أوكسجين العدد ( 90 ) السنة الثانية - الجمعة 27\12\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫أتفاق في المعضمية‪ ..‬بعد حصار خانق‬ ‫عمالء من حيث ال نشعر!!‬ ‫تركي ــا الى أين؟؟؟‬ ‫هل اليران دور في الثورات العربية؟‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) 90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫ميالد مجيد‪ ...‬ميالد معتقل وشهيد‬

‫أوكسجين | هيئة التحرير‬

‫ســوريا األم وبتشــكيلتها الدميوغرافيــة الفريــدة تحتضــن جميــع األديــان‬ ‫الســاوية وكافــة الطوائــف واملذاهــب‪ ،‬هــي اليــوم ويف ميــاد الســيد‬ ‫املســيح رســول املحبــة تصــي مــن أجــل األمــن والســام‪ ،‬يف وطــن بــات‬ ‫املــوت فيــه مشــهدا ً شــبه يومــي‪ ،‬بعــد أن تعــددت أســبابه بــن القصــف‬ ‫والقنــص والــرد والجــوع‪ .‬قــدر مجهــول ينتظــر ماليــن الوجــوه املبعــرة‬ ‫يف مخيــات النــزوح واللجــوء ويف أقبيــة زنزانــات النظــام املظلمــة‪.‬‬ ‫طفولــة حائــرة وأرواح بائســة تكافــح يك تعيــش‪ ،‬يف ظــل الحصــار الــذي‬ ‫يــزداد وطــأة كل يــوم‪ ،‬قهــر وبــرد وجــوع ورغيــف خبــز صعــب املنــال‪...‬‬ ‫يف امليــاد املجيــد نصــي لســامة األب باولــو‪ ...‬األب الروحــي لثورتنــا‬ ‫الســورية‪ ..‬وأليقونتهــا رزان زيتونــة‪...‬‬ ‫نصيل ألجل معتقلينا وجرحانا وشهدائنا‪...‬‬ ‫ولناشطينا وإعالمينا وأطبائنا املسعفني يف ساحات الرصاع‪...‬‬ ‫ميــاد مجيــد‪ ...‬ميــاد معتقــل وشــهيد‪ ...‬ميــاد نــازح والجــئ ومه ّجــر‬ ‫بعيــد‪...‬‬ ‫كل عام والسوريون غري معتقلني وغري مهجرين‪...‬‬ ‫كل عام وأطفال سوريا يبتسمون‪...‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬أتفاق في المعضمية‪ ..‬بعد حصار خانق‬ ‫‪ -4‬حدائق األمس مقابر اليوم‬ ‫‪ -5‬عمالء من حيث ال نشعر!!‬ ‫‪ -6‬تركيــــا الى أين؟؟؟‬ ‫‪ -8‬الفردوس المفقود‬ ‫‪ -10‬مفكر سياسي في مهب الريح‬ ‫‪ -11‬مدينة كوباني نموذجًا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫‪َ -12‬أ َرب َّ‬ ‫مسينية الخريف‬ ‫عينية الشتاء وخ‬ ‫‪-13‬هل اليران دور في الثورات العربية؟‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬فواصل ‪ -‬الزبداني‪ ..‬حصار مستمر‬

‫األب باولو‪..‬‬

‫الحرية لك‪..‬‬ ‫والحريــة لكافــة المعتقليــن‬ ‫فــي ســجون الظــام‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫أتفاق في المعضمية‪ ..‬بعد حصار خانق‬

‫تقرير‬

‫فادي الصالح | أوكسجين‬

‫توصلــت لجنــة مؤلفــة مــن مدنيــن‬ ‫وعســكريني يف مدينــة معضميــة الشــام التفــاق‬ ‫مــع قــوات النظــام التــي تحــارص املدينــة‬ ‫منــذ عــام وشــهرين‪ ،‬وذلــك يــوم األربعــاء‬ ‫‪ .2013/12/25‬يذكــر أن معضميــة الشــام تقــع‬ ‫عــى بعــد ثالثــة كيلومــرات إىل الجنــوب‬ ‫الغــريب مــن العاصمــة الســورية دمشــق‪ .‬وقــد‬ ‫بلــغ عــدد ســكانها ‪ 15‬ألــف نســمة قبــل اندالع‬ ‫ثــورة الكرامــة‪ .‬جميــع محــاوالت الجيــش الحــر‬ ‫واملعارضــة الســورية لفــك الحصــار عــن مدينــة‬ ‫معضميــة الشــام بــاءت بالفشــل‪ ،‬مــا أدى‬ ‫ملــوت العــرات مــن األطفــال بســبب ســوء‬ ‫رصح الناطــق باســم الجيــش‬ ‫التغذيــة‪ .‬وقــد ّ‬ ‫الســوري الحر"لــؤي املقــداد"‪" :‬ال نســتطيع‬ ‫املــزاودة عــى األهــايل‪ ،‬فــكل الــدول وكل‬ ‫املعارضــة الســورية وكلنــا تركنــا املعضميــة‬ ‫ألكــر مــن عــام وشــهرين تحــت الحصــار‪،‬‬ ‫وأطفالهــا ونســاؤها ميوتــون مــن الجــوع"‪ .‬ويف‬ ‫ســياق متصــل أدان االئتــاف الســوري املعارض‬ ‫مــا أســاها "سياســة التجويــع" التــي ينتهجهــا‬ ‫نظــام األســد‪ ،‬وأضــاف بــأن إجبــار أهــايل‬ ‫املعضميــة عــى رفــع علــم النظــام الســوري‬ ‫مقابــل إدخــال قوافــل اإلغاثــة ميثــل أشــد‬ ‫وســائل أنظمــة االســتبداد انحطاط ـاً‪ .‬وصلــت‬ ‫مــن مدينــة معضميــة الشــام صــور مل تعهدهــا‬ ‫ســوريا أو منطقــة الــرق األوســط مــن قبــل‬ ‫يف مشــهد أقــرب للمجاعــة‪ .‬بعــد أن أطبــق‬ ‫نظــام األســد حصــارا ً خانقــاً عــى املدينــة‪،‬‬ ‫وط ّوقهــا بعــرات الحواجــز العســكرية مــن‬ ‫كل مداخلهــا‪ ،‬ومنعــت دخــول أي نــوع مــن‬ ‫املــواد الغذائيــة و األدويــة‪ ،‬بالتزامــن مــع‬ ‫قصــف مدفعــي يومــي عليهــا‪ ،‬وهــو مــا دفــع‬ ‫األهــايل ألكل أوراق الشــجر ولحــوم الحيوانــات‬ ‫الداجنــة كالخيــول والقطــط وغريهــا‪ ،‬بعــد‬ ‫فتــاوى رشعيــة أجــازت لهــم ذلــك للبقــاء‬ ‫عــى قيــد الحيــاة‪ .‬وزادت املعانــاة مــع قــدوم‬ ‫فصــل الشــتاء واجتيــاح العاصفــة القطبيــة‬ ‫"أليكســا" للمنطقــة‪ ،‬يف ظــل انعــدام كافــة‬ ‫وســائل التدفئــة‪ ،‬مــا شــكل رضبــة موجعــة‬ ‫لســكان معضميــة الشــام‪ .‬يذكــر أن منظــات‬ ‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫دوليــة عديــدة أصــدرت بيانــات ال حــر لهــا‪،‬‬ ‫مــن بينهــا "هيومــن رايتــس ووتــش" و "العفــو‬ ‫الدوليــة"‪ ،‬حــذرت فيهــا مــا تعانيــه "معضميــة‬ ‫الشــام" مــن ســوء األوضــاع اإلنســانية والدعــوة‬ ‫لفتــح ممــرات إنســانية مــن أجــل إدخــال‬ ‫الغــذاء والــدواء‪ ،‬والتــي قوبلــت بالطعــن‬ ‫مــن قبــل حلفــاء النظــام الســوري ليكتفــي‬ ‫املجتمــع الــدويل بالشــجب والتنديــد والقلــق‬ ‫حــول أوضــاع املدنيــن يف املناطــق املحــارصة‪.‬‬ ‫وأضــاف ناشــطون أن االتفــاق املــرم بــن‬ ‫أهــايل املعضميــة وممثــي نظــام األســد غــر‬ ‫محــدد األمــد‪ ،‬وينــص عــى وقــف إطــاق النــار‬ ‫بــن الجيــش الســوري الحــر وجيــش النظــام‪،‬‬ ‫ورفــع علــم النظــام الســوري ملــدة ‪ 72‬ســاعة‬ ‫عــى أعــى نقطــة يف املدينــة‪ ،‬مقابــل الســاح‬ ‫بإدخــال الطعــام واملــواد التموينيــة‪ .‬كــا‬ ‫أشــار أبــو مالــك "أحــد أعضــاء املجلــس املحــي‬

‫ملدينــة معضميــة الشــام"؛ أن بضعــة آالف مــن‬ ‫املدنيــن الذيــن مازالــوا يف املدينــة منقســمني‬ ‫حــول االتفــاق املــرم‪ ،‬وأوضــح أن بعضهــم‬ ‫يــرى األهميــة يف إدخــال املســاعدات الغذائيــة‬ ‫واملــواد التموينيــة إىل ســكان املدينــة‪ ،‬يف حــن‬ ‫يــرى آخــرون بــأن مواصلــة القتــال حتــى النرص‬ ‫هــو الخيــار األهــم‪ ،‬وأشــار إىل أنــه "مــن املقــرر‬ ‫أن تدخــل املــواد الغذائيــة إىل معضميــة الشــام‬ ‫يــوم الخميــس‪ ،‬وإذا تــم األمــر عــى مــا ي ـرام‬ ‫ســيتم تســليم األســلحة الثقيلــة‪ ،‬إال أن الجيــش‬ ‫لــن يدخــل مدينتنــا"‪ .‬وأضــاف بــأن "الخطــوة‬ ‫األخــرة ســتكون الســاح للنازحــن بالعــودة‬ ‫إىل منازلهــم ‪.‬ويف ســياق متصــل أكــد مصــدر‬ ‫قريــب مــن النظــام حصــول االتفــاق‪ ،‬مــن دون‬ ‫أن يشــر إىل انســحاب قــوات النظــام‪ ،‬مضيف ـاً‬ ‫بــأن قــوات النظــام ســتدخل املدينــة للتحقــق‬ ‫مــن تســليم كافــة الســاح الثقيــل‪.‬‬

‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬


‫تقارير‬

‫حدائق األمس مقابر اليوم‬

‫نيرمين عبدالرؤوف | الزبداني‬

‫حدائــق حلــب الخـراء التــي كانــت تعــج مبئــات العائــات والــزوار‬ ‫تحولــت اليــوم إىل مدافــن لضحاياهــا‪ ،‬بعــد أن عجــز األهــايل عــن‬ ‫الوصــول إىل مقابــر املدينــة النظاميــة‪ ،‬بســبب تضييــق األمــن عليهــم‬ ‫وإطــاق النــار عــى املشــيعني‪ ،‬مــع قلــة املواصــات وقطــع معظــم‬ ‫الطــرق إليهــا‪ .‬تلــك الحدائــق تضــم قبــور العــرات مــن ضحايــا‬ ‫القصــف والتفجــرات ورصاصــات القناصــة وغريهــا‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫جثامــن ضحايــا الجيــش الذيــن مل يتمكــن ذويهــم أيضـاً مــن دفنهــم‬ ‫يف "مقبــرة الشــهداء" بالقــرب مــن حلــب‪ ،‬فكانــت تلــك املســاحات‬ ‫الخــراء البديــل الوحيــد لهــم كونهــا تقبــع يف وســط األحيــاء‪ ،‬وال‬ ‫تحتــاج إىل مخاطــرة كبــرة كتلــك التــي تتطلبهــا مقابــر العائــات‬ ‫البعيــدة جغرافيــاً عــن املدينــة‪ ،‬والتــي نفــذت القبــور فيهــا هــي‬ ‫األخــرى ومل تعــد تتســع للمزيــد‪ ،‬مــا دفعهــم إىل دفــن أكــر مــن جثــة‬ ‫يف القــر الواحــد‪ ،‬بعــد أن أصبــح املــوت مشــهدا ً شــبه يومــي‪ .‬قبــور‬ ‫مؤقتــة أعــدت عــى عجــل‪ ،‬مــن أجــل الحفــاظ عــى جثــث األمــوات‬ ‫مــن الرسقــة أو مــن تنكيــل النظــام الــذي ال يرحم حيـاً وال ميتـاً‪ ،‬بينام‬ ‫ينتظــر األهــايل تحســن األوضــاع لنقــل رفــات ذويهــم إىل مقابرهــم‪.‬‬ ‫معانــاة أخــرى يواجههــا أهــل املتــوىف يف الحصــول عــى قــر‪ ،‬بعــد أن‬ ‫أغلقــت مكاتــب دفــن املــوىت أبوابهــا بســبب قصــف النظــام ألماكنهــا‪،‬‬ ‫وســيطرة بعــض الجامعــات املســلحة عليهــا يف املناطــق املحــررة‪.‬‬ ‫شــواهد الشــهداء باتــت بديـاً عــن األراجيــح واملقاعــد‪ ،‬وعوضـاً عــن‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫التنــزه والتســلية أصبــح املــارة يتوقفــون عنــد هــذه املقابــر الجامعية‪،‬‬ ‫يتلــون الفاتحــة عــى مــن رحلــوا ودفنــوا عــى عجالــة فيهــا‪ ،‬يف حــن‬ ‫تــزرع وتســقى الزهــور مــن أجــل أرواحهــم وليــس بهــدف التمتــع‬ ‫أو املنظــر الجــايل‪ .‬يف مدينــة الزبــداين التــي نــزح معظــم ســكانها‬ ‫عنهــا ال تختلــف الحكايــة كثــرا ً‪ ،‬يف ظــل املعانــاة الشــديدة التــي‬ ‫يواجههــا أهــل املتــوىف يف تح ّمــل التكاليــف الباهظــة للدفــن ومجلــس‬ ‫الع ـزاء‪ ،‬بــن ســعر الكفــن الــذي ارتفــع مــن ‪ 1500‬لــرة قبــل عــام‬ ‫ونصــف حتــى ‪ 5000‬لــرة ســورية اليــوم‪ ،‬مــع صعوبــة الوصــول إىل‬ ‫مقابــر املدينــة املتواجــدة يف مناطــق الـراع الســاخنة‪ ،‬وذلــك بســبب‬ ‫القصــف املتواصــل واســتهداف قــوات النظــام ألي حركــة أو شــخص‬ ‫فيهــا‪ ،‬مــا يضعهــم أمــام خياريــن؛ إمــا الدفــن يف مقابــر املناطــق‬ ‫التــي نزحــوا إليهــا‪ ،‬مــع الحــرة والحــزن الــذي يرافــق ذويهــم يف‬ ‫إمكانيــة الوصــول إليهــم لزيارتهــم مســتقبالً؛ أو املخاطــرة والذهــاب‬ ‫إىل مدافــن املدينــة ودفــن املتوفــن والشــهداء دون مشــيعني حتــى‬ ‫مــن أقاربهــم حرصـاً عــى ســامتهم‪ ،‬ويكــون ذلــك يف أوقــات متأخــرة‬ ‫مــن الليــل بعيــدا ً عــن أعــن قناصــة الحواجــز املتواجــدة قريب ـاً مــن‬ ‫تلــك القبــور‪ ،‬والتــي مل تســلم بدورهــا مــن قصــف النظــام لهــا‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي أدى إىل فتــح بعضهــا وســحب الــكالب لبعــض الجثــث فيهــا‪.‬‬ ‫قضيــة املــوت تغــدو أكــر تعقيــدا ً يف ســوريا‪ ،‬بعــد أن بــات الوطــن‬ ‫ق ـرا ً كب ـرا ً مل يعــد يتســع لشــهداء ثــورة شــعبه‪ ،‬وأصبحــت املقابــر‬ ‫الجامعيــة فيــه ســمة معظــم املــدن‪.‬‬

‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫عمالء من حيث ال نشعر!!‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬ ‫هل سبق أن فكرنا قبل هذه اللحظة أننا عمالء وخائنون‪!!...‬‬ ‫نعم!! نحن‪ ...‬نحن المعارضون‪ ،‬نحن الثائرون‪ ،‬نحن عمالء وخائنون‪...‬‬ ‫مىت؟ وكيف ذلك؟‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نتخــذ مــن ســلوكنا‬‫الثــوري ومواقفنــا وتفكرينــا مــا يؤخــر النــر‬ ‫ويرســخ وجــود النظــام وســطوته‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يكــون ذلــك عندمــا نتن َّكــر ألخــوة لنــا تــردوا‪،‬‬ ‫فــا نكــون لهــم معينــاً ونحــن قــادرون‪ ،‬وال‬ ‫نكــون لهــم مغيثــاً ونحــن نــرر تقاعســنا‬ ‫وقعودنــا ابتغــاء الســامة ألنفســنا وابتغــاء‬ ‫االســتئثار بالنفــع لنــا وحدنــا‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نبــادر إىل نــر خــر‬‫سب إلينــا مــن أرض املعــارك عــن تحــركات‬ ‫ُ ِّ‬ ‫الجيــش الحــر أو خططــه بهــدف إحـراز ســبق‬ ‫فيســبويك لصفحاتنــا أو تنســيقيتنا ولنحصــد‬ ‫يف ســوق الاليــكات عــددا ً أكــر مــن املعجبــن‬ ‫واملعجبــات‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا ال نؤمتــن عــى أســاء من‬‫نعمــل معهــم أو معلوماتهــم أو طــرق التواصل‬ ‫معهــم فنفــرط بهــا ونجعلهــا مكشــوفة مــا‬ ‫يجعــل أصحابهــا عرضــة للمالحقــة واالعتقــال‪..‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نفــرط يف حــق أنفســنا‬‫فــا نحمــي بيانــات حســاباتنا أو محادثاتنــا‬ ‫وال نحتــاط ألنفســنا مــا يجعلنــا نحــن أيض ـاً‬ ‫معرضــن للمالحقــة واالعتقــال‪..‬‬ ‫يكــون ذلــك عندمــا نحــارص كل عمــل ثــوري‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫وننهــال عــى أصحابــه باللــوم االســتهزاء‬ ‫والتخويــن والتشــكيك دون أن يكــون عندنــا‬ ‫مآخــذ حقيقيــة‪ ،‬ودون أن نقــدم حــاً بديــاً‬ ‫أو رؤيــة واضحــة ملــا نريــده مــن املعارضــة‬ ‫والثــوار املســلحني عــى األرض‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نعلــم بأخطــاء املعارضــة‬‫والثــوار وال نــدل عليهــا وال نحــاول عالجهــا‬ ‫بأنفســنا وال نلجــأ ملــن بيــده أمــر معالجتهــا أو‬ ‫تداركهــا لرنفعهــا إليــه أو نعلمــه بهــا‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نحتكــر ســلعة أومــادة‬‫متوينيــة أو طبيــة أو غريهــا فنخــزن منهــا مــا ال‬ ‫نحتاجــه اليــوم خوف ـاً مــن احتياجــه غــدا ً‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نســتغل أوضــاع النــاس‬‫الصعبــة وحاجتهــم فرنفــع األســعار وال نبــايل‬ ‫بهــم وال نكــرث ألمرهــم‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نســمح لليــأس واإلحبــاط‬‫أن ينــال منــا فيقعدنــا عــن العمــل واإلنجــاز‬ ‫ثــم نقــوم فننقــل مخاوفنــا وشــكوكنا ويأســنا‬ ‫وإحباطنــا ومخاوفنــا للنــاس مــن حولنــا‪...‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا يشــق األمــل طريقــه‬‫إىل جوارحنــا‪ ،‬فتــرق بــه قلوبنــا‪ ،‬ونتســلح‬ ‫بهم ـ ٍة للعمــل واالســتمرار‪ ،‬ثــم ال ننــر أملنــا‬ ‫وتفاؤلنــا وحامســنا لغرينــا وال مننحهــم القــدرة‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫للعمــل والطاقــة للصــر واالســتمرار‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نســلك يف حوارنــا مــع‬‫مــن عارضنــا أســلوب اإلقصــاء والتشــبيح‬ ‫والن ـزاع والشــقاق مســتخدمني يف ذلــك أقــذع‬ ‫األلفــاظ وأســوأها عــى نحــو ال يختلــف شــيئاً‬ ‫عــن تشــبيح النظــام ويكــون عامــل فرقــة‬ ‫منــزق بهــا وحــدة الصــف ونبــثُّ النفــور واألذى‬ ‫يف نفــوس النــاس‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نتحــزب لثــوار مدينتنــا‬‫أو بلدتنــا دون غريهــم فنتكتــل معهــم ونشــعر‬ ‫باالنتــاء إليهــم فقــط‪ ،‬ونكــون معهــم عــى‬ ‫غريهــم ولــو كانــوا عــى باطــل‪ ..‬ونقتــر‬ ‫يف دعمنــا وخدمتنــا عليهــم دون االكــراث‬ ‫بغريهــم‪ ...‬فنعمــل بذلــك عــى ترســيخ الحم َّيــة‬ ‫املمقوتــة والعصبيــة املف ِّرقــة‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نكــون حتــى اليــوم مل‬‫نتــب عــن معاصينــا أو ذنوبنــا أو فواحشــنا‬ ‫ومل نفكــر حتــى أن نتــوب‪ ...‬ومل نلجــأ إىل اللــه‬ ‫تعــاىل طالبــن النــر والعــون والفــرج منــه‬ ‫ســبحانه‪.‬‬ ‫ يكــون ذلــك عندمــا نقــر اتكالنــا عــى‬‫الغــرب والــرق ونشــكك يف جــدوى مقولــة‬ ‫ثورتنــا الخالــدة‪ :‬يــا اللــه مــا لنــا غــرك يــا اللــه‪..‬‬ ‫ كل مــا ســبق عالمــات فارقــة تنقلنــا مــن‬‫أماكننــا يف صفــوف الثــوار واملعارضــن إىل‬ ‫صفــوف العاملــة والخائنــن وإن كنــا نقــف‬ ‫عــى خــط الجبهــة األول‪....‬‬ ‫وقفــة ال بــد منهــا يك ال نكــون عمــاء وخونــة‬ ‫دون أن نشــعر أو نــدري‪..‬‬

‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬


‫ملف العدد‬

‫تركي ــا الى أين؟؟؟‬

‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫تعيــش تركيــا منــذ تــويل حــزب العدالــة والتنميــة بزعامــة "أردوغــان"‬ ‫حرب ـاً بــاردة‪ ،‬تتمثــل ب ـراع بــن الحــرس العلــاين القديــم يف الدولــة‬ ‫العتيقــة‪ ،‬وبــن عــر الحداثــة الــذي تعيشــه تركيــا بالنكهــة اإلســامية‪،‬‬ ‫رغــم التطــور املذهــل والتحــول االقتصــادي والــذي يتضــح مــن خارطــة‬ ‫الطريــق االقتصاديــة لحكومــة أردوغــان والتــي ميكــن رصدهــا مــن‬ ‫خــال الخطــوط العريضــة التاليــة‪:‬‬ ‫ وصــل أردوغــان إىل الســلطة يف تركيــا وترتيــب بــاده ال يتعــدى الـــ ‪27‬‬‫مــن ناحيــة أكــر االقتصــادات العامليــة‪ ،‬ليصبــح ترتيــب االقتصــاد الــريك‬ ‫اليــوم يـراوح مابــن املرتبتــن ‪ 17‬و ‪ 16‬عامليـاً‪ ،‬والســادس أوروبيـاً‪ ،‬مــع‬ ‫تســجيله أعــى نســبة منــو غــر موجــودة يف أي اقتصــاد أورويب (‪.)% 7‬‬ ‫‪ -‬جــرت انتخابات‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫‪ 2002‬حــن كان الــدوالر الواحــد يســاوي مليون ـاً ونصــف مليــون لــرة‬ ‫تركيــة‪ ،‬ليصبــح الــدوالر اليــوم يســاوي ‪ 1.6‬لــرة تركيــة (بعــد اخت ـزال‬ ‫األصفــار وتثبيــت ســعر اللــرة)‪.‬‬ ‫ تســلم « حــزب العدالــة والتنميــة » قيــادة البــاد ونســبة النمــو‬‫تســاوي ( ‪ ،) % 9.4 -‬لتسـ ّجل حكوماتــه أرقامـاً أســطورية جعلــت مــن‬ ‫حزبهــم يحقــق اقتصادي ـاً يف غضــون ‪ 9‬ســنوات مــن الحكــم أكــر مــا‬ ‫تحقــق يف الســنوات الـــ ‪ 79‬األوىل مــن تأســيس الجمهوريــة الرتكيــة‪ ،‬إذ‬ ‫ارتفعــت نســبة النمــو مــن ‪ % 5.9‬عــام ‪ 2003‬إىل ‪ % 9.99‬يف ‪ ،2004‬قبــل‬ ‫أن ينخفــض النمــو بنحــو صاعــق إىل ‪ % 1.1‬خــال عــام األزمــة املاليــة‬ ‫العامليــة ‪ .2008‬لكــن الشــفاء حصــل برسعــة هائلــة أيضـاً‪ ،‬بحيــث بلــغ‬ ‫النمــو ‪ % 8.9‬عــام ‪ 2010‬ليســتقر عــى ‪ % 7‬حاليــاً‪ ،‬وهــي نســبة غــر‬ ‫موجــودة يف أي مــن الــدول الـــ‪ 27‬لالتحــاد األورويب‪.‬‬ ‫ انخفــض التضخــم مــن ‪ % 70.8‬يف ‪ 2002‬إىل ‪ % 18.4‬عــام ‪ ،2003‬و إىل‬‫‪ % 9.3‬يف ‪ ،2004‬و ‪ % 6.4‬عــام ‪ ،2010‬وصــوالً إىل ‪ % 3.99‬يف آذار ‪2011‬‬ ‫وهــو مــا مل يحصــل يف تركيــا منــذ نصــف قــرن‪.‬‬ ‫عــام ‪ 2009‬مثـاً‪ ،‬كان لــدى تركيــا احتياطــات مــن النقــد األجنبــي أكــر‬‫بثالثــة أضعــاف عــا كانــت عليــه يف عــام ‪.2002‬‬ ‫كان حجــم االقتصــاد الــريك ال يتجــاوز يف مجموعــه ‪ 250‬مليــار دوالر‬‫أمــريك يف ‪ ،2002‬بينــا اليــوم تجــاوز الناتــج املحــي اإلجــايل الســنوي‬ ‫لرتكيــا ‪ 800‬مليــار دوالر‪.‬‬ ‫يناهــز دخــل الفــردي الســنوي اليــوم ‪ 11‬ألــف دوالر للفــرد الواحــد‪،‬‬‫يف حــن مل يكــن يتعــدى ‪ 3300‬دوالر عنــد وصــول الحــزب الحاكــم إىل‬ ‫الســلطة‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن تباطــؤ االقتصــاد العاملــي نتيجــة الظروف الســيئة‬ ‫إال أن حكومــة أردوغــان تتطلــع لتكــون باملرتبــة العــارشة دولي ـاَ‬ ‫بحلــول عــام ‪ .2023‬كل هــذا التحــول االقتصــادي ال يغفــر‬ ‫ألردوغــان خطواتــه باإلفــراج عــن اإلســام االجتامعــي يف‬ ‫تركيــا‪ ،‬عــى الرغــم مــن متســكه مبنهــج تركيــا العلامنيــة‬ ‫الــذي رســخه أتاتــورك‪ ،‬ودعــم الحيــاة الدميقراطيــة يف‬ ‫تركيــا والعمــل عــى الوحــدة الوطنيــة مــن خــال‬ ‫املصالحــة الكرديــة‪ ،‬فاملعارضــة الرتكيــة لحكومــة‬ ‫أردوغــان ذات االرتباطــات اإلقليميــة والدولية؛‬ ‫تفضــل تركيــا ضعيفــة اقتصاديــاً وبعيــدة‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫عــن املجتمــع اإلســامي عــى أن تكــون قويــة اقتصاديــاً وبنكهــة‬ ‫إســامية‪ ،‬فالعــداء لإلســام تأصــل ببعــض التيــارات املعارضــة بحكــم أن‬ ‫منهــا مــا هــو طائفــي املذهــب‪ ،‬تحركــه الدولــة العتيقــة متمثلــة بفلــول‬ ‫الحــرس القديــم مــن جامعــة الدومنــة ذات الجــذور اليهوديــة‪ ،‬والتــي‬ ‫ترتبــط حالي ـاً بحكومــة إرسائيــل العــدو التقليــدي لحكومــة أردوغــان‪.‬‬ ‫تــأيت الثــورة الســورية اليــوم لتلقــي بظــال قامتــة عــى الوضــع الــريك‪،‬‬ ‫فالتيــارات املناوئــة لحكومــة أردوغــان وجــدت مبوقفــه مــن معارضــة‬ ‫النظــام الســوري والوقــوف إىل جانــب الثــورة يف ســوريا مجــاالً خصب ـاً‬ ‫لتوجيــه االتهامــات لــه‪ ،‬بأنــه يدعــم الجهــات اإلســامية املتطرفــة‪ ،‬وبــأن‬ ‫تركيــا كان عليهــا أن تنــأى بنفســها عــن الــراع يك ال تنتقــل إليهــا‬ ‫تبعــات هــذا ال ـراع‪ ،‬عــدا أن هنــاك تيــارات تربطهــا بالنظــام تتعــدى‬ ‫اإلطــار الســيايس إىل املذهبــي؛ اعتــرت أن موقــف تركيــا أشــبه بإعــان‬ ‫حــرب مبكــرة أو رضبــة اســتباقية للطائفــة العلويــة يف تركيــا‪ ،‬عــن طريق‬ ‫مســاندة الثــورة الســورية التــي تســعى لإلطاحــة بالنظــام ذو النفــس‬ ‫الطائفــي‪ ،‬والــذي بــا شــك ميلــك شــعبية عقائديــة بأوســاط الطائفــة‬ ‫العلويــة يف تركيــا‪ ،‬هــذا األمــر ينســحب عــى موقــف تركيــا مــن مــر‬ ‫ومعارضتهــا لالنقــاب عــى رشعيــة الرئيــس املنتخــب مــريس‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي اعتــره معارضــوه أنــه تدخــل بالسياســية الداخليــة املرصيــة‪،‬‬ ‫وتركيــا بغنــى عــن هــذا املوقــف الــذي لــه انعكاســات ســلبية تجلــت‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫ملف العدد‬

‫بالتناقضــات يف املواقــف تجــاه مــر‪ ،‬و بــن تركيــا املعارضــة لالنقــاب‬ ‫والســعودية واإلمــارات اللتــان تؤيدانــه‪.‬‬ ‫الحــرب البــاردة يف الداخــل بــن الحكومــة واألحـزاب املعارضــة؛ تلعــب‬ ‫عــى تصيــد األخطــاء اآلنيــة التــي يفرزهــا الطقــس الســيايس املتقلــب‬ ‫دوليـاً وإقليميـاً‪ ،‬ولكــن بــا شــك فــإن ســقوط النظام يف ســوريا ســيكون‬ ‫لــه أبلــغ األثــر باســتعادة جــزء كبــر مــن االســتقرار الســيايس يف الداخــل‬ ‫الــريك‪ ،‬بينــا لــو اســتطاع النظــام الســوري البقــاء عــى قيــد الحيــاة‬ ‫فــرة أطــول فهــذا مــؤرش ســلبي لرتكيــا‪ ،‬يقــوي دور األجنحــة املعارضــة‬ ‫للحكومــة والتــي تســتمد قوتهــا مــن تواصلهــا مــع النظــام الســوري‪،‬‬ ‫لتدفــع الحكومــة الرتكيــة إىل مواجهــات ال تحمــد عقباهــا‪ .‬املنطقــة‬ ‫مرشــحة متام ـاً إىل عــدة زالزل ال تســتثني أحــدا ً يف حالــة بقــاء النظــام‬ ‫الســوري فــرة أطــول‪ ،‬وأســوء الســيناريوهات للــدول اإلقليمية أن يســرد‬ ‫النظــام أنفاســه‪ ،‬ليتحــول إىل أخطبــوط ميــد أذرعتــه بــاألذى لــكل مــن‬ ‫يعتربهــم رشكاء وداعمــن ملعارضتــه‪ .‬عــى تركيــا أن تعــي أن اســتقرارها‬ ‫يعتمــد عــى ســقوط النظــام الســوري‪ ،‬وإذا كانــت واعيــة لهــذه املســألة‬ ‫فعليهــا أن تخطــو خطــوات إيجابيــة باتجــاه مــروع إســقاطه‪ ،‬وهــي‬ ‫متلــك املســوغ الوطنــي لهــذا املوقــف مــن واقــع األمــن القومــي الــريك‪،‬‬ ‫ي الكامشــة‬ ‫وعــدم الســاح للمــروع الصفــوي اإلي ـراين أن يطبــق ف ـ ّ‬ ‫عــى الجغرافيــة الرتكيــة‪.‬‬

‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬


‫سياسة‬

‫الفردوس المفقود‬

‫هيالنة | أوكسجين‬

‫الحــق الــ ّدويل النابــض بحقــوق اإلنســان‪،‬‬ ‫ليــس مبــدأ حقيقيــاً‪ ،‬وليــس حقيقــة‪ .‬هــو‬ ‫ألغــراض سياســية تقرضهــا قــوة ال ّدولــة‬ ‫املهيمنــة‪ ،‬ومتليهــا رضورات الســيادة‪ .‬وقــد‬ ‫أســقطت فجائــع الشــعب الســوري أكذوبــة‬ ‫الحــق الــدويل بحاميــة مطامــع الــدول‬ ‫املهيمنــة وحفــظ مصالحهــا؛ فصــار الزمــا‬ ‫عــى السياســيني الســوريني املؤيديــن للثــورة‬ ‫واملمثلــن لهــا‪ ،‬البحــث عــن آفــاق جديــدة‬ ‫لنــوال النــر والتحـ ّرر مــن الطاغيــة وعصاباته‪.‬‬ ‫وإعــال الفكــر مبنظــور آخــر‪ .‬فتلــك األوهــام‬ ‫املنتــرة يف العــامل الــدويل متمثلــة بنــر‬ ‫الدميقراطيــة وإقـرار حقــوق اإلنســان وســيادة‬ ‫الحريــات‪ ،‬وصداقــة الشــعوب املقهــورة‬ ‫أصبحــت جــزءا من مــاض انتهــى عســل ادعائه‬ ‫مبجــرد مجــيء الثــورات العربيّــة؛ فالتناقــض‬ ‫الصــارخ بــن العمــل والقــول الــذي كشــفته‬ ‫الثــورات يف حقيقــة مواقــف املجتمــع الــدويل‬ ‫الحقوقــي ومــن يواليــه أســقط قنــاع املراوغــة‬ ‫والضليــل والنفــاق‪ ،‬وصــار صعبــا أن تنــى‬ ‫ذاكــرة النــاس التاريــخ الجديــد مــن الظلــم ؛‬ ‫ألنــه انحفــر بالدمــاء واألوجــاع والخــذالن‬ ‫عــى صليــب الثــورة‪..‬وال عــودة للضــال‪.‬‬ ‫عــر التاريــخ والخليقــة‪ ،‬الســيادة هي املحرك‪،‬‬ ‫للســلطة‬ ‫وهــي القـ ّوة ‪ .‬ويف املجتمعــات ال قــوة ّ‬ ‫مــامل ترافقهــا الســيادة‪ .‬وســلطة نظــام األســد‬ ‫فقــدت بإرهابهــا منظومــة ســيادتها ورشعيتهــا‪،‬‬ ‫وصــارت تتخ ّبــط متو ّحشــة بــن عصابــات‬ ‫كثــرة‪ ،‬وقــوى عســكرية وأمــن وشــبيحة‬ ‫ومرتزقــة ‪ ،‬تبطــش بالقــوة والجرميــة واملجــزة‪.‬‬ ‫وبالتّــوازي تكشــفت الحقيقــة عاريــة بــأ ْن‬ ‫ال مصلحــة للــدول الكــرى يف انتصــار الثــورة‬ ‫الحــق الــدويل‬ ‫الســورية‪ ،‬ولذلــك مل يتدخّــل‬ ‫ّ‬ ‫لحســم الحــرب القامئــة يف ســوريا وإزاحــة‬ ‫نظــام األســد الطاغــي؛ فذلــك يناقــض ســيادة‬ ‫الــدول التــي تتحاصــص يف املنطقــة‪ ،‬بــل تدخلت‬ ‫لتدعــم بقــاء االنظمــة مــن أجــل الحفــاظ عــى‬ ‫مصالحهــا فيهــا ‪ ،‬وأســهمت يف إشــعال الثــورات‬ ‫املضــادة لثــورات الربيــع العــريب‪.‬‬ ‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫عمل للفنان‪ :‬محمد البحيري‬ ‫إ ّن املســؤولية يف إســقاط الظلّــم واالســتبداد‬ ‫ونظــام بشــار "العصابــايت الطائفــي"‪ ،‬مســوؤلية‬ ‫الشــعب الســوري وثورتــه‪ ،‬وليســت مســؤولية‬ ‫أعــداء الشــعب الســوري‪ . .‬وإ ّن اســراتجيّة‬ ‫التّقتيــل والرتهيــب والتو ّحــش‪ ،‬التــي ينفّذهــا‬ ‫النظــام وعصاباتــه ومجرمــوه معتمديــن عــى‬ ‫القــوة العســكرية التــي تأتيهــم مــن أصدقائهم‬ ‫لقمــع الشــعب وقتــل مدنييــه وثائريــه‪ ،‬ت ّؤكــد‬ ‫أ ّول مــا تؤكّــد عــى جنــون الســلطة الداخليــة‬ ‫املدعومــة مــن الخــارج‪ ،‬والتــي ال ضوابــط لهــا‬ ‫وال حــدود‪ ،‬عندمــا تواجــه االحتــاالت الكبرية‬ ‫للخســارة العســكريّة وفقــدان الســلطة‬ ‫واالنهيــار املطلــق للســيادة‪.‬‬ ‫لكــ ْن‪ ،‬ال تكفــي القــ ّوة العســكريّة‬ ‫لحســم املعركــة‪ .‬املهــم إرادة القــوة ومبتغاهــا‬ ‫الفكــري والســيايس واألخالقــي‪ .‬كذلــك ال‬ ‫تكفــي الغايــات األخالقيــة والنيــات الطيبــة و‬ ‫مغــازي الخــر‪ .‬ومطالــب الحــق التــي تحملهــا‬ ‫الثــورة للنــر‪ ،‬إن مل تقــرن بالقــوة والقــوة‬ ‫الباطشــة التــي ال ترحــم عدوهــا القاتــل‪ .‬إ ّن‬ ‫القـ ّوة املنتــرة بحاجــة لفكــر ‪..‬ولألســف فــإ ّن‬ ‫تصــادم اآلراء واألفــكار واملواقــف يف موضــوع‬ ‫القتــال الجهــادي اعتــادا ً عىل العقيــدة الدينية‬ ‫والحــرب املقدســة يف ســاحة الثــورة الســوريّة‪،‬‬ ‫التــي تقاتــل نظــام األســد الظــامل الطاغــي‬

