أوكسجين العدد‭ ٨٩ ‬السنة‭ ‬الثالثة‭ - ‬الجمعة ‬٢١-٠٢-٢٠١٤

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫ق‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫‬‬ ‫‪‭‬‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫‬‬ ‫‪‭‬‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫‬‬ ‫‪‭‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ثور‬

‫ة‬

‫ه‬ ‫ل‬ ‫‬‬ ‫‪‭‬‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫‬‬ ‫ر‬ ‫‪‭‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫‬‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫‬‬ ‫ن‬ ‫‪‭‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫‬‬ ‫ر‬ ‫‪‭‬‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫‬‬ ‫ض‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫‬‬ ‫‪‭‬‬ ‫ب‬ ‫‪‭‬لبن ن‪‭‬ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫نار؟‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫‬‬ ‫‪‭‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫‬‬ ‫ن‬ ‫‪‭‬‬ ‫‬‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫‪‭..‬‬ ‫‬‬ ‫ر‬ ‫‪‭‬‬ ‫أ‬ ‫‬‬ ‫و‬ ‫‪‭‬‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫سار‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫العدد ( ‪ ) ٩٨‬السنة الثالثة ‪ -‬الجمعة ‪2014\٠٢\٢١‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫األفتتاحية‬

‫سورية بدها عقد‬ ‫اجتماعي جديد‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -٣‬ضغوط‬ ‪‭‬عدة‬ ‪‭‬والهدنة‬ ‪‭‬مستمرة‬ ‫‪ -٤‬اللطميات‬ ‪‭‬الشيعية‬ ‪‭‬آخر‬ ‪‭‬صيحات‬ ‪‭‬السوق‬ ‪‭‬الطائفية‬ ‫‪ -٥‬المؤسسات‬ ‪‭‬الدينية‬ ‪‭‬بعد‬ ‪‭‬الربيع‬ ‪‭‬العربي‬ ‫‪ -٦‬هل‬ ‪‭‬يستجير‬ ‪‭‬السوري‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬لبنان‬ ‪‭‬من‬ ‪‭‬الرمضاء‬ ‪‭‬بالنار؟‬ ‫‪ -٨‬قطعة‬ ‪‭‬من‬ ‪‭‬ماس‬ ‪‭‬الثورة‬ ‫‪ -٩‬أبناء‬ ‪‭‬األم‬ ‪‭‬السورية‬ ‪‭‬سوريون‬ ‪‭‬هل‬ ‪‭‬عندكم‬ ‪‭‬شك؟‬ ‫داعش في ماسونية النظام‬ ‫‪ -١٠‬السوريون‬ ‪‭‬بين‬ ‪‭‬نارين‬ ‪‭..‬الحصار‬ ‪‭‬أو‬ ‪‭‬االنكسار‬ ‫‪ -١١‬درعا‬ ‪‭‬الصمود‬ ‪‭...‬‬ ‫‪ -١٢‬مشاهدون‬ ‪‭‬وحسب‬‪‭..‬‬ ‫رجل من هذا الزمان‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪‭‬والكارة ‪‭‬ضاعت‬ ‪‭‬الطارة‬ ‫‬‬ ‫وك‬ ‫‪ -١٣‬ما‬ ‪‭‬بين‬ ُ‪‭‬الي ِ ‬‬ ‫‪ -١٤‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -١٥‬فواصل‬

‫تتســارع وتــرة التحذي ـرات والترصيحــات عــى لســان أكــر‬ ‫مــن مســؤول عــريب وغــريب مــن انــزالق األوضــاع يف ســوريا‬ ‫إىل وضــع خطــر‪ ،‬ويقــف املجتمــع الــدويل بزعامــة الواليــات‬ ‫املتحــدة األمريكيــة حائ ـرا ً بــن التدخــل وعــدم التدخــل‪ ،‬بينــا‬ ‫يســتمر النظــام يف حربــه ضــد شــعبه بــكل األســاليب‪ ،‬متجــاوزا ً‬ ‫كل الحــدود املألوفــة يف القــدرة عــى ارتــكاب الجرائــم ضــد‬ ‫اإلنســان والبرشيــة‪ .‬قــوات األمــن تقصــف املــدن والقــرى‬ ‫بالطــران واملدفعيــة‪ ،‬وتحــارص املدنيــن يف املناطــق الثائــرة‬ ‫وتحرمهــم مــن أبســط مقومــات الحيــاة الكرميــة‪ ،‬فتمنــع عنهــم‬ ‫الغــذاء والــدواء‪ ،‬وتــرك املــرىض والجرحــى ميوتــون هنــاك دون‬ ‫عــاج بعــد أن أغلقــت املستشــفيات وحولتهــا إىل معتقــات‪،‬‬ ‫واســتهدفت مــا تبقــى مــن مشــايف ميدانيــة بالقصــف والنــار‪.‬‬ ‫يف مــوازاة كل تلــك الوحشــية دعــوات مــن النظــام للعــودة إىل‬ ‫حضــن الوطــن‪ ،‬ومفاوضــات يف عــدة مــدن وبلــدات وخاصــة يف‬ ‫الريــف الدمشــقي‪ ،‬مــن أجــل التوصــل إىل تســوية مــع األهــايل للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫والجيــش الحــر يف تلــك املناطق الخارجــة عن ســيطرته‪ ،‬وذلك يف‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫محاولــة لتخفيــف الضغــط عنــه لحشــد قواتــه وإعــادة متركزهــا‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫عــى جبهــة القلمــون كــا يــرى البعــض‪ .‬ع ـرات اآلالف مــن‬ ‫الشــهداء واملعتقلــن واملغيبــن القرسيــن‪ ،‬إىل جانــب املرشديــن‬ ‫والنازحــن داخــل وخــارج حــدود الوطــن‪ ،‬هــذا الثمــن الكبــر‬ ‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫الــذي دفعــه الســوريون منــذ بدايــة الثــورة يجعلهــم متحفظــن‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬ ‫و حذريــن مــن أي نــوع مــن الحــوار مــع النظــام‪ ،‬وهــو الــذي‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫كان لــه ســوابق عديــدة يف خرقــه لعــدة هــدن تــم إبرامهــا مــن‬ ‫قبــل‪ .‬الشــعب الــذي مل تقــم ثورتــه أصـاً لتكــون مــروع حــرب‬ ‫أهليــة؛ مل تعــد تعنيــه شــعارات الوحــدة واللحمــة الوطنيــة‪،‬‬ ‫التــي باتــت اليــوم فاســدة وال تصلــح لالســتهالك الســوري‬ ‫البــري‪ ،‬بعــد أن انتهكــت معانيهــا طويــاً يف دكاكــن حــزب‬ ‫البعــث والجــزار األســدي‪ .‬نؤمــن بأننــا محكومــون بالعيــش‬ ‫املشــرك عــى هــذه األرض الســورية‪ ،‬ولكــن بعــد أن يأخــذ كل‬ ‫ذي حــق حقــه تحــت ســقف القانــون‪ .‬رمبــا لــن تكــون عدالــة‬ ‫مطلقــة فالجـراح كثــرة والخطــوة األوىل يف مداواتهــا ال ميكــن أن‬ ‫تبــدأ دون عقــد اجتامعــي جديــد‪.‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫ضغوط عدة والهدنة مستمرة‬ ‫بتول عبدالله | أوكسجين‬ ‫تعيــش الزبــداين منــذ عــرة أيــام هدنــة‬ ‫قامئــة عــى وقــف إطــاق نــار مــن طــريف‬ ‫النظــام والجيــش الحــر‪ ،‬وذلــك بعــد قصفهــا‬ ‫بالط ـران واملدرعــات وحصــار دام ‪ 560‬يــوم‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل ‪ 483‬شــهيدا ً و‪ 450‬معتقــل‬ ‫بينهــم ‪ 55‬امــرأة‪ .‬هــذه الهدنــة تــم االتفــاق‬ ‫عــى تنفيــذ بنودهــا بنــدا ً مقابــل بنــد‪ ،‬بحيث‬ ‫ال يخرقهــا عــدم موافقــة أحــد الطرفــن عــى‬ ‫رشط مــا‪ .‬إطــاق رساح املعتقــات مــن‬ ‫ســجون النظــام يكــون مقابــل تســليم الثــوار‬ ‫للســاح الثقيــل‪ ،‬ولــي يتــم إدخــال املــواد‬ ‫الغذائيــة يلّــوح النظــام عــن طريــق مفاوضيه‬ ‫بتســليم املنشــقني واملتخلفــن عــن الخدمــة‬ ‫العســكرية‪ .‬املبــادرة مل تشــمل منطقــة ســهل‬ ‫الزبــداين حيــث لقمــة عيــش الكثرييــن‪ ،‬ألن‬ ‫املفاوضــات تجــري بــن الحــرس الجمهــوري‬ ‫والفرقــة الرابعــة‪ ،‬بينــا يقــع الســهل تحــت‬ ‫ســيطرة أفـراد الفرقــة العــارشة الذيــن ســتتم‬ ‫مفاوضتهــم فيــا بعــد‪ .‬القــت املبــادرة التــي‬ ‫كان مــن ضمــن بنودهــا وقــف إطــاق‬ ‫النــار وإخفــاء املظاهــر املســلحة داخــل‬ ‫املدينــة؛ ردود فعــل متفاوتــة بــن املدنيــن‬ ‫والعســكريني‪" .‬أحمــد" مقاتــل يف كتيبــة‬ ‫محمــد بــن مســلمة يــرى أن ال حــوار مــع‬ ‫نظــام غــادر‪" :‬النظــام ال يؤمتــن ودامئـاً يخــرق‬ ‫أي هدنــة يق ّدمهــا"‪ .‬أمــا كــال وهــو فــاح‬ ‫يعتمــد عــى موســم أرضــه مــن التفــاح‬ ‫واإلجــاص يف ســهل الزبــداين فيقــول‪" :‬هــذه‬ ‫املبــادرة جيــدة ألن األشــجار يبســت وبحاجــة‬

‫للتقليــم والعنايــة‪ ،‬فهــي موردنــا الرئيــي‬ ‫وقــد ضاقــت بنــا الحــال كث ـرا ً‪ ،‬واستشــهدت‬ ‫عائــات أثنــاء عملهــم يف الســهل‪ .‬أمتنــى‬ ‫أن ينتهــي هــذا الحــال فقــد تعبنــا"‪ .‬بينــا‬ ‫رأى آخــرون بأنهــا خيانــة لدمــاء الشــهداء‬ ‫واملناطــق األخــرى الثائــرة التــي مازالــت‬ ‫تقصــف بالرباميــل‪ .‬يقــول محمــد وهــو‬ ‫إعالمــي يف إحــدى الكتائــب‪" :‬الطيــار الــذي‬ ‫كان يحــوم فــوق املدينــة ويشــعل فتيــل‬ ‫الربميــل بســيجارته كــا شــاهدنا يف مقاطــع‬ ‫الفيديــو املرسبــة يجعلنــا ال نثــق بــأي مباردة‬ ‫مــن طــرف النظــام‪ ،‬وهــو الــذي يقتــل‬ ‫العـرات كل يــوم بــدم بــارد‪ ،‬ومل يعــد أمامــه‬ ‫ســوى ورقــة التســوية هــذه بعــد فشــل‬ ‫جنيــف‪ ."2‬تباينــت اآلراء بــن مؤيــد للتســوية‬ ‫بعــد أن عجــز الثــوار عــن إح ـراز أي تقــدم‬ ‫جديــد‪ ،‬ودمــار ‪ %85‬مــن الزبــداين التــي نــزح‬ ‫ســكانها عنهــا منــذ أكــر مــن ســنتني‪ ،‬وبــن‬ ‫رافــض لهــا بوصفهــا إذعــان ومســاندة للنظام‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لتشــديد حملتــه عــى القلمــون‪ ،‬إذ يتوقــع أن‬ ‫يتــم ســحب بعــض الحواجــز لتعزيــز قــوات‬ ‫النظــام عــى جبهــة القلمــون ويــرود‪ .‬وبــأن‬ ‫ال معنــى للهدنــة بعــد أن تحولــت املدينــة‬ ‫إىل ركام وأنقــاض‪ ،‬و ُدمــرت كل البنــى التحتيــة‬ ‫فيهــا وبــات مــن الصعوبة العــودة إليهــا اآلن‪.‬‬ ‫أخبــار ترسبــت مــن بلديــة الزبــداين عــن‬ ‫التحفــظ عــى مســاعدات وســلل غذائيــة إىل‬ ‫حــن نجــاح املفاوضــات‪ ،‬مــع توزيــع خيــام‬ ‫للســكن كبديــل مؤقــت للــذي تهــدم منزلــه!‪.‬‬ ‫وتقــوم اللجــان الشــعبية يف بلــدة بلــودان‬ ‫واملعمــورة بالضغــط عــى أهــايل الزبــداين‬ ‫النازحــن‪ ،‬بحمــات مداهمــة ليليــة وإنشــاء‬ ‫الحواجــز لقطــع الطــرق عليهــم‪ ،‬ومســاعدة‬ ‫الجيــش يف اعتقــال الشــباب وتقديــم تقاريــر‬ ‫عــن النســاء والشــبان‪ ،‬باإلضافــة إىل منعهــم‬ ‫مــن إدخــال الخبــز والغــذاء إىل الزبــداين‪.‬‬ ‫ضغوطــات كثــرة يعــاين منهــا األهــايل أمــام‬ ‫هــذه الهدنــة‪ ،‬بــن تأمــن لقمــة العيــش‬ ‫والحفــاظ عــى مــا تبقــى مــن األرواح مــن‬ ‫جهــة‪ ،‬ودمــاء الشــهداء والبلــدات املجــاورة‬ ‫التــي تــدك بالرباميــل املتفجــرة مــن جهــة‬ ‫أخــرى‪ .‬أمــا ميدانيــاً فالثــوار متيقظــون‬ ‫وجاهــزون لــرد أي محاولــة اقتحــام للمدينــة‪،‬‬ ‫بينــا تســتمر التدريبــات يف معســكري‬ ‫الغــريب والرشقــي اللــذان اســتثناهام النظــام‬ ‫مــن الهدنــة‪ ،‬وطالــب بتســليم الجبــل‬ ‫الرشقــي مقابــل تســوية كاملــة للزبــداين‪،‬‬ ‫وهــو طلــب أشــبه بحلــم إبليــس بالجنــة‪ ،‬مع‬ ‫تأكيــد الجيــش الحــر رفضــه متامـاً تســليمه أو‬ ‫إدخالــه ضمــن املفاوضــات‪.‬‬


