Vacations & Travel عدد #4 -العربية

Page 1

‫‪Vacations‬‬ ‫العربية‬ ‫‪& travel‬‬

‫كهوف اململكة‬ ‫مغامرة تسرب أغوار‬ ‫الصحراء والتاريخ‬

‫الصني‬

‫أضواء ونكهات‬ ‫يف مدنها القدمية‬ ‫املتجددة‬

‫تايلند‬ ‫إقامة ملكية‬ ‫واحتفاالت على‬ ‫ضوء قمرها‬

‫س ّيارات رباعية الدفع‬ ‫تتحدى فوهة بركان‬ ‫ّ‬ ‫يف الفيليبني‬

‫رحلة بحرية‬ ‫إىل ُ‬ ‫اجلزر الكرواتية‬ ‫بني لشبونة وبوينس آيرس‬ ‫وحب احلياة‬ ‫عدة عنوانها األلوان‬ ‫ّ‬ ‫نقاط شبه ّ‬ ‫الهند‪ ،‬فيتنام‪ ،‬بوتسوانا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬كندا‪ ،‬بابوا غينيا اجلديدة‪ ،‬بتاغونيا‪ ،‬باالو‬


‫ل�شبونة املت�أ ّلقة‬ ‫ها هي عا�صمة الربتغال تنف�ض عنها �سبات املا�ضي لتحت�ضن يف ربوعها‬ ‫مزيجا من �سحر العامل القدمي وحيوية احلا�رض الع�رصي‪ ،‬ففي �شوارعها تتناف�س‬ ‫ً‬ ‫املطاعم والفنادق كما املتاجر واملرافق الرتفيهية على خطف الأنظار‪..‬‬ ‫�صحيح � ّأن مو�سيقى ل�شبونة الوطنية حزينة‬ ‫النغمات‪ � ،‬اّإل � ّأن �إيقاعها مفعم باحلياة‪ ،‬فال ُتفاج�أوا‬ ‫�إن بلغت م�سامعكم �أحلان الفادو الكئيبة ممزوجة‬ ‫بنغمات اجلاز �أو ح ّتى البوب‪� ،‬إذ اعتادت ل�شبونة‬ ‫منذ فجر التاريخ �أن تخلط بني الأمور ومتزجها‪،‬‬ ‫فهي التي جتمع على تاريخها بني ال�صليبيني‬ ‫واملورو�س ونابليون بونابارت‪.‬‬ ‫بهويتها‬ ‫املدينة‬ ‫�ضواحي‬ ‫ت ّت�سم ك ّل �ضاحية من‬ ‫ّ‬ ‫م�شوقة �إىل‬ ‫اخلا�صة‪� ،‬إذ ت�صحبكم «بيليم» يف رحلة ّ‬ ‫حقبات تاريخية غابرة‪ ،‬يف حني ت�ست�ضيفكم «باريو‬ ‫مميزة تزداد جما ًال عند الغروب‪.‬‬ ‫�ألتو» يف جل�سة ّ‬ ‫ت�سوق ممتعة بني‬ ‫بجولة‬ ‫فتعدكم‬ ‫� ّأما «�شيادو»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�أ�شهر املتاجر العاملية �ش�أن ‪ Hermès‬و‪.Cartier‬‬

‫باقة من �أف�ضل املطاعم‬

‫يف العام ‪� 1755‬رضب هذه املدينة زلزال عنيف‪،‬‬ ‫�سويت على �أثره املنطقة بالأر�ض يف غالبيتها‬ ‫ّ‬ ‫فيما و�صلت االهتزازات واالرتدادات ح ّتى مقاطعة‬ ‫«كورنوال» الإنكليزية‪ .‬ومنذ ذلك احلني‪ ،‬يتوافد‬ ‫ال�سياح الإنكليز �إىل هذه البقعة من �أوروبا للتم ّتع‬ ‫ّ‬ ‫أ�شعة ال�شم�س امل�رشقة والثقافة الربتغالية‪.‬‬ ‫ب� ّ‬ ‫وحل�سن احلظ‪ ،‬ف� ّإن ال ّأيام التي �شاع فيها تقدمي‬ ‫البي�ض والرقاقات يف ك ّل مطاعم ل�شبونة قد و ّلت‪،‬‬ ‫�إذ بات الربتغاليون اليوم يعيدون �إحياء النكهات‬ ‫الإقليمية يف مطابخهم املنت�رشة يف كافة �أرجاء‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫يقع مطعم ‪ Restaurante Eleven‬يف �أعلى نقطة‬ ‫من �شارع «روا ماركيز دي فرونتيريا»‪ ،‬وفيه‬ ‫مهمة‬ ‫يتولىّ الطاهي املخ�رضم يواكيم كوربر‬ ‫ّ‬ ‫الطهو منذ عقد من الزمن تقريب ًا‪ ،‬علم ًا ب�أ ّنه قد‬ ‫حاز م� ّؤخراً على جنمة «مي�شالن» �أخرى �أ�ضافها‬ ‫�إىل مئزره‪ .‬ويرتفع هذا املطعم بني حدائق «�أماليا‬ ‫رودريغز» ‪ Amalia Rodrigues‬املهيبة‪ ،‬مطلاّ ً‬

‫على منتزه «�إدواردو ال�سابع»‬ ‫زواره �إطاللة �آ�رسة على املدينة‬ ‫‪ ،VII‬ومانح ًا ّ‬ ‫مميزة من الأطباق الرائعة‪ .‬لذا‪ ،‬نن�صحكم‬ ‫وباقة ّ‬ ‫بتذوق طبق الري�سوتو بثمار الأ�سقلوب البحرية‬ ‫ّ‬ ‫واحلام�ض‪ ،‬على �أن ترتكوا جما ًال للتحلية والتل ّذذ‬ ‫بطبق الك�ستارد املح ّلى بالكراميل بنكهة اليو�سفي‪.‬‬ ‫كما ميكنكم زيارة مطعم ‪ ،Largo‬وهو مطعم بارز‬ ‫�آخر يتيح لكم فر�صة تناول الطعام �إىل جانب‬ ‫امل�شعة‬ ‫�أحوا�ض �ضخمة جتوبها قناديل البحر‬ ‫ّ‬ ‫حتت الأقوا�س املقببة يف هذا املكان القدمي‪.‬‬ ‫يبث روح ًا‬ ‫ويتميز هذا املطعم مبطبخه الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيقدم‬ ‫التقليدية‪،‬‬ ‫الربتغالية‬ ‫أطباق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫جديدة‬ ‫ّ‬ ‫القد‬ ‫طبق «باكاالو»‪ ،‬وهو طبق �إقليمي من �سمك ّ‬ ‫الربي‪.‬‬ ‫املجفف واملم ّلح‪ ،‬مع فطائر اخلبز بالنعناع ّ‬ ‫ترتددوا �أي�ض ًا يف جتربة مطعم ‪Bica Do‬‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫‪ Sapato‬الراقي‪ ،‬والذي كان يف ما م�ضى م�ستودع ًا‬ ‫قدمي ًا يجاور �ضفة النهر يف «�سانتا �أبولونيا»‪،‬‬ ‫تت�ضمن‬ ‫يتحول �إىل �صالة طعام فخمة‬ ‫قبل �أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كافيرتيا ومن�ضدة لل�سو�شي‪ .‬ومبا � ّأن املم ّثل‬ ‫جون مالكوفيت�ش هو �أحد مالكي هذا املكان‪،‬‬ ‫فال تعجبوا �إن �صادفتم بع�ض امل�شاهري هنا‪.‬‬ ‫تف�ضلون االختالط ب�أبناء ل�شبونة‪،‬‬ ‫� ّأما �إن كنتم ّ‬ ‫التجول بني ال�شوارع املر�صوفة و�صو ًال‬ ‫فيمكنكم‬ ‫ّ‬ ‫�إىل «�ألفاما»‪� ،‬أقدم مقاطعات املدينة‪ ،‬والتي‬ ‫�ستقودكم �إىل ق�رص «�ساو خورخي» ‪Castelo‬‬ ‫‪ .de Sao Jorge‬وهناك �ستقعون على مقهى‬ ‫يقدم �أطباق ًا �ساخنة بالإ�ضافة �إىل‬ ‫�صغري‬ ‫ّ‬ ‫اللحم امل�شوي‪ ،‬كما ميكنكم �أن تطلبوا ال�رسدين‬ ‫امل�شوي خالل مروركم باملكان �أو اجللو�س �إىل‬ ‫معدة من �صيد النهار‪.‬‬ ‫�أحد املقاعد وطلب وجبة ّ‬ ‫مر التاريخ بتح�ضري‬ ‫لطاملا ا�شتهرت ل�شبونة على ّ‬ ‫�أ�شهى املعجنات اللذيذة‪ ،‬و�أ�شهرها فطرية الك�ستارد‬ ‫بالبي�ض املعروفة با�سم التورتة الربتغالية التي‬ ‫‪Parque Eduardo‬‬

‫–‪–49‬‬


‫–‪–48‬‬

‫الن�ص‪ :‬ليزا بريكوفيك‬

‫معامل تاريخية‬ ‫الن�صب التذكاري للم�ستك�شفني يف ل�شبونة‪.‬‬


‫ويف برج «بيليم»‪ ،‬ذلك احل�صن املهيب الذي‬ ‫يعود �إىل القرن ال�ساد�س ع�رش‪ ،‬تنعك�س �أ�شعة‬ ‫املتوهجة على الأحجار الكل�سية‪،‬‬ ‫ال�شم�س‬ ‫ّ‬ ‫ح ّتى تكاد تخطف بنورها الأب�صار‪.‬‬ ‫التي توجز تاريخ املدينة واحلروب التي ربحتها ب�رضاوة‪ ،‬ك ّلها‬ ‫مدونة للتاريخ يف بالط ال�سرياميك الأبي�ض والأزرق‪ .‬وال تن�سوا‬ ‫ّ‬ ‫كذلك �أن تنزلوا �إىل حمطات قطار الأنفاق حيث �ستجدون الفنانني‬ ‫ال�سيئة‪.‬‬ ‫مميزة �ستطيح ب�سمعة الغرافيتي ّ‬ ‫ينف ّذون ر�سومات ع�رصية ّ‬

