مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

Page 1


‫قامئة املواضيع‬

‫لعنة السيايس‪ :‬الثقافة أم إنعدام األخالق ؟ ‪....................................................................................................‬‬ ‫ال تحزن يا بردي ‪..........................................................................................................................................‬‬ ‫القائد الحقيقي و القائد املزيف ‪..................................................................................................................‬‬ ‫أكرهها ‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫ملاذا ال منيش الحيط بالحيط ؟ ‪.......................................................................................................................‬‬ ‫عىل هذا الطريق ‪.........................................................................................................................................‬‬ ‫قصة ما قبل النوم ‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫تصميم من مجموعة صلة ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫وظائف القلب ىف القرآن الكريم ‪..................................................................................................................‬‬ ‫الجيل و الخفي من كونية الربيع العريب يف سوريا ‪.........................................................................................‬‬ ‫أدومها و إن قل ‪...........................................................................................................................................‬‬ ‫من فكر العادليني ‪.........................................................................................................................................‬‬ ‫أم الفداء ذات النطاقني ‪................................................................................................................................‬‬ ‫لوحة بصرية ‪................................................................................................................................................‬‬ ‫خواطر ‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫ملخص كتاب معامل ىف الطريق ‪.......................................................................................................................‬‬ ‫صندوق اإلسعافات األولية ‪...........................................................................................................................‬‬ ‫ألبوم بصرية ‪.................................................................................................................................................‬‬

‫العدد العرشين ‪2014‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪.40‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫كرامة إسالمية‬ ‫أتت الثورات العربية وأىت‬ ‫معها تحوالت وتغريات عىل كافة‬ ‫األصعدة؛ السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتامعية والجغرافية والفكرية‪ ...‬ولن‬ ‫تلق بظاللها عىل تغيري‬ ‫تكون ثورة كاملة إن مل ِ‬ ‫املفاهيم والقيم والنظريات الفكرية املستندة إىل‬ ‫اإليديولوجيات البائدة واملتباينة فيام بينها‪.‬‬ ‫لعيل ال أبالغ إن قلت إن أكرث التجاذبات الفكرية‬ ‫التي شهدناها يف فضاء ثوراتنا العربية وما بعدها‪،‬‬ ‫وقفت وراءها سجاالً قدمياً حديثاً متجددا ً؛ وأقصد‬ ‫إشكالية العالقة بني السياسة واألخالق‪.‬‬ ‫فوقفنا وجهاً بوجه أمام سؤال كبري عن شكل‬ ‫النظام السيايس األمثل ملا بعد الثورات‪ ،‬والتحق‬ ‫به سؤال األخالق الحارض دوماً مع كل تطبيق‬ ‫عميل للنظريات السياسية أو العلمية أو ألية قضية‬ ‫فكرية‪ ،‬فتساءلنا عن ماهية القيم التي يجب أن‬ ‫تستند األعامل السياسية ورجال السياسة إليها‪.‬‬ ‫هل هي دينية أم يسارية أم نفعية أم علامنية‪...‬؟‬ ‫أيستطيع حقاً رجل السياسة االحتكام إىل األخالق يف‬ ‫مسريته املهنية؟ هل حقاً أن االنفصال الحتمي بني‬

‫األخالق والسياسة هو الذي أدى إىل وجود األنظمة‬ ‫الدكتاتورية الفاشية وإىل مامرساتها الالإنسانية؟‬ ‫أيكون خالص إنسان ما بعد الثورات بتداخل القيم‬ ‫األخالقية بالعمل السيايس؟ هل بإمكان اإلنسانية‬ ‫جمع شتات الفلسفات السياسية واإليديولوجيات‬ ‫السياسية والقطب املتنافرة يف إطار أخالقي قيمي‬ ‫واحد؟ كيف ذلك ومن املعلوم أن أفعال السيايس‬ ‫ترتهن إىل النسبية والحراك الواقعي املتغري والرصاع‬ ‫عىل البقاء‪ ،‬عدا عن دوافع نفسية كاألنانية وحب‬ ‫التسلط والسلطة والتغلب‪...‬؟ أسئلة كثرية عادت‬ ‫إىل السطح مع الرصاع العنيف الحايل الذي نعيشه‬ ‫كرامة إسالمية‬

‫‪3‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫والفوىض الفكرية واألزمات األخالقية املتفشية‬ ‫يف مجتمعاتنا العربية‪ .‬أسئلتنا تلك ته ّم الجميع‬ ‫سواء أكان مواطناً عادياً أو باحثاً أو منظّرا ً أو‬ ‫واألهم من هؤالء‪ :‬السيايس‪ ،‬كونه من املفرتض‬ ‫أن ميلك حساً من املسؤولية –خاصة بعد‬ ‫الثورات التي قامت يف أساسها ضد االستبداد‬ ‫والظلم‪ -‬من أجل البحث يف هذا اإلطار وآلية‬ ‫تطبيقه كفعل سيايس مسؤول‪ ،‬ومن ثم كيفية‬ ‫ارتقاء األعامل السياسية إىل املعايري والقيم‬ ‫األخالقية ما أمكن!‬ ‫بعد هذه املقدمة التنظريية‪ ،‬والتي متلك رشعية‬ ‫للتأمل والوقوف ملياً عليها خاصة إذا علمنا أن‬ ‫أغلب أنظمة الحكم االستبدادية استندت يف‬ ‫أساسها إىل تنظريات فلسفية كالتنظري السيايس‬ ‫للنازية التي ارتكزت إىل أفكار كارل سميت االبن‬ ‫الرشعي ملاكس فيرب (هذا األخري الذي طرح‬ ‫مرشوعاً للدولة األملانية املهزومة بعد الحرب‬ ‫العاملية األوىل عام ‪ ،)1918‬أعود إىل واقعنا املرير‬ ‫وأحاول معكم الوقوف عىل مشكلة سري العملية‬ ‫السياسية يف سوريا من خالل "الحوار" أو غريه‬ ‫كحلول فلسفية تتداخل فيها قيم إنسانية‬ ‫متعددة كقيمة الحقيقة والصدق والرشعية‪...‬‬ ‫فاملعارضة تضع هدفاً للتفاوض أو الحوار‬

‫رحيل األسد ونظامه ورجاالته ومحاسبتهم‬ ‫جميعاً‪ ،‬والنظام يحسب نفسه أنه وضع أسساً‬ ‫لإلصالحات حينام سمح بتعددية سياسية (كام‬ ‫حدث بداية الثورة السورية حينام سمح لبعض‬ ‫األحزاب والتيارات السياسية العمل لكن تحت‬ ‫سقف الوطن وبأحضانه!)‪ ،‬مع إنكاره لوجود‬ ‫املخالف له أو املعارض ملنظومته أصالً‪ ،‬وليس‬ ‫مقامي هنا الحديث عن النظام وسياسته (ألنه‬ ‫نظام ساقط المحالة) إمنا ما يهمني هنا املعارضة‬ ‫السياسية للنظام وفشلها السيايس واألخالقي‪،‬‬ ‫حيث الزال الشعب يعاين ويخترب أكرب مأساة‬ ‫عرفتها اإلنسانية والزالت أفق الحلول ضبابية‬ ‫سواء كنا مع الحل السيايس والحوار أو مع الحل‬ ‫العسكري أو مع كليهام‪.‬‬ ‫ومع ازدياد الزخم العسكري عىل الساحة‬ ‫وتحولها إىل ساحة رصاع إقليمي‪-‬دويل وما‬ ‫حدث مؤخرا ً (بداية أغسطس) عندما حشد‬ ‫أوباما وتابعوه من الغرب والعرب حملتهم عىل‬ ‫ما يسمى "اإلرهاب" يف سوريا‪ ،‬والتي تسجل‬ ‫يومياً مقتل العديد من املدنيني بسبب غارات‬ ‫التحالف الجوي عدا عن غارات طريان نظام‬ ‫الطغمة‪ ،‬ال منلك إال القول أين املخرج املخلص‬ ‫لوقف شالل الدم هذا ولجم تكالب األمم عىل‬ ‫كرامة إسالمية‬

‫‪4‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫أهلنا وأحبابنا الذين بذلوا كل نفيس وغال يف‬ ‫سبيل الوصول إىل الكرامة والعدل؟ بتحديد‬ ‫أكرب أين الخلل يف املعارضة السورية السياسية‬ ‫التي تدعي متثيلها لهذا الشعب العظيم؟ أهو‬ ‫ببساطة يتلخص يف قولنا إنه ال وجود أصالً‬ ‫لسياسيني سوريني حقيقيني‪ ،‬بل هم أقرب إىل‬ ‫املثقفني الذين وجدوا أنفسهم مجربين عىل‬ ‫لعب السياسة‪ ،‬وخري مثال األحزاب السياسية‬ ‫األوىل التي تشكلت من ثلة من "املعارضني"‬ ‫"املثقفني" كربيع دمشق (‪ ،)2001‬وإعالن‬ ‫دمشق (‪ )2005‬وغريها‪ ،‬حيث اعترب مثقفونا‬ ‫أنفسهم حكامء املدينة الفاضلة‪ ،‬بالتايل تقع عىل‬ ‫عاتقهم مسؤولية قراءة الواقع ونقده وتقييمه‬ ‫تحت ضابط القيمة األخالقية بالصدح بكلمة‬ ‫الحق من برجهم العاجي!‬ ‫وكان ما كان حينام ُوضعوا عىل املحك‪ ،‬ونزلوا‬ ‫إىل االمتحان الحقيقي يف املامرسة العملية‬ ‫فوقعوا يف فخ غياب العمل الجامعي وطغت‬ ‫الروح الفردية عىل تفكريهم وسلوكهم والتي‬ ‫كانت لتكون مقبولة إىل حد ما يف العمل الثقايف‬ ‫فحسب‪ ،‬فال كانوا سياسيني وال حكامء أخالقيني!‬ ‫وإن أىت من يربر بتربيرات ساذجة ويقول‬

‫إن فشل وتخبط املعارضة السياسة يعود‬ ‫إىل استبدادية النظام السوري الذي منع كل‬ ‫مامرسة سياسية مغايرة لسياسته أو إىل القمع‬ ‫واملالحقات األمنية وسياسة ك ّم األفواه لكل‬ ‫من يخالفه ولو بكلمة‪ ،‬فالرد ببساطة وبنفس‬ ‫سذاجة التربير إن أردتم‪ :‬أما آن لهذه املعارضة‬ ‫أن ت ُصقل شخصيتها وتتعلم الدروس جيدا ً‬ ‫وتحدد طريقها وتجد الحلول املناسبة بعد ‪4‬‬ ‫سنوات عىل بداية انتفاضة الشعب؟ أال تكفي‬ ‫تلك السنوات؟ أم أن هناك متسعاً من الوقت‬ ‫والجهود املبذولة مبحض إرادتهم يك يُسقطوا‬ ‫آخر أوراق التوت؟‬ ‫أم أن األمر ال يعدو سوى االعرتاف باملوت‬ ‫الحقيقي (وليس الرسيري) لكل أجهزة املعارضة‬ ‫السياسية كونها باألساس ُولدت من رحم نظام‬ ‫فاسد ظامل موغل بالوحشية‪ ،‬بالتايل وجب‬ ‫تشييعها ودفنها!‬ ‫أترك الجواب لكم‪.‬‬

‫كرامة إسالمية‬

‫‪5‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫التحزن‬ ‫يا بردى‬

‫عيل الطنطاوي _ من كتاب دمشق‬

‫عيل الطنطاوي‬

‫‪6‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫ال‪ .‬تحزن يا بردى‪ ,‬فام أنت وحدك املضاع‪ ,‬إن هنا‬

‫عمرك‪ ,‬فعالم الوىن؟ إنك ال تزال شاباً‪ ,‬ومل تنس بعد‬

‫أمة بقضها وقضيضها‪ ,‬هي مثلك مضاعة‪ ,‬وهي‬

‫جيش خالد وال موكب الوليد‪ .‬لقد كان ذلك أمس‪,‬‬

‫مثلك بنت املجد والسؤدد‪.‬‬

‫وسيكون مثله يف غد‪.‬‬

‫ال تحزن يا بردى! فلقد عشت حيناً من الدهر‪,‬‬

‫فاصرب ولنصرب يا بردى! إن الصرب مفتاح الفرج يا‬

‫وأنت تسقي النيل والفرات وسيحون والوادي الكبري بردى!‬ ‫‪ ...‬أفيرضك وأنت من لدات الدهر‪ ,‬أن تذل ويذل‬ ‫أهلك أياماً‪.‬‬ ‫ال تحزن يا بردى‪ .‬بل اصرب‪ ,‬حتى إذا أعجزك‬

