مجلة بصيرة - العدد عشرون

Page 1


‫قامئة املواضيع‬

‫النسوية اإلسالمية و الدين الجديد ‪.................................................................................................................‬‬ ‫حاجات املجتمعات العربية و اإلسالمية إاىل حركة تربوية تجديدية ‪................................................................‬‬ ‫كيف نتعامل مع القرآن ‪..............................................................................................................................‬‬ ‫خارج السياق ‪.............................................................................................................................................‬‬ ‫أخوك ىف الله ‪................................................................................................................................................‬‬ ‫فكوا الحصار ‪...............................................................................................................................................‬‬ ‫متى نستفيق من بؤسنا ‪...............................................................................................................................‬‬ ‫تصميم من مجموعة صلة ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫خوف األسد ‪.................................................................................................................................................‬‬ ‫من قصص اللجوء ‪........................................................................................................................................‬‬ ‫الجيل و الخفي من كونية الربيع العريب يف سوريا ‪.........................................................................................‬‬ ‫ماذا سنقول و ماذا يكتب التاريخ ‪................................................................................................................‬‬ ‫من رسائل الرسول ‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫الزي النسايئ و اإلسالمي و علمنة التدين ‪.......................................................................................................‬‬ ‫لوحة بصرية ‪................................................................................................................................................‬‬ ‫خواطر ‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫ملخص كتاب اإلعالن اإلسالمي ‪......................................................................................................................‬‬ ‫خطوات عمل املسعف ‪.................................................................................................................................‬‬ ‫ألبوم بصرية ‪.................................................................................................................................................‬‬

‫العدد العرشين ‪2014‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪.41‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫كرامة إسالمية‬ ‫هناك منهجان لنرش األفكار يف‬ ‫محيطنا؛ إما بالطريقة العنيفة أو‬ ‫بالطريقة الناعمة‪ .‬العنيفة معلوم‬ ‫أنها تأيت بطريق الفرض بالقوة وتكون‬ ‫مبارشة وواضحة‪ ،‬أما الناعمة فهي أخطر‬ ‫لتدليسها وكيديتها وتسللها بكل رقة من عوامل‬ ‫أخرى وسياقات بعيدة عن سياقات ثقافتنا‪ ،‬فتعمل‬ ‫عىل خلخلة البنية األساسية لها‪ ،‬ليحل محلها ثقافة‬ ‫مختلفة عنا‪ ،‬رويدا ً رويدا ً ومن الداخل‪.‬‬ ‫إحدى تلك األفكار ما ُعرف مؤخرا ً يف الصالونات‬ ‫األدبية العاملية بـ"النسوية" وهي بحسب املعاجم‬ ‫وباختصار "االعرتاف بأن للمرأة حقوقاً وفُ َرصاً‬ ‫مساوية للرجل يف مجاالت الحياة كافة العلمية‬ ‫والعملية"‪ .‬وهناك نسوية ليربالية وأخرى ماركسية‬ ‫وثالثة متطرفة والتي يف حال عداء كامل دائم ال‬ ‫ينتهي مع الرجل‪.‬‬ ‫أصل نشوء النسوية أو الجندر غريباً علينا متاماً‬ ‫كغريه من اإلشكاليات التي تنشأ يف الغرب ويُحاك‬ ‫حولها النظريات واألفكار واإليديولوجيات إىل‬ ‫أن تصل إىل أسامع باحثينا ومفكرينا فينقلوها‬ ‫ويجرتوها (هم واملسترشقون) عىل مجتمعاتنا‬

‫لقراءته وقراءة نصوصنا الرتاثية والتاريخية‬ ‫واملقدسة‪ ،‬ويلبسونها عنوة لباساً غريباً هزلياً هزيالً‪.‬‬ ‫تدافع النسوية الغربية عن املرأة املُعنفة من قبل‬ ‫املجتمع والرجل عىل حد سواء‪ ،‬وينطلقون من أن‬ ‫اإلنسان ال يولد ذكرا ً أو أنثى وإمنا يصبح كذلك من‬ ‫خالل الرتبية االجتامعية! ويسعون لرتسيخ ثقافة‬ ‫اإلنسان الحر حتى يف اختيار جنسه! ناهيك عن‬ ‫أنها تعترب أن محاربة الديانات واأليديولوجيات من‬ ‫أساسيات قضاياها كونها (أي الديانات) – وبحسب‬ ‫فرضيتهم‪-‬ليس لها من رسالة إال إقصاء اآلخر‬ ‫املخالف‪ ،‬أو إنشاء تحزبات ورصاعات ت ّدعي فيها‬ ‫كرامة إسالمية‬

‫‪3‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫كل ديانة أنها متلك وحدها والصواب والخالص‪،‬‬ ‫ناهيك عن اتهام اإلسالم تحديدا ً بالتخلف بل‬ ‫والبعيد عن الحداثة‪ ،‬الظامل للمرأة واألقليات‬ ‫الدينية والطائفية!‬ ‫وكام هو الحال دامئاً فإن التاريخ يثبت لنا‬ ‫وجود أصداء عربية و"إسالمية" لتلك األصوات‬ ‫الغربية‪ ،‬وما عىل تلك األصداء إال أن تردد ما‬ ‫تدعو إليه كل الحركات الغربية الحداثية وغري‬ ‫الحداثية‪ ،‬منها ما بات يُعرف يف وطننا العريب‬ ‫واإلسالمي باسم "النسوية اإلسالمية" أو "الجندر‬ ‫اإلسالمي"‪ ،‬وكأننا لن ننتهي من هذه اللواحق‬ ‫املقحمة عىل إسالمنا‪ ،‬فتاريخ هذه اللواحق‬ ‫معروف لدينا‪ ،‬يُلحقون لفظة "اإلسالمي" عىل‬ ‫أي مفهوم جديد‪ ،‬عرصي‪ ،‬حدايث‪ ،‬لصبغه بصيغة‬ ‫مقبولة تُريض الذوق الغريب أوالً وتوابعهم‬ ‫من العرب املسلمني تالياً‪ .‬حتى غدا اإلسالم‬ ‫أب االشرتاكية وأخ الليربالية وابن عم الحداثة‬ ‫واألم الروحي للعلامنية‪ ...‬وما إىل هنالك من‬ ‫مسميات يخلعونها عىل اإلسالم ظناً منهم أن‬ ‫ذلك يخدم اإلسالم‪ ،‬واإلسالم بريء من هؤالء‪،‬‬ ‫ألنهم يف الجوهر ليسوا إال أدوات بأيدي ص ّناع‬ ‫املفاهيم والنظريات الغربية يط ّوعون النصوص‬

‫لتتالئم مع الثقافة الغربية وحسب‪ .‬فرسعان‬ ‫ما سمعنا عن أطروحات تدافع عن النسوية‬ ‫بأنها من قلب اإلسالم‪ ،‬بعد أن مألوا الدنيا طوالً‬ ‫وعرضاً قبل ذلك بحقوق املرأة يف املجتمعات‬ ‫العربية ومحاربة أشكال التمييز أو القضاء عىل‬ ‫العنف املامرس يف حق املرأة وأصبغوا عليها‬ ‫صفة القداسة وأصدروا البيانات والكراسات‬ ‫والتوصيات من قبة األمم املتحدة وأروقتها‬ ‫(والتي سقطت ورقة التوت عنها بعد الثورة‬ ‫السورية)‪ ،‬نادوا فيها بإصالح وضع املرأة يف‬ ‫املجتمعات العربية‪.‬‬ ‫عملية اإلصالح هذه تتم من خالل الهدم‪ ،‬أي‬ ‫هدم املسلامت الرشعية لدى املسلمني ومنها‬ ‫أنهم ينادون باعتبار القرآن املصدر الترشيعي‬ ‫الوحيد ويلغون السنة النبوية‪ .‬كام ال يخفى عىل‬ ‫املتابع اعتامدهم عىل أسباب النزول أو رفض‬ ‫بعض التفسريات للنص القرآين طاملا ال يتناسب‬ ‫مع منهجهم‪ .‬وعملية الهدم هذه تطال حتى‬ ‫الفقه اإلسالمي والفقهاء باتهامهم باتباع آرائهم‬ ‫الشخصية وأهوائها!‬ ‫وآخر تقليعاتهن‪/‬م أن اعتلت إحداهن املنرب‬ ‫وخطبت خطبة العيد (عيد األضحى املبارك‬ ‫املايض)‪ ،‬من منطلق النسوية اإلسالمية ومامرسة‬ ‫كرامة إسالمية‬

‫‪4‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫املرأة لحقوقها املحرومة منها يف املرشق العريب‬ ‫بسبب طغيان الخطاب الذكوري والتفسري‬ ‫الذكوري للنصوص املقدسة‪ ،‬بعدما مهدت‬ ‫الطريق لها زميلتها الغربية "الفيمينيست"‬ ‫وأَ ّمت الصالة يف الرجال والنساء عام ‪،2005‬‬ ‫وطالبت مرارا ً وتكرارا ً قراءة القراءة وتفسريه‬ ‫أنثوياً ال ذكورياً‪ ،‬معلنة ديناً "إسالمياً" جديدا ً!‬ ‫تعالت بعدها التربيرات واملرافعات عن فعلتها‬ ‫مستندين إىل البحث يف السنة النبوية إليجاد‬ ‫حالة مامثلة‪ ،‬فكان أن وجد أحدهم قصة أم‬ ‫ورقة الصحابية وكيف أمرها الرسول صىل الله‬ ‫عليه وسلم أن تؤم أهل دارها من رجال ونساء‪،‬‬ ‫علامً أن أهل دارها هم "جارية وغالم" فيام نُقل‬ ‫من أخبار السرية‪ ،‬ثم إن أم ورقة كانت لها مكانة‬ ‫كبرية كونها حافظة للقرآن‪ ،‬رجع إليها الخليفة‬ ‫أبو بكر ريض الله عنه عند جمعه للقرآن من‬ ‫البيوت وصدور الحفظة‪ ،‬فهل تلك النسوة‬ ‫اللوايت يؤم ّن الصالة ويعتلني املنابر وصل ّن إىل‬ ‫مقام أم ورقة؟ أو إىل مقام الشيخات الصالحات‬ ‫العابدات الناسكات املحدثات الفقيهات كام‬ ‫جاءت سريتهن يف كتب "أعيان العرص" للصفدي‬ ‫أو "بداية ونهاية" ابن كثري وغريها‪ ،‬ومل يبق‬

‫عليهن من الدور املناط بهن يف مجتمعهن إال‬ ‫إمامة الصالة؟! وبأي منطق يتم الخلط بني‬ ‫واجب التفقه يف العلوم الرشعية وبني الحق يف‬ ‫اإلمامة والخطابة؟!‬ ‫والجدير بالذكر أن تلك الصحابية نفسها هي‬ ‫التي مل يأذن لها النبي صىل الله عليه وسلم‬ ‫الخروج يف غزوة بدر وقال لها‪" :‬ق ّري يف بيتك‪،‬‬ ‫فإن الله تعاىل يرزقك الشهادة"‪( .‬أبو داوود)‬ ‫فيسقطون أصحاب حقوق املرأة والنسوية‬ ‫من تلك الرواية ما ال يعجبهم وال يتناسب مع‬ ‫منهجهم يف فهم اإلسالم يف مسألة خروج املرأة‬ ‫إىل الحياة العامة أو قرارها يف البيت‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن الجزء األخري من هذه الرواية‪ ،‬وهي أن‬ ‫قاتال أم ورقة "الغالم والجارية" عندما أىت بهام‬ ‫الخليفة عمر وأقرا فعلتهام أمر بصلبهام‪ ،‬فكانا‬ ‫أول مصلوبني يف املدينة‪ ،‬وهذا الفعل نجد من‬ ‫يستنكره أصحاب مذهب الالعنف وأصحاب‬ ‫الدين الجديد‪ ،‬ويرفضونه كونه يتعارض مع‬ ‫تعاليم اإلسالم السمحة ورسالته الرحيمة‪...‬‬ ‫الطريف باألمر أن هؤالء أنفسهم‪ ،‬منارصو‬ ‫حقوق املرأة و"نسويتها"‪ ،‬يرفضون "اإلسالم‬ ‫السيايس" الرتباطه يف مخيالهم باإلرهاب‬ ‫واإلخوان أو ببساطة ألن الغرب يرفضه وال يقبل‬ ‫كرامة إسالمية‬

‫‪5‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫بوجود دولة ذات حكم إسالمي أو دولة تتداخل‬ ‫فيها السياسة والدين‪ ،‬لكن عندما يأيت الحديث‬ ‫عن املرأة وعن حقوقها ت ُسل األقالم ويسخرون‬ ‫أنفسهم للدفاع عن حقوقها السياسية كاملة‬ ‫حتى بلوغها سدة الرئاسة! إال أن املرأة التي‬ ‫يريدون عىل شاكلة املرأة "املودرن" واملفهوم‬ ‫الغريب الحداثوي لها‪ .‬ويحرضنا هنا كتقريب‬ ‫للفكرة ما وجدناه يف صفحات أول صحيفة‬ ‫عربية يومية لندنية كام عرضوا لحياة مقاومة‬ ‫برازيلية سابقة أصبحت أول رئيسة للربازيل‬ ‫ضمن حقل "السياسة حياة"! بينام ويف حقل‬ ‫آخر "إسالم سيايس وتسامح" ضمن الجريدة‬ ‫نفسها لن تجد إال نفث السموم يف املقاالت‬ ‫للنيل من اإلخوان كمثال عن اإلسالم السيايس‬ ‫"اإلرهايب"‪ ،‬ما سيكرس يوماً بعد يوم‪ ،‬وجيالً بعد‬ ‫جيل تالزم الصورة النمطية لإلسالم اإلرهايب إذا‬ ‫ما تدخل بالسياسة ليسحبوه شيئاً فشيئاً من‬ ‫الحياة العامة ويغدو خاصاً بحياة األفراد فقط‪،‬‬ ‫وقد بات معلوماً أن شيطنة العامل الحيس مبا‬ ‫فيه العامل السيايس يعود بجذوره إىل املسيحية‬ ‫حيث اعترب املسيحيون األوائل أن قوى اإلنسان‬ ‫الذي يتحالف مع السياسة (القوة والعنف)‬

