتفــاع)‪ ،‬الــذي يتهــادى يف ســفح جبــل‬ ‫"قاســيون"‪ ،‬مــا ًّرا عــر الجــر األبيــض ث ـ ّم إىل‬ ‫جوبــر والغُوطــة الرشقيــة‪ .‬يبلــغ عــدد ســكان‬ ‫حــي جوبــر‪300 /‬ألــف‪ /‬نســمة يعيشــون بــن‬ ‫مقامــات أنبيــاء اللــه اليــاس والخــر‪ ،‬وفيهــا‬ ‫مقــام ُحرملــة ابــن الوليــد أخــو القائــد خالــد‬ ‫ابــن الوليــد‪ .‬يعمــل الســكان بتجــارة األلبســة‬ ‫حيــث تكــر فيهــا معامــل ومشــاغل الخياطــة‬ ‫واأللبســة وكذلــك يعملــون بالزراعــة‪ .‬يعــرف‬ ‫أهــل جوبــر بالنخــوة والشــهامة الشــامية‬ ‫األصيلــة‪ .‬خرجــت مظاهــرات حاشــدة تلبيــة‬ ‫لنــداء درعــا فكانــت أولهــا بتاريــخ ‪2011/4/22‬‬ ‫وتتالــت املظاهــرات التــي تنــادي بالحريــة‬ ‫وكانــت تواجــه بالرصــاص والنــار حتــى وصــل‬ ‫عــدد شــهدائها يف أحــد األيــام إىل أكــر مــن‬ ‫‪ 573‬شــهيدا ً بينهــم نســاء وأطفــال‪ ،‬و‪53‬‬ ‫قضــوا ذبح ـاً بالســكاكني بعــد تع ـ ّرض املدينــة‬ ‫لالقتحامــات فــكان أعنفها بتاريــخ ‪.2012/3/11‬‬ ‫مــن الجديــر بالذكــر أن هــذا الحــي شــارك‬ ‫بإرضابــات أيــام الحريــة أحــد أبــرز أشــكال‬ ‫الحــراك الســلمي واملــدين‪ ،‬وقابلتهــا قــوات‬ ‫األمــن والشــبيحة باملداهــات واالعتقــال‬ ‫وتكســر املحــال التجاريــة‪ .‬واســتمر الحــال‬ ‫لعــدة أشــهر‪ ...‬مداهــات‪ ...‬اعتقــال ومــوت‪.‬‬ ‫ويف تاريــخ ‪ 2013/4/26‬خــرج أبنــاء الحــي‬ ‫للمــدن املحــارصة وانضمــوا لثــوار الغوطــة‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫واتجهــوا نحــو ســاحة العباســيني واستشــهد ‪12‬‬ ‫شــاباً مبواجهــة املتظاهريــن مــع قــوات األمــن‪.‬‬ ‫وتــم فــرض الحصــار االقتصــادي عــى جوبــر‬ ‫لعــدة أشــهر وحتــى اليــوم حيــث يختنــق الحي‬ ‫جوعـاً‪ .‬ازدادت حالــة االحتقــان وخرج التشــييع‬ ‫كمظاهـرات حاشــدة‪ ،‬وبــدأ العمــل املســلح يف‬ ‫املدينــة لــرد محــاوالت االقتحــام عنهــا ودفاعـاً‬ ‫عــن أرواحهــم وأعراضهــم‪ ،‬ويف محــاوالت‬ ‫إســكات الحــي الثائــر تــم اســتهداف الحــي‬ ‫بالقصــف مــن عــى جبــل قاســيون وبالرباميــل‬ ‫املتفجــرة مــن الطائــرات‪ ،‬كــا واســتخدمت‬ ‫أيضـاً صواريــخ مح ّملــة بالغــازات الســامة كــا‬ ‫حــدث يف ‪ 2013/8/21‬وراح ضحيتهــا أكــر من‬ ‫‪ 50‬طف ـاً‪ .‬تشــكلت كتائــب انضمــت للجيــش‬ ‫الحــر للدفــاع عــن أرواحهــم وممتلكاتهــم‪.‬‬ ‫ويف أواخــر آب ‪ 2012‬تــم اســتهداف الحواجــز‬ ‫يف الحــي مبعــارك ضاريــة وتــم إزالــة حواجــز‬ ‫زملــكا وحرمولــة وميســلون‪ ،‬وأعلــن الحــر عــن‬ ‫بــدء معركــة امللحمــة الكــرى لتحريــر الحــي‬ ‫مــن كل الحواجــز وربــط دمشــق بالغوطــة‪.‬‬ ‫بالرغــم مــن حجــم الدمــار الهائــل الــذي‬ ‫أنتجتــه آلــة الحــرب مــن خــراب والدمــار‬ ‫مل يــ ِن ذلــك مــن عزميــة ثــوار جوبــر الذيــن‬ ‫مازالــوا مرصيــن كــا ســائر الشــعب الســوري‬ ‫عــى تحريــر ســوريا تحــت شــعار النــر أو‬ ‫الشــهادة‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫أدب‬

