King's Opening Speech

Page 1



‫الفصل التشريعي األول‬ ‫دور اإلنعقاد العادي األول‬

‫‪3‬‬

‫الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫دور االنعقاد الأول‬

‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬



‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي األول‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫ي�سعدنا غاية ال�سعادة �أن ي�أتي العيد الوطني المجيد هذا العام حام ً‬ ‫ال بين‬ ‫�إنجازاته هذا الإنجاز التاريخي الذي نحتفل به معكم اليوم‪ ،‬وهو افتتاح‬ ‫المجل�س الوطني وا�ستئناف الحياة البرلمانية وتفعيل ال�سلطة الت�شريعية في‬ ‫البالد‪ ،‬بما يلبي �أجمل تطلعاتنا‪.‬‬ ‫�إنها ‪� -‬أيها الإخوة ‪ -‬لحظة من �أعز لحظات حياتنا وحياة الوطن‪ ،‬لحظة‬ ‫انتظرتها معكم وتمنيتها دائم ًا‪ ،‬وعملنا لأجلها جميع ًا من مختلف المواقع‬ ‫والتوجهات قيادة و�شعب ًا‪ ،‬بل نا�ضل في �سبيلها الآباء والأجداد منذ فجر‬ ‫النه�ضة عندما �أر�سوا دعائم الدولة الحديثة المتطورة‪ ،‬والمجتمع المدني‬ ‫المتقدم‪ ،‬تطلع ًا �إلى الم�شاركة وال�شورى والديمقراطية في ظل الد�ستور‬ ‫و�سيادة القانون التي بلغنا اليوم بف�ضل اهلل المزيد من مراحل اكتمالها وجني‬ ‫ثمارها‪ ،‬حاملين في الوقت ذاته �شرف الم�سئولية الوطنية والتاريخية من �أجل‬ ‫�صيانتها وال�سير بها نحو الأف�ضل‪.‬‬ ‫فلقد تجددت الم�سيرة الواحدة‪ ،‬وا�ستعدنا زمام المبادرة مع ًا‪ ،‬وانفتح‬ ‫طريق الأمل والعمل على �أو�سع �أبوابه‪ ،‬و�أ�صبح من م�سئولية الجميع الحفاظ‬ ‫عليه تكاتف ًا وم�شاركة وتطويراً‪ ،‬نحو �آفاق الديمقراطية المتنامية التي ال تبلغها‬ ‫ال�شعوب �إال بنهج التطور المتدرج‪ ،‬و�إغناء التجربة خطوة بعد �أخرى‪،‬‬ ‫‪5‬‬


‫واال�ستفادة من درو�س العمل الوطني في مختلف مراحله‪ .‬فمنذ بداية تحديث‬ ‫الدولة في البحرين‪ ،‬ظل هدفها الأ�سمى في كل مرحلة �إ�شراك �أكبر عدد من‬ ‫المواطنين في عملية التنمية والتوعية والت�أهيل للم�ساهمة في م�سيرة البناء في‬ ‫القطاعين العام والخا�ص‪ ،‬وذلك ما �سيبقى هدف م�شروعنا للإ�صالح‬ ‫والتحديث ال�شامل‪ .‬فقد عقدنا العزم في هذا المنعطف من تاريخنا الوطني‬ ‫على توفير المزيد من فر�ص العمل والم�شاركة‪ ،‬داعين كل بحريني وبحرينية‬ ‫الغتنامها من �أجل الغد الأف�ضل‪ ،‬وذلك ما �سيكون من مقايي�س النجاح لعملنا‬ ‫الوطني في الحا�ضر والم�ستقبل‪ ،‬في هذه التجربة البحرينية الأ�صيلة التي‬ ‫�ستبقى منفتحة على العالم‪ ،‬مواكبة لتقدمه‪ ،‬لكنها لن ت�ستوحي توجهاتها من‬ ‫�أي م�صدر غريب عنها‪ ،‬كما �ستبقى متقبلة لكل ر�أي واجتهاد معار�ض ما‬ ‫دامت المعار�ضة مرتبطة بتراب هذه الأر�ض محافظة على نقائها الوطني في‬ ‫الروح والتوجه والوالء الخال�ص للبحرين �أو ًال و�أخيراً‪.