‫الت�سوق‬ ‫عناوين‬ ‫ّ‬

‫الت�سوق يف ل�شبونة بقدر انت�شارها يف غريها من‬ ‫ال تنت�رش ثقافة‬ ‫ّ‬ ‫املدن الأوروبية الكربى‪ � ،‬اّإل � ّأن هذه املدينة الربتغالية حتفل بالكثري‬ ‫من املاركات ال�شهرية ومتاجر الأزياء و�أ�سماء امل�صممني ال�صاعدين‪.‬‬ ‫الت�سوق‪ ،‬ا�سته ّلوا نهاركم بنزهة على طول‬ ‫حمبي‬ ‫ف�إن كنتم من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جادة احلرية «�آفينيداد دي ليربدادي» التي حتت�ضن جمموعة من‬ ‫�أفخم املاركات العاملية �ش�أن ‪ Chanel‬و‪ Gucci‬و‪ Prada‬و‪Louis‬‬ ‫‪ ،Vuitton‬بالإ�ضافة �إىل حدائق و�أبنية فخمة من القرن التا�سع‬ ‫ع�رش‪ .‬وي�ش ّكل هذا ال�شارع �صلة و�صل بني �ساحة «ر�ستورادور�س»‬ ‫بحد ذاته �إذ تتخ ّلل‬ ‫عد عم ًال فني ًا ّ‬ ‫و�ساحة «ماركيز دي بومبال»‪ ،‬كما ُي ّ‬ ‫أهم ال�شخ�صيات الربتغالية‪.‬‬ ‫كل ب�ضعة �أمتار منه‬ ‫ن�صب تذكارية ل ّ‬ ‫ٌ‬ ‫–‪–51‬‬


‫�ألوان ل�شبونة‪:‬‬ ‫هذه ال�صفحة‪ :‬ق�رص ‪ Belemsky‬يحيط به النهر و�أ�شجار النخيل؛ �رشفة‬ ‫حي من �أحياء ل�شبونة القدمية‪.‬‬ ‫ازدانت بالأزهار يف ّ‬ ‫ال�صفحة املقابلة‪:‬‬ ‫تتلون مباين‬ ‫خورخي»؛‬ ‫«�ساو‬ ‫ق�رص‬ ‫أعلى‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫ل�شبونة‬ ‫منظر مط ّل على‬ ‫ّ‬ ‫بتموجات ناب�ضة باحلياة‪.‬‬ ‫ل�شبونة ّ‬

‫راجت يف بدايات القرن الثامن ع�رش‪ .‬واليوم بعد مرور �أكرث من مئة‬ ‫عام‪ ،‬ما زال بو�سعكم التل ّذذ بطعم هذه التحلية التقليدية‪� ،‬إذ يحت�شد‬ ‫ال�سياح للح�صول على‬ ‫�أمام خمبز ‪ Pastéis de Belém‬الع�رشات من ّ‬ ‫هذه احللوى اخلفيفة‪ ،‬واملزينة ب�إكليل من القرنفل وال�س ّكر‪ ،‬والتي‬ ‫تلقى رواج ًا كبرياً بني �أبناء املدينة ومنهم ال�شهري جاميي �أوليفر‪.‬‬ ‫تذوق هذه الفطرية اللذيذة �أثناء مروركم‬ ‫تفوتوا فر�صة ّ‬ ‫لذا‪ ،‬ال ّ‬ ‫باملكان‪ ،‬و�إن ت�س ّنى لكم الوقت اجل�سوا يف غرفة املقهى اخللفية‬ ‫املزينة بالبالط الأزرق والأبي�ض الحت�ساء فنجان من الإ�سربي�سو‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ن�شاطات ال ب ّد من القيام بها‬

‫ال يقت�رص الغنى التاريخي يف هذه املدينة العريقة على �أطايبها‪،‬‬ ‫لذا ابد�أوا با�ستك�شاف هذه املنطقة التاريخية من مقهى ‪Patéis‬‬ ‫وتوجهوا بعد ارت�شاف فنجان من ال�شاي نزو ًال �صوب‬ ‫‪،de Belém‬‬ ‫ّ‬ ‫الواجهة البحرية‪ ،‬حيث �ستقودكم الطريق نحو برج «بيليم»‪ .‬يعود هذا‬ ‫احل�صن املهيب �إىل القرن ال�ساد�س ع�رش‪ ،‬وحني تنعك�س �أ�شعة ال�شم�س‬ ‫املتوهجة على �أحجاره الكل�سية‪ ،‬تكاد تخطف بنورها الأب�صار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعلى مقربة من هذا ال�رصح‪ ،‬ي�شمخ الن�صب التذكاري للم�ستك�شفني‬ ‫توجهتم �شما ًال‬ ‫بك ّل � ّأبهته لي�ضاهي الربج بيا�ض ًا و�إ�رشاق ًا‪ .‬ف�إن ّ‬ ‫�ستمرون مبتحف العربات الوطني ‪Museu Nacional dos Coches‬‬ ‫ّ‬ ‫حيث ميكنكم االحتماء لب�ضع �ساعات من ذروة احلر‪ ،‬فيما مت ّتعون‬ ‫نظركم بالروائع املعرو�ضة فيه‪ ،‬كملعب ركوب اخليل القدمي من ق�رص‬ ‫براقة من وهج الذهب الذي‬ ‫«بيليم» والذي بات �أ�شبه بف�سحة كبرية ّ‬ ‫يغطيها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عربات اخليل االحتفالية وامللكية التي تعود �إىل‬ ‫ّ‬ ‫القرن ال�سابع ع�رش والتي تزهو بري�ش و�أبهة ت�ضاهي بروعتها جمال‬ ‫الطاوو�س‪ � .‬اّإل � ّأن العربة الأب�سط ت�صميم ًا‪ � ،‬مّإنا الأكرث �أهمية هي عبارة‬ ‫–‪–50‬‬

‫عن مركبة �سوداء ب�سيطة تقف بهيبة عند املخرج‪� ،‬إن �أمعنتم النظر فيها‬ ‫�ستالحظون وجود ثقوب خ ّلفها الر�صا�ص يف جانبيها‪ ،‬تروي حادثة‬ ‫اغتيال امللك كارلو�س ال ّأول وجنله لوي�س فيليب يف العام ‪.1901‬‬ ‫و�إن رغبتم يف �سرب �أغوار ما�ضي هذه املدينة الزاخر بالألوان‪،‬‬ ‫ف�ستجدون �ضا ّلتكم يف متحف املدينة ‪ ،Museu da Cidade‬الذي‬ ‫يقع يف ‪ ،Palacio Pimenta‬وهو ق�رص امللك دوم جواو اخلام�س‬ ‫من القرن الثامن ع�رش‪ .‬و�سي�أ�رسكم هذا املتحف مبعار�ضه الزاهية‬ ‫بالألوان والبالط املزخرف ومناذجه امل�ص ّغرة عن معامل املدينة‪.‬‬ ‫�ستتحرقون‬ ‫وما �إن تفرغوا من م�شاهدة البالط املزين يف الداخل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�شوق ًا للعودة �إىل اخلارج وا�ستك�شاف ال�شوارع التي يع�ش�ش فيها‬ ‫الفن احلقيقي‪ .‬فمن اجلدران �إىل �أطر النوافذ‪ ،‬ومن املعامل التاريخية‬ ‫م�سطحة يف هذا املعر�ض‬ ‫�إىل املقاعد والنوافري‪ ،‬ت�ش ّكل ك ّل م�ساحة ّ‬ ‫حتفة من البالط املزخرف‪ .‬ح ّتى � ّأن الرحالت البحرية‪ ،‬والروايات‬


‫حمطّة على درب املهراجا‬ ‫يومياً‪.‬‬ ‫اح‬ ‫ال�سي‬ ‫آالف‬ ‫�‬ ‫ي�ستقبل‬ ‫الذي‬ ‫�رصح تاج حمل املهيب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫–‪–55‬‬


‫يف ق�صور الهند‬ ‫املذهبة املزخرفة‪،‬‬ ‫بق�صورها العاجية املنقو�شة باملرمر‪ ،‬وقببها ّ‬ ‫امللون واحلرير‪ ،‬ت�صحبنا الهند‬ ‫وعلى ظهر فيلتها‬ ‫ّ‬ ‫املغطاة بالديباح ّ‬ ‫يف جولة مرتفة تعيد �إىل الأذهان ع�صور املهراجا الباذخة‪..‬‬

‫الن�ص وال�صور‪ :‬جاك تايلور‬

‫–‪–54‬‬


‫يف �ضيافة امللوك‬ ‫يف ال�صفحة املقابلة‪ :‬ت�شكّل الفيلة واجلمال جزءاً من امل�شهد‬ ‫اليومي يف فندق ‪.City Palace‬‬ ‫يف هذه ال�صفحة‪:‬‬ ‫ملونة ترافق طبق التايل؛‬ ‫�صل�صات‬ ‫الي�سار‪:‬‬ ‫من اليمني �إىل‬ ‫ّ‬ ‫مائدة تليق مبوائد املهراجا يف ‪ Rambagh Palace‬يف‬ ‫جيبور‪.‬‬

‫وقفنا يف فناء ق�رص معتم‬ ‫بانتظار �أن يح�صل �شيء ما‪ .‬وما �إن‬ ‫متت �إنارة �ألف‬ ‫�أُعطيت الإ�شارة ح ّتى ّ‬ ‫�ضوء و�ضوء وبد�أت الفرقة بالعزف‪.‬‬ ‫ا�ستقرينا يف مقاعدنا مذهولني حتى ُم ّرر �إلينا بانتظام عدد من‬ ‫ما �إن‬ ‫ّ‬ ‫ونتفح�صها بهدوء‪.‬‬ ‫ال�سلع التذكارية عرب باب البا�ص لنتناقلها‬ ‫ّ‬ ‫«جمموعة �شطرجن من خ�شب ال�صندل» قال مادان بلهجة دلاّ ل املزادات‪،‬‬ ‫ثم �أ�ضاف «مئتا روبية! �أعتقد �أ ّنه �سعر معقول لهذه القطعة»‪ ،‬وبعد �أن‬ ‫ّ‬ ‫وتفح�صنا امل�شرتيات‪ ،‬انطلقنا لتناول الغداء بعد‬ ‫املفاو�ضات‬ ‫انتهت‬ ‫ّ‬ ‫�أن ُق ّدمت �إلينا املياه املث ّلجة‪.‬‬ ‫يعد �أحد �أحدث املطاعم يف‬ ‫و�صلنا �إىل ‪ Olive Bar & Kitchen‬الذي ّ‬ ‫دلهي‪ ،‬حيث تناولنا ح�ساء الغازبا�شو‪ ،‬وهو ح�ساء �إ�سباين بارد ُيح�ضرّ‬ ‫من الطماطم والفلفل الأخ�رض واخليار والب�صل‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل طبق‬ ‫املربد‪.‬‬ ‫التريامي�سو والعنب الأحمر املعروف بالوينفانديل املُح ّلى‬ ‫ّ‬ ‫بال�سيارة‪ ،‬كانت لتكون طويلة‬ ‫وبعد الغداء‪ ،‬انطلقنا �إىل �أغرا يف رحلة‬ ‫ّ‬ ‫ومم ّلة يف � ّأي بلد �آخر‪ .‬لك ّنني هنا‪ ،‬بقيت ملت�صق ًا بالنافذة طوال خم�س‬ ‫يدي اللتقاط �صور للطرقات‬ ‫�ساعات‪ ،‬مم�سك ًا الكامريا بت� ّأهب بني ّ‬ ‫–‪–57‬‬