‫قصائد من األعماق‬

‫أزهار الغوطة‬

‫أي مأســاة أن تعيــش يف وطــن بقــاؤك فيــه عــى قيــد الحيــاة هــو‬ ‫خـ ٌر يســتحق اإلعــان عنــه! هــذا هــو وطنــي‪ ...‬وتلــك هي مأســايت‪...‬‬ ‫بقــاء الطفلــة املمــددة عــى رسي ـ ٍر يف املشــفى امليــداين حي ـ ًة كان‬ ‫بالنســبة إليهــا مفاجــأة‪ !!...‬حــن اســتملكها الرعــب وحلقــت عيونهــا‬ ‫مــن رهبــة املــوت املحيــط بهــا واألمــوات املمدديــن حولهــا‪ ...‬أخفــت‬ ‫وجههــا بيديهــا الصغريتــن وصاحــت تســأل وهــي ترتجــف‪" :‬أنــا مــا‬ ‫زلــت حيــة"‪!!...‬‬ ‫يــا ملــوك العــرب أيــن أنتــم‪ ...‬مل تســتنكروا كعادتكــم؟! هــذه الطفلة‬ ‫بعمــر الزهــور تســتغرب أنهــا الزالــت عــى قيــد الحيــاة‪ ...‬رصخــات‬ ‫ذلــك الشــاب املرتنــح اختناقـاً‪ ...‬مل تجــد الطريــق إىل مســامعكم!‬ ‫انتفاضــه كالطائــر املذبــوح مل يلــق لديكــم اعتبــارا ً‪ !...‬أمــا شــاهدتم‬ ‫طفــل العــارشة يختلــج عندمــا م ـ ّدت الســموم ذراعهــا يف جســده‬ ‫واقتلعــت روحــه الطاهــرة؟‬ ‫أمــا شــاهدتم املئــات ممدديــن عــى بــاط املشــايف امليدانيــة؟ وظ ّنــي‬ ‫أن مل تشــاهدوا شــيئاً ‪!!...‬‬ ‫فيــا دمــوع عينــي انســكبي‪ ...‬و يــا صــويت العاجــز ارصخ "يــا اللــه"‬ ‫مــات الضمــر العاملــي‪ ...‬ماتــت اإلنســانية ويف الحقيقــة مل ميــت أحــد‬ ‫ســوانا!‬ ‫ماتــت الطفولــة يف بلــدي فيــا أطفالنــا الراحلني إىل الســاء مــع رائحة‬ ‫الكيــاوي أخــروا كل األنبيــاء أن قــد قتــل العــدل يف األرض‪ ...‬أخــروا‬ ‫كل الشــهداء أن الــدم صــار ســلعة رخيصــة يف بالدهــم‪ ...‬ســتحلّقون‬ ‫يف الجنــة عصافــر تعلــق بأجنحتهــا الصغــرة رائحــة الســموم‪...‬‬ ‫وأنــت غوطتــي ال تحــزين‪ ...‬إن تغلغــل يف رئتــك الصافيــة‪ ...‬سأغســلك‬ ‫بدمــوع عيني‪...‬‬

‫ِ‬ ‫فــداك غوطتــي ال تحــزين‬ ‫روحــي‬ ‫ِ‬ ‫ســألوك‬ ‫روحــي فــداك يــا أمــي إن‬ ‫ـروس الشــام انهــي ال تذعنــي‬ ‫يــا عـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ســموك‬ ‫باللــه بثّــي يف الســم إن‬ ‫يــا غوطــة األحــزان يــا مكلومــ ًة‬ ‫ِ‬ ‫أشــكوك‬ ‫أشــكو إليــك الحــزن أم‬ ‫ســنطفىء النــار مــن عينيــك يف بردى‬ ‫قفــي يــا حــر ًة يف وجــه مــن عـ ِ‬ ‫ـادوك‬ ‫ِ‬ ‫أبكيــت املآقــي وجرحــت ِفؤادنــا‬ ‫ِ‬ ‫طعنــوك‬ ‫الحســن عندمــا‬ ‫يــا قبلــ َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيــك أنــا يــا جرحنــا‬ ‫مــاذا أقــول‬ ‫ِ‬ ‫فجعــوك‬ ‫يــا أمنــا ويف أبنائــك‬ ‫غوطــ ًة بالجــال كنــت ســالفاً‬ ‫ِ‬ ‫ســموك‬ ‫واليــو َم غصــ ُة الكــونِ قــدْ‬ ‫واللــه لــوال حرمــ ُة الحــرم وشــأنه‬ ‫أحــرا ُر ســوريا وجوههــم ول ِ‬ ‫ّــوك‬

