أوكسجين العدد (83) السنة الثانية - الجمعة 11\11\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنا بتنفس حرية‬

‫استهداف الصحفيين‬ ‫عائالت مشبوهة‬ ‫ميليشيات تحت الطلب‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) 83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫يا رايح صوب جنيف‪...2‬‬

‫أوكسجين | هيئة التحرير‬ ‫يبــدو أن جنيــف مدينــة التقــدم والحضــارة ســرتبط طويـاً بأذهــان الســوريني بالعهــر‬ ‫واملصالــح وهــم يشــهدون مسلس ـاً طوي ـاً اســمه جنيــف متثّــل حلقــات مهزلتــه عــى‬ ‫أوجــاع وآالم الشــعب الســوري‪" .‬قــدري جميــل" ينــوي الحضــور بعــد ســيناريو إعفائــه‬ ‫املشــبوه مــن مهامــه‪ ،‬و"رفعــت األســد" أيض ـاً أنظــاره هنــاك وكأنــه نــي أنــه ســفاح‬ ‫برتبــة مجــرم ومخالبــه وجرامئــه مــا زالــت آثارهــا عالقــة يف ذاكــرة الســوري‪ .‬قــد تكــون‬ ‫هــذه مجــرد إشــاعات يبثّهــا النظــام عــن وجــود قــدري جميــل ورفعــت األســد كجــزء‬ ‫مــن املعارضــة وذلــك يف محاولــة منــه لتخويــن كل املعارضــة الســورية وتأليــب الــرأي‬ ‫العــام ضــد جنيــف‪ ،2‬وهــو الــذي يخــى أن تفتــح ملفــات جرامئــه هنــاك وقــد يكــون‬ ‫بعدهــا خــارج الســلطة‪ ،‬يف حــن يــرى آخــرون أن جنيــف‪ 2‬ســيتبعه جنيــف‪ 3‬و ‪ 4‬ورمبــا‬ ‫ـي امللــف الســوري لــذا يضغــط مــن أجــل‬ ‫أكــر مــن ذلــك‪ .‬املجتمــع الــدويل يريــد طـ ّ‬ ‫جنيــف‪ ،2‬واألســد يقاتــل ألجــل إفشــاله ألنــه قــد يكــون الخــارس األكــر عــر ق ـرارت‬ ‫تكــون ملّزمــة لــه‪ ،‬ولكــن املشــكلة تكمــن يف صالحيــة مــن ميثــل الشــعب الســوري‪،‬‬ ‫هــل املعارضــة التــي تكفّلــت بالــكالم نيابــة عنــه بشــعارات الدميقراطيــة والشــفافية‬ ‫قــادرة اليــوم عــى التمســك مبطالبــه الثابتــة والحصــول عــى ضامنــات دوليــة تنفــذ مــا‬ ‫ســيصدر مــن ق ـرارات؟!‪ .‬الشــعب يريــد ضامنــات جديــة بعــد أن أرهقتــه آلــة القتــل‬ ‫والحصــار‪ ،‬واليــوم إن مل تنجــح املعارضــة يف مل شــتاتها وتوحيــد كلمتهــا فهــي تســتحق إذا ً‬ ‫رضبــة حــذاء كتلــك التــي أصابــت الرئيــس األمــريك جــورج بــوش ســابقاً يف ذاك املؤمتــر‬ ‫الصحفــي‪ ،‬ولكــن الحــذاء هــذه املــرة ســيكون بفردتــن ورضبتــن‪ ،‬واحــدة للنظــام املجــرم‬ ‫وأخــرى للمعارضــة التــي مل تســتطع أن تنقــذ الشــعب مــن ويالتــه‪.‬‬ ‫جنيــف ‪ 2‬قــد تكــون خطــوة أخــرى بــا معنــى وقــد تكــون فرصــة لــن تكــرر‪ ...‬مــن‬ ‫يــدري‪!!...‬‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬معاقو الحرب‪ ...‬الوجع المؤجل‬ ‫‪ -4‬عائالت مشبوهة‬ ‫ مابين المطرقة والسندان‬‫‪ -5‬في انتظار غودو‬ ‫ وادي بردى بلون الدم‬‫‪ -6‬استهداف الصحفيين‬ ‫‪ -8‬ميليشيات تحت الطلب‬ ‫‪ -9‬دعوة إلنشاء محكمة الفساد‬ ‫الدولية‬ ‫‪ -10‬جوان زيرو‪ ...‬خربشات ثورية‬ ‫‪ -11‬جنّية عين الح ّمة‬ ‫‪ -12‬عشرة أخطاء رقمية يركتبها‬ ‫المستخدمون‬ ‫ تشفير الدردشة الفورية على‬‫هواتف أندوريد‬ ‫‪ -13‬دمشق‪ ...‬دمعك مطر خبزنا‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫‪2‬‬


‫معاقو الحرب‪ ...‬الوجع المؤجل‬

‫قضايا‬

‫أوكسجين | نيرمين عبدالرؤوف‬

‫يوم ـاً مــا ســينتهي هــذا الكابــوس وســرحل‬ ‫الحــرب بويالتهــا عــن الشــعب الذي لــن تنتهي‬ ‫مأســاته اإلنســانية هنــا‪ ،‬فالحكايــة ســتبدأ مــع‬ ‫مــا تركتــه الحــرب وراءهــا مــن عاهــات دامئــة‬ ‫فضـاً عــن الصدمــات واألزمــات النفســية التــي‬ ‫لحقــت بالكثرييــن وخاصــة األطفــال جــراء‬ ‫املشــاهد الداميــة التــي شــهدوها‪ .‬املــوت رمبــا‬ ‫أصبــح أم ـرا ً محص ـاً ليــس إال‪ ،‬ولكــن الكارثــة‬ ‫يف الحيــاة ويف األحيــاء املصابــن الذيــن بقيــوا‬ ‫وقــد فقــدوا أطرافهــم أو أي ـاً منهــا‪ ،‬فأصبحــوا‬ ‫معاقــن يش ـكّلون عبئ ـاً حقيقي ـاً عــى ذويهــم‬ ‫أوالً وعــى الحكومــة الســورية املســتقبلية‬ ‫ثانيــاً‪ 270 .‬ألــف حالــة إعاقــة دامئــة بــن‬ ‫الســوريني منــذ انطالقــة الثــورة الســورية‪ ،‬هــذا‬ ‫مــا أكدتــه مؤسســات دوليــة وســط مخــاوف‬ ‫مــن تزايــد هــذا العــدد مــع اســتمرار العنــف‬ ‫ومواصلــة النظــام اســتخدامه للحــل األمنــي يف‬ ‫قمــع الثــورة‪ .‬تلــك اإلعاقــات تنوعــت مــا بــن‬ ‫البــر والحــروق وتشــوهات الجســم الخطــرة‬ ‫والشــلل‪ ،‬باإلضافــة إىل تعطّــل الوظائــف‬ ‫الحيويــة وبعــض اإلصابــات الدماغيــة والعينيــة‬ ‫األخــرى‪ .‬أكــر تلــك اإلصابــات شــيوعاً هــو بــر‬ ‫األط ـراف الناجمــة عــن الصواريــخ والقذائــف‬ ‫واأللغــام األرضيــة‪ ،‬أو مخلفــات القنابــل‬ ‫العنقوديــة التــي أكــر مــا تهــ ّدد األطفــال‬ ‫الذيــن يعبثــون ببقاياهــا‪ ،‬ويف حــاالت أخــرى‬ ‫يكــون البــر نتيجــة تهتّــك يف األوعيــة الدمويــة‬ ‫ونــزف ال ميكــن إيقافــه‪ ،‬إىل جانــب بعــض‬ ‫اإلصابــات التــي تهمــل مــن الناحيــة الطبيــة‬ ‫إمــا بســبب نقــص اإلمكانيــات والخــرات‬ ‫يف املشــايف امليدانيــة املتواضعــة‪ ،‬أو بســبب‬ ‫انتقــال بعــض املصابــن إىل تركيــا ولبنــان‬ ‫مشــياً عــى األقــدام عــر مناطــق جرديــة مــن‬ ‫أجــل العــاج مــا يــؤدي إىل تفاقــم حاالتهــم‬ ‫وتطورهــا إىل البــر‪ .‬بعــض الجمعيــات الخرييــة‬ ‫تب ّنــت عمليــات تركيــب أطـراف صناعيــة دون‬ ‫مقابــل ملــن فقــد أحــد أطرافــه‪ ،‬إال أن الحاجــة‬ ‫كبــرة ومتزايــدة مقارنــة باإلحصائيــات األخــرة‬ ‫التــي بلغــت ‪ 24‬ألــف جريــح فقــدوا أحــد‬

‫أطرافهــم العلويــة أو الســفلية‪ ،‬معظمهــم‬ ‫مــن الشــباب واألطفــال حســب تقديــرات‬ ‫الهيئــة الطبيــة التابعــة لالئتــاف الوطنــي‬ ‫الســوري‪ .‬التحــدي األكــر هــو إدخــال األطـراف‬ ‫الصناعيــة إىل املــدن املحــارصة‪ ،‬وتوفــر أطبــاء‬ ‫مختصــن ملتابعــة ســر العــاج‪ .‬اليــوم معظــم‬ ‫أولئــك املعاقــون منســيون يواجهــون مصريهــم‬ ‫وحدهــم يف ظــل ســوء األوضــاع االقتصاديــة‬ ‫واالجتامعيــة وغيــاب الدعــم النفــي واملــادي‪،‬‬ ‫أي مــن الجهــات اإلعالميــة أو‬ ‫وعــدم التفــات ّ‬ ‫املبــادرات الدوليــة لقضيتهــم‪ .‬حــاالت اإلعاقــة‬ ‫الدامئــة تلــك البــد أن تكــون يف أولويــات أي‬ ‫حكومــة ســورية مقبلــة بوصفهــم "ضحايــا‬ ‫حــرب" بحاجــة إىل عــاج وتأهيــل نفــي‬ ‫وبــدين‪ ،‬مــن أجــل إعــادة دمجهــم يف املجتمــع‬ ‫ومتكينهــم مــن مامرســة دورهــم وكســب‬ ‫عيشــهم‪ .‬هــذا يتطلــب مــوارد برشيــة وماديــة‬ ‫ضخمــة‪ ،‬ويســتلزم وضــع خطــة بكيفيــة‬ ‫وألولويــات الخاضعــن للعــاج‪ ،‬فمــن فقــد‬ ‫أحــد أطرافــه ليــس بطبيعــة الحــال كــم فقدها‬ ‫جميعهــا‪ ،‬وآليــة العــاج النفــي تختلــف مــا‬ ‫بــن دعــم املقاتلــن املتأهبــن نوعـاً مــا لهكــذا‬ ‫حــاالت عــن املدنيــن واألطفــال الذيــن يكــون‬ ‫وقــع الصدمــة عليهــم أكــر‪ .‬اســتمرار العنــف‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫وتزايــد اإلصابــات يســتدعي تأمــن كادر طبــي‬ ‫متخصــص‪ ،‬إىل جانــب تدريــب مجموعــات‬ ‫شــبابية وتأهيلهــا للتعامــل مــع هــذه الحــاالت‬ ‫مــن أجــل مســاعدتهم يف إعــادة صهرهــم يف‬ ‫املجتمــع‪ ،‬مــع البحــث عــن مصــادر متويــل‬ ‫مــن تجــار وصناعيــن ومســتثمرين عــرب أو‬ ‫أجانــب‪ ،‬باإلضافــة إىل هيئــات ومنظــات‬ ‫إنســانية داعمــة تــدرك رضورة التدخــل‬ ‫الفــوري يف الوضــع وتكــون قــادرة عــى تحمــل‬ ‫مســؤولياتها‪ .‬الصــورة املســتقبلية ليســت‬ ‫جميلــة أبــدا ً‪ ،‬أمــام مشــهد الدمــار والخ ـراب‬ ‫الــذي عاثــه األســد‪ ،‬والــذي خلّــف وراءه‬ ‫العديــد مــن دمــارات البــر والحيــاة املتمثلــة‬ ‫بإحصائيــات الشــهداء واملعاقــن‪ ،‬تلــك التــي‬ ‫تحــ ّرض ذواكرنــا مــن أجــل التفكــر بكيفيــة‬ ‫النهــوض مــن جديــد عــر خطــوات متالحقــة‬ ‫ومتزامنــة‪.‬‬ ‫"متــى ســتنبت قدمــي" هــي العبــارة التــي‬ ‫همســت بهــا طفلــة يف أذن الطبيــب الــذي‬ ‫بــر ســاقها‪ ،‬سـ ٌ‬ ‫ـؤال أبــكاه ومل يجــد لــه جواب ـاً‬ ‫وكذلــك نحــن حائــرون يف تقديــم األجوبــة‬ ‫ألطفــال آخريــن دفعــوا مثــن حــرب ال ذنــب‬ ‫لهــم بهــا‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫تقارير‬

‫عائالت مشبوهة‬

‫أوكسجين | نيرمين عبدالرؤوف‬

‫أغــر‬ ‫"يبــدو أنــه بــات مــن الــروري أن ّ‬ ‫اســم عائلتــي‪ ...‬وإن اســتطعت أيضــاً مــكان‬ ‫تولــدي"‪ !!...‬هــذا مــا تقولــه "ريــم" التــي‬ ‫تضطــر بحكــم طبيعــة عملهــا إىل عبــور‬ ‫حواجــز مدينــة الزبــداين وبلــودان كل يــوم‪،‬‬ ‫يف طريــق طويــل أضحــى يســتغرق نصــف‬ ‫ســاعة إىل ســاعة بعــد أن كان ال يحتــاج ألكــر‬ ‫مــن عــر دقائــق قبــل نــر الحواجــز‪ .‬هنــا‬ ‫ومــع ذل التفتيــش واالنتظــار قصــة أخــرى‪.‬‬

‫يعيــد عســكري الحاجــز البطاقــات الشــخصية‬ ‫بعــد تدقيقهــا لجميــع الــركاب يف الرسفيــس إال‬ ‫هــي‪ ...‬ميعــن النظــر طويـاً يف بياناتهــا‪ ...‬ينادي‬ ‫للضابــط الــذي يقــرب نحوهــا ويتف ّحــص‬ ‫بارتيــاب وجههــا ثــم يطلــب منهــا النــزول‬ ‫بحجــة أنهــا مــن العائــات املشــبوهة‪!!...‬‬ ‫مشــبوهة‪ ...‬ليســت تهمــة بــل تعنــي العائــات‬ ‫املعروفــة بغالبيتهــا املناهضــة للنظــام‪ ،‬والتــي‬ ‫خــرج منهــا أســاء بــارزة شــاركت يف الثــورة‬ ‫بشــكل علنــي‪ ،‬ســواء يف املظاه ـرات والح ـراك‬ ‫الســلمي أو بالقتــال يف مجموعــات الجيــش‬ ‫الحــر‪ ،‬فكانــت العائلــة تدفــع غاليـاً مثن نشــاط‬ ‫بعــض أفرادهــا‪ ،‬إمــا باملالحقــة واالعتقــال أو‬ ‫بالضغــط عــى ذويهــم عــى الحواجــز‪ .‬أشــهر‬ ‫تلــك العائــات يف الزبــداين‪" ،‬عــاء الديــن"‪،‬‬ ‫"الــدااليت"‪" ،‬رحمــة"‪" ،‬برهــان" وغريهــا‪ ،‬رغــم‬ ‫إدراك النظــام متامــاً أن الثــورة خرجــت مــن‬ ‫رحــم املجتمــع ككل ومــن معظــم العائــات‪.‬‬ ‫"رح كــون معــك منيــح ومــارح اعتقلــك‪...‬‬ ‫بــس ارجعــي مــكان مــا جيتــي"‪ ...‬قالهــا‬

‫الضابــط بحــزم‪ .‬هنــا وقفــت ريــم حائــرة بــن‬ ‫أن تعــود أدراجهــا وبــن طالبهــا و عملهــا‬ ‫الــذي قــد تفقــده يف حــال غيابهــا‪ ،‬مل تعــرف‬ ‫كيــف ســتقنعه وهــي تثــق متامــاً بــأن مــا‬ ‫مــن ســبب أو حجــة ستســمح لهــا باملــرور‪،‬‬ ‫مل يكــن أمامهــا ســوى املحاولــة‪ ،‬اســتجمعت‬ ‫قواهــا وقالــت لــه بــإرصار وتحــدي‪" :‬البــد أن‬ ‫تســمح يل بالذهــاب‪ ...‬طــايب لديهــم اليــوم‬ ‫امتحــان وال يســتطيعون االنتظــار أكــر مــن‬ ‫ذلــك"‪ ...‬عـرات العيــون كانــت تحملــق بهــا‪،‬‬ ‫بــن معجــب بجســارتها وجرأتهــا وبــن مــن‬ ‫طلــب منهــا الت ـزام الصمــت والعــودة بهــدوء‪.‬‬ ‫هنــا تدخــل ضابــط آخــر عــى إثــر الجلبــة‬ ‫التــي حدثــت وأشــار بالســاح لهــا باملــرور‪.‬‬ ‫هــذه املــرة انتهــت القصــة هكــذا‪ ...‬ولكــن‬ ‫مــن يــدري يف املــرات القادمــة كيــف تكــون‬ ‫خامتتهــا وأيــن ينتهــي املطــاف بصاحبتهــا‪ ،‬مــع‬ ‫فظاظــة الحواجــز التــي متــارس عليهــا بتهمــة‬ ‫أنهــا مــن العائــات "املشــبوهة" أوالً ومــن‬ ‫منطقــة ثائــرة كالزبــداين ثانيــاً‪...‬‬

‫مابين المطرقة‬ ‫والسندان‬ ‫أوكسجين | محمد الصفدي‬ ‫تثــر ظاهــرة اللجــان الشــعبية التــي ظهــرت‬ ‫عــى الســاحة الســورية يف اآلونــة األخــرة‬ ‫الكثــر مــن التســاؤالت لــدى الســوريني‪،‬‬ ‫الذيــن يرزحــون تحــت ثقــل جيــش األســد‬ ‫مــن جهــة‪ ،‬ويعانــون مــن ســطوة اللجــان‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ .‬حيــث تعتــر مبثابــة اليــد‬ ‫الثالثــة الضاربــة للنظــام ـ غــر حــزب اللــه‬ ‫اللبنــاين وكتائــب أبــو الفضــل العبــاس العراقيــة‬ ‫ـ يف املناطــق التــي مــا زالــت تحــت ســيطرته‬ ‫نســبياً‪ .‬اللجــان الذيــن تشــكلّوا بأمــر مــن‬ ‫النظــام‪ ،‬هــم يف األســاس مــن النــاس املرفوضــن‬ ‫ســابقاً لــدى املواطنــن يف أيــة منطقــة كانــت‬ ‫يف ســوريا‪ .‬إنهــم يف األصــل ســجناء ســابقون‬ ‫الرتكابهــم جنايــات‪ ،‬وممــن يُعرفــون بســمعة‬ ‫وســرة ســيئة ال تــر‪ .‬مبجــرد أن ينضــم أحــد‬ ‫إليهــم‪ ،‬يأخــذ بندقيــة روســية و(يتج َّعــب)‬

‫باملخــازن والقنابــل ويصبــح شــ ّبيحاً رســمياً‬ ‫بامتيــاز‪ .‬هــم يؤمتــرون مــن ضبــاط الجيــش‬ ‫األســدي مبــارشة‪ ،‬لهــم ســلطات مطلقــة عــى‬ ‫املواطنــن‪ ،‬يقومــون بالتوقيــف واالعتقــال‪،‬‬ ‫ولديهــم أيضــاً الئحــة بأســاء املطلوبــن‬ ‫ســواء كانــوا رجــاالً أم نســا ًء أو حتــى أطفــال‪.‬‬ ‫يتمتعــون بصالحيــة كاملــة لقطــع الطرقــات‬ ‫العامــة والفرعيــة عــر حواجــز ثابتــة أو طيّــارة‬ ‫لينالــوا مــن املطلوبــن الثائريــن لــدى النظــام‬ ‫األســدي‪ .‬يفرضــون منــع التج ـ ّول مــن الرابعــة‬ ‫عــرا ً حتــى السادســة صباحــاً‪ ،‬هــذا إن كان‬ ‫املواطنــون يســتطيعون الخــروج أصــاً بعــد‬ ‫هــذا الوقــت يف األحــوال العاديــة‪ .‬يرشفــون‬ ‫عــى أخــذ الهويــات وتفتيــش الســيارات وإىل‬ ‫آخــر مــا هنالــك مــن تضييــق عــى النــاس‪.‬‬ ‫يخضــع الفــرن الوحيــد يف منطقــة بلــودان‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫ـج بالنازحــن وتحديــدا ً يف محلــة أبــو‬ ‫التــي تعـ ّ‬ ‫زاد لســيطرتهم وســطوتهم‪ ،‬فربطــة الخبــز‬ ‫التــي تُبــاع مــن الفــرن بـــ ‪ 50‬ل‪.‬س احتكرتهــا‬ ‫اللجــان الشــعبيّة لنفســها لتبيعهــا بـــ ‪ 60‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫أمــا رواتبهــم فيتقاضونهــا مــن ضبــاط األســد‪،‬‬ ‫حيــث حــدد لــكل عنــر يف اللجــان مبلــغ‬ ‫‪ 25000‬ل‪.‬س شــهرياً‪ ،‬إضافــة إىل تشــبيحهم‬ ‫عــى املواطنــن وعــى أرزاقهــم ولقمــة‬ ‫عيشــهم‪ .‬إال أن مــا حصــل مؤخــرا ً بــن أحــد‬ ‫الضبــاط وبــن أحــد أعضــاء اللجــان الشــعبية‬ ‫فيــا يتعلــق بالراتــب اللجــاين؛ أن األخــر رفــض‬ ‫قبــض الراتــب مــن الضابــط الــذي أرص عــى‬ ‫مبلــغ ‪ 17000‬ل‪.‬س فقــط‪ ،‬بينــا يريــد راتبــه‬ ‫كامـاً دون نقصــان‪ .‬التشــبيح إذا ً جــا ٍر مــن كل‬ ‫حــدب وصــوب‪ ،‬ومل يســت ِنث أحــدا ً‪ ،‬موالي ـاً كان‬ ‫أم معارضــاً أو حتــى رماديــاً صامتــاً‪.!...‬‬

‫‪4‬‬


‫في انتظار غودو‬ ‫أوكسجين | سعيد أسعد‬

‫يبلــغ الشــاب بشــار مــن العمــر ســبعة عــر‬ ‫عامــاً‪ ،‬يذهــب إىل أحــد املحــال القريبــة مــن‬ ‫منزلــه ل ـراء حاجــة مــا لوالدتــه‪ ،‬يقــرب مــن‬ ‫وجهتــه فيشــاهد جنديــن مــن جنــزد النظــام‬ ‫يرضبــان فتــى رضبــاً مربحــاً وعنيفــاً لســبب‬ ‫يجهلــه‪ ،‬ينتابــه الذعــر الشــديد ويقــرر أن‬ ‫يعــود أدراجــه خوفـاً منهــا‪ .‬ولكــن مــا أن َيهـ َّم‬ ‫باملغــادرة حتــى يـراه أحدهــم ويــرخ مناديـاً‬ ‫لــه يريــد أن يــرى هويتــه‪ .‬هنــا يركــض الشــاب‬ ‫برسعــة ليخــر أمــه مــا حصــل معــه‪ ،‬فتســقيه‬ ‫كأسـاً مــن املــاء وتهــدئ مــن روعــه‪ .‬ميــر عــى‬ ‫هــذه الحادثــة قرابــة العرشيــن يــوم‪ ،‬وينــى‬ ‫الشــاب تلــك القصــة‪ ،‬إىل أن يــأيت والــده‬ ‫ويطلــب منــه مرافقتــه إىل بلــودان ملســاعدته‪،‬‬ ‫يركــب الســيارة برفقــة أبيــه ويس ـران مع ـاً إىل‬ ‫حاجــز القــوس وهــو حاجــز للعنــارص النظــام‬ ‫عنــد مدخــل بلــودان‪ ،‬يقفــون عــى الحاجــز‬ ‫وينتظــرون التفتيــش‪ ،‬وهنــا يشــاهده الجنــدي‬ ‫الــذي نــاداه مــن قبــل فيطلــب منــه أن ينــزل‪،‬‬ ‫ميتثــل لألمــر ومعــه والــده‪ ،‬يأخذونــه خلــف‬ ‫الســاتر الــرايب إىل مقرهــم و يطلبــون مــن‬ ‫والــده أن ينتظــر‪ .‬ميــر الوقــت ثقيــاً كخطــو‬ ‫الســلحفاة‪ ،‬ويشــاهد أحــد العابريــن عــى‬ ‫الحاجــز مــا جــرى‪ ،‬فيــأيت إىل والدتــه ويخربهــا‬ ‫مبــا شــاهده‪ .‬هنــا تهــرع األم املســكينة باتجــاه‬ ‫الحاجــز‪ ،‬لــرى زوجهــا واقفــاً وقــد اصفــ َّر‬ ‫وجهــه‪ ،‬وقــد نــال منــه القلــق والهــم‪ ،‬تبــادر‬ ‫فــورا ً إىل ســؤاله عــن ولدهــا‪ ،‬فيشــر لهــا إىل‬ ‫الوجهــة التــي أخــذوه إليهــا‪ .‬تركــض األم وهــي‬ ‫ال تــدري مــاذا تفعــل‪ ...‬تحــاول الدخــول‬ ‫إىل املبنــى الــذي اســتدلت عليــه بغريزتهــا‪،‬‬ ‫وهنــا يــرخ يف وجههــا أحــد الجنــود‪" :‬لويــن‬ ‫رايحــة؟"‪ ...‬تشــر لــه بإصبعهــا وتتابــع املســر‪...‬‬ ‫ومــا هــي إال لحظــات حتــى كانــت عــى بــاب‬ ‫الشــقة األرضيــة حيــث يقــف جنــدي يحــرس‬ ‫املدخــل ومينــع أحــد مــن الدخــول‪ ،‬تبــادره‬ ‫بالقــول‪ :‬ابنــي هنــا وأريــد رؤيتــه‪ ،‬فــرد عليهــا‪:‬‬ ‫ابنــك ليــس هنــا‪ ...‬فتــرخ بصــوت عــال‪ :‬أريــد‬ ‫رؤيتــه‪ ...‬يقــرب منهــا جنــدي آخــر ويقــول‬ ‫بلهجــة لطيفــة‪ :‬تعــايل وقفــي هنــا يــا خالــة‪،‬‬