‫يكون متوافقاً مع قوى شيطانية‪( .‬عىل حد‬ ‫تعبري ماكس فيرب يف كتابه ‪le Savant et le‬‬ ‫‪)Politique‬‬ ‫أما املرأة فيحق لها املقاومة والتمرد والنضال‬ ‫السيايس حتى تنال حقوقها‪ ،‬بل ويحق لها إمامة‬ ‫الناس إلثبات أن اإلسالم متحرض مدين حداثوي‪...‬‬ ‫أعطى لها حقوقها كاملة والعيب يف الرجل‬ ‫الرشقي الذكوري املتخلف الذي سلبها تلك‬ ‫الحقوق!‬ ‫كالمي أعاله ال يعني أبدا ً أننا ال نعاين من أزمات‬ ‫متعددة عىل الصعيد األخالقي والتطبيقي لفهم‬ ‫القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬بل إنني أؤكد‬ ‫عىل املخاطر التي يواجهها مجتمعنا العريب‬ ‫اإلسالمي والتي إن مل نجد لها حلوالً رسيعة‬ ‫وجذرية يف ظل هذه الفوىض األخالقية والقيمية‬ ‫التي انبعثت مع الثورات العربية‪ ،‬فإننا سنظل‬ ‫أمة بعيدة عن ركب الحضارة اإلنسانية‪ ،‬وعن‬ ‫ينبوع اإلسالم نفسه‪.‬‬

‫كرامة إسالمية‬

‫‪6‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫حاجة المجتمعــــات العربيــــــة‬ ‫واإلسالمية إلى حـــركة تربوية تجديدية‬ ‫ماجد عرسان الكيالني‬ ‫ماجد عرسان الكيالين‬

‫‪7‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫إن أهم ما تحتاجه املجتمعات العربية واإلسالمية‬

‫يعمل علامء الرتبية املجددون عىل القيام بأمرين‪:‬‬

‫هو حركة تربوية – تجديدية تعي التحوالت‬

‫األول‪ :‬تربية الجامهري واستنقاذها من ثقافة القطيع‬

‫التي تجري خالل (الحقبة الزمنية) التي متر بها‬ ‫ثم (تتكامل) مع قوى التنفيذ واإلدارة لبلورة‬ ‫االسرتاتيجيات التي تتطلبها تحديات الحقبة‬ ‫وحاجاتها‪ ،‬وتريب األكرثية لتنهض مبسؤولياتها‬ ‫ولتتكامل مع العامل املحيط مبا يجسد إنسانيتها‬ ‫ويحررها من ثقافة القطيع ويؤهلها للتفكري الناقد‬ ‫والقرار املستقل بدل اإلبائية والعصبيات املحلية‬ ‫التي تروضها للتكيف لتحديات الواقع واإلذعان‬ ‫لضغوطه ومشكالته‪.‬‬ ‫وهذا هو جوهر ما جاء به اإلسالم وعكسه هو‬

‫ومدجنات العصبيات الحزبية والطائفية واملذهبية‬ ‫واإلقليمية والقبلية‪ ،‬وإعادة إنسانيتها الراقية القادرة‬ ‫عىل صنع قياداتها واملشاركة يف مناقشة أعاملها‬ ‫وتقييمها‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬تطوير خطاب خاص للمرشحني من النخب‬ ‫القوية؛ الستالم الحكم والقيادة؛ لتزكية من لديهم‬ ‫قابلية الشفاء من الطغيان ومرض انتفاخ الشخصية‬ ‫أمام األقرباء‪ ،‬وتقلصها أمام الغرباء‪ ،‬ولالرتقاء‬ ‫بإرادتهم إىل درجة التقزز من وجود (نخبة طاغية)‬ ‫ترتبع فوق األكرثية وتفرض عليها أفكارها وتجردها‬

‫الصنمية‪.‬‬

‫من إدارتها وتفكريها‪ ،‬واالرتقاء بعقولهم إىل درجة‬

‫ولتقوم الحركة الرتبوية – الفكرية – التجديدية‬

‫الوعي بأخطار انقسام املجتمع إىل نخبة سلطوية‬

‫املنشودة بإرجاع إنسانية اإلنسان العريب واملسلم‬

‫وجامهري مدجنة‪.‬‬

‫الحديث‪ ،‬ولتنهض بهذا الواجب البد من طليعة‬

‫املبدأ الثاين ‪ :‬اإلنسان املجدد إنسان محب لإلنسانية‪،‬‬

‫واعية تراجع موروثاتها الفكرية واالجتامعية‬ ‫والسياسية وتلتزم باملبادئ اآلتية‪:‬‬ ‫املبدأ األول‪ :‬الوعي مبخاطر العصبيات النخبوية‬

‫متواضع‪ ،‬يؤمن بالحوار واالقتناع‪ ،‬ويرفض االنفعال‬ ‫والعنف‪ ،‬ويخضع أعامله للتفكري والنقد الواعي‪.‬‬ ‫ماجد عرسان الكيالين‬

‫‪8‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫واملجددون يقنعون بصواب مواقفهم ولكنهم‬

‫التفكري واالختيار وتحويله إىل الصنمية واألصنام‪.‬‬

‫يحرتمون حق اآلخرين يف أن يعتربوا أنفسهم عىل‬

‫واألذى هو إرساع الطامعني من خارج الستثامر‬

‫صواب كذلك‪.‬‬

‫آثار الرضر الداخيل وما يحدثه يف األمة من طغيان‬

‫واملجددون ال يقرصون حق التمتع اإلنسانية عىل‬

‫واستضعاف يعجزانها عن تحمل مسؤولياتها وحل‬

‫الرجال دون النساء‪ ،‬وال عىل الغني دون الفقري‪،‬‬

‫مشكالتها وتلبية حاجاتها‪.‬‬

‫وال عىل املؤمن دون الكافر‪ ،‬وال يستنكرون عىل أي‬

‫املبدأ الرابع‪ :‬ال يعتربون أنفسهم مالكني للتاريخ‬

‫إنسان مهام كان جنسه أو دينه أو مذهبه أو طبقته‬ ‫بحق التفكري وحق التعبري واالختيار‪ .‬فاالعتداء‬ ‫عىل أي من هذه الحقوق هو إساءة بالغة يف حق‬ ‫اإلنسانية يستنكرها املجددون – خاصة اإلسالميني‬ ‫األصالء‪ -‬ويجاهدون ضدها بكل ما ميلكون‪.‬‬ ‫واملجددون ال يحاولون سحق خصومهم وإمنا‬ ‫يحاولون إقناعهم وتحويلهم ملنارصة أفكارهم‬

‫ويوقنون أنه من املستحيل أن يعمل أحد عىل وقف‬ ‫حركته أو ترسيعها ودفعها قبل أوانها أو تحويل‬ ‫مسريتها دون عقوبة‪ .‬ولذلك يعي املجددون كيفية‬ ‫املشاركة يف الحقب التاريخية ويفقهون مظاهر‬ ‫حكمة التخطيط الالزم ملعالجة التناقضات التي‬ ‫تحدث خالل مسار الحقبة التاريخية‪ ،‬ويتعاملون‬ ‫معها طبقاً لسننها وقوانينها‪ .‬وهم يحسنون وعظ‬

‫والعمل معهم‪.‬‬

‫جامهري األغلبية وأفراد النخب القوية‪ ،‬ويجادلون‬

‫املبدأ الثالث‪ :‬يسرتشدون بقوله تعاىل (لن يرضوكم‬

‫النخبة املثقفة املفكرة بأحسن مام عندها خالل‬

‫إال أذى)‬

‫التقلب بني التناقضات املذكورة ليستعيد جميع‬

‫وهو بهذا يفرقون بني الرضر الذي هو مرض أسايس هؤالء إنسانيتهم ويشاركوا يف حمل مسؤولياتهم‪.‬‬ ‫داخيل حقيقته تدمري إنسانية اإلنسان وسلبه حرية‬ ‫تتمة‬

‫‪9‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫كيف‬ ‫نتعامل‬ ‫مع القرآن ؟‬ ‫محمد الغزايل‬ ‫انفصال العلم عن الحكم‪ :‬أنا ال أشك ىف أن الفقه‬ ‫اإلسالمى تأثر بانحراف الحكم ىف العامل اإلسالمي‪٬‬‬ ‫وميكن أن أتصور األمر عىل النحو اآلىت‪ :‬كانت‬ ‫دولة الخالفة الراشدة دولة متثل اإلسالم متثيالً‬ ‫هو األقرب إىل عهد النبوة‪ ..‬وال شك أن سياسة‬ ‫الحكم‪ ٬‬وسياسة املال‪ ٬‬واملفاهيم العامة للحضارة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ولالنطالق اإلسالمى استمرت مبسريتها‬ ‫الصحيحة‪ ٬‬وكان هذا الفهم مسيطرا ً عىل دولة‬ ‫الخالفة‪ ..‬ثم حدث تحول ينبغى أن نقف بإزائه‬ ‫قليالً‪ ٬‬لقد تحولت دولة الخالفة إىل ملك‪ ٬‬وىف‬ ‫النظام امللىك الذى أقامه معاوية رىض الله عنه‬ ‫محمد الغزايل‬

‫‪10‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫ننصف الرجل فنقول‪ :‬أنه ظل وفياً النتامئه اإلسالمى‬ ‫وزعم أنه سوف يخدم اإلسالم أكرث مام خدمه الخلفاء‬ ‫الراشدون‪ ٬‬أو عىل األقل أكرث من خصمه األخري‪٬‬‬ ‫عىل بن أىب طالب رىض الله عنه‪ ..‬أنا أقدر منه عىل‬ ‫خدمة اإلسالم‪ .‬ومىض ىف طريقه‪ ٬‬فحدث تحول‬ ‫بيقني ىف قضايا إسالمية مهمة وبدأ يتجمد الفقه‬ ‫السيايس والدستوري للدولة‪ ..‬كام تجمد فقه العالقات‬ ‫االقتصادية واملالية‪ .‬وبدأ يتجمد فقه العالقات‬ ‫الدولية‪ ٬‬كذلك‪ ..‬هنا نجد األمئة الذين قادوا األمة‬ ‫علمياً‪ .‬وهم مشهورون‪ :‬أبو حنيفة ومالك والشافعى‬ ‫وابن حنبل‪ ٬‬وهم فقهاء‪ ٬‬التزموا ناحية فروع الفقه‪٬‬‬ ‫كام التزم املحدثون رواية السنن‪ ..‬وغلب عىل هؤالء‬ ‫وأولئك الرغبة ىف أال يصطدموا بالنظام القائم‪ ٬‬ألن‬ ‫النظام القائم اصطدم به الخوارج وهؤالء ليس‬ ‫لديهم فقه‪ ٬‬فنكل بهم النظام تنكيالً قطع دابرهم‪٬‬‬ ‫وأيأس الناس من أن يكون هناك مجال إلصالح سياىس‬ ‫باملعنى الذي يعود باألمة إىل دولة الخالفة‪ ..‬واكتفى‬ ‫األمئة بأنهم قبلوا األمر الواقع‪ ٬‬واستفاضوا ىف رشوح‬ ‫العبادات واملعامالت عىل النحو الذى وصل إلينا‪..‬‬ ‫كان من املمكن أن ينكشف رضر هذا املسلك لو أنه‬ ‫حدثت عودة إىل دولة الخالفة‪ ٬‬لكن الذي حصل أنه‬ ‫جاءت الدولة العباسية بعد الدولة األموية‪ ٬‬فوقع‬ ‫ىف نفوس الناس يأس من أن يحقق اإلسالم مبفهومه‬ ‫الكامل مائة باملائة‪ ٬‬فاكتفوا بتحقيق الناحية الفرعية‬

‫ىف فقهه‪ ٬‬والناحية العبادية الفردية‪ ٬‬وتأثرت السياسة‬ ‫اإلسالمية تأثرا واضحا‪ ٬‬وانهزمت الشورى انهزاماً‬ ‫واضحاً‪ ٬‬ووقع لألمة ما وقع‪ .‬ولكن الشك أن اإلسالم‬ ‫ىف جملته بقى‪ ..‬وأن امللوك الذين تبنوا اإلسالم تبنوا‬ ‫منه املجموع من املعارف التى ال تصطدم بوجودهم‪٬‬‬ ‫وال بأحوالهم االقتصادية التى تحيط بهم أو يشكلونها‬ ‫لحراسة سلطتهم‪ ..‬ومن خرج عىل هذا الخط‪ ٬‬إما‬ ‫تصوف وابتعد‪ ٬‬أي انسحب من امليدان بالتصوف‪٬‬‬ ‫وإما عاش يتحمل شيئاً من األذى‪ ٬‬ويبقى الكيان‬ ‫اإلسالمى نظرياً‪ ،‬وقد تستبقيه الحكومات القامئة‬ ‫لينجح ىف أداء هذا املعنى لالحتفاظ بالصورة النظرية‬ ‫لإلسالم‪.‬‬ ‫ولهذا فإن العلم املستمد من القرآن الكريم والسنة‬ ‫الصحيحة‪ ٬‬انفصل عن الحكم من عرص مبكر‪٬‬‬ ‫وانكمش‪ ٬‬وأصبح تعليقاً مرا ً والذعاً عند واحد مثل‬ ‫الحسن البرصى ملا قيل له‪ :‬لص مأخوذ إىل الحاكم‪٬‬‬ ‫قال‪ :‬سبحان الله‪ ٬‬سارق الرس يسعى به إىل سارق‬ ‫العالنية‪ ..‬فهو يرى أن الحاكم املستغل لص وأن‬ ‫اللص الصغري يقاد إىل اللص الكبري‪ ،‬واكتفى بهذا‬ ‫التعليق‪ .‬لكن‪ ٬‬هل يستطيع أن يتحول إىل ثائر؟ هو‬ ‫رأى مصارع الخوارج‪ ٬‬وبطش الحجاج بالشعوب‪٬‬‬ ‫فرأى أنه ميكن استبقاء اإلسالم علمياً ونظرياً وتربوياً‬ ‫بالطريقة التى ميىش بها‪ ..‬وهكذا مىش غريه من‬ ‫الدعاة والوعاظ والعلامء ‪ ..‬لقد أعقب ضياع الحكم‪٬‬‬ ‫تتمة‬