‫بقم مغرتبة‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫ٌ‬ ‫جرح‬

‫وملح‬ ‫رغيف‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وزيت وماء ْ‬ ‫وسقف رديء ينام علينا‬ ‫ٌ‬ ‫صبح‬ ‫ٌ‬ ‫وليل مي ّر وبعده ْ‬ ‫ونسعى‪ ...‬نجاه ُد‪...‬‬ ‫حتى نفو َز‬ ‫مبعطف ٍ‬ ‫صوف‪...‬‬ ‫جرح‬ ‫ولزق ِة ْ‬

‫مشاركة‬

‫‪ //‬حمم‬

‫د إق‬ ‫بال بللو‬

‫ما الشعر؟‬

‫نلقي قصائدنا كام تلقى القاممة‬ ‫فالشعر قد صدئت حروف ُه‬ ‫مل يعد ُييض حسامه‬ ‫ما الشعر إن مل يهزز الدنيا‬ ‫وينتزع الكرامة‬ ‫عا ٌر علينا االبتسا ُم‬ ‫فكيف نصطنع ابتسامة‬ ‫قلت ما شاء ْ‬ ‫املقال‬ ‫قد ُ‬ ‫وقصائدي ليست ْ‬ ‫طوال‬ ‫ْ‬ ‫العقال‬ ‫ورفعت عن رأيس‬ ‫ُ‬ ‫ووضعت شعرا ً مستعارا ً‬ ‫ُ‬ ‫كالغواين‪...‬‬ ‫رصتُ أغنج يف ْ‬ ‫دالل‬ ‫أين املروء ُة يف زمانٍ‬ ‫ْ‬ ‫الرجال‬ ‫فيه قد حاض‬

‫سياج‬

‫الزجاج‬ ‫يكسه‬ ‫قمر ّ‬ ‫ُ‬ ‫فكيف نتّبع الشعاع إىل القم ْر‬ ‫وفراشة الوطن املريض ِة‬ ‫ّنت‬ ‫بالجناح تكف ْ‬ ‫سال الرحيق عىل ضفاف الحقلِ‬ ‫فانطفأ املط ْر‬ ‫أقالمنا خلف السيا ِج‬ ‫تق ّدس البللو َر‬ ‫تهزأ بالشج ْر‬ ‫يالــ‪...‬‬ ‫الحذ ْر‬

‫‪14‬‬

‫ســـالمتـــك‪:‬‬

‫*مسممات الدم ‪:‬‬ ‫وهــي غــازات تتســبب يف تخــر الــدم‬ ‫ومتنــع وصــول األوكســجني إىل الــدم‪ ،‬وتنــدرج‬ ‫تحــت الغــازات القاتلــة وتقســم لعــدة أنــواع‬ ‫هــي غــاز ســيانيد الهيدروجــن‪ ،‬غــاز كلوريــد‬ ‫الســيانيد‪ ،‬غــاز بروميــد الســانيد‪ ،‬وغــاز أول‬ ‫أوكســيد الكربــون‪.‬‬ ‫*خواصها‪:‬‬ ‫مركبــات كيميائيــة ســامة وقاتلــة لهــا رائحــة‬‫مميــزة مثــل اللــوز املــر ويف بعــض األحيــان‬ ‫ال رائحــة لهــا‪- .‬رسيعــة االنتشــار والتبخــر‬ ‫وتــذوب يف املــاء‪.‬‬ ‫تسبب تهي ًجا بالجلد واألنسجة‪.‬‬‫تســلب الــدم قدرتــه عــى امتصــاص‬‫األوكســجني الــروري للحيــاة وبالتــايل متنــع‬ ‫وصولــه إىل األنســجة والخاليــا‪.‬‬ ‫‪-‬تؤثــر عــى الجهــاز العصبــي مبــارشة ويكــون‬

‫الفلك مع‬

‫الغازات السامة (‪)2‬‬

‫فواصل‬

‫مركــز التنفــس أول األجهــزة تعطـاً يليــه جهــاز‬ ‫الــدورة الدموية‪.‬‬ ‫تفســد الــدم تدريج ًيــا وتســبب التســمم‬‫العــام ثــم الوفــاة يف غضــون عــدة ثــوان‪.‬‬ ‫* األعراض المرضية‪:‬‬ ‫ اإلختناق‪.‬‬‫ تغري لون الجلد إىل اللون القرمزي‪.‬‬‫ زيادة دقات القلب‪.‬‬‫ إغامء‪.‬‬‫ تشنجات‪.‬‬‫مالحظــة‪ :‬للغــاز الســام ثــاث أنــواع حســب‬ ‫تأثــره عــى اإلنســان وهــي‪:‬‬ ‫*مجموعة الغازات القاتلة وتقسم إلى‪:‬‬ ‫‪-1‬غــاز االعصــاب وهــو ســام رسيــع التأثــر‬ ‫يــؤدي اىل فقــدان التحكــم واإلصابــة باالرتعــاش‬ ‫وغشــاوة عــى البــر‪ ،‬وليــس لــه طعــم وال‬ ‫رائحــة وغــر مــريئ‪.‬‬

