العـدد "مـئتـــان وتسعة عشر" من مجلة فيلي

‫نوروز األدنى حرارة‬

‫التلفزيون التربوي‬ ‫واقع متخلف‬ ‫ينبغي تصحيحه‬

‫‪16‬‬ ‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA FOR FAILY KURD‬‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬

‫‪70‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫صادق االزرقي‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫‪219‬‬ ‫السـنـة الثــــــامنــة عـشـر‬ ‫آذار‪ /‬مـارس ‪2022‬‬ ‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫ربيــع ماريـــا الذي توقف ُمزهقًا‪..‬‬

‫معايير الحالل والحرام المجتمعية تحدد دواعي الشرف‬

‫‪38‬‬

‫‪46‬‬

‫تقرير الماني يرصد رغبة كبيرة‬ ‫للمسيحيين في العودة للعراق‬

‫أصحاب المولدات‬ ‫يحكمون المواطنين بقوة الـ(األمبير)‬

‫المقال االفتتاحي‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫الحيــاة مســتمرة بالرغــم مــن غــزو روســيا‬ ‫ألوكرانيــا‪ ،‬واالحتبــاس الحـراري والتغـرات‬ ‫يف البيئــة واملنــاخ اضافــة اىل ازمــة ارتفــاع‬ ‫اســعار املــواد الغذائيــة واملحروقــات‪،‬‬ ‫ومخــاوف حصــول املجاعــات‪ ،‬والتلميحات‬ ‫بحــدوث تغيــرات جيوسياســية فالــيء‬ ‫الوحيــد الــذي يثــر االســتغراب بالرغــم‬ ‫التأثــر الســلبي املبــارش لهــذه األحــداث‬ ‫عــى حيــاة العــامل هنــاك تســاؤل يطــرح‬ ‫هــذا الكــم الهائــل مــن املخاطــر واملخاوف‬ ‫هــل وصلــت اىل اذهــان االطـراف والقــوى‬ ‫السياســية املتســلطة واملتصارعــة يف‬ ‫العــراق؟‬ ‫العــراق بلــد ابوابــه مرشعــة الســتقبال‬ ‫املصائــب والكــوارث‪ ،‬ومل ولــن يتمكــن‬ ‫مــن اغــاق هــذه األبــواب‪ ،‬وان يشــكل‬ ‫حكومــة بعــد مــي عــدة اشــهر عــى‬ ‫نتائــج االنتخابــات الترشيعيــة املبكــرة‪.‬‬ ‫الــكل يتحدثــون عــن الســعادة املفقــودة‬ ‫لــدى هــذا الشــعب‪ ،‬والــكل يتحدثــون‬ ‫عــن فــرص العمــل والبطالــة هــي ســيدة‬ ‫املوقــف‪ ،‬وكذلــك الحديــث عــن االمــن‬ ‫واالســتقرار مــع وجــود هــذا الكــم الكبــر‬ ‫مــن الســاح املنفلــت خــارج القانــون‪،‬‬ ‫ويتــم الخــوض بالنصــوص الدســتورية‪،‬‬ ‫واملحاكــم تفتــي‪ ،‬وتفــر تلــك النصــوص‬

‫باجتهــادات تعمــق املشــاكل والخالفــات‪،‬‬ ‫وهــذا طريــق مســدود للخــروج مــن‬ ‫النفــق املظلــم يف العمليــة السياســية‪.‬‬ ‫الحكومــة بوجودهــا الرشعــي وتحولهــا اىل‬ ‫ترصيــف االعــال بــات عملهــا ينصــب‬ ‫عــى االنفــاق فقــط‪ ،‬وهنــاك مقولــة‬ ‫مشــهورة وهــي‪« :‬ان تشــاهد الســفينة‬ ‫يف امليــاه امــر طبيعــي‪ ،‬ولكــن مشــاهدة‬ ‫املــاء يف الســفينة امــر خطــر»‪ ،‬وان مــا‬ ‫نالحظــه اليــوم يف الع ـراق ال ميــت بصلــة‬ ‫لنتائــج االنتخابــات االخــرة‪ ،‬وذلــك ليــس‬ ‫بســبب رصاع االرادات يف ظــل وجــود‬ ‫خيمــة عســكرتارية الشــارع فــان مفهــوم‬ ‫التوصــل اىل اتفــاق يخــدم الصالــح العــام‬ ‫ال معنــى لــه‪.‬‬ ‫بالنســبة اىل الكــورد هــذا النــوروز بــا‬ ‫رونــق وأدىن حــرارة خالفــا ألكــر مــن‬ ‫‪ 2700‬عــام مضــت‪ ،‬وبالنســبة اىل الشــيعة‬ ‫وعــى الرغــم مــن وجودهــم يف الســلطة‬ ‫فــإن الخطــر يصــل اىل مســتوى ‪1400‬‬ ‫عــام‪ ،‬ومبــا يتعلــق بالســنة ال يوجــد‬ ‫أمــل للعــودة إىل مــا قبــل ظهــور تنظيــم‬ ‫داعــش‪.‬‬ ‫وامــا مبــا يخص الرشائــح واالقليــات االخرى‬ ‫فقــد أصبحــوا يف وضــع ال ُيحســدون عليــه‪،‬‬ ‫فالهجــرة لهــم تكــون بــا رجعــة‪ ،‬وال يوجد‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪50‬‬

‫مــن يهتــم بأمورهــم إال يف املناســبات‬ ‫وضمــن اطــار املجاملــة فقــط‪ ،‬وليســت‬ ‫هنــاك مؤسســة حكوميــة وغــر حكوميــة‬ ‫لهــا املصداقيــة والجــرأة يف اجــراء‬ ‫احصــاء‪ ،‬وتقديــم تقاريــر اســتقصائية عــن‬ ‫اوضاعهــم‪ ،‬والعــراق بشــكل عــام ليــس‬ ‫مؤهــل ملثــل هــذه الــرورات اإلنســانية‬ ‫واالســتذكار الالئــق للمناســبات الوطنيــة‬ ‫والقوميــة يف شــهر آذار الــذي يشــهد‬ ‫ميــاد ووفــاة البــارزاين الخالــد ‪ ،‬وعيــد‬ ‫املعلــم وعيــد املــرأة ثــم اتفاقيــة آذار‬ ‫التاريخيــة ثــم مأســاة حلبجــة ثــم عيــد‬ ‫نــوروز وعيــد االم و‪...‬‬ ‫مــى عــام هجــري وميــادي وكــوردي‬ ‫وجــاءت اعــوام جديــدة يف شــكلها‪ ،‬ولكــن‬ ‫باملضمــون ورثــت املعانــاة ذاتهــا‪ .‬شــعبنا‬ ‫اكرثمــن بقيــة الشــعوب لديــه القابليــة‬ ‫يف مواجهــة املعانــاة والتغلــب عليهــا‪ ،‬اال‬ ‫انــه ال يوجــد شــعب فاقــد لألمــل يناضــل‬ ‫مــن اجــل انقــاذ نفســه وانتشــالها مــن‬ ‫املحــن‪ ،‬ونتمنــى وعــى الرغــم مــن النهــب‬ ‫والســلب‪ ،‬واالقصــاء والتهميــش الــذي‬ ‫بــات واضحــا لــدى العيــان ان تبقــى تلــك‬ ‫البارقــة مــن األمــل لتخطــي كل الصعــاب‪،‬‬ ‫فهــل هــذا ممكــن يف ظــل املعطيــات‬ ‫املوجــودة عــى ارض الواقــع؟‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أزمة الغذاء في العراق‪..‬‬ ‫دوالر رخيص لتفكيك قنبلة موقوتة‬

‫العدد‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫‪30‬‬

‫بمسمار ونحاس‪..‬‬ ‫حضارة العراق على‬ ‫أبواب غينيس‬

‫فـــ‬

‫كورديــــــات‬

‫نوروز‬

‫الحرية والسالم‬ ‫والتعايش‬ ‫كفاح محمود كريم‬

‫منــذ أن أســقط كاوه دكتاتوريــة الضحــاك‬ ‫قبــل ‪ 2722‬عــام والشــعب الكــوردي ومــن‬ ‫جــاوره مــن شــعوب هــذه املنطقــة تحتفل‬ ‫ســنويا بشــعلة النــار التــي أضــاءت طريــق‬ ‫الحريــة واالنعتــاق وأرشت بدايــة العــام‬ ‫الجديــد يف يومــه األغــر نــوروز‪ ،‬تلــك‬ ‫الشــعلة التــي أوقدهــا كاوه الحــداد حينــا‬ ‫انتــر عــى تلــك الدكتاتوريــة الظاملــة‪،‬‬ ‫غــدت عنوانــا ورمــزا لالنعتــاق ولليــوم‬ ‫الجديــد عــى مــدى مــا يقــارب مــن ثالثــة‬ ‫آالف عــام‪.‬‬ ‫نــوروز هــذا اليــوم الجديــد تــوزع عــى‬ ‫خارطــة شــعوب الــرق األوســط وحمــل‬ ‫يف كل ارض مــن أراضيهــا لونــا مــن ألــوان‬ ‫الربيــع واســا مــن أســاء تلــك الشــعوب‬ ‫دون أن يختلــف يف مضامينــه أحــد منهــم‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فهــو عيــد الحريــة والربيــع والشــجرة‬ ‫والخصوبــة واليــوم الجديــد واىل آخــر مــا‬ ‫اجتمعــت عــى تســميته واالحتفــال بــه كل‬ ‫ربيــع مــن كل عــام‪ ،‬مــن الهنــد إىل مــر‬ ‫مــرورا بكوردســتان يف أجزائهــا األربعــة‬ ‫وإيــران والباكســتان وكثــر مــن شــعوب‬ ‫ودول آســيا وأوروبــا‪.‬‬ ‫وخــال آالف الســنني ســادت حضــارات‬ ‫ثــم بــادت ونهضــت دول وإمرباطوريــات‬ ‫وأخــرى أزاحهــا الزمــان وانكفــأت‪ ،‬وبقيــت‬ ‫شــعلة نــوروز كــا هــي تــيء للقادمــن‬ ‫عــر األجيــال طريــق الحريــة واالنعتــاق‬ ‫واليــوم الجديــد يف ســاعة الزمــن وتقويــم‬ ‫التاريــخ‪ ،‬وبقيــت أعــايل الجبــال وذراهــا يف‬ ‫كوردســتان منــذ أوقــد قائدها األول شــعلة‬ ‫الحريــة وأذن باليــوم الجديــد‪ ،‬تتحــول‬

‫مــع الســاعات األوىل لنــوروز إىل مشــاعل‬ ‫للضــوء والنــران يف احتفــال مهيــب عــر‬ ‫األجيــال ترافقــه دبــكات الشــباب والصبايــا‬ ‫وزغاريــد النســوة وأهازيــج األطفــال‬ ‫ومتتــزج فيــه أجمــل ألــوان فلكلــور‬ ‫كوردســتان يف امللبــس والغنــاء والرقــص‬ ‫يف أجمــل كرنفــال إلشــاعة الســام واألمــن‬ ‫االجتامعــي والتعايــش بــن النــاس جميعــا‬ ‫دومنــا تفريــق يف اللــون أو العــرق أو اللغــة‬ ‫أو الديــن أو املــكان‪ ،‬ففــي أيــام نــوروز‬ ‫هنــا يف كوردســتان العــراق كــا يف بقيــة‬ ‫أجـزاء كوردســتان األخــرى‪ ،‬يخــرج الكــورد‬ ‫وأصدقائهــم مــن كل األطيــاف واألجنــاس‬ ‫يف رحــات وكرنفــاالت جامعيــة إىل املــروج‬ ‫والحدائــق والســاحات‪ ،‬حيــث الدبــكات‬ ‫الشــعبية املعروفــة تصاحبهــا فــرق للغنــاء‬ ‫احتفــا ًء باليــوم الجديــد وبربيع كوردســتان‬ ‫الخــاب وبشــكل عفــوي مثــر تجتمــع فيــه‬ ‫آالف مؤلفــة مــن العوائــل ومئــات االالف‬ ‫مــن القادمــن العراقيــن مــن كل محافظات‬ ‫الع ـراق حيــث تختلــط أنــواع الفلكلــورات‬ ‫العراقيــة والكوردســتانية يف لوحــة‬ ‫اجتامعيــة سياســية تُعــر عــن اللحمــة‬ ‫الوطنيــة العراقيــة مــن اقــى جنــوب‬ ‫البــاد اىل أقصاهــا غربــا ورشقــا تحتضنهــم‬ ‫كوردســتان مبحبــة وتعايــش قــل نظــره يف‬ ‫منطقتنــا عمومــا‪.‬‬ ‫ان نــوروز ميثــل عنوانــا بــارزا لالنعتــاق‬ ‫واملحبــة والتعايــش والســام ونحــن اليــوم‬ ‫احــوج مــا نكــون اىل ذلــك النســيج الــذي‬ ‫تحبكــه تلــك املشــاعر النقيــة واملخلصــة‬ ‫يف العيــش املشــرك الــذي يحمــي الجميــع‬ ‫ويحــرص عــى حقــوق الجميــع مبــا يعــزز‬ ‫مفهــوم املواطنــة الحقــة يف دولــة فيدراليــة‬ ‫دميقراطيــة تعدديــة حــرة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪5‬‬

‫فـــ‬

‫كورديــــــات‬

‫مهدت إلسقاط صدام حسين‬ ‫تقرير‪ :‬حلبجة إبادة لم يتم االعتراف بها دوليًا والزالت مستمرة‬

‫عدت صحيفة إســـرائيلية‪ ،‬بأنه‬ ‫لـــم يتـــم االعـــراف بـ»إبادة»‬ ‫حلبجـــة دولياً‪ ،‬وفيمـــا بينت أنها‬ ‫كانـــت بدايـــة إلســـقاط نظام‬ ‫صدام حســـن عام ‪ 2003‬الذي‬ ‫لم يكتفِ بهذه االبـــادة وأرتكب‬ ‫بعدها مجـــازر االنفـــال‪ ،‬أكدت‬ ‫أن حلبجـــة اظهـــرت كيف يمكن‬ ‫للـــدول التـــي ســـلحت النظام‬ ‫البعثـــي ان تفلت مـــن العقاب‪،‬‬ ‫مع وفاة العشـــرات مـــن مصابي‬ ‫حلبجة ســـنوياً بســـبب تأثريات‬ ‫االســـلحة الكيماوية آنذاك‪.‬‬ ‫فيــــلي‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪7‬‬

‫فـــ‬

‫كورديــــــات‬

‫وقالــت صحيفــة «جريوزاليــم بوســت»‬ ‫اإلرسائيليــة يف تقريــر ترجمتــه مجلــة‬ ‫«فيــي»؛ إن «جرميــة حلبجــة تــم نســيانها‬ ‫بالكامــل‪ ،‬وإنهــا كانــت مبثابــة برهــان‬ ‫عــى امتــاك نظــام صــدام حســن اســلحة‬ ‫دمــار شــامل‪ ،‬وإنهــا إرتــدت عــى مرتكبــي‬ ‫الجرميــة عندمــا تــم إســقاط النظــام العــام‬ ‫«‪ ،2003‬داعيــة العــامل اىل «اإلعــراف بــأن‬ ‫مــا جــرى يف حلبجــة قبــل ‪ 34‬ســنة‪ ،‬كان‬ ‫إبــادة جامعيــة»‪.‬‬ ‫وذ ّكــرت الصحيفــة بــ»املشــاهد يف شــوارع‬ ‫حلبجــة غــر املعبــدة» مؤكــدة أنهــا «كانــت‬ ‫تشــبه فظائــع الهولوكوســت‪ ،‬بعدمــا‬ ‫تعرضــت مــع نهايــة الحــرب العراقيــة‪-‬‬ ‫االيرانيــة‪ ،‬اىل قصــف كيميــايئ مــن قبــل‬ ‫الجيــش العراقــي»‪.‬‬ ‫وأضــاف التقريــر أنــه «جــرى نســيان‬ ‫حــد كبــر‪ ،‬وال تــزال غــر‬ ‫الحادثــة إىل‬ ‫ٍ‬ ‫معــرف بهــا عــى أنهــا إبــادة جامعيــة»‪،‬‬ ‫مبينــا أن «‪ 23‬مقاتلــة جويــة عراقيــة بــدأت‬ ‫يف ‪ 16‬اذار‪ ،1988 /‬قصــف حلبجــة وطــال‬ ‫ســتة أيــام»‪.‬‬ ‫ونقلــت الصحيفــة عــن نوشــروان باشــا‬ ‫الــذي يبلــغ مــن العمــر ‪ 45‬ســنة اآلن‪،‬‬ ‫ويقيــم يف أوروبــا‪ ،‬قولــه «إختبأنــا يف كهــف‬ ‫عــى الحــدود مــع إيــران اليــام عــدة يف‬ ‫حــن واصلــت الطائــرات قصفهــا»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل أن «الطائــرات‬ ‫اســتخدمت اســلحة دمــار شــامل محظــورة‬ ‫دوليــا مثــل غــاز الخــردل والســيانيد وغــاز‬ ‫االعصــاب‪ ،‬مــا أوقــع االف الضحايــا ورشد‬ ‫أكــر مــن ‪ 10‬االف اخريــن‪ ،‬فيــا كانــت‬ ‫تقيــم أقليــات قوميــة ودينيــة عــدة يف‬ ‫حلبجــة مــا يعنــي أن إنــكار حــزب البعــث‬ ‫وقتهــا لوجودهــا ومحاولتــه القضــاء عليهــا‪،‬‬ ‫يجعــل منهــا النمــوذج لالبــادة الجامعيــة‬ ‫التــي تعنــي اســتهداف ابــادة عرقيــة او‬ ‫قوميــة او دينيــة»‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫وأشــارت الصحيفــة إىل أن «حلبجــة الواقعــة‬ ‫عــى بعــد ‪ 15‬كــم فقــط مــن الحــدود مــع‬ ‫ايــران‪ ،‬وأن القــوات االيرانيــة مل تتمكــن‬ ‫مــن الســيطرة عليهــا خــال الحــرب حيــث‬ ‫نــر صــدام حســن هنــاك أحــد الفــرق‬ ‫العســكرية التســعة يف محافظــة الســليامنية‬ ‫التــي تضــم حلبجــة»‪ ،‬فيــا لفتــت اىل ان‬ ‫«العقيــد العراقــي عــي النجفــي املســؤول‬ ‫عــن الجيــش املتمركــز يف حلبجــة‪ ،‬كان بايــع‬ ‫طهــران رساً»‪.‬‬ ‫ووفق ـاً لروايــة مستشــار بعثــي ســابق فــإن‬ ‫«مــع بدايــة عمليــة (ظفر‪)-7‬االيرانيــة‬ ‫لالســتيالء عــى الســليامنية يف منتصــف‬ ‫شــهر آذار‪/‬مــارس ‪ ،1988‬جــاء صــدام‬ ‫حســن اىل الســليامنية ومــن هنــاك اجــرى‬ ‫اتصــاال بالعقيــد النجفــي ليســأله عــا‬ ‫إذا كان بحاجــة اىل املزيــد مــن املســاعدة‬ ‫العســكرية»‪ ،‬فيــا رد عليــه النجفــي بإهانــة‬ ‫قائــا «دع املســاعدة تذهــب إىل قــر‬ ‫والــدك»‪.‬‬

‫وبحســب الروايــة ذاتهــا‪ ،‬فــان النجفــي‬ ‫«استســلم إليــران يف وقــت الحــق مــن‬ ‫ذلــك اليــوم‪ ،‬فيــا دخــل الحــرس الثــوري‬ ‫وحلفائــه مــن املقاتلــن الكــورد اىل حلبجــة‪،‬‬ ‫وقــرر صــدام حســن محــو املدينــة»‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر ان «صــدام حســن بعــد مثانية‬ ‫أعــوام مــن حــرب الخنــادق مــع ايــران‪،‬‬ ‫اصبــح مقتنعــاً ان عليــه إيقــاف الحــرب‪،‬‬ ‫ال بســبب احســاس ضمــره بالذنــب ازاء‬ ‫حلبجــة‪ ،‬وامنــا خشــية انهيــار جيشــه»‪،‬‬ ‫مبينــاً انــه «عــى الرغــم مــن أن قــرار‬ ‫قصــف حلبجــة كيميائيــا مل يكــن مخططــاً‬ ‫لــه مســبقاً‪ ،‬اال أن النظــام البعثــي ارتكــب‬ ‫جرائــم مشــابهة حيــث أنــه يف ‪ 14‬نيســان‪/‬‬ ‫أبريــل ‪ 1988‬بــدأ تنفيــذ حملــة االنفــال‬ ‫التــي راح ضحيتهــا عــرات آالف الكــورد‬ ‫مــن جميــع االعــار واالجنــاس‪ ،‬دفنــوا يف‬ ‫الصحــراء يف معســكرات صــدام حســن»‪.‬‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬اشــار التقريــر اىل‬ ‫«اســتهداف النظــام البعثــي العشــوايئ‬

‫للمــدن االيرانيــة خــال الحــرب والــذي‬ ‫تســبب مبقتــل آالف األشــخاص»‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إىل أن «حلبجــة وأن‬ ‫ســاهمت يف انتهــاء اطــول حــرب خــال‬ ‫القــرن العرشيــن‪ ،‬إال أنــه حرمــت مــن‬ ‫االعــراف املناســب بهــا»‪ ،‬مبينــا ان «صــدام‬ ‫حســن شــعر بخطــورة جرميتــه‪ ،‬وبعــد‬ ‫أشــهر مــن القصــف الكيــاوي عليهــا‪ ،‬أقــام‬ ‫مدينــة حلبجــة الجديــدة عــى بعــد حــوايل‬ ‫‪ 30‬كــم مــن حلبجــة االصليــة‪ ،‬وصــارت‬ ‫ماهولــة بالســكان يف غضــون ســتة شــهور‪،‬‬ ‫وغالبيتهــم مــن الكــورد الذيــن فــروا مــن‬ ‫حلبجــة»‪.‬‬ ‫واوضــح التقريــر؛ ان «النظــام البعثــي شــيد‬ ‫املدينــة ليربهــن للمجتمــع الــدويل أنــه مل‬ ‫يدمــر حلبجــة باســلحة الدمــار الشــامل‪،‬‬ ‫وأن املدينــة الجديــدة كانــت الخفــاء‬ ‫منــوذج املدينــة التــي تعرضــت البــادة‬ ‫جامعيــة»‪ ،‬مبينــاً أن «مئــات الصحفيــن‬ ‫التقطــوا صــوراً الهــايل حلبجــة الذيــن‬

‫اختنقــوا حتــى املــوت وتناثــرت جثثهــم يف‬ ‫الشــوارع»‪ ،‬فيــا وصفــه الصحفــي االي ـراين‬ ‫احمــد النتقــي الــذي غطــى حــادث الهجــوم‬ ‫عــى حلبجــة أثنــاء تحليــق الطائ ـرات بأنــه‬ ‫كان مشــهداً مروع ـاً رؤيــة االطفــال الرضــع‬ ‫وهــم مختنقــن بــن ذراعــي امهاتهــم»‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن «الوثائــق التــي جمعــت‬ ‫يف حلبجــة ســاهمت يف إســقاط مرتكبــي‬ ‫الجرميــة بعــد ســنوات‪ ،‬حيــث ان حلبجــة‬ ‫كانــت عامــا كبــرا يف تربيــر الغــزو‬ ‫األمريــي للعـراق»‪ ،‬مضيفــا أنــه «بعــد بعــد‬ ‫شــهور مــن عمليــات البحــث عــن اســلحة‬ ‫دمــار شــامل‪ ،‬مل يعــر التحالــف الــدويل‬ ‫ضــد صــدام حســن عــى أي دليــل‪ ،‬اال انــه‬ ‫اضــاف انــه بالرغــم مــن عــدم وجــود دليــل‬ ‫رســمي عــى وجــود اســلحة دمــار شــامل‬ ‫يف العـراق‪ ،‬اثبــت حلبجــة ان بغــداد متتلــك‬ ‫اســلحة دمــار شــامل»‪.‬‬ ‫وخلــص التقريــر اىل القــول ان «حلبجــة‬ ‫تظهــر كيــف ميكــن للــدول التــي ســلحت‬

‫صــدام حســن ان تفلــت مــن العقــاب‪ ،‬كــا‬ ‫انــه ال ي ـزال هنــاك ع ـرات املصابــن مــن‬ ‫االســلحة الكيامويــة الذيــن يحتاجــون اىل‬ ‫رعايــة فوريــة‪ ،‬وميــوت ســنوياً العديــد مــن‬ ‫النــاس متأثريــن بجراحهــم»‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إىل فظائــع اإلبــادة الجامعيــة‪،‬‬ ‫اعتــر التقريــر أن «حلبجــة تخربنــا كيــف‬ ‫ان الحــرب تضحــي بــكل يشء مــن اجــل‬ ‫انتصــارات عســكرية ال معنــى لهــا‪ ،‬كــا‬ ‫انهــا تذكرنــا كيــف ان االبــادة الجامعيــة‬ ‫تكــون عــادة مــن اآلثــار الجانبيــة للحــرب‪.‬‬ ‫وتابــع قائــا ان معظــم جرائــم االبــادة‬ ‫حدثــت خــال الحــروب‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬ ‫الهولوكوســت النــازي واالبــادة الجامعيــة‬ ‫بحــق األرمــن»‪.‬‬ ‫واكــد التقريــر ان «حلبجــة تســتحق‬ ‫االعــراف بهــا دوليــا كابــادة جامعيــة‪ .‬لقــد‬ ‫ســاعدت العــامل عــى ادراك تهديــدات‬ ‫صــدام حســن للســام واألمــن العامليــن»‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فييل»‬

‫«النظام البعثي شيد المدينة ليبرهن‬ ‫للمجتمع الدولي أنه لم يدمر حلبجة باسلحة‬ ‫الدمار الشامل‪ ،‬وأن المدينة الجديدة كانت‬ ‫الخفاء نموذج المدينة التي تعرضت البادة‬ ‫ً‬ ‫مبينا أن «مئات الصحفيين‬ ‫جماعية»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫صورا الهالي حلبجة الذين اختنقوا‬ ‫التقطوا‬ ‫حتى الموت وتناثرت جثثهم في الشوارع»‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪9‬‬

‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫القضاء العراقي ضحية تجاذبات السياسة‬

‫عانى ويعاني القضاء‬ ‫العراقي من التجاذبات‬ ‫المتعلقة بأداء مجمل‬ ‫النظام السياسي الجديد‬ ‫ابتداء من نيسان عام‬ ‫‪ ، 2003‬في حين يلفت‬ ‫المراقبون الى انه تعرض‬ ‫الى تضارب بعض‬ ‫قراراته بتأثير الضغوط‬ ‫السياسية والحزبية على‬ ‫عمله بحسب قولهم‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ويلفتــون اىل محطــات تثــر التســاؤالت‬ ‫بشــأن القضــاء‪ ،‬مــن ابرزهــا التظاهـرات التي‬ ‫عمــت أغلــب محافظــات العــراق يف عــام‬ ‫‪ 2019‬وبعــده‪ ،‬وقالــوا ان الســلطة القضائيــة‬ ‫وضعــت بدائــرة الشــك عندئــذ‪ ،‬مشــرين اىل‬ ‫انــه وبعــد إقامــة مئــات الدعــاوى القضائيــة‬ ‫ضــد مســؤولني حكوميــن وقيــادات أمنيــة‪،‬‬ ‫وجهــات سياســية وحزبيــة ومجاميــع‬ ‫مســلحة‪ ،‬وشــخصيات متعــددة‪ ،‬بتهــم قتــل‬ ‫املتظاهريــن والتســبب بذلــك أو التحريــض‬ ‫عليهــم‪ ،‬فــان «الســلطة القضائيــة ال تســتطيع‬ ‫التعامــل مــع تلــك الدعــاوى مبعــزل عــن‬ ‫الوضــع الســيايس»‪ ،‬مزيديــن القــول انــه ال‬ ‫يظهــر مــع التقــادم الزمنــي لتلــك الدعــاوى‪،‬‬ ‫أن القضــاء يتعامــل بجديــة معهــا‪ ،‬ال ســيام‬ ‫أنــه أصــدر مذك ـرات اعتقــال ضــد شــخصني‬ ‫فقــط‪ ،‬ليســوا مــن املســؤولني الحكوميــن‪،‬‬ ‫وقالــوا ان ذلــك يعنــي أن القضــاء يتعامــل‬

‫بتصنيفــات مختلفــة لتلــك الدعــاوى وفقــا‬ ‫لقــوة ونفــوذ الشــخصية والجهــة املقامــة‬ ‫ضدهــا‪ ،‬وذلــك مــا رآه ناشــطون وخــراء‬ ‫قانونيــون‪.‬‬ ‫ويقــول قــاض فضــل عــدم ذكــر اســمه‬ ‫«أعــرف ناشــطني ومتظاهريــن أقامــوا‬ ‫قبــل فــرات دعــاوى ضــد قيــادات أمنيــة‬ ‫ومســؤولني كبــار‪ ،‬لكــن مل يبــت القضــاء بهــا‬ ‫حتــى اليــوم»‪ ،‬متهــا الســلطة القضائيــة‬ ‫بـ»عــدم الحياديــة وأنهــا تنصــاع للحكومــة يف‬ ‫عملهــا»‪ ،‬بحســب تعبــره‪.‬‬ ‫امــا املســؤولون القضائيــون فيؤكــدون‬ ‫مــن جهتهــم تســلم املحاكــم العراقيــة‬ ‫مئــات الدعــاوى‪ ،‬التــي أقامهــا ذوو ضحايــا‬ ‫التظاهــرات‪ ،‬وأن أغلــب تلــك الدعــاوى‬ ‫كانــت ضــد مســؤولني حكوميــن وقيــادات‬ ‫حزبيــة ومجاميــع مســلحة؛ ويؤكــد خــراء‬ ‫قانونيــون أنــه «يتحتــم عــى الســلطة‬

‫القضائيــة أن تصــدر أوامــر القبــض وفقــا‬ ‫لتلــك الدعــاوى‪ ،‬وإذا أرادت الحكومــة‬ ‫تعطيــل األوامــر‪ ،‬فلتعطلهــا‪ ،‬وتتحمــل هــي‬ ‫(الحكومــة) املســؤولية القانونيــة‪ ،‬ال أن‬ ‫تتحمــل الســلطة القضائيــة ذلــك»‪.‬‬ ‫وبــرأي متخصصــن فانــه برغــم أن الدســتور‬ ‫العراقــي «الدائــم» يوفر يف مواده الدســتورية‬ ‫(‪ )101 87-‬مســاحة واســعة لتنظيــم شــؤون‬ ‫الســلطة القضائيــة‪ ،‬ومــع مــرور الســنوات‬ ‫عــى اقــرار الدســتور وتشــكيل الحكومــات‬ ‫املنتخبــة‪ ،‬إال أن القضــاء العراقــي مــا زال‬ ‫يعــاين مــن اختــاالت عميقــة عــى املســتوى‬ ‫البنيــوي وعــى مســتوى األداء‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــم‪.‬‬ ‫ومــن الالفــت لالنتبــاه‪ ،‬أن املحكمــة‬ ‫االتحاديــة العليــا واملحكمــة الجنائيــة هــا‬ ‫األكــر تعرض ـاً لالنتقــاد وتوجــه لهــا التهــم‬ ‫بالتامهــي مــع توجهــات الحكومــة التنفيذية‪،‬‬

‫بحســب املتابعــن فلطاملــا كيلــت االتهامــات‬ ‫للمحكمــة االتحاديــة العليــا‪ ،‬التــي تعــد‬ ‫مجمــل قراراتهــا سياســية وجدليــة وذلــك‬ ‫لتقربهــا للحكومــات القامئــة يف العــراق‪،‬‬ ‫بحســب قولهــم‪ ،‬ويذ ّكــر املراقبــون بــان‬ ‫مجلــس النــواب اقــر يف عهــد حكومــة ســابقة‬ ‫يف عــام ‪ ،2014‬بأغلبيــة الثلثــن‪ ،‬تحديــد عــدد‬ ‫دورات الرئاســات بدورتــن فقــط تحــت‬ ‫قانــون تحديــد واليــات الرئاســات‪ ،‬إال أن‬ ‫املحكمــة االتحاديــة العليــا نقضــت القانــون‪،‬‬ ‫مــا أثــار حفيظــة جميــع الكتــل السياســية‬ ‫التــي أقــرت القانــون‪.‬‬ ‫ويشــر املراقبــون اىل انــه ويف مناســبة أخــرى‬ ‫وبعــد االنتخابــات الربملانيــة لعــام ‪2010‬‬ ‫وحصــول القامئــة العراقيــة عــى أكــر عــدد‬ ‫مــن املقاعــد والثانيــة دولــة القانــون‪ ،‬أعلنــت‬ ‫املحكمــة الدســتورية أحقيــة دولــة القانــون‬ ‫بتشــكيل الــوزارة بعــد تشــكيلها تحالــف‬ ‫الكتلــة األكــر يف الربملــان وكان ذلــك ضمــن‬ ‫ـرت عــى انهــا ق ـرارات مــن‬ ‫أمــور أخــرى ُفـ ّ‬ ‫املحكمــة االتحاديــة لصالــح الحكومــة‪.‬‬ ‫ويف ظــل حالــة الشــك بإجـراءات القضــاء مــن‬ ‫قضيــة ملــف قتــل املتظاهريــن الــذي تلــح‬ ‫جامعــات الحــراك يف حســمه‪ ،‬ذكــر رئيــس‬ ‫مجلــس القضــاء االعــى‪ ،‬أن «قضيــة قتلــة‬ ‫املتظاهريــن معقــدة وشــائكة وفيهــا أطـراف‬ ‫كثــرة‪ ،‬وهنــاك أطــراف سياســية تدخلــت‬ ‫لغايــات انتخابيــة ولتســقيط جهــات أخــرى»‪،‬‬ ‫عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫و مؤخــرا أخــذ املراقبــون عــى املحكمــة‬ ‫االتحاديــة العليــا يف العــراق‪ ،‬قرارهــا‬ ‫باســتمرار رئيــس الجمهوريــة برهــم صالــح‬ ‫مبهــام عملــه لحــن انتخــاب رئيــس جديــد‪،‬‬ ‫وبعــدم دســتورية ترشــيح منافســه هوشــيار‬ ‫زيبــاري للمنصــب‪ ،‬ووصــف زيبــاري قــرار‬ ‫املحكمــة االتحاديــة بإلغــاء ترشــحه بأنــه‬ ‫ق ـرار «مبيــت ومســيس وظــامل ومتعســف»‬ ‫وفــق تعبــره‪.‬‬ ‫وقــال املراقبــون ان الغــاء ترشــيح زيبــاري‪،‬‬ ‫كان بســبب تواجــد دعــوى قضائيــة ضــده‬

