أوكسجين العدد (73) السنة الثانية - الجمعة 30\08\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫السوريون والتدخل الخارجي‬

‫حنجرة ثائرة‪ ...‬سميح شقير‬ ‫ِّ‬ ‫سوريا و السيد ‪%5‬‬

‫أوكسجين ®‬

‫لن تقتل بنا األمل‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫إنها الضربة إذًا‪!!...‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫هيئة التحرير‬

‫و أخـرا ً‪ ...‬ورغــم أن املحــارب املــردد أوبامــا خــرج عــن صمتــه‪ ،‬إال أن كلامتــه‬ ‫الرنانــة فقــدت الكثــر مــن صالحيتهــا‪ ،‬شــأنها شــأن غريهــا مــن ترصيحــات‬ ‫املجتمــع الــدويل التــي مل تعــد متنــح الســوريني الكثــر مــن األمــل لكــرة مــا‬ ‫تشـ ّدقوا بهــا مــن قبــل‪ ،‬تنديــداتٌ وترصيحــاتٌ التســمن وال تغنــي مــن جــوع‪...‬‬ ‫‪ 71,509‬شــهيدا ً‪ 41373 ،‬معتقـاً‪ 1607 ،‬مفقــودا ً‪ ،‬وأكــر مــن ‪ 1,515,639‬الجــئ‪،‬‬ ‫أرقــا ٌم مخيفــة مل تحــرك فيهــم ســاكناً‪ ...‬ومازالــت األمــم املتحــدة تقــول بأنهــا‬ ‫ســتتدخل يف حــال ثبــت اســتخدام الكيــاوي مــن قبــل نظــام األســد!!‬ ‫ال نعلــم إن كان املــوت بالكيــاوي يختلــف عــن املــوت الــذي تعــددت‬ ‫أســبابه عنــد الشــعب الســوري‪ ،‬مــن رصاصــة قنــاص غــادرة إىل قذيفــة أو‬ ‫صــاروخ‪ ،‬ومــا بينهــا مــن رصــاص وتعذيــب وجــوع وبــرد‪ ...‬كل مشــاهد القتــل‬ ‫والــدم مل تعنيهــم‪ ،‬وحدهــا املجــزرة األخــرة أثــارت حفيظتهــم‪ ،‬قــد يكــون‬ ‫الســبب تخوفهــم مــن وصــول تلــك األســلحة إىل أيــدي الجهاديــن أو اســتعاملها‬ ‫مــن قبــل حــزب اللــه‪ ،‬أو هــو مجــرد مخـ ّدر للشــعب الســوري مبعنــى تحـ ّرك‬ ‫فقــط مــن أجــل التــداول اإلعالمــي‪ ،‬أو رمبــا محاولــة لحفــظ مــاء وجههــم الــذي‬ ‫أريــق منــذ زمــن أمــام الخطــوط الحمــر التــي تجاوزهــا األســد عــى مــرأى‬ ‫العــامل أجمــع‪ .‬واليــوم ومابــن ســيناريوهات الرضبــة العســكرية املطروحــة‬ ‫عــى مكتــب أوبامــا‪ ،‬و خرائــط بنــك الرضبــات يف ســوريا‪ ،‬مــع االحتياطــات‬ ‫والتحذي ـرات‪ ،‬ينتظــر الشــعب الســوري الســاعات املقبلــة عــى أمــل حـ ٍ‬ ‫ـدث‬ ‫مهـ ٍـم ينقــذ مــا تبقــى مــن األرواح واألبريــاء الذيــن كان مــن املمكــن إنقاذهــم‬ ‫مــن قبــل‪ ...‬جميعنــا ننتظــر‪ ...‬يف الداخــل وخــارج حــدود الوطــن‪ ...‬يف الخيــام‬ ‫البائســة وراء األســاك الشــائكة‪ ...‬ويف عتمــة الزنزانــات‪ ...‬نرقــب وننتظــر‪ ...‬وال‬ ‫نــدري هــل هــو انتظــا ٌر للحلــم أم انتظــا ٌر للمــوت‪...‬‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫‪ -3‬بانتظار الحسم‬ ‫‪ -4‬السوريون والتدخل الخارجي‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬سر الحياة‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -6‬سوريا و السيد ‪%5‬‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬حنجرة ثائرة‪ ...‬سميح شقير‬ ‫‪ -10‬نهايات الغباء االستعماري‬ ‫‪ -11‬األهداف المحتملة‬ ‫‪ -12‬سكايب‪...‬‬ ‫حيث يتواصل السوريون ويثورون‬ ‫‪ -13‬غوطة دمشق‬ ‫‪ -14‬شــام الحسن والحزن‬ ‫‪ -15‬الغازات الحارقة‬ ‫وأهمها وأكثرها خطورة الخردل‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫بانتظار الحسم‬

‫تقرير‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬

‫إن حـ ّدة التهديــدات تتزايــد وتتصاعــد بالتزامن‬ ‫مــع الرضبــة العســكرية التــي يل ـ ّوح بهــا أوبامــا‬ ‫ضــد نظــام األســد يف ســوريا‪ ،‬وســط حالــة مــن‬ ‫االرتبــاك والرتقــب الحــذر يف صفــوف أربــاب‬ ‫النظــام‪ .‬يرتافــق ذلــك مــع ظاهــرة نــزوح واضحــة‬ ‫لعائــات الضبــاط أو املؤيديــن للنظــام مــن‬ ‫العاصمــة دمشــق باتجــاه مناطــق الســاحل‪ ،‬يف‬ ‫حــن غــادر بعضهــم البــاد باتجــاه لبنــان ودول‬ ‫أخــرى كرتكيــا‪ ،‬بينــا ترتقــب املعارضــة املســلحة‬ ‫التطــورات بحــذر شــديد‪ .‬رافــق تســارع األحــداث‬ ‫يف املنطقــة تدهــور يف بورصــات الــدول املجــاورة‪،‬‬ ‫لتســهيل حركتهــم والهــروب بعــد ذلــك"‪.‬‬ ‫فيــا انعكــس الوضــع عــى الداخــل الســوري‬ ‫وانخفضــت قيمــة اللــرة الســورية أمــام ارتفــاع‬ ‫وعــن وضــع املعارضــة املســلحة يف ريــف‬ ‫الــدوالر لرتتفــع األســعار بشــكل كبــر يهــدد‬ ‫دمشــق‪ ،‬أوضحــت أنهــم "مل يتقدمــوا إىل‬ ‫لقمــة املواطــن‪ ،‬وســط التقنــن يف املــواد األوليــة‬ ‫الحواجــز املوجــدة بــن املــزة والصبــورة ألنــه‬ ‫واألساســية ومنهــا رغيــف الخبــز‪.‬‬ ‫مــكان أمنــي بامتيــاز ويقــع تحــت ســيطرة‬ ‫النظــام‪ ،‬ولكــن هنــاك أماكــن يف القلمــون تقــدم‬ ‫وقالــت الناطقــة باســم مجلــس قيــادة الثــورة‬ ‫الجيــش الحــر إليهــا‪ ،‬وكذلــك األمــر يف بيــت جــن‬ ‫يف ريــف دمشــق "ســوزان أحمــد"‪ ،‬ملراســل‬ ‫بالريــف الغــريب‪ ،‬حيــث يقــوم النظــام بســحب‬ ‫األناضــول‪" :‬إن الوضــع متدهــور والنــاس باتــت‬ ‫جنــوده مــن الطائفــة العلويــة املؤيــدة مــن‬ ‫متخوفــة‪ ،‬واالقتصــاد شــبه منهــار واألســعار‬ ‫الحواجــز بحجــة وجــود مهــات ويبقــي البقيــة‪،‬‬ ‫مرتفعــة‪ ،‬بالتزامــن مــع ارتفــاع ســعر الــدوالر‬ ‫األمــر الــذي يوضــح حجــم الخــوف بــن صفــوف‬ ‫بشــكل كبــر"‪ .‬أمــا عــن صحــة املعلومــات حــول‬ ‫النظــام وأتباعــه"‪ ،‬عــى حــد تعبــر الناطقــة باســم‬ ‫هــروب بعــض مؤيديــن للنظــام مــن العاصمــة‪،‬‬ ‫مجلــس الثــورة يف ريــف دمشــق‪.‬‬ ‫وبعــض الضبــاط وعائالتهــم يف الجيــش النظامــي‬ ‫مــن مواقــع خدمتهــم‪ ،‬وإفــراغ بعــض املواقــع‬ ‫أمــا شــاالً فيؤكــد "عمــر عبــد الفتــاح"‬ ‫العســكرية؛ فقــد أكــدت أنهــا أمــور حدثــت‬ ‫املســؤول اإلعالمــي يف لــواء األنصــار بحلــب‬ ‫بالفعــل‪ ،‬وقالــت‪" :‬هنــاك ضبــاط هربــوا إىل‬ ‫أنــه‪" :‬بعــد التهديــدات الغربيــة للنظــام‪ ،‬يعتــر‬ ‫لبنــان‪ ،‬وتــم نقــل األســلحة بشــكل كبــر مــن‬ ‫الوضــع هادئ ـاً بخــان العســل‪ ،‬والنظــام ال يأخــذ‬ ‫مقــرات أمنيــة‪ ،‬فيــا بــدأت حواجــز أمنيــة‬ ‫هــذه التهديــدات يف هــذه املنطقــة عــى محمــل‬ ‫باالنســحاب مــن مناطقهــا"‪.‬‬ ‫الجــد"‪ ،‬كاشــفاً أنــه "يوجــد نــزوح للمواطنــن‬ ‫وأضافــت ســوزان محمــد‪ :‬أنــه "تم إفـراغ بعض‬ ‫مــن داخــل املــدن التــي يســيطر عليهــا‬ ‫مســتودعات األســلحة يف جبــل قاســيون‪ ،‬ونقلهــا‬ ‫النظــام"‪ .‬واعتــر عبــد الفتــاح يف ترصيحــات‬ ‫إىل جهــات أخــرى غــر محــددة‪ ،‬بينــا ينــزح‬ ‫ملراســل األناضــول الرتكيــة أن "النظــام قــد يكــون‬ ‫أغلــب املوالــون للنظــام يف دمشــق‪ ،‬مبنطقــة‬ ‫مرتعشــاً اآلن‪ ،‬ورمبــا يكــون مســعورا ً إذا تحــرك‬ ‫املــزة والدحاديــل وعــش الــورور إمــا إىل منطقــة‬ ‫الغــرب"‪ ،‬نافيـاً أن يكــون هنــاك "إفـراغ للمواقــع‬ ‫الســاحل أو إىل لبنــان‪ .‬فيــا انســحبت الحواجــز‬ ‫العســكرية‪ ،‬ولحواجــز النظــام يف الشــال‪ ،‬بــل‬ ‫بــن املــزة والصبــورة"‪ .‬وتابعــت إىل أن "قيــادة‬ ‫يقــوم بتعزيــز مواقعــه مــن الداخــل بزيــادة‬ ‫النظــام تجــر الشــبيحة عــى تســليم هوياتهــم‬ ‫التأهــب‪ ،‬ومثــال ذلــك األكادمييــة العســكرية‬ ‫األمنيــة‪ ،‬واإلبقــاء عــى الهويــات املدنيــة معهــم‪،‬‬ ‫حيــث يقــوم بتعزيــز دفاعــي‪ ،‬وليــس تعزيــزا ً‬ ‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫هجوميــاً ضــد الثــوار"‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫وعــن ردة فعــل املعارضــة املســلحة إزاء‬ ‫التهديــدات الغربيــة للنظــام‪ ،‬ذهــب عبــد‬ ‫الفتــاح إىل أن "الجيــش الحــر متأهــب ألي رد‬ ‫ويحصــن مواقعــه بالقــرب مــن‬ ‫فعــل للنظــام‪ّ ،‬‬ ‫أماكــن تواجــد قواتــه"‪ .‬وكشــف أن "معنويــات‬ ‫املقاتلــن يف املعارضــة بــكل أطيافهــا عاليــة جــداً‪،‬‬ ‫وقــد يصلــون للقــر الجمهــوري قبــل صواريــخ‬ ‫الكــروز‪ ،‬بينــا جنــود جيــش النظــام البعيديــن‬ ‫عــن موضــع القـرار نهائيـاً‪ ،‬وال يعلمــون أي يشء‬ ‫خارجيــاً ؛معنوياتهــم منهــارة متامــاً خوفــاً مــن‬ ‫الرضبــات املوجعــة واالنتصــارات التــي يحققهــا‬ ‫مقاتلــو املعارضــة‪ .‬أمــا الضبــاط يف جيــش نظــام‬ ‫األســد فهــم عــى يقــن أنهــم ســيخذلون مــن كل‬ ‫األطــراف‪ ،‬ســواء مــن قادتهــم أو مــن روســيا‪،‬‬ ‫وهــم اآلن يبحثــون عــن طريــق للهــرب‪ ،‬عــى‬ ‫حــد وصفــه"‪.‬‬ ‫وترتقــب مختلــف األوســاط املحليــة واإلقليميــة‬ ‫والدوليــة رضبــة عســكرية غربيــة بقيــادة‬ ‫الواليــات املتحــدة‪ ،‬يف رد عــى اســتخدام النظــام‬ ‫الســوري للســاح الكيــاوي يف الغوطتــن بريــف‬ ‫دمشــق األســبوع املــايض‪.‬‬ ‫وكشــف معارضــون ســوريون يف ترصيحــات‬ ‫صحفيــة أن دوالً غربيــة أبلغتهــم باقـراب رضبــة‬ ‫عســكرية تســتهدف مواقــع عســكرية للنظــام‬ ‫الســوري‪ ،‬فيــا مل يعــرف بعــد حجــم الرضبــة‪،‬‬ ‫وموعدهــا حتــى اآلن‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫سياسة‬

‫السوريون‬

‫والتدخل الخارجي‬

‫أوكسجين | مانيا الخطيب‬

‫لــدى الســوريني حساســية مفرطــة وخاصــة‬ ‫مــن موضــوع التدخــل الخارجــي يف بالدهــم‪،‬‬ ‫فقــد عاشــوا باألمــس القريــب واحــدة مــن‬ ‫أقــذر الحــروب يف العــامل وهــي حــرب العراق‪،‬‬ ‫وعاشــوا قبلهــا املأســاة الفلســطينية وأيضــاً‬ ‫اللبنانيــة‪ .‬ثقتهــم مبــا يســمى املجتمــع الــدويل‬ ‫وبأمريــكا عــى وجــه الخصــوص يف أدىن‬ ‫درجاتهــا‪ .‬بعــض مــا يــدل عــى ســيكولوجية‬ ‫اإلنســان الســوري املشــبعة بالوطنيــة؛ أن‬ ‫جميــع أغانيهــم وتراثهــم وأمجادهــم تتغنــى‬ ‫بالدفــاع عــن األرض والــذود عنهــا حتــى‬ ‫الرمــق األخــر‪.‬‬ ‫أصيــب الســوريون يف صميــم كربيائهــم‪،‬‬ ‫وهــم يخوضــون اليــوم ملحمتهــم التاريخيــة‬ ‫مــن أجــل الحريــة‪ ،‬يف ثــورة عرفــت كل أشــكال‬ ‫إبــداع الشــعور والالشــعور اإلنســاين‪ ،‬بأنهــم‬ ‫اســتيقظوا عــى حقيقــة مريــرة‪ ،‬أن بلدهــم‬ ‫محتــل منــذ أمــد بعيــد – بــكل مــا تحمــل‬ ‫كلمــة االحتــال مــن تفاصيــل ظــن الســوريون‬ ‫أنهــم مل يكونــوا يعيشــونها ‪ -‬مــن قبــل ســلطة‬ ‫بناهــا بعقليــة إجراميــة محرتفــة حافظ األســد‪،‬‬ ‫وو ّرثهــا إلبنــه‪ ،‬ليحكــم بــأذرع مخابراتيــة‬ ‫أخطبوطيــة مســمومة‪ ،‬تســتعني بإيــران‬ ‫وبصنيعتهــا "حــزب اللــه" وبـــــ "توازنــات‬ ‫إقليميــة ودوليــة"‪ .‬أثنــاء هــذه الثــورة قامــت‬ ‫ســلطة الغــدر والخيانــة بفتــح ســورية وأرضهــا‬ ‫عــى جميــع االتجاهــات واالحتــاالت‪ ،‬وعــى‬ ‫التدخــات الخارجيــة الروســية واإليرانيــة‬ ‫وتوابعهــا‪ ،‬وأرصت عــى التف ّنــن يف العنــف‬ ‫والقتــل والتنكيــل والتعذيــب‪ ،‬والتهجــر‬ ‫والتدمــر‪ ،‬واالســتبداد والتزييــف وخلــط‬ ‫األوراق‪ ،‬وعــدد ال ينتهــي مــن محــاوالت‬ ‫إشــعال الفــن بجميــع أنواعهــا وأشــكالها‪ ،‬إال‬ ‫أن هــذا مل يــن ذراع الثــورة الشــعبية الجذريــة‬ ‫املباركــة‪ ،‬بــل بقيــت تهــدر‪ ،‬وتجــرف املســتنقع‬ ‫الــذي كنــا نعيــش فيــه مثــل النهــر‪ .‬مل يتلــق‬ ‫الشــعب الســوري مــا يســمى "املجتمــع‬ ‫الــدويل" غــر التنديــد الشــفهي وبعــض‬ ‫الدعــم الشــحيح‪ ،‬وحــرص أن يحافــظ قــدر مــا‬ ‫يســتطيع عــى حالــة ال غالــب وال مغلــوب‪،‬‬

‫تــرك الشــعب يواجــه قــدره املخيــف‪ ،‬بــردود‬ ‫فعــل مخيبــة لــكل اآلمــال‪ ،‬بــل وتلــذذ هــذا‬ ‫"املجتمــع الــدويل" بالعقــدة الســورية املزمنــة‬ ‫وهــي‪ ،‬ضعــف قــدرة الســوريني عــى التعــاون‬ ‫مــع بعضهــم‪ ،‬ليهشّ ــم صــورة مــا أراد أن‬ ‫يســميها "املعارضــة الســورية" بــأن ال يتعــاون‬ ‫ـر عمــر النظــام‬ ‫معهــا كــا يجــب‪ ،‬وكــا يقـ ّ‬ ‫ويجتثّــه‪ .‬بعــض ممــن أراد أن يل ّمــع نفســه‬ ‫عــى أنــه أكــر وطنيــة مــن اآلخريــن؛‬ ‫أغمــض عينيــه عــن التدخــل الحاصــل‬ ‫وصــاح قائــاً‪" :‬أنــا ضــد التدخــل الخارجــي‬ ‫يف ســورية"‪ ،‬وكأن الســوريون هــم مــن أرادوا‬ ‫هــذا التدخــل أو ســعوا إليــه‪ .‬جرميــة اســتخدام‬ ‫الســاح الكيــاوي يف الغوطــة يف دمشــق؛‬ ‫وضعــت مصداقيــة كل املنظــات يف الكــون‬ ‫عــى املحــك‪ ،‬هــي عمليــة ثقــة ومصداقيــة‬ ‫إذا ً‪ ،‬تلــك التــي تواجههــا الــدول الكــرى أمــام‬ ‫شــعوبها وأمــام زمالئهــا وأمــام التاريــخ‪ ،‬يف‬ ‫مســؤولية حاميــة املدنيــن مــن أســلحة الدمــار‬ ‫الشــامل املحرمــة دوليــاً‪ .‬ومــن جهــة أخــرى‬ ‫هــم‪ ،‬حتــى اليــوم‪ ،‬أثبتــوا مبــا ال يرقــى إليــه‬ ‫الشــك بســكوتهم الطويــل جــدا ً عــى جرائــم‬ ‫النظــام الســوري املتواصلــة‪ ،‬أنهــم ال يريــدون‬ ‫لثــورة الكرامــة الســورية أن تصــل إىل بنــاء مــا‬ ‫خرجــت مــن أجلــه‪ ،‬وهــو‪" :‬دولــة املواطنــة‬ ‫والقانون"‪.‬فــاذا هــم فاعلــون؟‪ .‬بــدأ إعصــار‬ ‫التلويــح بالتدخــل العســكري الــدويل يف‬ ‫ســورية عــن طريــق توجيــه رضبــات للمواقــع‬ ‫العســكرية – كــا يقولــون – للنظــام مــن أجل‬ ‫إنهائــه‪ .‬وهنــا وجــد الســوريون أنفســهم ألول‬ ‫مــرة أمــام شــعور مركّــب إىل أبعــد الحــدود‪،‬‬ ‫دفعتهــم الويــات التــي رشبوهــا حتــى‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫اليــوم إىل مــا يشــبه القــول أنــه‪ " :‬أكــر مــن‬ ‫القــرد مــا مســخ اللــه"‪ ،‬وبعضهــم ذهــب إىل‬ ‫التهليــل والفــرح بــأن هــذا التدخــل ســيوقف‬ ‫آلــة القتــل والدمــار العميــاء املجنونــة التــي‬ ‫ســلّطها بشــار األســد ونظامــه املفــرط يف‬ ‫اإلجــرام عــى شــعب أعــزل‪ ،‬وإىل الشــعور‬ ‫بــأن الســاح الــذي قضــوا أعامرهــم يدفعــون‬ ‫مثنــه مــن عرقهــم ودمهــم ل ُيقتلــوا هــم بــه‬ ‫يف النهايــة‪ ،‬مل يعــودوا يريدونــه‪ ،‬وأصابهــم‬ ‫شــعور بالخــدر تجــاه الجرعــات اإليديولوجيــة‬ ‫القومجيــة‪ .‬مهــا كانــت األحــداث القريبــة‬ ‫القادمــة عــى األرايض الســورية املقدســة‪،‬‬ ‫ـس حقيقــة دامغــة‪ ،‬وتلــك التــي‬ ‫فهــي لــن متـ ّ‬ ‫ســيذكرها التاريــخ دومـاً‪ ،‬أن نظامـاً تجــاوز كل‬ ‫حــدود املمكــن يف محاولــة ســحق ثورة شــعب‬ ‫خــرج للمطالبــة بحريتــه‪ ،‬ومتســك بعنــاد‬ ‫وغبــاء وغطرســة وغــرور نادريــن بســلطة‬ ‫بلــد اعتربهــا مزرعــة لــه ولزبانيتــه‪ ،‬واعتــر‬ ‫أهلهــا عبيــدا ً عنــده‪ ،‬دون أن يحســب أي‬ ‫عواقــب ملــا ميكــن أن يــؤدي هــذا إىل مســاس‬ ‫بالســيادة الوطنيــة‪ ،‬واســتعان بــكل مــا أمكنــه‬ ‫مــن الدعــم الخارجــي‪ ،‬وأحــرق كل مراكــب‬ ‫الســوريني‪ ،‬وأطبــق الخنــاق عــى خياراتهــم‪،‬‬ ‫لدرجــة دفعهــم إىل الفــرح الحــذر مــن خيــار‬ ‫مــر آخــر‪ ،‬حتــى جلــب هــو بنفســه إىل البلــد‬ ‫الــذي امتــص خرياتــه لعقــود‪ .‬التدخــل – فيــا‬ ‫لــو حصــل أم مل يحصــل – بدمــاء وأرواح مــن‬ ‫قتلهــم حتــى اآلن ومــن قتلهــم يف ذلــك اليــوم‬ ‫مــن صبيحــة ‪ 21.8.2013‬يف الغوطــة الرشقيــة‪،‬‬ ‫تلــك الجرميــة املروعــة الجديــدة التــي هــزت‬ ‫ضمــر البرشيــة ومل تــرك أمامهــا هــي األخــرى‬ ‫أيــة خيــارات ممكنــة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫سر الحياة‬ ‫ّ‬

‫أوكسجين | عبد الرحمن النزيل‬

‫يلفت موريس مارســال إىل أن رضورة ســلطة مركزية واســتبدادية‬ ‫غــر موجــودة يف العقيــدة املاركســية إال ملرحلــة عابــرة‪ ،‬وأنهــا‬ ‫تســتخدم متهيــدا ً لنظــام غري ســلطوي ( فوضــوي باملقصد االشـرايك)‬ ‫" فــا بــد مــن القــول والتكـرار أن عبــارة دولــة يســارية هــي بــا‬ ‫معنــى يف الحقيقــة‪ ،‬و ميتــاز اليســار االشــرايك بإلغــاء الدولــة (‬ ‫املركزيــة ) وتجاوزهــا"‪ .‬بينــا درجــت يف التيــارات اليســارية‬ ‫العربيــة مراحــل مجحفــة وطويلــة‪ ،‬متتــد بــن مــوت الزعيــم بعــد‬ ‫عقــود مــن تأســيس تلــك الســطلة العابــرة أو املؤقتــة‪ ،‬أو قتلــه أو‬ ‫خلعــه‪ ،‬وتكتســب تلــك الســلطة‪ ،‬عــر تاريــخ عنيــف متــأزم طويــل‬ ‫جــدا ً مبنــي عــى تأصيلهــا يف املجتمــع مــن حيــث ال جــذور حقيقــة‬ ‫لهــا يف البــاد‪ .‬ألغــى اليســار العــريب اإلدارة أو الســلطة التنفيذيــة‬ ‫أو الدولــة فعـاً إمنــا بطريقــة متشــددة تحــايك إيديولوجيــا اليمــن‬ ‫املتطــرف‪ ،‬األمــر الــذي يصدمنــا باليســار العــريب لدرجــة الذهــول‪،‬‬ ‫ال ســيام عندمــا تجــد خلفيــات دينيــة أصوليــة عنــد طالئــع ورواد‬ ‫اليســار الســوري‪ ،‬البعــث‪ ،‬والحــزب القومــي الســوري‪ ،‬خــر مثــال‬ ‫عــى ذلــك مبــا يحويــان مــن طائفيــن موتوريــن‪ ،‬حرفــوا الدولــة عن‬ ‫مســارها املتمثــل بــاإلدارة والســلطة التنفيذيــة إىل الســلطة بذاتهــا‪،‬‬ ‫بينــا يتبنــى اليســار الحــق ال ســيام الجديــد منــه فكــرة إلغــاء‬ ‫الدولــة وتجاوزهــا تكريســاً ملجموعــة ظواهــر اجتامعيــة مركبــة‪،‬‬ ‫ذات طبيعــة قابلــة للتناقــل‪ ،‬وينظــر لهــذه الطبيعــة ( التناقــل )‬ ‫عــى أنهــا الحامــل والضامــن الرئيــس للحريــة‪ ،‬التــي تتســم بســمة‬ ‫مدنيــة‪ ،‬أخالقيــة‪ ،‬جامليــة فنيــة‪ ،‬تقنيــة أو علميــة‪ ،‬ومشــركة بــن‬ ‫كل األج ـزاء يف مجتمــع عريــض أو يف عــدة محــاور مرتابطــة مثــل‪:‬‬ ‫( الحضــارة العربيــة‪ ،‬الحضــارة الصينيــة‪ ،‬الحضــارة املتوســطية )‪.‬‬ ‫الســيام أن املدنيــة حالــة مجتمعيــة مقابــل الحالــة الطبيعيــة‪ ،‬و‬ ‫تنجــم عنــد كل مــن ج ‪ .‬ج ‪ .‬روســو وســان جوســت عــن عقــد‬ ‫اجتامعــي‪ ،‬يعــرف أن (الحضــارات مرتاكــم بعضهــا فــوق بعــض يف‬ ‫مــدار جغ ـرايف واحــد‪ ،‬وتكــون عــى غ ـرار آثــار أو مؤسســات مــن‬ ‫الحضــارة األقــدم‪ ،‬حيــة‪ ،‬مســتمرة يف الحضــارة األحــدث) متامــاً‬ ‫كالرتكيبــة الحضاريــة األصيلــة يف ســوريا‪ ،‬والتــي يعمــل االحتــال‬ ‫األســدي (الــذي يدّ عــي اليســارية والعلامنيــة) وحلفائــه اليمينــن‪،‬‬ ‫عــى تســطيحها وطمســها‪ .‬أمــا الحريــة املدنيــة وفــق النظــام‬ ‫الســوري املســتبد هــي حــق القيــام بــكل مــا تســمح بــه القوانــن!‬ ‫وفــق ظــرف متحيــز غــر موضوعــي مييــز فيــه بــن شــكلني لهــذه‬ ‫الحريــة‪:‬‬ ‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫سياسة‬

‫األول متعلــق بتكويــن الدولــة ودســتورها‪ .‬واآلخــر متعلــق‬ ‫بأمــن املواطــن‪ .‬تجــاوزت الثــورة الســورية اليــوم كل املقاييــس‬ ‫والتفنيــدات وأخــذت مت ّيــز الراتــوب الســيايس مــن الراتــوب املــدين‪،‬‬ ‫ومت ّيــز الراتوبــن هذيــن مــن الراتــوب الدينــي يــل تســتعري وجودهــا‬ ‫منهــا مجتمعــة‪ .‬ومل يتبــق أمامهــا ســوى تكريــس حــق الفــرد يف‬ ‫حريــة امتــاك شــخصه ومعتقداتــه وأمالكــه‪ ،‬وحــق تقريــر أعاملــه‬ ‫بنفســه‪ ،‬بــا إكــراه ‪ ،‬إذ أن هــذه الحريــة تتعــارض بوجــه خــاص‬ ‫مــع العســف واالرتجــال يف الســلطات العامــة كــا يحــدث يف بلدنــا‬ ‫اليــوم ‪ ،‬واعرتافهــا مبــواد إعــان حقــوق اإلنســان املتعلقــة بالحريــة‬ ‫كــا نجدهــا تحمــل اســم (حريــة فرديــة) تدخــل يف نطاقهــا الحرية‬ ‫الشــخصية‪ ،‬الحريــة الدينيــة ‪ ،‬حريــة السياســية ‪ ،‬حريــة الصناعــة ‪،‬‬ ‫حريــة الصحافــة ‪ ،‬اح ـرام امللكيــة ‪ ...‬الــخ وبذلــك تصبــح الثــورة‬ ‫منتــرة بالحريــة وحدهــا‪ .‬ولشــدة مــا كلــت نفــي مــن الجــدل‬ ‫العقيــم مــع املــواالة والــذي ينتهــي دامئــا بتســاؤالت خرقــاء ال‬ ‫تصــدر عــن عاقــل مثــل ‪ :‬شــو يعنــي حريــة ؟ شــو هــي الحريــة يــي‬ ‫بدكــون ياهــا ؟‪ .‬فآليــت عــى نفــي أن أقــرب قلي ـاً مــن مفهــوم‬ ‫الحريــة و أبســطه لهــم هنــا بــن دفتــي مجلــة أوكســجني لعــل‬ ‫األوكســجني يوقظهــم مــن الغيبوبــة وينعشــهم ‪ ...‬وقــد تصــدى لوي‬ ‫الفيــل ملثــل هــذه األســئلة عندمــا قــال ‪ ... :‬رس الحريــة ‪ ،‬وال يعــرف‬ ‫هــذا الــر إال مــن ميارســه‪ ..‬صحيــح ان الحريــة وفــق إميانويــل‬ ‫كانــت وكارل ياســرز‪ :‬أم ـرا غــر قابــل للربهنــة‪ ،‬وال يوجــد دليــل‬ ‫عليهــا إال يف مامرســتنا لهــا بواســطة األفعــال ‪ .‬مبعنــى ان الحريــة‬ ‫يشء أصــي ‪ ،‬و أويل ‪ ،‬وليــس موضــوع برهــان ‪ ...‬فهــي مســلمة‬ ‫يفرتضهــا العقــل مســبقا ‪ ،‬و هــي موجــودة كــرط لوجودنــا ‪...‬‬ ‫وأيــة محاولــة لفهــم فعــل مــن أفعــال الحريــة‪ ،‬بطريقــة عقليــة‪،‬‬ ‫تعنــي جعــل هــذا (الفعــل) مثــل ظواهــر الطبيعــة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫سوريا و الس ِّيد ‪%5‬‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬

‫رش الفســاد عــى م ـ ّر الدهــور مــا اســترشاه يف ســوريا‪.‬‬ ‫مل يســت ِ‬ ‫الغنــي واملنكــوب‬ ‫ومل يبلــغ يف دولــة مــا بلغــه يف هــذا الوطــن‬ ‫ّ‬ ‫مبافيــات األســد‪ .‬إنهــا أرض الخــر والــروات الباطنيــة و املعدنيــة‪.‬‬ ‫طبيعــة خالبــة و حضــارات عريقــة موغلــة يف القــدم‪ ،‬و تــراث‬ ‫ميتــد يف عمــق تاريــخ يفاخــر و يتجــى‪ ،‬إىل أن ُيبتــى بــدا ٍء خبيـ ٍ‬ ‫ـث‬ ‫ُعضــال يُرهــب الخاليــا‪ ،‬ويوهــن الجســد الســوري‪ .‬أَال وهــو‬ ‫الفســاد حيــث اســتفحل وانتــر كالنــار يف الهشــيم‪ ،‬نــار تــأكل‬ ‫األخــر و اليابــس عــى أرض اإلنســان األول‪ ،‬ال تبقــي وال تــذر‪.‬‬ ‫مهد الفساد واإلفساد‬ ‫كشــفت وثائــق صــادرة عــن معهــد واشــنطن للدراســات أن‬ ‫الرئيــس الســوري بشــار األســد قــام بإنشــاء شــبكة اقتصاديــة‬

‫هرميــة إداريــة‪ ،‬تشــمل املقربــن منــه و تســيطر عــى أكــر مــن‬ ‫ثلثــي االقتصــاد الســوري وفــق الئحــة دقيقــة للدراســات‪ ،‬تت ّبــع‬ ‫كل رشكــة ترتبــط باألســد داخــل أو خــارج البــاد‪ .‬وأكّــد املعهــد‬ ‫أن بشــار األســد يُســيطر عــى الحكومــة بشــكل مطلــق مبــا فيهــا‬ ‫مــن رشكات نفــط‪ ،‬وغــاز وثــروات‪ ،‬واملــرف املركــزي‪ ،‬وفقــاً‬ ‫لقانــون الطــوارئ املعمــول بــه منــذ عــام ‪( ،1963‬تــم إلغــاء قانــون‬ ‫الطــوارئ بعــد الثــورة لكــن مفعولــه بقــي مطبق ـاً)‪ .‬أمــا القطــاع‬ ‫الخــاص فوفقــاً ملــا نــره معهــد واشــطن أن هنــاك شــخصيتان‬ ‫رئيســيتان تســيطران عــى ثلثيــه‪ ،‬وهــا شــقيق األســد "ماهــر"‬ ‫وابــن خالــه "رامــي مخلــوف"‪ .‬وكشــفت الدراســة األســاء املرتبطة‬ ‫اقتصاديـاً بــكل منهــا‪ .‬حيــث يديــر ماهــر األســد اســتثامراته عــر‬ ‫ثــاث رجــال أعــال هــم (محمــد حمشــو‪ ،‬ورئيــف القوتــي‪،‬‬ ‫وخالــد قــدور)‪ .‬وميتلــك ماهــر األســد مجموعــة مــن الــركات‬ ‫مــن خــال هــذه األســاء وهــي‪ ،‬رشكــة "ســريا تاتــش"‪ ،‬والــرق‬ ‫األوســط لالتصــاالت‪ ،‬ومــزود خدمــة اإلنرتنــت "رن نــت"‪،‬‬ ‫و"جوبيتــر"‪ ،‬إىل جانــب حمشــو للرصافــة واالتصــاالت واملواصالت‬ ‫واإلعالنــات‪ ،‬كــا ميتلــك راديــو أرابيســك‪ ،‬وقنــاة الدنيــا وســا‪.‬‬ ‫ويعتــر كل مــن محمــد وإيهــاب وإيــاد مخلــوف أذرع رامــي‬ ‫مخلــوف االقتصاديــة وفق ـاً للدراســة‪ ،‬وهــم يف املرتبــة الثالثــة‬ ‫مــن إمرباطوريــة مخلــوف بعــد كل مــن األســد وابــن خالــه‪،‬‬ ‫حيــث تعــود ملكيــة "الشــام القابضــة"‪ ،‬و"ســرياتيل"‪ ،‬و"شــام‬ ‫للبنــاء" و"املــرق لالســتثامر" و"ضــان الشــام" إىل جانــب‬ ‫مئــات الــركات ومئــات آالف الهكتــارات مــن األرايض لرامــي‬ ‫مخلــوف‪ ،‬الــذي بــات ميتلــك ‪ %75‬مــن ســوريا‪.‬‬ ‫المزيد ثم المزيد‬ ‫ِ‬ ‫يكتــف رامــي مخلــوف بــإدراة رشكات بشــار و‬ ‫ومل‬ ‫ماهــر األســد‪ ،‬بــل أراد أن يســتويل أيضــاً عــى رشكات‬ ‫خاصــة ليضمهــا إىل مجموعــة رشكاتــه‪ ،‬ومــا تـزال املشــكلة‬ ‫املســتعصية بــن رشكــة مرســيدس األملانيــة والحكومــة‬ ‫الســورية قامئــة رغــم بــوادر االنف ـراج التــي حاولــت وزار‬ ‫االقتصــاد أن توحــي بهــا‪ ،‬مــن خــال كتابها رقــم ‪ /3459/‬إىل‬ ‫املؤسســة العامــة للتجــارة الخارجيــة‪ ،‬ومديريــات االقتصــاد‬ ‫والتجــارة وكافــة الجهــات والــوزارات املعنيــة‪ ،‬حــول موافقــة‬ ‫رئيــس مجلــس الــوزراء عــى الســاح باســترياد كافــة اآلليــات‬ ‫الهندســية والخدميــة مــن نــوع مرســيدس‪ ،‬مــا عــدا‬ ‫الســياحي أو مــا يف حكمهــا‪ .‬وتعــود‬ ‫املشــكلة إىل محاولــة رامــي‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫‪6‬‬


‫مخلــوف أخــذ وكالــة املرســيدس مــن رشكــة أبنــاء عمــر ســنقر‪ ،‬مــا‬ ‫أدى إىل وقــوف الرشكــة األملانيــة إىل جانــب رشكــة ســنقر‪ ،‬وهــذا‬ ‫أدى إىل التصعيــد مــن جانــب الحكومــة الســورية التــي وقفــت إىل‬ ‫جانــب رامــي مخلــوف‪ .‬فأصــدرت قـرارا ً بإلغــاء الــوكاالت الحرصية‬ ‫بدعــوى عــدم االحتــكار‪ ،‬ويف حقيقــة األمــر كان املوضــوع موجه ـاً‬ ‫ضــد الرشكــة املذكــورة‪ ،‬فــا كان مــن الرشكــة األملانيــة إال اإلرصار‬ ‫عــى التمســك بالوكيــل الســوري الــذي تعاملــت معــه منذ ســنوات‬ ‫طويلــة وهــي رشكــة ســنقر‪.‬‬ ‫تعدد المواهب والموت واحد‬ ‫عمــل رامــي مخلــوف عــى غســل أمــوال صــدام حســن وتهريبها‬ ‫مــن العـراق بعــد اجتامعــه مــع عــدي صــدام حســن ومــع رجــل‬ ‫أعــال أردين‪ ،‬حيــث تــم إدخــال املبالــغ إىل لبنــان وتــم تبييضهــا‬ ‫وتقلهــا إىل بنــوك عربيــة أخــرى‪ ،‬وأرشف عــى هــذه العمليــة‬ ‫رســتم غزالــة بعــد أن أدخــل املبالــغ بأســاء وهميــة‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫عمليــات تبييــض أمــوال املخــدرات‪ .‬و بعــد ســقوط نظــام صــدام‬ ‫تــم االحتيــال عــى الحكومــة العراقيــة الجديــدة حيــث مل يتــم‬ ‫الترصيــح عنهــم‪ ،‬وتــم كشــف عمليــة تهريــب أمــوال عراقيــة بعــد‬ ‫دخولهــا إىل لبنــان بطائــرة خاصــة‪ ،‬وكان املــرف عــى تهريبهــا‬ ‫رامــي مخلــوف‪ ،‬ولكــن األقــدار شــاءت أن تكشــفها األجهــزة‬ ‫األمنيــة اللبنانيــة ومتــت مصادرتهــا مــن قبــل األجهــزة األمنيــة‬ ‫اللبنانيــة وكان مشــارك فيهــا ابــن إميــل لحــود‪.‬‬