‫تقارير‬

‫وادي بردى‬ ‫بلون الدم‬ ‫أوكسجين | ميريانا‬

‫وتســأله نفــس الســؤال الســابق عــن ابنهــا‪...‬‬ ‫فــا يجيبهــا‪ .‬ميــي الوقــت ومتــر ســاعتني‬ ‫ثقيلتــن وهــي تحــرق لتعــرف مــاذا يجــري يف‬ ‫الداخــل‪ .‬تعيــد طــرح الســؤال نفســه فيجيبهــا‬ ‫أحــد الجنــود املاريــن‪" :‬اســكتي أحســن مــا‬ ‫ِ‬ ‫قوص ْ‬ ‫لســا مــا‬ ‫ــك"‪ .‬وهنــا تــرد عليــه‪" :‬ليــش ّ‬ ‫قتلتونــا‪ ...‬قوصنــي وريحنــي بــس بــدي‬ ‫ابنــي"‪ .‬بقــي االنتظــار ســيد املوقــف‪ ،‬فــا‬ ‫هــي تســتطيع الدخــول وال أحــد يطمئنهــا‬ ‫ولــو بكلمــة‪ .‬تســأل وتســأل ويــأيت الــرد مامثـاً‪:‬‬ ‫ليــس هنــا‪ .‬أمــا هــي وبحــدس األم لســان حالها‬ ‫يخربهــا بأنــه يف الداخــل‪ .‬متيض ســاعتني أخريني‬ ‫وقــد جلســت عــى األرض‪ ،‬بينــا كلامتهــا‬ ‫تختنــق يف حنجرتهــا‪ :‬أريــد ابنــي‪ ...‬ميــر أحدهم‬ ‫وينصحهــا بــأن تذهــب إىل بيتهــا‪ ،‬فــرد‪" :‬ليــش‬ ‫أخدتــوه‪ ...‬شــو عاملكــم"‪ .‬متــي ســاعة أخــرى‬ ‫فتلمــح طيفــه مــن بعيــد‪ ...‬إنــه ابنهــا‪ ...‬نعــم‬ ‫إنــه هــو‪ ...‬لكنــه عندمــا اقــرب منهــا قليــاً‬ ‫مل تعرفــه‪ .‬خــرج ممــزق الثيــاب والــدم ينــزف‬ ‫مــن أنفــه ومــن وجهــه‪ ،‬قدمــاه متورمتــان‬ ‫كوجهــه متامــاً ويســر عــى أطــراف أصابعــه‪.‬‬ ‫تهــرع إليــه لتســاعده عــى الســر فيقــول لهــا‬ ‫أحــد الجنــود بصــوت خافــت‪ :‬الحمــد للــه عــى‬ ‫ســامته‪ ...‬خذيــه برسعــة مــن هنــا‪ .‬الشــاب مل‬ ‫يفعــل شــيئاً البتــة‪ ...‬مل يشــتم عنــارص النظــام‬ ‫األســدي ومل يحمــل الســاح يف وجههــم القبيــح‪،‬‬ ‫لكنــه خــر جوالــه و ‪ 6000‬آالف لــرة ســورية‪،‬‬ ‫لكنــه ربــح حياتــه هــذه املــرة!‪.‬‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫هـ ّز انفجــار عنيــف قريــة وادي بــردى يف‬ ‫ريــف دمشــق‪ ،‬إثــر انفجــار ســيارة مفخخــة‬ ‫مــن نــوع كيــا ‪ /4000/‬محملــة بـــ ‪1000‬‬ ‫كــغ مــن املتفج ـرات مــن نــوع ‪ TNT‬أمــام‬ ‫مســجد أســامة بــن زيــد‪ .‬أدى االنفجــار إىل‬ ‫ســقوط ‪ 115‬شــهيدا ً تــم دفنهــم بشــكل‬ ‫جامعــي وازداد العــدد ليصــل إىل ‪ 210‬شــهيدا ً‬ ‫بســبب عــدم توفــر املــواد اإلســعافية الكافية‪.‬‬ ‫تــم دفــن أكــر مــن ‪ 90‬جثــة مل يتمكــن‬ ‫األهــايل مــن التعــرف إليهــم‪ .‬فيــا بلــغ عــدد‬ ‫الجرحــى ‪ 250‬جريــح بينهــم إصابــات خطــرة‬ ‫جــدا ً‪ .‬كــا أدى االنفجــار إىل احــراق أكــر‬ ‫مــن ‪ 40‬ســيارة كانــت مركونــة أمــام املســجد‬ ‫و أحــدث دمــارا ً هائــاً يف البنــى التحتيــة‪.‬‬ ‫االنفجــار حــدث يف ‪ 13 / 10 / 25‬عقــب‬ ‫صــاة الجمعــة عنــد خــروج املصلــن مــن‬ ‫املســجد‪ .‬يف وقــت الحــق تــم العثــور عــى‬ ‫ســيارة أخــرى يف املنطقــة يف قريــة كفــر‬ ‫الزيــت كانــت مع ـ ّدة للتفجــر تــم تفكيكهــا‬ ‫ثــم تفجريهــا يف مــكان بعيــد عــن القريــة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫اغتيال الصحافة‬

‫أوكسجين | بتول زبداني‬

‫يف ظــل األحــداث التــي مــرت بهــا ســوريا‬ ‫ومازالــت منــذ ســنتني ونصف؛ عمــل مجموعة‬ ‫مــن الشــباب الناشــطني كإعالميــن لنقــل مــا‬ ‫يحــدث عــى أرض الواقــع‪ ،‬وذلــك بعــد منــع‬ ‫الســلطات الجهــات الغــر ســورية مــن تصويــر‬ ‫أو نقــل أي حــدث بشــكل مبــارش‪ .‬فظهــر جيل‬ ‫إعالمــي بــدأ باســتخدام كامـرا املوبايــل لنقــل‬ ‫الحــدث وتصويــر التشــييع واملظاهـرات التــي‬ ‫يتــم رفعهــا عــر االنرتنــت إىل مواقــع الفيــس‬ ‫بــوك ويوتيــوب‪ ،‬واســتخدموا الســكايب‬ ‫لنقــل التقاريــر بشــكل مبــارش عــى اإلذاعــات‬ ‫ووســائل اإلعــام‪.‬‬ ‫مسؤولية أكبر‪:‬‬ ‫بعــد مــرور العــام األول وتحــ ّو ْل الثــورة إىل‬ ‫العمــل املســلح‪ ،‬وتشــكيل الكتائــب واشــتداد‬ ‫املعــارك وتنوعهــا هنــا وهنــاك بــن الكــر والفــر؛‬ ‫ازداد عــدد اإلعالميــن األحـرار وارتبــط بعضهــم‬ ‫بجهــة إعالميــة يعـ ّد لهــا تقاريــر خاصــة وينقــل‬ ‫األحــداث بشــكل مبــارش‪ .‬املســؤولية هنــا كانت‬ ‫تــزداد عــى عاتقهــم ألنهــم تع ّهــدوا نقــل‬ ‫الحقيقــة مقابــل حياتهــم بعــد تح ـ ّول ال ـراع‬ ‫إىل رصاع داخــي بــن الكتائــب وداعــش (دولــة‬ ‫اإلســام يف العــراق والشــام) وجبهــة النــرة‬ ‫قســمت ســوريا‬ ‫واألكــراد‪ ،‬هــذه الرصاعــات ّ‬ ‫إىل مناطــق والؤهــا يتبــع للقــوة املســيطرة‪،‬‬ ‫ونصبــت‬ ‫فأخذتهــا العــزة بقوتهــا وانغــرت بهــا ّ‬ ‫نفســها وصيــة عــى الشــعب‪ ،‬لتبــدأ األخطــاء‬ ‫تغرقهــا وتعيــث باملنطقــة فســادا ً‪ .‬هنــا كان عىل‬ ‫اإلعــام الحــر نقــل الصــورة وتوضيــح األمــور‪،‬‬ ‫ليــس مــن طــرف النظــام وجرامئــه فقــط‪ ،‬وإمنــا‬ ‫أيض ـاً مــن جهــة الكتائــب والقــوى املســيطرة‪.‬‬ ‫وبــدأت رحلــة اإلعالمــي املدمــاة والتــي‬ ‫ســيدفع حياتــه مثنــاً لنقــل الخــر الصحيــح‬ ‫دون الــوالء لجهــة مــا‪ ،‬إال أن هــذا األمــر كان‬ ‫يش ـكّل خطــورة كــرى عــى النظــام والكتائــب‬ ‫املخطئــة أو تلــك التــي ترفــض اإلعــان عــن‬ ‫أعاملهــا‪ ،‬فــكان اســتهدافهم مــن قبــل قناصــة‬ ‫النظــام ومــن قبــل مســلحي داعــش‪.‬‬

‫الناشط االعالمي محمد نور مطر‬ ‫وثائق وحقائق‪:‬‬ ‫تعــرض اإلعالميــون والنشــطاء للقتــل‬ ‫واالعتقــال والخطــف والتعذيــب حيــث‬ ‫وثقــت لجنــة الحريــات الصحفيــة يف رابطــة‬ ‫الصحفيــن الســوريني مقتــل ‪ 211‬ناشــطاً‬ ‫وصحفيــاً وإعالميــاً منــذ بدايــة الثــورة يف‬ ‫آذار ‪ .2011‬كــا وتعرضــوا النتهــاكات أخــرى‬ ‫بحقهــم تراوحــت بــن حــاالت خطــف‬ ‫وإصابــة بجــروح‪ ،‬ومصــادرة معــدات إعالميــة‬ ‫كانــت بحوزتهــم‪ ،‬و انتهــاكات مشــابهة بحــق‬ ‫إعالميــن يف املناطــق املحــررة أيضـاً وصلــت إىل‬ ‫القتــل و الخطــف‪ .‬ووثــق خــال شــهر ترشيــن‬ ‫األول املنــرم لعــام ‪ 2013‬مقتــل تســعة‬ ‫إعالميــن ونشــطاء منهــم مــن قــى برصــاص‬ ‫النظــام ومنهــم مــن قتــل عــى يــد مســلحني‬ ‫نذكــر منهــم‪ :‬الناشــط اإلعالمــي "محمــد‬ ‫رشيفــة" املعــروف باســم عمــر القابــوين‪،‬‬ ‫الــذي استشــهد بتاريــخ ‪ 10/7‬متأث ـرا ً بجراحــه‬ ‫التــي أُصيــب بهــا ج ـراء قذيفــة هــاون خــال‬ ‫تغطيتــه لألحــداث الجاريــة يف حــي القابــون‪،‬‬ ‫واإلعالمــي "معــاذ الشــامي" عضــو تنســيقية‬ ‫حموريــة الــذي استشــهد بتاريــخ ‪ 10/7‬خــال‬ ‫تغطيتــه املجــزرة التــي نفذهــا ط ـران النظــام‬ ‫الســوري مــع زميلــه اإلعالمــي "ماهــر أحمــد‬ ‫حمــزة"‪ .‬وكذلــك الصحفــي "عبــد الهــادي‬ ‫قاشــيط" الــذي قــى تحــت التعذيــب يف ‪10/8‬‬ ‫يف فــرع املخاب ـرات الجويــة بحلــب‪ ،‬والناشــط‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫"مهنــد حــاج عبيــد" الــذي تــم إعدامــه بطلــق‬ ‫نــاري بالــرأس مــن قبــل قــوات األســد‪" .‬محمــد‬ ‫خلــف العــزو" امللقــب باإلعالمــي الصغــر‬ ‫استشــهد أثنــاء االشــتباكات يف حــي الصاخــور‬ ‫يف حلــب‪ .‬و"محمــد ســعيد" املراســل امليــداين‬ ‫لقنــاة يب يب يس ومــن ثــم األورينــت والعربيــة؛‬ ‫استشــهد بـــ ‪ 10/29‬يف مدينــة حريتــان بريــف‬ ‫حلــب الشــايل خــال قيــام مســلحني مجهولني‬ ‫يقــودون ســيارة بإطــاق النــار عليــه‪.‬‬ ‫خطف وتهديد‪:‬‬ ‫مل يســلم الناشــطون اإلعالميــون مــن‬ ‫املالحقــة والخطــف مــن قبــل داعــش أيضــاً‪،‬‬ ‫إذ وثقــت الرابطــة عمليــات خطــف إلعالميــن‬ ‫منهــم "رامــي الــرزوك" الــذي تــم اختطافــه يف‬ ‫نقطــة تفتيــش تابعــة لداعــش يف الرقــة بتاريــخ‬ ‫‪ .2013/10/1‬كــا وتعــرض املكتــب‬ ‫اإلعالمــي يف الرقــة أيضــاً‬ ‫لعمليــة اقتحــام مــن‬ ‫قبــل مســلحيها و‬ ‫تــــم مصادرة‬ ‫املعــدات‬