‫‪11‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫وانفصال العلم عن الحكم أو الثقافة عن السياسة‪،‬‬ ‫انفصال آخر فيه خطورة شديدة عىل األمة وهو‬ ‫أن العلم اإلسالمى انقسم بني فقهاء ومتصوفة‪ ٬‬مع‬ ‫أن الرتبية التى أساسها العقيدة واألخالق‪ ٬‬جزء من‬ ‫مقاصد القرآن الذى جاءت آياته لتدريب األمة عىل‬ ‫العقيدة واألخالق بطرق شتى‪ .‬فوجد فقهاء يشتغلون‬ ‫باملعامالت وبظواهر العبادات ووجد مربون‬ ‫يشتغلون باألخالق والرتبية‪ ٬‬فكثري من هؤالء فقدوا‬ ‫الناحية الروحية التى فيها حرارة وعاطفة‪“ ٬‬وهم‬ ‫الفقهاء”‪ ٬‬وكثري من أولئك فقدوا الناحية العلمية التى‬ ‫فيها ضوابط وقانون‪ ٬‬فنشأ عن هذا زلزلة ىف الفكر‬ ‫اإلسالمى‪ .‬ذلك أن انفصال الفقه عن التصوف‪ ٬‬أو‬ ‫انفصال التصوف عن الفقه‪ ٬‬أضاع األمة‪ ٬‬فوجد ناس‬ ‫متعبدون مبتدعون ال وعي لهم‪ ،‬ووجد مشتغلون‬ ‫بصور العبادات وصور الفقه وليست لهم روح أو‬ ‫خشوع‪ ٬‬وشكا من هذا ابن تيمية‪ ،‬وبعض علامء‬ ‫الحديث رحمهم الله‪.‬‬ ‫فعملية الفقه إمنا استخدمت ىف القرآن ملعنى أوسع‬ ‫بكثري من املعنى االصطالحى الفقهي‪ ..‬إنه الفقه‬ ‫الحضاري بكل ما تشمل كلمة حضارة من أبعاد‬ ‫املعنى اللغوي‪ ٬‬معروف ىف اصطالح الفقهاء‪ ،‬هو‬ ‫هذا العلم املتصل بأحكام العبادا ت واملعامالت‪..‬‬ ‫أما املعنى الشامل للفقه كام ورد ىف القرآن‪ ٬‬فكان‬ ‫الكالم فيه مستبعدا ً‪ ،‬ألن الحاكم كان يرفض أن يكون‬

‫الكالم ىف الشورى‪ ،‬وحدود ما له وما عليه‪ .‬أقصد‬ ‫أنهم حرصوا كلمة `الفقه `يف قول الرسول صىل الله‬ ‫عليه وسلم "من يرد الله به خريا ً يفقه يف الدين"‪،‬‬ ‫أى بالحكم الترشيعي‪ .‬نسوا الفقه باملعنى اللغوي‬ ‫الشامل‪ ٬‬وغلب االصطالح‪ ،‬حتى لتستغرب كلمة فقه‬ ‫اللغة‪.‬‬ ‫املهم أن كلمة "فقه" من الناحية اللغوية لها أبعاد‬ ‫غري ما استقر ىف األذهان‪ ..‬فنجد أن هناك فقهاً للفلك‪٬‬‬ ‫وفقهاً للنفس‪ ٬‬وفقهاً لألخالق‪ ٬‬وفقهاً للحضارة‪ ٬‬وهذا‬ ‫ما نلمحه من قوله تعاىل‪{ :‬فالق اإلصباح وجعل الليل‬ ‫سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز‬ ‫العليم} إىل أن يقول‪{ :‬وهو الذي أنشأكم من نفس‬ ‫واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا اآليات لقوم‬ ‫يفقهون}‪ .‬ما الفقه هنا إال معرفة مستقر النفس‬ ‫اإلنسانية قبل أن توجد وهي يف الرحم ألن اآلية‪:‬‬ ‫{نقر يف األرحام ما نشاء}‪ .‬فالنظرة الشاملة هي‬ ‫النظرة الصحيحة للدراسات القرآنية‪ ٬‬وال ميكن الرضا‬ ‫بنظرة جزئية‪ ..‬والنظرة الجزئية‪ ٬‬عندما سادت الفكر‬ ‫اإلسالمي‪ ٬‬نشأ عنها ما يشبه الجسم املشلول يف بعض‬ ‫أطرافه‪ ٬‬أو يف بعض أجهزته مع بقاء أجهزة أخرى‬ ‫حية‪ ..‬إنه ال يستطيع أن يؤدي وظيفته ما دام الشلل‬ ‫أو الخطر جمد بعض األجهزة أو بعض األعضاء‪ ..‬البد‬ ‫من النظرة الشمولية للقرآن كله‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تتمة‬

‫‪12‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫خــــــارج‬ ‫السياق‬ ‫بقلم الوحيد‬

‫الوحيد‬

‫‪13‬‬


‫زاوية ميدانية‬

‫تأيت فُجاء ًة املروحية الفاجرة تحمل قنابل ساقطة‪،‬‬ ‫ال تستطيع معها حيلة سوى أن تنزل امللجأ و تحمل‬ ‫بيدك ما تستطيع من أطفال‪،‬‬ ‫إن كنت جلدا ً حملتاثنني وإن كنت مثيل فواحد‪ ،‬تبقى‬ ‫الفتاة املصابة بالتو ّحد وحيدة يف الغرفة تقبع عىل‬ ‫كرسيها املتح ّرك ال تدري ما الذي يجري حولها ورمبا‬ ‫كانت تدري! ما استطاع أح ٌد الوصول إليها يف جلبة‬ ‫املفاجئة وفزع يصيبك من هدير املروحية الفاجرة‬ ‫تراوح فوق رأسك‪ ،‬ورمبا مل يلحظ وجودها أحد !‬ ‫ال وقت يسمح بالنزول إىل امللجأ فبضعة أمتا ٍر مسافة‬ ‫طويلة ج ّدا ً عندما تكون املروحية الفاجرة تراوح فوق‬ ‫رأسك ترتبّص االنقضاض بقنابلها الساقطة‪ ،‬فتُهرع إىل‬ ‫عل جدران املمر‬ ‫املمر بني غرفتني تجلس فيه القرفصاء ّ‬ ‫متنع عنك وعنأطفالك الشظايا إذا ما نزلت القنبلة‬ ‫الساقطة قريباً من دارك !‬ ‫يف املمر ثالثة عرش روحاً ترتقب القدر بعج ٍز كامل‪،‬‬ ‫تتسارع األنفاس و تدور ِحلق العيون‪ ،‬األم تكتنف‬ ‫أصغر أطفالها إىل صدرها و األب يتمتم بالشهادتني‬ ‫انظر أنا خالل الباب ألرى تلك الفتاة املتو ّحدة الزالت‬ ‫عىل كرسيها املتحرك وحيدة بال حول أو ق ّوة‪ ،‬تلتقي‬ ‫عيني بعينيها لثانية واحدة أو اثنتني !!‬ ‫ّ‬ ‫ثانية واحدة فقط أفقد معها كل شعو ٍر باإلنسانية كل‬ ‫ٍ‬ ‫إحساس بالرجولة‪ ،‬هذا هو أنت يف مواجهة املوت‪،‬‬ ‫عارياً متاماً أمام ذاتك !! ثانية واحدة فقط !!!‬

‫عايف التنكة‬

‫يا الله !!!!!!‬ ‫كم كشفت مواجهة املوت للذات من حقائق كنت‬ ‫أجهلها !!!‬ ‫ثوانٍ و تهوي القنبلة الساقطة ولها صفري بل هدير‪ ،‬و‬ ‫يبدأ الرصاخ والعويل‪ ،‬ثم تنفجر !!!‬ ‫الحمد لله مل تسقط فوقنا ‪...‬‬ ‫بل قريباً من دا ٍر مجاورة لتقتل سبعة !!!‬ ‫كل‬ ‫يف الصباح تدير التلفاز لتنظر يف األخبار‪ ،‬فتقرأ ّ‬ ‫األهوال التي عاينت باألمس يقرأها الناس و ال يلقون‬ ‫لها باالً عىل الرشيط اإلخباري بالصيغة التالية ‪:‬‬ ‫"مقتل سبعة مدنيني بسقوط برميل ألقته مروحية‬ ‫للنظام يف مدينة كذا ‪"..‬‬ ‫ال بأس ‪....‬‬ ‫اللهم إنك تعلم فجور عدونا وضعف قوتنا وقلّة‬ ‫حيلتنا وسوء طويتنا وتراخي شكيمتنا وفساد قلوبنا‬ ‫وما أنت أعلم به بأنفسنا من أنفسنا‪...‬‬ ‫اللهم اجمل علينا بالسرت يف الدنيا واآلخرة ومتّم‪،‬‬ ‫اللهم ونسألك أن ال تعذبنا بالنار وأن تدخلنا الجنة‬ ‫عاملنا مبا أنت أهله وال تُهلكنا مبا نستحقه‬ ‫والحمد لله رب العاملني‬

‫‪2014/10/4‬‬ ‫تتمة‬

‫‪14‬‬


‫أدب الثورة‬

‫أخوك في اهلل‬ ‫الســــــوري‬

‫سارة‬

‫‪15‬‬


‫أدب الثورة‬

‫أخـــوك يف الله أخوك يف الله هو إنسان تقابله ألول‬

‫بأهوائهم ‪ ..‬وقد يالقي ضعف ما تالقي أنت من الظلم‬

‫مرة ‪ ..‬فيبتسم عىل الفور إذ يعرف أنك من مهاجري‬

‫فقط ليدفع عنك نظرة القسوة يف عيون املفسدين‪.‬‬

‫الشام ‪..‬‬

‫أخوك يف الله ‪ ..‬هو الوحيد الذي يجعلك تبتسم‬

‫يحزن لغربتك‪..‬‬

‫وتطمنئ ‪ ..‬خالل غربتك الحزينة‬

‫يعتذر عن تقصريه يف مساندتك ‪ ..‬ويخربك بأن روحه‬

‫هو الوحيد الذي يجعلك تشعر بالقوة ال بالوهن ‪..‬‬

‫تهفو لدفع الظلم عن أهلك ‪..‬‬

‫هو الوحيد الذي يشحن قلبك بالعزمية ال بالرتاخي ‪..‬‬

‫يؤكد لك بأن أرضك هي أرضه ‪ ..‬وأن معركتك هي‬ ‫معركته ‪ ..‬وأنه من األنصار وأنك املهاجر ‪ ..‬وأن بيته‬ ‫الصغري هو بيتك حتى يقيض الله أمرا كان مفعوال‪.‬‬

‫بلغوا عني ولو آية‬

‫أخوك يف الله هو من تشهد يف عينه محبة لن تراها إال‬ ‫يف عني أخيك ‪..‬‬ ‫هو ال يريد منك شيئا ‪..‬‬ ‫يحبك يف الله ‪ ..‬يحميك يف الله ‪ ..‬يتعاطف معك يف‬ ‫الله‪ ..‬يعطف عىل وحدتك يف الله ‪ ..‬ويواسيك يف‬

‫“ إ ّن اللّه يُحب س ْمح‬ ‫البيع س ْمح الرشاء‬ ‫س ْمح القضاء “‬

‫غربتك فقط يف الله‪.‬‬ ‫صححه األلباين‬

‫أخوك يف الله هو من يقف يف وجه أبناء بلده إن‬ ‫جاروا عليك ‪ ..‬فيحتمل األذى يف الدفاع عنك ضد‬ ‫املتعصبني وضد املتطريين وضد من باعوا دينهم‬ ‫تتمة‬