‫تحقيق‬

‫يف هــذا الجيــش إمنــا جــرت عــى مــدى عقــود و مببالــغ خياليــة ال‬ ‫ميكــن تخيلهــا‪ .‬هــذا وبقــي عــدد قــوات النظــام و عتاده العســكري‬ ‫مخفيــاً ومجهــوالً لــدوا ٍع أمنيــة طبعــاً و أرسار عســكرية‪ .‬حيــث‬ ‫يوجــد يف الجيــش الســوري وحــدات عســكرية وهميــة موجــوده‬ ‫عــى الــورق‪ ،‬يتقاضىــى عنارصهــا رواتــب شــهرية منــذ ع ـرات‬ ‫الســنني‪ .‬كــا وأن عتــاد الجيــش الســوري الفعــي أقــل بـــ ‪%80‬‬ ‫مــا هــو عليــه‪ .‬و حســب اإلحصائيــات الورقيــة مــن املفــرض أن‬ ‫يكــون لــدى الجيــش حــوايل ‪ 6000‬عربــة بــن مدرعــة و مصفحــة و‬ ‫دبابــة‪ ،‬و حــوايل ‪ 500‬طائــرة حربيــة مــن مختلــف األنــواع‪ ،‬و ‪1200‬‬ ‫صــاروخ ســكود‪ .‬إن واقــع النظــام املتهــاوي يشــر إىل أن املعارضــة‬ ‫مل تدمــر خــال ســنتني عــر هــذا العــدد‪ ،‬مــع ذلــك وقائــع األرض‬ ‫تقــول أن طائراتــه العاملــة مل يعــد يتجــاوز عددهــا الـــ ‪ 100‬و‬ ‫دباباتــه ال يتجــاوز تعدادهــا الـــ ‪ ،500‬أما الســكود فأكرث اســتخادمه‬ ‫ال يــوازي ثلــث مــا هــو مــد ّون يف صفقــات الســاح التــي أبرمتهــا‬ ‫وزاره الدفــاع العتيــدة‪ .‬فأيــن ذهــب العتــاد و الســاح الــذي مل‬ ‫يُه ـ َّرب عــر أنفــاق املعارضــة؟‪ .‬الحقيقــه املــرة هــي أن الشــعب‬ ‫الســوري يُــرق منــذ عقــود بطريقــه مفجعــة و مد ّمــرة للوطــن‪.‬‬ ‫وهــذا مــا رواه شــهود مــن ضبــاط منشــقني عــن جيــش النظــام‪.‬‬

‫الفساد يطال فرقًا عسكرية‬ ‫عندمــا نتحــدث عــن ملفات الفســاد الرسطــاين يف مفاصل النظام‬ ‫الســوري يخطــر يف البــال الكثــر مــن الــوزارات كــوزارة الرتبيــة‪،‬‬ ‫حيــث كشــفت الثــورة الســورية وجــود اآلالف مــن املعلمــن‬ ‫الوهميــن مــن الطائفــة العلويــة يتقاضــون رواتبهــم وهــم‬ ‫يف بيوتهــم‪ .‬أو كــوزارة النفــظ التــي تعتــر مؤسســة خاصــة‬ ‫تذهــب عائداتهــا منــذ عـرات الســنني لصالــح آل األســد‪ ،‬دون‬ ‫أن تدخــل يف حســابات الخزينــة الســورية‪ .‬أمــا فســاد‬ ‫وزارة الداخليــة فيظهــر مــن خــال الرشــاوي املنترشة‬ ‫يف ســلك الرشطــة و األمــن‪ .‬و ال يختلــف األمــر يف‬ ‫وزارة الدفــاع‪ ،‬إذ لفســاد الجيــش شــأن آخــر‪ ،‬حيــث‬ ‫نتذكــر الـــ ‪ 7000‬ل‪.‬س إىل ‪10000‬ل‪.‬س التــي يدفعهــا املج ّند‬ ‫للضابــط املســؤول شــهرياً لقضــاء خدمــة العلــم وهــو يف املنــزل‪.‬‬ ‫هــذا غــر النصــف مليــون لــرة التــي يدفعهــا امليســورون ليقــي‬ ‫أبناءهــم خدمــة العلــم يف مــكان معـ َّـن كالتدريــب الجامعــي‪.‬‬ ‫هــذا ليــس كل يشء‪ ،‬فالفســاد يف الجيــش هــو أحــد أســباب‬ ‫تحولــه آللــه قتــل و إجـرام‪ .‬ولكــن الرسقــة الكــرى التــي تحصــل‬ ‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫»‬

‫زبداني إف إم‬

‫وليــد املعلــك يعلّــك كعادتــه ويقــول بــأن ســوريا ليســت لقمــة‬ ‫ســائغة وبأنهــا ســتفاجئ العــامل بدفاعاتهــا وقوتهــا العســكرية‪ ...‬كنــت‬ ‫فاجأنــا حبيــب مــن قبــل واســتعمل هالقــوة بتحريــر الجــوالن مثـاً ّول‬ ‫بتخــاف عــى شــعبك مــن املفاجــآت الســعيدة‪!!....‬‬ ‫رصحــت بعبارتهــا املشــهورة "أمــا آن للكيــاوي‬ ‫ملــا الالفنانــة رغــدة ّ‬ ‫أن يستشــيط"‪ ...‬ضحكنــا عليهــا‪ ...‬بــس مــو تــاري هالرغــدة كلمتهــا مــا‬ ‫بتصــر تنتــن عنــد ســيادتو‪ ...‬بركاتــك ســتنا رغــدة‪!!....‬‬ ‫بعــد ب ـراءة حســني مبــارك مــن معظــم التهــم املوجهــة إليــه الثــورة‬ ‫املرصيــة تعيــد تصويــر نفــس الســيناريو‪ ...‬يعنــي رح نعيــد كل يش مــن‬ ‫األول‪ ...‬واحــد‪ ...‬تنــن‪ ...‬تالتــة‪ ...‬أكشــن‪" ...‬يســقط يســقط حســني‬ ‫مبــارك"‪!!...‬‬ ‫املعلــم يقــول بــأن الهجــوم عــى ســوريا ســيخدم العصابــات اإلرهابيــة‬ ‫املرتبطــة بالقاعــدة‪ ....‬لــك يخــدم العفاريــت الــزرق املهــم يتحركــوا بقا‪...‬‬ ‫األمــر ســعود الفيصــل يقــول بــأن األســد فقــد هويتــه العربيــة‪...‬‬ ‫ضــل‬ ‫دخيــل عينــك ع أســاس أنــت والعــرب يــي ســاكتني مــن ســنة ّ‬ ‫عنكــم هويــة ّول عروبــة ّول كرامــة‪!!...‬‬ ‫الــدول الغربيــة تقــول بــأن الرضبــة العســكرية عــى نظــام األســد‬ ‫غــر كافيــة إلســقاطه إمنــا هــي تهديــد لــه بعــد اســتخدامه الكيــاوي‪...‬‬ ‫يعنــي كل هالبعبعــة والتنديــد مــن ســنتني وآخــر يش بــس قتلــة صغــرة‬ ‫وفركــة إدن‪ ...‬شــكلو الشــعب الســوري صــام صــام ورح يفطــر عــى‬ ‫بصلــة‪ ...‬وبيجــوز مــا يفطــر مــن أصلــه‪!!...‬‬ ‫املعلــم ومــن حنجرتــه الغارقــة برقبتــه العريضــة يهتــف‪" :‬روســيا‬ ‫جــزء مــن صمودنــا"‪ !!...‬شــكلو رح يصــر هــاد الهتــاف الرســمي بــدل‬

‫»‬ ‫»‬

‫»‬ ‫»‬ ‫»‬ ‫»‬

‫"وحدة‪ ...‬حرية‪ ...‬اشرتاكية"‪...‬‬ ‫إرسائيــل ترفــع حالــة التأهــب قبيــل هجــوم محتمــل عــى ســوريا‪،‬‬ ‫مــع ترسيبــات عــن منــح باحثــون صهاينــة نظــام األســد استشــارات‬ ‫حــول كيفيــة التــرف أثنــاء الرضبــة مــن أجــل الحفــاظ عــى حكمــه‪...‬‬ ‫تــاري دولــة املقاومــة بتاخــد نصحهــا مــن صهيــون‪ ...‬اللــه حيــوووو‬ ‫مامنعــة!!‬ ‫الحكومــة الربيطانيــة تقــول بأنــه يتعــن عــى مجلــس األمــن‬ ‫"فحــص" التقريــر الخــاص بالهجــوم الكيــاوي قبــل أي عمــل عســكري‪...‬‬ ‫بــس ماعرفنــا فحــص شــو‪ ...‬إيكــو وال مخــري‪ ...‬وال زرع‪): ....‬‬ ‫رح بــأن الرضبــات العســكرية عــى ســوريا‬ ‫البيــت األبيــض يــ ّ‬ ‫ســتكون محــدودة املــدة واألهــداف‪ ...‬وأنتــو كــان يــا مواطنــن يــا‬ ‫ح ّبابــن حــددوا طموحاتكــم وال تحلمــوا كتييريمشــان مــا تنصدمــوا‪!!...‬‬ ‫روســيا تبــدأ بإجــاء رعاياهــا الذيــن يرغبــون مبغــادرة ســوريا‪...‬‬ ‫بالــرويس "بيــزال باســنا" وبالســوري اللــه معكــم درب يســد مــا يــرد‪!!...‬‬

‫»‬

‫»‬

‫»‬ ‫»‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫اإلقامة الجبرية‬

‫هــي إجــراء احــرازي تتخــذه الســلطات مــن أجــل تقييــد حريــة‬

‫شــخص مــا يف مــكان تحــدده الســلطات‪ ،‬قــد يكــون هــذا املــكان منزلــه‬ ‫أو أي مــكان آخــر يتبــع أحــد مؤسســات الدولــة‪ ،‬ولكنــه غالبـاً مــا يكــون‬ ‫مكانــاً خاصــاً بالشــخص املحــدد إقامتــه‪ .‬اإلقامــة الجربيــة هــي قــرار‬ ‫وليــس حكــم يصــدر مــن الحاكــم العســكري أو مــن ينــوب عنــه‪ ،‬وهــو‬ ‫قـرار مرتبــط بإعــان حالــة الطــوارئ مثلــه مثــل قـرار االعتقــال‪ .‬يرتتــب‬ ‫عــى قـرار اإلقامــة الجربيــة منــع هــذا الشــخص مــن الســفر أو االنتقــال‬ ‫خــارج هــذا املــكان أو مغادرتــه‪ ،‬ولكنــه يســتطيع أن يتواصــل مــع أهلــه‬ ‫وذويــه ويســتقبل بعــض الزائريــن بعلــم الســلطات‪ ,‬كذلــك تقطــع‬ ‫االتصــاالت ولكنهــا تكــون متوافــرة يف هــذا املــكان لحــن اتخــاذ إج ـراء‬ ‫قضــايئ معــه‪ .‬هــي إذا ً نــوع مــن أنــواع تقييــد الحريــة التــي تطبــق‬ ‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫يف جميــع دول العــامل وتختلــف كث ـرا ً عــن الحبــس الــذي يتــم داخــل‬ ‫املؤسســات العقابيــة‪ .‬كــا يكــون مــن حــق هــذا الشــخص أن يقيــم‬ ‫معــه أحــد أف ـراد أرستــه يف املــكان املحــدد لإلقامــة الجربيــة‪ .‬أمــا فيــا‬ ‫يتعلــق بــرورة اإلعــان عــن مــكان اإلقامــة الجربيــة أو إخفائــه عــن‬ ‫الــرأي العــام فهــذا أمــر يتوقــف عــى مــدى خطــورة ذلــك عــى حيــاة‬ ‫هــذا الشــخص يف حــال كان لــه خصــوم سياســيون‪ .‬وهــذه النوعيــة مــن‬ ‫الق ـرارات قــد تتخــذ ضــد أي شــخص وليــس فقــط ضــد الشــخصيات‬ ‫السياســية‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫حنجرة ثائرة‪ ...‬سميح شقير‬

