أوكسجين العدد ( 75 ) السنة الثانية - الجمعة 13\09\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫حرية وبس‪...‬‬

‫مشاهدات من قسم الشرطة العسكرية‬ ‫المرأة السورية‪ ..‬انتهاكات ال تنتهي‬ ‫اللجان الشعبية‪ ...‬لعبة النظام الخاسرة‬

‫أوكسجين ®‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫استيعاب غضب‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫اليــوم وبعــد تراجــع املحــارب املــردد أوبامــا عن‬ ‫رضبتــه املنتظــرة ضــد األســد‪ ،‬يبــدو أن الســوري‬ ‫عــى موعــد مــع فصــل جديــد مــن فصــول‬ ‫التغريبــة الســورية‪ ،‬التــي ســيكمل مــع ويالتهــا‬ ‫عامــه الثالــث مــن الثــورة تحــت طــوق النــار‬ ‫والرصــاص‪ ،‬ووراء األســاك الشــائكة يف مخيــات‬ ‫البؤســاء التــي تنتظــر وحــل الشــتاء واملــوت‪.‬‬ ‫مجــزرة بالكيــاوي‪ ...‬تنديــدات‪ ...‬لقــاءات‪...‬‬ ‫قــرارات‪ ...‬ثــم إعــادة حســابات‪ ...‬وتراجــ ْع‪...‬‬ ‫الرئيــس األمرييــي يف خطــاب لــه مــن البيــت‬ ‫األبيــض طلــب مــن الكونغــرس تأخــر تصويتــه‬ ‫حــول اســتعامل القــوة يف ســوريا‪ ،‬طاملــا تــم اعتامد‬ ‫الطريــق الدبلومــايس الــذي فتحــه االقــراح‬ ‫الــرويس الــذي قــال بوضــع ترســانة ســوريا مــن‬ ‫األســلحة الكيامويــة تحــت املراقبــة الدوليــة‪،‬‬ ‫وأثنــى عــى االق ـراح بوصفــه "عالمــة مشــجعة"‬ ‫رغــم أنــه مــن املبكــر القــول فيــا إذا كانــت هــذه‬ ‫الخطــة ســتكلل بالنجــاح‪.‬‬ ‫املجتمــع الــدويل رأى يف هــذه املبــادرة فرصــة‬ ‫حقيقيــة عــى صعيــد حــل األزمــة الســورية‪،‬‬ ‫أو رمبــا طــوق نجــاة مــن مأزقــه اإلنســاين أمــام‬ ‫العــامل‪ ،‬وهــو الــذي تو ّعــد األســد طويـاً يف حــال‬ ‫تجــاوز الخطــوط الحم ـراء‪ ،‬فــإذا بــه يطلــق يــده‬ ‫ومينحــه العفــو مقابــل ذلــك‪!...‬‬ ‫يبــدو أنهــا مل تكــن أكــر مــن متثيليــة دوليــة قــذرة‬ ‫مــن أجــل اســتيعاب غضــب الشــارع الســوري‬ ‫الــذي كان يأســف مطالبتــه بالتدخــل األجنبــي‬ ‫وهــو الــذي يــدرك ويعــي متامـاً اســتغالله وتبعاته‪،‬‬ ‫ولكنــه يائسـاً انتظــر مــن تلــك الحامــات املدججة‬ ‫بالطائ ـرات أن تنقــذ أرواح آالف األبريــاء‪ ،‬عندمــا‬ ‫عجــز الجميــع مــن املعارضــة واالئتــاف وحتــى‬ ‫الجيــش الحــر مــن تقديــم أي جديــد‪.‬‬ ‫حقــوق اإلنســان‪ ...‬الضمــر‪ ...‬الســام‪ ...‬والعروبة‪...‬‬ ‫كلهــا كلــات ســقطت وانتهــت صالحيتهــا اليــوم‬ ‫أمــام نزيــف الــدم الســوري‪ ...‬واإلنســانية فقــدت‬ ‫أخالقهــا املزعومــة عــى حــدود املخيــات‪،‬‬ ‫وتناثــرت أشــاء قيمهــا كــا تناثــرت أشــاء خيمهم‬ ‫أولئــك املســاكني الذيــن ضاعــوا يف لعبــة ورصاع‬ ‫الــدول وبيعــت ثورتهــم يف ســوق النخاســة‪!!...‬‬ ‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬مشاهدات من قسم الشرطة العسكرية‬ ‫‪ -4‬رجل في سطور ‪ -‬تبــًا لكم‪!..‬‬ ‫‪ -5‬المرأة السورية‪ ..‬انتهاكات ال تنتهي‬ ‫‪ -6‬اللجان الشعبية‪ ...‬لعبة النظام الخاسرة‬ ‫‪ -8‬زبداني أف أم ‪ -‬المجتمع المدني‬ ‫‪ -9‬مالك جندلي‪ ...‬وطني أنا وأنا وطني‬ ‫‪ -10‬حتى يغيروا ما بأنفسهم ‪ -‬الحلقة األخيرة‬ ‫أحدثك يا صديقتي‪...‬‬ ‫‪ -11‬عن ماذا‬ ‫ّ‬ ‫‪ -12‬التنور وطقوس الزمن‬ ‫‪ -13‬خربة غزالة‬ ‫‪ -14‬السوري وقوانين الطبيعة ‪ -‬أتى أيلول‬ ‫‪ -15‬الفلك مع أوكسجين ‪ -‬الغازات السامة ‪4‬‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫مشاهدات من قسم الشرطة العسكرية‬ ‫أوكسجين | نيرمين عبدالرؤوف‬

‫الشــعب الســوري فــاق أيــوب ص ـرا ً مــع‬ ‫قصــص األمل واملعانــاة التــي عاشــها يف ظــل‬ ‫حكــم األســد‪ .‬أربعــون عام ـاً مــن التدجــن‬ ‫والقمــع والــذل‪ ،‬وثــورة كانــت حصيلتهــا‬ ‫‪ 71.509‬شــهيد‪ 41.373 ،‬معتقــل‪1607 ،‬‬ ‫مفقــود‪ ،‬و أكــر مــن ‪ 1.515.639‬الجــئ‪.‬‬ ‫ردا ً عــى االحتجاجــات الشــعبية قامــت‬ ‫الســلطات الســورية بإخضــاع عــرات‬ ‫اآلالف مــن األشــخاص لالحتجــاز غــر‬ ‫القانــوين‪ ،‬واالختفــاء القــري واالعتقــال‬ ‫التعســفي‪ ،‬وإســاءة املعاملــة يف أقبيــة‬ ‫ومراكــز التعذيــب‪ ،‬حيــث يقاســون‬ ‫هنــاك أشــد أنــواع العقــاب والتنكيــل‬ ‫والتــي تــودي بحيــاة الكثرييــن منهــم‪.‬‬ ‫وهنــا تبــدأ رحلــة العــذاب مــع ذويــه‬ ‫يف البحــث عنــه أو عــن جثتــه‪ .‬إىل قســم‬ ‫الرشطــة العســكرية يف منطقــة "القابــون"‬ ‫توجــه "عمــر" لالستفســار عــن مصــر‬ ‫والــده املعتقــل منــذ ســتة أشــهر يف فــرع‬ ‫األمــن العســكري‪ .‬بعــد التأكــد مــن هويــة‬

‫االبــن وبأنــه قريــب درجــة أوىل للشــخص‬ ‫املعتقــل؛ بحــث املســاعد املســؤول عــن‬ ‫بيانــات املفقوديــن عــن اســم والــد "عمــر"‬ ‫بــن عـرات اآلالف مــن األســاء املوثقــة يف‬ ‫ســجالت الســلطات عــى جهــاز الكمبيوتــر‪،‬‬ ‫وعندمــا مل يجــده تو ّجــه إىل املســاعد‬ ‫املعنــي بأســاء املتوفــن‪ ،‬وهنــا أبلغــه بــأن‬ ‫والــده املعتقــل تــويف أثنــاء التحقيــق معــه‬ ‫نتيجــة أزمــة قلبيــة‪ ،‬وأرشــده إىل غرفــة‬ ‫مجــاورة الســتالم أشــيائه الشــخصية‪ .‬يف‬ ‫تلــك الغرفــة كان يوجــد تقريب ـاً ‪ 50‬مغلف ـاً‬ ‫كبــرا ً يف كل منهــا ‪ 100‬مغلــف صغــر‪ ،‬أي‬ ‫‪ 500‬مغلــف لـــ ‪ 500‬شــخص متــوىف!‪ .‬بحــث‬ ‫املســاعد بــن تلــك املغلفــات طويـاً ولكنــه‬ ‫مل يجــد االســم املطلــوب‪ ،‬وهنــا اصطحبــه‬ ‫إىل غرفــة أخــرى تحــوي املزيــد مــن تلــك‬ ‫املغلفــات‪ .‬وبعــد أكــر مــن ســاعة عــر عــى‬ ‫املطلــوب‪ ،‬واســتلم "عمــر" أشــياء والــده أو‬ ‫باألحــرى مــا تبقــى منهــا‪ ،‬وهــي بطاقتــه‬ ‫الشــخصية ونظارتــه املكســورة التــي تشــهد‬ ‫عــى الكثــر مــن العنــف الــذي قــى‪.‬‬ ‫ـخص آخــر هنــاك اســتلم مغلــف أخيــه‬ ‫شـ ٌ‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫الــذي ذهــب إىل لبنــان ومل يعــد‪ ،‬حيــث‬ ‫أخــروه أنــه قــد تــويف نتيجــة أزمــة قلبيــة‬ ‫أيض ـاً‪ ،‬وكانــت أشــياؤه عبــارة عــن بطاقــة‬ ‫شــخصية‪ ،‬رخصــة قيــادة ســيارة خصــويص‬ ‫وأخــرى دراجــة ناريــة‪ ،‬قســيمة خــروج مــن‬ ‫لبنــان‪ ،‬موبايــل‪ ،‬و‪ 350‬لــرة ســورية‪ .‬يــروي‬ ‫"عمــر" أثنــاء تواجــده يف قســم الرشطــة‬ ‫العســكرية قصــة والــد جــاء يبحــث عــن‬ ‫ولــده الــذي كان يــؤدي خدمــة الجيــش‬ ‫وانقطعــت أخبــاره منــذ أكــر مــن عــام‪ ،‬بعد‬ ‫بحــث طويــل بــن الســجالت قــرأ املســاعد‬ ‫عــى مســامع الوالــد آخــر برقيــة وصلــت‬ ‫مــن القطعــة العســكرية التــي كان فيهــا‬ ‫ابنــه‪ ،‬والتــي تقــول بــأن املجنــد "محمــد"‬ ‫مــن مواليــد ‪ 91‬يخــدم يف مطــار تفتنــاز يف‬ ‫ريــف إدلــب‪ ،‬وبــأن قطعتــه العســكرية قــد‬ ‫هوجمــت مــن قبــل الثــوار هنــاك‪ ،‬وال أحــد‬ ‫يعــرف مصــره بعــد أن "طــارت" فرقتــه‪،‬‬ ‫وهــو إمــا مــات يف الهجــوم أو أنــه انشــق‬ ‫قبــل ذلك‪...‬تابــع "عمــر" رحلــة البحــث عــن‬ ‫والــده‪ ،‬بعــد أن حصــل مــن قســم الرشطــة‬ ‫العســكرية عــى ورقــة ال مانــع مــن تســليم‬ ‫الجثــة يف حــال وجودهــا‪ ،‬ويف مشــفى‬ ‫ترشيــن العســكري أخــروه بــأن املتــوىف‬ ‫قــد دفــن منــذ عــدة شــهور يف منطقــة‬ ‫"نجهــة" التــي توجــد فيهــا مقابــر جامعيــة‪،‬‬ ‫واكتفــوا بإعطائــه شــهادة وفــاة ورقــم للجثة‬ ‫فقــط‪ !....‬وهنــا تــدور تســاؤالت عديدة عن‬ ‫غمــوض وفــاة أولئــك األشــخاص‪ ،‬ومصــر‬ ‫تلــك الجثــث التــي يُخــى أن تكــون مــادة‬ ‫لتجــارة األعضــاء‪ .‬يــروي الكثــر مــن األهــايل‬ ‫القصــة ذاتهــا وبالســيناريو املــؤمل الــذي يبدأ‬ ‫باالعتقــال ثــم انقطــاع أخبــار الشــخص‪،‬‬ ‫وأخـرا ً شــهادة وفــاة ومغلــف صغــر يُختــم‬ ‫بــه آخــر فصــل مــن حيــاة ذاك الســوري‬ ‫الــذي يرحــل شــهيدا ً بــا رضيــح وال جثامن‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫مشاركات‬

