مجلة بصيرة - العدد السادس عشر

Page 1


‫قامئة املواضيع‬

‫هدف واحد و قيم مختلفة ‪...........................................................................................................................‬‬ ‫طالب العلم ‪ ..‬وال ُح ّب ‪..................................................................................................................................‬‬ ‫ُ‬ ‫الطاغية الذئب ‪.............................................................................................................................................‬‬ ‫النظام دجال ونحنا حبابني ‪............................................................................................................................‬‬ ‫تذكري ‪...........................................................................................................................................................‬‬ ‫س و ج ‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫لقاءمع ‪ :‬مؤسس “عدسة شاب دمشقي” ‪.......................................................................................................‬‬ ‫تصميم من مجموعة صلة ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫األوطان ال متــــــوت ‪....................................................................................................................................‬‬ ‫التجمعات والتكتالت ‪....................................................................................................................................‬‬ ‫خطب العادلني ‪.............................................................................................................................................‬‬ ‫املرأة والرجـــل أمام واجبـات واحدة فــي مرحــــــلة النهضة ‪.......................................................................‬‬ ‫لوحة عمران ‪.................................................................................................................................................‬‬ ‫خواطر ‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫قراءة يف كتاب‪" :‬نواقض اإلسالم" ‪....................................................................................................................‬‬ ‫خطة التأهب يف حاالت الطوارئ ‪...................................................................................................................‬‬ ‫طفل وثورة ‪ :‬أحمد هنداوي ‪..........................................................................................................................‬‬ ‫طفل وثورة‪ :‬رمزي رشيف ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي ‪....................................................................................................................................‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي ‪....................................................................................................................................‬‬

‫العدد الخامس عرش نيسان ‪2014‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪.41‬‬ ‫‪42‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫بقلم ‪ :‬كرامة إسالمية‬ ‫تشهد املجتمعات اإلنسانية‬ ‫حراكاً يف البنية اإلجتامعية أثناء‬ ‫ثوراتها‪ ،‬وبعد الحروب‪ ،‬والتي تعترب‬ ‫العامل األسايس يف اصطفاف األفراد جنباً‬ ‫إىل جنب أو ضد بعضهم البعض‪ ،‬فتبدأ بتشكل‬ ‫كتل وتجمعات تتاميز شيئاً فشيئاً إىل أن يصبح‬ ‫جل إما لالستبداد‬ ‫مبقدورنا تصنيف كل فرد ضمن هذه الكتلة أو تلك تكن لترصح بهذا التاميز بشكل ّ‬ ‫حسب توجهه الفكري أو انتامئه اإلثني أو هويته الواقع عىل العقول وسلب حريات التعبري عن‬ ‫الدينية‪.‬‬

‫الذات‪ ،‬أو لطبيعة الفكر الساذج السائد يف تلك‬

‫الص ُعد‪ ،‬مجتمع يف ثورته يهدم إيديولوجيا قامت‬ ‫ُ‬

‫الشعب السوري واحد بأرشاره وأخياره‪.‬‬

‫التكتالت والتحزبات ظاهرة صحية يف مجتمع يُعاد املجتمعات التي تظن بحتمية واحدية االنتامء‬ ‫تشكيله من جديد‪ ،‬يف مجتمع يعيش ثورة عىل كافة والهوية‪ ،‬كاملجتمع السوري الذي ظن طويالً أن‬ ‫عىل االستبداد والفساد وفقدان األخالق‪ ،‬ليشيد‬

‫مكانها أرصحة فكرية قامئة عىل قيم العدل والعزة‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫غالباً يف ال ُحكُم الديكتاتورية والنظم الشمولية مل‬

‫االختالف والتاميز والتعدد سنة الله يف الوجود‪،‬‬ ‫وقد يلتقي أفراد مختلفون يف توجهاتهم يف أهداف‬ ‫اإلفتتاحية‬

‫‪3‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫واحدة‪ ،‬كام حدث عند انطالقة الثورة السورية حني محددة‪ ،‬أبرزها‪ :‬املدرسة املثالية‪ ،‬املدرسة الواقعية‪،‬‬ ‫التقى الثوار عىل هدف واحد وهو إسقاط النظام‪،‬‬

‫واملدرسة الفوضوية العبثية‪ ،‬وهذا ما حدث عىل‬

‫لكن ما حدث‪ ،‬وملا تشعبت األزمة وطال أمد الثورة‪ ،‬الساحة السورية وهي ليست حاالت استثنائية‪ ،‬وال‬ ‫متايز األفراد وتصادموا لتاميز القيم أصالً واختالفها‬

‫أتت من عدم‪ ،‬فاألوىل رفعت شعار "الحرب حالة‬

‫لدى األفراد‪ ،‬وعليه تجمعت الكتل املتفقة بالقيم‬

‫طارئة والسالم هو األصل"‪ ،‬والثانية تتبنى شعار‬

‫وشكلت رؤية ورسالة مختلفة عن الكتل األخرى‪،‬‬

‫"السالم هو الطارئ والحرب هي السائدة"‪ ،‬أما‬

‫كون االشرتاك بالقيم هي الرابط األوثق واألكرث‬

‫املدرسة الثالثة فأصحابها ال إىل هؤالء وال هؤالء‪،‬‬

‫دميومة‪.‬‬

‫تعيش خارج الزمكان والتاريخ!‬

‫تخلل هذه التاميزات تناحرات وجبهات معارك ضد هذا بالضبط ما وراء االختالف والرصاع‪ ،‬لعلنا لو‬ ‫من يخالفها يف الفكر والقيم‪ ،‬وهذا مفهوم‪ ،‬إال أن ما أدركنا ذلك منذ البدء ملا تشنج البعض وحارب‬ ‫هو غري منطقي محاولة البعض من كل فئة –عبثاً‪ -‬بعضنا البعض اآلخر‪ ،‬ولعلمنا أن مع االختالف‬ ‫جلب اآلخر إىل جبهته مدعياً أنه الوحيد عىل صواب وحدة‪ ،‬وحدة هدف تستدعي من الكل التكاتف‬ ‫والباقي عىل خطأ‪ .‬حقيقة‪ ،‬نحن مل نصل بعد إىل‬

‫والتعاون عىل تحقيقه‪ ،‬ولنختلف بعد ذلك يف القيم‬

‫مستوى فكري يقبل هذه التباينات واالختالفات من وليقوم كل منا برسالته يف نرش قيمه عىل األرض إىل‬ ‫كل الرشائح‪ ،‬بحيث تصب اهتاممها يف األساس عىل أن تقوم الساعة‪.‬‬ ‫األهداف التي تجمعنا‪.‬‬ ‫ببساطة أكرث‪ ،‬فإن كل البرش يتشاركون يف خلفيات‬ ‫فكرية متشابهة‪ ،‬ومنها االنتامء إىل مدارس فكرية‬

‫اإلفتتاحية‬

‫‪4‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫طالب‬ ‫ُ‬ ‫العلم ‪..‬‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫والح ّ‬ ‫مشاري بن سعد الشرثي‬ ‫مثل‬ ‫ال يش َء يحفز عىل طلب العلم ُ‬ ‫ترويض النفس عىل ُح ِّبه والرغبة فيه‪ ،‬وال أعو َن‬ ‫عىل اإلقبال عليه من امتال ِء القلب شوقًا له‪،‬‬ ‫وتح ُّر ِك الحواس واضطرابِها من فرط الشهوة يف‬ ‫طلبه!‬ ‫(أصل‬ ‫الحب‪ ،‬فهو ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وكل حركة يف العامل فإنَّ ا يبعثها ُّ‬ ‫كل حرك ٍة يف العامل) كام يقرر ابن تيم َّية‪ ،‬ويتلقَّى‬ ‫ِّ‬ ‫ويبي أن‬ ‫ذلك عنه تلميذُه وصف ُّيه اب ُن الق ِّيم‪ِّ ،‬‬ ‫كل فعلٍ ومبد ُؤه)‪ ..‬ومع أن‬ ‫أصل ِّ‬ ‫(الحب واإلرادة ُ‬ ‫هذا شأ ُن املوجودات كلها‪ ،‬إال أنه يف العلم أمك ُن‬ ‫وأعمق أث ًرا‪ ،‬ولذلك قال اب ُن تيم َّية‪( :‬الحاج ُة التي‬ ‫ُ‬ ‫مشاري بن سعد الشرثي‬

‫‪5‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫يقرتن مع العلم بها ذَوقُ الحاجة هي أعظ ُم وق ًعا يف‬ ‫النفس من العلم الذي ال يقرتن به ذوقٌ ‪ ،‬ولهذا كانت‬ ‫معرفة النفوس مبا تحبه وتكرهه وينفعها ويرضها هو‬ ‫أرس َخ فيها من معرفتها مبا ال تحتاج إليه‪ ،‬وال تكرهه‪،‬‬ ‫وال تحبه)‪.‬‬ ‫ويُرت ِج ُم اب ُن تيم َّية ذلك واق ًعا بعد أ ْن ق َّرره نظ ًرا‪ ،‬فإنه‬ ‫الطبيب‬ ‫لـم تغشَّ اه أح ُد األمراض َج َرتْ بينه وبني‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫رش لعالجه هذه املحاورة‪:‬‬ ‫املبا ِ‬ ‫ قال الطبيب‪ :‬إ َّن مطالعتَك وكال َمك يف العلم‬‫يزيد املرض!‬ ‫ فقال الشيخ‪ :‬ال أص ُرب عن ذلك‪ ،‬وأنا أحاكمك‬‫ِ‬ ‫وست قويت‬ ‫إىل علمك ‪..‬‬ ‫أليست ُ‬ ‫النفس إذا فَرِحت ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫فدفعت املرض؟‬ ‫الطبيعة‬ ‫ فقال الطبيب‪ :‬بىل!‬‫ُس بالعلم‪ ،‬فتقوى‬ ‫ فقال له الشيخ‪ :‬فإ َّن نفيس ت َ ُّ‬‫به الطبيعة‪ ،‬فأجد راح ًة‪ ،‬وإذا اشتغلت نفيس بالكالم‬ ‫يف العلم وظفرت مبا يشكل عليها منه فَ ِر َحت به‬ ‫وقَ ِويَت فأوجب ذلك دفع العارض‪.‬‬ ‫خارج عن عالجنا!‬ ‫ فقال له الطبيب‪ :‬هذا ٌ‬‫وص َدق ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ال يعرف الشوقَ إال من يكاب ُده ‪ ...‬وال الصباب َة إال من‬ ‫يُ َعانيها‬ ‫وقد ذكر اب ُن جامع َة أن (بعضهم ال يرتك االشتغال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ُع ُر ِ‬ ‫لطيف‪ ،‬بل كان‬ ‫خفيف‪ ،‬أو أَل ٍَم‬ ‫وض َم َر ٍض‬