‫‪16‬‬


‫أدب الثورة‬

‫ّ‬ ‫فكــــوا‬ ‫الحصار‬

‫سارة‬

‫سارة‬

‫‪17‬‬


‫أدب الثورة‬

‫ قومي أم أمين ‪ ،‬عطيني غراض الفالحة بدنا نزرع السنة‬‫ محتار يا أم أمين ‪ ..‬محتار‬‫أزرع األرض و أتعب بعدين يحرقوها الشبيحة أدام عيوين و ناكل و نطعمي الجريان !‬ ‫ لك شو بدك تزرع و النظام بيحرقو ؟!!! قال بدك‬‫؟ و ال ضل عم اصفن و شوف املوسم عم يروح و ما‬ ‫تطعمي الجريان قال ! مو لتطعمي ابنك الصغري اليل من‬ ‫ساوي يش ؟‬ ‫ آخ شو بدك بالتعب و الشقا ! ما بكفي موسمني انحرقوا يومني ما داق لقمة ؟؟‬‫ الحصار بدنا نفكوا ! و محمد بدو ياكل و يشبع ‪ ،‬و‬‫؟ لسا عندك أمل ما ينحرق ؟؟‬ ‫الجريان بدن ياكلو كامن ! عطيني غراض الفالحة عم قلك‬ ‫ األمل بالله ‪..‬‬‫!‬ ‫___________‬ ‫مل يكن من السهل العمل رغم الحصار ‪ ..‬و مل يكن من‬ ‫السهل عىل أيب أمين العمل رغم انقطاع األمل عند من‬ ‫يلق منهم سوى اإلحباط و السخرية ‪..‬‬ ‫أبو أمين رجل بسيط ولد يف الكروم و األرايض الخرضاء ‪ ..‬حوله ‪ ..‬مل يكن َ‬ ‫ابن دوما اباً عن جد ‪..‬‬ ‫و كانت شعلة نار بيد شبيح قادرة عىل أن تضيع كل هذا‬ ‫سبعني عاماً حفروا عىل برشته أخاديد عميقة ‪ ..‬وسعت ‪..‬‬ ‫متعب من دموع و عرق ‪..‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫و لكن الله القادر الحامي ‪..‬‬ ‫و مل مير فيها فرح منذ عامني ‪..‬‬ ‫_____________‬ ‫مل تجف دموعه التي هطلت ألول مرة أمام طفله الصغري‬ ‫ تفضل جار ‪ ..‬هي أول كيس قمح من قمحات هاألرض‬‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬خود و ادعيلنا ‪..‬‬ ‫استيقظ يوم الحصاد يف العام املايض ليجد الشبيحة قد‬ ‫و ما زالت األخاديد يف برشته تحفر عميقاً ‪ ..‬لكنها مل تعد‬ ‫حرقوا له املوسم الزراعي ‪..‬‬ ‫حكرا ً عىل اآلهات و الدموع ‪ ..‬فحني الحصاد جرى فيها‬ ‫و ما زالت القشعريرة تنتابه كلام فكر يف الزراعة هذا‬ ‫نوع آخر من الدموع ‪):‬‬ ‫العام ‪..‬‬ ‫_____________‬ ‫تتمة‬

‫‪18‬‬


‫أدب الثورة‬

‫متى‬ ‫نستفيق‬ ‫من بؤسنا ؟‬ ‫إبراهيم شيبان‬

‫إبراهيم شيبان‬

‫‪19‬‬


‫أدب الثورة‬

‫متى نبدأ بالعيش عىل املنهج الذي خلقنا ألجله‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫كمخلوقات تائهة يف هذا الكون ال تدرك مهمتها وال‬ ‫تعي مل ُخلقت ‪..‬‬ ‫إن مايسمو بنا كبرش ومييزنا عن باقي الخالئق هو‬ ‫العقل والبصرية ‪..‬‬ ‫فالتفكّر والحكمة‪ ،‬العواطف واملشاعر الواعية ‪..‬‬ ‫هي مام ال ميتلكه الحيوان‪ ،‬وعلينا أن نتم ّيز به كام‬ ‫ُميزنا به ‪..‬‬ ‫مشاعر الغضب عميقة عظيمة داخلنا لكن يجب أن‬ ‫تعرف كيف نكبحها ونوجهها ‪..‬‬ ‫رمبا ُخلقنا يف أوضاع وظروف كالتي نحيا بها‬ ‫لتنمو فينا من ناحية أخرى مشاعر مختلفة كتحمل‬ ‫املسؤولية‪ ،‬الصرب‪ ،‬قابلية النقاش وتصحيح األخطاء ‪..‬‬ ‫الحب والتكاتف‪ ،‬واالتصال بالخالق‬ ‫البدء بالذات‪ّ ،‬‬ ‫وتعاليم ديننا ‪..‬‬ ‫التي ينبغي أن تنبع منها الثورة وتستمر بها ‪..‬‬ ‫‫ نزار_قباين‪ :‬وهنا يلوح أمامي قول‬ ‫"ما الذي تخشاه ارسائيل من العرب بعدما صاروا‬ ‫يهودا ً ؟!"‬ ‫ولكل منا أيضاً عقل‬ ‫كل منا له قدرة عىل التح ّمل‪ّ ،‬‬ ‫يوجه أخطاء ونزوات النفس ‪..‬‬ ‫إن أسلمنا أمورنا للعواطف واألهواء فسنبقى عىل تلك‬

‫عايف التنكة‬

‫الفوىض الحيوانية إيّاها ‪..‬‬ ‫ينبغي للثورة أن تعيدنا إىل إنسانيتنا األوىل ‪..‬‬ ‫وتع ّزز فينا القيم واألخالق فالثورة تنبع من الداخل‬ ‫والثورة تبدأ من تصحيحنا ألنفسنا وفلسفة جلد الذات‬ ‫من الناحية اإليجابية ‪..‬‬ ‫وليست الحرب والنار وما إىل ذلك‪ ،‬ألن البندقية التي‬ ‫ال ثقافة وراءها تقتل وال تح ّرر‪..‬‬ ‫مع أن الداعية واملرشد‏مالكوم_إكس يقول‪:‬‬ ‫"ال يستطيع أحد أن مينحك الحرية‪ ،‬وال يستطيع أحد‬ ‫أن مينحك املساواة أو العدالة أو أي يشء آخر‪ ،‬فإن‬ ‫كنت رجالً فعليك أن تأخذها بنفسك" ‪.‬‬ ‫فإين أرى أننا نصنعها بأخالقنا وقلمنا قبل سالحنا‬ ‫ورصاصنا ‪..‬‬ ‫تطول الفلسفة لكن أحيانا ال بد منها ‪..‬‬

‫ال تكذب‬ ‫“إذا رأيتم الرايات السود‬ ‫خرجت من قبل خراسان‪،‬‬ ‫فأتوها ولو حبوا ً فإن فيها‬ ‫خليفة الله املهدي”‪.‬‬ ‫ضعيف ‪“ .‬املنار املنيف” البن القيم (‪. )340‬‬ ‫“املوضوعات” البن الجوزي (‪“ . )2/39‬تذكرة‬ ‫املوضوعات” (‪. )233‬‬

‫تتمة‬

‫‪20‬‬


‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪https://www.facebook.com/Sela.Syr‬‬

‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪21‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫خوف األسد‬

‫عبد الرحمن عقل‬

‫عبد الرحمن عقل‬

‫‪22‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫الحركة متاماً لكن هذا يتناقض مع التقدم التي تحققه‬ ‫ال شك أن بشار األسد متابع للتقارير األمنية بشكل‬ ‫يومي‪ ،‬لكن لصالة العيد وقبلها القسم وتأدية كالهام قواته والسبب يف ذلك أن األسد برصاحة شديدة رغم‬ ‫يف حي املهاجرين عىل عكس كل الربوتوكوالت معاين ضعفه يستفيد اليوم من ‪ 3‬عوامل‪ ،‬األول التدخل‬ ‫مهمة وهي إدراك األسد أن الخطر عىل حياته أصبح االجنبي لصالحه‪ ،‬والثاين تعب وجوع الشعب‪ ،‬و‬ ‫الثالث واألهم الخالفات الداخلية بني الثوار مام يحول‬ ‫!أكرب من أي وقت مىض‬ ‫فعىل الرغم من أن السنة الثانية للثورة شهدت تقدماً الوضع إىل فوىض يستطيع األسد أن يقلبها تقدماً‬ ‫عسكرياً ملصلحته‪ ،‬لكنه يدرك أنه ال يزال األضعف‬ ‫واضحاً للثوار وتراجعاً كبريا ً جدا ً للنظام فإن العام‬ ‫‪.‬لذلك ال يغامر بالخروج‬ ‫الثالث للثورة بشكل عام وبفضل التدخل الكبري‬ ‫وعليه إن أكرب مشاكل الثورة وأكرثها خطرا ً عىل نفسها‬ ‫اإليراين الحزب الاليت شهدت استعادة للنظام لنقاط‬ ‫كثرية وتوازن عىل األرض‪ ،‬فبعد أن أنهك النظام كثري هو االقتتال الداخيل بني أبنائها الذين ال يزالون اليوم‬ ‫من املناطق بسالح التجويع استطاع تحييدها مؤقتاً عىل األرض أقوى إذا ما و ّحدوا جهودهم وسخروها‬ ‫يف وجه الخطر األسوء عىل سوريا وهو وجود األسد‬ ‫ما أظهره مبظهر القوة يف األشهر األخرية‪ ،‬لكن تزايد‬ ‫خوف األسد عىل عكس املتوقع "حيث كان من املتوقع ‪.‬وقطعانه‬ ‫أن يحاول األسد تحقيق انتصارات معنوية عن طريق‬ ‫تصوير نفسه يف زيارة ملناطق عادت لسيطرته خارج‬ ‫حتى محافظة دمشق"‪ ،‬هذا التزايد يطرح سؤاالً مهامً‬ ‫جدا ً هل بالفعل األسد أصبح أقوى؟ الجواب عىل‬ ‫العكس متاماً منذ بداية الثورة حتى اليوم مل يكن األسد‬ ‫أضعف يوماً من األسد اليوم‪ ،‬وهو بالفعل مشلول‬ ‫تتمة‬

‫‪23‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫من‬ ‫قصص‬ ‫اللجــوء‬ ‫عبد الرحمن كويك‬

‫عبد الرحمن كويك‬

‫‪24‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫كانت العائلة يف قلب املركب يف عرض البحر (األب‬ ‫واألم والتوأم الصغريين ‪ )..‬عندما اشتدت العاصفة ‪..‬‬ ‫أصيب أحد الولدين التوأم بحمى‪ ،‬مل متهله طويالً‪،‬‬ ‫فتويف بني يدي أ ّمه ‪..‬‬ ‫طال احتضان األم لجثامن طفلها‪ ،‬ورفضت أن ترتكه‬ ‫يغادر حضنها‪ ،‬ومل يستطع أحد أن يقنعها أن تدفنه‬ ‫يف البحر‪ ،‬حتى بدأت تخرج رائحته ‪!!..‬‬ ‫ويف الليل‪ ،‬وبينام األم نامئة أقنع ركاب املركب األب‬ ‫بأن يسارع بدفن ابنه يف البحر‪ ،‬وحني تستيقظ‬ ‫سيقنعها الجميع بأن ذلك مل يكن خيار األب وحده‪،‬‬ ‫بل هي مسؤولية الجميع ‪..‬‬ ‫وبينام كانت األم تغ ّط يف نوم عميق نزل األب إىل‬ ‫واستل جثة ابنه فلذة كبده‪ ،‬وو ّدعه‬ ‫ّ‬ ‫أسفل املركب‬ ‫بقبلة عىل جبينه البارد‪ ،‬ورماه يف البحر ‪..‬‬

‫من أقوالهم‬ ‫لو أن أيدينا ميكنها أن متتد إىل‬ ‫املايض لتمسك حوادثه املدبرة‪,‬‬ ‫فتغري منها ما تكره‪ ,‬وتحورها‬ ‫عىل ما تحب‪ ,‬لكانت العودة إىل‬ ‫املايض واجبة‪ ,‬ولهرعنا جميعنا‬ ‫إليه‪ ,‬منحو ما ندمنا عىل فعله‪,‬‬ ‫ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه‪ .‬أما‬ ‫وذلك مستحيل فخري لنا أن نكرس‬ ‫الجهود ملا نستأنف من أيام وليال‪,‬‬ ‫ففيها وحدها العوض‪.‬‬

‫محمد الغزالي‬

‫يف الصباح استيقظت األم وحضنت جثة ابنها من‬ ‫جديد ‪ ..‬ليكتشف األب أنه قد رمى االبن الثاين يف‬ ‫البحر ‪!!!..‬‬ ‫تــتــمــة‬

‫‪25‬‬


‫دراسة‬

‫الجلي والخفي‬ ‫من كونية‬ ‫الربيع العربي‬ ‫في سوريا‬ ‫أبويعرب املرزوقي‬

‫أبو يعرب املرزوقى‬

‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬


‫دراسة‬

‫الجزء األول‬ ‫يكاد املحللون االسرتاتيجيون يجمعون عىل أن‬ ‫القضية السورية مل تعد مجرد جزء من أحداث‬ ‫الربيع العريب جزء متعرث لعلل ذاتية تقترص عىل‬ ‫الشؤون العربية‪ .‬إنها متثل بؤرة للرصاع العريب‬ ‫العريب والسني الشيعي واإلسالمي ممثال للعامل‬ ‫املستضعف والغريب ممثال للعامل املستكرب دون أن‬ ‫نحدد طبيعة الخيط الرابط بني هذه املستويات‬ ‫ربطا يجعلها تتعني يف الشام الذي ميثل ملتقى هذه‬ ‫األبعاد جميعا منذ التاريخ القديم إذ فيه تعينت‬ ‫الثورات البرشية األساسية يف العقليات والروحانيات‬ ‫لتجاوزه املقابلة السطحية بني رشق وغرب لكأنه‬ ‫هو النور الذي يصدر عن الزيتونة التي ليس رشقية‬ ‫وال غربية بل إنسانية كام ترمز إىل ذلك األبجدية‬ ‫التي من دونها ما كانت اإلنسانية لتكون قادرة عىل‬ ‫تجاوز اإلقليمية‪.‬‬

‫اللحظة التي تعيشها األمة والتي لها الكثري من‬ ‫الشبه مع لحظة النشأة األوىل لدورها يف التاريخ‬ ‫الكوين‪ .‬فلكأن التاريخ البرشي دار دورته الكاملة‬ ‫فعاد إىل البدايات التي تتحدد فيها داللة الرساالت‬ ‫الكونية‪ .‬لذلك فاملسلمون وخاصة غالبيتهم السنية‬ ‫اليوم هم قاب قوسني أو أدىن من الرشوع يف الثورة‬ ‫الكربى التي ستمكنهم من استئناف دورهم الكوين‪.‬‬ ‫ورشط ذلك ان تفهم نخبهم طبيعة الرهانات التي‬ ‫تجعل شباب األمة الذي يعترب الربيع العريب رمز‬ ‫استئنافه دوره الريادي فيتاتيه وفتيانه قائدا لشباب‬ ‫اإلنسانية قاطبة خاصة واإلسالم يعترب الشباب‬ ‫مبقتىض الفطرة التي فطره الله عليها أقرب إىل‬ ‫اإلسالم منه إىل أي عقيدة أخرى هودته أو نرصته‬ ‫أو مجسته بحيث إنه بالتحرر من التهود والتنرص‬ ‫والتمجس يعود إىل الفطرة السوية التي متكن‬ ‫البرشية من أن تستيعد ما يسمو بها عىل املنطق‬ ‫الخفي الذي نطلبه يف هذه املحاولة منطق التاريخ‬ ‫الطبيعي والحيوانية التي تخلد باإلنسان إىل األرض‪.‬‬

