أوكسجين العدد ( 88 ) السنة الثانية - الجمعة 13\12\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫المعارضة السورية‪ ..‬أصحاب العصمة‬ ‫ألغام الفكر الظالمي‬ ‫نساء سوريا على دروب الشوك‬ ‫الزبداني وراء القضبان‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) 88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫الثورة السورية‪ ...‬ألف يوم على خذالن العرب!‬ ‫أوكسجين | هيئة التحرير‬

‫ألــف يــوم مضــى علــى عمــر الثــورة الســورية التــي أشــعلها مجموعــة مــن تالميــذ‬ ‫مدرســة األربعيــن فــي مدينــة درعــا البلــد‪ ،‬الذيــن كان لهــم حوارهــم الخــاص مــع األســد‬ ‫بعبــارة‪" :‬الشــعب يريــد إســقاط النظــام"‪ ...‬فكانــت تلــك الشــرارة التــي أشــعلت‬ ‫الثــورة‪ .‬دورة جديــدة مــن دورات الحيــاة بــدأت مــع الثــورة الســورية التــي كانــت رغــم‬ ‫كل مآســيها فرصــة للتعــرف علــى ســوريا‪ ،‬البلــد التــي كانــت محتجبــة طوي ـ ًا خلــف‬ ‫برقــع الظلــم واالســتبداد؛ كشــفت عــن وجوههــا دفعــة واحــدة‪ ،‬شــعب خــرج يهتــف‬ ‫لحريتــه متحديـ ًا المــوت واالعتقــال‪ ،‬شــباب خرجــوا بصدورهــم العاريــة وحناجرهــم بعــد‬ ‫أن غــادروا الخــوف والالمبــاالة‪ ،‬وأســقطوا بصمودهــم ورقــة التــوت األخيــرة عــن المجتمــع‬ ‫الدولــي بمجالســه وهيئاتــه ولجانــه األمميــة الزائفــة‪ .‬بأحالمهــا كانــت فصــ ًا مــن‬ ‫فصــول الربيــع العربــي‪ ،‬الــذي أشــعله "البوعزيــزي" بعــود ثقــاب مــا كان ليشــعله لــو أن‬ ‫قــادة حكومتــه حاولــوا فهمــه وتحقيــق حلمــه لــه‪ .‬واليــوم وعلــى إيقــاع الكرامــة والحريــة‬ ‫تعيــد ســوريا تشــكيل نفســها مــن جديــد‪ ...‬يــزداد النظــام تخبطـ ًا وبطشـ ًا‪ ،‬ونــزداد معــه‬ ‫ثبات ـ ًا وتمســك ًا بثورتنــا التــي أســقطت الكثيــر مــن األقنعــة‪ ،‬بــدء ًا مــن رمــوز الوســط‬ ‫الفنــي كدريــد لحــام وســاف فواخرجــي‪ ،‬مــرور ًا بمعظــم رجــال الديــن مــن البوطــي‬ ‫وحســون‪ ،‬وانتهــاء برمــوز معارضتنــا الراقصيــن علــى الحبــال وفــق مصالحهــم الخاصــة‪،‬‬ ‫المتشــدقين بثوريتهــم ووطنيتهــم وهــم يســاومون علــى دمــاء الشــعب الســوري‪ ،‬شــأنهم‬ ‫شــأن غيرهــم مــن المنظريــن الذيــن كشــفت عوراتهــم‪ ،‬وكثيــر مــن لصــوص ومتســلقين‬ ‫يريــدون أن يســرقوا حلــم جيــل أراد الحيــاة‪.‬‬ ‫ألــف يــوم ومــا يــزال الســوري ينتظــر‪ ...‬فــي الداخــل وعلــى التخــوم خــارج حــدود‬ ‫الوطــن‪ ...‬وفــي مخيمــات اللجــوء والغربــة‪ ...‬وتســتمر الثــورة‪ ...‬ولكنهــا لــن تنتصــر قبــل‬ ‫أن تكشــف كل المختفيــن وراء األقنعــة‪ ...‬ألنهــا ثــورة ســقوط األقنعــة بامتيــاز‪.‬‬

‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬المعارضة السورية‪ ..‬أصحاب العصمة‬ ‫‪ -4‬صار بدها‪ْ ...‬حرام‬ ‫‪ -5‬تحت شعار "نعم للتهدئة" أهالي‬ ‫مضايا يحاولون عقد اتفاق مع النظام‬ ‫‪ -6‬ألغام الفكر الظالمي‬ ‫‪ -8‬نساء سوريا على دروب الشوك‬ ‫‪ -9‬ثورة على أنصاف المواقف‬ ‫‪ -10‬األيام السوداء في الوطن‬ ‫‪ -11‬أحزاب سوريا وإغراق البعد الوطني‬ ‫‪ -12‬ما بين المالءة والعباءة‬ ‫‪ -13‬الزبداني وراء القضبان‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫‪2‬‬


‫المعارضة السورية‪ ..‬أصحاب العصمة‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬ ‫النظــام والمعارضــة‪ ،‬واليــوم األركان؛ كلهــم‬ ‫أبنــاء أعمــام مــن أصحــاب الذنــب المغفــور‪.‬‬ ‫النظــام طيــب ال بــأس بــه فقــد تعودنــا عليــه‪،‬‬ ‫مهمــا أخطــأ ال ذنــب لــه فعصمتــة تفــوق عصمــة‬ ‫األنبيــاء‪ ،‬يفشــل بمشــاريعه دائمــ ًا‪ُ ،‬يختــرق‬ ‫أمنيــ ًا وجاسوســي ًا‪ ،‬تُقصــف مواقعــه العســكرية‬ ‫و تُنتهــك حرمــة أجوائــه مــن العــدو ومــع ذلــك‬ ‫يحتفــظ دومـ ًا بحــق الــرد‪ ،‬وبــد َال مــن أن يقــال وزيــر‬ ‫أو تســقط حكومــة‪ ،‬نــرى أن أســهم المتخاذليــن‬ ‫الفاشــلين ترتفــع وكأن األدوار الفاشــلة هــي‬ ‫المطلوبــة وهــي التــي تنــال الثنــاء‪ ،‬وكأنهــم‬ ‫مــن المبشــرين بالجنــة ســلف ًا أو ممــن ســقط‬ ‫عنهــم الحســاب‪ .‬هــذا هــو حــال النظــام‪ ،‬فطالمــا‬ ‫أن النظــام لــم يســقط فــي نهايــة أي مواجهــة‪،‬‬ ‫فهــذا يعنــي أن الممانعــة صلبــة لذلــك اســتحق‬ ‫أن يكــون ذنبــه مغفــور ًا‪ .‬أمــا أن ينســحب األمــر‬ ‫هــذا علــى المعارضــة السياســية فــي الخــارج‪،‬‬ ‫مــن إخفــاق إلــى إخفــاق‪ ،‬ومــن تشــتت إلــى آخــر‪،‬‬ ‫لينتهــي األمــر بســقوط مســتودعات أســلحته‬ ‫بيــد بعــض الفصائــل‪ ،‬ويبقــى الحــال كمــا‬ ‫هــو دون أن يســتقيل أو يقــال أحــد‪ ،‬بــل يظهــر‬ ‫رأس األركان مكذبــ ًا مــا حــدث‪ ،‬وأن مــن هاجــم‬ ‫المســتودعات هــم أصدقــاء ومــا هــي إال مزحــة‪،‬‬ ‫وكأنمــا نحــن أمــام مشــهد مــن مشــاهد الكاميــرا‬ ‫الخفيــة‪ ،‬وهــذا أمــر يطــرح تســاؤالً‪ :‬هــل نحــن أمــام‬ ‫معارضــة مستنســخة مــن نظــام األســد؟!‪ .‬أمــا‬ ‫"سهير"حســناء االئتــاف الوحيــدة ومســؤولة‬ ‫اإلغاثــة التــي يعتــرض عليهــا الجميــع لســوء‬ ‫إدارتهــا؛ ينتهــي األمــر باعتصــام فريــق عملهــا‬ ‫مطالبيــن بإجــراء تحقيــق حــول التجــاوزات التــي‬ ‫تقــوم بهــا صاحبــة العفــاف‪ ،‬فتنتفــض ســيدة‬ ‫األولــى لالئتــاف وتقــدم اســتقالتها مســاء ليتــم‬ ‫رفــض االســتقالة صبــاح اليــوم التالــي‪ ،‬فالعــم‬ ‫"الجربــا" ال يمكــن أن يضحــي بســيدة اإلخــاص‬ ‫األولــى فــي االئتــاف‪ ،‬فقــد كان لدموعهــا علــى‬ ‫مــا يعانيــه شــعبنا فــي الخيــام األثــر األكبــر‪،‬‬ ‫ليطالبهــا بإلحــاح أن تعــود عــن اســتقالتها‪ ،‬وفرقــة‬ ‫االئتــاف الموســيقية تنشــد جميعــ ًا وبأنغــام‬ ‫جنائزيــة "ال تتركينــا يــا ســهير‪ ...‬ال تتركينــا"‪،‬‬ ‫هــل أصــاب المعارضــة الســورية العقــم فلــم يعــد‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫رأي‬

‫اللواء سليم أدريس رئيس األركان‬ ‫هنالــك ســوى العــم "إدريــس" ومامــا "ســهير"‪ ،‬أم‬ ‫أن االئتــاف أصابــه فيــروس العصمــة مــن النظام‪،‬‬ ‫فــا حســاب وال محاســبة‪ .‬لمــاذا كان رئيــس األركان‬ ‫يخــزن األســلحة فــي منطقــة "أطمــة" والجبهــات‬ ‫تئــن تحــت وطــأة شــح الذخيــرة والعتــاد؟‪ ،‬هــل‬ ‫ّ‬ ‫كان "يخلــل" األســلحة؟‪ ،‬المخلــات تصنــع مــن‬ ‫الخيــار‪ ،‬أمــا أن تخــزن الصواريــخ واألســلحة النوعيــة‬ ‫فــي مخــازن العــم إدريــس‪ ،‬وجعلهــا مخلــل والنظام‬ ‫يســرح ويمــرح ويضــرب ويفــرح فهــم أمــر يدعــو‬ ‫لالســتغراب!‪ .‬عندمــا تمــت مهاجمــة مســتودعات‬ ‫أســلحة األركان ﺗﻢ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠى ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ "إﻳﻐﻼ"‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ وﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ إلســقاط ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ مــن‬ ‫ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ‪5500‬ﻡ‪ ،‬باإلضافــة إلــى ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ "ﻛﻮﺭﻧﻴﺖ"‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ أﺣﺪﺙ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ‬ ‫ﺣﺘﻰ ‪5000‬ﻡ‪ .‬ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ تلــك األســلحة فــي‬ ‫مســتودعات ﺳﻠﻴﻢ إﺩﺭﻳﺲ‪ ،‬وقــادة ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ‬

‫ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺭﻭﺥ ﻭﺍﺣﺪ منهــا‪ .‬كان يقــال بــأن‬ ‫اإلخــوان تخــزن أســلحة إلــى مــا بعــد ســقوط‬ ‫النظــام مــن أجــل االســتيالء علــى الســلطة‪ ،‬هــل‬ ‫يخــزن العــم إدريــس أيضــ ًا لمواجهــة طيــران‬ ‫اإلخــوان المســلمين ومدرعاتهــم بعــد ســقوط‬ ‫النظــام؟!‪ .‬ســيدنا عمــر أقــال خالــد بــن الوليــد‬ ‫وس ـ ّلم الرايــة ألبــي عبيــدة بــن الجــراح وهــم فــي‬ ‫أرض المعركــة‪ ،‬فهــل ســيف إدريــس أمضــى مــن‬ ‫ســيف اللــه المســلول خالــد بــن الوليــد؟‪ ،‬وحيــن‬ ‫لــم تكــن فاطمــة الزهــراء رضــوان اللــه عليهــا فــوق‬ ‫المســألة والحســاب لــو ســرقت‪ ،‬فهــل ســيدتنا‬ ‫ســهير قـ ّدس اللــه ســرها فــوق المســألة؟!‪ .‬كلكــم‬ ‫شــرفاء ولكــن البــد مــن تحقيــق شــفاف‪ ،‬ومســاءلة‬ ‫قانونيــة جــادة كــي تطمئــن قلوبنــا‪ .‬ال نريــد ألحــد‬ ‫مــن االئتــاف أن يكــون لــه عصمــة‪ ،‬ولــن يكــون‬ ‫هنــاك بعــد اليــوم ذنــب مغفــور ألي كان‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫تقارير‬

‫ْ‬ ‫صار بدها‪ ...‬حرام‬

‫نيرمين عبدالرؤوف | الزبداني‬

‫فــي ظــل تــردي األوضــاع المعيشــية‬ ‫واالقتصاديــة وتواصــل أزمــة المــازوت‬ ‫والمحروقــات؛ يأتــي الشــتاء ضيفـ ًا ثقيـ ًا علــى‬ ‫النازحيــن الذيــن زادت مأســاتهم ومعاناتهــم‬ ‫باشــتداد البــرد وتســاقط الثلــوج‪ ،‬فلــم يكــن‬ ‫أمامهــم ســوى االســتعاضة بـ"الحــرام" أو‬ ‫البطانيــة عــن وســائل التدفئــة التقليديــة‬ ‫التــي باتــت شــبه معدومــة‪ .‬هــذا المشــهد بــات‬ ‫مألوفــ ًا فــي معظــم بيــوت الســوريين عامــة‬ ‫والنازحيــن خاصــة‪ .‬تجلــس العائلــة وقــد التــف‬ ‫كل فــرد منهــا ببطانيــة ســميكة يســحبها وراءه‬ ‫كيفمــا تحــرك‪ ،‬وبالــكاد يظهــر مــن تحتهــا جــزء‬ ‫مــن وجهــه وعينيــه‪ ،‬فتبــدو الغرفــة كمجموعــة‬ ‫مــن التكتــات البشــرية المغطــاة ببطانيــات‬ ‫مختلفــة األلــوان واألحجــام‪" .‬عندكــن مــازوت؟‪...‬‬ ‫الء‪ ...‬لكــن علــى شــو عــم تتدفــوا؟‪ ...‬تحــت‬ ‫الحرامــات واللــه"‪ ،‬هــذه العبــارة تســمعها‬ ‫فــي معظــم حــوارات النــاس‪ ،‬بعــد أن أصبــح‬ ‫الســؤال عــن المــازوت ال يقــل أهميــة عــن‬ ‫االطمئنــان علــى الصحــة واألوالد‪" .‬صوبيــات"‬ ‫المــازوت األشــهر واألكثــر اســتخدام َا هنــا فــي‬ ‫المنطقــة لــم تعــد تتواجــد كمــا قبــل فــي‬ ‫بيــوت الســوريين‪ ،‬بســبب غــاء المــازوت هــذا‬ ‫طبع ـ ًا إن وجــد‪ ،‬وخاصــة بعــد احتــكار اللجــان‬ ‫الشــعبية لــه وبيعــه بأســعار مضاعفــة تتــراوح‬ ‫بيــن ‪ 3000‬و ‪ 4000‬ليــرة‪ ،‬فــي حيــن يبلــغ ســعر‬ ‫الليتــر النظامــي منــه ‪ 1500‬ليــرة ســورية‪ ،‬مــع‬ ‫تواصــل انقطــاع التيــار الكهربائــي الــذي يمتــد‬ ‫يوميــ ًا إلــى أكثــر مــن ‪ 18‬ســاعة مــن أصــل‬ ‫‪ 24‬ســاعة فــي اليــوم‪ ،‬ممــا يلغــي بــدوره أي‬

‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫وســائل تدفئــة أخــرى تعتمــد علــى الكهربــاء‪،‬‬ ‫إلــى جانــب ارتفــاع ســعر قنطــار الحطــب مــن‬ ‫‪ 6000‬إلــى ‪ 22000‬ليــرة ســورية‪ ،‬وصعوبــة‬ ‫الحصــول عليــه مــن أراضــي الزبدانــي تحــت‬ ‫خطــر القصــف والقنــص‪ ،‬مــع ظاهــرة ســرقة‬ ‫الحطــب وقطــع األشــجار فــي األراضــي التــي ال‬ ‫يســتطيع أصحابهــا الوصــول إليهــا‪ .‬يصــف أبــو‬ ‫محمــد بمــرارة حقلــه الــذي احترقــت منــه بعــض‬ ‫أشــجاره نتيجــة القصــف‪ ،‬أمــا مــا تبقــى منهــا‬ ‫تــم قطعهــا وســرقتها‪" :‬لــك يــا ســيدي يلــي‬ ‫قطــع الشــجر اليابــس اللــه يســامحه‪ ...‬بس شــجر‬ ‫متــل الحــور والجــوز عمرهــم ســنين مــو حــرام؟!"‪،‬‬ ‫أمــا أبــو خالــد فيحــاول جاهــد ًا الحصــول علــى‬ ‫حطــب "الجــوز" كونــه يحتــرق بشــكل أبطــأ مــن‬ ‫باقــي أنــواع األشــجار وبالتالــي يــدوم أكثــر‪،‬‬ ‫وتــروي أم خليــل كيــف اســتولى عناصــر الحاجــز‬ ‫علــى الحطــب الــذي أحضرتــه بشــق األنفــس‪،‬‬ ‫بعــد أن تــم مصــادرة "الفــأس" التــي كانــت‬ ‫معهــا بحجــة أنهــا "ســاح" أبيــض‪ .!...‬إحــدى‬ ‫الحيــل كانــت تحويــل "صوبيــات" المــازوت‬ ‫إلــى أخــرى تعتمــد علــى الغــاز‪ ،‬ولكنهــا تبــدو‬ ‫أيض ـ ًا غيــر مفيــدة مــع أزمــة الغــاز التــي بــدأ‬ ‫شــبحها يبــدو أوضــح يوم ـ ًا بعــد يــوم‪" .‬كهربــا‬ ‫مــا فــي‪ ...‬مــازوت مــا فــي‪ ...‬غــاز مــا فــي‪...‬‬ ‫اللــه يدفينــا برحمتــه"‪ ....‬هــي العبــارة التــي‬ ‫يرددهــا الســوريون وهــم يتضرعــون إلــى اللــه‬ ‫أن يجعــل شــتاءهم هــذا خفيف ـ ًا عليهــم‪ ،‬كــي‬ ‫ال تتضاعــف معاناتهــم هــم وســكان المخيمــات‬ ‫البائســة الذيــن يقبعــون تحــت ســقف ال يقــي‬ ‫حــر ًا وال بــرد َا‪.‬‬

‫ألف يوم على ثورتنا‬

‫طريف يوسـف آغا | شاعر سوري‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫وم على ثور ِتنا مضت‬ ‫ألف ي‬ ‫ُ ٍ َ ّ َ​َْ‬ ‫ئام هوت‬ ‫وألف ِقناع عن الل‬ ‫َ َ ٍَ ِ ِ َ‬ ‫أسفي عليك ياوطني أحرقوك‬ ‫َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َّألن أرضك ِللك َرام ِة قد ه َوت‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫أرضك التي كانت ِل ُلح ِّر َي ِة َعطشى‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫داء َسقتها حتى ارت َوت‬ ‫ِد‬ ‫ماء الشه ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ألربعين عامًا وأنت تعيش سجينًا‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ُّكل كالب ُ‬ ‫الدنيا عليك َع َوت‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ ُ َ ً‬ ‫ألرب َ‬ ‫َ‬ ‫عين عامًا وأنت تعيش ذليال‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ٌ َ ْ‬ ‫ورود ماذ َوت‬ ‫ماب َقيت فيك‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ ْ َ‬ ‫رخات األل ِم‬ ‫فأت ِت الثورة ِمن ص ِ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ َ​َ ْ‬ ‫الم نعت‬ ‫َصرخة َدرعا ِلدول ِة الظ‬ ‫ِ‬ ‫مرها َألف َ‬ ‫صار ُع ُ‬ ‫ور ُتنا التي َ‬ ‫َوث َ‬ ‫وم‬ ‫ي‬ ‫َ َ َ ٍْ‬ ‫أكثر ْ‬ ‫َ‬ ‫أقس َمت‬ ‫صر قد‬ ‫وأكثر‬ ‫على الن ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سلَم‬ ‫يريدون إطالتها حتى نست ِ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ستسلَم لع َ‬ ‫ألجسادنا ك َوت‬ ‫صاب ٍة‬ ‫لن ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عب قد فنت‬ ‫لن نرحمها ِوهي ِللش‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ ُ ُِ َ َ َ ْ‬ ‫فاوضها ِوهي ِللمد ِن قد محت‬ ‫ولن ن‬ ‫َْ ُِ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سامح الدول التي دعمتها‬ ‫ولن ن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫َ​َ ْ َ َ‬ ‫ِوتلك التي حاربت معها أو لها حمت‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫للعالم الذي َ َوقف َي َت َّ‬ ‫فر ُج‬ ‫ولن ن ِغفر‬ ‫ِ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ‬ ‫المجاز ِر بحق ش ِعبنا ثم صمت‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫المصال ِح ق ِد امتألت‬ ‫بأصحاب‬ ‫الدنيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ​َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الضمائر قد خلت‬ ‫أصحاب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ولكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ َ َ َ ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫يوقف أحد ث َ‬ ‫عب إذا‬ ‫ورة ش‬ ‫لن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫باتجاه الحري ِة قد مضت‬ ‫كانت‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ورتنا‬ ‫وم التعني لنا إال أن ث‬ ‫واأللف ي َ ٍ‬ ‫َ َ َ​َْ‬ ‫وم قد طوت‬ ‫صر ِ‬ ‫ِ‬ ‫باتجاه الن ِ‬ ‫أللف ي ٍ‬

‫‪4‬‬


‫تقارير‬

‫تحت شعار "نعم للتهدئة" أهالي مضايا يحاولون عقد اتفاق مع النظام‬ ‫ندى الربيع | الزبداني‬

‫قــرر النظــام تصعيــد العمليــات فــي مدينــة‬ ‫مضايــا فــي ريــف دمشــق بعــد حصــار دام‬ ‫أكثــر مــن شــهرين‪ ،‬مــع تواصــل انقطــاع التيــار‬ ‫الكهربائــي وصعوبــة الحصــول علــى المــازوت‬ ‫وغيرهــا مــن وســائل التدفئــة‪.‬‬ ‫وصلــت تلــك األخبــار إلــى ســكان البلــدة والنازحين‬ ‫الموجوديــن فيهــا‪ ،‬وتحــت شــعار "نعــم للتهدئــة"‬ ‫خــرج األهالــي فــي مظاهــرة هتفــوا فيهــا‪" :‬ال‬ ‫للتدميــر‪ ....‬ال للخــراب"‪ ،‬تلتهــا عــدة مظاهــرات‬ ‫أخــرى‪ .‬طلــب النظــام مــن األهالــي إخــراج مــن‬ ‫أســماهم "المســلحين" مــن البلــدة‪ ،‬وإخفــاء كافــة‬ ‫المظاهــر المســلحة فيهــا‪ .‬وبالفعــل بــدأت عمليــة‬ ‫تأميــن ممــرات آمنــة مــن أجــل خــروج هــؤالء‬ ‫"المســلحين" مــن قبــل أهالــي البلــدة‪ .‬إال أن النظــام‬ ‫أعلــن عــن مهلــة ‪ 72‬ســاعة إلخــراج المدنييــن‪،‬‬ ‫البالــغ عددهــم ‪ 18000‬نســمة مــن ســكانها‬ ‫األصلييــن باإلضافــة إلــى مــا يقــارب ‪9000‬‬ ‫نــازح‪ ،‬واالســتعداد للقصــف ومــن ثـ ّـم االقتحــام‪.‬‬ ‫يــوم الجمعــة ‪ 13 / 12 / 6‬ســقط أربعــة شــهداء‬ ‫مــن المدنييــن نتيجــة القصــف الــذي اســتهدف‬

‫الزبداني تحت الثلج والنار‬ ‫ناريمان علي | أوكسجين‬

‫تــزداد معانــاة أهالــي الزبدانــي مــع قــدوم‬ ‫الشــتاء‪ ،‬مــن البــرد القــارس وصعوبــة الحصــول‬ ‫علــى وســائل التدفئــة‪ ،‬كالمــازوت الــذي يلــزم‬ ‫للحصــول عليــه االنتظــار مــدة ‪ 15‬يومــ ًا علــى‬ ‫األقــل قبــل أن يحيــن دورك تحصــل علــى ذلــك‬ ‫الكنــز‪ .‬تضاعفــت معانــاة األهالــي فــي اليوميــن‬ ‫الماضييــن مــع قــدوم عاصفــة اآلســكا‪ ،‬ممــا زاد مــن‬ ‫حــاالت اإلصابــة بنــزالت البــرد والرشــح والــزكام‬ ‫بســبب البــرد وخاصــة عنــد األطفــال والرضــع‪ ،‬فــا‬ ‫طبيــب يــداوي‪ ،‬ومــا مــن شــيء يقــي أجســامهم‬ ‫الصغيــرة مــن بــرد الســماء ونــار القذائــف‪ .‬أمــا‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫وســط البلــدة‪ ،‬هــم‪ :‬الطفــل محمــد نــور الديــن‬ ‫حبــش‪ ،‬هــدى عدنــان عــز الديــن‪ ،‬الم ّدرســة ســميرة‬ ‫درويــش‪ ،‬وطفلــة حســن عــوض التــي لــم تتجــاوز‬ ‫الثمانيــة أشــهر بعــد‪ .‬باإلضافــة إلــى دمــار كبيــر‬ ‫فــي المبانــي وأضــرار ماديــة واحتــراق بعــض‬ ‫المحــال التجاريــة‪ .‬هنــا قــرر عناصــر الجيــش الحــر‬ ‫فــي مضايــا التصــدي لهــذه الحملــة‪ ،‬فحاصــروا‬ ‫ثــاث حواجــز ترافقــت مــع اشــتباكات عنيفــة‬ ‫مــع النظــام بالرشاشــات واألســلحة الثقيلــة مــا‬ ‫أدى إلــى قطــع الطريــق العــام وشــل الحركــة فيــه‪.‬‬

‫اســتمر القصــف لمــدة أربعــة أيــام متواصلــة‪ ،‬ثــم‬ ‫أعلــن عــن هدنــة مــن أجــل وقــف إطــاق النــار‬ ‫مؤقت ـ ًا‪ ،‬مــع عــودة متقطعــة للكهربــاء واالنترنــت‬ ‫فــي ظــل تواصــل الحصــار‪ .‬النظــام يطلــب تســليم‬ ‫أســلحة وذخائــر كتائــب الجيــش الحــر فــي البلــدة‪،‬‬ ‫واألهالــي ومــن أجــل الحفــاظ علــى ســامتهم‬ ‫وســامة النازحيــن أو ًال وإنقــاذ البلــدة مــن الدمــار‬ ‫ثانيــ ًا؛ عرضــوا تحمــل عــبء ثمــن الســاح مــن‬ ‫أجــل أن يتــم اتفــاق وقــف إطــاق النــار مــع‬ ‫النظــام بشــكل دائــم‪.‬‬

‫الخبــز فلمــن اســتطاع إليــه ســبيالً‪ ،‬فحتــى يحصــل‬ ‫الفــرد علــى قوتــه مــن الخبــز فعليــه أن يقطــع‬ ‫مســيرة ‪5‬كــم تقريب ـ ًا ليصــل إلــى بلــودان حيــث‬ ‫الفــرن الوحيــد الــذي يخـ ّدم المنطقــة‪ ،‬ويــزداد األمــر‬ ‫ســوء ًا عندمــا ال تســتطيع الســيارات المســير بســبب‬ ‫الثلــوج وبســبب انعــدام البنزيــن أيضــ ًا‪ .‬فتعمــد‬ ‫األم إلــى اصطحــاب األطفــال حتــى يحصلــوا علــى‬ ‫أكــب عــدد ممكــن مــن ربطــات الخبــز‪ ،‬التــي تحــوي‬ ‫الواحــدة منهــا علــى ‪ 12‬رغيفـ ًا بســعر ‪ 75‬ليــرة من‬ ‫الفــرن‪ ،‬وبســعر ‪ 150‬ليــرة فــي المحــال التجاريــة‪.‬‬ ‫ولــدى عودتهــم يمنعهــم الحاجــز مــن أخــذ أكثــر‬ ‫مــن ربطــة ويصــادر مــا لديهــم‪ .‬أمــا الخضــار‬ ‫والفواكــه فتتضاعــف أســعارها حتــى ثــات أو‬ ‫أربــع مــرات‪ ،‬بســبب منــع دخولهــا إلــى المدينــة‪،‬‬ ‫حيــث يبلــغ ســعر البنــدورة ‪150‬ليــرة‪ ،‬وكيلــو األرز‬ ‫‪ 300‬ليــرة مــن النــوع المتوســط‪ ،‬وســعر كيلــو‬ ‫البرغــل ‪ 450‬ليــرة‪ ،‬وزيــت الــذرة ‪400‬ليــرة هــذا إن‬ ‫وجــد‪ ،‬باإلضافــة إلــى الكثيــر مــن المــواد الغذائيــة‬ ‫التــي إن وجــدت فــا يســتطيع أحــد شــراءها‬