‫قلبه ع الثورة‬

‫أوكسجين | هيالنة‬

‫عندمــا يبــدأ الــكالم عــن "ســميح شــقري"‬ ‫فالحديــث يطــول عــن رجــل حــر يف زمــن‬ ‫نــدرت فيــه الرجــال‪ ،‬فنــان ســوري ملتــزم بــدأ‬ ‫منــذ ثالثــن عام ـاً‪ ،‬كان يحمــل همــوم النــاس‪،‬‬ ‫ويؤمــن بــأن املقاومــة هــي خيــار البــد منــه‪،‬‬ ‫وتكــون بتحريــر اإلنســان أوالً قبــل الوقــوف‬ ‫يف وجــه الطاغيــة‪" .‬شــقري"‪ ...‬الشــاعر واملغنــي‬ ‫واملؤلــف املوســيقي مــن مواليــد بلــدة "القريّــا"‬ ‫يف جبــل العــرب‪ ،‬ينتمــي لطائفــة املوحديــن‬ ‫الــدروز‪ ،‬متــزوج مــن امــرأة أوكرانيــة األصل وأب‬ ‫البنتــن‪ .‬عــرف بأغانيــه الوطنيــة الثوريــة التــي‬ ‫قــام بتلحــن وكتابــة معظــم كلامتهــا بنفســه‪،‬‬ ‫معتمــدا ً أســلوب النقــد الســاخر ليكــون صفعــة‬ ‫للزمــن الــرديء‪ ،‬باإلضافــة إىل غريهــا مــن األغــاين‬ ‫اإلنســانية والعاطفيــة‪ .‬بــدأ بتقديــم أغانيــه‬ ‫عــى املســارح عــام ‪ ،1982‬وأصــدر مجموعتــه‬ ‫الغنائيــة األوىل عــام ‪ .1983‬قــام بتلحــن‬ ‫املوســيقى التصويريــة للعديــد مــن املسلســات‬ ‫واملرسحيــات أبرزهــا مرسحيــة "خــارج الــرب"‬ ‫للكاتــب الراحــل "محمــد املاغــوط"‪ .‬مل يســتطع‬ ‫"شــقري" تســجيل وتوزيــع أعاملــه بشــكل جيــد‬ ‫إال بعــد أن ذاع صيتــه وع ّمــت شــهرته العــامل‬ ‫أجمــع‪ .‬قــام بجــوالت غنائيــة متنقـاً بــن الــدول‬ ‫األوروبيــة والجاليــات العربيــة‪ .‬درس بــن عامــي‬ ‫‪ 1990‬و ‪ 1994‬يف املعهــد العــايل للموســيقى‬ ‫يف العاصمــة األوكرانيــة "كييــف"‪ ،‬وقــام يف‬ ‫الســنوات األخــرة بجــوالت عديــدة يف مــدن‬ ‫مثــل شــيكاغو ولــوس أنجلــس وباريــس وبرلــن‬ ‫وفيينــا وأمســردام‪ ،‬باإلضافــة إىل القاهــرة وأبــو‬ ‫ظبــي وتونــس‪ ،‬ويقيــم حاليــاً يف العاصمــة‬ ‫الفرنســية باريــس‪.‬‬ ‫مــن أهــم أعاملــه أغنيــة الحصــاد‪ ،‬األمــل‪،‬‬ ‫الجــوالن‪ ،‬زهــر الرمــان‪ ،‬وأغنيــة "ســيحاكمكم‬ ‫أيهــا الجــادون دمــي" والتــي أهداهــا إىل‬ ‫معتقــي الــرأي يف صحــاري الفكــر ومــن كلامتها‪:‬‬ ‫ولنــا تحــت ظــال القيــد وتحــت حصــار‬ ‫العســكر أغنيــاتٌ للحقــول للصبايا والفراشــات‬ ‫والوطــن األخــر نتحــدى جــدرا َن الســجن‬ ‫اب حــام‬ ‫ونكتــب بأظافرنــا شــعرا ً نرســم أرس َ‬ ‫حــزب‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫الف ّنــان املســتقل الــذي مل ينتــمِ إىل ّ‬

‫ســيايس يحلــم بالحريــة لوطنــه‪ ،‬وقــد أهــدى‬ ‫أغنيتــه "يــا حيــف" لشــهداء درعــا الذيــن‬ ‫ســقطوا عــى يــد قــوى النظــام بعــد انطالقــة‬ ‫ثــورة ‪ 15‬آذار يف ســوريا‪ ،‬لينعتــه بعدهــا النظــام‬ ‫"بالخائــن" بعــد أن كانــت أغانيــه الوطنيــة‬ ‫تصــدح يف إذاعاتــه‪.‬‬ ‫"شــقري" الــذي انحــاز للثــورة‪ ،‬قــ ّدم مجموعــة‬ ‫مــن األفــكار إلرجــاع الثــورة إىل مســارها‬ ‫الصحيــح الــذي يعتقــد أنهــا ولألســف تواجــه‬ ‫لحظــة عصيبــة مــن تاريخهــا‪ ،‬تتمثــل بهيمنــة‬ ‫عــى قياداتهــا العســكرية والسياســية (كاملجلس‬ ‫واالئتــاف وبعــض التشــكيالت العســكرية)‬ ‫التــي تكــون معظــم قراراتهــا مرتبطــة بــدول‬ ‫وأشــخاص داعمــن مالي ـاً أو سياســياً‪ .‬ويــرى أن‬ ‫عنــف النظــام ودمويتــه أدى إىل عســكرة الثورة‪،‬‬ ‫وأوجــد املئــات مــن التشــكيالت العســكرية‬ ‫إال أنهــا مل تتمكــن مــن بنــاء جيــش متامســك‬ ‫يعكــس أخــاق وأهــداف الثــورة‪ ،‬بــل وظهــر‬ ‫عــدد مــن الكتائــب التــي لهــا أهــداف تختلــف‬ ‫كليــاً عــن مــا خــرج الســوريون ألجلــه‪ ،‬مــع‬ ‫دخــول عــدد مــن املســلحني األجانــب الذين كان‬ ‫لبعضهــم والء للقاعــدة واســتبدلوا علــم الثــورة‬ ‫براياتهــم‪ ،‬وتــم تقديــم بعــض تلــك املجوعــات‬ ‫املتشــددة عــى أنهــا منــوذج للســلطة يف مشــهد‬ ‫غريــب عــن حيــاة الســوريني وعاداتهــم‪ ،‬وكان‬ ‫هنــاك الكثــر مــن املامرســات الغــر ثوريــة‬ ‫التــي أدت إىل الخلــط بــن "الثائــر" الــر اغــب‬ ‫بإســقاط النظــام مــن أجــل بنــاء ســوريا دولــة‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫املواطنــة والتعدديــة العادلــة‪ ،‬وبــن "املجاهــد"‬ ‫الــذي يريــد إســقاطه مــن أجــل إقامــة دولــة‬ ‫خالفــة ليســت محصــورة بالجغرافيــا الســورية‬ ‫أساس ـاً‪.‬‬ ‫املشــهد شــديد القســوة‪ ،‬والحــل كــا يقــرح‬ ‫"شــقري" يكــون عــر إيجــاد جســم ســيايس ميثــل‬ ‫جميــع املحافظــات الســورية يغلــب عليــه‬ ‫الطابــع الشــبايب‪ ،‬ليقــوم هــذا الكيــان بقيــادة‬ ‫العملــن العســكري والســيايس عــى األرض‪،‬‬ ‫مــع رضورة اســتثناء مــن مل يؤمنــوا ويلتزمــوا‬ ‫بأهــداف الثــورة‪ ،‬مــن أجــل تأمــن التفــاف كل‬ ‫التشــكيالت العســكرية الثوريــة ضمــن منهــج‬ ‫واحــد ملتــزم بأهدافهــا ويف جســد واحــد ووفــق‬ ‫تراتبيــة وقواعــد أداء محــددة‪ ،‬كــا وتســاعد‬ ‫التنســيقيات وكل مــن يقــوم بجهــد مــدين يف‬ ‫توحيــد خطابهــا وتنســيق جهودهــا ومواقفهــا‪.‬‬ ‫"شــقري" الثائــر يؤمــن بــأن رس الوهــج الســاطع‬ ‫يف أشــهر الثــورة األوىل كان بســبب انتصارهــا‬ ‫األخالقــي أمــام جرائــم النظــام‪ ،‬واليــوم ورغــم‬ ‫دمويــة املشــهد البــد مــن اإلرصار عــى االنتصــار‬ ‫األخالقــي مــن خــال حاميــة املدنيــن‪ ،‬والحــرص‬ ‫عــى وحــدة النســيج االجتامعــي الســوري بــكل‬ ‫مكوناتــه ليكمــل حضارتــه بعــد انتصــار الثــورة‬ ‫املأمــول‪.‬‬ ‫مــع "شــقري" ســنتحدى كــا قــال جــدران‬ ‫الســجن‪ ...‬وســنكتب بأظافرنــا شــعرا ً‪...‬‬ ‫وســننتظر لنكتــب معــاً خامتــة األشــياء كــا‬ ‫الشــعب يرغــب‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫رأي‬

‫نهايات الغباء االستعماري‬

‫أوكسجين | د إيهاب األموي‬

‫‪ 23‬آب ‪ ،2013‬الســاعة ‪ 04:03‬صباحـاً‪ ،‬كان وقــع املجــزرة التــي ارتكبهــا‬ ‫املتوحــش فجــر أمــس يف الغوطــة متوقعــاً عــى هــذا النحــو‪ ،‬فقــد‬ ‫خربنــا أكاذيــب النظــام وفربكاتــه التــي تقــرن بجرامئــه دوم ـاً‪ ،‬وخربنــا‬ ‫أيضـاً انحطــاط أخــاق شــبيحته ومؤيديــه‪ ،‬لكــن أشــد مــا يجعــل املــرء‬ ‫يشــعر بالغثيــان هــو موقــف اإلعــام األورويب‪ .‬األوروبيــون بطبعهــم‬ ‫يحاولــون إظهــار أنفســهم مبظهــر املوضوعيــة والتحقــق مــن األمــور‬ ‫كث ـرا ً‪ ،‬الســيام إذا تعلــق األمــر بظلــم كبــر يقــع عــى شــعوبنا‪ ،‬لكنهــم‬ ‫بالغــوا هــذه املــرة يف تجاهــل املجــزرة أو املــرور عليهــا مــرور الك ـرام‪،‬‬ ‫ثــم التشــكيك بالروايــة الحقيقيــة واإلعتــاد عــى مصــادر النظــام‪ .‬حتــى‬ ‫الفاتيــكان ذاتــه أطلــق ترصيحــات تشـكّك بروايــة الثــوار‪ ،‬إىل أن بــدأت‬ ‫الــدول العظمــى تتخــى تدريجيـاً عــن التضليــل لعــدم جــدواه يف هــذا‬ ‫الخصــوص‪ .‬الغــرب والــدول العظمــى عندمــا يقولــون الحقيقــة؛ يفعلــون‬ ‫ذلــك بعــد اخفائهــا حينـاً إىل أن يحــن موعــد اإلســتفادة منهــا وتوظيفهــا‬ ‫ملــا يرمــون إليــه‪ .‬كل هــذا يجعــل الصــورة أوضــح مــن ذي قبــل لألذهــان‬ ‫مــن أن ال فائــدة مــن العــامل أجمــع‪ ،‬بــل عــى العكــس‪ ،‬لــو مل يحســب‬ ‫لهــم حســاب منــذ البدايــة‪ ،‬لرمبــا كنــا قــد تخلصنــا مــن الطاغيــة‬ ‫ورشذمتــه منــذ زمــن‪ .‬مــدن وقــرى تحــت الحصــار‪ ،‬يف التاريــخ أمثلــة‬ ‫كثــرة عــن شــعوب عانــت اإلحتــال والقهــر والحصــار والدمــار‪ ،‬ولعــل‬ ‫تجربتنــا هــي أمـ ّر التجــارب يف العــر الحديــث وأشــدها وحشــية‪ ،‬لكــن‬ ‫يف النهايــة تنتــر إرادة الشــعب املقــاوم إن مل يعتمــد إال عــى نفســه‬ ‫يف املقاومــه والتخلــص مــن الظلــم‪ ،‬فتتحــرر البــاد عندئــذ ويعــود أليهــا‬ ‫نبــض الحيــاه تدريجيــاً‪ .‬لكــن ملَ يضطــر الطغــاة اىل البطــش؟ أليــس‬ ‫اإلمعــان يف القتــل هــو عالمــة ضعــف وهســترييا ؟ أجــل‪ ،‬فالشــام قــد‬ ‫ط ّوقــت مــن قبــل الثــوار وبــدأ النظــام يختنــق‪ ،‬فبعــد أن بــدأت معركــة‬ ‫الســاحل‪ ،‬رشع املأفــون بإرســال قيــادات وضبــاط وقــوات مــن جيشــه‬ ‫الــرث امل ُ َهل َهــل إىل الســاحل‪ ،‬ليــس درءا ً لســقوطه وحســب‪ ،‬إمنــا ليــدرأ‬ ‫عــن نفســه العصيــان والتمــرد بعــد أن متلمــل الكثــر مــن ضباطــه‬ ‫الذيــن فضّ لــوا أن يحمــوا عائالتهــم وجحورهــم وأوكارهــم‪ .‬وهنــا بــدأ‬ ‫شــبح الهجــوم املرتقــب مــن الغوطــة وتقـ ّدم الثــوار نحو دمشــق يــزداد‪،‬‬ ‫فتو ّجــب عــى النظــام أن يفعــل شــيئاً لوقــف الخطــر القابــع عــى‬ ‫بعــد كيلومــرات قليلــة مــن القــر‪ ،‬فلــم يجــد إال البطــش واإلبــادة‬ ‫ســبيالً إىل ذلــك‪ .‬ولــو أن الســاحل حــرر رسيع ـاً؛ ل َف َقــد الســفاح ورقتــه‬ ‫الرابحــة وخــاب أمــل اإلســتعامر يف فــرض التقســيم الجديــد‪ .‬هاهــم‬ ‫الثــوار‪ ،‬رغــم القتــل والدمــار يصــدون هجوم ـاً لجيــش املأفــون هــذا‪،‬‬ ‫يقتلــون جنــودا ً حاولــوا اقتحــام إحــدى القــرى التــى قصفــت بالكيــاوي‬ ‫ودكــت بالصواريــخ الفراغيــة‪ ،‬لكــن املفاجــأة كانــت لهــم باالنتظــار‪،‬‬ ‫فقــد جعلوهــم يحملــون رؤوســهم املقطوعــة‪ .‬فهــل عــادت الغوطــة إىل‬ ‫ســيطرة املتوحــش‪ ،‬وهــل قضــوا عــى املقاومــة فيهــا؟ كال‪...‬‬ ‫كل هــذه دروس‪ ،‬ال يعــي املســتعمر وال املحتــل بغبائــه منهــا شــيئاً‪،‬‬ ‫وهــو مل يعــد قــادرا ً عــى التمييــز إال مــن خــال رشاهتــه للمصالــح التــي‬ ‫لــن ينــال منهــا مــا يريــد‪ .‬القتــل ال يفيــد يف ثنــي الشــعب عــن م ـراده‬ ‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫بــل عــى العكــس متام ـاً‪ ،‬يؤ ّجــج الصــدور ويجعــل مــن األمل واملصيبــة‬ ‫حافـزا ً قويـاً لتجــاوز العقبــات والخالفــات التــي تشــق الصفــوف‪ .‬وهنــا‬ ‫تتبــدد الفــن التــي زرعهــا نــرون الشــام مــن قبــل‪ ،‬فرعونتــه وإجرامــه‬ ‫ســبقا التخطيــط الخبيــث الــذي عهدنــاه مــن جانــب ناصحيــه وأســياده‬ ‫مــن املســتعمرين‪ .‬روســيا بسياســتها الخرقــاء متثّــل اآلن جانبــاً مــن‬ ‫املامرســات االســتعامرية الحديثــة‪ ،‬فهــي تدعــم بــكل وقاحــة وعــى املــأ‬ ‫تجســد‬ ‫نظــام األســد املدمــر‪ ،‬وتتمســك بــه حتــى الرمــق األخــر‪ ،‬فهــي ّ‬ ‫بحــق سياســة "وضــوح الغبــاء"‪ ،‬أمــا الشــق الغــريب فهــو يتســم بالغموض‬ ‫والكــذب والتذبــذب بــن دعــم الطاغيــة الخفــي و إظهــار امليــل إىل‬ ‫كفــة الشــعب الثائــر‪ ،‬مــع التح ّفــظ عــى أي يشء يفيــد يف تقــدم الثــورة‬ ‫يجســدون مبــدأ سياســة "غمــوض الغبــاء"‪!!...‬‬ ‫عــى األرض‪ ،‬وهــم بذلــك ّ‬ ‫كال االســتعامرين وجهــان لعملــة واحــدة‪ ،‬فــا فــرق مــن حيــث املبــدأ‬ ‫واألهــداف‪ ،‬وال عــداوة بــن االثنــن إال يف الظاهــر‪ ،‬فــإذا دققنــا يف ٍاألمــور‬ ‫وجدنــا أن كلتــا الجبهتــن تعمــان بالتنســيق معــاً وفقــاً ملصالحهــا‬ ‫التــي اجتمعــت عــى تدمرينــا اآلن‪ ،‬لخلــق واقــعٍ جديــد أكــر فائــدة‬ ‫لهــم ولحلفائهــم‪ .‬أمــا املعتــوه الــذي يتســلط عــى رقابنــا‪ ،‬فــا يعــدو‬ ‫كونــه أداة تلهــث وراءهــم ينتهــي أجلهــا بإنقضــاء الغايــة املرجــوة منهــا‪.‬‬ ‫وهــم يتوهمــون أيضـاً أن الشــعب ميكــن إســتخدامه عــى نحــو مشــابه‪،‬‬ ‫أو عــى األقــل باســتطاعتهم أن يفعلــوا مــا شــاؤوا بعــد كل الدمــار واألمل‬ ‫الــذي أصابــه دون اع ـراض يذكــر‪ ،‬و هــم يخطــؤون بذلــك كث ـرا ً‪ ،‬عــدا‬ ‫عــن إجرامهــم بحقنــا‪ ،‬يخطــؤون بحــق مســتقبلهم يف املنطقــة‪ ،‬وبحــق‬ ‫مصالحهــم عــى املــدى البعيــد‪ .‬االســتعامر يعــي أنــه لــن يســتطيع خداع‬ ‫الثــوار‪ ،‬لكنــه يلعــب لعبــة املصالــح‪ ،‬فعندمــا يــرى الخطــأ التاريخــي‬ ‫الفــادح الــذي وقــع فيــه‪ ،‬حينهــا تكــون املوازيــن قــد انقلبــت عــى أم‬ ‫رأســه‪ ،‬عندئــذ يكــون قــد منــح فرصــة ذهبيــة لــكل مــن التبــس عليــه‬ ‫األمــر أن مييــز الخبيــث مــن الطيــب‪ ،‬الصديــق مــن املخــادع‪ ،‬فيتوجــب‬ ‫عليــه إن أراد املنــاورة أن يلبــس براقعـاً جديــدة ليحــاول خــداع النــاس‬ ‫بهــا مــرة أخــرى‪ ،‬ليتحــول غــى مهــرج فقــد حتــى القــدرة عــى إضحــاك‬ ‫االخريــن‪!...‬‬ ‫فهــل ســنتقن نحــن سياســة اللعــب عــى املصالــح‪ ،‬ونجــر املســتعمر‬ ‫هــذه املــرة عــى الخضــوع ملصالحنــا؟‪ ...‬يبــدو األمــر كذلــك إذا نظرنــا‬ ‫إىل الثــوار‪...‬‬ ‫اللهــم ث ّبــت أقدامنــا وانرصنــا وث ّبــت قلوبنــا عــى الحــق بعــد النــر‪،‬‬ ‫و ارضب الظاملــن بالظاملــن‪ ،‬وأخرجنــا مــن بينهــم ســاملني‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫األهداف المحتملة‬ ‫أوكسجين | نيرمين‬ ‫ســاعات حاســمة يرتقــب العــامل خاللهــا‬ ‫توجيــه الرضبــة العســكرية الغربيــة ضــد‬ ‫النظــام الســوري بخــوف وقلــق يف ظــل‬ ‫ترصيحــات تتبايــن مابــن الحســم والــردد‪.‬‬ ‫أوبامــا "املحــارب املــردد" كــا يطلــق عليــه‬ ‫يــدرس الخيــارات املطروحــة أمامــه‪ ،‬إال أنــه‬ ‫ســيأمر عــى األرجــح بعمليــة عســكرية ضــد‬ ‫نظــام األســد ردا ً عــى اســتخدام األخــر أســلحة‬ ‫كيامويــة يف دمشــق يف الهجــوم الــذي أوقــع‬ ‫أكــر مــن ‪ 1300‬قتي ـاً بينــا مــا ت ـزال تنفــي‬ ‫دمشــق اســتخدامها ملثــل تلــك األســلحة‪.‬‬ ‫بعــض األصــوات تقــول بــأن املوضــوع برمتــه‬ ‫ال يتجــاوز مــن كونــه مــادة للتدويــل اإلعالمــي‬ ‫فقــط ال أكــر‪.‬‬ ‫اإلدارة األمريكيــة تقــول بــأن الرضبــة‬ ‫لــن تكــون طويلــة األمــد ولــن تهــدف إىل‬ ‫اإلطاحــة بنظــام األســد‪ ،‬و ســتتضمن إطــاق‬ ‫صواريــخ "كــروز" مــن بــوارج أمريكيــة منترشة‬ ‫يف البحــر األبيــض املتوســط عــى أهــداف‬ ‫عســكرية ســورية‪ ،‬والتــي مــن أهمهــا‪:‬‬ ‫‪-1‬املطــارات العســكرية‪ :‬وهــي مطــار أبــو‬ ‫الظهــور‪ ،‬حــاة العســكري‪ ،‬الجـراح العســكري‪،‬‬ ‫النــرب‪ ،‬الشــعريات‪ ،‬ديــر حافــر‪ ،‬املزة‪،‬الطبقــة‬ ‫العســكري‪ ،‬الضمــر‪ ،‬النارصيــة العســكري‪،‬‬ ‫الصقــال العســكري‪ ،‬الثــورة‪ ،‬مطــارات الالذقيــة‬ ‫وتدمــر والقصــر وديــر الــزور والســويداء‪،‬‬ ‫طيــاس العســكري‪ ،‬خلخليــة العســكري‪،‬‬ ‫ومطــار دمشــق الــدويل‪.‬‬ ‫‪-2‬املواقع العسكرية والثكنات‪:‬‬ ‫مركــز اللــواء ‪ :155‬قــرب دمشــق‪ ،‬ومنــه‬ ‫أطلقــت معظــم صواريــخ الســكود عــى شــال‬

‫وشــال رشق ســوريا‪ .‬ويضــم صواريــخ ســكود‬ ‫مــن ط ـرازات (‪ A, B‬و‪) D‬‬ ‫ﻣﻘﺮ ﻗﯿﺎدة اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وﻣﻮاﻗﻊ توضعهــا‬ ‫ﻲﻓ ﺟﺒﻞ ﻗﺎﺳﯿﻮن‪ :‬يبلــغ تعــداد هــذه الفرقــة‬ ‫خمســة عــر ألــف ضابــط وصــف ضابــط و‬ ‫جنــدي‪ ،‬يعتــرون األكــر تأهي ـاً عســكرياً بــن‬ ‫قــوات املشــاة واملدرعــات الســورية‪ ،‬وميتلكــون‬ ‫أحــدث وأكــر كميــة مــن األســلحة املدفعيــة‬ ‫والصاورخيــة والدبابــات والعربــات املدرعــة‪.‬‬

‫ﻣﻘﺮ األرﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ :‬تقــع يف قلــب دمشــق و‬ ‫تضــم مكاتــب وزيــر الدفــاع‪ ،‬ورئيــس أركان‬ ‫الجيــش ونوابــه ومــدراء معظــم اإلدارات‬ ‫العســكرية‪ ،‬كــا أنــه تقــع بالقــرب منهــا‬ ‫يف موقــع تحــت االرض‪ ،‬يف منطقــة معــرض‬ ‫دمشــق الــدويل ســابقاً غرفــة عمليــات الجيــش‬ ‫الســوري املركزيــة ‪.‬‬ ‫ﻗﯿﺎدة اﻟﻘﻮى اﻟجويــة والدفــاع الجــوي‪ :‬تضــم‬ ‫مكاتــب كالً مــن قائــد القــوى ومديــر إدارة‬ ‫الدفــاع الجــوي التابعــة لــه كــا تضــم أحــد‬ ‫الفــروع األمنيــة التابعــة لالســتخبارات الجويــة‬ ‫ويعــرف بفــرع اآلمريــة‪.‬‬ ‫أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻠﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ‪ :‬هــو مقــر رئييس‬ ‫عمليــات وتســليح رئيــس للنظــام يف حلــب‬ ‫إدارة اﻟاســتخبارات اﻟﻌﺎﻣﺔ يف منطقــة‬ ‫كفرسوســة وﻓﺮوﻋﻬﺎ‪ :‬مثــل فــرع الخطيــب‪،‬‬ ‫و قســم األربعــن يف الجــر األبيــض الــذي‬ ‫يقــوده حافــظ مخلــوف‪.‬‬ ‫إضافــة إىل القصــور الرئاســية مثــل قــر‬ ‫املالــي أو قــر الشــعب يف قاســيون أو القــر‬ ‫املوجــود يف الالذقيــة أو القــر املوجــود يف‬ ‫منطقــة أم الطيــور املطلــة عــى البحــر‪.‬‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫تقارير‬

‫اآلن في بلودان‬ ‫أوكسجين | محمد الصفدي‬

‫تتصاعــد يف األروقــة واألزقــة حاليــاً أفــكار‬ ‫تنتظــر التطبيــق وذلــك حســب منطــق املــواالة‬ ‫يف مدينــة بلــودان‪ ،‬حيــث يــدور الحديــث عــن‬ ‫تشــكيل لجــان شــعبية نســائية عــى غــرار‬ ‫(اللجــان الشــعبية الرجاليــة) التــي تشــكلت‬ ‫مؤخــرا ً‪ ،‬وباتــت هــي اليــد الضاربــة للنظــام‬ ‫األســدي بعــد االنشــقاقات التــي تحــدث‬ ‫داخــل هيكليــة جيــش األســد‪ ،‬حيــث ينتــرون‬ ‫يف الســاحات واألســواق العامــة ويجولــون يف‬ ‫كل مــكان وشــارع‪ .‬لجــان الرجــال الشــعب ّية‬ ‫أثبتــت جدارتهــا يف االعتقــاالت التــي قامــت‬ ‫بهــا مؤخــرا ً‪ ،‬ونجحــت أيضــاً يف املداهــات‬ ‫التــي أرعبــت الزبدانيــن النازحــن إىل املنطقــة‪،‬‬ ‫ومتيــزت يف القبــض عــى الثائريــن‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫أن حصــدت العديــد من الشــباب وســاقتهم إىل‬ ‫جابــر يف النقطــة العســكرية املســاة بال ُحـ ْرش‪.‬‬ ‫يبــدو إذا ً أن تشــكيل اللجان الشــعبيّة النســائيّة‬ ‫بــات قــاب قوســن أو أدىن‪ ،‬حيــث تــم انضــام‬ ‫‪ 18‬امــرأة إىل املجموعــة التــي مــا زالــت قيــد‬ ‫اإلنشــاء‪ .‬أمــا مهــام هــؤالء النســوة األشــداء‪،‬‬ ‫فهــو طبع ـاً ليــس القبــض عــى الرجــال‪ ،‬إمنــا‬ ‫التجــول يف الطرقــات والســاحات وتفتيــش‬ ‫النســاء فقــط ( أي نــون النســوة )‪ ،‬وميتلكــن‬ ‫أيضـاً خاصيــة االعتقــاالت إن أردن ذلــك‪ ،‬أو إذا‬ ‫اقتضــت املصلحــة الوطنيــة للنظــام األســدي‪.‬‬ ‫هــن يعتمــدن عــى طريقــة التفتيــش الدقيقــة‬ ‫ألن املــرأة تســتطيع إخفــاء مــا تريــد‪ ،‬وخاصــة‬ ‫إخفــاء النقــود والــدوالرات‪ .‬لكــن ال نــدري‬ ‫حتــى الســاعة هــل اكتمــل العــدد املطلــوب‬ ‫للتشــكيل أم ال؟‪ .‬وهــل تعرقــل ذلــك بســبب‬ ‫مخــاوف الرضبــة األمريكيــة عــى ســوريا؟‪.‬‬ ‫املوضــوع شــائك ويــزداد تعقيــدا ً وســط ســاع‬ ‫أقاويــل تــدور يف الخفــاء و وراء الكواليــس‬ ‫عــن نيــة النظــام األســدي تشــكيل لجــان‬ ‫شــعب ّية ولّ ديــة‪ ،‬أي عــى غـرار أنــواع وأصنــاف‬ ‫األلبســة املتنوعــة!‪ .‬ندعــو اللــه عــز وجــل أن‬ ‫يع ّجــل بالفــرج حتــى ال نــرى املواليــد الصغــار‬ ‫يقومــون مبراقبــة الطرقــات‪ ،‬أو افتعــال أحــد‬ ‫الكامئــن الط ّيــارة للقبــض عــى املطلوبــن وغــر‬ ‫املطلوبــن‪ ...‬فاحــذروا يارعاكــم اللــه‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫سكايب‪...‬‬

