مجلة بصيرة - العدد الخامس عشر

Page 1


‫قامئة املواضيع‬

‫الحاضن النخبوي ‪..........................................................................................................................................‬‬ ‫فليغرسها ‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫مقتطفات من كتاب مسلمون ثوار ‪................................................................................................................‬‬ ‫ملاذا نصور؟ ‪..................................................................................................................................................‬‬ ‫ساهم بكتاب ‪...............................................................................................................................................‬‬ ‫محمد قطب ‪ ..‬رحل وبقي عمله ‪...................................................................................................................‬‬ ‫قبس من جهنم ‪............................................................................................................................................‬‬ ‫ٌ‬ ‫لقاءمع األستاذة أسامء بالغ ‪..........................................................................................................................‬‬ ‫تصميم من مجموعة صلة ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫طفاة العامل الثالث ‪........................................................................................................................................‬‬ ‫العمل الجامعي ‪............................................................................................................................................‬‬ ‫خطب العادلني ‪.............................................................................................................................................‬‬ ‫حديث صحيح واستدالل خاطئ ‪....................................................................................................................‬‬ ‫لوحة عمران ‪.................................................................................................................................................‬‬ ‫خواطر ‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫قراءة يف كتاب‪" :‬سيكولوجيــة الجامهــري" ‪.....................................................................................................‬‬ ‫الطبيعة البرشية واإلسعافات النفسية ‪............................................................................................................‬‬ ‫صورة الغالف ‪ :‬أحمد هنداوي ‪.......................................................................................................................‬‬ ‫طفل وثورة‪ :‬رمزي رشيف ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫دوما ‪ :‬عبد دوماين ‪........................................................................................................................................‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي ‪....................................................................................................................................‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي ‪....................................................................................................................................‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي ‪....................................................................................................................................‬‬ ‫العدد الخامس عرش نيسان ‪2014‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪.46‬‬ ‫‪.47‬‬ ‫‪.48‬‬ ‫‪.49‬‬ ‫‪50‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الحاضن النخبوي‬ ‫عبد الرحمن زيتون‬

‫"الحاضن النخبوي"‪ ،‬لعلها املرة األوىل التي يستخدم‬ ‫فيها هذا املصطلح‪ ،‬فالشائع دوماً خصوصاً يف أدبيات‬ ‫الثورة كلمة "الحاضن الشعبي" وبالرغم من اعتبار‬ ‫النخب جزء من الشعب ‪ -‬نظرياً عىل األقل ‪ -‬إال‬ ‫أن الغالب عىل املصطلح هو "غري النخب"‪ ،‬حيث‬ ‫تستخدم كلمة الحاضن الشعبي كإضافة إيجابية‬ ‫للثورة التي تقودها طليعة من النخب حسب‬ ‫أدبيات الثورات القدمية والتي متت وراثتها بدون‬ ‫تعديل لثورات الربيع العريب الجديدة‪ ،‬للمفارقة‬ ‫فأهم ما ميز الثورات الجديدة أنها ليست ثورات‬ ‫نخب‪ ،‬وهنا تربز إشكالية املصطلحات وإشكالية‬ ‫الثورة بحد ذاتها التي أصبحت باملقلوب ولعلنا‬ ‫نستطيع لذلك نحت هذا املصطلح املقلوب "الحاضن‬ ‫النخبوي"‪ ،‬ليس يف ذلك انتقاص أو ذم بل ومل يكن‬ ‫يف مقدور أحد الخروج من الحلقة املفرغة لسيطرة‬ ‫النظام الديكتاتوري الطائفي بغري ما حصل أي بدون‬ ‫تخطيط وبدون طليعة بل وبدون نخب‪.‬‬

‫وأكرث من ‪ 40‬عاماً من االحتالل الطائفي باتت‬ ‫الحاجة ماسة جداً أكرث من أي وقت مىض لحاضن‬ ‫نخبوي عمل نظام األسد سابقاً ويعمل حالياً عىل‬ ‫الحيلولة بينه وبني الثورة باالعتقال والتهجيز والقتل‬ ‫واالستهداف لتبقى ثورة شعبية نقية ولكنها طفولية‬ ‫– مبعنى ال تعرف ما تريد وتفكر آنياً ‪ -‬يف عامل الواقع‬ ‫وعامل النخب‪ ،‬ويساعد النظام يف ذلك بقصد أو بغري‬ ‫قصد الرماديون وعدد كبري من النشطاء واملعارضني‬ ‫"الشعبيني"‪.‬‬

‫طبيعة الثورة الشعبية وآلية تشكل ممثليها ومجالسها‬ ‫ومظهرها اإلعالمي تزيد من صعوبة انخراط النخب‬ ‫يف الثورة بل وتزيد يف خلق عوامل طاردة لهذه‬ ‫النخب‪ ،‬إن مل يكن خارج الثورة فعل األقل خارج‬ ‫أجسامها التمثيلية والسياسية واملؤسساتية‪ ،‬ولن‬ ‫تخرج الثورة من حلقتها املفرغة الحالية وعنق‬ ‫الزجاجة الذي علقت فيه املتمثل بتوازن القوى‬ ‫العسكرية مع النظام والدخول يف املعادلة الدولية‬ ‫مامل يستفاد من هذه النخب السورية‪ ،‬ولعل أول‬ ‫وأبرز حالة طرد للنخب كانت تلك الحملة الطفولية‬ ‫التي دفعت برهان غليون لرتك رئاسة املجلس الوطني‬ ‫لكن اليوم وبعد أكرث من ثالثة سنوات من الثورة بعد ستة أشهر‪ ،‬وبالنظر أيضاً إىل تجربة الشيخ معاذ‬ ‫عبد الرحمن زيتون‬

‫‪3‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الخطيب داخل أحد األجسام الثورية وبجولة صغرية‬ ‫عىل بروفايله عىل الفيسبوك نستطيع إيجاد الدالئل‬ ‫عىل ذلك‪.‬‬ ‫ليس املقصود بالنخب هنا فقط النخب الفكرية‬ ‫السياسية ولكن أيضاً النخب االختصاصية‬ ‫البريوقراطية‪ ،‬واليوم عىل سبيل املثال عند االطالع‬ ‫عن قرب عىل آلية تشكيل الحكومة املؤقتة ستتأكد‬ ‫هذه الحاجة بشكل كبري فبعد ثالث سنوات مل يعد‬ ‫عدد كبري من النخب مستعد للعمل ضمن هذه‬ ‫األجسام خوفاً من التخوين واالتهامات وتلطيخ‬ ‫السمعة والكثري من األساليب التي يشنها النظام‬ ‫وغري النظام كام أسلفنا عن قصد أو عن غري قصد‪،‬‬ ‫ويعاين وزراء الحكومة الذين يشهد لقسم كبري منهم‬ ‫بالنزاهة والفكر من مشاكل يف إقناع البعض من‬ ‫االنضامم إىل الطاقم الوزاري‪ ،‬كل ذلك عىل سبيل‬ ‫تأكيد طرح الحاجة للحاضن النخبوي وليس مدحاً يف‬ ‫هذا الجسم الجديد –الحكومة املؤقتة‪ -‬الذي لألسف‬ ‫ال يتوقع منه الكثري نظراً لوراثة سلبيات األجسام‬ ‫السابقة له واملؤسسة له وليس مكان نقاشها هنا‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫بل وحتى يف أجسام العمل الثوري البعيدة عن‬

‫السياسة والتجاذبات السياسية باتت النخب تهاجر‬ ‫نحو العمل الفردي أو االعتزال لتبقى الساحة‬ ‫فارغة برغم الحاجة املاسة‪ ،‬ويف حال استعدت هذه‬ ‫النخب لخوض املعركة ضد النظام فإنها ال تستطيع‬ ‫خوض معركة ضد بعض القوى الشعبية التي قد‬ ‫تصل إىل الطفولية بل وحتى إىل االبتذال لألسف يف‬ ‫بعض األحيان‪ ،‬ويف حال قررت ذلك سيتم استنزافها‬ ‫واستهالكها يف معارك جانبية خارج الثورة بشكل‬ ‫كامل‪ ،‬أما غري النخب فقادرة عىل مواجهة هذه‬ ‫الحرب وليس انتصار الجربا األخري عىل مجموعة كبرية‬ ‫من القوى الشعبية ببعيد‪ ،‬مع كامل االحرتام للجربا‬ ‫ولكنه ال يعترب من النخب الفكرية أو االختصاصية‬ ‫السورية بل هو شخصية سياسية ويقال اقتصادية‬ ‫بغض النظر عن كل ما سوى ذلك‪.‬‬ ‫ال أنفي املالمة بالكامل عن هذه النخب ولكن‬ ‫أسلط الضوء عىل إحدى مشاكل الثورة الكبرية وهي‬ ‫ضعف واختفاء الحاضن النخبوي الفكري السيايس‬ ‫واالختصايص البريوقراطي‪ ،‬لعل الحل يكون بإعادة‬ ‫تشكيل األجسام الثورية بالكامل وهو برأيي الطريق‬ ‫القصري‪ ،‬أو باالنتظار لحني نضوج نخب جديدة وهو‬ ‫الطريق الطويل جداً والذي نسري فيه‪.‬‬ ‫تتمة‬

‫‪4‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫فليغرسها‬

‫محمد قطب‬ ‫( من كتاب قبسات من الرسول )‬ ‫" إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة‪ ،‬فاستطاع‬ ‫أال تقوم حتى يغرسها‪ ،‬فليغرسها فله بذلك أجر"‪.‬‬ ‫ولعل آخر ما كان يدور يف ذهن السامعني أن يقول‬ ‫لهم الرسول صىل الله عليه وسلم ذلك الحديث!‬

‫محمد قطب‬

‫‪5‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫ولعلهم توقعوا أن يقول لهم الرسول الذي جاء ليذكر‬ ‫الناس باآلخرة‪ ،‬ويحثهم عىل العمل لها‪ ،‬ويدعوهم‬ ‫إىل تنظيف ضامئرهم وسلوكهم من أجل اليوم‬ ‫األكرب‪ :‬يوم الحساب الذي تدان فيه النفوس‪ ..‬لعلهم‬ ‫توقعوا أن يقول لهم‪ :‬فليرسع كل منكم فليستغفر‬ ‫ربه عام قدمت يداه‪ ،‬وليتوجه لله بدعوة خالصة أن‬ ‫مييته عىل اإلميان ويقبل توبته ويبعثه عىل الهدى‪..‬‬ ‫ولعلهم توقعوا أن يقول لهم‪ :‬أرسعوا فانفضوا‬ ‫أيديكم من تراب األرض‪ ..‬وتطهروا‪ .‬اتركوا كل أمور‬ ‫الدنيا وتوجهوا بقلوبكم إىل اآلخرة‪ .‬انقطعوا عن كل‬ ‫ما يربطكم باألرض‪ .‬اذكروا الله وحده‪ .‬توجهوا إليه‬ ‫خالصني من كل رغبة يف الحياة‪ ،‬حتى إذا ذهبتم‬ ‫إىل ربكم‪ ،‬ذهبتم وقد خلصت نفوسكم إليه‪ ،‬فيقبل‬ ‫أوبتكم ويظلكم بظله‪ ،‬حيث ال ظل إال ظله‪.‬‬ ‫ولو قال لهم ذلك فهل من عجب فيه؟!‬ ‫أليس الطبيعي وقد تيقن الناس من القيامة أن‬ ‫ينرصفوا للحظة املرهوبة؟‬ ‫أليس الطبيعي والهول املهول عىل األبواب أن ينسلخ‬ ‫الناس من كل وشيجة تربطهم باألرض‪ ،‬ويتطلعوا يف‬ ‫رهبة الخائف وذهول املرتجف إىل قيام اليوم الذي‬ ‫تذهل فيه كل مرضعة عام أرضعت وتضع كل ذات‬ ‫حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى‪،‬‬ ‫ولكن عذاب الله شديد؟!‬ ‫فإذا قال لهم الرسول صىل الله عليه وسلم‪ :‬ال تقفوا‬ ‫مذهولني مرجوفني مرعوبني‪ ،‬ولكن توجهوا إىل الله‬ ‫أن ينقذكم من هذا الكرب العظيم‪ ،‬أخلصوا له‬

‫الدعاء فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه‪.‬‬ ‫وال تيأسوا من روح الله إنه ال ييأس من روح الله‬ ‫إال القوم الكافرون‪ .‬هلموا تطهروا‪ ،‬وصلوا إىل الله‬ ‫خاشعني‪..‬‬ ‫إذا قال لهم الرسول ذلك وضع البلسم الشايف عىل‬ ‫األرواح املكلومة‪ .‬وقد وضع يده الحانية يربت بها‬ ‫عىل النفوس املهتزة املزلزلة الراجفة فتطمنئ‪ .‬وقد‬ ‫فتح الكوة التي يطل منها عىل القلوب املكفهرة‬ ‫املذعورة بصيص األمل واألمن والرجاء‪..‬‬ ‫ولكن رسول الله صىل الله عليه وسلم مل يقل شيئاً‬ ‫من ذلك كله الذي توقعه السامعون‪.‬‬ ‫بل قال لهم أغرب ما ميكن أن يخطر عىل قلب برش!‬ ‫قال لهم‪ :‬إن كان بيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن‬ ‫يغرسها قبل أن تقوم الساعة فليغرسها‪ ..‬فله بذلك‬ ‫أجر!‬ ‫يا ألله! يغرسها؟! وما هي؟ فسيلة النخل التي ال‬ ‫تثمر إال بعد سنني؟ والقيامة يف طريقها إىل أن تقوم؟‬ ‫وعن يقني؟!‬ ‫يا الله! لن يقول هذا إال نبي اإلسالم خاتم النبيني!‬ ‫اإلسالم وحده هو الذي ميكن أن يوجه القلوب هذا‬ ‫التوجيه‪ ،‬ونبي اإلسالم وحده هو الذي ميكن أن‬ ‫يهتدي هذا الهدي‪ ،‬ويهدي به اآلخرين!‬ ‫وهذا تاريخ األرض كلها‪ ..‬ليس فيه مثل هذه القبسة‬ ‫من قبسات الرسول!‬ ‫***‬ ‫تتمة‬

‫‪6‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫وهي كلمة بسيطة ال غموض فيها‪ ،‬وال صنعة‪ ،‬وال‬ ‫" تفنن "‪ .‬كلمة ‪ -‬رغم غرابتها ألول وهلة‪ ،‬وبدهها‬ ‫للفكر عىل غرة ‪ -‬تخرج بسيطة كبساطة الفطرة‪،‬‬ ‫عميقة كعمق الفطرة‪ ،‬شاملة واسعة فسيحة‪ ،‬تضم‬ ‫بني دفتيها منهج حياة‪ ..‬منهج الحياة اإلسالمية‪.‬‬ ‫كم من معنى تستخلصه النفس من الكلامت‬ ‫البسيطة العميقة يف آن‪.‬‬ ‫أول ما يخطر عىل البال هو هذه العجيبة التي يتميز‬ ‫بها اإلسالم‪ :‬أن طريق اآلخرة هو طريق الدنيا بال‬ ‫اختالف وال افرتاق!‬ ‫إنهام ليسا طريقني منفصلني‪ :‬أحدهام للدنيا واآلخر‬ ‫لآلخرة! وإمنا هو طريق واحد يشمل هذه وتلك‪،‬‬ ‫ويربط ما بني هذه وتلك‪.‬‬ ‫ليس هناك طريق لآلخرة اسمه العبادة‪ .‬وطريق‬ ‫للدنيا اسمه العمل!‬ ‫وإمنا هو طريق واحد أوله يف الدنيا وآخره يف‬ ‫اآلخرة‪ .‬وهو طريق ال يفرتق فيه العمل عن العبادة‬ ‫وال العبادة عن العمل‪ .‬كالهام يشء واحد يف نظر‬ ‫اإلسالم‪ .‬وكالهام يسري جنباً إىل جنب يف هذا الطريق‬ ‫الواحد الذي ال طريق سواه!‬ ‫العمل إىل آخر لحظة من لحظات العمر‪ .‬إىل آخر‬ ‫خطوة من خطوات الحياة! يغرسها والقيامة تقوم‬ ‫تقوم هذه اللحظة‪ .‬عن يقني!‬ ‫وتوكيد قيمة العمل‪ ،‬وإبرازه والحض عليه‪ ،‬فكرة‬ ‫واضحة شديدة الوضوح يف مفهوم اإلسالم‪ .‬ولكن‬ ‫الذي يلفت النظر هنا ليس تقدير قيمة العمل‬