‬‬ ‫هذا ولقد �شاءت �إرادة اهلل �أن تكونوا �أنتم في المجل�سين رواد هذا التجديد‬ ‫التاريخي في هذه الدورة الأولى للمجل�س الوطني التي �سوف تر�سى خاللها‬ ‫تقاليد العمل الديمقراطي المتجدد في المملكة على مختلف الأ�صعدة‪،‬‬ ‫و�أهمها الم�شاريع والت�شريعات التي �سيت�ضمنها برنامج العمل الحكومي‬ ‫الذي �ستتقدم به الحكومة الموقرة �إليكم والذي �سي�صبح برنامجنا الوطني‬ ‫للفترة المقبلة ب�إذن اهلل‪.‬‬ ‫ومع ًا �سنعمل ب�إذن اهلل لتعزيز هذه الوحدة الوطنية‪ ،‬ومع َا �سنعمل لنمو‬ ‫البحرين االقت�صادي‪ ،‬ومع ًا �سنعمل على حل م�شكلة البطالة ومكافحة‬ ‫الف�ساد‪ ،‬ومع ًا �سنبقى بحول اهلل �أوفياء لعروبتنا و�شريعتنا قو ًال وعم ً‬ ‫ال‪ ،‬ت�شريع ًا‬ ‫وتنفيذا‪ .‬كما �سنبقى متم�سكين بمواقف البحرين الثابتة من التكامل الخليجي‬ ‫والعمل العربي الم�شترك‪� ،‬ساعين �إلى ال�سالم العادل بين الجميع بعودة القد�س‬ ‫بحول اهلل عا�صمة لفل�سطين‪.‬‬ ‫وكلمتي �إليكم ‪� -‬أيها الإخوة ‪ -‬في الختام‪ :‬حان وقت العمل‪ ،‬ووجب‬ ‫‪6‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الإنجاز‪ .‬ولن ينظر المواطنون �إال �إلى الأفعال‪ ،‬وكما عودناهم منذ بدء‬ ‫االنطالقة على �سرعة الإنجاز‪ ،‬فليكن قيامكم بالواجب بحجم تطلعات‬ ‫ميز البحرين‪ .‬و�س�أتابع عملكم‬ ‫الوطن و�سرعة الع�صر وجودة الإتقان الذي ّ‬ ‫بحول اهلل بكل االهتمام الذي عهدتم والذي نوليه لكل �ش�أن من �شئون‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫فكونوا لوطنكم ‪� -‬أيها الإخوة ‪ -‬كما يريدكم �صوت ًا واحداً وعين ًا �ساهرة‪،‬‬ ‫و�ضميراً حي ًا معبراً عن وحدته الوطنية و�إرادته في الحياة الحرة الكريمة‪،‬‬ ‫وثقتنا كبيرة في �أنكم �ست�ؤدون الأمانة‪.‬‬ ‫نحمد اهلل �سبحانه �أن جعل �أيام البحرين �أعياداً مت�صلة وفرحة م�ضاعفة‬ ‫وكل عام و�أنتم بخير‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ال�سبت ‪ 14‬دي�سمبر ‪2002‬م‬ ‫‪� 10‬شوال ‪ 1423‬هـ‬

‫‪7‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي األول‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫ملك مملكة البحرين حفظه اهلل ورعاه ون�صره بن�صر من عنده‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاتـه‪،‬‬ ‫لقد ت�شرفنا يا �صاحب الجاللة في يوم ال�سبت الموافق الرابع ع�شر من‬ ‫�شهر دي�سمبر ‪2002‬م‪ ،‬وهو يوم �أغر في تاريخنا الوطني‪ ،‬باال�ستماع �إلى‬ ‫خطابكم ال�سامي الذي عبرتم فيه ب�صدق وجالء عن �سعادتكم بتجدد‬ ‫الم�سيرة الديمقراطية وتفعيل دور ال�سلطة الت�شريعية في مملكة البحرين بعد‬ ‫ن�ضال طويل ج�سد الإرادة الوطنية ال�شـعبية منذ عـهد المغفـور له ب�إذن اهلل‬ ‫تعالى ال�شيخ عي�سى بن علي �آل خليفة والتي ا�ستند �إليها في �إر�ساء نظام حكم‬ ‫�سيا�سيا واقت�صاد ًّيا‪.