أوكسجين العدد (85) السنة الثانية - الجمعة 22\11\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أنابتنفسحرية‬

‫شلل األطفال يغزو سوريا‬ ‫سهل الزبداني بين َ‬ ‫الهجر والتصحُّ ر‬ ‫الجذور التاريخية لتفجيرات بيروت‬

‫أوكسجين ®‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) 85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫صفعة للثورة‬

‫أوكسجين | عيد أسود‬

‫ميــر اليــوم العاملــي للطفــل‪ ،‬يف كافــة بقــاع املعمــورة‪ ..‬فيبتســم ألطفــال‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬شلل األطفال يغزو سوريا‬

‫العــامل‪ ،‬يشــاطرهم الفــرح واللعــب‪ ،‬يســمع ضحكاتهــم‪ ..‬يــرى أحالمهــم‬

‫‪ -4‬الجهاديون في سوربة‬

‫الورديــة تتحقــق أمــام ناظريهــم‪ ..‬الطفــل ســعيد يف بقــاع األرض‪ ..‬لكنــه يف‬

‫‪ -5‬على درب التفرقة‬

‫ســوريا تعيــس وبائــس يحصــده الهــاك واملــوت‪ ..‬فهنــاك ‪ 12000‬طفــل تحت‬ ‫ال ـراب‪ ..‬و ‪ 9000‬طفــل يف الســجون واملعتقــات‪ ..‬و ‪ 92‬طف ـاً مــن أطفالنــا‬ ‫قضــوا تحــت التعذيــب بيــد جــادي األســد‪ ..‬وأعــداد ال نســتطيع حرصهــا‬ ‫مــن األطفــال املعاقــن الذيــن يتزايــدون يوميـاً بســب آلــة القصــف والقنــص‬ ‫والدمــار‪ ..‬وعـرات األلــوف منهــم أصبحــوا أيتامـاً ودون أب أو أم أو معيــل‬

‫ مطر خريفي في سمائي‬‫الهجر والتص ُّحر‬ ‫‪ -6‬سهل الزبداني بين َ‬ ‫‪ -8‬الجذور التاريخية لتفجيرات بيروت‬ ‫‪ -9‬الحكومة المؤقتة بين الحلم والواقع‬

‫أو كفيــل‪ .‬منازلهــم الخيــام‪..‬؛ ووســائدهم األرض والحجــارة‪ .‬أمــا مــن هاجــروا‬

‫‪ -10‬هل الثورة حالة سياسية عابرة؟‬

‫ونزحــوا أو رحلــوا فيبلغــون أكــر مــن مليــون طفــل‪ .‬وللجــوع أيضـاً مكانــه يف‬

‫‪ -11‬حكمة الزائر األصفر‬

‫ســوريا‪ ،‬إذ قــى مــن الجــوع يف مــدن الحصــار ‪ 10‬أطفــال يف القــرن الواحــد‬ ‫والعرشيــن أمــام أعــن الكــون األعمــى‪ ..‬والباقــون ممــن تؤطرهــم الحيــاة‬ ‫داخــل الوطــن‪ ..‬فيعيشــون عــى ذكريــات أخوانهــم وأهاليهــم وأصدقائهــم‬ ‫ممــن غادروهــم بعيــدا ً ودون رجعــة يف أرض البطولــة والصــر والشــهادة‬ ‫الســورية‪.‬‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫‪ -12‬تقني‪ :‬التخزين السحابي‬ ‫‪ -13‬قارة الثائرة‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫‪2‬‬


‫شلل األطفال يغزو سوريا‬

‫تقارير‬

‫أوكسجين | محمد الصفدي‬ ‫تتزايــد ردود األفعــال املحليــة والدوليــة عــى‬ ‫الوضــع الصحــي املــردي الــذي يعيشــه أطفــال‬ ‫ســوريا‪ ،‬الســيام مــع ظهــور حــاالت متزايــدة‬ ‫مــن مــرض شــلل األطفــال‪ .‬فقــد خلّفــت‬ ‫الحــرب التــي أشــعلها النظــام الكثــر مــن‬ ‫الدمــار يف البنــى التحتيــة الصحيــة والــذي أدى‬ ‫اىل عــدم حصــول أعــداد كبــرة مــن األطفــال‬ ‫عــى اللقاحــات الوقائيــة ضــد هــذا املــرض‪.‬‬ ‫هكــذا‪ ،‬انخفــض معــدل التحصــن ضــد شــلل‬ ‫األطفــال يف ســورية مــن ‪ %91‬العــام ‪ 2010‬إىل‬ ‫‪ %68‬يف العــام ‪.2012‬وحســب منظمــة الصحــة‬ ‫العامليــة فــإن شــلل األطفــال ســيهدد حــوايل‬ ‫‪ 100‬ألــف طفــل ســوري يف املنطقــة الشــالية‬ ‫والرشقيــة مــن ســوريا بشــكل مبــارش‪ .‬ناهيــك‬ ‫عــن النتائــج الكارثيــة املرتتبــة مــن حقيقــة‬ ‫أن انتشــار شــلل األطفــال لــن يطــال ســورية‬ ‫وحدهــا‪ ،‬بــل ســيتعداها ليهــدد ماليــن‬ ‫األطفــال يف منطقــة الــرق األوســط برمتهــا‪،‬‬ ‫وذلــك‪ ،‬نظـرا ً لهــروب أعــداد متزايــدة من األرس‬ ‫الســورية إىل دول الجــوار‪ .‬والخطــورة تكمــن يف‬ ‫أن مــرض شــلل األطفــال ميكــن أن ينتقــل عــن‬ ‫طريــق اللمــس أو التنفــس‪ ،‬وهــذا مــا يتطلــب‬ ‫إعــان حالــة طــوارئ حقيقيــة ملواجهــة هــذا‬ ‫املــرض ســواء يف الداخــل الســوري أو يف دول‬ ‫الجــوار ومخيــات النازحني‪.‬وتفيــد اإلحصــاءات‬ ‫أن آخــر حالــة ســجلت يف ســورية بهــذا املــرض‬ ‫كانــت العــام ‪ .1999‬وعــاد املــرض للظهــور‬ ‫حالي ـاً نظ ـرا ً لعوامــل كثــرة يــأيت يف مقدمتهــا‬ ‫ســوء التغذيــة وتلــوث امليــاه وغيــاب الرعايــة‬ ‫الصحيــة‪ .‬وحتــى اآلن‪ ،‬تــم تســجيل إصابــة ‪10‬‬ ‫أطفــال بشــلل األطفــال واالشــتباه بحالــة ‪12‬‬ ‫طفــل آخــر‪ ،‬جميعهــم ال يتجــاوزون الثانيــة‬ ‫مــن عمرهــم‪ ،‬الســيام يف محافظــة ديــر الــزور‪.‬‬ ‫يف ظــل توقعــات طبيــة بالكشــف عــن حــاالت‬ ‫أكــر يف الفــرة املقبلــة‪ .‬ويف حــن مل تصــدر‬ ‫بعــد نتائــج التحاليــل النهائيــة التــي ســتحدد‬ ‫التسلســل الجينــي للفــروس ملعرفــة مصــدره‬ ‫الجغــرايف‪ ،‬إال أن الدراســات األوليــة تشــر‬ ‫إىل ان باكســتان مصــدر الفــروس‪ ،‬نظــرا ً ألن‬ ‫الفــروس مســتوطن حالي ـاً يف ثــاث دول هــي‬

‫باكســتان وأفغانســتان ونيجرييــا‪ .‬ومــن املرجــح‬ ‫أن املقاتلــن األجانــب الذيــن تســتقدمهم‬ ‫داعــش وأخواتهــا مــن التنظيــات الجهاديــة‪،‬‬ ‫حملــوا الفــروس معهــم‪ ،‬خاصــة أن لهــذه‬ ‫التنظيــات الجهاديــة كطالبــان تجربــة طويلــة‬ ‫يف رفــض تطعيــم أطفــال باكســتان وأفغانســتان‬ ‫بلقاحــات شــلل األطفــال‪ ،‬بــل وقيامهــم يف‬ ‫مناســبات كثــرة باغتيــال املتطوعــن العاملــن‬ ‫يف مجــال التلقيــح‪ ،‬ألســباب إيديولوجيــة‬ ‫وعقائدية‪.‬وتشــر املعطيــات إىل أن إمــكان‬ ‫مواجهــة هــذا املــرض تبــدو غــر متوافــرة‬ ‫حتــى اآلن‪ .‬فربغــم اإلعــان عــن قــرب وصــول‬ ‫مليــون لقــاح ضــد شــلل األطفــال لســورية‬ ‫كدفعــة أوىل مقدمــة مــن قبــل منظمــة‬ ‫الصحــة العامليــة واليونيســف‪ ،‬إال أن اســتمرار‬ ‫النــزاع املســلح‪ ،‬وتــرد أكــر مــن ‪ 7‬ماليــن‬ ‫ســوري خــارج منازلهــم‪ ،‬والنقــص املتزايــد‬ ‫يف عــدد األطبــاء ودمــار املرافــق الصحيــة‪،‬‬ ‫باإلضافــة لتعــرض الكثــر مــن املتطوعــن يف‬ ‫مجــال اإلغاثــة للخطــف واملضايقــات األمنيــة‪،‬‬ ‫كلهــا ظــروف تجعــل اتخــاذ إج ـراءات رسيعــة‬ ‫ميدانيـاً أمـرا ً غــر ممكــن‪ ،‬خصوصـاً أن نضــوج‬ ‫تســوية سياســية توفــر أرضيــة ميدانيــة مالمئــة‬ ‫إليصــال اللقاحــات وإعطائهــا لألطفــال تبــدو‬ ‫بعيــدة األفــق يف الوقــت الراهــن‪ .‬فطرفــا‬ ‫الــراع العســكري مل يــدركا بعــد خطــورة‬ ‫انتشــار هــذا املــرض‪ ،‬وكــون مواجهتــه ووقايــة‬ ‫أطفــال ســورية منــه هــي قضيــة إنســانية‬ ‫ودوليــة وأعمــق بكثــر مــن أي خــاف ســيايس‪.‬‬ ‫فبينــا تقــول الحكومــة أنهــا مســتعدة وقــادرة‬ ‫عــى إيصــال اللقاحــات لألطفــال يف املناطــق‬ ‫الســاخنة ولكــن الجامعــات املســلحة هــي‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫مــن متنــع وتســطو عــى قوافــل الــدواء‪ ،‬يــرد‬ ‫املعارضــون بــأن الحكومــة هــي مــن متنــع‬ ‫فتــح مم ـرات إنســانية ووصــول فــرق اإلغاثــة‬ ‫الدوليــة إىل داخــل ســورية‪ .‬وبــن األخــذ والــرد‬ ‫فــإن حيــاة ‪ 500‬ألــف طفــل ســوري يقطنــون‬ ‫يف املناطــق الســاخنة عســكرياً ومل يحصلــوا‬ ‫عــى التطعيــم املضــاد لفــروس شــلل األطفــال‬ ‫خــال العامــن املاضيــن‪ ،‬وحيــاة أعــداد‬ ‫كبــرة مــن األطفــال يف دول الجــوار الذيــن‬ ‫تتواجــد إمكانيــة نظريــة إلصابتهــم بالفــروس‪،‬‬ ‫أصبحــت عــى املحك‪.‬وتجــدر اإلشــارة إىل أنــه‬ ‫حتــى اآلن ال يوجــد عــاج لشــلل األطفــال‪،‬‬ ‫وكل اإلجـراءات الطبيــة املتخــذة تهــدف فقــط‬ ‫للتخفيــف مــن أعراضــه‪ .‬ولهــذا البــد لــأرس‬ ‫الســورية مــن أن تتخــذ إجــراءات وقائيــة‬ ‫منزليــة ملنــع اإلصابــة أهمهــا‪ :‬التأكــد مــن‬ ‫نظافــة الطعــام واملــاء املقــدم للطفــل‪ ،‬وتعقيــم‬ ‫الحليــب بالغــي بشــكل جيــد‪ ،‬وتجنــب تنــاول‬ ‫األطعمــة غــر املطبوخــة‪ ،‬والتقليــل قــدر‬ ‫اإلمــكان مــن احتــكاك األطفــال باآلخريــن‬ ‫لتجنيبهــم التعــرض للــرذاذ املتطايــر مــن الفــم‬ ‫واألنــف إضافــة لالهتــام بالنظافــة العامــة‪.‬‬ ‫مــع رضورة عــزل الطفــل املصــاب وتعقيــم‬ ‫كل األدوات التــي يســتخدمها يف حــال إصابتــه‬ ‫باملــرض الــذي تبــدأ أعراضــه بالحمــى والتقيــؤ‬ ‫وتشــنجات حــادة يف األطــراف وفقــدان ردود‬ ‫الفعــل االنعكاســية‪.‬يذكر أن الحــرب العبثيــة يف‬ ‫البــاد قــد أدت اىل مــرع أكــر مــن عــرة‬ ‫آالف طفــل حســب الشــبكة الســورية لحقــوق‬ ‫اإلنســان‪ ،‬واســتمرارها يف ظــل انتشــار األوبئــة‬ ‫واألمــراض املســتعصية ســيهدد حيــاة جيــل‬ ‫كامــل مــن أطفــال ســورية‪.‬فأي مســتقبل‬ ‫ينتظرنــا؟‬