‫‪-2‬غــازات خانقــة وهــي غــازات تســبب‬ ‫صعوبــة مــرور الهــواء مــن خــال القصبــة‬ ‫الهوائيــة‪.‬‬ ‫‪-3‬غاز مسمم الدم ‪.‬‬ ‫*المجموعــة الحارقــة‪ :‬ومــن أهــم أنواعهــا‬ ‫مــادة الخــردل التــي تــأيت عــى شــكل ســائل‬ ‫يتحــول اىل غــاز أو بخــار ولــه لــون مييــل إىل‬ ‫البنــي الفاتــح أو األصفــر الغامــق‪ ،‬ولــه رائحــة‬ ‫خفيفــة ومميــزة تشــبه رائحــة الســمك أو‬ ‫الثــوم ويعتمــد عــى نســبة تركيــزه‪ ،‬ويحــدث‬ ‫دمامــل والتهابــات يف الجلــد ويدمــي الرئتــن‬ ‫ويــذوب يف املــاء‪.‬‬ ‫*المجموعــة المعيقــة‪ :‬هنــاك أنــواع كثــرة‬ ‫مــن هــذا النــوع ومــن أهمهــا غــاز (‪)B.z‬‬ ‫ويســبب الالمبــاالة ونــوع مــن الهلوســة‪،‬‬ ‫وكذلــك هنــاك نــوع يســمى (دمســت)‬ ‫ويســبب هــذا الغــاز الغثيــان والطــ َرش‪.‬‬

‫أوكسجين‬

‫ري‪:‬‬ ‫برج الطفل السو د كتــر منكــم‬ ‫قــ‬ ‫مقاعــد املدرســة رح تف ــوا مبقاعدكــم‬ ‫ــس رح تفرح‬ ‫الســنة‪ ...‬ب‬ ‫بالجنــة‪....‬‬ ‫لي‪:‬‬ ‫برج المجتمع الدو وا يــي صــار‬ ‫قــ‬ ‫الحــق معكــم ماتصد صــار يش كتيــر‬ ‫يــي‬ ‫بالغوطــة‪ ...‬ألنــو بيتصــدق‪!!...‬‬ ‫و فعــاً مــا‬ ‫فظيــع‬ ‫ج االئتالف‪:‬‬ ‫التقــدم نحــو‬ ‫بر‬ ‫ة‬ ‫وقفتــوا ضــد عمليــ وش ـو مشــان‬ ‫ة‪...‬‬ ‫الســاحل كرمــال األقلي ـ إذا هيـك ضـل‬ ‫وم بالغوطـة‪...‬‬ ‫األكرثيـة اليـ‬ ‫رثيــة أقليــة‪!!...‬‬ ‫ح يصــروا األك‬ ‫الوضــع ر‬

‫العدد (‪ )72‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\23‬‬

‫برج ا‬ ‫عز لسوري‪:‬‬ ‫ميتــك كانــ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫مــن‬ ‫والســكود‬ ‫وا‬ ‫مل‬ ‫الرصــاص‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ــ‬ ‫ة‪ ...‬واليــ‬ ‫يهم‬ ‫ــك ال كيــاوي وال ن وم مــا بقــا‬ ‫بع‬ ‫ــوو‬ ‫دهــا عــى الحريــة‪ ...‬ي‪ ...‬عينــك‬

‫برج‬ ‫إسرائيل‪:‬‬ ‫ش ـكرا ً إل ـك‬ ‫أل‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ق‬ ‫ص‬ ‫الن ـ‬ ‫ف ـت مف‬ ‫ووي‪ ...‬ألن ـو كان رضب اع ـل الك ـر‬ ‫ن ـا س‬ ‫بع ـد ا‬ ‫ـيادتو في ـه‬ ‫لكي ـاوي‪...‬‬ ‫بر‬ ‫ج العرب‪:‬‬ ‫أنت ـو أكي‬ ‫ـ‬ ‫د‬ ‫مب‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫التاري ـخ‬ ‫مئـا‬ ‫ت األطفـال مـا صحت طامل ـا ضج ـة‬ ‫ّ كـم م‬ ‫ا ملخزي ‪. . .‬‬ ‫ن سـباتكم‬

‫‪15‬‬

‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com