‫عندما يتبادل امل�سافرون ق�ص�ص ًا طريفة عن رحالتهم‪ ،‬فال ب ّد من �أ ّنهم‬ ‫�سيذكرون ق�ص�ص ًا واجهتهم يف الهند‪ .‬ويف �إحدى ق�ص�صي املف�ضلة‪،‬‬ ‫فت و�صديقي �أمام الفندق الذي �سننزل فيه يف مدينة «�أجمر»‪ ،‬وهو‬ ‫تو ّق ُ‬ ‫مبنى جديد �أفا�ض يف الثناء عليه مكتب ال�سياحة املحلي‪ .‬وفيما كنت‬ ‫�أفرز حقائبنا �سارع �صديقي �إىل الداخل ليبد�أ مبعامالت نزولنا يف‬ ‫ثم عاد م�رسع ًا بعد غياب طويل والده�شة تعلو وجهه وقال يل‬ ‫الفندق‪ّ ،‬‬ ‫فيما كان يحاول التقاط �أنفا�سه «ال ميكننا النزول يف هذا الفندق‪� ،‬أعني‬ ‫�أ ّنهم يريدون ا�ستقبالنا لكن ما من نوافذ فيه‪ ،‬وهم ما زالوا يح�ضرّ ون‬ ‫أ�رسة»‪ .‬عندها قلت له ممازح ًا «ال ب�أ�س يا ح�رضة الأمري‪ ،‬ميكننا‬ ‫لنا ال ّ‬ ‫حتمل ب�ضع ليالٍ من دون نوافذ‪ ،‬كما ي�سعنا االنتظار قلي ًال بينما‬ ‫ّ‬ ‫أ�رسة»‪ ،‬ف�أجابني ب�إ�رصار «لي�س هذا ما عنيته‪� ،‬أق�صد � ّأن‬ ‫يح�ضرّ ون ال ّ‬ ‫دق‬ ‫حركة‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫مق‬ ‫أ�ضاف‬ ‫�‬ ‫ثم‬ ‫النوافذ»‪،‬‬ ‫على‬ ‫بعد‬ ‫تركيبه‬ ‫يتم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزجاج مل ّ‬ ‫أ�رسة»‪.‬‬ ‫امل�سامري ليقول «هم ما زالوا حرفي ًا يح�ضرّ ون ال ّ‬ ‫ال�سياح الهند‪ ،‬ف�إ ّنهم غالب ًا ما يقولون �إ ّنها وجهة‬ ‫عندما ي�صف‬ ‫ّ‬ ‫يحبها الزائر �أو يكرهها‪� .‬إلاّ � ّأن هذا الو�صف ال يفي‬ ‫�سياحية � ّإما �أن ّ‬ ‫التنوع الإثني والتاريخ الثقايف‬ ‫من‬ ‫قرون‬ ‫حفرت‬ ‫الهند ح ّقها‪ .‬فقد‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫والفكري �آثارها عميقة يف ك ّل ناحية من نواحي احلياة يف الهند‪,‬‬ ‫بتعدد �أوجه جوهرة كوهينور‪ ،‬وهي‬ ‫تتعدد �أوجهه ّ‬ ‫ما جعل منها بلداً ّ‬ ‫مت اكت�شافها يف «�أندهرا برادي�ش»‪.،‬‬ ‫ما�سة تزن مئة وخم�سة �أقراط ّ‬ ‫ويدمر هذا العدد من ال�سالالت احلاكمة‬ ‫فالبلد الذي ا�ستطاع �أن يبني ّ‬ ‫والإمرباطوريات التي ق�صدته من ك ّل �أقطار العامل على مدى حقبات‬ ‫الكتيبات � ّأن‬ ‫وقرون من الزمن ال ميكن اخت�صاره بكلمة واحدة‪ .‬تخربنا ّ‬ ‫–‪–56‬‬

‫الهوة‬ ‫الهند هي بلد التناق�ضات‪ ،‬وهي فع ًال بلد التناق�ضات‪� ،‬إذ ال تزال ّ‬ ‫�سحيقة بني الرثاء الفاح�ش والفقر املدقع‪ ،‬وكالهما ي�ش ّكل ب�صورة‬ ‫مربرة �أو غري مربرة مركز ا�ستقطاب لل�سائحني بالقدر ذاته‪ ،‬لكن �إن‬ ‫�أتيحت لكم فر�صة �أن تعي�شوا يف القمة‪ ،‬كما يفعل امللوك فح�سب �أو‬ ‫كما تعي�ش الطبقة املخملية يف املجتمع الهندي‪ ،‬هل كنتم لرتف�ضوا؟‬ ‫�أنا �شخ�صي ًا مل �أ�ستطع الرف�ض‪.‬‬

‫من �رضيح غاندي �إىل �أغرا‬

‫�أطلقت �رشكة ‪ Insight Vacation‬م� ّؤخراً �أوىل رحالتها �إىل الهند‪.‬‬ ‫تنظمها هذه ال�رشكة ال�سياحية‬ ‫وتعترب رحالت الرفاهية الذهبية التي ّ‬ ‫�إحدى �أرقى التجارب التي ميكن اختبارها يف الهند‪ ،‬وهذا ما مل�سته‬ ‫بحق عندما قمت بزيارة دلهي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف اليوم ال ّأول من الرحلة ا�ستك�شفنا �رضيح املاهامتا غاندي‬ ‫�سامادهي يف «دلهي راج غات»‪ ،‬وهي احلديقة التذكارية الهادئة‬ ‫واملثوى الأخري للماهامتا املل ّقب ب�أبي الأمة‪ ،‬و«قطب مينار» وهي‬ ‫مئذنة من احلجر الأحمر يبلغ ارتفاعها ‪ 73‬مرتاً‪ ،‬وقد ُ�ش ّيدت يف العام‬ ‫‪ 1198‬ميالدي‪ ،‬وال تزال املئذنة الأكرث ارتفاع ًا يف البالد‪.‬‬ ‫أهيئ‬ ‫مل ّ‬ ‫تنفك العطالت ال�سابقة التي �أم�ضيتها يف الهند بتذكريي ب�أن � ّ‬ ‫نف�سي مل�سرية العودة �إىل البا�ص‪ ،‬واخرتاق ح�شود بائعي التذكارات‬ ‫املرة �رسعان ما اختفى ه�ؤالء‬ ‫وال�سلع ب�أ�سعارها امل�ضاعفة‪ ،‬لكن هذه ّ‬ ‫وجهها �إليهم مدير رحلتنا‬ ‫الباعة من طريقنا بعد كلمات غري لطيفة ّ‬ ‫املكيف‪ ،‬لكن‬ ‫مادان‪ ،‬ما �سمح ملجموعتنا بالعودة ب�سالم �إىل البا�ص‬ ‫ّ‬


‫يف �أر�ض االبت�سامات‬ ‫م�رسحا يف «�أر�ض االبت�سامات»‬ ‫تناق�ض بني احلداثة والتقليد وجد له‬ ‫ً‬ ‫كافة �أقطار العامل‪...‬‬ ‫فابتكر‬ ‫ال�سياح �إليه من ّ‬ ‫ً‬ ‫منوذجا ً‬ ‫فريدا من نوعه جذب ّ‬

‫ليل ت�ضيئه امل�صابيح‬ ‫ويتم �إطالقها يف ال�سماء يف تقليد‬ ‫الورقية‬ ‫ُت�ضاء امل�صابيح‬ ‫ّ‬ ‫تايلندي لتحقيق الأمنيات‪.‬‬ ‫–‪–63‬‬


‫الن�ص وال�صور‪ :‬نيكوال �شلهوب‬

‫–‪–62‬‬


‫خيل �إليكم لدى الدخول �إىل فندق‬ ‫ُي ّ‬ ‫‪� Mandarin Oriental‬أ ّنكم تدخلون �إىل‬ ‫�أحد الق�صور الأ�سطورية التي لطاملا �سمعنا‬ ‫وتخيلنا فخامتها و�سحرها‪.‬‬ ‫عنها‬ ‫ّ‬ ‫أنهر واملعامل الأثرية‪ ،‬ما يجعل امل�شهد‬ ‫ُي�ضيئ نور القمر ال�ساطع ال ُ‬ ‫�سيما عند اكتمال القمر يف �شهر دي�سمرب‪ .‬وتكتمل‬ ‫غاية يف الروعة ال ّ‬ ‫روعة هذا امل�شهد مع ت�أدية فرق الرق�ص التايلندية عرو�ض ًا حاملة‬ ‫باللبا�س التايلندي التقليدي على �أنغام مو�سيقى تراثية مذهلة‬ ‫تزينها �آثار «�سوكوتاي» الوطنية املهيبة‪.‬‬ ‫وو�سط لوحة ّ‬ ‫وبعد �سهرة طويلة �أم�ضيناها يف الرق�ص على الأنغام الرتاثية‬ ‫احلية‪ ،‬خلدت �إىل الراحة يف غرفتي الفاخرة‬ ‫وم�شاهدة العرو�ض ّ‬ ‫وغرقت يف �سبات عميق لترتاءى يل يف �أحالمي م�شاهد تنب�ض‬ ‫ب�ألف لون ولون وا�ستعرا�ضات راق�صة و�أنغام �ساحرة‪ .‬ويف �صباح‬ ‫اليوم التايل‪� ،‬أ�رشقت �شم�س تايلند باكراً لتوقظني وتدعوين للت�سابق‬ ‫براً �إىل «�شيانغ ماي» حيث التقاليد املختلفة‬ ‫مع الوقت‪ ،‬واالنطالق ّ‬

‫فخامة ملوكية يف «�سوكوتاي» و«�شيانغ ماي»‬

‫من اليمني �إىل الي�سار‪ :‬غرفة التدليك يف منتجع ‪Rarinjinda‬‬

‫‪Wellness Spa & Resort‬؛ مطار «�سوكوتاي»؛ فرق رق�ص‬ ‫تايلندية يف كرنافال «لوي كراتونغ» يف «�سوكوتاي»؛‬ ‫مدخل فندق ‪ Mandarin Oriental‬يف «�شيانغ ماي»؛ غرفة‬ ‫يف فندق نف�سه‪.‬‬