‫عــى وفــق املحكمــة‪ ،‬الفتــن اىل ان معظــم‬ ‫السياســيني املتواجديــن حاليــا عليهــم دعاوى‬ ‫او تهــم ولكــن مل تتخــذ أي اجـراءات ضدهــم‬ ‫بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويف واقعــة اخــرى‪ ،‬قــررت املحكمــة االتحادية‬ ‫العليــا بطــان قانــون النفــط والغــاز الــذي‬ ‫رشّعتــه حكومــة إقليــم كوردســتان عــام‬ ‫‪ 2007‬الــذي أتــاح لهــا التعاقــد مــع رشكات‬ ‫أجنبيــة الســتخراج وبيــع النفــط مــن حقــول‬ ‫داخــل محافظــات أربيــل والســليامنية‬ ‫ودهــوك فضــا عــن اســتخراجه مــن مناطــق‬ ‫متنــازع عليهــا يف محافظــات نينــوى وكركــوك‬ ‫وديــاىل وصــاح الديــن‪.‬‬ ‫وعــد متابعــون انــه قرار ســيايس مــن الناحية‬ ‫الزمنيــة‪ ،‬أي مــن حيــث توقيــت صــدوره‬ ‫يف هــذا الوقــت بالــذات‪ ،‬بحســب قولهــم‪،‬‬ ‫مشــرين اىل انــه برغــم أنّ هــذه الدعــوى‬ ‫موجــودة لــدى هــذه املحكمــة منــذ أكــر‬ ‫مــن عقــد مــن الزمــن‪ ،‬فلــم يجــري تفعيلهــا‬ ‫ســابقا‪.‬‬ ‫ووصــف سياســيون قــرار املحكمــة مــن‬ ‫الناحيــة القانونيــة بـ»غــر الصائــب»‪ ،‬حيــث‬ ‫ُيطالــب بإلغــاء قانــون النفــط والغــاز رقــم‬ ‫‪ 22‬لســنة ‪ 2007‬الصــادر مــن اإلقليــم‪،‬‬ ‫عاديــن أن الصــواب هــو إلــزام حكومــة‬ ‫اإلقليــم بتعديــل قانــون النفــط والغــاز مبــا‬ ‫ينســجم مــع أحــكام املادتــن ‪ 111‬و‪112‬‬ ‫مــن الدســتور العراقــي النافــذ فيــا يخــص‬ ‫اإلدارة املشــركة لنفــط وغــاز كوردســتان بــن‬ ‫حكومتــي بغــداد وأربيــل بشــكل ُمنســجم‬ ‫مــع ملكيــة كل الشــعب لهــذه الــروة‪.‬‬ ‫ومــن املثالــب االخــرى التــي تعلقــت بالقضاء‬ ‫العراقــي هــو قيــام رئيــس الجمهوريــة برغــم‬ ‫انتهــاء واليتــه بإلغــاء حكــم صــادر ضــد‬ ‫ابــن محافــظ النجــف الــذي كان قــد حكــم‬ ‫عليــه باملؤبــد بســبب ضلوعــه بتهمــة التجارة‬ ‫باملخــدرات ثــم تراجــع رئيــس الجمهوريــة‬ ‫عــن العفــو بســبب الــرأي العــام العراقــي‪،‬‬ ‫فيــا لفــت املراقبــون اىل ان القضــاء مل يقــل‬ ‫كلمتــه ابــان اثــارة االزمــة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪11‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫العراق يمثل امام مفوضية جنيف‪:‬‬ ‫تساؤالت عن الدين والجنس والحريات‬ ‫فيلي‬

‫اشــادت مفوضيــة حقــوق االنســان التابعــة‬ ‫لالمــم املتحــدة‪ ،‬بخطــوات الدولــة العراقيــة‬ ‫ملالحقــة مرتكبــي جرائــم العنــف الجنــي‬ ‫ومقاضاتهــم مــن عنــارص ومســلحي تنظيــم‬ ‫داعــش‪.‬‬ ‫وبحســب تقريــر املفوضيــة الــذي نرشتــه‬ ‫عــى موقعهــا االلكــروين‪ ،‬وترجمتــه مجلــة‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫«فيــي»‪ ،‬فــإن لجنــة حقــوق االنســان يف‬ ‫جنيــف عقــدت جلســة لهــا مخصصــة‬ ‫للنظــر يف التقريــر الــدوري الســادس حــول‬ ‫مــدى التــزام العــراق بالحقــوق املدنيــة‬ ‫والسياســية‪.‬‬ ‫واشــار اىل ان خــراء اللجنة طلبــوا معلومات‬ ‫اضافيــة حــول الحقــوق املدنيــة والسياســية‬

‫للنازحــن‪ ،‬واشــاد الخــراء بالســلطات‬ ‫العراقيــة لقيامهــا بالخطــوات الالزمــة‬ ‫ملالحقــة مرتكبــي اعــال العنــف الجنــي‬ ‫التــي ارتكبهــا داعــش يف العـراق وتقدميهــم‬ ‫للعدالــة‪ ،‬والنشــاء مركــز للتحقيــق يف جرائم‬ ‫االبــادة الجامعيــة‪.‬‬ ‫مخيامت النزوح‬

‫وذكــر التقريــر ان احــد خــراء اللجنــة اثــار‬ ‫مســألة ان النســاء واالطفــال يف مخيــات‬ ‫النازحــن‪ ،‬تعرضــوا احيانــا كثــرة للتمييــز‬ ‫بســبب روابطهــم املفرتضــة بداعــش‪ ،‬وكانــوا‬ ‫ايضــا ضحايــا للعنــف الجنــي‪ ،‬متســائال عن‬ ‫طبيعــة االجــراءات التــي اتخذهــا العــراق‬ ‫اليقــاف التمييــز واالعتــداء الجنــي عــى‬

‫النســاء واالطفــال يف مخيــات النازحــن‬ ‫ومحاســبة املســؤولني عنهــا‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن املمثــل الدائــم للعـراق‬ ‫لــدى مكتــب االمــم املتحــدة يف جنيــف عبد‬ ‫الكريــم هاشــم مصطفــى‪ ،‬قولــه انــه برغــم‬ ‫ان هجــات تنظيــم داعــش االرهــايب مــا‬ ‫زالــت تتســبب بعرقلــة الجهــود املبذولــة‬

‫لتعزيــز حقــوق االنســان وحاميتهــا‪ ،‬اال‬ ‫ان العــراق يظــل ملتزمــا بتنفيــذ تعهداتــه‬ ‫الدوليــة‪.‬‬ ‫وعــدد التقريــر مجموعــة مــن انجــازات‬ ‫العـراق مــن بينهــا موافقــة مجلــس الــوزراء‬ ‫عــى الخطــة الوطنيــة لحقــوق االنســان‬ ‫(‪ ،)2025-2021‬باالضافــة اىل ان عمــل لجنــة‬ ‫ملكافحــة االتجــار بالبــر عــى منــع االتجــار‬ ‫وتوفــر دور رعايــة للضحايــا‪ ،‬بينــا اقامــت‬ ‫وزارة الداخليــة خطــا ســاخنا وبريــدا‬ ‫الكرتونيــا لتلقــي الشــكاوى املتعلقــة‬ ‫بجرائــم االتجــار‪ .‬وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬فقــد‬ ‫وضعــت الحكومــة برنامجــا لحاميــة الــراث‬ ‫الثقــايف وحاميــة التنــوع الثقــايف لالقليــات‬ ‫يف العــراق‪.‬‬ ‫اإلسالم وحقوق اإلنسان واألقليات‬ ‫وتابــع التقريــر ان العــراق ينفــذ خطــة‬ ‫وطنيــة للمــرأة والســام واالمــن‪ ،‬كــا انــه‬ ‫اقــر وثيقــة السياســة الوطنيــة لتعزيــز‬ ‫حاميــة الطفــل‪ ،‬كــا يعمــل العــراق عــى‬ ‫دمــج حقــوق االنســان يف مناهــج تدريــب‬ ‫الطــاب يف كليــات الجيــش والرشطــة‪.‬‬ ‫وخــال الجلســة‪ ،‬طلــب احــد خــراء اللجنــة‬ ‫مــن الوفــد العراقــي رشح «مبــادئ االســام»‬ ‫التــي قــام عليهــا دســتور العــراق‪ ،‬وكيــف‬ ‫باالمــكان التوفيــق بــن الرشيعــة وتطبيــق‬ ‫االلتزامــات فيــا يتعلــق باالعــدام والجلــد‬ ‫والرجــم وتعــدد الزوجــات واحــكام الطــاق‬ ‫واملــراث‪ ،‬ومــا اذا كان االســام ينطبــق عــى‬ ‫الــكل‪ ،‬واوضــاع حريــة العقيــدة وكيــف يتــم‬ ‫التعامــل قانونيــا مــع املســلمني واملســيحيني‬ ‫وااليزيديــن والصابئــة املندائيــن وعــا اذا‬ ‫كان هنــا اي متييــز‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ردود الوفــد العراقــي‬ ‫اكــدت عــى ان معتقــدات االســام مل تتغــر‬ ‫مبــرور الوقــت‪ ،‬وان القانــون العراقــي‬ ‫يجــب ان يعكــس تلــك املبــادئ‪ ،‬وان تــم‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪13‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫قــرارات عقوبــة االعــدام مل تتخــذ ســوى‬ ‫فيــا يتعلــق بأكــر الجرائــم خطــورة‪ ،‬مثــل‬ ‫االعــال االرهابيــة‪.‬‬ ‫ولفــت اىل ان اقــارب ضحايــا االرهــاب‪،‬‬ ‫طالبــوا بالعدالــة ومعاقبــة الجنــاة‪ ،‬كــا ان‬ ‫مرتبــي الجرائــم كانــوا يتمتعــون بضامنــات‬ ‫قانونيــة وبحقوقهــم يف نيــل محاكــات‬ ‫عادلــة وتوكيــل محامــن للدفــاع عنهــم‪.‬‬ ‫كــا اشــار الوفــد العراقــي اىل انــه ال يجــوز‬ ‫تنفيــذ عقوبــة االعــدام اال ببعــد صــدور‬ ‫مرســوم رئــايس‪ ،‬يف حــن ان قانونــا للعفــو‬ ‫العــام صــدر يف عامــي ‪ 2008‬و ‪.2016‬‬ ‫ومــن بــن ردود اعضــاء الوفــد العراقــي‪،‬‬ ‫اشــار التقريــر ايضــا اىل ان تعريــف العـراق‬ ‫لالرهــاب كان متامشــيا مــع املعايــر‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫الدوليــة‪ .‬كــا ان الدســتور العراقــي ينــص‬ ‫عــى انــه ال وجــود لقانــون يتــم متريــره‬ ‫ميكــن ان ميثــل انتهــاكا لحقــوق االنســان‬ ‫االساســية‪ ،‬وان العراقيــن احـرار يف مامرســة‬ ‫اي ديــن‪.‬‬ ‫حقوق الصحفيني وحرية الرأي‬ ‫وتســاءل احــد خــراء اللجنــة عــن حريــة‬ ‫التعبــر وعــن الخطــوات التــي اتخذتهــا‬ ‫الدولــة لحاميــة املدافعــن عــن حقــوق‬ ‫االنســان والصحفيــن مــن االنتهــاكات‬ ‫لحقوقهــم‪ ،‬وعــا اذا تــم التحقيــق حــول‬ ‫انتهــاكات لحقــوق تلــك االطــراف ومــا‬ ‫اذا تــم التعــرف عــى اي مــن الجنــاة‬ ‫ومحاســبتهم‪.‬‬ ‫كــا تســاءل عــن الخطــوات التــي‬

‫اتخذهــا العــراق للتحقيــق يف العنــف‬ ‫املرتبــط بالتظاهــرات واالختفــاء القــري‬ ‫واالختطــاف والقتــل غــر القانونيــن‪ ،‬وعــن‬ ‫طبيعــة الخطــوات التــي اتخذهــا العــراق‬ ‫لضــان الحــق يف حريــة التجمــع الســلمي‪.‬‬ ‫املثلية الجنسية‬ ‫كــا اشــار احــد خــراء اللجنــة اىل التقاريــر‬ ‫مــن منظــات غــر حكوميــة عــن انتشــار‬ ‫التمييــز اجتامعيــا ومؤسســاتيا ضــد املثليات‬ ‫واملثليــن ومزدوجــي امليــل الجنــي‪،‬‬ ‫وتعــرض هــؤالء لالختطــاف واالغتصــاب‬ ‫والتعذيــب والقتــل عــى مــن جانــب‬ ‫جامعــات مســلحة وميليشــيات‪ ،‬فيــا مل‬ ‫يجــري اتخــاذ اي اجـراء ضــد مرتبــي هــذه‬ ‫الجرائــم‪ .‬وتســاءل الخبــر عــن طبيعــة‬

‫التدابــر املتخــذة مــن جانــب الدولــة ملنــع‬ ‫هــذه الجرائــم ولضــان املحاســبة وانهــاء‬ ‫وصــم املثليــات واملثليــن ومزدوجــي امليــل‬ ‫الجنــي‪.‬‬ ‫امــا وزيــر العــدل العراقــي ســاالر عبــد‬ ‫الســتار محمــد‪ ،‬وهــو رئيــس الوفــد‬ ‫العراقــي‪ ،‬فقــد قــال يف كلمتــه االفتتاحيــة‪،‬‬ ‫ان العــراق متمســك باحــرام التزاماتــه‬ ‫الدوليــة والتعامــل بايجابيــة معهــا‪ ،‬مضيفــا‬ ‫ان القضــاء العراقــي يعمــل عــى حاميــة‬ ‫حقــوق االنســان‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر ايضــا عــن دنــدار زيبــاري‪،‬‬ ‫وهــو رئيــس لجنــة املتابعــة الدوليــة يف‬ ‫اقليــم كوردســتان‪ ،‬قولــه امــام اجتــاع‬ ‫جنيــف‪ ،‬ان اقليــم كوردســتان لديــه‬

‫الجــزء االكــر مــن مراكــز ايــواء النازحــن‬ ‫والالجئــن‪ ،‬والذيــن وصــل عددهــم حاليــا‬ ‫اىل نحــو مليــون نــازح والجــئ‪.‬‬ ‫النازحون‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فقــد تحــدث اعضــاء‬ ‫الوفــد العراقــي خــال املناقشــات مشــرين‬ ‫اىل ان الســلطات العراقيــة اصــدرت وثائــق‬ ‫انتخابيــة للنازحــن داخليــا‪ ،‬كــا انهــا اعدت‬ ‫برامــج لدعــم عــودة النازحــن لالندمــاج‬ ‫باملجتمــع‪.‬‬ ‫ولفتــوا اىل انــه ال وجــود لقيــود عــى حركــة‬ ‫النازحــن‪ ،‬باســتثناء مــن يحتاجــون اىل اعادة‬ ‫تأهيــل اجتامعــي ونفــي‪ .‬كــا اكــد اعضــاء‬ ‫الوفــد ان لجنــة تابعــة لــوزارة الداخليــة‬ ‫عملــت عــى تأمــن حاميــة حقــوق االطفــال‬

‫النازحــن وتزويدهــم بالخدمــات االساســية‪.‬‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬لفــت التقريــر اىل‬ ‫ان وزارة الهجــرة انشــأت قاعــدة بيانــات‬ ‫حــول النازحــن يف جميــع محافظــات‬ ‫العــراق‪ ،‬ووفــرت تســهيالت تســمح‬ ‫للنازحــن بالتصويــت يف االنتخابــات‪ ،‬كــا‬ ‫انهــا أمنــت حافــات لنقــل النازحــن اىل‬ ‫مراكــز التصويــت يف االنتخابــات حيــث كان‬ ‫هنــاك ‪ 120‬الــف نــازح يحــث لهــم االدالء‬ ‫باصواتهــم يف االنتخابــات االخــرة‪ ،‬مــن‬ ‫بينهــم اكــر مــن ‪ 61‬الــف امــرأة‪.‬‬ ‫حوار مثمر‬ ‫ويف كلمتــه الختاميــة شــكر وزيــر العــدل‬ ‫العراقــي ســاالر عبــد الســتار محمــد اللجنــة‬ ‫عــى الحــوار ‪ ،‬قائــا انــه كان فرصــة العــادة‬ ‫دراســة واقــع حقــوق االنســان مــع العـراق‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن عبــد الكريــم مصطفــى‬ ‫قولــه يف مداخلتــه الختاميــة ان التوصيــات‬ ‫التــي ســتصدر عــن اللجنــة «ستســاهم يف‬ ‫بنــاء نظــام يقــوم عــى احــرام الحقــوق‬ ‫املدنيــة والسياســية لجميــع املواطنــن‬ ‫العراقيــن»‪.‬‬ ‫ومــن جهتهــا‪ ،‬اشــادت رئيســة اللجنــة‬ ‫فوتينــي بازارتزيــس بالحــوار املثمــر مــع‬ ‫الوفــد العراقــي مــن اجــل تقديــم اجابــات‬ ‫عــى العديــد مــن االســئلة التــي طرحتهــا‬ ‫اللجنــة‪ ،‬مشــرة اىل ان الحــوار والتوصيــات‬ ‫«تشــكل اساســا قويــا ملواصلــة الجهــود‬ ‫لتعزيــز حقــوق االنســان يف العــراق»‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر فــان الوفــد العراقــي‬ ‫ضــم ممثلــن عــن وزارات العــدل والشــؤون‬ ‫االداريــة وعــن حكومــة اقليــم كوردســتان‬ ‫ومجلــس القضــاء االعــى ومكتــب حقــوق‬ ‫االنســان ومجلــس الدولــة وهيئــة متكــن‬ ‫املــرأة واالمانــة العامــة للحكومــة ووزارة‬ ‫الداخليــة ووزارة الهجــرة واملهجريــن‬ ‫ومنســق حكومــة كوردســتان للمنــارصة‬ ‫الدوليــة ووزارة العمــل والشــؤون‬ ‫االجتامعيــة والبعثــة الدامئــة للع ـراق لــدى‬ ‫مكتــب االمــم املتحــدة يف جنيــف‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪15‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫التلفزيون التربوي في العراق‬ ‫واقع متخلف ينبغي تصحيحه‬

‫ويالحــظ املراقبــون ان مســوغات فتح القناة‬ ‫الرتبويــة العراقيــة ارتبــط بســوء الوضــع‬ ‫االمنــي عمومــا‪ ،‬ومل يــك اختيــارا ينســجم‬ ‫مــع الحاجــة الفعليــة اىل القنــاة‪ ،‬لــذ ورد‬ ‫يف موجبــات تأســيس القنــاة انــه استجـــابة‬ ‫إىل التحديـــات الناجمــة عــن الصعوبـــات‬ ‫األمنيــة التــي تحـــول دون قــدرة عـــدد مــن‬ ‫التالميـــذ عــى االلتحــاق باملـــدارس عــر‬ ‫اعطائهــم فرصــة متابعـــة دراســتهم بفضــل‬ ‫أسلـــوب التعليــم عــن بعـــد‪ ،‬بحســب مــا‬

‫اعلــن عنــه‪ ،‬يف حــن تضــع الــدول اهدافــا‬ ‫محــددة للعمليــة الرتبويــة الســيام فيــا‬ ‫يتعلــق بالقنــوات الفضائيــة التعليميــة‪.‬‬ ‫ومبقارنــة العــراق بــدول افقــر منــه ماديــا‬ ‫يتبــن الفــرق جليــا‪ ،‬بحســب املتابعــن‪ ،‬ففي‬ ‫مــر تتواجــد ‪ 7‬محطــات تعليميــة كــا‬ ‫اعلنــت وزارة الرتبيــة والتعليــم املرصيــة‬ ‫عــن نيتهــا بفتــح محطــات جديــدة‪،‬‬ ‫وكانــت وزارة الرتبيــة والتعلــم املرصيــة‪،‬‬ ‫قــد اطلقــت يف نهايــة عــام ‪ 2021‬قناتــن‬

‫جديدتــن بحســب وزيــر الرتبيــة والتعليــم‪،‬‬ ‫واعلنــت الــوزارة املرصيــة ان ذلــك يــأيت يف‬ ‫إطــار سياســة الــوزارة ملحاربــة الــدروس‬ ‫الخصوصيــة‪ ،‬وايضــا ملواجهــة تداعيــات‬ ‫فــروس كورونــا املســتجد؛ وتعــرض القنوات‬ ‫التعليميــة املرصيــة برامجهــا عــى مــدار ‪24‬‬ ‫ســاعة مبــا فيهــا يومــي الجمعــة والســبت‪.‬‬ ‫وتقــدم القنــوات التعليميــة العاملــة حال ًيــا‬ ‫دروســا للمــواد األساســية‬ ‫واملســتقبلية أيضً ــا‬ ‫ً‬ ‫ملراحــل التعليــم االبتــدايئ والتعليــم‬

‫يمتلــك العــراق قنــاة‬ ‫واحــدة؛‬ ‫تعليميــة‬ ‫أطلقتهــا وزارة التربيــة‬ ‫والتعليــم بالتعاون مـــع‬ ‫منظمــة األمــم المتحـــدة‬ ‫والثقافـــة‬ ‫للتربيــة‬ ‫والعلــوم (اليونيســكو)‬ ‫فــي أذار ‪ ،2010‬ولديــه‬ ‫قناتيــن اخرييــن ال‬ ‫تــكاد تذكــران‪ ،‬همــا‬ ‫القنــاة الجامعيــة وقنــاة‬ ‫خاصــة لألطفــال‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪17‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫اإلعــدادي وأيضً ــا الثانويــة العامــة وأيضً ــا‬ ‫دروســا للدبلومــات الفنيــة وحتــى التعليــم‬ ‫ً‬ ‫األزهــري‪ ،‬بحســب وزارة الرتبيــة املرصيــة‪.‬‬ ‫وفيــا يتعلــق بالنوعيــة بشــأن العــراق‬ ‫ميكــن االشــارة اىل عينــة رصــد شــملت ‪60‬‬ ‫درســا تعليميــا بثتهــا الفضائيــة التعليميــة‬ ‫العراقيــة يف عــام ‪ ،2020‬توزعــت عــى‬ ‫املراحــل الدراســية االبتدائيــة‪ ،‬واملتوســطة‪،‬‬ ‫واإلعداديــة بفرعيهــا العلمــي واالديب؛‬ ‫والحظــت عينــة االســتطالع ان القنــاة‬ ‫تســهم بتعويــض الطلبــة عــن دروســهم‬ ‫املدرســية نتيجــة اضطــراب الــدوام عنــد‬ ‫وقــوع احــداث خارجيــة تســبب انقطــاع‬ ‫الطلبــة عــن الحضــور للــدروس املدرســية‬ ‫مثــل االحــداث السياســية‪ ،‬والعســكرية‪،‬‬ ‫وكــوارث البيئيــة وانتشــار االمــراض‬ ‫واالوبئــة؛ كــا حــدث عندمــا قــررت‬ ‫خليــة االزمــة الحكوميــة ملواجهــة انتشــار‬ ‫فايــروس كوفيــد ‪( 19‬كورونــا) يف شــباط‬ ‫‪ ،2020‬تعطيــل الــدوام الرســمي‪ ،‬يف جميــع‬ ‫املؤسســات الرتبويــة والجامعــات يف خطــوة‬ ‫منهــا إليقــاف انتشــار الفايــروس‪.‬‬ ‫وســجلت العينــة نــدرة اســتعامل‬ ‫الفيديوهــات التعليميــة التــي تقــدم املــادة‬ ‫العلميــة مدعمــة مبشــاهد توضيحيــة‬ ‫متحركــة يف الــدروس التــي تعرضهــا‬ ‫الفضائيــة‪ ،‬وهــذا حــرم الطلبــة مــن اهــم‬ ‫املميــزات التــي يتمتــع بهــا التلفزيــون‬ ‫التعليمــي‪ ،‬بحســب تشــخيص العينــة التــي‬ ‫ســجلت غيابــا بشــكل كامــل يف اســتعامل‬ ‫املنصــات التعليميــة االلكرتونيــة التــي‬ ‫تتيــح الفرصــة امــام املــدرس الســتقبال‬ ‫أســئلة الطلبــة واستفســاراتهم‪ ،‬واقتصــار‬ ‫التواصــل االلكــروين يف عــدد محــدود مــن‬ ‫الــدروس عــى الهاتــف فقــط‪ ،‬محــذرة مــن‬ ‫ان ذلــك يتيــح لعــدد قليــل مــن الطلبــة‬ ‫االشــراك بالــدرس التعليمــي‪ ،‬واهملــت‬ ‫الوســائل االلكرتونيــة االخــرى‪ ،‬الســيام‬ ‫الكومبيوتــر‪ ،‬كــا ســجلت غيــاب اللجــوء إىل‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫املختــرات االفرتاضيــة لتعويــض نقــص تلــك‬ ‫املســتلزمات‪.‬‬ ‫ومــن االمــور االخــرى التــي ســجلت يف‬ ‫الفضائيــة التعليميــة العراقيــة‪ ،‬طغيــان‬ ‫عــرض الصــور التعليميــة يف الــدرس‬ ‫التلفزيــوين املســتخدمة أصــا يف الكتــاب‬ ‫املنهجــي‪ ،‬وغابــت املخططــات التعليميــة‬ ‫والرســومات التوضيحيــة الخارجيــة‪ ،‬وســجل‬ ‫عــدم تغطيــة الــدروس التعليميــة لجميــع‬ ‫مفــردات املنهــج الــدرايس لبعــض املراحــل‬ ‫الدراســية‪ ،‬ناهيــك عــن عــدم ترتيــب‬ ‫الــدروس املنشــورة عــى مواقــع التواصــل‬ ‫االجتامعــي وفقــا لتسلســل املواضيــع‬ ‫التعليميــة يف الكتــاب املــدريس‪.‬‬

‫ومــن املؤاخــذات االخــرى التــي ســجلتها‬ ‫عينــة الرصــد‪ ،‬عــدم وضــوح الصــوت و‬ ‫شــيوع اســتعامل الســبورة االعتياديــة‬ ‫مــن قبــل بعــض املدرســن يف الــدروس‬ ‫التعليميــة‪ ،‬واهاملهــم للســبورة الذكيــة‬ ‫املوجــودة أصــا يف االســتوديو‪ ،‬مــا يــؤدي‬ ‫إىل ضيــاع الوقــت نتيجــة الكتابــة عليهــا‬ ‫مــن قبــل املــدرس‪ ،‬وحجــب جســم املــدرس‬ ‫لجــزء مــن الســبورة يف اثنــاء كتابتــه عليهــا‪.‬‬ ‫ونصحــت عينــة الرصــد بتوفــر املــواد‬ ‫واالدوات واألجهــزة املطلوبــة لتنفيــذ‬ ‫التجــارب الفيزيائيــة يف الــدروس التعليميــة‬ ‫التلفزيونيــة‪ ،‬وادخــال املدرســن قبــل‬ ‫تقدميهــم الــدروس التلفزيونيــة دورات‬

‫مختصــة باملهــارات اإلعالميــة ومراعــاة لغــة‬ ‫الجســد‪ ،‬وحــل املشــكالت التقنيــة التــي‬ ‫رافقــت بعــض الــدروس مــن قبــل مختصني؛‬ ‫ويقــول مراقبــون ومتخصصــون انــه كان‬ ‫عــى القنــاة التعليميــة العراقيــة ان تعلــن‬ ‫برصاحــة ان هدفهــا الرئيــس هــو محاربــة‬ ‫الــدروس الخصوصيــة التــي انتــرت بشــكل‬ ‫كبــر يف العــراق واثقلــت كاهــل عائــات‬ ‫الطلبــة باملصاريــف املاديــة الكبــرة‪.‬‬ ‫وفيــا يتعلــق باســتعامل التلفزيــون يف‬ ‫التعليــم‪ ،‬يقــول متخصصــون‪ ،‬ان التلفزيــون‬ ‫يعــد مــن أكــر التقنيــات الرتبويــة الحديثــة‬ ‫فاعليــة يف التعليــم أثنــاء الخدمــة ونقــل‬ ‫التعليــم للمتعلمــن ألماكــن عملهــم‬

‫ليشــاهدوا التعليــم مبــارشة‪ ،‬وهــو يعطــى‬ ‫فرصـ ًة للمتعلمــن ملشــاهدة التعليــم ويوفر‬ ‫الكلفــة والوقــت املطلــوب لســفر املتعلــم‬ ‫ومشــاهدة أداء هــذه املهــارات‪ ،‬مشــرين‬ ‫اىل ان التعليــم باســتعامل التلفــاز يجمــع‬ ‫بــن مميــزات الرؤيــة البرصيــة واالســتامع‬ ‫معــاً‪ ،‬مــا يســاعد عــى جــذب االنتبــاه‬ ‫والرتكيــز‪ ،‬كــا أنــه يتناســب مــع التعليــم‬ ‫الــذي يحتــاج إىل رؤيــة عمليــة؛ وبخاصــة‬ ‫التعليــات املهنيــة‪.‬‬ ‫ويف مــر بــدأ يف اســتعامل التلفزيــون‬ ‫ىف تقديــم الربامــج التعليميــة منــذ عــام‬ ‫‪1961‬؛ وذلــك لتقديــم اللغــات األجنبيــة‬ ‫والعلــوم؛ وىف عــام ‪1970‬جــرى االتفــاق‬

‫بــن التلفزيــون املــري ووزارة الرتبيــة‬ ‫والتعليــم املرصيــة عــى بلــورة التجربــة يف‬ ‫صــورة مــروع يحقــق الهــدف األســاس‬ ‫لوجــوده؛ وهــو خدمــة القاعــدة العريضــة‬ ‫لجمهــور الطــاب بتقديــم املــواد الدراســية‬ ‫لهــم‪ ،‬بحســب الجهــات التعليميــة املرصيــة‪،‬‬ ‫التــي تقــول ان ذلــك مســتمر حتــى الوقــت‬ ‫الحــارض‪.‬‬ ‫وبحســب املتخصصــن فانــه بهــذه املي ـزات‬ ‫يلعــب التلفزيــون دورا اعالميــا خطــرا عــن‬ ‫طريــق الصــوت والصــورة بوســاطة حاســتي‬ ‫الســمع والبــر‪ ،‬وهــي تتميــز بجــذب‬ ‫االنتبــاه والرتكيــز ألنهــا تشــغل حــواس‬ ‫اإلنســان البرصيــة والســمعية؛ واشــتغال‬ ‫هاتــن الحاســتني ينســجم انســجاماً كامــ ًا‬ ‫مام يســاعد عــى الجلــوس املطول لســاعات‬ ‫طويلــة ملتابعــة الربامــج التلفزيونيــة التــي‬ ‫عــادة مــا تطــول إىل أكــر مــن ســاعتني‬ ‫والتلفزيــون يعــد أهــم الوســائل الســمعية‬ ‫البرصيــة‪ ،‬عــى حــد وصفهــم‪ ،‬مبينــن ان‬ ‫التلفزيــون يتميــز بجاذبيتــه الخاصــة فهــو‬ ‫يعــرض كل جديــد‪ ،‬ومــن هنــا يجــب أن‬ ‫يكــون هنالــك تصميــم للربامــج التعليميــة‬ ‫التــي ميكــن عرضهــا بوســاطة التلفزيــون‬ ‫فضــا عــن تدريــب املعلمــن عــى القيــام‬ ‫بالــدور التعليمــي املعــارص عــن طريــق‬ ‫الربامــج التلفزيونيــة التعليمــة‪ ،‬حيــث ظهــر‬ ‫التلفزيــون التعليمــي‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويزيــد متخصصــون القــول‪ ،‬ان عديــد‬ ‫الدراســات اثبتــت أن التلفزيــون يصلــح ألن‬ ‫يكــون وســيلة تعليميــة ناجحــة‪ ،‬والدليــل‬ ‫عــى ذلــك ارتبــاط األطفــال بــه كل يــوم‬ ‫مبشــاهدة األفــام الكرتونيــة وغريهــا مــن‬ ‫الربامــج‪ ،‬ويتوفــر التلفزيــون يف كل مدرســة‬ ‫وكل بيــت ولهــذا يجــب االســتفادة منــه‬ ‫يف الربامــج التعليميــة ومواكبــة التطــور‬ ‫العلمــي عــن طريــق مــا يبثــه التلفزيــون‬ ‫مــن اكتشــافات علميــة جديــدة ومــن تطور‬ ‫يف مجــال التكنولوجيــا‪ ،‬بحســب تعبريهــم‪.‬‬ ‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪19‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫المثقف انتهازي‬ ‫ّ‬ ‫ويتملق‬ ‫ألنه يخاف‬ ‫يذهــب املثقــف العربــي ال ســيما‬ ‫العراقــي مــع الريــح‪ ،‬فيميــل حيــث‬ ‫االتجــاه‪ ،‬مفضّــا حــبّ الســامة علــى‬ ‫الخصومــات الفكريــة واالجتماعيــة‬ ‫والسياســية‪ ،‬بــل ينــزوي يف اللحظــة‬ ‫التــي تتطلــب منــه موقفــاً‪.‬‬ ‫عدنان ابو زيد‬