‫رجل في سطور‬

‫درعا | أبو زيد الحريري‬

‫رجــل يف ســطور ‪..‬إنّــه األســتاذ الدكتــور‬ ‫إبراهيــم محمــد الحريــري النائــب الســابق‬ ‫لرئيــس هيئــة الشــورى برابطــة العلــاء‬ ‫الســوريني‪ ،‬مــن مواليــد بــر الحريــر عــام‬ ‫‪، 1938‬درس يف دمشــق يف معهــد العلــوم‬ ‫الرشعيــة ثــم التحــق بالجامعــة ليكمــل‬ ‫دراســته يف كليــة الرشيعــة وبعدهــا انتقــل‬ ‫إىل كليــة الرشيعــة يف املدينــة املنــورة‪،‬‬ ‫وانتقــل ليكمــل املاجســتري يف علــوم الفقــه‬ ‫والرشيعــة اإلســامية يف جامعــة عــن شــمس‬ ‫يف مــر ‪.‬طــاف البــاد واســتقى منهــا العلــم‬ ‫واملعرفــة ‪..‬وعــاد إىل وطنــه األم ســوريا‬ ‫حام ـاً شــهاداته وعلمــه ليعلّــم أبنــاء بلــده‬ ‫و خطيبــاً ومربيــا ناجحــاً ‪،‬لــه عالقــات منــذ‬ ‫شــبابه متتــد اىل أطـراف العــامل اإلســامي كلّــه‬ ‫كان يصــدح بالحــق وال تأخــذه يف اللــه لومــة‬ ‫الئــم ‪.‬انتســب اىل جامعــة اإلخــوان املســلمني‬ ‫وكان عضــوا ً بــارزا ً فيهــا ُ‪.‬ســجن يف أواخــر‬ ‫الســبعينيات وخــرج مــن الســجن رافضــاً‬ ‫اإلذعــان للطاغــوت حافــظ األســد وهاجــر اىل‬ ‫الكويــت ُمبعــدا ً عــن وطنــه عــاش يف الكويــت‬ ‫أكــر مــن ‪ 15‬عــام كان مد ّرســاً يف الجامعــة‬ ‫‪،‬وكان أبـاً حنونـاً لــكل أهــايل حــوران ومديـرا ً‬ ‫لشــؤونهم ومصلح ـاً بينهــم ‪ .‬مل يتوقــف عــن‬ ‫نهــل العلــم أينــا رحــل فحــاز عــى شــهادة‬ ‫الدكتــوراه مــن جامعــة أم درمــان يف الســودان‬

‫بدرجــة امتيــاز مــع مرتبــة الــرف ‪.‬أنتقــل‬ ‫بعدهــا اىل الســعوديّة للتدريــس يف جامعــة‬ ‫امللــك عبــد العزيــز‪ .‬وقــد ٌعـ ّـن عاملـاً معتمــدا ً‬ ‫يف مجمــع الفقــه اإلســامي العاملــي للبحــوث‬ ‫يف جـ ّدة انتخــب نائبــا ً لرئيــس رابطــة علــاء‬ ‫ســوريا وهــذا مــن خــال ســاحته وعــدم‬ ‫تعصبــه لتيــار ســيايس أو مذهــب فكــري‬ ‫وعــرف بوســطيته وأخــذه باأليــر مــن‬ ‫األحــكام كان مبتعــدا ً عــن منهــج التكفــر‬ ‫زاهــدا ً بالحياة‪.‬ألّــف خــال هــذه الفــرة‬ ‫عــدة مؤلفــات يف الفقــه واألصــول والقضــاء‬ ‫لــه دواويــن شــعر مطبوعــة ٌعرضــت عليــه‬ ‫املناصــب فرفضهــا فــكان ‪.‬عنــد انطــاق الثورة‬ ‫الســوريّة املباركــة كان مــن أبــرز الداعمــن‬ ‫لهــا بالتوجيــه وبجمــع املــال لهــا وإرســال‬ ‫املســاعدات عــن طريقــه رغــم مرضــه وكــر‬ ‫ســنه ‪.‬وبذلــك يكــون العــامل العامــل املــريب‬ ‫الكبــر املجاهــد الدكتــور ابراهيــم قــد قــى‬ ‫حياتــه بــن العلــم والعمــل بــه ‪ ،‬والدعــوة اىل‬ ‫اللــه واالصــاح بــن النــاس ‪،‬منف ّيـاً عــن بلــده‬ ‫وكان شــعاره أبياتــه التــي قــال فيهــا ‪:‬‬ ‫عقيــديت فــوق شــوقي ال أدنّســها ‪ ...‬مهــا‬ ‫أدلهمــت يب األحــداث والنــذر‬ ‫ألجلهــا ســوف أحيــا العمــر محتســباً ‪ ..‬ودونها‬ ‫ترخــص األوطــان والعمر‬ ‫تــو ّيف الشــيخ الجليــل يف الســعودية بتاريــخ‬ ‫‪ 2013/9/10‬و ُدفــن فيهــا دون أن يحقــق‬ ‫أمنيتــه بالعــودة إىل ســوريا ‪.‬رحمــه اللــه‬ ‫وأســكنه فســيح جناتــه‪.‬‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫السوريون‬ ‫وقوانين الطبيعة‬ ‫ميرنا‬

‫يف الطبيعــة تســقط األشــياء‬ ‫إىل مركــز األرض بفعــل الجاذبيــة‪،‬‬ ‫الســوري تُــرى أشــياؤه وأشــاؤه عــى‬ ‫ســطح القمــر تــاركاً وراءه أرض ـاً لعــا ٍمل‬ ‫ميــوت بجاذبيتــه‪ ...‬تعلــو األشــجار‬ ‫باملــاء رشابــاً‪ ...‬وبالهــواء تنفســاً‪ ...‬يف‬ ‫الطبيعــة يعلــو الســوري بالــدم رشاب ـاً‬ ‫وبالســارين هــوا ًء‪ ...‬يعلــو فــوق أب ـراج‬ ‫ديب وأهرامــات مــر‪ ...‬ليغطــي عاملنــا‬ ‫العــريب يف انتظــار‪ ...‬تزه ـ ُر الــوردة ثــم‬ ‫تذبـ ُـل ومتــوت يف الطبيعــة‪ ,‬أما الســوري‬ ‫مــن الذبــول والذهــول يزهــر‪ ...‬ليعطّــر‬ ‫عاملنــا العــريب بــأرسه‪ !...‬للصــوت يف‬ ‫الهــواء رسعــة يف الطبيعــة‪ ...‬والســوري‬ ‫صــوتٌ انطلــق وتخطــى جــدار الصــوت‬ ‫عالي ـاً صــوب الســاء‪ ...‬فــوق أصــوات‬ ‫األرض‪ ...‬ينــا ُم الكــون بالظلــات لي ـاً‪،‬‬ ‫وضــوء نهــار يغريــه فاتحــاً عينيــه يف‬ ‫الطبيعــة‪ ...‬والســوري يفتــح عينيــه يك‬ ‫ال يــرى‪ ,‬فهــو يــرى بنــور قلبــه وينــام‬ ‫عــى وطــن ‪ ...‬وقــد أعطــى لســوريا‬ ‫قوانينــه‪ ...‬فــكان ضــد قوانــن الطبيعــة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫المرأة السورية‪ ..‬انتهاكات ال تنتهي‬

‫مجتمع‬

‫حلب | باسل العبسي‬

‫"أناشد كل األهايل بعدم إرسال الطالبات‬ ‫إىل الجامعات‪ ،‬خاصة يف حلب‪ ،‬ألن ما‬ ‫شاهدته يف حلب ال أستطيع أن أرويه‬ ‫لكم أبدً ا‪ ،‬فقد فقدنا كثرياً من صديقاتنا‪،‬‬ ‫كام تعرضنا للتحرش عدة مرات"‪...‬‬ ‫هــذا مــا ختمــت بــه "عائشــة" ‪ -‬وهــذا‬ ‫اســمها املســتعار ‪ -‬كالمهــا‪ ،‬متحدثــة‬ ‫عــن تجربتهــا كطالبــة يف جامعــة‬ ‫حلــب‪ ،‬جامعــة الثــورة‪ ،‬وهــي تكشــف‬ ‫عــن محاولــة شــبيحة األســد يف املدينــة‬ ‫الجامعيــة التعــرض لهــا‪ .‬كانــت قــد‬ ‫أنهــت امتحــان القانــون التجــاري يف‬ ‫كليــة الحقــوق‪ ،‬وخرجــت إىل حاممــات‬ ‫الكليــة‪ ،‬تقــول عائشــة‪" :‬أنهيــت امتحــاين‪،‬‬ ‫و كعــاديت بعــد االنتهــاء مــن كل امتحــان‬ ‫أذهــب إىل حاممــات الكليــة‪ ،‬قاصــدة‬ ‫الوضــوء‪ ،‬ثــم الصــاة‪ ،‬ولكنــي هــذه املــرة‬ ‫انتهيــت مبكــراً‪ ،‬لدرجــة أين نزلــت إىل‬ ‫ســاحة الجامعــة‪ ،‬وكانــت شــبه خاويــة‬ ‫مــن طالبهــا‪ ،"..‬وتكمــل عائشــة قصتهــا‪:‬‬ ‫"عندمــا دخلــت الحاممــات ســمعت‬ ‫صــوت رجــال يضحكــون مــن جهــة‬ ‫البــاب‪ ،‬فرصخــت بصــوت عــالٍ وخرجــت‬ ‫مرسعــة‪ ،‬وإذ بأحدهــم يتعــرض يل‪،‬‬ ‫ولكنــي حاولــت متالــك نفــي أمامــه‬ ‫وأنــا خائفــة‪ ،"..‬وتتابــع عائشــة حديثهــا‬ ‫بصــوت متقطــع‪ ،‬وهــي تتذكــر فتقــول‪:‬‬ ‫"إن أحــد الشــبيحة تســاءل عــن ســبب‬ ‫رصاخهــا‪ ،‬فــردت عليــه‪" :‬حاممــات الرجال‬ ‫يف الطــرف اآلخــر‪ ،‬هنــا للبنــات‪ ،"..‬تقــول‬ ‫الطالبــة إن الشــبيح رد عليهــا بكلــات‬ ‫زرعــت الخــوف يف قلبهــا وهــي‪" :‬نحــن‬ ‫هــون عشــانكم‪ ،"..‬ولكنهــا حاولــت أن‬ ‫تتجاهــل مــا قالــه‪ ،‬محاولــة الخــروج‪ ،‬إال‬ ‫أنــه توقــف بصــورة أقــرب إليهــا وقــال‪:‬‬ ‫"هــذا الصــوت يــي رصخــت فيــه مــا‬ ‫بينــرخ بوجــه رجــال األســد‪ ،‬وإال‬

‫منورجيــي يش مــا بيعجبــك‪ ،‬ومنخــي‬ ‫صوتــك أعــا مــن هيــك بطريقتنــا‬ ‫الخاصــة‪ ،‬بــس هــأ شــبعت مــن يــي‬ ‫قبلــك‪ ،‬ومــايل نفــس‪."..‬‬ ‫وتكمــل الطالبــة عائشــة حديثهــا‬ ‫والدمــوع قــد أغرقــت خديهــا لتقــول إن‬ ‫الشــبيح اآلخــر وضــع يــده عــى كتفهــا‪،‬‬ ‫وقــال مخاطبـاً زميلــه الــذي يقــف مقابــل‬ ‫وجهــه‪" :‬اتركهــا كرمــال ســيدنا بشــار‪،‬‬ ‫بــس خليهــا تقــول لرفقاتهــا بالجامعــة‬ ‫يديــرو بالهــن‪ ،‬وال يضلــوا يرفعــوا صوتهــن‬ ‫بوجــه أســيادهن‪ ،"..‬وتقــول عائشــة أنهــا‬ ‫نجــت مــن بني أيديهــم‪ ،‬لتهــرب رسي ًعا إىل‬ ‫منزلهــا‪ ،‬الــذي اليبعــد عــن الكليــة ســوى‬ ‫مئــات األمتــار‪ ،‬ومــن ثــم اتصلــت بأختهــا‬ ‫يف دمشــق وروت لهــا الحكايــة‪ ،‬وطلبــت‬ ‫مــن أهلهــا عــى الفــور تأمــن الطريــق‬ ‫لهــا بأقــى رسعــة لتعــود إليهــم‪ .‬وتتابــع‬ ‫عائشــة حديثهــا‪" :‬كثــر مــن صديقــايت‬ ‫يف الجامعــة اختطفــن مــن قبــل شــبيحة‬ ‫األســد‪ ،‬وآخرهــا زميلتنــا يف الكليــة مــن‬ ‫مدينــة إدلــب‪ ،‬حيــث ســجنت يف املعتقل‬ ‫مــدة أســبوع‪ ،‬ثــم زرناهــا بعــد اإلف ـراج‬ ‫عنهــا‪ ،‬وكانــت ال تســتطيع الــكالم‪،‬‬ ‫حينهــا مل نســتطع أن نعــرف الســبب‪،‬‬ ‫ولكنــي اآلن عرفــت الســبب الــذي كنــت‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫متخوفــة منــه‪ ،‬وأن كثــرا مــن زميــايت‬ ‫املخطوفــات حتــى اآلن ال نعــرف شــي ًئا‬ ‫عــن مصريهــن‪ ،‬وأخــى أن يكــن قــد‬ ‫تعرضــن لالغتصــاب‪ ،‬وخاصــة أننــا بعمــر‬ ‫‪ 22‬ربيعــا‪."..‬‬ ‫ومــن منزلهــا يف دمشــق تتابــع قائلــة‪:‬‬ ‫"إن مدينــة حلــب مل تعــد آمنــة‪ ،‬لدرجــة‬ ‫أننــا كفتيــات ال ننــزل إىل الشــارع لوحدنا‪،‬‬ ‫بــل يكــون معنــا شــباب يحموننــا‪ ،‬حتــى‬ ‫عندمــا نريــد رشاء وجبــة الفطــور‪ ،‬ومــع‬ ‫ذلــك نتعــرض للوقــوف عــى حواجــز‬ ‫طويــا‬ ‫ً‬ ‫شــبيحة األســد وفيهــا ننتظــر‬ ‫ونســمع الكلــات املســتفزة لنــا مــن قبــل‬ ‫عنــارص الحاجــز‪."..‬‬ ‫تلــك كانــت عائشــة‪ ،‬وقصــص كثــرة‬ ‫مــن مثيالتهــا‪ ،‬ماتــزال مغيبــة أو غــر‬ ‫مفصــح عنهــا خشــية العــار أو الفضيحــة‬ ‫باملصطلــح الشــعبي‪ ،‬وهنــا يتبــادر‬ ‫للذهــن أنــه ليــس الكيــاوي وحــده مــا‬ ‫قتــل الســوريني‪ ،‬فثمــة مــا هــو مســكوت‬ ‫عنــه‪ ،‬ولــه بــكل تأكيــد آثــار نفســية‬ ‫عميقــة ال تندمــل‪ ،‬إمنــا ميكــن للســاح‬ ‫أن تــزول آثــاره‪ ،‬أمــا قضايــا انتهــاكات‬ ‫حقــوق اإلنســان بهــذه الصــورة البشــعة‪،‬‬ ‫فــا ميكــن نســيانها أبــداً‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫اللجان الشعبية‪ ...‬لعبة النظام الخاسرة‬ ‫أوكسجين | ندى الربيع‬ ‫"الوطن هو الكرامة‪ ...‬سوريا هي األم‪ ...‬وما نحن دون كرامة‪ ...‬أيتا ٌم‬ ‫دون أم‪ ...‬عاشت سورية األسد حرة قوية مقاومة"‪.‬‬