‫‪6‬‬


‫تحقيق‬

‫واألجهــزة التــي كانــت بحوزتهــم‪ .‬واســتمرت‬ ‫عمليــات انتهــاك حقــوق الناشــطني و اإلعالميني‬ ‫مــن قبــل داعــش حيــث اعتقلــت املصــور‬ ‫الفوتوغــرايف "زيــاد الحمــي" أثنــاء عودتــه‬ ‫مــن تركيــا‪ .‬باإلضافــة إىل اختطــاف الصحفيــن‬ ‫الفرنســيني "نيكــوال إينــان" و "بيــار توريــس"‬ ‫بتاريــخ ‪ 10/9‬يف مدينــة الرقــة اللذيــن مل تت ـ َن‬ ‫أي جهــة عمليــة اختطافهــا‪.‬‬

‫"هــادي العبداللــه" بشــظية يف الــرأس أدت إىل‬ ‫دخولــه يف غيبوبــة لعــدة أيــام وذلــك أثنــاء‬ ‫تغطيتــه الشــتباكات يف أحــد أحيــاء حمــص‬ ‫املحــارصة‪ .‬كــا وردت أنبــاء غــر مؤكــدة عــن‬ ‫مقتــل رســام الكاريكاتــر "أكــرم رســان" تحــت‬ ‫التعذيــب يف أقبيــة فــرع املعلومــات يف شــعبة‬ ‫املخابــرات بدمشــق بعــد اعتقالــه منــذ عــام‬ ‫تقريب ـاً‪.‬‬

‫انتهاكات أخرى‪:‬‬ ‫تعــرض الكثــر مــن الناشــطني‬ ‫إلصابــات منهــا الخطــرة‬ ‫واملتوســطة أثنــاء عملهــم‬ ‫للمعــارك‬ ‫وتغطيتهــم‬ ‫والقصــف واألوضــاع امليدانيــة‬ ‫يف املــدن املحــارصة‪ ،‬منهــم‬ ‫"نضــال الحــريب" مراســل شــبكة‬ ‫شــام و"حســام الحلبــي" مراســل‬ ‫وكالــة شــهبا بــرس‪ ،‬إىل جانب‬ ‫إصابــة الناشــط‬ ‫و ا إل عال مــي‬ ‫ا لحمــي‬

‫معيشة صعبة‪:‬‬ ‫يعــاين الناشــطون اإلعالميــون مــن قلــة‬ ‫املعــدات وعــدم توفــر اإلمكانيــة لديهــم‬ ‫لتســديد فواتــر اإلنرتنــت الــذي هــو أســاس‬ ‫عملهــم‪ .‬اإلعالمــي "عــي" مــن مدينــة الزبــداين‬ ‫يعمــل يف املكتــب اإلعالمــي إلحــدى الكتائــب‪،‬‬ ‫يقــول‪" :‬لقــد حصلــت عــى كام ـرا مــن أحــد‬ ‫األصدقــاء واشــريت كمبيوتــر بقــدرات‬ ‫محــدودة حتــى أســتطيع نقــل صــورة مــا‬ ‫يجــري يف الزبــداين‪ ،‬وأعمــل مــع الكتائــب‬ ‫ونســمع دامئــاً عــن وجــود معــدات حديثــة‬ ‫ومبالــغ نقديــة تســاعدنا عــى تأمــن قــوت‬ ‫عائالتنــا ولكــن ال نــرى منهــا شــيئاً"‪ .‬حالــه هــو‬ ‫كحــال الســوريني كافــة عنــد قــدوم مســاعدات‬ ‫وكأنهــا محملــة بغربــال ال يصــل منهــا إال‬ ‫الفتــات ويشء ال يســ ّد الرمــق‪.‬‬ ‫اإلعالمي مجاهدٌ من نوع آخر ‪:‬‬ ‫اإلعالمــي اآلن يف ســوريا وســط هــذه‬ ‫الظــروف واملخاطـرات واملــوت الــذي يرتبــص‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫بــه عنــد كل صــورة وكل فيديــو هــو برتبــة‬ ‫مجاهــد‪ ،‬ســاحه الكامــرا والقلــم‪ ،‬يســعى‬ ‫جاهــدا ً لنقــل الحقيقــة مــن مكانــه إىل العــامل‬ ‫الصامــت عــى صورتــه تلــك تحــرك فيــه‬ ‫شــيئاً‪ .‬تعبــه وجهــده متامــاً كجهــد املقاتلــن‪،‬‬ ‫وال يقـ ّـل أهميــة عــن املعــارك التــي يقودهــا‬ ‫األبطــال‪ ،‬فعــى ســبيل املثــال ال الحــر نذكــر‬ ‫"خالــد أبــو صــاح" و"هــادي العبداللــه" اللذين‬ ‫أبهـرا العــامل بالصــور التــي تخــرج مــن حمــص‬ ‫رغــم كل الحصــار والنــارز مل يتوقفــا للحظــة أو‬ ‫يرتاجعــا عــن نقــل الحقيقــة‪ ،‬فكانــا مــن خــرة‬ ‫اإلعالميــن يف جيــل اإلعــام الثــوري مــن حيــث‬ ‫املهنيــة واملصداقيــة واألداء رغــم تعرضهــا‬ ‫للخطــر واســتهدافهام عــدة م ـرات‪ .‬وال ننــى‬ ‫تغطيــة معركــة القصــر حيــث عــرض حــزب‬ ‫اللــه مبلــغ ‪ 100‬ألــف دوالر ملــن يقتــل هــادي‬ ‫العبــد للــه ألنــه شــوكة عص ّيــة يف حلــق النظام‪.‬‬ ‫هنــا تــزداد رضورة تســليط الضــوء عــى هــؤالء‬ ‫الجنــود الذيــن هــم نصــف املعركــة‪ ،‬إذ مــن‬ ‫دونهــم ســتبقى ســوريا كــا يصورهــا النظــام‬ ‫عــر إعالمــه الســفيه‪" :‬الدنيــا بخــر‪ ...‬وســوريا‬ ‫بخــر"‪ .‬جميــع الكتائــب واملجموعات املســلحة‬ ‫التــي تبســط ســيطرتها عــى املناطــق املحــررة‬ ‫مطالبــة أيضـاً باحـرام حريــة العمــل اإلعالمــي‪،‬‬ ‫والعمــل عــى ضــان ســامة العاملــن يف‬ ‫مجــال اإلعــام‪ ،‬مــع محاســبة كل املتورطــن‬ ‫يف االنتهــاكات بحــق الصحفيــن والناشــطني‬ ‫اإلعالميــن‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫رأي‬

‫ميليشيات تحت الطلب‬

‫أوكسجين | ستيف الدمشقي‬ ‫تاريخيــاً وبالربــط املنطقــي بــن جميــع‬ ‫املامرســات يبــدو أننــا مازلنــا يف مرحلــة‬ ‫املراهقــة‪ ،‬ومل ننضــج بعــد لنكــون معارضــن‬ ‫بحــق بحيــث تكــون لنــا جهــة متثلنــا وتكــون‬ ‫قــادرة عــى املنــاورة واالنتصــار حتــى ولــو ملــرة‬ ‫واحــدة "سياســياً "‪ .‬أوضــح دليــل هــو دعــم‬ ‫رشيحــة ال بــأس بهــا مــن الســوريني لرجــال‬ ‫القاعــدة "املأجوريــن" املدعويــن "داعــش"‪،‬‬ ‫وســواها مــن الفــرق العســكرية املرتبطــة‬ ‫مبــارشة باملخاب ـرات الغربيــة والعربيــة والتــي‬ ‫يتــم اللجــوء إليهــا حــال الشــعور بالخطــر‪.‬‬ ‫يف عــام ‪ 2007‬تشــكّل يف العــراق مــا يدعــى‬ ‫"املقاومــة العراقيــة املوحــدة" والتــي ضمــت‬ ‫آالف املقاتلــن العراقيــن مــن جميــع الطوائــف‬ ‫وامللــل‪ ،‬جــاؤوا لنــرة عراقهــم ولرفــع الظلــم‬ ‫عــن بلدهــم‪ .‬بعــد تشــكّل تلــك املقاومــة‬ ‫أُعلــن يف دهاليــز املق ـرات التابعــة للمخاب ـرات‬ ‫"الصهيو‪-‬عربية‪-‬أمريكيــة"؛ قــرار منــع العــراق‬ ‫مــن التحــرر والوصــول الســتقالله‪ ،‬فأدخلــوا مــا‬ ‫يســمى "جبهــة نــرة الع ـراق" املدعومــة مــن‬ ‫القاعــدة‪ .‬والتاريــخ يتحــدث إىل اليــوم عــن‬ ‫مأســاة العـراق جـراء دخــول تلــك املجموعــات‬ ‫التــي أوصلــت العـراق ملــا هــو عليه اآلن‪ ،‬فـــقد‬ ‫شــتت املقاومــة ورشدت الشــعب‪ ،‬وســاندت‬ ‫اإلرهــاب طبعــاً مبشــورة أمريكيــة مدعومــة‬ ‫مــن نظــام آل ســعود وآل خلــف وآل األســد‬ ‫وآل صهيــون‪ .‬نتقــدم خطــوة إىل ســوريا‪ ،‬ففــي‬ ‫بدايــة العــام ‪" 2012‬بعــد بدايــة ثــورة الكرامــة‬ ‫والياســمني"؛ أُعلــن رســمياً عــن تشــكيل "جبهــة‬ ‫نــرة ســورية" والتــي مل تلبــث وقتــاً طويــاً‬ ‫حتــى أعلنــت الــوالء للقاعــدة عــن طريــق‬ ‫قائدهــا الجــوالين‪ .‬كان تشــكيلها يــأيت يف وقــت‬ ‫يعتــر نقطــة تحــول للثــوار‪ ،‬ونشــطت فعليــاً‬ ‫يف الوقــت الــذي أُعلــن عــن بــركان حلــب‪،‬‬ ‫وحــرر الثــوار مــا يزيــد عــن ‪ %75‬مــن حلــب‬ ‫وريفهــا‪ ،‬ثــم بــركان دمشــق الــذي أعلــن بعــده‬ ‫الحــروب الضاريــة عــى جبهتــي الغوطــة‬ ‫الرشقيــة والغربيــة والتــي أدت إىل تحريرهــا‬ ‫كاملتــن‪ .‬لتــأيت بعدهــا مجموعــة أخــرى‬ ‫تســمى "دولــة اإلســام يف العــراق والشــام"‬