‫`‬

‫ال تكذب‬

‫الصرب فرث بأمواهك وليضطرم موجك‪ ,‬حتى تغسل‬ ‫عن قومك عار الذل والخنوع للمستعمرين من‬ ‫الفرنسيني‪ ,‬إنه ال يغسله إال ثورتك‪ ,‬هذه سنة الحياة‬ ‫يا بردى‪ ,‬ال بالحق ولكن بالقوة‪ ,‬أفلم تتعلم إىل‬ ‫اليوم سنة الحياة؟‬ ‫لقد غ ّر املستعمرين منك لينك‪ ,‬فأهم شدتك‪ ,‬إن‬ ‫املاء عىل لينه يجرف جبالً من جربوته وكربيائه‪,‬‬

‫“ألن أحلف بالله‬ ‫وأكذب‪ ،‬أحب إ ّيل من أن‬ ‫أحلف بغري الله وأصدق “‬ ‫موضوع ‪ .‬السلسلة الضعيفة لأللباىن (‪)91‬‬

‫ولقد ثرت مرة‪ ,‬فبلغ رشاشك (بواتيه) من هنا‪,‬‬ ‫و(حيدر آباد) من هناك! فهل استنفدت تلك املرة‬ ‫قوتك كلها؟ أما فيك بقية من الشباب؟ أتعبت إذ‬ ‫تجري هذه املاليني من السنني؟ إنها فرتة صغرية من‬

‫تتمة‬

‫‪7‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫القائد‬ ‫الحقيقي‬ ‫والقائدالمز َّيف‬ ‫يارس تيسري العيتي‬

‫يارس تيسري العيتي‬

‫‪8‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫هناك نوعان من القادة يف هذا العامل‪ :‬القائد الحقيقي‬

‫القائد املزيَّف فال يؤمن بالناس وال يؤمن بكرامتهم‬

‫والقائد املزيَّف‪.‬‬

‫وال بقيمتهم‪ ،‬إنه يعامل الناس كأشياء وال يعاملهم‬

‫القائد الحقيقي هو الذي يستمد ق ّوته من قوة من‬

‫كبرش وهو كاملرآة التي تعكس أسوأ ما فينا من‬

‫يقودهم وثقتهم بأنفسهم لذلك هو يسعى وبشكل‬

‫صفات فعندما ننظر فيها نرى أنفسنا صغارا ً وجبناء‬

‫منهجي منظَّم إىل تقويتهم و تعزيز ثقتهم بأنفسهم‪،‬‬

‫وضعفاء‪.‬‬

‫أما القائد املزيَّف فيستعري ق َّوته من ضعف من‬

‫القائد الحقيقي يرحب بالنقد ويشجع عليه ويشكر‬

‫يقودهم وانخفاض ثقتهم بأنفسهم لذلك هو يسعى‬

‫من يأيت به وال يعتربه تهديدا ً له ألنه يستمد شعوره‬

‫وبشكل منهجي منظَّم إىل إضعافهم وزعزعة ثقتهم‬

‫باألمن من داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه‬

‫بأنفسهم ليستقر يف أفهامهم أنهم بدونه ال شيئ‬

‫ومع اآلخرين‪ .‬أما القائد املزيَّف فيجعل نفسه إلهاً‬

‫وبوجوده هم كل يشء!‬

‫ال يُنتقد‪ ،‬إنه يخاف من النقد ويعتربه تهديدا ً له‬

‫القائد الحقيقي يؤمن بالناس‪ ،‬يؤمن بكرامتهم‬

‫ويعاقب من يأيت به ألنه ال يستمد شعوره باألمن من‬

‫ومت ُّيزهم وطاقاتهم ومواهبهم‪ ،‬يؤمن بهم إىل درج ٍة‬

‫داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه ومع اآلخرين‪،‬‬

‫تدفعهم إىل اإلميان بأنفسهم‪ .‬القائد الحقيقي كاملرآة‬

‫بل يستمد هذا الشعور من الخارج؛ من املنافقني‬

‫التي تعكس أفضل ما لدينا من صفات؛ املرآة التي‬

‫املحيطني به‪ ،‬من مدحهم و إطرائهم و تصفيقهم و‬

‫ننظر فيها فرنى أنفسنا كبارا ً وشجعاناً وأقوياء‪ .‬أما‬

‫هتافهم!‬ ‫يارس تيسري العيتي‬

‫‪9‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫القائد الحقيقي يحيط نفسه بـِ(بطانة الخري) برجا ٍل‬

‫بيته أو مدرساً يف صفه أو مديرا ً يف مؤسسته أو وزيرا ً‬

‫يشبهونه يف الصدق والشجاعة واحرتام الناس‪ ،‬أما‬

‫يف وزارته أو رئيساً يف دولته‪ ..‬ما أحوجنا اليوم إىل‬

‫القائد املزيَّف فيحيط نفسه بـِ(بطانة السوء) برجا ٍل‬

‫القادة الحقيقيني يف كل مكان‪.‬‬

‫يشبهونه يف الكذب والجنب واحتقار الناس‪.‬‬ ‫القائد الحقيقي ينظر إىل القيادة عىل أنها خدمة‬ ‫للناس وتلبية لحاجاتهم‪ ،‬أما القائد املزيَّف فينظر إىل‬ ‫القيادة عىل أنها استعباد للناس وتسخري لهم‪.‬‬ ‫القائد الحقيقي متواضع إىل درجة الخجل وشجاع‬ ‫إىل درجة التضحية بنفسه يف سبيل الغاية التي يقود‬ ‫الناس إليها؛ يصف املؤلف جيم كولينز صاحب كتاب‬ ‫‪ Good To Great‬القادة الحقيقيني بقوله‪ ( :‬إنهم‬ ‫خائفون ورشسون يف الوقت نفسه‪ ،‬خجلون وجريئون‬ ‫يف آن واحد)‪.‬‬ ‫بقي أن أقول أن القائد الحقيقي ميكن أن يكون أباً يف‬

‫من أقوالهم‬ ‫قال ابن تيمية‪:‬‬ ‫نهى النبي صىل الله عليه وسلم عن‬ ‫االختالف الذي فيه جحد كل واحد‬ ‫من املختلفني ما مع اآلخر من الحق‬ ‫‪ ...‬واعلم أن أكرث االختالف بني األمة‬ ‫الذي يورث األهواء‪ :‬تجده من هذا‬ ‫الرضب‪ .‬وهو أن يكون كل واحد من‬ ‫املختلفني مصيبا فيام يثبته‪ ،‬أو يف‬ ‫بعضه‪ ،‬مخطئا يف نفي ما عليه اآلخر‪.‬‬ ‫ابن تيمية‪ ،‬اقتضاء السراط المستقيم‬

‫تتمة‬

‫‪10‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫أكرهها‬ ‫عايف التنكة‬

‫عايف التنكة‬

‫‪11‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫تأيت فُجاء ًة املروحية الفاجرة تحمل قنابل ساقطة‪،‬‬ ‫ال تستطيع معها حيلة سوى أن تنزل امللجأ و تحمل‬ ‫بيدك ما تستطيع من أطفال‪،‬‬ ‫إن كنت جلدا ً حملتاثنني وإن كنت مثيل فواحد‪ ،‬تبقى‬ ‫الفتاة املصابة بالتو ّحد وحيدة يف الغرفة تقبع عىل‬ ‫كرسيها املتح ّرك ال تدري ما الذي يجري حولها ورمبا‬ ‫كانت تدري! ما استطاع أح ٌد الوصول إليها يف جلبة‬ ‫املفاجئة وفزع يصيبك من هدير املروحية الفاجرة‬ ‫تراوح فوق رأسك‪ ،‬ورمبا مل يلحظ وجودها أحد !‬ ‫ال وقت يسمح بالنزول إىل امللجأ فبضعة أمتا ٍر مسافة‬ ‫طويلة ج ّدا ً عندما تكون املروحية الفاجرة تراوح فوق‬ ‫رأسك ترتبّص االنقضاض بقنابلها الساقطة‪ ،‬فتُهرع إىل‬ ‫عل جدران املمر‬ ‫املمر بني غرفتني تجلس فيه القرفصاء ّ‬ ‫متنع عنك وعنأطفالك الشظايا إذا ما نزلت القنبلة‬ ‫الساقطة قريباً من دارك !‬ ‫يف املمر ثالثة عرش روحاً ترتقب القدر بعج ٍز كامل‪،‬‬ ‫تتسارع األنفاس و تدور ِحلق العيون‪ ،‬األم تكتنف‬ ‫أصغر أطفالها إىل صدرها و األب يتمتم بالشهادتني‬ ‫انظر أنا خالل الباب ألرى تلك الفتاة املتو ّحدة الزالت‬ ‫عىل كرسيها املتحرك وحيدة بال حول أو ق ّوة‪ ،‬تلتقي‬ ‫عيني بعينيها لثانية واحدة أو اثنتني !!‬ ‫ّ‬ ‫ثانية واحدة فقط أفقد معها كل شعو ٍر باإلنسانية كل‬ ‫ٍ‬ ‫إحساس بالرجولة‪ ،‬هذا هو أنت يف مواجهة املوت‪،‬‬ ‫عارياً متاماً أمام ذاتك !! ثانية واحدة فقط !!!‬

‫عايف التنكة‬

‫يا الله !!!!!!‬ ‫كم كشفت مواجهة املوت للذات من حقائق كنت‬ ‫أجهلها !!!‬ ‫ثوانٍ و تهوي القنبلة الساقطة ولها صفري بل هدير‪ ،‬و‬ ‫يبدأ الرصاخ والعويل‪ ،‬ثم تنفجر !!!‬ ‫الحمد لله مل تسقط فوقنا ‪...‬‬ ‫بل قريباً من دا ٍر مجاورة لتقتل سبعة !!!‬ ‫كل‬ ‫يف الصباح تدير التلفاز لتنظر يف األخبار‪ ،‬فتقرأ ّ‬ ‫األهوال التي عاينت باألمس يقرأها الناس و ال يلقون‬ ‫لها باالً عىل الرشيط اإلخباري بالصيغة التالية ‪:‬‬ ‫"مقتل سبعة مدنيني بسقوط برميل ألقته مروحية‬ ‫للنظام يف مدينة كذا ‪"..‬‬ ‫ال بأس ‪....‬‬ ‫اللهم إنك تعلم فجور عدونا وضعف قوتنا وقلّة‬ ‫حيلتنا وسوء طويتنا وتراخي شكيمتنا وفساد قلوبنا‬ ‫وما أنت أعلم به بأنفسنا من أنفسنا‪...‬‬ ‫اللهم اجمل علينا بالسرت يف الدنيا واآلخرة ومتّم‪،‬‬ ‫اللهم ونسألك أن ال تعذبنا بالنار وأن تدخلنا الجنة‬ ‫عاملنا مبا أنت أهله وال تُهلكنا مبا نستحقه‬ ‫والحمد لله رب العاملني‬