‫تقرير‬

‫اللطميات الشيعية‬

‫آخر صيحات السوق الطائفية‬ ‫نيرمين عبدالرؤوف | أوكسجين‬

‫شــوارع وأحيــاء العاصمــة دمشــق التــي‬ ‫كانــت تتغنــى بفــروز غــاب عنهــا صــوت‬ ‫لتحــل مكانــه األناشــيد‬ ‫ّ‬ ‫الســام ذاك‪،‬‬ ‫واللطميــات الشــيعية‪ ،‬إىل جانــب غريهــا مــن‬ ‫املظاهــر الطائفيــة الدخيلــة عــى املجتمــع‬ ‫الســوري‪ ،‬والتــي باتــت ترهــق الدمشــقيني‬ ‫بإحســاس الــذل والضعــف لعجزهــم عــن‬ ‫التــرف حيالهــا‪ ،‬وتشــحنهم مكرهني مبشــاعر‬ ‫الحقــد والكراهيــة أمــام االحتــال العلــوي‬ ‫ملدينتهــم‪ .‬آخــر تلــك اللطميــات كانــت‬ ‫بعنــوان "نــر يــرود"‪ ،‬وتزامنــت مــع بــدء‬ ‫قــوات حــزب اللــه حرب ـاً مفتوحــة القتحــام‬ ‫مدينــة يــرود يف جبــال القلمــون بريــف‬ ‫دمشــق‪ .‬وبلغــة تعبويــة ســاذجة يتغ ّنــى‬ ‫املنشــد (عــي بــركات) باعتــداءات حــزب الله‬ ‫عــى األرايض الســورية وكأنهــا "انتصــارات"‪،‬‬ ‫مســتخدماً التهديــد والوعيــد الســافر ضــد كل‬ ‫ـاي‬ ‫مــن يحــارب نظــام األســد‪" :‬يــا تكفــري جـ ّ‬ ‫جنــود حتخــي أيامــك ســـــــــود"‪ ،‬واصفــاً‬ ‫إياهــم بجيــش اإلرهــاب وبــأن النــر يف‬ ‫معركــة يــرود وتهديــم البيــوت عــى رؤوس‬ ‫ســاكينها ال يقــل شــأناً عــن محاربــة إرسائيــل‪:‬‬ ‫"احــذر يــا جيــش اإلرهــاب زمــن الهزائــم‬ ‫قــد ول ّـــى‪ ..‬حطّمنــا جيــش اليهـــــــــود وهأل‬

‫دورك بيــرود"!‪ .‬خطــاب وقــح آخــر بــدا يف‬ ‫لطميــة ســابقة حملــت عنــوان‪" :‬املــد العلوي‬ ‫تف ّجــر"‪ ،‬وانتــرت كثــرا ً عــى حواجــز‬ ‫النظــام والشــبيحة الذيــن بــات بعضهــم‬ ‫يتقلّــد ســيف ذو الفقــار‪ ،‬وتهاجــم كلامتهــا‬ ‫األمويــن فتقــول‪" :‬أوكار الكفــر سنســحقها‬ ‫عباســية لغــة العســكر‪ ..‬ثورتكــم صــارت‬ ‫أشــاء والحلــم األمــوي تكــر"‪ .‬دمشــق أو‬ ‫"مدينــة امليليشــيات" كــا يســميها ســكانها‬ ‫اليــوم باتــت غريبــة عنهــم‪ ،‬بعــد انتشــار‬ ‫األغــاين الشــيعية يف األســواق وباصــات النقــل‬ ‫الداخــي‪ ،‬ورفــع أعــام وشــعارات حــزب اللــه‬ ‫اللبنــاين عــى حواجــز النظــام‪ ،‬وصــور نــر‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫اللــه ونجــاد التــي باتــت ترافــق صــور األســد‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل كتابــة عبــارات دينيــة شــيعية‬ ‫مثــل‪" :‬ثاراتــك ياحســن‪ ..‬لبيــك يــا حســن"‪،‬‬ ‫و"يعيــش حــزب اللــه‪ ..‬يعيــش جيــش‬ ‫املهــدي"‪ ،‬عــى جــدران أحيــاء محافظــة ذات‬ ‫أغلبيــة ســنية أو مســيحية الســتفزاز النــاس‬ ‫هنــاك‪ .‬محــاوالت النظــام يف تشــييع دمشــق‬ ‫وتجريدهــا مــن هويتهــا الســن ّية مل تعــد‬ ‫تخفــى عــى أحــد‪ ،‬وهــو الــذي يواصــل نــر‬ ‫تلــك املظاهــر التــي مل تكــن مألوفــة مــن‬ ‫قبــل يف دمشــق‪" .‬لطميــة ســوق الحميديــة"‬ ‫يف احتفاليــة عاشــوراء األخــرة كانــت ســابقة‬ ‫مــن نوعهــا‪ ،‬يــوم اشــرك مئــات مــن الشــبان‬ ‫عــراة الصــدور بإنشــاد األغــاين الشــيعية‬ ‫بلهجــة غــر ســورية‪ ،‬يف ظاهــرة جديــدة عــى‬ ‫الشــارع الدمشــقي وعــى بعــد أمتــار فقــط‬ ‫مــن املســجد األمــوي الشــهري‪" .‬لــن تســبى‬ ‫زينــب"‪ ،‬و"أبطــال القصــر" أناشــي ٌد طائفيــة‬ ‫لفــن وضيــع‪ ،‬يفضــح حقيقــة "املقاومــة" التي‬ ‫يتخذهــا حــزب اللــه ذريعــة يف معركتــه ضــد‬ ‫املــدن الســورية التــي تشــهد تعايشـاً إســامياً‬ ‫مســيحياً متعــدد الطوائــف‪ .‬مــع رســائل حقد‬ ‫وكراهيــة ضــد الســوري الــذي باتــت ثورتــه‬ ‫ثورتــان ومعركتــه معركتــان‪ ،‬ضــد النظــام‬ ‫أوالً ويف مواجهــة مــروع الهــال الشــيعي‬ ‫وأطــاع الشــيعة وإيــران يف املنطقــة ثانيــاً‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫مــع حظــر تقــدم املريــد عــى شــيخه وعــدم‬ ‫قبولــه مهــا تقــدم عليــه بعلومــه ومعارفــه‪.‬‬ ‫ تدخــل الجامعــة يف الحيــاة الشــخصية‬‫لطالبهــا‪ ،‬واعتبــار اإلذن مــن الشــيخ واستشــارته‬ ‫يف كل نواحــي الحيــاة مهــا كانــت صغــرة‬ ‫أمــ ًرا واج ًبــا‪ ،‬مــن يتخطــاه يكــون مخالفًــا‬ ‫يجــب نبــذه أو طــرده‪ .‬واســتغالل النواحــي‬ ‫العاطفيــة لــدى الفتيــات للتحكــم بهــن‬ ‫والســيطرة عليهــن‪.‬‬ ‫ االنتفــاع املــادي للجامعــة أو املؤسســة مــن‬‫الطــاب‪ ،‬عــى نحــو يحقــق مكاســب شــخصية‬ ‫للمعلمــن والشــيوخ أو للمؤسســة الدينيــة‬ ‫دون طواعيــة نفــس مــن الطــاب أو املريديــن‪.‬‬ ‫*تكليــف املؤسســة أو الجامعــة لطالبهــا‬ ‫ومريديهــا بعمــل مخاب ـرايت أو تجســي عــى‬ ‫بعضهــم البعــض‪ ،‬وترتــي هــذا الســلوك‬ ‫بينهــم عــى نحــو بعيــد كل البعــد عــن أخــاق‬ ‫اإلســام‪.‬‬ ‫ اعتــاد الجامعــة أو املؤسســة عــى مبــدأ‬‫التفاضــل بــن الطــاب واملريديــن بحســب‬ ‫اإلمكانيــات املاديــة والبيئــات االجتامعيــة‪،‬‬ ‫بحيــث يحظــى فيهــا الطالــب أو املريــد عــى‬ ‫مكانــة أعــى يف حــال كان غن ًيــا أو مــن عائلــة‬ ‫كبــرة‪ ،‬بينــا يكــون يف مرتبــة دنيــا إن كان‬ ‫فقــ ًرا أو مــن عائلــة بســيطة‪.‬‬ ‫تلــك هــي أهــم النقــاط التــي أعتقــد أن‬ ‫الثائريــن الذيــن رفضــوا الظلــم واالســتبداد‪،‬‬ ‫وعــروا عــن التزامهــم بالديــن بتضحياتهــم‬ ‫ّ‬ ‫ودمائهــم؛ لــن يقبلــوا مبدرســة أو مؤسســة أو‬ ‫جامعــة دينيــة قامئــة عــى مــا ســبق‪ ،‬ببســاطة‬ ‫ألن كل مــا ســبق كان أحــد األســباب التــي‬ ‫أوصلتنــا إىل واقــع‪ ،‬كان الخــاص منــه هــو ثورة‬ ‫كبدتنــا بحــا ًرا مــن الدمــاء وخســائر وضحايــا ال‬ ‫أعتقــد أننــا مســتعدون لبذلهــا كل حــن‪.‬‬

‫(اللهــم وفّــق مــن ولّيتــه أمرنــا للحكــم‬ ‫بكتابــك والســر عــى رشيعتــك)‪.‬‬ ‫نعــم هــــو ســـــبحانه وتعــاىل ّوله أمرنــا‪،‬‬ ‫وأىت لنــا بــه عــى ظهــر دبابــة يحمــل‬ ‫بســطاره ليــدوس بــه رؤوســنا!‪ .‬هــو أىت‬ ‫لنــا بــه منحرفـاً عــن الجــادة‪ ،‬ضــاالً مضـاًّ‬ ‫جبــارا ً يف األرض ســفاحاً‪ .‬وكأنــه القــدر‬ ‫الــذي ال مفـــ ـ ّر لنــــا منــــه‪ ،‬وكــــل مــن‬ ‫يقــف يف طريقــه يعـــــرض عــى قضــاء‬ ‫اللــه وقــدره!‪ .‬وليــس علينــا أمــام هــذا‬ ‫القــدر إال أن ندعــو اللــه ســبحانه بــأن‬ ‫يحملــه عــن ظهــر دبابتــه وينتشــله مــن‬ ‫"ال دينــه" ليحكــم فينــا بكتــاب اللــه‬ ‫ورشيعتــه‪ ،‬مــن أجــل أن تصبــح بالدنــا‬ ‫"خــرة يــا بــادي خــرة"‪ ،‬ولتصبــح‬ ‫حياتنــا كــا يطلبــه الجمهــور مــن النعيــم‬ ‫والرخــاء وتعــود أمتنــا للنجــوم واألضــواء!‪.‬‬ ‫مثــال لسلســلة مــن تغييــب الوعــي‬ ‫وغســيل العقــول‪ ،‬ونــزع اإلرادة وتجاهــل‬ ‫غايــة وجودنــا يف هــذه الدنيــا‪ ،‬وتكبيــل‬ ‫أحالمنــا‪ ،‬وتحجيــم دورنــا تحــت ســقف‬ ‫الســلبية‪ ،‬وإلزامنــا بالــرأس املطأطــئ‬ ‫والظهــر املنحنــي واملنكبــن الغائريــن‪،‬‬ ‫والســر حبــوا ً يف ظــام ال خــروج منــه‪.‬‬ ‫علــاء الســاطني‪ ..‬ع ّجــل اللــه رحيلكــم‪،‬‬ ‫وأزال عــن وجــه األرض أمثالكــم‪ ،‬ومحــا‬ ‫مــن الوجــود آراءكــم وأقوالكــم‪ ،‬وط ّهــر‬ ‫منابــر مســاجدنا مــن دعائكــم وأفكاركــم‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫قدمــت ثــورات الربيــع العــريب للمجتمعــات‬ ‫فكــرة جديــدة عــن املؤسســات الدينيــة‪ ،‬وظهر‬ ‫يف بعــض البلــدان وخاصــة ســوريا عمــق الهــوة‬ ‫أو الفجــوة بــن هــذه املؤسســات وبني الشــارع‬ ‫الثائــر‪ ،‬مــا جعــل لزا ًمــا أن تعيــد النظــر يف‬ ‫الكثــر مــن األســس واملبــادئ التــي تقــوم عليها‬ ‫أو تنتــر فيهــا‪ .‬وفيــا يــي رؤيــة شــخصية‬ ‫لبعــض النقــاط الهامــة جــ ًدا‪ ،‬التــي أرى أال‬ ‫مــكان يف ســوريا الجديــدة ملؤسســة دينيــة‬ ‫قامئــة عليهــا وهــذه األســس املرفوضــة هــي‪:‬‬ ‫ تقديــم العبــادات الشــعائرية العدديــة‬‫والكميــة عــى عبــادة العمــل وخالفــة اللــه‬ ‫يف األرض بعامرتهــا ومواجهــة الباطــل فيهــا‬ ‫ونــرة املظلــوم‪.‬‬ ‫ االنســحاب واالبتعــاد عــن مشــاكل املجتمــع‬‫وقضايــاه السياســية واالجتامعيــة‪ ،‬يف معنــى‬ ‫عمــي النفصــال الديــن ليــس عــن السياســة‬ ‫فحســب بــل عــن الحيــاة كلهــا‪.‬‬ ‫ تحقيــق املؤسســة الدينيــة أو الجامعــة‬‫ملنافعهــا الدينيــة عــى حســاب مســايرة‬ ‫الباطــل‪ ،‬وعــى نحــو ترســخ فيــه أن الديــن هــو‬ ‫علــوم فقهيــة وحفــظ للقــرآن وشــعائر تعبديــة‬ ‫وليــس مواقــف حياتيــة‪.‬‬ ‫ االســتبداد املطلــق بالــرأي عــى مبــدأ الطالب‬‫بــن يــدي شــيخه كامليــت بــن يــدي مغســله‪،‬‬ ‫والقامئــة عــى مبــدأ مــن يعــرض يطــرد دون‬ ‫أن يكــون هنــاك أيــة قابليــة للنقــاش والحــوار‬ ‫وقبــول الــرأي اآلخــر‪ ،‬ضمــن إطــار األدب الــذي‬ ‫ال ينفيــه مقارعــة الحجــة بالحجــة واملنطــق‬ ‫باملنطــق‪.‬‬ ‫ وجــوب االمتثــال التــام لظواهــر املؤسســة‬‫املتمثــل باللبــاس والشــكل العــام‪ ،‬بحيــث‬ ‫يكــون هنــاك طريقــة معينــة لوضــع غطــاء‬ ‫الــرأس (الحجــاب) أو لونــه وغريهــا مــن‬ ‫املالبــس للنســاء والرجــال‪ ،‬عــى أال يكــون يف‬ ‫ذلــك اللبــاس مــا يخالــف الــرع‪.‬‬ ‫ احتــكار العلــم عــى كتــب املؤسســة أو‬‫الجامعــة ومواردهــا املعرفيــة‪ ،‬بحيــث أنهــا‬ ‫تــرى أن الحــق هــو مــا تقولــه هــي ومــا تـراه‪،‬‬ ‫وكل مــا ســواه باطــل أو يحظــر االطــاع عليــه‪،‬‬

