قامئة املواضيع
لعنة السيايس :الثقافة أم إنعدام األخالق ؟ .................................................................................................... ال تحزن يا بردي .......................................................................................................................................... القائد الحقيقي و القائد املزيف .................................................................................................................. أكرهها ....................................................................................................................................................... ملاذا ال منيش الحيط بالحيط ؟ ....................................................................................................................... عىل هذا الطريق ......................................................................................................................................... قصة ما قبل النوم ....................................................................................................................................... تصميم من مجموعة صلة ............................................................................................................................. وظائف القلب ىف القرآن الكريم .................................................................................................................. الجيل و الخفي من كونية الربيع العريب يف سوريا ......................................................................................... أدومها و إن قل ........................................................................................................................................... من فكر العادليني ......................................................................................................................................... أم الفداء ذات النطاقني ................................................................................................................................ لوحة بصرية ................................................................................................................................................ خواطر ........................................................................................................................................................ ملخص كتاب معامل ىف الطريق ....................................................................................................................... صندوق اإلسعافات األولية ........................................................................................................................... ألبوم بصرية .................................................................................................................................................
العدد العرشين 2014
3 6 8 11 13 15 17 21 22 25 29 33 34 37 38 .40 46 48
اإلفتتاحية
كرامة إسالمية أتت الثورات العربية وأىت معها تحوالت وتغريات عىل كافة األصعدة؛ السياسية واالقتصادية واالجتامعية والجغرافية والفكرية ...ولن تلق بظاللها عىل تغيري تكون ثورة كاملة إن مل ِ املفاهيم والقيم والنظريات الفكرية املستندة إىل اإليديولوجيات البائدة واملتباينة فيام بينها. لعيل ال أبالغ إن قلت إن أكرث التجاذبات الفكرية التي شهدناها يف فضاء ثوراتنا العربية وما بعدها، وقفت وراءها سجاالً قدمياً حديثاً متجددا ً؛ وأقصد إشكالية العالقة بني السياسة واألخالق. فوقفنا وجهاً بوجه أمام سؤال كبري عن شكل النظام السيايس األمثل ملا بعد الثورات ،والتحق به سؤال األخالق الحارض دوماً مع كل تطبيق عميل للنظريات السياسية أو العلمية أو ألية قضية فكرية ،فتساءلنا عن ماهية القيم التي يجب أن تستند األعامل السياسية ورجال السياسة إليها. هل هي دينية أم يسارية أم نفعية أم علامنية...؟ أيستطيع حقاً رجل السياسة االحتكام إىل األخالق يف مسريته املهنية؟ هل حقاً أن االنفصال الحتمي بني
األخالق والسياسة هو الذي أدى إىل وجود األنظمة الدكتاتورية الفاشية وإىل مامرساتها الالإنسانية؟ أيكون خالص إنسان ما بعد الثورات بتداخل القيم األخالقية بالعمل السيايس؟ هل بإمكان اإلنسانية جمع شتات الفلسفات السياسية واإليديولوجيات السياسية والقطب املتنافرة يف إطار أخالقي قيمي واحد؟ كيف ذلك ومن املعلوم أن أفعال السيايس ترتهن إىل النسبية والحراك الواقعي املتغري والرصاع عىل البقاء ،عدا عن دوافع نفسية كاألنانية وحب التسلط والسلطة والتغلب...؟ أسئلة كثرية عادت إىل السطح مع الرصاع العنيف الحايل الذي نعيشه كرامة إسالمية
3
اإلفتتاحية
والفوىض الفكرية واألزمات األخالقية املتفشية يف مجتمعاتنا العربية .أسئلتنا تلك ته ّم الجميع سواء أكان مواطناً عادياً أو باحثاً أو منظّرا ً أو واألهم من هؤالء :السيايس ،كونه من املفرتض أن ميلك حساً من املسؤولية –خاصة بعد الثورات التي قامت يف أساسها ضد االستبداد والظلم -من أجل البحث يف هذا اإلطار وآلية تطبيقه كفعل سيايس مسؤول ،ومن ثم كيفية ارتقاء األعامل السياسية إىل املعايري والقيم األخالقية ما أمكن! بعد هذه املقدمة التنظريية ،والتي متلك رشعية للتأمل والوقوف ملياً عليها خاصة إذا علمنا أن أغلب أنظمة الحكم االستبدادية استندت يف أساسها إىل تنظريات فلسفية كالتنظري السيايس للنازية التي ارتكزت إىل أفكار كارل سميت االبن الرشعي ملاكس فيرب (هذا األخري الذي طرح مرشوعاً للدولة األملانية املهزومة بعد الحرب العاملية األوىل عام ،)1918أعود إىل واقعنا املرير وأحاول معكم الوقوف عىل مشكلة سري العملية السياسية يف سوريا من خالل "الحوار" أو غريه كحلول فلسفية تتداخل فيها قيم إنسانية متعددة كقيمة الحقيقة والصدق والرشعية... فاملعارضة تضع هدفاً للتفاوض أو الحوار
رحيل األسد ونظامه ورجاالته ومحاسبتهم جميعاً ،والنظام يحسب نفسه أنه وضع أسساً لإلصالحات حينام سمح بتعددية سياسية (كام حدث بداية الثورة السورية حينام سمح لبعض األحزاب والتيارات السياسية العمل لكن تحت سقف الوطن وبأحضانه!) ،مع إنكاره لوجود املخالف له أو املعارض ملنظومته أصالً ،وليس مقامي هنا الحديث عن النظام وسياسته (ألنه نظام ساقط المحالة) إمنا ما يهمني هنا املعارضة السياسية للنظام وفشلها السيايس واألخالقي، حيث الزال الشعب يعاين ويخترب أكرب مأساة عرفتها اإلنسانية والزالت أفق الحلول ضبابية سواء كنا مع الحل السيايس والحوار أو مع الحل العسكري أو مع كليهام. ومع ازدياد الزخم العسكري عىل الساحة وتحولها إىل ساحة رصاع إقليمي-دويل وما حدث مؤخرا ً (بداية أغسطس) عندما حشد أوباما وتابعوه من الغرب والعرب حملتهم عىل ما يسمى "اإلرهاب" يف سوريا ،والتي تسجل يومياً مقتل العديد من املدنيني بسبب غارات التحالف الجوي عدا عن غارات طريان نظام الطغمة ،ال منلك إال القول أين املخرج املخلص لوقف شالل الدم هذا ولجم تكالب األمم عىل كرامة إسالمية
4
اإلفتتاحية
أهلنا وأحبابنا الذين بذلوا كل نفيس وغال يف سبيل الوصول إىل الكرامة والعدل؟ بتحديد أكرب أين الخلل يف املعارضة السورية السياسية التي تدعي متثيلها لهذا الشعب العظيم؟ أهو ببساطة يتلخص يف قولنا إنه ال وجود أصالً لسياسيني سوريني حقيقيني ،بل هم أقرب إىل املثقفني الذين وجدوا أنفسهم مجربين عىل لعب السياسة ،وخري مثال األحزاب السياسية األوىل التي تشكلت من ثلة من "املعارضني" "املثقفني" كربيع دمشق ( ،)2001وإعالن دمشق ( )2005وغريها ،حيث اعترب مثقفونا أنفسهم حكامء املدينة الفاضلة ،بالتايل تقع عىل عاتقهم مسؤولية قراءة الواقع ونقده وتقييمه تحت ضابط القيمة األخالقية بالصدح بكلمة الحق من برجهم العاجي! وكان ما كان حينام ُوضعوا عىل املحك ،ونزلوا إىل االمتحان الحقيقي يف املامرسة العملية فوقعوا يف فخ غياب العمل الجامعي وطغت الروح الفردية عىل تفكريهم وسلوكهم والتي كانت لتكون مقبولة إىل حد ما يف العمل الثقايف فحسب ،فال كانوا سياسيني وال حكامء أخالقيني! وإن أىت من يربر بتربيرات ساذجة ويقول
إن فشل وتخبط املعارضة السياسة يعود إىل استبدادية النظام السوري الذي منع كل مامرسة سياسية مغايرة لسياسته أو إىل القمع واملالحقات األمنية وسياسة ك ّم األفواه لكل من يخالفه ولو بكلمة ،فالرد ببساطة وبنفس سذاجة التربير إن أردتم :أما آن لهذه املعارضة أن ت ُصقل شخصيتها وتتعلم الدروس جيدا ً وتحدد طريقها وتجد الحلول املناسبة بعد 4 سنوات عىل بداية انتفاضة الشعب؟ أال تكفي تلك السنوات؟ أم أن هناك متسعاً من الوقت والجهود املبذولة مبحض إرادتهم يك يُسقطوا آخر أوراق التوت؟ أم أن األمر ال يعدو سوى االعرتاف باملوت الحقيقي (وليس الرسيري) لكل أجهزة املعارضة السياسية كونها باألساس ُولدت من رحم نظام فاسد ظامل موغل بالوحشية ،بالتايل وجب تشييعها ودفنها! أترك الجواب لكم.
كرامة إسالمية
5
زاوية منقولة
التحزن يا بردى
عيل الطنطاوي _ من كتاب دمشق
عيل الطنطاوي
6
زاوية منقولة
ال .تحزن يا بردى ,فام أنت وحدك املضاع ,إن هنا
عمرك ,فعالم الوىن؟ إنك ال تزال شاباً ,ومل تنس بعد
أمة بقضها وقضيضها ,هي مثلك مضاعة ,وهي
جيش خالد وال موكب الوليد .لقد كان ذلك أمس,
مثلك بنت املجد والسؤدد.