‫‪2014/10/4‬‬ ‫تتمة‬

‫‪12‬‬


‫أدب الثورة‬

‫لماذا‬ ‫ال نمشي‬ ‫الحيط الحيط؟‬

‫سارة‬

‫سارة‬

‫‪13‬‬


‫أدب الثورة‬

‫بوسع اإلنسان أن يعيش تاركاً العنان لنفسه‬

‫الكرة األرضية؟!”قد ال نستطيع تغيري يشء‪ ،‬وقد‬

‫وشهواته‪...‬‬

‫نستطيع أن نكون جز ًء صغريا ً من التغيري الضخم‪،‬‬

‫كام بوسعه أن يعيش تحت ظل النظام مساملاً صامتاً‪...‬‬

‫هي حياة واحدة سنحياها‪،‬وقد كُتب موعد موت‬

‫بوسعه أن يستيقظ كل يوم بال سبب منطقي‪ ،‬مييض‬

‫الشهداء قبل والدتهم‪ ...‬فأيهام خري؟! ميتة الشهيد‬

‫حياته كام البهائم‪...‬‬

‫أم ميتة الفراش؟! وأيهام أفضل حياة الكرامة‬

‫ويتفضل عليه الظامل املبجل بكرسة خبز من رغيفه‬

‫أو حتى محاولة الحصول عليها أم حياة السالم‬

‫املرسوق‪...‬‬

‫الذليلة؟!‬

‫سألتني صديقة اليوم‪ ،‬ماذا استفدتم اليوم من الثورة؟!‬

‫قد تكون الثورة رضباً من الجنون حسب إحصائيات‬

‫وكأن الجائع قد شبع بعد الثورة‪ ،‬انظري حولك‬

‫الجوع و األموات‪ ،‬ولكنها أحيت قلوباً ميتة وأظهرت‬

‫تجدينه قد ازداد جوعاً‪ ...‬مل أد ِر حقيقة ماذا أرد عليها‪،‬‬

‫الحق من الباطل‪ ...‬أظهرت املعادن الحقيقة وبَنت‬

‫لكن هل ترسي علينا نحن البرش الذي كرمنا باألمانة‬

‫نفوساً طيبة كانت قيد البناء عىل شكل آخر‪...‬‬

‫‪-‬قوانني املاشية املرتبطة مبعدل العلف اليوم؟!ال أدري‬

‫اللهم تقبل شهداءنا وأفرج عن املعتقلني وأشعل‬

‫إن كان يحق لنا أن نتكلم ومل نترضر كام البقية‪...‬‬

‫الهمة يف قلوبنا يا الله‪...‬‬

‫ولكن‪،‬الله ك ّرمنا وخلقنا لنستخلف يف األرض ونعمل ال‬

‫ألهمنا الصواب ودلنا عىل طريق الحق يا رحمن‪...‬‬

‫لنمر عليها بسالم ونرتكها كام جئنا إليها أو أشد سوءا ً‪...‬‬ ‫ويتلقانا السؤال املعتاد‪“ ...‬كرمال الله هأل حتغريو‬ ‫تتمة‬

‫‪14‬‬


‫أدب الثورة‬

‫على هذه‬ ‫الطريق‬ ‫إبراهيم شيبان‬

‫إبراهيم شيبان‬

‫‪15‬‬


‫الثورة‬ ‫أدبالثورة‬ ‫أدب‬

‫من عمى الليايل الطويلة‪ ،‬وحلكة ظالمها ‪...‬‬ ‫منيض مخلّفني وراءنا العامل بأرسه ‪..‬‬ ‫‪............‬‬ ‫متجهني إىل األمام بينام ترتاجع األشياء واألقوام ‪..‬‬ ‫خوف من غربة تتملّكنا ‪..‬‬ ‫لتحل مكانها أُخرى ‪...‬‬ ‫تتهاوى عندنا قيم املجتمع‪ّ ،‬‬ ‫ألفناها وباتت جزء منا‪ ،‬ال نفتأ ننفضها عنا بال جدوى ‪..‬‬ ‫نسعى بكل مامنلك لنبذها من قلوبنا ‪..‬‬ ‫‪............‬‬ ‫‪............‬‬ ‫تتهاوى من حولنا األشياء واألشخاص‪ ،‬نخرس أضعاف‬ ‫مانكسب ‪...‬‬ ‫وعىل هذه الطريق ننام لتصحوا أحالمنا ‪..‬‬ ‫موقنني بأن مامنيض نحوه‬ ‫ّ‬ ‫يستحق البذل مهام طال انتظاره منوت لتولد آمالنا‪ ،‬ولتستم ّر بدمنا رسالة الراحلني‬ ‫‪.....‬‬ ‫ويتسلّمها عنا من‬ ‫‪............‬‬ ‫يأيت وراءنا ويحمل العزم والدافع ذاته عىل ذات الطريق‬ ‫عىل الدرب نَذكُر ونُنىس‪ ،‬نتش ّبث بوجودنا ويهرب منا ‪... ..‬‬ ‫منيض متسلّحني باألمل‪ ،‬نرسم ابتسامة وسط الدموع ‪............ ....‬‬ ‫عىل هذه الطريق منيض يدفعنا إمياننا ويتخاطفنا شوق‬ ‫نحاول أن نبقي يدنا مشدودة عىل يد رفيق سرينا‪....‬‬ ‫قلب تعب من طول وحنني ‪..‬‬ ‫بينام تحاول األخرى تهدئة نبضات ٍ‬ ‫الطريق وتخلّفه عن الكثريين م ّمن سلكوا ذات الطريق ‪ ..‬لكننا نتجاهله وعيوننا ترنو نحو الضوء القادم من النهاية ‪..‬‬ ‫نحو نهاي ٍة للطريق ‪..‬‬ ‫‪............‬‬ ‫يسبقنا عىل ذات الدرب من صدق العزم وعلم مغزى‬ ‫وجوده ‪..‬‬ ‫وهذا هو الطريق‬ ‫بينام يحيد عنها من ليس أهالً للميض فيها قُدماً ‪...‬‬ ‫‪............‬‬ ‫يتملّكنا خوف من التعثّ ‪ ،‬من فقدان الدليل والدافع ‪...‬‬ ‫تتمة‬

‫‪16‬‬


‫أدب الثورة‬

‫قصة‬ ‫ما قبل‬ ‫النــــوم‬

‫السوري‬

‫السوري‬

‫‪17‬‬


‫أدب الثورة‬

‫يف يوم من األيام عاشت دودة صغرية سمت نفسها‬

‫عايف التنكة‬ ‫للتحرك باتجاه النور‬ ‫حركها الشعور الحر ‪ ..‬فدفعها‬

‫موظفا ‪ ..‬يف جحر تحت األرض سمته وظيفة ‪..‬‬

‫القادم من األعىل ‪ ..‬وإذ وصلت إىل مكان تجمع الضوء‬

‫يغريها يف كل حني ضوء قادم من األعىل بإطالة النظر استطاعت أن تلوي نفسها معاكسة كل قوانني الحركة‬ ‫و مداومة التفكر و الخروج من عتمة التكرار و من التي تعودتها سابقا‪ ..‬يك تتمكن من تفحص تلك‬ ‫جحيم التنافس ‪..‬‬

‫الطاقة الضوئية القادمة من فوق ‪..‬‬

‫قد مينحها الجحر وهم االستمرار و ضباب االستقرار‪..‬‬

‫بعد لحظات من االنبهار استطاعت إدراك مساحة‬

‫و قد يربط مؤخرتها الصغرية بسلسلة تكرار يومية‬

‫مضيئة بالغة االتساع ‪..‬‬

‫وهمية مكتوب عليها و بخط عريض ‪ ..‬املعيشة ‪ ..‬لكن هالها املنظر وغمرها النور ‪..‬‬ ‫الضوء العلوي يغريها أيضا بحقائق واسعة و جميلة‬ ‫ليس من السهل أبدا تجاهلها كلام تقدم بها العمر‬ ‫ودارت بها الحياة‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫يف يوم ما تحرك يشء ما يف أحشاء الدودة ‪ ..‬يشء ال‬ ‫يقاوم ‪..‬‬ ‫سمته شعورا ‪..‬‬ ‫حركة غري مفهومة ‪ ..‬تراوغ و تجعل من أمر االستمرار‬ ‫يف الجحر موت محتم ‪..‬‬

‫فابتسمت ‪..‬‬ ‫و بكت ‪..‬‬ ‫و سمت ذلك االتساع‪ :‬سامء ‪..‬‬ ‫مل تستطع املقاومة ‪..‬‬ ‫دفعها شعور ال يقاوم ملالمسة الرحابة ‪..‬‬ ‫فتحرك جسدها و ارتقت حركاتها و تسامى زحفها‬ ‫بتسامي هدفها ‪ ..‬فزحفت نحو السامء ‪..‬‬ ‫و استمرت حتى وجدت نفسها خارج الجحر ‪..‬‬ ‫السوري‬

‫‪18‬‬


‫أدب الثورة‬ ‫عايف التنكة‬

‫تنفست ‪..‬‬

‫سمته غصنا ‪..‬‬

‫كان املكان مرعبا واسعا و جميال بآن معا ‪..‬‬

‫يتوارى تحت عامل من قلوب صغرية خرضاء ‪..‬‬

‫لكن السامء ما تزال بعيدة ‪..‬‬

‫سمتها أوراقا ‪..‬‬

‫تلفتت حولها ‪ ..‬فوجدت دربا طويال صاعدا نحو‬

‫استطاعت أخريا أن ترى العامل من فوق الغصن‬

‫األعىل ‪..‬‬

‫املرشف ‪ ..‬كحقيقة فعلية ‪ ..‬ال كوهم مقيت ‪..‬‬

‫دربا بنيا قاسيا و خشنا ‪ ..‬ومخيفا ‪..‬‬

‫فتمسكت بالغصن ‪ ..‬و ربطت نفسها فوقه ‪ ..‬يك ال‬

‫سمته شجرة ‪..‬‬

‫مينعها يشء بعد اآلن من مالمسة االتساع ‪..‬‬

‫كان الدرب يالمس السامء يف نهايته ‪ ..‬أو هكذا رأت ‪ ..‬و إذ أمعنت يف إرصارها ‪ ..‬نطق يشء ما يف صدرها‬ ‫‪ ..‬كأنه جنني أو رمبا كمون ناطق ما كان ليخرج لوال‬ ‫فزحفت نحوه و بدأت التسلق ‪..‬‬ ‫مل يكن التسلق سهال ‪ ..‬فالدرب وعر و طويل و ميلء‬ ‫مبخاطر شتى ‪..‬‬ ‫لكنها مل تتوقف ‪ ..‬فقد خرجت من جحرها أخريا‬ ‫واتجهت نحو االتساع وما من يشء سيوقفها ‪ ..‬إال‬ ‫املوت ‪..‬‬ ‫استمر الصعود ‪ ..‬وتزايدت املخاطر ‪ ..‬حتى وصلت‬ ‫مكانا مرشفا عاليا ‪ ..‬تبدو السامء فيه وشيكة ‪..‬‬ ‫فسلكت دربا جانبيا صغريا‬

‫إرصارها املستمر ‪ ..‬يرصد الكينونة الحقة يف سبيل‬

‫الصريورة الحقة ‪..‬‬ ‫كأن روحها تتصاعد منها ‪ ..‬وتخرج خارجها لتلفها و‬ ‫تغطي كل كيانها القديم ‪ ..‬و كل ماضيها الدودي ‪..‬‬ ‫بقيت مرصة فوق صليبها حتى صارت روحا يف داخلها‬ ‫جسد ‪..‬‬ ‫و إذ ذاك سمت نفسها رشنقة ‪..‬‬ ‫و ابتدأ املخاض ‪..‬‬ ‫السوري‬

‫‪19‬‬


‫أدب الثورة‬ ‫عايف التنكة‬

‫‪..‬‬

‫سمتهم مواطنني ‪..‬‬

‫تعاقب دوران الشمس ‪..‬‬

‫نظرت نحو األعىل فعانقتها الرحابة ‪..‬‬

‫وسمته زمنا ‪..‬‬

‫و إذ حاولت ملسها ‪ ..‬طارت ‪..‬‬

‫رابطت ‪ ..‬و متاسكت‬

‫مل تعد تزحف ‪ ..‬بل صارت تطري ‪..‬‬

‫مل تكن الريح هينة لينة ‪ ..‬ومل تكن عوامل الطبيعة‬

‫أيقنت أنها ليست وحدها يف هذا الكون ‪ ..‬بل متلكت‬

‫طيعة لطيفة ‪ ..‬بل كان الكون قاسيا‪ ..‬وكانت الحياة‬

‫قلبها قوة هائلة و رحيمة متلك آفاق االتساع ‪..‬‬

‫قمة يف الخشونة ‪..‬‬

‫قوة تبارك الطريان و تبارك أي زحف مرشوع نحو‬

‫لكنها كمنت حتى نطق املولود ‪ ..‬كروح يف داخل‬

‫السامء ‪..‬‬

‫جسد يف داخل روح ‪..‬‬

‫فسمته الله ‪..‬‬

‫صارت جسدا بني روحني ‪..‬‬

‫وسمت نفسها فراشة ‪ ..‬أو ثورة ‪ ..‬أو وطنا ‪ ..‬أو مجرد‬

‫شعرت بحقيقة االختالف ‪ ..‬كأنها تطلق جنينا ‪ ..‬أو‬

‫إنسان ‪ ..‬ال يرىض بغري التحليق بديال ‪..‬‬

‫طائرا ‪ ..‬أوجناحا عمالقا ‪ ..‬أو كرة أرضية من صميم‬ ‫صلبها ‪..‬‬ ‫تحركت ‪ ..‬مزقت روحها الخارجية ‪ ..‬عادت جسدا ‪ ..‬يف‬ ‫داخله روح ‪..‬‬ ‫نظرت نحو األسفل فوجدت ترابا و الكثري من‬ ‫الدودات ‪..‬‬ ‫تتمة‬