‫اسالمنا‬

‫المؤسسات الدينية بعد الربيع العربي االستبداد يبدأ من‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬ ‫منابر المساجد‬


‫ملف أوكسجني‬

‫هل يستجري السوري في لبنان‬ ‫من الرمضاء بالنار؟‬ ‫سمر قباني | أوكسجين‬

‫يتواجــد الســوريون بكــرة يف البلــد اللبنــاين‬ ‫الشــقيق‪ .‬فكيفــا تتنقــل يف الجمهوريــة‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬مــن الشــال‪ ..‬إىل الوســط‪ ..‬إىل‬ ‫الجنــوب‪ ،‬تشــاهد آالف الســوريني‪ ..‬مــن‬ ‫العــال‪ ،‬والعائــات‪ ..‬واألرس الســورية‬ ‫الالجئــة‪ .‬فمنــذ بدايــة الثــورة الســورية‬ ‫وحتــى اليــوم‪ ،‬يســتقبل لبنــان الســوريني‬ ‫الهاربــن مــن حمــم آل األســد‪ ،‬والناجــن‬ ‫باألنفــس مــن االعتقــاالت العشــوائية‪،‬‬ ‫والنائــن بأرواحهــم وأرواح أطفالهــم مــن‬ ‫براميــل القتــل املســتمر‪ .‬فتســمع يف الطرقات‬ ‫والحــارات ويف ســيارات األجــرة‪ ..‬وامليكــرو‪..‬‬ ‫واألوتوبيــس‪ ..‬اللهجــة الســورية املميــزة‬ ‫أينــا كنــت عــى ال ـراب اللبنــاين‪ .‬وحســب‬ ‫مفوضيــة األمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن‬ ‫" هنــاك مليــون الجــيء ســوري يف لبنــان"‪.‬‬ ‫ويقــول مديــر األمــن العــام اللبنــاين‪ ":‬أن‬ ‫العــدد أكــر بكثــر ويتزايــد‪ ،‬ألن هنــاك‬ ‫اآلالف مــن الســوريني الــذي دخلــوا إىل لبنان‬ ‫عــر الطــرق غــر الرشعيــة وال ميلكــون أوراق‬ ‫دخــول نظاميــة إىل لبنــان"‪ .‬ويتوقــع لبنــان‬ ‫أن يســتقبل مزيــداً مــن الســوريني الذيــن‬ ‫ســيتوافدون إليــه‪ ..‬بعــد أن تصــل األســلحة‬ ‫النوعيــة للثــوار‪ ..‬و بــدء معركــة دمشــق‪.‬‬

‫بعلبك واألسر السورية‬ ‫ترتبــط العائــات الســورية وخاصــة الزبدان ّيــة‬ ‫بصلــة الرحــم والقرابــة مــن الدرجــة األوىل‬ ‫بينهــا وبــن الكثــر مــن عائــات املنطقــة‬ ‫البقاعيــة‪ ،‬كآل ســلوم وآل التينــاوي وآل‬ ‫خزعــة وآل الكويفــي حيــث يتواجــدون‬ ‫بكــرة يف منطقــة بــر إليــاس القريبــة مــن‬ ‫املصنــع نقطــة الحــدود اللبنانيــة مــع ســوريا‪.‬‬ ‫وقــد بــدأت هــذه العائــات يف بدايــة الثــورة‬ ‫بالتوافــد والســكن عنــد أقربائهــم يف مدينــة‬ ‫بعلبــك‪ ،‬لكــن أمــد الثــورة الســورية الطويــل‪،‬‬ ‫حــال دون عــودة هــؤالء إىل مدنهــم وأماكــن‬ ‫ســكنهم‪ ،‬بــل دعــا باملزيــد منهــم يف القــدوم‬ ‫إىل هنــا‪ .‬ومــن اســتطاع أن يتدبــر عمــاً‬ ‫حــل عنــد‬ ‫اســتأجر بيتــاً‪ ،‬ومــن مل يســتطع ّ‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أقربائــه ضيفـاً‪ ،‬حتــى ازدحمت مدينــة بعلبك‬ ‫بــاألرس‪ ،‬ومل يبــق فيهــا غرفــة واحــدة‪ ،‬كحــال‬ ‫املــدن والقــرى اللبنانيــة األخــرى‪ ،‬حيــث ال‬ ‫يوجــد كــوخ خــال ّإل وتــم إيجــاره والســكن‬ ‫فيــه‪ .‬وأصبحــت عــدة حــارات أغلبهــا مــن‬ ‫الزبدانيــن كحــي بيــت ُصلــح املمتــد مــن‬ ‫ّ‬ ‫طريــق نحلــة حتــى ســاحة الططــري‪..‬‬ ‫وأصبحــت تســمى حــارة الزبادنــة‪ ،‬ففــي‬ ‫بعلبــك أكــر مــن ‪ 300‬عائلــة زبدانيــة حســب‬ ‫مقولــة أحــد مخاتــر املدينــة‪ .‬يعملــون‬ ‫باألعــال الحــرة‪ ،‬وأغلبهــا يف بنــاء الحجــر‪،‬‬ ‫وبعضهــم فتــح محــال تجاريــة متنوعــة‪،‬‬ ‫كبيــع الخضــار‪ ..‬وعمــل األلبــان واألجبــان‪..‬‬ ‫وباإلضافــة إىل املهــن اليدويــة كمهنــة الحالقة‬ ‫أو الخياطــة‪ .‬ويــرى البعــض أن نســبة اإليجــار‬ ‫املرتفعــة تفــوق بــدل اإليجــار يف تركيــا ويف‬ ‫قلــب العاصمــة اســطنبول‪ ،‬ويشــهد لبنــان‬ ‫حركــة نشــطة يف اإليجــارات يعــود ريعهــا‬ ‫عــى أصحابهــا‪.‬‬ ‫المعاناة مع األمم المتحدة‬ ‫عندمــا تدخــل إىل لبنــان ال بــد أن تســجل‬ ‫يف مفوضيــة األمــم لالجئــن‪ ،‬وبعــد التســجيل‬ ‫يتــم منــح أوراق تثبــت أنــك مسـ ّجل لديهــم‪،‬‬ ‫وكانــت األرس الســورية عامــة والزبدانييّــة‬ ‫خاصــة تعتمــد عــى تلــك املســاعدات‪ ،‬ألن‬ ‫أجــرة املنــزل ‪ $300‬وســطياً‪ .‬مينــح الفــرد‬ ‫الواحــد مبلــغ ‪ $30‬شــهرياً للمــواد الغذائيــة‪،‬‬ ‫وقســائم للــازوت مــرة واحــدة ‪ ،‬لكــن‬ ‫العديــد مــن األرس مل يتلقــوا أيــة مســاعدة‪،‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫ملف أوكسجني‬

‫تقــول عائــدة التــي تســجلت يف ‪2013 /4/22‬‬ ‫تتلــق حتــى اليــوم أيــة مســاعدة‬ ‫" أنهــا مل ً‬ ‫ومل يتصــل بهــا أحــد مــن قبــل األمــم"‪ .‬أمــا‬ ‫أم حســام قتقــول‪" :‬أخــذت عــدة مــرات‬ ‫ومــن ثــم توقفــت املســاعدات"‪ .‬لكــن حنــان‬ ‫وهــي أم لطفلــن ونازحــة مــن الريــف‬ ‫الدمشــقي‪ ":‬أفضــل يشء يف التســجيل هــو‬ ‫تغطيــة ‪ %85‬مــن كلفــة العمــل الجراحــي‬ ‫مــن قبــل مفوضيــة األمــم"‪ .‬ويقــول أبــو‬ ‫محمــد‪" :‬أنــا أتلقــى املســاعدات بانتظــام‬ ‫منــذ ‪ 2013/2/15‬يف حــن أوقفوهــا لعائلــة‬ ‫أخــي وأختــي"‪ .‬وال يعــرف الســوريني ســبب‬ ‫إيقــاف هــذه املســاعدات دون أي إيعــاز‬ ‫مســبق مــن مفوضيــة األمــم لالجئــن‪ .‬ومــن‬ ‫اســتفاد مــن األمــم التــي دفعــت لــه تكاليــف‬ ‫اإليجــار ينصفهــا بالقــول‪ ..‬ومــن مل يســتفد‬ ‫يبــدأ بالــذم‪ ،‬فاألمــر متوقــف عــى درجــة‬ ‫االســتفادة املاديــة ونســبة املســاعدة أوالً‬ ‫وأخــرا ً‪.‬‬ ‫نظرة اللبنانيني للجوء السوري‬ ‫تتفــاوت نظــرة اللجــوء الســوري كث ـرا ً عــا‬ ‫حصــل مــع اللبنانيــن الــذي جــاؤوا إىل‬ ‫ســوريا عقــب مــا يســمى بحــرب متــوز والتــي‬ ‫هــدف مــن خاللهــا حــزب اللــه اللبنــاين‬ ‫إىل نــر اليونفيــل عــى الحــدود اللبنانيــة‬ ‫االرسائيليــة‪ .‬لقــد تــم احتضــان اللبنانيــن مــن‬

‫قبــل الســوريني ومســاعدتهم واســتقبالهم يف‬ ‫بيوتهــم‪ ..‬فهــل رد اللبنان ّيــون الجميــل؟‪ .‬ومــا‬ ‫بــن مســاند للســوريني‪ ..‬ومعــارض لوجودهــم‬ ‫عــى األرايض اللبنانيــة‪ ،‬كل متكامــل يتبــع‬ ‫التقســيم الطائفــي يف هــذا البلــد‪ ،‬وباألحــرى‬ ‫يرتبــط بشــكل مبــارش مــا بــن مؤيــد لنظــام‬ ‫األســد أو معــارض لــه‪ .‬ومــع أن العاملــة‬ ‫الســورية كانــت متواجــدة يف لبنــان إبــان‬ ‫الثــورة الســورية‪ ،‬إىل أنهــا اليــوم تقــف‬ ‫عــى املحــك‪ .‬يقــول عــي‪ ":‬الســوريني مــا‬ ‫خلّــوا شــغل بهالبلــد"‪ .‬ويقــول بســام وهــو‬ ‫ســائق رسفيــس لبنــاين‪" :‬إن الســوريني مل‬ ‫يرتكــوا للبنانيــن فرصــة عمــل واحــدة‪ ..‬عــى‬ ‫الرغــم مــن أن لبنــان يعــاين مــن أزمــة بطالــة‬ ‫ســابقة"‪ .‬ويقــول أبــو حســان وهــو ميلــك‬ ‫رشكــة صغــرة للمقــاوالت‪ " :‬العاملة الســورية‬ ‫متوفــرة بكــرة‪ ،‬وهنالــك الكثــر مــن املعلمــن‬ ‫ذوي الخــرة‪ ،‬وأنــا أفضــل التعامــل معهم أكرث‬ ‫مــن التعامــل مــع العامــل اللبنــاين الــذي ال‬ ‫يــرىض أن يعمــل بــكل األعــال ويصفــه بأنــه‬ ‫( معنطــز)"‪ .‬أمــا الســيدة روال ومتلــك رشكــة‬ ‫ملبوســات فتقــول‪ " :‬عنــدي (مقصــدار) ـ‬ ‫أي مــن يقــوم بالتفصيــل ـ ســوري شــغلو‬ ‫بجنــن‪ ..‬وتشــغيل الســوريني بوفــر عليــك‬ ‫تســجيل بالضــان االجتامعــي اللبنــاين‪..‬‬ ‫وبتتجنــب الرضائــب"‪ ..‬أمــا منــى وهــي أم‬

‫لطفلــة ونازحــة مــن القصــر فتقــول‪ ":‬أكــره‬ ‫أن أركــب يف وســائل املواصــات التــي يبــدأ‬ ‫فيهــا ســب الســوريني علنـاً وبشــكل مبــارش"‪.‬‬ ‫الحذر من التفجريات‬ ‫إن سلســلة التفج ـرات التــي رضبــت لبنــان‬ ‫مؤخـرا ً ـ بغــض النظــر عمــن يســقط بهــا مــن‬ ‫األبريــاء وتصنيفهــا عمــاً إرهاب ّيــاَ بامتيــاز ـ‬ ‫إال أنهــا غارقــة يف تداعيــات مــؤازرة حــزب‬ ‫اللــه لنظــام بشــار األســد قلب ـاً وقالب ـاً‪ .‬ولــوال‬ ‫ســقوط األخــر يف املســتنقع الســوري النتهــى‬ ‫األســد وهــذا الــكالم عــن لســان أمــن عامــه‬ ‫حســن نرصاللــه يف أحــد خطاباتــه‪" :‬لوالنــا‬ ‫لســقط األســد"‪ .‬الحــذر والخــوف مــن‬ ‫التفجـرات يلقــي مجــددا ً املعانــاة والضغــوط‬ ‫عــى ســوريي لبنــان‪ ..‬حيــث الضغوطــات‬ ‫تتفاقــم وخاصــة يف املناطــق التــي يتواجــد‬ ‫بهــا حــزب اللــه‪ .‬فمراقبــة الســوريني دامئــة‪..‬‬ ‫وال يســمح لهــم باملغــادرة بعــد ‪ 5‬مســا ًء‪..‬‬ ‫وتطلــب أوراقهــم الثبوتيــة بشــكل دائــم مــن‬ ‫قبــل أمــن الحــزب وعــى حواجــز الجيــش‬ ‫املقامــة عــى الطرقــات‪ ،‬ويتــم انزالهــم ومــن‬ ‫ثــم تفتيشــهم‪ .‬و هنــاك اآلالف مــن الشــباب‬ ‫الســوري ال ميلكــون هــذه الوثائــق‪ ..‬ويشــكل‬ ‫دخــول الســوريني إىل الضاحيــة الجنوبيــة‬ ‫معضلــة حقيقيــة‪ ،‬حيــث يســكن الكثــر‬ ‫منهــم وعائالتهــم يف الضاحيــة الجنوبيــة‪.‬‬