‫والتــي أربكــت بدخولهــا الثــورة يف املناطــق‬ ‫املحــررة‪ ،‬فبعــد أن رأى النظــام أنــه غــر قــادر‬ ‫حقيقــة عــى كبــح تقــدم الثــوار يف املناطــق‬ ‫الشــالية والرشقيــة ونجاحاتهــم؛ اســتعان بتلــك‬ ‫الجامعــات املأجــورة مــن القاعــدة ملنــع الثــورة‬ ‫مــن االنتصــار‪ .‬وهــا نحــن نــرى مث ـرات دخــول‬ ‫داعــش وأشــباهها إىل ســوريا تعــود بالنتائــج‬ ‫اإليجابيــة عــى النظــام‪ ،‬وبالســلبية عــى‬ ‫الثــورة الســورية‪ ،‬بــل وتســاهم بشــكل مبــارش‬ ‫باالقتتــال الداخــي بــن كتائــب الجيــش الحــر‬ ‫التــي اعتربهــا الســوريون ممثلــة عنهــم‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــن اقتتــال داعــش مــع عنــارص الجيــش الحــر‬ ‫ونعتهــم بالخونــة والســارقني بعــد أن بذلــوا‬ ‫األرواح يف تحريــر حلــب والرقــة وســواها مــن‬ ‫املناطــق التــي تخضــع لســيطرتهم‪ .‬والســؤال‬ ‫الــذي يطــرح نفســه هــو "كيــف يتواجــد جنــود‬ ‫داعــش يف مق ـرات معروفــة وظاهــرة للعيــان‬ ‫لكنهــا مل تقصــف مــن قبــل النظــام؟!‪ ".‬إذا ً‬ ‫بالتسلســل والربــط املنطقــي بــن األحــداث‬ ‫التــي حصلــت يف ســوريا والعــراق؛ نــرى أن‬ ‫هــدف العنــارص املأجــورة املتمثلــة بالقاعــدة‬ ‫بــات واضحـاً أو شــبه واضــح‪ .‬األمــر ال يختلــف‬ ‫كثــرا ً يف مــر‪ ،‬فعندمــا شــعرت الحكومــة‬ ‫املرصيــة بالخطــر يقــرب مــن كــريس حكمهــا‬ ‫اســتعانت أيضــاً بالعنــارص النامئــة يف ســيناء‬ ‫منــذ ســنني طويلــة‪ ،‬وهــا نحــن نــرى األمــور‬ ‫تتطــور لتدخــل تلــك العنــارص إىل وســط املــدن‬ ‫املرصيــة بــل وتقــوم باغتيــاالت وتفجــرات‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫منظمــة ومحكمــة ولســان حالهــا يقــول‪ :‬نعــم‬ ‫نحــن منظمــون ولدينــا اســتخبارات تدعمنــا‪،‬‬ ‫واســتطاعوا فع ـاً عــن طريــق الضــخ اإلعالمــي‬ ‫الــرس والحملــة املتســارعة؛ إيهــام الشــارع‬ ‫املــري أنهــم فع ـاً يحاربــون عنــارص إرهابيــة‬ ‫قادمــة مــن الشــال‪ ،‬لكــن اليــوم ليــس العــدو‬ ‫الصهيــوين هــو مــن يدعمهــا بــل الشــعب‬ ‫الفلســطيني والســوريون املقيمــون يف مــر‬ ‫و اإلخــوان‪ ،‬واســتطاعت تلــك الفئــة اإلعالميــة‬ ‫توجيــه الــرأي العــام املــري بنســبة ‪ %80‬ضــد‬ ‫الســوريني والفلســطينيني وجــزء مــن املرصيــن‬ ‫املتعاطفــن مــع "إخوتهــم" يف جامعــة اإلخــوان‬ ‫املســلمني‪ .‬األمــر كذلــك يف تونــس التــي أعلنــت‬ ‫حكومتهــا عــن تجهــر الجيــش التونــي ملحاربة‬ ‫العنــارص اإلرهابيــة يف املنطقــة الواقعــة عــى‬ ‫الحــدود مــع تونــس‪ .‬يبقــى الســؤال ملــاذا‬ ‫نشــطت كل تلــك العنــارص اآلن؟ وهــل هــم‬ ‫حقيقــة ينتمــون لإلســام؟ ومل ال يظهــر مــا‬ ‫يفعلونــه يف ســوريا والعـراق ومــر وتونــس إال‬ ‫عندمــا تشــعر الحكومــات العربيــة بالخطــر؟!‬ ‫نــرك الجــواب هنــا للعقــل واملنطــق‪ .‬يبقــى أن‬ ‫أذكّــر بعــض الســوريني الداعمــن لتلــك الفئــات‬ ‫بــأن ثورتنــا ولــدت لتنهــي الظلــم والطغيــان‪،‬‬ ‫فــإن رضينــا أن تقتــل داعــش وأمثالهــا إخوتنــا‬ ‫الســوريني؛ مبــاذا نحــن إذا ً نختلــف عــن أولئــك‬ ‫املؤيديــن لبطــش األســد!! إذا كان األمــر كذلــك‬ ‫بئس ـاً لنــا ولحريتنــا‪ ...‬وبئس ـاً ملــا ســنجنيه مــا‬ ‫صنعــت أيدينــا بنــا‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫دعوة إلنشاء محكمة الفساد الدولية‬ ‫أوكسجين | جميل عمار‬ ‫نجــح تحالــف ‪ 2500‬منظمــة غــر حكوميــة‬ ‫يف إقامــة املحكمــة الجنائيــة الدوليــة‪ ،‬والتــي‬ ‫تأسســت ســنة ‪ 2002‬كأول محكمــة قــادرة‬ ‫عــى محاكمــة األفــراد املتهمــن بجرائــم‬ ‫اإلبــادة الجامعيــة والجرائــم ضــد اإلنســانية‬ ‫وجرائــم الحــرب وجرائــم االعتــداء‪ .‬و هــي أول‬ ‫هيئــة قضائيــة دوليــة تحظــى بواليــة عامليــة‪.‬‬ ‫امل ّدعــي العــام للمحكمــة هــو "فاتــو بنســودا"‬ ‫حاليـاً وقبلــه كان املحامــي األرجنتينــي "لويــس‬ ‫مورينــو أوكامبــو "‪ .‬بلــغ عــدد الــدول التــي‬ ‫وقّعــت عــى برتوكــوالت اعـــراف وتعــاون‬ ‫معهــا ‪ 121‬حتــى عــام ‪ .2012‬تعــد هــذه‬ ‫املحكمــة هيئــة مســتقلة عــن األمــم املتحــدة‬ ‫مــن حيــث املوظفــن والتمويــل‪ .‬يف عــام‬ ‫‪ 1998‬أقـ ّرت الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة‬ ‫مــروع الق ـرار بأغلبيــة ‪ 120‬صوت ـاً مقابــل ‪7‬‬ ‫وامتنــاع ‪ 21‬عــن التصويــت (الــدول الســبعة‬ ‫هــي أمريــكا‪ ،‬إرسائيــل‪ ،‬الصــن‪ ،‬العــراق‪،‬‬ ‫قطــر‪ ،‬ليبيــا‪ ،‬اليمــن)‪ ،‬بعدهــا تح ـ ّول القانــون‬ ‫إىل معاهــدة ملزمــة مــع توقيــع الدولــة رقــم‬ ‫‪ 66‬ومصادقتهــا عليــه‪ .‬وبغــض النظــر عــن‬ ‫ازدواجيــة املعايــر وعــدم االســتقاللية التامــة‬ ‫مــن الناحيــة السياســية لتلــك املحكمــة؛ إال‬

‫أنهــا لعبــت دورا ً بــارزا ً مهــاً يف التحقيــق‬ ‫بعــدد مــن الجرائــم اإلنســانية‪ ،‬فقــد فتحــت‬ ‫املحكمــة الجنائيــة تحقيقــات يف أربــع قضايــا‬ ‫هــي أوغنــدة الشــالية‪ ،‬جمهوريــة الكونغــو‬ ‫الدميقراطيــة‪ ،‬الجمهوريــة اإلفريقيــة الوســطى‪،‬‬ ‫ودارفــور‪ .‬وأصبحــت متـــثل قاضيـاً دولياً وســيفاً‬ ‫عــى رقــاب الحــكّام وزعــاء امليلشــيات‬ ‫املســلحة الذيــن ميارســون اإلرهــاب واألعــال‬ ‫املســلحة غـــر املرشوعــة ســوا ًء داخــل بالدهــم‬ ‫أو خارجهــا‪ .‬اســتطاعت املحكمــة تغطيــة‬ ‫الجرائــم املوصوفــة ضــد البرشيــة ونجحــت إىل‬ ‫حــد بعيــد‪ ،‬ولكــن بقيــت هنــاك جرائــم أخــرى‬ ‫ال تقــل رضرا ً عــن الجرائــم الجنائيــة بعيــدة عن‬ ‫ســيف العدالــة الدوليــة‪ ،‬بعــد أن تــم تحييــد‬ ‫القانــون الوطنــي أو تــم تطويعهــا لتجاهــل‬ ‫تلــك الجرائــم بحكــم ســلطة الحاكــم أو‬ ‫املتنفــذون بالدولــة‪ ،‬األمــر الــذي أصبــح لزام ـاً‬ ‫عــى املجتمــع الــدويل ليتدخــل بقــوة القانــون‪،‬‬ ‫ليقــف يف وجههــا ويحاســب مرتكبيهــا بعــد‬ ‫عجــز القانــون الوطنــي عــى أن يأخــذ دوره‬ ‫املفــروض‪ .‬مــن هــذه الجرائــم التــي ميتــد أثرها‬ ‫عــى املجتمــع ورمبــا يطــال الــدول املجــاورة‬ ‫ليصبــح خطــرا ً دوليــاً هــي جرائــم الفســاد‬ ‫املــايل واألخالقــي‪ .‬املحكمة الـــدولية للفســـــاد‬ ‫هــي منظمــة دوليــة غـــر حكوميــة تتشـــكل‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫سياسة‬

‫بنــاء عــى تحالــف منظــات حقــوق اإلنســان‬ ‫واملنظــات الحقوقيــة ومنظــات املجتمــع‬ ‫املــدين‪ ،‬للعمــل عــى إنشــاء جهــاز قضــايئ دويل‬ ‫يختــص بقضايــا ســـرقة املــال العــام واســـتغالل‬ ‫املناصب الحكومية بالكســـب الغـــر مشــروع‪،‬‬ ‫واالســـتيالء عــى املمتلــكات العامــة والخاصــة‬ ‫بقــوة الســلطة التــي الميكــن للقانــون الوطنــي‬ ‫أن ينظــر فيهــا ظرفيــاً‪ ،‬والرشـــوة بالعقـــود‬ ‫الـــدولية‪ ،‬واســـتغالل األطفــال والنســـاء عـــن‬ ‫طـــريق االبـــتزاز والـــرق األبيـــض‪ ،‬وتجــارة‬ ‫األســـلحة واملخــدرات واملمنوعــات وأعــال‬ ‫املافيــا املنظّمــة وغــر املنظّمــة والتــي تتعــدى‬ ‫حــدود نشــاطها حــدود موطنهــا األم ‪ .‬وعــى‬ ‫تحالــف هــذه املحكمــة أن يفــرض وجــوده من‬ ‫خــال اعــراف األمــم املتحــدة بــه كمنظمــة‬ ‫دوليــة قضائيــة مســتقلة تنظــر بالدعــوى التــي‬ ‫يتــم التقــدم بهــا ســواء مــن طــرف أف ـراد أو‬ ‫منظــات أو جامعــات أو حكومــات‪ ،‬وتنظــر‬ ‫املحكمــة بتلــك القضايــا بــكل موضوعيــة‬ ‫وشــفافية‪ ،‬ولهــذه املحكمــة كل الحــق بالقــوة‬ ‫الدوليــة التــي تكتســبها مــن األمــم املتحــدة‬ ‫ومجلـــس االمــن باعتقــال املتّهمــن‪ ،‬ومصــادرة‬ ‫أموالهــم املنقولــة وغــر املنقولــة داخــل وخارج‬ ‫أوطانهــا‪ ،‬ومعاقبــة املتســرين عليهــم أو مــن‬ ‫يفــرض تســليمهم ومالحقتهــم أيضــاً‪ ،‬كــا‬ ‫ميكــن أن متتــد صالحيــة املحكمــة لفــرض حظــر‬ ‫وتجميــد أمــوال أقربائهــم أو رشكائهــم يف حــال‬ ‫ثبــوت عمليــة التهــرب مــن الضبــط املــايل أو‬ ‫الجنــايئ‪ .‬هــي دعــوة جــادة‪ ،‬وعــى أصحــاب‬ ‫الشــأن و املعنيــن العمــل عليهــا وإخراجهــا‬ ‫إىل حيــز التنفيــذ لتأخــذ العدالــة مجراهــا‬ ‫مــن أجــل مجتمــع ســليم خــال مــن الفســاد‬ ‫واملفســدين‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫قلبه ع الثورة‬

‫جوان زيرو‪ ...‬خربشات ثورية‬

‫أوكسجين | هيالنة‬

‫الثــورة الســورية كانــت فرصــة للتعــرف‬ ‫عــى ســورية مــن جديــد وهــي تعيــد تشــكيل‬ ‫نفســها عــى إيقــاع الحريــة والكرامــة‪ .‬وجــه‬ ‫جــريء آخــر مل نعهــده مــن قبــل‪ ،‬والشــارع‬ ‫الســوري بــات صانــع املشــهد بقلــم وريشــة‬ ‫وعدســة تصويــر‪ .‬بخطوطــه البســيطة وألوانــه‬ ‫عــر الفنــان الســوري "جــوان زيــرو"‬ ‫الثــاث ّ‬ ‫عــن آالم ومعانــاة الســوريني‪ ،‬وأضــاف إليهــا‬ ‫كث ـرا ً مــن األمــل متحدي ـاً بذلــك قمــع النظــام‬ ‫ووحشــيته‪" .‬جــوان زيــرو" فنــان كاريكاتــر‬ ‫حمــي األصــل مــن مواليــد دمشــق ‪،1976‬‬ ‫خريــج معهــد أدهــم اســاعيل للفنــون‪ ،‬شــارك‬ ‫يف عــدة معــارض عربيــة ودوليــة يف دمشــق‬ ‫وبــروت والقاهــرة وبرشــلونة ورومــا‪ .‬عمــل‬ ‫مــع عــده مجــات يف ســوريا والخليــج العــريب‪,‬‬ ‫و نــال عــدة جوائــز مــن كوريــا وبلغاريــا‬ ‫وإيطاليــا وروســيا وغريهــا‪ .‬بدايــة جــوان مــع‬ ‫الكاريكاتــر كانــت قبــل الثــورة الســورية إال‬ ‫أنــه بدايتــه الفعليــة كانــت معهــا وهــو الــذي‬ ‫وجــد يف رســوماته وســيلة للتعبــر عــن مطلــب‬ ‫الشــعب األول يف الحريــة‪ ،‬فبــدأ مــع انطالقــة‬ ‫الثــورة بنقــد النظــام الســوري متمث ـاً باألســد‬ ‫ومؤسســاته‪ ،‬وصــ ّور الصعوبــات والتحديــات‬ ‫التــي يواجههــا املجتمــع مــن اختالفــات وتبايــن‬ ‫يف اآلراء‪ ،‬وعكــس املشــهد الســوري سياســياً‬ ‫وميدانيــاً واجتامعيــاً‪ ،‬كــا انتقــد بســخريته‬

‫الالذعــة التــي عــرف بهــا اإلعــام الســوري‬ ‫وشــخصيات الحكومــة التابعــة للنظــام‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل املعارضــة التــي كان لهــا نصيــب‬ ‫مؤخــرا ً مــن رســوماته‪ .‬أكــر مــا مييــز جــوان‬ ‫زيــرو هــو التصاقــه بالشــارع الــذي يســتمد‬ ‫منــه رســوماته التــي أشــبه مــا تكــون بتوثيــق‬ ‫ليومياتــه وأحداثــه‪ ،‬وذلــك عــر تحويــل الحدث‬ ‫إىل لوحــة كاريكاترييــة كــا فعــل مــع عبــارة‬ ‫"ســامحني يــوب" التــي قالهــا طفــل لوالــده يف‬ ‫حلــب قبيــل استشــهاده‪ ،‬فقــام جــوان زيــرو‬ ‫بتوثيــق هــذه العبــارة التــي ارتبطــت طوي ـاً‬ ‫بلوحتــه التــي رســمها عنــه‪ .‬هــو أيض ـاً يصــور‬ ‫حــال الالجئــن الســوريني يف املخيــات وعــى‬ ‫الحــدود الســورية‪ ،‬ولألطفــال نصيــب كبــر‬