‫هــذا الشــعار العظيــم ليــس لســوريا الوطــن‪ ،‬هــو لســوريا األســد‬ ‫كــا يقــو ل عنــارص اللجــان الشــعبية الحاميــة لرجــال األســد والــذراع‬ ‫األميــن للجيــش‪ ،‬يصفــون أنفســهم بالشــبيحة افتخــارا ً بحبهــم لألســد‬ ‫وإخالصهــم لــه حتــى املــوت‪ ،‬ويأتــون يف املرتبــة الثانيــة بعــد الشــبيحة‬ ‫بالــوالء للقائــد األعــى بشــار‪ .‬فكــرة حــزب البعــث الراســخة يف عقــول‬ ‫األقليــات تــأيت عــى الطلــب‪ ،‬حيــث أن فكــر الحــزب بشــكل عــام‬ ‫عقائــدي متعــدد‪ ،‬هــذا مــا كان يظهــره لألقليــات حتــى يســتطيع‬ ‫دمجهــم يف بوتقتــه‪ .‬فاســتغل النظــام وجــود جبهــة النــرة والكتائــب‬ ‫اإلســامية ليأخــذ الدعــم األكــر مــن األقليــات‪ ،‬وليخلــق كيــان جديــد‬ ‫لحاميتــه هــو "كيــان اللجــان الشــعبية" أو كــا يســميها النظــام "جيــش‬ ‫الدفــاع الوطنــي"‪ ،‬وهــي التــي ظهــرت لحاميتــه مــن بقيــة الشــعب‬ ‫(الثائــر عليــه) بحجــج طائفيــة كان أهمهــا أن املســلمني الســ ّنة إذا‬ ‫وصلــوا للحكــم قطعــوا رؤوســكم وحرموكــم مــن مامرســة شــعائركم‬ ‫الدينيــة‪ ،‬وه ّجروكــم خــارج بلدكــم‪ ،‬وأقنعتهــم بــأن النظــام هــو مــن‬ ‫يحمــي حقوقهــم‪.‬‬ ‫النشأة والظهور‪:‬‬ ‫اللجــان الشــعبية مجموعــات شــبابية مســلحة مــن فئــات املجتمــع‬ ‫الفقــرة واملتوســطة مــن الطوائــف ذات األقليــة‪ ،‬حيــث عمــد النظــام‬ ‫ـي اإلقصــا ّيئ إىل زرع الخــوف يف قلوبهــم وأفهمهــم أن وجودهــم‬ ‫البعثـ ّ‬ ‫وبقاءهــم مرتبــط بوجــود النظــام‪ ،‬وأن الجيــش الحــر وعنــارص جبهــة‬ ‫النــرة ســوف يقتلونهــم ولــن يبقــى لهــم مــكان يف ســوريا الجديــدة‪.‬‬ ‫هنــا متــت عمليــة غســيل الدمــاغ كــا يســميها البعــض‪ ،‬ففــي كل حــارة‬ ‫واقعــة تحــت ســيطرة النظــام يف ســوريا تــم تســليم الســاح لبعــض‬ ‫الشــباب عــن طريــق فــرع املخابـرات الجويــة‪ ،‬واألمــر ال يتطلــب شــيئاً‬ ‫كــا يقــول "بســام" أحــد املنتســبني للجــان الشــعبية يف املــزة ‪ /86/‬عنــد‬ ‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫الســؤال عــن التنظيــم والتطــوع‪" :‬األمــر ال يحتــاج ســوى صــورة عــن‬ ‫البطاقــة الشــخصية وثــاث صــور شــخصية‪ ،‬ومــن ثــم تســتلم الســاح‬ ‫الفــردي (الروس ـ ّية) وتبــدأ العمــل"‪.‬‬ ‫عمل سهل‪ ...‬ولكن!‬ ‫وعــن طبيعــة العمــل يقــول بســام‪" :‬نتجــول باألزقــة والحــارات ملنــع‬ ‫وصــول املســلحني اإلرهابيــن إىل الحــي والســيطرة عليــه"‪ .‬فعملهــم‬ ‫هــو التجــول بالســاح الكامــل أمــام عيــون أهــل املدينــة الواقعــة تحــت‬ ‫ســيطرة النظــام‪ ،‬كــا يف بلــدة بلــودان ذات األغلبيــة املســيحية والتــي‬ ‫نزحــت إليهــا عائــات الزبــداين‪ ،‬إذ فرضــت اللجــان حظــر التجــول‪،‬‬ ‫ومنعــت النــاس مــن الدخــول والخــروج مــن البلــدة‪ ،‬وض ّيقــت الخنــاق‬ ‫عــى تحركاتهــم‪ ،‬وســاهمت بحمــات املداهــات مــع جيــش النظــام‪،‬‬ ‫كــا أخــذت تراقــب الطرقــات والســيارات وفرضــت ســيطرتها عــى‬ ‫البلــدة مــن أجــل التضييــق أكــر عــى النازحــن فيهــا‪ ،‬وذلــك تخوف ـاً‬ ‫مــن وصــول كتائــب الجيــش الحــر وتحريرهــا مــن الحواجــز املحيطــة‬ ‫بهــا و التــي تقصــف الزبــداين ليــل نهــار‪ .‬ويــرى بعضهــم أن هــذا‬ ‫الســاح يحميهــم بشــكل فــردي لعــدم ثقتهــم مــن حاميــة النظــام لهــم‬ ‫ويســتخدمه للدفــاع عــن النفــس وحاميــة ذويهــم‪.‬‬ ‫نحو الحرب األهلية‪:‬‬ ‫هــذه اللجــان ع ّمقــت الــرخ الطائفــي يف ســوريا‪ ،‬وهــي أخطــر‬ ‫األســاليب الخاطئــة التــي اتبعتهــا األرسة الحاكمــة يف إدارة األزمــة‪.‬‬ ‫يك نــدرك حجــم املصيبــة التــي حصلــت مــن وراء هــذه اللجــان ال‬ ‫بــد مــن رشح آليــة عملهــا ومــن يقــف وراءهــا‪ .‬اللجــان الشــعبية يف‬ ‫دمشــق وريفهــا تضــم بشــكل رئيــي أبنــاء التجمعــات العلويــة‪ ،‬رمبــا‬ ‫باســتثناء صحنايــا وجرمانــا حيــث يقــوم أهــايل هــذه املناطــق (الــدروز)‬ ‫بحاميــة أنفســهم ضمــن تســمية اللجــان الشــعبية أيضـاً‪ ،‬فهــذه اللجــان‬ ‫وبأغلبيتهــا الســاحقة تتكــون مــن شــباب الطائفــة العلويــة وبعــض‬ ‫املســيحيني وحتــى بعــض املســلمني‪ ،‬وتختلــف نســب توزعهــم حســب‬ ‫املنطقــة املتواجديــن فيهــا‪.‬‬ ‫مغريات ودعوة للتسلح‪:‬‬ ‫يف ظـ ّـل تــردي األوضــاع املعيشــية بــات العمــل يف اللجــان الشــعبية‬ ‫مهنــة براتــب شــهري حــوايل ‪ 15-12‬ألــف لــرة ســورية‪ ،‬وهــو مبلــغ جيد‬ ‫بالنســبة لشــاب عاطــل عــن العمــل‪ .‬و تــم ابتــكار نظــام حوافــز ونهــب‬ ‫يشــبه نظــام "الغنائــم" التــي تتبعــه ميليشــيات نظــام األســد‪ ،‬وكذلــك‬ ‫البندقيــة التــي يقتنيهــا والتــي بإمكانــه أن يبيعهــا يف حــال ســقوط‬ ‫النظــام‪ .‬وال ننــى القــوة التــي يتمتــع بهــا حامــل الســاح‪ ،‬إذ يصبــح‬ ‫ســلطان زمانــه ومدعــوم مــن الدولــة بــآن واحــد‪ .‬كل هــذه املغريــات‬ ‫املقدمــة إىل األقليــات ال ميكــن أن تُرفــض إال مــا نــدر وعقــل‪ .‬أمــا متويــل‬ ‫هــذه العصابــات فيتــم عــر جمعيــة البســتان لصاحبها "رامــي مخلوف"‪،‬‬ ‫الــذي تفــرغ ألعــال الخــر بعــد بــدء األحــداث يف ســوريا‪ .‬فيــا تقــوم‬ ‫املخاب ـرات الجويــة بإصــدار رخــص الســاح والبطاقــات األمنيــة لهــذه‬