‫بروفايل‬

‫قطعة من ماس الثورة‬ ‫سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫حتــى مــن خــارج الوطــن‪ ،‬لرائحــة الــدم مــن بعيــد طعــم الفاجعــة‪.‬‬ ‫خوفـاً وقهـراً وحزنـاً‪ ،‬تتف ّجــر فينــا الدمــوع أمــام مشــاهد مــوت أهلنــا‪،‬‬ ‫وتختلــط يف أعامقنــا األوجــاع‪ ،‬مك ّونــة حالــة غريبــة تتق ّمصنــا وترافــق‬ ‫وعينــا وباطــن عقلنــا‪ .‬أمــا يف الوطــن‪ ،‬فحيــاة الضحايــا واملقاتلــن‬ ‫والصامديــن ملتصقــة بتفاصيــل املأســاة‪ .‬لهــم أحاسيســهم املرعوبــة‬ ‫وأوجاعهــم وهــم محــارصون بالفجائــع واملــآيس‪ ،‬بعــد أن أصبــح لهــم‬ ‫أســاءهم الجديــدة وأحالمهــم وآهــات منحوتــة بالصــر‪ .‬انغمســوا يف‬ ‫املعركــة‪ ،‬ومازالــوا متشــبثني بجــذوع الوطــن‪ ،‬يتجــذرون يف رشايينــه‪.‬‬ ‫امــرأة مناضلــة مــن ثــوار األرض يف مدينــة دمشــق وريفهــا تحــارب‬ ‫يف قلــب املعركــة‪ ،‬تســعف وتغيــث‪ ،‬تدفــن الشــهداء‪ ،‬تطبــخ وتعيــل‪،‬‬ ‫وتحمــل الســاح‪ .‬ســألها صديــق أن تكــون جــزءا ً مــن مــروع ســيايس‬ ‫خارجــي يخــدم الثــورة‪ ،‬فعاجلتــه بــرد غاضــب يقطــر بــاألىس واالحتجــاج‪،‬‬ ‫رافضــة العمــل مــع املعارضــة كواجهــة سياســية‪ ،‬فاألمــر يبــدو كصــورة‬ ‫لالســتغالل الســيايس‪ ،‬بعيــدا ً عــن الواقــع واألرض‪ ،‬و خــارج املعانــاة‬ ‫الحقيقيــة للشــعب؛ ألن عمليــات ســلب النضــال الوطنــي وحــاالت‬ ‫اغتصــاب الوطــن كثــرة ولهــا أشــكال مختلفــة‪ ،‬وكلّهــا تحــت رايــة‬ ‫الوطــن ومتثيــل الشــعب‪ .‬أث ّــرت يف ضمــري ووجــداين تجربــة هــذه‬ ‫املــرأة‪ ،‬وأذهلنــي حتــى العمــق نبضهــا الوطنــي‪ ،‬ومتنيــت أال تتخــى عــن‬ ‫رؤيتهــا تحــت الظــروف القاســية‪ .‬وعندمــا حاولــت إقناعهــا بالعمــل‬ ‫معنــا يف تجربــة مختلفــة‪ ،‬أعــادت الرفــض‪ ،‬مشــ ّبهة العمــل الحــايل‬ ‫مــع املعارضــة الســورية باالســتعراض يف الصالونــات والدكاكــن‪ ،‬أو‬ ‫ب ـراع الديكــة يف حلبــات املصارعــة‪ .‬قالــت‪" :‬أنــا ال أصلــح للمشــاركة‬ ‫يف صالونــات املعارضــة‪ ،‬ألننــي تع ّمــدت بالــدم واملــآيس‪ .‬حملــت بيــدي‬ ‫رضجــت بالدمــاء‬ ‫هــذه أشــاء األطفــال والنســاء والرجــال والشــيوخ‪ .‬ت ّ‬ ‫حتــى أعامقــي‪ ،‬ونخرتنــي رائحــة املــوت والقتــل والوحشــية حتــى النخاع‪.‬‬ ‫أحــاول تضميــد الجــروح مبــا قـ ّـل مــن شــاش وقــاش وألبســة‪ ،‬ال دواء‬ ‫يكفــي وال إســعافات تقــي مــن األمل واملــوت‪ ،‬وال تحصــن أمــام االقتحــام‬ ‫الوحــي لعصابــات النظــام وكتائــب اإلجـرام واإلرهــاب‪ .‬أحــاول تضميــد‬ ‫الجــروح‪ ،‬إال أنهــا غائــرة يف قلبــي‪ .‬تخ ّيــي أين دفنــت املــوىت بيــدي‪،‬‬ ‫واألشــاء والجثــث املشــوهة واملحروقــة‪ ،‬وكنــت مــن قبــل أتحــاىش زيــارة‬ ‫القبــور واملدافــن‪ .‬تعبــت ركبتــاي مــن كــرة مــا حملــت مــن الجرحــى‬ ‫وركضــت بهــم‪ ،‬أرسعــت إىل هنــا وهنــاك لعــل أحــدا ً يــأيت مــن الســاء‬ ‫ويســاعدين‪ .‬أصــوات أوجاعهــم تذبحنــي‪ .‬قدمــاي اللتــان كانتــا رقيقتــن‬ ‫يف الحــذاء العــايل؛ تصلّبتــا يف بســطار املعركــة‪ ،‬وأنــا أرسع ألهـ ّرب للنــاس‬ ‫املحارصيــن رغيــف خبــز ورشبــة مــاء‪ .‬أدخلــت الشــاش والكحــول ولكــن‬ ‫كل ذلــك مل يجــد نفع ـاً؛ فحملــت البندقيــة وقاتلــت دفاع ـاً عــن نفــي‬ ‫وعــن أهــي‪ .‬قتلــت الذيــن كانــوا يهاجمــون أحياءنــا ونســاءنا ويذبحــون‬ ‫أطفالنــا‪ .‬نعــم أنــا رصت قاتلــة وليــس ملــرة واحــدة‪ ،‬وال أحــب أن أعطيــك‬ ‫الرقــم حتــى ال أتحــول يف ذهنــك أنــت التــي تراقبــن املشــهد عــن بعــد‬ ‫إىل "إرهاب ّيــة"‪ .‬يــا صديقتــي مــاذا تريديــن بعــد كل مــا قلتــه لــك؟‪ ،‬أن‬ ‫أمــارس املعارضــة السياســية وأرتــدي املالبــس األنيقــة وأحــر املؤمتـرات‪،‬‬

‫أتصــ ّور وأظهــر عــى الفضائيــات وأتوســل املســاعدة‪ ،‬أو أراوغ طلبــاً‬ ‫لإلغاثــة؟!‪ .‬يــا صديقتــي‪ ،‬لــن أتقلّــد طــوق ياســمني‪ ،‬وأبتســم وأمـ ّد يــدي‬ ‫ألعــوان املجرمــن والصامتــن عــى اإلج ـرام‪ ،‬أحــاور وأســتجدي وأهــرول‬ ‫مــن مؤمتــر ملؤمتــر يف قاعــات البــذخ واإلرساف‪ .‬وأحــثّ خطــوايت ملحادثــة‬ ‫وفنجــان قهــوة مــع ذاك الســيايس‪ ،‬أو لرشاكــة يف حــزب جديــد‪ ،‬أو لحــوار‬ ‫مــع أوليــاء املانحــن عــى وهــم مســاعدة أو نــر أو ســام‪ .‬شــعبنا‬ ‫يريــد ســاحاً ليحــارب عصابــات اإلجــرام املتجــذرة يف الســلطة‪ .‬يريــد‬ ‫الحريــة والكرامــة وينشــد العدالــة‪ ،‬وليــس أمامــه إال املعركــة‪ ،‬وهــي‬ ‫بشــعة جــدا ً‪ ،‬وال ســاح لديــه إال دمــه واإلميــان‪ .‬شــكرا ً لــك صديقتــي‪،‬‬ ‫وأقـ ّدر مــا تفعلونــه لنــا يف الخــارج مــن أجــل دعــم الثــورة‪ ،‬لكــن ال يشء‬ ‫ميكــن أن يقــارن بالشــجاعة والبســالة يف الســخاء بالــدم‪ .‬شــعبنا ال يريــد‬ ‫منكــم إال اإلخــاص لــه‪ ،‬ودعمــه مــن دون رشوط أو والءات"‪ .‬وقبــل‬ ‫أن تو ّدعنــي وتقفــل الحديــث فاجأتنــي بقولهــا‪" :‬أبنــايئ ليســوا بأغــى‬ ‫مــن أوالد وطنــي‪ ،‬تركتهــم وزوجــي وعائلتــي وانتســبت إىل املعركــة‪.‬‬ ‫هــم يهربــون مــن مــكان آلخــر‪ .‬وأنــا محكومــة بأكــر مــن حكــم إعــدام‪،‬‬ ‫وحكمــي هــذا مــن دون قضــاء‪ .‬رأيس مطلــوب‪ ،‬لكننــي لســت خائفــة‪.‬‬ ‫فمــن تــرك ســقف بيتــه وحضــن عائلتــه‪ ،‬وخــرج يقــاوم الخطــر ليتخلــص‬ ‫مــن العــار واملذلــة والخــوف؛ ال يبــايل بأحاســيس الخــوف والضعــف‬ ‫وال يركــع إال للحــق"‪ .‬وجــدت نفــي عاجــزة عــن قــول كلمــة واحــدة؛‬ ‫فقــد كشــفت أمامــي أوراق الحقيقــة وأدركــت كــم نحــن ضعفــاء‪ ،‬وكــم‬ ‫نحــن واهمــون وثرثــارون وأحيان ـاً تافهــون‪ .‬وفــارت مــن بقايــا كلامتهــا‬ ‫الباقيــة عــى الصفحــة رائحــة دمهــم الســخي‪ ،‬ضحايــا الحريــة والكرامــة‬ ‫وشــهداء الثــورة يف بلــدي‪ ،‬وحــارصين القلــب بوجــع الذنــب‪ .‬كانــت‬ ‫كــرت الياســمني يف‬ ‫العاصفــة خــارج البيــت تــرب يف كل مــكان؛ ّ‬ ‫الرشفــة‪ ،‬وبعــض أغصــان اللــوز والزيتــون يف الحديقــة‪ .‬وتخ ّيلتهــم هنــاك‬ ‫يف الوطــن‪ ،‬يركضــون يف الع ـراء‪ ،‬وبــن الخيــم تتلــوى أجســادهم تحــت‬ ‫العاصفــة‪ ،‬وفكــرت‪ :‬متــى ســنكرس املعتــاد واملقبــول‪ ،‬ونتخطّــى موقــف‬ ‫الفرجــة عــى العاصفــة ومــا يرافقهــا مــن لــذة اإلحســاس بأمــان البيــت‬ ‫ودفئــه ونعمــة االحتــاء مــن العاصفــة؟‪ ،‬إنّــا مازلنــا نشــاهد العاصفــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫مجتمع‬

‫أبناء األم السورية سوريون داعش في ماسونية النظام‬

‫هل عندكم شك؟‬ ‫نبال علوش | أوكسجين‬

‫بالعــودة إىل أحــداث الثــورة نجــد‬ ‫أن هنــاك ارتباط ـاً وثيق ـاً بــن ظهــور‬ ‫داعــش وتحريــر الرقــة‪ ،‬فاملدينــة‬ ‫التــي جــاء حراكهــا الثــوري متأخ ـرا ً‬ ‫عــن باقــي املــدن الســورية؛ كانــت‬ ‫األوىل التــي تــم تحريرهــا وأراد‬ ‫النظــام تســليمها‪ .‬قبــل ذلــك مل‬ ‫يكــن هنــاك وجــود ملــا يســمى‬ ‫داعــش يف النســيج الثــوري‪ ،‬فقــد‬ ‫ظهــر هــذا الفصيــل قبيــل تســليمها‬ ‫الوهمــي مــن قبــل النظــام‪ ،‬وهــو‬ ‫الــذي كان قــادرا ً يف الحقيقــة عــى‬ ‫االحتفــاظ بهــا أســوة بباقــي املناطــق‬ ‫واملحافظــات‪ .‬ويف خطــة شــيطانية‬ ‫دس النظــام داعــش يف‬ ‫أتقــن لعبهــا؛ ّ‬ ‫صفــوف الثــورة عــى أنهــا ثوريــة‪،‬‬ ‫فكانــت ذراعــه األطــول التــي عمــل‬ ‫مــن خاللهــا عــى التنكيــل بالشــعب‬ ‫الســوري وممتلكاتــه مــن أجــل‬ ‫دفعــه لالنشــقاق عــن الثــورة‪ ،‬كــا‬ ‫نجــح بتصفيــة بعــض أهــم قيــادات‬ ‫الجيــش الحــر الرشفــاء بعيــدا ً عــن‬ ‫أنظــار العــامل واملجتمــع الــدويل‪.‬‬ ‫املتابــع لداعــش يــرى أنهــا مل تشــارك‬ ‫يف أي معركــة تحريــر يف مواجهــة‬ ‫النظــام‪ ،‬إمنــا كانــت تضــع يدهــا فورا ً‬ ‫عــى املناطــق التــي يحررهــا مقاتلــو‬ ‫الجيــش الحــر‪ ،‬وتديرهــا إداري ـاً مــن‬ ‫ناحيــة املحاســبة بالذبــح وقطــع‬ ‫الــرؤوس‪ ،‬ليــس مــن أجــل القصــاص‬