‫وإذا كان الوجه الجيل من عنارص املعادلة شبه‬ ‫مفروغ منه فإن للمعادلة وجها خفيا ميكن بصورة‬ ‫وجيزه طلب فهمه باالنطالق من مبادئ عامة تعيد الجيل من كونية الربيع العريب يف سوريا‬ ‫للتاريخ العريب اإلسالمي بعده الكوين ‪-‬وإغفاله لها‬ ‫مثل خروجه من الكونية‪-‬ومتكن من بيان طبيعة‬ ‫تتمة‬

‫‪27‬‬


‫دراسة‬

‫مقصود يغطي عن التبعية معلنة‪ .‬فال ميكن أن‬ ‫‪1‬تبعية الصف الثوري علة الفوىض‪:‬‬‫لو أن الجيش الحر الذي انشق عن الجيش الوطني نصدق أنها دول ذات سيادة إذا كان الخوف من‬ ‫نظم نفسه لكان بوسعه أن يوحد الثورة مبجرد أن أمريكا بلغ منهم هذا املبلغ حتى باتوا عاجزين عن‬ ‫يسيطر عىل الحدود التي تأيت منها التدخالت التي فهم أنها لن تستطيع شيئا لو أنهم تشجعوا فمكنوا‬ ‫ترفض سلطانه ألن مجرد رفضها أن تكون رديفا من املقاومة السورية مام يحميها من عنف العدو‪ .‬ذلك‬ ‫املتطوفني يف جيش التحرير يجعلها من املندسني يف فال ميكن أن نصدق أنهم بحق اصدقاء للشعب‬ ‫السوري بل هم متواطئون مع الخطة األمريكية‬ ‫خدمة النظام وأصدقائه من أعداء الثورة‪.‬‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫‪ 2‬تبعية النظام السوري علة البلوى‪:‬‬‫‪ 4‬حمق األنظمة واملنظامت العربية واإلسالمية‬‫لو أن النظام حقا يحارب من أجل وحدة سوريا‬ ‫عدوة الثورة علة الغباء‪:‬‬ ‫وبقائلها ملا قبل أن يصبح مجرد ورقة يف يد إيران‬ ‫ومليشياتها ولوجد حلوال وسطى كثرية مع الثورة فهي تدعي مصادقة النظام السوري بصلف غبي‬ ‫خاصة وهي مل تلجأ إىل السالح إال بعد اليأس من يغطي عن تبعية مضمرة‪ .‬فال ميكن أن نصدق‬ ‫الحل السلمي فضال عام جابهها به من عنف غري أنها دول ذات نظرة بعيدة متكنها من أن تدرك أن‬ ‫مربر‪ .‬وكان من اليسري الوصول إىل حل قريب من روسيا ميكن أن تحميهم عندما ينتهي دورهم يف‬ ‫تحقيق الخطة األمريكية اإلرسائلية التي هم فيها‬ ‫الحل اليمني‪ :‬إذ إن أمراء العيش الرغيد يحمون‬ ‫محيطهم القريب يف اليمن ومصايفهم ومتعهم يف مجرد أدوات ‪-‬مثلهم مثل من يدعون مصادقة‬ ‫الشعب السوري‪ -‬رغم أن حقمهم يجعلهم‬ ‫الشام‪.‬‬ ‫يتصورون أنفسهم أبطاال‪ .‬فإيران إذا واصلت‬ ‫‪ 3‬جنب األنظمة واملنظامت العربية واإلسالمية‬‫هذه السياسة ستصبح مثل كوريا الشاملية ميكن‬ ‫صديقة الثورة علة الخواء‪:‬‬ ‫أن تكون لها قنبلة نووية بشعب جائع وحزب‬ ‫فهي تدعي مصادقة الشعب السوري بخذالن‬ ‫تتمة‬

‫‪28‬‬


‫دراسة‬

‫الله سينتهي مثل حزب بول بوت وبقايا األحزاب التي أدت فيها مع مليشياتها العربية‪-‬التي ما تزال‬ ‫الشيوعية يف العامل بعد سقوط االتحاد السوفيايت‪ .‬تعيش عىل ثارات الفتنة الكربى‪ -‬الدور األساس يف‬ ‫‪ 5‬اسرتاتيجية الالعب األكرب ‪ -‬أمريكا وإرسائيل‪-‬ما الهالل والخليج والقرن اإلفريقي ويف النيل وتسعى‬‫بوهم الضفدعة إىل االنتفاخ واالمتداد إىل كل العامل‬ ‫رسها الحقيقي‪:‬‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫إنها اسرتاتيجية توهم كربياء إيران املريضية بأنهم‬ ‫ومثلام تم استعامل الشعوبية الفارسية وغباوات‬ ‫يعتربونها قوة عظمى وبأنهم ميكن أن يعيدوا‬ ‫إليها دور الشاه وخيالء الطاووس ملقاسمة إرسائيل التشيع العريب يف زعزعة رشوط الوحدة العربية‬ ‫السيطرة عىل اإلقليم‪ .‬وما أن تتحقق الرشوط التي سيأيت دور استعامل الشعوبية الكردية وغباوات‬ ‫تجعل إرسائيل الكربى أمرا حاصال مبا يكون قد تم القومية الكردي يف زعزعة الوحدة الرتكية‪ .‬فإذا‬ ‫من تفريغ ملحيطها العريب من قدرات مامنعة بدءا أضفنا ما يحدث يف أفغانستان وباكستان تبني أن‬ ‫بالعراق وختام بسوريا ومرص ألن األردن والسعودية دار اإلسالم كلها هي املستهدفة ألنها هي محط‬ ‫أنظار أمريكا وأوروبا لتفادي ما قد يكون مآلها‬ ‫ولبنان ال متثل عوائق جدية أمام هذا الهدف‪.‬‬ ‫لو أن الرشق األقىص وأمريكا الالتينية واملسملني‬ ‫ومن يعلم تاريخ صعاليك أوروبا الذي كونوا‬ ‫وإفريقيا لحقت بهم يف ما يكانوا يتميزون به عليهم‬ ‫الواليات املتحدة يعلم أن هذه الخطة نفسها قد‬ ‫مع ما لديهم من اإلمكانات فإنهم سيرتدى مستوى‬ ‫طبقت ونجحت فحققت التمدد املتدرج للواليات‬ ‫معيشتهم إىل املستوى العام يف العامل ألن ما كان‬ ‫املتحدة عىل حساب أجوارها وخاصة عىل حساب‬ ‫يزيد عليه هو ما سلبوه من بقية البرش من خريات‪.‬‬ ‫قبائل الهنود الحمر رضبا لبعضها ببعضها‪ .‬لذلك‬ ‫فسيأيت دور إيران الصغرى بعد تفتيت إيران الكربى‬ ‫الحالية كام فتتت األقطار العربية ‪-‬ألن املخيف هو‬ ‫املارد العريب الذي ينبغي جعل وحدته مستحيلة‪.‬‬ ‫ودور إيران يف هذا الهدف بينة وهي بهذه الخطة‬ ‫نهاية الجزء األول‬

‫‪29‬‬


‫در‬ ‫حللاسةثم حل‬

‫ماذا سنقول‬ ‫وماذا سيكتب‬

‫التاريخ؟‬ ‫بقلم فؤاد‬ ‫فؤاد‬

‫‪30‬‬


‫دراسة‬

‫سنقول ان النظام كان ظاملاً جدا ً حيث أنه استباح ورعب من كل يشء حيث كان لكل مواطن تهمة‬ ‫اإلنسان واألوطان وجعل سورية مزرعة خاصة له ال يعرفها هو‪ ،‬ولكنها مبيتة له تستخدم ضده متى‬ ‫يعامل سكانها كعبيد وأرضها كملكية خاصة‪ ،‬له شاء النظام املستبد ومتى أراد إرساله لرحلة خلف‬ ‫الشمس الشهرية يف بالدنا‪.‬‬ ‫وحده حق الترصف بها‪.‬‬ ‫سنقول أن النظام قد جعل حياة الشعب تسري سنقول أن االقتصاد كان يدور ليخدم الطبقة‬ ‫فقط مبا يناسب مصلحته هو كقائد للجميع ومبا الحاكمة ويف صالح ملء جبوبهم التي ال متتلئ‪،‬‬ ‫يضمن هذا البقاء عىل مدى السنني‪ ،‬فخرب البرش فالصفقات املفيدة لهم واألعامل املربحة من حقهم‬ ‫والبضائع املطلوبة هم وكالؤها والقوانني التجارية‬ ‫والحجر واقتلع الشجر وبصورة ماهرة يتقنها‬ ‫الحكام املستبدون‪ ،‬فهو يعطي القدر األدىن الذي تصدر بهدف اسرتاتيجي أسايس هو مصلحته هو‪،‬‬ ‫وهذا بغض النظر عن قوانني الدقائق املعدودة التي‬ ‫يجعل الناس ال تثور عليه فيطعم وال يشبع‪،‬‬ ‫كانت تصدر لتلبي خدمة أحدهم ثم تلغى‪.‬‬ ‫ويدرس وال يعلم‪ ،‬وييضء وال ين ّور‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫سنقول لقد فرق النظام بني أطياف الشعب‪ ،‬بني سنقول أن عقول شعبنا التي مل يستطع النظام أن‬ ‫البائع واملشرتي بني املؤجر واملستأجر وبني رب يعتقلها أو يغتالها أو يحولها لعقول العوام هاجرت‪،‬‬ ‫العمل والعامل وجعل أساس الحياة املشاكل فال وأن الفكر النري واملتفتح صار شبهة يخاف األب من‬ ‫بزوغها يف أحد أبنائه وصارت املدارس حظائر يبدأ‬ ‫قضاء يعمل وال أحكام تردع وال قانون يوضح‬ ‫والجميع قضاياه معلقة اىل أجل غري مسمى حتى فيها تلقني الجيل الصاعد بذور الضعف والخنوع‬ ‫والفشل والتفاهة‪.‬‬ ‫صارت عبارة بيننا املحاكم تطلق للتهكم عىل‬ ‫ضياع الحق‪ ،‬ورغم عبارة ‪ -‬العدل أساس امللك ‪ -‬سنقول أن قضاء البلد كان من أكرث ما يخىش الواحد‬ ‫التي تزين بها قاعات املحاكم بخط ذهبي كبري‪ .‬فينا التواصل معه حيث ال حق يصان وال كرامة‬ ‫سنقول أن الناس كانت تعيش يف حالة خوف‬

‫تتمة‬

‫‪31‬‬


‫دراسة‬

‫تحفظ بل الرشوة واملال الفاسد والعالقات هي‬ ‫القانون املطبق عىل الجميع‪ ،‬وفيه خربة املحامي‬ ‫اختزلت يك ال تتعدى معرفة مفاتيح القايض‬ ‫املالية والقليل من تعقيب املعامالت‪.‬‬ ‫سنقول أن جيشنا الباسل كان عبارة عن مؤسسة‬ ‫فاشلة جميعنا يعلم ضعفه واهرتاءه رغم‬ ‫استهالكه ملعظم ميزانية البلد وكنا دامئاً نتغنى به‬

‫رؤوس فبهت وجود كبري العائلة الذي يضبطها‬ ‫ويحل مشاكلها‪ ،‬وضاع كبري الحي الذي يقود الحي‬ ‫وينظمه ويعتني بالجميع ويعينهم‪ ،‬وأما شيخ الكار‬ ‫الذي كان ال يجرؤ أحد من العاملني االدعاء مبزاولة‬ ‫مهنته إال بعد اختبار خلقه قبل اتقانه فقد تالىش‬ ‫مع هيئات البعث ونقاباته‪ ....‬لقد ضاع الكبري فينا‬ ‫رغم علمنا باملثل الذي يقول (منال كبري لهفليبحث‬ ‫له عن كبري) أما نحن فقد نحر كرباؤنا عىل مذبح‬ ‫االستبداد ونحن نصفق‪.‬‬

‫لحامية الوطن والحدود ودرء األعداء املختلفني‬ ‫ونتغنى بانتصاراته التي أبقت أراضينا مع أعدائنا‬ ‫وبابتكار عبارة االحتفاظ بحق الرد اىل ما ال نهاية هذا ما سنقوله نحن ولكن عملياً ماذا سيكتب‬ ‫التاريخ؟‬ ‫مع العدو‪ ،‬واملوت الفوري لكل من هو ضد‬ ‫قائده‪ ،‬حتى صار االبن يقتل عائلته‪.‬‬ ‫وكلنا يعلم أن التاريخ يكتبه املنترص فيجعل‬ ‫األحداث وسياقها متناغمة مع تصوراته‬ ‫سنقول أن أخالقنا ضاعت و ُعمل عىل هدمها‬ ‫بتدريج متقن وبعد أن كان لنا الكثري من املزايا واسرتاتيجيته ومبادئه بغض النظر عن حقيقة ما‬ ‫جرى‪ ،‬ويحور ما اليناسبه ذكره من فظائع وإجرام‬ ‫األخالقية والتي يتفاخر بها كل السوريني وكل‬ ‫بحذفه أو تبديله ‪ ...‬فهمه أن تكون الصورة النهائية‬ ‫حسب منطقته‪ ،‬تبدلت القيم وسادت أخالق‬ ‫لصالحه هو‪ .‬واليوم ومع التقدم العلمي صار‬ ‫البعث التي ال متت للحضارة بصلة‪ ،‬بل هي‬ ‫التاريخ يكتبه املتحكم يف اإلعالم ووسائل االتصال‬ ‫بهيمية وذاتية مقززة أعالها متجيد القائد‪.‬‬ ‫فيصيغه كام يشاء ويحوره مبا يناسبه‪.‬‬ ‫سنقول أن النظام قد هدم مرجعيات األمة‬ ‫وضيع الكبار فيها فأصبح الجميع قطعان بال‬