‫أحــداث مفصليــة كثــرة يف الفضــاء‬ ‫العراقــي‪ ،‬مل تخضــع لهــا معالجــات‬ ‫وبحــوث ح ّبــذت التامهــي مــع النخــب‬ ‫السياســية والصفــوة االجتامعيــة‬ ‫املتنفــذة‪ ،‬عــى التعاضــد مــع املامنعــة‬ ‫واالحتجــاج‪ ،‬وكأنّ األمــر ال يقلقهــا‪.‬‬ ‫يف الكثــر مــن الســياقات‪ ،‬تتملــص‬ ‫املعالجــات الثقافيــة والفكريــة‪ ،‬بصــورة‬ ‫مقصــودة‪ ،‬مــن الخــوض يف مشــكالت‬ ‫متــس صميــم‬ ‫املواطــن اليوميــة‪ ،‬التــي‬ ‫ّ‬ ‫حياتــه‪ ،‬لتنشــغل يف فضائيــات ترف ّيــة‪،‬‬ ‫واســتعالئية‪ ،‬ال يفهمهــا املواطــن‪ ،‬وال‬ ‫ينشــغل بهــا‪.‬‬ ‫عــى ســبيل املثــال‪ ،‬ال الحــر‪ ،‬بــدى‬ ‫الشــعبي‪ ،‬وأقــوال املهاويــل‪،‬‬ ‫الشــعر‬ ‫ِ‬ ‫والطروحــات الشــعبوية‪ ،‬أكــر تعبــرا‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫عــن الشــقاء الشــعبي‪ ،‬ليطغــى عــى‬ ‫إعــام التواصــل االجتامعــي‪ ،‬ويتناقلــه‬ ‫عامــة النــاس‪ ،‬بشــغف‪ ،‬وتشــيع مقاطــع‬ ‫الفيديــو بغــزارة‪ ،‬فيــا تغيــب بضاعــة‬ ‫النخــب الثقافيــة واألدبيــة‪ ،‬عــن امليــدان‪،‬‬ ‫واملتخصصــة‪.‬‬ ‫عــدا الحلقــات الخاصــة‬ ‫ّ‬ ‫أكــر مــن ذلــك‪ ،‬يتامهــى الكثــر مــن‬ ‫املثقفــن وأصحــاب القلــم والنقــدة‬ ‫االجتامعيــن‪ ،‬مــع ظواهــر غوغائيــة‬ ‫وي ّربرونهــا‪ ،‬لتتحــول‬ ‫اىل أخالقيــات معــرف بهــا‪ ،‬مــن قبــل‬ ‫النخــب وص ّنــاع الــرأي‪.‬‬ ‫وقــد أدى ذلــك اىل تربيــر الكثــر مــن‬ ‫الفظائــع‪ ،‬مثــل املعــارك الطائفيــة‪،‬‬ ‫والعنــف العشــائري‪ ،‬واألدبيــات‬ ‫االجتامعيــة الســلبية‪.‬‬

‫يقــول ألبــر كامــو‪ ،‬يف نبــوءة ملــا يحــدث‬ ‫اليــوم يف الكثــر مــن انحــاء العــامل‪ ،‬انــه‬ ‫«عــر التاريــخ فــان األفعــال الســيئة هــي‬ ‫التــي تتطلــب تربيــراً‪ ،‬أمــا اليــوم فــانّ‬ ‫األعــال الجيــدة هــي التــي تســتوجب‬ ‫ذلــك»‪.‬‬ ‫نحــن نعيــش يف أوقــات غريبــة‪ ،‬فحــن‬ ‫نحتــاج اىل املثقفــن مــن اليســار أو‬ ‫اليمــن‪ ،‬نجدهــم يرتاجعــون يف اللحظــة‬ ‫املناســبة‪ ،‬عــن قيــادة املجتمــع لخلــق‬ ‫منــاذج مثاليــة‪ ،‬وهــو مــا حــدث يف‬ ‫العـراق بعــد العــام ‪ ،2003‬حــن انحــر‬

‫املثقــف عــن الحــدث وتــرك الســاحة‬ ‫لغــره‪ ،‬وهــو الــذي كان يــرخ بانــه‬ ‫مهمــش‪ ،‬وانــه يريــد ان يســتعيد دوره‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بــل انّ املثقــف العراقــي بــكل اشــكاله‪،‬‬ ‫فشــل حتــى يف ترســيخ املجتمــع‬ ‫املــدين‪ ،‬الــذي كان ضحيــة العســكرة‬ ‫واضطهــاد الدولــة طيلــة عقــود‪ ،‬لتتكــرر‬ ‫املعضلــة والتحريفيــة الجديــدة‪ ،‬اليــوم‪،‬‬ ‫عــى صعيــد املامرســات االجتامعيــة‪،‬‬ ‫واملؤسســات‪ ،‬والعالقــات الثقافيــة‬ ‫والسياســية‪.‬‬ ‫املجتمعــات الرأســالية املتقدمــة‪،‬‬

‫والتكتــات العمالقــة والــركات متعددة‬ ‫الجنســيات‪ ،‬عــى قوتهــا‪ ،‬تخــى الــرأي‬ ‫العــام الــذي يصنعــه املثقفــون‪ ،‬الذيــن‬ ‫تح ّولــوا اىل قــوة قرسيــة‪ ،‬قــادرة عــى‬ ‫إخضــاع االتجــاه العــام اىل قيــم عالقــات‬ ‫متوازنــة وصحيــة‪ ،‬ومل يكــن ذلــك اال‬ ‫عــر تســخري القلــم بجــرأة وشــجاعة‬ ‫يف الخــوض بأكــر الظواهــر خطــورة‬ ‫وحساســية‪.‬‬ ‫نحــن نعيــش أزمــة فكريــة وإعالميــة‪،‬‬ ‫ذلــك ان الخشــية مــن القــوى السياســية‬ ‫واالجتامعيــة املهيمنــة‪ ،‬يعنــي التنــازل‬

‫عــن الــدور يف توجيــه املجتمــع‪ ،‬وجعلــه‬ ‫ضحيــة الخــداع الســيايس والرجعيــة‬ ‫االجتامعيــة‪.‬‬ ‫نحــن نعيــش حالــة رأي عــام تفرضــه‬ ‫اجنــدة طــوارئ فكريــة فوضويــة‪ ،‬لغايــة‬ ‫نضــوج ثــورة فكريــة يقودهــا أولئــك‬ ‫الذيــن يتشــبثون باملبــادئ‪ ،‬وميتلئــون‬ ‫باليقــن الجــذري‪ ،‬وحتــى تلــك اللحظــة‪،‬‬ ‫ســنبقى رهينــة بأيــدي أولئــك االنتهازيني‬ ‫الــذي يتقافــزون بــن األيديولوجيــات‬ ‫والسياســات‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪21‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫أزمة تتفاقم في العراق‪ :‬الغذاء مقابل أنشطة ترفيهية‬ ‫شهد العالم قفزات كبيرة في أسعار المواد الغذائية خالل‬ ‫الشهرين الماضيين‪ ،‬أصبح الغذاء أغلى بنسبة ‪ 20‬في المائة عما‬ ‫كان عليه قبل عام‪ ،‬مع ارتفاع األسعار بنسبة ‪ 4‬في المائة منذ‬ ‫كانون الثاني من هذا العام‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫العراق ليس بعيداً عن األزمة‬ ‫يف العــراق بلــغ معــدل التضخــم الســنوي‬ ‫‪ 6.5٪‬يف كانــون الثــاين مانســبته ‪ 5.3‬باملئــة‪،‬‬ ‫ومــن املتوقــع ان يرتفــع اكــر خــال‬ ‫إحصائيــة شــهر شــباط بعــد ارتفــاع كبــر‬ ‫بأســعار املــواد الغذائيــة‪.‬‬ ‫وحســب وزارة التخطيــط فــان املــواد‬ ‫الغذائيــة االساســية تعتــر مــن العنــارص‬ ‫املؤثــرة يف قياســات ســعر املســتهلك الــذي‬ ‫يعتــر املعيــار يف قيــاس نســب التضخــم مــن‬ ‫قبــل الجهــاز املركــزي لإلحصــاء‪.‬‬ ‫وهــو مــا أكــده املستشــار املــايل لرئيــس‬ ‫الــوزراء مظهــر محمــد صالــح ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬ان تاثــر املــواد الغذائيــة يف‬ ‫التضخــم يشــكل مــا بــن ‪ 33‬اىل ‪ 35‬باملئة أي‬ ‫مــا يعــادل الثلــث‪.‬‬ ‫حرب اوكرانيا‬ ‫عامليــا تســببت مجموعــة متنوعــة مــن‬ ‫العوامــل يف هــذه الزيــادات يف األســعار‪ ،‬مبــا‬ ‫يف ذلــك ارتفــاع تكاليــف النقــل‪ ،‬وتعطــل‬ ‫سلســلة التوريــد‪ ،‬وارتفــاع أســعار الســلع‬ ‫األساســية‪ ،‬مثــل الــذرة والقمــح‪.‬‬ ‫وجــاءت الحــرب يف أوكرانيــا لتزيــد الطــن‬ ‫بلــة وترفــع أســعار املــواد الغذائية االساســية‬ ‫كالحنطــة والزيــوت النباتيــة مــن جديــد ومل‬ ‫يكــن العـراق مبنــأى عــن هــذه الزيــادة‪.‬‬ ‫ومتثــل أوكرانيــا وروســيا حــوايل ‪ 10‬يف املائــة‬ ‫و‪ 20‬يف املائــة‪ ،‬عــى التــوايل‪ ،‬مــن إنتــاج‬ ‫القمــح العاملــي‪ ،‬ويــأيت مــا يقــرب مــن ‪30‬‬ ‫يف املائــة مــن جميــع صــادرات القمــح مــن‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪23‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫هذيــن البلديــن‪ ،‬ويتــم اســترياد معظــم‬ ‫هــذا القمــح مــن قبــل دول يف الــرق‬ ‫األوســط وشــال أفريقيــا‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن العــراق ليــس مــن الــدول‬ ‫التــي تســتورد الحنطــة مــن هاتــن الدولتــن‬ ‫إال أنــه تأثــر مــن ارتفــاع األســعار نتيجــة‬ ‫رفــع الــدول املصــدر لهــذا املحصــول‪،‬‬ ‫ويســتورد العـراق مــا يحتاجــه مــن الحنطــة‬ ‫مــن اســراليا وأمريــكا وكنــدا‪.‬‬ ‫أزمة مال‪ -‬قمحية‬ ‫حــذرت وزارة الزراعــة العراقيــة يف ترشيــن‬ ‫الثــاين املــايض‪ ،‬مــن أزمــة حقيقيــة يف إنتــاج‬ ‫القمــح (الحنطــة) يف البــاد‪ ،‬مــع وصــول‬ ‫عجــز اإلنتــاج املحــي إىل مليــوين طــن خــال‬ ‫العــام الجــاري‪ ،‬بســبب أزمــة نقــص امليــاه‪،‬‬ ‫وعــدم وجــود دعــم لألســمدة يف املوازنــة‬ ‫العامــة للبــاد‪.‬‬ ‫ارتفعــت العقــود اآلجلــة للقمــح يف‬ ‫معامــات يــوم األربعــاء بنســبة ‪1.7%‬‬ ‫لتصــل إىل ‪ 11.38‬دوالرات ‪ 4/1‬للبوشــل‪،‬‬ ‫بعــد أن قفــزت بنســبة ‪ 5.2%‬يف اليــوم‬ ‫الســابق‪.‬‬ ‫البوشــل يســاوي ‪ 60‬رطــل = ‪ 27.218‬كيلــو‬ ‫مــن القمــح‬ ‫ال تعنــي الزيــادة الكبــرة يف ســعر القمــح‬ ‫زيــادة كبــرة يف ســعر الخبــز يف بعــض‬ ‫دول العــامل مثــل كنــدا والواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫وذلــك ألن متوســط نصيــب املـزارع مقابــل‬ ‫كل دوالر ينفقــه عــى رغيــف الخبــز هــو‬ ‫أربعــة ســنتات‪.‬‬ ‫يف املقابــل‪ ،‬هنــاك عالقــة قويــة بــن ســعر‬ ‫القمــح وســعر الخبــز يف البلــدان الناميــة‪،‬‬ ‫حيــث ميكــن أن تكــون حصــة املزارعــن مــن‬ ‫الــدوالر الغــذايئ قريبــة مــن ‪ 50‬يف املائــة‪،‬‬ ‫وبالتــايل ســيكون للزيــادات يف أســعار‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫االسرة العراقية المتوسطة تنفق ‪ 37‬بالمئة‬ ‫من دخلها على الغذاء‪ ،‬وبالطبع فإن الزيادات‬ ‫في أسعار المواد الغذائية ستؤدي إلى التخلص‬ ‫من الدخل الناتج عن أشياء مثل األنشطة‬ ‫الترفيهية‪.‬‬

‫القمــح تأثــر كبــر عــى الســعر املدفــوع‬ ‫للمنتجــات القامئــة عــى القمــح‪.‬‬ ‫ســيعتمد التأثــر النســبي ألي زيــادة يف‬ ‫أســعار املــواد الغذائيــة أيضً ــا عــى حصــة‬ ‫الدخــل التــي يتــم إنفاقهــا عــى الغــذاء‪،‬‬ ‫عــى الرغــم مــن ارتفــاع اســعار النفــط‬ ‫عامليــا والــذي يشــكل بالنســبة للعــراق‬ ‫اهــم مصــادر موازنتــه العامــة اال ان ذلــك مل‬ ‫يتبعــه اي زيــادة يف حصــة الدخــل للمواطن‬

‫اال يف حــاالت قليلــة جــاءت مــن الحكومــة‬ ‫لدعــم رشائــح بأمــوال قليلــة ولفــرة معينــة‬ ‫وهــي غــر كافيــة بالطبــع لســد حاجتــه‬ ‫يف ظــل أســعار املــواد الغذائيــة الكبــرة يف‬ ‫األســواق‪.‬‬ ‫الغذاء مقابل أنشطة ترفيهية‬ ‫وحســب موقــع «‪ »expatistan‬العاملــي‬ ‫الــذي يعنــى بتصنيــف دول العــامل‪ ،‬فــان‬ ‫االرسة العراقيــة املتوســطة تنفــق ‪37‬‬

‫باملئــة مــن دخلهــا عــى الغــذاء‪ ،‬وبالطبــع‬ ‫فــإن الزيــادات يف أســعار املــواد الغذائيــة‬ ‫ســتؤدي إىل التخلــص مــن الدخــل الناتــج‬ ‫عــن أشــياء مثــل األنشــطة الرتفيهيــة‪.‬‬ ‫ويقــول الخبــر االقتصــادي محمــد الحســني‬ ‫يف حديــث ملجلــة «فيــي» «األرس الفقــرة‬ ‫يف الع ـراق ســيكون مــا تنفقــه عــى الغــذاء‬ ‫ســيتجاوز ‪ 40‬باملئــة مــن حصــة الدخــل التي‬ ‫تحصــل عليــه‪ ،‬وبالتــايل ســتكون العواقــب‬

‫املاليــة لهــؤالء املســتهلكني كبــرة بالنظــر إىل‬ ‫النســبة املرتفعــة نســب ًيا مــن الدخــل الــذي‬ ‫يتــم إنفاقــه عــى الطعــام‪ ،‬والخبــز عــى‬ ‫وجــه الخصــوص»‪.‬‬ ‫واضــاف ان «هــذه الطبقــة ســيكون‬ ‫لهــا مســاحة أقــل لتحويــل الدخــل مــن‬ ‫النفقــات األخــرى‪ ،‬وخاصــة ان معظــم‬ ‫هــؤالء مــن الطبقــة الفقــرة مســتأجرة‬ ‫للــدور الســكنية‪ ،‬اضافــة اىل مــا يدفعونــه‬

‫مــن امــوال للحصــول عــى الطاقــة وغريهــا‬ ‫مــن النفقــات الرضوريــة االخــرى»‪.‬‬ ‫واشــار اىل ان «مــا اعلنــت عنــه الحكومــة‬ ‫مــن دعــم لهــذه الرشائــح هــو ال يــكاد يســد‬ ‫‪ 5‬باملئــة مــن حاجاتهــا االساســية‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫فــان هــذه الطبقــة التــي بــدأت تــزداد‬ ‫وتتســع يف العـراق لــن ينتشــلها مــن واقعهــا‬ ‫املريــر الــذي تعيشــه»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪25‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫القروض المصرفية المثيرة للجدل‪:‬‬

‫«الشيطان يكمن في التفاصيل»‬

‫فيـــــــلي‬

‫تتنوع القـــروض التـــي تقدمها‬ ‫املصـــارف‪ ،‬الحكوميـــة منهـــا‬ ‫والخاصـــة‪ ،‬لفئـــات املجتمـــع‬ ‫املختلفـــة فمنهـــا مـــا يُطلـــب‬ ‫ألغراض البناء أو البدء بمشـــاريع‬ ‫ال‬ ‫صغرية أو شـــراء ســـيارة وصو ً‬ ‫لقـــروض مصرفيـــة للـــزواج‪.‬‬ ‫ويشـــكو املواطنون من «شـــيطان‬ ‫أو شياطني تكمن يف التفاصيل»‪،‬‬ ‫عـــر ظاهـــرة انتشـــرت تتخلل‬ ‫الحصول علـــى هـــذه القروض‪،‬‬ ‫وهي اضطرارهم لتقديم نســـبة‬ ‫من األموال ملوظفـــن أو معقبني‬ ‫للحصـــول علـــى هـــذه األموال‪،‬‬ ‫وفيمـــا ينتقـــد خـــراء اقتصـــاد‬ ‫ومال آليات املصـــارف يف تقديم‬ ‫القـــروض‪ ،‬ينفـــض مصرفـــان‬ ‫حكوميان غبار «الفســـاد اإلداري»‬ ‫ويدافعان عن نفســـيهما بشروط‬ ‫التقديـــم ومنـــح القروض‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪27‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫مواطنون‪ :‬مساومات مالية ودعاية‬ ‫وعــد عــدد مــن املواطنــن مــا تقــوم بــه‬ ‫ّ‬ ‫املصــارف حاليــا مــن خــال منــح بعــض‬ ‫القــروض للموظفــن واملواطنــن هــو‬ ‫اســتغالل لوضــع املقــرض‪.‬‬ ‫وتقــول املواطنــة هــدى محمــد يف حديــث‬ ‫ملجلــة «فيــي» إن «عمليــة الحصــول عــى‬ ‫القــرض صعبــة جــداً وان كان التقديــم‬ ‫عــر الروابــط االلكرتونيــة إال ان مــا‬ ‫متــر بــه مــن اجــراءات روتينيــة تجعــل‬ ‫املواطــن واملوظــف الطالــب للقــرض‬ ‫يرضــخ ألي مطالــب ماليــة مــن قبــل‬ ‫البعــض لترسيعهــا»‪ ،‬مبينــة انهــا «قامــت‬ ‫مبنــح مبلــغ ‪ 5‬ماليــن دينــار الحــد معقبــي‬ ‫املعامــات والــذي بــدوره اتفــق مــع‬ ‫موظفــي أحــد املصــارف التــي أردت منهــا‬ ‫القــرض للحصــول عــى املبلــغ املطلــوب‬ ‫للبنــاء»‪.‬‬ ‫وتضيــف محمــد أن «عــدم املحاســبة‪،‬‬ ‫وانعــدام الرقابــة الجديــة يف هــذه‬ ‫املصــارف‪ ،‬تجعــان بعــض املوظفــن‬ ‫يطالبــون األمــوال مــن دون خــوف أو‬ ‫وجــل»‪ ،‬مؤكــدة أن «رفضنــا منــح املبلــغ‬ ‫املتفــق عليــه يعنــي أن القــرض يــرى‬ ‫النــور»‪.‬‬ ‫مــن جهتــه يقــول املواطــن رعــد الخفاجــي‬ ‫يف حديــث ملجلــة «فيــي» إن «مــا تعلــن‬ ‫عنــه املصــارف وخاصــة الحكوميــة مــن‬ ‫تقديــم قــروض وســلف للمواطنــن‬ ‫هــو دعايــة براقــة لعمليــات النصــب‬ ‫واالحتيــال» بســبب الفائــدة العاليــة التــي‬ ‫تفرضهــا عــى هــذه القــروض»‪ ،‬مبينــا ان‬ ‫«تســديد قــرض ‪ 15‬مليــون مــع الفائــدة‬ ‫وخــال مــدة ســت ســنوات يصــل اىل اكــر‬ ‫مــن ‪ 22‬مليــون دينــار»‪.‬‬ ‫ويشــر الخفاجــي اىل ان «اضطــرار‬ ‫املواطنــن لطلــب القــرض يعــود لحاجتهــم‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫امللحــة اليــه‪ ،‬وبعــض ممــن يقدمــون عــى‬ ‫بعــض القــروض الخاصــة بــراء املنــازل‬ ‫او البنــاء والتــي تصــل اىل ‪ 100‬مليــون‬ ‫دينــار غالبــا مــا يبتــزون مــن قبــل بعــض‬ ‫املوظفــن مببالــغ نقديــة قــد تصــل اىل ‪10‬‬ ‫ماليــن دينــار مــن اجــل متشــية معاملتــه‬ ‫ليعطــي مــا يطلــب منــه مضطــراً»‪.‬‬ ‫العراق األسوأ بني الدول‬ ‫ويقــول الخبــر االقتصــادي رضغــام‬ ‫محمــد عــي يف حديــث ملجلــة «فيــي» ان‬ ‫«القــروض التــي متنحهــا املصــارف املختلفة‬ ‫تختلــف بحســب املــرف‪ ،‬إال أن أســوأ مــا‬ ‫فيهــا هــو جوانــب التســهيالت وآليــات‬ ‫الســداد لهــذه القــروض التــي متنحهــا‬ ‫املصــارف الحكوميــة حيــث ان الفائــدة‬ ‫مرتفعــة وأن القســط االول بفائدتــه‬ ‫يســتقطع مــن أصــل قيمــة القــرض»‪.‬‬ ‫ويضيــف محمــد عــي أن «الضامنــات‬ ‫واالليــات صعبــة واليــة اســتيفاء الفائــدة‬ ‫غــر عادلــة حيــث ان نســبة الفائــدة تضــل‬ ‫كاملــة عــى اصــل املبلــغ حتــى نهايــة‬ ‫الســداد دون خصــم املبالــغ املســددة»‪.‬‬ ‫و يؤكــد الخبري االقتصــادي اىل ان «القروض‬ ‫املقدمــة مــن املصــارف الخاصــة تتبايــن‬ ‫وهــي اقــل مــن التــي تقدمهــا املصــارف‬ ‫الحكوميــة كونهــا ال متلــك اال اقــل مــن ‪15‬‬ ‫‪ %‬مــن اصــل الودائــع املرصفيــة»‪ ،‬الفتــا اىل‬ ‫ان «آليــة منــح االئتــان هــي األســوأ بــن‬ ‫دول العــامل‪ ،‬فاملعتــاد أن املصــارف هــي‬ ‫التــي تــروج ملنتجاتهــا املرصفيــة‪ ،‬وليــس‬ ‫الزبــون هــو الــذي يتوســل املصــارف‬ ‫لالقــراض»‪.‬‬ ‫ويشــر محمــد عــي إىل «إنتشــار ظاهــرة‬ ‫مرفوضــة يف اآلونــة االخــرة اال وهــي وضع‬ ‫العراقيــل أمــام طالبــي القــروض ســواء‬ ‫كان املواطــن أو املوظــف إلجبــاره عــى‬ ‫دفــع مبلــغ معــن للحصــول عــى القــرض‬

‫«القروض التي تمنحها‬ ‫المصارف اخملتلفة‬ ‫تختلف بحسب المصرف‪،‬‬ ‫إال أن أسوأ ما فيها‬ ‫هو جوانب التسهيالت‬ ‫وآليات السداد لهذه‬ ‫القروض التي تمنحها‬ ‫المصارف الحكومية حيث‬ ‫ان الفائدة مرتفعة وأن‬ ‫القسط االول بفائدته‬ ‫يستقطع من أصل قيمة‬ ‫القرض»‬

‫أو الســلفة»‪ ،‬مبينـاً أن «الظاهــرة انتــرت‬ ‫يف معظــم املصــارف الحكوميــة بــدون اي‬ ‫محاســبة او تدقيــق بالرغــم مــن االمــر‬ ‫اصبــح شــائعاً ومعروف ـاً أمــام الجميــع»‪.‬‬ ‫ضعف الرقابة‬ ‫ويقــول الخبــر املــايل منــر الهــايل يف‬ ‫حديــث ملجلــة «فيــي» ان «ضعــف‬ ‫الرقابــة مــن قبــل املصــارف الحكوميــة‬ ‫عــى موظفيهــا او حتــى مــن قبــل دوائــر‬

‫الرقابيــة االخــرى متمثلــة بــوزارة املاليــة او‬ ‫هيئــة النزاهــة وراء حــدوث مثــل هكــذا‬ ‫حــاالت فســاد»‪ ،‬مشــرا اىل ان «املواطــن‬ ‫يلجــأ اىل املعقــب لتســيري معاملتــه برسعــة‬ ‫وإنفــاق بعــض املبالــغ ليتــاىف الروتــن‬ ‫االداري الــذي يواجهــه يف هــذه الدوائــر»‪.‬‬ ‫ويبــن الهــايل أن «املواطــن يعــاين يف‬ ‫حصولــه عــى القــرض وخاصــة القــروض‬ ‫الكبــرة منهــا‪ ،‬نتيجــة االليــات والتعليــات‬ ‫التــي وضعــت عــى هــذه القــروض‪ ،‬ويف‬ ‫بعــض االحيــان العراقيــل التــي توضــع‬ ‫عــى القــرض لدفعــه اىل دفــع جــزء مــن‬ ‫هــذا القــرض اىل املوظفــن»‪.‬‬ ‫الرافدين‪ :‬نرفض املعقبني‬ ‫مــن جهتهــا أبــدى مــرف الرافديــن‬ ‫«رفــض وجــود اي معقــب او منــح‬ ‫اي مبالــغ لألشــخاص الذيــن يعملــون‬ ‫يف املــرف مــن اجــل الحصــول عــى‬ ‫القــرض»‪.‬‬ ‫ويقــول مديــر يف احــد فــروع مــرف‬

‫الرافديــن طلــب عــدم الكشــف عــن اســمه‬ ‫إن «اعطــاء املــال ألشــخاص يعملــون‬ ‫باملــرف أو معقبــن لتســهيل االقــراض‬ ‫فهــذا بحــد ذاتــه عمــل غــر صحيــح الن‬ ‫املعاملــة ال تخلــو مــن الغــش وبالتــايل‬ ‫يضيــع القــرض»‪ ،‬مؤكــدا ان «املــرف‬ ‫يحاســب كل مــن يقــوم بذلــك‪ ،‬وهنــاك‬ ‫اجهــزة رقابيــة يف االدارة العامــة تتابــع‬ ‫وهنــاك عقوبــات تصــل إىل حــد فصــل‬ ‫املوظــف وإحالتــه اىل القضــاء»‪.‬‬ ‫ويوضــح املســؤول ملجلــة «فيــي» ان‬ ‫«تشــديد املصــارف تعليامتهــا ملنــح‬ ‫القــروض والســلف‪ ،‬يعــود لســبب واحــد‬ ‫وهــي أن هــذه املبالــغ متثــل رأســال‬ ‫املــرف ويفــرض عندمــا يقــوم مبنــح‬ ‫هــذه القــروض ألي شــخص يجــب ان يضع‬ ‫ضامنــات للحفــاظ عــى دميومــة القــرض‬ ‫واســرجاعه بالكامــل مــع فوائــده‪ ،‬واال مــا‬ ‫هــي الغايــة مــن إعطــاء قــرض ال ميكــن‬ ‫اســرجاعه»‪ ،‬مؤكــدا ان «املــرف الرافديــن‬

‫بــدأ بتخفيــف القيــود بواســطة البطاقــات‬ ‫الذكيــة (املاســر كارد) وبالخصــوص‬ ‫املوطنــن املوطنــة رواتبهــم يف املــرف «‪.‬‬ ‫الرشيد «يستغرب ويحذر»‬ ‫مــن جهتــه يدافــع مــرف الرشــيد عــن‬ ‫وجــود مثــل هكــذا حــاالت موضحــاً أن‬ ‫التقديــم لهــذه القــروض يف فــروع املرصف‬ ‫إلكرتونيــاً‪.‬‬ ‫ويقــول مســؤول يف املكتــب اإلعالمــي‬ ‫ملــرف الرشــيد ملجلــة «فيــي» إن «هنــاك‬ ‫بعــض املواقــع الوهميــة والتــي ســبق وان‬ ‫نوهنــا عليهــا‪ ،‬وهــي تســتغل املواطنــن‬ ‫البســطاء بإمكانيــة حصولهــم عــى القــرض‬ ‫مقابــل مبالــغ نقديــة»‪ ،‬مبينــا أن «املــرف‬ ‫ليــس لــه عالقــة بهــؤالء النصابــن»‪.‬‬ ‫ويــرح املســؤول الــذي طلــب عــدم‬ ‫الكشــف عــن أســمه آليــة الحصــول عــى‬ ‫القــرض بالقــول إن «اآلليــة تتــم عــر‬ ‫تقديــم املواطــن للحصــول عــى القــرض‬ ‫عــن طريــق رابــط الكــروين‪ ،‬وبعــد تدقيــق‬ ‫بشــكل اصــويل‪ ،‬يتــم اخبــاره عــن طريــق‬ ‫ارســال رســالة لــه عــن طريــق الهاتــف‪،‬‬ ‫ويتــم إيــداع املبلــغ يف بطاقــة املاســر‬ ‫كارد الخاصــة بــه‪ ،‬وبالتــايل فــان عمليــة‬ ‫الحصــول عــى مبالــغ نقديــة مــن اجــل‬ ‫الحصــول عــى القــرض ال أســاس لهــا مــن‬ ‫الصحــة»‪.‬‬ ‫وتتنافــس عــدد مــن املصــارف الحكوميــة‬ ‫وخاصــة مــريف الرافديــن والرشــيد عــى‬ ‫منــح قــروض متنوعــة وعديــدة وفــق‬ ‫آليــات وتعليــات قــد تكــون يف بعــض‬ ‫االحيــان مشــددة‪ ،‬فيــا يعــاين بعــض‬ ‫املواطنــن مــن صعوبــة الحصــول عــى‬ ‫هــذه القــروض مقارنــة بــدول العــامل التــي‬ ‫غالبــا مــا تكــون هــذه القــروض موجــه‬ ‫نحــو االســتثامر االمثــل لهــا‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪29‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫بمسمار ونحاس‪..‬‬

‫«حضارة العراق» على أبواب «غينيس»‬ ‫«ال سقف لألحالم طاملا نسعى‬ ‫لتحقيقها» لسان حال الرسام‬ ‫الفريد بأسلوبه (علي خالد‬ ‫الراوي) صاحب الـ‪ 27‬ربيعاً‪،‬‬ ‫والذي يأمل أن ال تضيع‬ ‫سنوات عمره بالتدريب على‬ ‫الرسم بـ»املسمار والنحاس»‪.‬‬

‫فيــــلي‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪31‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫''‬

‫«بعـــد إتقاني للرســـم‬ ‫باملســـمار والنحـــاس‪،‬‬ ‫بـــدأت برســـم لوحـــة‬ ‫للتمثـــال التاريخـــي‬ ‫(الموســـو)‪ ،‬أو كما يعرف‬ ‫بـ(الثـــور املجنح)‪ ،‬والذي‬ ‫يعد مـــن أهـــم املعالم‬ ‫التـــي تمثـــل الحضارة‬ ‫العراقيـــة‪ ،‬وهـــذا مـــا‬ ‫أردت به إيصال رســـالة‬ ‫للعالـــم أجمـــع‪ ،‬أن‬ ‫حضارة بـــاد الرافدين‬ ‫ما تـــزال شـــامخة»‬

‫عــي الـراوي‪ ،‬مواطــن عراقــي مــن ســكنة‬ ‫قضــاء الرمــادي مركــز محافظــة األنبــار‪،‬‬ ‫متكــن مؤخــراً مــن رســم لوحــة تبــن‬ ‫عظمــة الحضــارة العراقيــة وتاريخهــا‪،‬‬ ‫ويحلــم مــن خاللهــا دخــول موســوعة‬ ‫«غينيــس» العامليــة لألرقــام القياســية‪.‬‬ ‫الــراوي قــص مســرة مهنتــه‪ ،‬ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬الــذي بــدأ مبزاولــة هوايتــه‬ ‫ســنة ‪ ،2015‬مــن خــال الرســم بأقــام‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫الرصــاص‪ ،‬إىل أن أتقــن ذلــك‪ ،‬ثــم قــرر‬ ‫التــدرب عــى الرســم بطــرق أخــرى غــر‬ ‫التقليديــة‪ ،‬ليكــون لــه أســلوبه الخــاص‪،‬‬ ‫وليصنــع لنفســه اســم رســام عــى غ ـرار‬ ‫مشــاهري الرســامني حــول العــامل‪.‬‬ ‫يقــول الــراوي‪ ،‬إنــه وبعــد وقــت مــن‬ ‫التفكــر‪ ،‬أتخــذ ق ـرار الرســم بـ»املســار‬ ‫وأســاك النحــاس»‪ ،‬ومــا شــجعه عــى‬ ‫ذلــك هــو انعــدام الرســم بهــذه الطريقة‪،‬‬

‫وبعــد جهــد كبــر متكــن أخــراً مــن‬ ‫إتقانهــا بامتيــاز وبشــهادة رســامني عــرب‬ ‫وعراقيــن معروفــن‪.‬‬ ‫وأضــاف‪« :‬بعــد إتقــاين للرســم باملســار‬ ‫والنحــاس‪ ،‬بــدأت برســم لوحــة للتمثــال‬ ‫التاريخــي (الموســو)‪ ،‬أو كــا يعــرف‬ ‫بـ(الثــور املجنــح)‪ ،‬والــذي يعــد مــن أهم‬ ‫املعــامل التــي متثــل الحضــارة العراقيــة‪،‬‬ ‫وهــذا مــا أردت بــه إيصــال رســالة‬