‫فحسب‪ ،‬وإمنا هو إبرازه عىل أنه الطريق إىل اآلخرة‬ ‫الذي ال طريق سواه‪.‬‬ ‫وقد مرت عىل البرشية فرتات طويلة يف املايض‬ ‫والحارض‪ ،‬كانت تحس فيها بالفرقة بني الطريقني‪.‬‬ ‫كانت تعتقد أن العمل لآلخرة يقتيض االنقطاع عن‬ ‫الدنيا‪ ،‬والعمل للدنيا يزحم وقت اآلخرة!‬ ‫وكانت هذه الفرقة بني الدنيا واآلخرة عميقة الجذور‬ ‫يف نفس البرشية‪ ،‬ال تقف عند هذا املظهر وحده‪،‬‬ ‫وإمنا تتعداه إىل مفاهيم أخرى تتصل بالكيان البرشي‬ ‫يف مجموعه‪.‬‬ ‫فالدنيا واآلخرة مفرتقتان‪.‬‬ ‫والجسم والروح مفرتقان‪.‬‬ ‫واملادي يفرتق عن " الالمادي "‪.‬‬ ‫والفيزيقا ‪ -‬بلغة الفالسفة ‪ -‬تفرتق عن امليتافيزيقا‪.‬‬ ‫والحياة العملية تفرتق عن الحياة املثالية أو عن‬ ‫مفاهيم األخالق‪ .‬إىل آخر هذه التفرقات التي تنبع‬ ‫كلها من نقطة واحدة‪ ،‬هي التفرقة بني الدنيا واآلخرة‪،‬‬ ‫أو بني األرض والسامء‪ .‬وحني تعيش البرشية عىل هذه‬ ‫الفكرة املفرقة املوزعة‪ ،‬تعيش وال جرم يف رصاع دائم‬ ‫محري مضلل‪ .‬تعيش موزعة النفس منهوبة املشاعر‪.‬‬ ‫ال تحس بوحدة تجمع كيانها‪ ،‬أو رابط يربط أشتاتها‪.‬‬ ‫فال تعرف الراحة وال تعرف السالم‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪7‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫مقتطفات من كتاب‬ ‫مسلمون ثوار‬

‫الدكتور محمد عامرة‬ ‫غيالن الدمشقي‬

‫استشهد سنة ‪ 106‬هـ ‪724 /‬م‬ ‫الحياة‪ :‬موقف ثوري‬ ‫غيالن الدمشقي إنسان إذا شئنا أن نلخص حياته والعطاء الذي قدمته‬ ‫نفسه يف هذه الحياة‪ ,‬يف كلامت شديدة اإليجاز‪ ,‬استطعنا أن نقول‪ :‬إنه‬ ‫كان موقفا ثوريا من كل سلبيات الحياة يف العرص الذي عاش فيه ‪..‬‬ ‫فالرجل قد شهد قمة التحوالت االجتامعية والسياسية والفكرية التي‬ ‫صنعتها الدولة األموية باملجتمع العريب اإلسالمي‪ ,‬والتي انتقلت به من‬ ‫محاولة ثورية اجتهد بها روادها األول يك تتحقق عىل األرض يف شبه‬ ‫الجزيرة أحالم اإلنسان العريب يف العدل والتحرر واالنطالق‪ ,‬إىل مجتمع‬ ‫إقطاعي أصبح امتدادا للقيرصية البيزنطية يف دمشق الشام‪ ,‬رغم الثياب‬ ‫اإلسالمية التي حرص األمويون عىل بقائها زاهية يك تسرت ما تحتها من‬ ‫تحوالت ومضامني غريبة عن روح اإلسالم‪..‬‬ ‫ومن أبرز التحوالت الفكرية ذات الصلة الوثيقة بالتحوالت السياسية التي صاحبت الحكم األموي‪ ,‬ظهور‬ ‫الفكر الجربي الذي يرى أن اإلنسان ال حول له وال طول فيام يصدر عنه من أفعال‪ ,‬وأن أفعاله هذه مخلوقة‬ ‫لله‪ ,‬ومقدرة من الله لإلنسان‪ ,‬ومحكوم بها عليه سلفا‪ ,‬ومن ثم استخدمت هذه العقيدة يف تربير التحوالت‬ ‫السياسية التي بدت غريبة عن نهج املسلمني األوائل‪ ,‬والتخفيف عن وقع املظامل وبشاعة التطورات الظاملة‬ ‫التي زخر بها املجتمع يف ذلك الحني ‪ ..‬وكان الجرب عقيدة لكثري من العرب يف الجاهلية فجاء اإلسالم ليقرر‬ ‫محمد عامرة‬

‫‪8‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫لإلنسان اإلرادة واالستطاعة والحرية واالختيار ‪ ..‬ثم عاد وكام كانت حياة غيالن منوذجا فريدا يجسد املوقف‬ ‫األمويون يشجعون الفكر الجربي يك يربروا به ما أحدثوه الثوري من سلبيات مجتمعه‪ ,‬كذلك كان مامته منوذجا‬ ‫يف حياة اإلسالم واملسلمني‪.‬‬ ‫فريدا يجسد سلبيات هذا املجتمع ويدين هذه‬ ‫السلبيات‪.‬‬ ‫ومن هنا كان انحياز غيالن الدمشقي إىل فكر "العدل"‬ ‫ومناداته بأن اإلنسان حر مختار ومريد مستطيع‪ ,‬وخالق فعىل "باب كيسان" مبدينة دمشق صلب هشام بن عبد‬ ‫ألفعاله‪ ,‬كان موقفه هذا موقفا ثوريا يتناول بالنقد امللك غيالن الدمشقي ورفيقه صالح‪ ,‬ثم قطعوا‪ ,‬أوال‪,‬‬ ‫والهجوم قسمة من أهم القسامت السلبية التي شهدها أيديهام‪ ,‬ثم ثنوا بقطع أرجلهام‪...‬‬ ‫مجتمعه يف ذلك الحني‪.‬‬ ‫ويبدو أن بعضا من الذين حرضوا ذلك املشهد الفريد يف‬ ‫عندما بويع عمر بن عبد العزيز بالخالفة‪ ,‬أُتيحت للقوى بشاعته وإيالمه‪ ,‬قد أخذته الشفقة عىل غيالن‪ .‬فأخذت‬ ‫السياسية واالجتامعية املعارضة لنظام الحكم األموي أسامعهم تنصت ملا يقول‪ ,‬وقلوبهم تخفق ملا يلقى من‬ ‫فرصة من نوع جديد‪ ,‬فهذا خليفة أموي‪ ,‬ولكنه يتحىل مواعظ وحقائق تدين ترصفات الحكام األمويني ‪ ..‬فخيش‬ ‫بخلق ديني وسلوك ذايت يجعل باإلمكان التعاون معه يف مغبة ذلك أنصار هشام بن عبد امللك‪ .‬فذهب بعض من‬ ‫سبيل إصالح كثري مام أفسد األمويون‪ ,‬ورفع بعض املظامل حاشيته إليه‪ ,‬وقالوا له‪ " :‬قطعت يدي غيالن ورجليه ‪..‬‬ ‫التي فرضها أسالفه وآباؤه‪ ,‬واالتجاه بسفينة الحكم يف وأطلقت لسانه؟! إنه أبىك الناس ونبههم عىل ما كانوا‬ ‫اتجاه مخالف ملا أراده أمراء هذه األرسة الذين حكموا عنه غافلني" ؟ّ!‬ ‫منذ معاوية حتى ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫فبعث هشام ابن عبد امللك من قطع لسان غيالن؟!‬ ‫وكام مد عمر يده إىل الخوارج‪ ,‬مدها إىل غيالن الدمشقي فارتفعت روحه إىل بارئها ‪ ..‬بعد أن ظل حتى آخر‬ ‫‪ ..‬فقال غيالن للخليفة‪" :‬ولّني بيع الخزائن ورد املظامل" لحظات حياته قامئا برسالة اإلنسان الذي تجسدت فيه‬ ‫فواله هذه املهمة‪ ,‬وعهد إليه بتلك املسؤولية‪.‬‬ ‫وحدة الفكر بالسلوك‪ ,‬واإلميان بالعدل لإلنسان‪ ,‬والقيام‬ ‫بواجب األمر باملعروف والنهي عن املنكر حتى من فوق‬ ‫وعندما آلت الخالفة إىل "هشام ابن عبد امللك" قرر أن‬ ‫خشبة الصليب!‪.‬‬ ‫يصفي اإلجراءات الثورية التي أنجزها الخليفة السابق‪,‬‬ ‫وأن يصفي أيضا الحساب مع العنارص الثورية التي‬ ‫أسهمت يف اتخاذ هذه اإلجراءات وتنفيذها ويف مقدمة‬ ‫هذه العنارص "غيالن الدمشقي"‪.‬‬ ‫تتمة‬

‫‪9‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫لماذا نصور؟‬ ‫عدسة شاب دمشقي‬

‫عدسة شاب دمشقي‬

‫‪10‬‬


‫معرض للتحف األثرية والوثائق التاريخية يف مدينة دمشق‬ ‫برعاية مؤسسة إعالمية ثورية ومبشاركة صورك التي سيكون‬ ‫لها وق ٌع ضخ ٌم‪ ،‬خاصة أنها موثقة لعدة أحداث مهمة كانت‬ ‫سبباً يف نقطة تحول يف البالد ‪.‬‬ ‫زاوية ميدانية‬

‫أو لعل صورك ستكون يف إحدى الصحف كزاوية (حدث يف‬ ‫مثل هذا اليوم) مثالً !‬

‫ولرمبا يعود أحد أحفادك من مدرسته ويحدث أباه أمامك‬ ‫كثريا ما يسأل الناشطون واإلعالميون هذا السؤال‪ ،‬عند بخرب عاجل ‪:‬‬ ‫استمرارهم يف العمل لفرتات طويلة وشعورهم ببعض امللل‪،‬‬ ‫"أيب‪ ،‬لقد أخربنا أستاذ التاريخ عام حدث يف الغوطة الرشقية‪،‬‬ ‫عندما ال يلمس املصور الفوائد من تصوير املشاهد واألحداث‬ ‫أو يف تفجري املرجة يف بداية القرن الواحد والعرشين ولقد رأينا‬ ‫املتكررة يوميا‪ ،‬أو يف حال عدم اكرتاث املجتمع الدويل للأمساة‬ ‫صورا ً واضحة قام بتصويرها أحد الشجعان‪ ،‬وقال لنا أستاذنا أن‬ ‫الحاصلة يف سوريا‪ ،‬رغم أن الناشطني السوريني قد قاموا بإثراء‬ ‫"عدسة شاب فالين" كانت حارضة يف ذلك الوقت وقد حدثنا‬ ‫وسائل اإلعالم باملواد اإلخبارية والوثائقية باحرتافية عالية‬ ‫عن شجاعة املصور يف تصوير لحظات مألها املوت والخوف ! "‬ ‫وإتقان‪ ،‬بل إ ّن الكثري منهم قد قىض نحبه خالل قيامه بهذه‬ ‫أو قد يخربك ابنك الطالب يف كلية الهندسة املعامرية أو‬ ‫املهمة ‪.‬‬ ‫املدنية عن صور قام بعرضها املحارض لهم عام حدث عقب‬ ‫ومبا أن املصورين ليسوا من فصيل "سوبرمان" فمن الطبيعي‬ ‫عام ‪ 2011‬من دمار وخراب يف البنية التحتية‪ ،‬وعن عظمة‬ ‫أن يتسلل ذاك الشعور بامللل إىل قلوبهم والتفكري بالروتني‬ ‫البناء السوري الجديد بعد هذه الكارثة‪ ،‬وكانت هذه الصور‬ ‫الذي ما يلبث أن يصبح من أكرب مثبطات الهمم ‪.‬‬ ‫قد التقطها أنت بعدستك !‬ ‫لذا سأطلب من املصور أن يأيت معي يف رحلة قصرية إىل‬ ‫أو لرمبا يف السهرة املسائية قد تفتح التلفاز الحديث الذي‬ ‫املستقبل‪ ،‬ولنذهب بداية يف رحلة إىل العام‬ ‫‪. 2050‬‬

‫وقد م َّن الله عىل املسلمني بنرص مبني‬ ‫وأصبحت الشام دولة حصينة مستقرة ‪.‬‬ ‫وأنت كرجل متقدم يف السن تقوم بقراءة‬ ‫الصحف يف بداية النهار سواء عىل جهاز‬ ‫متطور‪ " "ipad‬أو الصحف الورقية املتطورة‪،‬‬ ‫وقد وقع نظرك عىل العنوان التايل يف إحدى‬ ‫زوايا تلك الصحيفة املسامة بالنبأ اليقني ‪:‬‬ ‫((باحثون يف تاريخ النهضة يعرضون صور‬ ‫رائعة وواضحة عن الثورة السورية يف عام‬ ‫‪))2011‬‬ ‫أو رمبا العنوان التايل ‪:‬‬

‫حركة تهجري من قدسيا املحارصة‬

‫تتمة‬

‫‪11‬‬


‫‪: 2050‬‬ ‫فتعال لرنى أننا قد سحقنا وكتب لنا أن نبقى متأخرين عن‬ ‫بقية الشعوب وأن نعيش حقبة أخرى من الذل أو املهانة‬ ‫(ال قدر الله) تحت حكم أحد الطغاة املستبدين من جديد ‪.‬‬ ‫زاوية ميدانية‬

‫يستجيب ويغري القنوات ملجرد تفكريك يف ذلك !‬ ‫وقد وقع اختيارك عىل قناة سوريا الوثائقية التي تعرض‬ ‫الليلة برنامجاً رائعاً عن النهضة الحديثة وكيف بدأت يف‬ ‫هذا الوطن وكيف أن ابتسامات األطفال والعمل الدؤوب‬

‫من املؤكد أن هذا الطاغية سيقوم بتشويه التاريخ وصورة‬ ‫الثورة كام سيقوم بحشو عقول املجتمع باألكاذيب كإدعاء‬ ‫أنها حرب أهلية نتجت عن العصبية القبلية أو الطائفية أو‬ ‫غريها من التفسريات الواهية أو أنها حرب عىل العصابات‬ ‫اإلرهابية !‬ ‫وكم متنينا يف السابق أن نرى صورا ً تفضح األفعال الشيطانية‬ ‫ومجازر التطهري يف حامة بثامنينات القرن املايض ؟‬

‫املكان‪ :‬دمـشــق ‪ -‬الـميــدان ‪ -‬جامع الـدقـاق ‪ -‬الزمان‪2014\4\12 :‬‬

‫والجهاد املمثل يف بعض مشاهد قد قمت بتصويرها !‬ ‫فأخربين مبا ستشعر يف تلك اللحظات أو غريها من لحظات‬ ‫ال تعد وال تحىص ؟!‬ ‫أما إن مل تكن من أنصار التفاؤل أو لست ممن يتوقعون‬ ‫النرص والنهضة ولست ممن يحب الكالم أو سامع توقعات‬ ‫قد ال تحدث‪ ،‬فلنفرتض إذا افرتاضا آخر بذات الزمن يف عام‬

‫التي حاولت عائلة األسد طمس معاملها لعقود‪ ،‬وأنا أراهن‬ ‫أن نسبة مخيفة من الشعب مل تعلم مبا حصل يف مجزرة‬ ‫حامة حتى وقت متأخر‪ ،‬ونسبة مخيفة أكرث مل تعرف أن‬ ‫شيئا قد حصل أساسا !‬ ‫و كام رأينا فقد عاىن الباحثون وصانعو األفالم الوثائقية كثريا ً‬ ‫تتمة‬