‫يستشفي بالعلم‪ ،‬ويشتغل قدر اإلمكان‪ ،‬كام قيل‪:‬‬ ‫إذا َمرِضنا تداوينا ِبذك ِركُ ُم ‪ُ ...‬‬ ‫ونرتك الذِّك َر أحيانًا‬ ‫فننتكس)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد جاء يف ترجمة الشيخ زكريا األنصاري أنه كان‬ ‫يستشفي من مرضه مبطالعة كتب العلم!‬ ‫******‬ ‫بل إ َّن الرغب َة يف العلم ومحبتَه فوقَ كونِها حافز ًة عىل‬ ‫والتحقيق‬ ‫طلبه‪ ،‬فإنها تكا ُد تكو ُن رشطًا يف تحصيلِه‬ ‫ِ‬ ‫وأنت حني تقلِّب طرفك يف كتب السري والرتاجم‬ ‫فيه‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بهاتف ينادي‪ :‬إنك‬ ‫ستخرج بيش ٍء يَق َر ُع سم َعك أشب َه‬ ‫عالـم حتى يصري العلم شهو ًة من شهواتك‪.‬‬ ‫لن تكون ً‬ ‫ولذلك‪ ،‬فإ ْن ج َّد بك الس ُري يف طلب العلم ومل ت ِ‬ ‫َجد‬ ‫للعلم لذ ًة تُال ِم ُس شَ َغاف قلبك ف ُخ ْذ بوصية الحكيم ِة‬ ‫بعثت اب َنها سفيا َن ليطلب العلم‬ ‫أ ِّم سفيان‪ ،‬فإنَّها ملا ْ‬ ‫فاطلب العل َم حتى أ ُعولَك مبغزيل‬ ‫(اذهب‪،‬‬ ‫قالت له‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫كتبت ِع َّد َة عرش ِة أحاديثَ فانظ ْر‪ :‬هل‬ ‫هذا‪ ،‬فإذا َ‬ ‫تج ُد يف نفسك زياد ًة فاتَّ ِب ْع ُه‪ ،‬وإال فال تَتَع َّن) ‪ ..‬فأ َخ َذ‬ ‫سفيا ُن بوص َّية والدته‪ ،‬ووج َد يف نفسه زياد ًة فاتَّب َع‪،‬‬ ‫فكان بعد ذلك الثور َّي‪.‬‬ ‫******‬ ‫تفاعل بينك وبينه‪،‬‬ ‫طالب العلم ‪ ..‬اجعل طلبك للعلم ً‬ ‫َ‬ ‫بينك وبني أهله‪ ،‬بينك وبني طالبه ‪ ..‬ال تقترص يف‬ ‫تتمة‬

‫‪6‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫املتول لطَ َريف العقد‪ ،‬فإن مل ِ‬ ‫تحصيله عىل وسيلة واحدة‪ ،‬بل از َد ْد دون َملَلٍ وال‬ ‫يجد العل ُم أحد‬ ‫العل َم هو ِّ َ‬ ‫كَلَل‪.‬‬ ‫قابل ألغاه‪ ،‬وبسقوط ركنٍ ين َح ُّل العق ُد‬ ‫محل ً‬ ‫الطرفني ًّ‬ ‫واكتب‪ ،‬ول ِّخ ْص‪،‬‬ ‫اقرأْ‪ ،‬وتأ َّم ْل‪ ،‬واحف ْظ‪،‬‬ ‫وارشح‪ ،‬وحا ِو ْر‪ ،‬كلُّه!‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫شئت ورا َء‬ ‫حب العلم يف قلبك‪،‬‬ ‫وناظ ْر‪ ،‬وابحثْ ‪ ،‬واستش ِك ْل‪ ،‬وانت ِق ْد‪ ،‬وما َ‬ ‫وبهذه الرو ِح الرسال َّي ِة يتنامى ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن ذلك كلَّه مام يُذ ِْك نا َر ح ِّبك للعلم‪،‬‬ ‫ويجعل ويزداد شغفك بتحصيله‪ ،‬فتكون مع ِّرفًا به منتم ًيا إليه‬ ‫بينكام عالقة حميمية ال متلك معها أن تفارقه‪ ،‬فال‬ ‫كنت طارئًا عليه مداريًا له‪.‬‬ ‫بعد أن َ‬ ‫تخرج عن سبيلٍ‬ ‫تغاد ُر وسيلة إال‬ ‫طالب العلم ‪ُ ..‬خذْها موجز ًة من ابن املقفَّع‪:‬‬ ‫َ‬ ‫التقيت أخرى‪ ،‬وما ُ‬ ‫َ‬ ‫(ح ِّب ْب إىل ِ‬ ‫دخلت يف آخر ‪ ..‬لِتَ ُك ْن حياتُك العلم َّية حافل ًة‬ ‫إال‬ ‫نفسك العل َم حتى تلز َمه وتألفَه ويكو َن هو‬ ‫َ‬ ‫باملن َج َزات الواصل ِة بينك وبني مسائل العلم‪ ،‬بذلك‬ ‫له َوك ول َّذتَك وسلوتَك وبُلغتَك)‬ ‫الحب وتعظ ُم املو َّدة‪.‬‬ ‫يدو ُم ُّ‬ ‫طالب العلم ‪ ..‬اجعل طلبك للعلم رو ًحا ساري ًة يف‬ ‫َ‬ ‫طالب العلم ‪ِ ..‬‬ ‫محيطك‪ ،‬مجالسك‪ ،‬أقرانك ‪ ..‬ك ُن بالعلم‪ ،‬منه وإليه‬ ‫أفس ْح لح ِّبك‬ ‫َ‬ ‫مجلسا فليك ْن لسانُك بالعلم ناطقًا‪ ،‬بُثَّ‬ ‫‪ ..‬إذا وردتَ‬ ‫ً‬ ‫واس َع قد َر‬ ‫‪ 1435 – 7 – 9‬هـ‬ ‫يف من حولك بهجة العلم وأ ِذقْ ُهم لذته‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫طاقتك للتخف ِ‬ ‫ُّف من‬ ‫العالقات الطارد ِة لحديث العلم املصدر ‪:‬‬ ‫‪http://twitmail.com/email/326331532/47/%D‬‬ ‫املجافي ِة ملسائله‪.‬‬ ‫خ ْذ بوصية اإلمام أيب حنيفة التي جلَّل بها تلميذَه أبا ‪8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8F-‬‬ ‫يوسف‪ ،‬فقد أوصاه بوصي ٍة دافع ٍة رافع ٍة يو َم قال له‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85--- :‬‬ ‫‪-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8F‬‬ ‫وقابل‬ ‫ُكث معارشة الناس إال بعد أن يعارشوك‪ْ ،‬‬ ‫(ال ت ِ ْ‬ ‫معارشتهم بذكر املسائل‪ ،‬حتى إ َّن َمن كان ِمن أهله ‪%D8%A8%D9%91‬‬ ‫اشتغل بالعلم‪ ،‬ومن مل يكن من أهله يجتن ُبك‪ ،‬وال‬ ‫يج ُد عليك‪ ،‬بل ال يحو ُم حولك)‪.‬‬ ‫فأوصاه أولً بدفع العالئق بعدم مبارشة عقدها‪،‬‬ ‫وثان ًيا برفعها بعد أن يبارشه الناس بها وذلك بجعلِه‬ ‫تتمة‬

‫‪7‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫الطاغية‬ ‫الذئب‬ ‫الدكتور إمام عبد الفتاح إمام‪.‬‬ ‫نظرية أفالطون‪:‬‬ ‫((إذا ذاق املرء قطعة من لحم اإلنسان‬ ‫تحول إىل ذئب ‪))! ...‬‬ ‫(( ومن يقتل الناس ظلام وعدوانا‪ ,‬ويذق‬ ‫بلسان وفم دنسني دماء أهله ويرشدهم‬ ‫ويقتلهم ‪ ..‬فمن املحتم أن ينتهي به األمر‬ ‫إىل أن يصبح طاغية ويتحول إىل ذئب ‪..‬‬ ‫!))‬ ‫" أفالطون ‪ :‬الجمهورية ‪"466‬‬ ‫يبدو أن أفالطون كان عىل حق عندما‬ ‫ذهب إىل أن ظهور الطاغية مرهون‬ ‫بوجود رضب من الفوىض أو التسيب يف‬ ‫محمد عامرة‬

‫‪8‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫الدولة‪ ,‬بحيث يكون هو "املنقذ" الذي يعيد النظام‪ ,‬الفصل بينهام بوضوح‪ ,‬فضال عن أنه ليس من‬ ‫واألمن‪ ,‬واالستقرار إىل البالد حتى يشعر كل مواطن السهل عىل الحاكم املطلق أن يتقاعد!))‪.‬‬ ‫أنه آمن عىل نفسه‪ ,‬وأهله‪ ,‬وماله ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫مثل هذه الشخصية البهيمية‪ ,‬أو الحيوان األكرب‬

‫بقول أندروز يف كتابه عن (طغاة اإلغريق) إنهم‬

‫كام يسميها أفالطون لن تصادق إال رفاق السوء‪,‬‬

‫كانوا يظهرون يف فرتات األزمات ‪(( :‬بحيث يكون‬

‫ولذا ينبغي أال نندهش عندما نجد أعوان الطاغية‬

‫املربر العام الشائع الذي يسوغون به الطغيان‬

‫ميارسون مجموعة من "الجرائم البسيطة" كالرسقة‬

‫_ وهو نفسه تربير الدكتاتورية اآلن_ هو قدرة‬

‫أو السلب أو "ثقب الجدار" أو اغتصاب أموال املارة‬

‫الطاغية أو الدكتاتورية عىل النهوض بحكومة فعالة‪ ,‬ومالبسهم‪ ,‬وبيع األحرار عىل أنهم عبيد‪ ,‬وإذا كانوا‬ ‫بعد أن أصبح جهاز الدولة عاجزا عن مواجهة‬

‫يجيدون الحديث احرتفوا الوشاية‪ ,‬وشهادة الزور‬

‫األزمات التي تظهر بسبب ضغوط خارجية أو‬

‫أو االتهام الكاذب مقابل رشوة! ونحن نصف هذه‬

‫توترات داخلية‪ .‬ومن ثم كان األمل ينعقد عىل‬

‫الجرائم بأنها "بسيطة" بالنسبة للجرائم الفادحة‬

‫ظهور حاكم قوي‪ ,‬يعيد النظام واالستقرار إىل املدينة التي يرتكبها الطاغية‪ ,‬فهذه اآلثام كلها‪ ,‬التكاد تكون‬ ‫اليونانية‪ ,‬هو‪ :‬الطاغية‪ ,‬وإن كان أندروز نفسه‬