‬‬ ‫وطني قائم على �أ�س�س الدولة الحديثة الم�ستقرة‬ ‫ًّ‬ ‫وفي هذا ال�سياق التاريخي الحافل بالتطور والنماء ال�سيا�سي واالقت�صادي‬ ‫ي�أتي عهد جاللتكم حاف ً‬ ‫ال بالإنجازات الح�ضارية والتاريخية التي تمثلت في‬ ‫م�شروع الإ�صالح الوطني الهادف �إلى رفعة �ش�أن المواطن البحريني وفتح‬ ‫�أبواب الحرية والديمقراطية �أمامه ليتبو�أ مكانته الإن�سانية في هذه التحوالت‬ ‫القائمة على نهج ديمقراطي ير�سخ الثوابت الوطنية والد�ستورية ويحقق‬ ‫تواز ًنا في الم�شاركة ال�سيا�سية بين ال�شعب والحكومة‪ ،‬ويكون محورها‬ ‫التنمية االقت�صادية وال�سيا�سية والثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫لذا ف�إننا نتطلع من واقع انتمائنا �إلى ال�سلطة الت�شريعية �إلى �أن تلتزم جميع‬ ‫�سلطات وم�ؤ�س�سات المجتمع بهذه التوجهات الملكية الخيرة و�أن يعمل كل‬ ‫في موقعه على تر�سيخ هذه المبادئ وااللتزام بها وتطويرها نحو الأف�ضل‪.‬‬ ‫وعندما ي�أتي خطاب جاللتكم ال�سامي لي�ؤرخ هذه المرحلة من تاريخ‬ ‫الوطن باعتبارها محطة من �أعز محطات حياتنا وحياة الوطن انتظرناها م ًعا‬ ‫دائما وعملنا لأجلها جمي ًعا من مختلف المواقع والتوجهات قيادة‬ ‫وتمنيناها ً‬ ‫و�شعبا‪ ،‬بل نا�ضل في �سبيلها الآباء والأجداد منذ فجر النه�ضة عندما �أر�سوا‬ ‫ً‬ ‫دعائم الدولة الحديثة المتطورة والمجتمع المدني المتقدم تطل ًعا �إلى‬ ‫الم�شاركة وال�شورى والديمقراطية في ظل الد�ستور و�سيادة القانون؛ ف�إننا‬ ‫ن�ؤيد توجهات جاللتكم ال�سامية �إلى كتابة تاريخنا وت�سجيل تراثنا الوطني‬ ‫بمو�ضوعية ودقة بما فيه من نجاحات و�إخفاقات وتحديات؛ وعليه ف�إننا‬ ‫أريخا‬ ‫نو�صي بت�شكيل لجنة وطنية لتدوين تاريخ مملكة البحرين‪ ،‬ليكون ت� ً‬ ‫حقيقيا و�صادقًا لهذا الوطن و�شعبه الكريم‪ ،‬يتم على �أ�سا�سه �إعداد المناهج‬ ‫ً‬ ‫التعليمية لتربية الن�شء على �أ�س�س وطنية وبروح خالقة مبدعة‪.‬‬ ‫وكما �أعلنتم جاللتكم ف�إن الم�سيرة الواحدة قد تجددت نحو �آفاق‬ ‫الديمقراطية المتنامية التي ال تبلغها ال�شعوب �إال بنهج التطور المتدرج و�إثراء‬ ‫التجربة خطوة بعد �أخرى واال�ستفادة من درو�س العمل الوطني في مختلف‬ ‫مراحله‪ ،‬لكنها لن ت�ستوحي توجهاتها من �أي م�صدر غريب عنها‪ ،‬كما �أنها‬ ‫�ستبقى متقبلة لكل ر�أي واجتهاد معار�ض ما دامت المعار�ضة مرتبطة بتراب‬ ‫هذه الأر�ض محافظة على نقائها الوطني في الروح والتوجه والوالء الخال�ص‬ ‫أخيرا‪.‬‬ ‫للبحرين �أو ًال و� ً‬