‫للعــامل أجمــع‪ ،‬أن حضــارة بــاد الرافديــن‬ ‫مــا ت ـزال شــامخة»‪.‬‬ ‫وأوضــح الــراوي‪ ،‬أن «اللوحــة أنجــزت‬ ‫باســتخدام نحــو ألــف مســار وأســاك‬ ‫نحــاس‪ ،‬بــوزن قرابــة ‪ 250‬كغــم‪ ،‬وبحجم‬ ‫‪ 204‬م‪.»2‬‬ ‫وبعــد عمــل دام قرابة ســتة أشــهر‪ ،‬متكن‬ ‫عــي ال ـراوي‪ ،‬مــن إنجــاز اللوحــة‪ ،‬عــى‬ ‫خشــبة مطليــة مبــادة عازلــة للحــرارة‬

‫والرطوبــة ومقاومــة للخــدوش وغريهــا‪،‬‬ ‫وذلــك لتكــون لوحــة مقاومــة للظــروف‬ ‫الجويــة‪ ،‬مــن أجــل تحقيــق واحــد مــن‬ ‫أهدافــه‪ ،‬وهــو «نصــب اللوحــة مبــكان‬ ‫عــام يف إحــدى مــدن األنبــار‪ ،‬يف حــال‬ ‫متكــن مــن اســتحصال موافقــة الحكومــة‬ ‫املحليــة عــى ذلــك»‪.‬‬ ‫وتابــع الــراوي‪« :‬منــذ بدايــة إتقــاين‬ ‫الرســم بهــذه الطريقــة‪ ،‬كنت أهــدف إىل‬

‫دخــول موســوعة غينيــس‪ ،‬لكــن الــردد‬ ‫والخــوف مــن الفشــل كان عائقـاً أمامــي‪،‬‬ ‫لكنــي رسعــان مــا وضعــت خطــة لتطوير‬ ‫مهنتــي‪ ،‬والتــي أخــذت مــن عمــري عامـاً‬ ‫كامـ ًا‪ ،‬ولــو ّأن أخطــأت بخطــوة واحــدة‬ ‫ملــا متكنــت مــن إكــال اللوحــة هــذه»‪.‬‬ ‫ويأمــل الــراوي‪ ،‬أن يتمكــن مــن خــال‬ ‫لوحتــه هــذه «دخــول موســوعة غينيــس‬ ‫‪ ،‬ومــا شــجعه هــو عــدم وجــود أي‬ ‫رقــم قيــايس يف املوســوعة‪ ،‬بخصــوص‬ ‫الرســم بهــذه الطريقــة‪ ،‬حتــى إن الحقــل‬ ‫املســمى ( ‪) Largest String Cast‬‬ ‫أي «أكــر لوحــة للرســم بالخيــوط» يف‬ ‫موســوعة غينيــس‪ ،‬فــارغ‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫عــزز مــن طموحــه لتدويــن اســمه كأول‬ ‫رقــم قيــايس بالرســم بهــذه الطريقــة‪.‬‬ ‫وعمــل الرســام العراقــي‪ ،‬عــى رســم‬ ‫اللوحــة بحجــم ‪ 204‬م‪ ،2‬ويعــد حجــ ً‬ ‫ا‬ ‫كبــراً جــداً بالنســبة للوحــة فنيــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫مــن أجــل أن ال يتمكــن أحــداً يف العــامل‬ ‫مــن كــر هــذا الرقــم بســهولة‪.‬‬ ‫واســتدرك الــراوي‪« :‬منــذ مبــارشيت‬ ‫برســم اللوحــة‪ ،‬تواصلــت مــع موظفــن‬ ‫باملوســوعة‪ ،‬ووافقــوا عــى طلبــي لدخول‬ ‫غينيــس يف حــال متكنــت مــن إتقــان‬ ‫اللوحــة بشــكل ال يخالــف رشوطهــا‪،‬‬ ‫وأكــدوا أنهــم بانتظــار األدلــة التــي‬ ‫تتمثــل مبجموعــة صــور وفيديوهــات‬ ‫تثبــت صحــة مواصفــات اللوحــة‪ ،‬وبعــد‬ ‫إنجازهــا أرســلت لهــم األدلــة بالكامــل‪،‬‬ ‫إال أنهــم طالبــوا باملزيــد»‪.‬‬ ‫واختتــم حديثــه بالقــول‪« :‬سأرســل‬ ‫املزيــد مــن األدلــة لهــم‪ ،‬عــى أمــل‬ ‫دخــول اســمي إىل املوســوعة العامليــة‬ ‫والــذي يعــد واحــداً مــن أكــر طموحــايت‬ ‫وأحالمــي»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪33‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫كثيرا ما نسمع عن‬ ‫«التوسعة» (زيادة‬ ‫اعداد المقبولين‬ ‫خصوصا بعد ظهور‬ ‫نتائج القبول) في‬ ‫مقاعد الدراسات العليا‬ ‫من حيث كونها مطلبا‬ ‫لجهات عديدة ابتداءا‬ ‫من الطلبة الذين لم‬ ‫يشملهم الحظ في‬ ‫الحصول على القبول‬ ‫للدراسة فيها وانتهاءا‬ ‫بالبرلمان‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الربيعي‬

‫ما بين‬ ‫مأزق الدراسات العليا‬ ‫المحلية وندرة االبتعاث‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫تورطــت وزارة التعليــم العــايل والجامعــات‬ ‫بشــأنها فوجــدت نفســها يف مــأزق كبــر‬ ‫بــن القبــول او الرفــض‪ ،‬وهــذا اوقعهــا يف‬ ‫ورطــة حيــث ان التوســعة تعنــي قبــول‬ ‫زيــادة غــر معقولــة يف اعــداد الطلبــة عــى‬ ‫حســاب االمكانيــات املتوفــرة يف االقســام‬ ‫العلميــة‪ ،‬او رفضهــا مــا يــؤدي اىل فتــح‬ ‫النــران عليهــا لرتكهــا اعــداد كبــرة مــن‬

‫الطلبــة خارجهــا خصوصــا وان الدراســات‬ ‫العليــا اصبحــت امــل كل خريــج بعــد ان‬ ‫اثبــت الزمــن الغابــر ان شــهادة الدكتــوراه‬ ‫هــي الطريــق الوحيــد للتميــز االجتامعــي‬ ‫او للحصــول عــى وظيفــة مالمئــة‪ ،‬وراتــب‬ ‫مقبــول يف وقــت تالشــت الحاجــة لوظائــف‬ ‫جديــدة نتيجــة انهيــار االقتصــاد والتضخــم‬ ‫الوظيفــي والتعيــن املفــرط والفســاد‬

‫الســيايس‪.‬‬ ‫مــا يســمى اليــوم بـ»الــدال نقطــة» اصبــح‬ ‫طريــق التباهــي باملعرفــة والعلــم حتــى وان‬ ‫كانــت الشــهادة مزيفــة‪ ،‬وضمــن مشــاريع‬ ‫الفســاد العراقــي الالمتناهيــة‪ ،‬وتهافــت‬ ‫السياســيني واملســؤولني الحكوميــن عــى‬ ‫اكتســابها وبــأي وســيلة رشعيــة او غريهــا‪.‬‬ ‫وبضــوء سياســة القبــول املفــرط الــذي فرض‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪35‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫باألســاس عــى الجامعــات بــرزت ظاهــرة مل‬ ‫يشــهدها املجتمــع العراقــي‪ ،‬وال املجتمعات‬ ‫االخــرى يف الســابق‪ ،‬وهــي فــرط اعــداد‬ ‫اصحــاب «الــدال نقطــة»‪ .‬وعــى حســب‬ ‫ادعــاء احــد املهتمــن انــه مل يبقــى احــدا‬ ‫بدونهــا مــن مقدمــي برامــج املحطــات‬ ‫االعالميــة واملشــاركني فيهــا‪ ،‬ولــن يوجــد يف‬ ‫املســتقبل القريــب احــد مــن السياســيني‬ ‫واصحــاب الدرجــات الخاصــة واملستشــارين‬ ‫واملســؤولني الكبــار بــا درجــة الدكتــوراه‪.‬‬ ‫يتــم ذلــك يف عــر اصبــح الحصــول عــى‬ ‫الشــهادة العليــا مســألة محســومة يف ظــل‬ ‫انتشــار املكاتــب التجاريــة التــي تعمــل عىل‬ ‫«مســاعدتك» يف كتابــة االطروحــة مقابــل‬ ‫مبلــغ مــايل بســيط‪ ،‬واملختــرات االهليــة‬ ‫التــي تعمــل عــى اختــاق النتائــج املالمئــة‬ ‫الطروحتــك‪ ،‬وعــدد مــن املفســدات التــي‬ ‫ولــدت ضغوطــات كبــرة عــى الطلبــة‬ ‫النزهــاء واملهتمــن باكتســاب العلــم‬ ‫واملعرفــة الحقيقيــة ودفعهــم اىل ســلك‬ ‫طــرق ســهلة ومظمونــة غــر تلــك الطــرق‬ ‫املضنيــة يف البحــث العلمــي والتــي تتطلــب‬ ‫ســنوات عديــدة النجازهــا وميزانيــات‬ ‫هائلــة ال ميكــن توفريهــا مــن جيــوب‬ ‫الطلبــة انفســهم‪.‬‬ ‫ويف مقابــل هــذا االفــراط يف الشــهادات‬ ‫املحليــة وتلــك الشــهادات مــن جامعــات‬ ‫الــدول املجــاورة خصوصــا الزائفــة منهــا‬ ‫نجــد اليــوم نفــور كبــر مــن قبــل الدولــة‬ ‫عــن االبتعــاث‪ .‬وبعــد ان بلغــت البعثــات‬ ‫اوجهــا يف اعــوام ‪ 2010‬اىل ‪ 2014‬انحــرت‬ ‫اليــوم اىل مجــرد اعــداد ضئيلــة ونــادرا مــا‬ ‫تكــون موجــه اىل جامعــات الــدول الصناعية‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫نجد اليـــوم نفـــور كبير‬ ‫مـــن قبـــل الدولـــة عن‬ ‫االبتعـــاث‪ .‬وبعـــد ان‬ ‫بلغـــت البعثـــات اوجها‬ ‫فـــي اعـــوام ‪ 2010‬الى‬ ‫‪ 2014‬انحســـرت اليـــوم‬ ‫الى مجرد اعـــداد ضئيلة‬ ‫ونـــادرا ما تكـــون موجه‬ ‫الـــى جامعـــات الـــدول‬ ‫الصناعيـــة المتقدمـــة‬

‫املتقدمــة‪ ،‬فيــا عــدا عــدد محــدود مــن‬ ‫بقايــا البعثــات التــي تــرف عليهــا اللجنــة‬ ‫العليــا لتطويــر التعليــم العــايل يف العــراق‬ ‫واملرتبطــة مبجلــس الــوزراء‪.‬‬ ‫ولــي تكــون لنــا فكــرة واضحــة عــى‬ ‫ضعــف االبتعــاث لنقــارن عــدد الطلبــة‬ ‫العراقيــن مــع اعــداد الطلبــة مــن الــدول‬

‫املجــاورة الدارســن يف الواليــات املتحــدة‬ ‫االمريكيــة‪ .‬يف عــام ‪ 2021‬كان هنــاك حــوايل‬ ‫‪ 9‬االف طالــب ايــراين و ‪ 22‬الــف طالــب‬ ‫ســعودي و ‪ 7‬االف طالــب تــريك و ‪317‬‬ ‫الــف طالــب صينــي‪ ،‬بينــا مل يــزد عــدد‬ ‫الطــاب العراقيــن يف اي وقــت كان عــن‬ ‫‪ 1200‬طالــب مــا يؤكــد اســتمرار سياســة‬

‫الحصــار الــذايت التــي ابتــى بهــا التعليــم‬ ‫العــايل‪ ،‬والجامعــات العراقيــة منــذ بدايــة‬ ‫التســعينات‪.‬‬ ‫الدولــة العراقيــة ال تعتــر الشــهادة‬ ‫االكادمييــة مــن الــدول املتقدمــة كشــهادة‬ ‫ثقافيــة وال تفهمهــا اال بكونهــا تأهيــل‬ ‫كفــاءات علميــة خصوصــا يف البحــث‬

‫العلمــي‪ .‬بالحقيقــة تكمــن اهميــة االبتعاث‬ ‫يف كونــه وســيلة اساســية لنقــل الخــرة‬ ‫والثقافــة االنســانية العامليــة‪ ،‬ويف اكتســاب‬ ‫اخالقيــات املهنــة ويف توســيع معــارف‬ ‫الطالــب مــن ثقافــة والت ـزام باملســؤوليات‬ ‫االخالقيــة يف ضــان جــودة التعليــم العــايل‬ ‫واعتــاد معايــر قامئــة عــى العدالــة والثقــة‬

‫والنزاهــة تحســن العالقــة بــن االســتاذ‬ ‫الجامعــي والطالــب‪ ،‬والحصــول عــى‬ ‫خــرات عديــدة يف التعامــل مــع االشــخاص‬ ‫مــن خلفيــات ثقافيــة مــن مختلــف انحــاء‬ ‫العــامل والتعــرف عــى ثقافاتهــم‪.‬‬ ‫الدولــة العراقيــة ال تعــي اهميــة الدراســة‬ ‫يف الــدول الصناعيــة املتقدمــة وال اىل‬ ‫تأثــر خريجــي هــذه الــدول عــى التعليــم‬ ‫واالقتصــاد الوطنــي والتنميــة البرشيــة‪ .‬لــو‬ ‫زرت الصــن اليــوم لوجــدت ان معظــم‬ ‫قياداتهــا االكادمييــة والعلميــة هــي مــن‬ ‫حملــة الشــهادات مــن جامعــات الــدول‬ ‫الغربيــة‪ .‬فبالرغــم مــن املزايــا الفريــدة التي‬ ‫يوفرهــا االبتعــاث وعــى عكــس سياســات‬ ‫بلــدان كثــرة منهــا الصــن والهنــد وبلــدان‬ ‫جنــوب رشق اســيا والخليــج العــريب تنتهــج‬ ‫الدولــة العراقيــة نهجــا ســلبيا امــام االبتعاث‬ ‫مــا يؤكــد لنــا عــدم حــرص الدولــة العراقية‬ ‫عــى اعــداد املــوارد البرشيــة وتأهيلهــا‬ ‫بشــكل فاعــل لتلعــب دورهــا يف نهضــة‬ ‫الع ـراق االكادمييــة والرتبويــة واالقتصاديــة‪،‬‬ ‫ولــي تتبــوأ جامعاتنــا مراكــز عاليــة بــن‬ ‫الجامعــات واملؤسســات الرتبويــة العامليــة‪.‬‬ ‫بــدون سياســة جــادة تتضمــن ابتعــاث‬ ‫عــرات االلــوف مــن الطلبــة ومــن‬ ‫الجنســن خصوصــا مــن االطبــاء واملهندســن‬ ‫والزراعيــن واالقتصاديــن واالداريــن‬ ‫والرتبويــن واللغويــن فــان العـراق ســيبقى‬ ‫يــرزح تحــت وطــأة التخلــف وستســتمر‬ ‫املعانــاة مــن الحصــار الــذايت وضعــف‬ ‫الكفــاءات العلميــة والثقافــة العامليــة‬ ‫واالخالقيــات االكادمييــة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪37‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫تقرير الماني يرصد‬ ‫رغبة كبيرة للمسيحيين‬ ‫في العودة للعراق‪:‬‬

‫اربيل المالذ اآلمن لهم‬

‫اعتبر موقع «دوتشيه فيله»‬ ‫االلماني‪ ،‬أن الجهود المبذولة‬ ‫من اجل اعادة اعمار الكنائس‬ ‫التي دمرها تنظيم «داعش»‬ ‫تشكل رسالة بتعزيز حضور‬ ‫المسيحيين وعودتهم الى‬ ‫مناطقهم وبالتعايش بين‬ ‫العراقيين من مختلف‬ ‫المكونات‪ ،‬وهو ما يمثل بارقة‬ ‫باالمل‪ ،‬لمدينة الموصل‪ ،‬ولكل‬ ‫العراق‪.‬‬

‫وبدايــة أشــار التقريــر االملــاين‪ ،‬الــذي‬ ‫ترجمتــه شــفق نيــوز‪ ،‬إىل قــر ابيــض‬ ‫مطــي حديث ـاً يحمــل صليب ـاً احمــر اللــون‬ ‫وســط انقــاض مقــرة ديــر مــار جــورج‬ ‫يف املوصــل‪ ،‬اصبــح يشــكل اشــارة عــى‬ ‫االمــل‪ ،‬مضيفــاً انــه بعدمــا دمــر داعــش‬ ‫املقــرة والديــر خــال العــام ‪ ،2014‬فــأن‬ ‫املســاعدات املاليــة املقدمــة مــن الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬ســاهمت يف اعــادة بنــاء املــكان‬ ‫مبــا يف ذلــك ديــر القديــس هرمــز الكلــداين‬ ‫االنطــوين الواقــع خــارج املدينــة‪.‬‬

‫ونقــل التقريــر عــن رئيــس ديــر الكلــدان‬ ‫ســامر يوحنــا قولــه إن داعــش اســتخدم‬ ‫الديــر كموقــع لســجن االيزيديــن‪ ،‬وكانــت‬ ‫احــدى قاعات الرهبان تســتخدم كمســجد‪،‬‬ ‫كــا قــام مســلحو التنظيــم بتذويــب‬ ‫التمثــال النحــايس للقديــس جــورج‪ ،‬مشــراً‬ ‫إىل أن رهبــان الديــر متكنــوا مــن املغــادرة‬ ‫حاملــن معهــم املخطوطــات القدميــة‬ ‫عندمــا غــزا داعــش املــكان يف حزيــران‪/‬‬ ‫يونيــو العــام ‪.2014‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل ان رئيــس ديــر الكلــدان‬

‫يــرف حالي ـاً عــى اعــادة بنــاء الكنائــس‪،‬‬ ‫حيــث انــه تــم تدمــر مــا ال يقــل عــن‬ ‫‪ 14‬مبنــى مســيحي تنتمــي اىل طوائــف‬ ‫مختلفــة يف محافظــة نينــوى وحدهــا‪.‬‬ ‫ويتحــدث رئيــس الديــر‪ ،‬كيــف أن داعــش‬ ‫قــام باســتئجار شــخص الزالــة الرخــام مــن‬ ‫الكنيســة الواقعــة عــى تلــة‪ ،‬مشــراً اىل‬ ‫انــه عندمــا اســتخدام املتفج ـرات انقلبــت‬ ‫القبــة وادت اىل مقتــل هــذا الرجــل‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إىل أن العديــد مــن‬ ‫املســيحيني غــادروا العــراق حتــى قبــل‬ ‫ظهــور داعــش يف الســنوات التــي تلــت‬ ‫اإلطاحــة بالديكتاتــور الســابق صــدام‬ ‫حســن‪ ،‬حيــث انخفــض عددهــم مــن نحــو‬ ‫‪ 1.5‬مليــون اىل ‪ 400‬الــف شــخص‪.‬‬ ‫وأضــاف انــه قبــل حلــول العــام ‪،2003‬‬ ‫كان نحــو ‪ 2400‬مســيحي موجــودون‬ ‫يف املوصــل‪ ،‬وبعــد فــرة داعــش‪ ،‬تراجــع‬ ‫رقمهــم اىل ‪ 350‬شــخص فقــط‪.‬‬ ‫واوضــح ســامر يوحنــا ان كنيســة واحــدة‬ ‫تكفــي البنــاء الكنيســة للصــاة وكاهــن‬ ‫واحــد يف املدينــة كلهــا‪ ،‬مشــرا اىل ان‬ ‫عمليــات ترميــم الكنائــس االخــرى تجــري‬ ‫برغــم ذلــك‪ ،‬ومــن خــال مســاعدات‬ ‫خارجيــة يف غالــب االحيــان‪.‬‬ ‫ويف خطابــه االفتتاحــي بالقــداس االول‬ ‫يف كنيســة ديــر القديــس جاورجيــوس‬ ‫التــي جــرت عمليــة اعــادة بنائهــا‪ ،‬قــال‬ ‫اســقف املوصــل الكلــداين نجيــب ميخائيــل‬ ‫مــوىس‪ ،‬إن املســؤولني العراقيــن وضبــاط‬ ‫الجيــش الذيــن شــاركوا اىل جانــب املدنيــن‬ ‫باالحتفــال باعــادة االفتتــاح‪ ،‬ان املســلمني‬ ‫مــن املنطقــة هــم مــن قامــوا بتنظيــف‬ ‫الكنائــس بعــد انســحاب داعــش منهــا‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن مــوىس قولــه ان‬

‫فيـــــلي‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪39‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫عمليــة «بنــاء الجســور ليســت ام ـراً ســه ًال‬ ‫إال اننــي واثــق مــن أن املوصــل ســتصبح‬ ‫افضــل حــا ًال مــا كانــت عليــه»‪.‬‬ ‫ونقــل االســقف تعليــات قدمهــا لــه البابــا‬ ‫فرنســيس عندمــا زار املوصــل يف العــام‬ ‫‪ 2021‬للعمــل بجــد مــن اجــل تحويــل‬ ‫املدينــة اىل مــكان افضــل واكــر أمنــا‪ ،‬قائــا‬ ‫«نريــد عــودة طوعيــة للمســيحيني»‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان زيــارة البابــا‬ ‫اىل العــراق كانــت مبثابــة بارقــة امــل‬ ‫ملســيحيي العــراق‪ ،‬وان تراجــع حجــم‬ ‫الحضــور املســيحي تســبب بــرر كبــر‪،‬‬ ‫ليــس فقــط لالف ـراد واملجتمعــات املعنيــة‪،‬‬

‫وامنــا للمجتمــع الــذي تركــوه خلفهــم‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن نائــب املطـران نجيــب‪،‬‬ ‫االب بولــس حبيــب قولــه انــه هنــا تكمــن‬ ‫اهميــة اعــادة تعمــر الكنائــس واالديــرة‪،‬‬ ‫حتــى لــو مل يكــن هنــاك مــا يكفــي مــن‬ ‫املســيحيني مللئهــا‪ ،‬مضيفـاً باالشــارة اىل انــه‬ ‫ليــس فقــط الن بعــض هــذه الكنائــس‬ ‫يعــود تاريخهــا اىل القــرن الخامــس‪ ،‬وامنــا‬ ‫الن هــذا مــن ت ـراث نينــوى‪ ،‬وليــس فقــط‬ ‫لــراث املســيحيني‪ .‬واوضــح ان «اعــادة‬ ‫إعــار هــذا الــراث يعنــي اعــادة بنــاء‬ ‫املجتمــع باكملــه»‪.‬‬ ‫ودعــا األب حبيــب اىل اســتعادة تنــوع‬

‫املوصــل بحيــث يعيــش املســلمون‬ ‫واملســيحيون اىل جانــب األيزيديــن‪،‬‬ ‫موضح ـاً ان «التنــوع يوجــه برســالة قويــة‬ ‫ضــد االرهــاب وضــد داعــش‪ ،‬واذا عــاد‬ ‫املســيحيون‪ ،‬فانهــا اشــارة للمســلمني ايضــا‬ ‫عــى أنهــا آمنــة»‪.‬‬ ‫ويقــر االب حبيــب بانــه ال ميكــن اجبــار‬ ‫االنــاس عــى العــودة‪ ،‬لكنــه اشــار اىل انــه‬ ‫عــر التاريــخ «هــذا مــا فعلــه املســيحيون‬ ‫مـرات كثــرة‪ ،‬حيــث انــه بعــد الدمــار‪ ،‬كنــا‬ ‫نعــود مــن اجــل ان نعيــد البنــاء»‪.‬‬ ‫واضــاف ان نفســية العراقيــن تتمثــل‬ ‫يف انهــم «يريــدون محــو املــايض‪ ،‬فهــم‬

‫''‬

‫مــن المهــم مواجهــة التصــور القائــم بأنــه مــع‬ ‫مغــادرة اليهــود للعــراق فــي القــرن الماضــي‪،‬‬ ‫يشــعرون ان الذكريــات املؤملــة تجعــل‬ ‫النــاس يشــعرون بالســوء‪».‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن رئيــس ديــر الكلــدان‬ ‫ســامر يوحنــا قولــه انــه مــن املهــم مواجهة‬ ‫التصــور القائــم بأنــه مــع مغــادرة اليهــود‬ ‫للعـراق يف القــرن املــايض‪ ،‬فــان الــدور قــد‬ ‫حــان االن عــى املســيحيني‪ ،‬مضيفــا أنــه‬ ‫«عــى غ ـرار املســيحيني‪ ،‬فقــد كان اليهــود‬ ‫جــزءا مهــا مــن املوصــل»‪.‬‬ ‫وبحســب يوحنــا انــه مــن اجــل منــع‬ ‫التاريــخ مــن اعــادة تكــرار نفســه‪ ،‬فــأن‬ ‫املصالحــة صــارت اهميتهــا اكــر بكثــر‪،‬‬ ‫موضحــا ً ان «العالقــات بيننــا وبــن‬ ‫املســلمني مهمــة لكــن الجــروح مل تلتئــم‬ ‫بعــد‪ ،‬واملســلمون عانــوا اكــر وفقدنــا‬ ‫ممتلكاتنــا فقــط‪».‬‬ ‫واشــار التقريــر االملــاين اىل ان العديــد مــن‬ ‫املســيحيني مــن نينــوى اقامــوا النفســهم‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فــان الــدور قــد حــان االن علــى المســيحيين‪،‬‬ ‫مضيفــا أنــه «علــى غــرار المســيحيين‪ ،‬فقــد‬ ‫كان اليهــود جــزءا مهمــا مــن الموصــل‬

‫حيــاة جديــدة يف اقليــم كوردســتان‪،‬‬ ‫وخاصــة يف عنــكاوا‪ ،‬وهــو مبثابــة جيــب‬ ‫مســيحي يف اربيــل‪ ،‬حيــث يقيــم ايضــا‬ ‫االبــايت ســامر يوحنــا وذلــك يف ديــر شــيد‬ ‫حديثــا ويــؤوي قساوســة كلدانيــن فــروا‬ ‫مــن بغــداد واملوصــل‪.‬‬ ‫وبينــا يخــى العديــد مــن املســيحيني‬ ‫عــودة العنــف‪ ،‬اوضــح ســامر يوحنــا أن‬ ‫املســيحيني «يعــودون فقــط اىل املوصــل‬ ‫مــن اجــل العمــل‪ ،‬ولــن يقيمــوا هنــا»‪ ،‬وأن‬ ‫مــن عــاد منهــم فمــن اجــل زراعــة االرض‬

‫او الحصــول عــى معاشــاتهم التقاعديــة‪،‬‬ ‫واحيانــا الن لديهــم اطفــال هنــا‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــأن ســامر يوحنــا‬ ‫متفــق مــع البابــا فرنســيس الــذي قــال‬ ‫بعــد مغادرتــه الع ـراق انــه شــاهد كيــف‬ ‫ان «الكنيســة حيــة يف العــراق»‪ .‬واضــاف‬ ‫ان امــه تريــد منــه ان يشــري لهــا منــز ًال يف‬ ‫عنــكاوا‪ ،‬موضحـاً انــه «ميكــن للمجتمــع أن‬ ‫يزدهــر مــرة اخــرى‪ ،‬يف حــال شــاهد النــاس‬ ‫بــوادر االمــل‪ .‬إذا قمنــا بالبنــاء‪ ،‬فبامكاننــا‬ ‫ان نقــرر مصرينــا»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪41‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫تعهدات بتطويرها‪..‬‬ ‫سياحة العراق التي استهوت االوربيين‬

‫فــي ضــوء بدء توافد مجاميع من الســياح األوربيين‬ ‫علــى مناطق أثرية ودينيــة‪ ،‬ومجمعات االهوار في‬ ‫مناطق من وســط وجنوب العــراق‪ ،‬يجري الحديث عن‬ ‫إمكانيــات تطوير الســياحة وتأهيل تلك األماكن‪.‬‬

‫فيـــــلي‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫يف منتصــف عــام ‪ 2021‬قــال البطريــرك‬ ‫الكاردينــال لويــس روفائيــل ســاكو‪،‬‬ ‫بطريــرك الكلــدان الكاثوليــك «مســتعدون‬ ‫لدعــم اي جهــد حكومــي لالهتــام‬ ‫بالســياحة الدينيــة ملدينــة اور‪ ،‬حتــى يتــم‬ ‫إحيــاء وتطويــر هــذا املــكان‪ ،‬مــن خــال‬ ‫ارســال مرشــدين ســياحني لديهــم امكانيــة‬ ‫يف تكلــم أكــر مــن لغــة الســتقبال الوفــود‬ ‫األجنبيــة‪ ،‬ونحــن نســتطيع دعــم جهــود‬ ‫الحكومــة بهــذا األمــر مــن خــال عالقتنــا‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪43‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫مــع الغــرب‪ ،‬لكــن األمــر يتطلــب جديــة‬ ‫حكوميــة»‪ ،‬الفتــا اىل أن االهتــام مبدينــة‬ ‫أور الوقعــة ضمــن النارصيــة جنــويب‬ ‫العــراق‪ ،‬يجعلهــا أهــم معــامل الســياحة‬ ‫الدينيــة يف الع ـراق‪ ،‬مشــددا عــى اهميــة‬ ‫ذلــك للعــراق‪.‬‬ ‫ويف شــهر ايلــول مــن عــام ‪ 2021‬وثــق‬ ‫ثالثــة ســياح مــن كل مــن أيرلنــدا‪،‬‬ ‫و بريطانيــا‪ ،‬و الواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫تفاصيــل رحلتهــم يف الع ـراق‪ ،‬عــر موقــع‬ ‫«يوتيــوب»‪.‬‬ ‫ويف هــذا يقــول الســائح االمريــي عــن‬ ‫تجربتــه يف جنــوب العـراق «لقــد فاجأتني‬ ‫تجربتنــا يف الجبايــش واألهــوار‪ ،‬ألنــه قبــل‬ ‫مجيئــي إىل العــراق‪ ،‬مل يكــن لــدي أي‬ ‫فكــرة عــن تواجــد نظــام بيئــي مثــل هــذا‬ ‫يف الع ـراق‪ ،‬لقــد كان ركــوب القــارب عــر‬ ‫االهــوار أم ـراً رائع ـاً ومثــرا للغايــة ‪ -‬لقــد‬ ‫شــعرت أن املــاء غــر قابــل ل ّلمــس مــن‬ ‫شــدة جاملــه»‪ ،‬موضحــا بالقــول انــه «إىل‬ ‫جانــب جــال املــكان‪ ،‬كان مــن املذهــل‬ ‫أيضً ــا مقابلــة العراقيــن املحليــن الذيــن‬ ‫يعيشــون يف الجبايــش واالهــوار‪ ،‬ســبحت‬ ‫يف األهــوار مــع أبــو حيــدر‪ ،‬صاحــب‬ ‫القــارب‪ ،‬ثــم ذهبــت مجموعتنــا بأكملهــا‬ ‫لتنــاول الغــداء مــع عائلتــه يف منزلــه‪ ،‬لقد‬ ‫كانــوا كرمــاء للغايــة وكان يومــاً ممتعــاً‪،‬‬ ‫وأعتقــد أن األهــوار ســتكون عامــل جذب‬ ‫ســياحي رئيــس يف املســتقبل مــع اســتمرار‬ ‫الع ـراق يف تطويــر الســياحة»‪.‬‬ ‫ويقــول الســائح الربيطــاين جــاي بالفــري‬ ‫(‪ 25‬عامــا) «قبــل املجــيء إىل العــراق‬ ‫كنــت يف تركيــا‪ ،‬ولكــن عندمــا ســمعت‬ ‫بــأن نظــام التأشــرة تغــرت يف العــراق‬ ‫وأصبحــت التأشــرة تقــدم لألجانــب عنــد‬ ‫الوصــول‪ ،‬قــررت املجــيء مــن دون أي‬ ‫تــردد‪ ،‬قبــل ذلــك‪ ،‬زرت إقليــم كوردســتان‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫ســائح بريطانــي‪« :‬أوصــي جميــع الســائحين‬ ‫بزيــارة العــراق فــي أقــرب وقــت ممكــن‪،‬‬ ‫تــذوق الطعــام العراقــي الــذي هــو مــن أطيــب‬ ‫األطعمــة التــي جربتهــا حــول العالــم‪ ،‬ومقابلــة‬ ‫أطيــب نــاس واكتشــاف مــدن لهــا تاريخهــا‬ ‫العريــق الممتــد آلالف الســنوات»‪.‬‬

‫الع ـراق»‪ ،‬مردفــا أن «الع ـراق عــى رأس‬ ‫قامئــة الســفر لــدي منــذ مــدة طويلــة‪،‬‬ ‫وســمعت أن العراقيــن أكــر نــاس‬ ‫ودوديــن يف العــامل‪ ،‬ولذلــك‪ ،‬زرت البلــد ‪3‬‬ ‫مـرات يف عــام‪ ،‬وتجولــت يف مــدن بغــداد‬ ‫وبابــل وكربــاء والنجــف والنارصيــة‬ ‫والبــرة واملوصــل‪ ،‬فضــا عــن أربيــل‬ ‫والســليامنية ودهــوك»‪.‬‬ ‫ويكمــل حديثــه «أويص جميــع الســائحني‬ ‫بزيــارة العــراق يف أقــرب وقــت ممكــن‪،‬‬ ‫تــذوق الطعــام العراقــي الــذي هــو مــن‬ ‫أطيــب األطعمــة التــي جربتهــا حــول‬ ‫العــامل‪ ،‬ومقابلــة أطيــب نــاس واكتشــاف‬ ‫مــدن لهــا تاريخهــا العريــق املمتــد آلالف‬ ‫الســنوات»‪.‬‬ ‫وكانــت دائــرة املرافــق الســياحية العراقية‪،‬‬ ‫قــد قالــت يف وقــت ســابق عــى لســان‬ ‫مديرهــا العــام‪ ،‬إن «العمــل جــا ٍر مــن‬ ‫قبــل هيئــة الســياحة لغــرض اســتقطاب‬ ‫العــدد األكــر مــن الســياح األجانــب أو‬ ‫العــرب عــى وفــق الســياحة الرتفيهيــة‬ ‫والســياحة الدينيــة»‪ ،‬مزيــدا القــول‪ ،‬أن‬ ‫«هنــاك عمــل مشــرك مــع هيئــة اآلثــار‬ ‫واألمانــة العامــة ملجلــس الــوزراء لتأهيــل‬ ‫وتطويــر موقــع مدينــة أور‪ ،‬وأن العمــل‬ ‫جــار لوضــع ملســات ســياحية منهــا أماكــن‬ ‫اســراحة وأطعمــة وأخــرى لحركــة الســياح‬ ‫خاصــة بعــد زيــارة البابــا للبــاد»‪.‬‬