‫‪6‬‬


‫تحقيق‬

‫اللجــان ومراقبــة وتنظيــم عملهــا‪ .‬الجيــش الباســل واملخاب ـرات واألمــن‬ ‫يطبقــون أيض ـاً تكتيــك "دبّــر حالــك" مــع عنارصهــم‪ ،‬وهكــذا تتحــول‬ ‫الرسقــة والنهــب إىل مح ـ ّرك وحافــز للقتــال‪ ،‬ألن املوضــوع هــو مســألة‬ ‫حيــاة أو مــوت وال بــد مــن مكافــأة تشــجيعية‪ ،‬وهــي الرسقــة التــي تتــم‬ ‫غالبـاً بعــد فـرار األهــايل واملســلحني مــن املناطــق "الثائــرة" وعــى ثــاث‬ ‫مراحــل‪ ،‬األوىل بعــد الســيطرة عــى هــذه املناطــق مبــارشة حيــث تقــوم‬ ‫عنــارص الحــرس الجمهــوري واألمــن بتحميــل العفــش بســيارات الجيــش‬ ‫الباســل‪ ،‬والثانيــة دخــول عنــارص األمــن الداخــي (الرشطــة) واللجــان‬ ‫الشــعبية لرسقــة "العظــام" التــي تركهــا الجيــش واألمــن‪ ،‬ثــم املرحلــة‬ ‫الثالثــة واألخــرة عندمــا يــأيت اللصــوص "املســتقلون" الذيــن قــد ال‬ ‫يبقــى لهــم ســوى الشــبابيك والسـراميك أو متديــدات الكهربــاء‪ ،‬وهكــذا‬ ‫تتــم إعــادة هــذه البيــوت املنهوبــة إىل حالتهــا قبــل الكســوة أو كــا‬ ‫نقــول بالعاميــة عــى "العضــم"‪ ،‬ناهيــك عــن الخ ـراب والدمــار‪ .‬طبع ـاً‬ ‫عمليــات النهــب هــذه أوجــدت أســواقاً وتجــارة رائجــة لترصيــف هــذه‬ ‫املرسوقــات للنــاس التــي تعــرف غالب ـاً تعــرف مصــدر هــذه البضاعــة‬ ‫ومــع ذلــك تشــريها‪.‬‬ ‫دوافع التسلح‪:‬‬ ‫يؤكــد أحــد الســكان ممــن كان عــى تواصــل مــع شــابني مــن اللجــان‬ ‫الشــعبية أنهــا شــابان طيبــان ومل يشــهد منهــا أي ســوء‪ ،‬ولكنــه يعتقــد‬ ‫أنــه قــد "غــرر بهــا"‪ ،‬وأضــاف بأنــه يتــم تعبئــة هــؤالء الشــباب مــن‬ ‫خــال تخويفهــم مــن العصابــات املســلحة واإلرهابيــن وإقناعهــم أنهــا‬ ‫تســتهدف األهــايل يف املنطقــة‪ ،‬األمــر الــذي يسـ ّهل تســليحهم‪ ،‬وال ننفــي‬ ‫وجــود شــبان عاطلــن طائشــن يحملــون الســاح بســبب عطالتهــم‪،‬‬ ‫ولكــن أيضــا هنــاك أشــخاص جيــدون‪ .‬وفيــا إذا كان الدافــع املــايل هــو‬ ‫ســبب رئيــي يف عمليــة قبولهــم‪ ،‬فــإن هنــاك آخــرون مــن أصحــاب‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫األمــوال يحملــون الســاح ويتطوعــون يف اللجــان الشــعبية‪ ،‬ولكــن‬ ‫بشــكل عــام دوافــع التســلح كثــرة قــد تكــون منهــا الحاجــة للــال‪،‬‬ ‫ومنهــا الرغبــة بالظهــور مبظهــر الشــجاع املدافــع عــن مدينتــه واملجتمــع‬ ‫الــذي ينتمــي لــه‪.‬‬ ‫المؤسسة الدينية ترزح تحت الضغوط‪:‬‬ ‫يلعــب رجــال الديــن دورا ً محــدودا ً يف ضبــط هــذا املوضــوع‪ ،‬فيــا‬ ‫نقلــت بعــض مصــادر مل ترغــب يف الكشــف عــن هويتهــا تــورط بعــض‬ ‫األشــخاص منهــم يف عمليــة توزيــع الســاح ونــره‪ ،‬األمــر الــذي رافقــه‬ ‫اســتهجان ورفــض ملثــل هــذه األفعــال‪ ،‬ودعــوات مــن األهــايل واملثقفــن‬ ‫ـض والتشــجيع‬ ‫لرجــال الديــن بااللت ـزام مبهامهــم الروحيــة وعــدم الحـ ّ‬ ‫عــى االقتتــال‪ ،‬ففــي بلــدة بلــودان يرفــض كبــار الطائفــة املســيحية‬ ‫وعــى رأســهم الخــوري التدخــل هــذا املوضــوع رغــم تــورط كثرييــن‬ ‫فيــه‪ ،‬وأبــدوا مســا ٍع حثيثــة يف محاولــة إليقــاف املتورطــن عــن هــذا‬ ‫العمــل والرتاجــع عنــه مبــا يهــم مصلحــة بلدهــم‪ ،‬مدركــن بــأن هــذه‬ ‫فتنــة‪ ،‬وأن الدخــول بهــا ســيحول ســوريا لنــار هائجــة ال تبقــي وال تــذر‪،‬‬ ‫وتحــرق مــا تبقــى مــن عالقــات طيبــة بــن أطيــاف املجتمــع الســوري‪.‬‬ ‫مخــاوف شــعبية يتجــاوز موضــوع اللجــان الشــعبية املــدن وينتقــل إىل‬ ‫القــرى‪ ،‬حيــث أن قريــة مــن القــرى الســورية تــم توزيــع مــا يقــارب‬ ‫ثالمثائــة بندقيــة روســية فيهــا‪ ،‬رغــم أنهــا مل تتعــرض ألي هجــوم مــن‬ ‫قبــل أي مســلحني طــوال الفــرة املاضيــة‪ .‬وتــأيت املخــاوف مــن أن تبقــى‬ ‫هــذه الفئــة يف مســاندتها للنظــام مــا ســيزيد مــن توتــر األوضــاع ومــن‬ ‫ـزج ســورية يف حــرب طائفيــة وأهل ّيــة رغــم محاولــة‬ ‫الـراع القائــم‪ ،‬ويـ ّ‬ ‫الكثرييــن االبتعــاد عنهــا‪ ،‬إال أ ّن النظــام األســدي ر ّوج لهــا وأشــعل نارهــا‬ ‫باســتخدامه للجــان الشــعبية‪.‬‬ ‫سبب التخوف من اللجان الشعبية‪:‬‬ ‫أفــراد هــذه اللجــان فقــدوا انتامءهــم للشــعب الســوري بســبب‬ ‫أفعالهــم مــن مداهــات للمنــازل‪ ،‬وإعطــاء املعلومــات عــن الناشــطني‪.‬‬ ‫باختصــار تتلخــص أعــال عضــو اللجــان بـــ ُمخــر‪ ،‬مســلّح‪ ،‬و قاطــع‬ ‫طريــق‪ ،‬وهــي املهــام ذاتهــا املوكلــة للشــبيحة لذلــك يصبحــون بــا‬ ‫أخــاق وال ضمــر‪ .‬ومبــا أنهــم يعرفــون الســكان وأهــل املنطقــة جيــدا ً؛‬ ‫فهــم يشــكلون خطـرا ً عــى مــن حولهــم ملــا يقدمــوه مــن تقاريــر عــن‬ ‫أشــخاص ويقومــون مبراقبتهــم وتســليمهم لقــوات األمــن ‪ .‬يبقــى أن‬ ‫نقــول أن البعــض يــرى فيهــا ظاهــرة رضوريــة والزمــة ملــا يــرون فيهــا‬ ‫مــن حاميــة لبلدهــم مــن إرهــاب منســوب إىل الشــعب‪ ،‬فيــا يجــد‬ ‫فيهــا كثــرون آخــرون خطـرا ً ميكــن أن يكــون ســبباً يف تحــول الـراع يف‬ ‫ســوريا لحــرب أهليــة وســبباً يف االنقســام واالنتقــام‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني أف أم‬

‫*) وزيــر دفــاع ســوريا األســبق يصــل متأخــرا ً إىل اســطنبول‬ ‫بعــد انشــقاقه‪ ....‬والشــعب الســوري يهديــه أغنيــة‪" :‬ملــا املركــب‬ ‫بلّــش يغــرق‪ ...‬خــاف الباشــا وبلّــش يقلــق‪ ...‬قلّــك بكـرا بص ّفــي‬ ‫بحصــل نقــش وال طـ ّرة‪ ....‬خلينــا ع شــط الثــورة‪ ...‬أمتــى وأهتف للحــق‪ ...‬وفجأة انشــق"‪!!...‬‬ ‫بـرا‪ ...‬ال ّ‬

‫*) فالدميــر بوتــن يلغــي صداقتــه عــى الفيــس مــع أوبامــا‪ ...‬مــع ترسيبــات أنــو عــم يفكــر يعملــه‬ ‫بلــوك‪ ...‬كلــو مــن تحــت راس أبــو البيــش يــي عــم يــرح وميــرح ع االنســتغرام‪!!...‬‬

‫*) بعــد أن واجهــت ســاف فواخرجــي أوبامــا بصدرهــا العــاري‪ ....‬هاهـ ّن اليــوم منحبكجيات األســد‬ ‫يعتصم ـ ّن يف جبــل قاســيون بصدوره ـ ّن الشــامخة وســيقانه ّن العاريــة‪" ...‬ومــن قاســيون أطــل يــا‬ ‫وطنــي‪ ...‬فــأرى الســيقانا تعانــق األســدا"‪!!...‬‬ ‫*) األبيــض الكــري يقــول بــأن النظــام الســوري يســتطيع تفــادي الرضبــة العســكرية إذا س ـلّم‬ ‫األســلحة الكيامويــة خــال أســبوع‪ ...‬أيــوا‪ ...‬يعنــي كل القصــة كــرت أصفــر و رضبــة جـزاء وبريجــع‬ ‫أبــو البيــش عــى امللعــب وبيكمــل قتــل‪ ...‬لــك تــرب هيــك حــكام‪!!....‬‬

‫*) وزيــر الرتبيــة يقــول بــأن ال تأجيــل يف موعــد املــدارس‪ ...‬فســوريا بخــر‪ ...‬والطباشــر بخــر‪ ...‬ليش‬ ‫ضــل مــدارس ومقاعــد يــا ابــن الـــ ‪ !! ...&$#@!*#@&^.#‬اللــه يلعــن ييل ربــط الكديش وتــركك‪!!...‬‬

‫*) أوبامــا لســاتو مــردد بخصــوص الرضبــة العســكرية‪ ...‬مــع ترسيبــات أنــو أبــو حســن عمــل كــذا صــاة‬ ‫اســتخارة ومــا كان يــرىس عــى بــر‪ ...‬ولبــن مــا ربنــا يهديــه‪ ...‬الشــعب الســوري عــم ينتظــر ويغنــي لــه‪:‬‬ ‫"تعــا والتجــي‪ ...‬وارضوب عــي‪ ...‬الكــروز مــش خطيــة‪ ...‬وعــدين أنــو رح تــرب وتعــااااا‪ ...‬وال تجــي‪...‬‬

‫*) ملــا رغيــف الخبــز بيصــر بعــر ل ـرات يشــعر املواطــن بأنــه محظــوظ بأنــه ســوري مــع أنــو‬ ‫آكل هــوااااااا‪): ....‬‬

‫*) بثينــة شــعبان تتفــوق عــى عهرهــا حــن تقــول بــأن األطفــال الذيــن قضــوا يف مجــزرة الغوطــة‬ ‫الكيامويــة قــد نقلــوا مــن قــرى الالذقيــة إىل دمشــق لتســميمهم بالغــاز‪ !!....‬قــال مرتجمــة قــال‪ ...‬إي‬ ‫واللــه كتيــر عليــك تلمعــي رصامــي بالربامكــة تحــت الجــر‪!...‬‬ ‫رح اليــوم بــأن طاقــم األمــم املتحــدة ســيواصل‬ ‫*) بــان يك مــون بعــد قلــق طويــل ومزمــن ي ـ ّ‬ ‫عملــه اإلنســاين يف ســوريا‪ ...‬العــن تطــرئ هيــك طاقــم‪ ...‬مــو ناقصــو غــر كرافــة‪!!...‬‬ ‫*املعلــم يقــول بأنــه يف حــال الرضبــة عــى ســوريا ســيتم اتخــاذ موقــف آخــر مــن األزمــة‪ ...‬موقــف‬ ‫شــو؟؟ يعنــي بــدل موقــف الســومرية رح تتخــذوا موقــف كراجــات بــاب مصــى مثـاً‪!!...‬‬

‫*) مجلــس العهــر والتصفيــق الســوري يبعــث برســالة إىل أعضــاء الكونغــرس األمــريك وي ّبــوس‬ ‫رصاميهــم يك ال يصوتــوا عــى ق ـرار الرضبــة العســكرية‪ ...‬مــو بإيدكــم أنتــو واملنحبكجيــة بتعشــقوا‬ ‫البــوط والبســطار‪!!...‬‬

‫*) رشيــف شــحادة يترششــح مــن جديــد أمــام الحــرة غــادة عويــس‪ ...‬خ ّفــي عليــه ياغــادة مــا‬ ‫كنــت تتعــودي عليــه أنــو شــحاد وبــا شــحاطة‪!!...‬‬

‫*) الذهــب يواصــل ارتفاعــه حيــث بلــغ ســعر الغـرام ‪ 6000‬لــرة ســورية‪ ،‬يعنــي يــي بــدو يخطــب‬ ‫أو يتجــوز يأجلهــا شــوي أو أحســن يشــيل الفكــرة مــن بالــو‪ ....‬أو خليكــم عــى الدهــب الــرويس أو‬ ‫الربازيــي‪ ...‬إي شــو عليــه‪ ...‬املهــم أصفــر وبيلمــع وبيخشــخش‪): ...‬‬ ‫*) وزيــر الخارجيــة الربيطــاين يؤكــد أن االئتــاف الســوري هــو املمثــل الرشعــي والوحيــد للشــعب‬ ‫الســوري‪ ...‬هــأ هــو إي ممثــل باعتبــار أنــو مــا صــدق بــي‪ ...‬وفع ـاً وحيــد ألنــو مــا حــدا مــن‬ ‫الشــعب بــدو يــاه‪ ...‬وياللــه مالنــا غــرك ياللــه‪...‬‬ ‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫المجتمع المدني‬ ‫يشــر مصطلــح املجتمــع املــدين‬ ‫إىل كل أنــواع األنشــطة التطوعيــة‬ ‫التــي تنظمهــا الجامعــة حــول مصالــح‬ ‫وقيــم وأهــداف مشــركة‪ .‬وتشــمل‬ ‫هــذه األنشــطة املتنوعــة الغايــة التــي‬ ‫ينخــرط فيهــا املجتمــع املــدين تقديــم‬ ‫الخدمــات‪ ،‬أو دعــم التعليــم املســتقل‪،‬‬ ‫أو التأثــر عــى السياســات العامــة كأن‬ ‫يجتمــع مواطنــون خــارج دائــرة العمل‬ ‫الحكومــي لنــر املعلومــات حــول‬ ‫السياســات‪ ،‬أو مامرســة الضغــوط‬ ‫بشــأنها‪ ،‬أو تعزيزهــا (معاقبــة صانعــي‬ ‫السياســات أو مكافأتهــم)‪.‬‬ ‫يضــم املجتمــع املــدين مجموعــة‬ ‫واســعة النطــاق مــن املنظــات‬ ‫غــر الحكوميــة واملنظــات غــر‬ ‫الربحيــة التــي لهــا وجــود يف الحيــاة‬ ‫العامــة‪ ،‬وتنهــض بعــبء التعبــر‬ ‫عــن اهتاممــات وقيــم أعضائهــا أو‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬اســتنادا ً إىل اعتبــارات‬ ‫أخالقيــة أو ثقافيــة أو سياســية أو‬ ‫علميــة أو دينيــة أو خرييــة‪ .‬كــا يشــر‬ ‫مصطلــح منظــات املجتمــع املــدين‬ ‫إىل جمعيــات ينشــئها أشــخاص تعمــل‬ ‫لنــرة قضيــة مشــركة‪ ،‬وهــي تشــمل‬ ‫املنظــات غــر الحكوميــة‪ ،‬والنقابــات‬ ‫العامليــة‪ ،‬وجامعــات الســكان‬ ‫األصليــن‪ ،‬واملنظــات الخرييــة‪،‬‬ ‫واملنظــات الدينيــة‪ ،‬والنقابــات‬ ‫املهنيــة‪ ،‬ومؤسســات العمــل الخــري‪.‬‬ ‫أمــا امليــزة املشــركة التــي تجمــع‬ ‫بــن منظــات املجتمــع املــدين كافــة‪،‬‬ ‫عــى شــدة تنوعهــا‪ ،‬فهــي تتمثــل‬ ‫باســتقاللها عــن الحكومــة والقطــاع‬ ‫الخــاص أقلــه مــن حيــث املبــدأ‪.‬‬ ‫ولعــل هــذا الطابــع االســتقاليل هــو‬ ‫مــا يســمح لهــذه املنظــات بــأن‬ ‫تعمــل عــى األرض وتضطلــع بــدور‬ ‫هــام يف أي نظــام دميقراطــي‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫قلبه ع الثورة‬