‫شيئا مذكورا‪ ,‬إذا ماقورنت مبا يجلبه الطاغية عىل‬

‫يستطرد ليقول‪ (( :‬عندما كانت الحاجة تدعو إىل‬

‫الدولة من بؤس ودمار وبالء‪.‬‬

‫وجود طاغية‪ ,‬فإنه عندما يحكم كان يذهب يف‬ ‫حكمه أبعد من األزمة التي جاء ليعالجها‪ ,‬فالرضورة‬ ‫العامة يشء يتحد مع الطموح الشخيص‪ ,‬وال ميكن‬

‫ويشري أفالطون إشارة نافدة إىل أن هؤالء األعوان‬ ‫تتمة‬

‫‪9‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫ميكن أن يخلقوا الطاغية! يقول‪" :‬إذا وجد يف الدولة إىل خدمة يؤديها له شخص آخر‪ ,‬فإنه يقف أمامه‬ ‫عدد كبري من هؤالء الناس‪ ,‬ومن أتباعهم‪ ,‬وشعروا‬

‫يف مذلة وكأنه كلب خاضع متظاهرا باإلخالص‪ ,‬حتى‬

‫بقوتهم‪ ,‬فإن هؤالء‪ ,‬مستعينني بغباء الشعب‪,‬‬

‫إذا قىض منه مأربه أدار له ظهره‪.‬‬

‫هم الذين يخلقون الطاغية‪ ,‬إذ ينتقونه ألنه هو‬ ‫الشخص الذي تنطوي نفسه عىل أكرب قدر من‬ ‫الطغيان"‪ .‬وعندئذ إما أن يستسلم له الشعب‬ ‫طواعية‪ ,‬أو يعمل هذا الطاغية‪ ,‬الذي مل يتورع‬ ‫من قبل عن إيذاء أبيه وأمه‪ ,‬عىل معاقبة قومه إن‬

‫وهكذا نرى الطغاة طوال حيات هم‪" :‬اليجدون‬ ‫لهم صديقا‪ ,‬وإمنا هم إما سادة مستبدون‪ ,‬إما عبيد‬ ‫خاضعون! أما الحرية والصداقة الحقيقية‪ ,‬فتلك‬ ‫نعمة ال يذوقها الطغاة أبدا!"‬ ‫من كتاب الطاغية‬

‫أمكنه ذلك‪ :‬فيدخل بينهم عنارص جديدة من بني‬ ‫أنصاره املقربني‪ ,‬ويخضع لهم أهله الذين كانوا من‬ ‫قبل أعزاء لديه‪ ,‬والذين هم شعبه‪ ,‬ويجعلهم عبيدا‬ ‫لهؤالء الغرباء ‪ ..‬وهكذا تصل رغباته الطاغية إىل‬ ‫اكتامل تحققها ‪! ..‬‬ ‫إن هذا الطاغية اعتاد قبل أن يستويل عىل زمام‬

‫`‬

‫ال تكذب‬ ‫“شاوروهن ‪-‬يعني النساء‪-‬‬ ‫وخالفوهن”‪.‬‬ ‫التخريج‪( :‬ال أصل له)‬

‫السلطة أن يختلط باملنافقني الذين هم عىل‬ ‫استعداد لخدمته يف كل يشء‪ ,‬فإذا كان هو يف حاجة‬ ‫تتمة‬

‫‪10‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫النظام دجال‬ ‫ونحنا حبابين‬ ‫عايف التنكة‬

‫من أول يوم معركة باملليحة حكينا ووضحنا‬ ‫انتبهوا واحرصوا عىل إعطاء كل ذي حق حقه بدون تضخيم‬ ‫فال املليحة مدينة وذات مساحة كبرية‬ ‫وال الحاصل حرب عاملية سابعة‪.‬‬ ‫تفنيدا للموضوع‪ ،‬النظام استهلك قواه بالفعل عىل خمس محاور‬ ‫القتحام بلدة ميكنك أن تجوبها مشيا عىل األقدام بربع ساعة‪.‬‬ ‫زج بشيعة عراقية ولبنانية وجيش ومنهم أغرار ومنهم ضباط علوية‪.‬‬ ‫وبأول يومني صورنا ووثقنا ومل ننرش ليك ال نضخم جثث العراقية‬ ‫زاوية ميدانية‬

‫‪11‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫واللبنانية‪ ،‬ناهيك عن أرسى ومنهم من استرشس النظام‬ ‫السرتجاعهمومنهمضباطمتخفينيبهيئةعساكر‪.‬‬ ‫خرس النظام دبابات وعربات شيلكا ومدرعات ما بني عطب‬ ‫وتدمري‪.‬‬ ‫استهلك ذخرية برقم هائل‪ ،‬صواريخ أرض أرض ألول مرة كانت‬ ‫بكثافة تفوق الهاون الثقيل املدمر أصالً‪.‬‬ ‫تم مسك عرشات العواينية والعمالء يف صفوف الثوار عىل‬ ‫تخاطب مبارش مع النظام‪ ،‬و تم إيقاع أكرث من كمني بقوات‬ ‫األسد وتم قتل وأرس وقطع رؤوس بالعرشات خالل التسلالت‬ ‫للمجاهدين‪.‬‬ ‫قطعنا الشهر والحمدلله والبلد أصبح أحياء بحالها فيها عبارة‬ ‫عن خرابة من شدة القصف‪.‬‬ ‫النظام يبث أخبار بسقوط البلدة من تاين يوم‪ ،‬وإذا برتجعوا‬ ‫لخرب البلدية وكيف املكتب اإلعالمي للمليحة صور بلدية‬ ‫وقتها لتكذيب الكذاب أصال‪.‬‬ ‫رغم قصف النقاط الطبية والطرق والبساتني‪ ،‬الحمد لله‬ ‫املجاهدين ثابتني والثبات سببه أوال وأخريا توفيق الله تعاىل‪.‬‬ ‫بالفعل هناك تخاذالت وهناك تسليم نقاط حصل لكن وهنا‬ ‫ال نربئ أحد‪ ،‬ولن نتهم أحد‪ ،‬باألساس سمعته سيئة‪..‬‬ ‫بفضل من الله النقاط التي سلمت خوفا وهلعا أو عاملة ‪ ،‬تم‬ ‫اسرتجاعها من املجاهدين‪ .‬وما بقي‪ ،‬أصبح نقطة قتال‪.‬‬ ‫املليحة ولله الحمد اليوم صامدة‬ ‫واليوم أنا يف املليحة وشاهدت بعيني صمود الكثري من‬ ‫املدنيني وصمود املجاهدين وكتائب من الجيش الحر‪.‬‬ ‫أطفال يف الطريق‪ ،‬يحملون حطبا للطبخ وطاسات وطناجر‬ ‫ليسكبوا طعاما ألهلهم من هنا وهناك‪.‬‬

‫أطفال ‪...‬صامدين بعون الله‪ ،‬ثم بفضل رجال يذودون عنهم‪.‬‬ ‫ساهم أخي وأختي بعدم تضخيم الوضع‪ ،‬وبعدم الرضوخ‬ ‫لجهازإعالمالنظام‪.‬‬ ‫ال ألومكم‪ ،‬فالناس هنا من جرسين لكفربطنا أقرب البلدات‬ ‫عىل املليحة تتحدث بأن الجيش صار بالساحة‪،‬‬ ‫وأنا أنفي نفيا قاطعا أي سيطرة للجيش عىل البلدة‪.‬‬ ‫الحمد لله رب العاملني‬

‫بلغوا عني ولو‬ ‫آية‬ ‫ليس املؤمن بالطعان وال باللعان‬ ‫وال بالفاحش وال بالبذئ‬ ‫صحيح ‪ -‬أخرجه البخاري يف “‬ ‫األدب املفرد “ ‪،‬‬ ‫و رواه الرتمذي و الحاكم و أبو‬ ‫نعيم يف “ الحلية “‬ ‫تتمة‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫أدب الثورة‬

‫تذكير‬ ‫السوري‬

‫يل العظيم ‪ ..‬لو مل‬ ‫أقسم بالله الع ّ‬ ‫ي َر جيلنا هذا أيّاً من تباشري النرص‬ ‫‪ ..‬ولو مل يقطف أيّاً من مثار الحق التي‬ ‫يحاول غرسها يف رحم هذه األمة امليتة ‪..‬‬ ‫ولو امتدت املعاناة لسنوات ‪..‬‬ ‫ولو استمر ترشيد وتعذيب وتهجري الشعب السوري‬ ‫‪ ..‬وترحيله وطرده وترويعه وتلويعه وتخويفه وتخوينه‬ ‫والتنصل من الواجب اإلنساين تجاهه ‪..‬‬ ‫لكفانا فقط ‪ ..‬أننا نستطيع اآلن أن نقول للظامل يف أي وقت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫أنـــــت ظالـــــــــــم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وهنا مكمن التغيري ‪ ..‬مهام رأيناه بطيئا ‪..‬‬ ‫وحتى لو تم ترحيلنا بتهمة التنفس ‪..‬‬ ‫هنا مكمــن التغييـــر ‪ ..‬وكفانا فخرا بهذا ‪ ..‬وحتى لو تم ترشيدنا بتهمة االنتامء ‪..‬‬ ‫حتى لو تم تهجرينا من بيوتنا ‪..‬‬ ‫وحتى لو ضاقت علينا األرض مبا رحبت ‪..‬‬ ‫وحتى لو صار لنا يف كل بيت شهيد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وحتى لو سدت يف وجهنا أبواب السفارات ‪ ..‬تبا لك أيتها األرض ‪ ..‬فالسامء دوماً أكرث رحابة‪.‬‬ ‫محمد قطب‬

‫‪13‬‬


‫أدب الثورة‬

‫سوج‬ ‫سارة‬

‫سارة‬

‫‪14‬‬


‫أدب الثورة‬

‫س ‪ :‬كنا نعيش يف أمان ‪ ،‬نأكل ونرشب ونذهب أيام‬

‫ضحى بالغايل والنفيس ‪ ..‬باألرواح واملال ‪ ..‬صرب يف أقبية‬

‫العطل لنستمتع بوقتنا يف الغابات واملنتزهات ‪ ..‬جاء‬

‫الظلم سنيناً ليخرج منها حرا ً مكرماً رغم الجروح‪ ،‬أما‬

‫شباب بطيشهم فجروا الثورة‪ ،‬حرمنا من العيش الرغيد من أراد فتات الخبز بال كرامة ‪ ..‬فام عليه إال أن يسعد‬ ‫ٌ‬ ‫والهناء‪ ،‬أصبحنا ال نخرج إال نادرا ً ‪ ...‬أصوات القصف ال ويرىض بسذاجة ثم ميوت ويرتك وطنه بني أيدي الطغاة‬ ‫تتوقف ليالً وال نهارا ً‬