‫ولفــت إىل أن «الســياح األجانــب تحديــدا‬ ‫يبحثــون عــن الســياحة االثاريــة والرتاثيــة‬ ‫هــذا مقصدهــم األســايس بالع ـراق فهــم‬ ‫ال يبحثــون عــن األماكــن الرتفيهيــة‪ ،‬وأن‬ ‫العمــل الــذي نســعى إليــه اآلن هــو‬ ‫تطويــر مدينــة أور‪ ،‬فضــا عــن توزيــع‬ ‫االنشــطة الســياحية يف االهــوار التــي‬ ‫بــدأت تســتقطب عديــد الســواح‪ ،‬إىل‬ ‫جانــب زيــارة املتاحــف كــون العــراق‬ ‫حضــارة عريقــة متلــك مكتنــزات ثقافيــة‬ ‫متعــددة تــراوح أعامرهــا بــن ‪ 4‬االف‬ ‫إىل ‪ 5‬آالف ســنة وبالتــايل هنــاك عمــل‬ ‫جــاد لتأهيــل وتطويــر املتحــف العراقــي‬ ‫لغــرض اســتقطاب الســواح االجانــب»‪،‬‬ ‫بحســب تعبــره‪.‬‬ ‫ويف قضــاء الجبايــش نفســه‪ ،‬كان مســؤول‬ ‫محــي قــد قــال يف شــتاء عــام ‪ 2018‬إن‬ ‫«األهــوار تســتقبل يوميــاً قرابــة ‪200‬‬ ‫ســائح‪ ،‬اجنبــي وعراقــي‪ ،‬مــع العلــم أن‬ ‫األهــايل كانــوا يتوقعــون أن فصــل الشــتاء‬ ‫ســيكون جافــاً بالســياحة‪ ،‬إال أنهــم‬ ‫يســتقبلون يومي ـاً ع ـرات الوفــود؛ وألن‬ ‫الجبايــش منطقــة صغــرة ال تتوافــر فيهــا‬ ‫الفنــادق‪ ،‬اســتثمر بعــض األهــايل بيوتهــم‬ ‫عــى ضفــاف املســطحات املائيــة‪ ،‬مــن‬ ‫أجــل تأجريهــا للســ ّياح»‪ ،‬مردفــا أنــه يف‬ ‫غضــون اســابيع شــهدت املنطقــة وصــول‬ ‫وفــود ســياحية أجنبيــة مــن عــدة دول‬

‫منهــا تايالنــد وتركيــا ومــن دول املغــرب‬ ‫العــريب‪ ،‬لالســتمتاع بســحر الطبيعــة‬ ‫واملناظــر ّ‬ ‫الخلبــة فيهــا‪ ،‬عــى حــد وصفه‪.‬‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يــرى نقيــب الســياحيني يف‬ ‫الع ـراق إن مســتقبل الســياحة يف الع ـراق‬ ‫ســيكون بأبهــى صــورة لــه منــذ عقــود‬ ‫طويلــة وعــى مســتوى الــرق األوســط‬ ‫نظــرا لتنــوع عوامــل الجــذب الســياحي‬ ‫التــي تعــد ميــزة ينفــرد بهــا الع ـراق عــن‬ ‫بقيــة الــدول األخــرى‪ ،‬بحســب قولــه‪،‬‬ ‫فيــا يجمــل أســتاذ للتنميــة الســياحية‬ ‫أبــرز مقومــات الســياحة يف العــراق‪،‬‬ ‫وأهمهــا املوقــع الجغ ـرايف بصفتــه نقطــة‬ ‫تواصــل ميــر عربهــا الســائح إىل دول‬ ‫عــدة‪ ،‬واملنــاخ الجميــل واالعتــدال يف‬ ‫درجــات الحـرارة مــن منتصــف شــباط إىل‬

‫نهايــة نيســان‪ ،‬فضــا عــن تواجــد أماكــن‬ ‫طبيعيــة خالبــة ومواقــع جــذب رائعــة‬ ‫ومــوارد مائيــة وســدود‪.‬‬ ‫ومنــذ مــدة الســيام بعــد عــام ‪ ،2003‬كان‬ ‫الع ـراق مــن الوجهــات التــي ال يقصدهــا‬ ‫الســائحون األجانــب بســبب الوضــع‬ ‫األمنــي والســيايس غــر املســتقر‪ ،‬فضــا‬ ‫عــن أن تأشــرة الدخــول كانــت تتطلــب‬ ‫مزيــدا مــن الوقــت للتقديــم واالنتظــار‬ ‫حتــى إصدارهــا‪ ،‬هــذه األســباب وغريهــا‪،‬‬ ‫أغلقــت شــهية الســائحني لزيــارة البلــد‪،‬‬ ‫بحســب تعبــر املراقبــن‪ ،‬الذيــن اشــاروا‬ ‫اىل انــه ابتــداء مــن ربيــع ‪ ،2021‬ألغــت‬ ‫الحكومــة العراقيــة رشط الحصــول عــى‬ ‫تأشــرة قبــل الوصــول‪ ،‬ملواطنــي ‪ 36‬دولــة‪،‬‬ ‫وأصبــح بإمكانهــم الحصــول عــى تأشــرة‬

‫الدخــول عنــد الوصــول اىل الع ـراق‪ ،‬عــر‬ ‫املنافــذ الجويــة والربيــة والبحريــة‪ ،‬مقابــل‬ ‫دفــع رســوم مقدارهــا ‪ 75‬دوالرا أمريكيــا‪.‬‬ ‫وينبــه املستشــار املــايل لرئيــس الحكومــة‬ ‫االتحاديــة العراقيــة عــى أن «مســاهمة‬ ‫الســياحة يف الناتــج املحــي اإلجــايل (يف‬ ‫العـراق) ويف أفضــل ظروفهــا مل تتعــد أكرث‬ ‫مــن ‪ ،3%‬مــا يتطلــب رســم هــدف وطنــي‬ ‫يرتقــي بالســياحة مــن حيــث مســاهمتها‬ ‫يف الدخــل الوطنــي للبــاد يف الســنوات‬ ‫العــر املقبلــة مبــا ال يقل عــن ‪20% – 15‬‬ ‫مــن الناتــج املحــي اإلجــايل» بحســب‬ ‫قولــه‪ ،‬مردفــا‪ ،‬ان «هــذه االســراتيجية‬ ‫الســياحية ال تتــم إال بتضافــر القطاعــن‬ ‫العــام والخــاص والــراكات الدوليــة‬ ‫املختصــة بالتســويق الســياحي املتقــدم»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪45‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫بـ»أحزاب وعشائر» أشبه بأسالكهم‪..‬‬ ‫أصحاب المولدات يحكمون المواطنين بقوة الـ(األمبير)‬

‫يبــدو أن فصــل الصيــف المقبــل لــن يكــون الهبـ ًـا فــي حرارتــه وإنمــا‬ ‫فــي أســعار «أمبيــرات» تجهيــز الكهربــاء فــي مولــدات بغــداد االهليــة‬ ‫علــى وجــه الخصــوص‪ ،‬فــي ظــل شــكوى المواطنين من ارتفاع أســعار‬ ‫االمبيــر الواحــد فــي بعــض مناطــق العاصمــة لتصــل الى حــدود الـ(‪)25‬‬ ‫ألــف دينــار حاليـ ًـا والمرشــحة للوصــول إلــى (‪ )30‬الــف دينــار‪.‬‬

‫فيــا تقــرره الســلطات مببلــغ «معطــل»‬ ‫يصــل اىل نصــف الســعر الحــايل املعمــول‬ ‫بــه‪ ،‬يبــدو أن تشــابك عالقــات أصحــاب‬ ‫املولــدات مــع جهــات متنفــذة يف الدولــة‬ ‫(أح ـزاب‪ ،‬وزارات‪ ،‬جهــات داعمــة أو تغــض‬ ‫الطــرف)‪ ،‬وآخرهــا التهديــد العشــائري‪،‬‬ ‫تكــون أشــبه بشــبكة أســاك املولــدة التــي‬ ‫يتحكــم فيهــا شــخص واحــد وهــو املشــغل‬ ‫أو صاحــب املولــدة‪ ،‬ليكــون املواطــن تحــت‬ ‫رحمتــه «تشــغي ًال او انقطاعــاً»‪ ،‬ومــن‬ ‫يتخلــف عــن الدفــع فبألتاكيــد «ســتضيق‬ ‫بــه األرض مبــا رحبــت» بفضــل اتفــاق‬ ‫أصحــاب املولــدات يف منطقتــه‪ ،‬كعقــاب‬ ‫لــه‪.‬‬ ‫دولــة وعشــائر تســند صاحــب املولــدة ضــد‬ ‫املواطن‬ ‫يبــدو محمــد وهــو أحــد ســكان منطقــة‬ ‫الــدورة‪ ،‬غــريب بغــداد‪« ،‬ممتعضــاً» مــن‬ ‫موضــوع املولــدات األهليــة وهــو يــرد‬ ‫بعــض التفاصيــل الخاصــة بهــذا املوضــوع‬ ‫ملجلــة «فيــي» قائــ ًا إن «ســعر االمبــر‬ ‫الواحــد يف املولــدة االهليــة يف منطقتــي‬ ‫تقــدر حاليــاً بـــ(‪ )25‬الــف دينــار‪ ،‬ومــن‬ ‫املقــرر أن ترتفــع يف الصيــف لتصــل إىل‬ ‫نحــو (‪ )30‬ألــف دينــار وفــق رغبــة صاحــب‬ ‫املولــدة وليــس غــره‪ ،‬رغــم ان محافظــة‬ ‫بغــداد حددت ســعر االمبــر الواحــد بـ(‪)12‬‬ ‫ألــف دينــار للخــط الذهبــي املســتمر عــى‬ ‫مــدار اليــوم»‪.‬‬ ‫مــن جانبــه يقــول عــار رحيــم الــذي‬ ‫يعمــل كاســباً بأجــرة شــهرية ال تتجــاوز‬ ‫ال‪ 750‬ألــف دينــار ويســكن مبنطقــة‬

‫فيلي‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪47‬‬

‫فـــ‬

‫عـراقـــــــيــات‬

‫ـكوى‬ ‫بغــداد الجديــدة «قدمنــا قبــل مــدة شـ ً‬ ‫رســمية لقيــادة رشطــة بغداد‪ ،‬بشــأن أســعار‬ ‫تجهيــز الكهربــاء واألمبــرات يف املولــدات‬ ‫األهليــة وتحديــداً‪ ،‬ورغــم اســتجابة القيــادة‬ ‫وإرســالها دوريــة أغلقــت املولــدة واعتقلــوا‬ ‫مشــغليها‪ ،‬لكنــه مل يكــن اجـرا ًء عمليـاً‪ ،‬ألنــه‬ ‫مل يحــل املشــكلة فهــم اعتقلــوا املشــغلني‬ ‫البســطاء‪ ،‬وليــس صاحــب املولــدة الــذي‬ ‫يقــرر الســعر»‪.‬‬ ‫ويبــدي عــار رحيــم شــعوره بـــالحزن»‬ ‫بالقــول «صحيــح انهــم اعتقلــوا املشــغلني‬ ‫ولكــن الجانــب املحــزن هــو تجمــع األهــايل‬ ‫عنــد املولــدة فقــد تــرروا بشــكل مبــارش‬ ‫مــن انقطــاع الكهربــاء عنهــم فهــم ال حــول‬ ‫لهــم وال قــوة‪ ،‬وهنــا ال بــد اىل اإلشــارة اىل‬ ‫ان املشــغلني تــم اطــاق رساحهــم وعــادت‬ ‫األمــور اىل ســابق عهدهــا وفــق ترتيبــات‬ ‫معينــة»‪.‬‬ ‫وعــى الصعيــد نفســه‪ ،‬يــرد ســكان يف‬ ‫مناطــق جنــوب بغــداد‪ ،‬مبــا يحيــط منطقــة‬ ‫الــدورة‪ ،‬فصــ ًا مــن تســلط أصحــاب‬ ‫املولــدات االهليــة عــى املواطنــن بالقــول‬ ‫«إنهــم شــهدوا أكــر مــن مــرة شــكاوى‬ ‫انتهــت باعتقــال املشــغلني فقــط بينــا‬ ‫ال أحــد يدنــو مــن أصحــاب املولــدات‬ ‫الذيــن يرتبطــون بعالقــات واســعة مــع‬ ‫مراكــز رشطــة وضبــاط مقابــل دفــع مــادي‬ ‫ومدعومــن أيضــا مــن األحــزاب وحتــى‬ ‫وزارة الكهربــاء فض ـ ًا عــن العشــائر‪ ،‬واحــد‬ ‫أصحــاب هــذه املولــدات أعلنها أمــام الناس‬ ‫بعــد خــاف وقــع مــع أحــد املواطنــن بــأن‬ ‫مــن يشــكوين اىل الرشطــة ويحــرك دورياتهــا‬ ‫ضــدي ســأقاضيه عشــائرياً!»‪.‬‬ ‫مفارقــة‪ :‬مســؤول يحــدد ســعر االمبــر‬ ‫ويدفــع ضعفــه‬ ‫وعــى غ ـرار‪ ،‬غربيهــا‪ ،‬فــإن مناطــق أخــرى‬ ‫وباتجاهــات مختلفــة يف بغــداد تشــهد هــذا‬ ‫«االرتفــاع امللحــوظ»‪ ،‬يف أســعار أمبــرات‬ ‫املولــدات االهليــة‪ ،‬ومنهــا مناطــق يف رشق‬ ‫بغــداد‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فعلــه هــو وجــود دوريــة رشطــة بالقــرب‬ ‫مــن املولــدة‪ ،‬وان يكتــب صاحــب املولــدة‬ ‫تعهــداً بعــدم الرجــوع عــى مــا أقــدم عليــه‬ ‫مــن مخالفــة‪ ،‬ولكــن بعــد أيــام أو شــهر‪،‬‬ ‫عــى اقــى حــد‪ ،‬يهمــل املوضــوع ويرجــع‬ ‫الســعر اىل وضعــه الســابق بعمليــة نصــب‬ ‫واحتيــال رســمية»‪.‬‬ ‫وأضــاف عــي «نحــن كمواطنــن ال حــول لنــا‬ ‫وال قــوة‪ ،‬ومقبلــون عــى موســم الصيــف‬ ‫الســاخن‪ ،‬ويف حــال اعرتاضنــا وتقديــم‬ ‫شــكوى فإنــك ال تســتطيع ان تغــر املولــدة‬ ‫التــي تســحب منهــا الكهربــاء (الجــوزة)‪،‬‬ ‫ألن هنــاك اتفاقــا بــن أصحــاب املولــدات‬ ‫وســيمنعونك مــن ســحب أي خــط مــن أي‬

‫لمـــاذا هنالك تفاوت في األســـعار بين مناطق‬ ‫وأخـــرى‪ ،‬فهناك مـــن يضع ســـعر ‪ 12‬ويصل‬ ‫في اعلـــى حاالته الـــى ‪ 20‬الف دينـــار لالمبير‬ ‫بينمـــا نحن ‪ 25‬الـــف دينار لالمبيـــر ويرتفع‪،‬‬ ‫وفـــق مزاجية صاحـــب المولدة ‪...‬‬

‫ويقــول رســول وهــو مــن أهــايل منطقــة‬ ‫شــارع فلســطني‪ ،‬ملجلــة «فيــي» إن «هنــاك‬ ‫نقطــة مهمــة يف العالقــة مــع أصحــاب‬ ‫املولــدات وهــي يف حــال دفــع ســعر األمبــر‬ ‫املقــرر لــدى صاحــب املولــدة بـــ(‪ )25‬ألــف‬ ‫فــأن صاحــب املولــدة ال يقــدم لــك وصــل‬ ‫اســتالم مقابــل الدفــع ويكتفــي بتأشــر‬ ‫االســم ضمــن دفــر الدفــع الــذي ال يســجل‬ ‫فيــه املبلــغ وإمنــا مــدون فيــه فقــط االســم‬ ‫وأمامهــا عالمــة (الصــح) يف إشــارة للدفــع‬ ‫مــن قبــل املواطــن‪ ،‬وحينــا ترفــع دعــوى‬

‫ضدهــم فــان حقــك يســقط الن ال دليــل‬ ‫ندعــي بــه أمــام الســلطات»‪.‬‬ ‫عــى مــا ّ‬ ‫وينقــل رســول «مفارقــة» أبطالهــا أحــد‬ ‫أصدقائــه ومســؤولني يف محافظــة بغــداد‬ ‫بالقــول إن «هــذا الصديــق لديــه معرفــة‬ ‫مبســؤولني يف محافظــة بغــداد‪ ،‬وحينــا‬ ‫حــددت املحافظــة ســعر االمبــر مببلــغ‬ ‫معــن حــاول صديقــي معرفــة مــن أصدقائه‬ ‫املســؤولني هــل التزمــت املولــدات االهليــة‬ ‫يف مناطقهــم بهــذه التســعرية فتفاجــأ ان‬ ‫هــؤالء املســؤولني دفعــوا املبالــغ وفــق‬

‫مــا يحــدده أصحــاب املولــدات وليــس مــا‬ ‫تحــدده املحافظــة»‪.‬‬ ‫ويتســاءل رســول «ملــاذا هنالــك تفــاوت يف‬ ‫األســعار بــن مناطــق وأخــرى‪ ،‬فهنــاك مــن‬ ‫يضــع ســعر ‪ 12‬ويصــل يف اعــى حاالتــه‬ ‫اىل ‪ 20‬الــف دينــار لالمبــر بينــا نحــن ‪25‬‬ ‫الــف دينــار لالمبــر ويرتفــع‪ ،‬وفــق مزاجيــة‬ ‫صاحــب املولــدة‪ ،‬اىل حــدود ‪ 30‬الــف دينــار‬ ‫لالمبــر مــن دون التفكــر بنــا كمواطنــن‬ ‫يف ظــل املســتوى املعيــي الصعــب الــذي‬ ‫نعيشــه واألزمــات التــي تحارصنــا مــن كل‬

‫االتجاهــات»‪.‬‬ ‫نصب واحتيال‬ ‫«يبــدو ان الخطــوات ذاتهــا يف محاســبة‬ ‫صاحــب املولــدة او املواطنــن»‪ ،‬هكــذا يبــدأ‬ ‫عــي الــذي يعمــل كاســباً يف أحــد األســواق‬ ‫ببغــداد كالمــه لشــفق نيــوز‪.‬‬ ‫ويقــول وعــي وتبــدو عليــه عالمــات‬ ‫«االستســام» إنــه «ال توجــد فائــدة مــن‬ ‫الشــكوى الرســمية ضــد أصحــاب املولــدات‪،‬‬ ‫فشــكوانا للــه فقــط‪ ،‬فأقــى مــا ميكــن‬

‫مولــدة ضمــن منطقتــك‪ ،‬وهــو مــا يجــر‬ ‫املواطــن عــى البقــاء ضمــن التســعرية‬ ‫املحــددة منهــم‪ ،‬وهــذا لــه يجــري بعلــم‬ ‫املســؤولني جميعــاً‪ ،‬واتحــدى أي جهــة‬ ‫رســمية تفنــد كالمــي أو تنفيــه»‪.‬‬ ‫ويبــن عــي أن «‪ 80% 70-‬مــن أصحــاب‬ ‫املولــدات االهليــة ال يلتزمــون بــأي قــرار‬ ‫حكومــي‪ ،‬بينــا ال توجــد جهــة تحمينــا مــن‬ ‫بطشــهم ان أرادوا ذلــك»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪49‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫أزمة الغذاء في العراق‪..‬‬

‫دوالر «رخيص» لتفكيك «قنبلة موقوتة»‬ ‫حلــول ترقيعيــة ألزمــة متجــذرة فــي‬ ‫االقتصــاد العراقــي‪ ،‬هكــذا وصــف‬ ‫مختصــون بالشــأن االقتصــادي‪،‬‬ ‫القــرارات التــي اتخذهــا مجلــس‬ ‫الــوزراء الحتــواء أزمــة الغــذاء التــي‬ ‫ضربــت معظــم دول العالــم ومنهــا‬ ‫العــراق وخاصــة مــا يتعلــق بالحنطــة‬ ‫والزيــوت النباتيــة‪ ،‬الســيما أنهــا‬ ‫ً‬ ‫مســتمرا‬ ‫ســتبقي ارتفــاع األســعار‬ ‫مــن خــال شــرائها للحنطــة مــن‬ ‫الفالحيــن بأســعار تزيــد عــن الســعر‬ ‫العالمــي‪.‬‬ ‫فيــــلي‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪51‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫قصرية املدى‬ ‫الخبــر االقتصــادي باســم جميــل انطــوان‪،‬‬ ‫أوضــح يف حديــث ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫«القــرارات التــي يتــم اتخاذهــا مــن قبــل‬ ‫الحكومــة ال يتــم متابعتهــا أو يجــري‬ ‫تنفيذهــا بشــكل حقيقــي وفــق آليــة تعمــل‬ ‫عــى حــل جــزء مــن املشــكلة مثـ ًا»‪ ،‬مبديـاً‬ ‫اســتغرابه مــن «تأخــر الحكومــة عــن‬ ‫اتخــاذ القــرارات ومعالجــة األزمــة قبــل‬ ‫اســتفحالها»‪.‬‬ ‫وقــال أنطــوان‪ ،‬إن «يف كل أزمــة داخليــة‬ ‫مســتعجلة هنــاك حلــول طويلــة األمــد‬ ‫ومتوســطة األمــد وقصــرة األمــد»‪ ،‬الفتــاً‬ ‫إىل أن «الحكومــة تطرقــت لحلــول قصــرة‬ ‫األمــد وابتعــدت عــن الحــل الجــذري‪ ،‬وهــو‬ ‫خلــق قطــاع انتاجــي بالداخــل وصناعــي‬ ‫وزراعــي مــن أجــل تحقيــق األمــن الغــذايئ‬ ‫عــى املــدى البعيــد‪ ،‬وبالتــايل ليــس هنــاك‬ ‫جديــة باملوضــوع ألن العــراق تحــول إىل‬ ‫ســوق اســتهاليك لســلع دول الجــوار»‪.‬‬ ‫قنبلة موقوتة‬ ‫بــدوره‪ ،‬رأى الخبــر االقتصــادي‪ ،‬رضغــام‬ ‫محمــد عــي‪ ،‬خــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫أن «جميــع القــرارات التــي تــم اتخاذهــا‬ ‫مــن قبــل مجلــس الــوزراء ملعالجــة أزمــة‬ ‫الغــذاء هــي ارتجاليــة تعكــس غيــاب‬ ‫الرؤيــة وانعــدام الحلــول االســراتيجية»‪،‬‬ ‫مبينــاً أن «كل القــرارات هــي رد فعــل‬ ‫قصــر األمــد ال يحــل مشــكالت انفــات‬ ‫األســواق وقــوة املضاربــن بغيــاب ســلطة‬ ‫الدولــة وأدواتهــا»‪.‬‬ ‫وأضــاف محمــد عــي‪ ،‬أن «هــذه الق ـرارات‬ ‫ال متنــح أي ضامنــات لألســواق»‪ ،‬مبينــا أن‬ ‫«األســواق ســتبقى قنبلــة موقوتــة بســبب‬ ‫ســذاجة االجــراءات وانعــدام العلميــة يف‬ ‫املعالجــات‪ ،‬حيــث التاجــر ســيظل املضــارب‬ ‫وهــو القــوة املهيمنــة يف ظــل عجــز رؤيــة‬ ‫الدولــة وأدواتهــا»‪.‬‬ ‫وتابــع أن «مــن املفــرض أن تقــوم الدولــة‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫«وضع شرط شهرين‬ ‫الستيراد المواد‬ ‫الغذائية ستورط التجار‬ ‫وستضعهم في مشكالت‬ ‫ال يمكن حلها»‪ .‬وأن‬ ‫أيضا‬ ‫«التجار يحتاجون‬ ‫ً‬ ‫إلى أسعار دوالر مخفضة‪،‬‬ ‫يحصل عليها من البنك‬ ‫المركزي بعد تقديم‬ ‫اعتمادات مستندية»‬

‫بتوفــر مــواد غذائيــة بســعر تجــاري‬ ‫مدعــوم عــر وكالء التموينيــة بشــكل‬ ‫متــوازي مــع الحصــة التموينيــة ويكــون‬ ‫االســترياد بــإرشاف الــوزارة وبذلــك ميكــن‬ ‫توفــر الســلع األساســية بســعر التكلفــة‬ ‫يف األســواق دون التدخــل بشــكل مبــارش‬ ‫يف عمــل التجــار او ارهــاق املوازنــة وإمنــا‬ ‫تدخــل الدولــة كمنافــس رشيــف يف توفــر‬ ‫الســلع بشــكل يتناســب مــع الســعر‬ ‫العاملــي»‪.‬‬ ‫وشــدد الخبــر االقتصــادي‪ ،‬عــى رضورة أن‬ ‫تقــوم الدولــة أيضـاً بـ»توفــر دوالر رخيــص‬ ‫فقــط لعقــود اســترياد املــواد األساســية‬ ‫وباعتــادات مســتندية حقيقيــة وبــإرشاف‬ ‫مــن هيئــات رقابيــة لضــان عــدم ترسيــب‬ ‫الــدوالر الرخيــص للســوق الســوداء»‪.‬‬ ‫اغتيال اإلنتاج املحيل‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬نــوه الخبــر االقتصــادي منــر‬ ‫األحمــد‪ ،‬خــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إىل‬

‫أن «القــرارات الحكوميــة التــي اتخذتهــا‬ ‫بشــأن أزمــة الغــذاء‪ ،‬اذا اســتثني منهــا‬ ‫رشاء الحنطــة املحليــة‪ ،‬فإنهــا ال تشــجع‬ ‫عــى اإلنتــاج املحــي وتركــز اهتاممهــا عــى‬ ‫االســترياد فقــط»‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «جميــع القــرارات التــي‬ ‫اتخذتهــا الحكومــة آنيــة‪ ،‬ليــس لهــا بعــد‬ ‫مــدى»‪ ،‬مبينــاً أن «هنــاك معامــل زيــوت‬ ‫حكوميــة معطلــة وهنــاك أراض زراعيــة‬ ‫صالحــة للزراعــة مــن املمكــن أن يتــم‬ ‫اســتغاللها يف زراعــة الــذرة وعبــاد الشــمس‬ ‫واملحاصيــل العلفيــة ومــن ثــم االســتغناء‬ ‫عــن االســترياد»‪.‬‬ ‫ولفــت األحمــد‪ ،‬إىل أن «الحكومــة تتخــذ‬ ‫قــرارات حالهــا حــال بعــض الــدول التــي‬ ‫ال تتوافــر بهــا مقومــات الزراعــة مــن مــاء‬ ‫وأراض صالحــة للزراعــة وتعتمــد عــى‬ ‫االســترياد منطلقــا لســد حاجــة املســتهلك»‪.‬‬ ‫دوالر رخيص‬

‫مــن جهتــه‪ ،‬كشــف رئيــس غرفــة تجــارة‬ ‫بغــداد‪ ،‬ف ـراس الحمــداين يف حديــث ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬عــن وجــود «فقرتــن مهمتــن‬ ‫يجــب تعديلهــا ضمــن الق ـرارات الســتقرار‬ ‫الســوق املحليــة وامكانيــة محاســبة‬ ‫املحتكــر‪ ،‬أولهــا قــرار الشــهرين الــذي‬ ‫وضــع الســترياد املــواد الغذائيــة الــذي يعتــر‬ ‫غــر كاف الســترياد هــذه املــواد الغذائيــة»‪.‬‬ ‫وأوضــح الحمــداين‪ ،‬أن «اســترياد مثــل هــذه‬ ‫املــواد تحتــاج مــا بــن ‪ 6‬أشــهر إىل ســنة‬ ‫واحــدة»‪ ،‬مبينــا أن «وضــع رشط شــهرين‬ ‫الســترياد املــواد الغذائيــة ســتورط التجــار‬ ‫وســتضعهم يف مشــكالت ال ميكــن حلهــا»‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «التجــار يحتاجــون أيضــاً إىل‬ ‫أســعار دوالر مخفضــة‪ ،‬يحصــل عليهــا مــن‬ ‫البنــك املركــزي بعــد تقديــم اعتــادات‬ ‫مســتندية»‪ ،‬الفتــاً إىل أن «ســعر الــدوالر‬ ‫الــذي يجــب أن يحصــل عليــه التاجــر‬ ‫‪ 141000‬دينــار يقــل أو يــزداد قليــا‪،‬‬

‫لــي يتمكــن مــن اســترياد البضاعــة بســعر‬ ‫رخيــص وبيعهــا يف البلــد بأســعار مناســبة»‪.‬‬ ‫حزمة متكاملة‬ ‫يف املقابــل‪ ،‬أثنــى مستشــار رئيــس الــوزراء‬ ‫للشــؤون االقتصاديــة‪ ،‬مظهــر محمــد‬ ‫صالــح‪ ،‬خــال حديثــه ملجلــة «فيــي»‪ ،‬عــى‬ ‫القــرارات التــي اتخــذت ملعالجــة أزمــة‬ ‫الغــذاء‪ ،‬مؤكــداً أن القـرارات كانــت «حزمــة‬ ‫متكاملــة» لعــاج أزمــة الغــذاء يف هــذا‬ ‫الظــرف الحســاس‪.‬‬ ‫ونــوه صالــح‪ ،‬إىل عــدم وجــود «عــاج‬ ‫يــأيت دفعــة واحــدة‪ ،‬إال أن السياســة التــي‬ ‫اعتمــدت مــن خــال هــذه الق ـرارات عــى‬ ‫تعديــل الدخــل النقــدي للرشائــح الفقــرة‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬إضافــة إىل رفــع الرضائــب‬ ‫الجمركيــة وتعديــل رضائــب الدخــل عــى‬ ‫مســتوردي املــواد الغذائيــة»‪ ،‬الفتــاً إىل أن‬ ‫«كل ذلــك ســتخفف مــن األســعار وتســمح‬ ‫حريــة دخــول الســلع ومــن املــواد الغذائيــة‬ ‫بارخــص االســعار وبــارسع وقــت ممكــن»‪.‬‬ ‫أزمة عاملية‬ ‫وقفــزت أســعار املــواد الغذائيــة بعــد وبــاء‬ ‫كورونــا لرتتفــع بعدهــا أســعار الحبــوب‬ ‫والزيــوت النباتيــة إىل مســتويات قياســية‬ ‫جديــدة مــع عــدة مــع الحــرب يف أوكرانيــا‪،‬‬ ‫هــذه االرتفاعــات كان لهــا أث ـراً كبــراً عــى‬ ‫الع ـراق باعتبــاره أكــر دول العــامل اســترياداً‬ ‫ملــواده الغذائيــة مــن دول العــامل‪.‬‬ ‫ومتثــل أوكرانيــا وروســيا حــوايل ‪ 30%‬مــن‬ ‫القمــح‪ ،‬إذ أعلنــت أوكرانيــا أنهــا ســتوقف‬ ‫تصديــر الحبــوب نتيجــة هــذه الحــرب‪.‬‬ ‫ومــن جهتهــا‪ ،‬أعلنــت منظمــة الغــذاء‬ ‫والزراعــة» الفــاو» يف نهايــة العــام الحــايل‪،‬‬ ‫ان ‪ 44‬دولــة بينهــا العــراق تحتــاج إىل‬ ‫مســاعدة خارجيــة مــن أجــل الحصــول‬ ‫عــى الغــذاء‪ ،‬فيــا أكــدت أن النزاعــات‬ ‫والجفــاف أديــا إىل تفاقــم ظــروف انعــدام‬ ‫األمــن الغــذايئ يف العــامل‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪53‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫ازالة «البسطيات»‪..‬‬

‫قطع االرزاق‬ ‫وغياب البدائل‬ ‫الواقعية‬ ‫بيــن آونــة واخــرى يعلــن فــي‬ ‫بغــداد عــن انطــاق حملــة جديــدة‬ ‫إلزالــة التجــاوزات مــن المناطــق‬ ‫الســكنية‬

