Vacations العربية & travel
كهوف اململكة مغامرة تسرب أغوار الصحراء والتاريخ
الصني
أضواء ونكهات يف مدنها القدمية املتجددة
تايلند إقامة ملكية واحتفاالت على ضوء قمرها
س ّيارات رباعية الدفع تتحدى فوهة بركان ّ يف الفيليبني
رحلة بحرية إىل ُ اجلزر الكرواتية بني لشبونة وبوينس آيرس وحب احلياة عدة عنوانها األلوان ّ نقاط شبه ّ الهند ،فيتنام ،بوتسوانا ،نيوزيلندا ،كندا ،بابوا غينيا اجلديدة ،بتاغونيا ،باالو
ل�شبونة املت�أ ّلقة ها هي عا�صمة الربتغال تنف�ض عنها �سبات املا�ضي لتحت�ضن يف ربوعها مزيجا من �سحر العامل القدمي وحيوية احلا�رض الع�رصي ،ففي �شوارعها تتناف�س ً املطاعم والفنادق كما املتاجر واملرافق الرتفيهية على خطف الأنظار.. �صحيح � ّأن مو�سيقى ل�شبونة الوطنية حزينة النغمات � ،اّإل � ّأن �إيقاعها مفعم باحلياة ،فال ُتفاج�أوا �إن بلغت م�سامعكم �أحلان الفادو الكئيبة ممزوجة بنغمات اجلاز �أو ح ّتى البوب� ،إذ اعتادت ل�شبونة منذ فجر التاريخ �أن تخلط بني الأمور ومتزجها، فهي التي جتمع على تاريخها بني ال�صليبيني واملورو�س ونابليون بونابارت. بهويتها املدينة �ضواحي ت ّت�سم ك ّل �ضاحية من ّ م�شوقة �إىل اخلا�صة� ،إذ ت�صحبكم «بيليم» يف رحلة ّ حقبات تاريخية غابرة ،يف حني ت�ست�ضيفكم «باريو مميزة تزداد جما ًال عند الغروب. �ألتو» يف جل�سة ّ ت�سوق ممتعة بني بجولة فتعدكم � ّأما «�شيادو»، ّ �أ�شهر املتاجر العاملية �ش�أن Hermèsو.Cartier
باقة من �أف�ضل املطاعم
يف العام � 1755رضب هذه املدينة زلزال عنيف، �سويت على �أثره املنطقة بالأر�ض يف غالبيتها ّ فيما و�صلت االهتزازات واالرتدادات ح ّتى مقاطعة «كورنوال» الإنكليزية .ومنذ ذلك احلني ،يتوافد ال�سياح الإنكليز �إىل هذه البقعة من �أوروبا للتم ّتع ّ أ�شعة ال�شم�س امل�رشقة والثقافة الربتغالية. ب� ّ وحل�سن احلظ ،ف� ّإن ال ّأيام التي �شاع فيها تقدمي البي�ض والرقاقات يف ك ّل مطاعم ل�شبونة قد و ّلت، �إذ بات الربتغاليون اليوم يعيدون �إحياء النكهات الإقليمية يف مطابخهم املنت�رشة يف كافة �أرجاء املدينة. يقع مطعم Restaurante Elevenيف �أعلى نقطة من �شارع «روا ماركيز دي فرونتيريا» ،وفيه مهمة يتولىّ الطاهي املخ�رضم يواكيم كوربر ّ الطهو منذ عقد من الزمن تقريب ًا ،علم ًا ب�أ ّنه قد حاز م� ّؤخراً على جنمة «مي�شالن» �أخرى �أ�ضافها �إىل مئزره .ويرتفع هذا املطعم بني حدائق «�أماليا رودريغز» Amalia Rodriguesاملهيبة ،مطلاّ ً
على منتزه «�إدواردو ال�سابع» زواره �إطاللة �آ�رسة على املدينة ،VIIومانح ًا ّ مميزة من الأطباق الرائعة .لذا ،نن�صحكم وباقة ّ بتذوق طبق الري�سوتو بثمار الأ�سقلوب البحرية ّ واحلام�ض ،على �أن ترتكوا جما ًال للتحلية والتل ّذذ بطبق الك�ستارد املح ّلى بالكراميل بنكهة اليو�سفي. كما ميكنكم زيارة مطعم ،Largoوهو مطعم بارز �آخر يتيح لكم فر�صة تناول الطعام �إىل جانب امل�شعة �أحوا�ض �ضخمة جتوبها قناديل البحر ّ حتت الأقوا�س املقببة يف هذا املكان القدمي. يبث روح ًا ويتميز هذا املطعم مبطبخه الذي ّ ّ فيقدم التقليدية، الربتغالية أطباق ل ا يف جديدة ّ القد طبق «باكاالو» ،وهو طبق �إقليمي من �سمك ّ الربي. املجفف واملم ّلح ،مع فطائر اخلبز بالنعناع ّ ترتددوا �أي�ض ًا يف جتربة مطعم Bica Do وال ّ Sapatoالراقي ،والذي كان يف ما م�ضى م�ستودع ًا قدمي ًا يجاور �ضفة النهر يف «�سانتا �أبولونيا»، تت�ضمن يتحول �إىل �صالة طعام فخمة قبل �أن ّ ّ كافيرتيا ومن�ضدة لل�سو�شي .ومبا � ّأن املم ّثل جون مالكوفيت�ش هو �أحد مالكي هذا املكان، فال تعجبوا �إن �صادفتم بع�ض امل�شاهري هنا. تف�ضلون االختالط ب�أبناء ل�شبونة، � ّأما �إن كنتم ّ التجول بني ال�شوارع املر�صوفة و�صو ًال فيمكنكم ّ �إىل «�ألفاما»� ،أقدم مقاطعات املدينة ،والتي �ستقودكم �إىل ق�رص «�ساو خورخي» Castelo .de Sao Jorgeوهناك �ستقعون على مقهى يقدم �أطباق ًا �ساخنة بالإ�ضافة �إىل �صغري ّ اللحم امل�شوي ،كما ميكنكم �أن تطلبوا ال�رسدين امل�شوي خالل مروركم باملكان �أو اجللو�س �إىل معدة من �صيد النهار. �أحد املقاعد وطلب وجبة ّ مر التاريخ بتح�ضري لطاملا ا�شتهرت ل�شبونة على ّ �أ�شهى املعجنات اللذيذة ،و�أ�شهرها فطرية الك�ستارد بالبي�ض املعروفة با�سم التورتة الربتغالية التي Parque Eduardo
––49
––48
الن�ص :ليزا بريكوفيك
معامل تاريخية الن�صب التذكاري للم�ستك�شفني يف ل�شبونة.