‫‪12‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫يف الحصول عىل صور ومواد توثق شيئاً من الدمار أو املجازر‬ ‫التي حصلت‪ ،‬لكن العجز ظهر جلياً يف األفالم التي أصدرت‬ ‫مؤخرا ً ‪.‬‬ ‫فلنفكر معاَ كم ستساعد صورك عىل معرفة الحقيقة حينها ؟‬ ‫وكم ستكون مرشدا ملن مل يعلم شيئا عن تلك األحداث ؟‬ ‫وعىل توضيح حقائق مبهمة ؟‬ ‫ولنقل أيضاَ أنك ال تتوقع أن تعيش لحينها ولن تحظى‬ ‫بشعور الفخر ذاك‪ ،‬فاسأل نفسك يف حال قد استُخدمت‬ ‫صورك بكافة الوسائل التي ذكرناها سابقا أو بغريها ‪..‬‬ ‫كم سيكون لك من األجر حينها ؟‬ ‫قد تستغرب وجود كلمة أجر هنا‪ ،‬لكن نعم إنه األجر‪ ،‬أمل‬ ‫تذكر قول رسول الله صىل الله عليه وسلم ‪:‬‬ ‫"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪،‬‬ ‫أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم‬ ‫هذا ما نرنو إليه إنه علم ينتفع به‪ ،‬إنها الحقيقة التي‬ ‫سيعلمها الجميع يف املستقبل ‪...‬‬ ‫يف النهاية كلنا يعلم أن التصوير عمل ممل متعب وخاصة‬ ‫إن كان مع مشاهد متكررة روتينية‪ ،‬دون أن يُلمس الكثري‬ ‫من الفوائد يف الحارض ‪.‬‬ ‫لكننا عندما نريد بناء وطن والحديث عن مستقبله‪ ،‬فرمبا قد‬ ‫تتغري بعض مفاهيمنا ‪.‬‬ ‫رمبا سنقوم بأداء بعملنا عىل أكمل وجه‪ ،‬يك ال نقع يف أخطاء‬ ‫األولني وليك ال نكرر مأساة صمتهم التي ُخنقت لزمن طويل‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2014\3\26‬‬

‫املكان ‪ :‬الـغــوطـة الرشقية‬ ‫الزمان‪2014\3\31 :‬‬

‫تتمة‬

‫‪13‬‬


‫ساهم بكتاب‬

‫حسب إحصائية اليونسيف األخرية‪ ،‬بلغ عدد األطفال السوريني خارج املدارس ‪ ٢.٨‬مليون طفل (يف الداخل‬ ‫والخارج السوري)‪.‬‬ ‫تقوم الحملة عىل محاولة تخفيف هذه الكارثة اإلنسانية عن طريق تنمية الفكر‪.‬‬ ‫حملة توعوية ‪ -‬تعليمية تقوم عىل إنشاء مكتبة بسيطة لألطفال يف مناطق اللجوء للوصول إىل جيل واعي عن‬ ‫طريق القراءة‪.‬‬ ‫تستقبل الحملة الكتب غري املدرسية املستعملة بحالة جيدة أو غري املستعملة‪.‬‬ ‫بدأنا حملتنا األوىل يف األردن بالتعاون مع فريق ألجلك يا سوريا من أهداف املرشوع ‪:‬‬ ‫عالج الفكر الهدام بالفكر السليم‪ ،‬فالحرب كام تقوم عىل األرض تقوم يف الفكر‪.‬‬ ‫ ‬‫بناء جيل واع‪ ،‬قادر عىل القيام بسوريا بعد الدمار‪.‬‬ ‫ ‬‫طريقة تحفيزية لتحفيز التفكري اإلبداعي لدى األطفال‪.‬‬ ‫ ‬‫زرع أفكار العودة للبناء و النهضة ‪.‬‬ ‫ ‬‫قد يكون الكتاب امليت عندك‪ ,‬حياً ‪ ..‬باعثاً عىل األمل عند سواك ‪ ..‬واملرجع اململ لديك‪ ,‬كتاباً ال ميل من قراءته‬ ‫ومراجعته غريك ‪ ..‬وكل يشء ينقص بالعطاء إال العلم فإنه يزداد بزيادة املستفيدين واملتعلمني منه ‪ ..‬هناك من‬ ‫يتلهف للكتاب امليت لديك ‪ ..‬ليصلح به عقله وقلبه ‪ ..‬فهل نطلق رساح الكتب لتحيا وتنهض بأمتنا ؟؟‬

‫ساهم بكتاب‬

‫‪14‬‬


‫أدب الثورة‬

‫محمد قطب ‪..‬‬ ‫رحـــــل وبقي‬ ‫عملــــــــــــــه‪.‬‬ ‫جاد ‪..‬‬

‫الجمعة صباحا ‪2014\4\4‬‬

‫محمد قطب‬

‫‪15‬‬


‫أدب الثورة‬

‫وضعت بعض الكتب التي اخرتتها كالعادة يك أبدأ‬ ‫بها نهاري ‪ ..‬ثالثة كتب متنوعة ‪ ..‬من بينها كتاب‬ ‫((جاهلية القرن العرشين)) للمفكر محمد قطب‪,‬‬ ‫وكنت قد قرأت من الكتاب ثلثه تقريبا ‪..‬‬ ‫قررت البدء مبقارنات بعض التفاسري ثم العودة إىل‬ ‫هذا الكتاب مرة أخرى ‪..‬‬ ‫ومل أكد أبدأ بقراءيت حتى وصلني خرب وفاة األستاذ‬ ‫يل كصاعقة محزنة ‪.‬‬ ‫محمد قطب ‪ ..‬فوقع األمر ع ّ‬ ‫أمسكت كتابه عىل الفور ‪ ..‬تأملت اسمه ‪ ..‬ثم فتحته‬ ‫عشوائيا فقرأت التايل‪:‬‬ ‫((إن التصور اإلسالمي ال يجعل اإلنسان عبدا‬ ‫"للحتميات" من أي نوع ‪ ..‬سواء حتمية املادة أو‬ ‫حتمية التاريخ‪.‬‬ ‫إن الناس يف اإلسالم هم الذين ينشئون مجتمهم‬ ‫واقتصادهم‪.‬‬ ‫إن اإلنسان هو القوة الفاعلة يف تصور اإلسالم‪.‬‬ ‫والكون كله ‪ -‬بطاقاته جميعا‪ -‬مسخر له‪:‬‬ ‫الس َم َوات َو َما ِف الْ َ ْرض َج ِمي ًعا‬ ‫} َو َس َّخ َر لَ ُك ْم َما ِف َّ‬ ‫ِم ْن ُه{))‪.‬‬ ‫يح‬ ‫شعرت بأن الدنيا قد خرسته ‪ ..‬وبأن اآلن ( ْ‬ ‫َيس َ ِت ُ‬ ‫ِم ْن نَ َص ِب ال ُّدنْ َيا َوأَذَا َها إِ َل َر ْح َم ِة اللَّ ِه)‪.‬‬ ‫مفكر من الطراز األول ‪ ..‬مل يهدأ قلمه وفكره رغم‬ ‫كل أشكال املحن وصنوف التعذيب والتنكيل التي‬ ‫أملت به وبعائلته التي نذرت نفسها بأكملها لخدمة‬ ‫الحق كام آمنت به‪..‬‬ ‫استمر مخلصا واضعا أمانة نرش الفكر وإظهار الحق‬ ‫نصب عينيه ‪ ..‬مدافعا عن قضيته وما يؤمن به‪.‬‬

‫متنيت له الخري يف رحلته ‪ ..‬ومل أجد بدا من استحضار‬ ‫تفاصيل مسريته وكفاحه ودأبه املستمر يف نرش الفكر‬ ‫وتصويب العقول والضامئر‪.‬‬ ‫أشارككم مبقتطفات من حديث لألستاذ محمد قطب‬ ‫ رحمه الله ‪ -‬عن حياته‪:‬‬‫مصدر املقال‪:‬‬ ‫‪/http://mqutb.wordpress.com/about‬‬ ‫“لقد عايشت أفكار سيد بكل اتجاهاته منذ تفتح‬ ‫ذهني للوعي‪ ،‬وملا بلغت املرحلة الثانوية جعل‬ ‫يرشكني يف مجاالت تفكريه‪ ،‬ويتيح يل فرصة املناقشة‬ ‫ملختلف املوضوعات‪ ،‬ولذلك امتزجت أفكارنا‬ ‫وأرواحنا امتزاجاً كبريا ً‪ ،‬باإلضافة إىل عالقة األخوة‬ ‫والنشأة يف األرسة الواحدة‪ ،‬وما يهيئه ذلك من تقارب‬ ‫وتجاوب”‪ .‬وعن تأثري خاله يقول‪“ :‬كان لوجودنا مع‬ ‫خايل‪ ،‬ذي النشاط السيايس واألديب والصحايف‪ ،‬أثره‬ ‫امللموس يف توجيهنا ـ أخي وأنا ـ نحو األدب والشعر‬ ‫وتغذية ميلنا إىل القراءة واالطالع‪ ،‬وإذ كان خايل عىل‬ ‫صلة وثيقة بالعقاد فقد اجتذبنا إىل التأثر به فكرياً‬ ‫وأدبياً إال أن تأثريه يف أخي كان أكرب لطول مصاحبته‬ ‫ومعايشته‪ ،‬والشرتاكهام يف النشاط األديب والنقد األديب‬ ‫بخاصة‪ .‬أما أثره بالنسبة إيل فقد بدأ منذ بدأ االتصال‬ ‫بكتبه وكتب املازين وطه حسني‪ ،‬وأنا يف التاسعة من‬ ‫سني‪ ،‬إذ كنت أجدها بجانبي يف البيت‪ ،‬فأحاول أن‬ ‫أفهم منها ما يتيحه يل وعيي وتجربتي‪ ،‬وميكنني‬ ‫القول بأن أثر العقاد يب فكرياً إمنا يتمثل يف الصرب‬ ‫تتمة‬

‫‪16‬‬


‫أدب الثورة‬

‫عىل معالجة األفكار بيشء من العمق وعدم تناولها‬ ‫من سطوحها‪ ،‬وأسلوبياً يتمثل يف الرتكيز عىل الدقة يف‬ ‫التعبري‪ ..‬وطبيعي أن شيئاً من ذلك مل يظهر إال بعد أن‬ ‫بدأت أمارس الكتابة بالفعل‪ ،‬وفيام عدا هؤالء الثالثة‬ ‫ال أحسب أحدا ً ترك يف نفيس أو فكري طابعاً ملحوظاً‬ ‫‪ ،‬اللهم إال بعض اللمسات الهامشية التي ال تعد يف‬ ‫املؤثرات الهامة”‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪ :‬كانت فتنة السجن الحريب بالغة األثر‬ ‫يف نفيس‪(،‬أعتقل محمد قطب يف العام ‪ 1954‬بعد‬ ‫أخيه سيد‪ .. ,‬ثم أفرج عن األستاذ محمد بعد فرتة غري‬ ‫طويلة‪ ،‬وبقي سيد يف املعتقل قرابة عرش سنوات‪).‬‬ ‫إذ كانت أول تجربة من نوعها‪ ،‬وكانت من العنف‬ ‫والرضاوة بحيث ميكن يل القول إنها غريت نفيس تغيريا ً‬ ‫كامالً من بعض الجوانب عىل األقل‪ ..‬كنت أعيش من‬ ‫قبلها يف آفاق األدب والشعر واملشاعر املهمومة‪ ،‬أعاين‬ ‫حرية عميقة‪ ,‬وكانت تلك الحرية تشكل أزمة حقيقية‬ ‫يف نفيس استغرقت من حيايت عدة سنوات‪ ،‬غري أن‬ ‫الدقائق األوىل منذ دخويل ذلك السجن‪ ،‬والهول الذي‬ ‫يلقاه نزيله‪ ،‬بدلت ذلك كل التبديل‪ ..‬لقد أحسست إذ‬ ‫ذاك أنني (موجود) وأن يل وجودا ً حقيقياً‪ ،‬وأن الذي‬ ‫يف نفيس حقيقة ال وهم‪ ..‬وهذه الحقيقة هي السري يف‬ ‫طريق الله‪ ،‬والعمل من أجل دعوته‪ ،‬وأن السائر يف هذا‬ ‫الطريق ليس ضائعاً بل هو املهتدي‪ ،‬وأنه حني يذهب‬ ‫يف طيات هاتيك الرمال باللحظة املقدورة له ال يذهب‬ ‫بددا ً‪ ،‬وإمنا يذهب إىل الله‪ ،‬وهناك يجد وجوده كله‪.‬‬ ‫لقد كانت هاتيك اللحظات مفرتق طريق‪ ..‬وانتهت‬

‫الحرية الضالة‪ ،‬ووجدت نفيس عىل الجادة‪.‬‬ ‫وخرجت ‪ ،‬يوم أفرج عني‪ ،‬ألحمل عبء األرسة التي‬ ‫كانت من مسئوليات أخي وحده كام عودنا‪ ،‬ومضيت‬ ‫أخوض تجارب الحياة العملية خالل أكداس من العرس‬ ‫عىل مدى عرش السنوات ‪ ،‬حتى أفرج عن سيد وتلقيت‬ ‫ذلك اإلفراج بكثري من القلق‪ ،‬إذ كنت أحس يف قرارة‬ ‫نفيس أنهم مل يخلوا سبيله إال وهم يدبرون له أمرا ً أشد‬ ‫سوءا ً من السجن‪ ،‬وقد كان ما توقعت‪ ،‬فام إن انقىض‬ ‫عىل مغادرته السجن الحريب عام واحد حتى اضطربت‬ ‫األمور كرة أخرى‪ ،‬وتيقنا أن املؤامرة تحدق بنا من‬ ‫كل جانب ‪ ،‬فلام رشعوا يف اعتقاالت ‪ 1965‬أعيد سيد‬ ‫وأعدت كذلك إىل السجن‪ ،‬وكان نصيبي أن أقيض فيه‬ ‫ست سنوات متصلة‪ ،‬من ‪ 1965‬ـ ‪ ،1971‬وكان نصيب‬ ‫أخي اإلعدام بعد محاكمة صورية مع ثلة من كرام‬ ‫الشهداء‪ ،‬وقتل يف هذه املجزرة واحد من أبناء أختي‬ ‫أثناء التعذيب دون إعالن‪ ،‬واعتقلت شقيقايت الثالث‬ ‫ومنهن الكربى أم ذلك الشهيد‪ ،‬وعذبت الشقيقة‬ ‫الصغرى ثم حكم عليها بالسجن عرش سنوات‪ ،‬وتعرضنا‬ ‫جميعاً لحملة ضارية من التنكيل الذي ال يخطر عىل‬ ‫بال إنسان‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫مؤلفات األستاذ محمد قطب‪:‬‬ ‫‪ . 1‬دراسات يف النفس اإلنسان ّية‪.‬‬ ‫‪ . 2‬التطور والثبات يف حياة البرشية‬ ‫‪ . 3‬منهج الرتبية اإلسالمية (بجزئيه‪ :‬النظرية‬ ‫تتمة‬

‫‪17‬‬


‫أدب الثورة‬

‫والتطبيق)‬ ‫‪ . 4‬منهج الفن اإلسالمي‬ ‫‪ . 5‬جاهلية القرن العرشين‬ ‫‪ . 6‬اإلنسان بني املادية واإلسالم‬ ‫‪ .7‬دراسات قرآنية‬ ‫‪ . 8‬هل نحن مسلمون؟‬ ‫‪ . 9‬شبهات حول اإلسالم‬ ‫‪ . 10‬يف النفس واملجتمع‬ ‫‪ . 11‬حول التأصيل اإلسالمي للعلوم االجتامعية‬ ‫‪ . 12‬قبسات من الرسول‬ ‫‪ .13‬معركة التقاليد‬ ‫‪ . 14‬مذاهب فكرية معارصة‬ ‫‪ .15‬مغالطات‬ ‫‪ . 16‬مفاهيم ينبغي أن تصحح‬ ‫‪ . 17‬كيف نكتب التاريخ اإلسالمي؟‬ ‫‪ . 18‬ال إله إال الله عقيدة ورشيعة ومنهج حياة‬ ‫‪ . 19‬دروس من محنة البوسنة والهرسك‬ ‫‪ .20‬العلامنيون واإلسالم‬ ‫‪ . 21‬هلم نخرج من ظلامت التيه‬ ‫‪ .22‬واقعنا املعارص‬ ‫‪ . 23‬قضية التنوير يف العامل اإلسالمي‬ ‫‪ . 24‬كيف ندعو الناس؟‬ ‫‪ .25‬املسلمون والعوملة‬ ‫‪ . 26‬ركائز اإلميان‬ ‫‪ . 27‬ال يأتون مبثله!‬ ‫‪ . 28‬من قضايا الفكر اإلسالمي املعارص‬