‫‪3‬‬


‫أيامك ثورتنا‬

‫الجهاديون في سوربة‬

‫أوكسجين | مانيا الخطيب‬ ‫يف مشــهد فــاق املســتحيالت يف ســورية‪،‬‬ ‫واســتعىص فهمــه وتحليــل طالســمه عــى أكــر‬ ‫السياســيني والخــراء دهــا ًء ومت ّرســاً‪ .‬ينبغــي‬ ‫علينــا نحــن بالــذات الســوريني أن ال تختــل‬ ‫البوصلــة لدينــا‪ ،‬مهــا بلغــت حــدة القنابــل‬ ‫اإلعالميــة التــي تحــاول اليــوم أن ترفــع عقريتهــا‬ ‫بــأن الســلطة املجرمــة يف ســورية تتفــوق أو‬ ‫تنتــر‪ ،‬أو مــا شــابه مــن هــذه األالعيــب‬ ‫التــي تســاعدها عليهــا آلــة الربوباغنــدا‬ ‫الروســية املحرتفــة لســبب شــديد الوضــوح ‪..‬‬ ‫وهــو محاولــة جنــي أكــر مــا ميكــن مــن أربــاح‬ ‫اللعبــة السياســية الدوليــة التــي تجــري عــى‬ ‫حســاب الدمــاء الســورية الثمينــة‪.‬‬ ‫ال أدري أي ســبب للمبالغــة يف تضخيــم‬ ‫وتهويــل دور مــن يذهــب إىل ســورية معتقــدا ً‬ ‫أنهــا طريقــه للجنــة‬ ‫التحــدث عــن هــذا الــيء يف زمــن حــرب‬ ‫اإلبــادة التــي يتعــرض لهــا الســوريون أمــر‬ ‫مســتهجن‬ ‫فالنــاس ال يعيشــون حياتهــم الطبيعيــة‪،‬‬ ‫بــل إنهــم ليســوا يف بيوتهــم حتــى نقــول أن‬ ‫الســوريني هــم حاضنــة للتطــرف‪ ،‬فهــم مل‬ ‫يكونــوا يومــاً كذلــك‪.‬‬ ‫ال أحــد حتــى اليــوم ميكنــه تقديــم معلومــات‬ ‫إحصائيــة دقيقــة عــن غــر الســوريني الذيــن‬ ‫يأتــون للقتــال يف ســورية‪.‬‬ ‫هــل يعلــم الجميــع ‪ ..‬الجميــع‪ ،‬أن مــن هــم‬ ‫يف صفــوف الجيــش الحــر قــد قالــوا مــرارا ً‬

‫وتكــرارا ً وأهــم مــن قالهــا املرحــوم الشــهيد‬ ‫الــذي اهتــزت أركان ســورية لرحيلــه املفجــع‬ ‫قائــد لــواء التوحيــد عبــد القــادر الصالــح –‬ ‫حجــي مــارع‬ ‫أن ســورية ال ينقصهــا رجــال‪ ،‬وال نســاء حتــى‬ ‫يدافعــوا عنهــا‪ ،‬مــا ينقصنــا هــو أن ندعــم مــن‬ ‫هــم عــى الســاحة وليــس أن نســتقدم أحــدا ً‬ ‫مــن الخــارج‪ ..‬وقــال آخــرون‪" ،‬الــي عندنــا مــا‬ ‫عــم نحســن نقــوم بواجبهــم حتــى نجيــب‬ ‫مــن بــرة"‬ ‫حدثــت منــذ فــرة قصــرة ضجــة إعالميــة يف‬ ‫فنلنــدا أن أحــد الفنلنديــن قــى نحبــه يف‬ ‫ســورية يف مهمــة جهاديــة‪ ..‬وقــد علقنــا عــى‬ ‫األمــر‪ ،‬أن الســوريني يعــزون بــأي إنســان فقــد‬ ‫حياتــه يف قصــد مســاعدتهم‪ ،‬ولكــن ليســت‬ ‫هــذه هــي املســاعدة التــي يطلبونهــا مــن‬ ‫باقــي شــعوب العــامل‪.‬‬ ‫قلنــا لهــم عــى ســبيل التبســيط كــا قالهــا‬ ‫أحــد األصدقــاء‪ ،‬ليبعــث هــؤالء تكاليــف‬ ‫الرحلــة للثــوار حتــى يشــروا فيهــا لعوائلهــم‬ ‫مــا يســد رمقهــم ‪..‬‬ ‫شــاركونا يف دعــم وتنفيــذ املشــاريع اإلغاثيــة‬ ‫واإلنســانية لدعــم الحاضنــة الشــعبية املدنيــة‬ ‫يف ســورية‪ ،‬حتــى نتحمــل املســر الشــاق نحــو‬ ‫الحريــة‪.‬‬ ‫مل يطلــب الســوريون مــن أحــد أن يــأيت ليقاتــل‬ ‫يف ســورية‪ ،‬وأمــا من تعرضــت إنســانيته لدرجة‬ ‫االقتــاع مــن شــبان ســورية ‪ ،‬ولــكل أنــواع‬ ‫التنكيــل وقذفــه اليــأس يف أحضــان التطــرف‪،‬‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫ومل يجــد مــن يحتضنــه مــن مؤسســات ســورية‬ ‫ال تتعامــل بأنانيــة شــديدة بــل بحنــان يليــق‬ ‫بعمــق جراحاتــه وفجيعتــه‪.‬‬ ‫هنــاك جهــات عديــدة يهمهــا أكــر بكثــر مــن‬ ‫الســوريني أن تطلــب مــن املتطرفــن أن تــأيت‬ ‫تحــت عنــوان الجهــاد ليجتمعــوا حــول الجــرح‬ ‫الســوري العميــق ومنهــم‪،‬‬ ‫املجــرم بشــار األســد ونظامــه الســاقط‪ ،‬يســهل‬ ‫قــدوم مــن يريــد أن يــأيت بهــذا الدافــع‪ ،‬وكــا‬ ‫يعلــم الجميــع فقــد أطلــق رساح الكثــر ممــن‬ ‫كانــوا يف املعتقــات بتهمــة التطــرف لتســهيل‬ ‫محاولــة التغلغــل يف صفــوف الثــوار‪ ،‬فهــذه‬ ‫طريقــة لخلــق عــدو مناســب‪ ،‬يخيفــون فيــه‬ ‫الســوريني الذيــن مل يكونــوا يومــاً متطرفــن‬ ‫وال يقبلــون بالتطــرف‪ ..‬و حتــى يســتعملونه‬ ‫هــو وبشــارهم الجعفــري يف املحافــل الدوليــة‬ ‫لرتويــج حكايــة أنهــم يحاربــون اإلرهــاب‬ ‫تخــي املجتمــع الــدويل بــكل مؤسســاته عــن‬ ‫الســوريني يف ثورتهــم الســلمية الجميلــة‪،‬‬ ‫وخصوصـاً أمريــكا منهــم‪ ،‬وهكــذا فقــد أجــروا‬ ‫الســوريني عــى القبــول املؤقــت بــأي مــا‬ ‫ميكــن أن ميــأ الف ـراغ الرهيب‪.‬فــكان "تنظيــم‬ ‫القاعــدة" هــي الجهــة املفضلــة عنــد أمريــكا‬ ‫للخــروج مــن احـراج التخــي عــن الســوريني يف‬ ‫محنتهــم‪.‬‬ ‫روســيا ‪ ،‬حتــى تدعــم اســطوانتها املرشوخــة‬ ‫عــن محاربــة اإلرهــاب يف ســورية‬ ‫إيــران وصنيعتهــا حــزب الشــيطان‪ ،‬حتــى‬ ‫ينضحــوا طائفيتهــم مبســوغات أبســط‬ ‫وكثــر مــن الــدول التــي ال تريــد للثــورات‬ ‫الشــعبية أن تــزور بلدانهــا وتزلــزل األرض مــن‬ ‫تحــت عــروش حكامهــا‪.‬‬ ‫مــا هــو مطلــوب أكــر مــن أي يشء آخــر‪ ،‬هو أن‬ ‫نفتــح قلوبنــا عــى مرصاعيهــا‪ ،‬ونســمع بعضنــا‬ ‫كــا مل نفعــل مــن قبــل‪ ،‬بصــر وبطــول أنــاة‬ ‫أن توقــف عــن النــدب ‪ ..‬ونتوقــف عــن لــوم‬ ‫النــاس للتغطيــة عــى الغيــاب التــام لــدور‬ ‫"املثقفــن الســوريني" يف مســاعدة أهلهــم‬ ‫عــى الرؤيــا واألخــذ بيدهــم واالق ـراب منهــم‬ ‫والتفاعــل معهــم‪ .‬قليــل مــن التواضــع والصــر‬ ‫مــع شــعب صبــور وطيــب‪ ،‬ســيفيض إىل نتائــج‬ ‫بالغــة الروعــة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫على درب التفرقة‬ ‫أوكسجين | سماح هدايا‬

‫كل الكتائــب العســكرية األيديولوجيــة عــى األرض مل تقــدم حتــى‬ ‫اآلن مرشوعـاً عســكرياً وطنيـاً جامعــا لــه شــعبيته وقبولــه العــام‪ ،‬بل‬ ‫عــى العكــس‪ ،‬هــي أضعفــت الثــورة وأســاءت لكثــر مــن املقاتلــن‬ ‫األحـرار والثــوار الوطنيــن املســلحني ‪ ،‬بغبائهــا الفكــري‪ ،‬أو تقاعســها‬ ‫عــن النجــدة وعــن نــرة مــن ال يتصــل مبشــاريعها الخاصــة التــي‬ ‫تتقاطــع مــع النظــام أو منظومتــه أو تخضــع لحســابات خارج ّيــة‬ ‫ورشاكات‪.‬بالطبــع بهــذه الوجدانيــة واملســلكية لــن يحقــق الجيــش‬ ‫االنتصــارات؛ فالبــد مــن توحيــد الجهــود للمصلحــة الوطنيــة‬ ‫الخالصــة مبــا يالئــم النســيج املجتمعــي والطاقــة الشــعبيّة‪ .‬وحتــى‬ ‫لــو خافــت األقليــات الدينيــة والعرقيــة واتجهــت مخطئــة لتكويــن‬ ‫الخاصــة ليكــون لهــا كلمتهــا يف مواجهــة العقــل الجمعــي‬ ‫كتائبهــا‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يذوبهــا؛ فلــن يكــون لهــا وجــود حقيقــي فاعــل يف العمليــة‬ ‫الوطنيــة‪ .‬أمــا التيــارات الدينيــة الشــبيهة بالطالبانيــة‪ ،‬وجبهــة النرصة‬ ‫ومثيالتهــا يف التفكــر فحتــا لــن تبقــى‪ .‬ووجودهــا ضيــق يف الزمــان‬ ‫واملــكان‪ .‬هــي حالــة شــاذة أملتهــا الظــروف السياســية وحالــة الثــأر‬ ‫واالنتقــام يف مواجهــة هجمــة الحــرب الطائفيــة الرشســة التــي‬ ‫مارســها النظــام باإلضافــة إىل الفــوىض واالبت ـزاز وتقاطــع املصالــح‬ ‫السياســية‪ .‬ويعلــم العقــاء أن هــؤالء ال حاضنــة شــعبية مكينــة لهــم‬ ‫وانهــم ســيذوبون وتنتهــي صالحيتهــم بانتهــاء املــرض املتمثــل بنظام‬ ‫االســتبداد‪ .‬أمــا حالــة االخــراق التــي يتكلمــون عنهــا ويتهمــون‬ ‫بهــا التيــارات اإلســامية؛ فهــي متــس كل كتائــب النضــال ويف كل‬ ‫األوســاط الســلم ّية أيضــا‪ ،‬ولهــا أســبابها وبرامجهــا‪ .‬ولكــن جــرى‬ ‫تضخيمهــا إعالميــا نتيجــة أخطــاء فادحــة وخطابــات قــارصة‪ ،‬تــم‬ ‫التقاطهــا تحــت املجهــر‪ .‬والخالصــة أن أي يشء يدعــو بتيــار إســامي‬ ‫متطــرف أو تيــار علــاين أو تيــار وطنــي حيــادي؛ لــن ينجــح ويــدوم‬ ‫يف هــذه الظــروف املفصليــة العصيبــة؛ ألن النــاس ال تريــد تنظ ـرا‬ ‫أو تعفنــا فكريــا ‪ .‬وألن غالبيــة املقاتلــن مســلمون؛ فاألفضــل تنميــة‬ ‫تيــار وطنــي حــر ذي رؤيــة إســامية معتدلــة متصلــة مبتطلبــات‬ ‫الواقــع واحتياجاتــه ‪.‬‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫رأي‬

‫مطر خريفي في سمائي‬ ‫أوكسجين | لينا عبه جي‬

‫قــررت أن أنــزل اليــوم إىل الزبــداين‪ .‬فكــرة مل أســتطع إخفائهــا‪ ..‬لقــد‬ ‫أوقــدت يف نفــي نــارا ً مل أســتطع إخامدهــا أيضـاً‪ .‬لقــد مـ ّر أكــر مــن‬ ‫عــام مل أ َر فيهــا الزبــداين عــن قــرب‪ .‬كنــت أراهــا دامئ ـاً مــن فــوق‪..‬‬ ‫مــن األعــايل‪ ..‬أشــاهدها هــي و بيوتهــا املرتاصــة يشــكل حميمــي‪،‬‬ ‫تذكــرين بطيبــة (أهــل زمــان)‪ ..‬أراهــا ت ُقصــف وت ُدمــر بآلــة همجيــة‪..‬‬ ‫لقــد ُدمــرت الزبــداين‪ ..‬تلــك الحديقــة الرائعــة الغ ّنــاء‪ ..‬الوادعــة‪ ..‬التــي‬ ‫تنــام يف عــب الجبــل الغــريب‪ .‬مشــاهد القصــف تــؤمل كث ـرا ً‪ ..‬وكيــف‬ ‫ال‪ ..‬وهــي حبيبتــك التــي تُــرب أمــام ناظريــك‪ .،..‬لقــد ضاقــت يب‬ ‫األرض‪ ..‬فنحــن أيضـاً نعيــش يف ســجن كبــر وإن كنــا خارجــه‪ .‬أغلقــت‬ ‫البــاب ورست مشــياً عــى األقــدام نــزوالً باتجــاه الزبــداين‪ ..‬نزلــت مــن‬ ‫اإلنشــاءات إىل األســفل‪ ..‬تذكــرت القطــار وصفارتــه الطويلــة يــوم‬ ‫الجمعــة‪ .‬وانتظــار األطفــال لــه يف فــرح هســتريي‪ ...‬يف إحــدى ســاحات‬ ‫الزبــداين الرئيســية‪ ..‬عــدت مــن حلمــي إىل الواقــع املوجــع‪ .‬شــارع‬ ‫امليــداين‪ ..‬ســاحة املحطــة‪ ....‬أصبــت بالذهــول‪ ..‬ال أســتطيع أن أصــف‬ ‫شــعوري يف هــذه اللحظــة‪ ..‬إنــه شــعور الحنــن ممزوجـاً مــع الكربيــاء‬ ‫و العظمــة‪ ..‬وكأننــي أرصخ داخــل أعامقــي‪ ..‬نعــم أنــا هنــا‪ ..‬أتنفــس‬ ‫هوائــك‪ ..‬وأســر يف شــوارعك التــي ال تضاهيهــا أيــة شــوارع يف الدنيــا‪...‬‬ ‫ولــن مينعنــي عنـ ِ‬ ‫ـك أحــد يف هــذا الكــون‪ .‬أريــد أن أنحنــي إىل األرض‬ ‫ألقبــل كل ذرة مــن ترابــك‪ ..‬ومــن لحــاء أشــجارك‪ ..‬وددت أن أقبــل‬ ‫الفــوىض املنتــرة مــن الدمــار‪ ..‬كنت أريــد تقبيــل كل يشء‪ ..‬األرصفة‪..‬‬ ‫النوافــذ املفتوحــة‪ ..‬مــاء عــن جابــر‪ ..‬عــن ســاحة العامــرة‪ .‬الدمــار كبري‬ ‫‪..‬واألمل أكــر‪ ،..‬أتجــول بنظــري هنــا‪ ..‬وهنــا‪ ..‬وهتــاك ‪ ،‬حبــث طريــق‬ ‫بيتنــا‪ ..‬الضيــق الــذي كان يزدحــم باملــارة والســيارات أيــام األعيــاد‪.‬‬ ‫أمتنــى لــو أبقــى هنــا إىل األبــد‪ ..‬حيــث الحنــن والذكريــات‪ ..‬وال يش‬ ‫بيننــا البتــة ســوى عيــون الث ـ ّوار وهــم يتجولــون‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫الهجر والتص ُّحر‬ ‫سهل الزبداني بين َ‬

‫أوكسجين | وائل علي‬

‫إنّ معانــاة الزبــداين املنتفضــة كالوطــن‪،‬‬ ‫الصامــدة كجبالهــا حتــى اآلن‪ ،‬ال تنســلخ‬ ‫البتــة عــا يعانيــه أهلهــا‪ .‬فاملأســاة ال‬ ‫تتوقــف عنــد القصــف اليومــي‪ ..‬ليــاً‬ ‫ونهــاراً‪ ،‬قصــف ال يســتهدفهم وأوالدهــم‪..‬‬ ‫ومنازلهــم‪ ،‬وأعاملهــم‪ ،‬وأرزاقهــم وحســب‪،‬‬ ‫بــل كل يشء حــي فيهــا‪ .‬إذ أن آليــة الحصــار‬ ‫العنيــف املطبــق مــن كافــة الجهــات‪..‬‬ ‫ومامرســة سياســة األرض املحروقــة التــي‬ ‫تتبعهــا قــوات النظــام حيــال املدينــة وأهلهــا‬ ‫وســهلها‪ ،‬يدفعهــم دفعـاً إىل مأســاة الجــوع‪،‬‬ ‫رغــم املحاصيــل املتكدســة يف أراضيهــم‬ ‫والتــي تحــرق بشــكل دائــم ومســتمر‪.‬‬ ‫تبلغ مســاحة ســهل الزبــداين آالف الهكتارات‪،‬‬ ‫وتعــد تربتــه مــن أخصــب الــرب يف ســوريا‪.‬‬ ‫يُــزرع الســهل بكافــة أنــواع األشــجار املثمــرة‬ ‫وأهمهــا التفــاح والــدراق واإلجــاص ‪ ..‬غــر‬ ‫أن الخســائر يف العامــن املاضيــن قــدرت‬ ‫مبليــارات اللــرة الســورية لعــدم متكــن‬ ‫املزارعــن مــن جنــي املحاصيــل مــن مواســم‬ ‫األشــجار‪ ،‬وحصــاد مــا زرعــوا مــن خـراوات‪،‬‬ ‫بعــد أن اســتدانوا أمثــان األشــتال ومــا تبعهــا‪.‬‬ ‫إن ســهل الزبــداين الــذي ميــوت عطشــاً‬

‫وحرقــاً‪ ،‬وأهلــه ميوتــون جوعــاً‪ ،‬معادلــة‬ ‫عاديــة‪ ..‬باتــت اعتياديــة يف معظــم املناطــق‬ ‫الســورية املحــارصة‪ .‬حيــث تتمركــز دبابــات‬ ‫قــوات النظــام ومدفعيتــه عــى الجبــال‬ ‫املحيطــة بالزبــداين والســيام الجبــل الرشقــي‪،‬‬ ‫والجبــل الغــريب‪ ..‬ومــن منطقــة الحــوش‬ ‫وهابيــل‪ ..‬حيــث تجــاوز عــدد النقــاط‬ ‫العســكرية التــي تحــارص الزبــداين ‪250‬‬ ‫نقطــة عســكرية‪ ،‬ولــكل واحــدة منطقــة‬ ‫معينــة تســتهدفها دامئ ـاً‪ ..‬ومــن قلعــة التــل‬ ‫يف الجبــل الغــريب تقنــص قــوات النظــام‬ ‫األســدي أي يشء يتحــرك يف الســهل‪ ،‬فــا‬ ‫يســتطيع أحــد مــن املواطنــن بلــوغ أرضــه‪،‬‬ ‫ومــن يســتطيع االســتغناء عــن زيــارة أرضــه‬ ‫هجرهــا يك ال يُقتــل‪ .‬علـاً أن ‪ %80‬مــن أهــايل‬ ‫املدينــة مزارعــون و يعيشــون مــن الزراعــة‪.‬‬

‫أشــجار الجــوز الخـراء‪ ..‬والحــور‪ ..‬والــرو‪..‬‬ ‫حيــث تــزرع األخريتــن عىل حــدود البســاتني‪.‬‬ ‫لكــن املحــزن واملؤســف أن هــذه األشــجار‬ ‫التــي عمرهــا ع ـرات الســنني حتــى كــرت‬ ‫وأتنتجــت‪ ..‬ت ُقطــع اليــوم بيــد الفــاح الــذي‬ ‫زرعهــا وعمــل عــى منوهــا‪ ،‬ورعاهــا كفــرد‬ ‫مــن أفــراد عائلتــه‪ ..‬يقطعهــا ألنــه ال ميلــك‬ ‫حيلــة يف يــده‪ ..‬وال مثــن لديــه ل ـراء وقــود‬ ‫التدفئــة‪ ..‬هــذا إن اســتطاع اســتالم حصتــه‬ ‫أصــاً‪.‬‬ ‫مغامــرات البحــث عــن لقمــة العيــش‬ ‫مســتمرة يف الزبــداين‪ ،‬ويف ســوريا‪ ،‬يف ظــل‬ ‫النقــص الحــاد يف املــواد الغذائيــة والخــوف‬ ‫الدائــم مــن رصاصــة يرديهــم‪ .‬الســوريون‬ ‫وتحديــدا ً أهــايل الزبــداين ال يزالــون يغامــرون‬ ‫بحياتهــم مــن أجــل تأمــن معيشــة أطفالهــم‪،‬‬ ‫بعضهــم يعــود والبعــض اآلخــر ميــوت يف‬ ‫الســهول قبــل القطــاف أو بعــده‪ ..‬كــا‬ ‫حصــل مؤخــرا ً مــع عائلــة زبدانيــة فقــدت‬ ‫األب واألم والولــد بقذيفــة أســدية‪ ،‬بينــا‬ ‫كانــت تحتطــب‪.‬‬

‫وتضــاف اليــوم للســهل صفــة جديــدة‬ ‫للمــوت‪ ..‬وهــي قطــع أشــجاره بكــرة‬ ‫وبشــكل عشــوايئ‪ .‬فاملزراعــن قطعــوا يف‬ ‫البدايــة األشــجار اليابســة التــي احرتقــت‬ ‫وتشــظت مــن القذائــف‪ ،‬واســتخدموها يف‬ ‫التدفئــة‪ .‬لكــن امللفــت للنظــر أخــرا ً هــو‬ ‫قطــع األشــجار الخــراء كذلــك للغــرض ومــا زال القطــاع الزراعــي الســوري يســجل‬ ‫نفســه‪ ..‬وحدثــت أخ ـرا ً نســبة كبــرة لقطــع اســمه عــى رأس الئحــة ضحايــا الــراع‬ ‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫‪6‬‬


‫تحقيق‬

‫الــذي يعصــف ببــاد الشــام منــذ نحــو ثــاث‬ ‫ســنوات‪ ،‬ولكــن خــوف املزارعــن مــزدوج‪،‬‬ ‫خــوف عــى أرسهــم مــن قصــف طائــرات‬ ‫ودبابــات النظــام‪ ،‬وخــوف آخــر عــى‬ ‫أراضيهــم ومحاصيلهــم من مامرســاته‪ .‬ويقول‬ ‫املزارعــون إن الجيــش النظامــي يعمــد إىل‬ ‫حــرق املحاصيــل الزراعيــة باألريــاف ليعاقــب‬ ‫أهلهــا عــى احتضانهــم للثــورة والثــوار‪،‬‬ ‫فيحارصهــم غذائيــاً ويجوعهــم‪ ،‬ثــم يقطــع‬ ‫مــوارد رزقهــم ليجربهــم عــى الخضــوع‪،‬‬ ‫فلــم تســلم منطقــة بأريــاف دمشــق وحــاة‬ ‫وحلــب والالذقيــة مــن تدمــر محاصيلهــا‪.‬‬ ‫ويشــر أحــد الفالحني مــن الزبــداين بقوله‪ :‬إن‬ ‫الحقــول كانــت ملجــأ للنــاس عنــد مداهمــة‬ ‫عنــارص النظــام لهــم‪ ..‬يقــوم الجيــش األســد‬ ‫بإحراقهــا‪ ،‬بهــدف القضــاء عــى مصــدر رزق‬ ‫أهلهــا الذيــن يعمــل أغلبهــم بالزراعــة‪ .‬إن‬ ‫تدمــر املحاصيــل والغطــاء األخــر ال يهــدف‬ ‫فقــط إىل الضغــط عــى النــاس مــن خــال‬ ‫أراضيهــم‪ ,‬وأيضــا خوفـاً مــن تســلل الثــوار إىل‬ ‫حواجــزه التــي اتخذهــا عــى أطـراف املدينــة‬ ‫وأحيانــاً مــا بــن الحقــول‪ .‬وحيــث ال أمــان‬ ‫يف ظــل قــوات األســد‪ ،‬مل يجــد النــاس خيــارا ً‬ ‫ّإل أن يســتأذنوا عنــارص قــوات األســد مــن‬ ‫أجــل الذهــاب إىل أراضيهــم‪ ,..‬وحــن ذهبــوا‬ ‫اســتهدفهم القناصــة‪ ،‬ليوصلــوا لهــم رســالة‬ ‫مفادهــا أنكــم ممنوعــون مــن كل يشء حتــى‬ ‫زيــارة أمالكــم الخاصــة‪.‬‬

‫واملناطــق التــي تكتفــي ذاتياً‪،‬كالزبــداين ريــف دمشــق الــذي يعــرف بثــاره وتفاحــه‬ ‫مبحاصيلهــا قبــل الثــورة‪ ،‬تــزداد بعــد أن األخــر‪.‬‬ ‫هجــر الســكان أراضيهــم بســبب القصــف‬ ‫أو الحــرق أو صعوبــة العنايــة بهــا‪ .‬كل هــذا إن ســهل الزبــداين اليــوم‪ ..‬إن نجــا مــن‬ ‫يــؤدي إىل تضاعــف أســعار املنتجــات يف ظــل العطــش أو الحــرق‪ ..‬فلــن ينجــو مــن التص ّحر‬ ‫الحصــار الدائــر‪ ،‬فبعضهــا وصــل إىل أربعــة بعــد القطــع املســتمر لألشــجار ‪ ..‬خاصــة إن‬ ‫أو خمســة أضعــاف ســعره مــا قبــل‪ .‬كــا اســتمرت مــدة الحصــار‪ ..‬وتتابعــت سياســة‬ ‫فقــدت بعــض املنتجــات مــن األســواق كلي ـاً التجويــع‪ ،..‬فاألمــور تســر مــن صعــب إىل‬ ‫بعدمــا تــررت املــدن التــي كانــت تنتــج أصعــب‪ ..‬وتتابــع الســر عــى حافــة الهاويــة‪،‬‬ ‫هــذه الســلع‪ ،‬مثــل قريــة كفــر زيتــا التــي حيــث تطــال جميــع جوانــب الحيــاة يف‬ ‫تعــرف بزيتونهــا وزيتهــا‪ ،‬وســهل الزبــداين يف الزبــداين وســهلها املنكــوب‪.‬‬