ويف برج «بيليم» ،ذلك احل�صن املهيب الذي يعود �إىل القرن ال�ساد�س ع�رش ،تنعك�س �أ�شعة املتوهجة على الأحجار الكل�سية، ال�شم�س ّ ح ّتى تكاد تخطف بنورها الأب�صار. التي توجز تاريخ املدينة واحلروب التي ربحتها ب�رضاوة ،ك ّلها مدونة للتاريخ يف بالط ال�سرياميك الأبي�ض والأزرق .وال تن�سوا ّ كذلك �أن تنزلوا �إىل حمطات قطار الأنفاق حيث �ستجدون الفنانني ال�سيئة. مميزة �ستطيح ب�سمعة الغرافيتي ّ ينف ّذون ر�سومات ع�رصية ّ
الت�سوق عناوين ّ
الت�سوق يف ل�شبونة بقدر انت�شارها يف غريها من ال تنت�رش ثقافة ّ املدن الأوروبية الكربى � ،اّإل � ّأن هذه املدينة الربتغالية حتفل بالكثري من املاركات ال�شهرية ومتاجر الأزياء و�أ�سماء امل�صممني ال�صاعدين. الت�سوق ،ا�سته ّلوا نهاركم بنزهة على طول حمبي ف�إن كنتم من ّ ّ جادة احلرية «�آفينيداد دي ليربدادي» التي حتت�ضن جمموعة من �أفخم املاركات العاملية �ش�أن Chanelو Gucciو PradaوLouis ،Vuittonبالإ�ضافة �إىل حدائق و�أبنية فخمة من القرن التا�سع ع�رش .وي�ش ّكل هذا ال�شارع �صلة و�صل بني �ساحة «ر�ستورادور�س» بحد ذاته �إذ تتخ ّلل عد عم ًال فني ًا ّ و�ساحة «ماركيز دي بومبال» ،كما ُي ّ أهم ال�شخ�صيات الربتغالية. كل ب�ضعة �أمتار منه ن�صب تذكارية ل ّ ٌ ––51
�ألوان ل�شبونة: هذه ال�صفحة :ق�رص Belemskyيحيط به النهر و�أ�شجار النخيل؛ �رشفة حي من �أحياء ل�شبونة القدمية. ازدانت بالأزهار يف ّ ال�صفحة املقابلة: تتلون مباين خورخي»؛ «�ساو ق�رص أعلى � من ل�شبونة منظر مط ّل على ّ بتموجات ناب�ضة باحلياة. ل�شبونة ّ
راجت يف بدايات القرن الثامن ع�رش .واليوم بعد مرور �أكرث من مئة عام ،ما زال بو�سعكم التل ّذذ بطعم هذه التحلية التقليدية� ،إذ يحت�شد ال�سياح للح�صول على �أمام خمبز Pastéis de Belémالع�رشات من ّ هذه احللوى اخلفيفة ،واملزينة ب�إكليل من القرنفل وال�س ّكر ،والتي تلقى رواج ًا كبرياً بني �أبناء املدينة ومنهم ال�شهري جاميي �أوليفر. تذوق هذه الفطرية اللذيذة �أثناء مروركم تفوتوا فر�صة ّ لذا ،ال ّ باملكان ،و�إن ت�س ّنى لكم الوقت اجل�سوا يف غرفة املقهى اخللفية املزينة بالبالط الأزرق والأبي�ض الحت�ساء فنجان من الإ�سربي�سو. ّ
ن�شاطات ال ب ّد من القيام بها
ال يقت�رص الغنى التاريخي يف هذه املدينة العريقة على �أطايبها، لذا ابد�أوا با�ستك�شاف هذه املنطقة التاريخية من مقهى Patéis وتوجهوا بعد ارت�شاف فنجان من ال�شاي نزو ًال �صوب ،de Belém ّ الواجهة البحرية ،حيث �ستقودكم الطريق نحو برج «بيليم» .يعود هذا احل�صن املهيب �إىل القرن ال�ساد�س ع�رش ،وحني تنعك�س �أ�شعة ال�شم�س املتوهجة على �أحجاره الكل�سية ،تكاد تخطف بنورها الأب�صار. ّ وعلى مقربة من هذا ال�رصح ،ي�شمخ الن�صب التذكاري للم�ستك�شفني توجهتم �شما ًال بك ّل � ّأبهته لي�ضاهي الربج بيا�ض ًا و�إ�رشاق ًا .ف�إن ّ �ستمرون مبتحف العربات الوطني Museu Nacional dos Coches ّ حيث ميكنكم االحتماء لب�ضع �ساعات من ذروة احلر ،فيما مت ّتعون نظركم بالروائع املعرو�ضة فيه ،كملعب ركوب اخليل القدمي من ق�رص براقة من وهج الذهب الذي «بيليم» والذي بات �أ�شبه بف�سحة كبرية ّ يغطيها ،بالإ�ضافة �إىل عربات اخليل االحتفالية وامللكية التي تعود �إىل ّ القرن ال�سابع ع�رش والتي تزهو بري�ش و�أبهة ت�ضاهي بروعتها جمال الطاوو�س � .اّإل � ّأن العربة الأب�سط ت�صميم ًا � ،مّإنا الأكرث �أهمية هي عبارة ––50
عن مركبة �سوداء ب�سيطة تقف بهيبة عند املخرج� ،إن �أمعنتم النظر فيها �ستالحظون وجود ثقوب خ ّلفها الر�صا�ص يف جانبيها ،تروي حادثة اغتيال امللك كارلو�س ال ّأول وجنله لوي�س فيليب يف العام .1901 و�إن رغبتم يف �سرب �أغوار ما�ضي هذه املدينة الزاخر بالألوان، ف�ستجدون �ضا ّلتكم يف متحف املدينة ،Museu da Cidadeالذي يقع يف ،Palacio Pimentaوهو ق�رص امللك دوم جواو اخلام�س من القرن الثامن ع�رش .و�سي�أ�رسكم هذا املتحف مبعار�ضه الزاهية بالألوان والبالط املزخرف ومناذجه امل�ص ّغرة عن معامل املدينة. �ستتحرقون وما �إن تفرغوا من م�شاهدة البالط املزين يف الداخل، ّ �شوق ًا للعودة �إىل اخلارج وا�ستك�شاف ال�شوارع التي يع�ش�ش فيها الفن احلقيقي .فمن اجلدران �إىل �أطر النوافذ ،ومن املعامل التاريخية م�سطحة يف هذا املعر�ض �إىل املقاعد والنوافري ،ت�ش ّكل ك ّل م�ساحة ّ حتفة من البالط املزخرف .ح ّتى � ّأن الرحالت البحرية ،والروايات
حمطّة على درب املهراجا يومياً. اح ال�سي آالف � ي�ستقبل الذي �رصح تاج حمل املهيب ّ ّ ––55
يف ق�صور الهند املذهبة املزخرفة، بق�صورها العاجية املنقو�شة باملرمر ،وقببها ّ امللون واحلرير ،ت�صحبنا الهند وعلى ظهر فيلتها ّ املغطاة بالديباح ّ يف جولة مرتفة تعيد �إىل الأذهان ع�صور املهراجا الباذخة..
الن�ص وال�صور :جاك تايلور
––54
يف �ضيافة امللوك يف ال�صفحة املقابلة :ت�شكّل الفيلة واجلمال جزءاً من امل�شهد اليومي يف فندق .City Palace يف هذه ال�صفحة: ملونة ترافق طبق التايل؛ �صل�صات الي�سار: من اليمني �إىل ّ مائدة تليق مبوائد املهراجا يف Rambagh Palaceيف جيبور.