‫‪20‬‬


‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪https://www.facebook.com/Sela.Syr‬‬

‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪21‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫وظائف القلب‬ ‫في القرآن‬ ‫الكريم‬ ‫‪Naum.Sh‬‬

‫‪Naum.Sh‬‬

‫‪22‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫هذا املوضوع دفعني للبحث يف القرآن عام يتعلق‬

‫)كالحجارة أو أشد قسوة‬

‫بالقلب‪ ،‬فوجدت أن اإلشارة للعقل يف القرآن (أفال‬

‫)الكفر (قالوا قلوبنا غلف‪ ،‬بل لعنهم الله بكفرهم‬

‫يعقلون‪ ،‬تعقلون ‪ ) ..‬قد وردت حوايل خمسني مرة ‪،‬‬

‫)االستكبار (أرشبوا يف قلوبهم العجل بكفرهم‬

‫بينام وردت اإلشارة للقلب وأفعاله وما يؤثر به وفيه‬

‫)الزيغ ـ الضالل (يف قلوبهم زيغ‬

‫‪ ..‬أكرث من مئة مرة‬

‫)الهداية (ربنا التزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا‬

‫ومن يتأمل يف خصائص القلب حسب ما ورد يف القرآن األلفة واملحبة (فألف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته‬ ‫الكريم ‪ ،‬يرى أن كثريا منها كنا نظنها تخص العقل‬

‫)إخوانا‬

‫‪ ..‬فقط‬

‫)الحرسة (ليجعل الله ذلك حرسة يف قلوبهم‬

‫وهذه أغلب الصفات والسامت التي ُوصف بها القلب الكفر (من الذين قالوا آمنا بأفواههم ومل تؤمن‬ ‫‪:‬يف القرآن الكريم‬

‫)قلوبهم‬

‫)االطمئنان (ولتطمنئ قلوبكم به‬

‫اإلميان (ولكن الله حبب إليكم اإلميان وزينه يف‬

‫الخوف (وإذ زاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجر ـ )قلوبكم‬ ‫)من شدة الخوف‬

‫)التقيـّة (يقولون بأفواههم ما ليس يف قلوبهم‬

‫)الرعب (سنلقي يف قلوب الذين كفروا الرعب‬

‫السمع ـ تأثري القلب عىل السمع (ونطبع عىل قلوبهم‬

‫)الفقه ـ الفهم (لهم قلوب ال يفقهون بها‬

‫)فهم ال يسمعون‬

‫)املرض ـ النفاق (يف قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً‬

‫الشجاعة والبأس (لريبط عىل قلوبكم ويثبت به‬

‫القسوة (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي‬

‫)األقدام‬ ‫‪Naum.Sh‬‬

‫‪23‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫الخري (إن يعلم الله يف قلوبكم خريا ً يؤتكم خريا ً مام‬

‫)اللني (ثم تلني جلودهم وقلوبهم إىل ذكر الله‬

‫ِ‬ ‫)أخ َذ منكم‬

‫اإلشمئزاز (فإذا ذكر الله وحده اشأمزت قلوب الذين ال‬

‫) الغيظ ( ويُذهب غيظ قلوبهم‬

‫)يؤمنون باآلخرة‬

‫الشك والريبة (وارتابت قلوبهم فهم يف ريبهم‬

‫)السكينة (هو الذي أنزل السكينة يف قلوب املؤمنني‬

‫)يرتددون‬

‫الخشوع (أمل يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر‬

‫النفاق (يحذر املنافقون أن ت ُنزل عليهم سورة تنبئهم‬

‫)الله‬

‫)مبا يف قلوبهم‬

‫الرأفة ـ الرحمة (وجعلنا يف قلوب الذين اتبعوه رأفة‬

‫)العلم (وطبع الله عىل قلوبهم فهم ال يعلمون‬

‫)ورحمة‬

‫)اإلنكار (فالذين ال يؤمنون باآلخرة قلوبهم منكرة‬

‫العمى (فأنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب‬

‫الغفلة (أولئك الذين طبع عىل قلوبهم وسمعهم‬

‫)التي يف الصدور‬

‫)وأبصارهم وأولئك هم الغافلون‬

‫فتعالوا يا إخويت نعد العدة لنذهب إىل الله بقلب‬

‫التقوى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى‬

‫‪ :‬سليم‬

‫)القلوب‬

‫‪).‬إِلَّ َم ْن أَ َت اللَّ َه ِب َقل ٍْب َسلِ ٍيم(‬

‫)الوجل والرهبة (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم‬

‫‪ ..‬فاجعلنا يا ربنا منهم ومعهم‬

‫التعقل والفهم (أفلم يسريوا يف األرض فتكون لهم‬ ‫)قلوب يعقلون بها‬ ‫)الطهارة (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن‬ ‫تتمة‬

‫‪24‬‬


‫دراسة‬

‫الجلي والخفي‬ ‫من كونية‬ ‫الربيع العربي‬ ‫في سوريا‬ ‫أبويعرب املرزوقي‬

‫الجزء الثاين‬

‫أبو يعرب املرزوقى‬

‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬


‫دراسة‬

‫ألضعاف الخصم من أجل النجاح يف الرصاع‬ ‫الجزء الثاين‬ ‫الخارجي‪.‬‬ ‫كنت أدرك بحدس غائم الكوابيس التي تحاك ضد ‪ 2-‬كثريا ما يعاب عىل أي محاولة للفهم تأخذ بعني‬ ‫االعتبار هذا البعد من التاريخ البرشي بأنها تعقد‬ ‫األمة اإلسالمية عامة وقلبها العريب خاصة دون‬ ‫األمور فتبدو وكأنها تبعد عن الفهم أكرث مام تقرب‬ ‫فهم لسالسل العلل التي تجعلها مفهومة‪ .‬وألنها‬ ‫إليه وخاصة عند من تعود عىل الكسل الذهني وال‬ ‫غري مفهومة كان الكثري يتهم من يفكر فيها بأنه‬ ‫يعاين مام أصبح يسمى بعقدة املؤامرة‪ .‬وطبعا مل يريد أن يزعج راحة باله إىل أن تحل به املصائب‬ ‫متناسيا آية الردع (‪ 60‬من األنفال) التي مل يعد‬ ‫ينقد أحد نقد عقدة املؤامرة فيبني أن نفيها قبل‬ ‫تحديد املقصود بها هو بدروه هروب من مواجهة يعمل بها يف الحقيقة إال أعداء األمة‪ .‬ذلك أن‬ ‫حقيقة علمية تتمثل يف أن البرش مهام ترقوا يبقى التعليل الدقيق لألحداث غالبا ما يكون من البعائد‬ ‫التي قد ال تتبادر إىل األذهان بسبب خفاء الصلة‬ ‫أساس سلوكهم خاضعا ملنطق التاريخ الطبيعي‬ ‫بينها وبني مجرى األحداث‪ .‬ويف الغالب يكتفي‬ ‫أعني الرصاع من أجل مقومات الحياة ومن ثم‬ ‫مبنطق البقاء لألقوى‪ :‬فإذا كان القصد باملؤامرة هو الفهم العامي بالقول إن الفلسفة تعقد األمور دون‬ ‫التقانص املتبادل بني الكائنات الحية وخاصة ما كان فائدة مكتفيا برضب املثال املعتاد يف حكمة الكسىل‬ ‫من العباد‪ :‬ال تدر يدك وراء رأسك لرتينا األذن‬ ‫منها قادرا عىل التخطيط االسرتايتيجي فإن نفيها‬ ‫اليرسى بيدك اليمنى اليمنى بل أرنا إياها دون‬ ‫مناف للعقل وللتاريخ‪.‬‬ ‫حاجة لاللتفاف حول رأسك‪.‬‬ ‫‪1‬فكل الجامعات محكومة داخليا (بني األفراد‬‫والفئات) وخارجيا (بني الجامعات املختلفة) ومن لكننا مضطرون لاللتفاف حول الرأس معاندين‬ ‫بدء التاريخ املعلوم يحكمها التقانص املتبادل (كل الفهم العامي ألن الفهم العلمي يفرس البسيط‬ ‫باملعقد مبجرد أن يبني أن البساطة هي بساطة‬ ‫حصول عىل مقومات الحياة منطقه هو منطق‬ ‫من ال عقل له وأن كل األمور مرتابطة يف تحديد‬ ‫الصيد‪ :‬أي حيل الحرب ما مل يعل اإلنسان عىل‬ ‫الحيوانية بالروحانية القرآنية‪ :‬النساء ‪ 1‬والحجرات مجريات التاريخ البرشي الذي هو حيواين قبل‬ ‫‪ )13‬والرصاع من أجل مقومات الحياة (املاء والكأل أن يكون إنسانيا‪ .‬والراس هنا تتحدد بظاهرتني‬ ‫من يغفل عنهام لن يفهم ما يجري يف تاريخنا‬ ‫يف البداوة والطاقة واالقتصاد حاليا)‪ :‬وميكن أن‬ ‫يسمى التخطيط لهذا الرصاع بني األمم والجامعات الحديث وخاصة علل تكوين دولة إرسائيل يف قلب‬ ‫مؤامرات متبادلة هدفها تحريك الرصاع الداخيل‬ ‫أبو يعرب املرزوقى‬