‫وعلى �ضوء هذه التوجهات الم�ستنيرة والمنفتحة ف�إننا ن�ؤيد هذا الخيار‬ ‫الوطني بفتح المجال لكل ر�أي واجتهاد معار�ض‪ ،‬ولتحقيق هذه الدعوة‬ ‫ال�سامية نرى �أن تو�ضع الأ�س�س الم�ؤ�س�سية والقانونية لت�أطير الحياة ال�سيا�سية‬ ‫الديمقراطية التي تمر بها مملكة البحرين والتي تعتبر من �أكثر المراحل‬ ‫‪10‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫التاريخية دقة‪ ،‬وخا�صة �أننا في بداية هذه التحوالت حيث تتعدد وتتداخل‬ ‫فيها االتجاهات من حيث تكويناتها االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية في‬ ‫خ�صو�صية التجربة البحرينية‪.‬‬ ‫و�إن مملكة البحرين يا �صاحب الجاللة �أ�صبحت تقع تحت �أنظار العالم‬ ‫في ظل هذه التحوالت الديمقراطية التي �أكدت �أن المواطنين جميعهم‬ ‫�سوا�سية ال تمييز بينهم ب�سبب الجن�س �أو الأ�صل �أو اللغة �أو الدين �أو االنتماء‬ ‫ال�سيا�سي‪ ،‬وبالتالي نرى �أن يتم تدعيم هذا االتجاه الذي �أر�سيتموه جاللتكم‬ ‫بالعديد من القرارات والتوجيهات التي �أكدها ميثاق العمل الوطني والد�ستور‪،‬‬ ‫و�أن يتم تر�سيخ هذا االتجاه من خالل قوانين وبرامج وم�ؤ�س�سات وتوجهات‬ ‫ا�ستراتيجية لتكري�س المواطنة وحفز المواطنين �إلى مزيد من العطاء والإبداع‬ ‫لتعزيز هذه المكت�سبات والت�صدي بحزم لكل من ي�ستهدف النيل من هذه‬ ‫الوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫كما �أننا نعتقد ب�أن المجتمع المد ِني في مملكة البحرين ي�ستطيع �أن يلعب‬ ‫دورا فاع ً‬ ‫ال في هذه الم�سيرة الوطنية‪ ،‬وقد �أثبتت الأحداث الوطنية �صحة هذا‬ ‫ً‬ ‫دورا‬ ‫القول حيث قدمت م�ؤ�س�سات المجتمع المدني باختالف توجهاتها ً‬ ‫ؤيدا لق�ضايا البحرين الوطنية ووحدتها الداخلية‪.‬‬ ‫داعما‬ ‫وم�ساندا وم� ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫وحيث �إن مملكة البحرين زاخرة بم�ؤ�س�سات المجتمع المدني وهي ذات‬ ‫تاريخ عريق ومتنوع‪ ،‬و�إن قوة المجتمع المدني تقا�س بهذه الم�شاركة‬ ‫ال�شعبية الجماعية التطوعية التي فتحتم لها جاللتكم الآفاق الوا�سعة للم�شاركة‬ ‫ال�سيا�سية الوطنية في بناء المجتمع الحديث في وطننا الغالي؛ لذا ف�إننا ندعو‬ ‫�إلى �إ�شراك هذه القوى المدنية في دعم التوجهات ال�سيا�سية ال�سامية‬ ‫لم�شروعكم الإ�صالحي الكبير من خالل �إعادة �صوغ النظام القانو ِني لهذه‬ ‫الم�ؤ�س�سات و�إزالة جميع العوائق القانونية وكفالة ا�ستقالل هذه الم�ؤ�س�سات‬ ‫وتنظيم العالقة بينها وبين م�ؤ�س�سات الدولة و�إ�شراكها