وقفنا يف فناء ق�رص معتم بانتظار �أن يح�صل �شيء ما .وما �إن متت �إنارة �ألف �أُعطيت الإ�شارة ح ّتى ّ �ضوء و�ضوء وبد�أت الفرقة بالعزف. ا�ستقرينا يف مقاعدنا مذهولني حتى ُم ّرر �إلينا بانتظام عدد من ما �إن ّ ونتفح�صها بهدوء. ال�سلع التذكارية عرب باب البا�ص لنتناقلها ّ «جمموعة �شطرجن من خ�شب ال�صندل» قال مادان بلهجة دلاّ ل املزادات، ثم �أ�ضاف «مئتا روبية! �أعتقد �أ ّنه �سعر معقول لهذه القطعة» ،وبعد �أن ّ وتفح�صنا امل�شرتيات ،انطلقنا لتناول الغداء بعد املفاو�ضات انتهت ّ �أن ُق ّدمت �إلينا املياه املث ّلجة. يعد �أحد �أحدث املطاعم يف و�صلنا �إىل Olive Bar & Kitchenالذي ّ دلهي ،حيث تناولنا ح�ساء الغازبا�شو ،وهو ح�ساء �إ�سباين بارد ُيح�ضرّ من الطماطم والفلفل الأخ�رض واخليار والب�صل ،بالإ�ضافة �إىل طبق املربد. التريامي�سو والعنب الأحمر املعروف بالوينفانديل املُح ّلى ّ بال�سيارة ،كانت لتكون طويلة وبعد الغداء ،انطلقنا �إىل �أغرا يف رحلة ّ ومم ّلة يف � ّأي بلد �آخر .لك ّنني هنا ،بقيت ملت�صق ًا بالنافذة طوال خم�س يدي اللتقاط �صور للطرقات �ساعات ،مم�سك ًا الكامريا بت� ّأهب بني ّ ––57
عندما يتبادل امل�سافرون ق�ص�ص ًا طريفة عن رحالتهم ،فال ب ّد من �أ ّنهم �سيذكرون ق�ص�ص ًا واجهتهم يف الهند .ويف �إحدى ق�ص�صي املف�ضلة، فت و�صديقي �أمام الفندق الذي �سننزل فيه يف مدينة «�أجمر» ،وهو تو ّق ُ مبنى جديد �أفا�ض يف الثناء عليه مكتب ال�سياحة املحلي .وفيما كنت �أفرز حقائبنا �سارع �صديقي �إىل الداخل ليبد�أ مبعامالت نزولنا يف ثم عاد م�رسع ًا بعد غياب طويل والده�شة تعلو وجهه وقال يل الفندقّ ، فيما كان يحاول التقاط �أنفا�سه «ال ميكننا النزول يف هذا الفندق� ،أعني �أ ّنهم يريدون ا�ستقبالنا لكن ما من نوافذ فيه ،وهم ما زالوا يح�ضرّ ون أ�رسة» .عندها قلت له ممازح ًا «ال ب�أ�س يا ح�رضة الأمري ،ميكننا لنا ال ّ حتمل ب�ضع ليالٍ من دون نوافذ ،كما ي�سعنا االنتظار قلي ًال بينما ّ أ�رسة» ،ف�أجابني ب�إ�رصار «لي�س هذا ما عنيته� ،أق�صد � ّأن يح�ضرّ ون ال ّ دق حركة ا د ل مق أ�ضاف � ثم النوافذ»، على بعد تركيبه يتم ً ّ ّ ّ الزجاج مل ّ أ�رسة». امل�سامري ليقول «هم ما زالوا حرفي ًا يح�ضرّ ون ال ّ ال�سياح الهند ،ف�إ ّنهم غالب ًا ما يقولون �إ ّنها وجهة عندما ي�صف ّ يحبها الزائر �أو يكرهها� .إلاّ � ّأن هذا الو�صف ال يفي �سياحية � ّإما �أن ّ التنوع الإثني والتاريخ الثقايف من قرون حفرت الهند ح ّقها .فقد ٌ ّ والفكري �آثارها عميقة يف ك ّل ناحية من نواحي احلياة يف الهند, بتعدد �أوجه جوهرة كوهينور ،وهي تتعدد �أوجهه ّ ما جعل منها بلداً ّ مت اكت�شافها يف «�أندهرا برادي�ش».، ما�سة تزن مئة وخم�سة �أقراط ّ ويدمر هذا العدد من ال�سالالت احلاكمة فالبلد الذي ا�ستطاع �أن يبني ّ والإمرباطوريات التي ق�صدته من ك ّل �أقطار العامل على مدى حقبات الكتيبات � ّأن وقرون من الزمن ال ميكن اخت�صاره بكلمة واحدة .تخربنا ّ ––56
الهوة الهند هي بلد التناق�ضات ،وهي فع ًال بلد التناق�ضات� ،إذ ال تزال ّ �سحيقة بني الرثاء الفاح�ش والفقر املدقع ،وكالهما ي�ش ّكل ب�صورة مربرة �أو غري مربرة مركز ا�ستقطاب لل�سائحني بالقدر ذاته ،لكن �إن �أتيحت لكم فر�صة �أن تعي�شوا يف القمة ،كما يفعل امللوك فح�سب �أو كما تعي�ش الطبقة املخملية يف املجتمع الهندي ،هل كنتم لرتف�ضوا؟ �أنا �شخ�صي ًا مل �أ�ستطع الرف�ض.
من �رضيح غاندي �إىل �أغرا
�أطلقت �رشكة Insight Vacationم� ّؤخراً �أوىل رحالتها �إىل الهند. تنظمها هذه ال�رشكة ال�سياحية وتعترب رحالت الرفاهية الذهبية التي ّ �إحدى �أرقى التجارب التي ميكن اختبارها يف الهند ،وهذا ما مل�سته بحق عندما قمت بزيارة دلهي. ّ يف اليوم ال ّأول من الرحلة ا�ستك�شفنا �رضيح املاهامتا غاندي �سامادهي يف «دلهي راج غات» ،وهي احلديقة التذكارية الهادئة واملثوى الأخري للماهامتا املل ّقب ب�أبي الأمة ،و«قطب مينار» وهي مئذنة من احلجر الأحمر يبلغ ارتفاعها 73مرتاً ،وقد ُ�ش ّيدت يف العام 1198ميالدي ،وال تزال املئذنة الأكرث ارتفاع ًا يف البالد. أهيئ مل ّ تنفك العطالت ال�سابقة التي �أم�ضيتها يف الهند بتذكريي ب�أن � ّ نف�سي مل�سرية العودة �إىل البا�ص ،واخرتاق ح�شود بائعي التذكارات املرة �رسعان ما اختفى ه�ؤالء وال�سلع ب�أ�سعارها امل�ضاعفة ،لكن هذه ّ وجهها �إليهم مدير رحلتنا الباعة من طريقنا بعد كلمات غري لطيفة ّ املكيف ،لكن مادان ،ما �سمح ملجموعتنا بالعودة ب�سالم �إىل البا�ص ّ
يف �أر�ض االبت�سامات م�رسحا يف «�أر�ض االبت�سامات» تناق�ض بني احلداثة والتقليد وجد له ً كافة �أقطار العامل... فابتكر ال�سياح �إليه من ّ ً منوذجا ً فريدا من نوعه جذب ّ
ليل ت�ضيئه امل�صابيح ويتم �إطالقها يف ال�سماء يف تقليد الورقية ُت�ضاء امل�صابيح ّ تايلندي لتحقيق الأمنيات. ––63
الن�ص وال�صور :نيكوال �شلهوب
––62
خيل �إليكم لدى الدخول �إىل فندق ُي ّ � Mandarin Orientalأ ّنكم تدخلون �إىل �أحد الق�صور الأ�سطورية التي لطاملا �سمعنا وتخيلنا فخامتها و�سحرها. عنها ّ أنهر واملعامل الأثرية ،ما يجعل امل�شهد ُي�ضيئ نور القمر ال�ساطع ال ُ �سيما عند اكتمال القمر يف �شهر دي�سمرب .وتكتمل غاية يف الروعة ال ّ روعة هذا امل�شهد مع ت�أدية فرق الرق�ص التايلندية عرو�ض ًا حاملة باللبا�س التايلندي التقليدي على �أنغام مو�سيقى تراثية مذهلة تزينها �آثار «�سوكوتاي» الوطنية املهيبة. وو�سط لوحة ّ وبعد �سهرة طويلة �أم�ضيناها يف الرق�ص على الأنغام الرتاثية احلية ،خلدت �إىل الراحة يف غرفتي الفاخرة وم�شاهدة العرو�ض ّ وغرقت يف �سبات عميق لترتاءى يل يف �أحالمي م�شاهد تنب�ض ب�ألف لون ولون وا�ستعرا�ضات راق�صة و�أنغام �ساحرة .ويف �صباح اليوم التايل� ،أ�رشقت �شم�س تايلند باكراً لتوقظني وتدعوين للت�سابق براً �إىل «�شيانغ ماي» حيث التقاليد املختلفة مع الوقت ،واالنطالق ّ
فخامة ملوكية يف «�سوكوتاي» و«�شيانغ ماي»
من اليمني �إىل الي�سار :غرفة التدليك يف منتجع Rarinjinda
Wellness Spa & Resort؛ مطار «�سوكوتاي»؛ فرق رق�ص تايلندية يف كرنافال «لوي كراتونغ» يف «�سوكوتاي»؛ مدخل فندق Mandarin Orientalيف «�شيانغ ماي»؛ غرفة يف فندق نف�سه.
