أوكسجين العدد ( 75 ) السنة الثانية - الجمعة 13\09\2013

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫لقاء خاص مع رئيس الحكومة أحمد طعمة‬ ‫إسرائيل المنقسمة على ذاتها‬ ‫يارا صبري‪...‬‬ ‫أيقونة الثورة السورية‬

‫أوكسجين ®‬

‫مستمرون كما الثورة مستمرة‪..‬‬

‫العدد ( ‪ ) 76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫افتتاحية‬

‫عام جديد‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫ـرب طالــت البــر والحجــر يســتقبل‬ ‫عــى إيقــاع حـ ٍ‬ ‫تالميــذ ســوريا عامهــم الــدرايس بفــر ٍح قليــل وحــزنٍ‬ ‫كثــر أتخــم الذاكــرة وســط قصــف ال يهــدأ‪ ...‬دمــا ٌر‬ ‫وأنقــاض‪ ،‬الجئــون ونازحــون يفرتشــون مئــات‬ ‫املــدارس بعــد أن فقــدوا منازلهــم‪ ،‬أطفـ ٌ‬ ‫ـال كثــرون‬ ‫ُحرمــوا مــن الذهــاب إىل املدرســة إمــا بســبب‬ ‫الوضــع األمنــي املــردي أو بســبب تدمــر مدارســهم‬ ‫وعــدم توفــر البديــل‪ ،‬أو بســبب الوضــع االقتصــادي‬ ‫الــذي ألقــى بثقلــه عــى كاهــل الســوريني‪...‬‬ ‫وبينــا ســوريا تتحــول إىل ركام‪ ،‬يواصــل املجتمــع‬ ‫الــدويل مامرســة عهــره الســيايس يف إدارتــه للـراع‬ ‫القائــم يف ســوريا‪ ،‬وال يكــف عــن اق ـراح مبــادرات‬ ‫خائبــة لحــلٍ ال يرتقــي ألدىن متطلبــات الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬كل ذلــك عــى حســاب أرواح ودمــاء‬ ‫الســوريني ومحنــة مالحقتهــم وترشدهــم‪.‬‬ ‫ص ّنــاع القــرار الــدويل يــرددون ومياطلــون‪،‬‬ ‫ويرســلون املفتشــن واملراقبــن ملامرســة دورهــم يف‬ ‫لعبــة إنهــاك طــريف الــراع يف ســوريا‪.‬‬ ‫"أوبامــا" الــذي قــال بــأن انتهــاء الحــرب يف‬ ‫ســوريا مرهــون برحيــل األســد؛ تراجــع عــن رضبتــه‬ ‫العســكرية بعــد إعــان األخــر اســتعداده لتســليم‬ ‫أســلحته الكيامويــة‪ ،‬يف حــن دافعــت األمــم املتحدة‬ ‫عــن تقريــر الخـراء الدوليــن الــذي وصفتــه روســيا‬ ‫بأنــه منحــاز وقالــت بــأن مفتشــيها ســيعودون‬ ‫قريبـاً دون موعــد مســبق مــع الحكومــة الســورية‪.‬‬ ‫أمــام كل هــذا نــدرك مــن جديــد أننــا نحــن‬ ‫فقــط املســؤولون عــن ســوريتنا‪ ،‬وإن مل نصنــع‬ ‫مســتقبلها كــا نحــن نريــد فســيصنع لنــا اآلخــرون‬ ‫ســوريا أخــرى ال نريدهــا‪...‬‬ ‫هــي دعــوة لالئتــاف أوالً مــن أجــل مغــادرة‬ ‫خالفاتــه ومراهقاتــه السياســية ليــدرك أن عليــه‬ ‫قيــادة قــوى التغيــر مــن أجــل االنتقــال بســوريا‬ ‫إىل مرفــأ الســام‪ ...‬وكذلــك قــوى الجيــش الحــر‬ ‫التــي يقــع عــى عاتقهــا تحريــر األرض مــن ســلطة‬ ‫العصابــة الحاكمــة‪...‬‬ ‫علينــا جميعـاً كل يــوم أن نتذكــر أهــداف ثورتنــا‬ ‫التــي قامــت مــن أجــل وطــن حــر يتســع للجميــع‬ ‫دون أي اعتبــارت طائفيــة ومذهبيــة أخــرى‪...‬‬ ‫ليحــل الســام والحــب بــدل الحــرب‪....‬‬ ‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬إسرائيل المنقسمة على ذاتها‬ ‫‪ -4‬الالجئون السوريون‪ ...‬نزيف ال يتوقف‬ ‫‪ -5‬لقاء خاص مع رئيس الحكومة أحمد طعمة‬ ‫داعش والغبراء‬ ‫‪ -6‬حرب ِ‬ ‫‪ -8‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -9‬يارا صبري‪ ...‬أيقونة الثورة السورية‬ ‫‪ -10‬كيف تحمي صفحة فيسبوك من اإلختراق؟‬ ‫س َفر َب ْر ِلك‬ ‫‪ -11‬على خطى َ‬ ‫‪ -12‬األمثال و تجارب الواقع‬ ‫‪ -13‬مدينة الباب‪ ...‬من الثورة إلى النصر‬ ‫‪ -14‬خلف القضبان ‪ -‬أنها الغوطة‬ ‫‪ -15‬فواصل‬

‫‪2‬‬


‫إسرائيل المنقسمة على ذاتها‬

‫أوكسجين | هشام منور‬

‫كاتب وباحث‬

‫مــا مــن شــك أن الــر وراء الــردد األمريــي الرســمي إزاء اتخــاذ‬ ‫ق ـرار حاســم تجــاه النظــام يف ســوريا يعــود يف جــزء منــه إىل حســابات‬ ‫تتعلــق بأمــن إرسائيــل‪ ،‬وتداعيــات أي هجــوم عســكري أو رضبــة محــدودة‬ ‫موســعة عــى الكيــان اإلرسائيــي‪ .‬التقاريــر الصحفيــة الــواردة‬ ‫كانــت أم ّ‬ ‫مــن املطبــخ الســيايس اإلرسائيــي تؤكــد عــى أنــه ال يوجــد موقــف مو ّحــد‬ ‫يف "إرسائيــل" حيــال ســوريا‪ ،‬بــل إنــه يوجــد انقســام داخــل "إرسائيــل"‬ ‫وهنــاك موقفــان شــبه متناقضــن‪ .‬يعتــر املوقــف األول أن النظــام الســوري‬ ‫يجــب أن يســقط‪ ،‬ألن هــذا ســيؤدي إىل إضعــاف محــور إي ـران – ســوريا‬ ‫– حــزب اللــه‪ .‬بينــا يــرى املوقــف الثــاين أن األســد يجــب أن يبقــى يف‬ ‫الحكــم ألنــه أفضــل بالنســبة إلرسائيــل مــن صعــود نظــام إســامي أو‬ ‫ســيطرة منظــات الجهــاد العاملــي وتنظيــم "القاعــدة" عــى أج ـزاء مــن‬ ‫ســوريا‪ ،‬وخاصــة تلــك الواقعــة عنــد الحــدود يف هضبــة الجــوالن‪ ،‬مــن‬ ‫وجهــة نظــر بعــض الساســة‪ .‬إىل جانــب ذلــك‪ ،‬مثــة مــن يعتقــد أن الوضــع‬ ‫الحــايل هــو األفضــل ألنــه يــؤدي بطــريف الـراع إىل إنهــاك قوتهــا‪ ،‬وبذلــك‬ ‫لــن تكــون هنــاك هجــات ضــد "إرسائيــل"‪ .‬وزيــر العلــوم والتكنولوجيــا‬ ‫اإلرسائيــي "يعقــوب بــري"‪ ،‬الــذي تــوىل يف املــايض منصــب رئيــس جهــاز‬ ‫األمــن العــام (الشــاباك)؛ يتبنــى املوقــف الثــاين‪ .‬وقــال بــري لصحيفــة‬ ‫"معاريــف" أن "مصلحــة إرسائيــل يف أوضــاع معينــة هــي أن يبقــى األســد‬ ‫يف الحكــم‪ ،‬إذ ميكــن أن يصــل إىل الحكــم بعــد األســد (إذا افرتضنــا أنــه‬ ‫ســيغيب عــن الخارطــة) مــن هــو أســوأ بكثــر بالنســبة إلرسائيل‪ ،‬وســيكون‬ ‫أســوأ بالنســبة لســورية نفســها"‪ .‬بــري حــاول فلســفة هــذا التوجــه الــذي‬ ‫يبــدو صادمــاً للبعــض بالقــول بــأن "إرسائيــل" يف ورطــة‪" ،‬فــإذا رحــل‬ ‫األســد‪ ،‬قــد نــرى مكانــه نشــطاء الجهــاد اإلســامي والقاعــدة‪ .‬وهــذا ليــس‬ ‫تطــورا جيــدا ً؛ إذ أننــا نريــد أن يكــون أمامنــا نظــام منظــم ومســتقر‪.‬‬ ‫وهــذه هــي نظرتنــا حيــال مــر أيض ـاً‪ .‬وقــد كنــا بصــورة طبيعيــة ضــد‬ ‫الرئيــس املــري الســابق محمــد مــريس واإلخــوان املســلمني‪ ،‬لكــن كان‬ ‫لديــك جــار بإمكانــك التحــدث معــه‪ .‬ويف ســوريا تقــف أمامــك جامعــات‬ ‫مــن املتمرديــن والعنيفــن‪ ،‬ووضعنــا قــد يكــون أســوأ بكثــر"‪ .‬ووجــه بــري‬ ‫انتقــادات لــأداء األمــريك بشــأن ســوريا قائـاً أنــه "لدينــا هنــا ظاهــرة مل‬ ‫نعتــد عليهــا‪ .‬فالواليــات املتحــدة تتــرف بشــكل تظهــر فيــه مــن جهــة‬ ‫أنهــا "نزيهــة جــدا ً وجميلــة جــدا ً"‪ ،‬تبلّــغ مــن تريــد مهاجمتــه لــي يســتعد‬ ‫ويتخــذ كافــة االحتياطــات الالزمــة‪ .‬وأنــا أتحــدث بته ّكــم معــن طبعـاً‪ .‬مــن‬ ‫جهــة‪ ،‬هــذه دبلوماســية مثــرة‪ ،‬لكنهــا تســمح للخصــم أن يســتعد"‪ .‬وهــذا‬ ‫الوضــع مــن وجهــة نظــر بــري‪ ،‬مينــح األســد فرصــة لالســتعداد "للقيــام‬ ‫بــرد فعــل تجاهنــا‪ .‬لكــن االحتــال بــأن يهاجمنــا ليــس كبـرا ً‪ .‬فإرسائيــل ال‬ ‫تدفــن رأســها يف الرمــل وتعــد نفســها ملواجهــة كافــة االحتــاالت‪ .‬ولدينــا‬ ‫هنــا عــدة حقائــق وظــروف وقيــود ال ينبغــي التســاهل حيالهــا"‪.‬‬ ‫إعــان الواليــات املتحــدة عــن نيتهــا مهاجمــة ســوريا قبــل مــدة‬ ‫أثــارت خوفــا يف "إرسائيــل"‪ .‬لكــن تأجيــل الهجــوم أدى إىل التهافــت‬ ‫عــى الكاممــات‪ .‬ويــرى مراقبــون إرسائيليــون أن تــرف رئيــس الحكومــة‬ ‫اإلرسائيليــة "نتنياهــو" ووزيــر الحــرب "يعلــون" مســؤول ومــدروس‪.‬‬ ‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫سياسة‬

‫فهنــاك اجتامعــات مطولــة وتقييــات للوضــع رسيــة مــن شــأنها منــع‬ ‫إطــاق ترصيحــات غــر مدروســة‪ ،‬ال يوجــد ضجيــج وال توجــد ترصيحــات‬ ‫حربجيــة أو اســتفزازات‪ .‬بعــض الــرؤى اإلرسائيليــة توقعــت أيضـاَ أن تــؤدي‬ ‫أيــة رضبــة أمريكيــة إىل تعزيــز قــوة هــذا النظــام بــدالً مــن إســقاطه‪،‬‬ ‫فالكاتــب اإلرسائيــي "حاييــم آســا" أشــار يف مقالــه يف صحيفــة معاريــف‬ ‫إىل أن أيــة رضبــة أمريكيــة للنظــام الســوري ال تــؤدي إلســقاطه والقضــاء‬ ‫عليــه متام ـاً ســتكون مبثابــة عــود ثقــاب ســيح ّرق الــرق األوســط كلــه‪،‬‬ ‫مبــا ســيؤدي لتعزيــز قــوة نظــام األســد‪ .‬فدولــة مثــل “مالطــا” مــن‬ ‫املمكــن أن تقــوم بــه‪ ،‬والنتيجــة االساســية التــي ســتحدث عقــب توجيــه‬ ‫الرضبــات القليلــة واملحــدودة لنظــام األســد بــدون إســقاطه هــو تعزيــز‬ ‫قوتــه أكــر وأكــر‪ ،‬فيظهــر يف الداخــل والخــارج مبظهــر القائــد العســكري‬ ‫ـت يف عضــد حكمــه‬ ‫والرئيــس الــذي تعــرض لهجــات أمريكيــة دون أن تفـ ّ‬ ‫ونظامــه‪ .‬وعــدم إســقاط نظــام األســد مــن خــال رضبــات عســكرية‪،‬‬ ‫ســيؤدي اىل انكشــاف مفهــوم “الــردع األمريــي”؛ اذ ســتكون املــرة األوىل‬ ‫التــي تدخــل فيهــا أمريــكا يف مواجهــة عســكرية مــع نظــام وال تســقطه‪.‬‬ ‫باملقابــل‪ ،‬عــ ّددت ورقــة بحثيــة نرشهــا معهــد أبحــاث األمــن القومــي‬ ‫اإلرسائيــي املكاســب والخســائر اإلرسائيليــة املرتتبــة عــى توجيــة رضبــة‬ ‫أمريكيــة محتملــة لســوريا‪ ،‬معتــرة أن هنــاك مصالــح مركزيــة إلرسائيــل‬ ‫مــن وراء هــذه الرضبــة‪ ،‬ويف مقدمتهــا‪ ،‬توضيــح أن مثــن اســتخدام الســاح‬ ‫غــر التقليــدي عــا ٍل‪ .‬لــردع أي زعيــم يف الــرق األوســط يفكــر بإمكانيــة‬ ‫اســتخدام الســاح غــر التقليــدي ضــد "ارسائيــل" يف املســتقبل‪ .‬وأنــه مــن‬ ‫املهــم إلرسائيــل أن تعــود الواليــات املتحــدة لتموضــع نفســها يف موقــف‬ ‫تأثــر اســراتيجي يف الــرق االوســط وتحســن مصداقيتهــا وترمــم مــن‬ ‫حالــة ردعهــا يف املنطقــة‪ ،‬حتــى حيــال الســلوك التقليــدي لخصومهــا‪ .‬فقــد‬ ‫عانــت املصداقيــة والــرد االمريــي مــن تــآكل يف أثنــاء أحــداث االنتفاضــات‬ ‫العربيــة يف الســنوات الثالثــة األخــرة‪ ،‬حتــى أن بعــض األنظمــة يف املنطقــة‬ ‫العربيــة بــدأت تتجــرأ عــى أمريــكا ومصالحهــا وبالتــايل عــى "إرسائيــل"‪.‬‬ ‫مصلحــة إرسائيليــة أخــرى تنشــأ عــن الهجــوم االمريــي عــى ســوريا يخــرج‬ ‫عــن الســاحة الســورية وموجــه اىل مســألة الخطــة النوويــة العســكرية‬ ‫إليــران‪ ،‬فطهــران تراقــب عــن كثــب الســلوك األمريــي وحجــم وتأثــر‬ ‫الرضبــة املرتقبــة‪ ،‬وهــو مــا ســيكون لــه تأثــر قــوي عــى ســلوك طهـران يف‬ ‫املنطقــة بشــكل عــام وتجــاه إرسائيــل بشــكل خــاص‪ ،‬مــا يعنــي أن نجــاح‬ ‫الرضبــة األمريكيــة ســيكون نجاحــاً للسياســات اإلرسائيليــة املناهضــة‬ ‫إليــران‪ ،‬وفشــل هــذه الرضبــة ســيكون مكســباً اســراتيجياً إليــران يف‬ ‫مواجهــة واشــنطن وتــل أبيــب عــى حــد ســواء‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫تقارير‬

‫الالجئون السوريون‪ ...‬نزيف ال يتوقف‬ ‫أوكسجين | وائل علي‬

‫قالــت املفوضيــة العليــا لألمــم املتحــدة‬ ‫لشــؤون الالجئــن أن مليــوين الجــئ ســوري‬ ‫مســجلني لديهــا‪ ،‬وحــذرت مــن صعوبــة‬ ‫تقديــم العــون لهــم‪ .‬تجــاوز عــدد الالجئــن‬ ‫الذيــن فــروا من ســوريا بســبب الحــرب التي‬ ‫اندلعــت يف آذار ‪ 2011‬مليــوين شــخص‪ ،‬علامً‬ ‫بــأن العــدد اإلجــايل قــد ارتفــع إىل مليــون‬ ‫شــخص خــال الشــهور الســتة املاضيــة‬ ‫حســب املفوضيــة التــي أضافــت بــأن أكــر‬ ‫مــن ‪ 700‬ألــف شــخص فــروا إىل لبنــان‪ ،‬وأن‬ ‫النازحــن الســوريني أصبحــوا أكــر عــددا ً مــن‬ ‫أي الجئــن آخريــن‪ .‬يف حــن مل يتمكــن ســوى‬ ‫‪ 118000‬طفــل الجــئ مــن متابعــة دراســتهم‬ ‫بشــكل أو بآخــر‪ .‬وقالــت املفوضيــة يف بيــان‬ ‫لهــا الثالثــاء املــايض بــأن "ســوريا تنــزف‬ ‫بســبب اضطـرار النســاء واألطفــال والرجــال‬ ‫إىل عبــور الحــدود‪ ،‬ويف الغالــب ال يحملــون‬ ‫معهــم ســوى الثيــاب التــي عــى ظهورهــم"‪.‬‬ ‫تشــر تقديـرات األمــم املتحــدة إىل أن نحــو‬ ‫مليــون ممــن اضطــروا إىل النــزوح هــم مــن‬ ‫األطفــال ثالثــة أرباعهــم تقــل أعامرهــم عــن‬ ‫‪ 11‬عامــاً‪ .‬وتحــذر مــن أن ســوريا تواجــه‬ ‫"جيــاً ضائعــاً" ألنهــم ال ميلكــون املــوارد‬ ‫املطلوبــة مــن أجــل إعــادة البنــاء‪ .‬يســتقبل‬ ‫لبنــان أكــر عــدد مــن الالجئــن بالرغــم‬ ‫مــن أنــه أصغــر بلــد مجــاور لســوريا وأقلــه‬ ‫قــدرة عــى اســتيعاب الالجئــن والتعامــل‬ ‫مــع أزمتهــم‪ .‬ويُعتقــد أن مثــة الجئ ـاً ســورياً‬ ‫مــن بــن كل ســتة لبنانيــن‪ ،‬ثــم يــأيت األردن‬ ‫يف املرتبــة الثانيــة وتركيــا يف املرتبــة الثالثــة‬ ‫مــن حيــث اســتقبال الالجئــن الســوريني‪.‬‬

‫وتســتضيف البلــدان املجــاورة لســوريا أكــر‬ ‫مــن ‪ 97‬يف املئــة منهــم‪ ،‬وتضيــف املفوضيــة‬ ‫بــأن تدفــق الالجئــن "يضــع عبئـاً ثقيـاً عــى‬ ‫البنــى التحتيــة لهــذه الــدول واقتصادهــا‬ ‫ومجتمعاتهــا"‪ .‬وناشــدت املفوضيــة دول‬ ‫العــامل مــن أجــل توفــر "دعــم عاملــي‬ ‫ضخــم" ملســاعدة البلــدان املجــاورة عــى‬ ‫التعامــل مــع األزمــة‪ .‬كــا وتحــاول منظامت‬ ‫اإلغاثــة العامليــة التعامــل مــع األزمــة‪ ،‬إذ‬ ‫إنهــا ال متلــك ســوى ‪ 47‬مــن املــوارد التــي‬ ‫تحتاجهــا حتــى توفــر "الحاجــات األساســية‬ ‫لالجئــن"‪ ،‬حســب أنطونيــو غوتريــس الــذي‬ ‫أضــاف بــأن املســؤولني يف هــذه املنظــات‬ ‫يتوقعــون وصــول الالجئــن إىل ثالثــة ماليــن‬ ‫شــخص مــع نهايــة عــام ‪ .2013‬ومــن‬ ‫ضمــن موجــات املهاجريــن الكبــرة تدفــق‬ ‫الجئــن عــى منطقــة كردســتان يف العــراق‬ ‫يف منتصــف آب املــايض‪ .‬حيــث يف العــراق‬ ‫رابــع أكــر عــدد مــن الالجئــن‪ ،‬إذ يتجــاوز‬ ‫عددهــم ‪ 170‬ألــف الجــئ‪ ،‬وباإلضافــة إىل‬ ‫الالجئــن الذيــن فــروا مــن ســوريا هنــاك‬ ‫‪ 4.25‬مليــون شــخص اضطــروا إىل النــزوح‬ ‫داخليــاً‪ .‬تقــول األمــم املتحــدة إن النــزاع‬ ‫يف ســوريا تســبّب يف أســوأ أزمــة الجئــن‬ ‫يف العــامل خــال العرشيــن ســنة املاضيــة‪،‬‬ ‫مقارنــة بأزمــة الالجئــن الناجمــة عــن‬ ‫اإلبــادة يف روانــدا والتــي أدت إىل إىل نــزوح‬ ‫الكثــر مــن ســكان البلــد يف عــام ‪ .94‬وتكــون‬ ‫حصيلــة اإلحصــاءات كالتــايل‪ 720 :‬الجــئ يف‬ ‫لبنــان‪ 520 ،‬الجــئ يف األردن‪ 464 ،‬الجــئ يف‬ ‫تركيــا‪ 172 ،‬الجــئ يف العــراق‪ 111 ،‬الجــئ‬ ‫يف مــر‪.‬‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫استهداف القطاع‬ ‫الصحي في سوريا‬ ‫محمد الصفدي‬

‫أكــد املحققــون يف جرائــم الحــرب التابعــون‬ ‫لألمــم املتحــدة‪ ،‬أن قــوات نظــام الرئيــس بشــار‬ ‫األســد تع ّمــدت قصــف مستشــفيات وهاجمــت‬ ‫مقاتالتهــا مستشــفيات ميدانيــة أخــرى‪ ،‬وحرمــت‬ ‫املــرىض واملصابــن مــن تلقــي الرعايــة الصحيــة‪.‬‬ ‫كــا وأضــاف املحققــون يف تقريــر خــاص أن قــوات‬ ‫األســد لجــأت إىل أســلوب الحرمــان مــن الرعايــة‬ ‫الصحيــة كســاح حــرب خاصــة مــع مــن يعيشــون‬ ‫يف املناطــق التــي تســيطر عليهــا قــوات املعارضــة‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر أن هنــاك دليــاً أيضــاً عــى أن‬ ‫بعــض الجامعــات املســلحة املناهضــة للحكومــة‬ ‫هاجمــت مستشــفيات يف مناطــق معينــة‪ .‬وفــق‬ ‫التقريــر فــإن الحــرب يف ســوريا دمــرت ع ـرات‬ ‫املستشــفيات وأغلقــت ‪ 32‬مستشــفى يف ديــر‬ ‫الــزور‪ ،‬و‪ 26‬مستشــفى يف حلب ودمشــق‪ ،‬وه ّجرت‬ ‫أكــر مــن ‪ 15‬يف املئــة مــن األطبــاء الســوريني‪،‬‬ ‫مته ـاً النظــام بانتهــاكات إنســانية ضــد الجرحــى‬ ‫واملــرىض واملصابــن‪ .‬وأوضــح التقريــر‪ -‬وهــو األول‬ ‫مــن نوعــه الــذي يتنــاول تأثــر الحــرب يف قطــاع‬ ‫محــدد مــن مجــاالت الحيــاة العامــة‪ -‬أن انهيــار‬ ‫الخدمــات الطبيــة يف زمــن الحــرب يؤثــر تأثــرا‬ ‫ـب مــع الرشائــح الضعيفــة مــن‬ ‫ســلبياً وغــر متناسـ ٍ‬ ‫الســكان‪ ،‬مثــل األطفــال تحــت ســن الخامســة مــن‬ ‫العمــر واألمهــات املرضعــات وذوي االحتياجــات‬ ‫الخاصــة واملسـ ّنني والعجــزة‪ .‬وأشــار إىل أن معانــاة‬ ‫تلــك الرشائــح االجتامعيــة تتفاقــم مــن خــال‬ ‫ترصفــات يقــوم بهــا أطــراف النــزاع‪ ،‬كــا هــو‬ ‫موثّــق يف التقاريــر الســابقة للّجنــة‪ ،‬إذ اســتخدمت‬ ‫كل مــن القــوات الحكوميــة والجامعــات املســلحة‬ ‫املناهضــة للحكومــة سياســة الحصــار ومنــع مــرور‬ ‫املســاعدات اإلنســانية والــرورات األساســية‪ ،‬مبــا‬ ‫يف ذلــك األدويــة واملســتلزمات الطبيــة‪ .‬وكانــت‬ ‫مســؤولة املفوضيــة األوروبيــة للتعــاون الــدويل‬ ‫واملســاعدة اإلنســانية "كريســتالينا جورجييفــا"‬ ‫رصحــت بــأن القــوات الحكوميــة الســورية‬ ‫ّ‬ ‫ارتكبــت جرائــم حــرب مبصادرتهــا معــدات طبيــة‬ ‫مــن قوافــل مســاعدات مخصصــة للمناطــق التــي‬ ‫تســيطر عليهــا املعارضــة املســلحة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫لقاء خاص مع رئيس الحكومة أحمد طعمة‬