‫‪26‬‬


‫دراسة‬

‫خاضعني ملنطق التاريخ الطبيعي (الرصاع من أجل‬ ‫الوطن العريب بدافعني ذايت ليهود العامل وأجنبي‬ ‫البقاء)‪ :‬وذلك هو مدلول العجل الذهبي واقتصاد‬ ‫ملستعمريه‪.‬‬ ‫االستعباد والربا‪.‬‬ ‫‪3‬فإرسائيل غاية ذاتية لليهود وأداة استعامرية‬‫وأما الثانية فهي خصائص املنطقة اإلسالمية وخاصة‬ ‫للغرب االستعامري‪ .‬والجمع بني الغاية واألداة‬ ‫ما يشغل قلب العامل منها أعني ما اصطلحت‬ ‫هو جوهر ما يسمى باملسيحية الصهيونية التي‬ ‫املسيحية الصهيونية عىل تسميته بالرشق األوسط‬ ‫تعترب الواليات املتحدة األرض املوعودة الجديدة‬ ‫الكبري أعني موضوع كالمنا هنا لفهم ما يجري يف‬ ‫التي ستمكن من العودة إىل األرض املوعودة‬ ‫سوريا‪ .‬فهي الفريسة املستعدة لألخذ عنوة ألن‬ ‫القدمية ومن ثم لتحقيق سلطانهم عىل العامل‪.‬‬ ‫ذلك أن إرسائيل ال ميكن اختصارها يف دور القاعدة أصحابها يغطون يف نوم عميق وال يعملون بالوصية‬ ‫االسرتاتيجية القرآنية‪ :‬اآلية ‪ 60‬من األنفال‪.‬‬ ‫االستعامرية وال ميكن اختصارها يف دور الدافع‬ ‫الديني الحتالل األرض املوعودة‪ .‬إمنا هي مثرة التقاء ‪4-‬رأينا بالتحليل املفهومي من منطلق فلسفة‬ ‫املطلبني اللذين تجمعها غاية واحدة هي اإلبقاء‬ ‫التاريخ الطبيعي (اإلنسان حيوان) وفلسفة التاريخ‬ ‫عىل سلطان الغرب الذي صار يعرف ذاته بكونه‬ ‫الروحي (عبادة العجل) كيف أن منطقتنا صارت‬ ‫صاحب الحضارة اليهودية املسيحية سلطانه عىل فريسة بسبب تجاهل أهلها هذين املنطقني بل‬ ‫العامل‪ .‬ومن يهمل أحد هذين الوجهني ودوره يف‬ ‫والخضوع لعكسهام أعني عدم العمل بآية الردع‬ ‫هذه الغاية يبترس األمور فال يحسن التعامل معها التي تهدف إىل التصدي لهام مبا يحول دون‬ ‫باسرتاتيجية قادرة عىل الظهور عليها الذي هو‬ ‫مفعولهام الذي وصفناه فحددنا طبيعته‪ .‬إنه الغرق‬ ‫رسالة املسلمني إلنقاذ البرشية من الفلسفة التي يف االنحطاطني‪:‬‬ ‫تعترب الجميع “جوهيم” يستعبده ويستبد به من‬ ‫االنحطاط الذايت الذي أغرق الفكر الديني يف خرافة‬ ‫يتصور نفسه شعب الله املختار‪ .‬فام هام هاتان‬ ‫السكر الروحي عند النخب التقليدية‪ :‬فصارت‬ ‫الظاهرتان بتحديد فلسفي غري مقترص عىل القرائب‬ ‫معاركهاالفكرية مدارها أتفه قضايا الحياة مثل‬ ‫بل يتجاوزها إىل البعائد؟‬ ‫تحليل كذا وتحريم كذا واالنحياز السالب للفساد‬ ‫فأما األوىل فهي التخطيط االسرتاتيجي ملن يتعامل واالستبداد برتكه يرتع يف البالد خدمة لحامتهم من‬ ‫من القوى اإلمرباطورية العاملية مع حقائق التاريخ مستعبدي اإلنسان يف كل مكان‪.‬‬ ‫بهذا املنطق معتربا إياها بالجوهر رصاعا عىل‬ ‫أسباب العيش بني البرش بوصفهم قبل كل يشء‬ ‫أبو يعرب املرزوقى‬

‫‪27‬‬


‫دراسة‬

‫واالنحطاط األجنبي الذي أغرق الفكر الفلسفي يف وثرواتهام من مقاسمته بل وإخراجه منها لقربهام‬ ‫سخافة السكر املادي عند النخب الحديثة‪ :‬فصارت ولقدرتهام الدميغرافية املهولة؟ أال يستعد الغرب‬ ‫ملنع الصني والهند واملسلمني إن انتقلوا من القوة‬ ‫الثانية‪ :‬فصارت معاركها الفكرة مدارها أسخف‬ ‫مظاهر التقدم مثل مدح كذا وذم كذا من قشور إىل الفعل من أن تصبح لهم قدرة عىل منافسته يف‬ ‫التمدن واالنحياز املوجب لهذا االستبداد والفساد سيادة العامل بعد أن أصبح ما يتميز به عليهم من‬ ‫الذي يعيث يف البالد خدمة لحامتهم من مستعبدي العلوم والتكنولوجيا والتنظيم الحديث لالقتصاد‬ ‫والتجارية وحتى للحياة الجمعية يف متناولهم؟‬ ‫اإلنسان يف كل مكان‪.‬‬ ‫وهذا يقتيض خطة ذات وجهني‪:‬‬ ‫‪ 5‬فلننزل اآلن إىل أحداث التاريخ‪ :‬أليس كل ما‬‫يجري منذ حروب الخليج ومنذ ثالثتها خاصة هو وجه سالب‪:‬‬ ‫استعداد االستعامر الغريب ‪-‬األورويب األمرييك‪-‬‬ ‫منع رشوط البناء الحديث بالنسبة إىل القوى التي‬ ‫الستباق ما بدأ يلوح يف األفق بعد بداية النهاية‬ ‫ماتزال يف طور التكون والتي متثل بالقوة خطرا‬ ‫للحرب الباردة مع االتحاد السوفيايت الذي ذوى‬ ‫عليه‪ :‬أي تفتيت الدول وإدخالها يف حروب أهلية ال‬ ‫وإعادة احتالل الرشق األوسط الكبري الذي ميثل‬ ‫نهاية لها حتى تبىقي بحاجة إىل حامية بعضها ضد‬ ‫مادة القوة الخام بكل مدلوالتها ‪-‬املادية والروحية‪ -‬بعضها اآلخر وهو ما سيوقف كل إمكانية ملنافسته‬ ‫استعدادا فاعال ملنع األقطاب الجديدة من رشوط يف العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫منازعة الغرب عىل زعامة العامل بأدوات قوته التي‬ ‫وجه موجب‪:‬‬ ‫صارت يف متناول الجميع(العلوم والتكنولوجيا)؟‬ ‫االستحواذ عىل مقومات القوة املادية قبل فوات‬ ‫أال يدل عودة الرشق األقىص للفاعلية التاريخية‬ ‫الفوت وذلك مبنع القوى التي تجاوزت هذا الطور‬ ‫التي تنافس الغرب يف ما كان يتصوره حكرا عليه‬ ‫وأصبحت قاب قوسني أو أدىن من تجاوزه يف ما‬ ‫قد أعاد البرشية إىل رشوط القوة األساسية منذ أن‬ ‫يتميز به ومن ثم خنقها بالسيطرة قبلها عىل‬ ‫نشأت الجامعات البرشية أعني الرثوات واملواقع‬ ‫مصادر الطاقة واملمرات العاملية فضال عن مجال‬ ‫الطبيعية التي متكن من التحكم يف رقاب البرش‬ ‫التمدد الدميوغرايف بسبب فراغها شبه الكامل من‬ ‫(الطاقة والغذاء يف اليابسة ويف البحار السخنة)‪.‬‬ ‫الكثافة السكانية‪.‬‬ ‫وبعبارة وجيزة أليس مشكل الغرب اليوم هو‪ :‬كيف‬ ‫يحول دون املحيطني بدار اإلسالم عامة وبالوطن‬ ‫العريب خاصة عدميي القوة الذاتية لحامية ذاتهام‬ ‫تتمة‬

‫‪28‬‬


‫در‬ ‫حللاسةثم حل‬

‫أدومها‬ ‫وإن قـــــــــل‬ ‫بقلم فؤاد‬

‫فؤاد‬

‫‪29‬‬


‫حلل ثم حل‬

‫الحفظة اآلخرين وهم األكرث من ذوي العمل‬ ‫كلام مر وقت وجلست ألتفكر فيام مىض من‬ ‫أوقات وكيف تم إنفاقها وماذا كانت محصلتها البسيط املستمر‪ ،‬فمنهم من خصص ساعة يومياً‬ ‫وحجم االستفادة منها‪ ...‬أذهل بالنتائج‪ ...‬لضعفها واستمر لعدة سنوات لنيل ذات الرشف وآخرين‬ ‫بذلوا وقتاً أقل فاحتاجوا لسنوات أكرث لتحقيق هذا‬ ‫لألسف!‬ ‫الفخر ولكنهم وفقط ألنهم استمروا نجحوا بذلك‪...‬‬ ‫وكل من تقاعس عن االستمرار فشل أو وصل‬ ‫كرثة املشاريع واألفكار واآلمال ال تكاد تنتهي‬ ‫لتحصيل أقل‪.‬‬ ‫من عقل أي واحد منا ولكن أي من هذه األفكار‬ ‫والطموحات يتحقق أو يرى النور ‪ ...‬لألسف أقل وميكننا أن نعمم املثال نفسه عىل أي يشء آخر يف‬ ‫الحياة‪ ،‬واألمثلة عىل ذلك كثرية جدا ً‪ ،‬ومنها أيضاً‬ ‫القليل‪.‬‬ ‫املطالعة وجميعنا حاول االلتزام بها بعد أن عرف‬ ‫وبدراسة كل النتائج اإليجابية املتحققة والتي‬ ‫أهميتها وفوائدها ولرمبا خصص ساعات يومياً‬ ‫نجحت يف إمتامها أنت أومعظم البرش‪ ،‬ستجد أن‬ ‫َ‬ ‫لهذه الغاية ولكن لألسف وألسباب متعددة منها‬ ‫من أهم العوامل تحققها هو االستمرارية وبغض‬ ‫الضغط يف الوقت أو االنشغال أو السفر أو الكسل‬ ‫النظر عن كمية وحجم العمل املبذول فيها‪.‬‬ ‫فعل ذلك أليام قليلة ثم توقف متاماً‪ ،‬قرأ لعدة‬ ‫ساعات ‪ ...‬عدة أيام ثم توقف عن املطالعة ألشهر‬ ‫قد تجد حافظاً للقرآن بذل ما يقارب السنة من بل رمبا لسنوات وغالباً كرر املحاولة بعد أن أَ َحس‬ ‫عمره بشكل مكثف وبوترية عالية جدا ً حتى‬ ‫من جديد بحجم الخري الذي يفقده ويضيع منه‬ ‫حقق هذا اإلنجاز الرائع ولكن لوال استمراريته فخصص جرعة اندفاعية كبرية للبدء من جديد‬ ‫ومحافظته عىل الهمة العالية املستمرة ملا وصل بوترية عالية ثم ما لبث أن خبت همته وتوقف‬ ‫لنيل هذا الرشف‪ ،‬وهذا النوع من اإلنجازات‬ ‫هو األقل عموماً‪ ،‬حيث باملقابل ستجد معظم‬ ‫‪30‬‬ ‫فؤاد‬


‫حلل ثم حل‬

‫وعاد إىل وضعه السلبي السابق‪.‬‬ ‫ولعل هذا يحدث بكل األمور تقريباً كحفظ‬ ‫القرآن‪ ،‬التامرين الرياضية‪ ،‬االهتامم باآلخرين‪،‬‬ ‫تنمية املواهب والهوايات ‪....‬‬

‫حاول أن تنظر حولك ألي عمل كبري مؤثر يف الحياة‬ ‫سرتى لزاماً أنه مستمر ومبني ليستمر وهذا يعطيه‬ ‫القوة والصالبة‪.‬‬

‫ذكر الدكتور عبد الكريم بكار أن االنسان الذي‬ ‫ويف هذه املواقف أتذكر دامئاً الحديث النبوي يف يتعلم ملدة نصف ساعة يومياً يف أحد العلوم يصبح‬ ‫صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة ريض الله بعد خمس سنوات مرجعاً يف هذا العلم‪ .‬عندما‬ ‫عنها أنها قالت‪ :‬سئل النبي صىل الله عليه وسلم تفكر بالنتيجة من هذه الزاوية تذهلك النتائج‬ ‫وحجم التغيري الذي قد يصيبك ويصيب املجتمع‬ ‫أي األعامل أحب إىل الله قال أدومها وإن قل‪،‬‬ ‫باملقابل من جراء هذا املبدأ‪.‬‬ ‫وقال اكلفوا من األعامل ما تطيقون‪.‬‬ ‫مشاكلنا ترتكز يف الجهل وضعف الخربة واملؤهالت‪،‬‬ ‫فتجد الواحد منا يبلغ الثامنة عرشة من عمره وهو‬ ‫إن هذا الحديث يصلح ليكون أحد مبادئ نهضة‬ ‫ضعيف املؤهالت وغري مناسب لدخول سوق العمل‬ ‫أمتنا‪ ،‬حيث البد من العمل للنهوض‪ ،‬والعمل‬ ‫لقلة خربته ولفقدانه التخصص مبجال محدد‪ ،‬فرتاه‬ ‫حتى يؤيت مثاره البد له من االستمرارية‪ ،‬وعندها‬ ‫يصبح عالة عىل املجتمع يف الوقت الذي ينتظر‬ ‫تحدث اآلثار الكبرية والنتائج املذهلة‪.‬‬ ‫منه أن يكون شخصاً منتجاً‪ ،‬وبدال من العمل‬ ‫لتجاوز هذه املشكلة تراه بعد عدة سنوات أكرث‬ ‫االستمرار بالعمل يضمن النجاح ويدعو للتطوير تيهاً وضعفاً وتشتتاً‪ ،‬وقد زادت مشاكله وكرب حجم‬ ‫ويزيد من الخربات ويراكمها وكل ذلك يتطلب الضغط عليه أكرث‪ .‬وبعدها أيضاً بسنوات أخرى‬ ‫االتقان والذي بدوره يفتح أبواب اإلبداع‪.‬‬ ‫فؤاد‬