وسيكون مثله يف غد.
ال تحزن يا بردى! فلقد عشت حيناً من الدهر,
فاصرب ولنصرب يا بردى! إن الصرب مفتاح الفرج يا
وأنت تسقي النيل والفرات وسيحون والوادي الكبري بردى! ...أفيرضك وأنت من لدات الدهر ,أن تذل ويذل أهلك أياماً. ال تحزن يا بردى .بل اصرب ,حتى إذا أعجزك
`
ال تكذب
الصرب فرث بأمواهك وليضطرم موجك ,حتى تغسل عن قومك عار الذل والخنوع للمستعمرين من الفرنسيني ,إنه ال يغسله إال ثورتك ,هذه سنة الحياة يا بردى ,ال بالحق ولكن بالقوة ,أفلم تتعلم إىل اليوم سنة الحياة؟ لقد غ ّر املستعمرين منك لينك ,فأهم شدتك ,إن املاء عىل لينه يجرف جبالً من جربوته وكربيائه,
“ألن أحلف بالله وأكذب ،أحب إ ّيل من أن أحلف بغري الله وأصدق “ موضوع .السلسلة الضعيفة لأللباىن ()91
ولقد ثرت مرة ,فبلغ رشاشك (بواتيه) من هنا, و(حيدر آباد) من هناك! فهل استنفدت تلك املرة قوتك كلها؟ أما فيك بقية من الشباب؟ أتعبت إذ تجري هذه املاليني من السنني؟ إنها فرتة صغرية من
تتمة
7
زاوية منقولة
القائد الحقيقي والقائدالمز َّيف يارس تيسري العيتي
يارس تيسري العيتي
8
زاوية منقولة
هناك نوعان من القادة يف هذا العامل :القائد الحقيقي
القائد املزيَّف فال يؤمن بالناس وال يؤمن بكرامتهم
والقائد املزيَّف.
وال بقيمتهم ،إنه يعامل الناس كأشياء وال يعاملهم
القائد الحقيقي هو الذي يستمد ق ّوته من قوة من
كبرش وهو كاملرآة التي تعكس أسوأ ما فينا من
يقودهم وثقتهم بأنفسهم لذلك هو يسعى وبشكل
صفات فعندما ننظر فيها نرى أنفسنا صغارا ً وجبناء
منهجي منظَّم إىل تقويتهم و تعزيز ثقتهم بأنفسهم،
وضعفاء.
أما القائد املزيَّف فيستعري ق َّوته من ضعف من
القائد الحقيقي يرحب بالنقد ويشجع عليه ويشكر
يقودهم وانخفاض ثقتهم بأنفسهم لذلك هو يسعى
من يأيت به وال يعتربه تهديدا ً له ألنه يستمد شعوره
وبشكل منهجي منظَّم إىل إضعافهم وزعزعة ثقتهم
باألمن من داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه
بأنفسهم ليستقر يف أفهامهم أنهم بدونه ال شيئ
ومع اآلخرين .أما القائد املزيَّف فيجعل نفسه إلهاً
وبوجوده هم كل يشء!
ال يُنتقد ،إنه يخاف من النقد ويعتربه تهديدا ً له
القائد الحقيقي يؤمن بالناس ،يؤمن بكرامتهم
ويعاقب من يأيت به ألنه ال يستمد شعوره باألمن من
ومت ُّيزهم وطاقاتهم ومواهبهم ،يؤمن بهم إىل درج ٍة
داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه ومع اآلخرين،
تدفعهم إىل اإلميان بأنفسهم .القائد الحقيقي كاملرآة
بل يستمد هذا الشعور من الخارج؛ من املنافقني
التي تعكس أفضل ما لدينا من صفات؛ املرآة التي
املحيطني به ،من مدحهم و إطرائهم و تصفيقهم و
ننظر فيها فرنى أنفسنا كبارا ً وشجعاناً وأقوياء .أما
هتافهم! يارس تيسري العيتي
9
زاوية منقولة
القائد الحقيقي يحيط نفسه بـِ(بطانة الخري) برجا ٍل
بيته أو مدرساً يف صفه أو مديرا ً يف مؤسسته أو وزيرا ً
يشبهونه يف الصدق والشجاعة واحرتام الناس ،أما
يف وزارته أو رئيساً يف دولته ..ما أحوجنا اليوم إىل
القائد املزيَّف فيحيط نفسه بـِ(بطانة السوء) برجا ٍل
القادة الحقيقيني يف كل مكان.
يشبهونه يف الكذب والجنب واحتقار الناس. القائد الحقيقي ينظر إىل القيادة عىل أنها خدمة للناس وتلبية لحاجاتهم ،أما القائد املزيَّف فينظر إىل القيادة عىل أنها استعباد للناس وتسخري لهم. القائد الحقيقي متواضع إىل درجة الخجل وشجاع إىل درجة التضحية بنفسه يف سبيل الغاية التي يقود الناس إليها؛ يصف املؤلف جيم كولينز صاحب كتاب Good To Greatالقادة الحقيقيني بقوله ( :إنهم خائفون ورشسون يف الوقت نفسه ،خجلون وجريئون يف آن واحد). بقي أن أقول أن القائد الحقيقي ميكن أن يكون أباً يف
من أقوالهم قال ابن تيمية: نهى النبي صىل الله عليه وسلم عن االختالف الذي فيه جحد كل واحد من املختلفني ما مع اآلخر من الحق ...واعلم أن أكرث االختالف بني األمة الذي يورث األهواء :تجده من هذا الرضب .وهو أن يكون كل واحد من املختلفني مصيبا فيام يثبته ،أو يف بعضه ،مخطئا يف نفي ما عليه اآلخر. ابن تيمية ،اقتضاء السراط المستقيم
تتمة
10
زاوية ميدانية
أكرهها عايف التنكة
عايف التنكة
11
زاوية ميدانية
تأيت فُجاء ًة املروحية الفاجرة تحمل قنابل ساقطة، ال تستطيع معها حيلة سوى أن تنزل امللجأ و تحمل بيدك ما تستطيع من أطفال، إن كنت جلدا ً حملتاثنني وإن كنت مثيل فواحد ،تبقى الفتاة املصابة بالتو ّحد وحيدة يف الغرفة تقبع عىل كرسيها املتح ّرك ال تدري ما الذي يجري حولها ورمبا كانت تدري! ما استطاع أح ٌد الوصول إليها يف جلبة املفاجئة وفزع يصيبك من هدير املروحية الفاجرة تراوح فوق رأسك ،ورمبا مل يلحظ وجودها أحد ! ال وقت يسمح بالنزول إىل امللجأ فبضعة أمتا ٍر مسافة طويلة ج ّدا ً عندما تكون املروحية الفاجرة تراوح فوق رأسك ترتبّص االنقضاض بقنابلها الساقطة ،فتُهرع إىل عل جدران املمر املمر بني غرفتني تجلس فيه القرفصاء ّ متنع عنك وعنأطفالك الشظايا إذا ما نزلت القنبلة الساقطة قريباً من دارك ! يف املمر ثالثة عرش روحاً ترتقب القدر بعج ٍز كامل، تتسارع األنفاس و تدور ِحلق العيون ،األم تكتنف أصغر أطفالها إىل صدرها و األب يتمتم بالشهادتني انظر أنا خالل الباب ألرى تلك الفتاة املتو ّحدة الزالت عىل كرسيها املتحرك وحيدة بال حول أو ق ّوة ،تلتقي عيني بعينيها لثانية واحدة أو اثنتني !! ّ ثانية واحدة فقط أفقد معها كل شعو ٍر باإلنسانية كل ٍ إحساس بالرجولة ،هذا هو أنت يف مواجهة املوت، عارياً متاماً أمام ذاتك !! ثانية واحدة فقط !!!
عايف التنكة
يا الله !!!!!! كم كشفت مواجهة املوت للذات من حقائق كنت أجهلها !!! ثوانٍ و تهوي القنبلة الساقطة ولها صفري بل هدير ،و يبدأ الرصاخ والعويل ،ثم تنفجر !!! الحمد لله مل تسقط فوقنا ... بل قريباً من دا ٍر مجاورة لتقتل سبعة !!! كل يف الصباح تدير التلفاز لتنظر يف األخبار ،فتقرأ ّ األهوال التي عاينت باألمس يقرأها الناس و ال يلقون لها باالً عىل الرشيط اإلخباري بالصيغة التالية : "مقتل سبعة مدنيني بسقوط برميل ألقته مروحية للنظام يف مدينة كذا ".. ال بأس .... اللهم إنك تعلم فجور عدونا وضعف قوتنا وقلّة حيلتنا وسوء طويتنا وتراخي شكيمتنا وفساد قلوبنا وما أنت أعلم به بأنفسنا من أنفسنا... اللهم اجمل علينا بالسرت يف الدنيا واآلخرة ومتّم، اللهم ونسألك أن ال تعذبنا بالنار وأن تدخلنا الجنة عاملنا مبا أنت أهله وال تُهلكنا مبا نستحقه والحمد لله رب العاملني
2014/10/4 تتمة
12
أدب الثورة
لماذا ال نمشي الحيط الحيط؟
سارة
سارة
13
أدب الثورة
بوسع اإلنسان أن يعيش تاركاً العنان لنفسه
الكرة األرضية؟!”قد ال نستطيع تغيري يشء ،وقد
وشهواته...