––65
ربان الطائرة عن اقرتابنا من العا�صمة التايلندية بانكوك، �أعلن ّ فحاولت من مقعدي قرب النافذة ا�سرتاق النظر �إىل �أر�ض بلد ومتيزه ووعدت نف�سي ب�أن �أزوره و�أكت�شف لطاملا �سمعت عن جماله ّ طبيعته وتقاليد �أهله وعاداتهم. ورمادي داكن وقد ف�صل بيني وبني بانكوك و�شاح �أبي�ض حين ًا ّ تكد�ست فيه �أمطار غزيرة منعتني من �إلقاء النظرة حين ًا �آخر� ،إذ ّ الأوىل عن ُبعد ،ولكن مع اقرتابنا �أكرث ف�أكرث من مطار بانكوك ،بد�أت ناظري تت�ضح معامل اللوحة الطبيعية خ�رضاء اللون ،فرتاءت �أمام َ حقول الأرز اخل�رضاء ،والأنهار وامل�ستنقعات الكبرية واملنازل التايالندية التقليدية� ،إىل جانب ناطحات ال�سحاب يف الأفق البعيد. مئوية على الرغم ولدى و�صويل ناهزت درجة احلرارة الـ 30درجة ّ من � ّأن غيوم بانكوك كانت ُتفرغ كل ما يف جعبتها من مياه.
ا�سرتاحة يف بانكوك
مت�شوق ًا ال�ستك�شاف ،ولو القليل ،من العا�صمة بانكوك، كنت ّ فو�ضعت حقائبي يف �أمانة املطار ،وا�ستق ّليت القطار نحو املدينة لأق�صد منتجع � ،Rarenjinda Wellness Spa Resortأحد �أ�شهر املنتجعات ال�صحية فيها .فا�س ُتقبلت بع�صري لذيذ ومنع�ش رحت �أح ّلل تركيبته لأكت�شف �أ ّنه مزيج من ع�صري ق�صب ال�س ّكر وجوز كال�سيكية تايلندية الهند� .رشبته قبل �أن �أ�ست�سلم جلل�سة تدليك ّ ّ ––64
دامت �ساعة واحدة من الوقت ،ما �ساعدين على اال�سرتخاء بعد ومدين بالن�شاط ال�ستكمال نهاري ال ّأول يف تايلند، رحلتي الطويلة ّ تذوق طبق من احللوى لك ّنني مل �أقاوم قبل مغادرتي املكان رغبة ّ التايلندية اللذيذة م�ؤ ّلف من قطع من املانغو والأرز املطهو بجوز الهند .وعرفت حينها �أ ّنه �سيكون بانتظاري الكثري من الأطباق ال�شهية خالل زيارتي �إىل «�أر�ض االبت�سامات» .وكنت حم ّق ًا� ،إذ توجهنا �إىل فندق Grand Hyatt Erawanيف بانكوك حيث كان ّ تنوعت بني التي التقليدية أطباق ل با غني تايلندي بوفيه بانتظارنا ّ النباتية وتلك الغنية بثمار البحر واللحم والدجاج.
عر�س الألوان يف «لوي كراتونغ � -سوكوتاي»
و�صلنا بعد حوايل �ساعة �إىل مطار «�سوكوتاي» من بانكوك، ال له� ،إذ بدا بحجمه ف ُذهلت لر�ؤية املطار الذي مل ي�سبق �أن ر�أيت مثي ً وت�صميمه ك�أ ّنه قرية من �إحدى القرى التايلندية التقليدية .و�أمام تخبئه يل م�شهد املطار املميز� ،شعرت باحلما�س ال�ستك�شاف ما ّ ّ فتوجهنا مبا�رش ًة �إىل فندق هذه املنطقة التايلندية من مفاج�آت. ّ ولن�ستعد حل�ضور Ananda Museum Galleryلتو�ضيب �أمتعتنا ّ الكرنفال الكبري «لوي كراتونغ» The Grand Ceremony of Loy Krathongالذي هو عبارة عن مهرجان تقليدي ُيقام يف مو�سم الفي�ضان �أي بني منت�صف �شهر نوفمرب ومنت�صف دي�سمرب حني
فيتنام.. �أل ّذ الأطباق و�أغربها!
متتاز فيتنام, ،وهي �إحدى �أ�شهر الوجهات الأ�سيوية املعروفة ب�أطباقها ال�شهية ،بح�ساء النودلز ال�ساخن واحللويات اللذيذة التي تذوب يف الفم .ومهما كان طلبكم ،فمن الأرجح املكونات الغريبة فيه. �أن تتفاج�أوا بوجود بع�ض ّ التحدي« :فلنخترب بيلي!» هتفت حان وقت ّ الفتاتان الفيتناميتان اللتان كانتا تتوليان مهمة �إر�شادنا �إىل الأماكن ال�سياحية يف فيتنام ّ وهما ت�شريان �إىل رفيقي يف الرحلة .ودخلنا نحن الأربعة � -أنا وبيلي والفتاتني جنوك وهيان � -إىل مقهى �صغري عند زاوية ال�شارع وجل�سنا �إىل مائدة خ�شبية .وتو ّلت الفتاتان طلب الطعام .وبعد حني �أح�رض النادل طبق ًا من احل�ساء تطفو عليه قطع مكون جمهول .ها قد بد�أ م�ستطيلة �صغرية من ّ التذوق. اختبار ّ اكت�شفت جنوك وهيان قبل �ساعات معدودة ع�شاق الطعام �أ ّنهما تقومان بتعريف �أحد ّ على مدينتهما ،وهو املت�سابق يف برنامج MasterChefالأ�سرتايل بيلي لو .فغمرتهما حتد يق�ضي بالعثور على وقررتا تدبري ّ ال�سعادة ّ مكون حم ّلي ال ميكن لبيلي حتديده .ولي�ست ّ املهمة ممتعة فح�سب ،بل هي فر�صة رائعة تلك ّ للمرة الأوىل- بالن�سبة �إ ّ يل -و�أنا �أزور فيتنام ّ لأخترب �أف�ضل الوجبات املح ّلية فيما �أ�ستمتع بالتعرف �إىل املعامل ال�سياحية املده�شة. ّ
جولة تاريخية ممتعة
ك ّنا قد و�صلنا ليلة �أم�س �إىل العا�صمة هانوي يف
يتوجه فيه معظم �سكان املدينة الذين يبلغ وقت ّ عددهم 6،5مليون �شخ�ص ًا �إىل منازلهم .وكانت حتيط بحافلتنا �آالف الدراجات النارية فلم نكن مد النظر فيما كانت نر � اّإل بحراً من اخلوذات على ّ َ ت�صم �آذاننا. املزدحمة �سمفونية �أبواق املدينة ّ و�أكملنا طريقنا نحو ال�شوارع الوا�سعة املحفوفة احلي الفرن�سي بالأ�شجار من اجلانبني ،و�صو ًال �إىل ّ الذي ميتاز ب�أبنيته ذات اللون الأ�صفر الفاحت. ويعترب هذا احلي �إرث ًا من اال�ستعمار الفرن�سي الذي ُ دام من �أواخر القرن الثامن ع�رش وح ّتى احلرب العاملية الثانية .وقد ت�رضرت هذه املنطقة كثرياً ّ ب�سبب الق�صف الأمريكي خالل حرب فيتنام ،وبعد مت ترميم العديد من املباين املوجودة فيها. ذلك ّ ومررنا بالقرب من دار الأوبرا يف هانوي التي متتاز بهند�ستها النيوكال�سيكية الفريدة ،وبفندق Sofitel Legend Metropoleالذي يتيح للزائرين، وهم يتناولون وجبة خفيفة ،م�شاهدة �أفالم غراهام غرين �أو جاين فوندا ،وهما من �أ�شهر نزالء الفندق ال�سابقني.
الزكية رائحة امل�أكوالت ّ
ت�صطف مبحاذاة الأر�صفة، كانت املطاعم ّ وكان البخار يت�صاعد من القدور الكبرية،
––77
––76
الن�ص وال�صور :كايت �أرم�سرتونغ
فاكهة ا�ستوائية تكرث الأ�سواق املح ّلية التي تعر�ض غ ّلة املزارعني من خ�ضار وفواكه.