‫‪31‬‬


‫حلل ثم حل‬

‫سرتى غالباً املشاكل نفسها وال حل يلوح يف األفق‪ .‬فإننا نستطيع إطالقها عىل األعامل واالنجازات‪.‬‬ ‫ومتر السنون واملوضوع يتفاقم وكل ذلك يرافقه ويقول املفكر اإلسالمي مالك بن نبي إن حركة‬ ‫ضغوط نفسية وأزمات‪ ،‬وفرد جديد يف املجتمع‪ ...‬التاريخ تقوم عىل آالف الجهود الصغرية التي ال‬ ‫بدالً من العطاء يأخذ‪ ...‬وبدالً من التطور يفشل‪ .‬نلقي لها باالً‪.‬‬ ‫التغيري ليس مستحيالً وال صعباً إذا عاملناه بروية‬ ‫ولعل هذا ولألسف ينطبق حتى عىل طالب‬ ‫السلبي نتج عن سنوات طويلة‬ ‫وطول بال فواقعنا‬ ‫الجامعات حيث يدخل الطالب جامعته‬ ‫ّ‬ ‫من االنحدار وتغيريه يحتاج إىل وقت وعمل دؤوب‬ ‫ويتخصص مبجال غالباً ال يفقه الكثري عنه‬ ‫ويتخرج من جامعته بعلم ضعيف هزيل حصله مستمر‪ ،‬وال أنفع ما يعني عىل ذلك‪ ،‬مثل أحب‬ ‫خالل رحلته للحصول عىل الشهادة والتخرج ليس األعامل اىل الله أدومها وإن قل‪.‬‬ ‫إال‪.‬‬ ‫وبالعودة يف الزمن نرى بوضوح أن خمس سنوات‬ ‫متر م ّر السحاب ونصف ساعة يف اليوم من‬ ‫املستحيل أنها غري متوفرة‪ ،‬فإذا عقدنا العزم اآلن‬ ‫وبغض النظر عن عمرنا واملرحلة التي نحن فيها‬ ‫وخصصنا وقتاً محددا ً يومياً يف موضوع محدد‬ ‫فلن مير وقت طويل حتى نلحظ تغريا ً كبريا ً يف‬ ‫حياتنا نحو األفضل بعون الله‪.‬‬ ‫وقالوا ال تحقرن صغرية ‪ ...‬فإن الجبال من‬ ‫الحىص‪...‬‬ ‫فكام هي تقال عىل األعامل السيئة والذنوب‬

‫بلغوا عني ولو آية‬

‫قال رسول الله صىل الله‬ ‫عليه وسلم‪:‬‬ ‫“املسلم من سلم الناس‬ ‫من لسانه ويده‪ ،‬واملهاجر‬ ‫من هجر ما نهى الله‬ ‫عنه”‪.‬‬ ‫صحيح ‪ -‬أخرجه اإلمام أحمد يف املسند‪،‬‬ ‫وهو يف سنن النسايئ وقال األلباين‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪32‬‬


‫من فكر العادليني‬

‫من أقوال عمر بن الخطاب‬ ‫إنكم ال تنرصون عىل عدوكم بقوتكم وال عدتكم ولكن تنرصون عليه بطاعتكم‬ ‫لربكم ومعصيتهم له فإن تساويتم يف املعصية كانت لهم الغلبة عليكم بقوة‬ ‫العدة والعتاد‬

‫من أقوال عمر بن الخطاب‬

‫‪33‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫أم الفداء‬

‫ذات النطاقين‬ ‫محمد عمارة‬

‫مقتطفات من كتاب مسلمون ثوار _‬ ‫كانت أسماء بنت أبي بكر من ضمن من‬ ‫ضرب عليهم الحصار مع ابنها عبد الله بن‬ ‫الزبير من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي ‪..‬‬ ‫سيدة عجوز قد بلغت من العمر مائة عام ! ‪..‬‬ ‫ذهب بصرها‪ ,‬ولكنها احتفظت بعقلها اليقظ‬ ‫الواعي ورأيها الصائب الحكيم بل وبقيت لها‬ ‫أسنانها جميعاً!‬ ‫ويوما بعد يوم أخذت وطأة الحصار تشتد‬ ‫على سكان مكة‪ ,‬وعلى أنصار عبد الله بن‬ ‫الزبير ‪ ..‬وكات المجانيق تمطر المدينة‬ ‫بالحجارة فتدكها دكا ‪ ..‬فلجأ عبد الله إلى‬ ‫محمد عمارة‬

‫‪34‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫المسجد الحرام‪ ,‬فلم ينج المسجد وال الكعبة من حجارة‬ ‫المجانيق!‬ ‫ولم يصمد مع عبدالله سوى نفر قليل ‪ ..‬وأوشكت‬ ‫الساعة الحاسمة‪ ,‬واقتربت لحظة اقتحام جيش الحجاج‬ ‫لمكة ‪ ..‬فتطهر القائد الثائر عبد الله بن الزبير‪ ,‬وصلى‪,‬‬ ‫ولبس ثياب القتال‪ ,‬ودخل على أمه أسماء ليلقاها‪,‬‬ ‫ويعرض عليها األمر‪ ,‬ويأخذ مشورتها‪ ,‬ويودعها الوداع‬ ‫األخير ‪ ..‬وعندما أحست بوقع أقدامه في حجرتها‪,‬‬ ‫سألت‪:‬‬ ‫_ أعبد الله؟‬ ‫_ نعم‪ ,‬يا أماه!‬ ‫فسألها عن حالها ‪ ..‬فشكت إليه اعتالال في صحتها ‪..‬‬ ‫فحدثها _ وهو يريد أن يدخل في موضوعه _ عن أن في‬ ‫الموت راحة مما يشكو منه اإلنسان! ‪..‬‬ ‫فقالت أسماء ‪ ..‬األم التي بلغت من العمر مائة عام‪,‬‬ ‫ألحب أبنائها إليها‪:‬‬ ‫_ يابني! ال تقبل خطة تخاف على نفسك منها‪ ,‬خوفا من‬ ‫القتل! عش كريما ومت كريما ‪ ..‬وإياك أن تؤسر فيلعب‬ ‫بك صبيان بني أمية! ‪..‬إنك‪ ,‬يا بني‪ ,‬أعلم بنفسك‪ ,‬فإن‬ ‫كنت تعلم أنك على حق‪ ,‬وإليه تدعو‪ ,‬فامض له‪ ,‬فقد‬

‫قتل عليه أصحابك! ‪ ..‬وإن كنت إنما أردت الدنيا‪ ,‬فبئس‬ ‫العبد أنت! أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك! ‪ ..‬وال‬ ‫تقل‪ :‬إني كنت على الحق‪ ,‬فلما ضعف أصحابي ضعفت‪..‬‬ ‫فإن هذا ليس فعل األحرار وال أهل الدين ‪ ..‬فكم خلودك‬ ‫في الدنيا؟ ‪ ..‬القتل أحسن‪ ,‬يا بني! ‪..‬‬ ‫فلما اطمأن عبد الله إلى رأي أمه أسماء‪ ,‬وتيقن من أنها‬ ‫لن تجزع الستشهاده‪ ,‬قال لها‪:‬‬ ‫_ هذا‪ ,‬والله‪ ,‬رأيي‪ ,‬يا أماه! ‪ ..‬ولكني أحببت أن أعلم‬ ‫رأيك‪ ,‬والحمدلله لقد زدتني بصيرة على بصيرتي! ‪ ..‬ولقد‬ ‫جئت مودعا‪ ,‬فإني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا‬ ‫يمر بي!‪..‬‬ ‫_ إذن فهذا وداع؟! ‪ ..‬فاقترب مني أشمم ريحك‪ ,‬وال‬ ‫تبتعد!‪..‬‬ ‫وخرج عبد الله من عند أمه أسماء بطاقة من الفداء‬ ‫جعلته ومعه نفر يسير من صفوة أصحابه يقاتلون جيشا‬ ‫جرارا اقتحم عليهم المسجد الحرام وزحفت جحافله‬ ‫من كل األبواب ‪ ..‬ودارت بين الفريقين معركة فريدة‪,‬‬ ‫ولم يستطيع فيها أعداء عبد الله الوصول إليه رغم‬ ‫كثرتهم‪ ,‬حتى سقط عليه حجر من المنجنيق فوقع على‬ ‫محمد عمارة‬

‫‪35‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫األرض فأسرعوا إليه واحتزوا رأسه وحملوه إلى الحجاج‪,‬‬ ‫ففرح الحجاج وأرسله إلى الخليفة عبد الملك بن مروان‬ ‫بدمشق‪ ,‬فأرسله هو اآلخر كي يطوفوا به في المدن‬ ‫واألقاليم‪ ..‬أما الجثمان فلقد صلبه الحجاج قرابة الشهر‬ ‫دون أن يسمح بدفنه‪.‬‬ ‫وبعد أن اطمأنت األم القوية الصابرة إلى أن ابنها لم‬ ‫يضعف في مواطن الشدة‪ ,‬ولم يتردد في لحظات‬ ‫الهول‪ ..‬وأنه قد مات ميتة الشهداء األبطال‪ ..‬أحست أن‬ ‫بينها وبين الموت مهمة عليها أن تقوم بها حيال هذا‬ ‫البطل الشهيد‪..‬‬ ‫فخرجت تقودها جواريها‪ ,‬وذهبت إلى قصر الحجاج‪,‬‬ ‫لتطلب منه أن يأذن بدفن الشهداء ‪ ..‬وعندما دخلت‬ ‫عليه‪ ,‬لم ترهب سطوته‪ ,‬ولم تخش قوته وال جبروته‪,‬‬ ‫ودار بينهما هذا الحوار‪:‬‬ ‫_ يا حجاج! قتلت عبد الله؟!‬ ‫_ يا ابنة أبي بكر! ‪ ..‬إني قاتل الملحدين!‬ ‫_ بل أنت قاتل المؤمنين الموحدين!‬ ‫_ كيف رأيت ما صنعت بابنك؟!‬ ‫_ رأيتك أفسدت عليه دنياه‪ ,‬وأفسد عليك آخرتك! وال‬ ‫ضير أن أكرمه الله على يديك! فقد أهدي رأس يحيى بن‬

‫زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل!‪..‬‬ ‫ثم طلبت إليه أن يأذن لها في دفنه ‪ ..‬فرفض!‬ ‫وعادت أسماء إلى منزلها تنتظر‪ ,‬حتى جاء إذن الخليفة‬ ‫عبد الملك بن مروان بإنزال عظام القتلى من على‬ ‫صلبانها‪ ,‬والسماح لذويها بدفها‪ ..‬فأخذت أسماء عظام‬ ‫ابنها عبد الله‪ ,‬وقد تقطعت أوصاله‪ ,‬وذهبت رأسه‪,‬‬ ‫فغسلته‪ ,‬وكفنته‪ ,‬وصلت عليه ودفنته بعد مضي ما‬ ‫يقرب من شهر على استشهاده!‬ ‫وهنا أحست األم أنها أكملت رسالتها‪ ,‬فانتقلت إلى‬ ‫جوار ربها بعد أن دفنت ابنها بأيام! ‪ ..‬ماتت كريمة‪ ,‬كما‬ ‫عاشت كريمة‪ ..‬والتزال كلماتها البنها تدوي في اآلذان‪:‬‬ ‫(( يابني! ال تقبل خطة تخاف على نفسك منها‪ ,‬خوفا من‬ ‫القتل! ‪ ..‬فإن كنت على الحق‪ ,‬وإليه تدعو‪ ,‬فامض إليه‪,‬‬ ‫فقد قتل عليه أصحابك! فليس الضعف فعل األحرار وال‬ ‫أهل الدين‪ ..‬القتل أحسن من الضعف‪ ,‬يابني! ‪))..‬‬