‫‪. 29‬‬ ‫‪. 30‬‬ ‫‪. 31‬‬ ‫‪. 32‬‬ ‫‪ .33‬‬ ‫‪. 34‬‬ ‫‪. 35‬‬ ‫‪. 36‬‬

‫حول التفسري اإلسالمي للتاريخ‬ ‫الجهاد األفغاين ودالالته‬ ‫دروس تربوية من القرآن الكريم‬ ‫حول تطبيق الرشيعة‬ ‫املسترشقون واإلسالم‬ ‫رؤية إسالمية ألحوال العامل املعارص‬ ‫مكانة الرتبية يف العمل اإلسالمي‬ ‫هذا هو اإلسالم!‬

‫بلغوا عني ولو‬ ‫آية‬ ‫عن أنس ريض الله عنه قال‪ :‬قال‬ ‫رسول الله صىل الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫إن قامت الساعة وبيد أحدكم‬ ‫فسيلة‪ ،‬فإن استطاع أن ال يقوم‬ ‫حتى يغرسها فليفعل” ‪ .‬صححه‬ ‫األلباين يف الصحيحة‬

‫تتمة‬

‫‪18‬‬


‫أدب الثورة‬

‫قبس من جهنم ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫سارة‬

‫سارة‬

‫‪19‬‬


‫أدب الثورة‬

‫مل أدرك حقيقة ذلك املكان الذي طاملا سمعت عنه ‪،‬‬ ‫حتى وصلت إليه ‪ ..‬و أصبحت جزءاً منه ‪ ..‬و توحد‬ ‫رصاخي مع رصاخ املعتقلني ‪ ..‬و من يدري ؟! رمبا‬ ‫أموت فيه و تتكدس عظامي كام تكدست عظامهم ‪..‬‬ ‫فأصبح حقيق ًة جزءاً من هذا املكان ‪..‬‬ ‫كأننا مل نعد ننتمي لفصيلة البرش ‪ ..‬كأن أجسادنا خالي ًة‬ ‫جوفاء ‪ ..‬مل يلقوا باالً ملا يسمى أرواح تكرس ‪ ..‬و مل‬ ‫تعد كلمة كرامة من قواميس ذاكرتهم يف ذلك الكوكب‬ ‫الذي ال ينتمي لكوكبنا ! فمخلوقاته مثلنا ‪ ..‬لهم عينان‬ ‫و أنف و فم و قلوب لكن قلوبهم تنبض ليستمروا‬ ‫بالحياة ليس أكرث و حياتهم ال تستمر إال بأوجاعنا و‬ ‫أصوات السوط عىل أجسادنا التي هرمت فجأة ‪ ..‬أما‬ ‫اإلنسانية فأصبحت هبا ًء ‪ ..‬عىل األقل عندما اعتقلوا‬ ‫أطفاالً !‬ ‫مل و لن انىس معامل الطفولة يف وجوههم ‪ ..‬مل أستطع‬ ‫ادراك وجودهم معنا !!! و مل استطع ادرك كيف استطاع‬ ‫السجان أن ينهال عليه بالرضب ثم يعود ليحضن أطفاله‬ ‫؟؟ كيف استطاع أن ينظر يف عينيهم حني أذاقهم ويالت‬ ‫العذاب ؟؟‬ ‫غصتوجوههمبالدماءواأللواناملختلفةلكنذلكاليشء‬ ‫الربيء يف أعينهم ما زال يحتفظ بربيقه ‪ ..‬و هيهات أن‬ ‫يستطيعوارسقتهمنأعينهم‪..‬‬ ‫يف “الفرع” مل يتحمل بعضهم تلك الحالة املأساوية ‪ ..‬و مل‬ ‫يستطع تصديق وجود مكان كهذا يف هذا العامل ‪ ..‬هلوس‬

‫كثرياً ‪ ..‬ثم أصبح من املجانني ‪.‬‬ ‫بعضهم اآلخر لك يستحمل املوت البطيء يف ذلك املكان‬ ‫بوعي أو بدون وعي ‪.‬‬ ‫العفن فأنهى حياته ٍ‬ ‫و قلة منا مل يجدوا بدّ اً من التحول إىل وحوش “ليستمروا”‬ ‫و أصبح لدى هؤالء معاملة خاصة لدى الضباط ‪ ..‬و رمبا‬ ‫سيجارةيوميةمقابلأنيعذباملعتقلرشيكهيفاملهجع!‬ ‫أمايفالعاملالذييبعدعنامسافاتقليلة‪..‬فبعضهمينظر‬ ‫لعبيساومعليهاوأكرثهمعلمبحالنا‬ ‫إليناكأرقاموأوراق ٍ‬ ‫‪ ..‬و تجاهلنا ‪ ..‬و مل يرد أن يغري يشء من تفاصيل حياته و‬ ‫ملذاتهألجلنا‪..‬‬ ‫فرأىأنهمنالصعبتغيرينوع“الكورنفليكس”ألطفاله‬ ‫بينام كنا نعاين أيام عجاف من الجوع و اإلرضاب ‪ ..‬و طبعاً‬ ‫كانينهيالحديثالذييدورحولنابجملة“اللهيفرجنحنا‬ ‫مادخلنا”‪.‬‬ ‫متىتستيقظوا؟؟متىتشعرواأنكلمعتقلإنسان‪..‬وله‬ ‫قصة و روح ‪ ..‬و أ ٌم جافاها النوم و أب كتم دموعه خجالً‬ ‫لكن القهر يف نفسه فاق اسطورة الرجولة فبىك ‪..‬‬ ‫*يفاللحظةالتيتقرأفيهاماكتبت‪..‬يرصخآالفاملعتقلني‬ ‫دونأنيسمعرصاخهمإالسجانٌ خلعكلمايشبهالرحمة‬ ‫‪ ..‬يف ذلك املكان اجتمع أطهر الناس بأنجسهم ‪ ..‬و قيد‬ ‫الشياطنيمالئكةبيضاء‪..‬‬

‫تتمة‬

‫‪20‬‬


‫لقاء العدد‬

‫لقاءمع األستاذة‬ ‫أسماء بالغ‬ ‫مديرة مجلة طيارة ورق‬ ‫بداية شكراً جزيالً لكم عىل جهدكم الواضح يف إنجاز‬ ‫عمل مهم ومتميز كمجلة (طيارة ورق)‬ ‫‪ 1‬متى بدأت املجلة وما الهدف منها؟‬‫أول عدد للمجلة صدر بتاريخ ‪ 1/3/2013‬أي دخلنا‬ ‫اآلن يف السنة الثانية للمجلة‪ .‬الهدف من املجلة‬ ‫هو التخفيف من اآلثار السلبية للنزاع الحايل عىل‬ ‫األطفال السوريني عن طريق مجلة ملونة برسوم‬ ‫جميلة وقصص معربة تحايك واقعهم‪.‬‬ ‫‪ 2‬املجلة هي جزء من شبكة ح ّراس‪ ,‬ما هي‬‫شبكة حراس وما مهامتها؟‬ ‫شبكة حراس هي شبكة تقدم خدمات دعم نفيس‬ ‫واجتامعي لالطفال وتسعى لرفع مستوى الوعي‬ ‫لديهم بحقوقهم ومصلحتهم يف املجتمع وعىل إطالق‬ ‫وتطوير مهاراتهم وإبداعاتهم‪ .‬ومن أحد مشاريعها‬ ‫مجلة طيارة ورق لألطفال‪.‬‬ ‫‪ 3‬ما هي ثوابت املجلة ؟ وهل تسعى املجلة ألدلجة‬‫عقول األطفال كحال كثري ممن يعمل مع األطفال‬ ‫السوريني اليوم؟‬ ‫ثوابت املجلة هو الخطاب املتوازن يف املضمون‬

‫واألسلوب بعيدا ً عن أي متييز أو تفريق بني األطفال‪.‬‬ ‫وكل ما تسعى له مجلة طيارة ورق هوغرس قيم‬ ‫التسامح والتفهم بني األطفال وتطوير مهارات حل‬ ‫النزاعات والتعاون واألخوة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ما هو عدد طاقم العمل لديكم؟ وهل الكوادر يف‬‫الداخل أو يف الخارج؟‬ ‫العدد اآلن ما بني ‪ 10-12‬عضو من تصميم وإعداد‬ ‫ورسامني‪ .‬جميع فريق التحرير والتصميم خارج‬ ‫سورية‪ ،‬ويتم التعاون مع بعض الرسامني من داخل‬ ‫سورية باإلضافة إىل أن معظم مشاركات األطفال‬ ‫تأيت من الداخل‪.‬‬ ‫‪ 5‬يظهر بوضوح أن املجلة احرتافية‪ ،‬فهل هناك‬‫متويل؟ وهل لنا أن نعرف الجهة والتكاليف؟‬ ‫لألسف ال يوجد متويل كاف للمجلة إىل اآلن‪ .‬فقط‬ ‫هناك متويل لطباعة وتوزيع نسخ يف بعض أحياء‬ ‫حلب عن طريق جمعية مغرتبني‪.‬‬ ‫‪ 6‬كم نسخة تتم طباعة املجلة؟ وأين توزع؟ هل‬‫هي مجانية؟‬ ‫يتم اآلن طباعة ‪ 3000‬نسخة من كل عدد توزع‬ ‫مديرة مجلة طيارة ورق‬

‫‪21‬‬


‫لقاء العدد‬

‫يف بعض أحياء حلب‪ .‬وطبعا توزع مجاناَ‪ .‬ونسعى‬ ‫لتوسيع دائرة الطباعة والتوزيع يف حلب وباقي‬ ‫مناطق سورية‪.‬‬ ‫‪ 7‬هل تساهم املجلة بإقامة فعاليات لإلطفال؟ إذا‬‫كان الجواب نعم ‪ ..‬ففي أي املناطق؟‬ ‫إىل اآلن ال يوجد مساهمة خاصة من مجلة طيارة‬ ‫ورق لفعاليات أطفال‪ .‬لكن قريبا نحرض ملعرض‬ ‫رسومات مميز‪ ،‬وسيتم نرش الرسومات عىل صفحات‬ ‫التواصل‪.‬‬ ‫‪ 8‬ما هي الصعوبات التي تواجهكم اليوم؟‬‫صعوبة تأمني تكاليف ونفقات للمجلة للعمل عىل‬ ‫توزيعها وطباعتها يف مناطق أوسع داخل سورية‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل نفقات عىل العاملني لضامن استمرار‬ ‫العمل حيث أن الفريق بأكمله اآلن من املتطوعني‬ ‫وهذا تحد بحد ذاته‪.‬‬ ‫‪ – 9‬برأيكم هل فعال يستطيع الطفل السوري رغم‬ ‫كل ما تعرض ويتعرض له أن يعالج أو يتقدم نفسيا‬ ‫عن طريق القراءة ؟‬ ‫القراءة وحدها التكفي ‪ ،‬القراءة هي جزء من عملية‬ ‫العالج والرتبية ملساعدة الطفل من الخروج مام مر‬ ‫فيه وسبب صدمة له‪.‬‬ ‫هي أقل ما يحتاجه الطفل يف ظل هذه الظروف‪.‬‬ ‫‪ 10-‬وفق خربتكم بعلم نفس الطفل ‪ ..‬هل من‬

‫خطوات أساسية ينبغي علينا اتباعها يف موضوع‬ ‫االحتواء النفيس للطفل ؟‬ ‫برأي األهل أو املسؤول عن الطفل عليه أن يتحىل‬ ‫ويدرب نفسه عىل الصرب أكرث ألن املسؤولية ليست‬ ‫سهله ونتائجها تحتاج لوقت‪ .‬باإلضافة إىل سعيه‬ ‫لطامنة الطفل وتوفري الثقة واألمان له وتشجيعه‬ ‫للتعبري عن نفسه وما يفكر ومايشعر به وهنا تقع‬ ‫مهمة االستامع عىل املسؤول عنه‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫اللعب والتسلية معه ومحاولة مشاركته بنشاطات‬ ‫أو مهارات يحبها‪.‬‬ ‫املاسة والرضورية لدعم الطفل‬ ‫‪ 11‬يف ظل الحاجة ّ‬‫نفسياً‪ ،‬ماهي إسهامات املجلة يف ذلك الجانب؟‬ ‫تحاول املجلة أن تتناول وتطرح مواضيع يف كل عدد‬ ‫تعكس واقع الطفل السوري محاولة إيجاد حلول‬ ‫منطقية لها‪ .‬يتم طرح هذه املواضيع عن طريق‬ ‫قصص بأسلوب واضح تدعمه رسومات ملونة أو‬ ‫قصص من دون نصوص فقط رسومات تعبريية أو‬ ‫ألعاب تفريغ‪ .‬من املواضيع التي طرحت مثال التغلب‬ ‫عىل املخاوف – أصدقاؤنا من ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة – الغضب‪ -‬الثقة بالنفس واالندماج مع‬ ‫اآلخر وغريها‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪22‬‬


‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪https://www.facebook.com/Sela.Syr‬‬

‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪23‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫طفاة العالم الثالث‬ ‫‪Naoum Sh‬‬ ‫العامل " األول " يعيش جفافاً إنسانياً وروحياً‪ ،‬ألنه وضع العقل‬ ‫باملرتبة األوىل‪ ،‬بل الوحيدة ‪ ..‬والعقل وحده‪ ،‬دون رادع من‬ ‫دين أو أخالق أو قوانني وأعراف‪ ،‬أكرث األحيان يرشد إىل املصالح‬ ‫والشهوات ال إىل املبادىء والقيـَم ‪..‬‬ ‫بينام العامل الثالث ـ نحن ـ قد حاول الحفاظ عىل عقائده‬ ‫وأخالقه أمام هجمة رشسة من العامل األول‪ ،‬كان ذلك عندما‬ ‫فشلنا باللحاق بركب التطور الصناعي والتقني للعامل األول ‪..‬‬ ‫هذه الهجمة الرشسة مل يكن هدفها تخليص تلك الشعوب‬ ‫من دينها وأخالقها ليك تتفرغ للنهوض العلمي والتقني‪ ،‬أو‬ ‫رفع مستوى معيشة تلك الشعوب من النواحي اإلقتصادية‬ ‫واإلجتامعية‪ ،‬بل كان الهدف منها تحطيم تلك األخالق واملثل‬ ‫ليك ال يبقى عندنا شيئاً نحميه أو نعيش ألجله ‪ ..‬وخصوصا أننا‬ ‫نرى أن التطور الحاصل يف بالد العامل الثالث كان فقط يف عدد‬ ‫السجون وعدد السجانني‪ ،‬ويف وسائل القتل والتعذيب والتدمري ‪..‬‬ ‫وقد ساعدهم عىل ذلك مساعدة ال ميكن أن يحلموا مبثلها‪،‬‬ ‫وجود الطغاة يف كل دول العامل الثالث‪ ،‬وعىل األخص يف البالد‬ ‫العربية واإلسالمية ‪ ..‬وعىل األخص يف سوريا التي ال يشبه نظامها‬ ‫أي نظام آخر يف العامل القديم والحديث والقادم ‪..‬‬ ‫هؤالء الطغاة تكفـّلوا للعامل األول الذي يدعم كراسيهم بأسباب‬ ‫البقاء والقوة‪ ،‬تعهدوا لهم باإلبقاء عىل تخلف شعوبهم ‪..‬‬ ‫وجعلهم مشاريع ع ُـامل بأجور بخسة ـ عبيد ـ يف بالد أخرى ‪..‬‬ ‫‪ 14‬مليون مهاجر سوري‪ ،‬من أملع وأقدر العقول والكفاءات‪،‬‬ ‫هاجرت خالل حقبة املقبور ووريثه طاغية الشام ‪ ..‬وكانت‬ ‫وجهتها األكرب واألهم أوروبا وأمريكا وكندا وهـُم أه ُّم حلفاء‬ ‫إرسائيل ‪ ..‬أعداء النظام ـ حسب إعالمه ـ ‪!!!! ..‬‬