‫مقابلة‬

‫أوكسجين | فادي الصالح‬

‫ بداية نبارك لكم رئاسة الحكومة دكتور‪..‬‬‫هــي تكليــف يف البدايــة وينبغــي أن نكــون‬ ‫دقيقــن يف املصطلحــات‪ ،‬إن شــاء اللــه بعــد‬ ‫أن نعمــل عــى تشــكيل هــذه الحكومــة‬ ‫املؤقتــة وبعــد نيلهــا الثقــة تصبــح حكومــة‪،‬‬ ‫أمــا اآلن فأنــا هنــا املكلــف بتشــكيل الحكومــة‬ ‫الجديــدة‪.‬‬ ‫ ماهــي آليــة اإلرشاف عــى املناطــق املحــررة؟‬‫وهــل هــي ممكنــة التطبيق؟‬ ‫باعتقــادي أنــه مــن املمكــن أن نــرف عــى‬ ‫املناطــق املحــررة وهــي ممكنــة التطبيــق وكلنا‬ ‫تفــاؤل بحصــول هــذا يف القريــب العاجــل‪،‬‬ ‫فطبيعــة الشــعب الســوري طبيعــة مســاملة‬ ‫وراغبــة يف العيــش بحيــاة طبيعيــة والدليــل‬ ‫عــى ذلــك أن الثــورة الســورية بــدأت مســاملة‬ ‫وســعت مــن أجــل نيــل الحريــة والكرامــة‪.‬‬ ‫ الحكومــة التــي كلفتــم بتشــكيلها هــل‬‫ســتكون حكومــة "تكنوقــراط" أم مــاذا؟‬ ‫هــذا هــو تو ّجهنــا عــى األرجــح‪ ،‬إذ لدينــا‬ ‫ثــاث مبــادئ نســعى مــن خاللهــا لتشــكيل‬ ‫الحكومــة‪ ،‬املبــدأ األول هــو أننــا لــن نقيص ولن‬ ‫نســتبعد أحــدا ً‪ ،‬ونعمــل مــن أجــل الحصــول‬ ‫عــى توافــق كبــر بــن مختلــف مكونــات‬ ‫االئتــاف‪ ،‬كــا نســعى إىل متثيــل كل مكونــات‬ ‫وأطيــاف الشــعب الســوري‪ ،‬لــذا نريــد خامــات‬ ‫طيبــة ممتــازة مــن التكنوقــراط والقادريــن‬ ‫عــى العمــل يف الداخــل الســوري‪.‬‬

‫طبيعــة الســوريون أنهــم مســاملون ويرغبــون‬ ‫يف الحيــاة واالســتقرار وليســوا مــن دعــاة‬ ‫التشــدد والتطــرف‪ ،‬كل مــا يحــدث اليــوم‬ ‫مخالــف لطبيعــة الشــعب الســوري‪ ،‬لذلــك‬ ‫أعتقــد أنــه ميكــن بالحــوار تــارة والتفاهــم‬ ‫تــارة أخــرى أن نتوصــل إىل صيغــة مــا بحيــث‬ ‫ال نصطــدم مــع اآلخريــن‪ .‬نريــد الحفــاظ عــى‬ ‫كل قطــرة دم مــن دمــاء الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫أمامنــا مهمــة صعبــة ولكــن بإمكاننــا النجــاح‬ ‫إن شــاء اللــه‪.‬‬

‫ تحدثتــم يف كلمــة لكــم قبــل قليــل عــن‬‫تأســيس الجيــش الوطنــي‪ ،‬ماهــي الخطــة التــي‬ ‫تفكــرون بهــا وكيــف ســيكون شــكل الجيــش؟‬ ‫نســعى بالتنســيق مــع قيــادة األركان مــن‬ ‫أجــل تشــكيل جيــش وطنــي يقــوم مبهــام‬ ‫عديــدة‪ ،‬كحاميــة الحكومــة وترســيخ األمــن‬ ‫واالســتقرار يف املناطــق املحــررة‪ ،‬والتمهيــد‬ ‫لقيــام دولــة مدنيــة دميقراطيــة يعيــش فيهــا‬ ‫اإلنســان الســوري كــا ينبغــي لإلنســان‬ ‫أن يعيــش‪ .‬لذلــك نعتقــد أن هــذا الجيــش‬ ‫الوطنــي ســيكون عليــه عــبء كبــر ولكــن‬ ‫رغــم ذلــك نحــن متفائلــون بإمكانيــة تشــكيله ‪ -‬مــاذا تعنــي والدة حكومــة "أحمــد طعمــة"‬ ‫يف القريــب العاجــل‪.‬‬ ‫برأيــك؟‬ ‫نرجــو أن متثــل هــذه الحكومــة أطيــاف‬ ‫ كيــف ســتتمكنون مــن إلغاء ســيطرة املســلحني الشــعب الســوري الــذي خــرج ينشــد الحريــة‬‫املتشــددين يف املناطــق املحــررة وإحــال قــوة ومل يقبــل بتحســن رشوط العبوديــة‪.‬‬ ‫الجيــش الوطنــي فيهــا بعــد تأسيســه؟‬

‫سميرة مسالمة لــ أوكسجين‬

‫ ما رأيك بإعالم وصحافة الثورة التي نشأت منذ بداية األزمة وما زالت مستمرة؟‬‫بدايــة نشــكر جهــود شــبابنا‪ ،‬فهــي صحافــة ناتجــة عــن مجموعــة شــباب مؤمنــن بالثــورة‬ ‫ويســعون إليصــال صوتهــم الحــر للعــامل أجمــع مــن خــال هــذه املنابــر اإلعالمية‪.‬‬ ‫ ماذا قدّ م االئتالف إلعالم الثورة القائم عىل األرض؟‬‫برصاحــة ليــس لــدي أي فكــرة حــول مشــاريع االئتــاف تجــاه دعــم اإلعــام الحــر يف‬ ‫الداخــل والــذي يجــب أن يُدعــم‪ ،‬ولكــن سأســعى ملناقشــة هــذا املوضــوع مــع املعنيــن‬ ‫يف االئتــاف‪.‬‬ ‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫داعش والغبراء‬ ‫حرب ِ‬

‫أوكسجين | كريمة مختار‬ ‫ميكــن تقســيم املســلّحني املشــاركني يف‬ ‫االقتتــال الدائــر عــى األرض الســورية إىل ثالثة‬ ‫أقســام رئيســية‪ ،‬أولهــم املســلحون الســوريون‬ ‫الذيــن خرجــوا يف بدايــة الثــورة ســلميني ولهــم‬ ‫مطالــب حقيقيــة‪ ،‬وقادتهــم الظــروف عــى‬ ‫اختالفهــا إىل رضورة حمــل الســاح يف وجــه‬ ‫الســلطة القمعيــة‪ ،‬و املســلحون القادمــون‬ ‫مــن أصقــاع العــامل للمشــاركة يف القتــال تحــت‬ ‫رايــة الجهــاد وفقــاً ألجنــدات تكتيكيــة إزاء‬ ‫منطقتنــا‪ ،‬ثــم الجــزء األخــر مــن املســلحني‬ ‫الســوريني الخاضعــن كلي ـاً لهــذه األجنــدات‪.‬‬ ‫هــذا غــر التدخــل العســكري الكامــل مــن‬ ‫قبــل "حــزب اللــه اللبنــاين" يــد إيـران الضاربة‬ ‫يف املنطقــة‪ .‬غ ّيبــت األوســاط املتشــددة داخــل‬ ‫النظــام الســوري هــذا الفــرز الواضــح مــا بــن‬ ‫املســلحني مــن خطابهــا الســيايس‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫انعكــس يف سياســة وضــع املســلحني ـ مــا بــن‬ ‫ثــوار وجهاديــن وذوي أجنــدات خاصــة ـ كلهم‬ ‫يف س ـلَّة واحــدة تحــت مصطلــح «العصابــات‬ ‫اإلرهابيــة املســلحة»‪،‬دون أن تحســب عواقبهــا‬ ‫الحقيقيــة عــى أرض الواقــع‪.‬‬ ‫داعش‬ ‫جــاءت التســمية مــن أحــرف الجملــة التاليــة‬ ‫"دولــة العـراق والشــام اإلســامية"‪ ،‬وتشــكلت‬ ‫بعــد ظهــور القاعدة يف ســوريا‪ .‬التسـيّب األمني‬ ‫الشــديد أتــاح لهــؤالء التســلل عــر الحــدود‬ ‫العراقيــة إىل الداخــل الســوري‪ ،‬محاولــن إيجاد‬ ‫موطــئ قــدم لهــم ضمــن الـراع الدائــر حاليـاً‬ ‫عــى األرض‪ .‬انضــم لهــم العديــد من الســوريني‬ ‫الذيــن عانــوا الفقــر والتهميــش واألميــة يف‬ ‫ظــل حكــم األســد‪ ،‬ولجــؤوا إىل التطــرف لفــرض‬ ‫ســيطرتهم عــى األرض يف محاولــة لتعويــض‬ ‫النقــص يف شــخصياتهم‪.‬‬ ‫نبات غريب في تراب سوريا‬ ‫تحتــل داعــش وجبهــة ال ُنــرة حيّــزا ً كبــرا ً‬ ‫ّ‬ ‫يف املشــهد الســوري اليــوم‪ ،‬ال ســيام لتأثرياتهــا‬ ‫يف ثــورة شــعب كانــت أوىل مطالبــه الحريــة‪.‬‬

‫ومل توجــد هــذه الجامعــات قبــل الثــورة‪،‬‬ ‫حتــى أنهــا مل تظهــر إال بعــد مــرور عــام عــى‬ ‫اندالعهــا‪ ،‬أي بعــد دخولهــا مرحلــة الــراع‬ ‫املســلح‪ ،‬وتحديــدا ً بعــد ذهابهــا نحــو الخيــار‬ ‫املتمثّــل بنــزع ســيطرة النظــام عــن بعــض‬ ‫املناطــق يف الشــال والــرق صيــف العــام‬ ‫املــايض‪ .‬القصــد مــن ذلــك لفــت االنتبــاه‬ ‫إىل أن هــذه الجامعــات التــي نشــأت عــى‬ ‫هامــش تشــكيالت «الجيــش الحــر»‪ ،‬النظاميــة‬ ‫أو األهليــة‪ ،‬مل تلعــب دورا ً عســكرياً يذكــر‬ ‫يف الســيطرة عــى أي مــن املناطــق التــي‬ ‫انتُزعــت مــن النظــام قبــل عــام‪ ،‬عــى خــاف‬ ‫االنطباعــات التــي شــاعت لــدى الــرأي العــام‪،‬‬ ‫وذلــك نتيجــة التضخيــم اإلعالمــي مــن جانــب‬ ‫دوائــر عربيــة وإقليميــة وغربيــة ولتوظيفــات‬ ‫سياســية متباينــة‪ .‬وهــذا ال يقلّــل مــن بعــض‬ ‫األدوار العســكرية التــي ضلعــت بهــا جامعــات‬ ‫«القاعــدة» يف تفجــر دمشــق‪ .‬ومحاوالتهــا‬ ‫إزاحــة خطابــات الثــورة املتعلقــة بالحريــة‬ ‫واملســاواة والكرامــة‪ ،‬لتكريــس خطاباتهــا‬ ‫املتط ّرفــة والعبثيــة‪ ،‬وأيض ـاً بســبب محــاوالت‬ ‫بعــض القــوى طبــع الثــورة بالطابــع الدينــي‬ ‫والطائفــي‪ ،‬يف محاولــة للتشــكيك يف رشعيتهــا‬ ‫باعتبارهــا ثــورة وطنيــة تتوخّــى التغيــر‬ ‫والدميقراطيــة‪ .‬إال أن هــذه الجامعــات كانــت‬ ‫ومــا زالــت مبثابــة نبــات غريــب عــن مجتمــع‬ ‫الســوريني وثقافتهــم‪ ،‬فهــي ال تنتمــي إىل أي‬ ‫مــن التيــارات اإلســامية يف ســورية‪ ،‬حتــى أن‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫غالبيــة األعضــاء يف نُواهــا الصلبــة غري ســوريني‪،‬‬ ‫مــا يفــر الريبــة املتبادلــة بينهــا وبــن مجتمــع‬ ‫الســوريني‪ ،‬وضمــن ذلــك تعاملهــا بحــذر‬ ‫وبفوقيــة وعنــف معــه يف املناطــق التــي باتــت‬ ‫تســيطر عليهــا‪ ،‬والتــي تشــهد بدورهــا مظاهــر‬ ‫تــ ّرم منهــا ومــن سياســاتها‪.‬‬ ‫أسباب ظهور النصرة وداعش‬ ‫مثــة عوامــل كثرية ســاهمت يف صعود داعش‬ ‫وال ُنــرة‪ ،‬ومنهــا دمويــة النظــام يف حربــه عــى‬ ‫املناطــق الثائــرة وتدمــره عمرانهــا‪ ،‬ثــم التح ّول‬ ‫االضطــراري للســوريني نحــو الدفــاع عــن‬ ‫النفــس بالســاح‪ ،‬مــع نشــوء «الجيــش الحــر»‬ ‫مــن املنشــقني والرافضــن ألوامــر إطــاق النــار‬ ‫عــى املتظاهريــن‪ ،‬مــا نجــم عنــه انزيــاح البعــد‬ ‫الشــعبي يف الثــورة ملصلحــة الجامعــات التــي‬ ‫حملــت الســاح‪ .‬لكــن العامــل الرئيــس الــذي‬ ‫أدى إىل صعــود جامعــات النــرة عــى حســاب‬ ‫تشــكيالت «الجيــش الحــر»‪ ،‬وحتــى الجامعــات‬ ‫اإلســامية األخــرى؛ إمنــا يرجــع إىل عوامــل‬ ‫خارجيــة‪ ،‬يــأيت ضمنهــا ســعي قــوى عربيــة‬ ‫وإقليميــة لتقديــم الدعــم املــادي والســاح‬ ‫لهــا بالــذات وذلــك ألغـراض سياســية ال عالقــة‬ ‫لهــا باملقاصــد األساســية للثــورة‪ ،‬حيــث أنهــم‬ ‫يريــدون إجهاضهــا ووأدهــا وال يريــدون لهــا‬ ‫أن تحيــا والســوريني حيــاة الكرامــة‪ .‬وبذلــك‬ ‫فــإن قصــة تنظيــم «القاعــدة» بالــذات مــع‬ ‫الثــورة الســورية ليســت بســيطة‪ ،‬فثمــة‬