‫ومــا يجــري يف الزبــداين‪ ..‬يحصــل متامــاً يف‬ ‫غوطتــا دمشــق‪ ،‬فلهــا املصــر نفســه‪ ،‬مــا‬ ‫يدفــع الكثــر مــن األهــايل إىل النــزوح وتــرك‬ ‫أراضيهــم خوف ـاً مــن القصــف واالشــتباكات‪،‬‬ ‫وتكــرر املشــهد ذاتــه يف جبــل األكــراد‪..‬‬ ‫وجبــل الرتكــان بريــف الالذقيــة التــي‬ ‫تتعــرض لقصــف يومــي وإبــادة لغاباتهــا‪،‬‬ ‫وغــدت سياســة األرض املحروقــة عنــوان‬ ‫أي حملــة عســكرية وأمنيــة يشــنها عنــارص‬ ‫النظــام األســدي‪.‬‬ ‫إن مأســاة األرايض الزراعيــة‪ ،‬واألريــاف‪،‬‬ ‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫‪7‬‬


‫سياسة‬

‫الجذور التاريخية لتفجيرات بيروت‬

‫أوكسجين | ستيف الدمشقي‬ ‫عمليــة أنتحاريــة جديــدة وســط العاصمــة‬ ‫اللبنانيــة "بــروت"‪ ،‬وكان التفجــر عــر‬ ‫انتحاريــن اثنــن فجــرا نفســيهام يف محاولــة‬ ‫لــرب الســفارة االيرانيــة يف منطقــة بــر‬ ‫حســن يف بــروت‪ .‬هــذا التفجــر مل يكــن األول‬ ‫مــن نوعــه يف لبنــان وال يف منطقــة الــرق‬ ‫األوســط‪ ،‬بــل هنــاك عمليــات أخــرى تنفــذ‬ ‫يف لبنــان والعــراق وغريهــا‪ .‬هــذا يدعونــا‬ ‫للتحــدث عــن تاريــخ التفجـرات ومــن تخــدم‪.‬‬ ‫البداية‪:‬‬ ‫بعــد ســقوط االمرباطوريــة العثامنيــة‬ ‫العظيمــة وتوســع الغــرب باتجــاه املــرق‬ ‫العــريب‪ ،‬عمــدت – الــدول الغربيــة – و عــى‬ ‫رأســها إيطاليــا وإنكلـرا وفرنســا – إىل تقســيم‬ ‫البــاد العربيــة إىل مســتعمرات تكــون حاميــة‬ ‫لدولــة ســتزرع مســقتبالً تدعــى " إرسائيــل"‪.‬‬ ‫وليتــم ذلــك يجــب صناعــة أنظمــة عســكرية‬ ‫مســتبدة يف البــاد املحيطــة املتمثلــة بنظــام‬ ‫الحــزب الواحــد الديكتاتــوري‪ .‬والتــي كانــت‬ ‫لهــا وظيفــة اســراتيجية بشــكل مبــارش‬ ‫وحاميــة إرسائيــل بشــكل غــر مبــارش‪ ،‬لنصــل‬ ‫إىل حــرب ترشيــن‪ /‬أكتوبــر ‪ . 1973‬وتثبيــت‬ ‫أركان هــذه األنظمــة‪ ،‬وبــدأ تحويــل الــراع‬ ‫العــريب اإلرسائيــي إىل رصاع ( عريب‪-‬إســامي )‪.‬‬ ‫جوهريًا‪:‬‬ ‫ظهــرت خدعــة الجهــاد التــي صنعــت‬ ‫منظــات للقتــل املأجــور‪ ،‬تأخــذ شــعارات‬ ‫إســامية وتقــوم بصناعــة جرائــم بإســم الديــن‬ ‫( ويســكت عنهــا املســلمون عــاد ًة ) ‪ .‬مــن تلك‬ ‫الجرائــم ـ تحييــد الجهــاد ونقلــه مــن فلســطني‬

‫إىل افغانســتان ـ"جهــاد ضــد الشــيوعية" ومــا‬ ‫انبثــق عــن هــذا النــوع مــن الجهــاد‪ ..‬صناعــة‬ ‫دولــة طائفيــة موازيــة يف إيـران‪ .‬طبعــا الشــكل‬ ‫اإليــراين للدولــة ال يختلــف يف التنظيــم عــن‬ ‫القاعــدة مــن حيــث الهــدف فهــو النقيــض‬ ‫التاريخــي لصناعــة االســتقرار ‪،‬مبعنــى أن قيــام‬ ‫تيــار جهــادي ســ ّني متطــرف يوازيــه تيــار‬ ‫جهــادي شــيعي متطــرف لخلــق حــرب بــن‬ ‫تياريــن اســاميني متضاديــن ‪ ,‬األمــر الــذي‬ ‫ســيحيد بالــرورة إرسائيــل مــن الــراع‪.‬‬ ‫إىل هنــا ينتهــي تشــكيل العــدو الواقعــي‬ ‫أليــة حركــة تحــرر عربيــة‪ .‬ومــن اللحظــة‬ ‫التاريخيــة التــي صعــد فيهــا الــراع إىل‬ ‫مرحلــة التحــرر وانطــاق "الربيــع العــريب" ‪،‬‬ ‫كشــفت هــذه التيــارات عــن حقيقــة تورطهــا‬ ‫يف النظــم املوضوعــة لحاميــة االســتعامر ‪ ،‬بــأن‬ ‫انضمــت إىل تيــار القضــاء عــى هــذه الحركــة‬ ‫و قتــل و وأد الثــورات العربيــة وعــدم الســاح‬ ‫بانتصارهــا‪ ،‬واملثــال األكــر ســطوعاً هــو مــا‬ ‫فعلتــه هــذه التيــارات برسقــة الثــورة الســورية‬ ‫وتحويلهــا مــن مطالــب ســلمية شــعبية رشيفــة‬ ‫ونبيلــة إىل حــرب طائفيــة قميئــة تقودهــا‬ ‫هــذه الحــركات التكفرييــة مــن التياريــن‬ ‫املضاديــن لحركــة التحــرر العربيــة بدعــم مــن‬ ‫"إيـران وذراعهــا النظــام الســوري مــن جهــة‪ ،‬و‬ ‫دول خليجيــة تدعــم مــع الغــرب االســتعامري‬ ‫قــوى ظالميــة كالقاعــدة ومــا انبثــق عنهــا"‪.‬‬

‫الوعــي العــريب مــن خــال تدمــر املجتمــع‬ ‫الســوري بــكل أشــكال التدمــر‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫تعميــق وترســيخ الحــرب الطائفيــة طويلــة‬ ‫األمــد يف العــامل اإلســامي والتــي ســوف تأخــذ‬ ‫عــى عاتقهــا – الحــركات طبعــاً – تفجــرات‬ ‫متنوعيــة "طائفيــة" بالــرورة يف ســوريا‬ ‫ولبنــان والعــراق – كشــكل مؤقــت – قبــل‬ ‫التوســع إىل مناطــق أخــرى مــن الجــوار‪،‬‬ ‫والهــدف ليــس نــرة شــعب عــريب أو إزاحــة‬ ‫ظلــم وال إســقاط نظــام‪ ،‬بــل إعطــاء هــؤالء‬ ‫الطغــاة مــررات اإلدمــان عــى تدمــر مــا‬ ‫بقــي مــن البيئــة والبنيــة الســلمية للمجتمــع‬ ‫اإلســامي‪.‬‬ ‫مــن الــذي سيســتفيد مــا حــدث ويحــدث‬ ‫وســيحدث؟‬ ‫أوالً‪ :‬إرهــاب الشــعوب العربيــة التــي مل تــر‬ ‫بعــد‪.‬‬ ‫ثانيـاً‪ :‬إعطــاء املــررات لألنظمــة القمعيــة التــي‬ ‫تقــوم بواجــب حاميــة املحتــل املبــارش بــأن‬ ‫يقــوم مبــا قــام بــه – ومــازال يقــوم – النظــام‬ ‫الســوري يف وأد أي حركــة تحرريــة‪.‬‬ ‫ثالثـاً‪ :‬إقصــاء إرسائيــل نهائيـاً وتثبيــت حاميتهــا‬ ‫بعــد أن يتــم تدمــر مجتمعــات الــدول‬ ‫املحيطــة "العــراق ســوريا مــر"‪.‬‬

‫ومــا تفجـرات بــروت الحاليــة ســوى "إســفني"‬ ‫جديــد يــدق يف دول املنطقــة ملنــع إقامــة أي‬ ‫حــوار ســلمي بينهــم‪ ،‬وتأجيــل وتطويــل أمــد‬ ‫كانــت نتيجــة رسقــة هــذه الثــورة رضب الـراع ملنــع انتصــار حــركات التحرر الشــعب ّية‪.‬‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫‪8‬‬


‫الحكومة المؤقتة بين الحلم والواقع‬

‫أوكسجين | جميل عمار‬ ‫تجــارب عديــدة خاضتهــا املعارضة السياســية‬ ‫بالخــارج‪ ،‬مــن تشــكيل أحــزاب وتجمعــات‬ ‫وتحالفــات‪ ،‬إنتهــت إىل فشــل‪ ،‬وتحولــت‬ ‫إىل منتديــات سياســية تتصــارع فيــا بينهــا‬ ‫وتتخبــط مبحتواهــا غــر املتجانــس‪ ،‬نتيجــة‬ ‫أنهــا أرشكــت تناقضاتهــا السياســية يف تجمعهــا‬ ‫الوطنــي‪ ،‬وأصبــح كل فريــق ســيايس يلعــب‬ ‫دور القبطــان فيهــا‪ .‬وتصــدرت تلك التشــكيالت‬ ‫السياســية املجلــس الوطنــي‪ ،‬فاالئتــاف‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم االتحــاد الدميقراطــي‪ ،‬فبــدل مــن أن يلتــف‬ ‫الجميــع حــول شــعار إســقاط النظــام كشــعار‬ ‫وطنــي جامــع‪ ،‬قفــزوا فــوق هــذا الشــعار‬ ‫وخاضــوا يف متاهــة الشــكل الســيايس للدولــة‬ ‫الســورية بعــد ســقوط النظــام ‪ ،‬وكأن ســقوط‬ ‫النظــام قضيــة أصبحــت حتميــة‪ ،‬ونحــن قــاب‬ ‫قوســن أو أدىن منهــا‪ ،‬والجميــع بــدأ يفكــر‬ ‫بتقاســم جلــد الــدب واالختــاف عليــه قبــل‬ ‫اصطيــاده‪ ..‬والــدب مــازال يفرتســنا‪ ..‬ويعيــث‬ ‫يف األرض فســادا ً‪.‬‬ ‫ ومنــذ أســابيع أقــر االئتالف تشــكيل الحكومة‬‫املؤقتــة وهــو أمــر مســجل يف أدبياتــه ولكــن‬ ‫عــى مــا يبــدو مل يكــن االئتــاف لريغــب بــه‬ ‫ألن الحكومــة تعنــي بشــكل أو بآخــر تشــكيل‬ ‫إدارة تنفيذيــه وعمليــة تنطلــق مــن األقوال إىل‬ ‫األفعــال‪ ..‬األمــر الــذي ســيجعل مــن االئتــاف‬ ‫إدارة ترشيعيــة‪ ،‬تنســحب األضــواء والربيــق‬ ‫االعالمــي منهــا وتنجــه نحــو الحكومــة‪.‬‬ ‫ وتجــيء الحكومــة بعــد مخــاض عســر‬‫كصنيعــة االئتــاف وال بــد مــن أن تحمــل‬ ‫بعــض أمراضــه‪ ،‬وهــي الشــخصنة‪ ،‬واملحاصصــة‪،‬‬ ‫والتبعيــات‪ ،‬واملحســوبيات داخليــاً وإقليميــاً‪.‬‬ ‫جــاءت الحكومــة املؤقتــة متأخــره بعــض‬ ‫الــيء لتواجــه وضعــاً داخليــاً صعبــاً عــى‬ ‫مســتوى الحــراك العســكري‪ ..‬ولــرث تركــة‬ ‫صعبــة مــن إنجــازات االئتــاف التــي شــابها‬ ‫الرتهـــل رسيعاً ومــن أهمهــا‪ ..‬األركان‪ ،‬واإلغاثة‪،‬‬