‫من أقوالهم‬ ‫”االعتبار بكامل النهاية ‪ ..‬ال بنقص‬ ‫البداية‪“.‬‬ ‫ابن تيمية‬

‫‪Naoum Sh‬‬

‫‪24‬‬


‫زاوية‪ :‬حلل ثم حل‬

‫ح ّل ّل ثمّ ّ‬ ‫حل‬

‫‪ -‬العمل الجماعي‬

‫بقلم فؤاد‬ ‫اآلراء يف هذه الزاوية تعرب عن مؤلفها فقط‬

‫فؤاد‬

‫‪25‬‬


‫زاوية‪ :‬حلل ثم حل‬

‫خالل زياريت ألحد املخيامت السورية والتحدث مع‬ ‫إخوتنا هناك حول سبل دعمهم وتأمني حاجاتهم‪،‬‬ ‫تصدر الكالم رجل يف األربعني من عمره بدأ باللوم‬ ‫والتجريح متهامً الجميع خارج املخيم بالتقصري‬ ‫وبالتخيل عن هموم السوريني يف املخيامت‪ ،‬لقد كان‬ ‫كالمه جارحاً حقاً ولكن ظرفه الصعب ال يجعلك‬ ‫تحزن منه بل عليه‪ ،‬وعىل ما آلت إليه أحوال كثري‬ ‫منا ال حول وال قوة إال بالله‪...‬و لكن املفاجأة كانت‬ ‫أن زمالءه باملخيم بدؤوا باالنزعاج من كالمه وحاولوا‬ ‫إسكاته بقولهم له‪ ( :‬يكفي أبو‪ ...‬فأنت أكرث واحد‬ ‫تعمل مشاكل وتخرب كل ترتيب نحاول تنفيذه هنا يف‬ ‫املخيم‪)...‬‬ ‫ما متر به بالدنا وشعبنا اآلن عملية تغيري كبرية‬ ‫وجذرية‪ ،‬دفعنا وما نزال نحن السوريون جميعاً ندفع‬ ‫مثنها الكبري‪ ،‬ولذا البد من الرتكيز أكرث عىل جوهر هذا‬ ‫التغيري وعىل سامته‪ ،‬لنصل اىل ما نسعى إليه جميعاً‬ ‫وهو ما ينقل بالدنا سورية اىل دولة يسودها العدل‬ ‫والحرية‪ ،‬دولة تصون كرامة مواطنيها‪ ،‬دولة متلك‬ ‫من أسباب القوة والنهضة ما ميكنها من تبوء مكانتها‬ ‫الالئقة بني أمم األرض‪ .‬لن يكفينا زوال النظام وبقاء‬ ‫الظلم‪ ،‬كام لن يقنعنا تغري الواجهات وتبديل االسامء‬ ‫وبقاء الفساد يفتك وينهش بحارضنا ومستقبلنا‪.‬‬ ‫إن مراجعة ثقافتنا الفكرية وتحييد السلبي منها يعد‬ ‫جزء هاماً من عملية التغيري‪ ،‬وال سيام األفكار التي‬ ‫تدعم الفرقة والفردية والتي ساهم النظام كثريا ً يف‬ ‫صنع معظمها وتكريسها طوال سنوات حكمه‪ ،‬شأنه‬ ‫شأن كل األنظمة الشمولية‪ ،‬حيث قام عىل‪:‬‬ ‫• تفريق كل أنواع الجامعات والتجمعات‪.‬‬ ‫• تحطيم املرجعيات بكل أشكالها (االجتامعية‬ ‫والعلمية والدينية واملهنية وحتى األرسية)‪.‬‬ ‫• إضعاف روح املشاركة واملبادرة‪.‬‬ ‫• زرع الشك بني املواطنني وصوالً للشك باألقارب‬ ‫واألهل أنفسهم أحياناً‪.‬‬

‫• زرع الفنت بني مكونات الشعب وزرع أسافني خفية‬ ‫يستخدمها عند حاجته‪.‬‬ ‫• تفكيك الكثري من آليات بناء املجتمع والفرد‬ ‫وصيانتهام‪ ,‬والتي هي من سامت املجتمعات السليمة‪.‬‬ ‫بعد كل تلك األفعال وغريها أصبح مجتمعناً ضعيفاً‬ ‫وغري قادر عىل التصدي للظلم والفساد والرشوة‪ ،‬وفقد‬ ‫القوة الكامنة يف الجامعة والتوحد‪ .‬لذا فإننا بحاجة‬ ‫ماسة إلعادة فكر العمل الجامعي لثقافتنا من جديد‪،‬‬ ‫حيث لن نستطيع تحقيق النرص الحايل وال املأمول من‬ ‫دونه ألنه يعد سمة أساسية من سامت التغيري املنشود‬ ‫نحتاجه اآلن ويف كل حني وخصوصاً بعد توحيد‬ ‫الهدف‪.‬‬ ‫ملاذا؟‬ ‫• ألن يد الله مع الجامعة‪.‬‬ ‫• ألنه يف االتحاد قوة‪.‬‬ ‫• ألن األهداف الكبرية ال تتحقق إال بالعمل الجامعي‬ ‫املشرتك الذي فيه قوة وبركة ال ميلكها أي عمل فردي‬ ‫مهام بلغ‪.‬‬ ‫• ألن االنجازات الهامة هي حصيلة عمل مشرتك‬ ‫وتراكمي‪.‬‬ ‫• ألن فيه تكامل وتطوير هائل لكل أفراده‪.‬‬ ‫الهدف‪:‬‬ ‫• إعادة فكر العمل الجامعي املؤسيس املشرتك من‬ ‫جديد بني السوريني‪.‬‬ ‫• تنمية مهارات العمل الجامعي وسامته وقيمه‬ ‫وآلياته وأساليبه‪.‬‬ ‫• التأكيد عىل ضعف اإلنجازات املتوقعة من غري عمل‬ ‫جامعي‪.‬‬ ‫• تحويل مشاريعنا الحالية املمكنة اىل مشاريع تحمل‬ ‫هذا الفكر‪.‬‬ ‫الخطوات العملية‪:‬‬ ‫• ابدأ بتنمية مهارة العمل الجامعي بشكل منظم‬ ‫تــتــمــة‬

‫‪26‬‬


‫زاوية‪ :‬حلل ثم حل‬

‫بقراءة كتاب أو بحضور محارضة و مبناقشة هذا الفكر‬ ‫مع من حولك‪.‬‬ ‫• توقف عن تسفيه أعامل اآلخرين والتنظري السطحي‬ ‫للغري‪.‬‬ ‫• انتقل للعمل بدل الكالم‪ ،‬لو كنت من املنظرين‬ ‫• اطرح هذا الفكر يف محيطك من جديد وتكلم عنه‪.‬‬ ‫• تخيل االنجازات التي ميكنك تحقيقها اذا انتقلت‬ ‫للعمل الجامعي‪.‬‬ ‫• تناقش مع زمالئك يف العمل حول إمكانية تعديل ما‬ ‫تقومون به اىل مرشوع أكرب بدمجه مع مشاريع أخرى‬ ‫مشابهة وحددوا القيمة املضافة لذلك‪.‬‬ ‫كيف يحدث التغيري عند االنتقال لهذا الفكر‪:‬‬ ‫• يدفعك لبناء هيكل وظيفي منطقي لعملك‪ ،‬فيه‬ ‫صاحب كل خربة وكفاءة يف مكانه األنسب‪.‬‬ ‫• تتعرف عىل حجمك الحقيقي وعىل حجم خربات كل‬ ‫من حولك بالعمل‪.‬‬ ‫• يساعدك عىل تحديد مكامن القوة والضعف يف‬ ‫نفسك وعملك‪.‬‬ ‫• عملية تطوير أفراد املرشوع أمر رضوري وليس‬ ‫خياري لضامن استمراره‪.‬‬ ‫• تتوقف عملية رؤية أي عمل لآلخر خاطئة وأنك‬ ‫الصواب املطلق‪.‬‬ ‫• يضطرك لرؤية مزايا اآلخر حيث ال ميلك أي أحد كل‬ ‫الخربات واملعارف بشكل كامل‪.‬‬ ‫• تدفع الجميع نحو التخصص يف مجاالتهم ومنه إىل‬ ‫االتقان‪.‬‬ ‫• يستمر مرشوعك املبني عىل العمل الجامعي‬ ‫بالعطاء عىل عكس املبني عىل فرد مهام عظمت‬ ‫مكانته‪.‬‬ ‫• يعطيك شعور أقوى باالنتامء للمرشوع‪.‬‬ ‫• تلمس الربكة والقوة عندما يعمل الجميع عىل قلب‬ ‫رجل واحد كل يف مجاله‪.‬‬ ‫• تزداد قدرة مرشوعك عىل التأثري باملحيط الذي هو‬

‫فيه‪.‬‬ ‫• تتعلم أكرث وأرسع لتعدد الخربات املتخصصة حولك‪.‬‬ ‫• يُكشف من وسد إليه أمر هو ليس بأهله‪.‬‬ ‫• يُكشف املتسلق والسطحي الذي يخىش عىل منصبه‬ ‫ومكانته‪.‬‬ ‫• تزول الكثري من األفكار الخاطئة عن اآلخر أياً كان‪،‬‬ ‫نتيجة االجتامع والنقاش املشرتك الواجب حدوثه‪.‬‬ ‫نقاط مهمة عند مامرسة العمل الجامعي‪:‬‬ ‫• ال يعني العمل الجامعي املشرتك أن يكون هناك‬ ‫إجامع عىل كل يشء‪.‬‬ ‫• العمل الجامعي مبني عىل عمل مشرتك للوصول إىل‬ ‫هدف محدد‪.‬‬ ‫• ال بد أن يكون هناك فوارق مع اآلخرين عليك تعلم‬ ‫التعامل معها‪.‬‬ ‫• كل شخص له مسؤوليات ومهام وعليه واجبات‪.‬‬ ‫• تقصريك يعني إضعاف للمجموع وتقصري غريك‬ ‫إضعاف لكم أيضاً‪.‬‬ ‫• التخصص هو املطلوب‪.‬‬ ‫• ال تخىش عىل الرزق فالرزق عىل الله‪.‬‬ ‫• تذكر نظرية الوفرة دامئاً‪ .‬والتي تعني وجود فرص‬ ‫للجميع دامئاً‪.‬‬ ‫• ركّز عىل عملك وعىل درجة تطورك واتقانك لهذا‬ ‫العمل ألنه سيكون الضامن األهم لك‪.‬‬

‫تــتــمــة‬

‫‪27‬‬


‫إضاءة‬

‫خطب العادلني‬ ‫((إذا كنا نريد أن يبقى العنرص العريب‬ ‫متفوقاً‪ ،‬علينا أن نرصف النظر عن فكرة‬ ‫توطني املهاجرين يف فلسطني وإال فإن اليهود إذا‬ ‫استوطنوا أرضاً متلكوا كافة قدراتها خالل وقت قصري‪،‬‬ ‫ولذا نكون قد حكمنا عىل إخواننا يف الدين باملوت املحتم‪.‬‬ ‫لن يستطيع رئيس الصهاينة هرتزل أن يقنعني بأفكاره ‪ ...‬إنني أدرك‬ ‫أطامعهم جيدا ً‪ ،‬لكن اليهود سطحيون يف ظنهم أنني سأقبل مبحاوالتهم‪.‬‬ ‫وكام أنني أقدر يف رعايانا من اليهود خدماتهم لدى الباب العايل فإين أعادي‬ ‫أمانيهم وأطامعهم يف فلسطني‪.‬‬ ‫ملاذا نرتك القدس ‪...‬إنها أرضنا يف كل وقت ويف كل زمان وستبقى كذلك‪ ،‬فهي من‬ ‫مدننا املقدسة‪ ،‬وتقع يف أرض إسالمية ‪ ،‬ال بد أن تظل القدس لنا‪)) .‬‬

‫السلطان عبد الحميد الثاين‬ ‫الدولة العثامنية _ عيل محمد الصاليب‬ ‫خطب العادلني‬

‫‪28‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫حديث صحيح‬ ‫واستدالل‬ ‫خاطئ‬ ‫حسان بن حسين بن محمد آل شعبان‬ ‫ّ‬ ‫الحمد لله والصالة والسالم على رسول الله‬ ‫وعلى آله وصحبه ومن وااله‪:‬‬ ‫ففي البخاري من حديث أبى سعيد الخدري‬ ‫رضي الله عنه قال خرج رسول الله ‪ -‬صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬في أضحى ‪ -‬أو فطر ‪ -‬إلى‬ ‫المصلّى‪ ،‬فم ّر على النساء فقال‪ « :‬يا معشر‬ ‫النساء تصدقن ‪ ،‬فإني أُرِيتُ ُك َّن أكثر أهل النار‬ ‫»‪ .‬فقلن‪ :‬و ِب َم يا رسول الله! قال‪ « :‬تكثرن‬ ‫اللّعن ‪ ،‬وتكفرن العشير‪ ،‬ما رأيت من ناقصات‬ ‫عقل ودين أذهب لِل ُِّب الرجل الحازم من‬ ‫إحداكن » قلن‪ :‬وما نقصان ديننا وعقلنا يا‬ ‫رسول الله؟ قال‪ « :‬أليس شهادة المرأة مثل‬ ‫نصف شهادة الرجل؟ » قلن‪ :‬بلى ‪ .‬قال‪« :‬‬ ‫فذلك من نقصان عقلها‪ ،‬أليس إذا حاضت لم‬ ‫تصل ولم تصم؟ » قلن‪ :‬بلى‪ .‬قال « فذلك من‬ ‫نقصان دينها »‪.‬‬ ‫هذا الحديث أخرجه مسلم والترمذي وابن‬ ‫ماجه وأحمد وابن خزيمة وابن حبان‬ ‫حسان بن حسين بن محمد آل شعبان‬ ‫ّ‬

‫‪29‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫والحاكم والبيهقي وغيرهم عن جمع من الصحابة‬ ‫رضي الله عنهم أجمعين‬ ‫وهذا الحديث يستدل به كثير من أهل السنة رحمهم‬ ‫الله على مسألة نقصان اإليمان‪ ،‬واالستدالل به على‬ ‫هذه المسألة قديم‪ ،‬فمسلم رحمه الله أخرجه في‬ ‫كتاب اإليمان‪ ،‬باب نقصان اإليمان بنقص الطاعات‬ ‫(‪ ،)1‬وأبو داود في كتاب السنة‪ ،‬باب الدليل على‬ ‫زيادة اإليمان ونقصانه‪ ،‬والترمذي في كتاب اإليمان‪،‬‬ ‫باب استكمال اإليمان وزيادته ونقصانه‪ ،‬وقد أق ّر‬ ‫كثير من المتأخرين رحمهم الله هذا االستدالل كشيخ‬ ‫اإلسالم وابن القيم رحمة الله على الجميع‪ ،‬في غير ما‬ ‫موضع من كتبهم‪ ،‬وذلك ـ من وجهة نظري ـ للشُ ِّح‬ ‫الواقع في أدلة الدا ّلة على نقصان اإليمان‪ ،‬م ّما جعل‬ ‫بعض السلف يثبت لفظ الزيادة دون لفظ النقص‪،‬‬ ‫كما روي عن اإلمام مالك رحمه الله وبعض السلف‬ ‫وقوفا عند النصوص‪ ،‬بخالف أدلة زيادة اإليمان فقد‬ ‫وردت به صريح نصوص الكتاب والسنة قال تعالى‪{:‬‬ ‫إِنَّ َما الْ ُم ْؤ ِم ُنو َن ال َِّذي َن إِذَا ُذكِ َر الل ُه َو ِجل َْت قُلُوبُ ُه ْم َوإِذَا‬ ‫تُلِ َي ْت َعلَ ْي ِه ْم آيَاتُ ُه زَا َدتْ ُه ْم إِي َمانًا َو َعلَى َربِّ ِه ْم يَتَ َوكَّلُو َن‬ ‫}‪.‬‬ ‫ولست بصدد الكالم عن هذه المسألة بعينها‪ ،‬فثبوت‬ ‫الزيادة يقتضي بالضرورة ثبوت النقص‪ ،‬وذلك أن ما‬ ‫جعل اإليمان يزداد وهو الطاعات قد تزول من العبد‪،‬‬ ‫فيرجع إلى الحالة التي كان عليها من قبل‪ ،‬وقد يرتكب‬ ‫الض ّد ـ أعني‪ :‬المعاصي ـ مما يلزم منه تراجع إيمانه‬ ‫إلى حد أدنى وهو النقصان‪ ،‬فهي مسألة عقلية‪ ،‬ولهذا‬ ‫سفيان بن عيينة لما سئل عن اإليمان يزيد وينقص؟‬ ‫قال‪ :‬أليس تقرؤون {فزادهم إيمانا} ‪{ ،‬وزدناهم هدى}‬ ‫قيل ‪ :‬فينقص؟قال‪ :‬ليس شيء يزيد إال وهو ينقص‪،‬‬