‫‪6‬‬


‫تحقيق‬

‫مداخــات مختلطــة وأقُطــاب أخــرى مخفيّــة‬ ‫كإيـران‪ ،‬إىل اخرتاقــات النظــام املعروفــة والتــي‬ ‫تتمتّــع بعالقــة وطيــدة مــع نظــام املالــي‬ ‫الــذي اكتشــف هــروب املئــات مــن عنــارصه‬ ‫مــن الســجون العراقيــة‪ ،‬أعضــاء هــذا التنظيــم‬ ‫مــا كان بإمكانهــم التدفّــق عــى ســورية لــوال‬ ‫قبــول تركيــا‪ ،‬التــي ال تقتــر عــى إضعــاف‬ ‫النظــام‪ ،‬وإمنــا تشــمل توظيــف هــذه الورقــة‬ ‫يف الســيطرة عــى بعــض املناطــق الكرديــة‬ ‫يف الشــال‪ ،‬والحــ ّد مــن الطموحــات أو‬ ‫النزعــات االســتقاللية للكــورد‪ .‬عــى أيــة‬ ‫حــال‪ ،‬فالقــوى املتصــدرة للثــورة مــن القــوى‬ ‫السياســية والعســكرية تتحمــل قســطاً كبــرا ً‬ ‫مــن املســؤولية عــن تصاعــد ال ُنــرة ودولــة‬ ‫العــراق والشــام‪ ،‬مــع األرضار الفادحــة التــي‬ ‫تتس ـبّب بهــا‪ .‬فهــذه القــوى مل تســكت فقــط‬ ‫عــن منــو جامعــات القاعــدة‪ ،‬وإمنــا عملــت‬ ‫عــى تغطيتهــا ظنــاً منهــا أنهــا بذلــك تــريض‬ ‫بعــض «أصدقائهــا»‪ ،‬وتو ّه ـاً منهــا بــأن هــذه‬ ‫الجامعــات تشــكّل عونــاً لهــا يف معركتهــا‬ ‫إلســقاط النظــام‪ ،‬وفــق املقولــة الخاطئــة‪:‬‬ ‫التبــر‬ ‫«عــدو عــدوي صديقــي»‪ ،‬مــن دون‬ ‫ّ‬ ‫بــاألرضار السياســية الفادحــة التــي ســتتك ّبدها‪،‬‬ ‫ناهيــك عــن مكابــدات الشــعب الســوري مــن‬ ‫جــراء ذلــك‪.‬‬

‫"الجهاديــة" األخــرى‪ .‬جــاء ذلــك يف بيــان عــى‬ ‫شــكل تعميــم صــدر عــن "هيئــة األركان‬ ‫العامــة" لـ"الجيــش الســوري الحــر" ومــن‬ ‫"مكتــب رئيــس األركان" إىل "جميــع قــادة‬ ‫األلويــة والكتائــب"‪.‬‬ ‫وجــاء يف البيــان أن رئيــس هيئــة األركان‬ ‫العامــة للجيــش الســوري الحــر‪ ،‬ونظــرا ً‬ ‫للتطــورات الراهنــة وقيــام مجموعــات مــن‬ ‫جبهــة النــرة والدولــة اإلســامية يف العــراق‬ ‫وبــاد الشــام باســتهداف قــادة ومواقــع‬ ‫تابعــة للجيــش الســوري الحــر تنفيــذا ً ألوامــر‬ ‫خارجيــة‪ ،‬يقــرر مــا يــي‪:‬‬

‫‪- ١‬إعــان حالــة الحــرب بــن الجيــش الســوري‬ ‫الحــر وجبهــة ال ُنــرة والدولــة اإلســامية يف‬ ‫الع ـراق وبــاد الشــام‪.‬‬ ‫‪ -٢‬اعتبــار كل مــن تشــكيالت أحــرار الشــام‬ ‫ولــواء اإلســام وأحفــاد الرســول أعــداء ويجــب‬ ‫محاربتهــم‪.‬‬ ‫ومــن املالحــظ أن هــذا التعميــم يــأيت وكأنــه‬ ‫أمــر عمليــايت لهــذه التشــكيالت بــرورة‬ ‫ورص الصفــوف وليــس العكــس‪ ،‬ذلــك‬ ‫التو ّحــد ّ‬ ‫أنــه يــأيت بعــد صدامــات عــى األرض بــن هــذه‬ ‫الكتائــب وتصاعدهــا إىل درجــة صــدور بيانــات‬ ‫تهديــد ووعيــد يف مــا بينهــا‪ .‬إذ بينــا هــي‬ ‫تشــتبك عــى األرض وتقــوم بعمليــات تصفيــة‬ ‫سليم إدريس والحرب عليهما‬ ‫أعلــن اليــوم "رئيــس أركان الجيــش الحــر" متبادلــة يــأيت هــذا القــرار وكأنــه محاولــة‬ ‫رص الصفــوف والتو ّحــد‪.‬‬ ‫ســليم إدريــس الحــرب عــى كل مــن "داعــش" الســتفزازها مــن أجــل ّ‬ ‫و"جبهــة النــرة" وبعــض الكتائــب واأللويــة إعالن البراءة من قبل الشعب السوري‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫مثــة حقيقــة ينبغــي للســوريني إدراكهــا‪،‬‬ ‫ومفادهــا أن ترددهــم يف شــأن إعــان ال ـراءة‬ ‫مــن هــذه الجامعــات وتفنيــد منطلقاتهــا‪ ،‬ال‬ ‫يســاهم يف تشــويه صــورة الثــورة الســورية‬ ‫فقــط‪ ،‬وإمنــا يعــ ّزز الشــبهات حــول حقيقــة‬ ‫مقاصــد التيــارات اإلســامية‪ ،‬وين ّمــي املخــاوف‬ ‫مــن تناميهــا وصعودهــا‪ .‬حيــث أن مواجهــة‬ ‫تحــدي القاعــدة ال تتــ ّم مبجــرد بيــان‪ ،‬أو‬ ‫بترصيــح يعلــن رفــض الثــورة للغربــاء وعــدم‬ ‫حاجتهــا إىل مقاتلــن مــن الخــارج‪ ،‬بعدمــا‬ ‫باتــت هــذه الجامعــات يف موقــع قــوي بــل‬ ‫وصاحبــة قــرار يف بعــض مناطــق الشــال‬ ‫والــرق‪ ،‬باإلضافــة إىل ســيطرتها عــى آبــار‬ ‫النفــط الســوري هنــاك‪ ،‬إذ إن أمـرا ً كهــذا بــات‬ ‫يتطلــب العمــل بــكل الوســائل املمكنــة لعــزل‬ ‫هــؤالء وتحجيمهــم‪ ،‬كــا يتطلــب اإلقــدام‬ ‫عــى مفاتحــة رصيحــة وجريئــة مــع األصدقــاء‬ ‫املعنيــن لوضــع حــد لهــذا «الدعــم» املميــت‬ ‫والقاتــل للثــورة وأهدافهــا النبيلــة‪ .‬مصداقيــة‬ ‫الثــورة وأهدافهــا باتــت عــى املحــك‪ ،‬الســيام‬ ‫عــى ضــوء مــا جــرى ويجــري يف نواحــي حلــب‬ ‫وإدلــب والرقــة والديــر ورأس العــن وعفريــن‬ ‫وتــل أبيــض‪ .‬والســؤال الــذي يطــرح نفســه‪ :‬إذا‬ ‫كانــت جامعــات القاعــدة و ال ُنــرة و داعــش‬ ‫ومــن واالهــم؛ ال تحســب نفســها عــى الثــورة‬ ‫وتعمــل عــى الضــ ّد مــن مقاصدهــا‪ ،‬فمتــى‬ ‫تعلــن الثــورة الــراءة منهــا ومــن ترصفاتهــا‬ ‫البعيــدة عــن املجتمــع الســوري كل البعــد‬ ‫معتقــدا ً ومتثيــاً‪...‬؟‪ ،‬متــى يتــم ذلــك حتــى‬ ‫تســتعيد اعتبارهــا‪...‬؟‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني أف أم‬ ‫*) اجتمعــت الجبهــة التقدميــة الوطنيــة برئاســة الســيد‬ ‫الرئيــس أبــو البيــش األســد وبرعايــة بســينة شــعبان ووليــد‬ ‫املعلــك وقــررت تســليم مخصصــات ســوريا مــن الكيــاوي‪...‬‬ ‫كــا وقــررت أيض ـاً تســليم أنيســة وأســاء كهبــة مــن الحكومــة الســورية إىل إدارة أوبامــا تقدي ـرا ً‬ ‫لتعاونــه وتفهمــه لجحشــنة األســد‪" ...‬ليــس الوحيــد ولكنــه األجحــش"‪!!...‬‬ ‫*) وزيــر الرتبيــة "الحنــون" يرســل كتابـاً محمـاً بالعاطفــة والدمــوع إىل املــدارس ينـ ّوه فيــه عــى‬ ‫عــدم التقيــد باللبــاس املــدريس "ترأفـاً" بوضــع أهــايل الطــاب‪ !! ....‬حبيبنــا أنــت‪ ...‬ال تحلــف محلــوف‬ ‫عليــك‪ ...‬إي مــن رح يشــريلك لبــاس مــدريس بـــ ‪ 7000‬لــرة‪ ...‬شــو شــايف الشــعب مجنــون‪...‬؟!!‬

‫*) الشــعب الســوري يبــارك لجمهوريــة االئتــاف الشــقيقة تعيــن رئيســها الجديــد حكيــم األســنان‬ ‫"الطعمــة" بنكهــة زيــت القرنفــل‪ ...‬ويق ّدمــون للرئيــس الســابق "هيتــو" أســمى آيــات الشــكر‬ ‫والتقديــر ملــا قــام بــه مــن منجـزات وخدمــات للثــورة الســورية إبــان فــرة حكومتــه املزدهــرة وكان‬ ‫اللــه ويل التوفيــق‪...‬‬

‫*) ألول مــرة يف ســوريا ولــكل طــاب املــدارس االبتدائيــة واإلعداديــة والثانويــة كتــب إلكرتونيــة‬ ‫كاملــة عــى موقــع الرتبيــة "طــز نــت‪ .‬وزارة الرتبيــة والتعليــم‪ ..."WWW .‬وذلــك ضمــن خطتهــا يف‬ ‫تطويــر املناهــج املدرســية‪ !!...‬واللــه تطــوريت يازبيبــة‪ !! ...‬إي أنتــو بــاألول جيبــوا كهربــا ومــدارس‬ ‫ومعلمــن يكونــوا فهامنــن مــو بالواســطة بعديــن حطــوا املناهــج ع النــت‪!!...‬‬ ‫*) اســتكوهومل تفكــر يف منــح جائــزة نوبــل للســام مناصفــة بــن بوتــن واألســد وذلــك بعــد تب ّخــر‬ ‫نظــام "املامنعــة" وموافقتــه فــورا ً عــى تســليم الكيــاوي وتوقيــع اتفاقيــة حظــر األســلحة الكيامويــة‬ ‫ويــارب الســرة‪!!...‬‬

‫*) لجنــة املفتشــن الدوليــن تؤكــد اســتخدام نظــام األســد للكيــاوي يف عــدة مناطــق ولكنهــا ال‬ ‫تحـ ّرك ســاكناً‪ ...‬والشــعب الســوري يطالــب املجتمــع الــدويل واإلعــام بالتوقــف عــن الحديــث عــن‬ ‫إرشــادات اإلســعاف بالكيــاوي ويناشــده بــرورة تثقيــف املواطنــن حــول الوقايــة مــن الجرثومــي‬ ‫والنــووي‪!!....‬‬

‫*) "عبــد اللــه" زبّــال ســوري يتحــول إىل قنــاص بعــد أن كان عامــل نظافــة يف بلديــة حــاة‪ ...‬يعنــي‬ ‫باملقشــة والكريــك والرببيــش جايينك جايينــك‪!! ...‬‬ ‫*) بعــد "هيتــو هيتــو‪ ...‬متــل مــا رحتــوا‪ ...‬متــل مــا جيتــو"‪ ...‬نحنــا اليــوم بحلقــة جديــدة مــع‬ ‫يكت حشــوة‪" ...‬بالحــي"‪!!....‬‬ ‫"الطعمــة"‪ ...‬مــع ترسيبــات تقــول بأنــه بــا "طعمــة" ومخــاوف من أنــو ّ‬

‫*) رشيــف شــحادة يقــول بــأن الحكومــة س ـلّمت الكيــاوي مــن أجــل تجنيــب ســوريا الخ ـراب‬ ‫والدمــار‪ !!...‬لــك بــس نفــي أعــرف مــن أي بســطة شــحاحيط نايلــو أنــت هربــت يــا شــحاطة‪!!...‬‬

‫*) أوبامــا يقــول بأنــه مــن الصعــب تصــور انتهــاء الحــرب الســورية واألســد بــاق يف الســلطة‪...‬‬ ‫وأنــت عــى قــد مــا عــم متاطــل وتتفزلــك كــان الشــعب مــا عــاد بقــا يتصــور يتحمــل خلقتــك‪!!...‬‬

‫*) يف بلــدة بلــودان الســياحية آثــار الدبابــات واملجنــزرات يف طرقاتهــا‪ !! ...‬يــا "رجــال" املامنعــة‬ ‫واملقاومــة دباباتكــم مكانهــا الجبهــة مــو بالشــوراع وبــن النــاس‪!!...‬‬

‫*) انتهــاكات عديــدة باســم دولــة العـراق والشــام والشــعب الســوري يبــدو أنــه عــى موعــد جديــد‬ ‫مــع ملحمة "داعــش واألحـرار"‪!!...‬‬

‫*) أهــايل الرقــة تعيــد بنــاء منازلهــا مــن الطــن بســبب غــاء األســعار والعــرب يتطاولــون يف العهــر‬ ‫و البنيــان‪ ...‬بــس ياحيــف‪!!...‬‬ ‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫القوة الناعمة‬