‫واإلعــام‪ ،‬والسياســة الخارجيــة‪.‬‬ ‫ فهــل تســتطيع الحكومــة الصمــود يف وجــه‬‫تلــك املعضــات ؟‪.‬‬ ‫وهــل يســتطيع املصنــع أن يتغلــب عــى‬ ‫الصانــع ويتجــاوز هفواتــه؟‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تحــد صعــب‪..‬‬ ‫إن الحكومــة املؤقتــة أمــام‬ ‫والشــعب فاقــد لألمــل‪ ،‬بعــد مــرور مــا يقــارب‬ ‫ثالثــة أعــوام مــن تاريخ انــدالع الثــورة‪ ،‬خصيصاً‬ ‫وأن الحكومــة ال متلــك قواعــد داخليــة لتمدهــا‬ ‫بالثقــة‪ ،‬لذلــك يتوجــب عليهــا أن تبــذل جهــودا ً‬ ‫مضنيــة لتخــرج مــن القمقــم‪.‬‬ ‫ ومــن أهــم مــا يجــب أن تعمــل عليــه‬‫الحكومــة يف هــذه اآلونــة‪ ..‬أن تتحــول إىل‬ ‫حكومــة عمــل ثــوري‪ ،‬تبنــي جســور الثقــة مــع‬ ‫الداخــل الســوري‪ ،‬وأن تقــدم بــأرسع مــا ميكــن‬ ‫عم ـاً يضعهــا عــى خريطــة الح ـراك الســيايس‬ ‫بســوريا‪ ،‬وتفــرض ثق ـاً لهــا يحســب لــه ألــف‬ ‫حســاب‪.‬‬ ‫و املطلوب من الحكومة اآلن؟‬ ‫ عــى الحكومــة أن تثبــت أنهــا حكومــة‬‫مؤقتــة متثــل كافــة أطيــاف الح ـراك الســيايس‬ ‫الســوري وأن تتجــاوز مفهــوم أنهــا صنيعــة‬ ‫االئتــاف وإن كانــت تلقــى قبــوالً مــن كافــة‬ ‫أطيــاف املعارضــة الســورية‪.‬‬ ‫وإذا كان االئتــاف هــو مــن صنــع الحكومــة‬ ‫املؤقتــة ضمــن معايــر محــددة‪ ،‬فعــى‬ ‫الحكومــة أن تضــع فريــق عمــل ال يســتثني‬ ‫أحــدا ً مــن بقيــة األطيــاف السياســية‪ ،‬ســواء‬ ‫عــى مســتوى النــواب والــوزراء أو مستشــارين‬ ‫فاعلــن للحكومــة‪ ،‬وعليهــا مــن بــاب فتــح‬ ‫حــوار داخــي مــع الداخــل‪ ،‬إختيــار النــواب‬ ‫مــن الداخــل الســوري‪ ،‬ومــن العاملــن بالحراك‬ ‫الثــوري‪ ،‬ســواء أكان عســكرياً أو سياســياً أو‬ ‫إغاثيـاً‪ .‬و هنالــك ‪ 9‬وزراء و ‪ 14‬حقيبــة وزاريــة‬ ‫ووجــود ‪ 28‬نائــب مــن الداخــل ونائبــن لــكل‬ ‫وزيــر ٍ‬ ‫كاف لتغطيــة الح ـراك الداخــي سياســياً‬ ‫ومناطقيــاً‪ ،‬ويصبــح مــريض متامــا للداخــل‪،‬‬ ‫ويبعــد فكــرة أن الحكومــة املؤقتــة إنجــاز‬ ‫نخبــوي خــاص‪.‬‬ ‫ ومــن أولويــات الحكومــة دعــم الحــراك‬‫العســكري‪ ،‬و إعــادة هيكلــة األركان وفــق‬ ‫مفهــوم اســتيعاب كافــة قــوى الحــراك‬ ‫الثــوري الوطنــي الســوري‪ .‬وأن ميثــل األركان‬ ‫بصــدق وشــفافية كافــة التشــكيالت الثوريــة‬ ‫واإلنخ ـراط بالعمــل تحــت لــواء وزارة الدفــاع‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫سياسة‬

‫مــع تفكيــك التجمعــات املتطرفــة وفــق برنامج‬ ‫إعــادة تأهيــل كوادرهــا الســورية لتنخــرط‬ ‫بالتشــكيالت الســورية الوطنيــة بعيــدا ً عــن‬ ‫التشــكيالت املتطرفــة التــي اســتغلت الفــراغ‬ ‫الســيايس والعســكري وتشــكلت وأصبحــت‬ ‫معضلــة ال بــد مــن حلهــا‪.‬‬ ‫ وعليهــا أن تعمــل وفــق خطــة الفريــق‬‫الواحــد و ال تــرك املجــال لــوزارة أو أخــرى‬ ‫لتنفــرد بالرؤيــة و بالحــل فتغــوص يف غياهــب‬ ‫التحــزب والشــخصنة‪.‬‬ ‫ويجــب أن متلــك الشــفافية الكاملــة لكســب‬ ‫الثقــة مــن خــال توزيــع الدعــم العســكري‬ ‫واالغــايث فــا إقصــاء وال محســوبيات‪.‬‬ ‫عــى الحكومــة العمــل بــأرسع مــا ميكــن‬ ‫وإل‬ ‫للحصــول عــى الرشعيــة العربيــة والدوليــة ّ‬ ‫فأنهــا لــن تتعــدى كونهــا مكتــب مــن مكاتــب‬ ‫االئتــاف‪ ،‬فمقعــد ســوريا يف كل مــن جامعــة‬ ‫الــدول العربيــة‪ ،‬واألمــم املتحــدة يجــب أن‬ ‫يكــون مــن أوىل اهتامماتهــا‪.‬‬ ‫ بعــد االعــراف الــدويل‪ ..‬عــى الحكومــة‬‫العمــل عــى الســفارات بالــدول التــي اعرتفــت‬ ‫بهــا ومــن هنــا يــرز دورهــا الهــام الــذي‬ ‫سيســتقطب الشــعب الســوري بتقديــم‬ ‫الخدمــات التــي يفتقــر إليهــا‪.‬‬ ‫عــى الحكومــة املؤقتــة العمــل مــع الحكومات‬ ‫اإلقليميــة و الدوليــة التــي يتواجــد بهــا الالجئني‬ ‫الســوريني ومتابعــه شــؤونهم والضغــط عــى‬ ‫تلــك الحكومــات لتقديــم كل أنــواع املســاندة‬ ‫والدعــم لهــم وفــق مواثيــق األمــم املتحــدة‬ ‫ومعاهــدات جنيــف‪ ،‬مــن خــال ســفرائها‬ ‫الجــدد لــي تكــون رســالة للشــعب الســوري‬ ‫بالخــارج أن الحكومــة املؤقتــة تقــف اىل‬ ‫جانــب مواطنيهــا‪.‬‬ ‫ اســتحداث صنــدوق لإلغاثــة تحــت إرشاف‬‫وزارة املاليــة وعــى الحكومــة إنشــاء صناديــق‬ ‫للتربعــات والدعــم يف كل انحــاء العــامل ووضــع‬ ‫خطــط بهــذا الشــأن‪.‬‬ ‫عــى الحكومــة أن تقــدم برامــج للمناطــق‬ ‫املحــررة مــن خــال تشــكيل األمــن الداخــي‬ ‫والقضــاء واالدارة املحليــة‪.‬‬ ‫ وأن تعمــل عــى مــروع الوحــدة الوطنيــة‬‫واملواطنــة‪ .‬و ترســل رســائل واضحــة للداخــل‬ ‫الســوري بأنهــا حكومــة لــكل الســوريني‪ ،‬وال‬ ‫اســتثناء‪ ،‬أو إقصــاء للرشفــاء‪ ،‬و املشــكلة مــع‬ ‫النظــام وإتباعــه فقــط‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫رأي‬

‫هل الثورة حالة سياسية عابرة؟‬

‫أوكسجين | د‪ .‬سماح هدايا‬

‫الثــورة ليســت فقــط إســقاط نظام ســيايس وإطاحــة بحاكم‪ ،‬هــي ثورة‬ ‫يف العقــل ويف منظومــة التفكــر‪ .‬ســوف أحــاول هنــا عــر موضوعــات‬ ‫أربــع مهمــة تقديــم رؤيــة فكريــة تنويريــة يف مجــال الرتبيــة والتعليــم‬ ‫متعلّقــة مبكونــات املعرفــة األساســية التــي عــى الرتبيــة والتعليــم‬ ‫إظهــار العنايــة بهــا وتجــاوز أزمتهــا؛ فمــروع ال ّنهضــة والحريــة مرتبــط‬ ‫بالتّعليــم والتّفكــر والثّقافــة‪ ،‬والب ـ ّد أن يكــون حــارضا ً بقــوة‪ ،‬خصوصــا‬ ‫بعــد ثــورات الربيــع العــريب‪ .‬وعليــه أن يتابــع ســره الــذي بــدأه منــذ‬ ‫نهايــة القــرن التّاســع عــر‪ ،‬وحقّــق فيــه‪ ،‬يف أكــر مــن فــرة‪ ،‬بعــض‬ ‫ات املعرفيّ ـ ًة امللحوظــة؛ لك ّنــه تعــر‪ ،‬ألنــه ظـ ّـل يواجــه مطبّـ ٍ‬ ‫اإلنجــاز ٍ‬ ‫ـات‬ ‫كثــرة‪ ،‬بفعــل عوامــل خارج ّيــة كاالســتعامر والعــدوان‪ ،‬وعوامــل داخل ّيــة‬ ‫كاالســتبداد والطغيــان والفرقــة‪ ،‬اســتطاع التّغلّــب عــى بعضهــا‪ ،‬وظلّــت‬ ‫مطبّــات كثــرة خطــرة راســخة يف الواقــع‪ ،‬تعرقــل املــروع وتوجهاتــه‬ ‫املعرفيّــة مبــآزق وأزمــات قويّــة‪ ،‬عــى ال ّرغــم مــن كــرة املســاعي العاملــة‬ ‫عــى تخطّيهــا‪ .‬بنيــت هــذه الرؤيــة الناقــدة لواقــع أزمــة املعرفــة العرب ّية‬ ‫الحــارضة يف التّعليــم والتّفكــر‪ ،‬اعتــادا ً عــى تجربــة عمل ّيــة شــخص ّية يف‬ ‫التّعلّــم والتّعليــم؛ وتســعى إىل ربــط أزمتنــا املعرفيّــة الحــارضة يف واقعنــا‬ ‫العــر ّيب بغيــاب املك ّونــات األساسـيّة األربعــة‪ ،‬التــي نعتقد بدورهــا الكبري‬ ‫يف تكويــن هويّــة املعرفــة‪ ،‬خصوصــاً‪ ،‬هويتنــا العرب ّيــة املعــارصة‪ ،‬ويف‬ ‫إزاحــة ثقــل الجهــل عــن الواقــع املعــر ّيف العــر ّيب الحــا ّيل؛ وهــي‪ :‬اللغــة‪،‬‬ ‫والتّاريــخ‪ ،‬وطالقــة التّفكــر‪ ،‬ووعــي الوطــن والهويّــة الوطنيّــة‪ .‬لكــ ْن‬ ‫تجــدر اإلشــارة‪ ،‬هنــا‪ ،‬إىل أن هــذه الورقــة ال تلغــي أو تســتخف بالـ ّرؤى‬ ‫الكثــرة التــي تســعى إىل النقــد والبنــاء؛ فهنــاك وعــي لــكل الطّاقــات‬ ‫اإليجاب ّيــة التــي يختزنهــا مــروع ال ّنهضــة العــر ّيب وإنســانه يف صناعــة‬ ‫ـي عــى رؤيـ ٍة نقديّــة وقـراءة‬ ‫املعرفــة‪ ،‬وإ ّن مــا نفعلــه هــو اجتهــا ٌد مبنـ ّ‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫بــوي يف اقــراح حلــول تفيــد املربــن‪ ،‬بشــكلٍ‬ ‫مــن داخــل املجــال ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أي موقــعٍ كانــوا‪ ،‬وهــم يعــ ّدون اإلنســان إىل الحيــاة؛ لــي‬ ‫خــاص‪ ،‬يف ّ‬ ‫يفســحوا يف مســاحة معرفتــه واســعاً‪ ،‬ويتغلّبــوا عــى أزمــة املعرفــة يف‬ ‫مــروع نهضتنــا‪ .‬بدايــة البـ ّد أن نســأل عــن معنى مفــردة املعرفــة؛ فهل‬ ‫ـح االكتفــاء بتعريــف املعرفــة أنّهــا املعلومــات أو العلــوم؟ ونجيــب‪:‬‬ ‫يصـ ُّ‬ ‫تتشـكّل املعرفــة مــن عمليّــة ســعي اإلنســان إىل فهــم ذاتــه واآلخريــن‪،‬‬ ‫وإىل فهــم الواقــع والعــامل والوجــود‪ ،‬كــا تنمــو فيهــا‪ .‬ومتثّــل املعرفــة‪،‬‬ ‫بهــذا التّو ّجــه‪ ،‬نظــرة اإلنســان إىل الوجــود‪ ،‬وبالتّحديــد‪ ،‬يف ضــوء نتائــج‬ ‫ـي؛ لذلــك ال تقتــر املعرفــة عــى املعلومــات‪،‬‬ ‫رصاعــه ال ّداخـ ّ‬ ‫ي والخارجـ ّ‬ ‫املــدريس‪ ،‬بــل تتع ّداهــا إىل الــ ّرأي ووجهــة ال ّنظــر‬ ‫أو العلــوم باملعنــى‬ ‫ّ‬ ‫والخــرة والقيــم؛ لــي تشـكّل أســاس التّفكــر والتّف ّكــر‪ ،‬ومنطلــق األعامل‬ ‫واألقــوال واألفعــال‪ ،‬وجوهــر اإلنتــاج واملواقــف واإلبداعــات‪ .‬ثـ ّم نعطــف‬ ‫عــى هــذا ونســأل ‪ :‬إىل أيّــة درجــة تســهم الحالــة التّعلّميّــة يف عمــوم‬ ‫واقعنــا العــر ّيب‪ ،‬مبختلــف أشــكالها ومراحلهــا وأماكنهــا يف تكويــن معرفـ ٍة‬ ‫ناضج ـ ٍة ب ّنــاء ٍة راقيــة‪ ،‬تط ـ ّور الواقــع واملجتمــع واألف ـراد؟ إ ّن مالحظــة‬ ‫املعــاين املرتبطــة مبفهــوم املعرفــة يف حــارض واقعنــا العــر ّيب وفحصهــا‬ ‫بعــن التّأ ّمــل‪ ،‬يجعلنــا نــرى حالهــا يف كثــر مــن املواقــع شــبيها بزبــد‬ ‫البحــر الطــايف عــى ســطح امليــاه تتناقلــه األمــواج بعيــدا ً عــن األعــاق؛‬ ‫ّقاقــي عــن معالجــة جوهــر الهمــوم‬ ‫إذ يبتعــ ّد أغلــب خطابهــا الث‬ ‫ّ‬ ‫وأصــل املشــاكل وأســباب األزمــات التــي تحيــط بنــا‪ ،‬وتبــدو متخبّطــة‬ ‫يف دوامــة فــوىض؛ فهــي‪ ،‬بعا ّم ـ ٍة‪ ،‬اســتريا ٌد حــر ّيف عــام لــرؤى وثقافــات‬ ‫أخــرى متق ّدمــة‪ ،‬قلّــا ترتبــط بســياقنا الخــاص الــذي يصــارع ظلمــة‬ ‫ٌ‬ ‫غريــزي محمــوم رسيــع‪ ،‬يق ّيــد اإلنســان مبنطــق‬ ‫اســتهالك‬ ‫الجهــل‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫ـحاب‪ ،‬تباركــه بعــض الجهــات الثّقافيّــة‪ ،‬إىل‬ ‫ّ‬ ‫الســلعة والبضاعــة‪ ،‬أو انسـ ٌ‬ ‫ـب تشــت ّد فيــه‬ ‫ـلبي مــن ّ‬ ‫الصوف ّيــة الواهمــة‪ ،‬يفرضهــا واقـ ٌع صعـ ٌ‬ ‫نــو ٍع سـ ّ‬ ‫الهزائــم؛ فيأخذنــا بعيــدا ً عــن الفعــل‪ ،‬وعــن انتــاج الحلــول الواقع ّيــة‬ ‫والــراع يف حبــك عالقــة‬ ‫العمليّــة األصيلــة‪ ،‬التــي تفــرض الكفــاح‬ ‫ّ‬ ‫اإلنســان بواقعــه‪ ،‬أو يقــ ّدم أشــكاالً ثابتــة جاهــزة‪ ،‬تفتقــر‪ ،‬غالبــاً‪ ،‬إىل‬ ‫ـايس للمعرفــة‪ ،‬وهــو حيويّــة ال ّنمـ ّو والتّطـ ّور‪ ،‬مبــا يســهم يف‬ ‫الجوهــر األسـ ّ‬ ‫تكويــن الحــارض واملســتقبل‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫حكمة الزائر األصفر‬ ‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫ـى وئيــدة نحــو الغــد‪.،..‬‬ ‫يعــر الخريــف بخطـ ً‬ ‫اآليت الــذي أصبــح مجهــوالً وغامضــاً‪..‬؛ بــل‬ ‫يلفــه اللــون األســود‪ ..‬وســط غاممــة الحيــاة‬ ‫التــي نعيشــها‪ .‬حيــاة وســط املــوت‪ ،..‬هــل‬ ‫تســتمر‪!..‬؟‪ .‬لكــن املــوت املربمــج عــى‬ ‫حاســوب األســد مــا زال يعمــل‪ ..‬رغــم تأرجــح‬ ‫الخســارات‪ .‬إنــه فصــل اإلزدحــام والعمــل‪ .‬كل‬ ‫منهمــك يف شــؤونه‪ .‬الرجــل واملــرأة والصب ّيــة‬ ‫والولــد‪ ..‬لــكل فــرد مــن العائلــة الســورية هــم‬ ‫مــا‪ .‬هنــاك يبيعــون املحاصيــل يف البيــادر‪..‬‬ ‫واملــرأة الزبدانيّــة ال ينتهــي عملها أبــدا ً‪ ..‬فعليها‬ ‫تنظيــف املنــزل وطالئــه بالكلــس(‪ )1‬وعليهــا‬ ‫أيضـاً إنجــاز كل أنــواع املؤنــة(‪ )2‬للشــتاء‪ .‬إنهــا‬ ‫املســؤولة عــن كل يشء داخــل منزلهــا‪ .‬ترتــب‬ ‫األشــياء بيديهــا‪ ..‬ويف مكانهــا املناســب‪ .‬املــرأة‬ ‫الريفيــة نظيفــة ومرتبــة‪ .‬رحــم اللــه جــ ّديت‬ ‫التــي كانــت تقــول‪:‬‬ ‫كل أمــور الحيــاة خــال العــام تُنجــز يف هــذه‬ ‫األشــهر‪ .‬وهــي صادقــة كل الصــدق‪ ..‬إذ أن‬ ‫‪ %80‬مــن األمــور الحياتيــة لإلنســان وخاصــة يف‬ ‫الريــف تتــم يف الخريــف‪ .‬فاألع ـراس واألف ـراح‬ ‫تقــام بعــد املواســم الزراعية‪ ..‬أي بعــد أن يُفرج‬ ‫مادي ـاً الفــاح‪ .‬إنــه يعمــل طــوال العــام مــن‬ ‫أجــل هــذا اليــوم‪ .‬بنــت فــان مخطوبــة إلبــن‬ ‫فــان‪ ..‬ويجــب أن نقيــم لهــا العــرس‪ ..‬وبعــد‬ ‫رشاء الحاجيــات أو مــا يســمى بالجهــاز(‪)3‬‬ ‫مــن دمشــق وهــو عبــارة خزانــة صدفيــة(‪)4‬‬ ‫وصنــدوق للعــروس وعــدة أشــياء أخــرى كعلبة‬ ‫الغنــدرة ويســمونها بعلبــة مكــة(‪ )5‬يُحــدد‬ ‫موعــد العــرس ويجتمــع النــاس‪ .‬والــد العريــس‬ ‫يقــول‪ :‬بدنــا نضبهــن قبــل الشــتوية‪ .‬أمــا والــد‬ ‫العــروس‪ ..‬فيقــول‪ :‬الحمــد للــه إنســرت(‪.)6‬‬ ‫ويرتتــب عــى العــروس الســكن يف منــزل‬ ‫عائلــة الــزوج‪ ..‬ألنهــا فــردا ً جديــدا ً يُضــاف إىل‬ ‫عائلــة الشــاب الــذي تــز ّوج حديثــاً‪ ..‬ويعنــي‬ ‫هــذا‪ ..‬القيــام مبــا يتطلــب عليهــا مــن واجبــات‬ ‫تجــاه العائلــة التــي انتســبت إليهــا حديثــاً‪.‬‬

‫وأعاملهــا طبعـاً عمــل املــرأة الزبدان ّيــة بشــكل‬ ‫عــام‪ ..‬ومنهــا الرسيحــة(‪ )7‬والعجــن والخُبــز(‪)8‬‬ ‫وإطعــام املاشــية‪ ..‬والدجــاج‪ ..‬وحلــب البقــرة‪..‬‬ ‫وتســوية الحليــب‪ ..‬لبنـاً أو لبنــة‪ .‬إذ أن املرأة يف‬ ‫الريــف تعمــل دامئـاً‪ ..‬وترافــق الرجــل مرافقــة‬ ‫الظــل‪ ..‬فأعبــاء الفــاح كثــرة وشــاقة ومتعددة‪.‬‬ ‫وتكــون املــرأة يــده اليمنــى التــي يعمــل بهــا‬ ‫ويعتمــد عليهــا‪ .‬هــذا غــر العنايــة باألطفــال‬ ‫وحياكــة الصــوف وخياطــة الثيــاب‪ ..‬فمعظــم‬ ‫النســاء كــن يخطــن املالبــس لعائالتهــن‬ ‫بأنفســهن‪ .‬وتتحــدث جــديت كيــف إدخــرت ‪15‬‬ ‫لــرة ســورية لتشــري ماكينــة خياطــة يدويــة‬ ‫مــن دمشــق‪ .‬وكــم تباهــت بأنهــا مــن فربكــة‬ ‫(ســنجر)(‪ )9‬وبأنهــا ابتاعتهــا مــن محــل صالــح‬ ‫الــرز بالحريقــة(‪ .)10‬وكانــت تأخــذ إجــرة‬ ‫الرسكــس(‪ )11‬مــن لــرة إىل لــرة ونصــف‪.‬‬ ‫وكان يف القديــم خياطــة واحــدة أو خياطتــن‬ ‫فقــط‪ .‬وهــذه الخ ّياطــة للرجــال والنســاء‬ ‫واألوالد واألطفــال وال ُرضّ ــع أيضــاً‪ .‬فلــم تكــن‬ ‫الخ ّياطــة متخصصــة بنــوع واحــد‪ .‬وكانــوا قليـاً‬ ‫مــا يذهبــون إىل دمشــق‪ .‬فاملشــوار مكلــف‪..‬‬ ‫والبــاص واحــد‪ ..‬يذهــب صباحــاً ويعــود‬ ‫عــرا ً‪ ..‬فالســائق يعــرف املســافرين(‪)12‬‬ ‫جيــدا ً‪ ..‬وال يغــادر حتــى يكتمــل العــدد‪ .‬بــل‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫زبدانيات‬

‫أكــر مــن هــذا‪ ..‬حيــث يقــول‪ :‬بقــي فــان مل‬ ‫تغــر كل يشء‪ ..‬فالــزواج‬ ‫يــأيت بعــد‪ .‬واليــوم ّ‬ ‫أصبــح دون عــرس‪ ..‬ألن الزبــداين لديهــا الكثــر‬ ‫مــن الشــهداء‪ ..‬فالحــزن العــام يســيطر عــى‬ ‫األهــايل‪ ..‬هــذا غــر املعتقلــن الكــر الذيــن‬ ‫ال يعــرف عنهــم ذويهــم شــيئاً‪ ..‬إنهــا رضيبــة‬ ‫الثــورة التــي نارصوهــا حتــى اآلن‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ مــادة للطــاء كانــوا يحرضونهــا مــن قريــة‬ ‫الدميــاس‬ ‫‪2‬ـ املونة باللهجة الزبدانيّة‬ ‫‪3‬ـ أغراض وحاجيات العروس‬ ‫‪4‬ـ أي من املوزاييك‬ ‫‪5‬ـ كانــوا يشــرونها مــن مدينــة مكــة يف‬ ‫الســعودية‪ .‬وهنــاك مثــل زبــدا ّين جميــل‬ ‫يقــول‪ :‬لومــا علبــة مــي كانــت الحالــة بتبــي‪.‬‬ ‫‪6‬ـ حسب املعتقدات والتقاليد‬ ‫‪7‬ـ أي الذهاب إىل الحقول‬ ‫‪8‬ـ يقع غالباً التنور داخل املنزل‬ ‫‪9‬ـ فربكة عاملية مشهورة‬ ‫‪10‬ـ محلة يف دمشق‬ ‫‪11‬ـ وهو ثوب املرأة والكلمة من اآلرامية‬ ‫‪12‬ـ يعرفهم بأسامئهم‬

‫‪11‬‬


‫تقانة‬

‫التخزين السحابي‪:‬‬

‫مشاركة الملفات وتخزينها بعيدا عن جهازك‬ ‫أوكسجين | باسل مطر‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫إنتــر مصطلــح التخزيــن الســحايب يف اآلونــة‬ ‫األخــره وبــدأت الخدمــة تجــد لهــا صــدى‬ ‫واســعا يف صفــوف املســتخدمني‪ ،‬عــى الرغــم‬ ‫مــن أن بدايــات ظهورهــا تعــود إىل أوائــل‬ ‫ســتينيات القــرن املنــرم‪ .‬والتخزيــن الســحايب‬ ‫هــو خدمــة ميكــن أيجازهــا بأنهــا توفــر‬ ‫مجموعــة مــن الحواســيب الضخمــة التــي‬ ‫متكنــك الــركات التــي تديرهــا مــن امتــاك‬ ‫مســاحة تحزينيــة عليهــا‪ ,‬ميكنــك اســتثامرها‬ ‫لتخزيــن بياناتــك مــن صــور‪ ،‬وملفــات وغريهــا‪.‬‬ ‫وترتافــق الخدمــة مــع مــا يصطلــح عــى‬ ‫تســميته الحوســبة الســحابية‪ ,‬وهــو توفــر‬ ‫تطبيقــات متكنــك مــن إنشــاء وتعديــل ملفاتك‬ ‫وبياناتــك ضمــن الســحابة‪ ,‬فخدمــة غوغــل‬ ‫مثــا متكنــك مــن إنشــاء وتعديــل ملفــات‬ ‫نصيــة‪ ,‬وجــدوال ورشائــح عــروض‪ ،‬واســتامرات‪.‬‬ ‫تتوفــر للمســتخدم جملــة مــن هــذه الخدمات‬ ‫منهــا غوغــل درايــف‪ ،‬ودروبوكــس وســواها‪.‬‬ ‫وتقــدم معظــم هــذه الخدمــات مســاحات‬ ‫تحزينيــة مجانيــة ميكــن زيادتهــا مقابــل رســم‬ ‫ســنوي أو شــهري‪.‬‬ ‫تعتــر خدمــات التحزيــن الســحايب طريقــة‬ ‫آمنــة وعمليــة لحفــظ البيانــات ومشــاركتها‬ ‫مــع مجموعــة تختارهــا‪ ,‬لكــن‬ ‫يجــب أن يرتافــق‬ ‫اســتخدامها مــع‬ ‫إ جــر ا ء ا ت‬