‫غير أن اإلمام البخاري رحمه الله لم يذكر حديثنا هذا‬ ‫في كتاب اإليمان وال استدل به على ذلك‪ ،‬وهو الفقيه‬ ‫الذي ظهر فقهه في تبويبه لكتابه الجامع الصحيح‪،‬‬ ‫مع أنه أخرج الحديث في مواضع كثيرة من كتابه‬ ‫الصحيح‪ ،‬وكثير ممن أخرج الحديث من األئمة كابن‬ ‫خزيمة وابن حبان والحاكم في المستدرك‪ ،‬والبيهقي‬ ‫في الكبرى والصغرى رحمهم الله لم يوردوه تحت‬ ‫هذا الباب ـ أقصد اإليمان ـ‪ ،‬بل إما في الحيض‪ ،‬أو‬ ‫الزكاة‪ ،‬أو شهادة المرأة‪ ،‬أو غيرها‪ ،‬ولست على ثلج‬ ‫من هذا االستدالل ـ أقصد بهذا الحديث على مسألة‬ ‫نقصان اإليمان ـ بل هو من وجهة نظري استدالل‬ ‫خاطئ‪ ،‬وبيان ذلك من وجوه‪:‬‬ ‫نص عليه رسول الله‬ ‫* األ ّول‪ :‬أن نقصان ال ِّدين الذي ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم في الحديث ليس من كسب‬ ‫المرأة نفسها وال من فعلها واختيارها‪ ،‬كما هو صريح‬ ‫الحديث (( قلن‪ :‬وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول‬ ‫الله؟ قال‪ « :‬أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة‬ ‫الرجل »‪ .‬قلن بلى‪ .‬قال « فذلك من نقصان عقلها‪،‬‬ ‫أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم »‪ .‬قلن‪ :‬بلى‪ .‬قال‬ ‫« فذلك من نقصان دينها » ))‪.‬‬ ‫فنقصان العقل الذي جعلها ال تضبط الشهادة ليس‬ ‫من كسبها‪ ،‬إنما هو خاضع إلرادة الله وحكمته الذي‬ ‫أوجد عليها بنية وتركيبة المرأة كأنثى عاطفية‪ ،‬وكذا‬ ‫نقصان دينها إنما لقيام المانع من أداء العبادة وهو‬ ‫الحيض‪ .‬وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي‬ ‫الله عنها قالت‪ :‬قال لي رسول الله ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ « -‬ناوليني الخمرة ( الثوب ) من المسجد »‪.‬‬ ‫تتمة‬

‫‪30‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫قالت‪ :‬فقلت‪ :‬إني حائض‪ .‬فقال‪ « :‬إن حيضتك ليست‬ ‫في يدك »‪.‬‬

‫الفطر وقصر الصالة في السفر‪ ،‬وسقوط السنن‬ ‫الرواتب وغيرها‪ ،‬يكتب لصاحبها األجر ما كان يفعله‬ ‫صحيحا مقيما كما هو ثابت ومتق ّرر‪ ،‬وال يلزم منه‬ ‫نقصان اإليمان كما تق ّدم‪ ،‬فكيف بما كان من العزائم‪،‬‬ ‫والتي منها ترك الصيام والصالة للحائض مع قضاء‬ ‫الصوم دون الصالة‪ .‬أفليس هذا م ّما يحبه الله تبارك‬ ‫وتعالى؟! وكيف يكون ما يحبه الله سببا لنقصان‬ ‫اإليمان؟!‬

‫* ثانيا‪ :‬بل لو صلّت أو صامت بطلت صالتها وصيامها‪،‬‬ ‫إذا كانت جاهلة‪ ،‬وإن كانت عالمة وصلّت أو صامت‬ ‫ـ متأث ّمة ـ لكانت عاصية لربّها‪ ،‬ولو استحلّت فعلها‬ ‫وصلّت أو صامت معارضة لحكم الله لكفرت بذلك‪،‬‬ ‫كما هو مق ّرر في بابه من كتب المعتقد‪.‬‬ ‫* ثالثا‪ :‬بل إن امتناعها عن أداء الصالة والصيام وقت‬ ‫رب امرأة وقت حيضها على حال من الصالح‬ ‫حيضها من تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى‪ ،‬فكيف *خامسا‪ّ :‬‬ ‫والذكر واإلخبات ما ال يكون معها في حال طهرها‪.‬‬ ‫يكون نقصان اإليمان بتحقيق العبادة لله تبارك‬ ‫وتعالى وااللتزام بشعائر الله وتحقيق مراده ؟!!!‪.‬‬ ‫فتب ّين مما ذكر أن االستدالل بهذا الحديث على نقصان‬ ‫اإليمان استدالل خاطئ ال يصح‪ ،‬وسبحان من وهب‬ ‫فإنه من المتق ّرر عند أهل السنة والجماعة من سلف نبيّه صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم فجعله يعبر‬ ‫هذه األمة ومتأخ ِّريها أن اإليمان يزيد بالطاعة وينقص بنقصان الدين ال بنقصان اإليمان!‬ ‫بالمعصية‪ ،‬فكيف ينقص إيمانها بطاعتها بامتثال أمر‬ ‫ربها بترك الصالة والصيام وقت حيضها‪.‬‬ ‫((تنبيه))‪:‬‬ ‫وأختم مقالي بالتنبيه على مقولة انتشرت في المواقع‬ ‫على شبكة المعلومات ألحد األفاضل الذي ال أشك في‬ ‫حسن قصده‪ ،‬طارت بها بعض النساء فرحا‪ ،‬وصاحبها‬ ‫أراد أن يمدح المرأة بهذا الحديث في حين أنه ذ ّمها‬ ‫من حيث ال يشعر‪ ،‬يقول فيها‪:‬‬

‫ولعل هذا السر الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫ّ‬ ‫يعبر بنقصان الدين ال نقصان اإليمان‪ ،‬فهو صلى الله‬ ‫عليه وسلم يحكي واقعا‪ ،‬فهي صفة كاشفة ال مفهوم‬ ‫لها‪ ،‬فال يلزم من نقصان الدين إذا كان من هذا الباب‬ ‫ـ أقصد ما ال كسب فيه للعبد ـ نقصان اإليمان‪ ،‬قوال‬ ‫واحدا‪ ،‬فلم يقل أحد من العقالء أن المسافر إذا أفطر‬ ‫« إذا كانت المرأة درست‪ ،‬تز ّوجت‪ ،‬ح ّبت‪ ،‬أخلصت‪،‬‬ ‫في سفره آخذا برخصة الله ينقص إيمانه لذلك‪.‬‬ ‫حملت‪ ،‬أنجبت‪ ،‬أرضعت‪ ،‬ربّت‪ ،‬عملت‪ ،‬تح ّملت قلق‬ ‫* رابعا‪ :‬وفي صحيح ابن حبان وغيره بإسناد صحيح وخوف‪ ،‬وكانت في اآل ِخ ِر بنصف عقل‪ ،‬فكيف لو كان‬ ‫من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول عقلها كامال؟»‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب أن تؤتى‬ ‫قلنا له‪:‬‬ ‫رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»‪..‬‬ ‫فإذا كان إتيان الرخص التي رخصها الله لعباده من‬

‫تتمة‬

‫‪31‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫من أين لك أن المرأة بنصف عقل‪ ،‬ومن قال‬ ‫بذلك‪ ،‬وهل يلزم من وصفها بالنقصان أن يصل إلى‬ ‫النصف؟!الجواب‪ :‬األكيد‪ ،‬ال‪ ،‬وليس المقصود من‬ ‫وصفها بنقصان العقل النقص الحسي كما يتو ّهم‬ ‫البعض‪ ،‬أو وجود خلل في التركيبة الدماغية للمرأة‪،‬‬ ‫إنما غاية ما يريده صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أن الله تبارك‬ ‫وتعالى أنشأ المرأة وغلّب فيها الجانب العاطفي‬ ‫لتكون هي مصدر حنان وسكن الرجل‪َ { :‬و ِم ْن آيَاتِ ِه‬ ‫أَ ْن َخل َ​َق لَكُم ِّم ْن أَنف ُِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا لِّتَ ْس ُك ُنوا إِلَ ْي َها َو َج َع َل‬ ‫بَ ْي َنكُم َّم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة إِ َّن ِفي َذلِ َك آليَ ٍ‬ ‫ات لِّ َق ْو ٍم يَتَ َف َّك ُرو َن‬ ‫}‪ ،‬و هذا العاطفة تؤثر عليها في جوانب أخرى‪ ،‬من‬ ‫الحفظ والضبط وتأثير العاطفة على الشهادة‪ ،‬لذلك‬ ‫شرع لها من األحكام ما يناسبها‪.‬‬

‫في كمال الصدق واإلخالص والحرص على نفع الناس‬ ‫من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! ـ إذا أراد أن‬ ‫يعظ ويذّكر ويرشد شخصا أو قوما ما‪ :‬تجابههم بما‬ ‫يكرهون من ذ ّم ووصف؟!‬ ‫(‪ )1‬ملحوظة‪:‬‬

‫قد يقول قائل‪ :‬إن تبويب صحيح مسلم لم يكن منه‪،‬‬ ‫بل من صنيع اإلمام النووي رحمه الله‪ ،‬أو المازري‬ ‫في المعلم‪ ،‬أو القاضي عياض في إكمال المعلم‪ ،‬قلنا‪:‬‬ ‫أيا كان؟ فإن كان من اإلمام مسلم فال إشكال‪ ،‬وإن‬ ‫كان من اإلمام النووي أو من قبله من األئمة كما يراه‬ ‫البعض‪ ،‬فهو ال يقل قد ًرا عمن سبقه من األئمة في‬ ‫اإلمامة في الدين‪ ،‬رحمة الله عليهم أجمعين‪ .‬والله‬ ‫بل إن المتأمل في هذا يرى أن النبي صلى الله عليه أعلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وسلم بعد أن خ ّوف المرأة من النار ومن أسبابها التي وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫تكثر عند النساء‪ ،‬رجع فذكرها بما جبلها الله عليه وسلم‬ ‫من ذكاء ودهاء‪ ،‬فقال‪ « :‬ما رأيت من ناقصات عقل‬ ‫ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن »‪ ،‬فهذا‬ ‫أقرب إلى المدح بما يشبه الذ ّم‪ ،‬فهز ثناء عليها من‬ ‫`‬ ‫طرف خفي‪ ،‬فهي مع ما جبلت عليه من نقص إال‬ ‫ال تكذب‬ ‫أنها من أشد األشياء تأثيرا على الرجل العاقل الحازم‬ ‫ذي العقل الراجح‪ ،‬والذي خالصته أن‪»:‬كمال المرأة‬ ‫“الحديث يف املسجد يأكل الحسنات‬ ‫في نقصها» الجبلي الذي فطرت عليه‪ ،‬فلنا أن نتصور‬ ‫كام تأكل البهائم الحشيش”‪.‬‬ ‫كيف ستكون الحياة لو كانت المرأة في الحزم والقوة‬ ‫( ال أصل له )‪ .‬السلسلة الضعيفة لأللباين‬ ‫والجفاء والشدة والذكاء كالرجل تماما‪ ،‬هل يبقى‬ ‫للحياة طعم؟!‬ ‫وليس األمر كما يص ّوره البعض من أنه صلى الله عليه‬ ‫وسلم عاب المرأة وذ ّمها في هذا الحديث ـ حاشاه‬ ‫صلى الله عليه وسلم ـ فهل يعقل أن أحدنا ـ وهو من‬

‫تتمة‬

‫‪32‬‬


‫لوحــــة بصرية‬

‫عــــمــــران‬

‫‪33‬‬


‫خواطر‬

‫خواطر‬

‫‪34‬‬


‫خواطر‬

‫يف بالدي ك ُّل املُدن خطوطها حمراء إال ‪ ..‬املسلم‬ ‫الس ّني العريب السوري عليه دامئا أن يثبت أنه‬ ‫ُ‬ ‫مع التعايش ومع ما يُسمى "بالوحدة الوطنية"‪,‬‬ ‫لذلك عليه أن يُقتل ويُرشد ويُأرس وت ُنتهك حرماته‬ ‫ومقدساته وأرضه وعرضه ‪ ..‬ثم يفرش ‪ُ -‬مبتسام‬ ‫ مائدة طُهرها من طُهره ليتقاسم عليها اللئام‬‫سورية بكل ما ماضيها وحارضها ومستقبلها‪.‬‬ ‫يف بالدي ك ُّل املدن خطوطها حمراء إال مدن‬ ‫يسكنها ُسني عريب فهي خرضاء ممهدة !!‪.‬‬ ‫يف بالدي ك ُّل االنتهاكات بحق اإلنسان خطوطها‬ ‫حمراء إال انتهاكات تطال ُس ّني عريب فهي محل‬ ‫نظر !!‪.‬‬ ‫يف بالدي عند توزيع املغانم واملناصب واالمتيازات‬ ‫فكلنا سوريون والشعب السوري واحد واحد واحد‪,‬‬ ‫وعند ال ّنزال والحرب والتضحية "فاذهب أنت‬ ‫وربك فقاتال إنا هاهنا قاعدون"‪.‬‬ ‫يف بالدي أنا السني العريب ومن تحت القصف‬ ‫وسكني القاتل تحز رقبتي أنا من يجب عليه تقديم‬ ‫الضامنات والتعهدات لكل أقليات سورية والوطن‬ ‫العريب‪ ,‬بل إىل كل أقليات العامل‪ ,‬فهم األكرثية وأنا‬ ‫األقلية الوحيدة التي تعطي وتقدم عىل موائد‬ ‫اللئام !!‪.‬‬ ‫يف بالدي أنا السني العريب جعلت العدو صديق‬

‫واألخ عدو‪ ,‬وف ّرطت يف ديني وكل مقدسايت يك‬ ‫يرىض غريي ‪ ..‬ولن يرىض‪ ,‬ولن يرىض‪ ,‬ولن يرىض !‪.‬‬ ‫أنا السني العريب سأُسجل كأغبى وأحمق وأسذج‬ ‫مخلوق عىل وجه األرض إن سمحت بإعادة التاريخ‬ ‫عىل جسدي بعد كل تلك التضحيات‪.‬‬ ‫عمر املرادي‬ ‫عمر المرادي‬

‫سؤال يلفت النظر‪:‬‬ ‫إن كان اإلسالم كام يدعي البعض ينتقص من حقوق‬ ‫املرأة ملاذا تقبل النساء يف أوربا عىل تعلم اإلسالم‬ ‫واعتناقه أكرث من الرجال؟ ال أملك إحصائية تؤيد كالمي‬ ‫إال تجربتي الشخصية يف أوكرانيا مدينة "دونتسك" التي‬ ‫يفوق فيها نسبة اعتناق اإلناث لإلسالم عن الرجال لنسبة‬ ‫قد تصل إىل الضعف! علامً أن اإلقبال عىل اإلسالم يف‬ ‫أوكرانيا عىل سبيل املثال ضخم جدا ً‪.‬‬ ‫برأيك ما الذي يجعل فتاة أوربية تعيش يف جو من‬ ‫الحرية املطلقة قادرة عىل لبس اي يشء تريده ومعارشة‬ ‫من تريد والعمل أينام تريد وأكل ورشب ما تريد أن‬ ‫تقرأ عن اإلسالم وتقرر اعتناقه؟ أرجو األجوبة أن تكون‬ ‫محرتمة وعلمية بعيدا ً عن أي تهجم أو تهكم من أي‬ ‫طرف‪.‬‬ ‫عبد الرحمن عقل‬

‫خواطر‬

‫‪35‬‬


‫خواطر‬

‫خواطر‬

‫‪36‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫قراءة في كتاب‪:‬‬ ‫"سيكولوجيــة‬ ‫الجماهــير"‬ ‫غازي كشميم‬

‫رغم إن الكتاب ألِف منذ أكرث من قرن إال أن‬ ‫الظروف واألجواء السياسية التي كتب بعدها هذا‬ ‫الكتاب تكاد تشبه ظروفنا وأجواءنا التي نعيش؛‬ ‫فقد كتب جوستاف لوبون املؤرخ الفرنيس وعامل‬ ‫االجتامع الشهري كتابه "سيكولوجية الجامهري" يف‬ ‫عام ‪ 1895‬أي بعد ما يقارب املائة عام عىل قيام‬ ‫الثورة الفرنسية وما أعقبها من انتكاسات‪ ،‬وما‬ ‫أيضا من اسرتداد لها وتصديرها أو تأثر الدول‬ ‫تالها ً‬ ‫األوروبية بها يف القرن التاسع عرش‪ ،‬وعىل ضوء‬ ‫ذلك كتب لوبون كتابه ذائع الصيت الذي قيل إن‬ ‫النازيني اتخذوه منه ًجا لهم يف ترويض جامهريهم‪.‬‬ ‫بداي ًة‪ ،‬إن ما وصفه لوبون قبل أكرث من قرن يف‬ ‫أوروبا بأنه عرص الجامهري‪ ،‬نكاد نشهد اآلن مرحلة‬ ‫تدشينه لدينا يف عاملنا العريب‪ ،‬والذي ييش بانتقال‬ ‫عوامل تحريك األحداث من سياسات الحكام‬ ‫التقليدية واملنافَسة فيام بينهم إىل محاوالت كسب‬