‫تعنــي القــوة الناعمــة أن يكــون‬ ‫للدولــة قــوة روحيــة ومعنويــة‬ ‫مــن خــال مــا تجســده مــن أفــكار‬ ‫ومبــادئ وأخــاق ومــن خــال الدعــم‬ ‫يف مجــاالت حقــوق اإلنســان والبنيــة‬ ‫التحتيــة والثقافــة والفــن‪ ،‬مــا يــؤدي‬ ‫باآلخريــن إىل احــرام هــذا األســلوب‬ ‫واإلعجــاب بــه ثــم اتبــاع مصــادره‪،‬‬ ‫وغالبــا مايطلــق هــذا املصطلــح عــى‬ ‫وســائل اإلعــام املوجهــة أو مايســمى‬ ‫ب اإلعــام املوجــة لخدمــة فكــر مــا‬ ‫‪ ،‬وتعتــر القــوة الناعمــة مــن أفضــل‬ ‫األســلحة السياســية العســكرية إذ أنــك‬ ‫تســتيطع الســيطرة عــى اآلخريــن وأن‬ ‫تجعلهــم يتضامنــوا معــك دون أن‬ ‫تفقــد قدراتــك العســكرية‪.‬‬ ‫وهــي نقيــض مصطلــح القــوة‬ ‫الخشــنة (القــوة العســكرية)‬ ‫هــو مــن املصطلحــات السياســية‬ ‫العســكرية الحديثــة‪ .‬كان أول مــن‬ ‫ابتكــره جوزيــف نــاي مســاعد وزيــر‬ ‫الدفــاع األمريــي يف عهــد الرئيــس بــل‬ ‫كلينتــون‪.‬‬ ‫رومانسية قومية‬ ‫هــي أحــد أشــكال القوميــة تســتمد‬ ‫الدولــة مــن خاللهــا رشعيتهــا إســتنادا‬ ‫عــى وحــدة محكوميهــا اللغويــة و‬ ‫العرقيــة و الدينيــة و الثقافيــة نشــأ‬ ‫هــذا اللــون مــن القوميــة كــردة‬ ‫فعــل عــى الســيطرة امللكيــة أو‬ ‫اإلمرباطوريــة التــي كانــت تســتمد‬ ‫رشعيتهــا مــن الديــن عــى مفهــوم"‬ ‫حــق امللــوك اإللهــي ال خيــار الشــعب"‬ ‫كان للتأكيــد عــى الثقافــة الرومانســية‬ ‫القوميــة أثــر مركــزي عــى سياســة و‬ ‫فنــون عــر التنويــر وتركيزهــا عــى‬ ‫اللغــة و الفلكلــور أدى إعــادة رســم‬ ‫خريطــة أوروبــا وظهــور دعــوات حــق‬ ‫تقريــر املصــر يف أوروبــا‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫قلبه ع الثورة‬

‫يارا صبري‪ ...‬أيقونة الثورة السورية‬ ‫أوكسجين |‬

‫هيالنة‬

‫"بدنا ياهم‪ ...‬بدنا الكل"‪...‬‬

‫هــو اســم الحملــة التــي أطلقتهــا املمثلــة الســورية "يــارا صــري" عــر‬ ‫صفحتهــا عــى الفيســبوك للمطالبــة بإطــاق رساح املعتقلــن يف ســجون‬ ‫النظــام خــال الثــورة‪ ،‬حيــث تعمــل عــى نــر صــور وأخبــار معتقلــن‬ ‫أو مفقوديــن‪ ،‬إىل جانــب حملــة "بــاص الحريــة" والتــي تقــوم عربهــا‬ ‫بالحديــث عــن معتقــل تــم اإلف ـراج عنــه مؤخ ـرا ً‪.‬‬ ‫الفنانــة "يــارا صــري" وليــدة عائلــة فنيــة عريقــة‪ ،‬فوالدهــا الفنــان‬ ‫"ســليم صــري" ووالدتهــا الفنانــة "ثنــاء دبــي" وخالتهــا "ثـراء دبــي"‬ ‫كــا أن زوجهــا هــو املخــرج "ماهــر صليبــي"‪.‬‬ ‫بــدأت حياتهــا الفنيــة عــام ‪ 1989‬يف مسلســل (شــجرة النارنــج)‪ ،‬ثــم‬ ‫تنوعــت يف أدوارهــا حتــى خاضــت تجربــة التأليــف وكتابــة الســيناريو‬ ‫عــام ‪ 2009‬مــن خــال مسلســل (قلــوب صغــرة) باالشـراك مــع زميلتهــا‬ ‫وصديقتهــا "رميــا فليحــان"‪.‬‬ ‫الحــرة يــارا رفضــت الحصــار عــى أطفــال درعــا‪ ،‬فكانــت مــن أوائــل‬ ‫املوقعــن عــى "بيــان الحليــب"‪ ،‬ومل ترتاجــع عــن موقفهــا حني اســتدعيت‬ ‫مــن قبــل التلفزيــون الســوري مــع فنانــن آخريــن مــن أجــل "توضيــح‬ ‫مواقفهــم للشــعب مــا يجــري يف ســوريا"‪ .‬تــم االســتدعاء عــر ضابــط‬ ‫يف الفــرع ‪ 251‬يف املخاب ـرات العامــة‪ ،‬حيــث تلقــى الفنانــون توجيهــات‬ ‫مــن املخــرج ومــن الضابــط املذكــور حــول مــا يجــب عليهــم قولــه ومــا‬ ‫يتوجــب عــدم التطــرق إليــه يف املقابلــة‪ .‬إال أن املخــرج أوقــف التصويــر‬ ‫عندمــا بــدأت يــارا حديثهــا عــن القمــع والتعذيــب الــذي متارســه‬ ‫الســلطة‪ ،‬ورفضــت إمــاءات ضابــط املخابـرات الــذي أبلغهــا بــأن ليــس‬ ‫هــذا مــا تــم االتفــاق عليــه‪ ،‬غــادرت القاعــة فلحــق بهــا و قــال لهــا‪:‬‬ ‫"نحنــا بدنــا نهــدّ ي األمــور‪ ،‬وممكــن تجــي رصاصــة بالغلــط وتقتــل حــدا‬ ‫مــن والدك ووقتهــا مــا بينفــع النــدم"‪ ،‬رســالة التهديــد هــذه دفعتهــا‬ ‫للحجــز عــى أول طائــرة متوجهــة إىل ديب يف اليــوم نفســه برفقــة أبنائهــا‬ ‫الثالثــة‪ .‬تعرضــت بعدهــا "يــارا صــري" لحملــة قــذف وتشــهري قــذرة‬ ‫مــن قبــل اللــواء "حســن مخلــوف" مــن إدارة املخابـرات العامــة؛ الــذي‬ ‫أعطــى توجيهاتــه للمواقــع التــي يديرهــا هــو أو يــرف عليهــا جهــازه‬ ‫األمنــي مثــل "فيلــكا إرسائيــل" و "شــام بــرس" و"نوبــل نيــوز" وغريهــا‬ ‫بفربكــة قصــص ال أخالقيــة عنهــا جري ـاً عــى العــادة التــي اتبعهــا جهــاز‬ ‫املخاب ـرات مــع املثقفــن والفنانــن ممــن وقفــوا يف وجــه الســلطة‪ .‬كــا‬ ‫و ُمنعــت مــع زمالئهــا الفنانــن املعارضــن مــن الظهــور عــى الشاشــات‬ ‫الســورية بســبب مواقفهــم الداعمــة للثــورة‪ .‬رفضــت يــارا الحديــث‬ ‫ألي وســيلة إعالميــة مرئيــة أو مســموعة أو مكتوبــة منــذ بدايــة الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬ليــس تخوفـاً مــن بطــش النظــام بــل ألنهــا تؤمــن بــأن التفاعــل‬ ‫الحقيقــي مــع معانــاة النــاس وأهــايل املعتقلــن يكــون عــر التواصــل‬ ‫معهــم ودعمهــم شــخصياً‪ ،‬وليــس عــر وســائل اإلعــام التــي عــادة مــا‬ ‫تســتثمر هــذه الحــاالت اإلنســانية ملصالــح تلــك القنــوات‪.‬‬ ‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫و ّجهــت "يــارا صــري" رســالة جريئــة للصامتــن أمــام الــدم الســوري‬ ‫قالــت فيهــا‪" :‬صدّ قــوا أو ال تصدّ قــوا مــا عــاد مهــم‪ ...‬التاريــخ عــم‬ ‫ينكتــب‪ ...‬مــا رح يســتناكن تفهمــوا‪ ...‬تفهمــوا أو مــا تفهمــوا‪...‬‬ ‫الشــهداء ماعنــدن وقــت ينتظــروا‪ ...‬الشــهداء منذوريــن للوطــن‪..‬‬ ‫خليكــن بالصــف األخــر‪ ...‬آخــر الصــف آخــر مقعــد ع اليمــن‪ ...‬ميكــن‬ ‫تقــدروا تهربــوا بــس يخلــص العــرض!!‪ ...‬يــا تــرى مســتمتعني بالفرجة‪...‬‬ ‫بالديكــور‪ ...‬بريحــة الــدم الطــازج‪ ...‬بالفضــاء املليــان بأنــات األمهات‪...‬‬ ‫ودمــوع الــوالد‪ ...‬وحرقــة قلــب أب عــى أوالده؟!‪ ...‬خليكــن بالصــف‬ ‫األخــر‪ ...‬مــا عــاد إلكــن مطــرح قــدام‪ ...‬و أوعــوا تفكــروا تدخلــوا ع‬ ‫الكواليــس بعديــن‪ ...‬الكواليــس إلهــا حرمــة‪...‬‬ ‫هنــا ومابــن الخالفــات والتناقضــات بــن أبنــاء الوســط الفنــي الســوري‬ ‫الذيــن دفــع بعــض منهــم مثــن مواقفــه السياســية غربــة عــن بلــده‬ ‫ومالحقــة واعتقــال؛ تتحــدى "يــارا صــري" الخــوف وتتخــى عــن‬ ‫مصلحتهــا كفنانــة مــن أجــل الوقــوف مــع شــعب الحريــة‪ ،‬ولتشــارك‬ ‫اإلنســانية برصخــ ٍة مــن أجــل الشــهداء واملعتقلــن والســوريني‪:‬‬ ‫"ولــك دم الســوري عــى الســوري ح ـرام‪ ...‬دم الســوري عــى الســوري‬ ‫ح ـرام‪ ...‬دم الســوري عــى الســوري ح ـرام"‪...‬‬

‫‪9‬‬


‫تقانة‬

‫كيف تحمي صفحة فيسبوك من اإلختراق؟‬

‫أوكسجين | باسل مطر‬ ‫تتعــرض صفحــات الثــورة عــى فيســبوك‬ ‫لعمليــات إخــراق تقــع عــرات الصفحــات‬ ‫ضحيــة لهــا أســبوعياً‪ .‬عــادة مــا يتــم اخــراق‬ ‫هــذه الصفحــات مــن خــال اخــراق حســاب‬ ‫أحــد املــدراء بواســطة رابــط خبيــث يقــوم‬ ‫املخــرق مــن خاللــه برسقــة كلمــة الــر‬ ‫الخاصــة بحســاب املديــر‪ .‬فيــا يــي مجموعــة‬ ‫مــن اإلجــراءات املــوىص بهــا لضــان ســامة‬ ‫صفحــات فيســبوك مــن االخــراق‪.‬‬ ‫أوالً ‪ -‬أمــن الحســابات الشــخصية عىل فيســبوك‬ ‫يف املؤسسات‪/‬املجموعات‬ ‫‪-1‬ادخــل دامئــا إىل فيســبوك مــن خــال إتصــال‬ ‫آمــن باإلنرتنــت وذلــك خــال‪:‬‬ ‫‪ o‬تشــفري اتصالــك باإلنرتنــت مــن خالل اســتخدام‬ ‫شــبكة خاصة افرتاضيــة (‪.)VPN‬‬ ‫‪ o‬ادخــل إىل فيســبوك مــن خــال كتابــة عنــوان‬ ‫املوقــع يف حقــل العناويــن يف املتصفــح وال‬ ‫تدخلــه مــن أي مصــدر آخــر‪.‬‬ ‫‪ o‬تأكــد أن العنــوان الخــاص بفيســبوك يبــدأ بـــ‬ ‫‪HTTPS‬عنــد الدخــول إىل موقــع فيســبوك‪.‬‬ ‫‪ -2‬قــم بإنشــاء حســاب فيســبوك ذيك وآمــن مــن‬ ‫أجــل العمــل وذلــك للفصــل بــن معلوماتــك‬ ‫الشــخصية والصفحــة التــي تديرهــا‪.‬‬ ‫‪ o‬ال تســتخدم حســاب فيســبوك الشــخيص‬ ‫الخــاص بــك ألغ ـراض العمــل الثــوري واســتخدم‬ ‫حســاب منفصــل إلدارة الصفحــات‪.‬‬ ‫‪ o‬يف حــال تعــذر إنشــاء حســاب فيســبوك خــاص‬ ‫بالعمــل واســتخدام حســابك الشــخيص‪ ,‬قــم‬ ‫بتفعيــل الخصائــص األمنيــة يف فيســبوك بأعــى‬ ‫مســتوياتها املتاحــة (غــر محبّــذ)‪.‬‬ ‫‪ o‬قــم بحاميــة كلــات املــرور الخاصــة بــك‬ ‫ملنــع وصــول اآلخريــن إىل الصفحــة مــن خــال‬ ‫اســتخدام كلــات قويــة وصعبــة التخمــن‪,‬‬ ‫والحافــظ عليهــا بإبعادهــا عــن املرتبصــن‪.‬‬ ‫‪ -4‬اســتخدم مزايــا الحاميــة واألمــن التــي يوفرهــا‬ ‫فيســبوك لرفــع ســوية األمــان يف حســابك‪.‬‬