‫والشــوارع‪،‬‬

‫وبحســب‬

‫المتابعيــن لتلــك الحمــات فانهــا‬ ‫كثيــرا مــا تســتهدف الفقــراء الذيــن‬ ‫يبحثــون عــن مصــدر عيشــهم بفتــح‬ ‫«بســطيات» فــي المراكــز التجاريــة‬ ‫للتجمعــات الســكانية‪ ،‬مــن دون ان‬ ‫تســتهدف تجــاوزات كبــرى بحســب‬ ‫تعبير هــم ‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪55‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫ويقــول املراقبــون انــه كثــرا مــا تتعــرض‬ ‫عربــات الباعــة الجوالــن والبســطات التــي‬ ‫اتخــذوا منهــا مصــدر عيــش ملواجهــة‬ ‫البطالــة اىل مالحقــة الجهــات البلديــة‪،‬‬ ‫مــن دون ان يتخــذ عــاج جــذري بشــأن‬ ‫ارزاق املســتهدفني او البحــث عــن بدائــل‬ ‫مناســبة‪..‬‬ ‫للتعــرف عــى مــا يتعــرض لــه اصحــاب‬ ‫البســطات يقــول احــد الباعــة رغــب‬ ‫يف عــدم ذكــر اســمه واالشــارة اليــه بـــ‬ ‫«م‪.‬ع‪.‬غ» ان رزقــه الوحيــد يعتمــد عــى‬ ‫بســطيته التــي يعــرض فيهــا للبيــع مــواد‬ ‫منزليــة وشــخصية متنوعــة منهــا معاجــن‬ ‫االســنان والحالقــة والصابــون ومتطلبــات‬ ‫الزينــة وغريهــا‪ ،‬يقــول انــه تعرض وغــره اىل‬ ‫املطــاردة واملنــع ألكــر مــن مــرة؛ ويوضــح‬ ‫انــه اب لطفلــن ولــد وبنــت وان بســطته‬ ‫هــي رزقــه الوحيــد عــى حــد وصفــه فليــس‬ ‫لديــه راتــب بحســب قولــه‪ ،‬ويتدخــل «ح‪.‬‬ ‫ر» زميــل آخــر لــه يعمــل ببســطة مشــابهة‬ ‫بالقــول «ليفتحــوا لنــا ســاحات خاصــة‬ ‫قريبــة نتجمــع فيهــا ونبيــع بضاعتنــا ال ان‬ ‫يكتفــوا مبنعنــا‪ »..‬ويشــر بيديــه اىل عــارات‬ ‫تبنــى يف تقاطــع بغــداد الجديــدة امــام‬ ‫مبنــى ســينام البيضــاء القديــم «بإمكانــك‬ ‫ان تــرى هــؤالء االغنيــاء يقطعــون الطــرق‬ ‫ويبنــون العــارات عــى راحتهــم فلــاذا‬ ‫نحــارب نحــن الفقــراء‪»..‬‬ ‫وبرغــم ان امانــة بغــداد‪ ،‬شــددت يف اوقــات‬ ‫ســابقة التزامهــا بتوجيهــات الحكومــة‬ ‫«بعــدم املســاس بالباعــة املتجولــن‬ ‫(البســطيات) وعــدم ازالــة ســقف عــن‬ ‫العائــات الفقــرة»‪ ،‬بحســب بيــان لالمانــة‬ ‫تقــول فيــه ان اجراءاتهــا تجــري «عــر‬ ‫تفعيــل وتشــجيع االزالــة الطوعيــة التــي‬ ‫اثبتــت نجاحهــا يف عــدة مناطــق مثــل‬ ‫شــارعي الفــاح وصفــي الديــن الحــي‬ ‫بجانــب الرصافــة والوشــاش يف املنصــور‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫''‬

‫«توجه امانة بغداد‪ :‬عدم‬ ‫المساس بأرزاق الموطنين‬ ‫الفقراء وخصوصا الباعة‬ ‫المتجولين اصحاب البسطيات‬ ‫المتحركة (غير الثابتة)»‬ ‫ومناطــق اخــرى يف العاصمــة»‪ ،‬عــى حــد‬ ‫قــول البيــان‪.‬‬ ‫ويتابــع البيــان ان الحكومــة ومجلــس‬ ‫النــواب اتفقــا عــى مســاندة «توجــه امانــة‬ ‫بغــداد يف فلســفتها بشــأن التجــاوزات عــر‬ ‫عــدم املســاس بــأرزاق املوطنــن الفقــراء‬ ‫وخصوصــا الباعــة املتجولــن اصحــاب‬ ‫البســطيات املتحركــة (غــر الثابتــة)»‪،‬‬ ‫عــى وفــق بيــان االمانــة الــذي اردف ان‬ ‫«حمــات ازالــة التجــاوزات يف عمــوم مدينة‬ ‫بغــداد تشــمل تجــاوزات اصحــاب املحــال‬ ‫التجاريــة واملشــيدات الثابتــة املتجــاوزة‬ ‫عــى الرصيــف والشــارع»‪.‬‬ ‫وفيــا نوهــت امانــة بغــداد اىل ان «العمــل‬ ‫جــا ٍر عــى ايجــاد ســاحات نظاميــة كبديــل‬

‫للباعــة املتجولــن وبتصاميــم عرصيــة‬ ‫وعــدم املســاس بــدور الفقـراء لحــن اكــال‬ ‫الدراســات والخطــط التــي تتعلــق مبعالجــة‬ ‫واقعهــم»‪ ،‬فــان املتابعــن يقولــون ان‬ ‫الجهــات املعنيــة كثــرا مــا تقــول ذلــك منــذ‬ ‫عــام ‪ 2003‬مــن دون ان تتخــذ اجـراء عمليــا‬ ‫وناجعــا‪ ،‬الفتــن مثــا اىل ان ترصيــح االمانــة‬ ‫ذلــك جــرى يف ايلــول ‪ 2021‬ولحــد اآلن مل‬ ‫يتخــذ أي اج ـراء فعــي بصــدد ذلــك برغــم‬ ‫دخولنــا العــام الجديــد‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫وكان رئيــس مجلــس الــوزراء طلــب مــن‬ ‫الجهــات املنفــذة لحملــة إزالــة التجــاوزات‬ ‫‪ ،‬وقــف هــدم تجــاوزات الفقــراء إىل حــن‬ ‫إيجــاد البديــل املناســب لهــم‪ .‬وأكــد منــذ‬ ‫آب ‪ 2021‬أن «حملــة إزالــة التجــاوزات‬

‫ستســتمر‪ ،‬ألن هــذه األخــرة تشـ ّ‬ ‫تعديـاً‬ ‫ـكل ّ‬ ‫عــى الحــق العــام‪ ،‬وهنــاك عــدد كبــر‬ ‫مــن األشــخاص املنتفعــن ممــن أ ّثــروا مــن‬ ‫خــال التجــاوز يف أمــاك الدولــة‪ ،‬فضــ ًا‬ ‫عــا تســببه تلــك التجــاوزات مــن حــاالت‬ ‫تشــويه لألحيــاء والشــوارع»‪ ،‬بحســب قوله‪.‬‬ ‫ويتحــدث اعالميــون عــن حملــة انطلقــت‬ ‫يف مدينــة الثــورة ـ الصــدر رافقهــا «مــروع‬ ‫حكومــي كبــر لتطويــر واقــع الحيــاة يف‬ ‫مدينــة الصــدر يتضمــن إنشــاء مدينــة‬ ‫جديــدة وتأهيــل الخدمــات والطرق بشــكل‬ ‫ـر مــن واقعهــا»‪ ،‬الفتــن إىل أن اســتمرار‬ ‫يغـ ّ‬ ‫الحملــة مرهــون بالجديــة يف املــي بهــا‬ ‫حتــى النهايــة وعــدم الرتاجــع تحــت حجــج‬ ‫متنوعــة‪ ،‬وأعلنــت الحكومــة العراقيــة يف‬

‫آب ‪ ،2021‬خطــة جديــدة تك ّلــف نحــو‬ ‫خمســة مليــارات دوالر لبنــاء مدينــة‬ ‫جديــدة يف مدينــة الصــدر تتضمــن إنشــاء‬ ‫‪ 90‬ألــف منــزل مــع خدمــات متكاملــة يف‬ ‫غضــون مثانيــة أعــوام‪ ،‬يجــري تنفيذهــا مــن‬ ‫قبــل رشكــة صينيــة ضمــن اتفاقيــة اإلطــار‬ ‫بــن البلديــن؛ وبحســب متابعــن واعالميــن‬ ‫فــأن «املرشفــن عــى الحملــة مل يرضخــوا‬ ‫للتهديــدات وكانــت نتائــج الحملــة مؤثــرة‬ ‫يف إعــادة األمــل لســكان املدينــة بــأن هنــاك‬ ‫أمـ ًا يف الحيــاة داخلهــا بعدمــا فقــدوه منــذ‬ ‫عــام ‪ ،»2003‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويف نهايــة عــام ‪ 2021‬قــال مصــدر إن‬ ‫رئيــس الــوزراء «وجــه بإيقــاف حملــة ازالــة‬ ‫تجــاوزات الباعــة الجوالــن والبســطات‬

‫املش ـ ّيدة بالتجــاوز عــى األرايض العامــة يف‬ ‫عمــوم العــراق»‪ ،‬واشــار بحســب املصــدر‪،‬‬ ‫اىل «رضورة ايجــاد الدولــة بدائــل للكســبة‬ ‫تحفــظ كرامتهــم وكرامــة عائالتهــم قبــل‬ ‫تطبيــق االجــراءات األخــرى»‪.‬‬ ‫ويف نهايــة شــهر آب ‪ 2021‬قــال امــن بغــداد‬ ‫عــن الباعــة الجوالــن يف لقــاء متلفــز‪ ،‬انــه‬ ‫«تجــاه الباعــة املتجولــن والبســطات هنــاك‬ ‫نظــرة إنســانية مــن قبــل الدولــة واألمانــة‪،‬‬ ‫واعطينــا توجيهــاً بعــدم املســاس بــأرزاق‬ ‫النــاس‪ ،‬كونهــم يحتاجــون إىل توفــر فــرص‬ ‫عمــل‪ ،‬لكــن يجــب أن تكــون البســطات‬ ‫غــر ثابتــة‪ ،‬ونفذنــا هــذا األمــر بــن ســاحتي‬ ‫التحريــر والخــاين عــى رشط شــغل ح ّيــز‬ ‫مــن الرصيــف فقــط مــع الحفــاظ عــى‬ ‫نظافــة املــكان مــن خــال وضــع حاويــات‬ ‫للنفايــات»‪.‬‬ ‫وعــن إزالــة التجــاوزات مــن شــارع الطالبية‬ ‫رشقــي بغــداد بــن أمــن العاصمــة «وجهنــا‬ ‫إنــذارات إىل أصحــاب املحــال هنــاك واغلب‬ ‫املحــال هــي أدوات احتياطيــة للســيارات‪،‬‬ ‫ورأينــا هنــاك جديــة يف إزالــة التجــاوزات‬ ‫مــن قبــل املواطنــن‪ ،‬مــا دفعنــا إىل متديــد‬ ‫املــدة الزمنيــة إلزالــة تجاوزاتهــم»‪.‬‬ ‫وكشــف أمــن بغــداد عــن إج ـراءات إزالــة‬ ‫البســطات مــن منطقــة الشــورجة التجاريــة‬ ‫يف العاصمــة قائــا «تفاجــأت بــأن ســعر‬ ‫البســطة يف منطقــة الشــورجة يصــل إىل‬ ‫‪ 60‬ألــف دوالر‪ ،‬لــذا وجهــت بعــدم إزالــة‬ ‫تلــك البســطات لعــدم خلــق رضر ألصحابها‪،‬‬ ‫وطلبــت مــن الــوكالء واملديــر العــام لبلديــة‬ ‫الرصافــة بعــدم اإلزالــة لــدواع إنســانية»‪،‬‬ ‫وأضــاف «طلبنــا مــن أصحــاب البســطات‬ ‫يف الشــورجة عــدم تواجــد مشــيدات وجعــل‬ ‫البســطات متحركــة‪ ،‬توضــع وقــت عملهــم‬ ‫وتـزال بعدهــا‪ ،‬لحــن إيجــاد البدائــل‪ ،‬كوننــا‬ ‫ال نريــد قطــع ارزاق النــاس خــال حمــات‬ ‫اإلزالــة»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪57‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫نقص المياه‬ ‫وتغير‬ ‫المناخ‪..‬‬

‫هــذا ما ســيجلبه من دمار على العــراق والمنطقة‬

‫حــذر معهــد «بروكينجــز االمريكــي» لالبحــاث‪ ،‬أن منطقــة الشــرق االوســط هي من‬ ‫بيــن اكثــر االماكــن فــي العالــم عرضــة للتأثيــرات المدمــرة لتغييــر المناخ الذي من‬ ‫شــأنه خلــق معانــاة ال توصــف فــي منطقــة (تضم العــراق)‪ ،‬غارقــة بالفعل باالزمات‬ ‫واالضطرابــات االجتماعيــة واالقتصاديــة والتطــرف واالرهاب‪.‬‬ ‫فيــــلي‬ ‫واعتــر «بروكينجــز»‪ ،‬يف تقريــر ترجمتــه وكالــة‬ ‫شــفق نيــوز‪ ،‬أن اي دولــة يف الــرق االوســط‬ ‫لــن تنجــو مــن الخســائر املدمــرة التي ســيحدثها‬ ‫تغــر املنــاخ عــى امــدادات امليــاه وانظمــة‬ ‫انتــاج الغــذاء يف املنطقــة‪ ،‬ومــا ســيخلقه ذلــك‬ ‫مــن بيئــة خصبــة لالرهــاب والتطــرف‪ ،‬حيــث ان‬ ‫منطقــة الــرق االوســط وشــال افريقيــا مــن‬ ‫بــن اكــر االماكــن عرضــة لتغــر املنــاخ يف العــامل‪.‬‬ ‫وأوضــح التقريــر‪ ،‬أن دول الخليــج الغنيــة‬ ‫ستســتنفد مواردهــا املائيــة يف غضــون الخمســن‬ ‫عامـاً القادمــة‪ ،‬يف حــن أن العـراق الــذي ميزقــه‬ ‫الــراع‪ ،‬سيشــهد ارتفاعــاً مبتوســط درجــات‬ ‫الحــرارة مبعــدل مرتــن اىل ســبع مــرات ارسع‬ ‫مــن املتوســط العاملــي‪ ،‬فيــا تواجــه بــاد الشــام‬ ‫بالنســبة اىل انظمــة انتــاج الغــذاء وامليــاه فيهــا‪،‬‬ ‫انهيــاراً وشــيكاً‪.‬‬ ‫واعتــر التقريــر انــه مــن اجــل معالجة املشــكلة‪،‬‬ ‫يجــب عــى الحكومــات يف املنطقــة «التعامــل‬ ‫مــع تغــر املنــاخ باعتبــاره قضيــة تتعلــق‬ ‫بالسياســة العامــة»‪ ،‬وهــو مــا يتطلــب بــذل‬ ‫جهــود متجــددة مــن اجــل توفــر الخدمــات‬ ‫والتــوازن بــن املظــامل االقتصاديــة قصــرة املــدى‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪59‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫وبــن الــرورة الحتميــة طويلــة املــدى‬ ‫الجــراءات التقشــف واصالحــات الحوكمــة‬ ‫الرشــيدة‪ ،‬مضيفــاً أن هنــاك رضورة مــن‬ ‫اجــل «بنــاء القــدرة عــى الصمــود حتــى ال‬ ‫يزدهــر العنــف واالرهــاب بســهولة»‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إىل أن «النســيج االجتامعــي‬ ‫للــدول االكــر ضعف ـاً سيســتمر يف التــآكل‪،‬‬ ‫لكــن هــذا ال يعنــي ان الحكومــات ليــس‬ ‫بامكانهــا خلــق اليــات اســتجابة البطــاء‬ ‫دوامــة التدهــور»‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــأن نــدرة امليــاه يف‬ ‫الــرق االوســط متثــل مشــكلة كبــرة‬ ‫فعليــاً‪ ،‬وهــي منطقــة تضــم ‪ 12‬مــن اكــر‬ ‫‪ 17‬دولــة تعــاين مــن نقــص امليــاه يف العــامل‬ ‫وفقــاً ملعهــد املــوارد العامليــة‪.‬‬ ‫ويــرى التقريــر‪ ،‬أن التوقعــات مثــرة للقلــق‬ ‫حيــث أن تقديــرات البنــك الــدويل تشــر‬ ‫إىل أن نــدرة امليــاه ســتكلف دول الــرق‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫الســـدود القائمة على منابـــع مائية في ايران‪ ،‬تســـببت‬ ‫فـــي تقليص روافـــد نهـــر دجلة ‪ ،‬ممـــا ادى الـــى وقف‬ ‫التدفـــق المائي في ديالـــى حيث فقدت بحيـــرة حمرين‪،‬‬ ‫التي تعتبر المصدر الرئيســـي لميـــاه المحافظة المتاخمة‬ ‫اليران‪ ،‬اي ما يقـــارب الـ ‪ % 70‬مـــن مياهها ‪...‬‬ ‫االوســط مــا بــن ‪ % 6‬و ‪ % 14‬مــن الناتــج‬ ‫املحــي االجــايل بحلــول العــام ‪،2050‬‬ ‫وذلــك يف ظــل االثــار املرتبطــة بامليــاه عــى‬ ‫الزراعــة والصحــة ومداخيــل النــاس‪.‬‬ ‫وتحــدث التقريــر عــن «تداعيــات خطــرة‬ ‫عــى املــدى القريــب عــى االســتقرار‬ ‫الوطنــي واالقليمــي‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬ ‫االضطرابــات الجيوسياســية»‪ ،‬الفتــاً عــى‬ ‫ســبيل املثــال إىل أن تركيــا تســيطر عــى اكرث‬ ‫مــن ‪ % 90‬مــن امليــاه التــي تصــب يف نهــر‬ ‫الفـرات ‪ ،‬و ‪ % 44‬منهــا يف نهــر دجلــة‪ ،‬وهي‬ ‫تواجــه اتهامــات باســتخدام املياه كســاح يف‬

‫الرصاعــات املنخرطــة كــا يف ســوريا‪.‬‬ ‫وأوضــح أن الســدود الرتكيــة قطعــت منــذ‬ ‫ديســمرب‪/‬كانون االول ‪ ،2020‬تدفقــات نهــر‬ ‫الفــرات اىل الــدول املجــاورة مثــل العــراق‬ ‫بنســبة ‪ ،% 60‬مــا تســبب ايضــاً بنقــص‬ ‫الغــذاء والطاقــة يف ســوريا‪ ،‬كــا تســبب يف‬ ‫تفاقــم ازمــة امليــاه يف العـراق‪ ،‬وهــو مــا قــد‬ ‫يــؤدي اىل خســارة مــا ال يقــل عــن ســبعة‬ ‫ماليــن شــخص قدرتهــم عــى الوصــول اىل‬ ‫امليــاه‪.‬‬ ‫ويف ســياق مــواز‪ ،‬فــأن الســدود القامئــة عــى‬ ‫منابــع مائيــة يف اي ـران‪ ،‬تســببت يف تقليــص‬

‫روافــد نهــر دجلــة ‪ ،‬مــا ادى اىل وقــف‬ ‫التدفــق املــايئ يف ديــاىل حيــث فقــدت‬ ‫بحــرة حمريــن‪ ،‬التــي تعتــر املصــدر‬ ‫الرئيــي مليــاه املحافظــة املتاخمــة الي ـران‪،‬‬ ‫اي مــا يقــارب الـــ ‪ % 70‬مــن مياههــا ‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا ادى اىل وقــوع كارثــة انســانية وبيئيــة يف‬ ‫املحافظــة العراقيــة‪.‬‬ ‫إال أن التقريــر االمريــي أوضــح أن ظاهــرة‬ ‫التغيــر املناخــي تشــكل تهديــداً لــكل‬ ‫دولــة يف املنطقــة‪ ،‬مذكــرة بــأن جامعــات‬ ‫االغاثــة ســبق لهــا أن حــذرت مــن أن أكــر‬ ‫مــن ‪ 12‬مليــون شــخص يف الع ـراق وســوريا‬ ‫يواجهــون خطــر فقــدان امليــاه والغــذاء‬ ‫والكهربــاء بســبب ارتفــاع درجــات الحـرارة‬ ‫وانخفــاض هطــول االمطــار‪ ،‬يف حــن أن‬ ‫ظاهــرة التصحــر تصيــب مناطــق ممتــدة‬ ‫مــا بــن العــراق وســوريا واالردن وايــران‪.،‬‬ ‫وازدادت كلفــة امليــاه عــى ســبيل املثــال‬ ‫يف االردن‪ ،‬وفــق التقريــر‪ ،‬بنســبة ‪30٪‬‬ ‫خــال العقــد املــايض بســبب نقــص امليــاه‬ ‫الجوفيــة‪ ،‬فيــا الخطــر يهــدد أيضــاً دول‬ ‫الــرق االوســط االكــر ثــراء‪.‬‬ ‫وتابــع‪ ،‬أنــه مــن خــارج الــدول الهشــة مائيـاً‬ ‫يف املنطقــة‪ ،‬هنــاك دولــة االمــارات العربيــة‬ ‫التــي تتمتــع باعــى معــدل اســتهالك‬ ‫للفــرد مــن امليــاه يف العــامل‪ ،‬لكنهــا تجــازف‬ ‫باســتنفاد مــوارد امليــاه العذبــة خــال‬ ‫االعــوام الخمســن املقبلــة‪ ،‬وذلــك بســبب‬ ‫التزايــد الســكاين وزيــادة اســتخدام امليــاه‬ ‫املنزليــة‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن تغيــر املنــاخ ميكــن‬ ‫أن يكــون تأثــره مدمــر عــى االمــن ونســيج‬ ‫املجتمعــات مــن خــال تفاقــم التصدعــات‬ ‫االجتامعيــة واالقتصاديــة وتقويــض الثقــة‬ ‫باملؤسســات العامــة‪ ،‬موضحــاً أن االزمــات‬ ‫مرتابطــة بشــكل يخلــق «تأثــر الدومينــو»‬ ‫للمشــكالت عــى املســتويات املحليــة‬ ‫والوطنيــة والجيوسياســية‪.‬‬ ‫وأوضــح أن املخاطــر تظهــر مــن خــال‬

‫وجــود مؤسســات ضعيفــة للدولــة‪ ،‬وتصــل‬ ‫اىل فكــرة وجــود مســاحات جغرافيــة غــر‬ ‫خاضعــة للســلطة‪ ،‬تنمــو فيهــا الجامعــات‬ ‫املســلحة املتطرفــة واالجراميــة‪ ،‬مــا يخلــق‬ ‫الحقــاً ظاهــرة نــزوح داخــي للســكان‬ ‫ولالجئــن مــا ســيطال كل بلــد يف املنطقــة‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر بــأن هنــاك براهــن منــذ‬ ‫فــرة طويلــة عــى الروابــط بــن ازمــات‬ ‫املنــاخ واالضطرابــات االجتامعيــة الناتجــة‬ ‫عــن الهجــرة املناخيــة‪ ،‬مشــراً اىل ان الحــرب‬ ‫االهليــة يف ســوريا كان الجفــاف مــن بــن‬ ‫اســبابها حيــث اســتمر طــوال خمســة اعــوام‬ ‫منــذ العــام ‪ ،2007‬وفاقــم ظاهــرة الفقــر‬ ‫ومهــد الطريــق لهجــرة النــاس اىل اىل اطراف‬ ‫املــدن الرئيســية يف البلــد‪ ،‬والتــي كانــت‬ ‫بالفعــل تحــت ضغــط النمــو الســكاين‪،‬‬ ‫وتســبب تدفــق النازحــن بالضغــط عــى‬ ‫البنيــة التحتيــة املتعبــة‪ ،‬واىل ظهــور مظــامل‬ ‫عميقــة الجــذور كانــت ســببا رئيســيا يف‬ ‫انــدالع انتفاضــة العــام ‪.2011‬‬ ‫وحــذر التقريــر مــن ان الجامعــات املســلحة‬ ‫واالرهابيــة تتغــذى عــى فشــل الدولــة‬ ‫والهجــرة املتفلتــة واملناطــق الخارجــة عــن‬ ‫ســيطرة الدولــة‪ ،‬مشــرا اىل ان تضافــر‬ ‫ارتفــاع التكاليــف واالدارة الســية والكثافــة‬ ‫الســكانية‪ ،‬يف خلــق اوضــاع مــن الصعــب‬ ‫عــى الســكان املحليــن تحملهــا‪ ،‬معتــرا ان‬ ‫ذلــك تجســد يف احتجاجــات واضطرابــات‬ ‫عــى مســتوى املنطقــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬ ‫التظاه ـرات التــي هــزت النخــب الحاكمــة‬ ‫مــن ايــران اىل لبنــان‪.‬‬ ‫كــا حــذر التقريــر مــن ان «التوتــرات‬ ‫الجيوسياســية‪ ،‬عــى غــرار الخــاف بــن‬ ‫العـراق وتركيــا وايـران حــول اقامــة الســدود‬ ‫التــي تقيــد تدفقــات امليــاه‪ ،‬باالضافــة اىل‬ ‫السياســات التــي تســتخدم امــدادات امليــاه‬ ‫كســاح ‪ ،‬تزيــد مــن احتــاالت نشــوب‬ ‫رصاع‪.‬‬ ‫باالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬اظهــرت الجامعــات‬

‫املســلحة مثــل داعــش قدرتهــا عــى‬ ‫«عســكرة املــوارد املائيــة» مــن خــال‬ ‫ســيطرتها عــى البنيــة التحتيــة للميــاه يف‬ ‫ســوريا والعــراق وذلــك بهــدف اكتســاب‬ ‫الرشعيــة او معاقبــة االعــداء واملجتمعــات‬ ‫الخاضعــة لســيطرة التنظيــم‪ ،‬واحيانــا مــن‬ ‫اجــل فــرض رضائــب عــى خدمــات امليــاه‬ ‫املوفــرة‪ ،‬مذ ّكــراً بــأن داعــش ســيطر يف‬ ‫مرحلــة مــا مــن الحــرب عــى ســد الطبقــة ‪،‬‬ ‫الــذي يؤمــن ‪ % 20‬مــن الكهربــاء يف ســوريا‬ ‫ويــزود خمســة ماليــن شــخص بامليــاه‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر باالشــارة إىل أن بعــض‬ ‫الجامعــات مثــل امليليشــيات يف الع ـراق او‬ ‫امليليشــيات يف ســوريا‪ ،‬قامــت بخلــق مزايــا‬ ‫جغرافيــة وفــرض ســيطرة عــى امــدادات‬ ‫امليــاه عــى حســاب جامعــات اخــرى‪،‬‬ ‫وانشــاء ظــروف سياســية وامنيــة مالمئــة‬ ‫ملصالحهــا‪.‬‬ ‫وبينــا تتزايــد الرصاعــات داخــل الــدول‬ ‫عــى املــوارد النــادرة بشــكل متزايــد‪،‬‬ ‫بحســب التقريــر‪ ،‬فــان واحــدا مــن كل‬ ‫اربعــة رصاعــات داخليــة ســيندلع بســبب‬ ‫تغــر املنــاخ‪ ،‬ولهــذا فانــه يتحتــم عــى‬ ‫الحكومــات اعــادة التفكــر يف كيفيــة‬ ‫تعاملهــا مــع تغــر املنــاخ‪ ،‬ويجــب عــى‬ ‫عــى الحكومــات يف الــرق االوســط اعــادة‬ ‫تعديــل كيفيــة اتخــاذ القــرارات بشــان‬ ‫التهديــدات املرتبطــة باملنــاخ‪.‬‬ ‫وختــم بالقــول إن قضيــة تغــر املنــاخ‬ ‫ســتعاين بصعوبــة قبــل ان تشــق طريقهــا‬ ‫اىل قمــة جــداول االعــال الوطنيــة‬ ‫للحكومــات‪ ،‬اىل ان يتــم توصيــف هــذه‬ ‫القضيــة عــى انهــا مثــرة للن ـزاع وتتســبب‬ ‫مبضاعفــة للمخاطــر حيــث قــد «يخلــق‬ ‫احتامليــة اندلــاع اضطــراب مــن شــانها‬ ‫ان تفــرض معانــاة ال توصــف عــى منطقــة‬ ‫غارقــة بالفعــل يف االزمــات االجتامعيــة‬ ‫واالقتصاديــة واالضطرابــات االجتامعيــة‬ ‫والتطــرف العنيــف واالرهــاب»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪61‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫كيف يمكن‬

‫االستفادة من االتفاقية‬ ‫الصينية؟‬ ‫كيــف يمكــن االســتفادة مــن االتفاقيــة الصينيــة ومبــادرة‬ ‫الحــزام لتوفيــر ســكن الئــق لســكنة العشــوائيات بشــكل‬ ‫مجانــي بــل لــكل مواطــن بدفعــات شــهرية بســيطة؟‬ ‫محمد توفيق عالوي‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ماهــي الخطــوات العمليــة املمكنــة ضمــن‬ ‫الواقــع الحــايل إلنشــاء مليــوين وحــدة‬ ‫ســكنية؟‬ ‫املوضــوع الــذي ســوف نتطــرق اليــه هــو‬ ‫موضــوع مهــم‪ ،‬وهــو توفــر ســكن مالئــم‬ ‫والئــق لــكل انســان عراقــي‪ ،‬هنــاك نقــص‬ ‫كبــر يف توفــر الســكن املالئــم‪ ،‬كثــر مــن‬ ‫املواطنــن يعيشــون يف العشــوائيات وبيــوت‬ ‫حالتهــا حالــة مزريــة ومأســاوية‪ ،‬طبعــاً‬ ‫توفــر الســكن الالئــق وحــده ال يكفــي‪،‬‬ ‫يجــب ان نوفــر فــرص عمــل لــكل مواطــن‬ ‫وبدخــل محــرم‪ ،‬هــذا االمــر قــد تحدثنــا بــه‬ ‫يف الســابق وميكــن لــكل شــخص يريــد ان‬ ‫يطلــع ان يرجــع اىل اللقــاءات الســابقة‪ ،‬امــا‬ ‫اليــوم فنحــن بصــدد توفــر الســكن الالئــق‬ ‫واملناســب للمواطــن العراقــي‪.‬‬ ‫ابتــدا ًء نحتــاج اىل خطــة اســكانية مدروســة‬ ‫ســوف نتحــدث عنهــا ونحتــاج اىل اشــخاص‬ ‫قادريــن عــى تحويــل هــذه الخطــة اىل‬ ‫واقــع وهــو مــا ســنتحدث عنــه الحق ـاً‪.‬‬ ‫بالنســبة ملشــاريع اإلســكان نحــن بحاجــة‬ ‫اىل مــا ال يقــل عــن مليــوين وحــدة ســكنية‬ ‫موزعــة عــى عرشيــن مدينــة او مجمــع‬ ‫ســكني بكافــة محافظــات العــراق يف كل‬ ‫مجمــع بحــدود مئــة الــف وحــدة ســكنية‪،‬‬ ‫نصفهــا تــوزع كأرايض والنصــف اآلخــر‬ ‫كوحــدات ســكنية مبنيــة‪.‬‬ ‫ولكــن بالتأكيــد مثــل هــذا املــروع يجــب‬ ‫يكــون عــى عــدة مراحــل‪ ،‬فمــن املمكــن‬ ‫ان ينفــذ املــروع عــى أربعــة مراحــل‪،‬‬ ‫كل مرحلــة لنصــف مليــون وحــدة ســكنية‪،‬‬ ‫نصفهــا أرايض ونصفهــا وحــدات مبنيــة‪.‬‬ ‫حســب الدراســات األوليــة شــبه التفصيليــة‬ ‫لهــاذا املــروع كانــت كلفــة كل نصــف‬ ‫مليــون وحــدة ســكنية مــع البنــى التحتيــة‬ ‫بحــدود عرشيــن مليــار دوالر‪ ،‬امــا الوحدات‬ ‫الســكنية املبنيــة فتدفــع كلفهــا باالقســاط‬ ‫بدفعــات شــهرية بحــدود ‪ 200‬دوالر يف‬ ‫الشــهر الواحــد للعائلــة الواحــدة‪ ،‬كــا‬ ‫يجــب توفــر بحــدود ‪ 20٪‬مــن الوحــدات‬

‫الســكنية املبنيــة بشــكل مجــاين لعوائــل‬ ‫الشــهداء والعوائــل الفقــرة‪.‬‬ ‫فالســؤال هنــا كيــف نوفــر متويــل لهــذا‬ ‫املــروع ؟ لإلجابــة نســتطيع ان نقــول انــه‬ ‫لدينــا أمــوال مــن املوازنــة وامــوال مــن‬ ‫االتفاقيــة الصينيــة وقــروض أخــرى ميــرة‬ ‫ومنــح مــن مصــادر أخــرى عامليــة‪.‬‬ ‫الحمــد للــه قــد زادت مــوارد املوازنــة‬ ‫العراقيــة بســبب صعــود أســعار النفــط‬ ‫ولكننــا ال نعــرف هــذا االمــر كــم سيســتمر‬ ‫لذلــك يجــب ان نفكــر باالتفاقيــة الصينيــة‬ ‫والقــروض امليــرة مــن املصــادر العامليــة‬ ‫األخــرى‪.‬‬ ‫لذلــك ميكننــا ابتــدا ًء االعتامد عــى االتفاقية‬ ‫الصينيــة مببــادرة الحــزام والطريــق ألنــه‬ ‫كان هنــاك اتفــاق مــع حكومــة الســيد‬ ‫عــادل عبــد املهــدي عــى حــد أدىن لهــذه‬ ‫االتفاقيــة يف اعطــاء قــرض مبقــدار عــر‬ ‫مليــارات دوالر لألعــار مــن قبــل رشكات‬ ‫صينيــة‪ ،‬وكان الحــد األعــى إعطــاء قــرض‬ ‫مبقــدار ثالثــن مليــار دوالر لإلعــار‪ ،‬وإنــا‬ ‫اعتقــد اننــا يجــب ان نتحــرك باتجــاه الحــد‬ ‫األعــى للحصــول عــى قــرض بحــدود ثالثــن‬ ‫مليــار دوالر‪.‬‬ ‫طبعــاً هــذه الثالثــن مليــار دوالر ليســت‬ ‫كلهــا ستســتخدم للســكن‪ ،‬هنــاك مشــاريع‬ ‫أخــرى ال تقــل أهميــة عــن هــذا املــروع‬ ‫ســوف نتطــرق لهــا الحقــاً ‪ ،‬تقســيم‬ ‫املبالــغ يجــب ان يكــون مــن خــال لجنــة‬ ‫متخصصــة ولكــن نســتطيع ان نفــرض‬ ‫جــد ًال انــه ســوف نخصــص (‪ )10‬مليــارات‬ ‫دوالر للســكن وهــذا املبلــغ يغطــي نصــف‬ ‫املرحلــة األوىل ملليــوين وحــدة ســكنية‬ ‫والباقــي مــن املوازنــة وقــروض ميــرة مــن‬ ‫مصــادر عامليــة أخــرى‪.‬‬ ‫إنشــاء هــذا املــروع ال يعنــي اننــا ســوف‬ ‫نوفــر مليــوين وحــدة ســكنية فحســب‪،‬‬ ‫ولكــن هــذا ســيوفر فــرص لعمــل اعــداد‬ ‫كبــرة جــداً مــن املهندســن واملهنيــن يف‬ ‫القطاعــات املختلفــة‪ ،‬واالهــم مــن كل هــذا‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪63‬‬