‫–‪–65‬‬


‫ربان الطائرة عن اقرتابنا من العا�صمة التايلندية بانكوك‪،‬‬ ‫�أعلن ّ‬ ‫فحاولت من مقعدي قرب النافذة ا�سرتاق النظر �إىل �أر�ض بلد‬ ‫ومتيزه ووعدت نف�سي ب�أن �أزوره و�أكت�شف‬ ‫لطاملا �سمعت عن جماله ّ‬ ‫طبيعته وتقاليد �أهله وعاداتهم‪.‬‬ ‫ورمادي داكن‬ ‫وقد ف�صل بيني وبني بانكوك و�شاح �أبي�ض حين ًا‬ ‫ّ‬ ‫تكد�ست فيه �أمطار غزيرة منعتني من �إلقاء النظرة‬ ‫حين ًا �آخر‪� ،‬إذ ّ‬ ‫الأوىل عن ُبعد‪ ،‬ولكن مع اقرتابنا �أكرث ف�أكرث من مطار بانكوك‪ ،‬بد�أت‬ ‫ناظري‬ ‫تت�ضح معامل اللوحة الطبيعية خ�رضاء اللون‪ ،‬فرتاءت �أمام‬ ‫َ‬ ‫حقول الأرز اخل�رضاء‪ ،‬والأنهار وامل�ستنقعات الكبرية واملنازل‬ ‫التايالندية التقليدية‪� ،‬إىل جانب ناطحات ال�سحاب يف الأفق البعيد‪.‬‬ ‫مئوية على الرغم‬ ‫ولدى و�صويل ناهزت درجة احلرارة الـ‪ 30‬درجة‬ ‫ّ‬ ‫من � ّأن غيوم بانكوك كانت ُتفرغ كل ما يف جعبتها من مياه‪.‬‬

‫ا�سرتاحة يف بانكوك‬

‫مت�شوق ًا ال�ستك�شاف‪ ،‬ولو القليل‪ ،‬من العا�صمة بانكوك‪،‬‬ ‫كنت‬ ‫ّ‬ ‫فو�ضعت حقائبي يف �أمانة املطار‪ ،‬وا�ستق ّليت القطار نحو املدينة‬ ‫لأق�صد منتجع ‪� ،Rarenjinda Wellness Spa Resort‬أحد �أ�شهر‬ ‫املنتجعات ال�صحية فيها‪ .‬فا�س ُتقبلت بع�صري لذيذ ومنع�ش رحت‬ ‫�أح ّلل تركيبته لأكت�شف �أ ّنه مزيج من ع�صري ق�صب ال�س ّكر وجوز‬ ‫كال�سيكية‬ ‫تايلندية‬ ‫الهند‪� .‬رشبته قبل �أن �أ�ست�سلم جلل�سة تدليك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫–‪–64‬‬

‫دامت �ساعة واحدة من الوقت‪ ،‬ما �ساعدين على اال�سرتخاء بعد‬ ‫ومدين بالن�شاط ال�ستكمال نهاري ال ّأول يف تايلند‪،‬‬ ‫رحلتي الطويلة ّ‬ ‫تذوق طبق من احللوى‬ ‫لك ّنني مل �أقاوم قبل مغادرتي املكان رغبة ّ‬ ‫التايلندية اللذيذة م�ؤ ّلف من قطع من املانغو والأرز املطهو بجوز‬ ‫الهند‪ .‬وعرفت حينها �أ ّنه �سيكون بانتظاري الكثري من الأطباق‬ ‫ال�شهية خالل زيارتي �إىل «�أر�ض االبت�سامات»‪ .‬وكنت حم ّق ًا‪� ،‬إذ‬ ‫توجهنا �إىل فندق ‪ Grand Hyatt Erawan‬يف بانكوك حيث كان‬ ‫ّ‬ ‫تنوعت بني‬ ‫التي‬ ‫التقليدية‬ ‫أطباق‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫غني‬ ‫تايلندي‬ ‫بوفيه‬ ‫بانتظارنا‬ ‫ّ‬ ‫النباتية وتلك الغنية بثمار البحر واللحم والدجاج‪.‬‬

‫عر�س الألوان يف «لوي كراتونغ ‪� -‬سوكوتاي»‬

‫و�صلنا بعد حوايل �ساعة �إىل مطار «�سوكوتاي» من بانكوك‪،‬‬ ‫ال له‪� ،‬إذ بدا بحجمه‬ ‫ف ُذهلت لر�ؤية املطار الذي مل ي�سبق �أن ر�أيت مثي ً‬ ‫وت�صميمه ك�أ ّنه قرية من �إحدى القرى التايلندية التقليدية‪ .‬و�أمام‬ ‫تخبئه يل‬ ‫م�شهد املطار‬ ‫املميز‪� ،‬شعرت باحلما�س ال�ستك�شاف ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫فتوجهنا مبا�رش ًة �إىل فندق‬ ‫هذه املنطقة التايلندية من مفاج�آت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولن�ستعد حل�ضور‬ ‫‪ Ananda Museum Gallery‬لتو�ضيب �أمتعتنا‬ ‫ّ‬ ‫الكرنفال الكبري «لوي كراتونغ» ‪The Grand Ceremony of Loy‬‬ ‫‪ Krathong‬الذي هو عبارة عن مهرجان تقليدي ُيقام يف مو�سم‬ ‫الفي�ضان �أي بني منت�صف �شهر نوفمرب ومنت�صف دي�سمرب حني‬


‫فيتنام‪..‬‬ ‫�أل ّذ الأطباق و�أغربها!‬

‫متتاز فيتنام‪, ،‬وهي �إحدى �أ�شهر الوجهات الأ�سيوية املعروفة ب�أطباقها ال�شهية‪ ،‬بح�ساء‬ ‫النودلز ال�ساخن واحللويات اللذيذة التي تذوب يف الفم‪ .‬ومهما كان طلبكم‪ ،‬فمن الأرجح‬ ‫املكونات الغريبة فيه‪.‬‬ ‫�أن تتفاج�أوا بوجود بع�ض ّ‬ ‫التحدي‪« :‬فلنخترب بيلي!» هتفت‬ ‫حان وقت‬ ‫ّ‬ ‫الفتاتان الفيتناميتان اللتان كانتا تتوليان‬ ‫مهمة �إر�شادنا �إىل الأماكن ال�سياحية يف فيتنام‬ ‫ّ‬ ‫وهما ت�شريان �إىل رفيقي يف الرحلة‪ .‬ودخلنا نحن‬ ‫الأربعة ‪� -‬أنا وبيلي والفتاتني جنوك وهيان ‪� -‬إىل‬ ‫مقهى �صغري عند زاوية ال�شارع وجل�سنا �إىل مائدة‬ ‫خ�شبية‪ .‬وتو ّلت الفتاتان طلب الطعام‪ .‬وبعد حني‬ ‫�أح�رض النادل طبق ًا من احل�ساء تطفو عليه قطع‬ ‫مكون جمهول‪ .‬ها قد بد�أ‬ ‫م�ستطيلة �صغرية من ّ‬ ‫التذوق‪.‬‬ ‫اختبار ّ‬ ‫اكت�شفت جنوك وهيان قبل �ساعات معدودة‬ ‫ع�شاق الطعام‬ ‫�أ ّنهما تقومان بتعريف �أحد ّ‬ ‫على مدينتهما‪ ،‬وهو املت�سابق يف برنامج‬ ‫‪ MasterChef‬الأ�سرتايل بيلي لو‪ .‬فغمرتهما‬ ‫حتد يق�ضي بالعثور على‬ ‫وقررتا تدبري ّ‬ ‫ال�سعادة ّ‬ ‫مكون حم ّلي ال ميكن لبيلي حتديده‪ .‬ولي�ست‬ ‫ّ‬ ‫املهمة ممتعة فح�سب‪ ،‬بل هي فر�صة رائعة‬ ‫تلك‬ ‫ّ‬ ‫للمرة الأوىل‪-‬‬ ‫بالن�سبة �إ ّ‬ ‫يل ‪-‬و�أنا �أزور فيتنام ّ‬ ‫لأخترب �أف�ضل الوجبات املح ّلية فيما �أ�ستمتع‬ ‫بالتعرف �إىل املعامل ال�سياحية املده�شة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫جولة تاريخية ممتعة‬

‫ك ّنا قد و�صلنا ليلة �أم�س �إىل العا�صمة هانوي يف‬

‫يتوجه فيه معظم �سكان املدينة الذين يبلغ‬ ‫وقت‬ ‫ّ‬ ‫عددهم ‪ 6،5‬مليون �شخ�ص ًا �إىل منازلهم‪ .‬وكانت‬ ‫حتيط بحافلتنا �آالف الدراجات النارية فلم نكن‬ ‫مد النظر فيما كانت‬ ‫نر � اّإل بحراً من اخلوذات على ّ‬ ‫َ‬ ‫ت�صم �آذاننا‪.‬‬ ‫املزدحمة‬ ‫�سمفونية �أبواق املدينة‬ ‫ّ‬ ‫و�أكملنا طريقنا نحو ال�شوارع الوا�سعة املحفوفة‬ ‫احلي الفرن�سي‬ ‫بالأ�شجار من اجلانبني‪ ،‬و�صو ًال �إىل ّ‬ ‫الذي ميتاز ب�أبنيته ذات اللون الأ�صفر الفاحت‪.‬‬ ‫ويعترب هذا احلي �إرث ًا من اال�ستعمار الفرن�سي الذي‬ ‫ُ‬ ‫دام من �أواخر القرن الثامن ع�رش وح ّتى احلرب‬ ‫العاملية الثانية‪ .‬وقد‬ ‫ت�رضرت هذه املنطقة كثرياً‬ ‫ّ‬ ‫ب�سبب الق�صف الأمريكي خالل حرب فيتنام‪ ،‬وبعد‬ ‫مت ترميم العديد من املباين املوجودة فيها‪.‬‬ ‫ذلك ّ‬ ‫ومررنا بالقرب من دار الأوبرا يف هانوي التي‬ ‫متتاز بهند�ستها النيوكال�سيكية الفريدة‪ ،‬وبفندق‬ ‫‪ Sofitel Legend Metropole‬الذي يتيح للزائرين‪،‬‬ ‫وهم يتناولون وجبة خفيفة‪ ،‬م�شاهدة �أفالم‬ ‫غراهام غرين �أو جاين فوندا‪ ،‬وهما من �أ�شهر نزالء‬ ‫الفندق ال�سابقني‪.‬‬

‫الزكية‬ ‫رائحة امل�أكوالت‬ ‫ّ‬

‫ت�صطف مبحاذاة الأر�صفة‪،‬‬ ‫كانت املطاعم‬ ‫ّ‬ ‫وكان البخار يت�صاعد من القدور الكبرية‪،‬‬