‫‪ o‬قم بتفعيل خاصية إرسال اإلشعارات‪.‬‬ ‫‪ o‬املواففــة عــى الدخــول ســتجعل مــن الصعــب‬ ‫عــى اآلخريــن الدخــول إىل الحســاب يف حــال‬ ‫متــت رسقــة كلمــة الــر الخاصــة بــك‪ .‬ســتقوم‬ ‫بإعالمــك فــورا ً يف حــال حــاول أحــد مــا مــن‬ ‫موقــع آخــر الدخــول‪.‬‬ ‫‪ o‬تســجيل عنــوان اآلي يب ســيعطي فــورا ً‬ ‫معلومــات عــن الشــخص الــذي دخــل للحســاب‪.‬‬ ‫• قــم بتعــن جهــات االتصــال املوثوقــة بالدخــول‬ ‫إىل اإلعــدادات ‪ -‬األمــن والخصوصيــة ‪ -‬جهــات‬ ‫االتصــاالت املوثوقــة وقــم باختيــار ثالثــة جهــات‬ ‫اتصــال موثوقــة مــن مؤسســتك‪.‬‬ ‫• جهــات االتصــال املوثوقــة هــم أصدقــاء‬ ‫فيســبوك بإمكانهــم مســاعدتك بشــكل آمــن يف‬ ‫حــال تعــذر الدخــول إىل الحســاب‪.‬‬ ‫ثانيـاً‪ -‬قــم بإنشــاء صفحــة فيســبوك للمؤسســة‬ ‫بشــكل آمــن‬ ‫‪ -1‬قــم بإنشــاء صفحــة فيســبوك ذكيــة وآمنــة‬ ‫خاصــة مبؤسســتك للفصــل بــن حســابك‬ ‫الشــخيص والصفحــة‪.‬‬ ‫‪ o‬قم بإنشاء صفحة وال تنشئ مجموعة‪.‬‬ ‫‪ o‬اســتخدم صــورا ً تــم أخذهــا أو تصميمهــا‬ ‫خصيص ـاً لصفحــة فيســبوك‪ ،‬وتجنــب اســتخدام‬ ‫صــور مــن حســابات عــى وســائل التواصــل‬ ‫االجتامعــي التــي ال يعنيــك االرتبــاط بهــا‪ ,‬أو ربط‬ ‫الصفحــة معهــا‪.‬‬ ‫‪ o‬إن تقينــات البحــث عــن الصــور متكــن مــن‬ ‫تحديــد العالقــات بــن الحســابات املختلفــة‪.‬‬ ‫‪ o‬ال تقــم بإدخــال طريقــة للدفــع لصفحــة‬ ‫املؤسســة لخفــض خطــر الخســارة املاليــة يف‬ ‫حــال تــم رسقــة الحســاب‪.‬‬ ‫‪ o‬ال تنــر أي محتــوى يخالف رشوط االســتخدام‬ ‫التــي وضعتهــا الرشكــة كاملشــاهد القاســية‬ ‫والــكالم الــذي يحــرض عــى العنــف أو يــروج لــه‪.‬‬ ‫ثالثــا ‪ -‬قــم بــإدارة الصفحــة بعنايــة فائقــة‬ ‫لتعزيــز أمنــك (اإلعــدادات التاليــة موجــوده‬ ‫ضمــن "إعــدادات الصفحــة")‪:‬‬ ‫‪ .1‬توخــى الحــرص يف اختيــار وتعيــن مــدراء‬ ‫الصفحــة للتقليــل مــن عــدد األف ـراد الذيــن قــد‬ ‫تتعــرض حســاباتهم لالخــراق‪.‬‬ ‫‪ o‬ال تكــر مــن املــدراء يف الصفحــة لتجنــب خطــر‬ ‫االخــراق‪ ،‬وقــم بتعــن مديريــن بصالحيــات‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫كاملــة وهــذا يحمــي الصفحــة يف حــال اعتقــال‬ ‫أحــد املــدراء أو اخ ـراق حســابه‪.‬‬ ‫‪ o‬تجنــب إعطــاء صالحيــات غــر مطلوبــة‬ ‫للمــدراء‪ ،‬قــم بإعطائهــم صفــات مختلفــة‬ ‫كمنشــئ محتــوى مثــاً‪.‬‬ ‫‪ o‬قــم بتدقيــق كلــات الــر الخاصــة باملــدراء‬ ‫للتأكــد مــن امتثالهــا للمعايــر‪.‬‬ ‫‪ .2‬قــم بتقييــد صالحيــات التطبيقــات لحاميــة‬ ‫خصوصيتــك‬ ‫‪ o‬ضمــن تحريــر اإلعــدادات ‪ -‬التطبيقــات‬ ‫املضافــة ‪ -‬قــم باختيــار التطبيقــات التــي تــم‬ ‫تطوريهــا مــن قبــل فيســبوك فقــط‪ .‬التطبيقــات‬ ‫التــي يتــم تطويرهــا مــن قبــل الــركات األخــرى‬ ‫قــد تكــون مصــدر خطــر عــى خصوصيتــك‪.‬‬ ‫‪ .3‬تجنــب اإلضافــات التــي تحمــل مخاطــر‬ ‫لحاميــة حســابك‬ ‫‪ o‬يوفــر فيســبوك خدمــة عنــوان إأمييــل نقــال‬ ‫لتحميــل املحتــوى مبــارشة إىل صفحــة فيســبوك‪.‬‬ ‫ال تشــارك أو تســتخدم االمييــل املوجــود يف‬ ‫تحريــر اإلعــدادات ‪ -‬موبايــل ‪ -‬التحميــل مــن‬ ‫خــال اإلمييــل النقــال ‪ -‬للتقليــل مــن احتــاالت‬ ‫حصــول املخرتقــن عــى هــذا االمييــل‪.‬‬ ‫‪ .4‬تــرف برسعــة يف حــال تــم اخـراق حســابك‬ ‫الســتعادة الحســاب‬ ‫‪ o‬فــور مالحظتــك ألي أمــر يشــر إىل إمكانيــة‬ ‫اخــراق الحســاب‪ ,‬قــم بتعطيــل دوره يف‬ ‫الصفحــة‪ .‬املــؤرشات التــي توحــي باخــراق‬ ‫الحســاب تتضمــن محتــوى عــى الصفحــة مل‬ ‫يقــم أي مــن املــدراء بكتابتــه‪.‬‬ ‫‪ o‬قــم بإزالــة املــدراء الذيــن تــم اخــراق‬ ‫حســاباتهم فــورا ً‪.‬‬ ‫‪ o‬قــم بتعطيــل نــر الصفحــة للحــد مــن‬ ‫الــرر الــذي قــد يلحــق باملؤسســة مــن عمليــة‬ ‫اإلخــراق‪.‬‬ ‫‪ o‬يف حــال متــت رسقــة الصفحــة بشــكل كامل ومل‬ ‫تعــد تســتطيع التحكــم بهــا نهائيـاً قــم بالتواصــل‬ ‫معنــا فــورا ً يف مــروع ســامتك عــى صفحتنا‬ ‫‪fb.com/SalamaTech‬‬

‫‪10‬‬


‫سفَر بَْرلِك‬ ‫على خطى َ‬

‫رأي‬

‫أوكسجين | وائل علي‬

‫أعتقــد أن الكثرييــن ممــن عاشــوا زمــان‬ ‫ســفر برلــك قــد رحلــوا‪ .‬لكــن رواياتهــم‬ ‫عــن الجــوع والحصــار ومصــادرة الطحــن؛‬ ‫ال تــزال ماثلــة يف ذاكــرة الذيــن عاشــوها‬ ‫أو الذيــن اســتمعوا إليهــا مبــارشة مــن‬ ‫فــم رواتهــا‪ ،‬و رمبــا علمــوا بهــا قيــل عــن‬ ‫قــال كــا يحــدث أحيان ـاً بالنســبة للجيــل‬ ‫األحد ث عم ـرا ٌ‪ .‬عودتنــا إىل ســفر برلــك‬ ‫ليــس تذكــرا ً ملحنــة مضــت‪ ،‬وال إلثــارة‬ ‫الضغائــن يف الصــدور‪ ،‬وال إلذكاء نــار‬ ‫ول وانقــى‬ ‫األحقــاد والثــارات حــول زمــن ّ‬ ‫مــن عمــر بالدنــا‪ ،‬وطويــت صفحتــه يف‬ ‫كتــاب تاريــخ بــاد الشــام‪ .‬كان الطحــن‬ ‫والقمــح يُهــرب عــى الــدواب وينقــل مــن‬ ‫ســوريا إىل لبنــان وفلســطني عندمــا كانــت‬ ‫بــاد الشــام وحــدة واحــدة غــر مجــزأة‪.‬‬ ‫كان القمــح يُح ّمــل آنــذاك مــن بــاد الخــر‬ ‫الســوري عــر رجــال ســوريا األبطــال‪ ،‬يُنقــل‬ ‫عــر جبــال و وديــان الزبــداين إىل البقــاع‬ ‫اللبنــاين الــذي نعرفــه اليــوم‪ ،‬و يُــوزع عــى‬ ‫صليبــي‬ ‫النــاس التــي متــوت جوعــاً‪ .‬قمــح‬ ‫ٌّ‬ ‫مــن الرتبــة الســورية الكرميــة املعطــاءة‬ ‫إىل أفــواه الجيــاع أينــا كانــوا وحيثــا‬ ‫ســكنوا عــى هــذه األرض‪ .‬املهــم أن يصــل‬ ‫القمــح‪ ،‬وتبــدأ مــع ناقليــه رحلــة املعانــاة‬ ‫والحــذر والشــجاعة‪ ،‬وهــذا يذكرنــا اليــوم‬ ‫مبواقــف البعــض مــن اللبنانيــن مــن ثورتنــا‪،‬‬

‫وأســاليب معاملتهــم للســوريني الالجئــن يف‬ ‫لبنــان‪ ،‬حيــث يعتقــل حــزب اللــه الناشــطني‬ ‫ويعذّبهــم‪ ،‬وينــال مــن كل ســوري رشيــف‬ ‫ال يوافــق الطاغيــة يف إجرامــه وأفعالــه‬ ‫وقتلــه وتنكيلــه‪ .‬حواجــز حــزب اللــه تنتــر‬ ‫يف لبنــان وتقــوم مبنــع التجــ ّول‪ ،‬وتتعــاون‬ ‫مــع عصابــة األســد بأعــال االعتقــال‪ ،‬حيــث‬ ‫لديهــا أســاء الناشــطني ومــن معهــم الذيــن‬ ‫تقــوم بتصفيتهــم أو تســليمهم لطاغيــة‬ ‫الشــام‪ .‬أينــا ذهبــوا يطــاردون فقــط ألنهــم‬ ‫قالــوا كلمــة حــق عنــد ســلطان جائــر‪ .‬هــل‬ ‫يعــرف هــؤالء أصحــاب حــزب اللــه ومــن‬ ‫واالهــم مــن اإليرانيــن أن لبنــان املحــاط‬ ‫جغرافيــاً بســوريا مــن كافــة الجهــات‬ ‫األربــع؛ ال يتنفــس إالّ عــر الرئــة الســورية‪...‬‬ ‫أال يخطــر ببالهــم مــاذا ســيحدث لهــم‬ ‫لحظــة انتصــار الثــورة‪...‬؟‪ .‬لبنــان‬ ‫البلــد الصغــر الــذي ينــأى بنفســه‬ ‫كــا ي ّدعــي أصحــاب ساســته؛‬ ‫هــو أيضــاً محتــل مــن قبــل‬ ‫فئــة عميلــة وتابعــة إليــران يف‬ ‫منطقتنــا العربيــة‪ ،‬حيــث الوجــود‬ ‫الفــاريس ميــد أذرعــه يف املنطقــة‪.‬‬ ‫وبالعــودة إىل الطحــن املفقــود‬ ‫واملحتكــر مــن قبــل النظــام‬ ‫األســدي إلرضــاخ املناطــق الثائــرة‪،‬‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫وعــى خطــى ســفر برلــك ســينقل الطحــن‬ ‫مجــددا ً مــن قبــل اللبنانيــن الرشفــاء إىل‬ ‫ســوريا‪ ،‬وســيوزع عــى النــاس التــي تتلهــف‬ ‫للقمــة ُخبــز‪ .‬ســفر برلــك جديــد‪ ،‬لكــن‬ ‫مــن لبنــان إىل ســوريا‪ ،‬هــذا يعيدنــا إىل‬ ‫مــا يســمى (التاريــخ يعيــد نفســه)‪ .‬وجــود‬ ‫تجــارة الطحــن الحــر يف لبنــان يســاعد‬ ‫كث ـرا ً يف حـ ّـل هــذا الحصــار الخانــق الــذي‬ ‫يريــد بــه نظــام األســد تأديــب املنتفضــن‬ ‫عــى حكمــه الظــامل‪ .‬لكنهــم نســوا أن ذلــك‬ ‫الشــعب الذيــن ثــار عــى الظلــم و قــ ّدم‬ ‫دمــاء األطفــال يك تعيــش األجيــال القادمــة‬ ‫بكرامــة وحريــة‪ ،‬هــو شــعب عصامــي‬ ‫لــن يرتاجــع‪ ،‬يعيــش يومــه بعــرق جبينــه‪،‬‬ ‫إن اســتطاع العمــل أطعــم أرستــه وإن مل‬ ‫يســتطع لــن ميــ ّد يــده ألحــد‪ .‬فحــارصوا‬ ‫الطحــن‪ ،‬واقطعــوا الكهربــاء‪ ،‬واعتقلــوا‬ ‫األحـرار والرشفــاء‪ .‬آل األســد وزبانيتــه ومــن‬ ‫واالهــم مــن ضعــاف النفــوس‪ ...‬اقتلــوا‪،‬‬ ‫ه ّجــروا‪ ،‬ارسقــوا مــا شــاءت لكــم الرسقــة‪،‬‬ ‫وانهبــوا بيــوت النــاس‪ ،‬فأنتــم راحلــون‬ ‫وهاربــون حتـاً‪ ...‬ســتفتح أبــواب الزنازيــن‬ ‫ويخــرج املعتقلــون‪ ،‬ألننــا أردنــا الحيــاة‪،‬‬ ‫ومــن أرادهــا ســيحياها بــرف وكرامــة‪.‬‬ ‫ال بــد لليــل أن ينجــي‪ ،‬وال بــد للقيــد أن‬ ‫ينكــر‪ ،‬فــا نامــت أعــن الجبنــاء‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫زبدانيات‬

‫األمثال و تجارب الواقع‬

‫أوكسجين | عناة آرام‬ ‫مــا زلــت أتذكــر جيــدا ً ج ـ ّديت رحمهــا اللــه‪،‬‬ ‫عندمــا أَنَّبــت والــديت التــي غــادرت املنــزل‬ ‫غاضبــة إثــر حادثــة ســخيفة‪ ،‬ذهبــت عــى‬ ‫إثرهــا إىل منــزل أخيهــا آخــر الزقــاق يف الحــارة‬ ‫الغربيــة ومكثــت عنــده مــدة ال تتجــاوز ‪10‬‬ ‫أيــام‪ ،‬لكنهــا مــا لبثــت أن عــادت نادمــة‪،‬‬ ‫وبــدأت تــروي لنــا مــا حصــل معهــا يف رحلــة‬ ‫الغيــاب‪ ،‬وكيــف أنهــا تعرضــت للــذل والهــوان‬ ‫مــن خــال تأنيــب زوجــة أخيهــا وكلامتهــا‬ ‫التــي تشــبه وخــز اإلبــر الســامة يف الجســم‪.‬‬ ‫تــر ّد عليهــا الج ـ ّدة وتختــر كل الــكالم الــذي‬ ‫شــعبي‪ ،‬مــن حزمــة‬ ‫تريــد أن تقولــه مبثــل‬ ‫ّ‬ ‫أمثالنــا الشــعبيّة الجميلــة‪ ،‬والتــي هــي عبــارة‬ ‫عــن حكمــة املــايض وعصــارة األيــام‪ ،‬مــن وحي‬ ‫املحــاكاة الواقعيــة التــي تناســب بحيثياتهــا‬ ‫اليوميــة وقائــع املــايض والحــارض‪ ،‬إنهــا ظروفنــا‬ ‫التــي نحياهــا وحياتنــا التــي نعيشــها بفرحهــا‬ ‫وحزنهــا‪ ،‬تحــت ظــال املشــاكل التــي نتعــرض‬ ‫لهــا يف احتكاكنــا مــع الواقــع‪ .‬نعــود إىل املثــل‬ ‫الجميــل الــذي قالتــه الجـ ّدة باللهجــة العاميــة‬ ‫أي ‪-‬باللهجــة املحك ّيــة الزبدان َّيــة‪" ،-‬الــي‬ ‫بيطلــع مــن دارو بي ِقــل مقــدارو"‪ ،‬بكــت أمــي‬ ‫ـعبي‬ ‫بحرقــة عندمــا ســمعت كلــات املثــل الشـ ّ‬ ‫وتنهــدت‪" :‬إي واللــه صحيــح"‪ .‬أقــرب مــن أمي‬ ‫أواســيها وأحضنهــا وأُق ِّبــل وجنتيهــا املحم ّرتــن‬ ‫الجــوري البلــدي ذو الرائحــة‬ ‫كــورق الــورد‬ ‫ّ‬ ‫الزك ّيــة الف ّواحــة‪ .‬أمــا املثــل ومعنــاه فأعتقــد‬ ‫أنــه واضــح جــي‪ ،‬فالــذي يغــادر منزلــه يتعرض‬ ‫للمذلــة‪ ،‬هــذا مــا قالــه األقدمــون الذيــن أدركوا‬ ‫متام ـاً أن الغربــة مــن أصعــب األشــياء‪ ،‬خاصــة‬

‫عندمــا يكــون اإلنســان مكرهـاً عليهــا‪ ،‬فيفــارق‬ ‫وطنــه ومســكنه وأهلــه وجريانــه ومــن يحــب‪،‬‬ ‫أولئــك الذيــن يســتمد منهــم قوتــه ويســتأنس‬ ‫بوجودهــم وأصواتهــم‪.‬‬ ‫كــم ينطبــق علينــا هــذا املثــل اليــوم نحــن‬ ‫الســوريون عندمــا ننــزح ونه َّجــر مــن وطننــا‬ ‫الــذي عشــنا فيــه وكربنــا وحلمنــا لنلجــأ إىل‬ ‫أماكــن أخــرى ودول بعيــدة أو قريبــة‪ ،‬مل نكــن‬ ‫نتخ َّيــل أن نقطنهــا يف فــرة مــن مراحــل حياتنــا‬ ‫التعيســة هــذه؛ رحلــة النــزوح واللجــوء تطــال‬ ‫أغلبنــا يف معظــم البقــاع و األرايض الســورية‪.‬‬ ‫كان درس ـاً قاســياً تعلمنــا منــه معــزة الوطــن‪،‬‬ ‫يف بلداتنــا وحاراتنــا كانــت مشــاكل كثــرة‬ ‫وصعوبــات‪ ،‬ولكنهــا تبقــى أهــون بكثــر مــن‬ ‫النــزوح واالغـراب ومــن الــذل والهــوان‪ .‬معاناة‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫ليســت قبلهــا أو بعدهــا معانــاة‪ ،‬فاإلنســان‬ ‫الســوري يتمتــع بالكرامــة وال ُعنفــوان واألنفــة‬ ‫وعــزة النفــس‪ .‬إنــه الســيد الــذي ال يحكمــه‬ ‫أحــد‪ ،‬ســادة ك ـرام عــى م ـ ّر العصــور‪ ،‬أبنــاء‪...‬‬ ‫نجبــاء‪ ...‬أحفــاد األُمويــن الذيــن حكمــوا األرض‬ ‫مــن مرشقهــا إىل مغربهــا؛ يفرتشــون األرض‬ ‫وســادة والســاء غطــاء!‪ .‬هــؤالء من لجــؤوا إىل‬ ‫الــدول املجــاورة يقفــون عــى أبــواب منظــات‬ ‫األمــم املتحــدة‪ ،‬يطلبــون املســاعدة والعــون‬ ‫وامللبــس واملــأكل والعــاج بعــد أن مــرض‬ ‫األطفــال وخــارت قــوى العجائــز واملســنني‬ ‫ومــن قبلهــم الفتيــات والفتيــان‪ ،‬ولســان‬ ‫حالهــم يقــول‪ :‬إىل أيــن الرحيــل وإىل أيــن املفــر‬ ‫مــن هــذا األتــون املشــتعل‪ .‬البعــض منــا اختــار‬ ‫البقــاء يف الداخــل‪ ،‬يعــاين مــا يعانيــه مــن ظلــم‬ ‫وقســوة وتنكيــل واعتقــال وتعذيــب ومــوت‬ ‫ينــال مــن كل يشء وال يســتثني الجــاد‪" .‬الـ ّـي‬ ‫بيطْلَـ ْع ِمـ ْن دارو بي ِقـ ْـل ِم ْقــدارو"‪ ...‬مــا أروعــك‬ ‫مــن مثــل مطابــق للواقــع يف كل املناســبات‬ ‫وبش ـتّى الظــروف‪ ،‬ألن املنــزل والبيــت والــدار‬ ‫كالوطــن الــذي يعيــش تحــت ظاللــه أبنــاؤه‪...‬‬ ‫رشفــاء‪ ...‬وأحــرار‪ ...‬متســاويني يف الحقــوق‬ ‫والواجبــات‪ ،‬حيــث الكبــر يخــدم الصغــر‬ ‫ـوري‬ ‫والغنــي يعطــف عــى الفقــر‪ .‬مجتمــع سـ ّ‬ ‫متكامــل يعيــش بتآلــف وتســامح بــن جميــع‬ ‫األديــان والطبقــات‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬


‫نقطة ثائرة‬

‫مدينة الباب‪ ...‬من الثورة إلى النصر‬

‫أوكسجين | بتول الزبداني‬ ‫مدينــة يف الشــال الســوري وتحديــدا ً مــن‬ ‫الريــف الحلبــي تبعــد عــن مدينــة حلــب ‪38‬‬ ‫كيلوم ـرا ً نحــو الشــال الرشقــي‪ .‬تقــع أســفل‬ ‫الســفح الرشقــي لتــل يدعــى جبــل الشــيخ‬ ‫عقيــل‪ ،‬متتــد يف شــالها ورشقها وجنوبهــا أراض‬ ‫ســهلية متموجــة متيــل نحــو الجنــوب‪ ،‬وضمنها‬ ‫وادي نهــر الذهــب يف الــرق الــذي يتجــه مــن‬ ‫الشــال إىل الجنــوب نحــو مملحــة الجبــول‪.‬‬ ‫تتبعهــا ‪ 157‬قريــة و‪ 52‬مزرعــة و‪ 3‬نواحــي‬ ‫هــي‪" :‬تــادف‪ ،‬وديــر حافــر‪ ،‬والراعــي"‪ .‬تعتــر‬ ‫مدينــة البــاب مــن املــدن القدميــة يف التاريــخ‪،‬‬ ‫ير ّجــح أنهــا تعــود إىل العهــد الرومــاين‪ .‬تضــم‬ ‫‪ 56‬قريــة و ‪ 49‬مزرعــة ‪،‬تحدهــا مــن الشــال‬ ‫ناحيــة الراعــي‪ ،‬ومــن الــرق منطقــة منبــج‪،‬‬ ‫ومــن الجنــوب ناحيــة تــادف‪ ،‬ويحدهــا غرب ـاً‬ ‫منطقتــا إعـزاز وجبــل ســمعان‪ .‬كانــت املدينــة‬ ‫تســمى أيضــاً تيــاء‪ .‬تنتــر الزراعــة بشــكل‬ ‫كبــر يف ســهل مدينــة البــاب‪ ،‬حيــث تقــوم‬ ‫حــول املدينــة الزراعــات البعليــة مبســاحة‬ ‫‪ 4517‬هـــكتار‪ .‬مــن أهــم محاصيلهــا القمــح‬ ‫والشــعري والبقــول‪ ،‬بينــا تقــوم الزراعــة املروية‬ ‫مبســاحة ‪ 473‬هـــكتار وتقــوم بإنتــاج الرمــان‬

‫والفســتق والزيتــون مــع بعــض الخضــار‪ .‬فقــرر شــبابها الثائــر وبعــض املنشــقني حمــل‬ ‫تشــتهر كذلــك مبنتجــات األجبــان واأللبــان‪ ،‬الســاح ومواجهــة الحمــات واملداهــات‪.‬‬ ‫إضافــة لعــدد مــن الصناعــات األخــرى‪ .‬تغــذي‬ ‫املدينــة شــبكة ميــاه تســتمد مياههــا مــن نهــر تحريــر البــاب بــدأت معركــة التحريــر بعــد‬ ‫الفــرات‪ ،‬ومــن خــزان مــايئ غــريب املدينــة‪ .‬يــوم مــن مقتــل خليــة األزمــة يف العاصمــة‬ ‫يبلــغ عــدد ســكانها حــوايل ‪130‬ألــف نســمة دمشــق‪ ،‬إذ حدثــت انشــقاقات كثــرة يف‬ ‫ودب الرعــب‬ ‫معظمهــم مــن العــرب املســلمني الســنة‪ ،‬وفيهــا صفــوف عســاكر األســد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بعــض األقليــات األخــرى‪ .‬يعمــل غالبيتهــم والخــوف يف قلــوب الجنــود‪ ،‬مــا سـ ّهل عمليــة‬ ‫بالزراعــة وتربيــة املــوايش التــي تشــكل مصــادر التحريــر التــي شــاركت فيهــا معظــم كتائــب‬ ‫الدخــل األساســية للســكان‪ ،‬باإلضافــة إىل بعــض الريــف‪ .‬ســقط الكثــر مــن الشــهداء خــال‬ ‫األعــال الحــرة والوظائــف العامــة الحكوميــة‪ .‬معركــة تحريــر املدينــة التــي اســتمرت لعــرة‬ ‫أيــام‪ ،‬وانتهــت بالتحريــر الكامــل يــوم ‪/ 29‬‬ ‫الثورة في مدينة الباب‬ ‫‪ .2012 / 7‬كــا أفــاد مركــز حلــب اإلعالمــي‬ ‫تعتــر مدينــة البــاب أول مدينــة يف حلــب‬ ‫أن املدينــة وقراهــا تعرضــت لقصــف عنيــف‬ ‫بــدأت فيهــا الثــورة ضــد نظــام بشــار األســد‪،‬‬ ‫بالطــران مــن مطــار كويريــس العســكري‬ ‫حيــث انطلقــت املظاهــرة األوىل فيهــا بتاريــخ‬ ‫فســقط أكــر مــن ‪ 345‬شــهيدا ً‪ ،‬عــدد كبــر‬ ‫‪ .2011 / 4 / 18‬وأخــذت وتــرة االحتجاجــات‬ ‫منهــم مســجل تحــت اســم مجهــول الهويــة‬ ‫تــزداد لتضــم معظــم قــرى التابعــة لناحيــة‬ ‫البــاب ‪،‬فقامــت قــوى األمــن باعتقــال العرشات وهــم مــن العســاكر املنشــقني ‪.‬تنعــم اليــوم‬ ‫وإطــاق الرصــاص عــى املتظاهريــن‪ ،‬فنفــذ املدينــة بالتحريــر ‪،‬لكــن القصــف الــذي‬ ‫الشــباب الثائــر اعتصام ـاً أمــام مبنــى الرسايــا تتعــرض لــه أفقدهــا نشــوة االنتصــار ‪ ،‬لكــن‬ ‫لعــدة ســاعات دون االســتجابة ملطالبهــم‪ .‬ورغــم ذلــك مل تثبــط عزميــة شــبابها بحراكهــم‬ ‫قامــت بعدهــا قــوى األمــن باعتقــال النشــطاء الســلمي ونشــاطاتهم‪ ،‬فشــكلوا املجلــس‬ ‫الذيــن نظمــوا االعتصــام‪ ،‬مــا ع ّمــق الروابــط العســكري لتنظيــم عمــل الكتائــب واملجلــس‬ ‫بــن الناشــطني الذيــن عملــوا عــى تأســيس املــدين ليؤمــن الخدمــات للمواطنــن‪ .‬يصــدر‬ ‫تنســيقية مدينــة البــاب التــي مــا تـزال تعمــل اليــوم عــن مدينــة البــاب مجلــة ثوريــة اســمها‬ ‫حتــى اآلن بعــد أكــر مــن ســنة كاملــة عــى "املدينــة" تناقــش يف صفحاتهــا الواقــع الســوري‬ ‫التحريــر‪ .‬تالحقــت بعــد ذلــك فصــول حكايــة ومــا تتعــرض لــه املــدن الســورية‪ ،‬وآراء‬ ‫الثــورة فيهــا وتغــرت معطياتهــا شــهرا ً وراء للسياســيني وتنقــل أخبــار مدينتهــم وغريهــا‬ ‫شــهر‪ ،‬حتــى زاد ضغــط النظــام عــى املدينــة مــن الصفحــات املنوعــة ‪.‬‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫‪13‬‬