‫تتمة‬

‫‪36‬‬


‫لوحــــة بصرية‬

‫عــــمــــران‬

‫‪37‬‬


‫خواطر‬

www .face book

.com

38

‫خواطر‬

/base

erah

mag


‫خواطر‬

‫عن الهدهد في داخلنا‬ ‫البراء بن مالك‬

‫ننسحب عند أول مطاف عند أول محنة‪ ،‬وقد‬ ‫أحاطنا الله بكل ما يعيينا‪ ،‬وقد كلفنا رسمياً بقرآن‬ ‫يتلى إلى يوم القيامة ‪...‬‬ ‫غريب جداً‪ ،‬ننسحب لنريح‬ ‫لسبب‬ ‫ننسحب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رؤوسنا‪ ،‬وقد أرهقتنا النقاشات وأوجعت رؤوسنا‪..‬‬ ‫ننسحب لننعم بالهدوء‪ ،‬بعيداً عن ضوضاء العمل‬ ‫‪...‬‬ ‫ننسحب وكأننا نريد الجهاد في سبيل الله‪ ،‬هاد ًئ‪،‬‬ ‫مستقراً‪ ،‬نعيماً‪ ،‬ما به سوء وال كره ‪..‬‬ ‫يفاجئنا هدهد سليمان (عليه السالم)‪ ،‬يصفعنا‬ ‫يعبر كل تلك المسافة بين فلسطين واليمن من‬ ‫أجل قضية يؤمن بها ؟؟!!‬ ‫بجناحين خفيفين‪ ،‬وحتى بدون تسلمه للمهمة‬ ‫رسمياً‪ ،‬واستخالفه لها‪....‬‬ ‫يكفيه إيمانه بقضيته استخالفاً رسمياً له من الله ‪...‬‬ ‫يعود وقد أنجز مهمته ليرى سليمان (عليه السالم)‬

‫هل يأس وقال «لقد قطعت كل تلك المسافة‬ ‫وشقيت كل هذا لتستقبلني هكذا ؟!!»‬ ‫لم يهتم‪ ،‬فهنا ال شيء مهم غير القضية‪ ،‬ال شيء‬ ‫غير الجهاد ألجلها ‪...‬‬

‫وقال له ((وجئتك من سب ٍأ بنب ٍأ يقين))‪ ،‬لم يذكر‬ ‫شيئاً عن تعبه وجهده‪ ،‬كل المهم هو الهدف‬ ‫والعمل له‪ ،‬كل المهم هو وظيفتي كخليف ٍة لله ‪..‬‬ ‫نحتقر أفعالنا وتصابينا أمام هذا‪ ،‬يستيقظ فينا‬ ‫الهدهد‪ ،‬يحلق بإرادتنا لألعالي‪ ،‬ينتصر بنا على‬ ‫سلبيتنا‪ ،‬ويقنعنا بأنه البد من المشقة البد‬ ‫من المجاهدة‪ ،‬البد من ذرف العرق والدموع‬ ‫والدماء‪...‬‬ ‫ببساطة ألنها الدنيا ‪..‬‬ ‫ألنها ساح جهاد ‪..‬‬ ‫ستنقضي يوماً ما‪ ،‬وسيذهب غبار الحرب‪...‬‬ ‫كل منا ما سعى ‪...‬‬ ‫لينظر ٌ‬ ‫وهنالك عندها نجزى‪.‬‬

‫غاضباً يتوعد‪.. .‬‬ ‫خواطر‬

‫‪39‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫ملخص كتاب‬

‫‪40‬‬


‫عليهام ذاك الجيل الفريد الذي صنع املعجزات ‪-‬‬ ‫لرتسخ حكم الله يف األرض من جديد وتحطم صنم‬ ‫عبودية البرش للبرش لتجعلها خالصة لله وحده‪.‬‬ ‫وأهدى سيد قطب هذا الكتاب وفصوله اإلثني عرش‬ ‫ملخص كتاب‬

‫معالم فى‬ ‫الطريق‬ ‫سيد قطب‬

‫إىل تلك الطليعة ‪ ...‬مبينا ً لها خطوطاً رئيسية كانت‬ ‫كام ييل‪:‬‬ ‫يف الفصل األول والذي عنون بـ(جيل قرآين فريد)‬ ‫يتحدث الكاتب عن الدعوة األوىل التي بدأ اإلسالم‬ ‫بها والتي أنتجت الجيل الفريد من الصحابة وهو‬ ‫الجيل األفضل عرب التاريخ‪ ،‬ويوضح تلك األرسار التي‬

‫نتناول يف هذا العدد كتاب معامل يف الطريق لسيد‬

‫جعلت من ذاك الجيل متفوقاً والتي تركزت‬

‫قطب رحمه الله‪ ،‬وهو كتاب تحدث عن جوهر‬

‫بجعل القرآن نبعاً وحيدا يستقون‬

‫وبي أرسار نجاحها يف يومنا هذا‬ ‫الدعوة اإلسالمية ّ‬

‫منه‪ ،‬وبأن ذاك الجيل كان يقرأ‬

‫والتي استقاها من العرب والدروس التي نجحت يف‬

‫القرآن ال ليستمتع أو‬

‫املايض وتوجت برتسيخ حكم الله يف األرض بعد‬

‫يتثقف بل ليتلقى‬

‫قدوم الرسول صىل الله عليه وسلم والبدء بدعوته‬

‫أمر الله وينفذه‬

‫من مكة والتي أنتجت ذاك الجيل من الصحابة‬

‫بعد قرائته باإلضافة‬

‫الذي فتح العامل وحطّم األصنام وألغى معامل‬

‫إىل أن ذاك الجيل كان فور‬

‫الجاهلية‪.‬‬

‫دخوله اإلسالم يرمي خلفه ما عرفه‬

‫ويبدأ سيد (رحمه الله) كتابه بالتحدث عن إفالس‬

‫يف الجاهلية من عادات وتبعية وروابط‬

‫األنظمة البرشية الحديثة واحتضارها وخلوها من‬

‫كافة‪.‬‬

‫أي قيم تدفعها عىل االستمرار‪ ،‬ويرى أنه ال بد من‬

‫ويف الفصل الثاين من الكتاب (طبيعة املنهج القرآين)‬

‫بعث إسالمي جديد تقوم به طليعة تعزم وتسري‪،‬‬

‫تحدث فيه سيد عن الفرتة الذي نزل فيها القرآن يف‬

‫تحطم وترمي‪ ،‬ورائها كافة مظاهر الجاهلية الحديثة مكة والتي كانت ثالثة عرش عاماً والتي تزامنت مع‬ ‫متشبث ًة بالعقيدة واملنهج اإلسالميني ‪-‬الذين سار‬ ‫ملخص كتاب‬

‫‪41‬‬


‫(الجهاد يف سبيل الله) هكذا عنون الكاتب الفصل‬ ‫الرابع والذي بدأ فيه بإيضاح طبيعة اإلسالم كدين‬ ‫واقعي حريك وأنه إعالن عام لتحرير اإلنسان من‬ ‫ملخص كتاب‬

‫فرتة كان فيها املجتمع أسوأ ما يكون أخالقاً وتوزيعاً‬ ‫للرثوة والعدالة وتناول القرآن حينها قضية العقيدة‬ ‫فقط ومل يتجاوزها إال بعد أن تأكد أنها قد استوفت‬ ‫ما تستحقه من البيان‪ ،‬وأنها استقرت استقرارا ً مكيناً‬ ‫ثابتاً يف قلوب العصبة املختارة من بني اإلنسان ‪...‬‬ ‫وملا تقررت ال إله إال الله يف النفوس صنع الله بها‬ ‫وبأهلها كل يشء وأزال حكم الفرس والروم وغريهم‬ ‫ال ليتقرر فيها سلطان العرب أو غريهم‪ ...‬بل ليتقرر‬ ‫سلطان الله‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث من الكتاب (نشأة املجتمع‬ ‫املسلم) يذكرنا الكاتب بأن املجتمع املسلم يقوم‬ ‫عىل قاعدة نظرية وهي (شهادة أن ال إله إال الله)‬ ‫وما يرتتب عليها من إفراد الحاكمية لله وحده‬ ‫وجعلها منهاجاً للحياة تعود معها حياة البرش‬ ‫بجملتها إىل الله‪ .‬ويذكر أنه من النتائج الواقعية‬ ‫املبهرة إلقامة املجتمع عىل آرصة العقيدة وحدها‬ ‫أنها جعلت من هذا املجتمع مجتمعاً مفتوحاً‬ ‫لجميع األجناس واألقوام واأللوان واللغات‪ ،‬بال أي‬ ‫عائق من تلك العوائق‪ .‬وصنعت منه حضارة عجيبة‬ ‫متجانسة ضخمة تحوي خالصة الطاقة البرشية‪.‬‬

‫العبودية للعباد كائناً من كانوا‪ ،‬وتقرير ألوهية‬ ‫الله وحده وربوبيته للعاملني من خالل ثورة شاملة‬ ‫تزيل حاكمية البرش يف كل صورها وأشكالها‪ ،‬ثم‬ ‫يطلق األفراد بعد ذلك أحرارا ً يف اختيار العقيدة‬ ‫التي يريدونها ‪ -‬بعد رفع الضغط السيايس عنهم‪،‬‬ ‫وبعد البيان املنري ألرواحهم وعقولهم ‪....‬ويؤكد‬ ‫أن محاولة إيجاد مربرات دفاعية للجهاد تنم‬ ‫عن فهم خاطئ لطبيعة هذا الدين وحني‬ ‫ننىس أن القضية هي قضية ألوهية‬ ‫وعبودية العباد‪.‬‬ ‫وأىت الفصل الخامس‬ ‫من الكتاب‬ ‫بعنوان (ال إله إال‬ ‫الله منهج للحياة) ّبي فيه‬ ‫سيد أن القلب املؤمن واملجتمع‬ ‫املسلم هام اللذان تتمثل فيهام هذه‬ ‫القاعدة وتتأصل بكافة تفاصيل الحياة وتبنى‬ ‫عليها كافة الشعائر‪ ..‬وأن السمة املميزة للمجتمع‬ ‫املسلم هي أنه يقوم عىل العبودية لله وحده يف‬ ‫أمره كله‪ .‬كام يضيف بأن املجتمع اإلسالمي ال يقوم‬ ‫ملخص كتاب‬

‫‪42‬‬


‫ورشيعة ونظاماً‪ ،‬وخلقاً وسلوكاً وأن املجتمع‬ ‫الجاهيل "هو املجتمع الذي ال يطبق فيه اإلسالم‪،‬‬ ‫وال تحكمه عقيدته وتصوراته‪ ،‬وقيمه وموازينه‪،‬‬ ‫ملخص كتاب‬

‫ونظامه ورشائعه‪ ،‬وخلقه وسلوكه‪ .‬ويتجه إىل أن‬ ‫املجتمع اإلسالمي هو الذي يتجمع فيه الناس عىل‬

‫حتى تنشأ جامعة تقرر عبوديتها الكاملة لله وحده أمر يتعلق بإرادتهم الحرة واختيارهم الذايت‪ ...‬أما‬ ‫وال تدين لغريه يف نظامها وشعائرها ومن هنا قبل املجتمع الذي يتجمع فيه الناس عىل أمر خارج‬

‫إنشاء أي مجتمع مسلم يجب االتجاه لتخليص‬

‫ضامئر األفراد من العبودية وأن كل مجتمع ال يقر‬ ‫العبودية لله وحده هو مجتمع جاهيل‪.‬‬

‫عن إرادتهم اإلنسانية فهو املجتمع املتخلف‪ ...‬أو‬ ‫باملصطلح اإلسالمي‪ .‬هو "املجتمع الجاهيل" !‬ ‫(التصور اإلسالمي والثقافة) يف هذا الفصل‬