‫تتمة‬

‫‪32‬‬


‫دراسة‬

‫خرباته الهائلة‪ ،‬وخصوصاً قصص القرآن والتاريخ‬ ‫علينا أن نتذكر أن تبديل التاريخ بوجود طرق‬ ‫اإلعالم الحديثة صار أسهل من أي وقت مىض فام اإلسالمي السليم‪.‬‬ ‫احتاج لعرشات ومئات السنني للتبديل سابقاً قد •تأسيس املجموعات التي تهتم بالتاريخ وبعرضه‬ ‫ال يصمد بضع سنوات حتى يضيع اآلن ويطرح عىل حقيقته دون تزييف أو تحوير‪.‬‬ ‫يشء آخر محله ‪ ...‬صحيح أن القصص واألحداث‬ ‫•تطوير وسائل توثيق وحفظ وعرض املعلومات‬ ‫رمبا لن تضيع بكلامتها وحروفها ولكن أين‬ ‫واألحداث الجارية‪.‬‬ ‫سيكون دورها إن كان ما سيطرق حواسنا كل‬ ‫•السعي للحد من تأثري وسائل اإلعالم علينا‬ ‫يوم أحداث أخرى ونقاط محددة مدروسة دون‬ ‫واملبادرة بطرح ما ينفع الناس عىل وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫أخرى ‪ ...‬كام يحدث اليوم بتعميم قصة داعش‬ ‫•االهتامم األكرب باإلعالم وأدواته صاحبة القدرة‬ ‫لتكون هي كل املسلمني وممثلهم الحقيقي‪.‬‬ ‫الفائقة عىل التأثري باملجتمعات‪.‬‬ ‫للتاريخ أهمية أساسية يف فهم الواقع وطرق‬ ‫•ربط أحداث التاريخ مع واقعنا املعارص والتنبؤ‬ ‫التعاطي األنسب معه فامذا نحن فاعلون به؟‬ ‫للمستقبل اعتامدا ً عليه‪.‬‬ ‫وماذا باملقابل عىل التاريخ ذكره عن الثورة‬ ‫ورجالها وشخصياتها ومواقفهم وأفعالهم ‪ ...‬هل‬ ‫من جواب؟‬ ‫ما علينا فعله نقاط منها‪:‬‬ ‫•عدم تفويت أي فرصة لكتابة وتوثيق ما جرى‬ ‫ويجري من قبل النظام ومن قبل أي ميسء‬ ‫للشعب وتطلعاته‪.‬‬ ‫•البدء بقراءة التاريخ للتعلم منه واالستفادة من‬

‫تتمة‬

‫‪33‬‬


‫إضاءة‬

‫رسالة الرسول إىل النجايش‬ ‫الض ْمر ِّ​ِي ‪ ،‬فيه‪:‬‬ ‫أرسل رسول الله إىل النجايش كتابًا وأرسله مع عمرو بن أمية َّ‬ ‫اش َملِ ِك الْ َح َبشَ ِة‪ ،‬أَ ْسلِ ْم‬ ‫"ب ِْس ِم اللَّ ِه ال َّر ْح َم ِن ال َّر ِح ِيم‪ِ ،‬م ْن ُم َح َّم ٍد َر ُسو ِل اللَّ ِه َإل ال َّن َج ِ ِّ‬ ‫السالَ َم الْ ُم ْؤ ِم َن‬ ‫وس‪َّ ،‬‬ ‫أَنْ َت‪ ،‬فَ ِإ ِّن أَ ْح َم ُد إلَ ْيك اللَّ َه‪ ،‬ال َِّذي الَ إلَ َه إالَّ ُه َو‪ ،‬الْ َملِ َك الْ ُق ُّد َ‬ ‫وح اللَّ ِه‪َ ،‬وكَلِ َمتُ ُه أَلْقَا َها َإل َم ْريَ َم الْ َبتُول‪،‬‬ ‫الْ ُم َه ْي ِم َن‪َ ،‬وأَشْ َه ُد أَ َّن ِع َ‬ ‫يس بْ َن َم ْريَ َم ُر ُ‬ ‫فَ َح َمل َْت ِب ِه‪ ،‬فَ َخلَ َق ُه ِم ْن ُر ِ‬ ‫وح ِه‪َ ،‬ونَ َف َخ ُه ك َ​َم َخل َ​َق آ َد َم ِب َي ِد ِه‪َ ،‬وإِ ِّن أَ ْد ُع َوك إِ َل اللَّ ِه‬ ‫ش َيك لَ ُه‪َ ،‬والْ ُم َواالَ ِة َع َل طَا َع ِت ِه‪َ ،‬وأَ ْن تَتَّ ِب َع ِني َوتُ ْؤ ِم َن ِباَل َِّذي َجا َء ِن‪ ،‬فَ ِإ ِّن‬ ‫َو ْح َد ُه الَ َ ِ‬ ‫َر ُس ُ‬ ‫ول اللَّ ِه‪َ ،‬و ِإ ِّن أَ ْد ُع َوك َو ُج ُنو َد َك َإل اللَّ ِه ‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫السالَ ُم َع َل‬ ‫بَلَّ ْغ ُت َونَ َص ْح ُت‪ ،‬فَاقْ َبلُوا نَ ِصي َح ِتي‪َ ،‬و َّ‬ ‫َم ِن اتَّ َب َع الْ ُه َدى"‪.‬‬

‫من رسائل الرسول‬

‫‪34‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫الزي‬

‫النسائي‬

‫اإلسالمي وعلمنة التدين‪:‬‬ ‫تساؤالت أولية‬

‫هشام المكي‬ ‫يعرف الزي اإلسالمي النسائي في اآلونة‬ ‫األخيرة شهرة ورواجا كبيرين‪ ،‬حيث نلمس‬ ‫طفرة واضحة على مستوى التصاميم‬ ‫واألشكال الجديدة‪ ،‬التي تمزج بين األناقة‬ ‫والجمال من جهة‪ ،‬ومظاهر الحشمة‬ ‫ومواصفات الزي الشرعي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫هذا الطفرة‪ ،‬تواكبها العديد من الحمالت‬ ‫التسويقية لهذا الزي بمختلف األشكال‪ ،‬سواء‬ ‫من خالل إدراج نماذج في مجالت األزياء‬ ‫أو الموضة‪ ،‬أو من خالل عروض األزياء‬ ‫المتخصصة في الزي اإلسالمي النسائي‪ .‬وهي‬ ‫العروض التي بدأت تقترن نسبيا ببعض‬

‫هشام المكي‬

‫‪35‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫الدول مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا‪ ،‬وهي الدول التي‬ ‫أبدع مصمموها أزياء نسائية إسالمية جميلة وحديثة‪،‬‬ ‫تتميز بتصاميمها الفريدة والمسايرة آلخر صيحات‬ ‫الموضة في العالم‪.‬‬ ‫ففي العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬سهرت العائلة الملكية‬ ‫بماليزيا على تنظيم مهرجان بأفخم الفنادق الباريسية‪،‬‬ ‫يتم من خالله عرض آخر صيحات اللباس اإلسالمي‬ ‫النسائي‪ ،‬حيث تظهر نساء من كل األلوان واألجناس‬ ‫بأزياء تضم الحجاب وألبسة طويل تغطي الجسم‪ ،‬وفق‬ ‫التعليمات الدينية‪ ،‬فيما تحافظ العارضات على نفس‬ ‫طريقة العرض العالمية المتعارف عليها‪.‬‬ ‫كما سبق للسفارة اإلندونيسية بالعاصمة المغربية‬ ‫الرباط‪ ،‬أن نظمت يوما خاصا بعرض األزياء بالحجاب‬ ‫شهر أكتوبر الماضي‪ ،‬حيث قدمت شركة «حجابرز مام‬ ‫كوميونيتي» عروضً ا في كيفية ارتداء الحجاب وفق آخر‬ ‫صيحات الموضة العالمية‪ ،‬وهي العروض التي حضرها‬ ‫فقط نساء‪]1[.‬‬ ‫هذه الظاهرة الجديدة نسبيا‪ ،‬تقودنا إلى طرح العديد‬ ‫من األسئلة‪ ،‬من قبيل‪ :‬ما هي السياقات االجتماعية‬ ‫والثقافية التي تتأطر ضمنها هذه األزياء اإلسالمية‬

‫الجديدة؟ ما هي دوافع هذا التجديد واإلبداع في‬ ‫التصاميم؟ هل يحافظ الزي اإلسالمي الجديد على‬ ‫الروح اإلسالمية؟ هل تشكل عروض أزياء الزي النسائي‬ ‫اإلسالمي ظاهرة مستقلة؟ أم أنها جزء من تحوالت‬ ‫أكبر؟‬ ‫سنسلم بداية بشرعية الزي اإلسالمي النسائي المروج‪،‬‬ ‫دون أن نناقش توفره على شروط الزي الشرعي‪ ،‬التي‬ ‫نتركها ألهل االختصاص‪ .‬لذا سنتناول الموضوع من‬ ‫منظور فكري صرف‪.‬‬ ‫ولعل من المقاصد األساسية للباس في اإلسالم هي‬ ‫أن يجمع بين عنصري الوظيفية والجمال‪ ،‬في توازن‬ ‫واعتدال‪ ،‬بحيث ال يطغى أحد البعدين على اآلخر‪...‬‬ ‫لكننا حينما نتأمل التصاميم الجديدة للزي النسائي‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬نجد أن هذا التوازن يغيب أحيانا‪ :‬إذ تجد‬ ‫أن غطاء الرأس وحده يتضمن العديد من األثواب‪،‬‬ ‫المختلفة األلوان‪ ،‬والتي ينبغي أن توضع بأشكال‬ ‫محددة‪ ،‬ووفق ترتيب معين‪ ،‬وإال لم يحصل المطلوب‪،‬‬ ‫ولم يتمتع غطاء الرأس باألناقة المطلوبة في «المرأة‬ ‫المسلمة العصرية»‪ ..‬وهكذا تتعدد البرامج التلفزيونية‪،‬‬ ‫تتمة‬

‫‪36‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫والمجالت التي تشرح «للمرأة المسلمة العصرية»‬ ‫كيف تختار غطاء الرأس المناسب‪ ،‬وكيف تضعه بشكل‬ ‫أنيق‪ ،‬وكيف تالؤمه مع ما ترتديه من لباس‪ ،‬ومع فترات‬ ‫اليوم‪ :‬الصباح والمساء والليل؛ كما تتحدث تلك البرامج‬ ‫والمجالت أيضا عن كيفية اختيار اللباس اإلسالمي‬ ‫وألوانه‪ ،‬وحقيبة اليد‪ ،‬وما يناسب المرأة السمينة‪،‬‬ ‫وما يالئم النحيفة‪ ...‬ويكفي أن تلج إحدى المحالت‬ ‫التجارية المتخصصة في الزي اإلسالمي لتصدمك‬ ‫األسعار الباهظة‪ ،‬حيث تكتشف أن الزي اإلسالمي‬ ‫النسائي أغلى ثمنا من األزياء العادية‪.‬‬ ‫أال يبدو واضحا كيف يطغى مفهوم الجمال بشكل‬ ‫صارخ على عنصر الوظيفية؟ أيتوافق اإلنفاق الكبير‬ ‫على المالبس مع روح التدين اإلسالمي؟ أال تتعارض‬ ‫تلك األثمنة الباهظة للزي اإلسالمي النسائي‪ ،‬مع روح‬ ‫االعتدال في اإلنفاق التي يحث عليها الشرع؟‬ ‫في واقع األمر‪ ،‬تعبر مسألة اللباس التي عرضتها أعاله‬ ‫عن جزء يسير من ظاهرة أكبر‪ ،‬أسميها علمنة التدين‪.‬‬ ‫وليس المقصود بالعلمنة تعريفها الشائع‪ ،‬بل أستعملها‬ ‫بالمعنى الذي طرحه عبد الوهاب المسيري رحمه الله‪،‬‬ ‫إذيميز بين ´العلمانية الجزئية´ التي تعني «فصل‬

‫الدين عن مؤسسات الدولة المختلفة» وهو المعنى‬ ‫الشائع‪ ،‬و´العلمانية الشاملة´‪ ،‬التي «ال تعني فصل‬ ‫الدين عن الدولة فحسب‪ ،‬وإنما فصل كل القيم الدينية‬ ‫واألخالقية واإلنسانية عن كل جوانب الحياة العامة‬ ‫في بادئ األمر‪ ،‬ثم عن كل جوانب الحياة الخاصة‬ ‫في نهايته‪ ،‬إلى أن يتم نزع القداسة تماما عن العالم‬ ‫(اإلنسان والطبيعة)‪ ،‬بحيث يصبح مادة استعمالية‬ ‫قابلة للتوظيف‪ ،‬وتصبح الطبيعة والمادة هي المرجعية‬ ‫الوحيدة لسلوك اإلنسان ورؤيته في الكون»[‪.]2‬‬ ‫فالعلمانية الشاملة ال تقوم بإلغاء المجاالت األساسية‬ ‫من حياة اإلنسان‪ ،‬بل تحافظ عليها‪ ،‬وتكتفي بعلمنتها‬ ‫فقط؛ أي بإفراغها من كل القيم الدينية واألخالقية‬ ‫واإلنسانية التي تميزها‪ ،‬ثم تعويضها بقيم المجال فقط‪،‬‬ ‫لتدرجها ال حقا في سياق مادي يقوم على ثنائية اإلنتاج‬ ‫واالستهالك‪.‬‬ ‫فال تدعو العلمنة الشاملة إلى إلغاء الزي النسائي‬ ‫اإلسالمي مثال أو إلغاء الحجاب‪( ،‬وهي دعوات لها‬ ‫أصحابها)‪ ،‬بل تحافظ عليه‪ ،‬وتتسلل إليه بهدوء‪ ،‬لتفرغه‬ ‫تدريجيا من قيمه‪ ،‬وتعوضها بقيم أخرى تنغلق على‬ ‫تتمة‬