‫بســبب الوضــع االقتصــادي المتــردي‪ .‬تلــك هــي‬ ‫حــال أهالــي الزبدانــي فــي بدايــة فصــل الشــتاء‬ ‫حيــث ال غــذاء وال دواء‪ ،‬فقــط قصف وبــرد وصقيع‪.‬‬ ‫"أم حســن" ربــة أســرة مكونــة مــن ســتة أشــخاص‬ ‫تتحــدث عــن مــرض ابنهــا الــذي ال تجــد له الــدواء‪،‬‬ ‫مــع معانــاة ابنتهــا ذات الســبع ســنوات بســبب‬ ‫مــرض ســرطان الــدم وعجزهــا عــن شــراء الجرعــات‬ ‫الدوائيــة لهــا‪ ،‬قالــت وهــي تجهــش بالبــكاء‪" :‬‬ ‫إلــك اللــه يــا ابنتــي"‪ .‬وتحــدث "عصــام" الــذي نــزح‬ ‫إلــى منطقــة "حاليــا" مــع عائلتــه‪ ،‬أن راتبــه الــذي ال‬ ‫يتعــدى ‪ 16000‬ليــرة ال يكفيــه لشــراء مــازوت وال‬ ‫حطــب‪ ،‬فهــو يعيــل أســرته وأســرة أخيــه المعتقــل‬ ‫منــذ نحــو العــام‪ .‬المجلــس المحلــي مــن جهتــه‬ ‫ال يســتطيع تأميــن المــواد الغذائيــة واإلغاثيــة‬ ‫لألهالــي فــي هــذه الظــروف العصيبــة لقلــة‬ ‫المتبرعيــن وصعوبــة توصيــل المــواد أو شــرائها‪،‬‬ ‫فــي حيــن يكمــل مســاعيه هــو وقــادة الكتائــب‬ ‫مــن أجــل هدنــة ووقــف إطــاق نــار يســمح بدخــول‬ ‫المــواد الغذائيــة والطبيــة ووقــود التدفئــة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ملف سياسي‬

‫ألغام الفكر الظالمي‬

‫د‪ .‬سماح هدايا | أوكسجين‬

‫ال يمكــن لعاقــل تبريــر الطائف ّيــة واستســاغتها‪،‬‬ ‫فهــي شــر خطيــر وقاتــل‪ .‬أذاقتنــا الطائفيــة‬ ‫ويــات حــروب وطغيــان‪ ،‬وعايشــنا لزمــن طويــل‬ ‫المحــن والشــدائد‪ .‬حــاول المتربصــون بشــعبنا‬ ‫عرقلــة نهضــة األمــة وتمزيــق المجتمعــات بحقــد‬ ‫العقــل الطائفــي‪ .‬ولألســف لــم يتصــد اإلعــام‬ ‫وهيئــات حقــوق اإلنســان علــى مــدى عقــود بقــوة‬ ‫وجديــة‪ ،‬للممارســات الطائفيــة االســتبدادية التــي‬ ‫اســتخدمتها األنظمــة‪ .‬لكــن‪ ،‬عندمــا بــدأ الشــعب‬ ‫ثورتــه‪ ،‬أرادوا تفجيــر مســعاه بفكــر ظالمــي‬ ‫وعنصــري تحــت ثيــاب الديــن والمذهــب‪ ،‬لكــي‬ ‫يعرقلــوا نمــو مشــروع شــعبي ناهــض يحمــل‬ ‫الحريــة‪ ،‬ويبلــور فكــر ًا سياســي ًا عقائديــ ًا معاديــ ًا‬ ‫لهــم ولفلســفتهم ومصالحهــم‪ ،‬عابثيــن بورقــة‬ ‫إرهــاب الثــورة وطائفيتهــا‪ .‬وخوف ـ ًا مــن أن تخــرج‬ ‫الثــورة عليهــم‪ ،‬بــادروا لصناعــة معارضــة سياســية‬ ‫قاصــرة‪ ،‬قائمــة علــى أســس طائفيــة وإثنيــة‬ ‫ومناطقيــة‪ ،‬واخترقــوا الثــورة بمجموعــات مختلفــة‪،‬‬ ‫مــن اســتخبارات النظــام واســتخبارات دول أخــرى‬ ‫لهــا مصلحــة فــي اســتغالل الصــراع الســوري‪،‬‬ ‫يتغــذّى بعضهــا علــى الكهنوتيــة الدينيــة‬ ‫انطالق ـ ًا مــن حالــة الثــأر والحقــد علــى ممارســات‬ ‫النظــام المجــرم‪.‬‬ ‫الثــورة حالــة تغييــر شرســة‪ ،‬بشراســة‬ ‫المتناقضــات الفظيعــة فــي طريقهــا وواقعهــا‪.‬‬ ‫ال مثاليــات أفالطونيــة‪ ،‬وال تأمــات طاغوريــة‪ .‬مــا‬ ‫يلزمهــا هــو الرؤيــة وليــس االنفعــال واالرتجــال‬ ‫واالتّجــار‪ .‬هــي بحاجــة لتوحيــد صفــوف الثــوار‬ ‫والمعارضيــن فــي مشــروع شــعب‪ ،‬ال مشــروعات‬ ‫حزبيــة ومذهبيــة ضيقــة متناحــرة‪ .‬غيــر أن‬ ‫ممارســات سياســية وإعالميــة واســتخباراتية لبعض‬

‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫الجهــات الداخليــة والدوليــة؛ لعبــت بالمعارضــة‬ ‫وبصفــوف المقاتليــن‪ ،‬وراحــت تقــوي المتناحريــن‬ ‫مذهبي ـ ًا وعقائدي ـ ًا وسياســي ًا ‪ ،‬لكــي تمنهــج عم ـ ًا‬ ‫ّ‬ ‫منظم ـ ًا لتفكيــك الثــورة؛ فتســاعد األقليــات هنــا؛‬ ‫فــي ذلــك التجمــع وتلــك الكتائــب‪ ،‬ثــم تدعــم‬ ‫هنــاك؛ جماعــات متطرفــة مغيبــة عــن الحداثــة‬ ‫والواقــع والتم ـ ّدن‪ ،‬وتنشــر مرتزقــة مع ـ ّدة مســبق ًا‬ ‫لتعيــث فــي األرض فســاد ًا شــبيه ًا بمــا حصــل‬ ‫فــي دول أخــرى‪ ،‬اعتمــاد ًا علــى رؤيــة تفتيتيــة‬ ‫تســتغل المــال والحمايــة للتركيــع‪ ،‬وتعمــل علــى‬ ‫ترســيخ صــورة قبيحــة للثــورة والثــوار فــي إطــار‬ ‫نمطيــة اإلرهــاب والطائفيــة‪ .‬لــم يســتفد مــن‬ ‫حكــم االســتبداد األســدي وعصابتــه العنصريــة‬ ‫المدعومــة مــن أنظمــة السياســة العالم ّيــة‬ ‫االســتعمارية ســوى أقليــة سياســية‪ ،‬ســاندت‬ ‫االســتبداد وصــارت جــزء ًا منــه‪ ،‬أوجــدت مــع الزمــن‬ ‫إرثــ ًا فكريــ ًا عنصريــ ًا طبقيــ ًا‪ ،‬وبنــت عصابــات‬ ‫قتــال طائفيــة وعنصريــة‪ ،‬كانــت تتصــدر األزمــات‬ ‫بيــن الحيــن واآلخــر‪ ،‬علــى مــرأى العالــم كلــه فــي‬ ‫شــرقه وغربــه‪ ،‬لتقــوم بتقديــم خدمــات سياســية‬ ‫عالميــة لمراكــز الهيمنــة والتســلط المرتبطــة بهــا‬ ‫وبمشــاريعها‪ .‬الورقــة الطائفيــة والمذهبيــة كانــت‬ ‫جــزء ًا مــن األســلحة المســتعملة ضــد الــدول‬ ‫المغلوبــة‪ ،‬مثلهــا مثــل التجويــع والتجهيــل‬

‫واالضطهــاد واالحتــال والعــدوان‪ .‬وال يمكــن‬ ‫تفســير حــرب اإلرهــاب ضــد العــرب والمســلمين‬ ‫برعايــة سياســة أمريــكا والغــرب خــارج الذرائــع‬ ‫الدينيــة ألبعــاد سياســية‪ .‬ألــم تكــن النتيجــة تدمير‬ ‫العــراق بحــرب عنيفــة طاحنــة واحتاللــه‪ ،‬وتأســيس‬ ‫اقتتــال طائفــي وعرقــي‪ ،‬وإتاحــة المجــال واســع ًا‬ ‫لسياســة إيــران العنصريــة باالتفــاق مــع حلفائهــا‬ ‫العنصرييــن لالســتمرار فــي معركــة تدميــر العــراق‬ ‫وتكريــس الفتــن‪ ،‬ثــم العبــور إلــى ســوريا لقتــل‬ ‫أبنــاء الشــعب الســوري مــن المدنييــن والثــوار‬ ‫بالتعــاون مــع حليفهــا المصطنــع حــزب اللــه‪،‬‬ ‫ومحاربــة الســوريين والمســلمين وارتــكاب أبشــع‬ ‫المجــازر باســم المقدســات الدينيــة‪ ،‬إلحــكام‬ ‫الســيطرة علــى األرض العربيــة كلهــا وفرســنتها؟‪.‬‬ ‫لــم يعــد غائبــ ًا عــن الوعــي أن الــذي احتضــن‬ ‫ورســخ الصــور‬ ‫كل حــركات التفكيــر التكفيــري‪ّ ،‬‬ ‫النمطيــة لرجــال القاعــدة فــي محاربــة الشــيوعيين‬ ‫أوالً‪ ،‬ثــم النهضوييــن العــرب والمســلمين؛ هــو‬ ‫سياســة أمريــكا والغــرب االســتعمارية‪ ،‬وسياســة‬ ‫دويــات العنصريــة وأنظمــة الرجعيــة العربيــة‬ ‫المتحالفــة معهــا‪ .‬ويرتبــط ذلــك كلــه بمشــاريع‬ ‫دوليــة ممنهجــة لتكريــس الفكــر الطائفــي‪،‬‬ ‫وتفكيــك الدولــة ونشــر العصبيــات‪ ،‬ومحاربــة‬ ‫المشــاريع اإلســامية السياســية غيــر الســلمية‪،‬‬

‫‪6‬‬


‫مســتغلة ظــرف الواقــع المتخلــف ألمتنــا‪ .‬صحيــح‬ ‫أن هنــاك أخطــاء جســيمة وقعــت بهــا تجــارب‬ ‫األحــزاب اإلســامية‪ ،‬لكنهــا مثــل بقيــة األحــزاب‬ ‫األخــرى القوميــة واليســارية؛ فشــلت فــي التجســيد‬ ‫الديمقراطــي وفــي التمثيــل النهضــوي الواقعــي‪،‬‬ ‫وظلــت أســيرة الفكــر العقائــدي الراســخ‪ ،‬وأســيرة‬ ‫والءات دوليــة خطيــرة تعبــث بهــا‪ .‬ويحضــر قويـ ًا‬ ‫مشــروع األقليــات السياســية والفكريــة‪ ،‬ويحمــل‬ ‫مدلــوالت خطيــرة علــى كيــان األمــة‪ ،‬تصنعــه‬ ‫مصالــح الــدول المهيمنــة تحــت عنــوان الخــوف‬ ‫مــن اإلســام اإلرهابــي الظالمــي‪ ،‬والخــوف مــن‬ ‫التعصــب القومــي العربــي‪ ،‬منعــ ًا لتفعيــل دور‬ ‫العروبــة واإلســام واقعيــ ًا فــي بنــاء مشــروع‬ ‫مدنــي ديمقراطــي حضــاري لألمــة‪ ،‬وهمــا فــي‬ ‫األصــل جوهــر ثقافــة هــذه األمــة‪ ،‬التــي أوجــدت‬ ‫عبــر القــرون الطويلــة حضــارة زاهيــة‪ ،‬قبــل أن‬ ‫يجــري تفتيتهــا وتقزيمهــا باالســتبداد والغــزو‬ ‫واالحتــال والجهــل وهيمنــة الدخيــل‪ ،‬واعتبــار‬ ‫العــرب المســلمين أعــداء الحضــارة واإلنســانية‪.‬‬ ‫إن أنظمــة االســتبداد كلهــا‪ ،‬ومنظومــة اإلســام‬ ‫الرجعــي االســتبدادي الداعــم لألنظمــة المســتبدة‪،‬‬ ‫وكل مؤسســات الكهنــوت الدينــي المتحالفــة مــع‬ ‫التســلط مــن ألــد أعــداء الحضــارة واإلنســانية‬ ‫والحريــة والعدالــة‪ .‬وبالتالــي محاربــة اإلســاميين‬ ‫وإقصاؤهــم ليــس الحــل‪ .‬يكمــن الحــل بتقديــم‬ ‫فكــرة عمــل أوليــة طارئــة‪ ،‬ومقترحــات قريبــة‬ ‫وبعيــدة األمــد لحلــول مشــاكل كثيــرة جوهريــة‪،‬‬

‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫ملف سياسي‬

‫وتجــاوز القصــور والتخلــف لتقديــم نمــوذج‬ ‫واقعــي صــادق ملبــي لالحتياجــات اإلنســانية‬ ‫الكثيــرة‪ ،‬واالعتــراف بحريــة المعتقــد وضبطــه‬ ‫بالقانــون؛ وإال فالبديــل الشــعبي القطعــي هــو‬ ‫الميــل مــع الذيــن يداعبــون بالديــن والمذهــب‬ ‫الغرائــز والعواطــف‪ ،‬مــن أجــل الهيمنــة واالســتئثار‬ ‫بالســلطة‪ .‬اآلن تنســحب الســجادة مــن تحــت‬ ‫أقــدام المعارضــة الســورية السياســية لصالــح‬ ‫الجبهــات اإلســامية مــن المقاتليــن علــى األرض‪.‬‬ ‫والمشــكلة مردهــا إلــى عجــز االئتــاف والمعارضــة‬ ‫السياســية عــن اســتقطاب اإلســاميين الفاعليــن‬ ‫علــى األرض‪ ،‬وعــن مواكبــة احتياجــات الواقــع‪،‬‬