‫فـــ‬

‫اقتصـــــــاد‬

‫مثــل هــذا املــروع ســوف يوفــر الفــرص‬ ‫لقيــام الكثــر مــن الصناعــات االنشــائية‬ ‫‪ ،‬كمعامــل االســمنت ‪ ،‬ومعامــل الزجــاج‬ ‫واالملنيــوم‪ ،‬ومعامــل الحديــد والصلــب‬ ‫ومعامــل الســراميك واملوزاييــك واثــاث‬ ‫الحاممــات‪ ،‬معامــل االســاك الكهربائيــة‬ ‫والرتكيبــات الكهربائيــة واالنــارة‪ ،‬والكثــر‬ ‫الكثــر مــن الصناعــات األخــرى مــا‬ ‫ســيحدث نهضــة كبــرة يف البلــد ويوفــر‬ ‫فــرص لعمــل املاليــن‪ ،‬واعتقــد ان الحاجــة‬ ‫راح تفــوق عــدد املؤهلــن مــن املهندســن‬ ‫واملهنيــن وغريهــم‪.‬‬ ‫ذكــرت ان مثــل هــذا املــروع يحتــاج اىل‬ ‫اشــخاص متخصصــن وكفــاءات ســواء عــى‬ ‫مســتوى االتفاقيــة الصينيــة او مســتوى‬ ‫مشــاريع االســكان؛ طبعـاً نحــن ال نعــرف اىل‬ ‫أي مــدى وصلــت الحكومــة بشــأن االتفاقية‬ ‫الصينيــة‪ ،‬وال نعــرف حيثيــات إحالــة مينــاء‬ ‫الفــاو اىل رشكــة كوريــة‪ ،‬امــام هــذا الواقــع‬ ‫اقــرح يجــب ان نضــع األمــور بيــد اشــخاص‬

‫مخلصــن للبلــد وهمهــم مصلحــة العــراق‬ ‫فقــط‪ ،‬لذلــك اقــول حســب اعتقــادي‬ ‫لتحويــل االتفاقيــة الصينيــة اىل واقــع ميكــن‬ ‫ان يتــوىل اشــخاص مثــل شــخص األخ كريــم‬ ‫بــدر ادارة مجلــس رســمي خــاص يتشــكل‬ ‫مــن مجموعــة مــن املتخصصــن والكفــاءات‬ ‫االقتصاديــة والتقنيــة والقانونيــة لدراســة‬ ‫الواقــع الحــايل وإمكانيــة تعديــل الواقــع‬ ‫عــى األرض والتبعــات لقانونيــة والتعريــف‬ ‫بأفضــل الطــرق وتقدميهــا ملجلــس الــوزراء‬ ‫للمــي باتجــاه تنفيــذ االتفاقيــة الصينيــة‬ ‫مبــا يحقق مصلحــة العـراق بالدرجــة األوىل‪.‬‬ ‫امــا بالنســبة لألشــخاص الذيــن ميكــن ان‬ ‫يرشفــوا عــى هــذه املــدن واملجمعــات‬ ‫الســكنية فســوف اذكــر مثالــن لــي نعــرف‬ ‫ان العــراق ال يخلــوا مــن كفــاءات عاليــة‬ ‫جــداً ولديهــا االمكانيــة إلدارة مشــاريع‬ ‫ســكنية كــرى بهــذا الحجــم‪:‬‬ ‫االول ‪ :‬الدكتــور ريــاض الخزرجــي دكتــوراه‬ ‫بالهندســة واســتاذ بجامعــة بغــداد منــذ‬

‫عــام ‪ 1991‬اىل عــام ‪ ،2004‬وبعدهــا اشــتغل‬ ‫مــع رشكات عامليــة يف مشــاريع تنقيــة امليــاه‬ ‫بالدجيــل والنجف‪ ،‬وبســبب كفاءتــه العالية‬ ‫عــن مديـراً لتطوير مينــاء ام قرص‪ ،‬وبســبب‬ ‫امكانياتــه العاليــة وســمعته املميــزة التــي‬ ‫حصــل عليهــا مــن رشكات عامليــة تــم الطلب‬ ‫منــه مــن الحكومــة الربيطانيــة إلدارة اكــر‬ ‫مــروع لقطــارات االنفــاق يف العاصمــة‬ ‫لنــدن وعمــل عليــه لفــرة ســبع ســنوات‪،‬‬ ‫وبســبب مــا نالــه مــن ســمعة عامليــة عاليــة‬ ‫تــم الطلــب منــه إدارة مــروع (قطــار‪/‬‬ ‫مــرو) الريــاض يف الســعودية ‪ ،‬ثــم تــم‬ ‫تعيينــه مديـراً إلدارة اكــر برنامــج انشــايئ يف‬ ‫العــامل وهو(رؤيــة الســعودية ‪ )2030‬بقيمــة‬ ‫تتجــاوز (الرتليون‪/‬الــف مليــار) دوالر؛‬ ‫عــام ‪ 2020‬خــال فــرة تكليفــي لرئاســة‬ ‫الــوزراء عندمــا رأيــت هــذا الشــخص ومــا‬ ‫لديــه مــن مواصفــات عاليــة طلبــت منــه ان‬ ‫يكــون وزيــراً لالســكان فوافــق‪ ،‬وموافقتــه‬

‫تعنــي انــه ســوف يتخــى عــن كافــة‬ ‫االمتيــازات خــارج العــراق وعــن الدخــل‬ ‫الــذي يفــوق معــاش الوزيــر عــدة مــرات‬ ‫وان يعمــل يف الع ـراق مــن اجــل املواطنــن‬ ‫العراقيــن وخدمــة لبلــده‪.‬‬ ‫الثــاين‪ :‬الدكتــور محمــد الفخــري بكالوريوس‬ ‫مــن الجامعــة املســتنرصية ودكتــوراه يف‬ ‫االقتصــاد مــن جامعــة (وارســو)‪ ،‬اطروحتــه‬ ‫يف املاجســتري (الحاجــة اىل االســكان يف‬ ‫الع ـراق)‪ ،‬وعمــل مبرشوعــات كــرى يف دول‬ ‫العــامل‪ ،‬وعمــل يف وزارة اإلســكان واالعــار‬ ‫ألكــر مــن (‪ )13‬ســنة‪ ،‬ومــن اهــم انجازاتــه‬ ‫انــه قــام مبفاتحــة املؤسســة األملانيــة‬ ‫للتعــاون التقنــي(‪ )GIZ‬وقــد واعــدوه‬ ‫خــال فــرة التكليــف انهــم مســتعدون‬ ‫لتدريــب آالف املهندســن مبختلــف‬ ‫التخصصــات لبنــاء املــدن‪ ،‬والجديــر بالذكــر‬ ‫إين وضعــت معــه مواقــع املــدن واملجمعات‬ ‫الســكنية وكلــف الوحــدات الســكنية خــال‬

‫فــرة التكليــف واتفقــت معــه ليكــون وكيـ ًا‬ ‫لوزيــر اإلســكان؛‬ ‫لألســف بالنســبة للحكومــة الحاليــة مثــل‬ ‫هــذه األمــور واالتفاقيــات خــارج نطــاق‬ ‫تفكريهــا ‪ ،‬نأمــل ان تكــون الحكومــة‬ ‫القادمــة مبســتوى املســؤولية لتحقيــق هــذه‬ ‫املشــاريع املهمــة ‪.‬‬ ‫تطرقنــا اىل االتفاقيــة الصينيــة فباالضافــة اىل‬ ‫مشــاريع اإلســكان التــي خصصنــا لهــا حوايل‬ ‫(‪ )10‬مليــارات ؛احــب ان اعــرج عــى اهــم‬ ‫املشــاريع التــي يجــب ان تعطــى األولويــة‬ ‫اســتناداً اىل هــذه االتفاقيــة‪ ،‬اهــم هــذه‬ ‫املشــاريع حســب اعتقــادي هــي مــا يــي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬اكــال مينــاء الفــاو وانشــاء منطقــة‬ ‫صناعيــة يف الفــاو‪.‬‬ ‫‪ .2‬خطــوط مزدوجــة للســكك الحديديــة‬ ‫بــن مينــاء الفــاو وإىل اوربــا مــن خــال‬ ‫تركيــا والبحــر املتوســط مــن خــال املوانــئ‬ ‫الســورية او اللبنانيــة‪.‬‬

‫ان االتفاقية الصينية تغطي‬ ‫جزء بسيط من الكلف الكلية‬ ‫لهذه المشاريع مع المشاريع‬ ‫اإلسكانية‪ ،‬لذلك اقول سوف‬ ‫نحتاج باإلضافة الى االتفاقية‬ ‫الصينية وتمويل الموازنة‬ ‫العراقية إلى قروض ميسرة‬ ‫ومنح من دول أخرى‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫‪ .3‬مرشوعــن آخريــن مهمــن ‪ ،‬األول انشــاء‬ ‫مجموعــة مــن املشــاريع الصناعيــة وبالذات‬ ‫الصناعــات البرتوكيمياويــة والثــاين توســيع‬ ‫مطــارات بغــداد والبــرة واملوصــل مــن‬ ‫اجــل مــروع الربــط بــن الغــرب والــرق‬ ‫مــن خــال الطــران‪.‬‬ ‫طبعــاً يجــب عمــل دراســات تفصيليــة‬ ‫بشــأن هــذه املشــاريع وكلفهــا ودراســات‬ ‫جــدوى وتخصيــص املبالــغ املطلوبــة ‪ ،‬مــن‬ ‫املالحــظ ان االتفاقيــة الصينيــة تغطــي‬ ‫جــزء بســيط مــن الكلــف الكليــة لهــذه‬ ‫املشــاريع مــع املشــاريع اإلســكانية‪ ،‬لذلــك‬ ‫اقــول ســوف نحتــاج باإلضافــة اىل االتفاقيــة‬ ‫الصينيــة ومتويــل املوازنــة العراقيــة إىل‬ ‫قــروض ميــرة ومنــح مــن دول أخــرى‪.‬‬ ‫امــا كيــف نســتطيع ان نضمــن هــذه‬ ‫القــروض امليــرة واملنــح اغلبهــا مــن‬ ‫مصــادر عامليــة مختلفــة‪ ،‬فــاين اســتطيع ان‬ ‫أقــول وبــكل ثقــة انــه ال توجــد اي صعوبــة‬ ‫بهــذا االمــر ولكــن بثالثــة رشوط‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫‪ .1‬اســتخدام وســائل فعالــة للقضــاء عــى‬ ‫الفســاد كــا تطرقنــا اليــه يف الكلــات‬ ‫الســابقة‪.‬‬ ‫‪ .2‬توفــر حــد ادىن مــن االمــن وانهــاء حالــة‬ ‫الســاح املنفلــت‪.‬‬ ‫‪ .3‬مجــيء حكومــة مــن املهنيــن واالكفــاء‬ ‫واملخلصــن لديهــم قــدرة عــى التفــاوض مع‬ ‫الــدول ومنظوماتهــا املاليــة عــى املســتوى‬ ‫العاملــي لتوفــر التمويــل املطلــوب‪.‬‬ ‫كلمــة أخــرة اود ان اقولهــا‪ :‬ان مســتقبل‬ ‫البلــد يعتمــد عــى أداء ومواقــف مجلــس‬ ‫النــواب‪ ،‬فــإذا تــم جلــب حكومــة شــبيهة‬ ‫بالحكومــة الحاليــة القامئــة ومــا ســبقها‬ ‫مــن حكومــات فيهــا الكثــر مــن الــوزراء‬ ‫الفاســدين غــر الكفوئــن ويعملــوا‬ ‫ملصالحهــم الشــخصية وملصالــح احزابهــم‬ ‫السياســية‪ ،‬فبهــذه الحالــة ســوف لــن نقــدر‬ ‫ان تنشــئ مثــل هــذه املشــاريع الواعــدة وال‬ ‫ميكــن ان نحقــق نهضــة حقيقيــة يف البلــد‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪65‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫آفــة المخــدرات تغــزو أم الربيعين‬

‫لــم تكن الموصــل بعيدة‬ ‫عــن تجــار ومروجــي‬ ‫المخــدرات حالهــا حــال‬ ‫المــدن العراقيــة األخــرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قليــا‬ ‫إال أن انتشــارها‬ ‫مقارنــة بتلــك المــدن‪،‬‬ ‫فــي وقــت يســتغل تجــار‬ ‫المخــدرات المراهقيــن‬ ‫مــن طلبــة المــدارس‬ ‫المتوســطة واالعداديــة‬ ‫ذوو االعمــار المراهقــة‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫وابلغــت مصــادر خاصــة مجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫بارتفــاع نســب تعاطــي املخــدرات‪،‬‬ ‫فضــ ًا عــن التجــار واملروجــن الــذي تــم‬ ‫اعتقالهــم‪ ،‬وهــي نســب تجــاوزت الضعــف‬ ‫مقارنــة بالعــام املــايض‪.‬‬ ‫ووفقــاً للمصــادر ذاتهــا‪ ،‬فــأن «مكافحــة‬ ‫املخــدرات يف نينــوى اعتقلــت منــذ مطلــع‬ ‫العــام الجــاري اكــر مــن ‪ 80‬مته ـ ً‬ ‫ا مابــن‬ ‫تاجــر ومــروج وبعــض املتعاطــن‪ ،‬وهــذا‬ ‫الرقــم لـــ‪ 3‬اشــهر مــن هــذه الســنة‪ ،‬وهــو‬ ‫رقــم يعــد كبــراً مقارنــة بالعــام املــايض»‪.‬‬ ‫وتقــول ذات املصــادر إن «مكافحــة‬

‫وطلبة المــدارس «صيد ثمين»‬

‫املخــدرات تواجــه مشــكلة كبــرة يف نقــص‬ ‫كوادرهــا‪ ،‬وهــذا يؤثــر نوعــاً مــا عــى‬ ‫عملهــا‪ ،‬لكــن هنــاك تعاونـاً جيــداً نوعـاً مــا‬ ‫مــن املواطنــن‪ ،‬وهــذا مايخفــف عليهــا»‪.‬‬ ‫أمــا فيــا يخــص االنــواع املنتــرة مــن‬ ‫املخــدرات فقــد بينــت املصــادر‪ ،‬أن‬ ‫«غالبيــة التجــار يعتمــدون عــى املؤث ـرات‬ ‫العقليــة التــي تبــاع كأدويــة المــراض‬ ‫معينــة غالبيتهــا تخــص االعصــاب‬ ‫والحــاالت النفســية وهــذه ميكــن ترسيبهــا‬ ‫مــن املذاخــر وادخالهــا اىل املدينــة‬ ‫بطريقــة رســمية‪ ،‬أمــا املــواد االخــرى مثــل‬

‫الكريســتال وغــره فهــو يدخــل املوصــل‬ ‫مــن جنوبهــا‪ ،‬وينقلــه بعــض ســائقي‬ ‫الشــاحنات مــن بغــداد‪ ،‬ومناطــق أخــرى»‪.‬‬ ‫ورغــم أن «الكريســتال» منتــر يف املــدن‬ ‫العراقيــة االخــرى‪ ،‬إال أنــه مل ينتــر بــذات‬ ‫الصــورة داخــل املوصــل‪ ،‬وغالبيــة التجــار‬ ‫واملروجــن الذيــن يلقــى القبــض عليهــم‬ ‫يتعاملــون باملؤثــرات العقليــة وذلــك‬ ‫لســهولة نقلهــا وترويجهــا‪.‬‬ ‫استغالل األعامر الصغرية‬ ‫ويقــول الدكتــور محمــد فاضــل حميــد‬ ‫وهــو اســتاذ يف الجامعــة التقنيــة الشــالية‬

‫ويعمــل ضمــن فريــق مــن االكادمييــن‬ ‫شــكلته الجامعــة لالنطــاق بحمــات توعية‬ ‫ضــد املخــدرات‪ ،‬إن «الفئــات العمريــة التي‬ ‫الحظــوا بــان تجــار املخــدرات واملروجــن‬ ‫يســتهدفونها هــم طلبــة املتوســطة‬ ‫واالعداديــة‪ ،‬وهــذا وفــق ماحصلــوا عليــه‬ ‫مــن معلومــات واحصائيــات مــن مكافحــة‬ ‫املخــدرات يف نينــوى ومــن الطــب العــديل‬ ‫ايضــاً»‪.‬‬ ‫ونــوه حميــد يف حديثــه ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫إىل أن «التعاطــي لــكال الجنســن‪ ،‬ومل يعــد‬ ‫يقتــر عــى الشــباب فقــط وهــذا مــؤرش‬ ‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪67‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫فيمــا يتعلــق بالعراق «وجــود ‪ 20‬مليون مســتخدم‬ ‫علــى منصــة فيســبوك‪ ،‬و‪ 13‬مليــون مســتخدم‬ ‫نشــط علــى انســتجرام‪ ،‬و‪ 11.25‬مليون مســتخدم‬ ‫علــى ســناب شــات‪ ،‬و‪ 1‪.‬30‬مليــون مســتخدم‬ ‫لتويــر‪ ،‬و‪ 1.20‬مســتخدم لشــبكة لينكــدان فضال‬ ‫عــن ‪ 17‬مليــون مســتخدم لفيســبوك ماســنجر»‪‬.‬‬

‫يعتــر كاريث ان صــح التعبــر»‪ .‬وأشــار إىل‬ ‫أن «نســب التعاطــي بــن طلبــة الجامعــة‬ ‫اقــل مــا هــو عليــه مــن الفئــات املذكــورة‪،‬‬ ‫وذلــك الن نســب الوعــي لديهــم مرتفعــة‬ ‫نوع ـاً مــا وليســوا صيــداً ســه ًال للمروجــن‬ ‫والتجــار»‪.‬‬ ‫وأفــاد حميــد‪ ،‬بــأن فريقــه «يعمــل منــذ‬ ‫مــدة بحمــات توعيــة يحــاول مــن خاللهــا‬ ‫تنبيــه الشــباب حــول خطــورة التعاطــي‬ ‫ونتائجــه الكارثيــة»‪ .‬وقــال حميــد إن‬ ‫«خطتهــم كفريــق هــي توعيــة طلبــة‬ ‫الجامعــات ومــن بعدهــا ســيعتمدون‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫عليهــم يف حمــات توعيــة اخــرى»‪.‬‬ ‫كــا أكــد االســتاذ الجامعــي ذات الــكالم‬ ‫الــذي كشــفته املصــادر االمنيــة ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬بــأن «نســب التعاطــي يف‬ ‫املوصــل اقــل مــن املــدن االخــرى لكنهــا‬ ‫بــدأت ترتفــع وتــدق ناقــوس خطــر يهــدد‬ ‫اجيــا ًال مــن الشــباب»‪ ،‬مشــدداً عــى‬ ‫رضورة «تــدارك االمــر قبــل خروجــه عــن‬ ‫الســيطرة‪ ،‬وهــذا مادفعهــم لالنطــاق‬ ‫بحمــات التوعيــة»‪.‬‬ ‫شهادات ح ّية‬ ‫ويف الســياق كان ملراســل مجلــة «فيــي»‪،‬‬

‫لقــاءاً مــع شــاب يتعاطى املؤثـرات العقلية‪،‬‬ ‫وهــو طالــب يف الصــف الســادس االعدادي‪.‬‬ ‫وقــال الشــاب (س م) الــذي تواصــل معــه‬ ‫مراســلنا عــن طريــق وســاطة أحــد االطبــاء‬ ‫الذيــن يســاعدونه يف تــرك هــذه اآلفــة‪ ،‬إنــه‬ ‫«بــدأ التعاطــي منــذ عامــن تقريبـاً وادمــن‬ ‫عــى املؤثـرات العقليــة‪ ،‬ووصــل بــه الحــال‬ ‫اىل مراحــل صعبــة حتــى أنــه قــام برسقــة‬ ‫ذهــب والدتــه واختــه مــن املنــزل وبيعــه‬ ‫لـراء الحبــوب وبعدهــا بفــرة رسق مبلــغ‬ ‫مــن املــال مــن صديقــه ايضـاً»‪.‬‬ ‫وتابــع أن «صديقــه كشــف امــره‪ ،‬وبعــد‬

‫أن أخــره بالحقيقــة عــرض عليــه املســاعدة‬ ‫بــد ًال مــن ان يفضــح أمــره‪ ،‬وأوصلــه اىل‬ ‫الطبيــب الــذي يعالجــه حاليـاً»‪ ،‬مبينـاً أنــه‬ ‫«ومنــذ فــرة بــدأ يــرك التعاطــي تدريجيـاً‬ ‫وتتحســن حالتــه»‪.‬‬ ‫واضــاف‪« ،‬مل اتخيــل يومـاً ان اصــل اىل هــذا‬ ‫الحــال‪ ،‬وأنــا مصــدوم مــا يجــري وقــد‬ ‫اعرتفــت لوالــديت بعــد أن بــدأت حالتــي‬ ‫تتحســن‪ ،‬وقلــت لهــا بأننــي مــن رسقــت‬ ‫الذهــب وكانــت مصدومــة‪ ،‬لكنهــا اليــوم‬ ‫تحــاول مســاعديت بــكل الطــرق»‪.‬‬ ‫وارسد الشــاب ملراســلنا ‪ ,‬بعــض التفاصيــل‬

‫عــن العــامل الــذي كان يعيــش فيــه قائ ـ ًا‪،‬‬ ‫إن «الحبــوب واملخــدرات كانــت تبــاع يف‬ ‫املقاهــي الشــعبية ومتعاطيهــا يتواجــدون‬ ‫هنــاك‪ ،‬باالضافــة إىل أن البيــع يكــون احياناً‬ ‫يف االســواق العامــة مــن خــال الوســاطات‬ ‫بــن شــخص وآخــر»‪.‬‬ ‫وأوضــح أن «الكثــر مــن املروجــن‬ ‫يســتخدمون الدراجــات الناريــة لســهولة‬ ‫التنقــل والرسعــة واســتخدام الطــرق‬ ‫الفرعيــة لعــدم املــرور بالســيطرات‬ ‫املوجــودة يف مداخــل االحيــاء»‪.‬‬ ‫أمــا عــن التعاطــي يف املــدارس‪ ،‬فقــال‬

‫الشــاب إنــه «ال يعلــم مــدى صحــة‬ ‫االمــر‪ ،‬فهــو مل يكــن يســتطيع الحديــث‬ ‫امــام اصدقائــه عــن هــذا االمــر‪ ،‬ولــوال أن‬ ‫صديقــه كشــف امــره وســاعده مــن خــال‬ ‫احــد االطبــاء مــن اقاربــه لــكان اليــوم‬ ‫مســتمر بالرسقــة للحصــول عــى الحبوب»‪.‬‬ ‫وتابــع بالقــول‪« ،‬اشــعر باننــي مجــرم بــن‬ ‫النــاس واصبحــت اشــعر بالخــوف حتــى‬ ‫عندمــا ارى دوريــة رشطــة رغــم اننــي‬ ‫بــدأت ابتعــد اال ان الخــوف يســيطر عيل»‪.‬‬ ‫هــذا وقــد حــذر النائــب نايــف الشــمري‬ ‫يف وقــت ســابق مــن آفــة املخــدرات‪ ،‬وقــال‬ ‫ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إن «أكرب خطر يهدد شــبابنا‬ ‫بعــد االرهــاب هــي آفــة املخــدرات وهــذه‬ ‫اآلفــة بــدأت تنهــش برثوتنــا الوطنيــة مــن‬ ‫الشــباب مثلــا ينهــش الرسطــان بجســد‬ ‫املريــض»‪.‬‬ ‫واشــار الشــمري اىل «نقطتــن اعتربهــا‬ ‫مهمتــان يف محاربــة هــذه الظاهــرة‪،‬‬ ‫االوىل هــي تكاتــف الجميــع مــن شــيوخ‬ ‫ديــن وشــيوخ عشــائر ومنظــات مجتمــع‬ ‫املــدين يف مســاندة الجهــات املســؤولة عــن‬ ‫مكافحــة املخــدرات والعمــل كيــد واحــدة‪،‬‬ ‫جهــة تعمــل عــى التوعيــة وجهــة تالحــق‬ ‫مــن يتاجــر باملخــدرات»‪.‬‬ ‫أمــا النقطــة الثانيــة‪ ،‬وفــق الشــمري‪« ،‬هــي‬ ‫ترشيــع قوانــن صارمــة ملعاقبــة املتعاطــن‬ ‫واملروجــن وتجــار املخــدرات مــن أجــل‬ ‫وضــع حــد لهــذا االنتشــار الــذي بــدا‬ ‫واضحـاً مــن خــال الكميــات التــي تضبطها‬ ‫الجهــات االمنيــة بــن الحــن واالخــر»‪.‬‬ ‫وحــذر النائــب عــن نينــوى‪« ،‬مــن خطــورة‬ ‫الوضــع يف حــال عــدم وضــع حــد لهــذه‬ ‫الظاهــرة»‪ ،‬مشــراً إىل أن «النتائــج يف‬ ‫الســنوات القادمــة ســتكون التحمــد‬ ‫عقباهــا وقــد ال نتمكــن مــن الســيطرة‬ ‫عليهــا إذا تفشــت بصــورة كبــرة بــن فئــات‬ ‫املجتمــع»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪69‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫ربيع «ماريا» الذي توقف ُمزهقًا‪..‬‬

‫معايير «الحالل والحرام» المجتمعية تحدد «دواعي الشرف»‬ ‫«ال أعــرف هــل طريقــك خاطــئ أو طريقــي»‪،‬‬ ‫كانــت هــذه آخــر الكلمــات التــي أطلقتهــا ايمــان‬ ‫ســامي مغديــد أو مــا عرفــت علــى وســائل التواصــل‬ ‫االجتماعــي فــي إقليــم كوردســتان بإســم «ماريــا»‪،‬‬ ‫لتكــون بعــد ذلــك جثــة مرميــة فــي احــد شــوارع‬ ‫مدينــة أربيــل‪ ،‬فــي مشــهد يلخــص وضــع النســاء‬ ‫اللواتــي يقتلــن بدوافع «الجهل والشــائعات واألفكار‬ ‫الباليــة»‪ ،‬فــي مجتمعــات تحكــم علــى صــوت المــرأة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معيــارا لبقائهــا‬ ‫ووجههــا‪ ،‬وأفكارهــا ومالبســها‬ ‫«حيــة أو ميتــة»‪ ،‬مــن دون االكتــراث لمــا تعانيــه‬ ‫هــؤالء النســاء‪ ،‬قتـ ٌ‬ ‫ـل فتــح جرحـ ًـا‪ ،‬لــم يندمــل بعــد‪،‬‬ ‫فــي المجتمــع الكوردســتاني‪ ،‬والعراقــي بشــكل عــام‬ ‫بشــأن قتــل النســاء بـ»دواعــي الشــرف»‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫ماريا قبل االغتيال‬ ‫اميــان محمــد مغديــد أو (ماريــا)‪ ،‬هــي‬ ‫شــابة كورديــة تبلــغ مــن العمــر (‪)20‬‬ ‫عامــاً‪ ،‬وبحســب املقربــن منهــا فقــد‬ ‫ســن ال‬ ‫تزوجــت بعمــر(‪ )12‬عامــاً‪« ،‬وهــو ٌ‬ ‫يصلــح لــزواج الفتــاة أو توليهــا املســؤوليات‬ ‫واالعبــاء املنزليــة والزوجيــة واملجتمعيــة»‪،‬‬ ‫قبــل أن تتغــر ظروفهــا إثــر انفصالهــا عــن‬ ‫زوجهــا‪ ،‬لتخلــع بعدهــا الحجــاب وتطلــق‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫أفكارهــا التحرريــة عــن املــرأة وعــن‬ ‫املجتمــع‪ ،‬كانــت ناشــطة نســوية‪ ،‬وتهتــم‬ ‫بالدفــاع عــن قضايــا املــرأة‪.‬‬ ‫كــا انهــا كانت نشــطة عــى مواقــع التواصل‬ ‫االجتامعــي‪ ،‬وباألخــص عــى تطبيــق التيــك‬ ‫تــوك‪ ،‬فضــا عــن منشــوراتها عــى موقــع‬ ‫فيســبوك‪ ،‬وقبــل أيــام مــن مقتلهــا‪ ،‬نــرت‬ ‫ماريــا عــى مواقــع التواصــل االجتامعــي‪،‬‬ ‫منشــوراً قالــت فيــه‪« :‬ال أخــاف مــن اآلالم‪،‬‬

‫ألنهــا دامئــا جــزء منــي»‪.‬‬ ‫ويبــدو أن النظــرة املجتمعيــة‪ ،‬يف وضــع‬ ‫(ماريــا) وغريهــا مــن الجرائــم التــي ترتكــب‬ ‫ضــد النســاء‪ ،‬هــي مــن تحــدد «الحــال‬ ‫والحــرام» للمــرأة يف ظهورهــا وترصفاتهــا‬ ‫مــن وجهــة نظــر تكــون اقــرب للعــادات‬ ‫والتقاليــد منهــا اىل العقيــدة الدينيــة‪.‬‬ ‫وبحســب املقربــن‪ ،‬فقــد نفــوا شــائعات‬ ‫انتــرت بشــأنها ومنهــا تغيــر (ماريــا)‬

‫دينهــا وإنهــا ابنــة رجــل ديــن يف إقليــم‬ ‫كوردســتان‪ ،‬مبينــن ان والدهــا يعمــل‬ ‫كاســباً يف أحــد األســواق باالقليــم‪.‬‬ ‫ويبــدو ان هــذه «الشــائعات والنظــرة‬ ‫الضيقــة» وغريهــا مــن األســباب دفعــت‬ ‫شــقيقها اىل قتلهــا يف وســط اربيــل‪ ،‬لتصبــح‬ ‫«نســخة اخــرى عــن املــرأة التــي يراهــا‬ ‫صحيحــة» يف املجتمــع»‪ ،‬ليتجمــع النــاس‬ ‫والرشطــة حــول جثتهــا يف أحــد شــوارع‬

‫أربيــل‪ ،‬وهــي مغطــاة بقطعــة نايلــون‬ ‫أبيــض معتقديــن انهــا جثــة الم ـراة قضــت‬ ‫بدافــع «غســل الــرف» ومل يعلمــوا انهــا‬ ‫تعــود لـ»ماريــا» املشــهورة عــى مواقــع‬ ‫التواصــل االجتامعــي‪.‬‬ ‫بعد «ماريا» القادم أسوأ‬ ‫تقــول الناشــطة املدنيــة «رمزيــة زانــا» ملجلة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬إن «ســبب زيــادة قتــل النســاء هو‬ ‫عقليــة املجتمــع»‪ ،‬متســاءلة بالقــول «إذا‬