‫فقــط بــل لرتســيخ الرعــب يف أذهــان‬ ‫الســوري‪ ،‬وتشــويه صــورة الثــورة‬ ‫أمــام الــرأي العــام األمــر الــذي‬ ‫يخــدم النظــام يف املحصلــة‪ .‬كــا أنهــا‬ ‫أصــدرت أحكامــاً مجحفــة ال متــت‬ ‫للديــن اإلســامي بصلــة بحــق رشفاء‪،‬‬ ‫واعتقلــت ناشــطني وناشــطات لهــم‬ ‫أســاؤهم ومكانتهــم يف مســرة‬ ‫الثــورة‪ .‬باإلضافــة إىل إطالقهــا النــار‬ ‫عــدة مــرات عــى متظاهريــن‬ ‫ضدهــا متامــاً كــا يفعــل النظــام‪،‬‬ ‫واألغــرب مــن ذلــك كلــه أنــه مل يتــم‬ ‫اســتهداف أي مــن مقارهــا بالقصــف‬ ‫أو الطــران‪ ،‬وحتــى أنهــا مل تص ّنــف‬ ‫كجبهــة النــرة يف قامئــة اإلرهــاب!‪.‬‬ ‫ويــوم أراد املجتمــع الــدويل تســليح‬ ‫الجيــش الحــر ملواجهــة النظــام‪،‬‬ ‫ســارعت داعــش إىل الهجــوم عــى‬ ‫مقــرات الجيــش الحــر واالســتيالء‬ ‫عــى مــا فيهــا مــن أســلحة وذخائــر‪،‬‬ ‫األمــر الــذي أدى إىل إلغــاء دعــم‬ ‫املعارضــة املســلحة خشــية وقــوع‬ ‫تلــك األســلحة مجــددا ً يف يــد داعــش‬ ‫ومثيالتهــا‪ .‬داعــش وبــا شــك هــي‬ ‫مــن أزالم النظــام‪ ،‬وال مــرر اليوم ملن‬ ‫يقــول بــأن مــن واجبنــا اســتيعاب‬ ‫ترصفاتهــا ومامرســاتها بذريعــة أن‬ ‫معركتنــا واحــدة وال وقــت للتفرقــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫انطالقـاً مــن فكــرة أن الحــق ال يتجــزأ‪ ،‬وأن الحقــوق متكاملــة فيــا‬ ‫بينهــا وال اكتــال لحــق الحريــة مــن دون حــق املســاواة؛ فإننــا‬ ‫ســنناقش يف سلســلة مــن املقــاالت الصغــرة موضــوع املســاواة‬ ‫بــن الرجــل واملــرأة يف مســتقبل ســوريا‪ ،‬ال ســيام مــن ناحيــة‬ ‫الدســتور والقوانــن‪ .‬وال يقــال أن الوقــت اآلن غــر مــؤات ملثــل‬ ‫هــذه املطالــب‪ ،‬ألن شــعبنا الــذي يدفــع الغــايل والنفيــس مــن أجــل‬ ‫الحريــة لــن يقبــل بعــد اليــوم بــأي نــوع مــن أنــواع إهانــة املــرأة‬ ‫أو التمييــز لهــا ولــو يف أبســط الحقــوق‪ .‬مــن هنــا يــأيت نقاشــنا‬ ‫لنقــاط التمييــز بــن الرجــل واملــرأة يف القوانــن الســورية املعمــول‬ ‫بهــا حالي ـاً‪ ،‬وذلــك بغــرض تقديــم إضــاءات لــكل مــروع تعديــل‬ ‫أو تطويــر للقانــون أو الدســتور يف املســتقبل‪ .‬يف الدســتور مــادة‬ ‫تنــص عــى مــا يــأيت‪" :‬يعتــر عربيــاً ســورياً مــن ولــد يف القطــر‬ ‫أو خارجــه مــن والــد عــريب ســوري"‪ .‬نــص هــذه املــادة يتضمــن‬ ‫إجحافــاً رصيحــاً وواضحــاً بحــق املــرأة الســورية‪ ،‬ونســفاً لــكل‬ ‫املبــادئ املناديــة بالعــدل واملســاواة‪ ،‬وتعامي ـاً عــن كونهــا تش ـكّل‬ ‫نصــف البرشيــة‪ .‬ومــن جهــة ثانيــة فــإن مضمــون هــذه املــادة‬ ‫يناقــض الدســتور الســوري حتــى بنســخته الحاليــة‪ ،‬والتــي تنــص‬ ‫عــى املســاواة الكاملــة بــن املواطنــن يف الحقــوق والواجبــات‪.‬‬ ‫حرمــان النســاء الســوريات مــن حقهـ ّن يف منــح الجنســية ألبنائهـ ّن؛‬ ‫يجعلهــن يعانــن وأبنائه ـ ّن كث ـرا ً مــن املشــاكل‪ ،‬منهــا عــى ســبيل‬ ‫املثــال ال الحــر مشــكلة العمــل‪ ،‬فالــزوج واألوالد ال يحــق لهــم‬ ‫العمــل طاملــا ليــس لديهــم الجنســية‪.‬‬ ‫وأيضـاً اضطـرار النســاء للتخــي عــن‬ ‫أبنائهـ ّن يف حالــة الطــاق‪ ،‬فضـاً‬ ‫عــن املشــاكل النفســية التــي‬ ‫يعــاين منهــا األبنــاء املحرومــون‬ ‫مــن الجنســية مثــل الشــعور‬ ‫بلــدي األم‬ ‫باالغــراب يف كال‬ ‫ّ‬ ‫واألب‪ .‬لذلــك فمــن الواجــب‬ ‫القانــوين والدســتوري‬ ‫واألخالقــي واإلنســاين‬ ‫تعديــل هكــذا نــوع‬ ‫مــن املــواد القانونيــة‪،‬‬ ‫مــن أجــل الوصــول إىل‬ ‫املســاواة الكاملــة بــن املرأة‬ ‫وبــن الرجــل‪ ،‬وإلزالــة هــذا‬ ‫التناقــض الرصيــح والظــامل بــن‬ ‫الدســتور وقانــون الجنســية‪.‬‬

‫هيالنة | أوكسجين‬


‫رأي‬

‫السوريون بني نارين‪ ..‬الحصار أو االنكسار‬ ‫ستيف الدمشقي | أوكسجين‬

‫عــرف النظــام الســوري أقــوى األســلحة تأث ـرا ً‬ ‫عــى املناطــق الثائــرة الخارجــة عــن ســيطرته‪،‬‬ ‫ليــس الكيــاوي وال صواريــخ األرض أرض وال‬ ‫حتــى الســكود واملــواد الحارقــة‪ .‬إنــه التجويــع‪،‬‬ ‫الســاح األكــر فتــكاً بهــذا الشــعب الــذي مل‬ ‫يتبــق لــه إال أن يُــرب بالنــووي لــي يثبــت‬ ‫َ‬ ‫النظــام أنــه اســتنفذ كل قــواه‪ .‬آليــة التجويــع‬ ‫التــي انتهجهــا النظــام ضــد شــعبه الــذي مل يــرد‬ ‫إال التغيــر واإلصــاح؛ نجحــت مبنــح النظــام‬ ‫جرعــة إعــادة متركــز‪ ،‬إذ أنهــا تقــوم عــى‬ ‫حصــار املــدن وقصفهــا بكافــة أنــواع األســلحة‪،‬‬ ‫لدفــع املدنيــن للضغــط عــى عنــارص املعارضــة‬ ‫املســلحة‪ ،‬لتقديــم تنــازالت لفــك الحصــار عــن‬ ‫املدنيــن الذيــن ال قــوة لديهــم بــأن يتخــذوا‬ ‫قـرارات للمســاومة أو االنســحاب أو االســتمرار‬ ‫يف املقاومــة‪ ،‬فهــذه الخاصيــة ميتلكهــا فقــط من‬ ‫يحمــل الســاح‪ ،‬ســواء كان الجيــش النظامــي‬ ‫أو الحــر أو العنــارص املســلحة األخــرى‪ .‬مــا‬ ‫حــدث يف بلــدات ببيــا وبــرزة واملعضميــة‬ ‫التــي كانــت تــرزح تحــت القصــف املســتمر؛‬ ‫ال ميكــن تســميته استســام مــن شــعب عــاىن‬ ‫مــرارة الحصــار والجــوع‪ ،‬ألن املســاومة هنــا‬ ‫أصـاً ال تتــم برفضــه أو رضــاه‪ ،‬وال بضغــط منــه‬ ‫نفســه‪ ،‬ألن الجيــش ‪-‬نظامــي أو حــر‪ -‬ال يدخــل‬ ‫أي منطقــة بطلــب مــن أهلهــا‪ ،‬بــل حســب‬ ‫تكتيــكات واســراتيجيات الفصيــل املســلح‪،‬‬ ‫وحســب مصالحــه ومــا تقتضيــه حاجتــه مــن‬ ‫وجهــة نظــره‪ .‬خصوصيــة تلــك املناطــق تكمــن‬ ‫يف أنهــا جميعهــا تعــاين مــن حصــار‪ ،‬وتتبــع يف‬ ‫األصــل مليليشــيات طائفيــة‪ .‬بــرزة البلــد مث ـاً‬

‫تحاذيهــا منطقــة عــش الــورور ذات األغلبيــة‬ ‫العلويــة‪ ،‬ومنطقــة ببيــا محاطــة بامليليشــيات‬ ‫اإليرانيــة اللبنانيــة العراقيــة‪ ،‬التــي تتمركــز يف‬ ‫منطقــة الســيدة زينــب وحــول طريــق املطــار‪،‬‬ ‫مــا جعــل تلــك املناطــق تخضــع لحصــار‬ ‫مضاعــف مــن الجيــش النظامــي مــن جهــة‪،‬‬ ‫ومــن العصابــات التــي تتبــع بقرارهــا الســيايس‬ ‫إلي ـران وحــزب اللــه‪ ،‬كــون تلــك امليليشــيات‬ ‫ال تعــرف مبــا يقــوم بــه النظــام مــن اتفاقيــات‬ ‫أو مصالحــات‪ .‬ولعــل خــر مثــال عــى ذلــك‬ ‫مــا حصــل يف بدايــة العــام الحــايل مبــا ســمي‬ ‫"مصالحــة وطنيــة" و"تطهــر" ملنطقــة الجنوب‬ ‫الدمشــقي‪ ،‬ابتــدا ًء مــن الســبينة مــرورا ً بحجــرة‬ ‫وانتهــا ًء بيلــدا والســيدة زينــب‪ .‬تلــك املصالحــة‬ ‫مل تنتــج إال عــن إبعــاد املواطنــن عــن منازلهــم‬ ‫املدمــرة ومناطقهــم التــي تخضــع لســيطرة‬ ‫امليليشــيات التابعــة لحــزب اللــه‪ ،‬بــل ومنعهــم‬ ‫إال مــن زيــارات ســاعية ملنازلهــم التــي مل‬ ‫يتبــق منهــا إال القليــل مــن الــركام والحطــام‪،‬‬

‫كــون لــوايئ أيب الفضــل العبــاس وحــزب اللــه‬ ‫وفيلــق القــدس ومــا يتبــع لتلــك الفصائــل‬ ‫مــن عنــارص؛ رفضــوا أي معاهــدة يقــوم بهــا‬ ‫النظــام‪ ،‬ألنهــم يعتــرون املنطقــة املحيطــة‬ ‫مبقــام الســيدة زينــب منطقــة مقدســات‬ ‫شــيعية‪ ،‬وكل مــا يحيــط بهــا عــى امتــداد ‪10‬‬ ‫كيلومــر مربــع تتبــع بالــرورة للمقــام‪ ،‬وال‬ ‫شــأن للنظــام بتلــك املســاحة القابلــة للتوســع‬ ‫كلــا ازدادت رقعــة ســيطرة امليليشــيات‪ .‬ولعــل‬ ‫ذاك الضغــط الــذي تتعــرض لــه هــذه املناطــق‬ ‫ال يختلــف كثــرا ً عــن الــذي تتعــرض لــه‬ ‫الغوطتــن الغريبــة والرشقيــة يف ريــف دمشــق‪،‬‬ ‫وكذلــك حمــص ودرعــا أيضـاً‪ ،‬ولكــن االختــاف‬ ‫قــد يكــون باســراتيجية الفصائــل املســلحة‬ ‫املعارضــة‪ ،‬التــي مازالــت حتــى يومنــا هــذا غــر‬ ‫مو ّحــدة‪ ،‬وال تتبــع لجهــة واحــدة وال حتــى‬ ‫لخطــة واحــدة‪ ،‬هــذا االختــاف هــو وحــده‬ ‫يتحمــل مســؤولية مــا حــدث ومــا يحــدث يف‬ ‫جــل مناطــق ســوريا التــي تخضــع للحصــار‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫نقطة ثائرة‬