‫بسالم !‬

‫ج ‪ :‬لكنهم يا صديقي مل يطلبوا إال الكرامة‬

‫س ‪ :‬سوريا تدمرت عن أي وطن تتحدث؟؟‬

‫س ‪ :‬فهل نالوا الكرامة اآلن؟؟ بعد أن استشهد أكرثهم‬

‫وانتهت جلسة سني وجيم دون أن ينتهي حديثهام ‪ ..‬ما‬

‫واعتقل البقية‪ ،‬هل نالوا الكرامة يف أقبية األسد؟‬

‫يزال سني يرص عىل أن الثورة هدمت‪ ..‬وأن سالم حياته‬

‫ج ‪ :‬ملٓ تتحدث عنهم كمذنب طلب يشء ال يحق له‬

‫الزائف قد ُدمر بيد الثورة ‪ ..‬أما جيم فيوافقه أن الثورة‬

‫أن يطلبه؟ وما طعم الخبز بال حرية وال كرامة؟؟ وملٓ‬ ‫تتحدث عن سعادتك يف األيام التي سبقت ثورتنا‬ ‫وتنىس من كان ينام جائعاً ال يشعر به أمثالك؟!‬ ‫س ‪ :‬فهل أشبعته الثورة خبزا ً اآلن؟؟ ال بل من كان‬ ‫مقتدرا ً أصبح فقريا ً والفقري! الفقري قىض نحبه جوعاً!‬ ‫فهذه فائدة ثورتكم‬

‫هدمت ‪ ..‬لكنها ما هدمت إال لتبني! الفرق بينهام هو‬ ‫أن سني ال يرى نفسه إال واحد من الناس الذي جاء‬ ‫إىل الدنيا ليأكل ويرشب ويسعد ثم ميوت ‪ ..‬جيم يرى‬ ‫نفسه كام خلقه الله حقيق ًة ‪ ..‬خليفة له يف األرض ‪..‬‬ ‫جاء ليصلح ويقول ال دون أن يخاف ‪ ..‬وبهذا يسعد ‪..‬‬ ‫الفرق يف نظرة اإلنسان لنفسه ليس أكرث !‬

‫ج ‪ :‬وكأنه يجب علينا أن نشكرهم عىل ما أعطونا من‬ ‫فتات حقوقنا ‪ ..‬يا صديقي من أراد وطناً حرا ً كرمياً‬ ‫تتمة‬

‫‪15‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫لقاءمع ‪:‬‬

‫مؤسس “عدسة شاب دمشقي”‬

‫نحن نعلم أن ال يشء يأيت باملجان‪ .‬إننا مستمرون بالعمل ومستعدون للتضحية‪.‬‬ ‫تتمة‬

‫‪16‬‬


‫ويف الفرتة الحالية‪ ،‬وستجدون تحسناً كبريا ولله الحمد‬ ‫!‬ ‫ كيف تخططون لالستمرار يف عملكم بعد انتهاء‬‫الثورة (إن شاء الله)؟ هل هناك خطة لالستمرار أو‬ ‫التطوير أم أنها ستنتهي العدسة بانتهاء الثورة؟‬ ‫بالتأكيد العدسة مستمرة يف الثورة وبعد الثورة وهذا‬ ‫ما نسعى إليه بإذن الله ‪ ..‬ويوجد بالتأكيد خطط‬ ‫زاوية ميدانية‬ ‫وليس خطة واحدة‪ ...‬بإذن الله‬ ‫ ما النقاط التي تركزون عليها يف التقاط صوركم؟‬‫السالم عليكم ورحمة الله وبركاته‬ ‫نسعى دامئاً إىل إبراز الجانب اإلنساين يف الصور‬ ‫ متى بدأت العدسة وكيف نشأت الفكرة؟‬‫بدأت العدسة بشهر حزيران عام ‪ ،2012‬كانت الفكرة امللتقطة؛ كالصمود وقدرة اإلنسان السوري عىل‬ ‫بالبداية حني هممنا بإنشاء صفحة مهتمة بالتصوير االستمرار يف الحياة رغم كل ما يحصل‪ ،‬كام نربز أمله‬ ‫يف مواضع وتفاؤله يف أخرى ‪ ...‬ويف معظم الصور‬ ‫الفوتوغرايف بدالً من الفيديوهات يف دمشق‪.‬‬ ‫نسعى لتضمني رسالة معينة تعرب عن آراء رشيحة‬ ‫كانت عدسة شاب هي االسم املناسب بعد وجود‬ ‫كبرية من السوريني كام تعرب عن رأي املصور بالذات‪،‬‬ ‫عدسة شاب حميص‪ ،‬وقد قمنا بالتنسيق معهم يف‬ ‫حيث يكون رأي املصور مستندا ً بالرضورة آلراء‬ ‫البداية والحصول عىل اإلذن باستعامل االسم‪ ،‬فقمنا من حوله من املجتمع ‪ ...‬وألن مهمته األساسية‬ ‫بإنشاء الصفحة ومن ثم م ّن الله عيل‪ ،‬بالتعرف عىل تقتيض إيصال معاناة هذا املجتمع عىل شكل صور‬ ‫خرية الشباب طمحوا لنفس الهدف‪ ..‬وقمنا بتشكيل فوتوغرافية‪.‬‬ ‫فريق رائع تطور شيئاً فشيئاً‪.‬‬ ‫كام نسعى إىل إبراز وحشية النظام يف التدمري‬ ‫ هل هناك فنيات معينة تتبعونها يف عملية التصوير ويف نصب الحواجز ‪ ...‬وال مباالته بأي من حقوق‬‫أو دورات يتم إعطاءها للمصور يك تكون صوره‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫عىل مستوى جيد؟ أم تعتمدون عىل‬ ‫مواهب املصور فقط؟‬ ‫نسعى دامئاً اللتقاط صور مميزة‪ ،‬وقد‬ ‫اعتاد وتدرب الفريق عىل التأقلم عىل‬ ‫استخدام الفنيات العالية يف أحلك‬ ‫األوقات وأصعب األوضاع األمنية ‪...‬‬ ‫أما بالنسبة للدورات‪ ،‬بالطبع نقوم‬ ‫بذلك‪ ،‬وهذا األمر يعتمد عىل مستوى‬ ‫املصور املنتسب لنا ‪ ...‬فإذا كان‬ ‫املصور دون املستوى املطلوب بالطبع‬ ‫نتوىل أمر تدريبه ومساعدته عىل‬ ‫رفع مستواه وكثريا ما نلجأ لهذا األمر‪،‬‬ ‫وألننا نعلم أن هذا األمر ال يأيت عىل‬ ‫الفور وأن ال أحد يولد مصورا ً ماهرا ً‪،‬‬ ‫فإننا نؤمن بذلك من خالل تجربتنا‬ ‫منذ بداية العدسة‪ ...‬كلنا خريجو‬ ‫دمشق ‪ -‬برزة ‪ -‬الزمان‪2014\5\5 :‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي بالنسبة للتصوير‬ ‫‪ ...‬وميكنكم مالحظة التطور الفني‬ ‫للتصوير خالل فرتة تأسيس العدسة‬ ‫تتمة‬

‫‪17‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫صورنا هي دليل عىل انتهاكات النظام‪ ،‬وباملقابل‬ ‫هي دليل عىل صمت العامل ‪...‬‬ ‫ ما هي املخاطر التي تعرتضكم ميدانيا؟ حدثنا عن‬‫أكرث املواقف خطرا ً‪.‬‬

‫‪ ...‬لكنها كانت رضبة تحيي آمالنا وتزيدنا قوة أكرث‬ ‫من أن تجعلها خسارة ‪..‬‬ ‫الشهداء‪ :‬ملهم بريام ويوسف يونس وعبد الله دوارة‬ ‫وميان سبيني ‪ ...‬بعد استشهادهم رصنا نعلم أنه‬ ‫ال مجال للرتاجع وال مجال للتوقف ‪ ...‬وهذا أحد‬ ‫أسباب إرادتنا باالستمرار حتى ما بعد الثورة ‪..‬‬ ‫ كيف يكون شعور املصور حني يلتقط صور الدمار‬‫واملآيس يف بلده الحبيب؟‬ ‫بالطبع سيشعر املصور بكل األىس والحزن عند‬ ‫التقاطه لهذه الصور‪ ،‬ومن أصعب ما ميكن تصويره‬ ‫هو تصوير املآيس البرشية‪ ،‬فعندما تقوم بتصوير‬ ‫امرأة تجلس بجانب الطريق أو تلتقط صورا لشهداء‬ ‫مجزرة‪ ...‬سرتتجف خوفاً من تخليد هذا املشهد ‪...‬‬

‫هذا الشعب أكرب من‬ ‫أن يوضع بصورة ‪...‬‬ ‫املكان‪ :‬دمـشــق ‪ -‬برزة ‪ -‬الزمان‪2014\5\13 :‬‬

‫باتت مخاطر التصوير معروفة بدمشق وريفها ‪...‬‬ ‫ففي املناطق التي تقع تحت سيطرة النظام ‪ ...‬خطر‬ ‫االعتقال هو الخطر األكرب ‪ ...‬ويف املناطق املحررة ‪...‬‬ ‫خطر املوت تحت القصف والقنص هو الخطر األكرب‬ ‫‪..‬‬ ‫ ما هي أكرب خسارات عدسة شاب منذ انطالقتها؟‬‫استشهاد أعضاء الكادر املخلصني كان رضبة قوية لنا‬

‫حتى أنك ستشعر بالذنب ‪...‬‬ ‫هذا الشعب أكرب من أن يوضع بصورة ‪...‬‬ ‫ ما هي املعدات املستخدمة يف التصوير؟ هل هي‬‫عدسات جوال أم كامريات احرتافية؟‬ ‫املعدات ترتاوح ما بني كمريات هواتف نقالة‬ ‫وكمريات احرتافية ومتوسطة‪ ،‬ويختلف استخدامها‬ ‫تتمة‬