‫الــذي يذبــح املســلمني‪ .‬أمــر يــدل عــى فــوىض‬ ‫الرؤيــة السياســية وتنــازع املبــادىء العقائديّــة‬ ‫والــ ّرؤى الفكريّــة‪ .‬وهــو مايضعــف جــدا‬ ‫قــوة العمــل العســكري وجــدواه؛ فيصيــح‬ ‫التقاتــل الداخــي دفاعــا عــن الوجــود بديــا‬ ‫ملقاتلــة العــدو الظــامل‪ ..‬ولســوء ح ـ ّظ الثــورة‬ ‫املجتمعــي؛ فقــد انتــرت يف بنــى الشــعب‬ ‫الســوري بــؤر خيانــة‪ .‬وهنــاك مــن يخلــط‬ ‫األمــور‪ ،‬وهــو مســتعد للتّحالــف مــع عــد ّوه‬ ‫مــن أجــل اإلطاحــة بخصــم ســيايس‪ .‬ومل‬ ‫يعــد مقبــوال منطقيــا ترويــج فكــرة محاربــة‬ ‫أم ـراء الحــرب كبديــل عــن محاربــة عصابــات‬ ‫النظــام‪ .‬أكيــد هنــاك أم ـراء حــرب ولصــوص‪.‬‬ ‫وهــذا جــزء مــن اي حــرب يف أي زمــان‬ ‫ومــكان‪ .‬لكــن مــا الشــك فيــه أن فــرق القتــل‬ ‫واالغتيــال التابعــة للنظــام وإيـران وحــزب اللــه‬ ‫لهــا دروهــا الكبــر جــدا يف إضعــاف أداء‬ ‫املقاتلــن‪ ،‬ليــس مــن خــال الحــرب العســكريّة‬ ‫فقــط‪ ،‬بــل‪ ،‬أيضــا‪ ،‬مــن خــال مالحقــة القــادة‬ ‫العســكريني وخلــق فتنــة وتوتــر مســتمر بــن‬ ‫املقاتلــن‪ .‬لك ـ ّن الــدور الكــر للإلعــام املضــاد‬ ‫ولإلعــام املحســوب عــى املعارضــة؛ حيــث‬ ‫يجــري تضخيــم هائــل ملوضــوع التّجــاوزات‬ ‫واالنحرافــات ويلقــى اإلصغــاء لــدى الصامتــن‬ ‫واملتخاذلــن واملتعاطفــن مــع نظــام االســتبداد‪.‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫سياسة‬

‫لــو كان هنــاك عقليّــة سياســيّة ناضجــة‬ ‫مو ّحــدة شــاملة عامــة تؤمــن بالســيادة‬ ‫الثوريــة واألولويــات التّحرريــة‪ ،‬يف إســقاط‬ ‫الحكــم الفــايش؛ ملــا حصــل هــذا األداء‬ ‫الواهــن‪ .‬ولكانــت القيــادة أحســنت اســتخدام‬ ‫كل األدوات املتاحــة لتحقيــق هدفهــا واســتاملة‬ ‫الحائريــن وصغــار املكاســب واملقاتلــن‪ ،‬مبــا‬ ‫فيهــم الكتائــب العقائديــة التــي تدعمهــا عــدة‬ ‫دول‪ ،‬وبعــض الحواضــن الشــعبية املفجوعــة‬ ‫واملنغلقــة‪ .‬وأمكنــت تنظيــم عمــل هــؤالء‬ ‫وتفعيلــه‪ ،‬بــدل تركهــم يعيثــون فســادا سياســيا‬ ‫ووالءات تناقــض الهــدف الثــوري‪ .‬يجــب‬ ‫اســتخدام كل مــا هــو متــاح‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫إنجــاح الثــورة وأهدافهــا يف الحريــة والعدالــة‬ ‫والكرامــة‪ .‬فاألفــكار املثاليــة ال توجــد كاملــة يف‬ ‫الواقــع‪.‬؛ بــل يحتــاج تطبيقهــا إىل فهــم الواقــع‬ ‫وإدراجهــا فيــه مبــا يفيــد املجتمعــي والفــردي‬ ‫واملســعى الثــوري‪ ،‬ويف تــآزر بــن املنفعــة‬ ‫وتج ّنــب الــرر‪.‬‬ ‫الصــورة املالئكيــة للثــورات وهــم رومانــي‪.‬‬ ‫والثــورات ال ترافقهــا عدالــة؛ ألنهــا جــاءت‬ ‫عــى مجتمــع الظاملــن واملظلومــن‪ .‬وهــؤالء ال‬ ‫يعرفــون العدالــة‪ .‬الثــورة متهــد لبنــاء العدالــة‬ ‫بتحريــر املجتمــع مــن الظاملــن الطغــاة ومــن‬ ‫املظلومــن املقموعــن‪ .‬نريــد القــوة لكــن‪ ،‬ال‬ ‫نريــد الوحشــية الظالميــة ‪ ،‬حتــى ال نحــارب‬

‫عدونــا بأســلحته نفســها؛ فنخــر تفوقنــا‬ ‫عليــه‪ ،‬متايزنــا ومتيزنــا‪.‬‬ ‫حــن تندلــع الثــورات الكــرى‪ ،‬تقــف‪ ،‬يف‬ ‫وجــه إعصارهــا‪ ،‬قوتــان يف صــورة الثــورة‬ ‫املضــا ّدة‪ .‬قــوة مــن مســتبدي الشــعب‬ ‫ومنتفعيــه ومجرميــه‪ ،‬يحاولــون الســيطرة‬ ‫أو الخــروج بصفقــات رابحــة مــن الثــورة أو‬ ‫مبكاســب جديــدة ومواقــع هبــش‪ ،‬وقــوة مــن‬ ‫جبنائــه ومنافقيــه‪ ،‬الذيــن يحاولــون االحتــاء‬ ‫كــا لنعامــة بدفــن الــرأس يف الرمــال‪ ،‬يف‬ ‫انتظــار الخــروج والنــر‪ .‬والــكل تسـ ّـره مكامن‬ ‫الســلطة‪ ،‬متضافــرة مــع دول كــرى؛ فتســر‬ ‫الثــورات املضــادة بدفــع مــن العــامل املهيمــن‬ ‫معتمــدة عــى تحريــض الداخــل مســتغلة‬ ‫املشــاكل الكثــرة الظاهــرة بفعــل فــوىض‬ ‫الثــورة والعنــف والنكبــات‪ .‬وتكــون الجهــات‬ ‫القامئــة بالثــورة املضــادة مدعومــة وفــق‬ ‫الرهانــات عــى قدرتهــا يف خدمــة املكاســب‬ ‫االســراتيجية لألنظمــة االســتعامرية‪.‬‬ ‫أنظمتنــا السياســة الطاغيــة كلهــا‪ ،‬لــن ينفــع‬ ‫معهــا الرتميــم واإلصــاح والتجمــي؛ ألنهــا‬ ‫أجرمــت وشــمخت بالظلــم والقمــع وك ّرســت‬ ‫الفســاد واالســتبداد ومنهجــت القمــع يف كل‬ ‫البنــى املجتمعيــة‪ .‬أنظمــة مواليــة ألعــداء‬ ‫األمــة‪ ،‬ال يعنيهــا الوطــن؛ فمــن أجــل ســيادتها‬

‫ومصالحهــا ومكاســبها مســتعدة أن تشــعل‬ ‫األوطــان كلهــا‪ ..‬ثــم تقــف تنســج القصائــد‬ ‫واألناشــيد واملـرايث الكاذبــة عــى تــال الخـراب‬ ‫والحرائــق‪ ...‬لكنهــم طغاتنــا يضللــون أنفســهم‬ ‫ويوهمــون عقولهــم املريضــة بالنرص‪...‬قــد‬ ‫فقــدوا فردوســهم الذهبــي‪ ..‬وال يعــود التاريــخ‬ ‫للــوراء لزمــن بطشــهم‪ .‬أدخلــت الثــورات‬ ‫العربيــة شــعوبها يف أفــق تاريخــي جديــد‪،‬‬ ‫ومثّلــت مرحلــة جديــدة مــن التاريــخ والوعــي‬ ‫ومــن دورات الحضــارة يف مســألة العدالــة‬ ‫والحريــة والســيادة للحــق‪.‬‬ ‫الطغــاة‪ ،‬فقــدوا فردوسهم‪....‬والشــعب يخ ـ ّط‬ ‫الطريــق لفردوســه‪ .‬ســيظل صامــدا ليصنــع‬ ‫قــدره وســلطته وســيادته‪ .‬لــن ينجحــوا يف أن‬ ‫يرسقــوا الســلطة ممــن يناضــل ويقاتــل ويدفــع‬ ‫الثمــن غاليــاً مــن دمــه ودم أبنائــه وأهلــه‪،‬‬ ‫ليصبــح‪ ،‬بالحــق‪ ،‬مصــدر الســلطة وغايــة‬ ‫الســلطة‪ ..‬ال مجــال لنرصهــم‪ .‬ســينهزمون‪.‬‬ ‫والشــعب مصــره بعــد نصبــوا لــه املقاصــل‬ ‫إىل ســاحات النــر ليحتفــل برشعيــة ســيادته‬ ‫وســلطته‪.‬‬ ‫الشــعب عــرف هدفــه وســيجد طريقــه‪.‬‬ ‫البنــادق وحدهــا ال تصتــع ثــورة راســخة‪.‬‬ ‫حجــم اإلرادات يقــود الثــورات إىل بنــاء أمــم‬ ‫جديــدة‪.‬‬

‫من ذاكرة الثورة‪ ..‬حماه ‪2011‬‬ ‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫تصدر من الزبداني‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬


‫رأي‬

‫مفكر سياسي في مهب الريح‬ ‫جواد أسود | أوكسجين‬

‫خــرج مــن قريتــه يف أول رحلــة إىل‬ ‫املدينــة‪ ،‬يحمــل عــى كتفــه حقيبــة‬ ‫ثيابــه مــن الصفيــح امللــون‪ ،‬وقــد أرغــم‬ ‫والــده املســكني عــى بيــع أغنامــه‬ ‫والبقــرة الوحيــدة التــي كانــت تســهم‬ ‫بدخــل األرسة املؤلفــة مــن ســبعة أفــواه‬ ‫جائعــة‪ ،‬ليتوجــه إىل ســفارة إحــدى‬ ‫الــدول الرشقيــة مــع خطــاب توصيــة‬ ‫مــن قريــب ألرستــه‪ .‬يضــع تأشــرة الســفر‬ ‫عــى جــوازه‪ ،‬ويــرع إىل املطــار لتحــط‬ ‫بــه الطائــرة يف عــامل جديــد نســاؤه أكــر‬ ‫مــن شــبابه‪ ،‬حمــل لهــن الكثــر مــن‬ ‫الهدايــا‪ ،‬أغلبهــا مــن األلبســة الداخليــة‬ ‫النســائية التــي كان يفتقــر لهــا عاملــه‬ ‫املنغلــق‪ .‬يســجل يف كليــة الطــب التــي‬ ‫هــي حلــم أرستــه‪ ،‬وأمــل قريتــه النائيــة‬ ‫التــي تفتقــر حتــى إىل ممــرض مختــص‬ ‫وتعيــش عــى عــاج حــاق القريــة‪.‬‬ ‫تشــغله بنــات املدينــة وســحر مالهيهــا‬ ‫الرخيصــة عــن الطــب وأهلــه‪ ،‬ويبقــى‬ ‫يف الســنة األوىل ســنتني أو ثالثــة إىل أن‬ ‫يقتنــع أخ ـرا ً أن الطــب ال خبــز لــه فيــه‬ ‫وال لــن‪ ،‬فيتحــول إىل دراســة العلــوم‬ ‫السياســية‪ ،‬ويكمــل دراســته هــذه عــى‬ ‫موائــد الـراب الرخيصــة وبــن متنطعــي‬ ‫السياســة الجوفــاء‪ ،‬وأغلبهــم ممــن أطــال‬ ‫ســنوات الدراســة مــن أربــع ســنوات إىل‬ ‫مثانيــة‪ .‬تجــف مــوارد الدعــم مــن القريــة‪،‬‬ ‫إذ مل يعــد هنالــك لــدى األب املســكني‬ ‫يشء يبيعــه‪ ،‬فيتــزوج صديقنــا مــن‬

‫أقــرب فاشــلة حولــه يك يســكن شــقتها‪،‬‬ ‫وعندمــا تنتهــي الفــرة املمنوحــة لــه‬ ‫للبقــاء كطالــب؛ يعــود إىل القريــة حامـاً‬ ‫إجــازة يف العلــوم السياســية ال تصلــح‬ ‫حتــى ليكــون مدرس ـاً ابتدائي ـاً!‪ .‬ينتســب‬ ‫صديقنــا إىل حــزب ماركــي يوفــر لــه‬ ‫وظيفــة يقتــات منهــا‪ ،‬وتحولــه معاناتــه‬ ‫إىل منظــر ســيايس وأديــب أجــوف‪،‬‬ ‫ويأخــذ مــن بقايــا الكتــب التــي حملهــا‬ ‫معــه مــن بلــد الدراســة مقتطفــات تبهــر‬ ‫صغــار العقــول أمثالــه‪ ،‬فيصبــح صاحبنــا‬ ‫كاتب ـاً ومفك ـرا ً‪ ،‬ولــي يلمــع بريقــه البــد‬ ‫لــه مــن أن يحــرز تبــدالً نوعيـاً يف ســلوكه‬ ‫االجتامعــي‪ ،‬فإمــا أن يشــاغب حتــى‬ ‫يســجن ويصبــح مناضــاً؛ أو يتعــرض‬ ‫للديــن وتقاليــد املجتمــع فيغــدو رجــاً‬ ‫حداثيــاً يشــار إليــه بالبنــان‪ .‬ويبــدأ‬ ‫صديقنــا الكتابــة مبفــردات ضخمة دســمة‬ ‫ولكنهــا عشــوائية ليجمعهــا إىل الســطر‪،‬‬ ‫ولكنــك مرغــم عــى أن تنبهــر بهــا خــر‬ ‫مــن أن تقــول إننــي مل أفهــم منهــا شــيئاً‬ ‫وتُنعــت بالجهــل!‪ .‬صديقنــا مــن أيــام‬ ‫دراســته يف القريــة كان محرتفــاً ركــوب‬ ‫الحــار‪ ،‬ومنــه أتقــن ركــوب املوجــة‪،‬‬ ‫واليــوم أراه مفكــرا ً ومعارضــاً جهبــذا ً‬ ‫يقــود تجمعـاً وطنيـاً والــكل ينصــت لــه!‪.‬‬ ‫وقفــت أمامــه اليــوم ألقــول‪ :‬رحــم اللــه‬ ‫والــداك لــو مل يبــع البقــرة لكنــت اآلن‬ ‫تحلــب لنــا منهــا حليبـاً أفضــل بكثــر مــن‬ ‫محاوالتنــا الفاشــلة يف أن نســتحلب مــن‬ ‫كالمــك شــيئاً مفيــدا ً بــا جــدوى!‪.‬‬

‫"‪"USB Disk Security‬‬

‫برنامج حماية للفالش ديسك‬ ‫"الفــاش ديســك ‪ "USB‬بالنســبة للكمبيوتــر‬ ‫كحاســة الشّ ــم بالنســبة لألنســان‪ .‬فمــن خاللهــا‬ ‫ميكــن نقــل معظــم الفريوســات مــن جهــاز إىل‬ ‫آخــر‪ ،‬كــا تتــم العــدوى عــن طريــق الشّ ــم‪.‬‬ ‫لــذا يجــب علينــا توخــي الحــذر أثنــاء تبــادل‬ ‫املعلومــات عــر الفــاش ميمــوري والتحقــق مــن‬ ‫"الفــاش ديســك ‪ "USB‬يف كل مــرة يتــم فيهــا‬ ‫تبــادل املعلومــات‪.‬‬ ‫برنامــج "‪ "USB Disk Security‬برنامــج‬ ‫قــوي و فعــال يتيــح لــك حاميــة جهــازك مــن‬ ‫خطــر الفريوســات و امللفــات الضــارة التــي تهاجــم‬ ‫مــن الفــاش ميمــوري ‪ ،USB‬يوجــد العديــد مــن‬ ‫الفريوســات التــي تحتــل الفــاش ميمــوري أو‬ ‫"الفــاش ديســك ‪"USB‬و تقــوم باملهاجمــة وراء‬ ‫الخلفيــة مــا تســبب أرضار كبــرة لجهــازك‪ ،‬اآلن‬ ‫ميكنك بواســطة برنامــج "‪"USB Disk Security‬‬ ‫حاميــة جهــازك مــن جميــع انــواع الفريوســات و‬ ‫تعطيلهــا فالربنامــج يقــوم بتصــدي ألي هجــوم يتــم‬ ‫عــن طريــق منافــذ "‪ "USB‬أثنــاء تركيــب الفــاش‬ ‫ديســك كــا مينــع اإلقــاع الــذايت "للفــاش ديســك‬ ‫‪ "USB‬و هــذا مينــع دخــول الفريوســات الخطــرة‬ ‫لجهــازك‪ ،‬برنامــج "‪ "USB Disk Security‬قــوي‬ ‫و ســهل يف االســتخدام و ال يســتهلك مــوارد الجهــاز‬ ‫يف ســبيل الحاميــة مــن خطــر الفريوســات التــي‬ ‫تتمركــز عــى الفــاش ديســك‪.‬‬ ‫‪http://www.zbshareware.com/lang/arabic/download.html‬‬

‫‪USB Disk Security‬‬ ‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫أوكسجين ‪10‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬


‫األوضاع الخدمية في المدن الكردية السورية‬

‫اقتصاد‬

‫ً‬ ‫مدينة كوباني نموذجا‬ ‫جوان سوز | أوكسجين‬ ‫كوبانــي ـ مدينــة كُرديــة ســورية‪ ,‬قــام‬ ‫النظــام الســوري بتغيــر اســمها إىل "عيــن‬ ‫العــرب" يف حملــة التعريــب عــى املــدن‬ ‫الكرديــة إثــر موجــة الح ـزام العــريب‪ ,‬تقــع يف‬ ‫شــال ســوريا‪ ,‬وتحديــداً عــى بعــد ‪ 30‬كيلــو‬ ‫مـراً بجهــة الــرق مــن نهــر الفـرات‪ ,‬وكذلــك‬ ‫‪ 150‬كيلــو مــراً عــن مدينــة حلــب وتتبــع‬ ‫إداريــاً لهــا‪.‬‬ ‫كوباني‪ ..‬تاريخًا وجغرافيا‪:‬‬ ‫ تاريخيــاً تنتــر يف كوبــاين املعابــد األثريــة‬‫التــي تعــود لحضــارات مختلفــة‪ ,‬اهتــم بهــا‬ ‫الفرنســيون وخططــوا شــوارع املدينــة يف‬ ‫عهــد انتدابهــا ومــا تــزال الكثــر مــن املبــاين‬ ‫الفرنســية قامئــة إىل يومنــا هــذا‪ ,‬مثــل بعــض‬ ‫الدوائــر الحكوميــة الســورية (الرسايــا) إال أن‬ ‫الكثــر مــن التحــف واآلثــار التاريخيــة القيمــة‬ ‫نقلــت إىل خــارج املنطقــة أو خــارج ســوريا يف‬ ‫ظــل تهميــش نظــام البعــث‪.‬‬ ‫ تتألــف كوبــاين مــن ‪ 384‬قريــة صغــرة‬‫وعــدد مــن النواحــي هــي (رصيــن والشــيوخ)‬ ‫وعــدد ســكانها ‪ 460‬ألــف نســمة بحســب‬ ‫اإلحصائيــات الرســمية التــي قامــت بهــا الدولــة‬ ‫يف الـــعام ‪ ,2006‬أمــا بعــد الثــورة الســورية ويف‬ ‫ظــل الوضــع األمنــي املتــدين يف ســائر املــدن‬ ‫الســورية‪ ,‬كانــت كوبــاين الحضــن الدافــئ‬ ‫واملــاذ األمــن لــكل املهجريــن والنازحــن‪,‬‬ ‫القادمــن مــن املــدن الكــرى مثــل حلــب‬ ‫وحــاة ودمشــق والالذقيــة وديــر الــزور‪,‬‬ ‫وغريهــا مــن املــدن الســورية دون‬ ‫التمييــز بــن كــردي وعــريب أو ســني‬ ‫وشــيعي‪ ,‬فهــي أ ٌم لــكل أبنائهــا ‪.‬‬ ‫األوضاع الخدمية‪:‬‬ ‫كوبــاين اآلن هــي ككل املــدن‬ ‫الســورية‪ ,‬خدميــاً تعــاين مــن أزمــة‬ ‫حــادة يف الخدمــات واملــواد األوليــة‬ ‫الالزمــة للحيــاة اليوميــة‪ ,‬منهــا الخبــز الــذي‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫مل يعــد يكفــي ألكــر مــن نصــف ســكان املدنية‬ ‫عــدا الريــف‪ ,‬وكذلــك تشــهد ارتفــاع يف أســعار‬ ‫الســلع الغذائيــة املتداولــة دون وجــود لجــان‬ ‫رقابيــة ملنــع اإلحتــكار‪ ,‬منهــا حليــب األطفــال‬ ‫واألدويــة ‪ ,‬وكذلــك الوقــود بــكل أنواعــه ‪,‬‬ ‫وخاصــة يف هــذا األيــام العصيبــة بعــد موجــة‬ ‫الصقيــع التــي اجتاحــت الشــال الســوري يف‬ ‫هــذا الشــتاء ‪ ,‬مــع ارتفــاع أجــرة وســائل النقــل‬ ‫بــن قريــة أخــرى ‪ ,‬بعــد الحصــار املرفــوض‬ ‫عليهــا مــن "تنظيــم دولــة اإلســام فــي العــراق‬ ‫والشــام"‪.‬‬ ‫أمــا املــاء والكهربــاء‪ ,‬فالكهربــاء تــأيت مبعــدل‬ ‫ســاعتني باســتمرار يف كل ‪ 24‬ســاعة‪ ,‬إضافــة‬ ‫للمشــكلة األكــر التــي تعانيهــا اآلن‪ ,‬وهــي‬ ‫انقطــاع املــاء مــن املجــرى الرئيــي مــن نهــر‬