نستطيع أن نكون جز ًء صغريا ً من التغيري الضخم،
كام بوسعه أن يعيش تحت ظل النظام مساملاً صامتاً...
هي حياة واحدة سنحياها،وقد كُتب موعد موت
بوسعه أن يستيقظ كل يوم بال سبب منطقي ،مييض
الشهداء قبل والدتهم ...فأيهام خري؟! ميتة الشهيد
حياته كام البهائم...
أم ميتة الفراش؟! وأيهام أفضل حياة الكرامة
ويتفضل عليه الظامل املبجل بكرسة خبز من رغيفه
أو حتى محاولة الحصول عليها أم حياة السالم
املرسوق...
الذليلة؟!
سألتني صديقة اليوم ،ماذا استفدتم اليوم من الثورة؟!
قد تكون الثورة رضباً من الجنون حسب إحصائيات
وكأن الجائع قد شبع بعد الثورة ،انظري حولك
الجوع و األموات ،ولكنها أحيت قلوباً ميتة وأظهرت
تجدينه قد ازداد جوعاً ...مل أد ِر حقيقة ماذا أرد عليها،
الحق من الباطل ...أظهرت املعادن الحقيقة وبَنت
لكن هل ترسي علينا نحن البرش الذي كرمنا باألمانة
نفوساً طيبة كانت قيد البناء عىل شكل آخر...
-قوانني املاشية املرتبطة مبعدل العلف اليوم؟!ال أدري
اللهم تقبل شهداءنا وأفرج عن املعتقلني وأشعل
إن كان يحق لنا أن نتكلم ومل نترضر كام البقية...
الهمة يف قلوبنا يا الله...
ولكن،الله ك ّرمنا وخلقنا لنستخلف يف األرض ونعمل ال
ألهمنا الصواب ودلنا عىل طريق الحق يا رحمن...
لنمر عليها بسالم ونرتكها كام جئنا إليها أو أشد سوءا ً... ويتلقانا السؤال املعتاد“ ...كرمال الله هأل حتغريو تتمة
14
أدب الثورة
على هذه الطريق إبراهيم شيبان
إبراهيم شيبان
15
الثورة أدبالثورة أدب
من عمى الليايل الطويلة ،وحلكة ظالمها ... منيض مخلّفني وراءنا العامل بأرسه .. ............ متجهني إىل األمام بينام ترتاجع األشياء واألقوام .. خوف من غربة تتملّكنا .. لتحل مكانها أُخرى ... تتهاوى عندنا قيم املجتمعّ ، ألفناها وباتت جزء منا ،ال نفتأ ننفضها عنا بال جدوى .. نسعى بكل مامنلك لنبذها من قلوبنا .. ............ ............ تتهاوى من حولنا األشياء واألشخاص ،نخرس أضعاف مانكسب ... وعىل هذه الطريق ننام لتصحوا أحالمنا .. موقنني بأن مامنيض نحوه ّ يستحق البذل مهام طال انتظاره منوت لتولد آمالنا ،ولتستم ّر بدمنا رسالة الراحلني ..... ويتسلّمها عنا من ............ يأيت وراءنا ويحمل العزم والدافع ذاته عىل ذات الطريق عىل الدرب نَذكُر ونُنىس ،نتش ّبث بوجودنا ويهرب منا ... .. منيض متسلّحني باألمل ،نرسم ابتسامة وسط الدموع ............ .... عىل هذه الطريق منيض يدفعنا إمياننا ويتخاطفنا شوق نحاول أن نبقي يدنا مشدودة عىل يد رفيق سرينا.... قلب تعب من طول وحنني .. بينام تحاول األخرى تهدئة نبضات ٍ الطريق وتخلّفه عن الكثريين م ّمن سلكوا ذات الطريق ..لكننا نتجاهله وعيوننا ترنو نحو الضوء القادم من النهاية .. نحو نهاي ٍة للطريق .. ............ يسبقنا عىل ذات الدرب من صدق العزم وعلم مغزى وجوده .. وهذا هو الطريق بينام يحيد عنها من ليس أهالً للميض فيها قُدماً ... ............ يتملّكنا خوف من التعثّ ،من فقدان الدليل والدافع ... تتمة
16
أدب الثورة
قصة ما قبل النــــوم
السوري
السوري
17
أدب الثورة
يف يوم من األيام عاشت دودة صغرية سمت نفسها
عايف التنكة للتحرك باتجاه النور حركها الشعور الحر ..فدفعها
موظفا ..يف جحر تحت األرض سمته وظيفة ..
القادم من األعىل ..وإذ وصلت إىل مكان تجمع الضوء
يغريها يف كل حني ضوء قادم من األعىل بإطالة النظر استطاعت أن تلوي نفسها معاكسة كل قوانني الحركة و مداومة التفكر و الخروج من عتمة التكرار و من التي تعودتها سابقا ..يك تتمكن من تفحص تلك جحيم التنافس ..
الطاقة الضوئية القادمة من فوق ..
قد مينحها الجحر وهم االستمرار و ضباب االستقرار..
بعد لحظات من االنبهار استطاعت إدراك مساحة
و قد يربط مؤخرتها الصغرية بسلسلة تكرار يومية
مضيئة بالغة االتساع ..
وهمية مكتوب عليها و بخط عريض ..املعيشة ..لكن هالها املنظر وغمرها النور .. الضوء العلوي يغريها أيضا بحقائق واسعة و جميلة ليس من السهل أبدا تجاهلها كلام تقدم بها العمر ودارت بها الحياة. .. يف يوم ما تحرك يشء ما يف أحشاء الدودة ..يشء ال يقاوم .. سمته شعورا .. حركة غري مفهومة ..تراوغ و تجعل من أمر االستمرار يف الجحر موت محتم ..
فابتسمت .. و بكت .. و سمت ذلك االتساع :سامء .. مل تستطع املقاومة .. دفعها شعور ال يقاوم ملالمسة الرحابة .. فتحرك جسدها و ارتقت حركاتها و تسامى زحفها بتسامي هدفها ..فزحفت نحو السامء .. و استمرت حتى وجدت نفسها خارج الجحر .. السوري
18
أدب الثورة عايف التنكة
تنفست ..
سمته غصنا ..
كان املكان مرعبا واسعا و جميال بآن معا ..
يتوارى تحت عامل من قلوب صغرية خرضاء ..
لكن السامء ما تزال بعيدة ..
سمتها أوراقا ..
تلفتت حولها ..فوجدت دربا طويال صاعدا نحو
استطاعت أخريا أن ترى العامل من فوق الغصن
األعىل ..
املرشف ..كحقيقة فعلية ..ال كوهم مقيت ..
دربا بنيا قاسيا و خشنا ..ومخيفا ..
فتمسكت بالغصن ..و ربطت نفسها فوقه ..يك ال
سمته شجرة ..
مينعها يشء بعد اآلن من مالمسة االتساع ..
كان الدرب يالمس السامء يف نهايته ..أو هكذا رأت ..و إذ أمعنت يف إرصارها ..نطق يشء ما يف صدرها ..كأنه جنني أو رمبا كمون ناطق ما كان ليخرج لوال فزحفت نحوه و بدأت التسلق .. مل يكن التسلق سهال ..فالدرب وعر و طويل و ميلء مبخاطر شتى .. لكنها مل تتوقف ..فقد خرجت من جحرها أخريا واتجهت نحو االتساع وما من يشء سيوقفها ..إال املوت .. استمر الصعود ..وتزايدت املخاطر ..حتى وصلت مكانا مرشفا عاليا ..تبدو السامء فيه وشيكة .. فسلكت دربا جانبيا صغريا
إرصارها املستمر ..يرصد الكينونة الحقة يف سبيل
الصريورة الحقة .. كأن روحها تتصاعد منها ..وتخرج خارجها لتلفها و تغطي كل كيانها القديم ..و كل ماضيها الدودي .. بقيت مرصة فوق صليبها حتى صارت روحا يف داخلها جسد .. و إذ ذاك سمت نفسها رشنقة .. و ابتدأ املخاض .. السوري
19
أدب الثورة عايف التنكة
..
سمتهم مواطنني ..
تعاقب دوران الشمس ..
نظرت نحو األعىل فعانقتها الرحابة ..
وسمته زمنا ..
و إذ حاولت ملسها ..طارت ..
رابطت ..و متاسكت
مل تعد تزحف ..بل صارت تطري ..
مل تكن الريح هينة لينة ..ومل تكن عوامل الطبيعة
أيقنت أنها ليست وحدها يف هذا الكون ..بل متلكت
طيعة لطيفة ..بل كان الكون قاسيا ..وكانت الحياة
قلبها قوة هائلة و رحيمة متلك آفاق االتساع ..
قمة يف الخشونة ..
قوة تبارك الطريان و تبارك أي زحف مرشوع نحو
لكنها كمنت حتى نطق املولود ..كروح يف داخل
السامء ..
جسد يف داخل روح ..
فسمته الله ..
صارت جسدا بني روحني ..