‫مــن رســوماته‪ .‬شــارك جــوان زيــرو يف عــدة‬ ‫حمــات ونشــاطات مدنيــة‪ ،‬منهــا مــا كان‬ ‫عــى أرض الواقــع ومنهــا مــاكان عــى شــبكة‬ ‫اإلنرتنــت‪ .‬أهــم مشــاركاته كانــت يف حملــة‬ ‫أطلقهــا ناشــطون بعــد اعتقــال ناشــطة أمــام‬ ‫الربملــان الســوري يف دمشــق بعــد أن حملــت‬ ‫الفتــة كتــب عليهــا "أوقفــوا القتــل نريــد‬ ‫أن نبنــي وطنــاً لــكل الســوريني"‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل مشــاركته يف حملــة "الحريــة لحريــة‬ ‫التعبــر"‪ .‬تنــر أعاملــه اليــوم يف عــدة مواقــع‬ ‫الكرتونيــة متخصصــة بنــر األعــال الفنيــة‪.‬‬ ‫"ياســمني بلــدي" هــو آخــر مــروع يعمــل‬ ‫عليــه جــوان يهــدف مــن خاللــه إىل تجهيــز‬ ‫مــكان بالقــرب مــن أحــد مخيــات الالجئــن‪،‬‬ ‫وتزويــده بالوســائل واملعــدات الطلوبــة مــن‬ ‫أجــل التواصــل مــع األطفــال وتخفيــف معانــاة‬ ‫الحــرب كــا يقــول جــوان‪" :‬مســح لــون الــدم‬ ‫مــن عيــون األطفــال وتخفيــف صــوت الحــرب‬ ‫مــن عقولهــم‪ ،‬ومحاولــة تفعيــل طفولتهــم مــن‬ ‫جديــد مــن خــال نشــاطات يوميــة"‪.‬‬ ‫"جــوان زيــرو" فنــان الثــورة الســورية‬ ‫بامتيــاز الــذي عايشــها برســوماته وخطوطــه‬ ‫البســيطة متامــاً كــا عايشــها املتظاهــرون‬ ‫بكافــة تفاصيلهــا ولحظاتهــا‪ .‬لوحاتــه دعــوة‬ ‫لألمــل وللفكــر التوعــوي الهــادف وســط كل‬ ‫هــذا الخــراب والدمــار‪.‬‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫‪10‬‬


‫الحمة‬ ‫ج ّنية عين‬ ‫ّ‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫تشــتهر الزبــداين بكــرة امليــاه و وفــرة‬ ‫العيــون‪ ،‬فهــي أرض الخــر والخــرات كــا‬ ‫يقــال‪ ،‬أَينــا صعــدتَ يف جبالهــا الغربيــة‬ ‫أو الرشقيــة‪ ،‬أو رست يف حقولهــا وبســاتينها‬ ‫ُ‬ ‫تغــرق يف املــاء‪ .‬حتــى داخــل املدينــة‬ ‫الغ َّنــاء‬ ‫الزبدان ّيــة وأنــت تعربهــا وتســر شــوارعها‬ ‫الجميلــة وأزقتهــا الســحرية؛ تــرى عيــون املــاء‬ ‫مزدانــة بالــرودة‪ ،‬عازفــة أجمــل األلحــان عــى‬ ‫إيقــاع مقــام الخريــر‪ .‬للــاء الزبــدا ّين طعــم‬ ‫السلســبيل(‪ ،)1‬وميــزة ال تتوفــر يف امليــاه‬ ‫األخــرى(‪ .)2‬وكــم مــن مــرة ســمعت جــديت أو‬ ‫بعضــاً مــن صديقاتهــا الــايئ عارصنهــا أيضــاً‪،‬‬ ‫قصــة الجنيَّــة(‪ )3‬الجميلــة التــي تســتحم‬ ‫يوميــاً يف ُجــ ْرنِ عــن الحمــة(‪ .)4‬فال ُعيــون‬ ‫تنبثــق مــن األرض ومــن الصخــور‪ ،‬وتســر عــى‬ ‫غــر هــدى حســبام شــاءت‪ ،‬وأينــا أرادت‪،‬‬ ‫دون أن يعبــث اإلنســان بهــا‪ ،‬نــارش ًة حولهــا‬ ‫الحيــاة واالخ ـرار‪ .‬املــاء رس الزبــداين الدفــن‪،‬‬ ‫املوغــل يف القــدم‪ ،‬إنــه عنوانهــا الالمــع الــذي‬ ‫يأخــذ باأللبــاب‪ ،‬فيقــف املســتطلع أمامــه‬ ‫مذهــوالً حائــرا ً‪ .‬أ ّمــا مــن أســاء عيونهــا‬ ‫مــا أخــذ تســميته مــن األشــجار(‪ )5‬أو مــن‬ ‫الصفــات(‪ )6‬أو األشــخاص(‪ )7‬حتــى‪ .‬وعندمــا‬ ‫توجــد امليــاه تتواجــد املراعــي(‪ )8‬وخاصــة بعد‬ ‫فصــل األمطــار فيقــول الزبدان ّيــون‪( :‬الربيــع‬ ‫حتــى ال ُركبــة)‪ ،‬وهــو مصطلــح زبــدا ّين تتداولــه‬ ‫العامــة كنايــة عــن الغـزارة و ارتفاع الحشــائش‬ ‫عــن األرض‪ .‬العيــون يف أرض َزبَــ ْد(‪ )10‬تزيــد‬ ‫عــن املائــة وأكــر‪ .‬وملغــارة النابــوع(‪)9‬‬ ‫ـب الجبــل أهميــة مــا‬ ‫الزبدان َّيــة الغارقــة يف ُعـ ّ‬ ‫بعدهــا أهميــة‪ ،‬فهــي انبثــاق الخصــب والحياة‬ ‫مــن الصخــر‪ ،‬إنهــا مغــارة صغــرة ينبــع املــاء‬ ‫فيهــا مــن تربــة أرضهــا‪ ،‬وقــد أخــذت تســميتها‬ ‫مــن مفــردة النبــع‪ .‬زرتهــا مــرة يف صغــري مــن‬ ‫بــاب الفضــول واإلستكشــاف‪ ،‬ومل يــزل عالقـاً يف‬

‫ذهنــي حتــى اللحظــة بــرودة املــكان‪ ،‬ومائهــا‬ ‫العــذب البــارد‪ .‬تتواجــد امليــاه يف املغــارة عــى‬ ‫مــدار الســنة‪ ،‬أي يف كافــة الفصــول األربعــة‬ ‫حتــى يف فصــل الصيــف‪ .‬أمــا بــردى(‪ )11‬النهــر‬ ‫املشــهور الغزيــر الــذي يش ـكّل بحــرة بــردى‬ ‫يف ســهل الزبــداين؛ فيشــق ســهلها إىل الربــوة‪...‬‬ ‫فالهامــة‪ ...‬ف ُد َمــ ّر‪ ...‬إىل دمشــق العاصمــة‪.‬‬ ‫بحــرة بــردى التــي ُجففــت وتركــت حرقــة‬ ‫يف قلــوب النــاس‪ ،‬بعــد أن ُســحبت مياههــا‬ ‫إىل قصــور الصبــورة الفخمــة حيــث املســابح‬ ‫التــي تزيــن الــدور التــي يقطنهــا املســؤولني‬ ‫والطفيليــن ممــن يســتفيدون مــن نظــام‬ ‫ّ‬ ‫األســد‪ ،‬وميصــون دمــاء الشــعب الســوري‬ ‫كالخفافيــش‪ .‬كانــت البحــرة مــورد رزق للكثــر‬ ‫مــن العائــات الســورية التــي تعتــاش عــى‬ ‫االصطيــاف‪ ،‬مــن خــال املراكــب التــي يقــوم‬ ‫أصحابهــا بجولــة للمصطافــن العــرب ـ أو‬ ‫ـوريي الذيــن يقومــون بنزهــات‬ ‫للمواطنــن السـ ّ‬ ‫إىل نبــع بــردى ـ يف أرجــاء البحــرة الزرقــاء‪،‬‬ ‫لقــد ُسقــت أرزاقهــم مــن أمــام أعينهــم‪ُ ،‬س َق‬ ‫املــاء إىل مســابح املتخمــن‪ ،‬وطــارت معــه لقمة‬ ‫العيــش التــي كانــوا يطعمــون أطفالهــم بهــا‪.‬‬ ‫كل هــذا يحصــل لبلــد املــاء‪ .‬أيــن البديــل الذي‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫زبدانيات‬

‫قًــ ِّدم ألربــاب هــذه العائــات؟ وملــاذا تبقــى‬ ‫أجمــل املناطــق الســورية كالزبــداين‪ ،‬مهملــة‬ ‫ومه ّمشــة‪ ،‬حيــث تغيــب املشــاريع الســياحية‬ ‫عنهــا مــن مطاعــم ومقاصــف ومنتزهــات‪.‬‬ ‫ر يف املناطــق األخــرى التــي يريــد‬ ‫بينــا تح ـ ُ‬ ‫لهــا نظــام األســد أن تشــد األنظــار إليهــا‪،‬‬ ‫فتقــام هنــاك كل أســاليب التنميــة واملشــاريع‬ ‫الســياحية يك تزدهــر‪ .‬ومــع األســف مــا زال‬ ‫البعــض مــن ضعــاف النفــوس يتســاءل مبلــل‪...‬‬ ‫ملــاذا قامــت الثــورة يف ســوريا؟ ســوريا أرض‬ ‫الســحر و الجــال والجــال‪ .‬هوامــش‪1 :‬ـ‬ ‫مــاء حلــو الطعــم شــديد العذوبــة‪2 .‬ـ متتــاز‬ ‫ميــاه الزبــداين بأنهــا خفيفــة عــى املعــدة‬ ‫ومهضّ مــة‪3 .‬ـ يــروى أنهــا جنيَّــة قصــرة الطــول‬ ‫ـي زبــدا ّين فيــه‬ ‫ذات شــعر يالمــس األرض‪4 .‬ـ حـ ّ‬ ‫جــرن كبــر لعــن مــاء‪ ،‬كان مســكن الجن َّيــة‪.‬‬ ‫الصفْصافــة‪6 .‬ـ كعــن‬ ‫‪5‬ـ كعــن الجــوز أو عــن َ‬ ‫الطنطانــة‪ ،‬مــن طَــ َّن‪ ،‬أي مــن وقــع صوتهــا‪.‬‬ ‫‪7‬ـ كعــن حيــدر‪8 .‬ـ أمكنــة كثــرة األعشــاب‬ ‫لرعــي املاشــية‪9 .‬ـ مــكان قــرب النبــي عبــدان‪.‬‬ ‫‪10‬ـ مــن أســاء الزبــداين‪11 .‬ـ يعنــي البــارد‬ ‫باآلراميــة‪ ،‬وفيــه تغ ّنــى شــوقي حــن قــال‪:‬‬ ‫"ســام مــن صبــا بــردى أرق"‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تقانة‬