‫‪18‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫باختالف املنطقة‬ ‫ هل هناك تنسيق بني صفحات عدسة شاب‬‫(دمشقي‪ -‬حميص‪ -‬ديري‪ ..‬إلخ)؟‬ ‫يف بعض األحيان نقوم بالتعاون فيام بيننا من أجل‬ ‫بعض األنشطة والحمالت أو املعارض ‪..‬‬ ‫ هل سبق وأن تعاونتكم مع جهات إعالمية غربية‬‫لنقل ما يجري عىل األرض من خالل صوركم؟‬ ‫نعم‪ ،‬قمنا بذلك لكن بشكل ضئيل وغري متواصل‬ ‫‪ ...‬والعدسة كمؤسسة إعالمية تسعى إىل إيصال ما‬ ‫يحصل بكافة الوسائل‪.‬‬ ‫ من خالل رؤيتكم امليدانية للحياة يف الداخل‬‫السوري‪ ..‬ماهي توقعاتكم املرحلية واملستقبلية؟‬ ‫أظن أننا ال نتوقع وال نجد وقتاً ليك نتوقع ‪ ...‬نحن‬ ‫نسري يف طريق لهدف محدد هو النرص ‪ ..‬وإسقاط‬ ‫هذا النظام الذي يشكل صلب النظام العاملي ‪ ...‬وال‬ ‫نرى شيئاً سوى هذا األمر‪ ،‬وعىل هذا األساس نعمل‬ ‫‪...‬وبالطبع نحن نعلم أن ال يشء يأيت باملجان‪ .‬إننا‬ ‫مستمرون بالعمل ومستعدون للتضحية‪.‬‬ ‫ هل تتلقون دعامً من أي جهة أو تعدون أنفسكم‬‫من جهة معينة ؟‬ ‫نتلق أي دعم من أحد ولسنا تابعني ألي جهة ‪..‬‬ ‫مل َ‬ ‫نحن جهة سورية مستقلة كل ما لدينا هو من ما‬ ‫استطعنا الحصول عليه مبا ادخرناه ‪..‬‬

‫املكان ‪ :‬برزة‬ ‫الزمان‪2014\4\27 :‬‬

‫تتمة‬

‫‪19‬‬


‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪https://www.facebook.com/Sela.Syr‬‬

‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪20‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫األوطان‬ ‫ال تمــــــوت‬ ‫‪Naoum Sh‬‬

‫بعض الطغاة يظنون أنهم هم األوطان ‪ ،‬إذا فطسوا أو ذهبوا ‪ ،‬ذهبت األوطان‬ ‫‪..‬‬ ‫سوريا بالذات ‪ ..‬دمشق خصوصا ‪ ..‬مرت عليها جحافل من الغزاة من كل‬ ‫أصقاع العامل منذ آالف السنني ‪..‬‬ ‫بقيت سوريا ‪ ..‬وذهب كل أولئك الغزاة والطغاة ‪ ..‬وسيذهب طاغية الشام اىل‬ ‫مزبلة التاريخ مثله مثل الذين سبقوه ‪..‬‬ ‫األبنية سيعاد بناؤها ‪..‬‬ ‫واألشجار سيعاد غرسها ‪..‬‬ ‫واألمهات ستلد من جديد ‪..‬‬ ‫واألمل مبستقبل سوريا هو الذي نعيش ويعيش أوالدنا وأحفادنا من أجله ‪..‬‬ ‫وللذين يظنون أن سوريا أو دمشق ذهبت ولن تعود ‪ ..‬أقول لهم ‪:‬‬ ‫ورد يف كتاب " تاريخ دمشق القديم " ملؤلفه أحمد سبانو ‪ ،‬أن‬ ‫دمشق بعد أن غزاها التتار ‪ ،‬مل يبق فيها سوى ‪ 6 - 3‬آالف‬ ‫نسمة ‪ ،‬بعد أن كانت تعد أكرث من خمسني ألفا يف‬ ‫ذلك الوقت ‪..‬‬ ‫التتار الجدد ( آل األسد ) لن‬ ‫يستطيعوا القضاء عىل كل السوريني ‪..‬‬ ‫رغم أنهم قتلوا ورشدوا وهدموا‬ ‫وعذبوا واعتقلوا ما ال يقدر عليه التتار‬ ‫ومن هم أكرث إجرامـــا منهـــــــم ‪..‬‬ ‫واملزبلة ‪ ..‬مزبلة التاريخ ‪ ..‬بانتظار‬ ‫املزيـــــــــــــــــــــــد‪.‬‬ ‫‪Naoum Sh‬‬

‫‪21‬‬


‫زاوية‪ :‬حلل ثم حل‬

‫ح ّل ّل ثمّ ّ‬ ‫حل‬

‫التجمعات والتكتالت‬

‫بقلم فؤاد‬ ‫اآلراء يف هذه الزاوية تعرب عن مؤلفها فقط‬

‫فؤاد‬

‫‪22‬‬


‫زاوية‪ :‬حلل ثم حل‬

‫رحم الله شيخ الكار ورحم الله تلك األيام التي‬ ‫كانت فيها كل مهنة تسري وفق قواعد وضوابط‬ ‫ورشوط وأصول‪ ،‬حيث كنا نسمع بشيخ الحدادين‬ ‫وشيخ النجارين وووو‪.‬‬ ‫إن التطور الطبيعي املنطقي للحياة يفرض عليك‬ ‫التكتل والتجمع ألنه الطريق الوحيد للتطور‬ ‫واإلرتقاء واالنجازات الكبرية‪ .‬وهذا أمر فعلته‬ ‫وتفعله كل األمم والكتل البرشية التي تسري عىل‬ ‫درب النهضة‪.‬‬ ‫تعد املؤسسات والنقابات واألحزاب والتيارات‬ ‫والرشكات الكربى واالتحادات وغريها مناذج من‬ ‫أشكال الحلول التي أبدعها االنسان ليكون أقوى‬ ‫وأفضل حيث تعطي تلك النامذج ( املنظومات)‬ ‫املنافع التالية‪:‬‬ ‫ العمل وفق أهداف محددة وخطة واضحة‪.‬‬‫ تجميع الخربات األنسب ضمن االختصاص‪.‬‬‫ تطوير ورفع سوية تلك الخربات‪.‬‬‫ تطوير ورفع سوية العمل نفسه‪.‬‬‫ االستمرارية‪ ،‬حيث ال يتعلق املرشوع بأفراد بل‬‫بأهداف‪.‬‬ ‫ الرتاكمية‪ ،‬حيث يستفيد الجديد من الخربات‬‫السابقة ويبني عليها‪.‬‬

‫ التطور‪ ،‬حيث يعمل ذووا االختصاص الواحد معاً‬‫يف مكان واحد أو ضمن دائرة واحدة تسمح بتبادل‬ ‫الخربات والتعلم املبارش وزيادة القدرة عىل ايجاد‬ ‫الحلول‪.‬‬ ‫ القوة‪ ،‬االنسان أقوى بالجامعة التي تدعم الفرد‬‫نفسياً وخرباتياً ومتنحه التكامل مع االخرين حيث ال‬ ‫يوجد أحد بال نقاط ضعف‪.‬‬ ‫ما نراه اليوم يف سورية وبغض النظر عن صعوبة‬ ‫املشهد وقسوته ال يختلف باملبدأ عام سبق‪ ،‬حيث‬ ‫يحتاج أي بلد مدمرا ً كان أم معمرا ً اىل منظومات‬ ‫معينة تقوم باملهام املطلوبة التي تلبي حاجاته‬ ‫وأهدافه من أمن وصحة وتعليم وصناعة وتجارة‬ ‫الخ ‪...‬‬ ‫وبقدر ما تكون هذه املنظومات مهنية وذات كفاءة‬ ‫أعىل يكون مردودها والنفع منها أكرب‪.‬‬ ‫لعل ما نحتاجه اليوم إلعادة الحياة التي تليق‬ ‫بسورية نقاط منها‪:‬‬ ‫ إعادة تقييم املنظومات التي تعمل حالياً‪.‬‬‫ االستفادة من املنظومات املوجودة وعدم هدم‬‫كل يشء ( مثل مؤسسات الدولة الحالية)‬ ‫ بناء منظومات جديدة نحتاجها‪.‬‬‫تــتــمــة‬

‫‪23‬‬


‫زاوية‪ :‬حلل ثم حل‬

‫ االنضامم ملنظومات موجودة وتكبريها وعدم‬‫الترشذم‪.‬‬ ‫محددات عامة‪:‬‬ ‫ أن تحمل املنظومة أهدافاً واضحة محددة‪.‬‬‫ أن يكون لها خطة عمل للوصول لتلك األهداف‪.‬‬‫ تحديد مخطط زمني للعمل وأن ال يرتك مفتوحاً‬‫بال حساب‪.‬‬ ‫ وضع الشخص املناسب يف املكان املناسب وهذا‬‫يعني إعطاء أي منصب لذوي املؤهالت األعىل‬ ‫ويعني تنحية غري املختص أو الضعيف مهام كان‪.‬‬ ‫ إيجاد خطة للتطوير حيث من الطبيعي أن يكون‬‫هناك نقص يف الخربات أو بعض الضعف‪.‬‬ ‫ السعي للتوحد واالنضامم واالندماج مع‬‫املنظومات األخرى‪.‬‬ ‫ يف حال اقتضاء طبيعة العمل وجود منظومات‬‫صغرية فيجب أن تحمل كل هذه املنظومات سمتاً‬ ‫واحدا ً مشرتكاً تعمل وفقه يسمح بتبادل الخربات‬ ‫واملعرفة‪.‬‬ ‫ العمل عىل توثيق العمل من حيث األسلوب‬‫والخطة واملعوقات واملزايا ومختلف التفاصيل قدر‬ ‫املستطاع حيث يساعد ذلك يف تصويب املسار‬ ‫وتسهيل عملية نقل الخربة ضمن املنظومة الواحدة‬

‫أو لغريها وعملية التطوير عامة‪.‬‬ ‫ التقييم املستمر للعمل وللخطة ولألهداف‬‫وللكادر‪.‬‬ ‫حقيقة ما أوصل سورية ملا هي عليه اآلن من‬ ‫ضعف وأمل هو افتقادها تلك املنظومات او ضعفها‬ ‫‪ ..‬وهي التي تعني وجود الحياة أصال‪.‬‬ ‫هل سيكون لنا مستقبل من غري خلق هذه‬ ‫املنظومات وتطويرها؟‬ ‫أليست هذه املنظومات وسيلة أساسية إلعامر‬ ‫األرض؟‬

‫من أقوالهم‬ ‫”ينبغي أال نُعقّد املشكلة‪ .‬فاملصائب‬ ‫التي أحاطت باألمة اإلسالمية كلها من‬ ‫صنع أيدينا‪ ,‬وليست نقمة من الله‪ ,‬إذ‬ ‫إنها حصاد ما اجرتحنا‪ ,‬وقد اجرتحنا‬ ‫هذا ألننا فقدنا إدراك تقلبات األيام‪“..‬‬ ‫مالك بن نبي‬

‫تــتــمــة‬

‫‪24‬‬


‫إضاءة‬

‫خطب العادلني‬ ‫((أيها الجيش املسلم اآلن أنتم ستنالون رشف إخبار النبي بأنكم‬ ‫خري الجيوش"‪ ،‬ثم تال عليهم‪" :‬تفتحون القسطنطينية‪ ،‬فنعم‬ ‫الجيش جيشها ونعم األمري ذلك األمري‪.‬‬ ‫حس ًنا غ ًدا يكون يل يف القسطنطينية عرش أو قرب‪)).‬‬ ‫من خطبة السلطان محمد الفاتح أمام أسوار‬ ‫القسطنطينية‬