وسمت نفسها فراشة ..أو ثورة ..أو وطنا ..أو مجرد
شعرت بحقيقة االختالف ..كأنها تطلق جنينا ..أو
إنسان ..ال يرىض بغري التحليق بديال ..
طائرا ..أوجناحا عمالقا ..أو كرة أرضية من صميم صلبها .. تحركت ..مزقت روحها الخارجية ..عادت جسدا ..يف داخله روح .. نظرت نحو األسفل فوجدت ترابا و الكثري من الدودات .. تتمة
20
تصميم من مجموعة صلة
https://www.facebook.com/Sela.Syr
تصميم من مجموعة صلة
21
أعضاء بصرية
وظائف القلب في القرآن الكريم Naum.Sh
Naum.Sh
22
أعضاء بصرية
هذا املوضوع دفعني للبحث يف القرآن عام يتعلق
)كالحجارة أو أشد قسوة
بالقلب ،فوجدت أن اإلشارة للعقل يف القرآن (أفال
)الكفر (قالوا قلوبنا غلف ،بل لعنهم الله بكفرهم
يعقلون ،تعقلون ) ..قد وردت حوايل خمسني مرة ،
)االستكبار (أرشبوا يف قلوبهم العجل بكفرهم
بينام وردت اإلشارة للقلب وأفعاله وما يؤثر به وفيه
)الزيغ ـ الضالل (يف قلوبهم زيغ
..أكرث من مئة مرة
)الهداية (ربنا التزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
ومن يتأمل يف خصائص القلب حسب ما ورد يف القرآن األلفة واملحبة (فألف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته الكريم ،يرى أن كثريا منها كنا نظنها تخص العقل
)إخوانا
..فقط
)الحرسة (ليجعل الله ذلك حرسة يف قلوبهم
وهذه أغلب الصفات والسامت التي ُوصف بها القلب الكفر (من الذين قالوا آمنا بأفواههم ومل تؤمن :يف القرآن الكريم
)قلوبهم
)االطمئنان (ولتطمنئ قلوبكم به
اإلميان (ولكن الله حبب إليكم اإلميان وزينه يف
الخوف (وإذ زاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجر ـ )قلوبكم )من شدة الخوف
)التقيـّة (يقولون بأفواههم ما ليس يف قلوبهم
)الرعب (سنلقي يف قلوب الذين كفروا الرعب
السمع ـ تأثري القلب عىل السمع (ونطبع عىل قلوبهم
)الفقه ـ الفهم (لهم قلوب ال يفقهون بها
)فهم ال يسمعون
)املرض ـ النفاق (يف قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً
الشجاعة والبأس (لريبط عىل قلوبكم ويثبت به
القسوة (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي
)األقدام Naum.Sh
23
أعضاء بصرية
الخري (إن يعلم الله يف قلوبكم خريا ً يؤتكم خريا ً مام
)اللني (ثم تلني جلودهم وقلوبهم إىل ذكر الله
ِ )أخ َذ منكم
اإلشمئزاز (فإذا ذكر الله وحده اشأمزت قلوب الذين ال
) الغيظ ( ويُذهب غيظ قلوبهم
)يؤمنون باآلخرة
الشك والريبة (وارتابت قلوبهم فهم يف ريبهم
)السكينة (هو الذي أنزل السكينة يف قلوب املؤمنني
)يرتددون
الخشوع (أمل يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر
النفاق (يحذر املنافقون أن ت ُنزل عليهم سورة تنبئهم
)الله
)مبا يف قلوبهم
الرأفة ـ الرحمة (وجعلنا يف قلوب الذين اتبعوه رأفة
)العلم (وطبع الله عىل قلوبهم فهم ال يعلمون
)ورحمة
)اإلنكار (فالذين ال يؤمنون باآلخرة قلوبهم منكرة
العمى (فأنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب
الغفلة (أولئك الذين طبع عىل قلوبهم وسمعهم
)التي يف الصدور
)وأبصارهم وأولئك هم الغافلون
فتعالوا يا إخويت نعد العدة لنذهب إىل الله بقلب
التقوى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى
:سليم
)القلوب
).إِلَّ َم ْن أَ َت اللَّ َه ِب َقل ٍْب َسلِ ٍيم(
)الوجل والرهبة (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
..فاجعلنا يا ربنا منهم ومعهم
التعقل والفهم (أفلم يسريوا يف األرض فتكون لهم )قلوب يعقلون بها )الطهارة (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن تتمة
24
دراسة
الجلي والخفي من كونية الربيع العربي في سوريا أبويعرب املرزوقي
الجزء الثاين
أبو يعرب املرزوقى
25 25
دراسة
ألضعاف الخصم من أجل النجاح يف الرصاع الجزء الثاين الخارجي. كنت أدرك بحدس غائم الكوابيس التي تحاك ضد 2-كثريا ما يعاب عىل أي محاولة للفهم تأخذ بعني االعتبار هذا البعد من التاريخ البرشي بأنها تعقد األمة اإلسالمية عامة وقلبها العريب خاصة دون األمور فتبدو وكأنها تبعد عن الفهم أكرث مام تقرب فهم لسالسل العلل التي تجعلها مفهومة .وألنها إليه وخاصة عند من تعود عىل الكسل الذهني وال غري مفهومة كان الكثري يتهم من يفكر فيها بأنه يعاين مام أصبح يسمى بعقدة املؤامرة .وطبعا مل يريد أن يزعج راحة باله إىل أن تحل به املصائب متناسيا آية الردع ( 60من األنفال) التي مل يعد ينقد أحد نقد عقدة املؤامرة فيبني أن نفيها قبل تحديد املقصود بها هو بدروه هروب من مواجهة يعمل بها يف الحقيقة إال أعداء األمة .ذلك أن حقيقة علمية تتمثل يف أن البرش مهام ترقوا يبقى التعليل الدقيق لألحداث غالبا ما يكون من البعائد التي قد ال تتبادر إىل األذهان بسبب خفاء الصلة أساس سلوكهم خاضعا ملنطق التاريخ الطبيعي بينها وبني مجرى األحداث .ويف الغالب يكتفي أعني الرصاع من أجل مقومات الحياة ومن ثم مبنطق البقاء لألقوى :فإذا كان القصد باملؤامرة هو الفهم العامي بالقول إن الفلسفة تعقد األمور دون التقانص املتبادل بني الكائنات الحية وخاصة ما كان فائدة مكتفيا برضب املثال املعتاد يف حكمة الكسىل من العباد :ال تدر يدك وراء رأسك لرتينا األذن منها قادرا عىل التخطيط االسرتايتيجي فإن نفيها اليرسى بيدك اليمنى اليمنى بل أرنا إياها دون مناف للعقل وللتاريخ. حاجة لاللتفاف حول رأسك. 1فكل الجامعات محكومة داخليا (بني األفرادوالفئات) وخارجيا (بني الجامعات املختلفة) ومن لكننا مضطرون لاللتفاف حول الرأس معاندين بدء التاريخ املعلوم يحكمها التقانص املتبادل (كل الفهم العامي ألن الفهم العلمي يفرس البسيط باملعقد مبجرد أن يبني أن البساطة هي بساطة حصول عىل مقومات الحياة منطقه هو منطق من ال عقل له وأن كل األمور مرتابطة يف تحديد الصيد :أي حيل الحرب ما مل يعل اإلنسان عىل الحيوانية بالروحانية القرآنية :النساء 1والحجرات مجريات التاريخ البرشي الذي هو حيواين قبل )13والرصاع من أجل مقومات الحياة (املاء والكأل أن يكون إنسانيا .والراس هنا تتحدد بظاهرتني من يغفل عنهام لن يفهم ما يجري يف تاريخنا يف البداوة والطاقة واالقتصاد حاليا) :وميكن أن يسمى التخطيط لهذا الرصاع بني األمم والجامعات الحديث وخاصة علل تكوين دولة إرسائيل يف قلب مؤامرات متبادلة هدفها تحريك الرصاع الداخيل أبو يعرب املرزوقى
26
دراسة