‫الســامة الرقميــة املعتــادة للحفــاظ عــى‬ ‫رسيــة وأمــن هــذه الحســابات‪.‬‬ ‫تتطلــب معظــم هــذه الخدمــات إنشــاء‬ ‫حســاب عليهــا‪ ,‬ويف حالــة غوغــل درايــف‬ ‫يكفــي أن ميتلــك املســتخدم حســاب جيميــل‬ ‫ليتمكــن مــن اســتعامل الخدمــة‪.‬‬ ‫مزايا التخزين السحايب‬ ‫تعــد هــذه الخدمــة مــن الخدمــات املثاليــة‬ ‫لعمــل مجموعــات الناشــطني‪ ,‬حيــث يتمكــن‬ ‫الجميــع مــن مشــاركة امللفــات والعمــل عليهــا‬ ‫يف آن معــا‪ ,‬وتنظيمهــا يف مجلــدات‪ .‬مــن أهــم‬ ‫املي ـزات‪:‬‬ ‫• مزامنــة امللفــات‪ :‬حيــث مينــك الوصــول‬ ‫إىل امللفــات التــي ترفعهــا أو تنشــئها عــى‬ ‫تطبيقــات التخزيــن الســحايب مــن أي مــكان أو‬ ‫أي جهــاز‪.‬‬ ‫• مشــاركة امللفــات‪ :‬ال تجــاوز حجــم مرفقــات‬ ‫الرســاله اإللكرتونيــة املســموح بــه أكــر مــن‬ ‫‪ 25MB‬مــا بعــد عائقــا هامــا بالنســبة‬ ‫للمســتخدمني الذيــن يتطلــب عملهــم مشــاركة‬ ‫ملفــات أكــر حجــا‪ .‬ويــأيت التخزيــن الســحايب‬ ‫ليحــل هــذه املشــكله حيــث ميكــن رفــع‬ ‫ملفــات كبــرة جــدا ومشــاركتها‪.‬‬ ‫• العمــل املشــرك‪ :‬متكــن خدمــة التخزيــن‬ ‫الســحايب مــن جوجــل‬ ‫‪google drive‬‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫املســتخدمني مــن تعديــل امللفــات بشــكل‬ ‫مشــرك وهــي ميــزة مفيــدة بالنســبه‬ ‫للمجموعــات التــي تحتــاج العمــل عــى ملــف‬ ‫واحــد بشــكل جامعــي‪.‬‬ ‫• أمــان املعلومــات‪ :‬لــن تتــرر املعلومــات‬ ‫التــي تخزنهــا عــى هــذه الخدمــات بتــرر‬ ‫جهــازك ولــن تفقدهــا يف حــال تعرضــه للرسقه‪,‬‬ ‫إال إذا اســتطاع الســارق الوصــول إىل حســابك‬ ‫عــى هــذه الخدمــة‪.‬‬ ‫نصائح لزيادة األمان‬ ‫• إختيــار كلمــة رس قويــة‪ :‬عليــك بإختيــار‬ ‫كلمــة رس قويــة يســهل عليــك تذكرهــا حتــى‬ ‫يصعــب عــى أي شــخص يحــاول الدخــول إىل‬ ‫حســابك مــن تخمــن كلمــة الــر الخاصــة‬ ‫بــك‪.‬‬ ‫• تفعيــل ميــزة التحقــق بخطوتــن‪ :‬العديــد‬ ‫مــن الــركات أصبحــت توفــر هــذه امليــزة‬ ‫مثــل جوجــل ومايكروســوفت لهــذا مــن‬ ‫األفضــل أن تقــوم بتفعيلهــا‪.‬‬ ‫• توزيــع ملفاتــك عــى عــدة رشكات‪ :‬مــن‬ ‫األفضــل أن تقــوم بتقســيم ملفاتــك التي ترغب‬ ‫برفعهــا عــى خدمــات الخزيــن الســحايب عــى‬ ‫عــدة رشكات حتــى ال تفقــد جميــع ملفاتــك إذا‬ ‫تــم إخ ـراق أحــد حســاباتك‪.‬‬ ‫• االحتفــاظ بنســخة إحتياطيــة مــن ملفاتــك‬ ‫عــى خدمــة أخــرى‪.‬‬ ‫خدمات التخزين السحايب‬ ‫كــا ذكرنــا آنفــا‪ ,‬يتوفــر عــدد مــن هــذه‬ ‫الخدمــات لعمــل أهمهــا غوغــل درايــف‬ ‫(‪ ،)https://drive.google.com‬و أمــازون‬ ‫(‪ )www.amazon.com‬و دروب بوكــس‬ ‫( ‪.)https://www.dropbox.com‬‬ ‫ســنتحدث يف املقــال القــادم عــن‬ ‫بعــض هــذه الخدمــات بشــكل‬ ‫مفصــل‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫قارة الثائرة‬

‫نقطة ثائرة‬

‫أوكسجين | بتول الزبداني‬

‫تقــع مدينــة قــارة عــى الطريــق الرئيــي‬ ‫بــن دمشــق وحمــص‪ .‬وتبعــد مائــة كيلومــر‬ ‫شــاالً عــن العاصمــة دمشــق‪ ،‬وحــوايل ســبعني‬ ‫كيلومــرا ً جنــوب مدينــة حمــص‪ .‬ذكــرت‬ ‫قــارة يف الكتــب واملراجــع بطريقتــن هــا‬ ‫قــارة وقــارا‪ .‬غــر أن للتســمية ثــاث روايــات‬ ‫مشــهورة‪ ..‬ففــي اللغــة العربيــة هــي التــل‬ ‫الصغــر‪ ،‬وذلــك ألنهــا ترتبــع فــوق تلــة صغــرة‪،‬‬ ‫أو أصــل الكلمــة مــن اليونانيــة "كــورا" وتعنــي‬ ‫االستشــفاء‪ ،‬وذلــك بســبب البيئــة والهــواء‬ ‫النقــي فيهــا‪ ،‬أو مــن الرسيانيــة وتعنــي الــرد‬ ‫الشــديد‪ ،‬وذلــك بســبب بردهــا الشــديد يف تُعتــر مدينــة قــارة مــن أنشــط املعابــر‬ ‫فصــل الشــتاء‪.‬‬ ‫الحدوديــة غــر الرشعيــة يف ســوريا‪ ،‬فحركــة‬ ‫الذهــاب واإليــاب بينهــا وبــن الجــارة اللبنانيــة‬ ‫يف قــارة أبنيــة أثريــة تعــود للقــرن الرابــع قبــل عرســال مل تهــدأ حتــى اليــوم‪ ،‬فيمكــن قطــع‬ ‫امليــاد‪ ،‬مثــل كنيســة مــار رسكيــس‪ ،‬و ديــر مــار الحــدود الســورية اللبنانيــة بســهولة دون‬ ‫يعقــوب‪ ،‬والعديــد مــن الخانــات الرومانيــة املــرور عــى نقــاط املعابــر الحدوديــة‪.‬‬ ‫القدميــة‪ .‬تنتمــي قــارة إىل منطقــة القلمــون‪،‬‬ ‫وهــذا االســم يطلــق عــى املنطقــة املمتــدة من قــرر شــباب املدينــة الثائــر الخــروج عــن‬ ‫جبــال لبنــان الرشقيــة غربـاً وإىل باديــة الشــام حكــم األســد‪ ،‬وذلــك بعــد انــدالع الثــورة‬ ‫رشقـاً‪ ،‬ومــن ســهول حمــص شــاالً إىل دمشــق التونســية‪ .‬ففــي ‪ 15‬آذار انطلقــت الدعــوات‬ ‫جنوب ـاً‪ .‬وتضــم جبــل قــارة ويعتــر ثــاين أعــى عــى مواقــع التواصــل االجتامعــي للخــروج إىل‬ ‫قمــة يف ســوريا بعــد جبــل الشــيخ‪ .‬تنتــر يف الســاحات وإســقاط النظــام وبعــد ‪2011/3/18‬‬ ‫جبــل قــارة أشــجار اللــ ّزاب الربيــة‪ ،‬وكذلــك أصبحــت الدعــوات علنيــة وأرســلت رســائل إىل‬ ‫زراعــة أشــجار الكــرز بشــكل كبــر‪ ،‬حيــث الهواتــف املحمولــة ســاها الناشــطون رســائل‬ ‫يعتــر محصــول الكــرز مــن أهــم املحاصيــل الحريــة‪ ،‬دعــوا مــن خاللهــا للتظاهــر‪ .‬إشــتدت‬ ‫يف الوقــت الحــايل‪ .‬وتنتــر أيضــاً يف جبــل املظاهــرات حتــى تاريــخ ‪ 2011/4/22‬يــوم‬ ‫القــارة ينابيــع املــاء الصغــرة والتــي تســمى الجمعــة العظيمــة حيــث تحولــت املظاهــرة‬ ‫"الوشــول"‪ ،‬وتنحــدر مــن جبــل قــارة أعــداد لعــرس الحريــة‪ ،‬وجابــت الشــوارع‪ ،‬وقــام‬ ‫هائلــة مــن األوديــة الســيلية مــا يجعلهــا عــدد مــن الشــباب بحــرق ســيارات العاملــن‬ ‫منطقــة زراعيــة بامتيــاز‪.‬‬ ‫يف حــزب البعــث وإصــدار مناشــر بأســاء‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫املتعاملــن مــع النظــام تحــت اســم قامئــة‬ ‫العــار‪.‬‬ ‫اســتمرت املظاهــرات عــى قــدم وســاق‬ ‫بالتزامــن مــع قمــع املتظاهريــن وإطــاق النــار‬ ‫عليهــم واعتقــامل وإشــعال الفــن الطائفيــة‬ ‫بــن أبنائهــا املســلمني واملســيحيني‪ .‬شــاركت‬ ‫املدينــة بــإرضاب الكرامــة فكانــت املحــال‬ ‫التجاريــة واألســواق تغلــق بشــكل عــام‬ ‫وتصــدح التكبـرات عــى ســطوح املنــازل ليـاً ‪،‬‬ ‫وتكتــب عــى جدرانهــا العبــارات الثوريــة التــي‬ ‫تحــض عــى قتــال النظــام‪ ،‬وإســقاطه‪ ،‬وإك ـرام‬ ‫الشــهداء‪ ،‬ونبــذ الفــن‪ ،‬واملؤاخــاة بــن اإلســام‬ ‫واملســيحية‪ .‬ولكــن بعــض األشــخاص مــن‬ ‫أصحــاب النفــوس الضعيفــة‪ ،‬رسقــوا ونهبــوا‬ ‫خرياتهــا‪ ،‬وعمــدوا إىل بــث الفــن والتحريــض‬ ‫الطائفــي‪ ،‬فتشــكلت رسايــا تابعــة للجيــش‬ ‫الحــر لتدافــع عــن املدنيـ ّـن مــن جرائــم النظــام‬ ‫وأزالمــه فيهــا‪.‬‬ ‫يصــدر عــن املدينــة عــدة صحــف ومجــات‬ ‫منهــا مــا توقــف ومنهــا مــا بقــي حتــى‬ ‫اليــوم وهــي الظاهريــة والطٌحليجــة (وتعنــي‬ ‫طعــام املســحر الــذي يجمعــه مــن البيــوت‬ ‫ليــاً ) والبيــادر‪ .‬وتتعــرض اليــوم هــذه‬ ‫املدينــة الثائــرة لقصــف مدفعــي وصاروخــي‪،‬‬ ‫فتهدمــت منازلهــا‪ ،‬وأحرقــت حقــول الكــرز‬ ‫والتفــاح فيهــا ‪ ،‬لكنهــا مــا مازالــت باقيــة عــى‬ ‫العهــد‪ ..‬صامــدة‪ ..‬تناضــل بــدم شــهدائها‪..‬‬ ‫حتــى إســقاط النظــام‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أوكسجينيات‬ ‫*) صحيفة الرشق االوسط ‪:‬‬ ‫جيش األسد يفتح التطوع لطالب اإلعدادي‪.‬‬ ‫ويــن منظــات حقــوق اإلنســان و الطفــل ؟؟‬ ‫يســمعونا أصواتهــم ‪ ..‬و ال بــس شــاطرين يتصيــدوا‬ ‫أخطــاء الثــوار و يطبلــوا و يزمــروا فيهــا !!‬

‫زبداني‬ ‫إف إم‬

‫*) تناقلــت صفحــات الفيــس خــر نــزع الجنســية الســورية عــن معارضــن النظــام‪..‬‬ ‫وانــا عنــدي ســؤال محــرين‪ ..‬بشــار شــو جنســيتو؟؟؟‬

‫*) أعلنــت مجموعــة مــن الكتائــب العاملــة عــى األرايض الســورية توحــدا تحــت أســم‬ ‫"الجبهــة األســامية"‪ .‬بتمنــى أســمع أخبــار تحريــر بربــع أخبــار التوحــد‪..‬‬