‫لــذا لجــؤوا إلــى اإلقصــاء أو التحالــف مــع رمــوز‬ ‫تقليديــة إســامية شــبيهة بعقليتهــم الفوقيــة‬ ‫واالســتئثارية والتحاصصيــة‪ .‬الثــورة الســورية‬ ‫التــي حضنتهــا واقعيــ ًا األغلبيــة اإلســامية؛‬ ‫خرجــت فــي مواجهــة الظلــم السياســي والفكــري‬ ‫واالجتماعــي الــذي مثّلــه بالمصادفــة التاريخيــة‬ ‫الحكــم السياســي االســتبدادي لطائفــة‪ ،‬مصــرة‬ ‫علــى نيــل حقوقهــا اإلنســانية والوطنيــة‬ ‫واألخالقيــة‪ ،‬ليــس فقــط كأغلبيــة مضطهــدة‬ ‫ومظلومــة ومذلولــة‪ ،‬بــل كمشــروع وطنــي وشــعبي‬ ‫وتاريخــي وإنســاني‪ .‬ليســت الثــورة الســورية‬ ‫التــي يلبســونها اإلرهــاب والظالميــة‪ ،‬لكــي يجــري‬ ‫ســحقها شــعبي ًا وعربي ـ ًا وعالمي ـ ًا؛ علــى صــراع مــع‬ ‫العلوييــن كأفــراد ومواطنيــن‪ ،‬ولــن تكــون ألعوبــة‬ ‫بيــد أحــزاب القاعــدة والتكفيرييــن يحركونهــا‬ ‫كمــا يريــدون‪ .‬وليســت ضــد المســيحيين فــي‬ ‫الوطــن حتــى وإن تقاعــس ج ّلهــم وتقوقعــوا‬ ‫فــي مســتحاثة خــوف‪ .‬هــي ثــورة الشــعب وثــورة‬ ‫ضميــره‪ ،‬مهمــا حاولــوا تلويثهــا وتدنيســها‬ ‫ســتظل ثــورة ضــد التســلط واإلرهــاب واالســتبداد‬ ‫والطغيــان‪ ،‬وضــد الفكــر األقلــوي العنصــري الــذي‬ ‫أثبتــت مجريــات األحــداث مــدى ضحالــة مواقفــه‬ ‫الوطنيــة وهــول ِخســته‪ .‬ولــن تكــون إال ثــورة مــن‬ ‫أجــل الحريــة والعــدل والكرامــة‪ .‬اتهــام ثــورة‬ ‫الشــعب الســوري باإلرهــاب لــن يوقفهــا‪ ،‬ستســتمر‬ ‫الثــورة وستحاســب الذيــن كانــت حســاباتهم غيــر‬ ‫وطنيــة وغيــر أخالقيــة وغيــر منصفــة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫المرأة‬

‫نساء سوريا على دروب الشوك‬

‫أم صالح أحمد | أوكسجين‬

‫ســورية هــي رابــع أســوء بلــد عربــي يمكــن أن تعيــش فيــه المــرأة‪ ،‬حســب‬ ‫اســتطالع أجرتــه مؤسســة "تومســون رويتــرز" الخيريــة بشــأن حقــوق المــرأة‬ ‫فــي الــدول العربيــة‪ ,‬و الــذي صــدر عقــب ثــورات الربيــع العربــي‪ .‬هــذا‬ ‫االســتطالع الــذي شــمل ‪ 336‬خبيــر ًا فــي شــؤون المــرأة اختارتهــم المؤسســة‪,‬‬ ‫وكان فــرز الــدول يعتمــد علــى األمــور التاليــة‪ ،‬العنــف ضــد المــرأة‪ ،‬الحقــوق‬ ‫اإلنجابيــة‪ ،‬معاملــة المــرأة داخل األســرة‪ ،‬ودور المــرأة في السياســة و االقتصاد‪،‬‬ ‫حيــث جــاءت مصــر كأول أســوء بلــد عربــي ثــم العــراق فالســعودية ثم ســوريا‪.‬‬ ‫ونحــن كمــا فــي العــادة فــي بلــدان العالــم الثالــث؛ تعودنــا أن نقبل مــا تقوله‬ ‫المؤسســات الغربيــة وأنــه كالم منــزل ال يقبــل النقــاش‪ ،‬العتقادنــا أن هــذه‬ ‫المؤسســات تمتلــك الخبــرة العلميــة والحياديــة الكافيــة‪ ,‬و لكــن فــي هــذا‬ ‫الموضــوع قــررت أن أطــرح رأيــي الشــخصي فــي هــذا الترتيــب مــع احترامــي‬ ‫لمؤسســة تومســون‪ ،‬فأنــا شــخصي ًا ال يمكــن أن أفهــم كيــف تــم هــذا الترتيــب‬ ‫فــي هــذه الدراســة‪ ,‬وال أعلــم دقــة المعاييــر التــي اتبعتهــا المؤسســة‪ ،‬و لكنــي‬ ‫أشــكك فــي جديــة هــذه الدراســة ونتائجهــا‪ ,‬ويحــق لــي أن أســأل هــل زار‬ ‫خبــراء هــذه المؤسســة ســورية فــي الفتــرة األخيــرة‪ ,‬أم اعتمــدوا فقــط علــى‬ ‫تقاريــر إعالميــة‪ ,‬كمــا يحــق لــي أن أســأل هــل ســمعت هــذه المؤسســة األرقــام‬ ‫الصــادرة عــن االئتــاف الوطنــي‪ ،‬والمرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان فــي‬ ‫األســابيع الماضيــة‪ ،‬بمناســبة مــرور اليــوم العالمــي لمناهضــة العنــف ضــد‬ ‫المــرأة‪ ،‬والتــي تضمنــت مــا يلــي‪ 40320 :‬معتقلــة فــي الثــورة الســورية‪ ,‬و‬ ‫‪ 10853‬امــرأة قتلــت منهــن ‪ 24‬تحــت التعذيــب‪ ،‬و ‪ 3614‬طفلــة‪ ,‬أمــا عــدد‬ ‫النســاء الالتــي نزحــن إلــى خــارج ســورية فيبلــغ حوالــي ‪ 1,1‬مليــون‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــن عــدة مالييــن فــي داخلهــا‪ ،‬وعــدد المغتصبــات فــي ســجون و أفــرع النظام‬ ‫‪ 850‬مغتصبــة‪ ،‬دون ذكــر المئــات مــن الحــاالت التــي لــم توثق بســبب الخوف‬ ‫وطبيعــة المجتمــع المحافظــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى حــاالت االغتصــاب والعنــف‬ ‫التــي اســتخدمها النظــام كوســيلة للضغــط علــى المعارضــة وأنصارهــا‪ .‬كمــا‬ ‫يحــق لــي الســؤال‪ ،‬هــل ســمع خبــراء المؤسســة عــن األم التــي قتــل ولدهــا‬ ‫األول فــي إحــدى المظاهــرات التــي خرجــت ضــد النظــام فــي حمــص‪ ،‬وقتــل‬ ‫أخــواه وهمــا يحــاوالن إســعافه فــي نفــس المظاهــرة‪ ,‬ليتبعهــم األخ الرابــع‬ ‫أثنــاء تشــييع إخوتــه‪ ,‬وليكمــل جيــش بشــار عملــه فــي اعتقــال األخ الخامــس‬ ‫وتصفيتــه‪ ,‬تجــول هــذه األم المســكينة فــي شــوارع حمــص وقــد فقــد عقلهــا‬ ‫بعــد ســماع نبــأ استشــهاد أوالدهــا الخمســة‪ ,‬ولكــن حقــد بشــار وجنــوده لــم‬ ‫يرتــو بعــد مــن هــذه المــرأة‪ ,‬قــام النظــام بمالحقتهــا ومحاولــة اعتقالهــا‪ ،‬ممــا‬ ‫دفــع أهالــي المدينــة لتنظيــم جنــازة وهميــة لهــا كــي يعتقــد النظــام بأنهــا‬ ‫ماتــت و يكــف أذاه عنهــا بعــد أن ســلبها كل شــيء‪ ,‬أوالدهــا الخمســة وعقلهــا‬ ‫وحياتهــا‪ .‬هــل علــم خبــراء تلــك الدراســة بتلــك األم التــي فقــدت زوجهــا‬ ‫وهــو يحــاول عبــور شــارع القاهــرة فــي حمــص‪ ،‬ليتبــرع بدمــه للمصابيــن‬ ‫فــي قصــف قــوات النظــام علــى حــي الخالديــة‪ ,‬وكيــف تنقلــت كنازحــة‬ ‫مــن مدينــة إلــى أخــرى برفقــة ولديهــا اللذيــن لــم يتجــاوز عمــر أكبرهمــا‬ ‫الخامســة‪ ,‬هــل شــعروا بعذابهــا وهــي تحــاول مصارعــة األهــوال مــن قصــف‬ ‫وقنابــل وبــرد‪ ،‬ومواجهــة وحــوش البشــر مــن جنــود وأزالم بشــار‪ ،‬وتأميــن لقمــة‬ ‫تســد بهــا رمــق ولديهــا اللذيــن اختطفــا مــن قبــل شــبيحة النظــام ليكملــوا‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫انتقامهــم منهــا ومــن زوجهــا الشــهيد‪ .‬أمــا حكايــة "زينــب الحصــري" فــا‬ ‫تختلــف كثيــر ًا‪ ،‬وهــي التــي تبيــن فيمــا بعــد أنهــا ليســت زينــب‪ ,‬و لكــن ال‬ ‫يهــم مــن تكــون و ال مــا اســمها‪ ,‬المهــم هــل رأوا لحمهــا المحــروق وجســدها‬ ‫الممــزق‪ ،‬و كيــف يعيــد النظــام جثــث غيرهــا مــن الفتيــات الالتــي يختطفــن؟‪،‬‬ ‫هــل ســمعوا بقصــة العــروس "عبيــر" التــي استشــهد خطيبهــا قبــل زفافهــا‬ ‫بيــوم واحــد دهسـ ًا تحــت جنازيــر دبابــات النظــام فــي بابــا عمــرو؟‪ ،‬و"أم ماهر‬ ‫جوريــة" التــي قتلهــا النظــام وهــي تبكــي علــى جثــة ولدهــا‪ ،‬لتستشــهد هــي‬ ‫وابنهــا الثانــي فــوق جســد ابنهــا الشــهيد فــي حــي الخالديــة فــي حمــص‪,‬‬ ‫هــل وصلهــم خبــر "أم جــودت" مــن الرســتن التــي اعتقــل كل أوالدهــا أمــام‬ ‫عينيهــا‪ ،‬ولــم تســمع عنهــم خبــر ًا حتــى هــذا اليــوم‪ ،‬بعــد أن باتــت أمنيتهــا‬ ‫فقــط أن تعلــم أحيــاء هــم أم أمــوات!‪ .‬فتيــات ســوريا حرمــن مــن التعليــم ألن‬ ‫مدارســهن وجامعاتهــن تحولــت إمــا إلــى ســجون وثكنــات أو إلــى ركام‪ .‬هــل‬ ‫ســمع أولئــك الخبــراء بالقاصــرات الســوريات الالتــي تزوجــن عجائــز أثريــاء من‬ ‫الخليــج كــي يتخلــص أهلهــن مــن عــبء إطعامهــن و حمايتهــن‪ .‬هــل حــاول‬ ‫خبــراء تومســون الدخــول إلــى ســراديب الزنزانــات المظلمــة حيــث تقبــع‬ ‫المعتقــات تحــت تنكــي وتعذيــب زبانيــة األســد‪ .‬هــل ســمعوا عــن نســاء‬ ‫حمــص المحاصــرة أو عــن نســاء غوطــة دمشــق الالتــي جفــت أثداؤهــن بســبب‬ ‫نقــص الغــذاء‪ ,‬وهــن يعصرنهــا أمـ ًا فــي خــروج بضــع قطــرات مــن الحليــب‬ ‫عســاها تنقــذ أطفالهــن مــن المــوت‪ .‬هــل رأوا أيــادي مالييــن النازحــات‬ ‫وجلدهــن المتشــقق مــن بــرد الشــتاء فــي مخيمــات الغربــة‪ ،‬أو أجســاد نســاء‬ ‫وأمهــات الغوطــة وهــن يرتجفــن ويترنحــن مــن أثــر ســاح المــوت الكيميائــي‬ ‫الــذي أطلقــه بشــار علــى الرجــال والنســاء واألطفــال علــى حــد ســواء‪ .‬ثــم‬ ‫هــل حــاول خبــراء مؤسســة تومســون أن يضعــوا أنفســهم مــكان نســاء‬ ‫ســورية فــي خوفهــن ورعبهــن مــن صواريــخ الســكود والقنابــل العنقوديــة‬ ‫وقذائــف دبابــات بشــار؟‪ ...‬هــل ســمعوا صــراخ و بــكاء آالف الثكالــى‪ ,‬أو‬ ‫أنيــن المغتصبــات؟‪ ...‬هــل شــهدوا كيــف تعيــش المــرأة فــي ظــل نظــام‬ ‫ي ّدعــي أنــه يحــارب اإلرهــاب‪ ،‬وهــو فــي الحقيقــة يمــارس أعتــى أنــواع العنــف‬ ‫واإلرهــاب ضــد النســاء واألطفــال؟‪ ...‬يحــق لــي أن أســأل‪ ،‬هــل ســمعوا؟‪ ...‬هــل‬ ‫تخيلــوا؟‪ ...‬هــل حاولــوا وضــع أنفســهم مكانهــن يــا تــرى؟‪ ...‬و هــل تعلمــون‬ ‫يــا أصدقائــي فــي مؤسســة تومســون أنــي حتــى هــذه اللحظــة ال أســتطيع‬ ‫أن أذكــر األســماء الحقيقــة لبعــض النســوة الالتــي ذكرتهــن فــي هــذا التقريــر‪،‬‬ ‫خوف ـ ًا مــن أن يطالهــن بطــش النظــام مــرة أخــرى؟!‪ .‬ســادتي فــي مؤسســة‬ ‫تومســون رويتــرز‪ :‬مــع احترامــي الســتطالعكم أود أن أخبركــم أنــه ال يوجــد‬ ‫جحيــم أســوأ مــن ســوريا فــي ظــل نظــام األســد يمكــن أن تعيــش فيــه المــرأة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ثورة على أنصاف المواقف‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫سهير أومري | أوكسجين‬ ‫ـربة لــن تــروي ظمــأك‪ ،‬ونصــف وجبـ ٍـة لــن تشــبع جوعــك‪،‬‬ ‫يقــول جبــران خليــل جبــران‪ " :‬نصــف شـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نصــف طريــق لــن يوصلــك إلــى ّأي مــكان‪ ،‬ونصــف فكــرة لــن تعطــي لــك نتيجــة‪ ،‬النصــف هــو لحظــة‬ ‫َ‬ ‫عجــزك وأنــت لســت بعاجــز‪ ،‬ألنــك لســت نصــف إنســان‪ ،‬أنــت إنسـ ٌـان ُوجــدت كــي تعيــش الحيــاة‪ ،‬وليــس‬ ‫كــي تعيــش نصــف حيــاة"‪.‬‬ ‫إنهــا أنصــاف المواقــف‪ ،‬وأنصــاف الحلــول‪،‬‬ ‫وأنصــاف الــرأي التــي كثيــر ًا مــا كانــت ســبب ًا فــي‬ ‫كل مــا وصلنــا إليــه‪ ،‬حتــى لــم يعــد لنــا مــن ســبيل‬ ‫لحــال أفضــل إال طريقــ ًا خضنــاه عبــر بحــار مــن‬ ‫الــدم والدمــوع‪ .‬اليــوم تعــود أنصــاف المواقــف‬ ‫وأنصــاف الخطــوات لتظهــر علــى ســاحة ثورتنــا‬ ‫فتقلــق مســيرتنا‪ ،‬وتهــدد انتصارنــا‪ ،‬وتنذرنــا‬ ‫بيــوم تجلدنــا فيــه دمــاء الشــهداء‪ ،‬وتنخــر‬ ‫فينــا آهــات المعذبيــن والمعتقليــن والمشــردين‬ ‫والمحاصريــن ألننــا وقفنــا‪ ،‬أو ترددنــا‪ ،‬أو تخاذلنــا‪،‬‬ ‫أو قللنــا مــن قيمــة عملنــا فتركنــاه وتراجعنــا عنــه‪،‬‬ ‫وكل ذلــك بدعــاوى ال تختلــف فــي حقيقتهــا‬ ‫عــن دعــاوى النظــام التــي كان ومــا زال يكررهــا‬ ‫ويرددهــا‪ .‬فترانــا اليــوم نســكت عــن أخطــاء الثــوار‬ ‫بحجــة الحفــاظ علــى وحــدة الصــف وتكريــس‬ ‫الجهــود لمواجهــة العــدو األكبــر المتربــص بنــا‪،‬‬ ‫وترانــا نرضــى بــكل فعــل تحــت صيحــة‪" :‬اللــه‬