‫عشرة أخطاء رقمية يركتبها المستخدمون‬ ‫أوكسجين | باسل مطر‬

‫‪ .1‬إهــال كلــات الــر‪ :‬ال يعري الكثــرون أهمية‬ ‫كبــره لكلــات الــر‪ ,‬وهــي خــط الدفــاع األخــر‬ ‫عــن حســاباتك‪ .‬تأكــد مــن أن جميــع كلــات الرس‬ ‫تراعــي املعايــر األمنيــة وهــي أن تكــون طويلــة‬ ‫ومعقــدة وفريــدة وتســتخدم رمــوزا ً وأحرفــاً‬ ‫وأرقام ـاً وال تكتبهــا أو تنرشهــا يف أي مــكان‪.‬‬ ‫‪ .2‬عــدم معرفــة قواعــد وسياســات اســتخدام‬ ‫التقنيــات املســتخدمة ‪ :‬لــكل تطبيــق وموقــع‬ ‫وتقنيــة رشوط اســتخدام خاصــة بهــا عــى‬ ‫املســتخدم التقيــد بهــا‪ ،‬وغالبــا مــا نغفــل قراءتهــا‬ ‫ونتقبلهــا دون متعــن بهــا‪ .‬الكثــر مــن تطبيقــات‬ ‫الهاتــف النقــال وفيســبوك وشــبكات التواصــل‬ ‫تحصــل عــى الكثــر مــن البيانــات الخاصــة بــك‬ ‫مبــا فيهــا جهــات االتصــال‪ ,‬موقعــك‪ ،‬اســمك‪ ،‬نــوع‬ ‫هاتفــك ورقمــه أحيانــاً‪ .‬تأكــد أنــك ال تعطــي‬ ‫صالحيــات غــر رضوريــة ألي تطبيــق أو موقــع‪.‬‬ ‫‪ .3‬نــر ومشــاركة البيانــات الشــخصية‪ :‬يف‬ ‫الوضــع الســوري املعقــد‪ ,‬يعتــر إخفــاء البيانــات‬ ‫الشــخصية مثــل املوقــع واألقــارب والصــور‬ ‫الخاصــة وســواها أمــرا ً هامــاً جــدا ً لتجنــب‬ ‫األخطــار األمنيــة‪ .‬تأكــد مــن أنــك ال تشــارك أي‬ ‫مــن هــذه البيانــات إال مــع األشــخاص املناســبني‬ ‫مــن خــال اســتخدام ميـزات الخصوصيــة واألمــان‬ ‫يف املواقــع والتطبيقــات التــي تســتخدمها مثــل‬ ‫فيســبوك وتويــر وســكايب‪.‬‬ ‫‪ .4‬تجاهــل تحديــث الربامــج‪ :‬يتــم بــن الحــن‬ ‫والحــن إطــاق تحدثيــات لربامــج الحاســب‬ ‫تهــدف إىل ســد ثفــرات أمنيــة فيــه أو تحســن‬ ‫أدائــه‪ .‬تأكــد مــن الحصــول عليهــا يف وقتهــا ألن‬ ‫عكــس ذلــك قــد يجعلــك ضحيــة للمخرتقــن‪.‬‬ ‫‪ .5‬النقــر بــدون ق ـراءة الرســاله مــن املتصفــح‪ :‬ال‬ ‫تقــم بقتــح أيــة رابــط يصلــك مــن جهــة ال تعرفها‪،‬‬ ‫وال تنجــرف وراء العناويــن الرنانــة والحامســية‬ ‫واملغريــة‪ .‬معظــم حــاالت اخــراق الحســابات‬ ‫تتــم عــن طريــق التصيّــد عــر الرســائل‪.‬‬ ‫‪ .6‬تــرك الجهــاز مفتــوح أو عــدم تســجيل الخــروج‬ ‫مــن الحســابات اإللكرتونيــة‪ :‬معظمنــا ال يعــي أن‬ ‫جهــاز الهاتــف النقــال هــو بيــت أرسار كبــر‪ .‬ال‬ ‫ترتكــه يف متنــاول اآلخريــن وقــم بتســجيل الخروج‬

‫مــن أي حســاب إلكــروين (ســكايب‪ ,‬فيســبوك‬ ‫إلــخ) بعــد اســتخدامه‪ ،‬ألن وقــوع الجهــاز يف‬ ‫يــد خبيثــة ســيضع كل حســاباتك يف خطــر‪.‬‬ ‫قــم بالــيء ذاتــه عنــد اســتخدام الحاســب‬ ‫وال تكتفــي بإغــاق املتصفــح أو التطبيــق‪ .‬قــم‬ ‫بتســجيل الخــروج دامئــاً‪.‬‬ ‫‪ .7‬قبــول األصدقــاء عشــوائياً عــى مواقــع التواصل‬ ‫االجتامعــي‪ :‬قــم مبعاينــة طلبــات الصداقــة‬ ‫التــي ترســل إليــك قبــل قبولهــا‪ .‬تأكــد أن هــذه‬ ‫الحســابات ألشــخاص تغرفهــم‪ ,‬أو تســتطيع‬ ‫أن تثــق بهــم‪ .‬عايــن أصدقاءهــم وطبيعــة‬ ‫منشــوراتهم واملجموعــات التــي يتنســبون إليهــا‬ ‫والصفحــات التــي يتابعونهــا‪ .‬إن مل تتوفــر لديــك‬ ‫املعلومــات الكافيــة‪ ,‬ال تقبــل هــذه الطلبــات‪.‬‬ ‫‪ .8‬االنضــام إىل مجموعــات وصفحــات عشــوائياً‪:‬‬ ‫تعامــل مــع مجموعــات فيســبوك املفتوحــة‬ ‫واملغلقــة بحــذر‪ ,‬ال تنتســب إىل مجموعــات قــد‬ ‫تعرضــك للخطــر ألن املجموعــات ال تســتطيع‬ ‫إخفــاء هويــة منتســبيها عكــس الصفحــات‪ .‬ال‬ ‫تعلّــق وال تشــارك منشــورات الصفحــات التــي‬ ‫قــد تعرضــك للخطــر‪.‬‬ ‫‪ .9‬عــدم حــذف الرســائل وســجالت املحادثــة‬ ‫والتصفــح والبحــث‪ :‬تقــوم جميــع تطبيقــات‬ ‫املحادثــة بحفــظ ســجل الرســائل مثــل فيســبوك‬ ‫وســكايب وغوغــل وســواها‪ .‬تأكــد مــن حذفهــا‬ ‫بعــد كل محادثــة وال تــرك دليــاً‬ ‫عــى نشــاطك‪ .‬قــم أيضـاً بحــذف‬ ‫ســجل التصفــح والبحــث مــن‬ ‫متصفــح اإلنرتنــت‪.‬‬ ‫‪ .10‬اســتخدام خطــاب‬ ‫العنـــــف والكـــراهيـــــة‬ ‫وتهديــدات اآلخريــن‪ :‬جميــع‬ ‫وســائل التواصــل االجتامعــي متنــع‬ ‫اســتخدام املحتــوى الــذي يحــرض‬ ‫عــى العنــف أو اســتخدام لغــة‬ ‫الكراهيــة‪ .‬ال تقــع ضحيــة جهلــك‬ ‫بهــذه القواعــد‪ .‬ابتعــد عنهــا‬ ‫وحافــظ عــى حســاباتك‬ ‫مــن اإلغــاق‪.‬‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫تشفير الدردشة‬ ‫الفورية على‬ ‫هواتف أندوريد‬

‫ميكنــك تشــفري جميــع محادثاتــك‬ ‫الفوريــة باســتخدام تشــات ســكيور‬ ‫لتجنــب األخطــار التــي قــد تتعــرض لهــا‬ ‫يف حــال وصــول املتطفلــن إىل جهــازك‬ ‫أو اخرتاقهــم لحســاباتك‪.‬‬ ‫ قــم بتحميــل الربنامــج مــن غوغــل‬‫بــاي أو مــن الرابــط التــايل عــى موقــع‬ ‫الرشكــة‪:‬‬ ‫‪https://guardianproject.info/‬‬ ‫‪releases/chatsecure-latest.apk‬‬ ‫ باســتطاعتك اســتخدام التطبيــق‬‫مــع أي عميــل محادثــة يســتخدم‬ ‫بروتــوكالت‪ Jabber‬أو ‪ XMPP‬مثــل‬ ‫فيســبوك أو جوجــل‬ ‫ بعــد تنصيــب الربنامــج ســيطلب إليــك‬‫إدخــال كلمــة رس‪ .‬إخــر كلمــة رس قويــة‬ ‫واحفظها‪.‬‬ ‫ قــم بإضافــة أحــد حســاباتك مثــل‬‫غوغــل‬ ‫ عــى كال طــريف املحادثــة تنصيــب‬‫التطبيــق للتمكــن مــن إرســال واســتالم‬ ‫الرســائل املشــفرة‬ ‫ عنــد التنصيــب اخــر اللغــة العربيــة‬‫إذا رغبــت بذلــك‬ ‫ ميكنــك اآلن اســتخدام التطبيــق‬‫للدردشــة الفوريــة مــن أصدقائــك‬ ‫عــى غوغــل أو فيســبوك ممكــن قامــوا‬ ‫بتنزيــل وإعــداد التطبيــق‬

‫‪12‬‬


‫دمشق‪ ...‬دمعك مطر خبزنا‬ ‫رعود ُنريانٍ ‪ ...‬ته ّز كو َخ الوطنِ يف الصباح‬ ‫يغسل الوط ُن وجهه‬ ‫بدم ِه ُ‬ ‫الغيم الحزينِ ثوبه‬ ‫تحت ِ‬ ‫رش َ‬ ‫وين ُ‬ ‫ويطلق الصدى للرياح‬ ‫يو ّدع صمت ُه‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫يف بح ِر دم ِه يصارعُ‪ ...‬يتط ّهر‬ ‫يلف َ‬ ‫شوك الصبا ِر عىل رشيانٍ يتف ّجر‬ ‫ُّ‬ ‫منجلدا ً َ‬ ‫فوق الجراح‬ ‫بشق خطايا ما اقرتفناه‬ ‫كأمنا من صليب ِه قام ّ‬ ‫****‬ ‫ِ‬ ‫الشمس والقمر‬ ‫وعىل حبلٍ ب َني‬ ‫يف األفق املدمي عىل م ّد النظر‬ ‫وقفت دمشق تنشّ ف دماءها ‪...‬‬ ‫ياسمني فواح باغتنا‬ ‫ش ّد سياج غربتنا‪...‬‬ ‫مت ّدد فينا‪ ....‬أرهقنا‬ ‫***‬ ‫دمشق إلينا جناحيها‬ ‫مدّتْ‬ ‫ُ‬ ‫حزين ٌة تحل ُّق يف سف ِح قاسيون‬ ‫بالنا ِر ِ‬ ‫يدك بيوتها الغاصبون‬ ‫ُ‬ ‫كل النجوم‬ ‫وتحرتق يف سامئها ّ‬ ‫فج آتون‬ ‫واألحرا ُر من كل ّ‬ ‫عىل جرحهم يعضّ ون‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫املشهد العظيم‬ ‫فصول‬ ‫ويوق ّعون‬ ‫***‬ ‫دمشق مهالً‪ ...‬ال تخايف‬ ‫ُ‬ ‫عض عىل النصلِ وال تهايب‬ ‫ّ‬ ‫"كتب الل ُه أن تكوين دمشقاً ِ‬ ‫بك يبدأ وينتهي‬ ‫َ‬ ‫التكوين"‬ ‫ُ‬ ‫رص تخضّ بها دماؤك‬ ‫ضفاف الن ِ‬ ‫والنه ُر يف مجرا ِه مصبّه علياؤك‬ ‫إ َّن األ ِمل مث ُن النجاة‬ ‫دمشق وال تبايل‬ ‫فتن ّمري‬ ‫ُ‬ ‫عروش الذّل‪ ...‬ال تهايب‬ ‫حطّمي َ‬ ‫ُ‬ ‫رشف العذرا ِء ملا تغتصب‪ ...‬يف الثأرِ‪ ...‬ال يف الحياء‬ ‫ِ‬ ‫نارك هي اإلرساء‬ ‫واملنتهى ِ‬ ‫بك ضياء‬ ‫وتباريح ِ‬ ‫أملك ناي األغنيات‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫خلعت الياسمني‬ ‫فال ض َري إن‬ ‫وتقل ِ‬ ‫ّدت َ‬ ‫طوق الرباكني‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫أدب‬

‫سامح هدايا‬

‫دمشق قاتليهم بشدة‬ ‫يا‬ ‫ُ‬ ‫ال تعاميل الغزا َة برأفة‬ ‫ِ‬ ‫فأنت األسطور ُة العظمى‬ ‫تحف ُة املدائن‪ ...‬أعجوب َة البالد‬ ‫عىل دمارها يعلو إر َم العامد‬ ‫الظالم عطاياها‬ ‫تسكب عىل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫تخوض أك َرب املعارك‬ ‫دمشق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تشق َ‬ ‫الدورب واملسالك‬ ‫هول‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫تخ ُّط التاريخ ملحم َة املالحم‬ ‫دمشق يف ثورتها‬ ‫ما تأخرت‬ ‫ُ‬ ‫كانت تخ ّمر الثور َة خبز "البواريد"‬ ‫وتخ ّزن اآله ثغرا ً للزغاريد‬ ‫ليست خرافة‬ ‫إ ّن األوطا َن‬ ‫ْ‬ ‫دمشق وإن تأ ّخر األوان‬ ‫ُ‬ ‫رس األوثان‬ ‫تخل ُع الوهم وتك ُ‬ ‫وتحت وقعِ أن ِني الرحى‬ ‫َ‬ ‫لب الجراح‬ ‫تطح ُن ّ‬ ‫وتف ّوح مسكاً جورياً‪ ...‬ور َد نرصها الف ّواح‬

‫‪13‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني أف أم ‪Zabadani FM‬‬

‫*) أبــو ريبــال األســد رايــح ع جنيــف‪ ...‬وقــدري‬ ‫جميــل كــان عــم يضــب شــنتايتو‪ ...‬ماضــل واللــه‬ ‫غــر يــروح حافــظ الصغــر مــع تيتــة أنيســة‪!!....‬‬

‫*) وزارة الداخليــة الســورية تعلــن عــن رغبتهــا يف تطويــع موســيقيني‬ ‫لالنضــام إىل فــرع مراســم الرشطــة‪ ،‬مــع أولويــة ملــن لديــه خــرة‬ ‫بالتصفيــق والتطبيــل والتزمــر لســيادتو‪ ...‬ودم ررشش دم ررشش‪!!...‬‬

‫*) انقطــاع كامــل للكهربــاء يف مدينــة الزبــداين وضواحيهــا نتيجــة‬ ‫اســتهداف قــوات األســد لخــط التوتــر املنخفــض بقذائــف الهاون‪ ...‬الء وشــو‬ ‫رشكــة الكهربــا بتبعــت رســائل ع املوبايــل أنــو إطفــاء ملبــة واحــدة ال حاجــة‬ ‫لهــا تؤ ّمــن اســتمرار الكهربــاء لجميــع املواطنــن‪ !!...‬طيــب وكــان توفــر‬ ‫قذيفــة ال حاجــة لهــا توفّــر تقطيــش رشطــان وكابــات آالف العواميــد‪!!...‬‬ ‫حلّــوا عــن خطــوط الكهربــا والقولكــن يش تــاين تنيشــنوا عليــه‪!!...‬‬