حار�س ًا ي�ضع �أ�صبعه �أمام �شفتيه وك�أ ّنه يطلب م ّنا التزام ال�صمت. ممدداً داخل تابوت توجهنا �إىل الداخل ،ر�أينا جثمان هو �شي مينه ّ بعد �أن ّ زجاجي م�ضاء .يرتدي القائد زي ًا �أ�سود وميتاز بلحية بي�ضاء م�ستد ّقة التعرف عليه �أمراً �سه ًال .وقد �رشح لنا الدليل ال�سياحي مهمة جتعل ّ ّ قائ ًال« :عندما توفيّ ،بكى اجلميع لأ�سبوع كامل ،وك�أ ّنهم فقدوا والدهم».
قهوة غريبة وحلويات لذيذة
�شعرت باحلاجة �إىل �رشب فنجان من القهوة كي �أ�سرتيح قلي ًال ال�شيقة وبعد اال�ستماع �إىل تاريخ فيتنام املع ّقد بعد هذه املغامرة ّ عد هانوي مكان ًا مثالي ًا لال�ستمتاع بتناول القهوة، وامل�شوق .و ُت ّ ّ تعج باملقاهي ال�صغرية والتي تفوح منها رائحة احلبوب فاملدينة ّ املحم�صة .واجلدير بال ّذكر هو � ّأن ثقافة القهوة ُتعترب تقليداً متج ّذراً ّ عد تناول القهوة م�س�ألة �رسيعة يف فيتنام .ففي تلك البالد ،ال ُي ّ يتم اال�ستفادة من �أطول وقت ممكن لال�ستمتاع بها. وم�ؤ ّقتة � ،مّإنا ّ موظفي الدولة الذين يرتكون �أبواب مكاتبهم وما عليكم �إ ّال �أن ت�س�ألوا ّ مفتوحة لكي ي�ستمتعوا بالبخار املت�صاعد من امل�رشوبات ال�ساخنة. قدم يل بيلي القهوة البي�ضاء .ca phe suaهذا ال�رشاب وبعد ذلكّ ، يتم تقطريه ببطئ يف كوبكم با�ستخدام م�صفاة الذي اللذيذ املُ�ص ّفى ّ �صغرية ،ليغرق يف كمية من احلليب املك ّثف واملح ّلى ،فتختربون مذاق ًا ي�شبه احللوى الذائبة .غري � ّأن بيلي يبحث عن القهوة امل�صنوعة من البي�ض ،ca phe trungوهو يعتمد على جنوك وهيان للعثور ثم عرب متاهة من عليها .لذا ،ذهبنا معهما ومررنا عرب متجر للحرير ّ متعرج ًا �إىل �رشفة الطابق العلوي يف الغرف ،قبل �أن ن�صعد درج ًا ّ مقهى .Pho Coمن هنا ،ميكنكم ر�ؤية �أحد �أبرز معامل املدينة وهي بحرية «هوان كيام» و�آالف املراهقني الذين يتن ّزهون بدراجاتهم ودراجاتهم. النارية حولها ويت�سابقون على الطرقات ّ ب�سياراتهم ّ مزينة مبخفوق زالل البي�ض الذي ُي�ضفي ثم ارت�شفنا قهوة �سوداء ّ ّ لكن بيلي عليها مذاق الكرمية الباردة .مل �أ�ستطع معرفة ا�سم القهوة ّ تعرف على طعمها الذي ي�شبه حلوى التريامي�سو الإيطالية. ّ نتحدث عن امل�أكوالت الفيتنامية. وهكذا ق�ضينا �ساعة كاملة ونحن ّ حينئ ٍذ� ،أدركت جنوك وهيان ،وهما «طاهيتان جيدتان»ّ � ،أن بيلي على ّ اطالع تام على جمال عمله .وقد ّ مت �أخرياً حتديد االختبار الذي يتعينّ على بيلي خو�ضه .اتفقنا على ا�ستبعاد الأطباق املحلية مبا فيها تلك املكونات كالثعبان الذي ي�صلح ا�ستخدامه يف التي حتتوي على بع�ض ّ 11و�صفة خمتلفة. و�أم�ضينا طيلة فرتة بع�ض الظهر ونحن ن�سري مع جنوك وهيان ممر �صغري، يف الأز ّقةّ ، ثم تو ّقفنا يف حمطتنا الأوىل يف مقهى يف ّ فقدمت أطفال. ل ا رو�ضة مقاعد بحجم بال�ستيكية مقاعد وجل�سنا على ّ لنا �صاحبة املقهى �رشاب ،cacao trungوهو �رشاب البي�ض بنكهة ال�شوكوالته ،بالإ�ضافة �إىل ،hoa qua damوهي عبارة عن �سلطة
فواكه مع الثلج وحليب جوز الهند .فطلبت الفتاتان من بيلي �أن ي�سمي الفاكهة املوجودة يف ال�سلطة :الأفوكادو ،والبابايا ،واملانغا، ّ وت�شمون رائحتها يف الأ�سواق والق�شطة ،متام ًا كتلك التي ترونها ّ مهمة �سهلة .ف�ضحكت الفتاتان وقالتا املحلية .واعترب بيلي �أ ّنها ّ مبهمة �أكرث �صعوبة. «�أح�سنت يا بيلي» ،وبد�أتا تف ّكران ّ احلي القدمي الذي �أ�صبح �أكرث ازدحام ًا .كانت وبعد ذلك ،خرجنا �إىل ّ بال�سياح الذين يحت�سون �أ�شهر وتعج أر�صفة ت�صطف على ال املقاهي ّ ّ ّ ال�سيدات تعر�ض �س ّلة كبرية من امل�رشوبات املحلية .وكانت �إحدى ّ كعك banh ranالتقليدي الذي ُغ ّطي بع�ضه ببذور ال�سم�سم .ويف مكان �آخر ،كانت بع�ض املحالت تبيع خبز � banh miأي خبز الباغيت الفرن�سي املح�شو بنكهات خمتلفة ح�سب الطلب.
تذوق ناجحة اختبارات ّ
لتذوق الأطباق التي ت�شتهر فرحت الفتاتان عند م�شاهدتهما حما�ستنا ّ بها مدينتهما ،بالرغم من �شعورهما بالإحباط ب�سبب معلومات بيلي املمر ،تو ّقفنا لربهة من �أجل وا�ستمر االختبار :ففي �آخر ال�شاملة. ّ ّ تذوق قطع حلم �صغرية ملفوفة بورق املوز .وكان ذلك اختباراً جديداً ّ قطعه بيلي بنجاح. تابعنا �سرينا ح ّتى و�صلنا �إىل مقهى على زاوية ال�شارع ,هنا ،كان على تذوق «قطع» عائمة يف بيلي �أن يواجه �أكرث االختبارات ّ حتدي ًا وهو ّ وعاء من املعكرونة بال�شعريية .وقد اقتنعت الفتاتان ب�أ ّنهما اختارتا مهمة م�ستحيلة .واجلدير بالذكر هو � ّأن بيلي ي�ستخدم عيدان لبيلي ّ املكون. الطعام برباعة ،ف�أكل ب�رسعة وف ّكر ّ وركز يف الطعم ليحزر ما هو ّ ثم قال بيلي بثقة« :لقد � ّأما الفتاتان ،فبد�أتا بال�ضحك وا�ستبقتا الفوزّ . ––79
القبعات املتجولون الذين يعتمرون فيما كان الباعة ّ ّ املحملة ب�ش ّتى املنتجات ،من املخروطية يدفعون عرباتهم ّ الب�سط �إىل �أطباق البي�ضّ � .أما عند املداخل ،فكان الرجال ُ التقليدية يف فيتنام. «ال�سجائر» مبثابة وهي الغاليني نون يدخ ّ ّ كان الهواء كثيف ًا واجلو رطب ًا ،وكانت رائحة الدخان متتزج مع الزيوت والأع�شاب .فيما جُت ّ�سد كومة الأ�سالك التي املنظمة. تالحظونها ك ّلما نظرمت �إىل الأعلى فو�ضى املدينة ّ احلي القدمي مل يكن هناك جمال لإ�ضاعة الوقت ،لذا رحت �أجوب �شوارع ّ �أو ما ُيعرف بال�شوارع الـ ،36وهي جمموعة من الطرقات والأز ّقة ال�ضيقة التي ُتعرف با�سم «هانغ» .وكانت ع�رشات الأ�سواق قائمة يف هذا املكان يف القرن الثالث ع�رش ،وكانت ُت�ستخدم لبيع املنتجات فتكتظ املختلفة كالأ�سماك واجللود والغاليني والأحذيةّ � .أما اليوم، ّ جميعها بالباعة املتجولني واملحال التجارية التي تبيع ك ّل ما ميكن �أن يخطر يف بالكم ،من �أدوات املطبخ التقليدية �إىل الثياب الع�رصية. املزيفة» يتم بيع «النقود ّ و�رست ببطء يف �شارع ،Hang Maحيث ّ أتن�شق ال�ستخدامها يف الطقو�س البوذية ،ولكن بالرغم من �أنني كنت � ّ احلارة رائحة الأع�شاب املت�صاعدة من املحال التجارية ،كالتوابل ّ التي تفوح يف �أرجاء الأز ّقة � ،اّإل �أنني مل �أكن �أ�ستطيع حتديد مكانها.