‫أكبــر" حتــى ولــو كان صاحبهــا يعمــل ســيفه فــي‬ ‫رقابنــا‪ ،‬ويعمــد إلــى تكفيرنــا وهــدر دمائنــا‪ ،‬وذلــك‬ ‫بدعــوى األخطــاء الفرديــة التــي يمكــن الســكوت‬ ‫عنهــا مقابــل معنــى عظيــم يمثلــه هــذا وأمثالــه‬ ‫وهــو الجهــاد‪ .‬وبتنــا نرضــى بآليــات عمــل فاشــلة‬ ‫ونتجــاوز عمــا نعاينــه مــن ســرقات أو غـ ّـش أو قطــع‬ ‫طريــق‪ ،‬بدعــوى قبــول الوضــع الراهــن لعــدم وجــود‬ ‫البديــل األصلــح فــي الوقــت الحالــي‪ ،‬كمــا صرنــا‬ ‫نقبــل بــكل عمليــات طمــس هويتنــا الســورية‪،‬‬ ‫القائمــة علــى التنــوع واالختــاف والتعايــش مــع‬ ‫كل حــر لــم يحمــل فــي وجهنــا الســاح مــن أبنــاء‬ ‫وطننــا‪ ،‬بدعــوى حاجتنــا لمــن يواجــه عدونــا معنــا‬ ‫مهمــا كان مجهــول الهويــة ومجهــول االنتمــاء‪،‬‬ ‫هــذا عــدا عــن اســتهانتنا باإلعانــة والعطــاء‬ ‫واإلغاثــة بذريعــة عــدم جدواهــا أمــام حجــم‬ ‫الحاجــة ومقدارهــا‪ ،‬أو لعــدم ثقتنــا بمن ســيوصلها‬ ‫للمســتحقين لهــا‪ .‬األمــر الــذي يؤكــد لنــا أننــا إن‬

‫لــم نثــر علــى أنفســنا فنلزمهــا بــأن تكــون ذات‬ ‫رأي جــازم‪ ،‬وموقــف حاســم‪ ،‬وخطــوات ثابتــة تجــاه‬ ‫كل باطــل وكل أذى وكل شــر‪ ،‬إذ لــن يكــون لثورتنــا‬ ‫علــى النظــام معنــى ألننــا ببســاطة لــن ننتصــر‬ ‫ولــو رحــل النظــام‪ ،‬وإنمــا سنســتبدل المحتــل‬ ‫األســدي بمحتــل آخــر نحــن مــن يثبــت لــه عرشــه‬ ‫ويمــد لــه جــذوره فــي أرضنــا‪ ،‬ونحــن مــن نهبــه‬ ‫الســوط ليجلــد بــه ظهورنــا‪ ،‬ونوســع لــه الجــوف‬ ‫الــذي يمتــص بــه خيراتنــا ويــأكل بــه حقوقنــا‪.‬‬ ‫إن لــم تكــن ثورتنــا علــى أنصــاف المواقــف‪،‬‬ ‫وأنصــاف الخطــوات‪ ،‬وأنصــاف الــرأي؛ فــإن‬ ‫الهزيمــة ســتلحقنا‪ ،‬ولــن تجــد الحريــة طريقـ ًا إلينــا‪.‬‬

‫رسالة من أطفال الزبداني‪..‬‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫‪9‬‬


‫رأي‬

‫األيام السوداء في الوطن‬

‫محمد الصفدي | أوكسجين‬ ‫ال يكفــي أن نقــرأ اليــوم األســى واأللــم علــى‬ ‫وجــوه الســوريات و الســوريين فــي منفاهــم‬ ‫الجديــد داخــل الوطــن الســوري‪ ،‬أو فــي الــدول‬ ‫المجــاورة‪ ،‬وفــي أصقــاع األرض؛ كــي نــرى الهــول‬ ‫مــن المجاعــة الممنهجــة داخــل الوطــن‪ ،‬والتــي هي‬ ‫ســاح نظــام األســد اليــوم‪ ،‬إلــى اســتمرار مسلســل‬ ‫التدميــر الشــامل للمــدن والبلــدات والقــرى والبــاد‪،‬‬ ‫تدميــر أتقنــه النظــام األســدي بــل و تفــوق فيــه‬ ‫علــى اإلســرائيليين أنفســهم‪ .‬لكــن صعوبــة زمننــا‬ ‫ال تتجلــى فقــط فــي الواقــع اإلنســاني الصعــب‬ ‫والمؤلــم الــذي صنعتــه وحشــية االســتبداد‪ ،‬بــل‬ ‫تظهــر بوضــوح أيض ـ ًا فــي المســتويين السياســي‬ ‫و الثقافــي فــي الميــدان الســوري‪ .‬ففــي السياســة‪،‬‬ ‫هنــاك انســداد شــامل الحتمــاالت الحــل‬ ‫السياســي‪ ،‬النظــام و حليفــاه اإليرانــي و الروســي‬ ‫يواصــان سياســة األرض المحروقــة‪ ،‬بينمــا تجــد‬ ‫المعارضــات الســورية نفســها فــي العــراء الدولــي‬ ‫و اإلقليمــي‪ .‬أمــا فــي الثقافــة فــإن المســألة تبــدو‬ ‫أكثــر تعقيــد ًا‪ ،‬ألن االنســداد السياســي ينعكــس‬ ‫بشــكل ســلبي علــى الثقافــة و علــى الخطــاب‬ ‫األخالقــي‪ ،‬بحيــث صــار مــن الضــروري العــودة إلــى‬ ‫البديهيــات األخالقيــة و إلــى شــريعة حمورابــي‬ ‫القديمــة جــد ًا‪ ...‬ال تقتــل وال تســرق‪ ،‬كــي ال يجرفنــا‬ ‫الســيل الحطامــي الســائد إلــى التحلــل و المــوت‪.‬‬ ‫غيــر أن المســتوى الثقافــي يكشــف عمــق األزمــة‬ ‫األخالقيــة التــي تعيشــها ثقافتنــا فــي مواكبتهــا‬ ‫لأللــم الســوري الكبيــر‪ ،‬إذ يبــدو اليــوم و كأن أجهــزة‬ ‫النظــام و حلفائــه قــد نجحــت فــي تصويــر الوضع‬ ‫فــي ســورية علــى أنــه خيــار بيــن اســتبدادين‪:‬‬ ‫إمــا النظــام الــذي ي ّدعــي علمانيــة طائفيــة‬ ‫مقيتــة و المتحالــف مــع أصوليــة الماللــي‪ ،‬و إمــا‬ ‫"التيــارات المتطرفــة" كالقاعــدة‪ ،‬إلــى آخــر مــا‬ ‫أنتجــه و يمكــن أن ينتجــه تفــكك المجتمــع‬ ‫الســوري عبــر تدميــر حواضــره و أريافــه‪ .‬إن‬ ‫الدخــول فــي دهليــز التحليــل المؤامراتــي‬ ‫يجــد مــا يدعمــه فــي قيــام النظــام بإطــاق‬ ‫التكفيرييــن مــن ســجونه‪ ،‬و هــو الــذي‬ ‫ســبق لــه و أن اســتخدمهم فــي العــراق‪ ،‬حتــى‬ ‫فــي حكايــة ‘الهــرب’ الكبيــر مــن أبــو غريــب الــذي‬ ‫نظمتــه القاعــدة فــي العــراق كــي يصــب فــي‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫ســوريا‪ .‬و دور نظــام حــزب الدعــوة الــذي يحكــم‬ ‫العــراق اليــوم فــي إطــاق الوحــش مــن قمقمــه‪،‬‬ ‫فهــذه قــراءة قــد تكــون صائبــة‪ ،‬ألن لهــا ســابقة‬ ‫‘فتــح اإلســام’ فــي لبنــان الموجــود والمدعــوم‬ ‫أصــ ًا مــن نظــام األســد والــذي ّأدى إلــى تدميــر‬ ‫مخيــم نهــر البــارد فــي شــمالي لبنــان‪ .‬و كــي نكــون‬ ‫واضحيــن منــذ البدايــة‪ ،‬فأنــا ال أســعى إلــى إدانــة‬ ‫أحــد مــن المثقفيــن الســوريين و العــرب الذيــن‬ ‫كانــوا أوفيــاء لتاريــخ مديــد مــن عالقــة الثقافــة‬ ‫بالســلطة االســتبدادية‪ ،‬ألن الموضــوع أكثــر أهميــة‬ ‫مــن لغــو حــول الموقــف الثقافــي إلــى أحــد مطايــا‬ ‫االســتبداد‪ .‬لكــن مــا يؤرقنــي فعـ ًا هــو كيــف نبلــور‬ ‫موقفــا ثقافيــ ًا – أخالقيــ ًا بشــكل يتعالــى علــى‬ ‫الخطــاب الطائفــي الســائد؟‪ ،‬و‬

‫يكــون مخلص ـ ًا للتضحيــات الكبــرى التــي قدمهــا‬ ‫و ال يــزال يقدمهــا شــعب ســوريا البطــل‪ .‬الحــق‬ ‫يقــال أننــا لــم نعــد نهتــم بخطــاب يســاري‬ ‫خشــبي يلجــأ إلــى خطــاب ممانــع دفعــه فــي‬ ‫الماضــي إلــى تأييــد ســفاح مثــل "ميلوســوفيتش"‪،‬‬ ‫و يدفعــه اليــوم إلــى تغطيــة جرائــم بشــار األســد و‬ ‫رجــال بطانتــه‪ ،‬فالمســألة ال عالقــة لهــا بمقاومــة‬ ‫اإلمبرياليــة األمريكيــة ال مــن قريــب أو مــن بعيــد‪،‬‬ ‫كمــا أنهــا ال عالقــة لهــا بالعدالــة االجتماعيــة‬ ‫التــي قــام األســد بمحوهــا مــن أجــل خدمــة‬ ‫الرأســمالية المتوحشــة لديــه‪ .‬تبــدأ المســألة مــن‬ ‫التزامنــا األخالقــي أمــام التضحيــات الهائلــة التي‬ ‫قدمهــا و يقدمهــا الشــعب الســوري‪ ،‬و أن ال ننســى‬ ‫لحظــة أن االنتفاضــة الشــعبية الســورية مشــروعة‬ ‫و ضروريــة و عادلــة‪ ،‬و أن شــعار الحريــة و الكرامــة‬ ‫الــذي قضــى دفاعـ ًا عنــه عشــرات ألــوف الشــهداء‪،‬‬ ‫هــو شــعار الحــق الــذي ال يســتطيع أي باطــل‬ ‫حجبــه‪ .‬مــن هنــا نبــدأ‪ ،‬و مــن حــق هــذا الحــق‬ ‫علينــا أال تنســينا منعطفــات السياســة الدوليــة و‬ ‫صعوبــة األيــام فــي ســورية أن الحريــة و مقاومــة‬ ‫االســتبداد هــي أســاس كل أخــاق و كل سياســة‪.‬‬ ‫ال وحشــية النظــام و ال أزمــة المعارضــة يجــب أن‬ ‫تنســينا أننــا مــع حريــة الســوريين مهمــا جــرى‪ ،‬و‬ ‫أن ال خطــاب يعلــو علــى حــق اإلنســان فــي أن‬ ‫يكــون إنســان ًا‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫أحزاب سوريا وإغراق البعد الوطني‬ ‫أوكسجين | باسل مطر‬