‫تقانة‬

‫حيث يتواصل السوريون ويثورون‬ ‫أوكسجين | باسل مطر‬ ‫مرشوع األمن الرقمي يف سوريا‬

‫يف ظــل الرقابــة الشــديدة عــى شــبكات‬ ‫الهاتــف بشــتى أنواعهــا‪ ,‬أو غيابهــا‬ ‫يف أحيــان أخــرى‪ ,‬وحيــث ال ميكــن‬ ‫للعمــل الثــوري أن يســتمر دون وســيلة‬ ‫للتواصــل‪ ,‬ظهــر برنامــج االتصــال عــر‬ ‫اإلنرتنــت (‪ )VOIP‬ســكايب كواحــد مــن‬ ‫أهــم منصــات االتصــال التــي تجمــع‬ ‫ماليــن الســوريني مــن مواطنــن عاديــن‬ ‫وناشــطني وثائريــن‪.‬‬

‫مــن اإلصابــة بالربمجيــات الخبيثــة‪.‬‬ ‫واســتخدم برنامــج مضــاد للفريوســات‬ ‫حســب موقــع الرشكــة فــإن اتصــاالت‬ ‫بشــكل دائــم مثــل برنامــج آفــرا وهــو‬ ‫ســكايب مشــفره‪ ,‬وهــذا أمــر هــام‬ ‫مضــاد للفريوســات موثــوق ومجــاين‬ ‫ويضيــف بعــدا أخــر مــن األمــان‪ ,‬وقــد‬ ‫ينصــح باســتخدامه يف ســورية ‪.‬‬ ‫يكــون مــن الصعــب فعــا اعــراض‬ ‫املكاملــات‪ ,‬لكــن رشكــة مايكــرو ســوفت‬ ‫‪ .2‬قــم بتحميــل برنامــج ســكايب‬ ‫التــي متلــك التطبيــق كانــت قــد ســجلت‬ ‫مــن موقــع موثــوق للتأكــد مــن عــدم‬ ‫يف عــام ‪ 2011‬بــراءة اخــراع قيــل أنهــا‬ ‫احتوائــه عــى برمجيــات خبيثــة قــد‬ ‫لتطبيــق يســمح باعــراض مثــل هــذه‬ ‫تحــوي برامــج تجســس تــؤدي للتلصــص‬ ‫املكاملــات‪.‬‬ ‫عــى محادثاتــك‪.‬‬ ‫والشــك يف أن ســكايب كان عــى مــدى‬ ‫عامــن مصــدرا للخطــر أيضــا فقــد‬ ‫انتــرت مــن خاللــه مــرارا روابــط‬ ‫خبيثــة اســتهدفت الناشــطني وأوقعــت‬ ‫بهــم أحيانــا قــام بنرشهــا الجيــش‬ ‫الســوري اإللكــروين‪ ,‬إضافــة إىل‬ ‫املامرســات الخاطئــة للمســتخدمني التــي‬ ‫أدت إىل كشــف نشــاطاتهم لــدى تعــرض‬ ‫حســاباتهم لالخــراق أو عنــد اعتقالهــم‪.‬‬ ‫هنــاك مامرســات عــى مســتخدمي‬ ‫ســكايب اتباعهــا لضــان ســورية أعــى‬ ‫مــن األمــان عنــد اســتخدام التطبيــق‬ ‫نجملهــا فيــا يــي‪:‬‬

‫‪ .3‬قــم باســتخدام كلمــة رس‬ ‫قويــة مســتخدما حــروف وأرقــام‬ ‫ورموزعشــوائية لحاميــة معلوماتــك‬ ‫ومنــع املتلصصــن مــن الوصــول إليــه وال‬ ‫تشــارك كلمــة الــر الخاصــة بــك مــع أي‬ ‫طــرف أخــر وقــم بتبديلهــا دوريــا‪.‬‬

‫‪ .ii‬إبطــال اســتالم الفيديــو ومشــاركة‬ ‫الشاشــة تلقائيــا‬ ‫‪ .iii‬مسح املحفوظات لألبد‬ ‫‪ .iv‬قــم مبســح املحادثــات الســابقة‬ ‫واطلــب مــن أصدقائــك مســح نــص‬ ‫املحادثــات دامئــا‬ ‫‪ .5‬اســتخدم شــبكة إفرتاضيــة موثوقــة‬ ‫لتشــفري إتصالــك باإلنرتنــت واالبتعــاد‬ ‫عــن الرقابــة‪ .‬ينصــح باســتخدام ســامتك‬ ‫"يف يب إن" عنــد اســتخدامك ســكايب يف‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫‪ .6‬حــاول التأكــد مــن شــحصية محدثــك‬ ‫عــى الطــرف اآلخــر بالتأكــد مــن الصوت‬ ‫أو عــر أســئلة أمــان مشــركة‬

‫‪ .7‬ال تقــم بالضغــظ عــى أي روابــط أو‬ ‫مرفقــات بــدون التأكــد مــن مصدرهــا‬ ‫‪ .4‬قــم بضبــط إعــدادات الخصوصيــة فقــد تكــون ملفــات تحــوي برامــج‬ ‫يف ســكايب إىل أقــى درجــات اآلمــان‪ .‬خبيثــة‪.‬‬ ‫تســتطيع القيــام بذلــك مــن االقامئــة‬ ‫الرئيســية يف ســكايب مــن تبويــب للمزيد حول االتصال اآلمن باستخدام‬ ‫اإلعــدادات ثــم الخصوصيــة وضبطهــا سكايب يرجى قراءة املقال التايل عىل‬ ‫موقع دليل سالمتك‪.‬‬ ‫عــى عــى النحــو التــايل‪:‬‬ ‫‪https://salamatechwiki.org/‬‬ ‫‪ .i‬الســاح مبكاملــات مــن األشــخاص يف‬ ‫‪ .1‬قــم بتحديــث نظــام التشــغيل‬ ‫‪index.php?title=Skype‬‬ ‫قامئــة جهــات اإلتصــال فقــط‬ ‫والربامــج بشــكل دوري لحاميــة جهــازك‬ ‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫غوطة دمشق‬

‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫الظــل واملتعــة والــرور‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫جــال التاريــخ وجــال الطبيعــة‪...‬‬ ‫والغــذاء والــدواء‪ ...‬هــي غوطــة دمشــق الغنيّــة عــن التعريــف‪ ،‬تحيط‬ ‫مبدينــة دمشــق مــن الــرق والغــرب والجنــوب و تتبــع دمشــق‬ ‫وريــف دمشــق‪ ،‬وهــي ســهل ممتــد عبــارة عــن بســاتني غنــاء مــن‬ ‫أشــجار الفاكهــة تعـ ّد مــن أخصــب بقــاع العــامل‪ ،‬كثــرة امليــاه‪ ،‬نــرة‬ ‫األشــجار ملتفــة األغصــان‪ .‬اســتدارتها مثانيــة عــر ميـاً‪ ،‬كلهــا بســاتني‬ ‫وقصــور تحيــط بهــا جبــال عاليــة مــن جميــع جهاتهــا ومياههــا مــن‬ ‫تلــك الجبــال‪ .‬متتــد يف الغوطــة عــدة أنهــار‪ ،‬وكان القدمــاء يع ّدونهــا‬ ‫مــن عجائــب الدنيــا‪ .‬اشــتق اســم الغوطــة مــن "الغائــط" أي املطمــن‬ ‫مــن األرض وقــال ابــن األعــرايب‪" :‬الغوطــة مجمــع النبــات"‪ .‬تغــذي‬ ‫بســاتني الغوطــة مجموعــة مــن األنهــار الصغــرة مــن فــروع نهــر‬ ‫بــردى وشــبكة مــن قنــوات الــري‪ ،‬وهــي عبــارة عــن بســاتني مــن‬ ‫شــتى أنــواع أشــجار الفاكهــة‪ ،‬وبســاط أخــر ممتــد فيــه كل أنــواع‬ ‫الخــروات والفواكــه ومثــار الغوطــة التــي مــن أشــهرها املشــمش‬ ‫بأنواعــه البلــدي والحمــوي‪ ،‬والتــوت الشــامي والخــوخ والــدراق‬ ‫والكــرز والجــوز‪ .‬وتشــتهر كذلــك بزراعــة كافــة أنــواع الخضــار والــذرة‬ ‫الشــامية الشــهرية والزهــور‪ .‬ربيــع الغوطــة لــه رونقــه وجاملــه املميــز‬ ‫حيــث الربيــع بــكل معانيــه‪ .‬تقســم الغوطــة إىل قســمني متصلــن‬ ‫هــا‪ :‬الغوطــة الغربيــة والغوطــة الرشقيــة‪ ،‬تبــدأ الغوطــة الغربيــة‬ ‫مــن مضيــق ربــوة دمشــق ومتتــد غرب ـاً وجنوب ـاً إىل مناطــق محيــط‬ ‫املــزة وكفرسوســة وداريــا وببيــا وصحنايــا واألرشفيــة‪ ،‬ومــن بعدهــا‬ ‫ســبينه ومناطــق وبلــدات كثــرة محاطــة باألشــجار املثمــرة وأشــجار‬ ‫الحــور وكافــة أشــجار الفاكهــة‪ ،‬مثــل املشــمش والخــوخ والتــوت‬ ‫الشــامي والجــوز البلــدي وغــر ذلــك مــن فواكــه الغوطــة‪ ،‬والبســاتني‬ ‫واملــروج بامتــداد رائــع أخــر يحتضــن الطبيعــة‪ .‬مركــز الغوطــة‬ ‫الرشقيــة وبدايتهــا هــي مدينــة دومــا ومتتــد نحــو الــرق والجنــوب‬ ‫محيطــة مبدينــة دمشــق بحـزام أخــر مــن أشــجار الــرو و الحــور‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫الباســقة‪ ،‬وتواصــل الغوطــة امتدادهــا إىل مناطــق وقــرى وبلــدات‬ ‫أصبحــت مــدن اآلن مثــل جرمانــا واملليحــة وعقربــا و حـ ّزة وكفربطنــا‬ ‫وعربــن‪ ،‬إىل أن تلتقــي بالغوطــة الغربيــة لتكمــل احتضــان دمشــق‬ ‫بالبســاتني‪ .‬يوجــد يف الغوطــة الكثــر مــن اآلثــار القدميــة التــي تعــود‬ ‫لعصــور متعــددة‪ ،‬باإلضافــة إىل ‪ 15‬ديــر تاريخــي أثــري‪ ،‬ومجموعــة‬ ‫مــن التــال واملواقــع األثريــة نذكــر منهــا "تــل الصالحيــة" الــذي يقــع‬ ‫عــى بعــد ‪ 14‬كــم وفيــه آثــار مــن العــر الحجــرى القديــم‪ ،‬و"تــل‬ ‫أســود" ويقــع إىل الــرق و يحتــوى عــى آثــار تعــود للعــر الحجــري‬ ‫الوســيط والقديــم‪ ،‬وكذلــك "تــل املــرج" يف منطقــة حــوش الريحانــة‪،‬‬ ‫و"تــل أبــو ســودة" بالقــرب مــن املــرج‪ ،‬وآثــار كثــرة يف جرسيــن وعــن‬ ‫ترمــا وح ـ ّران العواميــد وبلــدة حموريــة‪ ،‬هــذا غــر اآلثــار الدينيــة‪.‬‬ ‫تعــاين غوطــة دمشــق عــددا ً مــن املشــاكل أهمهــا رسطــان التوســع‬ ‫العمــراين والصناعــي‪ ،‬فقــد تحولــت ‪ %70‬مــن مســاحتها إىل غابــات‬ ‫مــن املعامــل واملســاكن‪ ،‬إال أن رسطانهــا األكــر هــو نظــام األســد الــذي‬ ‫شــن الغــارات الجويــة‪ ،‬و زحفــت نحوهــا مئــات الدبابــات لتحــرق‬ ‫ّ‬ ‫ســهلها األخــر وتقتــل التفــاح والكــرز والرمــان‪ .‬بــدأت الحكايــة بعــد‬ ‫تظاهـرات ع ّمــت مــدن الغوطتــن مبــا فيهــا مــن نخــوة وشــهامة تلبيــة‬ ‫لنــداء الحــق والحريــة‪ ،‬ومل تســتكن ومل تهــدأ رغــم تعرضهــا لرضبــات‬ ‫النظــام‪ .‬وأصبحــت مــأوى لكتائــب الجيــش الحــر مــن أجــل حاميــة‬ ‫ماتبقــى مــن أهاليهــم وأشــجارهم وبســاتينهم‪ ،‬ومل يتوقــف القصــف‬ ‫عنهــا وعــن مــا تبقــى مــن ســكانها‪ ،‬وتعرضــت مؤخـرا ً للقصــف باملــواد‬ ‫الكيميائيــة خوفـاً مــن ســقوطها بيــد الجيــش الحــر الــذي بــات عــى‬ ‫تخــوم العاصمــة‪ .‬ســميت مجــزرة الغوطتــن‪ ،‬إذ ســقط أكــر مــن‬ ‫‪ 1500‬شــهيدا ً و مــا يقــارب ‪ 7500‬مصــاب بســبب غــاز الســارين‪.‬‬ ‫الشاعر فيصل الحجي يريث ماحدث فيها بعهد األسد‪:‬‬ ‫ـت َعـلــ ْي ِك ِ‬ ‫َدفـنــ ِ‬ ‫ـف‬ ‫زواحـ ُ‬ ‫ـت شــوا ِهقِ الجــدران *** َو َمـشــ ْ‬ ‫ـوك تـ ْحــ َ‬ ‫البُنيــان‬ ‫ـثـل جـرائِم اإلنسان؟‬ ‫ـت ِم َ‬ ‫نـسـبُـوا إلـى ال َحيَوان ك َُّل َجرميَ ٍة *** أرأيْ َ‬ ‫َ‬ ‫فــإىل متــى ســتبقى الغوطــة صامــدة؟‪ ...‬بعــد أن قتلوهــا ذبحـاً ورجـاً‬ ‫وخنقــاً‪...‬إىل متى؟!‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫شام الحسن والحزن‬ ‫بقلم مغتربة‪...‬‬