‫*) العاهــر األردين يصــدر بيانـاً مينــع فيــه الســوري مــن العمــل وتغريم‬ ‫مــن يعمــل عنــده مببلــغ ‪ 400‬دينــار‪ ...‬ويهــدد بطــرد الالجئــن الســوريني‬ ‫نشــمي يــا ســيدي امللــك‪...‬‬ ‫خوفــاً عــى مــوارد اململكــة‪ !!...‬كــم أنــت‬ ‫ّ‬ ‫"وهاشــمي هاشــمي‪ ...‬وأنــا أشــهد هاشــمي"‪!!...‬‬ ‫*) اللجــان الشــعبية أو مــا يعــرف بقــوات الدفــاع الوطنــي ببلــودان كاتبــن‬ ‫عــى صفحتهــم عــى الفيــس عبــارة "ويــا بشــار ويــا حبيــب‪ ...‬ارضب اقصــف تــل‬ ‫أبيــب"‪ !!...‬ملــا الزبــداين بتصــر بالنســبة إلكــم تــل أبيــب معناهــا أنتــو مــو أكــر‬ ‫مــن كالب‪ ...‬ديــروا بالكــن وال تنحمقــوا كتيــر أحســن مــا يطقلكــن يش عــرق‪...‬‬

‫*) رفعــت األســد وابنــه ريبــال عــم يخططــوا كيــف بدهــن يســتلموا‬ ‫الرئاســة بعــد األســد‪ ...‬وماهــر وبشــار عــم يتخانقــوا بــن بعضهــن‪ ...‬الحــل‬ ‫أنــو نجيــب كنبايــة طويلــة بــدل هالكــريس كرمــال يســاع كل آل األســد‪!!...‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫الجغرافيا السياسية‪:‬‬

‫تعنــي تأثــر الخصائــص الجغرافيــة للبلــد يف‬ ‫سياســة الدولــة‪ ،‬مبعنــى اســتخدام ثــروات البلــد‬ ‫وقــواه الطبيعيــة والبرشيــة يف تحديــد تلــك‬ ‫السياســة‪ .‬تــزداد عــادة قــوة الدولــة السياســية‬ ‫كــاً ونوعــاً‪.‬‬ ‫كلــا ازدادت عنارصهــا الجغرافيــة ّ‬

‫الجيوسياسية‪:‬‬

‫مصطلــح تقليــدي ينطبــق يف املقــام األول عــى‬ ‫تأثــر السياســة عــى الجغرافيــا‪ ،‬ولكنــه تطــور‬ ‫ليشــمل دالالت أوســع‪ .‬يشــر إىل السياســة املتعلقة‬ ‫بالســيطرة عــى األرض وبســط نفــوذ الدولــة يف‬ ‫أي مــكان تســتطيع الدولــة الوصــول إليــه خــارج‬ ‫حدودهــا‪.‬‬ ‫مفهــوم الجغرافيــا السياســية يعنــي إذا ً تأثــر‬ ‫الجغرافيــا عــى السياســة وهــو يشء ثابــت‪ ،‬يف‬ ‫حــن أن "الجيوسياســية" تعنــي تأثــر السياســة‬ ‫عــى الجغرافيــا ويغلــب عليــه طابــع الحركــة‬ ‫والديناميكيــة وهــو أكــر أهميــة مــن املصطلــح‬ ‫األول ألن فيــه قابليــة التغــر والتطــور يف كل وقــت‪،‬‬ ‫وغالبــاً مــا يتشــكّل عليــه املســتقبل‪.‬‬

‫رح بــأن ســوريا مأســاة إنســانية واألمــم املتحــدة عاجــزة عــن‬ ‫*) كــري يـ ّ‬ ‫اتخــاذ ق ـرار حيالهــا‪ ...‬شــو هالترصيــح الخطــر يــا أبيــض يــا كــري‪ ...‬عنجــد‬ ‫مأســاة عــم متــزح ولــووووو‪ ...‬إي كلهــن كــم مليــون يــي ماتــوا ونزحــوا‬ ‫ـوج‪!!....‬‬ ‫واعتقلــوا‪ ..‬مــو مســتاهلة القصــة تطالــع األمــم املتحــدة بســواد الـ ّ‬

‫*) منظمــة حظــر األســلحة تقــول بــأن جميــع األســلحة الكيامويــة يف‬ ‫ســوريا ختمــت بالشــمع األحمــر وتــم تدمــر معــدات إنتاجهــا‪ !!...‬باللــه‬ ‫ختمتوهــا وبالشــمع األحمــر كــان واللــه مــا عنــا خــر‪ ...‬و"عــى دلعونــا‬ ‫خبونــا"‪...‬‬ ‫عــى دلعونــا‪ ....‬راح الكيــاوي ومــا ّ‬ ‫*) ســعر الــدوالر يهبــط بشــكل مفاجــئ مــع توقعــات بــأن يواصــل‬ ‫انخفاضــه‪ ...‬لــك يفضــح عرضهــا هاللــرة الســورية كيــف ه ّبــت بفــرد‬ ‫هبّــة‪ ...‬ياخــويف كــان شــوي البنــك األمرييــي املركــزي يعمــل خطــة‬ ‫كرمــال يحافــظ الــدوالر عــى حالــو إدام اللــرة الســورية‪!!....‬‬ ‫*) مقاتلــو داعــش يقطعــون رأس متثــال الحريــة يف الرقــة الــذي يجســد فالحـاً وفالحة‬ ‫بالــزي التقليــدي وهــا يحمــان مشــعالً‪ !!...‬ملــا داعــش بتتــرف ترصفــات متــل جامعــة‬ ‫األســد هــون مــا ضــلّ فــرق بــن يــي عــم يــرب خمــر وبــن يــي عــم يــرب بــرول‪!!...‬‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫‪14‬‬


‫حيطان منحبكجية‬

‫متابعة‪ :‬مندسة متسللة‬ ‫هذا الرجل الذي حمل األمانة وهزّ عروش العالم‪:‬‬ ‫*أسد الدب لوماسية‪...‬‬ ‫*معلّم والعصا ييل بإيده راح تعلّم ع جنابن‪...‬‬ ‫*اسم عىل مسمى‪ ...‬معللللللللللللك‬ ‫*ننحني إجالالً لعضمتك‪...‬‬ ‫*أول يش روح نزل التوأم ييل ببطنك‪ ...‬يف يش عرش والد‪ ...‬بعدين تعال احمل األمانة!!‬ ‫* معلم عس ّن ورمح والله‪.‬‬ ‫* رئيسنا كل رجاله أسود انتبهوا يا غرابيب العامل‪.‬‬ ‫* نعــم هــو هـ ّز عقــول النــاس يخــرب بيتــو‪ ...‬عملــك شــوية شــفط وشــد بــرة‪ ...‬اســتحي‬ ‫ع شــيبتك‬ ‫*إيــه واللــه وجــه الســام وعنــوان للمصالحــة مــع النفــس واألمــن واألمــان وعنــوان‬ ‫التفــاؤل‪...‬‬ ‫*القائــد العظيــم يختــار اﻷكفــاء حولــه ليقــود البــاد دومـاً نحــو النــر والنمــو واالزدهــار‬ ‫ورفاهيــة املواطنــن‬ ‫ردود أوكسجين‪:‬‬ ‫قــال أســد الدبلوماســية يــي هــز العــامل‪ ...‬إي طبيعــي واحــد بحجمــه مــو بــس يهــز العــامل‬ ‫إي بيهــز مجــرة درب التبانــة كــان‪ !!...‬رقبتــه لحالهــا إذا بيحركهــا بتسـ ّجل ‪ 6‬عــى مقيــاس‬ ‫ريخــر‪ ...‬بــس أنــو "أســد" مــو ظابطــة‪ ...‬الزم يش أدبــش‪ ...‬قولــوا فيــل‪ ...‬قولــوا وحيــد قــرن‪...‬‬ ‫ثــور‪ ...‬يعنــي أي حيــوان بــس يش يليــق بحجمــه‪!!...‬‬ ‫خاملــة أو هاجعــة فتكــون مقاومــة الجســم‬ ‫قويــة‪ .‬يبــدأ الســل بجهــاز التنفــس وميكــن‬ ‫أن ينتقــل لباقــي أعضــاء الجســم‪.‬‬ ‫انتــر هــذا املــرض يف اآلونــة األخــرة أعراض مرض السل الرئوي‪:‬‬ ‫يف ســوريا أثنــاء الثــورة بســبب ســجن ســعال جــاف مــع ضيــق بالتنفــس و آالم‬ ‫املعتقلــن يف أقبيــة يفــوق عمقهــا ‪ 8‬أمتــار صدريــة‪.‬‬ ‫تحــت األرض‪ ،‬وغــر مجهــزة بعوامــل تنقيــة‬ ‫الهــواء أو عــوازل للرطوبــة‪ ،‬فشـكّلت هــذه الوقاية العالج‪:‬‬ ‫املعتقــات حاضنــة مناســبة لجرثومــة ‪-‬يجــب إجــراء الفحــوص والتحاليــل لــكل‬ ‫الســل‪ .‬هــو مــرض معــد ينتــر عــن معتقــل يخــرج مــن الســجن فاحتــال‬ ‫طريــق الهــواء‪ ،‬وحينــا يســعل املصابــون حضنــه للجرثــوم كبــر‪ .‬يجــب إعطــاء‬ ‫بهــذا املــرض أو يعطســون أو يتحدثــون املريــض املضــادات الحيويــة حتــى يف فــرة‬ ‫أو يبصقــون فهــم يفــرزون يف الهــواء الحضــن‪.‬‬ ‫الجراثيــم املس ـ ّببة للســل واملعروفــة باســم ‪-‬غســل اليديــن باملــاء والصابــون واســتخدام‬ ‫"العص ّيــات"‪ .‬تســبب جرثومــة الســل تلــف املناديــل الورقيــة ورميهــا بعــد االســتخدام‬ ‫ومــوت أنســجة العضــو الــذي تهاجمــه مبــارشة ‪.‬‬ ‫ويعتــر مرضــاً فتــاكاً إذا مل تتــم معالجتــه ‪-‬عــدم مصافحــة و مخالطــة مــرىض الســل ألن‬ ‫بالطريقــة املناســبة‪ .‬ينتقــل املــرض عــن انتقــال الجرثــوم يكــون عــن طريــق الهــواء‪.‬‬ ‫طريــق استنشــاق اإلنســان قليــاً مــن ‪-‬تهوية األماكن جيدا ً بشكل دوري‪.‬‬ ‫تلــك العصيــات أو عــن باســتخدام أدوات ‪-‬إبقــاء املريــض تحــت إرشاف الطبيــب‬ ‫املريــض كامللعقــة ومــوس الحالقــة‪ .‬يتــم أو عيادتــه بشــكل دوري حتــى يتخلــص‬ ‫حضــن الجرثومــة لفــرة طويلــة وتســمى الجســم مــن عصيــات الجرثــوم‪.‬‬

‫السل‬ ‫مرض ّ‬

‫العدد (‪ )83‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\08‬‬

‫فواصل‬

‫األبراج‬

‫برج وزير الكهربا‪:‬‬ ‫صــار الزم تــرك هالكــريس بقــا وتتنحــى‪ ...‬ألنــو‬ ‫الكهربــا يــي عــم تجــي بــس ســاعتني مــو مســتاهلة‬ ‫ال وزارة وال هــم يحزنــون‪!!...‬‬ ‫برج المؤيد‪:‬‬ ‫الوطنيــة هــي حــب الوطــن مــو أنــك تقتــل‬ ‫وتقصــف كرمــال صبــاط ســيادتو‪!!...‬‬ ‫برج رفعت األسد‪:‬‬ ‫شــو حبيــب قــال رايــح مــع الشــباب ع جنيــف‪...‬‬ ‫إذا احــرت ويــن بــدك تقعــد بالبــاص مــع املؤيديــن‬ ‫أو مــع املعارضــن بتنصحــك األبــراج تضلــك حــد‬ ‫الشــوفري كونــك بتحــب التزمــر‪!!...‬‬ ‫برج اللجان الشعبية‪:‬‬ ‫النظــام يــي علّمكــم التشــبيح رصتــوا ألعــن منه‪...‬‬ ‫عــى قولــة املتــل" علّمناهــم الوســاخة‪ ...‬ســبقونا ع‬ ‫التشبيح"‪...‬‬ ‫برج المغترب‪:‬‬ ‫بتنــام وبتصحــى وأنــت ناطــر الخــر الســعيد‬ ‫كرمــال تحمــل غراضــك وترجــع ع الوطــن‪ ...‬اللــه‬ ‫كريــم‬ ‫برج التاجر‪:‬‬ ‫بيطلــع الــدوالر بتغـ ّـي األســعار‪ ...‬بينــزل الــدوالر‬ ‫بتخليهــا متــل ماهــي األســعار‪ ...‬ياريــت تتقــي ربــك‬ ‫وحــاج تتاجــر بقــا بلقمــة املعرتيــن‪...‬‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.