خاضعني ملنطق التاريخ الطبيعي (الرصاع من أجل الوطن العريب بدافعني ذايت ليهود العامل وأجنبي البقاء) :وذلك هو مدلول العجل الذهبي واقتصاد ملستعمريه. االستعباد والربا. 3فإرسائيل غاية ذاتية لليهود وأداة استعامريةوأما الثانية فهي خصائص املنطقة اإلسالمية وخاصة للغرب االستعامري .والجمع بني الغاية واألداة ما يشغل قلب العامل منها أعني ما اصطلحت هو جوهر ما يسمى باملسيحية الصهيونية التي املسيحية الصهيونية عىل تسميته بالرشق األوسط تعترب الواليات املتحدة األرض املوعودة الجديدة الكبري أعني موضوع كالمنا هنا لفهم ما يجري يف التي ستمكن من العودة إىل األرض املوعودة سوريا .فهي الفريسة املستعدة لألخذ عنوة ألن القدمية ومن ثم لتحقيق سلطانهم عىل العامل. ذلك أن إرسائيل ال ميكن اختصارها يف دور القاعدة أصحابها يغطون يف نوم عميق وال يعملون بالوصية االسرتاتيجية القرآنية :اآلية 60من األنفال. االستعامرية وال ميكن اختصارها يف دور الدافع الديني الحتالل األرض املوعودة .إمنا هي مثرة التقاء 4-رأينا بالتحليل املفهومي من منطلق فلسفة املطلبني اللذين تجمعها غاية واحدة هي اإلبقاء التاريخ الطبيعي (اإلنسان حيوان) وفلسفة التاريخ عىل سلطان الغرب الذي صار يعرف ذاته بكونه الروحي (عبادة العجل) كيف أن منطقتنا صارت صاحب الحضارة اليهودية املسيحية سلطانه عىل فريسة بسبب تجاهل أهلها هذين املنطقني بل العامل .ومن يهمل أحد هذين الوجهني ودوره يف والخضوع لعكسهام أعني عدم العمل بآية الردع هذه الغاية يبترس األمور فال يحسن التعامل معها التي تهدف إىل التصدي لهام مبا يحول دون باسرتاتيجية قادرة عىل الظهور عليها الذي هو مفعولهام الذي وصفناه فحددنا طبيعته .إنه الغرق رسالة املسلمني إلنقاذ البرشية من الفلسفة التي يف االنحطاطني: تعترب الجميع “جوهيم” يستعبده ويستبد به من االنحطاط الذايت الذي أغرق الفكر الديني يف خرافة يتصور نفسه شعب الله املختار .فام هام هاتان السكر الروحي عند النخب التقليدية :فصارت الظاهرتان بتحديد فلسفي غري مقترص عىل القرائب معاركهاالفكرية مدارها أتفه قضايا الحياة مثل بل يتجاوزها إىل البعائد؟ تحليل كذا وتحريم كذا واالنحياز السالب للفساد فأما األوىل فهي التخطيط االسرتاتيجي ملن يتعامل واالستبداد برتكه يرتع يف البالد خدمة لحامتهم من من القوى اإلمرباطورية العاملية مع حقائق التاريخ مستعبدي اإلنسان يف كل مكان. بهذا املنطق معتربا إياها بالجوهر رصاعا عىل أسباب العيش بني البرش بوصفهم قبل كل يشء أبو يعرب املرزوقى
27
دراسة
واالنحطاط األجنبي الذي أغرق الفكر الفلسفي يف وثرواتهام من مقاسمته بل وإخراجه منها لقربهام سخافة السكر املادي عند النخب الحديثة :فصارت ولقدرتهام الدميغرافية املهولة؟ أال يستعد الغرب ملنع الصني والهند واملسلمني إن انتقلوا من القوة الثانية :فصارت معاركها الفكرة مدارها أسخف مظاهر التقدم مثل مدح كذا وذم كذا من قشور إىل الفعل من أن تصبح لهم قدرة عىل منافسته يف التمدن واالنحياز املوجب لهذا االستبداد والفساد سيادة العامل بعد أن أصبح ما يتميز به عليهم من الذي يعيث يف البالد خدمة لحامتهم من مستعبدي العلوم والتكنولوجيا والتنظيم الحديث لالقتصاد والتجارية وحتى للحياة الجمعية يف متناولهم؟ اإلنسان يف كل مكان. وهذا يقتيض خطة ذات وجهني: 5فلننزل اآلن إىل أحداث التاريخ :أليس كل مايجري منذ حروب الخليج ومنذ ثالثتها خاصة هو وجه سالب: استعداد االستعامر الغريب -األورويب األمرييك- منع رشوط البناء الحديث بالنسبة إىل القوى التي الستباق ما بدأ يلوح يف األفق بعد بداية النهاية ماتزال يف طور التكون والتي متثل بالقوة خطرا للحرب الباردة مع االتحاد السوفيايت الذي ذوى عليه :أي تفتيت الدول وإدخالها يف حروب أهلية ال وإعادة احتالل الرشق األوسط الكبري الذي ميثل نهاية لها حتى تبىقي بحاجة إىل حامية بعضها ضد مادة القوة الخام بكل مدلوالتها -املادية والروحية -بعضها اآلخر وهو ما سيوقف كل إمكانية ملنافسته استعدادا فاعال ملنع األقطاب الجديدة من رشوط يف العلوم والتكنولوجيا. منازعة الغرب عىل زعامة العامل بأدوات قوته التي وجه موجب: صارت يف متناول الجميع(العلوم والتكنولوجيا)؟ االستحواذ عىل مقومات القوة املادية قبل فوات أال يدل عودة الرشق األقىص للفاعلية التاريخية الفوت وذلك مبنع القوى التي تجاوزت هذا الطور التي تنافس الغرب يف ما كان يتصوره حكرا عليه وأصبحت قاب قوسني أو أدىن من تجاوزه يف ما قد أعاد البرشية إىل رشوط القوة األساسية منذ أن يتميز به ومن ثم خنقها بالسيطرة قبلها عىل نشأت الجامعات البرشية أعني الرثوات واملواقع مصادر الطاقة واملمرات العاملية فضال عن مجال الطبيعية التي متكن من التحكم يف رقاب البرش التمدد الدميوغرايف بسبب فراغها شبه الكامل من (الطاقة والغذاء يف اليابسة ويف البحار السخنة). الكثافة السكانية. وبعبارة وجيزة أليس مشكل الغرب اليوم هو :كيف يحول دون املحيطني بدار اإلسالم عامة وبالوطن العريب خاصة عدميي القوة الذاتية لحامية ذاتهام تتمة
28
در حللاسةثم حل
أدومها وإن قـــــــــل بقلم فؤاد
فؤاد
29
حلل ثم حل
الحفظة اآلخرين وهم األكرث من ذوي العمل كلام مر وقت وجلست ألتفكر فيام مىض من أوقات وكيف تم إنفاقها وماذا كانت محصلتها البسيط املستمر ،فمنهم من خصص ساعة يومياً وحجم االستفادة منها ...أذهل بالنتائج ...لضعفها واستمر لعدة سنوات لنيل ذات الرشف وآخرين بذلوا وقتاً أقل فاحتاجوا لسنوات أكرث لتحقيق هذا لألسف! الفخر ولكنهم وفقط ألنهم استمروا نجحوا بذلك... وكل من تقاعس عن االستمرار فشل أو وصل كرثة املشاريع واألفكار واآلمال ال تكاد تنتهي لتحصيل أقل. من عقل أي واحد منا ولكن أي من هذه األفكار والطموحات يتحقق أو يرى النور ...لألسف أقل وميكننا أن نعمم املثال نفسه عىل أي يشء آخر يف الحياة ،واألمثلة عىل ذلك كثرية جدا ً ،ومنها أيضاً القليل. املطالعة وجميعنا حاول االلتزام بها بعد أن عرف وبدراسة كل النتائج اإليجابية املتحققة والتي أهميتها وفوائدها ولرمبا خصص ساعات يومياً نجحت يف إمتامها أنت أومعظم البرش ،ستجد أن َ لهذه الغاية ولكن لألسف وألسباب متعددة منها من أهم العوامل تحققها هو االستمرارية وبغض الضغط يف الوقت أو االنشغال أو السفر أو الكسل النظر عن كمية وحجم العمل املبذول فيها. فعل ذلك أليام قليلة ثم توقف متاماً ،قرأ لعدة ساعات ...عدة أيام ثم توقف عن املطالعة ألشهر قد تجد حافظاً للقرآن بذل ما يقارب السنة من بل رمبا لسنوات وغالباً كرر املحاولة بعد أن أَ َحس عمره بشكل مكثف وبوترية عالية جدا ً حتى من جديد بحجم الخري الذي يفقده ويضيع منه حقق هذا اإلنجاز الرائع ولكن لوال استمراريته فخصص جرعة اندفاعية كبرية للبدء من جديد ومحافظته عىل الهمة العالية املستمرة ملا وصل بوترية عالية ثم ما لبث أن خبت همته وتوقف لنيل هذا الرشف ،وهذا النوع من اإلنجازات هو األقل عموماً ،حيث باملقابل ستجد معظم 30 فؤاد
حلل ثم حل
وعاد إىل وضعه السلبي السابق. ولعل هذا يحدث بكل األمور تقريباً كحفظ القرآن ،التامرين الرياضية ،االهتامم باآلخرين، تنمية املواهب والهوايات ....
حاول أن تنظر حولك ألي عمل كبري مؤثر يف الحياة سرتى لزاماً أنه مستمر ومبني ليستمر وهذا يعطيه القوة والصالبة.