‫مالك جندلي‪ ...‬وطني أنا وأنا وطني‬ ‫أوكسجين |‬

‫هيالنة‬

‫"متى أراك حراً يا وطني‪"...‬‬ ‫ليســت كلــات بــل نزيــف دمــاء الشــهداء الذيــن مل يجــد جنــديل مــا‬ ‫يحميهــم بــه ســوى الوطــن‪...‬‬ ‫مالــك جنــديل كان لــه رشف متثيــل الثــورة الســورية‪ ،‬مــن خــال‬ ‫مشــاركته يف أعــرق جامعــة أمريكيــة وهــي جامعــة هارفــرد‪ ،‬وقــف‬ ‫يومهــا أمــام الحضــور ليعــرف لهــم بأنهــم جميعهــم أذىك منــه‪ ،‬ولكنــه‬ ‫يفتخــر بــأن جامعــة حلــب هــي أقــدم وأعــرق مــن جامعتهــم‪ ،‬وطلــب‬ ‫منهــم أن يســتذكروا إنســانيتهم معــه يف دقيقــة صمــت عــى شــهداء‬ ‫ســوريا الحبيبــة‪ .‬يقــول‪" :‬كان يل الــرف األكــر كفنــان عــريب ومســلم‬ ‫اع ـراف هــذه الجامعــة العريقــة بعدالــة القــرآن الكريــم‪ ،‬مــن خــال‬ ‫اختيــار علامئهــا والكثــر مــن أســاتذتها وطالبهــا لآليــة رقــم ‪ 135‬مــن‬ ‫ســورة النســاء عــى مدخــل جامعــة املحامــاة والقانــون‪ ،‬لتكــون خــر‬ ‫مثــال للعدالــة واملســاواة وحقــوق اإلنســان‪" :‬يــا أيهــا الذيــن آمنــوا‬ ‫كونــوا قوامــن بالقســط شــهداء للــه ولــو عــى أنفســكم"‪ .‬جنــديل مؤلف‬ ‫موســيقي وعــازف بيانــو ســوري عاملــي‪ ،‬بــدأ بتلقــي علــوم املوســيقى‬ ‫منــذ الرابعــة مــن عمــره‪ ،‬وقــدم أول حفــل بيانــو عــى خشــبة املــرح‬ ‫يف عمــر الثامنــة‪ .‬التحــق باملعهــد العــريب ثــم باملعهــد العــايل للموســيقى‬ ‫يف دمشــق‪ ،‬وتتلمــذ عــى يــد الربوفســور "بونــن" مــن كونرسفتــوار‬ ‫تشايكوفســي‪ ،‬قــدم أعاملــه برفقــة العديــد مــن الفــرق الســيمفونية‬ ‫العامليــة عــى أهــم املســارح يف الــرق األوســط وأوروبــا والواليــات‬ ‫املتحــدة وســورية‪ .‬حملتــه املوســيقى التــي تعلمهــا يف أملانيــا وســوريا‬ ‫لينــال الجائــزة األوىل يف املســابقة الدوليــة للموســيقيني الشــباب عــام‬ ‫‪ 1988‬وهــو مل يكمــل بعــد ســنه القانونيــة‪ ،‬فأخذتــه بعيــدا ً جــدا ً ونقلتــه‬ ‫مبنحــة دراســية إلمتــام دراســته املوســيقية يف معهــد الفنــون لواليــة‬ ‫كارولينــا الشــالية يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة (حيــث مــا يــزال‬ ‫يقيــم حتــى اليــوم)‪ ،‬بعــد ســنتني مــن ذلــك حصــل عــى جائــزة أفضــل‬ ‫عــازف بيانــو مــن جامعــة كوينــز األمريكيــة وتخــرج منهــا بدرجــة‬ ‫امتيــاز‪ .‬تابــع دراســة التأليــف والتوزيــع املوســيقي خــال فــرة تحصيلــه‬ ‫لشــهادة املاجســتري يف إدارة األعامل وتخ ّرج بدرجة رشف‪ .‬اســتضافته دار‬ ‫األوبـرا املرصيــة للمشــاركة باحتفاليــة عيــد ميالدهــا الحــادي والعرشيــن‬ ‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫وقــدم أعاملــه برفقــة أوركسـرا القاهــرة الســيمفوين‪ .‬يُعــرف مالــك بأنــه‬ ‫أول مؤلــف موســيقي عــريب يــوزع أقــدم تدويــن موســيقي يف العــامل‪،‬‬ ‫والــذي اكتُشــف يف مدينــة أوغاريــت عــى لوحــات مســارية تعــود‬ ‫للقــرن الرابــع قبــل امليــاد‪ ،‬حيــث مــزج املقامــات الرشقيــة بطريقــة‬ ‫أكادمييــة مــع النظريــة الهارمونيــة للموســيقى الكالســيكية‪ ،‬وعزفهــا عــى‬ ‫البيانــو برفقــة فــرق موســيقية عامليــة‪ ،‬فشــكلت لوحــة فنيــة رائعــة‪،‬‬ ‫وعمــاً موســيقياً فريــدا ً أطلــق عليــه اســم "أصــداء مــن أوغاريــت"‪.‬‬ ‫ســنة ‪ 2011‬نــال جائــزة حريــة التعبــر مــن مجلــس العالقــات األمريكيــة‬ ‫اإلســامية يف لــوس أنجلــوس‪ ،‬تكرمي ـاً لــه عــن مقطوعتــه "وطنــي أنــا"‬ ‫وعــن دوره يف الربيــع العــريب ودعــم الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪.‬‬ ‫أهــدى جنــديل أغنيتــه املشــهورة "وطنــي أنــا" للشــعب الســوري‬ ‫الثائــر ولــكل مــن يناضــل مــن أجــل الحريــة‪ ،‬وتســببت هــذه األغنيــة‬ ‫باالعتــداء عــى والديــه يف منزلهــا مبدينــة حمــص مــن قبــل عنــارص‬ ‫األمــن‪ .‬كــا ك ـ ّرس جنــديل مقطوع ـ ًة أســاها "ســيمفونية القاشــوش"‬ ‫تكرمي ـاً إلبراهيــم القاشــوش منشــد الثــورة الســورية‪ ،‬صورهــا يف فيديــو‬ ‫أظهــر وحشــية األمــن الســوري يف تعاملــه مــع الفنانــن املعارضــن‪ .‬أمــام‬ ‫التقديــر العاملــي والغــريب يأســف جنــديل عندمــا يقــول لــه الكثــر مــن‬ ‫الطــاب العــرب واألســاتذة الســوريني‪" :‬اللــه يخليــك بــدون كلمــة ثــورة"‬ ‫وبــا "ياللــه مــا لنــا غــرك ياللــه"‪ ،‬ويســتهجن تخبّــط االئتــاف وترنحــه‬ ‫يف دهاليــز السياســة واملصالــح الشــخصية بينــا الشــعب الســوري يقتــل‬ ‫ويذبــح كل يــوم‪" :‬أيهــا االئتــاف هــذا ليــس ائتــايف‪ ،‬والعــامل بــأرسه ال‬ ‫يحــب ثــورة شــعبي العظيــم الــذي يعشــق وطنــي‪ ،‬لديكــم ثــورة ســورية‬ ‫عظيمــة وأنتــم يف مهزلــة تاريخيــة وأزمــة طائفيــة بــكل معنــى الكلمة‪ ،‬ال‬ ‫تســروا يف الظلــات‪ ،‬اســتيقظوا ثــم اخرجــوا و خففــوا عــن هــذا الوطــن‬ ‫املقهــور املغتصــب فهــو منكــم وإليكــم وهــو أنتــم"‪" .‬أنــا إنســان حــر‬ ‫يوصــف جنــديل نفســه‪ ،‬وهــو الــذي يؤمــن‬ ‫وأســتمتع بحريتــي" هكــذا ّ‬ ‫بــأن وطنــه يتســع لــكل آالمــه وآمالــه‪ ...‬ألحانــه وأحالمــه‪ ...‬وكوابيســه‬ ‫وأخطائــه ولكــن بــدون إجــرام األســد وإرهــاب عصابتــه ورمــوزه‪.‬‬ ‫هــو الــذي يقــول بأنــه ال ميلــك إال املوســيقى وثــورة أطفــال الكرامــة‬ ‫والحريــة‪ " :‬تذكــروا و اســتذكروا و تذاكــروا للتاريــخ‪ ،‬ســوريا تناجيكــم‪...‬‬ ‫أيــن أطفــايل و أيــن شــهدايئ؟!"‪...‬‬

‫‪9‬‬


‫أخالقنا‬

‫حتى يغيروا ما بأنفسهم‬ ‫إعداد راجي ديركي‬ ‫"إَِّن اللََّ َل ُي َغُِّ�ير َم��ا ِب َقْ��و ٍم‬ ‫َحتَّ�ىٰ ُي َغ�ُِّيروا َم��ا ِبأَ ُ‬ ‫نف ِس� ِهْم"‪...‬‬ ‫مــا أحوجنــا إىل هــذا املعنــى يف‬ ‫هــذه األيــام الصعبــة التــي نعيش‪،‬‬ ‫ندعــو طويــاً ونبتهــل‪ ،‬ولكــن ال‬ ‫أمــل مــن تغيــر الواقــع قبــل أن‬ ‫نغــر يف أنفســنا و يف مجتمعنــا‬ ‫الكثــر‪ ،‬فاللــه تبارك وتعــاىل بكامل‬ ‫عدلــه وحكمتــه ال يغــر مــا بقــوم‬ ‫مــن خــر إىل رش ومــن رش إىل خــر‬ ‫حتــى يغــروا مــا بأنفســهم‪ ،‬فــإذا‬ ‫كانــوا يف نعمــة ورخــاء وخــر ثــم‬ ‫ب ّدلــوا باملعــايص؛ غـ ّـر اللــه عليهــم‬ ‫بالعقوبــات والنكبــات والشــدائد‪،‬‬ ‫وقــد ميهلهــم ويســتدرجهم لعلهــم‬ ‫يرجعــون‪ ،‬وإذا كانوا يف ســوء وبالء‬ ‫ثــم تابــوا واســتقاموا عــى طاعــة‬ ‫اللــه؛ أخرجهــم اللــه مــن الحالــة‬ ‫الســيئة إىل الحالــة الحســنة‪،‬‬ ‫وبـ ّدل تفرقهــم إىل اجتــاع ووئــام‪.‬‬ ‫يف اآليــة القرآنيــة دعــوة أيضــاً‬ ‫لإليجابيــة ونبــذ للســلبية املنتــرة‬ ‫يف مجتمعنــا يف كل مــكان‪،‬‬ ‫ن ّدعــي التديّــن وال نتمثّــل أخــاق‬ ‫اإلســام‪ ،‬نصــي ونصــوم ثــم‬ ‫نتفاخــر بخــرق القوانــن ونتالعــب‬

‫عــى اآلخريــن ونــرق جهدهــم‬ ‫وتعبهــم‪ .‬مشــاكل كثــرة وانهيــار‬ ‫أخالقــي وقيمــي‪ ،‬وأجيــال يائســة‬ ‫فقــدت الثقــة يف مجتمــع تفشّ ــت‬ ‫فيــه األمــراض االجتامعيــة مــن‬ ‫إحبــاط ويــأس وقلــق وســلبية‪.‬‬ ‫األمثلــة كثــرة نراهــا كل يــوم‪ ،‬يف‬ ‫طوابــر االنتظــار يــأيت أحدهــم‬ ‫بــا مبــاالة ليأخــذ مكانــك‪ ،‬واآلخــر‬ ‫يرمــي األوســاخ يف الشــارع بحجــة‬ ‫أنــه ليــس نظيف ـاً أساس ـاً‪ ،‬يف حــن‬ ‫ولألســف يبقــى الغــش والكــذب‬ ‫دامئــاً ســيد املوقــف‪ .‬مــن أيــن‬ ‫وكل واحــد منــا ال‬ ‫ســيأيت النــر ّ‬ ‫يريــد أن يأخــذ الخطــوة ويبــادر‬ ‫باإلصــاح‪ ،‬معتقــدا ً أن التغيــر لــن‬ ‫يــأيت بــه هــو‪ ،‬وكيــف ســيغري اللــه‬ ‫واقــع أمــة متفرقــة مترشذمــة ال‬ ‫تتفــق عــى كلمــة‪ ،‬طاملــا أن‬ ‫املعنــى القــرآين يف هــذه اآليــة‬ ‫ال يرمــز فقــط إىل الفــرد بــل إىل‬ ‫املجتمــع بأكملــه‪ ،‬وهــذا يعنــي‬ ‫أنــه البــ ّد للجميــع مــن الشــعور‬ ‫باملســؤولية وعــدم الســكوت‬ ‫عــن الخطــأ‪ .‬اإليجابيــة تتطلــب‬ ‫الجــرأة والشــجاعة وأن نعــرف‬ ‫بأخطائنــا مــن أجــل أن نعــر‬ ‫عــى الحلــول‪ .‬التغيــر ال يكــون‬

‫الحلقة األخيرة‬

‫أوكسجين ميرنا‬ ‫الرضبــة قادمــة ال محالــة‪ ،‬فبشــار الــذي‬ ‫متســك بالعــرش عــى حســاب أرضــه وشــعبه؛‬ ‫ّ‬ ‫انتهــى دوره بالنســبة إليهــم يف تدمــر ســوريا‪،‬‬ ‫وتدمــر حيــاة الســوريني ورضب عالقتهــم‬ ‫ببعضهــم البعــض يك تنــام الجــارة إرسائيــل‬ ‫قريــرة العــن هانئــة‪ .‬يريــدون نــزع العصــا مــن‬ ‫يــده لتبــدأ دورة جديــدة بأطــراف ووســائل‬ ‫جديــدة‪ ,‬والشــعب الســوري يحتــاج لع ـرات‬