ذكرى قائد عظيم
يف �صباح اليوم التايل ،قمنا بزيارة �رضيح هو �شي مينه، حرر البالد من اال�ستعمار الفرن�سي ،وهو القائد الثوري الذي ّ يتقدمه درج كبري و�ساحة ال�شيوعي الطراز �رصح �ضخم على ّ وا�سعة .وميكنكم ر�ؤية الزائرين وهم ي�صط ّفون يف �صفوف تقدمنا قلي ًال فلمحنا ثم ّ طويلة حول املبنى بانتظار دخولهّ .
––78
عد هانوي مكان ًا مثالي ًا لال�ستمتاع بتناول ُت ّ تعج باملقاهي ال�صغرية القهوة ،فاملدينة ّ املحم�صة .و ُتعترب وتفوح منها رائحة احلبوب ّ ثقافة القهوة تقليداً متج ّذراً يف فيتنام. نكهات وتاريخ يف هذه ال�صفحة :قهوة مع ق�شدة البي�ض لذيذة الطعم؛ طبق ثعبان البحر الأ�سيوي مع ح�ساء النودلز؛ �رضيح هو �شي مينه يف هانوي. يف ال�صفحة املقابلة :امر�أة تبيع غ ّلتها يف �سوق اخل�ضار يف هانوي.
على منت «�إليغانزا» يف ُجزر كرواتيا
تتناثر ُجزر كرواتيا يف البحر الأدرياتيكي املتلألئ حتت وتطل منازل �أ�شعة ال�شم�س الدافئة ،وتغمرها الأ�شجار اخل�رضاء ّ القرميد من بينها ،لرت�سم لوحة طبيعية �آ�رسة ّقل نظريها..
مركب الأحالم «�إليغانزا»يتهادى على �صفحة مياه البحر الأدرياتيكي الأزرق ––107
–106–
Daniella Cesarei Photography
: ال�صور- مهى نخلة:الن�ص
ت�شبه الرحلة على منت «�إليغانزا» احللم، وجمالها من الداخل ي�ضاهي جمالها اخلارجي، جوها احلميم واملريح واحلامل. فيعك�س ّ القارب حيث وجدنا �س ّلة فواكه وزجاجات الع�صري التي ح�ضرّ ها لنا النادل اللطيف ماتيه ال�سرتاحة ق�صرية ومنع�شة قبل �أن تبد�أ جولتنا والدراق ال�شمام ال�سياحية يف «�سبليت» .وكانت ب�ضع �رشائح من ّ ّ مبدنا باحليوية الالزمة ا�ستعداداً ليوم طويل رائع. والعنب كفيلة ّ و ُتعترب «�سبليت» �أكرب جزيرة بني اجلزر الكرواتية وهي من �أقدم املدن يف البالد� ،إذ �أ ّنها كانت م�ستوطنة �إغريقية ُتدعى «ا�سبالطو» ولكن ازدهار هذه اجلزيرة ونقطة اجلذب يف القرن ال�ساد�س، ّ ال�سياحية الأ�سا�سية فيها هي ق�رص «ديوكلي�شني» الروماين الذي بناه الإمرباطور ديوكلي�شني حني �أراد اعتزال احلياة ال�سيا�سية املرهقة ،فاختار موقع ًا قريب ًا من م�سقط ر�أ�سه مدينة «ديوكليا». وي�ش ّكل هذا الق�رص القلب الأثري ملدينة «�سبليت» �إذ يقوم على وي�ضم يف داخله معامل �أثرية عديدة مثل مربع م�ساحة � 38ألف مرت ّ ّ ولكن املذهل هو � ّأن البوابة الذهبية والأعمدة الأثرية والأبراج، ّ ّ ––109
رحلة �إىل عامل ال�شواطئ من اليمني �إىل الي�سار :يحلو اال�ستيقاظ باكراً وتناول القهوة على �سطح «�إليغانزا»؛ لوحة �آ�رسة لبيوت القرميد والبحر تتكرر يف الأزرق والأ�شجار اخل�رضاء والقوارب املتناثرة ّ جزر كرواتيا من دون ملل؛ �أروع غداء على منت «�إليغانزا» بني �إ�رشاقتي الديكور الأ�صفر و�أ�شعة ال�شم�س الدافئة.
حمرك قارب �إ ّنها ال�ساعة الثامنة �صباح ًا .ا�ستيقظت على هدير ّ «�إليغانزا» يعلن وقت الإبحار �إىل و�سط البحر الأدرياتيكي الأزرق مدة ،فلحركة ال�ش ّفاف .مل �أنعم بهذا الق�سط من النوم العميق منذ ّ الأمواج و�صوتها اخلفيف وهي ت�رضب القارب بهدوء ت�أثري �أرجوحة �سارعت ه ّزازة جتعل النعا�س ين�س ّل �إىل جفونكم من دون جمهود. ُ املرة فهذه �إىل ارتداء مالب�س مريحة و�صعدت �إىل �سطح املركب، ّ خ�شبي يف رحلة بحرية! الأوىل التي �أ�سافر فيها على منت مركب ّ ال �شيء يحيط بي �سوى ال�سماء الزرقاء ،والبحر الفريوزي ،والقوارب امللونة املبحرة ،والطبيعة اخل�رضاء الآ�رسة للجزر الكرواتية ّ املتناثرة .مل �أكن الوحيدة التي ا�ستيقظت لت�ستمتع بتجربة الإبحار، فقد �سبقتني رفيقاتي الثالث يف الرحلة �إىل احت�ساء القهوة على الأريكة الوا�سعة البي�ضاء على �سطح املركب.