‫–‪–77‬‬


‫–‪–76‬‬

‫الن�ص وال�صور‪ :‬كايت �أرم�سرتونغ‬

‫فاكهة ا�ستوائية‬ ‫تكرث الأ�سواق املح ّلية التي تعر�ض غ ّلة املزارعني من خ�ضار وفواكه‪.‬‬


‫حار�س ًا ي�ضع �أ�صبعه �أمام �شفتيه وك�أ ّنه يطلب م ّنا التزام ال�صمت‪.‬‬ ‫ممدداً داخل تابوت‬ ‫توجهنا �إىل الداخل‪ ،‬ر�أينا جثمان هو �شي مينه ّ‬ ‫بعد �أن ّ‬ ‫زجاجي م�ضاء‪ .‬يرتدي القائد زي ًا �أ�سود وميتاز بلحية بي�ضاء م�ستد ّقة‬ ‫التعرف عليه �أمراً �سه ًال‪ .‬وقد �رشح لنا الدليل ال�سياحي‬ ‫مهمة‬ ‫جتعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫قائ ًال‪« :‬عندما توفيّ ‪ ،‬بكى اجلميع لأ�سبوع كامل‪ ،‬وك�أ ّنهم فقدوا والدهم»‪.‬‬

‫قهوة غريبة وحلويات لذيذة‬

‫�شعرت باحلاجة �إىل �رشب فنجان من القهوة كي �أ�سرتيح قلي ًال‬ ‫ال�شيقة وبعد اال�ستماع �إىل تاريخ فيتنام املع ّقد‬ ‫بعد هذه املغامرة ّ‬ ‫عد هانوي مكان ًا مثالي ًا لال�ستمتاع بتناول القهوة‪،‬‬ ‫وامل�شوق‪ .‬و ُت ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعج باملقاهي ال�صغرية والتي تفوح منها رائحة احلبوب‬ ‫فاملدينة‬ ‫ّ‬ ‫املحم�صة‪ .‬واجلدير بال ّذكر هو � ّأن ثقافة القهوة ُتعترب تقليداً متج ّذراً‬ ‫ّ‬ ‫عد تناول القهوة م�س�ألة �رسيعة‬ ‫يف فيتنام‪ .‬ففي تلك البالد‪ ،‬ال ُي ّ‬ ‫يتم اال�ستفادة من �أطول وقت ممكن لال�ستمتاع بها‪.‬‬ ‫وم�ؤ ّقتة‪ � ،‬مّإنا ّ‬ ‫موظفي الدولة الذين يرتكون �أبواب مكاتبهم‬ ‫وما عليكم �إ ّال �أن ت�س�ألوا ّ‬ ‫مفتوحة لكي ي�ستمتعوا بالبخار املت�صاعد من امل�رشوبات ال�ساخنة‪.‬‬ ‫قدم يل بيلي القهوة البي�ضاء ‪ .ca phe sua‬هذا ال�رشاب‬ ‫وبعد ذلك‪ّ ،‬‬ ‫يتم تقطريه ببطئ يف كوبكم با�ستخدام م�صفاة‬ ‫الذي‬ ‫اللذيذ املُ�ص ّفى‬ ‫ّ‬ ‫�صغرية‪ ،‬ليغرق يف كمية من احلليب املك ّثف واملح ّلى‪ ،‬فتختربون‬ ‫مذاق ًا ي�شبه احللوى الذائبة‪ .‬غري � ّأن بيلي يبحث عن القهوة امل�صنوعة‬ ‫من البي�ض ‪ ،ca phe trung‬وهو يعتمد على جنوك وهيان للعثور‬ ‫ثم عرب متاهة من‬ ‫عليها‪ .‬لذا‪ ،‬ذهبنا معهما ومررنا عرب متجر للحرير ّ‬ ‫متعرج ًا �إىل �رشفة الطابق العلوي يف‬ ‫الغرف‪ ،‬قبل �أن ن�صعد درج ًا‬ ‫ّ‬ ‫مقهى ‪ .Pho Co‬من هنا‪ ،‬ميكنكم ر�ؤية �أحد �أبرز معامل املدينة وهي‬ ‫بحرية «هوان كيام» و�آالف املراهقني الذين يتن ّزهون بدراجاتهم‬ ‫ودراجاتهم‪.‬‬ ‫النارية حولها ويت�سابقون على الطرقات ّ‬ ‫ب�سياراتهم ّ‬ ‫مزينة مبخفوق زالل البي�ض الذي ُي�ضفي‬ ‫ثم ارت�شفنا قهوة �سوداء ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكن بيلي‬ ‫عليها مذاق الكرمية الباردة‪ .‬مل �أ�ستطع معرفة ا�سم القهوة ّ‬ ‫تعرف على طعمها الذي ي�شبه حلوى التريامي�سو الإيطالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نتحدث عن امل�أكوالت الفيتنامية‪.‬‬ ‫وهكذا ق�ضينا �ساعة كاملة ونحن‬ ‫ّ‬ ‫حينئ ٍذ‪� ،‬أدركت جنوك وهيان‪ ،‬وهما «طاهيتان جيدتان»‪ّ � ،‬أن بيلي على‬ ‫ّ‬ ‫اطالع تام على جمال عمله‪ .‬وقد ّ‬ ‫مت �أخرياً حتديد االختبار الذي يتعينّ‬ ‫على بيلي خو�ضه‪ .‬اتفقنا على ا�ستبعاد الأطباق املحلية مبا فيها تلك‬ ‫املكونات كالثعبان الذي ي�صلح ا�ستخدامه يف‬ ‫التي حتتوي على بع�ض‬ ‫ّ‬ ‫‪ 11‬و�صفة خمتلفة‪.‬‬ ‫و�أم�ضينا طيلة فرتة بع�ض الظهر ونحن ن�سري مع جنوك وهيان‬ ‫ممر �صغري‪،‬‬ ‫يف الأز ّقة‪ّ ،‬‬ ‫ثم تو ّقفنا يف حمطتنا الأوىل يف مقهى يف ّ‬ ‫فقدمت‬ ‫أطفال‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫رو�ضة‬ ‫مقاعد‬ ‫بحجم‬ ‫بال�ستيكية‬ ‫مقاعد‬ ‫وجل�سنا على‬ ‫ّ‬ ‫لنا �صاحبة املقهى �رشاب ‪ ،cacao trung‬وهو �رشاب البي�ض بنكهة‬ ‫ال�شوكوالته‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ‪ ،hoa qua dam‬وهي عبارة عن �سلطة‬

‫فواكه مع الثلج وحليب جوز الهند‪ .‬فطلبت الفتاتان من بيلي �أن‬ ‫ي�سمي الفاكهة املوجودة يف ال�سلطة‪ :‬الأفوكادو‪ ،‬والبابايا‪ ،‬واملانغا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وت�شمون رائحتها يف الأ�سواق‬ ‫والق�شطة‪ ،‬متام ًا كتلك التي ترونها‬ ‫ّ‬ ‫مهمة �سهلة‪ .‬ف�ضحكت الفتاتان وقالتا‬ ‫املحلية‪ .‬واعترب بيلي �أ ّنها ّ‬ ‫مبهمة �أكرث �صعوبة‪.‬‬ ‫«�أح�سنت يا بيلي»‪ ،‬وبد�أتا تف ّكران ّ‬ ‫احلي القدمي الذي �أ�صبح �أكرث ازدحام ًا‪ .‬كانت‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬خرجنا �إىل ّ‬ ‫بال�سياح الذين يحت�سون �أ�شهر‬ ‫وتعج‬ ‫أر�صفة‬ ‫ت�صطف على ال‬ ‫املقاهي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيدات تعر�ض �س ّلة كبرية من‬ ‫امل�رشوبات املحلية‪ .‬وكانت �إحدى ّ‬ ‫كعك ‪ banh ran‬التقليدي الذي ُغ ّطي بع�ضه ببذور ال�سم�سم‪ .‬ويف مكان‬ ‫�آخر‪ ،‬كانت بع�ض املحالت تبيع خبز ‪� banh mi‬أي خبز الباغيت‬ ‫الفرن�سي املح�شو بنكهات خمتلفة ح�سب الطلب‪.‬‬

‫تذوق ناجحة‬ ‫اختبارات ّ‬

‫لتذوق الأطباق التي ت�شتهر‬ ‫فرحت الفتاتان عند م�شاهدتهما حما�ستنا ّ‬ ‫بها مدينتهما‪ ،‬بالرغم من �شعورهما بالإحباط ب�سبب معلومات بيلي‬ ‫املمر‪ ،‬تو ّقفنا لربهة من �أجل‬ ‫وا�ستمر االختبار‪ :‬ففي �آخر‬ ‫ال�شاملة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تذوق قطع حلم �صغرية ملفوفة بورق املوز‪ .‬وكان ذلك اختباراً جديداً‬ ‫ّ‬ ‫قطعه بيلي بنجاح‪.‬‬ ‫تابعنا �سرينا ح ّتى و�صلنا �إىل مقهى على زاوية ال�شارع‪ ,‬هنا‪ ،‬كان على‬ ‫تذوق «قطع» عائمة يف‬ ‫بيلي �أن يواجه �أكرث االختبارات ّ‬ ‫حتدي ًا وهو ّ‬ ‫وعاء من املعكرونة بال�شعريية‪ .‬وقد اقتنعت الفتاتان ب�أ ّنهما اختارتا‬ ‫مهمة م�ستحيلة‪ .‬واجلدير بالذكر هو � ّأن بيلي ي�ستخدم عيدان‬ ‫لبيلي ّ‬ ‫املكون‪.‬‬ ‫الطعام برباعة‪ ،‬ف�أكل ب�رسعة وف ّكر ّ‬ ‫وركز يف الطعم ليحزر ما هو ّ‬ ‫ثم قال بيلي بثقة‪« :‬لقد‬ ‫� ّأما الفتاتان‪ ،‬فبد�أتا بال�ضحك وا�ستبقتا الفوز‪ّ .‬‬ ‫–‪–79‬‬