‫بالتمنــي ع اللــه فقــط‪ ،‬بــل يكــون‬ ‫بتوحيــد مشــاعرنا التــي نحملهــا‬ ‫عــى أســاس إســامنا ووحدتنــا‬ ‫بحيــث النــرك ألي مشــاعر أخــرى‬ ‫مجــاالً للتأثــر فينــا‪ .‬يجــب أن‬ ‫منلــك اإلرادة عــى مواجهــة الظلــم‬ ‫والظــامل أيــاً كان‪ ،‬وقــد كان لنــا‬ ‫عــرة مــن رجــال األســد الظاملــن‬ ‫الذيــن أعناهــم ســنني طويلــة‬ ‫عــى ظلمهــم بالطاعــة العميــاء‬ ‫والصمــت والرشــوة وغريهــا فكنــا‬ ‫نحــن أول ضحايــا ظلمهــم‪ ،‬يقــول‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم‪" :‬مــن‬ ‫أﻋﺎن ظﺎﻟﻣﺎً ﺳﻠّطــه اللــه عليــه"‪.‬‬ ‫نحتــاج للصــدق مــع اللــه وأن نبدأ‬ ‫التغيــر مــن أنفســنا‪ ،‬قــد يتأخــر‬

‫الســنني لرتميــم اإلنســان يف داخلــه و إعــادة‬ ‫بنــاء الوطــن‪ .‬الرضبــة ســتكون بظاهرهــا‬ ‫تأديبيــة‪ ،‬ولكنهــا يف الحقيقــة هــي لتدمــر‬ ‫مــا تبقــى مــن الرتســانة العســكرية الســورية‬ ‫التــي مل يســتخدمها بشــار حتــى اآلن ضــد‬ ‫شــعبه‪ ,‬طبعــاً ولــن تكــون لعيــون الســوريني‬ ‫ولدواعــي "إنســانية بحتــة" كــا ي ّدعــون‪ ،‬بــل‬ ‫هــي عبــارة عــن عــدة رســائل وأولهــا إلي ـران‬ ‫يك تعــرف حدودهــا وتســتوعب وتصغــي جيــدا ً‬ ‫لصــوت الصواريــخ وهــي تســقط عــى حليفهــا‬ ‫يف الشــام‪ ،‬كــا يقــول املثــل‪ " :‬الحــي إلــك يــا‬ ‫كنــة اســمعي يــا جــارة "‪ .‬ورســالة إىل إرسائيــل‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫النــر ألســباب كثــرة جــدا ً‪ ،‬ولكنه‬ ‫ٍ‬ ‫آت بــإذن اللــه تعــاىل يف نهايــة‬ ‫املطــاف‪ ،‬مهــا رصــد الباطــل‬ ‫وأهلــه مــن قــوى الحديــد والنــار‪.‬‬ ‫مؤســف أن ننظــر بعــن اإلعجــاب‬ ‫والدهشــة للغــرب ونســعى وراء‬ ‫تقليدهــم يف كل أمورهــم ونحــن‬ ‫الذيــن ذكرنــا القــرآن بـــ ‪" :‬كنتــم‬ ‫خــر أمــة أخرجــت للنــاس"‪،‬‬ ‫دعونــا إذا ً نتغلــب عــى مخاوفنــا‬ ‫وترددنــا ونعمــل جميعنــا مــن‬ ‫أجــل أن نغــر مــا بأنفســنا يك‬ ‫يغــر اللــه مــا أملّ بنــا مــن ســوء‬ ‫الحــال‪ ،‬ولنعــود بحــق خــر أمــة‬ ‫أخرجــت للنــاس‪...‬‬

‫أننــا إىل جانبــك ونحميــك‪ .‬وأخــرا ً رســالة‬ ‫لكــر روســيا التــي ارتفــع صوتهــا مؤخــرا ً‬ ‫عــى حســاب الــدم الســوري‪ .‬أمــا الســوريني‬ ‫فهــم عنــر صغــر يف هــذه اللعبــة الالإنســانية‬ ‫وال أحــد يأبــه بهــم‪ .‬كان خيــارا ً صعبــاً عــى‬ ‫الســوريني حيــث أنهــم يريــدون إيقــاف آلــة‬ ‫القتــل بأيــة وســيلة كانــت‪ ,‬فموقفهــم كموقــف‬ ‫األم التــي تــرى ولدهــا ينــازع أمــام عينيهــا ومــا‬ ‫مــن حــل إال بنــزع الخاليــا الرسطانيــة بعمليــة‬ ‫جراحيــة مــع أنهــا ال تثــق بطبيبــه‪ ،‬إال أنهــا‬ ‫تبقــى مضطــرة يف ذلــك‪ ،‬فهــي تريــد إنقــاذ‬ ‫ولدهــا مهــا كان الثمــن‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫أحدثك يا صديقتي‪...‬‬ ‫عن ماذا ّ‬

‫رأي‬

‫أوكسجين | وسيم الحفار‬ ‫يف كل مــرة أجمــع أفــكاري ألكتــب موضوعـاً‬ ‫ُ‬ ‫أســأل نفــي‬ ‫أرى الــكالم ناقصــاً بــا معنــى‪،‬‬ ‫غــر أو مــاذا أضيــف‪ ...‬يف كل مــرة‬ ‫مــاذا أُ ّ‬ ‫أمســح ســطورا ً وســطور‪ ,‬و أُعيــد‬ ‫كنــت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكتابــة بدمــو ٍع جديــدة و بوجــعٍ جديــد‪،‬‬ ‫بذاكــرة فائضــة بالقهــر‪ ...‬تخونُنــي الكلــات‬ ‫و أرى الحــروف تتســاقط عاجــزة عــن تكويــن‬ ‫جمــل مفيــدة مرتبــة‪ ,‬و ملــاذا تكــون مرتبــة و‬ ‫الشــارع الســوري يف فــوىض‪ ...‬فــوىض األحــام‬ ‫واألمنيــات‪ ،‬العقــول والقلــوب امليتــة املتحجــرة‪,‬‬ ‫وفــوىض الدمــاء و الحقــد‪ .‬عــن أي جمــل‬ ‫مفيــدة أتحــدث‪ ،‬و أم ن ـزار قُنصــت‪ ،‬و معــوال‬ ‫احتلّــت‪ ،‬و الغوطــة تختنــق و مــا عــادت‬ ‫أشــجا ُرها قــادرة عــى زخ األوكســجني‪ ...‬عــن‬ ‫مللمــت أشــيايئ ورحلــت‬ ‫مــاذا أتحــدث وقــد‬ ‫ُ‬ ‫خنــت العهــد‪ ،‬عهــدي بســاحات الحريــة‪،‬‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫عهــدي بالبقــاء و النضــال‪ ،‬و املــوت بشــهادة‬ ‫أكتــب و ِ‬ ‫أنــت‬ ‫مرفــوع الــرأس‪ ...‬عــن مــاذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يصــادق‬ ‫هنــاك صديقــ ُة الحــدث‪ ,‬و املــوت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غدائــك و‬ ‫إفطــارك و‬ ‫صباحاتــك و مواعــ ُد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صــوت الرصــاص‪ ،‬و‬ ‫عشــائك‪ ...‬تغفــ َن عــى‬ ‫تصحــن عــى أمــل البقــاء‪ ...‬و أحالمـ ِ‬ ‫ـك باتــت‬ ‫مختــرة مبنــز ٍل مد ّمــر‪ ,‬مبدينــة كانــت األجمــل‬ ‫فأمســت اليــو َم ُركام‪ ...‬عــن مــاذا أُ‬ ‫ِ‬ ‫حدثــك و‬ ‫نحــ ُن اآلن يف زمــن ليــس لإلنســان فيــه أي‬ ‫قيمــة أو أهميــة‪ ...‬سـ ِ‬ ‫ـأخربك عــن مشــاريعهم‬ ‫يف تدمــر هيكلــة الشــعب الســوري‪ ...‬الشــعب‬ ‫الثائــر الــذي أدهــش العــامل بفكــره و ثباتــه‬ ‫و إرصاره و إميانــه‪ .‬مــن غــر املقبــول وجــود‬ ‫شــعب حــر بفكــر مســتنري يف الــرق األوســط‬ ‫فــكان األســد الوســيلة‪ ،‬هــذا هــو الغــرب‬ ‫يحاربــون اإلرهــاب و هــم نواتــه‪ ،‬كــا فعلــوا‬ ‫اآلن بســوريتنا‪ ...‬األســد ورقــة مــن أوراق‬ ‫الــدول العظمــى يف تدمــر ســوريا‪ ،‬و إن صــح‬ ‫القــول تدمــر اإلنســان الســوري الحــر‪ ...‬قتــل‬ ‫العقــول النقيــة‪ ،‬وهكــذا كانــت سياســة األســد‬ ‫منــذ شــهور الثــورة األوىل‪ ،‬اغتيــال أصحــاب‬

‫العقــول مــن أطبــاء و إعالميــن و شــعراء‬ ‫و مصوريــن و كتّــاب‪ ،‬و حمــص أكــر مقــرة‬ ‫لتلكــم العقــول‪ ،‬و أخــذت الحصــة األكــر‬ ‫مــن الدمــار و القصــف اليومــي و الحصــار‬ ‫فكانــت بحــق عاصمــة الثــورة‪ ...‬و مــا نفــع‬ ‫األلقــاب يــا حمــص و ُجرحـ ِ‬ ‫ـك يطــال الســاء‪.‬‬ ‫عــن مــاذا أُ‬ ‫ِ‬ ‫حدثــك يــا صديقتــي و نحــن‬ ‫ُقتــل باملــرات عــى عــدد ثــواين الســاعات‪...‬‬ ‫ن ُ‬ ‫معتقلونــا بــاآلالف و شــهداؤنا واملفقــودون‪...‬‬ ‫و آالف الدمــوع والدعــوات لتشــفي قلــب ٍأم‬ ‫لشــهيد‪ ،‬و ال تطعــم مســكني وال تســعد حزيــن‪.‬‬ ‫عــن مــاذا أتكلــم و التنظيــات اإلرهابيــة و‬ ‫الجامعــات التكفرييــة دخلت يف معظــم كتائب‬ ‫الجيــش الحــر‪ ،‬و مامرســاتها عــى األرض أشــد‬ ‫قســوة و عنــف مــن مامرســات النظــام‪ ،‬تحكــم‬ ‫وتقتــل و تعـذّب وتعتقــل باســم الديــن!‪ .‬عــن‬ ‫مــاذا أحدثـ ِ‬ ‫ـك و لغــة العقــل واملنطــق تقتــي‬ ‫اليــوم رمبــا بوضــع أيدينــا بيــد النظــام‪ ،‬لتجنــب‬ ‫املأســاة الكــرى والحفــاظ عــى مــا تبقــى مــن‬ ‫ســوريا‪ ,‬لحقــن الدمــاء بعيــدا ً عــن العواطــف‬ ‫وعــن املشــاعر‪ ،‬و لنتكلــم لغــة العقــل واملنطق‬ ‫ـت اآلن‬ ‫قلي ـاً‪ ،‬مــن خــويف عــى ســوريا أصبحـ ُ‬ ‫أطالــب بحــل ســيايس بــن النظــام واملعارضــة‪،‬‬ ‫(معارضــة جديــدة مــن تنظيــم الشــباب) و‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫ليــس معارضــة الفنــادق و االئتــاف‪ ،‬لتج ّنــب‬ ‫أضعــاف مضاعفــة مــا ذكــرت‪ .‬مســتقبل‬ ‫ســوريا بــدون حــل ســيايس مشــرك؛ لــن يكــون‬ ‫ُهنــاك ســوريا أبــدا ً‪ ،‬ســتصبح كأي منطقــة‬ ‫مدمــرة بالكامــل‪ ،‬و ســنصبح شــعباً مباليــن‬ ‫الشــهداء‪ ،‬و ســيع ّم الجهــل والدمــار و الخـراب‬ ‫أكــر و أكــر‪ ،‬و مــروع تدمــر الشــعب‬ ‫الســوري وتفريقــه و قتــل اإلنســان الــذي‬ ‫بداخلــه؛ هدفــه أيضــاً تدمــر ســوريا بعــد‬ ‫ســقوط األســد ألي ســبب كان‪.‬‬ ‫عــن مــاذا أحدثــك‪ ...‬عــن خيانــة عــرب‪...‬‬ ‫أم عــن تخــاذل العــامل و الشــعوب‪...‬؟‪ ،‬عــن‬ ‫صمــت الســاء‪ ...‬أم عــن شــياطني األرض‪...‬؟‪،‬‬ ‫عــن الحريــة‪ ...‬الدولــة املدنيــة‪ ...‬أم عــن‬ ‫ســوريا املدمــرة بــكل يشء فيهــا حجــر كان أم‬ ‫بــر‪...‬؟!‬ ‫نحــن بحاجــة ماســة ملعجــزة ســاوية‪ ،‬للقــدرة‬ ‫اإللهيــة‪ ،‬كــا نحتــاج لرضبــة قاســية لنصحــو‬ ‫صحــوة اليقــن‪.‬‬ ‫لعنــة الياســمني ســتفتك بنــا‪" ...‬ياللــه مالنــا‬ ‫غــرك ياللــه" أصــدق مــا قلنــاه لكــن مل‬ ‫نفعــل بــه‪ ...‬أكرثنــا مــن األحاديــث واألقــوال‬ ‫و الشــعارات‪ ...‬فهجرنــا الفعــل والعمــل و‬ ‫اكتفينــا بالبــكاء‪ ،!...‬أهــاً بكــم يف ســوريا‪...‬‬