ال�سيدة الراقية «�إليغانزا» ّ
ك ّنا قد و�صلنا يف اليوم ال�سابق �إىل جزيرة «�سبليت» ،وا�ستقبلتنا دورا فوليت�ش م�ؤ�س�سة �رشكة Sail Dalmatiaالتي ت�سيرّ مركب «�إليغانزا» Eleganzaوهو مركب من نوع «غوليت» .Guletورافقتنا دورا من املطار �إىل مرف�أ «�سبليت» حيث تر�سو «�إليغانزا» بك ّل هدوء و�أناقة البني الداكن ،و�أ�رشعتها ك�سيدة راقية رائعة اجلمال بلون خ�شبها ّ ّ الزرقاء والبي�ضاء ،وطاقم عملها الودود واملبت�سم كما هي طبيعة
––108
نتعرف �شعب منطقة داملا�سيا� .صعدنا على منت «�إليغانزا» كي ّ للتجول يف «�سبليت» ون�ستعد على مكان �إقامتنا ون�ضع حقائبنا ّ ّ لتقدمه لنا يف هذا اليوم امل�شم�س والدافئ. واكت�شاف ك ّل ما لديها ّ وحفرت على مدخل املق�صورة الداخلية اخل�شبي عبارة There Are ُ « Places People Only Dream Ofهناك �أماكن ال ي�سع النا�س الربان ماركو � ّأن مالك «�إليغانزا» ال�سابق �سوى احللم بها»� .أخربنا ّ ال�سيد ال�سيد جي بولوت حفرها عندما اقتنى املركب .و�أعتقد � ّأن ّ ّ حق ،فـ«�إليغانزا» هي كاحللم ،وي�ضاهي جما ُلها بولوت كان على ّ الداخلي جما َلها اخلارجي فيعك�سان �أجواءها احلميمة واملريحة ّ وي�ضم املركب غرفة طعام داخلية حتتوي على زاوية واحلاملة. ّ لتناول الع�صائر والت�سامر ،بالإ�ضافة �إىل تلفاز وكتب وجملاّ ت للربان حيث �أجهزة وبع�ض الألعاب التثقيفية� ،إىل جانب زاوية ّ القيادة التكنولوجية احلديثة ومقود ال�سفينة ال�شهري الذي جعلني أتذكر الكابنت «جاك �سبارو» يف �أفالم Pirates of The Caribbean � ّ يوجه �سفينته «الل�ؤل�ؤة ال�سوداء» .وتف�صل ذلك اجلزء من وهو ّ املركب �أربع درجات �صغرية عن جناح النوم الرئي�سي الفخم ،و4 جمهز بك ّل ما حتتاجون �إليه حمام �شخ�صي ّ مق�صورات وا�سعة مع ّ من م�ستلزمات اال�ستحمام التي حر�صت «دورا» على �أن تختارها خلزامى والزيتون من منتجات كرواتية حم ّلية تتميز برائحة ا ُ ّ ثم �صعدنا �إىل �سطح والق�صعني .و�ضعنا حقائبنا يف املق�صورات ّ
–115–
«يوكون» حتت �شم�س منت�صف الليل من تخوم ال�شمال الكندي الذي تعربه الطرقات ال�رسيعة وتعلو يف وتتخلل م�ساحاته ال�شا�سعة بلدات �صغرية ،نزور �أفقه اجلبال ال�شاهقة ّ يتكيف مع حميطه مبرونة كربى. الذي ب الطي �شعبه �إقليم«يوكون» للقاء ّ ّ
––114
الن�ص وال�صور :ماريا في�سكونتي
�شم�س منت�صف الليل طائرة «بايرب نافاجو» �أمام الغيوم التي تعانق �شم�س منت�صف الليل.
يف جني ثروات وعاد الآخرون �إىل ديارهم فارغي الأيدي �أو بقوا يف «داو�سون» يعملون يف التنقيب .و�ش ّكل طق�س ال�شتاء القا�سي عام ًال �آخر �أحبطهم ،بح�سب ما �أخربين كريان ميكي رئي�س حترير جم ّلة TRVL جده هرني ماكهرني يعي�ش يف «يوكون» منذ زمن بعيد. والذي كان ّ فعندما بلغ ماكهرني �سنته ال�ساد�سة ع�رشة �أي يف العام ،1897هرب من منزله يف مقاطعة «�أنرتمي» يف �إيرلندا لالن�ضمام �إىل املن ّقبني عن الذهب فتب ّناه من ّقبان كبريان وجعاله م�س�ؤو ًال عن بغالهما. أهمية كربى يف «كلونديك» فقد ويف ذلك الوقت� ،ش ّكلت احليوانات � ّ كانت جمموعة كالب ت�ساوي حوايل 1000دوالر �أمريكي (�أي ما يعادل � 27ألف دوالر �أمريكي يف يومنا هذا) ،فيما كانت جمموعة مدربة ت�ساوي حوايل 1700دوالر �أمريكي (�أي ما يعادل 46 كالب ّ �ألف دوالر كندي يف يومنا هذا) .كما �ش ّكلت احليوانات و�سيلة النقل الوحيدة للمن ّقبني وغالب ًا ما �ساهمت يف �إنقاذ حياتهم. �ضم ر�ؤو�س البغال �إىل ملاكهرني ذكريات كثرية ،منها اندفاعه �إىل ّ �صدره وتغطيتها مبعطفه ليدفئها بعد �أن ي�سحب من �أنوفها كتل الثلج املج ّلدة .وبعد �أن �أم�ضى وقت ًا طوي ًال يف مناجم الذهب وترك عمله �آخذاً معه �ساعة جيب م�صنوعة من الذهب اخلام� ،أ�صبح ماكهرني احلديدية وعاد �إىل م�سقط ر�أ�سه يف �إيرلندا مهند�س ًا يعمل يف ال�سكك ّ ليتزوج وي� ّؤ�س�س عائلة وليتو ّفى عن 83عام ًا .و�شاء القدر �أن يرث ابنه ّ البكر منه هذه ال�ساعة ليعود بعد فرتة لل�سكن يف كندا ،فعادت ال�ساعة �إىل املكان الذي ُ�صنعت فيه.
ذهب للن�ساء �أي�ضاً
وتكرث ق�ص�ص الن�ساء الالتي �سعني �إىل جني الرثوات من الذهب فعربن ممر جبل «ت�شيلكوت» ودخلن هذا املجتمع املعزول وع�شن يف الربد ّ وال�صقيع .ومن بني ه�ؤالء الن�ساء ويندي كرينز التي �سطع جنمها وابتاعت مع كيم بوزاين منذ 14عام ًا مبنى «بومباي بيغي» العائد فحولته �إىل فندق يهيمن على غرفه الطابع القدمي. بنا�ؤه للعام ّ 1900 ويف �صباح نهار بارد ،وجدت نف�سي يف بلدة «وايتهور�س» التي تقع على بعد 530كيلومرتاً جنوبي «داو�سون» جال�سة حول النار برفقة ن�ساء �أتني �إىل مالذ من نوع �آخر هو ملكية «بيفريل غراي» Beverly متتد على م�ساحة 4.2هكتارات من اجلبال وتط ّل Grayالرائعة التي ّ على بحرية «رات» املذهلة .مع العلم � ّأن بيفريل �صاحبة امل�رشوع هي تركب اخت�صا�صية معاجلة بالأع�شاب والزيوت العطرية ،كما �أ ّنها ّ ّ الأدوية التي ت�ستخدمها من خال�صات النباتات .وقد زارتها ه�ؤالء طب الن�ساء للتعرف �إىل فوائد النباتات واال�ستفادة من خربتها يف ّ ّ ت�صب وراحت النار على ا إبريق � و�ضعت قد غراي وكانت أع�شاب. ال ً ّ منه ما ح�ضرّ ته من نقيع لنا يف جرار �صغرية .وبعد �أن احت�سينا ال�رشاب ال�ساخن ،قادتنا �إىل طريق جبلي لن�أتي برباعم �شجرة التنوب ون�ستخدمها الحق ًا �أثناء جل�سة حت�ضري الأقنعة. ويف اليوم التايل ق�صدت متجر Aromaللأع�شاب يف «وايتهور�س» حل�ضور حفل �إطالق كتاب بيفرييل غراي The Boreal Herbal: Wild كيفية قطف Food and Medicine Plants of the Northحول ّ الأع�شاب والأزهار وحفظها وحت�ضريها. وبعد انتهاء احلفل ،ذهبت �إىل بحرية «يوكون» لال�ستمتاع برحلة ملا و�صلت �إىل �أعلى اجلبل ت� ّأملت ق�صرية يف الزورق ولت�س ّلق اجلبال .و ّ جمال الطبيعة الباهر .لقد �رست على ُخطى �أقدم املن ّقبني عن الذهب يف هذه اجلبال ور�أيت �أمامي بقايا العربات القدمية التي اعتادوا بناءها وا�ستعمالها يف نقل الذهب .وعلى م�سافة �أبعد ،الحظت جمموعة يدربونهم منذ �أطفال �صغار يتع ّلمون التجديف يف الزورق� .إ ّنهم ّ القوة يف �أر�ض ت�سطع فيها ال�شم�س طوال الليل• . نعومة �أظافرهم على ّ
حان وقت العر�ض يعود تاريخ بناء م�رسح «داو�سون» � Grand Theatreإىل قرن من الزمن.