‫درعا الصمود‪...‬‬ ‫أبو زيد الحريري | أوكسجين‬

‫تقــع درعــا يف الجهــة الجنوبيــة مــن ســورية‪،‬‬ ‫وتحدهــا مــن الجنــوب األردن عنــد نقطــة‬ ‫الرمثــا ومــن الشــال العاصمــة دمشــق مــن‬ ‫جهــة الغوطــة الغربيــة‪ .‬يبلــغ عــدد ســكانها‬ ‫حــوايل ‪1.5‬مليــون نســمة‪ ،‬يعمــل ‪ %27‬منهــم‬ ‫بالزراعــة لخصوبــة أرضهــا يف ســهل حــوران‪.‬‬ ‫تضــم محافظــة درعــا عــدة مــدن مثــل طفــس‬ ‫وازرع وداعــل وخربــة غزالــة والح ـراك وابطــع‬ ‫ونــوى والشــيخ مســكني وانخــل وجاســم‬ ‫والصنمــن والطيبــة ومحجــة‪ .‬وعــدة قــرى‬ ‫مثــل شــاالت تــل شــهاب وزيــزون‪ .‬تتصــف‬ ‫املدينــة بارتفــاع نســبة التعليــم فيهــا‪ ،‬وتضــم‬ ‫عــدة جامعــات مثــل جامعــة درعــا و اليــادودة‬ ‫واملزيريــب‪ ،‬ويعمــل نســبة كبــرة مــن ســكانها‬ ‫بالتجــارة‪ .‬انطلقــت رشارة الثــورة منهــا بأيــدي‬ ‫أطفالهــا عندمــا خطّــوا أوىل الكلــات‪" :‬إجــاك‬ ‫الــدور يــا دكتــور"‪ ،‬فتعرضــت للمداهــات‬ ‫واالعتقــاالت‪ ،‬وتوجهــت نحوهــا القــوات‬ ‫العســكرية مبدرعاتهــا التــي أحاطــت بدرعــا‬ ‫املحطــة ودرعــا البلــد التــي كان لهــا نصيــب‬ ‫كبــر مــن ظلــم جيــش النظــام وشــبيحته‪ .‬ومــع‬ ‫دخــول الثــورة عامهــا الثالــث يــزداد ضغــط‬ ‫النظــام عــى درعــا‪ ،‬وهــي تتعــرض اليــوم‬ ‫لقصــف عنيــف بالط ـران وســقوط ‪ 34‬برمي ـاً‬ ‫خــال أســبوعني‪ ،‬وذلــك بعــد إعــان الكتائــب‬ ‫فيهــا عــن بــدء معركــة جنيــف حــوران‪ .‬كــا‬

‫حــدث فيهــا عــدة مجــازر جـراء التصعيــد‪ ،‬منها‬ ‫مجــزرة مزيريــب التــي راح ضحيتهــا ‪ 20‬شــهيد‬ ‫مقطعــن ‪ ،2014-2-18‬ومجــزرة اليــادودة‬ ‫بتاريــخ ‪ 2014-2-14‬نتيجــة ســيارة مفخخــة‬ ‫أمــام مســجد وســقط ‪ 50‬شــهيد و ‪ 200‬جريــح‬ ‫بعــد خروجهــم مــن صــاة الجمعــة‪ .‬معركــة‬ ‫جنيــف حــوران مل تكــن الســبب الرئيــي وراء‬ ‫ذاك التصعيــد‪ ،‬لكــن قربهــا مــن العاصمــة‬ ‫وكونهــا بوابــة الغوطــة الغربيــة ورفضهــا‬ ‫للمصالحــة والهدنــة زاد مــن حــدة املوقــف‪.‬‬ ‫يتواجــد يف درعــا عــدد كبــر مــن القطــع‬ ‫العســكرية‪ ،‬كالفرقــة التاســعة بالصنمــن‪،‬‬ ‫الفرقــة الخامســة والقطــع التابعــة لهــا مبدينــة‬ ‫ازرع‪ ،‬اللــواء ‪ 61‬وتــل الجابيــة بنــوى‪ ،‬اللــواء‬ ‫‪ 15‬قــرب إنخــل والـــ ‪ 52‬قــرب الحـراك‪ ،‬واللــواء‬ ‫‪ 132‬ومدينــة البانورامــا الرياضيــة قــرب مدينــة‬ ‫درعــا‪ .‬رغــم ذلــك اســتطاعت الكتائــب الفاعلــة‬ ‫فيهــا مثــل حركــة أحـرار الشــام وجبهــة النرصة‪،‬‬ ‫مــن إحـراز تقــدم وتحريــر أجـزاء كبــرة بنســبة‬ ‫‪ ،%50‬إال أن العديــد مــن القطــع العســكرية‬ ‫مــن ألويــة وغريهــا ال تـزال تنتــر بــن املناطــق‬ ‫املحــررة بريــف درعــا‪ ،‬وتعتــر مصــدر قصــف‬ ‫للنظــام عــى املناطــق األخــرى‪ .‬عــى الصعيــد‬ ‫اإلنســاين الوضــع يسء‪ ،‬مــع كــرة الجرحــى‬ ‫الذيــن يتــم إســعافهم للمشــايف امليدانيــة‪،‬‬ ‫لكــن أغلــب الحــاالت تكــون صعبــة ويتــم‬ ‫نقلهــا إىل األردن رغــم املخاطــر والصعوبــات‪.‬‬ ‫يــزداد األمــر ســوءا ً مــع منــع األردن وصــول‬

‫النازحــن الرتفــاع أعدادهــم‪ ،‬فيتجمعــون يف‬ ‫البلــدات الحدوديــة ويقيمــون فيهــا‪ .‬درعــا‬ ‫اليــوم محــارصة مــن قبــل الحواجــز العســكرية‪،‬‬ ‫ولكــن ليــس كمناطــق جنــوب دمشــق وأحيــاء‬ ‫حمــص‪ ،‬ملقدرتهــم عــى تهريــب بعــض املــواد‬ ‫مــن اإلغاثيــة عــن طريــق األردن‪ .‬كــا تعــاين‬ ‫مــن قطــع تــام للكهربــاء لفـرات طويلــة جــدا ً‬ ‫وكذلــك االتصــاالت واالنرتنــت‪ .‬ولكــن وبرغــم‬ ‫كل ذلــك التصعيــد والقصــف بقيــت املظاهرات‬ ‫مســتمرة ولــو بعــدد قليــل‪ .‬وقــد اســتطاع‬ ‫النظــام احتــال بلــدات بالكامــل منهــا الحــارة‬ ‫وخربــة غزالــة ونامــر عــى طريــق األوتس ـراد‬ ‫ملوقعهــا الهــام‪ ،‬ومل تتمكــن الكتائــب مــن‬ ‫تحريرهــا ولكنهــا متنــع اقتحــام البلــدات الباقية‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬


‫أدب‬

‫مشاهدون وحسب‪..‬‬ ‫ديمة محمود | أوكسجين‬ ‫املسكوب بالجملة‪..‬‬ ‫هذا الد ُم‬ ‫ُ‬ ‫لب القرش ِة األرض َّية‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫القه ُر‬ ‫املتغلغل نحو ِّ‬ ‫يف طبقتها السابع ِة من األسفل‪..‬‬ ‫رائح ُة الد ِّم التي أشت ّمها بوضو ٍح يف أنفي‪..‬‬ ‫رشدة‪..‬‬ ‫رس امل ّ‬ ‫األ ُ‬ ‫التوسل‪..‬‬ ‫صيحاتُ‬ ‫ُّ‬ ‫عويل األمهات‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫دمو ُع الرجا ِل املقهورين‪..‬‬ ‫رضجون باليتمِ ‪..‬‬ ‫األطفال امل ّ‬ ‫و الذعرِ‪ ..‬والعاهات‪..‬‬ ‫ماذا بعد‪..‬؟‬ ‫ِ‬ ‫باألمس نع ّزي األ َّم يف زوجِها وأطفالهِا‪..‬‬ ‫ك ّنا‬ ‫و اليوم‪..‬‬ ‫َ‬ ‫األطفال والنسا َء بالج ّدات‪..‬‬ ‫نع ّزي‬ ‫ُ‬ ‫النازل من السامء‪..‬‬ ‫أيها املوتُ‬ ‫املسكوب بالجملة‪..‬‬ ‫أيها ال ّد ُم‬ ‫ُ‬ ‫أيها الحق ُد‪..‬‬ ‫رفقاً بهم‪..‬‬ ‫ما عدنا نحتمل‬ ‫رصي َر األعضا ِء املبتورة‪..‬‬ ‫واألشال ُء املنثورة‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تخرتق أدمغتَنا‬ ‫الجثث‬ ‫أنّاتُ العفنِ يف‬ ‫و تصي ُبها بالذهول‪..‬‬ ‫املمزوج بالد ّم‬ ‫الحليب‬ ‫أيُّها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫توقف قليالً‪..‬‬ ‫عل هؤال ِء األطفال يرشبون حليبهم نظيفاً‬ ‫ّ‬ ‫قبل أن ميوتوا‪..‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أَيّها الخب ُز املعجو ُن بال ّدم‪..‬‬ ‫مهالً‪ ..‬فهناك أفوا ٌه مفتوحة‬ ‫لرتمي فتاتاً منك يف معداتِها‬ ‫تبحثُ عنك َ‬ ‫الفارغة‪..‬‬ ‫تفتح أفوا َهها ثانيةً‪..‬‬ ‫قبل أن َ‬ ‫اميل ِ‬ ‫املوت املسعورة‬ ‫و بر ُ‬ ‫متط ُر من فو ِقها‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫مساحات‬ ‫أيُّها الركا ُم املتهاوي عىل‬ ‫األمكن ِة والذكريات‪..‬‬

‫قبل أن تسقط‪..‬‬ ‫انتظر قليالً َ‬ ‫عىل هؤال ِء األشقياء‪..‬‬ ‫يف ِ‬ ‫البيت واملدين ِة والوطن‪..‬‬ ‫خارج البيت‬ ‫علَّهم ميوتون َ‬ ‫َ‬ ‫بدل أن ميوتوا تحت الركام‪..‬‬ ‫و ُ‬ ‫الوقت النتشالِهم‪..‬‬ ‫يطول‬ ‫ُ‬ ‫أيا مدينتَهم‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫إن ِ‬ ‫سئمت منهم‬ ‫كنت‬ ‫فال تلفظيهم هكذا‪!..‬‬ ‫دعيهم ميوتون و ينتهون‬ ‫من هذه الحياه البائسة‪..‬‬ ‫دعيهم ميوتون‪!..‬‬ ‫ولكن‪..‬‬ ‫رستِهم‪..‬‬ ‫يف أ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫عذابات‪ ..‬وال نكبات‪..‬‬ ‫بال‬ ‫بال دماء‪..‬‬ ‫كل ما يف األمر‬ ‫وليكن ُّ‬ ‫أن يغمضوا أعي َنهم يف الليل‬ ‫ثم ال يفتحوها يف الصباح‪..‬‬ ‫فقط‪..‬‬ ‫أملُ الفراقِ وح َده يكفي‪..‬‬ ‫أيا مدينتَهم الفظيهم جميعاً‬ ‫دم أو أ ٍمل أو يتم‪..‬‬ ‫لكن دومنا ٍ‬

‫ب َني ِ‬ ‫املوت الناز ِل من السامء‬ ‫ِ‬ ‫الصاعد من األرض‪..‬‬ ‫والبكا ِء‬ ‫ِ‬ ‫الجربوت و الضعف‪..‬‬ ‫مفارق ٌة بني‬ ‫تتب ّدى يف كل أجزاء الصورة‪..‬‬ ‫التوابيت املسكون ُة بالقتىل والوجع‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بالدم واألشالء‪..‬‬ ‫ُضج ُة‬ ‫ِ‬ ‫األس ُة امل َ َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫و أشبا ُه األجسا ِد اآلدمية‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫الجثث‬ ‫بالدم و‬ ‫الركا ُم املختل ُط ِ‬ ‫وبقايا األشياء‪..‬‬ ‫ترس َخ يف النفوس‪..‬‬ ‫والحطا ُم الذي ّ‬ ‫عند هذا كلِّه‪..‬‬ ‫تنتهي اللغة‪..‬‬ ‫و تتعطَّل الحواس‬ ‫كم نح ُن أرسى عاجزون‪..‬‬ ‫بل أموات‪..‬‬ ‫طاملا نح ُن مشاهدون‬ ‫وحسب‪!..‬‬