‫مــا يجــري فــي ســوريا ليســت حربــا أهليــة كمــا‬ ‫يتصورهــا البعــض‪ ..‬أو كمــا تريــد أن تصورهــا‬ ‫دول الغــرب‪ .‬أو كمــا يفعــل نظــام األســد و حلفائــه‬ ‫عندمــا يصـ ّـورون حربهــم علــى أنهــا ضــد إرهابييــن‬ ‫ّ‬ ‫تكفيرييــن‪ ،‬مــع إلصــاق هــذه التهمــة بالســنة عمومـا‪،‬‬ ‫و اعتبــار الثــورة الســورية الحقــة مــن أساســها‬ ‫حركــة طائفيــة ّ‬ ‫موجهــة ضــد نظــام علــوي‪ .‬حيــث أن‬ ‫ّ‬ ‫خطــاب النظــام اإلعالمــي منــذ البدايــة يركــز علــى‬ ‫الطابــع الطائفــي للصــراع‪ ،‬لنفــي الطابــع الوطنــي عــن‬ ‫الثــورة‪ ،‬و لــم يبـ ِـال هــذا النظــام جديــا حتــى بفئــات‬ ‫ّ‬ ‫مــن مؤيديــه ضمــن الطائفــة الســنية ليمنــح لنفســه‬ ‫بعـدًا وطنيـا‪ ،‬لكنــه علــى الصعيــد الرســمي ينفــي ذلــك‬ ‫ليحافــظ علــى ّادعائــه بأحقيتــه بحكــم البــاد مــن دون‬ ‫منــازع أو شــريك‪.‬‬ ‫لكــن المعارضــة الســورية و المنخرطــون فــي‬ ‫صفــوف الثــورة‪ ،‬يســعون إلــى إنــكار مــا ير ّوجــه‬ ‫النظــام عــن طائفيــة الثــورة‪ ،‬و رُفعــت مــن دون‬ ‫جــدوى الفتــات و شــعارات تتغنــى بالوحــدة‬ ‫الوطنيــة‪ .‬غيــر أن الوحــدة الوطنيــة لــم تتحقــق‬ ‫فعــ ًا و لــم تســرْ فــي هــذا االتجــاه‪ ،‬و يمكــن‬ ‫وصــف االنقســامات إزاء الثــورة بأنهــا انقســامات‬ ‫مجتمعيــة راســخة‪ ،‬بمــا أنهــا بقيــت مبنيــة فــي‬ ‫أغلبهــا علــى نــوازع الشــك بيــن مكونــات المجتمــع‬ ‫الســوري المذهبيــة أو اإلثنيــة‪ .‬حيــث ال ُيتوقــع أن‬ ‫يتخلــى النــاس عــن والءاتهــم الطائفيــة أو العرقيــة‬ ‫بســهولة‪ ،‬و حيــث أن االنتمــاء السياســي يندغــم‬ ‫فــي العصبيــة األولــى‪ ،‬فليــس متوقعــ ًا أيضــ ًا أن‬ ‫يتغيــر المــزاج السياســي مــع المتغيــرات و الظــروف‪.‬‬ ‫هــذا يس ـ ّهل فهــم اســتيعاب شــرائح كبيــرة جــد ًا‬ ‫مــن المصطفّيــن مــع النظــام لجرائــم اإلبــادة التــي‬ ‫حــق اآلخــر‬ ‫يرتكبهــا‪ ،‬فهــي جرائــم تقــع فــي ّ‬ ‫المختلــف جوهري ـ ًا و هوياتي ـ ًا ال سياســي ًا فحســب‪.‬‬ ‫فــي الحالــة الســورية المركبــة يكــون مــن الصعــب‬ ‫نفــي الطابــع الطائفــي أو اإلثنــي عــن الصــراع‪ ،‬ألن‬ ‫المجتمــع الســوري طــوال حكــم البعــث لــم ينتظــم‬ ‫علــى أســس سياســية و مجتمعيــة حديثــة‪ ،‬و‬ ‫لــم يكــن الحجــم المتواضــع مــن االندمــاج الــذي‬ ‫ســمح بــه حكــم البعــث ليصــل إلــى ح ـ ّد يتجــاوز‬ ‫العصبيــات األولــى‪ ،‬بــل إن النظــام الحالــي ســعى‬ ‫جاهــد ًا إلــى اســتنفار العصبيــات المذهبيــة‬ ‫و ســواها علــى أنهــا الضمانــة األبقــى ليظــل‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫السوريون خارج السياسة و دونها‪.‬‬ ‫يتحـرّج الكثيــر مــن الســوريين مــن اإلقــرار بنجــاح‬ ‫النظــام علــى هــذا الصعيــد‪ ،‬و قســم منهــم يعتــرف‬ ‫بنجاحــه و يقلــل مــن أهميتــه فــي الوقــت نفســه‪،‬‬ ‫لكــن تبخيــس هــذه الخالصــة حقهــا ال يفيــد فــي‬ ‫شــرح الوقائــع الحاليــة‪ ،‬مثلمــا ال يفيــد التركيــز علــى‬ ‫المخــاوف األقلويــة ســوى فــي صــرف االنتبــاه إلــى‬ ‫وجــه واحــد مــن وجــوه الواقــع‪.‬‬ ‫عــم جميــع‬ ‫لكــن القــول بــأن اســتبداد النظــام ّ‬ ‫الســوريين مــن دون اســتثناء‪ ،‬فهــو قــول محـ ّـق‪ ،‬ال‬ ‫يشــرح آليــة اســتقطابه المعممــة لفئــات محــددة‬ ‫ليســت بالضــرورة األكثــر انتفاعــ ًا مــن مكاســب‬ ‫الســلطة‪.‬‬ ‫فــي الواقــع ليــس جديــد ًا تمامــ ًا أن تلتبــس‬ ‫األحــزاب السياســية الســورية بالعصبيــات التــي‬ ‫تنتمــي إلــى مــا قبــل مفهــوم السياســة المعاصــر‪،‬‬ ‫و فيمــا عــدا األحــزاب الكرديــة المؤسســة القائمــة‬ ‫أصــ ًا علــى أســس إثنيــة‪ ،‬و جماعــة اإلخــوان‬ ‫المســلمين القائمــة علــى أيديولوجيــا مذهبيــة‬ ‫واضحــة‪ .‬ومــن المعلــوم أن األحــزاب األخــرى لــم‬ ‫تخــلُ مــن التحزبــات العصبيــة ضمنــ ًا‪ ،‬فتحــت‬ ‫يضــم فــي‬ ‫شــعارات العروبــة كنــا نجــد حزبــ ًا ال‬ ‫ّ‬ ‫غالبيتــه الســاحقة ســوى مســلمين ســ ّنة‪ ،‬و تحــت‬ ‫شــعارات األمميــة نجــد حزبـ ًا غالبيتــه المؤثــرة مــن‬ ‫الكــرد‪ ،‬و تحــت شــعارات الماركســية أيضــ ًا نجــد‬ ‫حزبــ ًا غالبيتــه مــن الــدروز‪.‬‬ ‫هكــذا هــي حــال التجربــة الحزبيــة طــوال عقــود‪،‬‬ ‫مــع أن أصحابهــا جهــدوا فــي حينهــا لنفــي ذلــك‬ ‫الطابــع عنهــا‪ ،‬مثلمــا تجهــد بقاياهــم اآلن لنفــي‬ ‫االنقســامات العصبويــة فــي المجتمــع ككل‪.‬‬ ‫فــي الحالــة الســورية ليــس مســتبعد ًا أن يكــون‬ ‫إنــكار االنقســامات المجتمعيــة مدخ ـ ًا للهيمنــة أو‬ ‫االســتئثار‪ ،‬علــى األقــل هــذا هــو دأب النظــام الــذي‬ ‫مــن خــال إنــكاره الرســمي يســعى إلــى االســتئثار‬ ‫المســتدام بالســلطة تحــت يافطــة الوحــدة الوطنية‪،‬‬

‫سياسة‬

‫بينمــا خطابــه اإلعالمــي و الفعلــي يواظــب تمزيــق‬ ‫كل إطــار وطنــي‪.‬‬ ‫اعتــراف المعارضــة بواقــع الحــال ال يعنــي تكريســه‬ ‫أو اعتبــاره نهائيــ ًا‪ ،‬و ال يعنــي أيضــ ًا إغفــال‬ ‫المســتوى المتواضــع مــن االندمــاج بيــن مكونــات‬ ‫المجتمــع الســوري‪ ،‬بــل ينبغــي أن يعنــي أو ًال البحــث‬ ‫عــن صيغــة أفضــل لتجنــب الصراعــات األهليــة‬ ‫مســتقبالً‪ ،‬و فتــح البــاب أمــام الصراعــات السياســية‬ ‫الفعليــة التــي نحتاجهــا فــي ســوريا الجديــدة‪..‬‬ ‫وانعدمــت فــي ظــل األســدين وحــزب البعــث‪.‬‬ ‫ربمــا لــم يعــد معيبــ ًا القــول بــأن األكثريــة‬ ‫المذهبيــة فــي ســوريا ال تريــد بقــاء النظــام‬ ‫الحالــي بــأي شــكل‪ ،‬فالضمانــات التــي تُطلــب مــن‬ ‫األكثريــة مبنيــة أص ـ ًا علــى هــذا التصــور الــذي ال‬ ‫يجافــي الواقــع‪ ،‬ال يخــدش منــه تحالــف الضــرورة‬ ‫بيــن النظــام و األقليــات‪.‬‬ ‫و قــد يكــون مــن األفضــل حشــر النظــام فــي هــذه‬ ‫الزاويــة بــدل اال ّدعــاءات الوطنيــة التــي يســتهلكها‬ ‫فــي المنــاورة السياســية‪ ،‬و هــو أي النظــام ال يحتــاج‬ ‫ذريعــة لوصــم المعارضــة بالطائفيــة‪ ،‬و قــد فعــل‬ ‫منــذ بــدء الثــورة‪ ،‬فالمعارضــة لــن تخســر شــيئ ًا‬ ‫فــي مثــل هــذا الجــدل‪ ،‬فهــي علــى كل حــال لــن‬ ‫تكســب مــن أنصــار النظــام الذيــن لــن يتزحزحــوا‬ ‫عــن مناصرتــه و يتصيــدون أي كلمــة أو ســلوك‬ ‫يصــدران عــن المعارضــة لتبريــر جرائمــه ليــس إال‪ ،‬و‬ ‫إذا انعدمــت الذرائــع اختلقوهــا اختالق ـ ًا‪.‬‬ ‫ثــم إن دفــع الجــدل إلــى هــذه العتبــة يحشــر الجميع‬ ‫أمــام اســتحقاقات فكريــة و سياســية يتــم تمييعها‬ ‫لمصلحــة النظــام‪ ،‬ففــي جــدل مــن هــذا القبيــل ال‬ ‫ضمانــة بــأن يقبــل مــن ي ّدعــي النظــام تمثيلهــم‬ ‫بــأن يبقــى ممثلهــم مســتقبالً‪ ،‬و ســيكون مــن حــق‬ ‫تلــك القــوى أن تختــار ممثليهــا الحقيقييــن‪ ،‬إن‬ ‫ارتــأت المضــي فــي اســتقاللية تمثيلهــا‪.‬‬ ‫وال ننســى أن الغايــة مــن هــذه المكاشــفة و‬ ‫المواجهــة هــي إلغــاء الفجــوة الشاســعة بيــن‬ ‫اال ّدعــاءات و الســلوكيات‪ ،‬و فتــح المجــال أمــام‬ ‫اختبــار مــا يريــده الســوريون حقـ ًا‪ ،‬فــإذا كانــوا اآلن‬ ‫موزعيــن بيــن مــن يــرى أن مــا يحــدث ثــورة شــعبية‪،‬‬ ‫و مــن يراهــا ثــورة طائفيــة‪ ،‬فــي الوقــت الــذي يراها‬ ‫الكثيــرون مــن الجانبيــن بوصفهــا حربــ ًا أهليــة‬ ‫طائفيــة‪ ،‬و قــد تكــون األهــداف األولــى الجامعــة‬ ‫للثــورة بمثابــة دليــل لمســتقبل الســوريين تحــت‬ ‫رايــة اتفــاق الجميــع‪ ..‬بعــد زوال حكــم االســتبداد‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫زبدانيات‬

‫ما بين المالءة والعباءة‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫تظهــر مــن مخبئهــا مــن جديــد بعــد طــول غياب‪،‬‬ ‫إنهــا المــاءة الزبدان ّيــة(‪ )1‬التــي تلبســها المــرأة‪.‬‬ ‫وهــي عبــارة عــن قطعــة مــن القمــاش بطــول ‪140‬‬ ‫وعــرض ‪110‬ســم تقريبـ ًا‪ ،‬ومــا أن يبــرد الجــو حتــى‬ ‫تخرجهــا الســيدة مــن صندوقهــا الحديــدي(‪.)2‬‬ ‫وال يظهــر مــن المــرأة إن وضعــت المــاءة علــى‬ ‫جســمها ســوى الســروال النســائي(‪ ،)3‬وهــو ذو‬ ‫قمــاش مثنــى بآخــر القــدم ثنيــات صغيــرة‪ ،‬هــذه‬ ‫الثنيــات ملونــة بألــوان زاهيــة جميلــة للصبايــا‪،‬‬ ‫وتكــون ذات ألــوان داكنــة للنســاء األخريــات مــن‬ ‫كبيــرات الســن‪ .‬وللمــاءة النســائية الزبدانيــة‬ ‫نوعــان‪1 :‬ـ دق الليــرة‪ :‬وهــي عبــاءة حمــراء اللــون‪،‬‬ ‫ذات نقــاط ودوائــر تميــل إلــى الصفــرة‪ ،‬قماشــها‬ ‫ســميك ألنهــا تطــوى علــى ط ّيتيــن‪ ،‬كانــت تُلبــس‬ ‫مــن قبــل الصبايــا والنســاء الفتيــات‪ .‬وكان ثمــن‬ ‫المــاءة الزبدانيــة الصفــراء بحــدود ليــرة عثمانيــة‬ ‫ذهبيــة واحــدة(‪.)4‬‬ ‫‪2‬ـ مــاءة تركمانيــة‪ :‬تنســج عنــد نــول عائلــة‬ ‫"شــلهوب" للحياكــة فــي الزبدانــي‪ .‬كانــت تلبــس‬ ‫عنــد النســاء المتقدميــن فــي الســن‪ .‬قماشــها أرق‪،‬‬ ‫وعلــى طبقــة واحــدة‪ ،‬ولونهــا أرزق وذات خيــوط‬ ‫حمــراء علــى أطرافهــا بعــرض ‪ 20‬ســم‪ ،‬أمــا ثمنهــا‬ ‫فأرخــص مــن األولــى بكثيــر‪ ،‬وســعرها كان يقتــرب‬ ‫مــن الليــرة الســورية الواحــدة(‪.)5‬‬ ‫أمــا العبــاءة الرجاليــة فهــي رديــف المــاءة‬ ‫النســائية‪ ،‬تلبــس فــي أوقــات البــرد‪ ،‬وفــي الصيف‬ ‫وفــي جميــع المناســبات‪ ،‬وهــي علــى أنــواع عديــدة‬ ‫نذكــر منهــا‪1 :‬ـ عبــاءة الجــوخ االنجليــزي‪ :‬عبــاءة‬ ‫شــتوية تصنــع مــن األجــواخ غاليــة الثمــن‪ ،‬وتكــون‬ ‫بلــون أســود فقــط‪ ،‬وتحتــاج إلــى ‪ 4‬يــاردات(‪)6‬‬ ‫مــن القمــاش ذات العرضيــن‪2 .‬ـ عبــاءة شــتوية‬ ‫أخــرى مــن قمــاش يدعــى "أمبريــال"‪ ،‬أقــل ســماكة‬ ‫وأرخــص ثمنـ ًا مــن األولــى وذات لــون أســود أيضـ ًا‪،‬‬ ‫وتلبــس فــي الربيــع والخريــف‪3 .‬ـ عبــاءة الوبــر(‪:)7‬‬ ‫وتكــون ذات لــون أصفــر داكــن وكانــت تحــاك فــي‬ ‫بغــداد‪4 .‬ـ العبــاءة الحســاوية(‪ :)8‬وهــي رقيقــة‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫تُلبــس فــي الصيــف وفــي المناطــق الحــارة مــن‬ ‫بالدنــا‪ ،‬وتكــون مــن الحريــر الطبيعــي‪ ،‬وألوانهــا‬ ‫األبيــض والســكري والطحينــي واألســود‪ ،‬وتكــون‬ ‫شــفافة مزينــة بالقصــب أو بخيطــان الحريــر‪5 .‬ـ‬ ‫الفــروات‪ :‬وهــي نــوع مــن أنــواع العبــي للرجــال‬ ‫وتكــون علــى أنــواع‪:‬‬ ‫فــروة مــن جلــد الغنــم الطــري جــد ًا‪ ،‬تكــون غاليــة‬‫جــد ًا إذ تصنــع مــن ‪ 40‬إلــى ‪ 50‬جلــد خــروف‬ ‫مولــود حديثـ ًا‪ ،‬تمتــاز بخفتهــا فــي الــوزن‪ - .‬فــروة‬ ‫جلــد الغنــم الكبيــر التــي تخــاط مــن ‪ 5‬جلــود‬ ‫وأكثــر‪ ،‬وهــي أرخــص مــن األولــى‪ .‬ـ الفــروات‬ ‫ذات األقمشــة الصناعيــة‪ ،‬تصنــع مــن قمــاش‬ ‫ســميك يشــبه ال ُم ْخ َمــل‪ُ ،‬ي ّبطــن مــن الداخــل بالفــرو‬ ‫الصناعــي‪.‬‬ ‫اليــوم لــم تعــد العبــاءة الرجاليــة ذات الوبــر‬ ‫موجــودة‪ ،‬إنمــا أصبحــت رمــز تراثــي يتوارثهــا أفراد‬ ‫األســرة مــن جيــل إلــى جيــل‪ .‬ومــا زالــت حتــى‬ ‫هــذه األيــام ترتــدى مــن قبــل الشــباب والرجــال‬

‫فــي الزبدانــي‪ .‬أمــا المــاءة النســائية الزبدانيــة‬ ‫فلــم تعــد مرغوبــة مــن قبــل الفتيــات‪ ،‬إال أن أغلــب‬ ‫النســاء كبيــرات الســن يلبســنها حتــى اليــوم‬ ‫وخاصــة فــي وقتنــا الحالــي‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وهــي الماليــة باللهجــة الزبدانيــة وتدعــى دق‬ ‫النيــرة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ وهــو صنــدوق يحــوي ثيــاب المــرأة أو العــروس‬ ‫المتزوجــة حديث ـ ًا‪3 .‬ـ وهــو مــا يســمى بالشــنتيان‬ ‫باللهجــة الزبدانيــة‪.‬‬ ‫العصمليــة وتســاوي ‪ 5‬ليــرات‬ ‫‪4‬ـ وتدعــى بالليــرة ُ‬ ‫ونصــف الليــرة الســورية‬ ‫‪5‬ـ وتساوي ‪ 20‬فرنك ًا فرنسي ًا‪.‬‬ ‫‪6‬ـ اليارد وحدة قياس تساوي ‪90‬سم‪.‬‬ ‫العبــي تُصنــع مــن وبــر‬ ‫‪7‬ـ وهــي مــن أغلــى أنــواع ُ‬ ‫الجمــال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪8‬ـ تســمى الحســاوية نســبة إلــى اإلحســاء فــي‬ ‫الســعودية وذلــك لرقــة قماشــها‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫الزبداني وراء القضبان‬

‫تقرير‬

‫معانات من آثرو الخروج من الزبداني حفظا لما تبقى من كرامتهم ونبضا لقلبها‬ ‫وائل علي | أوكسجين‬ ‫أصبــح لدينــا ثــورة علــى االســتبداد‪ ،‬وأصبــح‬ ‫لدينــا مئــات الشــهداء تحــت التعذيــب الشــديد‪،‬‬ ‫وآالف القتلــى بصواريــخ ســكود والقنابــل‬ ‫الفســفورية والعنقوديــة والهــاون والكيمــاوي‬ ‫والبراميــل المتفجــرة‪ .‬وأصبــح لدينــا ثمانيــة‬ ‫مالييــن نــازح توزعــوا علــى أرض اللــه‪ ..‬فــي أرض‬ ‫اللــه الواســعة‪ ،..‬ونــزح أبنــاء المــدن المنكوبــة إلــى‬ ‫المــدن األخــرى التــي مــا زالــت شــبه آمنــة‪ ،‬بينمــا‬ ‫تنتظــر حصتهــا مــن البطــش وحمــات التأديــب‪،‬‬ ‫فــي تغييــر ديموغرافــي ُيثيــر الريبــة‪ .‬بينمــا لجــأ‬ ‫ونــزح مئــات اآلالف إلــى الــدول المجــاورة‪ ،‬وكثيــر‬ ‫منهــم أكمــل طريقــه نحــو أوروبــا‪ ..‬ومنهــم مــن‬ ‫نجــا ومنهــم مــن قضــى غرقــ ًا‪ ..‬ومنهــم مــن‬ ‫بقــي داخــل المــدن والبلــدات المحاصــرة‪ ،‬وآثــر‬ ‫البقــاء تحــت القصــف والحصــار المباشــر‪ .‬وفــي‬ ‫الزبدانــي الصامــدة‪ ..‬هنالــك العديــد مــن العوائــل‬ ‫فــي داخــل الزبدانــي‪ ..‬أســر كثيــرة بقيــت فــي‬ ‫بيوتهــا ولــم تــرض بالرحيــل ســبيالً‪ ،‬يعانــون مــا‬ ‫يعانــون ويتألمــون‪ ..‬ويحاصــرون‪ ..‬ويبحثــون عــن‬ ‫لقمــة الخبــز المفقــودة‪ .‬هنــاء مــا زالــت تســكن‬ ‫فــي منزلهــا الكائــن فــي المحطــة‪ ..‬تقــول‪ :‬أكتبــوا‬ ‫عنــا‪ ،‬نحــن الذيــن نعانــي هنــا‪ ..‬حيــث ربطــة الخبــز‬ ‫بـــ ‪ 200‬ل‪.‬س وغيــر متوفــرة‪ ..‬دفعنــا ثمــن البقــاء‬ ‫فــي منزلنــا غاليــ ًا‪ ..‬أصبحــت وأخوتــي جميعهــم‬

‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫مطلويــن لــدى نظــام األســد‪ ..‬حتــى أختــي فــي‬ ‫المعتقــل منــذ ‪ 8‬أشــهر‪ ..‬ونقلــت حديثــ ًا إلــى‬ ‫ســجن عــدرا‪ ،‬لــم نســتطع أن نزورهــا‪ ،‬وأطفالهــا‬ ‫صغــار‪ .‬أمــا أم حســين فتقــول‪ :‬غــادرت الزبدانــي‬ ‫إلــى لبنــان لكننــي لــم أســتطع البقــاء هنــاك‪..‬‬ ‫بســبب غــاء المعيشــة‪ ،‬وعــدت مــن أجــل ولــد ّي‪..‬‬ ‫فهمــا فــي الجيــش الحــر‪ ،‬أبقــى معهــم وأســهر‬ ‫علــى قضــاء حاجاتهــم مــع أخوانهــم الثــوار‪..‬‬ ‫وتتابــع‪ :‬أعــد لهــم الطعــام بعــد أن نــذرت نفســي‬ ‫لهــم بعــد استشــهاد زوجــي‪ .‬أمــا علــي الــذي قــرر‬ ‫البقــاء داخــل الزبدانــي‪ ،‬يتحــدث عــن ســبب ذلــك‪:‬‬ ‫أحببــت أن أبقــى هنــا تحــت الخطــر الــذي أعــده‬ ‫أرحــم مــن أن ُأعتقــل‪ ،‬فلــي شــقيق معتقــل منــذ‬ ‫‪ 5‬أشــهر وال نعــرف عنــه شــيئ ًا‪ ،‬وكــون أهالــي‬ ‫الزبدانــي ينقســمون مــا بيــن شــهداء ومفقوديــن‬ ‫و مطلوبيــن‪ ،‬فاألفضــل البقــاء هنــا بكرامــة‪ .‬لكــن‬ ‫لعصــام رأي آخــر عندمــا ســألته كيــف ألي إنســان‬ ‫أن يدخــل إلــى الزبدانــي دون أن يكــون مطلوب ـ ًا‪..‬‬ ‫ضحــك وأجــاب‪ :‬نزلــة واحــدة إلــى هنــا تعرضكــم‬ ‫ألن تصبحــوا مطلوبيــن‪ ،‬وال ينفــع إ َال التخفــي‪ ،‬ألن‬ ‫المخبريــن يجتهــدون فــي عملهــم‪ .‬ويســكن فــي‬ ‫الزبدانــي أيضـ ًا مــن الشــباب الذيــن أعمارهــم فــي‬ ‫ســن الخدمــة اإللزامية‪ .‬يقول حســان‪ :‬لم أســتطع أن‬ ‫أدبــر تأجيـ ًا لعــدم ســحبي إلــى الخدمة العســكرية‪،‬‬ ‫وكونــي أصبحــت مطلوب ـ ًا للســبب نفســه‪ ،‬فإننــي‬ ‫أفضــل البقــاء فــي الزبدانــي وأن أمــوت هنــا‪،‬‬

‫علــى أن ُأســاق إلــى جيــش األســد وأقتــل أخوتــي‬ ‫الســوريين‪ .‬وتعانــي مدينــة الزبدانــي مــن انقطــاع‬ ‫المــاء والكهربــاء المتواصــل مــع عــدم توفــر‬ ‫وقــود التدفئــة‪ ..‬فالمدينــة التــي كانــت منــارة‬ ‫الســياحة‪ ،‬أصبحــت اليــوم خراب ـ ًا‪ .‬أمــا هالــة التــي‬ ‫لجــأت إلــى الزبدانــي علــى أثــر تقريــر مــن مخبــر‪..‬‬ ‫كونهــا ناشــطة‪ ،‬فتــرى أن مكوثهــا إلــى جانــب‬ ‫المواطنيــن الذيــن يقطنــون المدينــة شــرف كبيــر‬ ‫لهــا‪ ..‬حيــث تقتــرب مــن معاناتهــم‪ ،‬وتســتطيع‬ ‫أن تتحــدث بلســانهم‪ ،‬أولئــك المهمشــين خلــف‬ ‫األســوار‪ ،‬لكنهــم يتمتعــون بحريتهــم كاملــة‪ ..‬دون‬ ‫أن ينتقــص منهــا جنــود األســد‪ .‬أمــا أم عدنــان‬ ‫فتــرى أن ال شــيء فــي الدنيــا يمنعهــا عــن الحيــاة‬ ‫فــي الزبدانــي‪ ..‬ألنهــا تبقــى قريبــة مــن تربــة‬ ‫ابنهــا الشــهيد حســب رأيهــا‪ ،‬فهــي تربــي اليــوم‬ ‫ابنــه اليتيــم داخــل الزبدانــي‪ ،‬وال تريــد الخــروج‬ ‫منهــا أبــد ًا‪ .‬لكــن ســناء تفتخــر بأنهــا مــا زالــت‬ ‫فــي الزبدانــي‪ ..‬فهــي ال تســتطيع أن تتحمــل‬ ‫مضايقــات اللجــان الشــعب ّية‪ ،‬وال تشــبيح جنــود‬ ‫األســد‪ ..‬وال ســباب المواليــن للنظــام أينمــا كانــوا‬ ‫وخاصــة فــي منطقــة بلــودان التــي وزّع فيهــا‬ ‫النظــام أخيــر ًا حصــص المــازوت خصيص ـ ًا علــى‬ ‫أهلهــا‪ ،‬وتــرك النازحيــن مــن الزبداني ّيــن ومــن‬ ‫المناطــق األخــرى يرتجفــون مــن البــرد‪ ،‬بحجــة أنهم‬ ‫ســوف يحصلــون علــى حصصهــم الحق ـ ًا‪ ..‬ربمــا‬ ‫فــي فصــل الصيــف تتابــع ســناء ســاخرة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني‬ ‫اف ام‬