‫خطب العادلني‬

‫‪25‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫المرأة والرجـــل‬ ‫أمام واجبـات‬ ‫واحدة فــي‬ ‫مرحــــــلة‬ ‫النهضة‬ ‫مالك بن نبي‬

‫حسان بن حسين بن محمد آل شعبان‬ ‫ّ‬

‫‪26‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫مقتطفات من محاضرة ألقيت في جامع المرابط في أكثر من ذلك المرحلة التي يمر بها العالم اإلسالمي‪,‬‬ ‫دمشق أمام جمع من السيدات العامالت في الحقل وذلك بإرشاد آبائهن وإخوانهن وأزواجهن وأبنائهن إلى‬ ‫االجتماعي عام ‪1791‬‬

‫مقتضيات الواجب الديني أوال‪ ,‬والتأكيد ثانيا على وحدة‬

‫المصدر‪ :‬كتاب (مجالس دمشق)‬

‫المشكلة‪ ,‬أعني ردم تلك الفواصل التي استأثرت باألزمة‬

‫_______‬

‫التي يمر بها العالم اإلسالمي بين المرأة والرجل في إطار‬

‫حين حللت هنا في دمشق حمدت الله‪ ,‬ألنني وجدت الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫أخواتي وبناتي مهتمات برعاية سلوكهن بما يقربهن وفي هذا الطريق الشك سوف تالقين ُعقدا ورثها العقل‬ ‫من الله‪ ,‬ويجعل منهن مؤمنات صالحات في المحيط اإلسالمي والفكر اإلسالمي من ماضيه القريب بعد خروجه‬ ‫االجتماعي‪.‬‬

‫من الحضارة‪ .‬إذ ورث أشياء متعددة‪ ,‬بعضها صحيح‪,‬‬

‫في كل مجتمع‪ ,‬عندما يكون هذا المجتمع مهددا بأخطار وبعضها أحدث عقدا انحرفت به عن التصرف السليم‪.‬‬ ‫معينة‪ ,‬وتكون هذه األخطار محدقة بمصيره‪ ,‬ينشأ في إن التاريخ يحتمل دائما مرحلة الهبوط‪ ,‬وبعد الشباب البد‬ ‫المجتمع (حالة إنقاذ) وعندئذ فالرجل والمرأة على حد من شيخوخة وهرم‪ ,‬تلك سنة التاريخ‪ ,‬وهي لذلك دورات‬ ‫سواء في الواجب‪ ,‬إذ القضية هنا قضية المسلمة والمسلم طبيعية تُوا َجه بإدراك تقلباتها بصورة طبيعية وموضوعية‪,‬‬

‫معا‪ ,‬ال قضية المسلمة من جهة والمسلم من جهة أخرى‪ .‬واليجوز أن نزيد تعقيدها في هلع وارتباك ونصفها بأنها‬

‫فالقرآن قد تضمن وصايا عامة للمسلم‪ ,‬سواء كان نقمة حلت بنا‪.‬‬ ‫رجال أو امرأة‪ ,‬لذا فمن واجب بناتنا‪ ,‬وخصوصا منهن البد أن نضع جانبا العقد التي نشأت في معالجتنا‬ ‫المثقفات‪ ,‬إدراك دورهن أوال في القيام بواجباتهن في لمشكالتنا وأن نعرف جيدا وبكل وضوح مايلي‪:‬‬ ‫العبادات‪ ,‬وهذا طبيعي‪ ,‬لكن عليهن ثانيا ونتيجة للقيام أوال‪ :‬العالم اإلسالمي يمر فعال بمحنة‪ .‬والمحنة التي‬ ‫بهذه الواجبات أن يعين في العبادات‪ ,‬وهذا طبيعي‪,‬‬ ‫لكن عليهن ثانيا ونتيجة للقيام بهذه الواجبات أن يعين‬

‫تتمة‬

‫‪27‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫تعرفونها هي التي نصفها تحت أسماء مختلفة‪ :‬االستعمار على المرشدين المسلمين أن يعوا بإدراك تام مايدور‬ ‫‪ ..‬الجهل ‪ ..‬التخلف ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫حول األمة اإلسالمية وما يسري تحت أقدامهم من ألغام‪.‬‬

‫وإذا نحن راجعنا تاريخ اإلنسانية على العموم نرى أن يجب أن نكون واعين لهذه المرحلة الخطيرة‪ ,‬لكن وعينا‬ ‫أمراضنا هي أمراض اجتماعية تعتري المجتمعات التاريخية البد أن يكون مندفعا إلى اإلصالح والعالج دون تشاؤم‬ ‫التي مرت على وجه األرض‪ ,‬فبعد االزدهار هنالك أفول‪ ,‬مسيطر‪ ,‬فأنا لست متشائما وال متفائال‪ ,‬إنما أعالج‬ ‫وهكذا دواليك‪ .‬لذلك ينبغي أال نتشاءم‪.‬‬

‫المشكلة في عمقها وأدرس القضية كما هي‪ ,‬فإذا اقتضى‬

‫ثانيا‪ :‬ينبغي أال نُعقّد المشكلة‪ .‬فالمصائب التي أحاطت األمر أن أقول‪:‬‬ ‫باألمة اإلسالمية كلها من صنع أيدينا‪ ,‬وليست نقمة من ‪ 4 =2+2‬ال أقول‪ 5 :‬أو ‪ 3‬أبدا‪.‬‬ ‫الله‪ ,‬إذ إنها حصاد ما اجترحنا‪ ,‬وقد اجترحنا هذا ألننا وبناء على ذلك‪ ,‬على بناتنا أن يسلكن هذه الموضوعية‬ ‫فقدنا إدراك تقلبات األيام‪.‬‬

‫من التوجه واالتجاه مقورنا بوعي وإدراك لظروف المرحلة‬

‫حتى أن المتعبد المنغمس في عبادة الله كان منصرفا الخاصة‪ ,‬فما تفضل الله به عليكن حين هداكن إلى‬ ‫عن الجوانب األخرى من واجباته‪ ,‬وهي واجبات كبيرة في الصراط المستقيم في عبادتكن‪ ,‬هو ما يدعوكن إلى أنت‬ ‫إدراك أسباب التخلف‪ ,‬وكان عليه أال يزهد بها‪ ,‬فإذا كان تُتَ ِم ْم َن الخطوة األولى في االضطالع بمسؤوليات أخرى‪,‬‬ ‫هذا حال المتعبد فما بال التائهين؟‬

‫كالنصيحة للمسلمين والمسلمات مع القيام بمسؤوليات‬

‫فنحن إذا ذكرنا التائهين كان األمر أشد وأدهى وأمر‪ ,‬العطاء بما يتصل بمصير المجتمع اإلسالمي‪.‬‬ ‫لذا ونحن نتحدث عن المتعبدين فقد كان األولى بهم معطيات العمل اإلنقاذي يرتكز على أمن المجتمع‪ ,‬وهذا‬ ‫أن يدركوا فعالية عبادتهم‪ ,‬فال يفرطوا في مسؤولياتهم يتطلب وحدة أفراده‪ ,‬ووحدة سلوك أفراده‪ ,‬بمعنى أال يتصرف‬ ‫االجتماعية‪ ,‬بل عليهم أن يحولوا دون شياطين اإلنس‪ ,‬أحد دون أن يكون تصرفه مطابقا لسالمة المجتمع كله‪.‬‬ ‫إذ يعتدون على الحرمات وينتهكونها ويهضمون حقوق‬ ‫األمم والشعوب‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪28‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانت مهدا لحضارة تعرفن مجدها‪ ,‬ولعل الله يريد لهذه‬ ‫قال‪:‬‬

‫المدينة أن تكون مهدا لنهضة جديدة في العالم اإلسالمي‪,‬‬

‫(( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم أنت طالئعها‪ ,‬أقول‪ :‬يجب على بناتنا أال ينفردن بسلوك‪.‬‬ ‫استهموا على سفينة في البحر‪ ,‬فأصاب بعضهم أعالها طبعا الينفي هذ االجتهاد الفردي الذي يحنل نتائجه‬ ‫وأصاب بعضهم أسفلها‪ .‬فكان الذين في أسفلها إذا استقوا المجتهد حين ال تحمل وازرة وزر أخرى‪ ,‬لكن ذلك اليمنع‬ ‫من الماء مروا على من فوقهم‪ ,‬فتأذو به فقالوا‪ :‬لو أننا حين نجتهد في أن نتحمل جميعا في النهاية الوزر األكبر‪,‬‬ ‫خرقنا نصيبنا خرقا فاستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا‪ .‬أعني وزر السفينة المهددة بالغرق حين يكون االجتهاد‬ ‫فأخذوا فأسا فجعلوا ينقرون أسفل السفينة‪ ,‬فأتوهم‪ ,‬في إطار من حسن الظن المتبادل بين ركاب السفينة‬ ‫فقالوا‪ :‬مالكم؟ قالوا‪ :‬تأذيتم بنا والب ّد لنا من الماء‪.‬‬

‫وفي إطار تداول مفيد‪.‬‬

‫فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا‪ ,‬وإن أخذوا على هذا هو الشيء الذي أوصي به بناتنا‪ ,‬وأرجو من الله‬ ‫أيديهم نجوا ونجوا جميعا))‪.‬‬

‫أن يفتح القلوب للمحبة الصافية بين اإلخوة واألخوات‬

‫هل يجوز في سفينة في حالة الغرق‪ ,‬وفي بحر لجي الصادقين في أبحاثهم والصادقات ليكونوا جميعا الرعيل‬ ‫أحاط بالسفينة من كل جانب‪ ,‬هل يسمح لجماعة من األول والطليعة األولى التي تنهض في مدينة دمشق‬ ‫الركاب أن يتصرفوا_حتى لو بنية حسنة_ بطريقة ال تتفق بنهضة جديدة‪ ,‬دينية أخالقية‪ ,‬وبكلمة واحدة نهضة‬ ‫مع الصالح العام للركاب أجمعين؟‬

‫حضارية تجدد مجد اإلسالم وتجدد عزة المسلمين وتمهد‬

‫سنقول ال! يجب أن يتكاتف الجميع ويتساووا‪ ,‬ويجب السبيل لتبليغ الهداية اإلسالمية لغير المسلمين‪.‬‬ ‫كذلك أن يضطلع الجميع بالمهمة‪ ,‬ويسلكوا المسالك‬ ‫نفسها‪ ,‬ويد الله مع الجماعة‪.‬‬ ‫فيجب عليكن خصوصا في مدينة عريقة مثل دمشق التي‬ ‫تتمة‬