‫الحصاد‬ ‫جود الحمصي | أوكسجين‬ ‫أول مــن بــاح بهــا أصابــع صغــرة عــى جــدران‬ ‫الســجون املدرســية ‪ ...‬والبــوح بالحقيقــة شــديد‬ ‫اإليــام‪ ...‬هــي خطــوة ليــس باإلمــكان الرتاجــع عنهــا‬ ‫فــكل مــا يحيــط بنــا ويجــري حولنــا يرغمنــا عــى‬ ‫املــي إىل قــدر الثــورات ‪...‬إىل حيــث مــا مل نتوقــع‬ ‫‪..‬إىل لعبــة أكــر وأرشس مــن طفولــة الجــدران‪....‬‬ ‫كيــف ميكــن لكلــات عــى جــدران مدرســة يف‬ ‫درعــا أن تواجــه الحديــد والنــار حيــث تلــون‬ ‫الشــوارع بالــدم ‪...‬حيــث تســحق اإلنســانية يف‬ ‫عتمــة الســجن ‪..‬حيــث تغــرس أوتــاد لخيمــة‬ ‫‪...‬حيــث تخنــق املــآذن وتبــر أجــراس الكنائــس؟؟‪..‬‬ ‫ومــا زالــت صامــدة فهــي كلــات لهــا أرواح‪..‬‬ ‫كيــف للحريــة أن تلهــب الحناجــر إذ‬ ‫طعنتهــا ســنوات العبوديــة بالخناجــر ؟؟‬ ‫حريــة فداهــا الصغــار بــراءة الطفولــة ‪..‬واألحــرار‬ ‫بأرواحهــم يف الســاحات ‪..‬والثــوار بنضالهــم‬ ‫عــى الجبهــات ‪...‬حريــة قاتلنــا عــى ثغورهــا‬ ‫األماميــة النظــام األســدي وعــى ثغورهــا‬ ‫الخلفيــة النظــام الداعيش‪...‬فالربــاط الربــاط‪.‬‬ ‫مــن ثــورة عــاش ومــات عــى كلامتهــا املخلصــن‬ ‫إىل ثــروة يعيــش وميــوت عــى اســتئصالها املارقــون‬ ‫واملتســلقون عــى الثــورة ‪..‬كــا رسق الفاســدون‬ ‫مــن الثــورة طهرهــا كذلــك رسق مدعــي اإلســام‬ ‫الديــن مــن أهلــه ونســبوه إليهــم وتراكــض عــى‬ ‫درب الغربــان عميــان ‪..‬أيــا ثــورة مــات دونهــا‬ ‫رجــال وشــاخ عــى قــرع طبولهــا أطفــال ‪..‬‬ ‫لطاملــا داعبــت مشــاعرنا الكلــات ‪..‬فنحــن رشقيــون‬ ‫واألدوار بــن القلــب والعقــل قــد قلبت‪،‬فنغتــال بشــار‬ ‫وزمرتــه ماليــن املــرات بالشــتائم ونحــارص قــره‬ ‫بالوعيــد ونحــرر مدننــا بالتكب ـرات التــي تخــرج مــن‬ ‫أفواهنــا وتالمــس الــروات دون أن تالمــس قلوبنــا‬ ‫‪..‬ودون أن نــدرك نغتــال حريتنــا عندمــا نعيشــها‬ ‫بقشــورها دون جوهرهــا ‪..‬عندمــا منجــد شــهداءنا‬ ‫بدمــوع ال تــروي عتــب دماءهــم ‪..‬إن كان بشــار قتــل‬ ‫الشــهداء مــرة فنحــن نقتلهــم مــرارا ً وتكــرارا ً كلــا‬ ‫تقاســمنا مســتقبل أبنائهــم رسا ً مــع قــوى الظــام ‪...‬‬ ‫ســوريا ‪...‬يــا وطــن ينتظــر النــور منــذ عقــود ‪ ..‬يــا‬ ‫وطــن زرع األرض شــهداء ‪ ...‬فمتــى الحصــاد؟!!‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫أجيال الحقة‪ ،‬من عمر زمان زبدا ّين‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ خزانــة يف الحائــط اللبنــي خاصــة باملخــدات‬ ‫والفــرش واللحــف‬ ‫‪2‬ـ إخراج قيد من األحوال املدنية‬ ‫‪3‬ـ أي الصيدلية ومكان بيع الدواء‬ ‫‪4‬ـ من الفرنسية وتعني الرفش‬ ‫‪5‬ـ ويبنــى بعــرض م‪1‬ونصــف‪ ،‬وارتفــاع ‪180‬‬ ‫ســم تقريبــاً وال يــوازي األرضيــة بــل يعلــو‬ ‫عنهــا بـــ ‪ 50‬ســم تقريب ـاً‬ ‫‪6‬ـ يصــل إىل ‪ 50‬ســم‪ ،‬حيــث يحتفــظ بالحـرارة‬ ‫شــتا ًء وبالــرودة يف أشــهر الصيــف‬ ‫‪7‬ـ وتتألــف الفرشــة مــن ‪ 7‬أرطــال مــن‬ ‫صــوف الغنــم ويســمى يف الزبــداين ( جــ َّزه)‬ ‫أمــا اللحــاف فيحــى مبــادة القطــن الســوري‬ ‫األبيــض ذو الجــودة العاليــة‪ ،‬ويتكــ ّون مــن‬ ‫رطلــن مــن القطــن‪ ،‬أمــا املخــدات فتحــى‬ ‫أيضــاً بالقطــن وقامشــها مــن الدامســكو‬ ‫الحريــري امللــ ّون‬ ‫‪7‬ـ أي ســتارة مــن القــاش وجمعهــا جاليــل‬ ‫باللهجــة الزبدان ّيــة وتدعــى بردايــه يف أماكــن‬ ‫أخــرى‬ ‫‪8‬ـ كانــت ماكينــة الخياطــة يدويــة ومثنهــا ‪20‬‬ ‫لــرة ســورية‪ ،‬وأعــرف خياطــة مســنة روت يل‪:‬‬ ‫أنهــا اســتدانت مثنهــا ودفعتــه بالتقســيط مــن‬ ‫إجرتهــا بالخياطــة‪ ،..‬واشــرتها مــن محــل آل‬ ‫الــرز يف مدخــل الحريقــة يف دمشــق‬ ‫‪9‬ـ كانــت الســيدات يضعــن مــادة النيلــة‬ ‫لألقمشــة البيضــاء‬ ‫‪10‬ـ أي مــن خيــوط الحياكــة وتدعــى كــرارة‬ ‫باللهجــة الزبدانيّــة‬ ‫‪11‬ـ ال َهـ ُّـل حركــة املــرأة بيديهــا لتمــط العجــن‬ ‫قبــل الخَبــز‬ ‫‪12‬ـ تقــوم املطــرزة بتفريــغ القــاش مــن‬ ‫بعــض الخيطــان ويتــم ذلــك أفقي ـاً وعاموديّ ـاً‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لدينــا الكثــر مــن املفــردات الدخيلــة يف لهجتنا‬ ‫الســورية املحببــة‪ ،‬بعضهــا يتألــف مــن مفرداتنا‬ ‫اآلراميــة وأخــرى تختلــط معهــا مــن الفرنســية‬ ‫و الرتكيــة ‪ .،..‬وهــي مفــردات جميلــة دخلــت‬ ‫عــى اللهجــة الزبدانيّــة وأغنتهــا ومتثلــت فيهــا‬ ‫ومتايــزت بهــا‪ ،..‬كــا يحــدث دامئــاً ضمــن‬ ‫ثقافــة متــازج الحضــارات والشــعوب‪ .‬بقيــت‬ ‫هــذه األلفــاظ محفوظــة ومحفــورة يف الذاكــرة‬ ‫الشــعبيّة عــر جــر الزمــن الغابــر إىل يومنــا‬ ‫الحــارض‪ ،‬وهــي ُتتــداول مــن قبــل العامــة‬ ‫حتــى اآلن‪ ،‬منهــا مفــردات (ال ُي ْ‬ ‫ــوك)(‪ )1‬و‬ ‫(أ ِزنّامــه)(‪ )2‬و (خســتخانه)(‪ )3‬و (كريــك)(‪.)4‬‬ ‫ويف العــودة إىل مفــردة (لِ ْ‬ ‫يــوك) والتــي هــي‬ ‫جــزء ال يتجــزأ مــن مكونــات الغرفــة الزبدانيّــة‬ ‫القدميــة والجميلــة‪ ،‬نجــد أنــه ال توجــد غرفــة‬ ‫يف الزبــداين دونهــا‪ ،‬فهــي مــن ضمــن مكوناتهــا‬ ‫األساســية عندمــا ت ُبنــى(‪ ،..)5‬حيــث التخديــم‪،‬‬ ‫والراحــة يف وضــع وترتيــب مقتنيــات املنــزل‪.‬‬ ‫وتكــون مبثابــة الخزانــة املوضوعــة يف جــزء مــن‬ ‫الغرفــة‪ ،‬واألغلــب تخــرق وتتواجــد يف أحــد‬ ‫الجــدران التــي ال تقابــل البــاب الرئيــي‪.،..‬‬ ‫ومبنــي مــن‬ ‫وحيــث أن الحائــط ســميك(‪)6‬‬ ‫ّ‬ ‫اللَ ِب َنــ ْة الرتابيــة‪ ،‬فــإن هــذا يكســب الخزانــة‬ ‫مقاومــة ضــد الرطوبــة فتكــون جافــة متامــاً‬ ‫ونظيفــة‪ ،‬حيــث تطليهــا ســيدة البيــت مرتــن‬ ‫يف الســنة مبــادة الكلــس األبيــض فتعطيهــا‬ ‫رونقــاً ورائحــة ذكيــة خاصــة‪ ،..‬فتصبــح خــر‬ ‫حافــظ لألغ ـراض مــن مــادة العفــن‪ .،..‬يغــرق‬ ‫(اليُـ ْ‬ ‫ـوك) يف ثقافتنــا الشــعبيّة ويتشــبث بهــا‪..‬‬ ‫فهــو مــكان املــرأة الزبدان ّيــة املدلــل‪ ،‬ألنهــا‬ ‫تحتفــظ فيــه بفرشــاتها الزاهيــة األلــوان‪،..‬‬ ‫ولحفهــا امللونــة ذات األقمشــة الحريريــة‬ ‫الالمعــة‪ ،‬وتنــدرج األلــوان تباع ـاً مــن األصفــر‬ ‫والتفاحــي إىل ألــوان‬ ‫إىل األحمــر والزهــري‬ ‫ّ‬ ‫البنفســج الفاتــح والداكــن حتــى اللــون‬ ‫ـاوي‪ .،..‬تتباهــى املــرأة بـــ (يوكهــا)‬ ‫األزرق السـ ّ‬ ‫وبنظافتــه وترتيبــه أمــام صديقاتهــا وجاراتهــا‬ ‫وقريباتهــا‪ .،...‬وكانــت كل عــروس زبدانيّــة‪،‬‬ ‫تُخــرج معهــا مــن منــزل أهلهــا (فرشــة واحــدة‬ ‫ولحافـاً وعــددا ً مــن املخـ ّدات)(‪ .)7‬يتبــع هــذه‬ ‫اللبني‬ ‫الخزانــة الجميلــة التــي تبنــى يف الحائــط ّ‬ ‫غطــاء مــن القــاش األبيــض يدعــى (جاللِــه)‬

‫(‪ )8‬مطــرزة بالرســومات البديعــة كاألشــجار‬ ‫والنخيــل والزهــور و الطيــور والحيوانــات‬ ‫واألشــكال الهندســية ذات الــدالالت‪ .‬وكانــت‬ ‫نوافــذ البيــوت الزبدانيّــة كافــة والتــي تطــل‬ ‫عــى األزقــة أو الشــارع الرئيــي خاصــة‪،‬‬ ‫تعلــق عليهــا هــذه الســتارات البيضــاء املن ّيلــة‬ ‫بــاألزرق(‪ )9‬ح ـرا ً‪ .‬لخزانــة الحائــط الزبــدا ّين‬ ‫أحاديــث ونجــوى‪ ،‬وبهــا يختبــئ الصغــار عندما‬ ‫كانــوا يلعبــون داخــل املنــزل مــن أمهاتهــم‬ ‫خوفـاً مــن توبيخهــا إثــر ذنــب مــا قــد فعلــوه‪.‬‬ ‫تتواجــد الفرشــات ومــا يتبعهــا دامئــاً يف‬ ‫الغرفــة‪ ،‬حيــث يســتقبل البيــت املضيــاف كافــة‬ ‫الضيــوف مــن كل حــدب وصــوب‪ ،‬وخاصــة‬ ‫يف أيــام الشــتاءات البــاردة واملثلجــة عندمــا‬ ‫يحــارص الثلــج الزبــداين وميحــي طرقاتهــا‪،‬‬ ‫وأزقتهــا بالنــدف األبيــض‪ .‬أمــا مفــردة الــكارة‬ ‫والتــي نريــد أن نتحــدث عنهــا فهــي عبــارة‬ ‫مخــدة دائريــة محشــوة بالصــوف أو القطــن‬ ‫أو الخيــوط الصوفيــة(‪ )10‬بعــرض يــراوح‬ ‫مــن ‪ 30‬ســم إىل ‪ 50‬ســم‪ ،‬وتصنعهــا املــرأة‬ ‫بنفســها‪ ،‬هــي كارتهــا الخاصــة بهــا‪ ،‬والتــي‬ ‫تضــع عليهــا رغيــف العجــن الــذي تهلــه املــرأة‬ ‫ه ـاً (‪ )11‬قبــل رميــه بخفــة عــى الصاجــة أو‬ ‫يف جــدار الت ّنــور‪ .‬الــكارات متعــدة األحجــام‬ ‫والقياســات واألغلــب تكــون ذات ســاكة‬ ‫واحــدة‪ .‬وتتنافــس النســوة أيضــاً يف خياطــة‬ ‫الــكارات وجــودة صناعتهــا‪ .‬أمــا الطــارة فهــي‬ ‫آداة التطريــز الخاصــة باملــرأة‪ ،..‬وهــي عبــارة‬ ‫عــن دائرتــن خشــبيتني متداخلتــن ببعضهــا‬ ‫البعــض‪ ،‬وللدائــرة الخارجيــة مفتــاح يك تُقفل‪،..‬‬ ‫ويُحــر القــاش ويُشــ ّد مــا بــن الدائرتــن‪،‬‬ ‫وتطــرزه املــرأة عــى ماكينــة الخياطــة مــن‬ ‫فربكــة (ســنجر) املعروفــة‪ ،‬بعــد أن تكــون‬ ‫ســحبت الخيــوط مــن القــاش حســبام تختــار‬ ‫مــن الرســوم العديــدة(‪ .)12‬وكان قدميــاً ال‬ ‫يخلــو منــزل مــن الــكارة‪ ،‬وال مــن الطــارة‪.‬‬ ‫فهــا باإلضافــة إىل أهميتهــا يف الحيــاة‪ ،‬هــا‬ ‫هوايــة الفتــاة الزبدان ّيــة منــذ الصغــر‪ ،‬وتكــر‬ ‫معهــا وهــي تتابــع عملهــا املضنــي والشــاق‬ ‫الطويــل ضمــن أرستهــا الكبــرة عندمــا تصبــح‬ ‫صبيــة‪ ،..‬وترتافــق معهــا ســوية يف رحلــة‬ ‫الحيــاة‪ ،..‬عندمــا تؤســس ألرستهــا الجديــدة‪،..‬‬ ‫ومــن ثــم تورثهــا لفتياتهــا الصغ ـرات‪ ،..‬بنــاة‬

‫زبدانيات‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وك والكارة ضاعت الطارة‬ ‫ما بني الي ِ‬