‫*) زه ـران علــوش‪ :‬جميــع الســوريني يريــدون اقامــة الدولــة االســاميه‪ ..‬معلــم مــن‬ ‫فوضــك تحــي بلســان الــكل؟؟‬

‫*) الدولــة االســامية يف العــراق والشــام تبســط ســيطرتها الكاملــة عــى مدينــة يف‬ ‫القلمــون بالكامــل‪ ..‬يعنــي مــن األخــر ‪ ...‬ممنــوع التدخــن‪.‬‬

‫*) غرفــة عمليــات خــان العســل تعلــن عــن بــدأ املرحلــة السادســة مــن معركــة‬ ‫"املغـرات صبحــا" لفتــح أبــواب حلــب الغربيــة‪ ..‬شــباب رجعولنــا الســفرية قبــل‪ ..‬عنجــد‬ ‫كــرت ضهرنــا‪..‬‬

‫*) جورج صربة‪ ،‬ومن مل يسمع من السوريني باسمه عرب وسائل االعالم كافة‪.‬‬ ‫مــن "افتــح يــا سمســم" برنامــج األطفــال الرتبــوي حيــث شــارك يف كتابــة ســيناريو‬ ‫حلقاتــه وصــوال لرئاســة "املجلــس الوطنــي الســوري املعــارض"‪..‬‬ ‫*) داعــش تســتويل عــى بلــدة أطمــة شــال ســوريا عــى الحــدود مــع تركيــا بعــد‬ ‫اقتحامهــا املركــز الرئيــي لصقــور اإلســام واعتقالهــا رئيــس اللــواء مصطفــى وضــاح و‪24‬‬ ‫مــن عنــارصه‪ ..‬والنظــام ميتــد يف مناطــق أخــرى‪..‬‬

‫*) دعــا الرئيــس الــرويس‪ ،‬فالدميــر بوتــن‪ ،‬إىل عقــد مؤمتــر دويل حــول "الســام"‬ ‫يف ســوريا‪ ،‬بــأرسع وقــت ممكــن‪ ،‬مؤكــدا ً قلــق بــاده العميــق إزاء تدهــور األوضــاع‬ ‫اإلنســانية يف الدولــة العربيــة‪ ..‬وأوكســجني تقــول ‪ ..‬وقــف عــن مــد النظــام باألســلحة‬ ‫بريجــع الســام للعــامل كلــو‪..‬‬ ‫*) ميلشــيات شــيعية عراقيــة تحتفــل بعــد ســيطرتها عــى بلــدة قــارة مبنطقــة‬ ‫القلمــون‪ ..‬بينــا كتائــب الجيــش الحــر تجتمــع وتعلــن توحدهــا‪...‬‬

‫*) الجئــون ســوريون وفلســطينيون محتجــزون يف مــر يبــدأون إرضابــا عــن الطعــام‪..‬‬ ‫لــك يــرب حظكــن أنتــو التنــن‪ ..‬ويــن مــا لجئتــوا مكتبلكــم الشــقا‪ ..‬كان اللــه يف‬ ‫عونكــم‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫تيار بناء الدولة السورية‬

‫هــو تيــار ســيايس اتفــق عــى تشــكيله مجموعــة‬ ‫مــن الســوريني ‪ -‬أبرزهــم‪ :‬لــؤي حســن‪ ,‬منــى‬ ‫غانــم‪ ,‬ريــم تركــاين وطــال امليهنــي ‪ -‬ال يشــركون‬ ‫بالــرورة بخلفيــة نظريــة أو أيديولوجيــة‬ ‫واحــدة‪ ،‬وإمنــا يتفقــون عــى الوثائــق التأسيســية‬ ‫التــي صــدرت مــع إطــاق التيــار والتــي تلخــص‬ ‫موقفهــم مــن الــراع الســيايس الدائــر يف البــاد‬ ‫وتوضــح رؤيــة التيــار املســتقبلية لســوريا كدولــة‬ ‫دميقراطيــة مدنيــة محايــدة تجــاه أي أيديولوجيــا‬ ‫أو عقيــدة‪ ،‬وتقــوم عــى مبــدأ املواطنــة واملســاواة‬ ‫بــن املواطنــن الســوريني جميعــا بغــض النظــر‬ ‫عــن أنتامءاتهــم‪ ،‬أي دولــة مبنيــة عــى أســاس‬ ‫عقــد اجتامعــي جديــد يصوغــه جميــع الســوريون‬ ‫بإرادتهــم الحــرة ولتكــون دولــة تتفــادى بقوانينهــا‬ ‫اعــادة انتــاج نظــام اســتبدادي كالــذي يحكــم‬ ‫ســوريا اآلن‪ ،‬فالتيــار يــرى النظــام اإلســتبدادي‬ ‫الحــايل بحكــم املنتهــي تاريخيــا ويرفــض فكــرة‬ ‫إصالحــه والتــي يعتربهــا محاولــة لتكريســه‬ ‫وتقويتــه‪ .‬ومــن هنــا تنبــع رؤيتــه بــرورة اتخــاذ‬ ‫جميــع الخطــوات السياســية لتفكيــك هــذا النظــام‬ ‫بهــدف إزالتــه لبنــاء دولــة دميقراطيــة مدنيــة عــى‬ ‫أنقاضــه‪.‬‬ ‫وبالتــايل فــإن التيــار ليــس مجــرد ائتــاف مرهــون‬ ‫بحــال الــراع الســيايس الدائــر اآلن عــى إزالــة‬ ‫النظــام االســتبدادي واالنتقــال إىل الدولــة‬ ‫الدميقراطيــة املنشــودة‪ ،‬بــل يعمــل عــى بنــاء‬ ‫ســوريا املســتقبل التــي يكــون فيهــا الجميــع‬ ‫منترصيــن مــن دون وجــود خارسيــن‪ .‬أي أن مهــام‬ ‫التيــار ال تنتهــي بســقوط النظــام الحــايل‪ .‬كــا‬ ‫أنــه ليــس تعبــرا عــن فئــة مــن الســوريني دون‬ ‫أخــرى‪ ،‬لتقديــره أن ســوريا املســتقبل هــي لجميــع‬ ‫الســوريني مــن دون اســتثناء‪.‬‬

‫*) وكالــة االناضــول ‪ :‬إغــاق معــر "أكجــا كاال" عــى الحــدود الرتكيــة الســورية بســبب‬ ‫اشــتباكات بــن مجموعتــن مســلحتني يف الجهــة الســورية‪ ..‬أنبســطتوا‪...‬‬

‫*) تراجــع املخــاوف االرسائيليــة مــن هجــوم كيــاوي محتمــل و ســيناقش مجلــس‬ ‫الــوزراء يف اجتامعــه املقبــل إيقــاف توزيــع األقنعــة الواقيــة‪ ..‬وهــي بشــار رجــع االمــن‬ ‫واالمــان ألرسائيــل‪..‬‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫‪14‬‬


‫حيطان منحبكجية‬

‫فواصل‬

‫األبراج‬

‫متابعة‪ :‬مندسة متسللة‬ ‫قواتنــا الباســلة تفــكك بســكليت‬ ‫مفخخــة فــي حــي أبــو رمانــة‬ ‫* اكيد جبهة النرصة هيي الىل ملغمها‬ ‫* طيــب ليــش الدركســون لفتــو غــر الــدوﻻب‬ ‫أكيــد يف إن املوضــوع‬ ‫* اصال مايف قوات باسله كلو حزب الله والحرث الثوري االيراين‪..‬‬ ‫* يخــرب بيتهــم هاالرهابيــن والتكفرييــن الهــدف مــن هيــك بســكليته هــو القضــاء عــى‬ ‫اشــبال ســوريا‬ ‫* هدا داعيش اكيد وهاليش واضح من البسكليت نوع بالوون ‪...‬‬ ‫* الزم قواتنــا الباســلة تصــادر كل بســكليت وتتفحصهــا منيــح‪ ..‬ألنــو االرهابيــن مســتغلني‬ ‫البســكليتات بنقــل املتفج ـرات النــو اوفــر باملواصــات‪..‬‬ ‫* الله يخليلنا قواتنا الباسلة‬

‫ردود أوكسجين‪:‬‬

‫برج الثائر‪:‬‬

‫تشــعر هــذه الفــرة بالخــذالن مــن قبــل الجميــع‬ ‫وتفقــد األمــل باملعارضــة‪ ...‬ويطلــب منــك الفلــك‬ ‫العمــل بجــد ألنــك انــت الثــورة‪.‬‬

‫برج بشار‪:‬‬

‫مــا بيكفــي قتلــت نــص الشــعب‪ ..‬وبــدك تســحب‬ ‫الجنســية مــن الباقيــن ‪ ..‬لــك اســتحي عــى دمــك‬ ‫يــا صبــي‪ ..‬أســتحي‪..‬‬

‫برج الجلان الشعبية‪:‬‬

‫ترصفاتكــم زادت عــن حدهــا‪ ..‬تزكــروا انــو االيــام‬ ‫ماشــية ورح يجــي وقــت محاســبتكم‪.‬‬

‫لــك غبــي منــك ألــو‪ ..‬معقــول بســكليت تتفخــخ وقــال شــو ‪ ..‬وقواتكــم الباســلة هيــي الــي برج املعارضة اخلارجية‪:‬‬ ‫فككتهــا ‪..‬‬

‫أشعة الشمس‬

‫نظــرا للقصــف املســتمر عــى املــدن‬ ‫الســورية وتحصــن األهــايل يف أماكــن ال‬ ‫تصلهــا أشــعة الشــمس‪ ..‬مــا يــؤدي إىل‬ ‫أنتشــار بعــض األمــراض‪ .‬وأشــعة الشــمس‬ ‫فوائــد عــدة منهــا‪:‬‬ ‫‪ -1‬مــن املعــروف أن ألشــعة الشــمس‬ ‫والتغذيــة الســليمة دورا ً يف املحافظــة عــى‬ ‫تركيــز فيتامــن ‪ D‬الجســم‪ ،‬لــذا ينصــح‬ ‫بالتعــرض ألشــعة الشــمس املبــارشة‪ ،‬حيــث‬ ‫يســاهم فيتامــن ‪ D‬يف حاميــة العظــام مــن‬ ‫الكســاح والهشاشــة‪ ،‬ومحاربــة نــزالت الــرد‬ ‫والتعــب واألرق‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكويــن صبغــة امليالتونــن الرضوريــة‬ ‫لصحــة وســامة الجلــد‪ ،‬وتعمــل عــي الحــد‬ ‫مــن اضطرابــات الجهــاز املناعــي وتســاعد يف‬ ‫تخفيــف حــدة اآلالم املزمنــة‪.‬‬

‫‪-3‬؛ ضــوء الشــمس عنــر حيــوي وأســايس‬ ‫ومغــذ للجســم؛ مثلــه مثــل الفيتامينــات‬ ‫التــي يحتاجهــا الجســم‪ ،‬كذلــك تســاعد‬ ‫الشــمس عــى النــوم العميــق فكلــا كان‬ ‫تعرضنــا للضــوء أكــر خــال النهــار؛ ارتفــع‬ ‫مســتوى امليالنــن الــذي يفــرزه الجســم ليــا‬ ‫وتحســنت نوعيــة نومنــا مــن حيــث العمــق‬ ‫واملــدة‪.‬‬ ‫‪-4‬يفيــد التعــرض املــدروس واملضبــوط‬ ‫ألشــعة الشــمس يف عــاج اضطرابــات‬ ‫األمـراض الجلديــة؛ مثــل الصدفيــة واإلكزميــا‬ ‫وحــب الشــباب‪،‬‬ ‫‪ -5‬أشــعة الشــمس تحســن امل ـزاج وتعمــل‬ ‫عــى تجديــد النشــاط اليومــي‪ ،‬وتوقــظ يف‬ ‫الجســم القــدرة الدفاعيــة الذاتيــة ملواجهــة‬ ‫امليكروبــات والطفيليــات املختلفــة‪ ،‬وتعمــل‬ ‫عــى تعزيــز نظــام املناعــة داخــل الجســم‬ ‫بصــورة عامــة‬ ‫ يتوجــب عــى كل شــخص التمتــع بــدفء‬‫الشــمس بشــكل يومــي ملــدة ثالثــن‬ ‫دقيقــة‪ ،‬وذلــك بتعريــض الوجــه والذراعــن‬ ‫والســاقني‪ ،‬وأفضــل االوقــات لذلــك مــا بــن‬ ‫الســاعة العــارشة والســاعة الثانيــة بعــد‬ ‫الظهــر‬

‫العدد (‪ )85‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\11\22‬‬

‫بعــد تشــكيل الحكومــة املؤقتــة يــا ريــت تخربونــا‬ ‫شــو ممكــن تقدمــو للشــعب املحــارص والــي عــم‬ ‫ميــوت ‪.‬‬

‫برج الكتائب األسالمية‪:‬‬

‫قبــل مــا تفكــرو بتطبيــق الرشيعــة ومحاســبة‬ ‫املواطــن ‪ ..‬فكــرو كيــف بدنــا نخلــص مــن بشــار‬ ‫والــي معــو ‪.‬‬

‫برج الطابور اخلامس‪:‬‬

‫حــاج تنظــر وفلســفة‪ ..‬وفرجينــا شــغلك عــى‬ ‫الواقــع‪ ..‬وأســأل نفســك‪" ..‬أنــت شــو قدمــت‬ ‫لهالثــورة"‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.