‫‪29‬‬


‫لوحــــة بصرية‬

‫عــــمــــران‬

‫‪30‬‬


‫خواطر‬

‫خواطر‬

‫‪31‬‬


‫خواطر‬

‫خواطرعايف التنكة‬ ‫*شلونك؟‬ ‫منيح‬‫*تشكل؟‬ ‫منشكل‪.‬‬‫*عندك سالح؟‬ ‫عندي‪.‬‬‫*يف رجال؟‬ ‫يف‪.‬‬‫*ممتاز‪....‬عندك مقرات؟‬ ‫منفتحلك مقرات‪.‬‬‫*سيارات؟‬ ‫أد ما بدك‪.‬‬‫*عندك أي باد؟‬ ‫عفوا ً؟!!‬‫*ماعندك؟! طيب عندك تاب؟‬ ‫أي عندي عندي‪..‬‬‫*ممتاز‪...‬طيب عندك تويرت؟!‬ ‫آه‪...‬ال والله ‪..‬ماعندي!‬‫*ماعندك؟!!!!! يف قائد ماعندو تويرت؟!‬ ‫والله يا معلم ماعندي‪..‬شو أعمل؟!‬‫*التعمل يش‪...‬خليك جاهل‪...‬مابتشتغل معي‪...‬عن أذنك‪.‬‬

‫ويــن؟ أيوة‪....‬طول بالك‪...‬خود و عطي‪...‬هأل بعملك‬‫تويرن‪...‬يسرت عليك‪...‬تعال!‬ ‫*أيب‪...‬حساب تويرت‪...‬مع ‪ 1000‬متابع‪...‬بس يصريو ‪10001‬‬ ‫‪...‬تبآ حاكيني‪...‬سالم عليكم‬

‫أنا المقصود‬

‫حبسوين عن طريق الخطأ‪ ..‬مل أكن أنا املقصود‪،‬‬ ‫وبعد عرش سنوات ٍ‬ ‫حبس قالوا يل‪ :‬اذهب‪ ..‬وأزالوا‬ ‫القيود‪ ..‬عذرا ً لقد رضبناك خطأً‪..‬‬ ‫أه ّناك خطأً‪ ..‬نكلنا َبك‪ ،‬ودعسنا عىل رأس كرامتك‬ ‫خطأً‪..‬‬ ‫وبالتأكيد أيها السادة‪ ..‬فقد كان إجباري عىل خلع‬ ‫ثيايب وتلذذهم بنزف خضايب‪ ،‬وحرق سجائرهم عىل‬ ‫كالذئاب‪ ..‬بالتأكيد ‪ ..‬كان خطأً‪..‬‬ ‫جسدي ونهشه‬ ‫ِ‬ ‫ومل أكن أنا املقصود‪ .‬أليس كذلك أيها السادة؟‬ ‫هل سمعتم صويت املقهور عندما نادى‪ ..‬من تحت‬ ‫رسداب‪ّ ..‬أن بريء‪ ..‬ال ترضبوين‪..‬‬ ‫ألف‬ ‫ِ‬ ‫العذاب‪ ..‬فكانوا يركلون أجزايئ‬ ‫أين لست أَقْوى عىل‬ ‫ِ‬ ‫بال تحف ٍّظ‪ ،‬حتى أحس أين يف قدري‪ ..‬ال أوازي قدر‬ ‫الذباب‬ ‫ِ‬ ‫أُمرتُ أن أتنكر لله املعبود‪ ،‬وأن أخشع لهم إن طلبوا‬ ‫خواطر‬

‫‪32‬‬


‫خواطر‬

‫مني السجود‪..‬‬ ‫أُمرت أن أركع‪ ،‬أن أقبل نعالً‪ ..‬أن أمتسح بأرجل‬ ‫الضابط الحقود‪..‬‬ ‫كل ذا كان عن طريق الخطأ‪ ..‬ومل أكن طبعاً‬ ‫مقصود‪..‬‬ ‫ونظرتُ ببالهة بعدما اسرتجعت ذاكريت‪..‬‬ ‫رقم بدالً عن اسمي‪..‬‬ ‫بعدما ظننت أين ملخص يف ٍ‬ ‫ويف القيود آرسيت‪ ..‬وملاذا أصالً إن كنت املقصود؟‬ ‫تهيونني وتصفدونني بالقيود؟ وتلعنون بالجهر‬ ‫ديني‪ ..‬وبلدي‪ ،‬وطائفتي‪ ..‬وأيب‪ ..‬وأختي وأمي الولود‪،‬‬ ‫بالطبع ال يحق يل التفرس يف وجوههم‪ ..‬أو سؤالهم‬ ‫أو التحدث مبا يزيد‪..‬‬ ‫ساقي وسعيت ُ‬ ‫أعارك الزنزانة والحدود‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أطلقت َّ‬ ‫يف طريقي نفرت نظرات الناس مني‪ ،‬فأنا مشبوه‬ ‫إرها ٌّيب حقود‪..‬‬ ‫هكذا أصبحت ألقايب‪ ..‬والتصقت باسمي‪ ،‬ونالت‬ ‫الخلود‬ ‫فلقيت املصائب ترتى‪ ..‬فاألم‬ ‫وصلت حتى باب بيتي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ماتت حزناً عىل االبن املفقود‪..‬‬ ‫خرجت ألجد زوجتي متزوج ًة‪ ..‬وأوالدي يعيشون يف‬ ‫غريب‪ ..‬والدهشة بينهم لرؤيتي تسود‪..‬‬ ‫حضن رجل ٍ‬

‫منذا الذي اقتحم رغد حياتهم؟ وأفاقهم من هدوء‬ ‫دم وذل وقيود؟‬ ‫أحالمهم؟ عىل حكايات ٍ‬ ‫ال‪ ..‬لست هدية مبناسبة العيد‪ ..‬لست حالة نادر ًة أو‬ ‫أب جديد!‬ ‫شيئاً فريد‪ ..‬قد تجدون مثيل آالفاً‪ ..‬أنا ٌ‬ ‫الحق ‪ -‬موجود هناك من‬ ‫هذا موجود يف بالدنا ‪ -‬و ِّ‬ ‫يُقتل ويعذب‪ ،‬أو ميحى من الوجود‪ ..‬ثم يقال له‬ ‫بكل عفوية وبرود‪ :‬اذهب‪ ..‬لست أنت املقصود‪..‬‬ ‫قضيت سنوات‪ ..‬مل أُسأل عن اسمي‪ ،‬وال عن‬ ‫لقد‬ ‫ُ‬ ‫هويتي‪ ..‬مل أسأل عن النفوس واألهل والجدود‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات‪ ..‬عييش زنزانة منفردة‪ ،‬عشت‬ ‫لقد بقيت‬ ‫وحيدا ً ‪ ..‬مهمشاً‪ ..‬ال عمل يل‪ ..‬ال شغل يل‪ ..‬رغم أنني‬ ‫مل أكن مقصود!‬ ‫كنت املقصود؟‬ ‫فكيف إذن إن ُ‬ ‫عشت أراين مشوهاً بجسد مكدود‪ ..‬تقابلني يف‬ ‫النظرات ملعة جمود‪ ..‬ويبقى الصمت عىل أكتافنا‪..‬‬ ‫باقياً كام هو منذ عقود‪ ..‬وتعود لرتن يف أذين عبارة‬ ‫املحقق‪ ..‬تضحكني‪ ،‬تغرقني يف شامتة السخرية‪:‬‬ ‫أنت املقصود‪..‬‬ ‫عذرا ً‪ ..‬لست َ‬ ‫كذبتم‪ ..‬بل أنا‪ ..‬أنا املقصود‪..‬‬ ‫أنا الشعب الذي أىب أن ُيحى من الوجود‪!..‬‬ ‫أصابع نصر‬

‫خواطر‬

‫‪33‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫ملخص كتاب‬

‫‪34‬‬


‫األرض مبا أنزل الله وال ائتمروا برشيعته تعاىل‪ ،‬فكرث‬ ‫الكفر والرشك وتفشت البدع واملحدثات وطغى‬ ‫فقهاء السالطني من أهل األهواء وأصحاب الفتاوى‬ ‫املأجورة‪ ،‬فدخلت األمة عرص الفنت واالنحطاط‬ ‫و َركَنت إىل أشكال االستعامر القديم والحديث‪،‬‬ ‫ملخص كتاب‬ ‫الناعم والعنيف كافة‪.‬‬ ‫يقول الله سبحانه وتعاىل‪{ :‬فَ َم ْن يَ ْك ُف ْر بِالطَّاغ ِ‬ ‫ُوت‬ ‫كتاب‪:‬‬ ‫في‬ ‫قراءة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َويُ ْؤمن بِاللّه فَقَد ْاستَ ْم َس َك بِالْ ُع ْر َوة الْ ُوثْق َ​َى الَ‬ ‫"نواقض اإلسالم"‬ ‫ان ِف َصا َم لَ َها ‪ } ...‬اآلية‪ .‬فهنا يقدم سبحانه الكفر‬ ‫بالطاغوت عىل اإلميان به‪"،‬فاإلميان بالله واإلقرار‬ ‫أبو بكر النجدي‬ ‫عاصم للدم‬ ‫بالتوحيد وحده ال يكفي أن يكون‬ ‫ً‬ ‫واملال وال ِع ْر ِض‪ ،‬ولكن حتى يُكف َر بالطاغوت وبكل‬ ‫وقع بني يدي كتيب صغري يف ورقاته‪ ،‬كبري يف قيمته‬ ‫ما يعبد من دون الله‪ ،‬وحتى يُكفَّر الكافر‬ ‫ومضمونه‪ .‬كتيب ال بد لكل منا قراءته وفهمه ونرشه‬ ‫واملرشك؛ لقوله صىل الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫ملا فيه من فائدة عظيمة وتفقه يف ديننا الحنيف‪.‬‬ ‫"من قال ال إله إال الله‪ ،‬وكفر مبا‬ ‫كتيب "نواقض اإلسالم" يعدد فيه مؤلفه موجبات‬ ‫يُعب ُد من دون الله؛ َح ُر َم ماله‬ ‫الرشك التي تُخرج مرتكبها من أهل التوحيد‬ ‫ودمه‪ ،‬وحسابه عىل الله"‬ ‫ودين اإلسالم إىل الرشك‪ ،‬يدعمها باآليات القرآنية‬ ‫‪(.‬املقدمة)‪.‬‬ ‫واألحاديث الرشيفة الصحيحة‪ ،‬مصنفة يف ‪ 30‬باب‪.‬‬ ‫أما صفات من‬ ‫فـ"اإلسالم ينتقض بالرشك مثلام أن الوضوء يُنقض‬ ‫َع َبد الطاغوت كام‬ ‫بنواقضه املعروفة‪ ،‬فاإلسالم معناه‪ :‬عبادة الله وحده‬ ‫أشار املؤلف فهي‪:‬‬ ‫أيضا‪:‬‬ ‫ال رشيك له‪ ،‬وهو كلمة الله العليا‪ ،‬ومعناه ً‬ ‫ الخوض يف االنتخابات‬‫التوحيد‪ ،‬النور الذي يلقيه الله يف قلب العبد إذا‬ ‫والرتشيح لها تأسياً باليهود والنصارى‬ ‫ص َّد َق الل َه بشهادة أن ال إله إال الله وأن محم ًدا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملرشكني {إِ َّن الَّذي َن ا ْرتَ ُّدوا َع َل أ ْدبَارهم‬ ‫عبده ورسوله‪ ،‬فيصبح له إسال ُمه نو ًرا مييش به يف‬ ‫ِّمن بَ ْع ِد َما تَ َب َّ َي لَ ُه ُم الْ ُه َدى الشَّ ْيطَا ُن َس َّو َل لَ ُه ْم‬ ‫الناس ما مل ِ‬ ‫يأت برشك ينقضه"‪( .‬مقدمة الكتيب)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َوأ ْم َل لَ ُه ْم}‪ ،‬وهي ليست إال نوعاً من أنواع عبادة‬ ‫ومن األهمية مبكان تسليط الضوء عىل الباب‬ ‫الطاغوت‪.‬‬ ‫الرابع‪" :‬رشك عبادة الطواغيت" ملا فيه من ارتباط‬ ‫ االنضامم إىل أحزاب ومنظامت ونوادي‬‫وثيق بواقعنا وما شهدناه يف ظل حكم الطواغيت‪،‬‬ ‫طواغيت الحكام العرب الذين مل يحكموا عىل‬ ‫غازي كشميم‬