‫‪11‬‬


‫زبدانيات‬

‫التنور وطقوس الزمن‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫لحياتنــا دامئــاً خيــط رفيــع وا ٍه يفصــل مــا بــن األســود‬ ‫واألبيــض‪ ،‬نســتطيع أن نقطعــه بســهولة لنعــر مــن الحــارض‬ ‫إىل املــايض بحيث ّياتــه ورؤاه‪ .‬مث ّــة وميــض لذاكــرة زبدان ًّيــة‬ ‫تعيــش بدواخلنــا‪ ،‬تحظــى مبخــزون واســع ميتلــئ بعــادات‬ ‫النــاس‪ ،‬تقاليدهــم‪ ،‬طــرق معيشــتهم‪ ،‬ومــن ثــ ّم نظرتهــم‬ ‫إىل الحيــاة‪ .‬يحصــل ذلــك مــع اســتمرارية الك ـ ّد والتعــب‪،‬‬ ‫ـي لهــذا الكائــن الرائــع الــذي يُســمى ّفلح ـاً‬ ‫والعمــل املضنـ ّ‬ ‫وفلحــة‪ .‬يتوقــف تواتــر الزمــن برهــة‪ ،‬ويخرتقنــا كــا‬ ‫ّ‬ ‫الحصــار الخانــق اليــوم‪ .‬الزبــداين يف قبضــة الحصــار القاتــل‬ ‫منــذ أكــر مــن عــام‪ ،‬يســتمر ليطــال بلــودان ـ ذات الغالبيــة‬ ‫ـج بالزبدانّيــن وأهــل الغوطــة ومــن هــرب‬ ‫املواليــة لألســد ـ والتــي تعـ ّ‬ ‫إليهــا مــن القصــف‪ .‬و يرتتــب عــى ذلــك أن نتك ًّيــف مــع الواقــع الجديــد‬ ‫يك نتابــع صمــودا ً ومقاومــة والتــي مــن أولوياتهــا الحفــاظ عــى الحيــاة‬ ‫وســط جحافــل املــوت‪ .‬مــن عــادة الزبدانيّــن القدامــى أن يحتفظــوا‬ ‫بالقمــح والطحــن داخــل بيوتهــم الطينيــة القدميــة يف (توابيــت)(‪،)1‬‬ ‫هــي عــادة ناجحــة اكتســبوها عــن أجدادهــم خوفـاً مــن أن تحارصهــم‬ ‫(ال ّزْميتــا)(‪ )2‬يف الشــتاءات القاســية ومتنعهــم مــن مغــادرة بيوتهــم‪،‬‬ ‫حيــث يتــم التخزيــن بأوفــر الطــرق ســامة وأكرثهــا جــودة لحفــظ‬ ‫أي زمــان‬ ‫املــواد‪ .‬متثــل أمامنــا لفظتــي الطحــن والتّنــور مرتادفتــن يف ّ‬ ‫ومــكان‪ .‬تكــر التنانــر يف الزبــداين كــا يف القــرى واألنحــاء‪ ،‬والقــرى‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫املحيطــة بــوادي بــردى العريــق‪ .‬يف البدايــة كان الت ّنــور موجــودا ً داخــل‬ ‫كل بيــت(‪ )3‬زبــدا ّين‪ ،‬إىل أن اقتــر يف الفــرة املاضيــة عــى الحــارات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يختــف أبــدا ً بــل بقــي موجــودا ً‪ ،‬حيــث النســاء الزبدان ّيــات‬ ‫لكنــه مل‬ ‫ـوري قُبيــل الثــورة وبعدهــا عــى إثــر توقــف‬ ‫يقمــن بعمليــة الخُبــز التنـ ّ‬ ‫األفـران عــن العمــل‪ .‬يُبنــى الت ّنــور مــن الحجــر الصخــري املقــاوم للحرارة‬ ‫ويُطـ َّـن بالـراب النــاري‪ ،‬ويتــم إحــاؤه بأغصــان األشــجار‪ .‬يحتــاج خبــز‬ ‫كيــس الطحــن (‪ )50‬كــغ إىل تحميــة التنــور مرتــن إىل ثــاث مــرات‪.‬‬ ‫أمــا النســوة فيجتمعــن عــى الت ّنــور للمســاعدة يف عمليــة ال ـ ّرق‪ ،‬وقــد‬ ‫تــأيت إحداهــن بالفطــور إليهــن‪ ،‬حيــث يتســاعدن بعمــل الفًــراين(‪)4‬‬ ‫والطًالمــي(‪ .)5‬كانــت األُرسة الريفيــة الزبدان َّيــة تتكـ ّون مــن أفـراد كُـ ُـر‪،‬‬ ‫فتلجــأ األُم إىل عمليــة العجــن والخُبــز مرتــن يف األُســبوع‪ .‬واليــوم تعــود‬ ‫املــرأة إىل ســابق عملهــا نتيجــة الحصــار مــع انقطــاع الكهربــاء‪ ،‬ومنــع‬ ‫قــ ّوات النظــام األســدي إدخــال الطحــن إىل مناطــق النازحــن‪ .‬يبلــغ‬ ‫مثــن كيلــو الطحــن الواحــد املفقــود ‪ 200‬ل‪.‬س‪ ،‬مــع فقــدان الخمــرة‬ ‫والســكر وامللــح مــن املحــال التجاريــة‪ .‬مــع قانــون منــع التجـ ّول الــذي‬ ‫تفرضــه قــوات النظــام حاليّ ـاً‪ ،‬إذ يزيــد مــن معانــاة املواطنــن الذيــن‬ ‫يضطــرون للمكــوث يف منازلهــم والبقــاء دون عمــل‪ .‬أعــداد كبــرة مــن‬ ‫األرس تســتأجر البيــوت وتدفــع لقــاء ذلــك مبلغ ـاً كب ـرا ً مــن املــال‪ ،‬ويف‬ ‫غيــاب العمــل والــرزق؛ تضــاف قامئــة أخــرى لســيل املعانــاة والعــوز‬ ‫والضنــك الــذي يعيشــه الجميــع وال ينقطــع أو يجــف‪.‬‬ ‫هوامــش‪1 :‬ـ توابيــت‪ :‬مفــرده تابــوت‪ ،‬وهــو مــكان لحفــظ املؤنــة داخل‬ ‫البيــت‪ ،‬يشــبه املدخنــة‪ ،‬يوضــع القمــح يف أعــاه‪ ،‬ولــه ثقــب يف أســفله‬ ‫يخــرج منــه القمــح‪2 .‬ـ ال ّزْميتــا‪ :‬كلمــة باللجهــة الزبدانيّــة املحكيــة مل‬ ‫تعــد متداولــة اليــوم‪ ،‬وتعنــي الريــح الشــديدة يف الشــتاءات البــاردة‪.‬‬ ‫‪3‬ـ بيــت‪ :‬يطلــق مفــردة البيــت عــى املنــزل يف الزبــداين‪ ،‬ويتألــف مــن‬ ‫غرفــة كبــرة وأخــرى صغــرة مــع ت ّنــور وحظــرة للمــوايش والــدواب يف‬ ‫الحــوش وهــي أرض الديــار‪4 .‬ـ الف ـراين‪ :‬مفردهــا فرنيّــة وتكــون عــى‬ ‫شــكل رغيــف ســميك مزيّــن بحبــات الربكــة والسمســم‪5 .‬ـ الطالمــي‪:‬‬ ‫مفردهــا طُلم ٍّيــة وهــي نفــس الفُرنيــ ّة ولكــن أقــل ســاكة وبــدون‬ ‫سمســم وحبــة الربكــة‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫خربة غزالة‬ ‫أوكسجين | بتول الزبداني‬ ‫هــي ناحيــة تقــع يف الجهة الشــالية الرشقية‬ ‫مــن محافظــة درعــا‪ ،‬عــى بعــد حــوايل ‪ 20‬كــم‬ ‫مــن مركــز املحافظــة وحــوايل ‪ 90‬كــم عــن‬ ‫العاصمــة دمشــق‪ .‬يبلــغ عــدد ســكانها ‪27,000‬‬ ‫نســمة‪ .‬كانــت يف املــايض أيــام الدولــة العثامنية‬ ‫مركــز منطقــة حــوران لتســويق الحبــوب‬ ‫نظــرا ً لوجــود مركــز محطــة قطــار الحجــاز‬ ‫فيهــا‪ .‬تشــتهر بالزراعــة وخصوصــاً القمــح‬ ‫والحبــوب والخــراوات واألشــجار املثمــرة‬ ‫كالزيتــون والكرمــة‪ .‬يوجــد فيهــا الكثــر مــن‬ ‫اآلثــار الرومانيــة املهمــة املنتــرة يف املنطقــة‪،‬‬ ‫والكثــر مــن البيــوت األثريــة مثــل دار الشــيوخ‬ ‫ودار العمــور القدميــة حيــث توجــد فيهــا عــدد‬ ‫مــن النقــوش والقناطــر الرومانيــة القدميــة‬ ‫وغــر ذلــك‪ .‬متتــاز الناحيــة بالتنظيــم الجيــد‬ ‫والــذي يعــود إىل فــرة االنتــداب الفرنــي عــى‬ ‫ســوريا‪ .‬وتتمتــع بتوفــر كامــل الخدمــات فيهــا‪،‬‬ ‫مــن خدمــات صحيــة وتعليميــة ومواصــات‬ ‫واتصــاالت ومرافــق عامــة ومنشــآت تجاريــة‬ ‫وصناعيــة‪ .‬يتبــع لهــا مــن الناحيــة اإلداريــة‬ ‫قــرى الغاريــة الغربيــة‪ ،‬والغاريــة الرشقيــة‪،‬‬ ‫والكتيبــة‪ .‬ميــر مــن أرايض الناحيــة وادي‬ ‫الذهــب الــذي ميــر ببلــدة الغاريــة الرشقيــة‪ ،‬و‬ ‫يتغــذى هــذا الــوادي بامليــاه مــن ســفوح جبــل‬ ‫العــرب ويقــع يف الجهــة الجنوبيــة مــن أرايض‬ ‫الناحيــة‪ ،‬وهنــاك واد آخــر هــو وادي الدجــاج‬ ‫وميــر يف الجهــة الشــالية مــن أرايض البلــدة‪.‬‬ ‫بــدأت الثــورة فيهــا كــا كل مــدن حــوران‬ ‫الثائــرة مطالبــة بإســقاط النظــام‪ ،‬وخرجــت‬ ‫تلبــي نــداء الفزعــة لدرعــا‪ ،‬فــكان أول خــروج‬ ‫بتاريــخ ‪ .2011/3/25‬مل تســتطع الصمــود ألكــر‬

‫مــن عــام بحراكهــا الســلمي نظ ـرا ً ملــا يحيــط‬ ‫بهــا مــن ث ُكنــات عســكرية مــا أدى إىل تدفــق‬ ‫التعزيــزات إليهــا‪ ،‬وبالتــايل فــرض الســيطرة‬ ‫عليهــا بشــكل كامــل‪ ،‬إذ قامــت قــوات األســد‬ ‫باقتحــام املدينــة عــدة مــرات‪ ،‬وكان يف كل‬ ‫يــوم يســقط العديــد مــن الشــهداء‪ .‬تشــكلت‬ ‫مجموعــات مــن ثــوار املدينــة‪ ،‬حملــوا الســاح‬ ‫للدفــاع عنهــا‪ ،‬وانضمــوا لتنظيــات الجيــش‬ ‫الحــر‪ ،‬وأصبحــت ألويــة وكتائــب بأعــداد كبــرة‬ ‫اســتطاعت تحريــر خربــة غزالــة‪.‬‬ ‫لكــن بســبب أهميتها االسـراتيجية ووجودها‬ ‫عــى الطريــق الواصــل بــن دمشــق والحــدود‬ ‫األردنيــة؛ تعتــر يف غايــة األهميــة مــن الناحيــة‬ ‫ـكل مــن جيــش النظــام والجيــش‬ ‫العســكرية لـ ٍّ‬ ‫الســوري الحــر عــى حــد ســواء‪ ،‬فمــن ميســك‬ ‫بزمــام األمــور فيهــا يتم ّكــن مــن فــرض الكثــر‬ ‫مــن األوراق العســكرية‪ .‬لهذا الســبب بالتحديد‬ ‫عمــل الثــوار طــوال أشــهر الثــورة الســورية‬ ‫مــن أجــل الســيطرة عــى "خربــة غزالــة" عــر‬ ‫تفجــر الجــر الواصــل الــذي ميـ ّر مــن فوقهــا‪،‬‬ ‫وبالتــايل إجبــار تحويــل الطريــق إىل داخــل‬ ‫هــذه القريــة التــي ســيطروا عليهــا بالكامــل‪.‬‬ ‫ولكــن جيــش النظــام الــذي شــعر بخطــورة‬ ‫املوقــف‪ ،‬وأن األمــور تتجــه إىل ســقوط مدينــة‬ ‫درعــا بالكامــل يف أيــدي الثــوار؛ و ّجــه حملــة‬ ‫عســكرية كبــرة الســتعادة الســيطرة عــى‬ ‫"خربــة غزالــة"‪ ،‬حيــث دخلــت قــوات النظــام‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫نقطة ثائرة‬