‫يف فصل الكتاب السادس يتحدث سيد قطب عن‬

‫يتحدث الكاتب عن املصادر التي يجب أن‬

‫فقد كان له ناموساً ينسقه وأن الله قد وضع له (‬

‫السلوك‪ -‬العبادات‬

‫يحقق التناسق املطلق بني البرش والكون‪ ،‬ويصون‬

‫الكون إلخ) والتي يجب‬

‫يف هذا الفصل والذي أطلق عليه سيد (اإلسالم‬

‫يتلقى يف هذا كله عن الله‪ ،‬خالفاً إىل أن العلوم‬

‫أن هذا الكون ّ‬ ‫مسي مبشيئة الله تدبره وقدر يحركه يتلقى منها الفرد املسلم الرشيعة‬ ‫وناموساً ينسقه‪ ،‬ومبا أن اإلنسان من هذا الكون‪،‬‬ ‫الكونية (العقيدة ‪ -‬األخالق‪-‬‬ ‫رشيعة كونية) لكل البرش وأن ما من ترشيع وتوجيه ‪ -‬ونفس اإلنسان‬ ‫وأمر ونهي إال وهي شطر من الناموس العام الذي وأسباب قدومه إىل‬

‫الحياة من الفساد‪ ،‬كام أنه يحقق التناسق بني البرش أن يتلقاها املسلم عن مسلم‪،‬‬ ‫وفطرتهم فال تقوم املعركة بني املرء وفطرته‪.‬‬ ‫يثق يف دينه وتقواه‪ ،‬ويعلم عنه أنه‬ ‫هو الحضارة) يحدثنا عن أن املجتمع اإلسالمي‬ ‫ليس فقط الذي يضم ناساً ممن يسمون أنفسهم‬ ‫"مسلمني" ألن "املجتمع اإلسالمي" برأيه هو‬ ‫املجتمع الذي يطبق فيه اإلسالم‪ .‬عقيدة وعبادة‪،‬‬

‫التطبيقية الدنيوية (كيمياء‪ -‬طب ‪ -‬أحياء ‪ -‬الفلك‪-‬‬ ‫العلوم االدارية) من املمكن تلقيها من املسلم وغري‬ ‫املسلم‪ .‬وأن األصل يف املجتمع املسلم حني يقوم‬ ‫ملخص كتاب‬

‫‪43‬‬


‫بل هو اإلسالم فقط‪ ...‬ويقول سيد إن الدعوة مل‬ ‫تكن يف أول عهدها يف وضع أقوى منها اآلن‪ ...‬وأنها‬ ‫كانت مستنكرة تحف بها امرباطوريات تنكر كل‬ ‫ملخص كتاب‬

‫توفري هذه الكفايات يف كافة الحقول باعتبارها‬ ‫فروض كفاية يجب أن يتخصص فيها أفراد منه‪.‬‬ ‫(جنسية املسلم عقيدته) يعيد سيد يف هذا الفصل‬ ‫توضيح مفهوم الوطن والجنسية يف اإلسالم فيقول‪:‬‬ ‫مل يعد وطن املسلم األرض‪ ،‬إمنا وطنه هو "دار‬ ‫اإلسالم"‪ ،‬الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم‬ ‫فيها رشيعة الله وحدها‪ ،‬الدار التي يأوي إليها‬ ‫ويدافع عنها‪ ،‬ويستشهد لحاميتها ومد رقعتها‪...‬‬ ‫وهي "دار اإلسالم" لكل من يدين باإلسالم عقيدة‬ ‫ويرتيض رشيعته رشيعة ونظاما ‪-‬ولو مل يكن مسلام‬ ‫ كأصحاب الديانات الكتابية الذين يعيشون يف "دار‬‫اإلسالم‪"...‬‬ ‫والوطن هو دار تحكمها عقيدة ومنهاج حياة‬ ‫ورشيعة من الله‪ ...‬هذا هو معنى الوطن الالئق بـ‬ ‫"اإلنسان"‪ .‬وأما الجنسية فهي عقيدة ومنهاج حياة‪،‬‬ ‫وهذه هي اآلرصة الالئقة باآلدميني ‪.‬‬ ‫يف هذا الفصل والذي كان بعنوان (نقلة بعيدة)‬ ‫يوضح سيد أمورا ً يجب مراعاتها خالل الدعوة‬ ‫لإلسالم‪ ...‬بدأها بأنه يجب أن ال ندع الناس يدركوا‬ ‫أن اإلسالم مذهب من املذاهب اإلجتامعية الوضعية‬

‫مبادئها وأن عنارص القوة الحقيقية كامنة بها‪ ...‬فهي‬ ‫متلك أن تعمل يف أسوأ الظروف وأشدها حرجاً‪.‬‬ ‫ويوضح أنه ليس يف اإلسالم ما نخجل منه‪ ،‬وما‬ ‫نضطر للدفاع عنه‪ ،‬وليس فيه ما نتدسس به للناس‬ ‫تدسساً‪ ،‬أو ما نتلعثم يف الجهر به عىل حقيقته‬ ‫بل أن من يحتاج للتربير هم الذين يعيشون يف‬ ‫الجاهلية‪.‬‬ ‫(استعالء اإلميان)‪{ ،‬وال تهنوا وال تحزنوا‬ ‫وأنتم األعلون إن كنتم مؤمنني}‬ ‫يبحر سيد يف هذا الفصل يف‬ ‫اآلية السابقة ويخربنا‬ ‫بأن املؤمن ويف‬ ‫كافة املواقف‬ ‫واألحوال وحينام يضج‬ ‫الباطل ويرفع صوته ويغرف‬ ‫املجتمع يف شهواته يظل املؤمن هو‬ ‫األعىل سندا ً ومصدرا ً‪ ...‬وإدراكاً وتصورا ً لحقيقة‬ ‫الوجود كام أنه األعىل تصورا ً للقيم واملوازين‪...‬‬ ‫وهو األعىل ضمريا ً وشعورا ً وخلقاً وسلوكاً ورشيعة‬ ‫ونظاماً‪ .‬واملؤمن يقف قابضاً عىل دينه كالقابض‬ ‫ملخص كتاب‬

‫‪44‬‬


‫الصورة واحدة من صور النرص الكثرية‪.‬‬ ‫وأن القيمة الكربى يف ميزان الله هي قيمة العقيدة‬ ‫وأن السلعة الرائجة يف سوق الله هي اإلميان‪.‬‬ ‫ملخص كتاب‬

‫عىل الجمر‪ ،‬وهو يرى نهاية املوكب الويضء ونهاية‬ ‫القافلة البائسة‪.‬‬ ‫كام أن املؤمن ال يستمد قيمه وتصوراته من الناس‬

‫ويختم سيد الفصل بقوله‪ :‬إنها قضية ومعركة‬ ‫عقيدة‪ ،‬وهذا ما يجب أن يستيقنه املؤمنون حيثام‬ ‫واجهوا أعدائهم‪ ،‬وقد يحاول أعداء املؤمنني أن‬ ‫يرفعوا راية غري راية العقيدة يك ميوهوا عىل املؤمنني‬

‫حتى يأىس عىل تقدير الناس‪ ...‬بل يستمدها من رب حقيقة املعركة فمن واجب املؤمنني أال يُخدعوا‪.‬‬ ‫((وما نقموا منهم إال أن يؤمنوا بالله العزيز‬ ‫الناس وهو حسبه وكافيه‪.‬‬ ‫(هذا هو الطريق)‪ ،‬بهذا الفصل ختم سيد كتابه‪...‬‬ ‫وفيه دعى الداعني إىل الله يف األرض كافة‪ ،‬ويف كل‬ ‫زمان بتأمل اآليات {والسامء ذات الربوج * واليوم‬ ‫املوعود * وشاهد ومشهود* قتل أصحاب األخدود)‬

‫الحميد))‬

‫صدق الله العظيم‪ ،‬وكذب املموهون‬ ‫الخادعون‬ ‫لتحميل الكتاب ‪http:// :‬‬

‫وكيف أن القرآن أعدها بهذا األسلوب ليصور طبيعة ‪goo.gl/Q33AzN‬‬ ‫طريق الدعوة إىل الله واحتامالته‪ ،‬وكان يرسم‬ ‫للمؤمنني معاملاً يف الطريق ويعد نفوسهم لتلقي‬ ‫أي من تلك اإلحتامالت‪ .‬إنه حادث بشع تلذذ فيه‬ ‫الطغاة بتعذيب املؤمنني وهو يبدو يف حساب‬ ‫األرض خامتة أسيفة أليمة‪ ...‬لكن القرآن يعرف‬ ‫املؤمنني باملعنى الحقيقي لهذه الخامتة وهو معنى‬ ‫كريم وكبري جدا ً‪ ،‬ويعرفهم بالقيم التي يزنون بها‬ ‫ومبجال املعركة التي يخوضونها ليس األرض وحدها‪،‬‬ ‫وأن الحياة ليست هي القيمة الكربى يف امليزان‪،‬‬ ‫وأن النرص ليس مقترصا ً عىل الغلبة الظاهرة‪ ...‬فتلك‬ ‫تتمة‬

‫‪45‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫صندوق اإلسعافات‬ ‫األولية‪:‬‬ ‫يعترب صندوق اإلسعافات األولية رضورة ال غنى عنه يف‬ ‫املنزل أو السيارة أو العمل أو الرحالت ‪ ،‬فوجود وسائل‬ ‫اإلسعافات األولية تساعد عىل إسعاف املصاب برسعة ‪،‬‬ ‫وتجنب تدهور حالته وتفادى حدوث املضاعفات املرتتبة‬ ‫عن اإلصابة ‪ ،‬فمعظم اإلصابات ميكن التعامل معها‬ ‫بسهولة وبقليل من الخربة وكثري من العناية وبتجهيز‬ ‫صندوق اإلسعافات األولية عىل أكمل وجه‪ .‬ويجب حفظ‬ ‫مواد اإلسعافات األولية داخل صندوق محكم الغلق‬ ‫والكتابة عليه بشكل واضح ووضعه يف مكان ظاهر ميكن‬ ‫الوصول إليه ‪ .‬حقيبة اإلسعافات األولية للرحالت يجب أن‬ ‫تكون من النوع الخفيف ولها مقابض لسهولة حملها‪.‬‬ ‫مالحظة هامة‪:‬‬ ‫ يف املنزل يجب حفظ حقيبة أو صندوق اإلسعافات‬‫األولية بعيد عن متناول األطفال الصغار لضامن سالمتهم‪.‬‬ ‫ تأكد من تاريخ صالحية املواد من فرتة ألخرى وقم‬‫باستبدال كل مادة انتهى تاريخ صالحيتها‪.‬‬ ‫ احتفظ بقامئة أرقام هواتف الطوارئ بصندوق أو‬‫بحقيبة اإلسعافات األولية‪.‬‬

‫محتويات حقيبة اإلسعاف األويل‪:‬‬ ‫‪ 1‬قطن‬‫‪ 2‬شاش‬‫‪ 3‬شاش معقم علب‬‫‪ 4‬أربطة شاش‬‫‪ 5-‬رباط ضاغط‬

‫ يجب االحتفاظ داخل صندوق اإلسعافات األولية بدليل ‪ 6-‬حامل ساعد‬‫املواد والحالة التي يتم استخدامها كدليل إرشادي عند‬ ‫‪ 7‬الصق طبي‬‫استعامل األدوية‪.‬‬

‫اإلسعاف األويل‬

‫‪46‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫‪ 8‬خوافض لسان تستعمل كجبائر لألصابع‬‫‪ 9‬سرينغات‬‫‪ 10‬بوفيدون سائل ‪ +‬بوفيدون مرهم‬‫‪ 11‬سافلون أو زفري سائل‬‫‪ 12‬كحول أو نشادر‬‫‪ 13‬محلول وريدي‬‫‪ 14‬مخدر‬‫‪ 15‬حب مسكن‬‫‪ 16‬حقن مضاد حيوي‬‫‪ 17‬حقن ديكلون‬‫‪ 18‬مرهم عيني‬‫‪ 19‬مرهم للحروق‬‫أدوات الجراحة الصغرى‬ ‫‪ 20‬كفوف معقمة‬‫‪ 21‬خيط حرير وإبر خياطة‬‫‪ 22‬مرشط وشفرات‬‫‪ 23‬ملقطني‪-‬مقصني‪-‬بنس لحمل إبرة الخياطة‬‫‪ 24‬علبة معدنية توضع فيها األدوات الجراحية معقمة‬‫‪ 25‬كيس سريوم‬‫تتمة‬

‫‪47‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪48‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪49‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪50‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.