في عملية التنمية‬ ‫االقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫وعلى هذه القوى المجتمعية �أن توفر من باب الحر�ص على الم�صلحة‬ ‫العليا للوطن اال�ستقرار والأم��ان والطم�أنينة الن�سياب اال�ستثمارات �إلى‬ ‫البحرين لتوفير فر�ص عمل للمواطنين واحترام القوانين كافة واال�شتراطات‬ ‫البيئية وال�صحية وقوانين العمل والتدريب والت�أهيل لتهيئة الكوادر الوطنية‬ ‫لت�أخذ مكانها و�أولوياتها في �سوق العمل‪.‬‬ ‫كما نود �أن ن�ؤكد هنا يا �صاحب الجاللة دوركم البارز والمعهود في‬ ‫ت�أ�سي�س نظام المملكة الد�ستورية القائم على مبد أ� ف�صل ال�سلطات وتعاونها‬ ‫في هذا المجتمع الديمقراطي‪ .‬وتعزي ًزا لهذا التوجه نرى �أنه من ال�ضرورة‬ ‫�إف�ساح المجال وا�س ًعا لكي تمار�س ال�صحافة و�أجهزة الإعالم المختلفة‬ ‫دورها الريادي لت�سند توجهات جاللتكم الإ�صالحية وتمار�س دورها الرقابي‬ ‫ك�سلطة رابعة لما في ذلك من �أثر طيب في تعزيز وتر�سيخ التحوالت‬ ‫الديمقراطية وم�شاركة المواطن الخالقة في خدمة هذا الوطن الحبيب من‬ ‫خالل م�ؤ�س�سات المجتمع المد ِني بما فيها من جمعيات ال�ش�أن العام‬ ‫والنقابات العمالية والم�ؤ�س�سات المهنية والأندية‪ .‬كما �أننا نرى في دور‬ ‫جاللتكم الحكم المراقب والعادل والموازن بين هذه ال�سلطات لما فيه‬ ‫م�صلحة الوطن وال�شـعب‪.‬‬ ‫ولقد �شاءت �إرادة اهلل ثم �إرادة ال�شعب كما نوهتم يا �صاحب الجاللة �أن‬ ‫نكون من �أوائل المواطنين الم�شاركين في هذه التجربة الديمقراطية التي‬ ‫تعتمد نظام المجل�سين في هذا المجل�س الوطني الموقر‪.‬‬ ‫و�إننا نعاهدكم يا �صاحب الجاللة ونحن نخو�ض هذه التحوالت‬ ‫الديمقراطية المتميزة ب�أن نكون �صادقين مع جاللتكم ومع �أنف�سنا بتكري�س‬ ‫�إيجابيات هذه التجربة في �سبيل �إنجاحها وتالفي �أي تق�صير‪ ،‬و�أن ننظر �إلى‬ ‫الآفاق الوا�سعة في العمل الديمقراطي المتجدد في المملكة على مختلف‬ ‫الأ�صعدة متجاوزين النظريات الرمادية متطلعين �إلى ال�شجرة الخ�ضراء التي‬ ‫تنمو معنا وهي �شجرة الديمقراطية‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫و�إننا يا �صاحب الجاللة نعلم �أن مملكة البحرين التي تقع في منطقة حباها‬ ‫أي�ضا‬ ‫اهلل بموارد طبيعية متعددة كالنفط والغاز ومواد �أ�سا�سية �أخرى‪ ،‬وتمتاز � ً‬ ‫بالبنية الأ�سا�سية التحتية المتطورة وببنية ب�شرية ماهرة عززها تعليم راق وقدرة‬ ‫على مالحقة �أحدث المتغيرات منذ بداية القرن الع�شرين مما ي�ؤهلها لتطوير‬ ‫اقت�صادها و�صناعاتها‪ ،‬وهو ما يدعو �إلى �ضرورة الإ�سراع في و�ضع خطط‬ ‫عاليا‬ ‫ت�أخذ في الح�سبان توفير الموارد المالية والب�شرية المدربة‬ ‫تدريبا ً‬ ‫ً‬ ‫لتنفيذها على �أ�س�س واقعية بما ي�سهم في خدمة االقت�صاد الوطني وتوفير فر�ص‬ ‫العمل للمواطنين وبلورة الر�ؤى الم�ستقبلية لتكون البحرين في طليعة البلدان‬ ‫التي ت�ستفيد من الفر�ص اال�ستثمارية المتاحة في عالم �سريع التغير والتطور‪.