‫رضا الجامهري‪ ،‬واألخذ يف االعتبار ميولهم وأفكارهم‪،‬‬ ‫ومعرفة توجهاتهم ال توجيههم‪ .‬والكتاب يغوص‬ ‫يف أعامق نفسية الجامهري وتقلباتها‪ ،‬وكيفية‬ ‫حراكها وتفكريها‪ ،‬وسيساعدنا الكتاب يف فهم بعض‬ ‫الظواهر والتغريات الشعبية التي تظهر لنا خاصة‬ ‫عىل شعوب ما يسمى "دول الربيع العريب"‪.‬‬ ‫وإذا كان الكتاب قد تحدث يف أقسامه الثالثة‬ ‫الرئيسية عن‪ :‬الخصائص العامة للجامهري‪ ،‬وآراء‬ ‫الجامهري وعقائدها‪ ،‬ثم تصنيف الجامهري‪ ،‬فإننا‬ ‫نقدم محاولة لفهم بعض الظواهر التي صاحبت‬ ‫وما تزال حراك شعوب الربيع العريب عىل ضوء‬ ‫بعض املعطيات التي قدمها لوبون يف وصفه‬ ‫للخصائص النفسية والعقلية للجامهري‪.‬‬ ‫يصف لوبون الجامهري يف بعض صورها‬ ‫بالكرثة الالواعية والعنيفة والرببرية‬ ‫والتي يتم عىل يدها االنحالل‬ ‫النهايئ لعرص ما أو‬ ‫مجتمع ما بعد‬ ‫أن تفقد القوى‬ ‫األخالقية أو الهياكل‬ ‫الرسمية التي تحكم زمام‬ ‫املبادرة من يدها‪ ،‬لكنه مل‬ ‫يرش إىل أن هذه القوى األخالقية أو‬ ‫الهياكل الرسمية عند فسادها وطغيانها‬ ‫إذ إن احتكار أي فئة ألي مسؤولية ملدى‬‫طويل ناتج عنه فساد أو ترهل ال محالة‪ -‬تتسبب‬ ‫هي بذاتها يف انفالت األمور‪ ،‬وتفاقم حالة السخط‬ ‫التي ميكن أن تخرج عن السيطرة‪ ،‬ليأيت بعدها‬ ‫الجمهور يف رسم الفصل األخري من الفوىض أو‬ ‫غازي كشميم‬

‫‪37‬‬


‫نفرس انسياق بعض النخب الواعية واملستقلة‪-‬‬ ‫بعي ًدا عن النخب املأجورة أو املستعارة ألداء دور‬ ‫ما‪ -‬خلف آراء وعواطف الجمهور حتى وإن كانت‬ ‫مخالفة ألبسط قواعد التحاكم العقيل التي عرفت‬ ‫بها تلك النخب‪ ،‬ال سيام وإن كانت مخالَفة تلك‬ ‫ملخص كتاب‬ ‫الجامهري ستجلب لها نو ًعا من الهجوم واالنتقاد‪ ،‬أو‬ ‫عىل األقل ستبعدها عن أداء دور ما يف توجيه الرأي‬ ‫العنف بعد أن يضيع زمام األمور‪ ،‬كام أن هذا‬ ‫الفصل األخري ليس حتميًا أو إنهائه لحالة التحرض العام‪.‬‬ ‫التي وصل إليها املجتمع‪ ،‬وإن كان موجو ًدا بصورة وكام يتميز الجمهور يف هذه الحالة بالتفكري‬ ‫ما‪ ،‬غري أن تلك الجامهري قد تفرز قيادة واعية من الالواعي نتيجة طغيان العاطفة والحامسة عىل‬ ‫داخلها تقودها إىل مرحلة ما بعد الفوىض أو التخبط مشاعره وتفكريه فإنه يكون يف حالة تلقي وتلقني‬ ‫لألفكار ال إنتاجها‪ ،‬تجذبه االنطباعات واألفكار‬ ‫الذي تسببت فيه تلك الهياكل الرسمية‪ ،‬ولعل‬ ‫تجربة مانديال تحرض يف هذا الصدد‪ ،‬وكيف استطاع السهلة والسطحية‪ .‬لذلك تنترش يف أوساطه‬ ‫كثري من األفكار غري املنطقية والتي لو‬ ‫قيادة حركة الجامهري من غري أن تقيض عىل ما‬ ‫فكر فيها الفرد عىل حدة لرأى‬ ‫وصلت إليه جنوب إفريقيا من تقدم‪.‬‬ ‫هشاشتها وعدم مصداقيتها‪.‬‬ ‫ذوبان شخصية الفرد‪:‬‬ ‫يرى لوبون أن من أهم خصائص الجمهور النفسية ويشبه لوبون الجامهري‬ ‫انطامس شخصية الفرد وانخراطه يف سيل الجمهور‪ ،‬يف هذه الحالة‬ ‫باملن َّوم‬ ‫والذي سيرتتب عليه تخليه عن عقله الواعي‬ ‫املغناطييس الذي‬ ‫ومنطقيته حتى يتامهى معهم؛ إذ إن سيل التيار‬ ‫هادر وليس من السهولة مدافعته أو امليش عكسه‪ .‬يسلم نفسه ملنومه‬ ‫ويشري لوبون إىل أن هذه العقلية الالواعية قد تجر وبالتايل تتعطل عنده اإلدراكات‬ ‫العقلية الواعية‪ ،‬كام يتم استدعاء‬ ‫إىل ترصفات همجية ووحشية أو بدائية ال تراعي‬ ‫العقل الالواعي الجمعي والذي تتجىل‬ ‫ما وصلت إليه اإلنسانية من تقدم ورقي أخالقي‪،‬‬ ‫األمر الذي يعيد املجتمع البرشي إىل تاريخه األول يف فيه "األخالق النفسية" للعرق أو األمة كام‬ ‫أيضا لوبون يف كتابه اآلخر "السنن النفسية‬ ‫العداوة واالنتقام من نفسه بغري مرجع أخالقي أو يسميها ً‬ ‫لتطور األمم"‪ .‬لكن لوبون يؤكد عىل إمكانية توجيه‬ ‫قانوين‪.‬‬ ‫تلك العواطف واملشاعر نحو األفضل أو نحو األسوأ‬ ‫ويف هذا الصدد وعندما تغيب شخصية األفراد‬ ‫بحسب التحريض الذي تستقبله هذه الجامهري‪.‬‬ ‫ووعيهم يف موجة الجامهري العاطفية ميكن لنا أن‬ ‫تتمة‬

‫‪38‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫ولجوستاف لوبون نظرية يعتقد من خاللها‬ ‫أن ظاهرة التحريض تنتقل بالعدوى يف أوساط‬ ‫الجمهور‪ ،‬األمر الذي ميكن أن يفرس لنا شيئًا من‬ ‫انتقال الكراهية والرضا بالعنف أو القوة الذي انترش‬ ‫يف أوساط جمهور من الشعوب العربية ضد تيار‬ ‫معني‪ ،‬ذلك التحريض الذي كان له أداة دعائية كبرية‬ ‫استخدمت فيها شعارات االستقرار وتعطيل الحياة‪،‬‬ ‫ومحاربة اإلرهاب‪ ،‬وغريها من الشعارات التي يجد‬ ‫الجمهور نفسه مندف ًعا لها تلقائ ًيا ألنها تالمس‬ ‫رغبات لديه‪.‬‬ ‫رسعة االنفعال‬ ‫من أبرز الخصائص النفسية للجمهور التي يقررها‬ ‫وبون يف كتابه رسعة انفعالها ونزقها؛ "فال يشء‬ ‫مدروس لدى الجامهري‪ ،‬فهي تستطيع أن تعيش‬ ‫كل أنواع العواطف‪ ،‬وتنتقل من النقيض إىل النقيض‬ ‫برسعة الربق وذلك تحت تأثري املحرضات السائدة"‪،‬‬ ‫إننا بذلك ميكن أن نفهم تحوالت قطاع كبري من‬ ‫عامة الناس بعد ثورات الربيع العريب مع تيار أو‬ ‫آخر ثم ضده‪ ،‬بل ويف أحيان ضد الثورة ذاتها التي‬ ‫خرجوا من أجلها‪ .‬وذلك تحت عوائد التحريض‬ ‫اليومي واملمنهج‪ .‬بل إن لوبون والذي كتب كتابه‬ ‫قبل أكرث من قرن يصف مشاعر الجامهري الثائرة‬ ‫بالتحديد بتنوع وتقلب عواطفها‪ ،‬ومع اتحاد النزق‬

‫أيضا جانب العرق النفيس‬ ‫وتأجج العواطف يربز ً‬ ‫لكل جمهور؛ "وهو املكون الثقايف والنفيس لكل‬ ‫أمة والذي تتميز به عن غريها‪ ،‬وميكن أن تلعب‬ ‫املحرضات املحلية والطرق عىل مواضيع لها وقع‬ ‫ثقايف أو اجتامعي خاص عىل هذا الجمهور ميكن‬ ‫أن تلعب مثل هذه املحرضات الثقافية واالجتامعية‬ ‫دو ًرا بارزًا يف تهييج الجمهور وانفعاالته"‪.‬‬ ‫ويثبت لوبون أن رسعة تأثر الجامهري وسذاجتها يف‬ ‫التصديق ألي يشء‪ ،‬سمة بارزة من سامت العقلية‬ ‫الجامهريية‪ ،‬األمر الذي يقود إىل رسعة التوجيه‪.‬‬ ‫وهناك حالة نفسية لدى الجامهري خاصة الثورية‬ ‫أو التي يف حالة غليان اجتامعي وهي حالة الرتقب‬ ‫واالستعداد يف التلقي‪ ،‬وهو ما يساعد عىل‬ ‫قبول كثري من األفكار ومترير العديد‬ ‫الرسائل‪ ،‬ولعل هذا مايفرس حالة‬ ‫انتشار اإلشاعات واألكاذيب‬ ‫يف مثل هذه األوساط‬ ‫(ترقب وانتظار‪..‬‬ ‫يجد شائعات‬ ‫وتحريض تسد فراغ‬ ‫االنتظار والرتقب‪ ..‬انتقال‬ ‫العدوى) مع عدم امتالك‬ ‫الجامهري للحاسة النقدية التي‬ ‫ميكن أن تكون عند آحادهم‪ .‬بل ويذهب‬ ‫لوبون إىل أبعد من ذلك حني يقرر أن شهادات‬ ‫الجامهري هي أقرب إىل الوهم واألساطري منها إىل‬ ‫الحقيقة ذلك أنها بنيت عىل وهم أحدهم ثم عن‬ ‫طريق العدوى وانتقال الشائعات والتي تصبح‬ ‫بفعل العقلية التبسيطية للجامهري مبثابة الحقيقة‪.‬‬ ‫تتمة‬

‫‪39‬‬


‫العوامل الوراثية العتيقة‪ ،‬وحتى عند ثورانها‬ ‫وانتفاضاتها‪ ،‬فإنها رسعان ما متل من الفوىض‬ ‫واالنفالت الذين تخلفهام تلك املوجات االحتجاجية‬ ‫أو الثورات‪ ،‬ومتيل مرة أخرى بغريزتها إىل العبودية‬ ‫أو إىل من يقمعها بحجج كثرية كاالستقرار وحامية‬ ‫ملخص كتاب‬ ‫البلد وغريها‪ ،‬ويستشهد بنابليون والتي راحت‬ ‫تصفق له مجموعات شعبية كبرية عندما راح‬ ‫أيضا التعصب واالستبداد‬ ‫من صفات الجامهري ً‬ ‫يلغي الحريات ويحكم بيد من حديد رغم أنه جاء‬ ‫والنزعة للمحافظة؛ لذلك فإن الجامهري عادة ما‬ ‫بعد ثورة قدمت الكثري من التضحيات‪ .‬ويلفت‬ ‫تكون أشد تعص ًبا لألفكار والعقائد وأشد تطرفًا‬ ‫ضدها كذلك‪ ،‬فإذا ما أضيف لذلك التعصب شعور لوبون إىل نقطة مهمة يف ثورات الجامهري؛ فرغم‬ ‫أنها عندما تثور تبغي من وراء ذلك تغيري واقعها‬ ‫الجمهور بقوته فإن استبداده برأيه يكون بحجم‬ ‫مبؤسساته وهياكله إال أنها تكتفي من ذلك بتغيري‬ ‫تعصبه؛ ومن الصعوبة أن يقبل االعرتاض عليه أو‬ ‫مناقشته‪ ،‬ولعلنا نلحظ ذلك خاصة يف االجتامعات األسامء وظواهر املؤسسات الرسمية بينام‬ ‫العامة للجامهري‪ .‬ومن عاطفة هذا االستبداد يظهر تبقى تلك املؤسسات بعمقها ومضمونها‬ ‫لتعرب عن سبب قيام تلك املؤسسات‬ ‫احرتامها للقوة وعدم ميلها للطيبة التي تعتربها‬ ‫ومنوها واستفحال وجودها‬ ‫شكالً من أشكال الضعف‪ ،‬لذلك هم مييلون إىل‬ ‫والتي يف أصلها تعرب عن‬ ‫نحو املستبدين الذين يسيطرون بقوة وبأس‪،‬‬ ‫احتياجات وراثية‬ ‫ويظهر يف هيئته الخيالء الجذابة والقوة املهابة‬ ‫لذلك الشعب أو‬ ‫التي رغم أنها مخيفة إال أنه يستعذبها يف ذات‬ ‫الوقت‪ .‬ويؤكد لوبون أنه حتى يف حالة هجومها عىل الجمهور‪ ،‬هل ميكن‬ ‫أن يقاس كالم لوبون هذا‬ ‫ديكتاتور مخلوع فألنه فقد قوته ودخل يف خانة‬ ‫الضعفاء غري املهابني‪ .‬ويضع لوبون تفس ًريا لظاهرة عىل ميل بعض الشعوب وثقتها‬ ‫تقلب الجامهري من العبودية إىل الفوىض والثوران يف مؤسسات أمنية أو عسكرية‬ ‫رغم ما لدى تلك املؤسسات من جرائم‬ ‫عىل السلطة بتقلبات السلطة ذاتها وتقلباتها بني‬ ‫سلطة قوية ديكتاتورية وسلطة ضعيفة بشكل من وفظائع ارتكبت بحقه؟!‬ ‫من تلك الصفات التي يسبغها لوبون عىل الجامهري‪:‬‬ ‫األشكال‪.‬‬ ‫وألن الجامهري محكومة بالالوعي فإن من الصفات األخالقية‪ ،‬وهي تجمع بني متناقضني ولكن يف‬ ‫حاالت مختلفة؛ فيمكن للجامهري أن متارس أقىس‬ ‫النفسية املرتبطة بذلك والتي أشار إليها لوبون‬ ‫أنواع الوحشية والقتل والحرق مستعيدة بذلك‬ ‫يف صفات الجامهري‪ :‬املحافظة‪ ،‬والتي تتحكم فيها‬ ‫تتمة‬