‫القبعات‬ ‫املتجولون الذين يعتمرون‬ ‫فيما كان الباعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحملة ب�ش ّتى املنتجات‪ ،‬من‬ ‫املخروطية يدفعون عرباتهم‬ ‫ّ‬ ‫الب�سط �إىل �أطباق البي�ض‪ّ � .‬أما عند املداخل‪ ،‬فكان الرجال‬ ‫ُ‬ ‫التقليدية يف فيتنام‪.‬‬ ‫«ال�سجائر»‬ ‫مبثابة‬ ‫وهي‬ ‫الغاليني‬ ‫نون‬ ‫يدخ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كان الهواء كثيف ًا واجلو رطب ًا‪ ،‬وكانت رائحة الدخان متتزج‬ ‫مع الزيوت والأع�شاب‪ .‬فيما جُت ّ�سد كومة الأ�سالك التي‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫تالحظونها ك ّلما نظرمت �إىل الأعلى فو�ضى املدينة‬ ‫ّ‬ ‫احلي القدمي‬ ‫مل يكن هناك جمال لإ�ضاعة الوقت‪ ،‬لذا رحت �أجوب �شوارع ّ‬ ‫�أو ما ُيعرف بال�شوارع الـ‪ ،36‬وهي جمموعة من الطرقات والأز ّقة‬ ‫ال�ضيقة التي ُتعرف با�سم «هانغ»‪ .‬وكانت ع�رشات الأ�سواق قائمة يف‬ ‫هذا املكان يف القرن الثالث ع�رش‪ ،‬وكانت ُت�ستخدم لبيع املنتجات‬ ‫فتكتظ‬ ‫املختلفة كالأ�سماك واجللود والغاليني والأحذية‪ّ � .‬أما اليوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جميعها بالباعة املتجولني واملحال التجارية التي تبيع ك ّل ما ميكن‬ ‫�أن يخطر يف بالكم‪ ،‬من �أدوات املطبخ التقليدية �إىل الثياب الع�رصية‪.‬‬ ‫املزيفة»‬ ‫يتم بيع «النقود‬ ‫ّ‬ ‫و�رست ببطء يف �شارع ‪ ،Hang Ma‬حيث ّ‬ ‫أتن�شق‬ ‫ال�ستخدامها يف الطقو�س البوذية‪ ،‬ولكن بالرغم من �أنني كنت � ّ‬ ‫احلارة‬ ‫رائحة الأع�شاب املت�صاعدة من املحال التجارية‪ ،‬كالتوابل‬ ‫ّ‬ ‫التي تفوح يف �أرجاء الأز ّقة‪ � ،‬اّإل �أنني مل �أكن �أ�ستطيع حتديد مكانها‪.‬‬

‫ذكرى قائد عظيم‬

‫يف �صباح اليوم التايل‪ ،‬قمنا بزيارة �رضيح هو �شي مينه‪،‬‬ ‫حرر البالد من اال�ستعمار الفرن�سي‪ ،‬وهو‬ ‫القائد الثوري الذي ّ‬ ‫يتقدمه درج كبري و�ساحة‬ ‫ال�شيوعي‬ ‫الطراز‬ ‫�رصح �ضخم على‬ ‫ّ‬ ‫وا�سعة‪ .‬وميكنكم ر�ؤية الزائرين وهم ي�صط ّفون يف �صفوف‬ ‫تقدمنا قلي ًال فلمحنا‬ ‫ثم ّ‬ ‫طويلة حول املبنى بانتظار دخوله‪ّ .‬‬

‫–‪–78‬‬

‫عد هانوي مكان ًا مثالي ًا لال�ستمتاع بتناول‬ ‫ُت ّ‬ ‫تعج باملقاهي ال�صغرية‬ ‫القهوة‪ ،‬فاملدينة ّ‬ ‫املحم�صة‪ .‬و ُتعترب‬ ‫وتفوح منها رائحة احلبوب‬ ‫ّ‬ ‫ثقافة القهوة تقليداً متج ّذراً يف فيتنام‪.‬‬ ‫نكهات وتاريخ‬ ‫يف هذه ال�صفحة‪ :‬قهوة مع ق�شدة البي�ض لذيذة الطعم؛‬ ‫طبق ثعبان البحر الأ�سيوي مع ح�ساء النودلز؛ �رضيح‬ ‫هو �شي مينه يف هانوي‪.‬‬ ‫يف ال�صفحة املقابلة‪ :‬امر�أة تبيع غ ّلتها يف �سوق‬ ‫اخل�ضار يف هانوي‪.‬‬


‫على منت «�إليغانزا»‬ ‫يف ُجزر كرواتيا‬

‫تتناثر ُجزر كرواتيا يف البحر الأدرياتيكي املتلألئ حتت‬ ‫وتطل منازل‬ ‫�أ�شعة ال�شم�س الدافئة‪ ،‬وتغمرها الأ�شجار اخل�رضاء ّ‬ ‫القرميد من بينها‪ ،‬لرت�سم لوحة طبيعية �آ�رسة ّقل نظريها‪..‬‬

‫مركب الأحالم «�إليغانزا»يتهادى على �صفحة‬ ‫مياه البحر الأدرياتيكي الأزرق‬ ‫–‪–107‬‬


–106–

Daniella Cesarei Photography

:‫ ال�صور‬-‫ مهى نخلة‬:‫الن�ص‬


‫ت�شبه الرحلة على منت «�إليغانزا» احللم‪،‬‬ ‫وجمالها من الداخل ي�ضاهي جمالها اخلارجي‪،‬‬ ‫جوها احلميم واملريح واحلامل‪.‬‬ ‫فيعك�س ّ‬ ‫القارب حيث وجدنا �س ّلة فواكه وزجاجات الع�صري التي ح�ضرّ ها لنا‬ ‫النادل اللطيف ماتيه ال�سرتاحة ق�صرية ومنع�شة قبل �أن تبد�أ جولتنا‬ ‫والدراق‬ ‫ال�شمام‬ ‫ال�سياحية يف «�سبليت»‪ .‬وكانت ب�ضع �رشائح من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مبدنا باحليوية الالزمة ا�ستعداداً ليوم طويل رائع‪.‬‬ ‫والعنب كفيلة ّ‬ ‫و ُتعترب «�سبليت» �أكرب جزيرة بني اجلزر الكرواتية وهي من �أقدم‬ ‫املدن يف البالد‪� ،‬إذ �أ ّنها كانت م�ستوطنة �إغريقية ُتدعى «ا�سبالطو»‬ ‫ولكن ازدهار هذه اجلزيرة ونقطة اجلذب‬ ‫يف القرن ال�ساد�س‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياحية الأ�سا�سية فيها هي ق�رص «ديوكلي�شني» الروماين الذي‬ ‫بناه الإمرباطور ديوكلي�شني حني �أراد اعتزال احلياة ال�سيا�سية‬ ‫املرهقة‪ ،‬فاختار موقع ًا قريب ًا من م�سقط ر�أ�سه مدينة «ديوكليا»‪.‬‬ ‫وي�ش ّكل هذا الق�رص القلب الأثري ملدينة «�سبليت» �إذ يقوم على‬ ‫وي�ضم يف داخله معامل �أثرية عديدة مثل‬ ‫مربع‬ ‫م�ساحة ‪� 38‬ألف مرت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولكن املذهل هو � ّأن‬ ‫البوابة الذهبية والأعمدة الأثرية والأبراج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫–‪–109‬‬


‫رحلة �إىل عامل ال�شواطئ‬ ‫من اليمني �إىل الي�سار‪ :‬يحلو اال�ستيقاظ باكراً وتناول القهوة‬ ‫على �سطح «�إليغانزا»؛ لوحة �آ�رسة لبيوت القرميد والبحر‬ ‫تتكرر يف‬ ‫الأزرق والأ�شجار اخل�رضاء والقوارب املتناثرة ّ‬ ‫جزر كرواتيا من دون ملل؛ �أروع غداء على منت «�إليغانزا»‬ ‫بني �إ�رشاقتي الديكور الأ�صفر و�أ�شعة ال�شم�س الدافئة‪.‬‬

‫حمرك قارب‬ ‫�إ ّنها ال�ساعة الثامنة �صباح ًا‪ .‬ا�ستيقظت على هدير‬ ‫ّ‬ ‫«�إليغانزا» يعلن وقت الإبحار �إىل و�سط البحر الأدرياتيكي الأزرق‬ ‫مدة‪ ،‬فلحركة‬ ‫ال�ش ّفاف‪ .‬مل �أنعم بهذا الق�سط من النوم العميق منذ ّ‬ ‫الأمواج و�صوتها اخلفيف وهي ت�رضب القارب بهدوء ت�أثري �أرجوحة‬ ‫�سارعت‬ ‫ه ّزازة جتعل النعا�س ين�س ّل �إىل جفونكم من دون جمهود‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫املرة‬ ‫فهذه‬ ‫�إىل ارتداء مالب�س مريحة و�صعدت �إىل �سطح املركب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خ�شبي يف رحلة بحرية!‬ ‫الأوىل التي �أ�سافر فيها على منت مركب‬ ‫ّ‬ ‫ال �شيء يحيط بي �سوى ال�سماء الزرقاء‪ ،‬والبحر الفريوزي‪ ،‬والقوارب‬ ‫امللونة املبحرة‪ ،‬والطبيعة اخل�رضاء الآ�رسة للجزر الكرواتية‬ ‫ّ‬ ‫املتناثرة‪ .‬مل �أكن الوحيدة التي ا�ستيقظت لت�ستمتع بتجربة الإبحار‪،‬‬ ‫فقد �سبقتني رفيقاتي الثالث يف الرحلة �إىل احت�ساء القهوة على‬ ‫الأريكة الوا�سعة البي�ضاء على �سطح املركب‪.‬‬

‫ال�سيدة الراقية‬ ‫«�إليغانزا» ّ‬

‫ك ّنا قد و�صلنا يف اليوم ال�سابق �إىل جزيرة «�سبليت»‪ ،‬وا�ستقبلتنا دورا‬ ‫فوليت�ش م�ؤ�س�سة �رشكة ‪ Sail Dalmatia‬التي ت�سيرّ مركب «�إليغانزا»‬ ‫‪ Eleganza‬وهو مركب من نوع «غوليت» ‪ .Gulet‬ورافقتنا دورا من‬ ‫املطار �إىل مرف�أ «�سبليت» حيث تر�سو «�إليغانزا» بك ّل هدوء و�أناقة‬ ‫البني الداكن‪ ،‬و�أ�رشعتها‬ ‫ك�سيدة راقية رائعة اجلمال بلون خ�شبها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزرقاء والبي�ضاء‪ ،‬وطاقم عملها الودود واملبت�سم كما هي طبيعة‬