ذكر الدكتور عبد الكريم بكار أن االنسان الذي ويف هذه املواقف أتذكر دامئاً الحديث النبوي يف يتعلم ملدة نصف ساعة يومياً يف أحد العلوم يصبح صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة ريض الله بعد خمس سنوات مرجعاً يف هذا العلم .عندما عنها أنها قالت :سئل النبي صىل الله عليه وسلم تفكر بالنتيجة من هذه الزاوية تذهلك النتائج وحجم التغيري الذي قد يصيبك ويصيب املجتمع أي األعامل أحب إىل الله قال أدومها وإن قل، باملقابل من جراء هذا املبدأ. وقال اكلفوا من األعامل ما تطيقون. مشاكلنا ترتكز يف الجهل وضعف الخربة واملؤهالت، فتجد الواحد منا يبلغ الثامنة عرشة من عمره وهو إن هذا الحديث يصلح ليكون أحد مبادئ نهضة ضعيف املؤهالت وغري مناسب لدخول سوق العمل أمتنا ،حيث البد من العمل للنهوض ،والعمل لقلة خربته ولفقدانه التخصص مبجال محدد ،فرتاه حتى يؤيت مثاره البد له من االستمرارية ،وعندها يصبح عالة عىل املجتمع يف الوقت الذي ينتظر تحدث اآلثار الكبرية والنتائج املذهلة. منه أن يكون شخصاً منتجاً ،وبدال من العمل لتجاوز هذه املشكلة تراه بعد عدة سنوات أكرث االستمرار بالعمل يضمن النجاح ويدعو للتطوير تيهاً وضعفاً وتشتتاً ،وقد زادت مشاكله وكرب حجم ويزيد من الخربات ويراكمها وكل ذلك يتطلب الضغط عليه أكرث .وبعدها أيضاً بسنوات أخرى االتقان والذي بدوره يفتح أبواب اإلبداع. فؤاد
31
حلل ثم حل
سرتى غالباً املشاكل نفسها وال حل يلوح يف األفق .فإننا نستطيع إطالقها عىل األعامل واالنجازات. ومتر السنون واملوضوع يتفاقم وكل ذلك يرافقه ويقول املفكر اإلسالمي مالك بن نبي إن حركة ضغوط نفسية وأزمات ،وفرد جديد يف املجتمع ...التاريخ تقوم عىل آالف الجهود الصغرية التي ال بدالً من العطاء يأخذ ...وبدالً من التطور يفشل .نلقي لها باالً. التغيري ليس مستحيالً وال صعباً إذا عاملناه بروية ولعل هذا ولألسف ينطبق حتى عىل طالب السلبي نتج عن سنوات طويلة وطول بال فواقعنا الجامعات حيث يدخل الطالب جامعته ّ من االنحدار وتغيريه يحتاج إىل وقت وعمل دؤوب ويتخصص مبجال غالباً ال يفقه الكثري عنه ويتخرج من جامعته بعلم ضعيف هزيل حصله مستمر ،وال أنفع ما يعني عىل ذلك ،مثل أحب خالل رحلته للحصول عىل الشهادة والتخرج ليس األعامل اىل الله أدومها وإن قل. إال. وبالعودة يف الزمن نرى بوضوح أن خمس سنوات متر م ّر السحاب ونصف ساعة يف اليوم من املستحيل أنها غري متوفرة ،فإذا عقدنا العزم اآلن وبغض النظر عن عمرنا واملرحلة التي نحن فيها وخصصنا وقتاً محددا ً يومياً يف موضوع محدد فلن مير وقت طويل حتى نلحظ تغريا ً كبريا ً يف حياتنا نحو األفضل بعون الله. وقالوا ال تحقرن صغرية ...فإن الجبال من الحىص... فكام هي تقال عىل األعامل السيئة والذنوب
بلغوا عني ولو آية
قال رسول الله صىل الله عليه وسلم: “املسلم من سلم الناس من لسانه ويده ،واملهاجر من هجر ما نهى الله عنه”. صحيح -أخرجه اإلمام أحمد يف املسند، وهو يف سنن النسايئ وقال األلباين :حسن صحيح.
تتمة
32
من فكر العادليني
من أقوال عمر بن الخطاب إنكم ال تنرصون عىل عدوكم بقوتكم وال عدتكم ولكن تنرصون عليه بطاعتكم لربكم ومعصيتهم له فإن تساويتم يف املعصية كانت لهم الغلبة عليكم بقوة العدة والعتاد
من أقوال عمر بن الخطاب
33
زاوية املرأة
أم الفداء
ذات النطاقين محمد عمارة
مقتطفات من كتاب مسلمون ثوار _ كانت أسماء بنت أبي بكر من ضمن من ضرب عليهم الحصار مع ابنها عبد الله بن الزبير من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي .. سيدة عجوز قد بلغت من العمر مائة عام ! .. ذهب بصرها ,ولكنها احتفظت بعقلها اليقظ الواعي ورأيها الصائب الحكيم بل وبقيت لها أسنانها جميعاً! ويوما بعد يوم أخذت وطأة الحصار تشتد على سكان مكة ,وعلى أنصار عبد الله بن الزبير ..وكات المجانيق تمطر المدينة بالحجارة فتدكها دكا ..فلجأ عبد الله إلى محمد عمارة
34
زاوية املرأة
المسجد الحرام ,فلم ينج المسجد وال الكعبة من حجارة المجانيق! ولم يصمد مع عبدالله سوى نفر قليل ..وأوشكت الساعة الحاسمة ,واقتربت لحظة اقتحام جيش الحجاج لمكة ..فتطهر القائد الثائر عبد الله بن الزبير ,وصلى, ولبس ثياب القتال ,ودخل على أمه أسماء ليلقاها, ويعرض عليها األمر ,ويأخذ مشورتها ,ويودعها الوداع األخير ..وعندما أحست بوقع أقدامه في حجرتها, سألت: _ أعبد الله؟ _ نعم ,يا أماه! فسألها عن حالها ..فشكت إليه اعتالال في صحتها .. فحدثها _ وهو يريد أن يدخل في موضوعه _ عن أن في الموت راحة مما يشكو منه اإلنسان! .. فقالت أسماء ..األم التي بلغت من العمر مائة عام, ألحب أبنائها إليها: _ يابني! ال تقبل خطة تخاف على نفسك منها ,خوفا من القتل! عش كريما ومت كريما ..وإياك أن تؤسر فيلعب بك صبيان بني أمية! ..إنك ,يا بني ,أعلم بنفسك ,فإن كنت تعلم أنك على حق ,وإليه تدعو ,فامض له ,فقد
قتل عليه أصحابك! ..وإن كنت إنما أردت الدنيا ,فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك! ..وال تقل :إني كنت على الحق ,فلما ضعف أصحابي ضعفت.. فإن هذا ليس فعل األحرار وال أهل الدين ..فكم خلودك في الدنيا؟ ..القتل أحسن ,يا بني! .. فلما اطمأن عبد الله إلى رأي أمه أسماء ,وتيقن من أنها لن تجزع الستشهاده ,قال لها: _ هذا ,والله ,رأيي ,يا أماه! ..ولكني أحببت أن أعلم رأيك ,والحمدلله لقد زدتني بصيرة على بصيرتي! ..ولقد جئت مودعا ,فإني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا يمر بي!.. _ إذن فهذا وداع؟! ..فاقترب مني أشمم ريحك ,وال تبتعد!.. وخرج عبد الله من عند أمه أسماء بطاقة من الفداء جعلته ومعه نفر يسير من صفوة أصحابه يقاتلون جيشا جرارا اقتحم عليهم المسجد الحرام وزحفت جحافله من كل األبواب ..ودارت بين الفريقين معركة فريدة, ولم يستطيع فيها أعداء عبد الله الوصول إليه رغم كثرتهم ,حتى سقط عليه حجر من المنجنيق فوقع على محمد عمارة
35
زاوية املرأة
األرض فأسرعوا إليه واحتزوا رأسه وحملوه إلى الحجاج, ففرح الحجاج وأرسله إلى الخليفة عبد الملك بن مروان بدمشق ,فأرسله هو اآلخر كي يطوفوا به في المدن واألقاليم ..أما الجثمان فلقد صلبه الحجاج قرابة الشهر دون أن يسمح بدفنه. وبعد أن اطمأنت األم القوية الصابرة إلى أن ابنها لم يضعف في مواطن الشدة ,ولم يتردد في لحظات الهول ..وأنه قد مات ميتة الشهداء األبطال ..أحست أن بينها وبين الموت مهمة عليها أن تقوم بها حيال هذا البطل الشهيد.. فخرجت تقودها جواريها ,وذهبت إلى قصر الحجاج, لتطلب منه أن يأذن بدفن الشهداء ..وعندما دخلت عليه ,لم ترهب سطوته ,ولم تخش قوته وال جبروته, ودار بينهما هذا الحوار: _ يا حجاج! قتلت عبد الله؟! _ يا ابنة أبي بكر! ..إني قاتل الملحدين! _ بل أنت قاتل المؤمنين الموحدين! _ كيف رأيت ما صنعت بابنك؟! _ رأيتك أفسدت عليه دنياه ,وأفسد عليك آخرتك! وال ضير أن أكرمه الله على يديك! فقد أهدي رأس يحيى بن
زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل!.. ثم طلبت إليه أن يأذن لها في دفنه ..فرفض! وعادت أسماء إلى منزلها تنتظر ,حتى جاء إذن الخليفة عبد الملك بن مروان بإنزال عظام القتلى من على صلبانها ,والسماح لذويها بدفها ..فأخذت أسماء عظام ابنها عبد الله ,وقد تقطعت أوصاله ,وذهبت رأسه, فغسلته ,وكفنته ,وصلت عليه ودفنته بعد مضي ما يقرب من شهر على استشهاده! وهنا أحست األم أنها أكملت رسالتها ,فانتقلت إلى جوار ربها بعد أن دفنت ابنها بأيام! ..ماتت كريمة ,كما عاشت كريمة ..والتزال كلماتها البنها تدوي في اآلذان: (( يابني! ال تقبل خطة تخاف على نفسك منها ,خوفا من القتل! ..فإن كنت على الحق ,وإليه تدعو ,فامض إليه, فقد قتل عليه أصحابك! فليس الضعف فعل األحرار وال أهل الدين ..القتل أحسن من الضعف ,يابني! ))..