‫‪40‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫فإنه يلزم وقتًا ال يقل عنه طوالً ليك تخرج منها‪.‬‬ ‫ورغم تأكيده لعاطفية الجامهري وقلة أو ضعف‬ ‫استخدامها للمنطق العقالين وصعوبة إقناعها‬ ‫باملحاجات العقلية إال أن هناك وسيلتني عقليتني‬ ‫متدنيتني ميكن بهام مخاطبة الجامهري؛ الرتابط عن‬ ‫طريق الظواهر الشكلية‪ ،‬وتعميم الحاالت الفردية‬ ‫والخاصة‪ .‬وهذا مايستخدمه خطباء الجامهري‪.‬‬ ‫وضعف املحاكمة العقلية لدى الجامهري يجعلها‬ ‫تتأثر بالصور والخياالت؛ لذلك تنترش بني الجامهري‬ ‫األساطري والقصص الالعقلية واملحملة بالعواطف‬ ‫والخيال‪ ،‬األمر الذي يجعلها ال متيز بني الواقعي‬ ‫والالواقعي‪ .‬لكنها يف نفس الوقت تساهم يف‬ ‫تجييش الجامهري ومخيلتها لتحريكها نحو‬ ‫أفكار كربى وعميقة‪ ،‬ولوال تلك الحامسة‬ ‫وراء األفكار الكربى ملا نهضت أمم‬ ‫وقامت حضارات‪ .‬وأخ ًريا يقرر‬ ‫لوبون أن "معرفة فن‬ ‫التأثري عىل مخيلة‬ ‫الجامهري تعني‬ ‫معرفة فن حكمها"؛‬ ‫فليست الوقائع بحد ذاتها‬ ‫هي التي تؤثر عىل مخيلة‬ ‫الجامهري وإمنا الطريقة التي تعرض‬ ‫بها هذه الوقائع‪.‬‬

‫الغرائز الوحشية البدائية النامئة يف أعامق كل منا‬ ‫–كام يرى لوبون‪ -‬والتي هذبتها وصقلتها الحضارة‬ ‫أيضا متتلك‬ ‫والتقدم اإلنساين‪ ،‬غري أن هذه الجامهري ً‬ ‫حسا ورو ًحا أخالقية عالية يف البذل والتضحية من‬ ‫ً‬ ‫أجل قضايا كربى كام يف الثورات والحروب الوطنية‬ ‫وإنجاز األعامل الحضارية والتقدمية‪ ،‬بل إنه لوال‬ ‫هذه التضحيات الجامهريية التي تصل إىل حد ال‬ ‫يصل إليه الفالسفة والحكامء إال ناد ًرا كام يقول‬ ‫لوبون لوالها النعدمت الحضارات عىل كوكبنا وملا‬ ‫كان للبرشية تاريخ‪ ،‬ويالحظ بعض علامء االجتامع‬ ‫أن أقىس البرش أو من يتصفون بصفات ذميمة‬ ‫سيكونون أنقى وأرقى وأكرث أخالقية حني ينخرطون‬ ‫يف أعامل جامهريية راقية‪.‬‬ ‫أفكار الجامهري‬ ‫ليست مجرد الربهنة عىل صحة فكرة ما يعني أنها‬ ‫سوف تفعل مفعولها لدى الناس أو حتى املثقفني‬ ‫وذلك بسبب الوقوع تحت تأثري األفكار السابقة‬ ‫التي تحولت إىل عواطف وترسخت‪ ،‬وهذه األفكار‬ ‫هي التي تؤثر علينا وتحرك بواعثنا‪ .‬وعندما تنغرس‬ ‫فكرة ما بواسطة مجريات متعددة يف روح الجامهري املصدر‪:‬‬ ‫فإنها تكتسب قوة ال تقاوم وينتج عنها سلسلة من ‪http://www.nama-center.com/‬‬ ‫االنعكاسات والنتائج‪ .‬ويؤكد لوبون أنه إن كان يلزم ‪ActivitieDatials.aspx?ID=302‬‬ ‫وقتًا طويالً ليك ترتسخ األفكار يف نفوس الجامهري‬ ‫تتمة‬

‫‪41‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫الطبيعة البشرية‬ ‫واإلسعافات‬ ‫النفسية‬ ‫مشاركة من مؤسسة ألنك إنسان للدعم النفيس‬ ‫واالجتامعي والروحي‬ ‫الطبيعة البرشية‬ ‫يتشابه البرش يف حاجاتهم‪ ،‬ويف ضعفهم‪ ،‬وفيام‬ ‫ميرون به من مخاوف ومشاعر تذكرهم بقوتهم‬ ‫املحدودة عىل األرض‪ ،‬وتذكرهم كل حني‬ ‫ببرشيتهم ونقصهم‪.‬‬ ‫ومن حكمة الله أن يربينا برشية خري الخلق‪،‬‬ ‫حينام تنزل عليه الوحي أول مرة ومل يكن يتوقعه‬ ‫أو ينتظره‪ .‬أتاه جربيل عليه السالم‪ ،‬وقال له دون‬ ‫مقدمات‪ :‬اقرأ! ليخربه ما أنا بقارئ‪ .‬فيحتضنه‬ ‫بقوة وشدة ليعي أن ما يحدث حقيقة ليس حلامً!‬ ‫وليعي أنه أمر ثقيل اختاره الله له‪.‬‬ ‫ومن الحكمة أن ندرك أن الله حينام يرشفنا‬ ‫بتكليف فال بد أن تصحبه شدة وعناء‪ ،‬وهكذا‬ ‫حال من اختارهم الله ألمر عظيم‪ ،‬يع ّدهم له‬ ‫بالبالء والشدة والتمحيص‪ .‬وتكرر األمر معه صىل‬ ‫الله عليه وسلم ومل يخربه الرجل ماذا يريد‪ ،‬حتى‬

‫بلغ منه ال َجهد وخيش عىل نفسه‪ ،‬وداخله الخوف‬ ‫والفزع‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬اللجوء للمكان اآلمن‬ ‫حينام يداهمنا الخوف ونخىش عىل أنفسنا‪ ،‬نهرب‬ ‫تلقائياً ملكان آمن يحتوينا ويحمي مخاوفنا‪ ،‬وهكذا‬ ‫فعل صىل الله عليه وسلم حينام رجف فؤاده‪ ،‬فجرى‬ ‫قاطعاً اعتكافه يبحث عن األمان يف بيته‪ .‬ومن حكمة‬ ‫الله أن يرينا برشية الرسول صىل الله عليه وسلم‬ ‫حتى يف أحاسيسه‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التهدئة‬ ‫مع الخوف يرتبط الفؤاد‪ ،‬ويرجف الجسد‪ ،‬ويحتاج‬ ‫املرء من يهدئه دون أن يسأله أو يثقل عليه‪ ،‬وقد‬ ‫أىت صىل الله عليه وسلم إىل السيدة خديجة خائفاً‬ ‫يقول‪ :‬زملوين‪ ،‬زملوين‪.‬‬ ‫لبت حاجته واحتوته‪ ،‬وأعطته الدفء واألمان‪ .‬وكذلك‬ ‫يحتاج الخائف من يعينه عىل التهدئة ويخفف من‬ ‫اإلسعاف األويل‬

‫‪42‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫روعه‪ ،‬قد يكون بكأس ماء يعطيه له‪ ،‬وقد يكون‬ ‫بدثار يدفئه ويخفف من رجفة قلبه‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬التفريغ‬ ‫بعد أن يستقر الخائف ويهدأ القلب املرتجف‪،‬‬ ‫يحتاج الخائف من يستمع له ويعيش معه‬ ‫الحدث ويتفهم مشاعره‪ .‬وقد سمعت السيدة‬ ‫خديجة الرسول صىل الله عليه وسلم حينام‬ ‫أخربها مبا حدث معه‪ ،‬سمعته دون أن تقاطعه‬ ‫ودون أن تكذبه ودون أن تشك لحظة بعدالته‪،‬‬ ‫يت‬ ‫رس لها صىل الله عليه وسلم‪" :‬لَ َق ْد َخ ِش ُ‬ ‫حتى أ ّ‬ ‫َع َل نَف ِْس"‪.‬‬ ‫وهكذا أدب االستامع حينام يالمس املشاعر‬ ‫القوية‪ ،‬فال يقاطع وال يعلق أثناء الحديث‪ ،‬بل‬ ‫يكون التفهم والتعاطف واملشاركة املعنوية‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يحتاجه الخائف‪.‬‬ ‫فون أن يلجؤوا ملن يستمع لصوت قلوبهم‪،‬‬ ‫ويتفهم ما مروا به من حقائق وأحداث‪،‬‬ ‫ويساعدهم للتعبري عن مشاعرهم‪.‬‬ ‫رابعاً‪ ،‬التلخيص‪:‬‬ ‫حينام تهتز القلوب‪ ،‬ونعاين من مواقف قوية‪،‬‬ ‫يفتقد العقل قدرته عىل الرؤية الكاملة‪ ،‬فال يرى‬ ‫إال الجانب املرعب من الحدث‪ .‬يحتاج شخصاً‬ ‫متيقناً قوياً‪ ،‬يساعده عىل الرؤية املتكاملة‪،‬‬ ‫وتلخيص األمور‪.‬‬ ‫وهذا ما فعلته السيدة خديجة ريض الله عنها‪،‬‬ ‫حينام أخربته صىل الله عليه وسلم بيقني عجيب‪:‬‬

‫"كَالَّ َواللَّ ِه َما يُ ْخز َ‬ ‫ِيك اللَّ ُه أَبَ ًدا‪ ،‬إِنَّ َك لَتَ ِص ُل ال َّر ِح َم‪،‬‬ ‫الضيْ َف‪،‬‬ ‫َوتَ ْح ِم ُل الْك َّ​َل‪َ ،‬وتَك ِْس ُب الْ َم ْع ُدو َم‪َ ،‬وتَ ْقرِي َّ‬ ‫َوت ُ ِع ُني َع َل نَ َوائِ ِب الْ َح ِّق"‪ .‬استنبطت من خربتها يف‬ ‫الحياة‪ ،‬ومن إميانها‪ ،‬ومن معرفتها للرسول صىل الله‬ ‫سدى‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬أن املعامالت الصادقة ال تضيع ً‬ ‫أبدا ً يف الدنيا‪ ،‬وذكرته بها لتعينه عىل التامسك ورؤية‬ ‫ما أكرمه الله به من خلق‪ ،‬لن يضيعه معه‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬التثبيت‪:‬‬ ‫حينام نتعرض لهزات قوية‪ ،‬فإننا لسنا مبعزل عن‬ ‫الزلزلة‪ ،‬وحتى األنبياء يصابون بها أيضاً‪ ،‬ما داموا‬ ‫برشا ً‪ ،‬فيسخر الله لهم من يثبتهم‪ ،‬من اآليات‬ ‫واألفراد‪ .‬وكذلك نحن بحاجة ملن هو أعلم منا وأكرث‬ ‫علم ودراية باألمور ليثبتنا حينام تهتز قلوبنا‪.‬‬ ‫وهذا ما فعلته السيدة خديجة ريض الله عنها حينام‬ ‫أخذت الرسول صىل الله عليه وسلم عند ورقة بن‬ ‫نوفل وكان قد تنرص يف الجاهلية‪ ،‬وأدركت أن هذا ما‬ ‫يحتاجه صىل الله عليه وسلم‪ :‬فَقَال َْت لَ ُه َخ ِدي َج ُة‪ :‬يَا‬ ‫تتمة‬

‫‪43‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫بْ َن َع ِّم‪ْ ،‬اس َم ْع ِم ْن ابْنِ أَ ِخ َيك‪ .‬فَق َ​َال لَ ُه َو َرقَ ُة (وكان‬ ‫يعرف أخالق النبي وعرف صفاته)‪ :‬يَا بْ َن أَ ِخي‪،‬‬ ‫َماذَا تَ َرى؟ فَأَ ْخ َ َب ُه َر ُسولُ للَّ ِه َخ َ َب َما َرأَى‪ ،‬فَق َ​َال لَ ُه‬ ‫وس‪.‬‬ ‫وس ال َِّذي نَ َّز َل اللَّ ُه َع َل ُم َ‬ ‫َو َرقَ ُة‪َ :‬هذَا ال َّنا ُم ُ‬ ‫ومل يرتكه ورقة بل قالله خربا آخر مل يكن أقل‬ ‫خط ًرا من الخرب السابق‪ ،‬فقال‪ :‬يَا لَيْتَ ِني ِفي َها َج َذ ًعا‬ ‫(شابًّا)‪ ،‬لَ ْيتَ ِني أَكُو ُن َح ًّيا إِ ْذ يُ ْخ ِر ُج َك قَ ْو ُم َك‪ .‬فَق َ​َال‬ ‫َر ُس ُ‬ ‫ول اللَّ ِه‪" :‬أومخرجي ُه ْم؟"‬ ‫مل يخدعه ورقة بن نوفل‪ ،‬بل أخربه الحقيقة‪،‬‬ ‫وبنفس الوقت تعاطف معه وأخربه أنه عىل حق‪.‬‬ ‫فق َ​َال له ورقة بيقني وثبات‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬لَ ْم يَأْ ِت َر ُج ٌل‬ ‫قَ ُّط بِ ِثْلِ َم ِجئْ َت ِب ِه إِالَّ ُعو ِد َي‪ .‬ثم يقول ورقة‪َ :‬وإِ ْن‬ ‫صا ُم َؤ َّز ًرا‪.‬‬ ‫ص َك نَ ْ ً‬ ‫يُ ْد ِركْ ِني يَ ْو ُم َك أَنْ ُ ْ‬ ‫وهكذا نحتاج لتثبيت وقت االزمات‪ ،‬نحتاج من‬ ‫يخربنا الحقيقة دون مواربة‪ ،‬ونحتاج أن نخرب من‬ ‫نثبتهم بالحقيقة أيضاً فالخداع أشد رضرا ً وخطرا ً‬ ‫عىل النفس من الصدق‪ .‬لكن باملقابل نحتاج‬ ‫تعاطفاً ونرصة ودعامً‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬التكييف‪:‬‬ ‫ال يكفي التثبيت وحده‪ ،‬بل يحتاج من مر‬ ‫مبواقف قوية‪ ،‬من يعينه عىل العودة ملامرسة‬ ‫حياته‪ ،‬وعىل تفعيل طاقاته‪ .‬فمن ال تكرسه املحن‬ ‫تقويه‪ .‬وكذلك الواقع‪ ،‬نحتاج أن نتقوى ونتعلم‬ ‫من كل ما مير بنا‪ ،‬لنستفيد منه ايجابياً يف حياتنا‪،‬‬ ‫ويوقظ التحدي للعمل بجد وتشمري أكرب من‬ ‫السابق لتعويض ما مىض‪.‬‬

‫ومعه صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أىت األمر بذلك من‬ ‫الله تعاىل‪ :‬يَا أَيُّ َها امل ُ َّدث ِّ ُر * قُ ْم فَأَنْ ِذ ْر * َو َربَّ َك فَ َكبِّ ْ *‬ ‫َوثِ َيابَ َك فَطَ ِّه ْر * َوال ُّر ْج َز فَا ْه ُج ْر} أتاه هذا األمر بعد‬ ‫انقطاع أليام عن الوحي‪ ،‬وقد ترقب قلبه صىل الله‬ ‫عليه وسلم للرسالة‪ ،‬فصار يرتقبها وينتظر جربيل‬ ‫والوحي‪،‬‬ ‫وذلك لحكمة وتربية من الله أيضاً‪ ،‬فالرسالة ال تأيت‬ ‫إال ملن يسعى إليها وال تسعى هي لألفراد‪ ،‬وكذلك‬ ‫أمور حياتنا بأرسها حينام تأيت بالرخاء ال نتمسك بها‪،‬‬ ‫كام لو خشينا فقدها ومتسكنا باسرتدادها‪.‬‬ ‫نحتاج أن نكون ايجابيني مهام كان املصاب‪ ،‬ومهام‬ ‫كانت الهزات التي تعرتضنا‪ ،‬نحتاج أن نشمر فنقوم‬ ‫لتستمر الحياة‪ ،‬ويستمر اعامر األرض‪ ،‬ولنستعيد‬ ‫العافية التي تعيننا عىل املسري‪ ..‬وكام جراح الجسد‬ ‫تلتئم مع املسري والحركة‪ ،‬كذلك جراح النفس‬ ‫وهزاتها ال تلتئم دون عمل ومسري‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪44‬‬


‫صورة الغالف‬

‫الحدود الرتكية‬

‫املصور ‪ :‬أحمد هنداوي‬ ‫‪45‬‬


‫طفل و ثورة‬

‫تيمة يف مخيم عىل الحدود الرتكية‬

‫املصور ‪ :‬رمزي رشيّف‬ ‫‪46‬‬


‫‪ABD DOUMANY‬‬

‫الشهادة او النرص‬ ‫دوما‬

‫املصور ‪:‬‬

‫‪ABD DOUMANY‬‬ ‫‪47‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫يــــلدا‬ ‫‪8\4\2014‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪48‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫دمـشـق‬ ‫‪28/3/2014‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪49‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫دمـشـق ‪ -‬الـقــابـون‬ ‫‪5/4/2014‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪50‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.