‫–‪–108‬‬

‫نتعرف‬ ‫�شعب منطقة داملا�سيا‪� .‬صعدنا على منت «�إليغانزا» كي‬ ‫ّ‬ ‫للتجول يف «�سبليت»‬ ‫ون�ستعد‬ ‫على مكان �إقامتنا ون�ضع حقائبنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لتقدمه لنا يف هذا اليوم امل�شم�س والدافئ‪.‬‬ ‫واكت�شاف ك ّل ما لديها ّ‬ ‫وحفرت على مدخل املق�صورة الداخلية اخل�شبي عبارة ‪There Are‬‬ ‫ُ‬ ‫‪« Places People Only Dream Of‬هناك �أماكن ال ي�سع النا�س‬ ‫الربان ماركو � ّأن مالك «�إليغانزا» ال�سابق‬ ‫�سوى احللم بها»‪� .‬أخربنا ّ‬ ‫ال�سيد‬ ‫ال�سيد جي بولوت حفرها عندما اقتنى املركب‪ .‬و�أعتقد � ّأن ّ‬ ‫ّ‬ ‫حق‪ ،‬فـ«�إليغانزا» هي كاحللم‪ ،‬وي�ضاهي جما ُلها‬ ‫بولوت كان على ّ‬ ‫الداخلي جما َلها اخلارجي فيعك�سان �أجواءها احلميمة واملريحة‬ ‫ّ‬ ‫وي�ضم املركب غرفة طعام داخلية حتتوي على زاوية‬ ‫واحلاملة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لتناول الع�صائر والت�سامر‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تلفاز وكتب وجملاّ ت‬ ‫للربان حيث �أجهزة‬ ‫وبع�ض الألعاب التثقيفية‪� ،‬إىل جانب زاوية ّ‬ ‫القيادة التكنولوجية احلديثة ومقود ال�سفينة ال�شهري الذي جعلني‬ ‫أتذكر الكابنت «جاك �سبارو» يف �أفالم ‪Pirates of The Caribbean‬‬ ‫� ّ‬ ‫يوجه �سفينته «الل�ؤل�ؤة ال�سوداء»‪ .‬وتف�صل ذلك اجلزء من‬ ‫وهو ّ‬ ‫املركب �أربع درجات �صغرية عن جناح النوم الرئي�سي الفخم‪ ،‬و‪4‬‬ ‫جمهز بك ّل ما حتتاجون �إليه‬ ‫حمام �شخ�صي ّ‬ ‫مق�صورات وا�سعة مع ّ‬ ‫من م�ستلزمات اال�ستحمام التي حر�صت «دورا» على �أن تختارها‬ ‫خلزامى والزيتون‬ ‫من منتجات كرواتية حم ّلية‬ ‫تتميز برائحة ا ُ‬ ‫ّ‬ ‫ثم �صعدنا �إىل �سطح‬ ‫والق�صعني‪ .‬و�ضعنا حقائبنا يف املق�صورات ّ‬


–115–


‫«يوكون» حتت �شم�س‬ ‫منت�صف الليل‬ ‫من تخوم ال�شمال الكندي الذي تعربه الطرقات ال�رسيعة وتعلو يف‬ ‫وتتخلل م�ساحاته ال�شا�سعة بلدات �صغرية‪ ،‬نزور‬ ‫�أفقه اجلبال ال�شاهقة‬ ‫ّ‬ ‫يتكيف مع حميطه مبرونة كربى‪.‬‬ ‫الذي‬ ‫ب‬ ‫الطي‬ ‫�شعبه‬ ‫�إقليم«يوكون» للقاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫–‪–114‬‬

‫الن�ص وال�صور‪ :‬ماريا في�سكونتي‬

‫�شم�س منت�صف الليل‬ ‫طائرة «بايرب نافاجو» �أمام الغيوم التي تعانق �شم�س منت�صف الليل‪.‬‬


‫يف جني ثروات وعاد الآخرون �إىل ديارهم فارغي الأيدي �أو بقوا يف‬ ‫«داو�سون» يعملون يف التنقيب‪ .‬و�ش ّكل طق�س ال�شتاء القا�سي عام ًال �آخر‬ ‫�أحبطهم‪ ،‬بح�سب ما �أخربين كريان ميكي رئي�س حترير جم ّلة ‪TRVL‬‬ ‫جده هرني ماكهرني يعي�ش يف «يوكون» منذ زمن بعيد‪.‬‬ ‫والذي كان ّ‬ ‫فعندما بلغ ماكهرني �سنته ال�ساد�سة ع�رشة �أي يف العام ‪ ،1897‬هرب‬ ‫من منزله يف مقاطعة «�أنرتمي» يف �إيرلندا لالن�ضمام �إىل املن ّقبني عن‬ ‫الذهب فتب ّناه من ّقبان كبريان وجعاله م�س�ؤو ًال عن بغالهما‪.‬‬ ‫أهمية كربى يف «كلونديك» فقد‬ ‫ويف ذلك الوقت‪� ،‬ش ّكلت احليوانات � ّ‬ ‫كانت جمموعة كالب ت�ساوي حوايل ‪ 1000‬دوالر �أمريكي (�أي ما‬ ‫يعادل ‪� 27‬ألف دوالر �أمريكي يف يومنا هذا)‪ ،‬فيما كانت جمموعة‬ ‫مدربة ت�ساوي حوايل ‪ 1700‬دوالر �أمريكي (�أي ما يعادل ‪46‬‬ ‫كالب ّ‬ ‫�ألف دوالر كندي يف يومنا هذا)‪ .‬كما �ش ّكلت احليوانات و�سيلة النقل‬ ‫الوحيدة للمن ّقبني وغالب ًا ما �ساهمت يف �إنقاذ حياتهم‪.‬‬ ‫�ضم ر�ؤو�س البغال �إىل‬ ‫ملاكهرني ذكريات كثرية‪ ،‬منها اندفاعه �إىل ّ‬ ‫�صدره وتغطيتها مبعطفه ليدفئها بعد �أن ي�سحب من �أنوفها كتل الثلج‬ ‫املج ّلدة‪ .‬وبعد �أن �أم�ضى وقت ًا طوي ًال يف مناجم الذهب وترك عمله‬ ‫�آخذاً معه �ساعة جيب م�صنوعة من الذهب اخلام‪� ،‬أ�صبح ماكهرني‬ ‫احلديدية وعاد �إىل م�سقط ر�أ�سه يف �إيرلندا‬ ‫مهند�س ًا يعمل يف ال�سكك‬ ‫ّ‬ ‫ليتزوج وي� ّؤ�س�س عائلة وليتو ّفى عن ‪ 83‬عام ًا‪ .‬و�شاء القدر �أن يرث ابنه‬ ‫ّ‬ ‫البكر منه هذه ال�ساعة ليعود بعد فرتة لل�سكن يف كندا‪ ،‬فعادت ال�ساعة‬ ‫�إىل املكان الذي ُ�صنعت فيه‪.‬‬

‫ذهب للن�ساء �أي�ضاً‬

‫وتكرث ق�ص�ص الن�ساء الالتي �سعني �إىل جني الرثوات من الذهب فعربن‬ ‫ممر جبل «ت�شيلكوت» ودخلن هذا املجتمع املعزول وع�شن يف الربد‬ ‫ّ‬ ‫وال�صقيع‪ .‬ومن بني ه�ؤالء الن�ساء ويندي كرينز التي �سطع جنمها‬ ‫وابتاعت مع كيم بوزاين منذ ‪ 14‬عام ًا مبنى «بومباي بيغي» العائد‬ ‫فحولته �إىل فندق يهيمن على غرفه الطابع القدمي‪.‬‬ ‫بنا�ؤه للعام ‪ّ 1900‬‬ ‫ويف �صباح نهار بارد‪ ،‬وجدت نف�سي يف بلدة «وايتهور�س» التي تقع‬ ‫على بعد ‪ 530‬كيلومرتاً جنوبي «داو�سون» جال�سة حول النار برفقة‬ ‫ن�ساء �أتني �إىل مالذ من نوع �آخر هو ملكية «بيفريل غراي» ‪Beverly‬‬ ‫متتد على م�ساحة ‪ 4.2‬هكتارات من اجلبال وتط ّل‬ ‫‪ Gray‬الرائعة التي ّ‬ ‫على بحرية «رات» املذهلة‪ .‬مع العلم � ّأن بيفريل �صاحبة امل�رشوع هي‬ ‫تركب‬ ‫اخت�صا�صية معاجلة بالأع�شاب والزيوت العطرية‪ ،‬كما �أ ّنها ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأدوية التي ت�ستخدمها من خال�صات النباتات‪ .‬وقد زارتها ه�ؤالء‬ ‫طب‬ ‫الن�ساء‬ ‫للتعرف �إىل فوائد النباتات واال�ستفادة من خربتها يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�صب‬ ‫وراحت‬ ‫النار‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫إبريق‬ ‫�‬ ‫و�ضعت‬ ‫قد‬ ‫غراي‬ ‫وكانت‬ ‫أع�شاب‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫منه ما ح�ضرّ ته من نقيع لنا يف جرار �صغرية‪ .‬وبعد �أن احت�سينا‬ ‫ال�رشاب ال�ساخن‪ ،‬قادتنا �إىل طريق جبلي لن�أتي برباعم �شجرة التنوب‬ ‫ون�ستخدمها الحق ًا �أثناء جل�سة حت�ضري الأقنعة‪.‬‬ ‫ويف اليوم التايل ق�صدت متجر ‪ Aroma‬للأع�شاب يف «وايتهور�س»‬ ‫حل�ضور حفل �إطالق كتاب بيفرييل غراي ‪The Boreal Herbal: Wild‬‬ ‫كيفية قطف‬ ‫‪ Food and Medicine Plants of the North‬حول‬ ‫ّ‬ ‫الأع�شاب والأزهار وحفظها وحت�ضريها‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء احلفل‪ ،‬ذهبت �إىل بحرية «يوكون» لال�ستمتاع برحلة‬ ‫ملا و�صلت �إىل �أعلى اجلبل ت� ّأملت‬ ‫ق�صرية يف الزورق ولت�س ّلق اجلبال‪ .‬و ّ‬ ‫جمال الطبيعة الباهر‪ .‬لقد �رست على ُخطى �أقدم املن ّقبني عن الذهب يف‬ ‫هذه اجلبال ور�أيت �أمامي بقايا العربات القدمية التي اعتادوا بناءها‬ ‫وا�ستعمالها يف نقل الذهب‪ .‬وعلى م�سافة �أبعد‪ ،‬الحظت جمموعة‬ ‫يدربونهم منذ‬ ‫�أطفال �صغار يتع ّلمون التجديف يف الزورق‪� .‬إ ّنهم ّ‬ ‫القوة يف �أر�ض ت�سطع فيها ال�شم�س طوال الليل‪• .‬‬ ‫نعومة �أظافرهم على ّ‬

‫حان وقت العر�ض‬ ‫يعود تاريخ بناء م�رسح «داو�سون»‬ ‫‪� Grand Theatre‬إىل قرن من الزمن‪.‬‬