‬‬ ‫و�إن حل م�شكلة البطالة م�سئولية الجميع وعلى الدولة وم�ؤ�س�سات‬ ‫المجتمع المدني عبء توعية ال�شباب باحترام العمل وااللتزام ب�شروطه‬ ‫وحث العامل البحريني على رفع �إنتاجيته مع التزام رب العمل بتقديم �أجور‬ ‫عادلة‪ ،‬كما �أن على م�ؤ�س�سات المجتمع المدني االلتزام بالد�ستور والأنظمة‬ ‫والقوانين التي تنظم المطالب ال�سيا�سية والمهنية حتى ال تتعطل عجلة‬ ‫االقت�صاد والتنمية في الوطن‪.‬‬ ‫و�إننا يا �صاحب الجاللة لنتطلع �إلى �أن ي�صبح برنامج العمل الحكومي هو‬ ‫برنامجنا الوطني من واقع ر�ؤى العمل الديمقراطي وفي �سياق تقليد برلماني‬ ‫يجب تكري�سه‪.‬‬ ‫�إال �أنه من واقع حر�صنا على مثل هذه العالقة ف�إننا نرى �أن يت�ضمن هذا‬ ‫البرنامج مرئيات الخطط التف�صيلية للوزارات الموقرة‪ ،‬حتى يكون رد‬ ‫مو�ضوعيا �شام ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية ر ًدا نقديًا‬ ‫ً‬ ‫كما �أننا نرى �ضرورة و�ضع خطة ا�ستراتيجية وطنية �شاملة ذات ت�صورات‬ ‫ور�ؤى تحدد الم�سارات االقت�صادية واالجتماعية التي يجب �أن يكون عليها‬ ‫وطننا و�شعبنا خالل الع�شرين �سنة القادمة‪ ،‬وتنفذ من خالل برامج عمل‬ ‫مرحلية يتم تطبيقها من خالل ال�سلطة التنفيذية وم�ؤ�س�ساتها الوزارية المخت�صة‪،‬‬ ‫وبم�شاركة القطاع الخا�ص وم�ؤ�س�سات المجتمع المد ِني‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫و�إننا يا �صاحب الجاللة �إذ نثمن دعوتكم لكل بحريني وبحرينية الغتنام‬ ‫غد �أف�ضل وللعمل م ًعا‪ ،‬انطالقًا من �أن الثروة‬ ‫فر�صة الم�شاركة من �أجل ٍ‬ ‫الب�شرية في مملكة البحرين هي المرتكز الرئي�سي لتحقيق التنمية ال�شاملة و�أن‬ ‫الإن�سان هو محور التنمية فيها؛ لنتطلع �إلى دعم جاللتكم لر�سم �سيا�سة‬ ‫�سكانية وطنية تحتل موق ًعا بار ًزا في خطط التنمية االجتماعية واالقت�صادية في‬ ‫البالد ت�ضع �ضمن �أولوياتها قطاع ال�شباب‪.‬‬ ‫و�إننا من منطلق واجبنا الوطني تجاه الأ�سرة البحرينية التي هي نواة هذا‬ ‫المجتمع‪ ،‬ندعو �إلى تعديل وا�ستكمال الت�شريعات الوطنية المتعلقة بكافة‬ ‫�أفراد الأ�سرة البحرينية لتحقيق اال�ستقرار الأ�سري و�ضمان حقوق المر�أة‬ ‫والطفل وفق مبد أ� العدالة والم�ساواة في الحقوق والواجبات‪ ،‬وذلك في �ضوء‬ ‫الغراء‪.‬‬ ‫ما تمليه علينا �شريعتنا الإ�سالمية ّ‬