‫‪37‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫مجال األزياء والموضة فقط‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬ولكون اللباس يتضمن ثوبا طويال وغطاء رأس‪،‬‬ ‫تستكين المرأة المسلمة إلى شرعيته‪ ،‬وتنساق دون‬ ‫أن تدري وراء إشكاالت وتفاصيل جزئية‪ ،‬هي من‬ ‫صميم عالم الموضة واألزياء‪ ،‬وهي نفس الجزئيات‬ ‫والمبادئ التي تتحقق في أكثر المالبس إثارة‪ ،‬فتجدها‬ ‫فريسة سهلة ألسواق الثياب والموضة‪ ،‬تنشغل بترقب‬ ‫كل جديد‪ ،‬ويحاصرها الخوف من أن يتم تجاوزها‪،‬‬ ‫فترتدي تصميما قديما متجاوزا يصبح لها مصدر إحراج‬ ‫اجتماعي‪.‬‬ ‫حينها نتساءل عن الفرق بينها وبين أي فتاة أخرى غير‬ ‫محجبة؟ أليس هو السقوط نفسه في فخ االستهالك؟‬ ‫أليستا تغذيان معا نهم السوق المعولمة التي ال‬ ‫ترحم؟ أليستا تساهمان معا في نشر ثقافة االستهالك‪،‬‬ ‫والسطحيات‪ ،‬وطغيان الشكل على المضمون؟‬ ‫ويذكرني هذا األمر‪ ،‬بلباس نسائي تقليدي في المغرب‪،‬‬ ‫هو الجلباب النسائي‪ ،‬والذي كان إلى وقت قريب رمز‬ ‫الوقار والعفة‪ ،‬لتصل إليه يد العلمنة‪ ،‬فيصبح لباسا‬ ‫مثيرا‪ ،‬يضيق على جسم المرأة فيبرز تفاصيله‪ ،‬وتتغير‬ ‫زخرفته وأشكال تزيينه مرتين في السنة تقريبا‪ ،‬لتجد‬

‫المرأة نفسها مضطرة باللحاق بكل تصميم جديد‪ ،‬وإال‬ ‫صارت محرجة بارتداء لباس مستهلك‪.‬‬ ‫وعلمنة التدين لها مظاهر متعددة‪ ،‬فقبل بضع سنوات‪،‬‬ ‫قرأت عن مسجد جديد تم بناؤه وفق تصاميم عمرانية‬ ‫«ما بعد‪ -‬حداثية»‪ ،‬حيث كان الجميع سعيدا بهذا‬ ‫التصميم العجيب‪ ،‬الذي يجمع – كما اعتدنا القول‬ ‫دائما‪ -‬بين أصالة المسجد‪ ،‬ومعاصرة اإلبداع العالمي‪...‬‬ ‫وإن كان المعجبون‪ ،‬ال يدرون أنها إحدى خطوات‬ ‫علمنة المسجد نفسه كفضاء للعبادة؛ فما دخل تصميم‬ ‫ما بعد حداثي‪ ،‬ينهل من فلسفة ما بعد الحداثة‪ ،‬التي‬ ‫تعمل على تقويض كل الثوابت والمطلقات اليقينية ولو‬ ‫كانت دينية عقدية‪ ،‬بمسجد يمثل فضاء للتعبد يسمو‬ ‫بروح اإلنسان؟‬ ‫ما أود التركيز عليه‪ ،‬هو كون ما يسمى بالزي اإلسالمي‬ ‫النسائي‪ ،‬ظاهرة مهمة تستحق من الباحثين كل‬ ‫االهتمام والدراسة‪ :‬فالتصاميم الجديدة ستجلب معها‬ ‫قيما جديدة بال شك‪...‬‬ ‫فما هي هذه القيم الجديدة؟ وما هي التغيرات‬ ‫االجتماعية التي قد تحدثها؟ وما هي أثار إعالء القيم‬ ‫تتمة‬

‫‪38‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫االستهالكية المرتبطة بالزي النسائي اإلسالمي؟‬ ‫من زاوية أخرى‪ ،‬يهمل الباحثون الطرف األساسي في‬ ‫هذه العملية؛ وهو النساء والفتيات‪ :‬لماذا يقبلن على‬ ‫هذا الزي؟ هل ألن اللباس العادي يفتقر إلى قيم‬ ‫الجمال واألناقة؟ أم ألنهن يعانين شرخا على مستوى‬ ‫تمسك بالهوية األصلية وافتتان بالصور النمطية‬ ‫الهوية‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫لفتيات العصر األنيقات كما يعرضهن اإلعالم المعاصر‪،‬‬ ‫فيبحثن عن صيغ توفيقية‪ :‬لباس إسالمي بروح الموضة؟‬ ‫أم ألسباب اجتماعية قد ترتبط بتزايد العنوسة وعدم‬ ‫اإلقبال على الزواج مثال؟‬ ‫آمل أنني أفلحت في إثارة االنتباه إلى ظاهرة تتنامى‬ ‫بهدوء‪ ،‬على أمل أن تتظافر جهود الباحثين لدرستها‬ ‫وتجنيب مجتمعاتنا ما قد ينتج عنها من إعالء قيم‬ ‫االستهالك والسطحية‪ ،‬فتخرج بها عن مقاصد الزي‬ ‫اإلسالمي من جهة؛ ومن جهة ثانية‪ ،‬يحدوني أمل أيضا‬ ‫في إطالق إبداع حقيقي في أزياء المسلمين‪ ،‬يمتعهم‬ ‫بالجمال الذي هو سنة الله في كونه‪ ،‬وال يطغى على‬ ‫وظيفيته‪ ،‬ويستلهم روح الفن اإلسالمي‪ ،‬تلك الروح التي‬ ‫وصفها روجي غارودي رحمه الله بقوله‪« :‬إن تصور‬ ‫العالم واإلنسان والله – وهو التصور الذي يوجه الفن‬

‫– تصور خاص بالدين ذاته‪ .‬وليس على الفن أن ينسخ‬ ‫المرئي‪ ،‬بل إنه يجعل مرئيا الالمرئي والذي ال يوصف‪:‬‬ ‫النظام اإللهي في الكون وفي المجتمع‪ )....( .‬والسمة‬ ‫الثالثة المميزة لهذا الفن‪ :‬هي عدم فصل العادي عن‬ ‫المقدس‪ .‬إنه‪ ،‬وهو ينمو في جميع اتجاهات الحياة‪،‬‬ ‫يعرف كيف يظل أمينا على وحيه األول‪ ،‬وثابتا في‬ ‫أمانته‪ :‬التوجيه نحو الصالة»‪]3[.‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫([‪ )]1‬نقال عن هيسبريس‪ ،‬جريدة إلكترونية مغربية‪:‬‬ ‫‪lmth.11169/secnadnet/moc.sserpseh.www‬‬ ‫([‪ )]2‬عبد الوهاب المسيري‪ ،‬اليهودية وما بعد‬ ‫الحداثة‪ :‬رؤية معرفية‪ .‬إسالمية المعرفة‪ ،‬ع‪ ،01:‬خريف‬ ‫‪8141‬هـ‪7991/‬م‪ ،‬ص‪.39:‬‬ ‫([‪ )]3‬روجيه غارودي‪ ،‬في سبيل حوار للحضارات‪،‬‬ ‫تعريب عادل العوا‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫لبنان‪ ،‬ط‪ ،3002 ،5:‬ص‪.741-641 :‬‬

‫تتمة‬

‫‪39‬‬


‫لوحــــة بصرية‬

‫عــــمــــران‬

‫‪40‬‬


‫خواطر‬

www .face book

.com

41

‫خواطر‬

/bas

eera

hma g


‫خواطر‬

‫‪Mega Mind‬‬

‫مثلنا عندما نتعلق بأناس وننظر إليهم على أنهم كل‬ ‫شيء وأنهم هم الدنيا ثم يبتعدون إما بمسافات وإما‬ ‫يسكنون القبور وإما خلف القضبان وإما وإما ‪...‬‬ ‫ثم نتعلق بآخر ويُخيل لنا أن هذا الشخص هو الذي‬ ‫سيكون كل شيء واألمر سيكون جاداً هذه المرة وأنه‬ ‫لن يختفي‪ ,‬لكنه سرعان ما يزول ويذهب‪ ،‬وهكذا‬ ‫األمر يتكرر كل مرة وننظر إلى أشخاص أنهم كل‬ ‫شيء وأنهم لن يخذلونا ولن يستمروا بالذهاب واحداً‬ ‫تلو اآلخر ‪...‬‬ ‫كمثل إبراهيم عليه السالم عندما {فلما َج َّن َعلَ ْي ِه‬ ‫اللَّ ْي ُل َرأَ ٰى كَ ْوكَ ًبا ۖ َق َال َٰه َذا َربِّي ۖ َفلَ َّما أَ َف َل َق َال لَ‬ ‫أُ ِح ُّب ْال ِفلِي َن ‪َ ,‬فلَ َّما َرأَى الْ َق َم َر بَا ِزغًا َق َال َٰه َذا َربِّي ۖ‬

‫أَكْ َب ُر ۖ َفلَ َّما أَ َفلَتْ َق َال يَا َق ْو ِم إِنِّي بَرِي ٌء ِم َّما تُشْ ِركُونَ}‪.‬‬ ‫إبراهيم نبي الله عليه السالم وصل لليقين من‬ ‫تجاربه‪ ،‬وصل لإليمان عندما ُصدم بغياب الشمس‬ ‫والكوكب والقمر ‪ ...‬عندما وجد أن قلبه يحتاج شيئاً‬ ‫ال يزول ‪ ...‬وال يتالشى وال يتحلل في التراب وال‬ ‫تبعده المسافات وال ينطوي وراء الظالم ‪ ...‬إنه مقلب‬ ‫القلوب وصانعها وموجهها ومقويها والقادر أن يختم‬ ‫عليها متى شاء ‪...‬‬ ‫دائما مقلب القلوب ينتظر منك أن تسلم وتؤمن وأن‬ ‫توجه قلبك صوبه‪ ,‬يقول لك الحب الكبير األزلي لي‬ ‫أنا وفقط أنا‪ ,‬وينتظر منك ذاك البريق الذي سيخرج‬ ‫من قلبك بريق حب الله فقط‪ ،‬الله دون سواه‪.‬‬

‫َفلَ َّما أَ َف َل َق َال لَ ِئ ْن لَ ْم يَ ْه ِدنِي َربِّي َلَكُونَ َّن ِم َن الْ َق ْو ِم‬ ‫الضَّ الِّي َن ‪َ ,‬فلَ َّما َرأَى الشَّ ْم َس بَا ِز َغ ًة َق َال َٰه َذا َربِّي َٰه َذا‬ ‫خواطر‬

‫‪42‬‬


‫خواطر‬

‫بقلم البراء بن مالك‬ ‫إلى من ينتظرون العودة‪..‬‬ ‫((ولما توجه تلقاء مدين قال عسى أن يهديني ربي‬ ‫سواء السبيل )) [القصص]‬ ‫ليس هروباً من المواجهة ‪ ,‬بل إعادة تأهيل ليعود‬ ‫فيما بعد بأقل عد ٍد من األخطاء والعثرات‪...‬‬ ‫سنين في (مدين) ‪ ,‬ناجياً من القوم الظالمين‪,‬‬ ‫عشر ٍ‬ ‫ليس خوفاً منهم ‪ ,‬بل ليكون االستعداد ضمن بيئة‬ ‫مناسبة بعيداً عن مالحقة فرعون وملئه‪...‬‬ ‫مناسبة ؟؟ مناسبة لماذا ؟‬ ‫بيئ ٌة مناسبة ليستعد من جديد ‪ ،‬ليتهيئ للمهمته‬ ‫لتحقيق وعد الله في نصر الذين استضعفوا في األرض‬ ‫وتمكينهم وجعلهم الوارثين ‪..‬‬ ‫وضمن هذه البيئة المهيئة لموسى –عليه السالم‪-‬‬ ‫عمل في سنوات مدين راعياً للغنم ‪...‬‬ ‫هل هذا صدفة? !!‬ ‫بالطبع ال ‪ ,‬انه التقدير اإللهي ذاته الذي أعاده ألمه‬ ‫في الصغر‪ ,‬وكان التقدير هنا أن يتعلم القيادة ‪ ,‬قيادة‬ ‫من ال عقل لهم وال فكر‪ ,‬ليعود بعد فيقود أمة من‬ ‫البشر بعقول تفكر‪...‬‬ ‫وعاد بعد سنين مدين وقاد قومه من استضعاف‬ ‫فرعون وملئه إلى عزة دين الله وسعته ‪.‬‬ ‫ماذا لو لم يكن ذلك ‪ ،‬ماذا إن لم يخرج من مصر‬ ‫والتزم بعيش أهله وقومه ؟‬ ‫ربما لو ظل متخفياً خائفا بترقب جنود فرعون مالحقاً‬