تتمة
36
لوحــــة بصرية
عــــمــــران
37
خواطر
www .face book
.com
38
خواطر
/base
erah
mag
خواطر
عن الهدهد في داخلنا البراء بن مالك
ننسحب عند أول مطاف عند أول محنة ،وقد أحاطنا الله بكل ما يعيينا ،وقد كلفنا رسمياً بقرآن يتلى إلى يوم القيامة ... غريب جداً ،ننسحب لنريح لسبب ننسحب ٍ ٍ رؤوسنا ،وقد أرهقتنا النقاشات وأوجعت رؤوسنا.. ننسحب لننعم بالهدوء ،بعيداً عن ضوضاء العمل ... ننسحب وكأننا نريد الجهاد في سبيل الله ،هاد ًئ، مستقراً ،نعيماً ،ما به سوء وال كره .. يفاجئنا هدهد سليمان (عليه السالم) ،يصفعنا يعبر كل تلك المسافة بين فلسطين واليمن من أجل قضية يؤمن بها ؟؟!! بجناحين خفيفين ،وحتى بدون تسلمه للمهمة رسمياً ،واستخالفه لها.... يكفيه إيمانه بقضيته استخالفاً رسمياً له من الله ... يعود وقد أنجز مهمته ليرى سليمان (عليه السالم)
هل يأس وقال «لقد قطعت كل تلك المسافة وشقيت كل هذا لتستقبلني هكذا ؟!!» لم يهتم ،فهنا ال شيء مهم غير القضية ،ال شيء غير الجهاد ألجلها ...
وقال له ((وجئتك من سب ٍأ بنب ٍأ يقين)) ،لم يذكر شيئاً عن تعبه وجهده ،كل المهم هو الهدف والعمل له ،كل المهم هو وظيفتي كخليف ٍة لله .. نحتقر أفعالنا وتصابينا أمام هذا ،يستيقظ فينا الهدهد ،يحلق بإرادتنا لألعالي ،ينتصر بنا على سلبيتنا ،ويقنعنا بأنه البد من المشقة البد من المجاهدة ،البد من ذرف العرق والدموع والدماء... ببساطة ألنها الدنيا .. ألنها ساح جهاد .. ستنقضي يوماً ما ،وسيذهب غبار الحرب... كل منا ما سعى ... لينظر ٌ وهنالك عندها نجزى.
غاضباً يتوعد.. . خواطر
39
ملخص كتاب
ملخص كتاب
40
عليهام ذاك الجيل الفريد الذي صنع املعجزات - لرتسخ حكم الله يف األرض من جديد وتحطم صنم عبودية البرش للبرش لتجعلها خالصة لله وحده. وأهدى سيد قطب هذا الكتاب وفصوله اإلثني عرش ملخص كتاب
معالم فى الطريق سيد قطب
إىل تلك الطليعة ...مبينا ً لها خطوطاً رئيسية كانت كام ييل: يف الفصل األول والذي عنون بـ(جيل قرآين فريد) يتحدث الكاتب عن الدعوة األوىل التي بدأ اإلسالم بها والتي أنتجت الجيل الفريد من الصحابة وهو الجيل األفضل عرب التاريخ ،ويوضح تلك األرسار التي
نتناول يف هذا العدد كتاب معامل يف الطريق لسيد
جعلت من ذاك الجيل متفوقاً والتي تركزت
قطب رحمه الله ،وهو كتاب تحدث عن جوهر
بجعل القرآن نبعاً وحيدا يستقون
وبي أرسار نجاحها يف يومنا هذا الدعوة اإلسالمية ّ
منه ،وبأن ذاك الجيل كان يقرأ
والتي استقاها من العرب والدروس التي نجحت يف
القرآن ال ليستمتع أو
املايض وتوجت برتسيخ حكم الله يف األرض بعد
يتثقف بل ليتلقى
قدوم الرسول صىل الله عليه وسلم والبدء بدعوته
أمر الله وينفذه
من مكة والتي أنتجت ذاك الجيل من الصحابة
بعد قرائته باإلضافة
الذي فتح العامل وحطّم األصنام وألغى معامل
إىل أن ذاك الجيل كان فور
الجاهلية.
دخوله اإلسالم يرمي خلفه ما عرفه
ويبدأ سيد (رحمه الله) كتابه بالتحدث عن إفالس
يف الجاهلية من عادات وتبعية وروابط
األنظمة البرشية الحديثة واحتضارها وخلوها من
كافة.
أي قيم تدفعها عىل االستمرار ،ويرى أنه ال بد من
ويف الفصل الثاين من الكتاب (طبيعة املنهج القرآين)
بعث إسالمي جديد تقوم به طليعة تعزم وتسري،
تحدث فيه سيد عن الفرتة الذي نزل فيها القرآن يف
تحطم وترمي ،ورائها كافة مظاهر الجاهلية الحديثة مكة والتي كانت ثالثة عرش عاماً والتي تزامنت مع متشبث ًة بالعقيدة واملنهج اإلسالميني -الذين سار ملخص كتاب
41
(الجهاد يف سبيل الله) هكذا عنون الكاتب الفصل الرابع والذي بدأ فيه بإيضاح طبيعة اإلسالم كدين واقعي حريك وأنه إعالن عام لتحرير اإلنسان من ملخص كتاب
فرتة كان فيها املجتمع أسوأ ما يكون أخالقاً وتوزيعاً للرثوة والعدالة وتناول القرآن حينها قضية العقيدة فقط ومل يتجاوزها إال بعد أن تأكد أنها قد استوفت ما تستحقه من البيان ،وأنها استقرت استقرارا ً مكيناً ثابتاً يف قلوب العصبة املختارة من بني اإلنسان ... وملا تقررت ال إله إال الله يف النفوس صنع الله بها وبأهلها كل يشء وأزال حكم الفرس والروم وغريهم ال ليتقرر فيها سلطان العرب أو غريهم ...بل ليتقرر سلطان الله. أما الفصل الثالث من الكتاب (نشأة املجتمع املسلم) يذكرنا الكاتب بأن املجتمع املسلم يقوم عىل قاعدة نظرية وهي (شهادة أن ال إله إال الله) وما يرتتب عليها من إفراد الحاكمية لله وحده وجعلها منهاجاً للحياة تعود معها حياة البرش بجملتها إىل الله .ويذكر أنه من النتائج الواقعية املبهرة إلقامة املجتمع عىل آرصة العقيدة وحدها أنها جعلت من هذا املجتمع مجتمعاً مفتوحاً لجميع األجناس واألقوام واأللوان واللغات ،بال أي عائق من تلك العوائق .وصنعت منه حضارة عجيبة متجانسة ضخمة تحوي خالصة الطاقة البرشية.
العبودية للعباد كائناً من كانوا ،وتقرير ألوهية الله وحده وربوبيته للعاملني من خالل ثورة شاملة تزيل حاكمية البرش يف كل صورها وأشكالها ،ثم يطلق األفراد بعد ذلك أحرارا ً يف اختيار العقيدة التي يريدونها -بعد رفع الضغط السيايس عنهم، وبعد البيان املنري ألرواحهم وعقولهم ....ويؤكد أن محاولة إيجاد مربرات دفاعية للجهاد تنم عن فهم خاطئ لطبيعة هذا الدين وحني ننىس أن القضية هي قضية ألوهية وعبودية العباد. وأىت الفصل الخامس من الكتاب بعنوان (ال إله إال الله منهج للحياة) ّبي فيه سيد أن القلب املؤمن واملجتمع املسلم هام اللذان تتمثل فيهام هذه القاعدة وتتأصل بكافة تفاصيل الحياة وتبنى عليها كافة الشعائر ..وأن السمة املميزة للمجتمع املسلم هي أنه يقوم عىل العبودية لله وحده يف أمره كله .كام يضيف بأن املجتمع اإلسالمي ال يقوم ملخص كتاب
42
ورشيعة ونظاماً ،وخلقاً وسلوكاً وأن املجتمع الجاهيل "هو املجتمع الذي ال يطبق فيه اإلسالم، وال تحكمه عقيدته وتصوراته ،وقيمه وموازينه، ملخص كتاب
ونظامه ورشائعه ،وخلقه وسلوكه .ويتجه إىل أن املجتمع اإلسالمي هو الذي يتجمع فيه الناس عىل
حتى تنشأ جامعة تقرر عبوديتها الكاملة لله وحده أمر يتعلق بإرادتهم الحرة واختيارهم الذايت ...أما وال تدين لغريه يف نظامها وشعائرها ومن هنا قبل املجتمع الذي يتجمع فيه الناس عىل أمر خارج
إنشاء أي مجتمع مسلم يجب االتجاه لتخليص
ضامئر األفراد من العبودية وأن كل مجتمع ال يقر العبودية لله وحده هو مجتمع جاهيل.