‫الف ـرات بســبب االشــتباكات التــي بــدأت بــن‬ ‫"حــزب اإلتحــاد الديمقراطــي" املســيطر عــى‬ ‫املدينــة و "تنظيــم دولــة اإلســام فــي العــراق‬ ‫والشــام" و "جبهــة النصــرة" يف القــرى املتاخمــة‬ ‫لهــا يف مدينتــي جرابلــس غربــاً وتــل أبيــض‬ ‫رشق ـاً‪ ,‬والتــي تشــتبكك فيــا بينهــا بــن ح ـ ٍن‬ ‫وآخــر‪ .‬األمــر الــذي أدى إىل إغــاق مــا يقــارب‬ ‫نصــف شــوارع املدينــة‪ ,‬بعــد حفــر آبــار امليــاه‬ ‫قــرب كل بيــت كوســيلة بديلــة لهــذه املشــكلة‪,‬‬ ‫وهــي مكلفــة جــدا ً‪ ,‬يدفــع رضائبهــا الســكان‬ ‫املســتفيدين منهــا حيــث تســببت بعائــق‬ ‫اقتصــادي لــدى الكثــر مــن األهــايل الذيــن ال‬ ‫حــول لهــم وال قــوة وكذلــك النازحــن‪ ,‬فبيوتهم‬ ‫مأجــورة وهــم غــر قادريــن عــى حفــر اآلبــار‪,‬‬ ‫األمــر الــذي ســاهم يف تفاقــم هــذه املشــكلة‪.‬‬ ‫الوضع األمني والعسكري‪:‬‬ ‫أمــا أمنيــاً وعســكرياً ‪ ,‬فاملدينــة هادئــة منــذ‬ ‫ســيطرة "حــزب اإلتحــاد الديمقراطــي" عليهــا‬ ‫ككل املــدن الكرديــة يف ســوريا‪ ,‬وهــي‬ ‫مؤمنــة أكــر مــن ‪ 80‬باملئــة‪ ,‬شــهدت فقــط‬ ‫تفجــر واحــد راح ضحيتــه أكــر مــن عــرة‬ ‫أشــخاص‪ ,‬غالبيتهــم مــن نازحــن حــاة‬ ‫وكذلــك يف بعــض األحيــان شــهدت حــاالت‬ ‫خطــف وقتــل ع ّمــد يف ظــل غيــاب الرقابــة‪,‬‬ ‫األمــر الــذي فتــح البــاب أمــام الثــارات‬ ‫القدميــة كــون املدينــة ذات طابــع عشــائري‬ ‫بامتيــاز‪ ,‬وهــي ظاهــرة خطــرة ومجهولــة‬ ‫تهــدد حيــاة الكثرييــن‪.‬‬

‫أوكسجين ‪11‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬


‫زبدانيات‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫أربعينية الشتاء وخمسينية الخريف‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬ ‫مل يبــق مــن األيــام إال القليــل عــى دخــول‬ ‫أَربعينيــة الشــتاء التــي تبــدأ يف ‪ 23‬مــن‬ ‫شــهر كانــون األول‪ .‬وحيــث أننــا مــا زلنــا يف‬ ‫الثلــث األخــر مــن كانــون األجــرد(‪)1‬؛ فــإن‬ ‫خمســينية الخريــف تبــدأ بـــ ‪ 23‬مــن شــهر‬ ‫أيلــول وتنتهــي بـــ ‪ 22‬كانــون األول مــن كل‬ ‫ســنة‪ .‬وحســب التقويــم الزمنــي مازلنــا حتــى‬ ‫اليــوم ضمــن فصــل الخريــف حتــى ‪23‬‬ ‫مــن ك‪ .1‬بــرودة الطقــس املفاجئــة ودخــول‬ ‫املنخفــض الجــوي القطبــي؛ يرمينــا يف الصقيــع‬ ‫ويزيــد مــن معاناتنــا‪ ،‬يف ظــل أزمــة الوقــود‬ ‫التــي تــراوح مكانهــا وســط بــرد الزبــداين‬ ‫قســم األولــون الســنة‬ ‫القــارس‪ .‬ومنــذ القديــم ّ‬ ‫إىل أربــع خمســينيات(‪ ،)2‬وأربــع أربعينيــات‪،‬‬ ‫أي أن األربعينيــة الواحــدة تســاوي ‪ 40‬يومــاً‪،‬‬ ‫والســنة أربعــة فصــول يف كل فصــل ثالثــة‬ ‫أشــهر فتكــون أربعينيــة واحــدة مــع خمســينية‬ ‫واحــدة تســاوي‪ 90‬يومــاً‪ ،‬مبــا ال يتنــاىف مــع‬ ‫التعــداد الزمنــي العــادي‪ .‬وتـراوح أيــام األشــهر‬ ‫مــا بــن ‪ 28‬ـ ‪ 31‬يــوم (‪ .)3‬وتقســم الخمســينية‬ ‫إىل ‪ 4‬ســعودات(‪ ،)4‬كل قســم يســمى ســعد‪،‬‬ ‫فــاألول هــو ســعد "بَلَـ ْع"‪ ،‬وفيــه تــرب األرض‬ ‫كل أمطــار الســاء بعــد أن تكــون األرض جافــة‬ ‫وعطــى‪ ،‬ومنــه يقــول النــاس‪( :‬ســعد بَلَـ ْع مــا‬ ‫ـح)(‪ .)5‬ويليه الســعد الثاين‬ ‫خـ ّـا وال كلــب ّإل نَ َبـ ْ‬ ‫مبــارشة وهــو ســعد "الدابِح"‪ ،‬وســبب التســمية‬ ‫حســب مــا يــروى عــن القدمــاء أن رجـاً ســافر‬ ‫عــى ناقــة لــه يف مثــل هــذا الوقــت البــارد مــن‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫الشــتاء(‪ )8‬فتبــدأ يف ‪ 23‬كانــون األول وتنتهــي‬ ‫بـــ ‪ 1‬شــباط‪ ،‬وبهــذا يســاوي مجمــوع أيــام‬ ‫الخمســينية مــع األربعينيــة ‪ 360‬يومـاً‪ ،‬وتبقــى‬ ‫عــدة أيــام أخــرى لتنتهــي الســنة حســب أيــام‬ ‫األشــهر إن جــاءت كاملــة أو بزيــادة يــوم أو‬ ‫نقصــان يــوم‪ ،‬عندمــا تكــون الســنة عاديــة أو‬ ‫كبيســة‪ .‬النــاس وخاصــة الكبــار منهــم مــا زالــوا‬ ‫حتــى اليــوم يســرون عــى هــذه التقســيامت‬ ‫القدميــة‪ ،‬وتذكــر الخمســينية أو األربعينيــة يف‬ ‫بداياتهــا كتقويــم عــى الروزنامــة(‪ )9‬يف أســفل‬ ‫صفحاتهــا‪.‬‬

‫الســنة‪ ،‬وفاجأتــه العاصفــة الثلجيــة الشــديدة‪،‬‬ ‫فقــال البعــض مــن أهلــه‪( :‬إن ذبــح ســعد‬ ‫نجــا‪ ،‬وإن مل يذبــح مــات مــن الــرد)‪ ،‬وفعــاً‬ ‫اســتطاع ســعد أن يذبــح ناقتــه ويختبــئ يف‬ ‫جوفهــا الدافــئ وينجــو مــن العاصفــة ومــن‬ ‫ثــم يعــود إىل عائلتــه‪ .‬أمــا الســعد الثالــث فهــو‬ ‫ســعد "الســعود"‪ ،‬ومنــه املثــل القائــل‪( :‬ســعد‬ ‫َــي‬ ‫الســعود بيــدىف كل مولــود وبتجــري امل ّ‬ ‫بالعــود)(‪ ،)6‬ويكــون فصــل الربيــع قــد بــدأ‪،‬‬ ‫وتظهــر تباشــره عــى الحالــة الجويــة وعــى‬ ‫اإلنســان‪ .‬أمــا الســعد الرابــع واألخــر فهــو‬ ‫ســعد "الخبايــا"‪ ،‬وتعرفــه العامــة باملثــل الــذي‬ ‫يقــول‪( :‬ســعد الخبايــا بتطلــع فيــه ال َحيايــا هوامش‪:‬‬ ‫و بتتفتــل فيــه الصبايــا)(‪ ،)7‬ألن الطقــس يف ‪1‬ـ ألنه يع ّري األشجار من الورق‪.‬‬ ‫هــذا الوقــت مييــل إىل الــدفء‪ .‬أمــا أَربعينيــة‬ ‫‪2‬ـ كل خمسينية تساوي ‪ 50‬يوماً‪.‬‬ ‫‪3‬ـ شــهر شــباط ‪ 28‬يوم ـاً ويكــون ‪ 29‬يوم ـاً يف‬ ‫الســنة الكبيســة وتــأيت بقيــة األشــهر ‪ 30‬أو ‪31‬‬ ‫يوم ـاً بالتنــاوب‪.‬‬ ‫‪4‬ـ السعد الواحد يساوي ‪ 12,5‬يوم‪.‬‬ ‫‪5‬ـ يعوي الكلب من شدة الربد‪.‬‬ ‫‪6‬ـ ألن املــاء ينضــح مــن األشــجار والــدوايل بعــد‬ ‫تقليــم أغصانها‪.‬‬ ‫‪7‬ـ تخــرج الزواحــف واألفاعــي مــن ســباتها‪،‬‬ ‫وتتمــى الصبايــا تحــت الشــمس‪.‬‬ ‫‪8‬ـ وتدعى ُم ْربعان ّية باللهجة الزبدانية‪.‬‬ ‫‪9‬ـ من الرتكية وتعني حساب الزمن‪.‬‬