‫‪Palace‬‬

‫معلومات عن الرحلة‬ ‫طريقة ال�سفر‬

‫اجلوية الإماراتية رحالت‬ ‫ي�سيرّ ك ّل من طريان االتحّ اد واخلطوط ّ‬ ‫دورية �إىل كا ّفة املدن الكندية الكربى‪.‬‬

‫‪etihadairways.com‬‬ ‫‪emirates.com‬‬

‫الوقت املثايل لل�سفر‬

‫ميكنكم م�شاهدة �شم�س منت�صف الليل خالل ف�صل ال�صيف �أي من‬ ‫�شهر يونيو ح ّتى �شهر �أغ�سط�س وهي الفرتة التي يقع فيها �أطول‬ ‫نهارات االنقالب ال�صيفي‪ّ � .‬أما الوقت الأن�سب مل�شاهدة ال�شفق‬ ‫فيمتد من �أواخر �أغ�سط�س ح ّتى منت�صف �شهر �أبريل‪.‬‬ ‫القطبي‬ ‫ّ‬

‫�أماكن الإقامة‬

‫يف «وايتهور�س»‪:‬‬ ‫ ‪Best Western Gold Rush Inn‬‬‫‪bestwestern.com‬‬ ‫ ‪SKKY Hotel‬‬‫‪skkyhotel.com‬‬ ‫ ‪Sundog Retreat‬‬‫‪sundogretreat.com‬‬

‫يف مدينة «داو�سون»‪:‬‬ ‫‪Aurora Inn -‬‬

‫‪aurorainn.ca‬‬ ‫ ‪Bombay Peggy’s‬‬‫‪bombaypeggys.com‬‬

‫ملزيد من املعلومات‬

‫كيفية ال�سفر �إىل مدين َتي «داو�سون»‬ ‫ملزيد من املعلومات حول ّ‬ ‫و«وايتهور�س»‪ ،‬ميكنكم زيارة موقع «يوكون» لل�سياحة �أو جلنة‬ ‫كندا لل�سياحة على الإنرتنت‪.‬‬ ‫‪travelyukon.com‬‬ ‫‪canada.travel‬‬

‫–‪–117‬‬


‫�ألوان «يوكون»‬ ‫بتموجات �ألوان قو�س قزح‪.‬‬ ‫اخل�شبية‬ ‫«داو�سون»‬ ‫تتزين منازل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫راح دايف �شارب‪ ،‬قائد طائرة «بايرب نافاجو»‪ ،‬مييل بها ناحية ال�شمال‬ ‫قائ ًال‪« :‬لنت� ّأكد � ّأن الطريق ٍ‬ ‫ال�سيارات وال�شاحنات»‪ .‬وعندما‬ ‫خال من ّ‬ ‫نظرت �إىل الأ�سفل‪ ،‬وجدت طريق �أال�سكا ال�رسيعة خالية‪ ،‬ولكن �رسعان‬ ‫«لكن هذه الطريق منحنية‪� ،‬ألي�س‬ ‫ما الحظت �أمراً �آخر ف�س�ألته بخجل‪ّ :‬‬ ‫كذلك؟»‪ .‬ف�أجابني قائ ًال‪�« :‬صحيح‪ ،‬لك ّنها �ست�صبح م�ستقيمة بعد قليل»‪.‬‬ ‫يحط‬ ‫وحل�سن‬ ‫طيار بارع‪� ،‬إذ جنح ب�سهولة يف �أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلظ � ّأن دايف ّ‬ ‫حطت الطائرة الحظت � ّأن‬ ‫بطائرته على الطريق ال�رسيع‪ ،‬ولكن عندما ّ‬ ‫معبدة ف�س�ألته عن ال�سبب و�أجابني‪« :‬ال ميكن �أن‬ ‫الطريق العامة غري ّ‬ ‫معبدة و�إ ّال ت�ش ّققت يف ف�صل ال�شتاء‪ ،‬فاجلليد حتتها ال‬ ‫تكون الطريق ّ‬ ‫يذوب على مدار ال�سنة»‪.‬‬

‫حيث ال�شم�س تعانق غيوم الليل‬

‫حطت بنا الطائرة يف منطقة‬ ‫خالل �أطول نهار من االنقالب ال�صيفي‪ّ ،‬‬ ‫ثم ال تلبث �أن تعود‬ ‫ّ‬ ‫كندية من القطب ال�شمايل لرنى ال�شم�س تعانق الأفق ّ‬ ‫وتتو�سط ال�سماء الزرقاء من جديد‪ .‬وقد جئنا �إىل مدينة «داو�سون» يف‬ ‫ّ‬ ‫خ�صي�ص ًا لن�ستمتع مب�شاهدة هذه الظاهرة ال�شهرية‪.‬‬ ‫«يوكون»‬ ‫�إقليم‬ ‫ّ‬ ‫أ�شعة ال�شم�س الغيوم حمراء وبنف�سجية اللون يف الأفق‬ ‫�إذ اخرتقت � ّ‬ ‫الرمادية نف�سها‬ ‫ذهبية مذهلة‪ .‬تلك كانت الغيوم‬ ‫البعيد لت�ستحيل هال ًة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخيم فوق منتزه‬ ‫آن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫هي‬ ‫وها‬ ‫دقائق‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫طائرتنا‬ ‫التي اخرتقتها‬ ‫ّ‬ ‫ت�صوب جبال الغرانيت قممها يف ك ّل‬ ‫«تومب�ستون ترييتوريال» حيث ّ‬ ‫االجتاهات‪.‬‬ ‫واحلق ُيقال � ّأن �صفة «�شا�سع» ال تفي �إقليم «يوكون» ح ّقه‪ ،‬فبو�صولنا‬ ‫ّ‬ ‫�إىل نقطة عالية لت� ّأمل م�شهد �رشوق ال�شم�س‪ ،‬وجدنا �أنف�سنا على ُبعد‬ ‫مئات الكيلومرتات من �أقرب بلدة وعلى م�سافة �أبعد من نقطة انطالقنا‪.‬‬ ‫وتقع مدينة «داو�سون» عند نقطة التقاء منطقة «كلونديك» مبجرى‬ ‫نهر «يوكون»‪ ،‬وقد ازدهرت هذه املدينة بف�ضل الأموال التي جناها‬ ‫ا�ستقر النا�س‬ ‫�أهلها من اكت�شاف الذهب‪ ،‬ولكن قبل ُح ّمى الذهب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هنا واعتا�شوا من �صيد �أ�سماك ال�سلمون وحيوانات املوظ يف وادي‬ ‫«كلونديك»‪ .‬وبعد اكت�شاف الذهب يف �أواخر القرن التا�سع ع�رش‪،‬‬ ‫–‪–116‬‬

‫توافد املن ّقبون �إليها �آتني من املناطق املجاورة (�أقربها �أال�سكا‬ ‫فاكتظت البلدة بالنا�س ما دفع �س ّكانها الأ�صليني‬ ‫و�سان فرن�سي�سكو)‬ ‫ّ‬ ‫لالنتقال �إىل بلدة «موزهايد» الواقعة على بعد ‪ 5‬كيلومرتات لإف�ساح‬ ‫املجال �أمام املن ّقبني اجلدد‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 1902‬ح�صلت «داو�سون» على لقب مدينة و�أ�ضحت العا�صمة‬ ‫اجلديدة لإقليم «يوكون»‪ .‬وجاءت الفنادق و�صاالت العر�ض الكبرية‬ ‫ودور الأوبرا لتح ّل مكان ا ِ‬ ‫خميمات املن ّقبني عن‬ ‫فحولت بذلك ّ‬ ‫خل َيم ّ‬ ‫الذهب �إىل �أكرب مدينة غربي «وينيبيغ» و�شمايل �سان فرن�سي�سكو‪.‬‬ ‫أجتول اليوم يف �أرجاء املدينة‪� ،‬أ�شعر ب�أ ّنني يف �أحد �أفالم‬ ‫وحني � ّ‬ ‫الغرب الأمريكي ف�أنظر من حويل �إىل واجهات الأبنية املزخرفة‬ ‫اخل�شبية التي طالها ال�س ّكان‬ ‫واملزينة و�أت� ّأمل �ألواح املنازل واملحال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�ألوان خمتلفة بدءاً بالألوان الفاحتة و�صو ًال �إىل الأحمر القاين‪ .‬وت�صل‬ ‫خ�شبية �أكرث ارتفاع ًا من م�ستوى‬ ‫ممرات‬ ‫ّ‬ ‫هذه املنازل بع�ضها ببع�ض ّ‬ ‫ت�رسب املياه‬ ‫املنازل واملحال‪ ،‬وقد بناها �أهل البلدة للح�ؤول دون ّ‬ ‫�إىل الداخل عند ذوبان برك اجلليد‪ .‬ومررت بالقرب من متاجر حتمل‬ ‫�أ�سماء غريبة وتعر�ض يف واجهاتها ثياب ًا من الطراز القدمي يرتديها‬ ‫ال�سياحيون يف البلدة ليعيدوا �إحياء الأجواء القدمية‪.‬‬ ‫املر�شدون‬ ‫ّ‬

‫غبار الذهب عملة باري�س ال�شمال‬

‫الكندية يف �أوائل القرن الع�رشين‪ُ ،‬ل ّقبت مدينة‬ ‫يف �أوج ُح ّمى الذهب‬ ‫ّ‬ ‫«داو�سون» بباري�س ال�شمال‪ .‬واعتاد �س ّكانها �آنذاك �أن يدفعوا بغبار‬ ‫الذهب‪ ،‬ففي الأماكن التي كانت تزدحم بالزبائن‪ ،‬كان من املمكن‬ ‫ملَن يكن�س الأر�ض �أن يجني ثروة طائلة بف�ضل بقايا هذا الغبار‪.‬‬ ‫ولكن على الرغم من � ّأن بع�ض املن ّقبني جنحوا يف جمع ثروات كبرية‪،‬‬ ‫احلظ وف�شل‪� ،‬إذ و�صل مت� ّأخراً بعد �أن‬ ‫�إ ّال � ّأن البع�ض الآخر مل يحالفه ّ‬ ‫كانت ال�رشكات الكربى قد ا�ستولت على مناجم الذهب‪ .‬وح ّتى بعد �أن‬ ‫ممر جبل‬ ‫أمرين لدخول مدينة «داو�سون»‪� ،‬سواء بت�س ّلق ّ‬ ‫عانى ه�ؤالء ال ّ‬ ‫«ت�شيلكوت» اخلطر حاملني من امل�ؤن ما يكفيهم طوال عام كامل �أو‬ ‫باللجوء �إىل القوارب التي دائم ًا ما كانت تغرق‪ ،‬ق ّلة قليلة منهم جنحت‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.