‫ال يستقر بمأمن ‪ ،‬لما واجه ظالمه فيما بعد بتلك القوة‬ ‫والجرئة ولما قاد اليهود بذلك الحزم والعزم ‪.‬‬ ‫كما إن أمضى سنينه في (مدين) بالترف والنوم عن‬ ‫قضيته وألم قومه‪ ,‬لما كان له تلك الهمة والصبر على‬ ‫مصاعب الدعوة والتحرير ‪.‬‬ ‫وفي الجهة المقابلة هارون ‪-‬عليه السالم‪ -‬ماذا لو أنه‬ ‫خرج مع موسى يوم ابتعد عن ساحة المواجهة ؟‬ ‫لو كان ذلك ‪ ،‬لم يكن له ذلك اللسان الفصيح في وجه‬ ‫فرعون لو أنه لم يعش كل لحظة من آالم قومه لو لم‬ ‫يرى كل طف ٍل يذبح لمجرد أن فرعون رأى كابوساً يوماً‬ ‫‪ ،‬لو لم يرى قومه يذلون ويستضعفون لما كان له أن‬ ‫يتكلم باسمهم ويشتد عضد موسى به وبلسانه ‪.‬‬ ‫نعم عن ذلك التكامل في األدوار نتحدث ‪ ،‬من في‬ ‫الخارج ومن في الداخل ‪ ،‬لكل مقام عمل‪ ,‬وكل يسعى‬ ‫لما قدر له‪..‬‬ ‫فمن قدر الله له الخروج بعيداً عن زحم المواجهة‬ ‫فليستعد للعود ٍة البد منها ‪ ,‬وليضع نصب عينيه يوم‬ ‫عودته المحتوم‪...‬‬ ‫ماذا سيقدم ؟!!‬ ‫وهل يتناسب ما سيقدمه بتلك المدة التي قضاها‬ ‫خارجاً؟!‪.‬‬ ‫ومن قدر الله له الصمود في الداخل فليتابع صموده‬ ‫وليمضي ليوم المعركة الكبرى حيث يتابع (موسى‬ ‫الخارج) و(هارون الداخل) السير إلى النصر والفتح‬ ‫المبين‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪43‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫ملخص كتاب‬

‫‪44‬‬


‫ملخص كتاب‬

‫اإلعالن اإلسالمي‬ ‫علي عــــــزت‬ ‫بيجوفيتش رحمه اهلل‬

‫من منا ال يعرف الرئيس الراحل عيل عزت‬ ‫بيجوفيتش… ومن منا ال يعرف ماذا قدمت هذه‬ ‫الشخصية العظيمة لإلسالم يف أوروبا… ليك تعلم‬ ‫أخي القارئ يكفيك أن تبدأ بقراءة كتابه الذي‬ ‫أردنا اقرتاحه يف عددنا العرشين …‪ .‬كتاب "اإلعالن‬ ‫اإلسالمي"‪.‬‬ ‫لن أحدثك عن سبب اختيارنا لهذا الكتاب…‬ ‫لكنني سأخربك بصدى هذا الكتاب غري العادي حني‬ ‫إصداره‪.‬‬ ‫صدر الكتاب يف أوائل مثانينات القرن املايض‪،‬‬ ‫وفور صدوره أحدث ضجة كبرية يف يوغسوالفيا‬ ‫وأوروبا عامة يف فرتة كان يحكم فيها يوغوسالفيا‬ ‫الشيوعيون… فقد قامت السلطات املتطرفة‬ ‫حينها باستخدام الكتاب كدليل إدانة ضد الكاتب‬ ‫باالفرتاء عليه واعتباره دعوة لألصولية اإلسالمية‪ ،‬وأن‬ ‫بيجوفيتش يريد السيطرة إسالمياً عىل أوروبا وغريها‬ ‫من االتهامات الفارغة واملنافية لرسالة بيجوفيتش‪،‬‬

‫الذي مل يكن ميلك وقتها سوى شعباً بسيطاً أعزل‪،‬‬ ‫ومل يهنئ للسلطات الشيوعية عيشها حينها حتى‬ ‫قامت بالحكم عىل بيجوفيتش بالسجن مدة أربعة‬ ‫عرش عاماً‪.‬‬ ‫كتاب "اإلعالن اإلسالمي" كتاب ال يقترص عىل تحليل‬ ‫مشكالت العامل اإلسالمي فقط‪ ،‬بل قام أيضاً بتبيان‬ ‫كافة الحلول املناسبة لتلك املشكالت‪ ،‬وإسقاطها‬ ‫مبنظور إسالمي منطقي عىل الزمـان الحايل‪.‬‬ ‫يحتوي الكتاب عىل ثالثة فصـــول …‪ .‬يتناول‬ ‫بيجوفيتش رحمه الله يف فصله األول ظاهرة تخلف‬ ‫الشعوب اإلسالمية… ويتحدث عن اصطدام النهضة‬ ‫اإلسالمية بنوعني من الحكام وهام‪ :‬املحافظون‬ ‫الجامدون‪ ،‬عىل شكل أنظمة الحكم‬ ‫القدمية الذين جعلوا من اإلسالم‬ ‫ديناً روحياً باملعنى األورويب‬ ‫املجرد‪ ،‬ونصبوا أنفسهم‬ ‫حراساً للعقيدة‪،‬‬ ‫والنوع الثاين من‬ ‫الحكام هم‪ :‬دعاة‬ ‫الحداثة الذين يتطلعون إىل‬ ‫األشكال األجنبية‪ ،‬والذين تعلموا‬ ‫يف الخارج وتأثروا بالحضارة الغربية‬ ‫تأثرا ً ولد لديهم الشعور بالدونية تجاه الغرب‬ ‫املتقدم الغني والفوقية تجاه شعوبهم التي جاءوا‬ ‫منها والتي قد أحاط بها الفقر والتخلف‪ ...‬فتخلوا‬ ‫عن أي صلة روحية وأخالقية بشعوبهم وبدالً من‬ ‫أن يقوموا بتطوير إمكانات بالدهم‪ ،‬ذهبوا ينفخون‬ ‫ملخص كتاب‬

‫‪45‬‬


‫أما يف الفصل الثالث فقد عالج مشكلة الوحدة‬ ‫وبي‬ ‫اإلسالمية يف فصل (الجامعة اإلسالمية) ّ‬ ‫معيقاتها وكيفية مواجهتها‪.‬‬ ‫يف النهاية يذكرنا بيجوفيتش بحقيقة مهمة… وهي‬ ‫عدم اإلستهانة بقدر األخوة والعاطفة القوية بني‬ ‫ملخص كتاب‬ ‫املسلمني‪ ،‬التي تربطهم يف جميع أنحاء األرض‪،‬‬ ‫يف شهوات الناس‪ ،‬وظنوا أنه بتلك األفكار سيقيمون والتي تدل وتبرش عىل أن العامل املسلم مل ميت‬ ‫أمريكا عىل أرض بالدهم يف يوم وليلة‪.‬‬ ‫فيقول‪" :‬حيث توجد هذه املشاعر ال يوجد موت‪،‬‬ ‫ويف الفصل الثاين يتحدث عن إشكاليات النظام‬ ‫وأن العامل ليس صحراء مقفرة وإمنا هو تربة عذراء‬ ‫اإلسالمي وأهمها فهم املسلمني للقرآن وعالقتهم‬ ‫يف انتظار الزراع‪ ،‬وأن مهمتنا تكمن يف تحويل هذه‬ ‫معه القامئة عىل العاطفة فقط دون تطبيقه‪ ،‬كام‬ ‫املشاعر إىل قوى فعالة مؤثرة‪ .‬فاإلخالص للقرآن‬ ‫يؤكد عىل أن رشط قيام أي حكم إسالمي وجود‬ ‫البد أن يتحول إىل تصميم عىل تطبيقه‪،‬‬ ‫مجتمع إسالمي وقيادة إسالمية كرشطني أساسني‬ ‫وأن تتحول الجامعة اإلسالمية القامئة‬ ‫وأن املجتمع اإلسالمي ال ميكن إصالحه بالقانون‪ ،‬بل عىل الوجدان إىل جامعة واعية‬ ‫باسم الله والرتبية‪ ،‬وأنه لن يحصل أي نظام حكم منظمة‪ ،‬وأن يتحول‬ ‫عىل دعم الشعوب املسلمة إال إذا كان حكامً إسالمياً حب اإلنسانية إىل‬ ‫حقاً‪ ،‬ويربر بذلك لجوء األنظمة الحالية إىل الدعم أفكار واضحة‬ ‫الخارجي‪.‬‬ ‫تصبح هي املحتوى‬ ‫كام يعارض بيجوفيتش فكرة بدء الحكم اإلسالمي األخالقي واالجتامعي‬ ‫بالسيطرة عىل السلطة ومن ثم القيام ببناء‬ ‫للقوانني وللمؤسسات"‪.‬‬ ‫املؤسسات وتربية الشعب ويربر فشل ذلك بعدم وأخريا ً أخي القارئ… ال أنصحك‬ ‫وجود أي ثورة عرب التاريخ قامت بهذا الشكل…‬ ‫باالنتظار كثريا ً والتفكري‪ ،‬قم بتحميل الكتاب‬ ‫ويف هذا الفصل أيضا يتحدث بيجوفيتش عن أسس من الرابط‪:‬‬ ‫النهضة كالجهاد الصحيح وكيف يجب أن يكون‬ ‫‪http://goo.gl/gGAnvB‬‬ ‫أخالقياً بعيدا ً عن مبدأ الغاية تربر الوسيلة‪ ،‬والتعليم واقرأ وتفكر واستمتع!‬ ‫واملعامالت املالية واألخوة بني املسلمني‪ ،‬وعن‬ ‫األقليات ووجودها يف البلد املسلم‪ ،‬ويتطرق إىل‬ ‫الشكل املناسب للعالقات مع املجتمعات األخرى‪.‬‬ ‫تتمة‬

‫‪46‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫خطوات عمل‬ ‫المسعف‬ ‫ يجب عىل املسعف أن يترصف يف حدود معلوماته‬‫الطبية التي متكنه من تقديم اإلسعافات األولية للمصاب‬ ‫أو املريض بشكل صحيح إلنقاذ حياته وأن يقوم بتقييم‬ ‫املوقف ومعرفة ما حدث للمصاب حتى يتمكن من‬ ‫تقديم اإلسعافات األولية التي تتفق مع نوعية اإلصابة‬ ‫أو املرض نظرا ً الختالف نوعية اإلسعافات بحسب نوع‬ ‫اإلصابة‪.‬‬ ‫ يجب عىل املسعف أن يطمنئ املصاب ويهدىء من‬‫روعه ويزيل اضطرابه وتشجيعه ومعاملته بلطف‬ ‫والتخفيف من انزعاجه‪.‬‬ ‫ يجب عىل املسعف أن ال يسمح بتزاحم الناس حول‬‫املصاب ليساعده عىل التنفس وتهدئة املصاب‪.‬‬

‫ يجب عىل املسعف أن يعرف ما حدث للمصاب‬‫باالستفسار ودراسة املالبسات وأن يصل من ذلك إىل‬ ‫تشخيص تقريبي إلصابة املريض أو مرضه ومن أمثلة ذلك‪- :‬‬ ‫‪ -‬املعرفة التامة بقواعد اإلسعافات األولية وطريقة تنفيذها ‪.‬‬

‫يجب عىل املسعف االحتفاظ بشهود الحادث واستدعاء ‪ -‬تأمني موقع الحادث‪ ،‬وعزل الجسم وتقييم مكان الحادث ‪.‬‬‫الطبيب والرشطة‪.‬‬ ‫ تنفيذ عملية التنفس الصناعي وكيفية فتح ممرات للهواء‪.‬‬‫يجب عىل املسعف محاولة إيقاف النزيف أو عمل‬‫ الوضع املالئم للمريض أو املصاب‪.‬‬‫جبريه أو تنفس صناعي وتدليك القلب حسب الحالة‪.‬‬ ‫اإلسعاف األويل‬

‫‪47‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫ معرفة األعراض وعالمات الخطر للمشاكل الطبية ‪.‬‬‫ معرفة عالمات االستجابة من عدمها للمصاب ‪.‬‬‫ السيطرة عىل النزيف الداخيل ‪.‬‬‫ معرفة ما إذا كان يوجد نزيف داخيل أم ال‪.‬‬‫ التعامل مع إصابات العمود الفقري ‪.‬‬‫ توافر املعلومات العامة لديه عن جسم اإلنسان‬‫وترشيحه‪ ،‬وأعضائه وأجهزته املختلفة‪.‬‬ ‫ كيفية حمل املريض وذلك لتخفيف تعرضه ملزيد من‬‫الرضر أو األذى‪.‬‬ ‫ معرفة األعراض املتعلقة مبختلف األمراض وكيفية‬‫التعامل معها ‪.‬‬ ‫ تدليك القلب‪ .‬‬‫ التعامل مع الحروق والكسور ‪.‬‬‫ كيفية تضميد الجراح ‪.‬‬‫ كيفية التعامل مع إصابات األطفال‪.‬‬‫ كيفية تضميد الجراح ‪.‬‬‫‪ -‬كيفية التعامل مع إصابات األطفال ‪.‬‬

‫تتمة‬

‫‪48‬‬


‫طفل و ثورة‬

‫املصور ‪ :‬أحمد هنداوي‬ ‫حــــلب‬

‫‪49‬‬


‫طفل و ثورة‬

‫من مخيم باب النور‬

‫املصور ‪ :‬رمزي رشيّف‬ ‫‪50‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫"صورنا وورجينا ألخواتنا املسافرين "‬ ‫املكان ‪ :‬جنوب دمشق ‪ -‬يـــلدا‬ ‫الزمان ‪2014 \ 9 \ 19 :‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬

‫‪51‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫املكان ‪ :‬دمشـــق ‪ -‬برزة‬ ‫‪24/4/2014‬‬

‫عدسة شاب دمشقي‬ ‫‪52‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.