‫أوكسجين ‪12‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬


‫هل اليران دور في الثورات العربية؟‬ ‫طريف يوسف آغا | هيوستن‪ ،‬تكساس‬ ‫لســت هنــا يف هــذا املقــال بــوارد وضــع‬ ‫(نظريــة مؤامــرة) جديــدة بقــدر مــاأين أحــاول‬ ‫عــرض النتائــج التــي أســفرت عنهــا ثــورات‬ ‫الربيــع العــريب عــى االرض ومــن اســتفاد منهــا‬ ‫ليــس إال‪ .‬فــإذا نظرنــا إىل نتائــج تلــك الثــورات‪،‬‬ ‫وخاصــة املرصيــة واليمنيــة والســورية‪ ،‬مــن‬ ‫حيــث الجهــة االقليميــة التــي اســتفادت منهــا‬ ‫أكــر مــن غريهــا (باالضافــة الرسائيــل طبع ـاً)‪،‬‬ ‫فلــن نجــد ســوى إي ـران‪ .‬وإذا تــم ربــط ذلــك‬ ‫مبــا حــدث خــال العقــود األخــرة‪ ،‬وكيــف‬ ‫تحــول كل مــن لبنــان والعــراق إىل محميتــن‬ ‫إيرانيتــن‪ ،‬فــا يســعنا إىل أن نســأل أنفســنا‪:‬‬ ‫هــل هــذا صدفــة أم أن هنــاك مخططــاً يتــم‬ ‫تنفيــذه عــى األرض بالتدريــج وبصمــت؟‬ ‫ طبع ـاً مــن البديهــي تفســر األمــور بنتائجهــا‬‫وليــس بظاهرهــا أو تفاصيلهــا‪ ،‬ولهــذا ســأمر‬ ‫عــى تلــك الثــورات واألحــداث لــرى كيــف‬ ‫صبــت يف النهايــة يف مصلحــة إي ـران أكــر مــن‬ ‫غريهــا‪.‬‬ ‫المصريــة‪ :‬كان نظــام مبــارك‪ ،‬بالرغــم مــن‬ ‫فســاده عــى كافــة املســتويات‪ ،‬كان يشــكل‬ ‫حلفــاً إقليميــاً قويــاً مــع اململكــة الســعودية‬ ‫ودول الجزيــرة العربيــة والعـراق يف عهــد صــدام‬ ‫حســن يف مواجهــة املـ ّد الشــيعي الــذي تجاهــر‬ ‫بــه حكومــة طهــران منــذ وصــول املــايل إىل‬ ‫الســلطة عــام ‪ .1979‬تــم حينهــا قطــع العالقــات‬ ‫بــن البلديــن عــى خلفيــة اســتضافة الســادات‬ ‫لشــاه إيـران املخلــوع‪ ،‬وبالتــايل فســقوط مبــارك‬ ‫قبــل عامــن كان يعنــي بالنســبة اليـران ســقوط‬ ‫أحــد ألــد أعدائهــا الواقفــن مــع الســعودية يف‬ ‫وجــه امتــداد النفــوذ الشــيعي‪ .‬ولهــذا رأينــا‬ ‫كيــف رحبــت بانتصــار الثــورة املرصيــة وتــم‬ ‫تبــادل الزيــارات الوديــة رسيعــاً بــن نجــاد‬ ‫ومــريس‪.‬‬ ‫ انقــاب الســييس‪ ،‬وأنــا كنــت ومــاأزال ضــده‬‫كونــه إنقالبـاً عســكرياً وارتكــب مجــزرة التغتفر‬ ‫يف رابعــة والنهضــة‪ ،‬إال أنــه أعــاد مــر (كــا‬ ‫يبــدو عــى األقــل) إىل الحلــف الســعودي‬ ‫االقليمــي ضــد إيــران وحلفائهــا‪.‬‬ ‫اليمنيــة‪ :‬كذلــك كان نظــام صالــح‪ ،‬وبالرغــم‬ ‫مــن فســاده‪ ،‬العب ـاً قوي ـاً ضمــن هــذا الحلــف‬ ‫الســني الــذي تقــوده الســعودية ومــر يف‬ ‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫وجــه املــد الشــيعي االيـراين‪ .‬وكلنــا رأينــا كيــف‬ ‫شــن هــذا النظــام حربــاً الهــوادة فيهــا قبــل‬ ‫نشــوب الثــورة بقليــل عــى ميليشــيات الحوثيني‬ ‫الشــيعية املســلحة املدعومــة مــن إيـران والتــي‬ ‫تعمــل عــى نــر الفــوىض وتشــييع البــاد أو‬ ‫االنفصــال بالشــال يف مرحلــة الحقــة‪ .‬ورأينــا‬ ‫كيــف تدخلــت الســعودية حينهــا عســكرياً‬ ‫ملســاعدة حكومــة اليمــن يف حربها إلخــاد ذلك‬ ‫التمــرد ألنهــا تعــرف أن إيـران تســتهدفهام معـاً‬ ‫وأنهــا ســتكون التاليــة‪ ،‬خاصــة وأن هنــاك الكثــر‬ ‫مــن الســعوديني الشــيعة الذيــن يســكنون يف‬ ‫املناطــق الرشقيــة مــن اململكــة ويتعاطفــون‬ ‫مــع إيــران‪ .‬إذا ً فرحيــل صالــح‪ ،‬بالرغــم مــن‬ ‫أنــه أفــرح الشــعب اليمنــي‪ ،‬إال أنــه أفــرح أيضـاً‬ ‫حــكام طهـران ألنهــم تخلصــوا مــن عــدو لــدود‬ ‫آخــر لهــم‪ ،‬ونــرى الحوثيــن اليــوم وقــد عــادوا‬ ‫لشــن هجــات مســلحة ضــد الجيــش والقبائــل‬ ‫يف الشــال يف محاولــة لتوســيع نفوذهــم‪.‬‬ ‫وتجــدر االشــارة هنــا أيضــاً إىل دفــع إيــران‬ ‫لشــيعة البحريــن يف بدايــة الثــورات العربيــة‬ ‫ملحاولــة قلــب نظــام الحكــم الســني‪ ،‬فســارعت‬ ‫الســعودية وتدخلــت عســكرياً هنــاك أيضــاً‬ ‫الفشــالها‪.‬‬ ‫الســورية‪ :‬قــد يســأل البعــض كيــف اســتفادت‬ ‫إيــران مــن الثــورة يف ســورية وهــي التــي‬ ‫نشــبت ضــد النظــام العــريب الوحيــد الحليــف‬ ‫لهــا يف املنطقــة؟ كلنــا نعــرف أن األســد األب كان‬ ‫متحالفـاً مــع إيـران‪ ،‬ولكنــه أيضـاً كان حــذرا ً يف‬ ‫هــذا التحالــف بحيــث مل يفتــح لهــا البــاب عــى‬ ‫مرصاعيــه‪ ،‬ألنــه كان يعــرف أن هــذا التحالــف‬ ‫إمنــا أشــبه بــزواج املتعــة أو املصلحــة املؤقــت‬ ‫كــون الشــيعة هــم األكــر عــداءا ً وكراهيــ ًة‬ ‫للعلويــن مــن أي شــعب آخــر‪ ،‬وأنهــم لــو وقعوا‬ ‫بيــد املــايل فلــن يرحموهــم‪ .‬ثــم أىت (املــوت‬ ‫اللغــز) لباســل األســد يف حــادث ســيارة عــام‬ ‫‪ 1994‬ليزيحــه مــن الئحــة (المرشــح للرئاســة)‬ ‫ويضــع بــدالً منــه بشــار الــذي مل يكــن يعــرف‬ ‫حتــى ماهــي (السياســة) ليعــرف ماهــو (بعــد‬ ‫النظــر)‪ .‬وهــذا بــدوره صــب يف مصلحــة إي ـران‬ ‫وحقــق لهــا أحالمهــا بفتــح أبــواب ســورية عــى‬ ‫مرصاعيهــا ودون أي قيــد أو رشط‪ ،‬وهــو بالتــايل‬ ‫مايدعــو للســؤال فيــا إذا كان لهــا يــد يف حادثة‬ ‫الســيارة إياهــا‪ .‬نعــم كانــت إيـران قبــل الثــورة‬ ‫الســورية تتمتــع بنفــوذ إقتصــادي واجتامعــي‬

‫رأي‬

‫وتشــييعي‪ ،‬وبالتــايل ســيايس‪ ،‬ولكنهــا اآلن وبعــد‬ ‫أســلمة الثــورة‪ ،‬صــار لهــا نفــوذ عســكري عــى‬ ‫األرض متمثــل بحرســها الثــوري ومقاتــي حــزب‬ ‫اللــه اللبنــاين وامليليشــيات العراقيــة واليمنيــة‬ ‫وغريهــا‪ .‬وهــذا مادفــع أحــد مالليهــا ليعلــن‬ ‫مؤخــرا ً أن ســورية هــي املحافظــة االيرانيــة‬ ‫الخامســة والثالثــن‪ .‬هــذا الترصيــح وغــره‬ ‫وضــع (رئيــس المقاومــة والممانعــة) مــع (جيشــه‬ ‫الوطنــي العقائــدي) مــع (طائفتــه الكريمــة) كلهــم‬ ‫يف خدمــة الــويل الفقيــه يف طهـران‪ .‬أمــا االتفــاق‬ ‫االيــراين النــووي األخــر مــع الغــرب فامنــا‬ ‫يشــر إىل اع ـراف هــذا الغــرب باحتــال إي ـران‬ ‫لســورية‪ ،‬متام ـاً كــا ســبق واعــرف باحتاللهــا‬ ‫للبنــان بواســطة حــزب اللــه مــن خــال اتفــاق‬ ‫الطائــف واعرتافــه باحتاللهــا للعــراق بعــد‬ ‫االنســحاب األمريــي‪ .‬والبــد مــن االشــارة هنــا‬ ‫إىل أن إجبــار أمريــكا لألســد االبــن عــى ســحب‬ ‫جيشــه مــن لبنــان عــام ‪ 2005‬أىت أيضـاً ملصلحــة‬ ‫إيــران‪ ،‬فبعــد أن كان القــرار الســيايس هنــاك‬ ‫"ســورياً ‪ -‬إيراني ـاً" مشــركاً‪ ،‬أصبــح بعــد ذلــك‬ ‫االنســحاب ق ـرارا ً إيراني ـاً رصف ـاً‪.‬‬ ‫ليــس هنــاك حتــى اآلن مايثبــت أي دور إيـراين‬ ‫يف إطــاق ثــورات الربيــع العــريب‪ ،‬إال أنهــا كانــت‬ ‫أكــر املســتفيدين مــن نتائجهــا‪ ،‬كــا ويبــدو أن‬ ‫الغربيــن ومعهــم اإلرسائيليــن والــروس راضــن‬ ‫عــى توســع النفــوذ االيــراين عــى حســاب‬ ‫العــرب‪ .‬الســؤال هنــا هــل ســينجح الحلــف‬ ‫الســعودي‪ -‬املــري ومــن معــه يف إيقــاف املــد‬ ‫الشــيعي الــذي يســر باتجاههــم أيض ـاً؟ أعتقــد‬ ‫أن انتصــار هــذا الحلــف ســيكون صعبــاً مــن‬ ‫دون أن يضــم إليــه الدولــة الســنية االقليميــة‬ ‫األقــوى يف املنطقــة‪ :‬تركيــا‪ ،‬وإذا مل تحــل دول‬ ‫هــذا الحلــف خالفاتهــا السياســية مــع تركيــا‪،‬‬ ‫فســرى علــم الدولــة الصفويــة يرفــرف قريب ـاً‬ ‫فــوق قصــور الحكــم فيهــا‪.‬‬

‫أوكسجين ‪13‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) االئتــاف الوطنجــي يهــدد مبقاطعــة مؤمتــر جنيــف يف حــال‬ ‫اســتمر القصــف عــى املدنيــن‪ ...‬عظّــم اللــه أجركــم‪ ...‬وشــكر الله‬ ‫ســعيكم‪ ...‬والعمــر إلكــن بلــي ضــل مــن الشــعب الســوري‪!...‬‬ ‫*) الوزيــر الحلقــي يقــول بــأن الهجمــة اإلعالميــة الرشســة عــى‬ ‫ســوريا هدفهــا تخريــب النســيج املجتمعــي الســوري‪ ...‬ليــش‬ ‫ضــل مجتمــع ليكــون يف نســيج‪ ...‬لــك يخــرب بيتــك شــو ســلبة‪!...‬‬

‫*) اإلدارة العامــة للجيــش والقــوات املســلحة تعلــن عــن قبــول‬ ‫دفعــة جديــدة مــن الراغبــن بالتطــوع يف الجيــش لتأهيلهــم‬ ‫باختصــاص "حــرب الكرتونيــة"‪ ...‬حلــوة هــي حــرب الكرتونيــة‪...‬‬ ‫يعنــي ممكــن الواحــد يعمــل بعديــن دكتــوراه حــرب كونيــة‬ ‫وبيقــدم االمتحــان عــى كوكــب املريــخ‪!...‬‬ ‫*) الحكومــة الرتكيــة تســتخدم الغــاز املســيل للدمــوع لتفريــق‬ ‫املتظاهريــن الذيــن خرجــوا مطالبــن برحيــل أردوغــان‪ ...‬لــك‬ ‫يــرب حظــو الشــعب الســوري مــا تهنــى ال بغــاز وال مبســيل‬ ‫للدمــوع‪ ...‬دغــري بلّشــوا فيــه طــج ودج‪!...‬‬ ‫*) ميكــن ملــن يرغــب بتســليم نفســه االتصال عــى الرقــم (‪ )...‬أو‬ ‫إرســال رســالة نصيــة ‪ sms‬بكلمــة "اشــحطوين"‪ ...‬أو "اعفطــوين"‪...‬‬ ‫وبيكــون األمــن عندكــم بظــرف تالت ثــواين‪...‬‬

‫سالمتك‪ :‬الحروق‬ ‫تصنــف الحــروق حســب ســببها‬ ‫إىل ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحروق الحرارية‬ ‫تنتــج مــن التعــرض مبــارشة للهــب‬ ‫النــران أو التــاس مــع (األجســام‬ ‫أو الســوائل) الحــارة‬ ‫وتصنــف الحــروق الحراريــة إىل‬ ‫درجــات حســب الجــزء املصــاب‬ ‫وهــي ‪:‬‬ ‫الحروق من الدرجة األولى‪:‬‬ ‫تصيــب الطبقــة الخارجيــة مــن‬ ‫الجلــد (البــرة) وتــؤدي الحمــرار‬ ‫مــع أمل وقــد تنتــج عــن أشــعة‬ ‫الشــمس القويــة أو التعــرض‬ ‫للــاء الحــار ‪ ,‬و يتــم الشــفاء منهــا‬ ‫خــال أســبوع دون أن تخلــف أي‬ ‫(ندبــات) والتدبــر األويل لهــا هــو‬ ‫تنظيفهــا باملطهــرات الخفيفــة و‬ ‫الدهــون املرممــة للجلــد‬ ‫الحروق من الدرجة الثانية‪:‬‬ ‫تشــمل طبقــة الجلــد بكاملهــا و‬