‫وكتائــب الجيــش الحــر يف معركــة ســ ّميت‬ ‫مبعركــة "جــر حــوران"‪ ،‬اســتمرت حــواىل‬ ‫ثالثــة أشــهر تقريب ـاً مل يســتطع خاللهــا جيــش‬ ‫النظــام الســوري الدخــول م ـرا ً واحــدا ً ضمــن‬ ‫أرايض هــذه القريــة‪ .‬إال أن نفــاذ الذخــرة‬ ‫وعــدم تقديــم الدعــم واملســاندة اضطــر الثــوار‬ ‫لالنســحاب‪ ،‬وســبق هــذا االنســحاب نــزوح‬ ‫للمدنيــن مــن القريــة خوفــاً مــن تعرضهــم‬ ‫ملجــزرة‪ ،‬كــا باقــي املناطــق التــي تقــع يف‬ ‫أيــدي جيــش النظــام‪ .‬الجديــر بالذكــر أن خربة‬ ‫غزالــة تعرضــت بعــد ســقوطها بيــد النظــام‬ ‫الســوري لحــرق وتدمــر ورسقــة منازلهــا‪،‬‬ ‫ولــوال نــزوح الســكان بأكملهــم مــن القريــة‬ ‫لكانــت حصلــت مجــزرة مروعــة بحقّهــم‪.‬‬ ‫ومازالــت املعــارك بــن ك ـ ٍّر وفــر يف محــاوالت‬ ‫لتحريرهــا حيــث ينجــز الثــوار يوميــاً تقدمــاً‬ ‫يف طريــق تحريرهــا‪ .‬مــن أهــم األســاء التــي‬ ‫بــرزت يف الحــراك الثــوري الناشــط اإلعالمــي‬ ‫خليــل ابراهيــم العابــد‪ ،‬الحــاج عــي ابــن ‪19‬‬ ‫ربيعـاً ناشــط الحـراك الســلمي الــذي قــاد أول‬ ‫مظاهـرات الخربــة ومؤســس التنســيقية فيهــا‪،‬‬ ‫حيــث نقــل معانــاة أهلــه تحــت القصــف‬ ‫و الدمــار و معــارك الجيــش الحــر و تحريــر‬ ‫درعــا‪ ،‬وارتقــى شــهيدا ً أثنــاء تغطيتــه اإلعالميــة‬ ‫للمدينــة بتاريــخ ‪ 2013/4/15‬برصــاص قنــاص‬ ‫لينضــم ألكــر مــن‪ 95‬شــهيدا ً عــى تــراب‬ ‫املدينــة يف ســبيل اللــه والوطــن والحريــة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬ ‫بقلم مغتربة‬

‫أتى أيلول‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يحمل لي هداياه‬ ‫أيلول يا أمي‪،‬‬ ‫أتى‬ ‫ٌ‬ ‫أعلم معناه‬ ‫صرت‬ ‫طفل في العاشرة‪...‬‬ ‫وأنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أعلم جيدًا‪ ...‬معنى الفصول‬ ‫صرت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أتى أيلول يا أمي‪...‬‬ ‫ونحن في المخيم‬ ‫ُ‬ ‫وشحوبه‪...‬‬ ‫بحزنه‪...‬‬ ‫ببرده‪...‬‬ ‫نستقبله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫برعوده‬ ‫بوحول سيغرقنا بها‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ككل‬ ‫ّت لي الحقيبة‬ ‫أتى‬ ‫أيلول يا أماه‪ ...‬فهل جهز ِ‬ ‫ِ‬ ‫عام‪...‬‬ ‫هل ستصحبيني إلى مدرستي في الشام‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫نعض على اآلالم؟ إلى متى يا‬ ‫سنظل‬ ‫إلى متى‬ ‫ّ‬ ‫أمي؟‬ ‫وقد مضى عامان‪...‬‬ ‫هذه الخيمة الممزقة‪...‬‬ ‫ونحن في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أين رفاقي فال تجيبين‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫أسألك دومًا‪َ ...‬‬ ‫عيني دائمًا تتهربين‪...‬‬ ‫حزن‬ ‫متى نعود؟‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ومن ِ‬ ‫وأسألك أين أبي؟‬ ‫ِ‬ ‫العين تقولين‪:‬‬ ‫وبدمع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زيتون في مدينتنا البعيدة‬ ‫زرعناه شجر َة‬ ‫لقد‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وأصبحنا الجئين‪...‬‬

‫حيطان منزله‬ ‫أحالم قد احترقت على‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫عاشت ُ‬ ‫خيطان خيمته‬ ‫أمنية على‬ ‫ألف‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جرحه بخيبته‬ ‫يطرزها منذ عامين‪ ...‬ي ّرقع‬ ‫ُ‬ ‫أرسم دونما دفتر‪!...‬‬ ‫الليل‬ ‫نجوم‬ ‫كأني في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كحجارة َ‬ ‫ذلك البيدر‬ ‫قد حرقوا أوراقي‬ ‫ِ‬ ‫و ْ‬ ‫و ٌ‬ ‫أطفال حارتنا‬ ‫لعبت بها مع‬ ‫كرة قد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫شرفات منزلنا‬ ‫وردتك التي تزهر على‬ ‫و أذكرها؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المدمر‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫بأن نعود‪....‬‬ ‫أيلول و‬ ‫أتى‬ ‫كنت قد وعدتني ْ‬ ‫ِ‬ ‫ستتكسر مع القيود‪...‬‬ ‫الخيمة‬ ‫وأن أعمد َة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫شمس الصمود‪...‬‬ ‫ستشرق‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نستقبل مجددًا أيلول‬ ‫و لكن‪ ...‬ال زلنا هنا‬ ‫فأرجوك أسدلي ستا َر خيمتنا و أخفيها في‬ ‫ِ‬ ‫الرمال‪...‬‬ ‫واريها هي ونحن خلف التالل‪...‬‬ ‫البرد و‬ ‫و أطفئي نور شمعتنا‪ ...‬حتى ال يلقاها‬ ‫ُ‬ ‫يلقانا‪...‬‬

‫أريد لقياه‬ ‫خبئيني يا أمي من أيلول فال ُ‬ ‫مصير مجهول‬ ‫خبئيني من‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫قتل الوحش‪...‬‬ ‫طفل‬ ‫ارو لي حكايةَ‬ ‫ٍ‬ ‫و ِ‬ ‫ُ‬ ‫بأحزانه كذاك‬ ‫أيلول يا أماه‪ ...‬فهل سيغرقنا‬ ‫أتى‬ ‫زهق الباطل‪...‬‬ ‫حق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حكايةَ ٍ‬ ‫العام؟‬ ‫قد يطول‪...‬‬ ‫ومأسا َة‬ ‫ظلم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫هل‬ ‫له من أن يزول‪...‬‬ ‫ليل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بد ُ‬ ‫حالك ال ّ‬ ‫اشتريت لي مظلة‪ ...‬وللمدرسة‪ ...‬علبة ألوان؟ حكايةَ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تمطر‬ ‫أللبسه عندما‬ ‫أصلحت معطفي الممزّق‬ ‫هل‬ ‫شمس‬ ‫ارو لي يا أمي حتى أنام ‪ ...‬و توقظني‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الخيمة في المساء‪...‬‬ ‫ترحل اآلالم‬ ‫بالدي‪ ...‬و‬ ‫ُ‬ ‫ألف و ُ‬ ‫سماء تمطر ‪...‬ولي ُ‬ ‫ألف‬ ‫الناس‬ ‫فلكل‬ ‫يرحل أَيلول‪...‬‬ ‫سماء‪ ...‬كما‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫الشتاء‬ ‫بدمع‬ ‫بالبرد تغسلني‪...‬‬ ‫تلفني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫عيناك يا أمي‬ ‫ومنها‬ ‫ِ‬ ‫بالبكاء‬ ‫وتجهشين‬ ‫حين تعانقيني في أيلول‪...‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫يديك الدافئتين‪ ...‬كعصفو ٍر مكسو ِر‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫وأرتجف َ‬ ‫الجناح‬ ‫العراء‪...‬‬ ‫مرمي في‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعشعش في دمشق‬ ‫أيلول يا أمي‪ ...‬وأحزاني‬ ‫أتى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعيش‬ ‫بخاطره‪...‬‬ ‫زالت‬ ‫وأنا‬ ‫الطفل الذي هاجر‪ ...‬و ال ْ‬ ‫ِ‬ ‫دمشق‬ ‫أكثر‬ ‫العودة ال‬ ‫حلم‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذكريات من ُسكّ ر‪...‬‬ ‫العين‬ ‫دموع‬ ‫وتحيا في‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫‪14‬‬


‫الفلك مع أوكسجني‬

‫برج أوباما‪:‬‬ ‫ر مــا تــرب حتــى تتأكــد‪ ...‬بتنصحــك األب ـراج بتشــكيل لجنــة مــن‬ ‫باعتبــار أنــك م ـ ّ‬ ‫املؤكديــن للتأكــد مــن التأكيــدات كرمــال تتأكــد وتعيــد التأكــد مــن التأكيــدات التــي تــم‬ ‫تأكيدهــا ســابقاً‪!!...‬‬ ‫برج العسكور‪:‬‬ ‫عقبال ما ربك يكرمك "بالشهادة" وشوفك ملفوف بالعلم السوري‪): ...‬‬ ‫برج حاجز بلودان‪:‬‬ ‫يحــرق حريشــكم مــا ألذكــم وأنتــو حاطــن الخــوذ و متخبيــن ورا الســاتر ال ـرايب متــل‬ ‫الفــران يــوم يــي كانــوا الشــباب عــم يرضبــوا ع الرشقــي‪ ...‬بــريف كان بــس بدكــم‬ ‫صــورة‪!!...‬‬ ‫برج بشار‪:‬‬ ‫يعنــي أنــت يــا أمــا مــريض كتيــر ألمــك أنيســة‪ ...‬يــا أمــا بتتعامــل مــع الجــن وعامــل‬ ‫حجــاب للمجتمــع الــدويل‪ ...‬لــك إي حتــى أبــو حســن مانــو مســرجي يلعــب معــك‪!!...‬‬ ‫برج املعارضة اخلارجية‪:‬‬ ‫شــو شــباب‪ ...‬بــأي بلــد أورويب ناويــن تقضّ ــوا الســنة التالتــة مــن الثــورة‪...‬؟ نحنــا هــون‬ ‫رح نقضيهــا تحــت رحمــة ربكــم‪...‬‬ ‫برج اللجان الشعبية‪:‬‬ ‫حواجــز وحظــر تجــول وحقــارة كتيــر‪ ...‬ديــروا بالكــم حســابكم كــر ورح تدفعــوا‬ ‫الفاتــورة غاليــة يــا "أوادم"‪...‬‬

‫العدد (‪ )75‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\13‬‬

‫سالمتك‬

‫فواصل‬

‫الغازات السامة ‪4‬‬

‫إرشادات عامة‪:‬‬ ‫يف حال التعرض للغاز السام والخردل‪:‬‬ ‫ ال تلمــس املصــاب بشــكل مبــارش‪ ،‬بــل ِ‬‫ارتــد‬ ‫قفــازات واقيــة حتــى ال تنتقــل املــادة الســامة إليك‪.‬‬ ‫ال تج ـ ِر عمليــة اإلنعــاش القلبــي الرئــوي مبــارشة‬‫مــن الفــم إىل الفــم‪ ،‬إذ قــد تكــون شــفاه ووجــه‬ ‫املصــاب ملوثــة بغــاز الخــردل‪.‬‬ ‫ أبعــد املصــاب مــن مــكان التلــوث‪ ،‬مثــل مــكان‬‫الهجــوم الكيــاوي وانــزع مالبســه التــي ســتكون‬ ‫قــد تلوثــت بالغــاز‪.‬‬ ‫ اعمــل عــى دعــم وظائــف جســمه الحيويــة وهي‬‫التنفــس والقلــب والــدورة الدموية‪.‬‬ ‫ ال يوجد مضاد للتسمم بغاز الخردل‪.‬‬‫تطهير العين‪:‬‬ ‫اغســل العينــن بكميــة كثــرة مــن املــاء أو محلــول‬ ‫ملحــي (‪ )saline‬ملــدة ‪ 15‬دقيقــة عــى األقــل‪.‬‬ ‫مبــا أن كربيــت الخــردل يــذوب يف الدهــون‪ ،‬بإمكانك‬ ‫اســتخدام شــامبو الرضــع املخفــف لغســل العني‪.‬‬ ‫تطهــر الجلــد‪ :‬ال تغســل املصــاب ألن ذلــك قــد‬ ‫يــؤدي لنــر املــادة الســامة إىل باقــي أجــزاء‬ ‫الجســم وإىل جســمك أنــت أيضــاً‪ ،‬وعوضــاً عــن‬ ‫ذلــك اســتعمل مســحوقاً المتصــاص الخــردل مثــل‬ ‫"‪ "Fuller's earth‬وبــودرة التالــك أوالطحــن‪ ،‬أمــا‬ ‫إذا كان ذلــك صعبـاً فاغســل املنطقــة املتأثــرة بحــذر‬ ‫باســتعامل املــاء مــع صابــون متعــادل (ناعــم وغــر‬ ‫مخــرش للجلــد)‪.‬‬ ‫تطهير المعدة‪:‬‬ ‫ ِ‬‫أعط املصاب حليباً أو ماء‪.‬‬ ‫ ال تجعل املصاب يتقيأ‪.‬‬‫ يجــب إجــراء غســيل للمعــدة عنــد الطبيــب‬‫باســتعامل بيكربونــات الصوديــوم‪ ،‬مــع رضورة‬ ‫حاميــة املجــاري التنفســية‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.