‫سالمتك‪ :‬أمراض‬ ‫الجهاز التنفسي‬

‫*) وزيــر الرتبيــة والتعليــم يعلــن يــوم‬ ‫الخميــس عطلــة رســمية بســبب تســاقط‬ ‫الثلــوج‪ ...‬بانتظــار عــودة التالميــذ إىل املظاهرات ومالحقة فلول املندسني‪...‬‬ ‫مقاعدهــم حــن تصبــح الطرقــات ســالكة *) تواصــل القتــال عــى كافــة الجبهــات يف‬ ‫وتعــود الحيــاة لطبيعتهــا رغــم تســاقط معظــم املــدن والبلــدات الســورية‪ ....‬يعنــي‬ ‫القذائــف‪ ...‬يحــدث فقــط يف ســوريا‪ !!...‬ســوريا كلهــا مــو بخــر اللهــم إال جبهــة‬ ‫*) "الجربــا" يتوعــد باســتالم الجيــش الحــر الســاحل مــا بعــرف ليــش مــا حــدا عــم يقرب‬ ‫أســلحة نوعيــة خــال مــدة أقصاهــا شــهر‪ ...‬عليهــا‪ ....‬بيجــوز كرمــال عيــون األقليــة‪ ...‬إي‬ ‫مــن ســنتني ونحنــا عــم نســمع هالخــر ومــا عــى هالحالــة الشــعب الســوري كلــووو رح‬ ‫شــفنا يش‪ ...‬خلّــوا الشــحن يوصــل بــاألول يصــر أقليــة‪ ...‬هــي إذا مــا انقــرض‪!!...‬‬ ‫بعديــن بتبلشــوا تطبيــل وتزمــر‪!!...‬‬ ‫*) الجزائــر تقــرر إعــادة ترحيــل ‪ 197‬الجــئ‬ ‫*) نتنياهــو يلغــي مشــاركته يف مراســم ســوري إىل لبنــان بحجــة عــدم امتالكهــم‬ ‫جنــازة مانديــا بســبب مصاريــف الرحلــة‪ ...‬مبلــغ ‪ 4‬آالف يــورو ووثيقــة اســتقبال‪ ...‬وهذا‬ ‫ومعارضتنــا الكرميــة مقضيتهــا رحــات إن دل فإنــه يــدل عــى الوحــدة و اللحمــة‬ ‫وأوتيــات‪ ...‬يش غريــب بــس متــل العــادة‪ !!...‬العربيــة ومواقــف العــرب التــي كانــت وال‬ ‫*) تتأثــر عــدة مناطــق يف ســوريا بامتــداد زالــت مرشفــة بحــق الشــعب الســوري‪...‬‬ ‫املنخفــض الجــوي‪ ،‬مــع تأخــر وصــول عاصفــة تكبييييــر‪!!...‬‬ ‫"أليكســا" إىل دمشــق بســبب إغــاق جميــع‬ ‫الطــرق املؤديــة إليهــا بالحواجــز واملدرعات‪...‬‬ ‫يــا خــويف مــا تكــون علقانــة عــى يش حاجــز‬ ‫وتكــون نســيانة هويتهــا أو تطلــع "أليكســا"‬ ‫مــن العائــات املشــبوهة عنــد النظــام‪!!...‬‬

‫*) بريطانيــا تعفــي مواطنــي اإلمــارات مــن‬ ‫تأشــرة الدخــول إىل أراضيهــا‪ ...‬والــدول‬ ‫العربيــة تشــدد مــن إجــراءات دخــول‬ ‫الســوريني إىل بلدانهــا‪ ...‬بــس ياحيــف‪!!..‬‬

‫*)تواصــل انقطــاع الكهربــاء يف مناطــق‬ ‫*) مئــة ألــف متظاهــر مناهــض للحكومــة يف بلــودان واملعمــورة بســبب تراكــم الثلــوج‬ ‫شــوارع بانكــوك‪ ،‬والحكومــة تطلــب مشــورة وحواجــز الجيــش والشــبيحة‪ ...‬مــع جامعــات‬ ‫ونصيحــة األســد الذائــع الصيــت يف قمــع قــذرة متفرقــة مــن اللجــان الشــعبية‪..‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫األقلية‬

‫هــي مجموعــة عرقيــة أو إقليميــة أو دينيــة أو غريهــا متتلــك هويــة‬ ‫مميــزة‪ ،‬أو جامعــة فرعيــة تعيــش بــن جامعــة أكــر‪ ،‬وتكّــون مجتمعـاً‬ ‫تربطــه مالمــح متيــزه عــن املحيــط االجتامعــي حولــه‪ ،‬وتعتــر نفســها‬ ‫بأنهــا تعــاين مــن تســلط مجموعــة تتمتــع مبنزلــة اجتامعيــة أعــى‬ ‫وامتيــازات أعظــم‪ .‬تختلــف األقليــات مــن حيــث العــدد واملنزلــة‬ ‫االجتامعيــة‪ ،‬ومــدى تأثريهــا يف مجتمــع األكرثيــة‪ ،‬ومهــا كانــت هــذه‬ ‫املنزلــة فمجتمــع األكرثيــة ينظــر إليهــم عــى أنهــم غربــاء عنــه‪.‬‬

‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫ينشــأ هــذا املــرض عــن فــروس يوجــد يف‬ ‫إفــرازات الجهــاز التنفــي‪.‬‬ ‫أعراض الرشح‪:‬‬ ‫ارتفــاع مفاجــئ يف درجــة حــرارة الجســم‬‫والوهــن وآالم عامــة‪.‬‬ ‫قشعريرة وفقدان الشهية‪.‬‬‫رشح وانسداد يف األنف‪ ،‬وصعوبة يف التنفس‪.‬‬‫قــد تصــل العــدوى إىل الحلــق فتســبب آالم‬‫الحلــق وبحــة يف الصــوت‪.‬‬ ‫يــدوم الرشــح مــن ‪ 3‬إىل ‪ 7‬أيــام إذا مل تحصــل‬ ‫أيــة مضاعفــات‪.‬‬ ‫الوقاية‪:‬‬ ‫االبتعاد عن األماكن العامة املزدحمة‪.‬‬‫تجنــب االقــراب مــن املصابــن بالرشــح‬‫واالبتعــاد عــن أنفاســهم وعــدم اســتعامل‬ ‫أدواتهــم‪.‬‬ ‫اإلكثــار مــن تنــاول أطعمــة مغذيــة وخاصــة‬‫الفاكهــة والخضــار الغنيــة بفيتامــن ‪ C‬مثــل‬ ‫الليمــون الحامــض والربتقــال‪.‬‬ ‫رشب الســوائل الســاخنة مثــل الشــاي‬‫والشــوربة‪.‬‬ ‫العالج‪:‬‬ ‫عنــد اإلصابــة باملــرض يجــب الخلــود إىل‬ ‫الراحــة وعــدم التعــرض للتيــارات الهوائيــة‬ ‫البــاردة‪ ،‬باإلضافــة إىل تنــاول خافضــات الح ـرارة‬ ‫واملســكنات ومضــادات الســعال‪ ،‬وغرغــرة‬ ‫الفــم باملــاء وامللــح‪ ،‬وذلــك لتجنــب حــدوث‬ ‫مضاعفات‪.‬مــع اســتعامل املناديــل عنــد الســعال‬ ‫والعطــاس باإلضافــة إىل رضورة تهويــة املنــزل‬ ‫بشــكل مســتمر‪ .‬إذا تفاقمــت نوبــة الــزكام‬ ‫ينبغــي مراجعــة الطبيــب‪.‬‬

‫أقلية وطن‬

‫هــم مجموعــة مــن ســكان أرض بقــوا يف أرضهــم رغــم احتاللهــا‬ ‫مــن قبــل قــوة أو شــعب آخــر‪ ،‬ليصبــح الســكان األصليــون أقليــة فيــه‬ ‫بســبب مامرســة املحتــل‪ ،‬ســواء قــام ذلــك املحتــل بتهجــر أغلــب‬ ‫الســكان األصليــن وجلــب شــعب جديــد ليســتوطن أرضهــم؛ أو مل‬ ‫يطــرد أصحــاب األرض خــارج الوطــن‪ ،‬وإمنــا كان عــدد املســتوطنني‬ ‫الجــدد أكــر مــن عــدد الســكان األصليــن مــا يدفعهــم إىل العيــش‬ ‫يف مناطــق نائيــة ومنزويــة تحــت ســيادة املحتــل وقوانينــه الجديــدة‪،‬‬ ‫يعانــون مــن سياســة إقصــاء ومتييــز عنــري‪ ،‬وتكــون حقوقهــم‬ ‫منقوصــة مقارنــة بحقــوق املحتلــن‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫حيطان منحبكجية‬

‫فواصل‬

‫ربي يشفيك يا بو وديع‪..‬‬ ‫*دخيل رب الوسوف‪ ...‬ودخيل صباطك يا أسدنا تاج رأسنا‪.‬‬ ‫*ياريت يا أبو وديع أغنية تهز العامل للجيش العريب السوري‪.‬‬ ‫*الله يشفيك ويحميك أنت وأسدنا وتؤبروين محالكني‪.‬‬ ‫*أبو وديع الغايل ريب يشفيك‪...‬أنت مرضت‪ ...‬ومرضت معك سوريا‪.‬‬ ‫* الله يشفيك ويقربين األسد الحنون‪.‬‬ ‫*األصيل بوقف مع األصيل‪.‬‬ ‫*الله ياخد من عمرنا ويعطيك أبو وديع‪.‬‬ ‫*نيالــك عــى هالوقفــة يــا غــايل يــا أبــو وديــع‪ ...‬واللــه يحفظــك يــا مــن حملــت‬ ‫ســوريا بقلبــك و فرجيتــا لــكل املســكونة‪.‬‬ ‫*نيــال قلبــك يــا أبــو وديــع‪ ...‬القلــب الــي بحــب ســيادة الرئيــس مــا مبــوت‪...‬‬ ‫ألن اللــه محبــة والخلــود للــه وللمحبــة‪!!..‬‬ ‫*دبحك الكوكاين‪...‬‬ ‫ردود أوكسجين‪:‬‬ ‫اللــه يشــفيه آمــن بــس دخيــل عينكــم مــن دون غنيــة للجيــش تهــز العــامل مــن‬ ‫دون يش الــدين عــم تهــز فينــا مــن الــدج والقذائــف والصواريــخ‪ ...‬واللــه يســمع‬ ‫منكــم وياخــد عمركــم‪ ...‬يعنــي مــايش الحــال‪ ...‬منتحمــل وســوف بــس منخلــص‬ ‫مــن كــذا منحبكجــي‪...‬‬

‫األبراج‬

‫برج المواطن السوري‪:‬‬ ‫بلّــش املطــر والتلــج وشــكلها الشــتوية ســقعة‪...‬‬ ‫بتنصحــك األبـراج أنــك تنشــق قبــل مــا متــوت مــن‬ ‫الــرد‪.‬‬ ‫برج بشار‪:‬‬ ‫ألــف يــوم عــى الثــورة الســورية ونحنــا عــم نقلــك‬ ‫"ارحــل"‪ .‬وإذا منضــل مليــون يــوم كــان بــدك‬ ‫ترحــل‪!!..‬‬ ‫برج المجتمع الدولي‪:‬‬ ‫أطفــال املخيــات مــو ناطريــن ال جنيــف وال‬ ‫رومــا‪ ...‬بدهــن بــس يش يخلصهــن مــن الــرد‬ ‫واملــوت‪...‬‬ ‫برج المنحبكجي‪:‬‬ ‫يــوم بعــد يــوم عــم تثبــت أنــو قصــة عشــقك‬ ‫للبســطار العســكري مــن أجحــش قصــص الحــب‬ ‫بالتاريــخ‪!!...‬‬ ‫برج الفسفوس‪:‬‬ ‫مــن كل عمــرو لســانك وســخ وطويــل وبــدو قص‪...‬‬ ‫بــس شــكلها كــان رقبتــك صــار بدهــا قص‪...‬‬ ‫برج السوري‪:‬‬ ‫كلــو خانــك‪ ...‬الصوبيــا واملــازوت والغــاز‪ ...‬ماضــل‬ ‫عنــدك غــر "الحـرام" عــم يحــن عليــك ويدفيــك‪!!...‬‬ ‫العدد (‪ )88‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\13‬‬

‫متابعة‪ :‬مندسة متسللة‬

‫حكمة المثل الشعبي‬

‫التكهن بأحوال الطقس‬

‫يتذكــر أحــد كبــار الســن األيــام الماضيــة‬ ‫وهــو يضــع حطبــ ًا فــي الموقــدة‪ ،‬فيقــول‪:‬‬ ‫"األيــام القادمــة بــاردة جــدًا"‪ ،‬وحيــن ُســئل‬ ‫عــن ســبب معرفتــه أو عــن الدالئــل التــي أخــذ‬ ‫منهــا تلــك المعرفــة أجــاب‪" :‬كنــا فــي القديــم‬ ‫ال نعلــم بأحــوال الطقــس كمــا يحــدث اليــوم‪،‬‬ ‫لكننــا كنــا نعــرف األحــوال الجويــة ونالحــظ‬ ‫المؤشــرات الموجــودة حولنــا‪ ،‬كنــا ننظــر‬ ‫للشــفق وإلــى أعلــى الجبــل حيــث يلتقــي مــع‬ ‫األفــق‪ ،‬وعندمــا ننظــر ونــرى أن لــون الســماء‬ ‫يميــل إلــى الحمــرة نعــرف أن الثلــج قــادم‪،‬‬ ‫ويهطــل الثلــج فــي نفــس الليلــة‪ .‬وتابــع‬ ‫الرجــل المســن بــأن هنــاك أمثــال شــعبية‬ ‫كثيــرة عــن الطقــس وعــن حالــة الجــو‪ ،‬ننقلهــا‬ ‫إلــى أوالدنــا وأحفادنــا‪ .‬هــذه المعرفــة هــي‬ ‫خبــرة الســلف للخلــف وهــي ثــروة ال تقــدر‬ ‫بثمــن‪ ،‬لكــن التكنولوجيــا التــي تقدمهــا‬ ‫األقمــار الصناعيــة ال تتناقــض مــع خبــرة‬

‫األجــداد‪ ،‬فحالــة الطقــس التــي تتنبــأ بهــا‬ ‫مديريــة األحــوال الجويــة كل يــوم‪ ،‬تؤكدهــا‬ ‫خبرتنــا المكتســبة‪ .‬ومــن األمثــال التــي‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫عش ّــية‪...‬‬ ‫ــرت ِ‬ ‫تتحــدث عــن الجــو‪" :‬إن حم ِ‬ ‫دورلــك ع شــي مغــارة َد ِف ِّيــة‪ ،‬وإن ّحمــرت باكــر‬ ‫احمــل عصاتــك وســافر"‪ ،‬هــذا المثــل الجميــل‬ ‫ـاء بــأن‬ ‫نشــرة جويــة كاملــة‪ ،‬فــإذا رأيــت مسـ ً‬ ‫لــون الشــفق قــد مــال إلــى اللــون الــوردي فــا‬ ‫بــد لــك أيهــا المســافر أن تبحــث عــن مغــارة‬ ‫دافئــة لتقضــي ليلتلــك بهــا‪ ،‬وإن كانــت‬ ‫تلــك الحمــرة فــي الصبــاح الباكــر فهــذا ينبــئ‬ ‫بطقــس دافــئ جميــل مناســب للســفر‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.