‫متتــد( لألدمــة) و تتميــز بظهــور‬ ‫الفقاقيــع واألمل القــوي و الحــاد و‬ ‫يســتغرق شــفائها ثالثــة أســابيع‬ ‫التدبــر األويل ملصــاب بحــروق مــن‬ ‫الدرجــة الثانيــة‬ ‫ التأكــد مــن أن املوقــع أمــن‬‫بالنســبة لــك‪.‬‬ ‫ إبعــاد املصــاب عــن مــكان‬‫ا لحر يــق ‪.‬‬ ‫ تأكــد مــن عــدم معانــاة املصــاب‬‫ألي خطــر يهــدد الحيــاة‪.‬‬ ‫ عــدم فتــح أي فقاعــة و ذلــك‬‫ملنــع تلــوث و التهــاب األنســجة‪.‬‬ ‫ نــزع لبــاس املصــاب عــدا امللتصق‬‫بالجلــد وخلــع الخواتــم واألســاور‬ ‫خوفــا مــن التــورم الــذي يحصــل‬ ‫الحقــا‪.‬‬ ‫ تربيــد املــكان املحــرق املــاء‬‫البــارد ألن التربيــد يقلــل مــن تلــف‬ ‫األنســجة و حــدة الحـرارة و خاصــة‬ ‫خــال الثالثــن دقيقــة‪.‬‬

‫*) الجهــات املختصــة تعلــن عــن جائــزة ملــن يقــوم بتســليم‬ ‫أحــد اإلرهابيــن أو يبلــغ عــن مكانهــم وبــأن أســاء "الفســافيس"‬ ‫تبقــى رسيــة مــع تأمــن الحاميــة الالزمــة لهــم‪ ...‬يعنــي فســفس‬ ‫واربــح مــع النظــام الســوري‪!...‬‬ ‫*) موســكو ترســل ‪ 75‬شــاحنة مــن أجــل تدمــر كيــاوي‬ ‫ســيادتو‪ ...‬الشــعب الســوري أوىل بكــم كرفــان يــا أكابــر‪!...‬‬

‫*) يف الجنــوب الدمشــقي املحــارص طفــل ســوري يــأكل الكرتــون‬ ‫وحــكام العــرب النشــامى عــم ياكلــوا عــى كل رضس لــون بــس‬ ‫يــا حيــف‪!...‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫حرب المعلومات‬

‫هــي مصطلــح يســتخدم لوصــف اســتخدام وإدارة املعلومــات‬ ‫للحصــول عــى ميــزة تنافســية عــى العــدو‪ ،‬حــرب املعلومــات قــد‬ ‫تتضمــن جمــع املعلومــات االســراتيجية‪ ،‬التاكئــد مــن صالحيــة‬ ‫املعلومــات املوجــودة‪ ،‬نــر دعايــات أو معلومــات خاطئــة الحبــاط‬ ‫العــدو أو الشــعب‪ ،‬التقليــل مــن نوعيــة املعلومــات التــي توجــد لــدى‬ ‫العــدو والعمــل عــى تقليــل فــرص جمــع العــدو للمعلومــات‪.‬‬

‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫وهــي اســتخدام نظــم املعلومــات الســتغالل وتخريــب وتدمــر‬ ‫وتعطيــل معلومــات الخصــم وعملياتــه املبنيــة عــى املعلومــات ونظم‬ ‫معلوماتــه وشــبكات الحاســب اآليل الخاصــة بــه‪ ،‬وكذلــك حاميــة مــا‬ ‫لــدي مــن كل ذلــك مــن هجــوم الخصــم؛ إلح ـراز الســبق‪ ،‬والتقــدم‬ ‫عــى نظمــه العســكرية واالقتصاديــة‪ .‬مــن املمكــن أن تحــدث هــذه‬ ‫الحــرب عــى مســتوى األشــخاص‪ ,‬الــركات‪ ,‬أو عــى مســتوى عاملــي‪.‬‬ ‫وتنقســم حــرب املعلومــات إىل ســبعة أقســام‪ :‬حــرب القيــادة‬ ‫والســيطرة‪ ,‬الحــرب االســتخبارية ‪ ,‬الحــرب اإللكرتونيــة‪ ,‬حــرب‬ ‫العمليــات النفســية‪ ,‬حــرب قراصنــة املعلومــات ‪ ,‬حــرب املعلومــات‬ ‫االقتصاديــة‪ ,‬حــرب املعلومــات االفرتاضيــة‪.‬‬

‫أوكسجين ‪14‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬


‫الزبداني‪ ..‬حصار مستمر‬ ‫شذى محمود | الزبداني‬ ‫"كرامتــي بحريتــي" أحــد عنــارص الجيــش‬ ‫الحــر يف الزبــداين يجلــس مــع رفاقــه يف زاويــة‬ ‫متبقيــة مــن منزلــه املدمــر محــاوالً صنــع‬ ‫رغيــف خبــز يســد رمقــه وأصدقائــه واصفــاً‬ ‫لنــا مــا نتــج معهــم مــن خبــز "اليشــبه الخبــز‬ ‫الــذي نعرفــه" ولكنــه يكمــل ليقــول "الحمــد‬ ‫للــه عــى كل حــال كل هــذا مل يخفــف مــن‬ ‫عزامئنــا أويجعلنــا نهــن ونرتاجــع"‪.‬‬ ‫حصــار خانــق تفرضــه قــوات النظــام عــى‬ ‫مدينــة الزبــداين تــزداد وطأتــه يف اآلونــة‬ ‫األخــرة ليعيــش األهــايل رضبــاً جديــدا ً مــن‬ ‫رضوب املعانــاة وتدهــور األحــوال املعيشــية‪،‬‬ ‫مســتخدمني يف ذلــك الحواجــز العســكرية‬ ‫التــي تطــوق املنطقــة بإحــكام تلــك الحواجــز‬

‫التــي متنــع دخــول أي مــن املــواد الغذائيــة‬ ‫الرئيســية كالطحــن والســكر والخــروات‬ ‫الــذي أدى النخفــاض رسيــع يف مخزونــات‬ ‫املدينــة مــن املــواد الغذائيــة مــا جعــل‬ ‫الباعــة يرفعــون أســعار الســلع لعــدة أضعــاف‬ ‫مــع توقــف لعمــل األف ـران التــي كانــت تســد‬ ‫حاجــة مــن حاجــات الســكان ولــو بكميــة‬ ‫قليلــة ولعــل الســبب الرئيــي يف توقفهــا‬ ‫هوانعــدام املحــرك الرئيــي لهــذه األفــران‬ ‫(املــازوت) الــذي أصبحــت حيازتــه تهمــة‪...‬‬ ‫فــا كان مــن األهــايل إال أن عــادوا لألســاليب‬ ‫البدائيــة التــي كان يســتخدمها أجدادنــا منــد‬ ‫نحــو مئــة عــام التدفئــة عــى الحطــب وإعــداد‬ ‫الطعــام عليــه أيضـاً يف ظــل غيــاب مــادة الغــاز‬ ‫ومل تكتــف قــوات النظــام بهــذا القــدر فقــط‬ ‫بــل زاد انقطــاع الكهربــاء واالتصــاالت الخلويــة‬

‫توقعات عام ‪2014‬‬

‫*مقتل سيادتو يف عيد األضحى للمرة الثالثة عىل التوايل‬ ‫وعزرائيل يحتفظ بحق الرد‪.‬‬ ‫*وليد املعلك ينشق عن النظام بعد تطمينات لكرشه ووعود‬ ‫من املعارضة الخارجية بأكلة كوسا محيش‪...‬‬ ‫*ماهر األسد يكوي البدلة العسكرية متهيداً الرتدائها‪.‬‬ ‫*ويكيليكس وبعد بشار وحبيبته السابقة هديل التي كانت‬ ‫تناديه بـ "البطة"‪ ،‬وثائق ورسائل غرامية بني بشار وعشيقته‬ ‫الجديدة التي تناديه باسم حيوان آخر هو "زرافتي أبو‬ ‫رقبة"‪...‬‬ ‫*طالق السيدة األوىل أسامء األسد بعد تخبيصات بعلها‬ ‫النسونجي املتكررة‪.‬‬ ‫*انقراض التيار الكهربايئ والنت وارتفاع ملحوظ يف مبيعات‬ ‫الحطب والشمع ومكواية الفحم وتزايد الطلب عىل الحامم‬ ‫الزاجل‪...‬‬ ‫*توتر يف العالقة بني األسد ونرص الله إثر خالف نشأ بعد متكن‬ ‫أحد أطباء الطب الشعبي مبعالجة حرف "الراء" عند نرصو‬ ‫بينام وقف عاجزاً أمام "ثاء" سيادتو‪...‬‬ ‫*حكومة النأي بالنفس اللبنانية تغرق ألرائيط أدانها باألزمة‬ ‫السورية بعد تغاضيها عن دخول امليليشيات اللبنانية لقتل‬ ‫شعب سوريا‪...‬‬ ‫*أنيسة تبحث عن رشيك عىل أمل إنجاب يش ولد فيو خري‬ ‫بعد ما اكتشفت أنو ذريتها كلها عاطلة‪!...‬‬ ‫العدد (‪ )90‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\12\27‬‬

‫فواصل‬

‫واألرضيــة الطــن بلــة وقــد عمــد املجلــس‬ ‫املحــي ملدينــة الزبــداين توزيــع كميــات‬ ‫محــدودة مــن الطحــن لألهــايل وأفـراد الجيــش‬ ‫الحــر بأســعار ليســت بزهيــدة علهــا تســعفهم‬ ‫وتســاعدهم‪.‬‬

‫حكمة المثل الشعيب‬

‫تحــايك أمثالنــا الشــعبية مختلــف ظــروف الحيــاة‪ ،‬وتتطــرق ألدق التفاصيــل‬ ‫فيهــا‪ .‬يف الحيــاة التــي نعيــش؛ نتعلــم كل يــوم شــيئاً جديــدا ً‪ ،‬ونختــر ونتأقلــم مع‬ ‫هــذا الجديــد بأملــه و فرحــه‪ .‬ومــع انحســار الفــرح يف بيوتنــا إىل البعيــد‪ ،‬مل يبــق‬ ‫لنــا إال أن نحتفــظ بخــرة أجدادنــا‪ ،‬نعمــل بهــا‪ ،‬ونســر عــى دروبها حســبام قالوا‪،‬‬ ‫مــن األمــس املوغــل يف القــدم وحتــى اليــوم‪ .‬وحيــث أن املثــل يتكلــم دامئـاً عــن‬ ‫خــرة مــا يف الحيــاة‪ ،‬ويعطينــا الحكمــة املختــرة التــي ت ُســتخلص مــن تجربــة‪،‬‬ ‫أو حادثــة‪ ،‬أو قصــة‪ ،‬أو حكايــة‪ ،‬أو عــرة مــا؛ مل يبــق لنــا يف هــذه الزاويــة الصغــرة‬ ‫إال أن نســر برفقــة أمثالنــا الشــعبية الجميلــة يف نزهــة بحديقتهــا الغ ّنــاء‪ ،‬نشــم‬ ‫ورودهــا‪ ،‬ونقطــف زهــرة مــن زهراتهــا‪ ،‬نغــذي الــروح برائحتهــا الزكيــة‪ ،‬وننمــي‬ ‫العقــل بحنكتهــا وعقالنيتهــا‪ .‬ومــن أمثالنــا الشــعبية الكثــرة مــا تطــرق لحالــة‬ ‫الطقــس ســواء يف الصيــف والحــر‪ ،‬أو يف الشــتاء حيــث الــرد واملطــر والثلــج‪.‬‬ ‫ـح يــا مجنــونْ"‪ ،‬ألن‬ ‫هنــاك مثــل جميــل يقــول‪" :‬بـ ْن كانــو ْن وكانــونْ‪ ...‬ويـ ْن رايـ ْ‬ ‫أبــرد أيــام الشــتاء تــأيت مــا بــن كانــون األول وكانــون الثــاين‪ ،‬فيجلــس النــاس‬ ‫يف بيوتهــم بعــد أن أنجــزوا أعــال حقولهــم‪ .‬وتقــل املهــام كثــرا ً‪ ،‬ألن العمــل‬ ‫يتوقــف يف الــرد القــارس‪ ،‬فاألفضــل عــدم الســفر يف هــذه األيــام‪ ،‬واملكــوث يف‬ ‫املنــازل ألن الخــروج منهــا قــد يعــرض اإلنســان للمــوت مــن الــرد‪ ،‬وكث ـرا ً مــا‬ ‫دفنــت الثلــوج أناس ـاً خرجــوا يف عاصفــة ثلجيــة‪ ،‬أو ماتــوا مــن الصقيــع‪.‬‬

‫أوكسجين ‪15‬‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.