Palace
معلومات عن الرحلة طريقة ال�سفر
اجلوية الإماراتية رحالت ي�سيرّ ك ّل من طريان االتحّ اد واخلطوط ّ دورية �إىل كا ّفة املدن الكندية الكربى.
etihadairways.com emirates.com
الوقت املثايل لل�سفر
ميكنكم م�شاهدة �شم�س منت�صف الليل خالل ف�صل ال�صيف �أي من �شهر يونيو ح ّتى �شهر �أغ�سط�س وهي الفرتة التي يقع فيها �أطول نهارات االنقالب ال�صيفيّ � .أما الوقت الأن�سب مل�شاهدة ال�شفق فيمتد من �أواخر �أغ�سط�س ح ّتى منت�صف �شهر �أبريل. القطبي ّ
�أماكن الإقامة
يف «وايتهور�س»: Best Western Gold Rush Innbestwestern.com SKKY Hotelskkyhotel.com Sundog Retreatsundogretreat.com
يف مدينة «داو�سون»: Aurora Inn -
aurorainn.ca Bombay Peggy’sbombaypeggys.com
ملزيد من املعلومات
كيفية ال�سفر �إىل مدين َتي «داو�سون» ملزيد من املعلومات حول ّ و«وايتهور�س» ،ميكنكم زيارة موقع «يوكون» لل�سياحة �أو جلنة كندا لل�سياحة على الإنرتنت. travelyukon.com canada.travel
––117
�ألوان «يوكون» بتموجات �ألوان قو�س قزح. اخل�شبية «داو�سون» تتزين منازل ّ ّ
راح دايف �شارب ،قائد طائرة «بايرب نافاجو» ،مييل بها ناحية ال�شمال قائ ًال« :لنت� ّأكد � ّأن الطريق ٍ ال�سيارات وال�شاحنات» .وعندما خال من ّ نظرت �إىل الأ�سفل ،وجدت طريق �أال�سكا ال�رسيعة خالية ،ولكن �رسعان «لكن هذه الطريق منحنية� ،ألي�س ما الحظت �أمراً �آخر ف�س�ألته بخجلّ : كذلك؟» .ف�أجابني قائ ًال�« :صحيح ،لك ّنها �ست�صبح م�ستقيمة بعد قليل». يحط وحل�سن طيار بارع� ،إذ جنح ب�سهولة يف �أن ّ ّ احلظ � ّأن دايف ّ حطت الطائرة الحظت � ّأن بطائرته على الطريق ال�رسيع ،ولكن عندما ّ معبدة ف�س�ألته عن ال�سبب و�أجابني« :ال ميكن �أن الطريق العامة غري ّ معبدة و�إ ّال ت�ش ّققت يف ف�صل ال�شتاء ،فاجلليد حتتها ال تكون الطريق ّ يذوب على مدار ال�سنة».
حيث ال�شم�س تعانق غيوم الليل
حطت بنا الطائرة يف منطقة خالل �أطول نهار من االنقالب ال�صيفيّ ، ثم ال تلبث �أن تعود ّ كندية من القطب ال�شمايل لرنى ال�شم�س تعانق الأفق ّ وتتو�سط ال�سماء الزرقاء من جديد .وقد جئنا �إىل مدينة «داو�سون» يف ّ خ�صي�ص ًا لن�ستمتع مب�شاهدة هذه الظاهرة ال�شهرية. «يوكون» �إقليم ّ أ�شعة ال�شم�س الغيوم حمراء وبنف�سجية اللون يف الأفق �إذ اخرتقت � ّ الرمادية نف�سها ذهبية مذهلة .تلك كانت الغيوم البعيد لت�ستحيل هال ًة ّ ّ تخيم فوق منتزه آن ل ا هي وها دقائق، منذ طائرتنا التي اخرتقتها ّ ت�صوب جبال الغرانيت قممها يف ك ّل «تومب�ستون ترييتوريال» حيث ّ االجتاهات. واحلق ُيقال � ّأن �صفة «�شا�سع» ال تفي �إقليم «يوكون» ح ّقه ،فبو�صولنا ّ �إىل نقطة عالية لت� ّأمل م�شهد �رشوق ال�شم�س ،وجدنا �أنف�سنا على ُبعد مئات الكيلومرتات من �أقرب بلدة وعلى م�سافة �أبعد من نقطة انطالقنا. وتقع مدينة «داو�سون» عند نقطة التقاء منطقة «كلونديك» مبجرى نهر «يوكون» ،وقد ازدهرت هذه املدينة بف�ضل الأموال التي جناها ا�ستقر النا�س �أهلها من اكت�شاف الذهب ،ولكن قبل ُح ّمى الذهب، ّ هنا واعتا�شوا من �صيد �أ�سماك ال�سلمون وحيوانات املوظ يف وادي «كلونديك» .وبعد اكت�شاف الذهب يف �أواخر القرن التا�سع ع�رش، ––116
توافد املن ّقبون �إليها �آتني من املناطق املجاورة (�أقربها �أال�سكا فاكتظت البلدة بالنا�س ما دفع �س ّكانها الأ�صليني و�سان فرن�سي�سكو) ّ لالنتقال �إىل بلدة «موزهايد» الواقعة على بعد 5كيلومرتات لإف�ساح املجال �أمام املن ّقبني اجلدد. ويف العام 1902ح�صلت «داو�سون» على لقب مدينة و�أ�ضحت العا�صمة اجلديدة لإقليم «يوكون» .وجاءت الفنادق و�صاالت العر�ض الكبرية ودور الأوبرا لتح ّل مكان ا ِ خميمات املن ّقبني عن فحولت بذلك ّ خل َيم ّ الذهب �إىل �أكرب مدينة غربي «وينيبيغ» و�شمايل �سان فرن�سي�سكو. أجتول اليوم يف �أرجاء املدينة� ،أ�شعر ب�أ ّنني يف �أحد �أفالم وحني � ّ الغرب الأمريكي ف�أنظر من حويل �إىل واجهات الأبنية املزخرفة اخل�شبية التي طالها ال�س ّكان واملزينة و�أت� ّأمل �ألواح املنازل واملحال ّ ّ ب�ألوان خمتلفة بدءاً بالألوان الفاحتة و�صو ًال �إىل الأحمر القاين .وت�صل خ�شبية �أكرث ارتفاع ًا من م�ستوى ممرات ّ هذه املنازل بع�ضها ببع�ض ّ ت�رسب املياه املنازل واملحال ،وقد بناها �أهل البلدة للح�ؤول دون ّ �إىل الداخل عند ذوبان برك اجلليد .ومررت بالقرب من متاجر حتمل �أ�سماء غريبة وتعر�ض يف واجهاتها ثياب ًا من الطراز القدمي يرتديها ال�سياحيون يف البلدة ليعيدوا �إحياء الأجواء القدمية. املر�شدون ّ
غبار الذهب عملة باري�س ال�شمال
الكندية يف �أوائل القرن الع�رشينُ ،ل ّقبت مدينة يف �أوج ُح ّمى الذهب ّ «داو�سون» بباري�س ال�شمال .واعتاد �س ّكانها �آنذاك �أن يدفعوا بغبار الذهب ،ففي الأماكن التي كانت تزدحم بالزبائن ،كان من املمكن ملَن يكن�س الأر�ض �أن يجني ثروة طائلة بف�ضل بقايا هذا الغبار. ولكن على الرغم من � ّأن بع�ض املن ّقبني جنحوا يف جمع ثروات كبرية، احلظ وف�شل� ،إذ و�صل مت� ّأخراً بعد �أن �إ ّال � ّأن البع�ض الآخر مل يحالفه ّ كانت ال�رشكات الكربى قد ا�ستولت على مناجم الذهب .وح ّتى بعد �أن ممر جبل أمرين لدخول مدينة «داو�سون»� ،سواء بت�س ّلق ّ عانى ه�ؤالء ال ّ «ت�شيلكوت» اخلطر حاملني من امل�ؤن ما يكفيهم طوال عام كامل �أو باللجوء �إىل القوارب التي دائم ًا ما كانت تغرق ،ق ّلة قليلة منهم جنحت