عن إرادتهم اإلنسانية فهو املجتمع املتخلف ...أو باملصطلح اإلسالمي .هو "املجتمع الجاهيل" ! (التصور اإلسالمي والثقافة) يف هذا الفصل
يف فصل الكتاب السادس يتحدث سيد قطب عن
يتحدث الكاتب عن املصادر التي يجب أن
فقد كان له ناموساً ينسقه وأن الله قد وضع له (
السلوك -العبادات
يحقق التناسق املطلق بني البرش والكون ،ويصون
الكون إلخ) والتي يجب
يف هذا الفصل والذي أطلق عليه سيد (اإلسالم
يتلقى يف هذا كله عن الله ،خالفاً إىل أن العلوم
أن هذا الكون ّ مسي مبشيئة الله تدبره وقدر يحركه يتلقى منها الفرد املسلم الرشيعة وناموساً ينسقه ،ومبا أن اإلنسان من هذا الكون، الكونية (العقيدة -األخالق- رشيعة كونية) لكل البرش وأن ما من ترشيع وتوجيه -ونفس اإلنسان وأمر ونهي إال وهي شطر من الناموس العام الذي وأسباب قدومه إىل
الحياة من الفساد ،كام أنه يحقق التناسق بني البرش أن يتلقاها املسلم عن مسلم، وفطرتهم فال تقوم املعركة بني املرء وفطرته. يثق يف دينه وتقواه ،ويعلم عنه أنه هو الحضارة) يحدثنا عن أن املجتمع اإلسالمي ليس فقط الذي يضم ناساً ممن يسمون أنفسهم "مسلمني" ألن "املجتمع اإلسالمي" برأيه هو املجتمع الذي يطبق فيه اإلسالم .عقيدة وعبادة،
التطبيقية الدنيوية (كيمياء -طب -أحياء -الفلك- العلوم االدارية) من املمكن تلقيها من املسلم وغري املسلم .وأن األصل يف املجتمع املسلم حني يقوم ملخص كتاب
43
بل هو اإلسالم فقط ...ويقول سيد إن الدعوة مل تكن يف أول عهدها يف وضع أقوى منها اآلن ...وأنها كانت مستنكرة تحف بها امرباطوريات تنكر كل ملخص كتاب
توفري هذه الكفايات يف كافة الحقول باعتبارها فروض كفاية يجب أن يتخصص فيها أفراد منه. (جنسية املسلم عقيدته) يعيد سيد يف هذا الفصل توضيح مفهوم الوطن والجنسية يف اإلسالم فيقول: مل يعد وطن املسلم األرض ،إمنا وطنه هو "دار اإلسالم" ،الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها رشيعة الله وحدها ،الدار التي يأوي إليها ويدافع عنها ،ويستشهد لحاميتها ومد رقعتها... وهي "دار اإلسالم" لكل من يدين باإلسالم عقيدة ويرتيض رشيعته رشيعة ونظاما -ولو مل يكن مسلام كأصحاب الديانات الكتابية الذين يعيشون يف "داراإلسالم"... والوطن هو دار تحكمها عقيدة ومنهاج حياة ورشيعة من الله ...هذا هو معنى الوطن الالئق بـ "اإلنسان" .وأما الجنسية فهي عقيدة ومنهاج حياة، وهذه هي اآلرصة الالئقة باآلدميني . يف هذا الفصل والذي كان بعنوان (نقلة بعيدة) يوضح سيد أمورا ً يجب مراعاتها خالل الدعوة لإلسالم ...بدأها بأنه يجب أن ال ندع الناس يدركوا أن اإلسالم مذهب من املذاهب اإلجتامعية الوضعية
مبادئها وأن عنارص القوة الحقيقية كامنة بها ...فهي متلك أن تعمل يف أسوأ الظروف وأشدها حرجاً. ويوضح أنه ليس يف اإلسالم ما نخجل منه ،وما نضطر للدفاع عنه ،وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً ،أو ما نتلعثم يف الجهر به عىل حقيقته بل أن من يحتاج للتربير هم الذين يعيشون يف الجاهلية. (استعالء اإلميان){ ،وال تهنوا وال تحزنوا وأنتم األعلون إن كنتم مؤمنني} يبحر سيد يف هذا الفصل يف اآلية السابقة ويخربنا بأن املؤمن ويف كافة املواقف واألحوال وحينام يضج الباطل ويرفع صوته ويغرف املجتمع يف شهواته يظل املؤمن هو األعىل سندا ً ومصدرا ً ...وإدراكاً وتصورا ً لحقيقة الوجود كام أنه األعىل تصورا ً للقيم واملوازين... وهو األعىل ضمريا ً وشعورا ً وخلقاً وسلوكاً ورشيعة ونظاماً .واملؤمن يقف قابضاً عىل دينه كالقابض ملخص كتاب
44
الصورة واحدة من صور النرص الكثرية. وأن القيمة الكربى يف ميزان الله هي قيمة العقيدة وأن السلعة الرائجة يف سوق الله هي اإلميان. ملخص كتاب
عىل الجمر ،وهو يرى نهاية املوكب الويضء ونهاية القافلة البائسة. كام أن املؤمن ال يستمد قيمه وتصوراته من الناس
ويختم سيد الفصل بقوله :إنها قضية ومعركة عقيدة ،وهذا ما يجب أن يستيقنه املؤمنون حيثام واجهوا أعدائهم ،وقد يحاول أعداء املؤمنني أن يرفعوا راية غري راية العقيدة يك ميوهوا عىل املؤمنني
حتى يأىس عىل تقدير الناس ...بل يستمدها من رب حقيقة املعركة فمن واجب املؤمنني أال يُخدعوا. ((وما نقموا منهم إال أن يؤمنوا بالله العزيز الناس وهو حسبه وكافيه. (هذا هو الطريق) ،بهذا الفصل ختم سيد كتابه... وفيه دعى الداعني إىل الله يف األرض كافة ،ويف كل زمان بتأمل اآليات {والسامء ذات الربوج * واليوم املوعود * وشاهد ومشهود* قتل أصحاب األخدود)
الحميد))
صدق الله العظيم ،وكذب املموهون الخادعون لتحميل الكتاب http:// :
وكيف أن القرآن أعدها بهذا األسلوب ليصور طبيعة goo.gl/Q33AzN طريق الدعوة إىل الله واحتامالته ،وكان يرسم للمؤمنني معاملاً يف الطريق ويعد نفوسهم لتلقي أي من تلك اإلحتامالت .إنه حادث بشع تلذذ فيه الطغاة بتعذيب املؤمنني وهو يبدو يف حساب األرض خامتة أسيفة أليمة ...لكن القرآن يعرف املؤمنني باملعنى الحقيقي لهذه الخامتة وهو معنى كريم وكبري جدا ً ،ويعرفهم بالقيم التي يزنون بها ومبجال املعركة التي يخوضونها ليس األرض وحدها، وأن الحياة ليست هي القيمة الكربى يف امليزان، وأن النرص ليس مقترصا ً عىل الغلبة الظاهرة ...فتلك تتمة
45
اإلسعاف األويل
صندوق اإلسعافات األولية: يعترب صندوق اإلسعافات األولية رضورة ال غنى عنه يف املنزل أو السيارة أو العمل أو الرحالت ،فوجود وسائل اإلسعافات األولية تساعد عىل إسعاف املصاب برسعة ، وتجنب تدهور حالته وتفادى حدوث املضاعفات املرتتبة عن اإلصابة ،فمعظم اإلصابات ميكن التعامل معها بسهولة وبقليل من الخربة وكثري من العناية وبتجهيز صندوق اإلسعافات األولية عىل أكمل وجه .ويجب حفظ مواد اإلسعافات األولية داخل صندوق محكم الغلق والكتابة عليه بشكل واضح ووضعه يف مكان ظاهر ميكن الوصول إليه .حقيبة اإلسعافات األولية للرحالت يجب أن تكون من النوع الخفيف ولها مقابض لسهولة حملها. مالحظة هامة: يف املنزل يجب حفظ حقيبة أو صندوق اإلسعافاتاألولية بعيد عن متناول األطفال الصغار لضامن سالمتهم. تأكد من تاريخ صالحية املواد من فرتة ألخرى وقمباستبدال كل مادة انتهى تاريخ صالحيتها. احتفظ بقامئة أرقام هواتف الطوارئ بصندوق أوبحقيبة اإلسعافات األولية.
محتويات حقيبة اإلسعاف األويل: 1قطن 2شاش 3شاش معقم علب 4أربطة شاش 5-رباط ضاغط
يجب االحتفاظ داخل صندوق اإلسعافات األولية بدليل 6-حامل ساعداملواد والحالة التي يتم استخدامها كدليل إرشادي عند 7الصق طبياستعامل األدوية.
اإلسعاف األويل
46
اإلسعاف األويل
8خوافض لسان تستعمل كجبائر لألصابع 9سرينغات 10بوفيدون سائل +بوفيدون مرهم 11سافلون أو زفري سائل 12كحول أو نشادر 13محلول وريدي 14مخدر 15حب مسكن 16حقن مضاد حيوي 17حقن ديكلون 18مرهم عيني 19مرهم للحروقأدوات الجراحة الصغرى 20كفوف معقمة 21خيط حرير وإبر خياطة 22مرشط وشفرات 23ملقطني-مقصني-بنس لحمل إبرة الخياطة 24علبة معدنية توضع فيها األدوات الجراحية معقمة 25كيس سريومتتمة
47
عدسة شاب دمشقي
عدسة شاب دمشقي 48
عدسة شاب دمشقي
عدسة شاب دمشقي 49
عدسة شاب دمشقي
عدسة شاب دمشقي 50