‫يغــب‬ ‫شـــــا ُم يــا ذا الجــرح مل‬ ‫ِ‬ ‫شـــــا ُم يــا وجعــي ويــا دمعــي‬ ‫ِ‬ ‫أبكيـــــك يــا شــامة الدنيــا ووردتِهــا‬ ‫يـــــا ثـــــكىل مفجـــــوع ًة ببنيّهــا‬ ‫الســموم تخنقــ ُه‬ ‫بـــــردى يــ ُّن مــن‬ ‫ِ‬ ‫انتفـــــض ثعبــا ٌن مــن فمــ ِه‬ ‫حتـــــى‬ ‫ّ‬ ‫يابـــــلد َة الحـــــسنِ يـــــا بـــــلدي‬ ‫وابـــــل‬ ‫ٌ‬ ‫ياجنـــــ ًة قـــــ ْد أصـــــابها‬ ‫شـــــيّعي األحــــــام يـــــا طفلــ ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مـــريـــــولك أعلقـــــ ُه‬ ‫وهـــــات‬ ‫شـــــا ُم يانبــ َع الهــوى ومرتعــ ُه‬ ‫ِ‬ ‫ضفتــي بــردى‬ ‫أنــت عينــي وهدبهــا‬ ‫ّ‬ ‫يابنــت مــروا َن امســحي األحــزا َن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫رحــل‬ ‫َ‬ ‫فيــك قــ ْد‬ ‫أيــ َن األمــا ُن‬ ‫ليخنـــــق برعـــــاً‬ ‫وحـــــل ليـــــاً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫غوطتــي ياقميصـاً مــن األزهار منســوجاً‬ ‫انفـــــي يـــــا بلـــــدة األمجـــــا ِد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫عليــك ياشــا ُم‬ ‫الشــمس‬ ‫ستشـــــرق‬ ‫ُ‬

‫كتــب‬ ‫يـــــا ظلــاً ومــا خــ ّط يف‬ ‫ِ‬ ‫شـــــهب‬ ‫و يـــــا لهبـــــاً عــى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ــدب‬ ‫يـــــا دمعـــــ ًة‬ ‫تنســال يف ال ُه ِ‬ ‫قضـــــب‬ ‫يومـــــاً ومصلوبـــــ ًة عــى‬ ‫ِ‬ ‫التعــب‬ ‫رثـــــت مــن‬ ‫يف غوطـــــ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫العطــب‬ ‫يبـــــثُّ فيهــا أنواعــاً مــن‬ ‫ِ‬ ‫يـــــا بلـــــد َة الحـــــزنِ‬ ‫والعتــب‬ ‫ِ‬ ‫عنــب‬ ‫يـــــا كــر َم خــو ٍخ يبــي عــى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجعــب‬ ‫أخفــت الســكاك َر يف‬ ‫قــ ْد‬ ‫ِ‬ ‫العــرب‬ ‫وصمــ َة عــا ٍر عــى جبهــ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصــب‬ ‫جــرح أضنــى قلبــي‬ ‫فيــك‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫نضــب‬ ‫فالدمــ ُع نهــ ٌر يجــري بــا‬ ‫ِ‬ ‫والقبــب‬ ‫عـــــن جبـــــ ِن األمـــــوي‬ ‫ِ‬ ‫ـب‬ ‫واســتوط َن الغوطـ َة وحـ ٌ‬ ‫ـش مــن الرعـ ِ‬ ‫قــ ْد نــا َم عــى غصــنٍ ريّــ ُه عــذب‬ ‫الذهــب‬ ‫وياســوارا ً مشــغوالً مــن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحـــــرب‬ ‫ركبتيـــــك غبـــــر َة‬ ‫عـــــن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ســـــائك الســحب‬ ‫وستنجـــــي مــ ْن‬

‫في‬ ‫الرحيل‬ ‫إليك‬ ‫بقلم باحثة عن الحرية‪...‬‬

‫يف مساءاتك الجميلة‪ ،‬طعم النار‬ ‫تعب وانتظار‬ ‫وعند أعتابك الصخرية‪ٌ ،‬‬ ‫ال تقولوا بأنني أرحل فجأة‬ ‫فلسؤايل عن الربيع يف وطني‬ ‫طعم الحياة‪ ...‬ولذة اإلنتصار‪.‬‬ ‫عرائش وطني امللونة‬ ‫وقباتها‬ ‫وأعناب بالدي ّ‬ ‫يف كروم الخري ترب األرض‬ ‫وماء السامء يف وطني‬ ‫يهطل غيثاً‪ ...‬يف يوم الغبار‪.‬‬ ‫لألزرق يف بالدي‪ ،‬ألوا ٌن جديدة‬ ‫ليست قزحاً‪ ...‬ونادت األرساب البعيدة‬ ‫مثة كلامت عاشقة للقصيدة‬ ‫فاخترصيني ِ‬ ‫إليك دون اعتبار‪.‬‬ ‫أغنيات الحصاد يف سهول الرحب‬ ‫تغني مواويل البعاد واللقاء والحب‬ ‫ترى‪...‬؟ هل يجمعنا يف لحظة درب‬ ‫أم أن اللقاء خارج أرضك‪ ...‬عار‪.‬‬ ‫يا جبل التيه وبحر الرجاء‬ ‫أطفالك الصغار عرضة للفناء‬ ‫وأجداثٌ وقبو ٌر يف رحاب السامء‬ ‫ودموع األمهات أضحت تيجان غار‪.‬‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫‪14‬‬


‫ســـالمتـــك‪:‬‬

‫غــاز الخــردل‪ :‬هــو أحــد أنــواع املــواد‬ ‫املســتخدمة كســا ٍح كيميــاوي‪ ،‬ويشــمل‬ ‫مجموعــة مــن الغــازات تضــم كربيــت الخــردل‪،‬‬ ‫وهــي ال توجــد بشــكل طبيعــي يف البيئــة بــل‬ ‫تصنــع يف املعمــل‪ .‬غــاز الخــردل ليــس لــه لــون‬ ‫أو رائحــة‪ ،‬ولكــن عندمــا يتــم خلطــه مــع مــواد‬ ‫كيمياويــة أخــرى فإنــه يصبــح بنــي اللــون ولــه‬ ‫رائحــة تشــبه رائحــة الثــوم‪ .‬يؤثــر الغــاز يف‬ ‫الجســم عــن طريــق مالمســته للجلــد والعــن‬ ‫والتنفــس وأكل األغذيــة امللوثــة بــه‪.‬‬ ‫اآلثار العامة‪:‬‬ ‫ عندمــا يالمــس الجلــد فإنــه يــؤدي إىل حدوث‬‫تقرحــات وحــروق وخــروش‪ ،‬وتق ّرحــات يف‬ ‫املجــاري التنفســية والتهــاب يف الرئــة عنــد‬ ‫استنشــاقه وحــروق يف العينــن‪ ،‬وقــد يــؤدي إىل‬ ‫العمــى‪.‬‬ ‫ يعتقــد أن التعــرض لغــاز الخــردل مــرة‬‫واحــدة كاف إلصابــة الشــخص بالرسطــان‪.‬‬ ‫‪ -‬يف حــاالت التســمم الحــاد‪ ،‬عــادة مــا ميــوت‬

‫الفلك مع‬

‫فواصل‬

‫الغازات الحارقة وأهمها وأكرثها خطورة الخردل‪.‬‬ ‫الشــخص خــال األســبوع الثــاين مــن التعــرض‬ ‫لغــاز الخــردل‪ ،‬وتحــدث الوفــاة نتيجــة‬ ‫املضاعفــات التنفســية والصدمــة اإلنتانيــة‪.‬‬ ‫األعراض العامة لإلصابة بالخردل‪:‬‬ ‫ لحظــة التعــرض للغــاز وخاصــة الرتكيــز‬‫املرتفــع منــه‪ :‬اختالجــات وتشــنجات وغيوبــة‬ ‫واملــوت‪.‬‬ ‫ بعــد ســاعتني إىل ســت ســاعات مــن التعرض‪:‬‬‫غثيــان وتعــب وصــداع والتهــاب وأمل حــاد يف‬ ‫العــن ودمعــان العــن وارتعــاش الجفــن‪ ،‬عــدم‬

‫القــدرة عــى تحمــل الضــوء‪ ،‬ســيالن األنــف‪،‬‬ ‫احمـرار الــرأس والعنــق‪ ،‬أمل يف الحلق‪ ،‬وتســارع‬ ‫نبضــات القلــب‪.‬‬ ‫بعد ســت ساعات إىل ‪ 24‬ساعة‪ :‬تتزايـــــــــــد‬‫األعـراض الســابقة‪ .‬بــدء ت ّكــون تقرحــات عــى‬ ‫ســطح الجسم‪.‬‬ ‫بعــد ‪ 24‬ســاعة مــن التعــرض‪ :‬يتدهــور‬‫وضــع املصــاب وتــزداد التقرحــات والســعال‬ ‫الــذي يحتــوي عــى القيــح أو املخــاط ‪،‬وحكــة‬ ‫شــديدة يف الجلــد وتغــرات يف لــون الجلــد‪.‬‬

‫أوكسجين‬

‫عش‪:‬‬ ‫ــوا مقراتكــم‬ ‫برج دا أنــو عــم تخل‬ ‫رضبــة‪ ...‬كتيــر‬ ‫ســمعنا‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ــ‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ح تكـون متـل‬ ‫بحلــب خ هــا هالرضبـة ر‬ ‫ـح معنا‬ ‫ن بواحــد‪!!...‬‬ ‫مني تشــينو‪ ...‬تنــ‬ ‫الكاب‬ ‫باما‪:‬‬ ‫رات" التدخــل‬ ‫برج أو أنــو كل "خيــا‬ ‫ع طاولتــك‪...‬‬ ‫ســمعنا‬ ‫ة‬ ‫ــ‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫م‬ ‫بالرباد أحسـن‬ ‫العســكري ألبـراج تحطهـم‬ ‫بتنصحـك ا‬ ‫ـا يعفنــوا‪): ...‬‬ ‫مـ‬

‫ري‪:‬‬ ‫برج اإلعالم السو أنـو الحرب رح‬ ‫وا‬ ‫حــاج تتفزلكـوا وتقولـ ‪ ..‬ع ـى أســاس‬ ‫ة‪.‬‬ ‫تخ ـرب س ـوريا واملنطق ـ ــيادتو خالهــا‬ ‫هــأ‪ ...‬مــو س‬ ‫ي نعيــم‬ ‫هــ ـن س ـنتني‪!!...‬‬ ‫دمــار م‬

‫العدد (‪ )73‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\08\30‬‬

‫برج‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫كل يش بسـ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫وح ت‬ ‫معا‬ ‫مـل املتـة‪ ...‬هـي خـ رضبوه ماعدا‬ ‫ط أح‬ ‫الش‬ ‫ـبيحة بـد ّن يقرعـوا م مـر‪ ...‬حـرام‬ ‫تّي‪!!...‬‬ ‫برج‬ ‫المؤيد‪:‬‬ ‫كن ـت ع‬ ‫ط‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫"‬ ‫ض‬ ‫ـ‬ ‫د" الث ـور‬ ‫رصت "ضــ‬ ‫د‬ ‫"‬ ‫ة‪ ...‬والي ـوم‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫رض‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫‪...‬يعنــي‬ ‫دامي ـاً "ض ـد‬ ‫"‬ ‫املهأمنــك‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫ف س ـنج‬ ‫ق ع ـرض‪...‬‬ ‫برج‬ ‫الثائر‪:‬‬ ‫ياللــه‬ ‫ش‬ ‫ــ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ح نخلــص‬ ‫م‬ ‫ــ‬ ‫ن‬ ‫مابع ـد‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫أل‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫د‬ ‫ــة‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ـش مرحل ـ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫نجــاح الث‬ ‫ب‬ ‫ــ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ح الكتــر‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫القليــل‪...‬‬ ‫ــ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ال‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.