‫ارتكبــت املــرأة جرمــاً يجــب ان يتعاملــوا‬ ‫معهــا وفــق القانــون‪ ،‬فلــاذا يتــم التعامــل‬ ‫معهــا وفــق العــادات والتقاليــد ويتــم‬ ‫قتلهــن؟!»‪ ،‬وتحــذر الناشــطة املدنيــة مــن‬ ‫أن «اســتمرار هــذا الوضــع يعنــي ان النــاس‬ ‫ســتكون أمــام مخاطــر كبــرة إذا مل يتــم‬ ‫معالجــة االمــر‪».‬‬ ‫مــن جهتهــا تطالــب عضــو لجنتــي شــؤون‬ ‫املــرأة وحقــوق االنســان يف برملــان إقليــم‬ ‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪71‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫كوردســتان «كولســتان ســعيد»‪ ،‬حكومــة‬ ‫االقليــم بـ»تقديــم جميــع قاتــي النســاء اىل‬ ‫القضــاء ومعاقبتهــم باشــد العقوبــات ألننــا‬ ‫نعتقــد اذا كانــت العقوبــات مشــددة فاننــا‬ ‫ســوف نقــي او نقلــل مــن حــاالت قتــل‬ ‫النســاء»‪.‬‬ ‫وقالــت ســعيد يف حديثهــا ملجلــة «فيــي»‬ ‫«نحــن بصــدد تقديــم مقرتحــات لتعديــل‬ ‫قانــون العنــف االرسي الصــادر مــن برملــان‬ ‫كوردســتان العــام ‪ 2011‬وتشــديد العقوبــات‬ ‫ضــد مرتكبــي جرائــم القتــل ضــد النســاء»‪،‬‬ ‫مضيفــة «نســمع يوميــا عــن قتــل النســاء‬ ‫وعــدد كبــر مــن املتهمــن يتــم التســاهل‬ ‫معهــم يف املحاكــم‪ ،‬وســابقا كان مجلــس‬ ‫القضــاء يقــول انــه اليوجــد العــدد الــكايف مــن‬ ‫القضــاة ولكــن حاليـاً العــدد جيــد وقبــل فــرة‬ ‫تــم تعيــن ‪ 47‬قــاض جديــد ولهــذا مل تبقــى أي‬ ‫حجــج واال فنحــن امــام خطــر كبــر يتمثــل يف‬ ‫االمــن املجتمعــي»‪.‬‬ ‫التواصل االجتامعي بوابة العنف االرسي‬ ‫مــن جهتهــا‪ ،‬تقــول الناشــطة النســوية «افــان‬ ‫الجــاف»‪ ،‬ملجلــة «فيــي»‪ ،‬إن «الغريــب يف‬ ‫االمــر أن ماريــا قتلــت امــام أنظــار الجميــع‪،‬‬ ‫ويف الشــارع العــام‪ ،‬وهــذا بحــد ذاتــه خطــر‬ ‫كبــر عــى االمــن املجتمعــي»‪ ،‬مطالبــة قضــاء‬ ‫إقليــم كوردســتان بـ»إنــزال اشــد العقوبــات‬ ‫مبرتكبــي الجرائــم ضــد النســاء وعــى الرشطــة‬ ‫التحقيــق يف االمــر»‪.‬‬ ‫وتســلط الجــاف الضــوء عــى جانــب آخــر‬ ‫لهــذه القضيــة تتعلــق بوســائل التواصــل‬ ‫االجتامعــي‪ ،‬قائلــة ان «أحــد الجوانــب التــي‬ ‫تؤثــر عــى امللفــات الخاصــة باملــرأة هــي‬ ‫مواقــع التواصــل االجتامعــي‪ ،‬الن الناشــطة‬ ‫او املــرأة تلجــأ اليهــا لنــر افكارهــا وبالتــايل‬ ‫أصبحــت هــذه األفــكار خطــراً عــى املــرأة‬ ‫نفســها‪ ،‬فــرى ان نظــرة املجتمــع تتغــر عندمــا‬ ‫يتــم إعطــاء تفســرات خاطئــة ملنشــوراتها‬ ‫ولهــذا نحــن يف الفــرة القادمــة ســنعمل عــى‬ ‫تصحيــح هــذا الجانــب»‪.‬‬ ‫ويف الســياق ذاتــه‪ ،‬يقــول املقــدم ســفني طاهر‪،‬‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫مديــر دائــرة مواجهــة العنــف االرسي يف أربيــل‬ ‫التابعــة لــوزارة الداخليــة يف حكومــة إقليــم‬ ‫كوردســتان ملجلــة «فيــي» إن «التكنولوجيــا‬ ‫تعــد أحــد اهــم األســباب حاليــا يف زيــادة‬ ‫العنــف االرسي»‪.‬‬ ‫ويبــدي طاهــر «أســفه»‪ ،‬عــاداً ان «هنــاك‬ ‫مــن يســتخدم التكنولوجيــا بشــكل خاطــئ»‪،‬‬ ‫مبينــا أن «مجتمعنــا مل يصــل اىل مرحلــة‬ ‫االســتفادة بالشــكل الصحيــح منهــا‪ ،‬ونحــاول‬ ‫مــن خــال رجــال الديــن واملختصــن‬ ‫النفســيني واالجتامعيــن ان نوضــح للنــاس‬ ‫أهميــة االســتفادة بالشــكل الصحيــح مــن‬ ‫التكنولوجيــا»‪.‬‬ ‫واســتدرك قائــ ًا‪« ،‬اليوجــد يف أي ديــن او‬ ‫قانــون يحلــل قتــل النســاء بدافــع غســل العــار‬ ‫او الــرف»‪.‬‬ ‫يذكــر ان هنــاك قانونـاً تــم اقـراره العــام ‪2004‬‬ ‫يف اقليــم كوردســتان‪ ،‬مينــع تخفيــف االحــكام‬ ‫عــن مرتكبــي جرائــم «غســل العــار»‪ ،‬لكــن‬ ‫ذلــك مل يــردع القتلــة (وهــم احيانــاً كثــرة‬ ‫مــن افـراد عائلــة الضحيــة) مــن االقــدام عــى‬ ‫ارتــكاب جرامئهــم‪ ،‬مــا يعنــي بحســب الخــراء‪،‬‬ ‫ان هنــاك حاجــة ايضــاً اىل تعديــل قانــون‬ ‫العنــف االرسي الــذي تبنــاه برملــان االقليــم يف‬ ‫العــام ‪.2011‬‬ ‫وكانــت رشطــة اربيــل اعلنــت قبــل ايــام‬ ‫العثــور عــى جثــة مقتولــة يف اربيــل‪ ،‬وتبــن‬ ‫انهــا تعــود اىل «إميــان ســامي مغديــد»‪ ،‬التــي‬ ‫صــارت تعــرف باســم «ماريــا»‪ ،‬املعروفــة عــى‬ ‫وســائل التواصــل االجتامعــي‪.‬‬ ‫ومبناســبة عيــد املــرأة‪ ،‬أصــدر رئيــس اقليــم‬ ‫كوردســتان نيجريفــان بــارزاين بيانـاً اعــرب فيــه‬ ‫عــن «قلقــه لتزايــد ظواهــر القتــل وتعنيــف‬ ‫النســاء وانتهــاك حقوقهــن»‪ ،‬مؤكــداً «رفضــه»‬ ‫لذلــك‪ ،‬ومتعهــداً بـ»دعوة املؤسســات يف اقليم‬ ‫كوردســتان اىل التعــاون والتنســيق ملكافحــة‬ ‫الجرائــم التــي ترتكتــب بحــق النســاء عمومــا‪،‬‬ ‫حيــث ســجلت العديــد مــن جرائــم قتــل‬ ‫للنســاء يف الشــهور املاضيــة‪ ،‬غالبتيهــا بدوافــع‬ ‫غســل العــار»‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪73‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫«الكمال الجسماني»‬

‫ميل الشباب لموائمة الموضة‬

‫تشهد رياضة «بناء األجسام» في‬ ‫العراق اقباال كبيرا من الشباب‬ ‫وبخاصة منذ اسقاط النظام المباد‬ ‫ورفع العقوبات وفتح باب استيراد‬ ‫مستلزمات ممارسة تلك الرياضة؛‬ ‫وقد صاحب انتشار الرياضة فتح‬ ‫قاعات خاصة بممارسة تمارينها‬ ‫«‪ »GYM‬انتشرت السيما في العاصمة‬ ‫بغداد بإشراف مدربين سبق‬ ‫لبعضهم ان شارك في بطوالت‬ ‫محلية واقليمية وعالمية ونالوا‬ ‫مراكز متقدمة في هذه الرياضة؛‬ ‫وقد صاحب تلك الرياضة جوانب‬ ‫سلبية ايضا‪ ،‬تمثلت بتعاطي‬ ‫المنشطات والعقاقير التي توصف‬ ‫بانها محفزة هرمونيًا من قبل بعض‬ ‫ممارسيها‪ ،‬التي تسرع نمو عضالتهم‬ ‫في مدد قياسية‪ ،‬وهي تسبب غالبًا‬ ‫أمراضًا خطيرة للجسم‪ ،‬بحسب‬ ‫متخصصين بالطب الرياضي‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫فيـــلي‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪75‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫وتتعــدد االســباب التــي يقدمهــا مامرســو‬ ‫تلــك الرياضــة‪ ،‬فاحدهــم يقــول ان‬ ‫«القاعــة تعــد املتنفــس الوحيــد يل‪ ،‬يف ظــل‬ ‫عــدم تواجــد فــرص العمــل للعاطلــن‪،‬‬ ‫ومــكان التجــئ لــه مــع االنقطــاع املســتمر‬ ‫للتيــار الكهربــايئ»‪ ،‬بحســب ترصيــح لــه‪ ،‬و‬ ‫آخــرون يقولــون انهــم يلجــؤون اىل رياضة‬ ‫بنــاء االجســام مــن أجــل مواكبــة «املوضــة‬ ‫العامليــة يف ارتــداء األزيــاء الحديثــة التــي‬ ‫تتطلــب عضــات»‪ ،‬فبنــاء األجســام بــات‬ ‫موضــة يف الع ـراق‪ ،‬كــا يقولــون‪.‬‬ ‫ويقــول شــباب ميارســون تلــك الرياضــة‬ ‫انهــم يقضــون يف تلــك القاعــات ‪ 2‬ـ ‪3‬‬ ‫ســاعات يوميــاً يف مامرســة التامريــن‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬وانهــم ينفــذون الحــركات‬ ‫املطلوبــة بوســاطة برنامــج متاريــن رياضية‬ ‫مكتــوب مــن قبــل املــدرب املتخصــص يف‬ ‫مامرســة رياضــة كــال األجســام‪.‬‬ ‫ويعــزو متخصصــون إقبــال الشــباب‬ ‫عــى رياضــة بنــاء االجســام اىل «الرغبــة‬ ‫التــي تعرتيهــم يف تقليــد أبطــال األفــام‬ ‫يف بنــاء عضــات قويــة ليظهــروا مفاتــن‬ ‫أجســامهم»‪ ،‬بحســب تعبريهــم‪.‬‬ ‫وينصــف املتخصصــون واملراقبــون مديــري‬ ‫بعــض الصــاالت وقاعاتهــم بالقــول ان‬ ‫«القاعــات التــي تعــود لرياضيــن معروفني‬ ‫يف هــذه املجــال تشــهد إقبــا ًال أكــر مــن‬ ‫مثيالتهــا التــي ميلكهــا أشــخاص ال عالقــة‬ ‫لهــم بهــذه الرياضــة»‪ ،‬متهمــن هــؤالء‬ ‫بانهــم «غالبــاً مــا ينصحــون روادهــم‬ ‫بتعاطــي العقاقــر املنشــطة»‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــم‪ ،‬وعــزوا تصنيفهــم ذلــك اىل ان‬ ‫القاعــات التــي يديرهــا محرتفــون تكــون‬ ‫مجهــزة بجميــع املســتلزمات املطلوبــة‬ ‫فض ـ ًا عــن نظــام تدريبــي علمــي يرافقــه‬ ‫برنامــج غــذايئ مناســب‪.‬‬ ‫بنــاء الجســم ال يخلــو مــن املشــكالت‬ ‫الصحيــة‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ســبب الوفيــات املتزايــدة يكتنفــه‬ ‫الغمــوض‪ ،‬لكنهــم لــم يســتبعدوا‬ ‫احتماليــة تــورط اســتعمال عقاقــر‬ ‫تحســن األداء والتدريب التنافســي‬ ‫الفريــد «مثــل التغــرات الشــديدة‬ ‫يف الــوزن»‪ ،‬وعلــى وجــه الخصــوص‬ ‫بــن الالعبــن صغــار الســن ‪...‬‬

‫يف وقــت ســابق اعلنــت دائــرة صحــة‬ ‫الكــرخ يف بغــداد عــن اغالقها أربــع قاعات‬ ‫لكــال االجســام يف قضــاء املحموديــة‬ ‫جنــويب العاصمــة ملخالفتهــا للــروط‪،‬‬ ‫واســتعامل املنشــطات والعقاقــر غــر‬ ‫الصحيــة‪ ،‬بحســب بيــان‪ ،‬اوضحــت الدائــرة‬ ‫فيــه ان شــعبة الرقابــة الصحيــة يف قطــاع‬ ‫املحموديــة للرقابــة الصحيــة نظمــت‬ ‫بالتعــاون مــع جهــاز االمــن الوطنــي‬ ‫ورشطــة النجــدة يف قضــاء املحموديــة‬ ‫حملــة رقابــة صحيــة مســائية عــى قاعــات‬ ‫كــال االجســام و مراكــز الرشــاقة و‬ ‫اســفرت الحملــة عــن اغــاق ‪ 4‬قاعــات‬ ‫لكــال االجســام متــارس العمــل مــن دون‬ ‫اجــازة صحيــة و تســتعمل املنشــطات و‬ ‫العقاقــر غــر املرخصــة و عــدم التزامهــا‬ ‫بالــروط و الضوابــط الصحيــة»‪.‬‬ ‫وتقــول مديريــة مركــز الطــب الريــايض‬ ‫التابــع لــوزارة الشــباب والرياضــة إن‬ ‫الــوزارة حــذرت رياضيــي وهــواة اللعبــة‬

‫مــن تعاطــي املكمــات الغذائيــة واملــواد‬ ‫املنشــطة «الحتوائهــا عــى مــواد تــر‬ ‫بصحتهــم»‪ ،‬مشــرة اىل ان املركــز «يســتقبل‬ ‫نحــو خمــس إىل ســت حــاالت يوميــاً‬ ‫يف العاصمــة بغــداد وحدهــا»‪ ،‬بحســب‬ ‫ترصيــح ملديــره‪.‬‬ ‫ويف دراســة علميــة نُــرت عــام ‪2018‬‬ ‫يف «املجلــة األمريكيــة لصحــة الرجــال»‬ ‫ســلطت الضــوء عــى أن الرغبــة املتزايــدة‬ ‫يف بنــاء جســم مكتنــز بالعضــات‪ ،‬تُظهــر‬ ‫مشــكالت ســلوكيات األكل وقضايــا عــدم‬ ‫الرضــا عــن الجســم لــدى العبــي كــال‬ ‫األجســام‪ُ .‬‬ ‫وأجريــت الدراســة عــى ‪120‬‬ ‫العــب كــال أجســام مــن الذكــور‪،‬‬ ‫ووجــدت أن هنــاك عالقــة إيجابيــة بــن‬ ‫اضطــراب األكل النفــي‪ ،‬واضطــراب‬ ‫التشــوه العضــي‪.‬‬ ‫و غال ًبــا مــا ترتبــط مامرســة كامل األجســام‬ ‫باتبــاع نظــام غــذايئ صــارم للمســاعدة‬ ‫يف الحصــول عــى حجــم مناســب مــن‬

‫الدهــون‪ ،‬وهنــا مييــل عديــد العبــي كــال‬ ‫األجســام إىل تقييــد تنــاول الســعرات‬ ‫الحراريــة وتحميــل الربوتــن مــع اســتبعاد‬ ‫الفيتامينــات والعنــارص الغذائيــة املهمــة‬ ‫األخــرى‪ ،‬عــى وفــق الدراســات الطبيــة‪.‬‬ ‫ويلفــت مــدرب يف إحــدى القاعــات‬ ‫الرياضيــة يف بغــداد إىل «رضورة تدخــل‬ ‫أجهــزة الدولــة الرقابيــة بشــكل فعــال‬ ‫ملنــع اســترياد عقاقــر املنشــطات الرياضيــة‬ ‫التــي أفســدت كل يشء يف هــذه الرياضــة‬ ‫عــى خلفيــة ســهولة تعاطيهــا بني الشــباب‬ ‫وبأســعار زهيــدة»‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫ويف حــن يقــول البعــض عــن «كــال‬ ‫االجســام» أنهــا رياضــة «املــوت البطــيء»‪،‬‬ ‫فــان مامرســيها ينفــون ذلــك‪ ،‬مشــرين‬ ‫إىل أن حــاالت الســقوط يف بــؤرة ادمــان‬ ‫العقاقــر الطبيــة املســاعدة تبقــى معزولــة‬ ‫وحك ـرا عــى عــدد محــدود مــن الالعبــن؛‬ ‫وبرغــم ذلــك ينــوه املتابعــون اىل دراســة‬ ‫نــرت يف دوريــة علــم االعصــاب «جورنال‬

‫أوف يورولوجــي» عــام ‪ ،2016‬أجــرى فيهــا‬ ‫ـحا لـــ ‪ 597‬مــن العبــي كامل‬ ‫الباحثــون مسـ ً‬ ‫األجســام‪ ،‬تنافســوا يف املــدة مــن ‪1948‬‬ ‫حتــى ‪ ،2014‬وخَ ُل َصــت الدراســة إىل أن‬ ‫معــدل عمــر الوفــاة يف هــذه املجموعــة‬ ‫كان منخفضــا وهــو ‪ 47.5‬عا ًمــا‪ ،‬منبهــن‬ ‫اىل انــه يف الوقــت الــذي كان يفــرض‬ ‫فيــه أن يكــون عــدد الوفيــات االعتياديــة‬ ‫بــن هــؤالء الالعبــن هــو ‪ 40‬حالــة وفــاة‪،‬‬ ‫ارتفــع العــدد إىل ‪ 58‬حالــة وفــاة‪ ،‬وميثــل‬ ‫هــذا العــدد نســبة أعــى بـــ‪ 34%‬عــن‬ ‫متوســط وفيــات الفئــة الســكانية التــي‬ ‫ينتمــي إليهــا الالعبــون‪.‬‬ ‫وذكــرت الدراســة أن ســبب الوفيــات‬ ‫املتزايــدة يكتنفــه الغمــوض‪ ،‬لكنهــم مل‬ ‫يســتبعدوا احتامليــة تــورط اســتعامل‬ ‫عقاقــر تحســن األداء والتدريــب التنافيس‬ ‫الفريــد «مثــل التغــرات الشــديدة يف‬ ‫الــوزن»‪ ،‬وعــى وجــه الخصــوص بــن‬ ‫الالعبــن صغــار الســن‪.‬‬

‫وتحيــل الدراســة إىل اســرجاع وفــاة عــدد‬ ‫مــن الالعبــن يف ســن صغــرة‪ ،‬وعــى‬ ‫رأســهم الفائــز االشــهر يف بطــوالت رياضــة‬ ‫كــال األجســام جــورج بيرتســون‪ ،‬الــذي‬ ‫رحــل يف عمــر ‪ 37‬عا ًمــا‪ ،‬قبــل ســاعات‬ ‫مــن النســخة األخــرة ملنافســات «مســر‬ ‫أوليمبيــا»‪ ،‬كــا تتضمــن القامئــة عــددا‬ ‫مــن الالعبــن‪ ،‬منهــم‪ ،‬األمريكيــن مايــك‬ ‫ماتــارازو «تــويف بعمــر ‪ 48‬عامــا»‪ ،‬وداالس‬ ‫مكارفــر «تــوىف عــن عمــر ‪ 26‬عامــا»‪،‬‬ ‫والنمســاوي أندريــاس مونــزر «تــويف عــن‬ ‫‪ 31‬عامــا»‪ ،‬وأنتــوين داريــزو «تــويف بعمــر‬ ‫‪ 44‬عا ًمــا»‪ ،‬واملــري نــارص الســنباطي‬ ‫«تــويف عــن ‪ 47‬عامــا» ‪ ،‬والكنــدي غريــغ‬ ‫كوفاكــس «تــويف يف عمــر ‪ 44‬عا ًمــا»‪،‬‬ ‫بحســب دراســة دوريــة علــم االعصــاب‪.‬‬ ‫مــا يذكــر ان رياضــة بنــاء األجســام‬ ‫دخلــت اىل العــراق يف ســتينات القــرن‬ ‫املــايض وتأســس أول اتحــاد لهــا عــام‬ ‫‪ ،1972‬واحرتفهــا كثــر مــن العراقيــن‬ ‫وحققــوا ألقابــاً عامليــة آنــذاك‪ ،‬كان‬ ‫أشــهرهم عــي الگيــار وعبــاس الهنــداوي‬ ‫وطالــب شــهاب‪.‬‬ ‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪77‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫النوادي الخاصة والعامة‬

‫والحانات في العراق شؤون وشجون‬ ‫النــوادي االجتماعيــة والمهنيــة فــي‬ ‫العــراق كانــت ملتقــى ألجيــال عــدة‪،‬‬ ‫ولقــد ادى عــدم االســتقرار السياســي‬ ‫واالمنــي واالجتماعــي الــى انحســار‬ ‫دورهــا‪ ،‬كمــا ان ظهــور وســائل االتصــال‬ ‫االلكترونــي وتعددهــا كان ســببا مضافــا‬ ‫فــي تراجعهــا واندثــار كثيــر منها؛ حتى‬ ‫ان ناديــا عريقــا مثــل نــادي الفروســية‬ ‫المختــص بســباقات الخيــل الــذي يعــود‬ ‫تاريــخ تأسيســه إلــى عــام ‪ ،1922‬بحســب‬ ‫المؤرخيــن الــذي كان يضــم مضمــارا‬ ‫لســباق الخيــل ذو مواصفــات دوليــة‬ ‫وكان مــكان التقــاء لمحبــي الخيــول‬ ‫والمراهنيــن تعرضــت فيــه االســطبالت‬ ‫التــي كانــت يتواجــد فيهــا نحــو ‪ 6‬آالف‬ ‫حصــان لعمليــات نهــب وســرقة ولــم‬ ‫يبــق فــي النــادي عــام ‪ 2007‬ســوى ألــف‬ ‫حصــان‪ ،‬بحســب المتابعيــن وكان مقــره‬ ‫يقــع فــي منطقــة المنصــور غربــي‬ ‫بغــداد قبــل ان ينقــل إلــى العامريــة‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫ومــن اقــدم النــوادي يف بغــداد نــادي‬ ‫العلويــة وهــو اجتامعــي ثقــايف ريــايض‬ ‫تأســس يف عرشينــات القــرن املــايض‬ ‫عــى نهــر دجلــة ويعــد مــن أقــدم‬ ‫املؤسســات والنــوادي يف بغــداد‪ ،‬ويف‬ ‫الحقيقــة فــان بنــاءه مل يــزل قامئــا ولكــن‬ ‫نشــاطاته محــدودة وخجولــة وكثــرا مــا‬ ‫تثــار املشــكالت بشــأنه بحســب املراقبــن‬ ‫الذيــن يشــرون اىل انــه كان يضــم صفوة‬ ‫املجتمــع اجتامعيــا وثقافيــا‪ ،‬بحســب‬ ‫وصفهــم‪ ،‬وكان يشــتمل عــى قاعــة‬ ‫كبــرة تحتــوي عــى مــرح ومطعــم‬ ‫وبــار النــادي التــي تقــام فيــه النشــاطات‬ ‫الثقافيــة واملوســيقية و منهــا نشــاطات‬ ‫فــرق الجالغــي البغــدادي وكذلــك‬ ‫القاعــة الشمســية وهــي مــكان للجلــوس‬ ‫واالســرخاء واملكتبــة والحدائــق الواســعة‬ ‫ومالعــب التنــس وهــي ‪ 10‬مالعــب مــع‬ ‫تواجــد مدربــن لتعليــم التنــس و قســم‬ ‫املســابح الــذي يضــم مقصفــا وطــاوالت‬ ‫كــرة الطاولــة فضــا عــن ســاحة تضــم‬ ‫«املراجيــح» وألعــاب األطفــال التــي تقــع‬ ‫خلــف النــادي‪.‬‬ ‫ويوجــد نــادي الصيــد الــذي كان ترفيهيا‬ ‫واجتامعيــا ورياضيــا يف منطقــة املنصــور‬ ‫وتأســس عــام ‪ 1969‬مبســاحة كبــرة تبلغ‬ ‫نحــو ‪ 25‬دومنــا يحتــوي النــادي عــى‬ ‫مســابح خارجيــة وداخليــة وســاحات‬ ‫للتنــس وكــرة الســلة فضــا عــن مطاعــم‬ ‫وقاعــات أعــراس وحدائــق واســعة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأنشــأ النــادي لهوايــة صيــد الطيــور‪ ،‬أمــا‬ ‫اليــوم فــا متــارس فيــه هوايــة الصيــد‪،‬‬ ‫وتحــول إىل مــكان للدعايــات االنتخابيــة‬ ‫لألحــزاب‪ ،‬بحســب املتابعــن‪.‬‬ ‫امــا نــادي الهنديــة فهــو نــادي اجتامعــي‬ ‫ريــايض تأســس ســنة ‪ ،1949‬يف منطقــة‬ ‫الك ـرادة‪ ،‬و نــادي املــرق الــذي تأســس‬ ‫يف العــام ‪ 1944‬يف إحــدى املناطــق‬ ‫الشــعبية يف بغــداد مل يكونــا للعائــات‬ ‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪79‬‬

‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫الرثيــة غــر انهــا مل يختلفــا كثــرا عــن‬ ‫نــادي العلويــة مــن جهــة روادهــا‬ ‫وأعضائهــا الذيــن ينتمــون إىل الفئــات‬ ‫التــي تتميــز بالرقــي والتهذيــب واألناقــة‬ ‫األوربيــة‪ ،‬عــى حــد وصــف املؤرخــن‪،‬‬ ‫الذيــن يلفتــون اىل ان الخدمــات فيهــا‬ ‫كانــت عــى أعــى مســتوى‪ ،‬مســتدركني‬ ‫بالقــول‪ ،‬انســحبت أعــداد كبــرة مــن‬ ‫وهجــروا او هاجــروا‬ ‫األعضــاء املميزيــن ّ‬ ‫خــارج العــراق فضــا عــن إلغــاء‬ ‫الســهرات والحفــات التــي كانــت تبقــى‬ ‫طــوال الليــل؛ وأصبــح نــادي الهنديــة‬ ‫يغلــق أبوابــه يف الســاعة الســابعة مســاء‪،‬‬ ‫وكــذا نــادي املــرق‪ ،‬الــذي يــكاد يندثــر‪.‬‬ ‫املالهي والحانات ليل بغداد اآلخر‬ ‫ويحســب املؤرخــن كان لليــل بغــداد‬ ‫وقــع جميــل يف نفــوس النــاس يســعون‬ ‫اىل التمتــع بــه‪ ،‬بحســب وصفهــم‪،‬‬ ‫الفتــن اىل املالهــي التــي تســتوعبهم‪،‬‬ ‫التــي ال تقفــل أبوابهــا حتــى الفجــر‬ ‫منهــا « ملهــى عبــد اللــه‪ ،‬ملهــى‬ ‫ســليكت‪ ،‬ملهــى أيب نــواس‪ ،‬ملهــى‬ ‫شــهرزاد‪ ،‬ملهــى أريزونــا‪ ،‬ملهــى ليــايل‬ ‫الصفــا‪ ،‬الطاحونــة الحم ـراء‪ ،‬واالمبــايس‪،‬‬ ‫مذكريــن ان «الطاحونــة الحم ـراء» هــو‬ ‫املــكان الــذي أحيــى فيــه نجــم االغنيــة‬ ‫الغربيــة يف الســبعينات دميــس روسســز‬ ‫عــدة حفــات‪ ،‬وغنــى فيهــا ألول مــرة‬ ‫اغنيتــه املشــهورة ‪ ،far away‬بحســب‬ ‫قولهــم‪ ،‬منوهــن اىل ان فرقــا مــن فرنســا‬ ‫واليونــان واالرجنتــن والنمســا كانــت‬ ‫تقــدم أشــكاال اســتعراضية راقيــة تجمــع‬ ‫املوســيقى بالرقــص الحديــث‪.‬‬ ‫وبحســب مــا يذكــر املؤرخــون واملتابعون‬ ‫فانــه يف الســتينات والســبعينات‪ ،‬كانــت‬ ‫بغــداد زاخــرة بالنــوادي و بالحانــات‬ ‫الخاصــة بفئــات املوظفــن وذوي املهــن‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪219‬‬ ‫الســنة الثامنـة عشر‬

‫في الستينات والسبعينات‪ ،‬كانت‬ ‫بغداد زاخرة بالنوادي و بالحانات‬ ‫الخاصة بفئات الموظفين وذوي‬ ‫المهن منهم االطباء والمهندسين‬ ‫والصيادلة والجيولوجيين والزراعيين‬ ‫والكتاب‬ ‫والمعلمين‪ ،‬و الشعراء‬ ‫ّ‬ ‫والصحفيين‪ ،‬البعض يحمل إليها‬ ‫أيضا أقالمهم ودفاترهم لتدوين‬ ‫ً‬ ‫فكرة او شعرا عند االنتشاء ‪...‬‬

‫منهــم االطبــاء واملهندســن والصيادلــة‬ ‫والجيولوجيــن والزراعيــن واملعلمــن‪،‬‬ ‫و الشــعراء والك ّتــاب والصحفيــن‪،‬‬ ‫البعــض يحمــل إليهــا أيضــاً أقالمهــم‬ ‫ودفاترهــم لتدويــن فكــرة او شــعرا‬ ‫عنــد االنتشــاء‪ ،‬بحســب تعبريهــم‪،‬‬ ‫وكذلــك العــال حيــث كانــت حانــات‬ ‫نقاباتهــم مــن أجمــل الحانــات‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــم؛ المتــداد مســاحتها وكــرة‬ ‫الظــال الشــجرية واملســاحات املزروعــة‬ ‫باألعشــاب وشــتائل الــورد‪ ،‬ونــوادي‬ ‫خاصــة باملســيحيني‪ ،‬لكنهــا تســتقبل‬ ‫النــاس مــن جميــع الفئــات‪ ،‬مذكريــن‬ ‫بنــوادي الصناعــة واالمانــة وغريهــا‬ ‫الكثــر يف مناطــق متعــددة مــن بغــداد‬ ‫منهــا البلديــات وبــاب املعظــم والكـرادة‬ ‫واملنصــور والبــاب الرشقــي‪ ،‬ومنوهــن اىل‬ ‫مثيالتهــا يف املحافظــات‪.‬‬ ‫ويذكــر كتــاب الســر واملتابعــون‪ ،‬ان‬ ‫الحانــات كانــت منتــرة عــى نطــاق‬ ‫واســع يف شــوارع الســعدون والخيــام‬ ‫والنضــال وأيب نــواس‪ ،‬وهــي ذات ط ـراز‬

‫حديــث تتميــز بديكورهــا الجميــل‬ ‫وإضاءتهــا الخافتــة‪ ،‬وهــي ال تقــدم غــر‬ ‫البــرة العراقيــة ذات املواصفــات املمتازة‬ ‫وكذلــك االجنبيــة‪ ،‬بالنوعيــة املتوافقــة‬ ‫مــع رشوط عامليــة راقيــة‪ ،‬كبــرة‬ ‫«فريــدة» و»الكــر الذهبي» و»شــهرزاد»‬ ‫و»أمســتل»‪ ،‬وكانــت أكــر مــن خمســن‬ ‫حانــة تقــدم املرشوبــات ومنهــا «العرق»‬ ‫العراقــي بنوعيــه «العرصيــة» و‬ ‫|الزحــاوي»‪ ،‬بحســب املتابعــن‪ ،‬وتصــدح‬ ‫فيهــا االغــاين واملوســيقى الســيام اغاين ام‬ ‫كلثــوم‪ ،‬وهنــاك حانــات صغــرة منتــرة‬

‫يف البــاب الرشقــي‪ ،‬وهــي شــعبية تضــم‬ ‫فئــات الكســبة والعاطلــن والعاطلــن‬ ‫واملتقاعديــن‪ ،‬بحســب قولهــم‪ ،‬مشــرين‬ ‫اىل ان بعــض الحانــات كانــت يف أزقــة‬ ‫صغــرة مــن الكــرادة والبــاب الرشقــي‪،‬‬ ‫وطريــق بغــداد الجديــدة‪ ،‬يف مناطــق‬ ‫األمــن والبلديــات وكمــب األرمــن‬ ‫واألشــوريني وبــاب املعظــم والوزيريــة‪.‬‬ ‫ويذكــر املراقبــون انــه يف الســبعينات‬ ‫وبعــد انشــاء فنــادق كــرى يف بغــداد‬ ‫ومنهــا فنــادق بابــل يف الكـرادة والرشــيد‬ ‫واملنصــور يف الكــرخ وعشــتار شــراتون‬

‫وفلســطني مرييديــان يف العلويــة‬ ‫وفنــادق اخــرى منهــا بــرج بغــداد ودار‬ ‫الســام والبجعــة وايب النــواس وســواها‬ ‫مــن الفنــادق األخــرى‪ ،‬فــان اغلبهــا‬ ‫كانــت تحــوي عــى حانــات و نــواد‬ ‫ليليــة بربامــج غنائيــة يقدمهــا مطربــون‬ ‫ومطربــات معروفــون مــن بينهــم ريــاض‬ ‫احمــد وســعدون جابــر وحميــد منصــور‬ ‫وفاضــل عــواد ويــاس خــر وغريهــم‬ ‫الكثــر‪ ،‬وكان للفــرق يف فنــدق بغــداد‬ ‫جمهــور كبــر وفيــه غنــى املطــرب‬ ‫العاملــي ســامي كالرك وفرقــة بــوين ام‬

‫العامليــة‪.‬‬ ‫ويلفــت املراقبــون اىل قــرارات النظــام‬ ‫املبــاد يف عــام ‪ ،1994‬املتضمنــة منــع‬ ‫بيــع وتنــاول املرشوبــات الكحوليــة يف‬ ‫النــوادي؛ والفنــادق؛ واملطاعــم؛ واملرافــق‬ ‫الســياحية؛ و جــاءت تلــك القــرارات‬ ‫مــع «الحملــة االميانيــة»‪ ،‬وانتقــدت‬ ‫يف حينهــا صحيفــة بابــل التــي ميلكهــا‬ ‫ابــن الرئيــس عــدي القــرارات‪ ،‬وكذلــك‬ ‫هــو الحــال اثــر اســقاط النظــام املبــاد‪،‬‬ ‫وقــال متخصصــون ان الحملــة االميانيــة‬ ‫فتحــت البــاب عــى تنامــي ظاهــرة‬ ‫تعاطــي املخــدرات التــي هــي اخطــر‬ ‫مــن الخمــور‪ ،‬وقالــوا ان االجــدى تنظيــم‬ ‫عمــل أماكــن الرتفيــه ومراقبتهــا أفضــل‬ ‫بكثــر مــن منــع الخمــور مبســوغات‬ ‫دينيــة‪ ،‬وأخالقيــة واهيــة‪ ،‬عــى حــد‬ ‫وصفهــم‪ ،‬مطالبــن بــدال من ذلك بإرســاء‬ ‫ضوابــط معمــول بهــا يف كثــر مــن الــدول‬ ‫منهــا عــدم التنــاول العلنــي خــارج مكان‬ ‫محــل اإلجــازة او النــادي ومنــع التنــاول‬ ‫العلنــي يف املناطــق العامــة‪.‬‬

‫‪2022‬‬

‫آذار | مــــارس‬

‫‪81‬‬

‫مع غزارة االعياد والمناسبات السعيدة في شهر آذار ‪ ،‬إال ان عيد االم له نكهة‬ ‫مميزة مختلفة‪ ،‬انه يوم السرور والغبطة لكل بيت تعبق فيه رائحة االم‬ ‫الحبيبة‪ ،‬ويوم لالنكسار وااللم لكل بيت فقد خيمته وشمعته المعطاءة ‪..‬‬ ‫الف تحية وسالم لكل امهاتنا العزيزات وندعو الله عز وجل ان يجعل ايامهن‬ ‫خير وامان وعافية ‪ ،‬والرحمة والغفران لمن غادرتنا الى دار الحياة االبدية ‪..‬‬