‫‪35‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫لِلّ ِه ‪ } ...‬اآلية‪.‬‬ ‫ وإن من عبادة الطاغوت‪ :‬التجسس له‪،‬‬‫والخدمة يف دوائره األمنية واالستخباراتية؛ لقوله‬ ‫سبحانه‪َ ) :‬ولَ تَ َج َّس ُسوا ‪ } ...‬اآلية‪.‬‬ ‫ ومنها الذ ََّّب عنه بالقول‪ ،‬والقتال دونه؛‬‫لقوله سبحانه‪{ :‬ال َِّذي َن آ َم ُنوا ْ يُقاَتِلُو َن ِف َسبِيلِ اللّ ِه‬ ‫َوال َِّذي َن كَ َف ُروا ْ يُقاَتِلُو َن ِف َسبِيلِ الطَّ ِ‬ ‫اغوت فَقاَتِلُوا ْ‬ ‫أَ ْولِ َياءالشَّ ْيطَانِ ‪ } ...‬اآلية‪.‬‬ ‫والخالصة‪" :‬أن كل من وضع نفسه ليكون َح َج ًرا يف‬ ‫هرم الطاغوت‪ ،‬فهو ُم َوا ٍل لهو خارج من اإلسالم‪،‬‬ ‫والله سبحانه يقول‪:‬‬ ‫{ َوال َِّذي َن ا ْجتَ َن ُبوا الطَّاغُوتَ أَن يَ ْع ُب ُدو َها َوأَنَابُوا إِ َل‬ ‫شى ‪ ...‬اآلية"‪ .‬ا ه‪.‬‬ ‫اللَّ ِه لَ ُه ُم الْ ُب ْ َ‬

‫الطاغوت واملساهمة يف فعالياته تدخل يف باب‬ ‫عبادة الطاغوت‪.‬‬ ‫الدخول معه يف حلف غري متكافئ‪ ،‬فيه له‬ ‫ ‬‫اليدالعليا؛يؤدي إىل مواالته مواالة خالصة يدخلهم‬ ‫من دون الله؛ والله سبحانه يقول‪{ :‬ف َ َ​َتى ال َِّذي َن‬ ‫ِف قلُو ِبهِم َّم َر ٌض يُ َسار ِعو َن ِفي ِه ْم يَقُولُو َن نَ ْخ َش أَن‬ ‫ت ُِصي َب َنا َدآئِ َر ٌة ‪ } ...‬اآلية‪.‬‬ ‫كذلك العمل يف دوائره ومؤسساته املدنية‬ ‫ ‬‫والعسكرية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬والتج ُّند يف‬ ‫جيش ِه‪ ،‬والخدمة يف مكاتبه ورشكاته ومعامله‬ ‫ومصانعه ومزارعه وحقوله‪ ،‬والله سبحانه يقول‪:‬‬ ‫شوا ال َِّذي َن ظل ُموا َوأَ ْز َوا َج ُه ْم َو َما كَانُوا يَ ْعبُ ُدو َن *‬ ‫{ا ْح ُ ُ‬ ‫ِمن ُدونِ اللَّ ِه ‪ } ...‬اآلية‪.‬‬ ‫العمل يف خطه الرتبوي والتعليمي‪ ،‬وعىل‬ ‫ ‬‫جميع أصعدته التدريسية؛ لرتويج أفكاره ومناهجه‬ ‫املعادية لإلسالم‪ ،‬والهادفة إىل إفسادالناس‪ ،‬والله‬ ‫اب‬ ‫سبحانه يقول‪{ :‬أَ َولَ ْم يَ ْك ِف ِه ْم أَناَّ أَن َزلْ َنا َعلَ ْي َك الْ ِكتَ َ‬ ‫يُتْىل َعلَيْ ِه ْم ‪ } ...‬اآلية ‪.‬‬ ‫ومن عبادة الطاغوت‪ :‬تحرير ونرش صحفه‬ ‫ ‬‫ومجالته‪ ،‬وإصدار كتبه ومطبوعاته ومنشوراته‪،‬‬ ‫واملساهمة والعمل يف إعالمه املريئ واملقروء‬ ‫لقراءة الكتاب كامالً من خالل الرابط التايل‪:‬‬ ‫واملسموع لرتويج مبادئه وشعاراته وأكاذيبه‬ ‫وافرتاءاته؛ لتضليل الناس عن الحق‪ ،‬والله سبحانه ‪http://www.islampath.net‬‬ ‫يقول‪َ { :‬وقاَتِلُو ُه ْم َحتَّى ال تَكُو َن ِفتْ َن ٌة َويَكُو َن ال ِّدي ُن‬ ‫تتمة‬

‫‪36‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫خطة التأهب في‬ ‫حاالت الطوارئ‬ ‫منقول من مراجع شبكة حراس‬ ‫تفرض علينا حاالت الطوارئ‪ ،‬بطبيعتها‪ ،‬التوتر‪،‬‬ ‫االرتباك واالرتياب‪ .‬رد الفعل األول التلقايئ‪،‬‬ ‫يتعارض‬ ‫غالبا مع أي رد فعل عقالين‪ -‬منطقي لذا يجب أن‬ ‫تكون األعامل التي نقوم بها مخططة مسبقا‬ ‫ومتأثرة بالتفكري‪ ،‬املعرفة والتجربة السابقة‪ .‬ومن‬ ‫هنا فإن الخطوة األوىل الالزمة هي تشكيل‬ ‫" لجنة التأهب لحاالت الطوارئ والكوارث‬ ‫املدرسية "‬ ‫تتألف اللجنة من ‪ :‬مدرسني‪ ،‬إداريني‪ ،‬أولياء األمور‪،‬‬ ‫وعدد من الطالب أنفسهم‪.‬‬ ‫وظائف ومسؤوليات اللجنة ‪:‬‬ ‫ وضع وتطوير وتنفيذ خطة تأهب للطوارئ‬‫محددة‬ ‫‪ -‬تحديد وتوزيع املهام عىل األساتذة واإلداريني‬

‫حسب قدراتهم‪ .‬ال تعطي مهام خطرة‬ ‫للطالب‪.‬‬ ‫ تخطيط وتنظيم تدريبات خاصة لحاالت التأهب‬‫للطوارئ لجميع الطلبة واملوظفني مبا فيهم‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫ وضع نظام إنذار واضح يف املدرسة يعلم الجميع‬‫بوجود خطر حقيقي أو متوقع‪.‬‬ ‫ التنسيق والتواصل مع مجموعات الدفاع املدين‬‫املحيل ( إدارة مكافح الحرائق‪،‬‬ ‫اإلسعاف األويل‬

‫‪37‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫املستشفيات ) وكذلك مع أولياء األمور‪.‬‬ ‫ إدخال منهج لحاالت الطوارئ يف الخطة‬‫الدراسية‪.‬‬ ‫ تأمني وصيانة وتخزين املعدات واملستلزمات‬‫الالزم ‪ ،‬ومواد الربنامج التعليمية‪.‬‬ ‫مكونات خطة التأهب‪:‬‬ ‫‪ 1.‬معلومات التواصل كاملة مع جميع أعضاء‬ ‫لجنة التأهب ( أرقام الهاتف‪ ،‬املحمول‪ ،‬عنوان‬ ‫املنزل‪ ،‬وحتى االمييل )‪.‬‬ ‫‪ 2.‬أرقام هواتف رضورية مثل‪ :‬املشايف العامة ‪،‬‬ ‫املشايف امليدانية ‪ ،‬مركز إطفاء أو دفاع مدين‬ ‫‪ 3.‬خرائط عامة ملنطقة املدرسة وما يحيط بها‬ ‫توضح الشوارع والطرق من وإىل املدرسة‬ ‫وتسمح بتقييم مدى الخطورة حولها‪.‬‬ ‫خرائط خاصة بطوابق املدرسة وغرفها وتجهيزاتها‬ ‫ويتم تحديد النقاط التالية فيها‪ :‬أماكن‬ ‫املالجئ – طرق اإلخالء – نقاط إغالق الغاز واملاء‬ ‫والكهرباء – مناطق تحديد املواد‬ ‫الكياموية ‪.‬‬ ‫‪ .4‬نظا إنذار يُعلم جميع املوجودين يف املدرسة‬ ‫بالخطر‪.‬‬ ‫‪ .5‬قامئة بأسامء املدارس القريبة التي ميكن‬ ‫استخدامها كمالجئ‬

‫‪ .6‬تحديد نقاط التجمع وطرق اإلخالء ووضع‬ ‫الخريطة الخاصة يف كل غرفة‪.‬‬ ‫منقول من مراجع شبكة حراس‬ ‫‪http://www.childprotectsyria.org/resources/‬‬ ‫‪education-under-emergency‬‬

‫تتمة‬

‫‪38‬‬


‫طفل و ثورة‬

‫الحدود الرتكية‬

‫املصور ‪ :‬أحمد هنداوي‬ ‫‪39‬‬


‫طفل و ثورة‬

‫من مخيم جرابلس للنازحني السوريني‬

‫املصور ‪ :‬رمزي رشيّف‬ ‫‪40‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫داريــــا‬ ‫‪27\4\2014‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪41‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫دمـشــق ‪ -‬برزة‬ ‫‪13\5\2014‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪42‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.