‫أدب‬

‫خلف القضبان إنها الغوطة‬

‫مغرتبة‬ ‫هل تسمعون أنّايت‪ ...‬تتخطى جدار املعتقل؟‬ ‫سوياً مع ُمعانايت‬ ‫هل تلمحو َن وجهي املد َّمى يف الظالم؟‬ ‫هل تعلمو َن مبأسايت؟‬ ‫التي تفوق حد الكالم‪!...‬‬ ‫وحيدا ً أنا يف هذي الزنزانة‬ ‫وحيدا ً مع جراحي‪ ...‬وآهايت‬ ‫أنا هنا‪ ...‬يا سادة العامل!‬ ‫أنا هنا تحت العذاب‪...‬‬ ‫ليس لها باب‪...‬‬ ‫يف زنزان ٍة َ‬ ‫أنا حيثُ ال أح ٌد يعرف‬ ‫يف ال مكان‪ ...‬وال زمان‬ ‫أنا هنا مع اآلالم‪...‬‬ ‫وأنتم تلعبو َن بالرضبة العسكرية‪...‬‬ ‫وته ّددون‪ ...‬وتنددون‪...‬‬ ‫السجون‪...‬‬ ‫وترتكون شعباً معذباً يف ّ‬ ‫ال تأبهو َن لرصخايت‬ ‫أنا هنا‪ ...‬فهل ترو َن عذابايت‬ ‫كل الناس ينتظرون‪...‬؟!‬ ‫لربا ُّ‬ ‫ّ‬ ‫فجرا ً موعو ْد‬ ‫لربا يأملون‪...‬؟!‬ ‫ّ‬ ‫أ ّما أنا‪ ...‬يف هذا املكان املجهولْ‬ ‫العذاب‬ ‫فام من أمل بعد‪ ...‬ويلفّني‬ ‫ْ‬ ‫كام تلفّني القيو ْد‬ ‫أمل وال أح ٌد يشع ُر بأحزاين‬ ‫في َم ٌ‬ ‫ولقد أنهكني‪ ...‬الصمود‬ ‫نهكت بلدي‬ ‫كام أُ ْ‬ ‫خلف الوعود‬ ‫َ‬ ‫أنا إنسا ٌن أيتها اإلنسانية‬ ‫معذ ٌّب‪ ...‬فرفقاً يب‬ ‫قوي‪ ...‬أنا باقٍ‬ ‫أنا صام ٌد‪...‬أنا ٌّ‬ ‫ألنّني‪...‬‬ ‫سوري الهوية‪...‬‬ ‫ُّ‬

‫عبد اإلله الحاصود‬

‫الحي امله ّدم بعد الغروب‪...‬‬ ‫يف ذلك ّ‬ ‫رتبت لصغريها الوسادة‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وجامل وجه ِه‪...‬‬ ‫تتأمل لو َن عيني ِه‬ ‫اتّكأت ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بلطف‪...‬‬ ‫تداعب‬ ‫ُ‬ ‫انسياب الشع ِر ب َني األصابع‪...‬‬ ‫َ‬ ‫كتاب الحكايا‪...‬‬ ‫أحرضتْ‬ ‫َ‬ ‫القصص التي اعتاد‪...‬‬ ‫لرتوي ل ُه‬ ‫َ‬ ‫قبل امليض لحلمٍ جميل‪...‬‬ ‫َ‬ ‫كقص ِة (األرنب الذيك)‪...‬‬ ‫أو قصة (القط الكسول)‪...‬‬ ‫غريب يف أرجاء الرسير‪...‬‬ ‫نعاس‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بدأ ينترش‪...‬‬ ‫حني تركت (القط) و (األرنب)‪...‬‬ ‫حركت ذنب (الظربان) ‪..‬‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فتك بهام ما ظ ّنو ُه نعاساً‪...‬‬ ‫مل يكن مبقدورها املسكينة‪...‬‬ ‫تغي َري القصة‪...‬‬ ‫لقد شع َر الظربا ُن بالخطر‪...‬‬ ‫و انتهى األمر‪...‬‬ ‫الرائحة انترشت‪...‬‬ ‫نتنة‪...‬‬ ‫كريهة‪!! ...‬‬

‫عما قليل‪..‬‬

‫شهد‪..‬‬

‫عام قليل‪..‬‬ ‫حيث البياض يعلن لونه األبدي عىل أرواحنا وأكفّنا‬ ‫سأجلس هناك‬ ‫هناك عىل الدرج املمتد بني الحارة والعارة‬ ‫حيث للجروح ‪..‬ذاكرة وأغنيات‪..‬‬ ‫أحدق بوجوه املارة ‪..‬وأحفظهم‬ ‫تعباً ‪ ..‬تعباً‬ ‫أمالً ‪..‬أمالً‬ ‫وبوجه من م ّروا تاركني بضع أوجاع للمرايا‪..‬‬ ‫أتفقدهم بكل أنوارهم األبدية ‪..‬‬ ‫طويالً‪..‬‬ ‫وأجلس طويالً ‪..‬‬ ‫ال أعي الفارق اللوين بني عتمة املايض وياسمني الحارض ‪..‬‬ ‫ونعلن أن األرض حرة ‪..‬حرة ‪..‬حرة‬ ‫وليشهد كل تفاح هذه األرض‬ ‫هناك عىل الدرج العتيق ‪..‬‬ ‫سأجلس طويالً‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫‪14‬‬


‫الوقاية من الغازات السامة ( ‪) 5‬‬ ‫إجــراءات وقائيــة فــي حــال قطعــة قــاش مبللــة مبحلــول الخــل واملــاء‬ ‫توضــع عــى الفــم واألنــف ويتنفــس مــن‬ ‫وجــود الغــاز الســام‪:‬‬ ‫‪ -)1‬إذا كنــت يف الســيارة‪ :‬تغطيــة الــرأس خاللهــا‪.‬‬ ‫بــأي يشء يف متنــاول اليــد (مثــل الجريــدة‬ ‫أو الســرة)‪ ،‬وضــع األيــدي يف الجيــوب‪ ،‬إجراءات إسعافية أولية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ارتــد القفــازات الواقيــة والكاممــة‬ ‫التوجــه إىل أقــرب مــكان آمــن ومغلــق‪• .‬‬ ‫‪ -)2‬إذا كنــت داخــل املنــزل‪ :‬ينصــح لتغطيــة األنــف والفــم‪.‬‬ ‫بتخصيــص غرفــة يف املنــزل للحاميــة مــن • ق ْم بإبعاد املصاب عن مكان الغاز‪.‬‬ ‫أخطــار غــازات الحــرب الكيامويــة عــى أن • اخلع مالبس املصاب امللوثة بالغاز‪.‬‬ ‫تكــون هــذه الغرفــة قليلــة نوافــذ و فتحات • ميكــن يف بعــض أنــواع الغــازات اســتخدام‬ ‫غــر مطلــة عــى الشــوارع مــع رضورة مــادة الكــوال أو البيبــي الحتوائهــا عــى‬ ‫تجهيزهــا كملجــأ ألفــراد العائلــة‪ ،‬وذلــك الصــودا‪ ،‬وذلــك بغســل جســم املصــاب‬ ‫بإحــكام إغــاق منافــذ الهــواء فيها بواســطة فيخفــف مــن أثــر الســيارين‪.‬‬ ‫األرشطــة الالصقــة وتوفــر مســتلزمات‬ ‫• ميكــن اســتخدام املــاء أيض ـاً مذوب ـاً فيــه‬ ‫الحيــاة الرضوريــة (مــاء محكــم اإلغــاق‪،‬‬ ‫بيكربونــات الصوديــوم‪ ،‬ألنــه يبطــل مفعول‬ ‫أطعمــة معلبــة‪ ،‬راديــو‪ ،‬تلفــاز‪ ،‬كشــاف‪،‬‬ ‫غــاز الســيارين‪ .‬أو اســتعامل املــاء لوحــده‬ ‫شــنطة إســعافات أوليــة‪.‬‬ ‫ليخفــف مــن أثــر الغــاز عــى الجســد‪.‬‬ ‫يف حــال وجــود الغــاز يجــب إغــاق‬ ‫كافــة األبــواب والنوافــذ وفتحــات التهويــة • انقــل املصــاب بــأرسع وقــت للمشــفى‬ ‫ومــراوح الشــفط والتهويــة‪ ،‬مــع توجــه إلعطائــه املضــادات واألوكســجني النقــي‪.‬‬ ‫كافــة أفــراد العائلــة غــى داخــل الغرفــة‬ ‫املحميــة أو غرفــة أخــرى يف املنــزل فيهــا‬ ‫أقــل عــدد مــن النوافــذ والفتحــات‪،‬‬ ‫وإغالقهــا بإحــكام باســتخدام الالصــق أو‬ ‫قطــع قــاش مبلولــة باملــاء‪.‬‬ ‫يف حــال تــرب يشء مــن الغــاز إىل مــكان‬ ‫وجــود أفـراد يجــب إحــكام إغــاق املنافــذ‬ ‫وصنــع كاممــات‪ ،‬مــن املمكــن أن تكــون‬

‫مالحظة‪:‬‬ ‫تســتخدم الغــازات الســامة يف الحــروب‬ ‫لقتــل أكــر عــدد ممكــن مــن الطــرف اآلخر‬ ‫حيــث يصعــب انقاذهــم وهــي رسيعــة‬ ‫التأثــر يبقــى مفعولهــا لعــدة ســاعات مــن‬ ‫(‪15‬دقيقــة ‪ 3-‬ســاعات) ثــم تتبــدد وينتهــي‬ ‫تأثريهــا‪.‬‬

‫العدد (‪ )76‬السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪2013\09\20‬‬

‫أوكسجينيات‬

‫فواصل‬

‫أبراج‬

‫برج أوباما‪:‬‬ ‫بعــد مــا رجعــت لســرة الحــل الســيايس شــكلك‬ ‫مــارح تــرب ال كــروز وال باكيــت‪ ...‬لــك اللــه يسـ ّود‬ ‫و ّجــك أكــر مانــو أســود‪!!...‬‬ ‫برج الحكومة السورية‪:‬‬ ‫فيكــم تخربونــا شــو هــو تعريــف "الســيادة‬ ‫الوطنيــة" بعــد مــا ســلّمتوا الكيــاوي بــس ألنــو‬ ‫روســيا بدهــا هيــك‪ !!...‬شــكلنا كنــا مــن جمهوريــات‬ ‫االتحــاد الســوفيتي الســابق‪!!...‬‬ ‫برج المعارضة الخارجية‪:‬‬ ‫حــاج تعذبــوا حالكــم وتعملــوا انتخابــات كل‬ ‫يــوم‪ ...‬يــي بيمثلنــا هنــي ثــوار الخنــادق مــو أنتــو‬ ‫يــي بفنــادق الـــ ‪ 7‬نجــوم‪ ...‬افهمــوا بقــاااااااا‪!!...‬‬ ‫برج بشار‪:‬‬ ‫بدنــا نجبلــك كــريس متــل كــريس هيتــو ألنــو طلــع‬ ‫تيفــال نخــب أول ومــا بيلــزق متــل املغــ ّرا يــي‬ ‫عنــدك‪): ...‬‬ ‫برج السوري‪:‬‬ ‫ثورتــك رح تدخــل موســوعة غينيــس بتغيريهــا‬ ‫لرؤوســاء االئتــاف وباملؤمتــرات والتنديــدات‪...‬‬ ‫وأنــت تصــ ّدرت تاريــخ الــرف والكرامــة‪...‬‬ ‫برج الحكام العرب‪:‬‬ ‫إميــت رح تبطلــوا تتفرعنــوا و أنتــو عــم تقولــوا‪:‬‬ ‫"أنــا ربكــم األعــى فاعبــدون"‪ !!...‬الشــعب صــار‬ ‫حــ ّر وماضــل فراعنــة‪!!...‬‬

‫‪15‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.