‫أوكسجينيات‬

‫قاموس‬ ‫أوكسجني‬

‫زبداني اف ام‬

‫*) خمســة آالف قتيــل خــال أيــام مؤمتــر‬ ‫جنيــف‪ ..‬واالئتــاف الوطنجــي يجتمــع‬ ‫يف إســطنبول لبحــث مــا تــم إنجــازه‬ ‫يف جنيــف‪ ..2‬حطّولنــا يش مليــون‬ ‫أحكام عرفية‬ ‫خــط أحمــر أو أزرق مشــان‬ ‫وسيلة من وسائل االتصال بني الدول ومبعوثيها‬ ‫العــن تحــت كلمــة إنجــازات‬ ‫الدبلوماسيني يف الخارج‪ .‬وقد نظم العرف الدويل استعامل‬ ‫التصفــر‬ ‫وســ ّمعونا‬ ‫الحقيبة الدبلوماسية وقواعدها‪ ،‬فهو يجيز للبعثة الدبلوماسية‬ ‫والتصفيــق‪!..‬‬ ‫أن ترسل لدولتها وتتلقى منها طرودا ً مختومة دون أن تفتحها‬ ‫*) صــور مــن ببيــا‬ ‫الدول املضيفة‪ ،‬وذلك بغرض املحافظة عىل ما تحمله الحقيبة‬ ‫تظهــر إعالمية حســناء يف‬ ‫من أرسار دولية ووثائق هامة‪ ،‬أو حتى بعض األغراض الخاصة‬ ‫الدفــاع الوطنــي تحــاور‬ ‫بالدبلومايس الذي ميكن له أن يصطحب أي عدد من الحقائب أو‬ ‫الصناديق التي تكّون يف مجموعها ما يسمى بالحقيبة الدبلوماسية‪" ،‬مســلحاً" بعــد أن تــم‬ ‫تســوية وضعــه وعــاد إىل‬ ‫والتي غالباً ما تختم بالشمع أو الرصاص ويكون عليها اسم الدولة‬ ‫القادمة منها‪ .‬كام توضع عليها الفتة يكتب عليها "دبلومايس"‪،‬‬ ‫حضــن الوطــن‪ ..‬شــكلو‬ ‫ويقوم باستالمها عامل خاص من جهة السفارة يكون مصحوباً‬ ‫الحضــن كتــر مغــري‬ ‫ببعض الوثائق الرسمية التي تدل عىل هويته‪ .‬وال تدفع أي‬ ‫ودايف‪ ..‬هبــووووا يــا بنــي‬ ‫رسوم جمركية عىل الحقيبة الدبلوماسية مهام تعددت‬ ‫ثــوريت إىل حضــن الوطــن‪!..‬‬ ‫أشكالها وصفتها‪ .‬يف السنوات األخرية أصبحت هذه‬ ‫*) الجحيــش بشــار وعصابتــو‬ ‫الحقيبة تشكل خطرا ً دولياً نتيجة استغالل بعض‬ ‫عــم يعملــوا تســويات وهــدن بــكل‬ ‫الدبلوماسيني ضعفاء النفوس لهذه الحصانة‬ ‫مــدن وبلــدات الريــف الدمشــقي‪..‬‬ ‫لتهريب بعض املمنوعات‪ ،‬وهنا يحق للدولة‬ ‫والنــاس عــم تــرىض وتهــادن كرمــال لقمــة‬ ‫املضيفة االحتجاج وطرد الدبلومايس‬ ‫الخبــز‪ ..‬واللــه لعبهــا صــح ابــن أنيســة‪!..‬‬ ‫الذي يستغل تلك امليزة‪.‬‬ ‫*) صفقــة لتبــادل األرسى بــن الثــوار وتنظيــم‬ ‫دولــة داعــش يف الرقــة‪ ..‬يعنــي كنــا بصفقــات‬

‫ديليت ‪ DELETE‬الهدنة‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الــكل عــم يحــي بقصــة الهدنــة والتســوية بالزبــداين‪ ..‬يف نــاس مــع ويف‬ ‫نــاس ضــد‪ ..‬وأكيــد كل مــن إلــو رأيــه الشــخيص و أســبابه ومربارتــه‪..‬‬ ‫يــي عــم يطالــب أنــو يهــدى الوضــع منفهــم أنــو هــو واحــد مــن نــاس‬ ‫كتــر تعبــت وتبهدلــت وصــار بدهــا بــس ترجــع ع بيوتهــا مــن بعــد‬ ‫ســنتني نــزوح وحصــار‪ ..‬أو أنــو عنــدو معتقــل وماعــاد ناطــر يش غــر‬ ‫حريتــه ويكحــل عيونــه بشــوفته‪ ..‬ويف طــرف تــاين ضــد أي تســوية‬ ‫أو حــوار‪ ..‬واألســباب كتــرة‪ ..‬بتبلــش مــن أنــو مــا يف كالم مــع هيــك‬ ‫نظــام مالــو أمــان‪ ..‬ومــو معقــول بعــد كل هالــدم والتضحيــات والدمــار‬ ‫نرتاجــع ونس ـلّم ونقــول عــى الثــورة الســام‪ !..‬وهــون الزم نقــول أنــو‬ ‫الهدنــة ووقــف إطــاق النــار بالحــروب أمــر كتــر عــادي ومقبــول‪..‬‬ ‫يعنــي ممكــن تكــون فرصــة كرمــال النــاس ترتــاح شــوي وتاخــد نفــس‪..‬‬ ‫ويراجعــوا الثــوار أخطاءهــم ويرتبــوا أوراق قوتهــم وضعفهــم‪ ..‬أمــا‬

‫املبادلــة مــع النظــام رصنــا بداعــش‪ ..‬واللــه‬ ‫لنكييــف ونندعــش‪!..‬‬

‫*) علــاء ناســا يرتقبــون اصطــدام صخــرة‬ ‫عمالقــة بكوكــب األرض‪ ..‬اللــه يكملهــا معنــا‬ ‫ويخبــط هالنيــزك بقــرص راســو ألبــو البيــش‪..‬‬ ‫وإذا مــا ظبــط هاملــرة يف نيــزك تــاين رح يــرب‬ ‫أكيــد بالـــ ‪ ..2032‬يعنــي هانــت يــا ســوريني‪..‬‬ ‫هانــت‪..‬‬ ‫*) حــزب اللــه ينعــي مقاتلــن له أثنــاء قيامهم‬ ‫بواجبهــم الجهــادي‪ ..‬والجيــش الحــر عــم يقــوم‬ ‫بالواجــب وي ّرحــل مقاتــي "الواجــب" ع جهنــم‬ ‫الحمرا‪!..‬‬

‫*) امــرأة أخــت رجــال تقــود مظاهــرة يف ببيــا‬ ‫لحظــة دخــول محافــظ دمشــق وتــرخ مــن‬ ‫أجــل املعتقلــن‪ ..‬واللــه كنــدرة هالح ـ ّرة ب ـراس‬ ‫ميــة ر ّجــال خــان دم الشــهداء وحــط إيــدو‬ ‫بإيــد النظــام‪!..‬‬

‫*) حمــص األبيــة ترفــض املصالحــة مــع نظــام‬ ‫األســد املجــرم وتهتــف‪" :‬يابشــار يــا بــن الــوزة‪...‬‬ ‫هيــدي حومــص ماهــي بــرزة"‪ ..‬لــك صــدق يــي‬ ‫قــال أنــو الثــورة هــي حمــص‪..‬‬

‫*) النظــام الســوري يعتقــل ابنــة املحامــي‬ ‫"خليــل معتــوق" وذلــك بعــد اعتقــال أبيهــا‬ ‫العــام املــايض‪ ..‬عنجــد البطــة هــو حامــي‬ ‫األقليــات شــو بدكــن بالحــي‪!..‬‬

‫املرفــوض فهــو أنــو تصــر مصالحــة وتســليم ســاح وتبويــس شــوارب‬ ‫وعــودة إىل حضــن النظــام باتفاقيــة ورشوط مجحفــة بحــق حالنــا‬ ‫وثورتنــا وشــهداءنا‪ ..‬ومــن دون أي ضامنــة لخــروج معتقلينــا‪ ..‬املرفــوض‬ ‫أنــو نرجــع نقبــل بسياســة التدجــن يــي فرضهــا علينــا النظــام ســنني‬ ‫طويلــة‪ ..‬بعــد مــا تنازلنــا عــن أبســط حقوقنــا بحريــة التعبــر وحــق‬ ‫الحيــاة وتقريــر املصــر‪ ..‬رشوط املصالحــة الزم تكــون مقبولــة إىل حــد‬ ‫مــا لــكل النــاس‪ ..‬ومــا بيصــر تكــون عــى حســاب أي حــدا كان‪ ..‬وهــي‬ ‫رســالة لــكل مــن عــم يتفزلــك و يطالــب أنــو يطلعــوا الثــوار مــن البلد‪..‬‬ ‫أو يســلموا حالهــن كرمــال يقــدر يرجــع يعيــش بنعمــة األمــن واألمــان‬ ‫حتــى ولــو تحــت بســطار النظــام‪ ..‬وكأنــو ثورانــا جايــن مــن بــاد الــواق‬ ‫واق ومانهــن والدنــا وأخواتنــا!‪ .‬الهدنــة ممكــن تكــون استســام وخيانــة‬ ‫لــدم الشــهداء‪ ..‬وممكــن تكــون اس ـراحة محــارب‪ ..‬وهــاد الــي مــا‬ ‫بيصــر إال إذا فهمنــا لعبــة النظــام صــح‪ .‬خلّونــا إيــد وحــدة لــو شــو مــا‬ ‫صــار‪ ..‬وتكــون مطالبنــا عــى قــد بطولــة شــهداءنا وشــجاعة حرائرنــا‬ ‫وأحرارنــا‪ ..‬ونعمــل ألي يش بــدو يفــرط بحقوقنــا وثورتنــا‪ ....‬ديليــت‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )٩٨‬الجمعة ‪2014\02\٢١‬‬

‫نثقــب طنجــرة معدنيــة مــن الخلــف ونثبــت‬ ‫داخلهــا قطعــة خشــبية دائريــة الشــكل وعليهــا‬ ‫مســار مــع إبقــاء بعــض الزيــادة فيــه‪ .‬عــى‬ ‫الســطح الخارجــي نضــع قطعــة خشــبية‬ ‫مســتطيلة بشــكل طــويل مــن أجــل تدعيــم‬ ‫قطعــة الخشــب الداخليــة ونضــع واحــدة أخــرى‬ ‫بشــكل عــريض‪ .‬نحــر‪ 25‬مــر كبــل "ديجتــال"‬ ‫مــع الحفــاظ عــى مســافة متنــع تالمــس أرشطــة‬ ‫أو اكــر بحســب االرتفــاع الــذي عندنــا‪ ،‬نعــري‬ ‫ّ النحــاس ببعضهــا‪ ،‬وعنــد االنتهــاء نــرك مقــدار ‪30‬‬ ‫طــرف الرشيــط مبقــدار مرتيــن بحيــث تبقــى ســم تقريبـاً بشــكل مســتقيم عــى أعــى الخشــبة‬ ‫قــرة األملنيــوم عــى حــدة‪ ،‬والرشيــط النحــايس املثبــت بهــا املســار‪ ،‬ونعـ ّري الطــرف الثــاين مــن‬ ‫عــى حــدة‪ .‬نلـ ّـف قــرة األملنيــوم عــى القطعــة‬ ‫ـدار ‪20‬ســم أو حســب الحاجــة‪ .‬نرتك‬ ‫الرشي‪-‬ــط‬ ‫مبقـ‪Web‬‬ ‫‪Sudoku‬‬ ‫‪Billions of Free Sudoku Puzzles to Play Online‬‬ ‫الخشــبية التــي عــى العــرض‪ .‬ثــم نكشــط الرشيــط النحــايس البــارز فقــط ونضعــه عــى‬ ‫البالســتيك عــن الرشيــط النحــايس وندخــل الهاتــف الجــوال مــع تحريــك الطنجــرة وتغيــر‬ ‫األخــر يف ثقــب الطنجــرة مــن الخلــف ونلفــه اتجاههــا للحصــول عــى التغطيــة‪ .‬مالحظــة‪:‬‬ ‫عــى القطعــة الخشــبية الدائريــة يف داخلهــا‪ ،‬الجهــاز ال يحتــاج إىل الكهربــاء‪.‬‬

‫سودوكو‬ ‫‪Sudoku‬‬

‫‪٢٠١٤/​٢/​٢١‬‬

‫أدخــل األرقــام ‪ 9-1‬إىل مســافات فارغــة‪.‬‬ ‫ويجــب عــى كل صــف تحتــوي عــى واحــد‬ ‫مــن كل رقــم‪ .‬لــذا يجــب أن كل عمــود ‪،‬‬ ‫ويجــب عــى كل مربــع ‪.3x3‬‬

‫‪Easy Puzzle 8,534,343,938‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Print another...‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪9‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪7‬‬

‫‪5‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪Back to puzzle‬‬

‫‪5‬‬

‫‪9‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫‪© Web Sudoku 2014 ­ www.websudoku.com‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫برج اإلعالم السوري‪:‬‬ ‫شــو مشــان حفــات التصويــر‬ ‫وتبويــس الشــوارب واأللفــة‬ ‫والحنيّــة يــي عــم تصــر مبناطــق‬ ‫التســوية والهــدن؟‪ ..‬كأنــو‬ ‫طخ ّنتوهــا كتــر‪!..‬‬ ‫برج الجيش الحر‪:‬‬ ‫يــي بيقصــف شــعبو خايــن مــن‬ ‫كان يكــون‪ ..‬يعنــي حتــى وجــود‬ ‫داعــش وماعــش مانــو مــرر‪ ..‬هــاد‬ ‫اســمو تشــبيح وأكل هــوا‪!..‬‬ ‫برج المعارضة الخارجية‪:‬‬ ‫ناطرينكــن بجنيــف ‪ 6582‬بعــد‬ ‫مــا خلــص جنيــف ‪ 2‬وأنتــو تيتــو‬ ‫تيتــو‪ ..‬متــل مــا انقلعتــوا متــل مــا‬ ‫جيتــوا‪!..‬‬ ‫برج المواطن‪:‬‬ ‫مــو رضوري كل مــا انطرحــت‬ ‫هدنــة يناقشــها الكبــر والصغــر‬ ‫واملق ّمــط بالرسيــر‪ ..‬اتركــوا األمــر‬ ‫لصحابــو واســتعينوا عــى قضــاء‬ ‫حوائجكــم بالكتــان‪!..‬‬ ‫برج شوفري السرفيس‪:‬‬ ‫ال تنــى أنــو الشــعب كلــو‬ ‫عايــف حالــو‪ ..‬ومــايف داعــي‬ ‫تسـ ّمع الــركاب كل يــوم أســطوانة‬ ‫البنزيــن واملــازوت كرمــال تشــفط‬ ‫منهــم زيــادة‪!..‬‬ ‫برج النظام السوري‪:‬‬ ‫إذا العــودة لحضــن الوطــن صــار‬ ‫بدهــا بوســة ومتجيقــة للشــبيح‬ ‫معناهــا بــاه هالحضــن وبالهــا‬ ‫اللحمــة الوطنيــة يــي أنتنــت‬ ‫وطلعــت ريحتهــا‪!..‬‬

‫فواصل‬

‫الفلك مع‬ ‫أوكسجني‬

‫كيف تحصل على تغطية لخط الموبايل من المناطق المجاورة‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.