‫كما �أننا يا �صاحب الجاللة نقف مع توجهاتكم ال�سامية لمكافحة الف�ساد‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على المال العام �سواء كان ذلك في القطاع‬ ‫بكافة �أ�شكاله و�صوره‬ ‫العام �أو الخا�ص �أو في م�ؤ�س�سات المجتمع المدني كافة لأن الف�ساد هو‬ ‫المدمر لعملية التنمية والمعطل للم�شاريع االقت�صادية مما يترتب عليه زعزعة‬ ‫الأمن وال�سالم االجتماعي‪.‬‬

‫وعليه ف�إننا نثمن ما قمتم به جاللتكم من تفعيل للمادة (‪ )611‬من‬ ‫الد�ستور ب�إ�صدار قانون ديوان الرقابة المالية لمراقبة �سالمة وم�شروعية‬ ‫ا�ستخدام المال العام وقانون تنظيم المناق�صات والم�شتريات الحكومية‪.‬‬ ‫و�إننا ندعو �أي�ضا �إلى �إن�شاء ديوان الرقابة الإدارية ‪ -‬كما جاء في الف�صل‬ ‫الثالث من ميثاق العمل الوطني ‪ -‬للتحقق من �سالمة وم�شروعية الأنظمة‬ ‫الإدارية ومطابقتها لمعايير الجودة العالمية المعمول بها في هذا ال�ش�أن‪،‬‬ ‫و�ضبطها‪ ،‬وعدم ا�ستغاللها للم�آرب ال�شخ�صية‪ ،‬وتطبيق مبادئ تكاف�ؤ الفر�ص‬ ‫وعدم التمييز بين المواطنين‪ ،‬والتحقق من الكفاءة والأداء في التعيين والترقي‬ ‫في الوظائف‪ ،‬والحد من الت�سيب الإداري والبيروقراطية في الإجراءات‬ ‫‪14‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫ً‬ ‫تنفيذا لتوجهات جاللتكم التي �أكدتم فيها �سرعة الإنجاز والقيام‬ ‫الإدارية‬ ‫بالواجب‪.‬‬ ‫وتكملة لهذه التوجهات ال�سامية ف�إننا كذلك ندعو ال�سلطة التنفيذية �إلى‬ ‫تب�سيط الإج��راءات الحكومية‪ ،‬والق�ضاء على التداخل في الم�سئوليات‪،‬‬ ‫والعمل على تح�سين الخدمات للمواطنين في جميع المجاالت التعليمية‬ ‫وال�صحية‪ ،‬وتوفير ال�سكن المالئم للمواطنين‪ ،‬وتح�سين مرافق الكهرباء‬ ‫والماء والطرق والمجاري‪.‬‬ ‫�إننا يا �صاحب الجاللة نقدر ون�ؤيد دعوتكم ال�صادقة لل�سعي �إلى الوحدة‬ ‫الخليجية لتحقيق تطلعات �أبناء دول المنطقة وتغليب الم�صلحة القومية على‬ ‫�أية م�صلحة �ضيقة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي ن�ؤيد ونبارك فيه قرارات م�ؤتمر القمة لمجل�س التعاون‬ ‫وخ�صو�صا القرار الداعي‬ ‫لدول الخليج العربية الذي عقد في مدينة الدوحة‬ ‫ً‬ ‫�إلى البدء بتطبيق االتحاد الجمركي وتوحيد العملة ف�إننا ندعو �إلى الإ�سراع في‬ ‫تطبيق ال�سوق الخليجية العربية الم�شتركة‪.‬‬ ‫و�إننا في مملكة البحرين يحز في �أنف�سنا �أن نرى ما �آلت �إليه م�سيرة مجل�س‬ ‫التعاون لدول الخليج العربية من تنام للخالفات ال�سيا�سية الثنائية‪ ،‬مما يلقي‬ ‫بظالله على �أداء المجل�س وتطلعات �شعوب المنطقة �إلى الوحدة‪.‬‬ ‫لذا ندعو �إل��ى تقريب وجهات النظر وتحديد الأول��وي��ات ال�سيا�سية‬ ‫والمخاطر التي تهدد المنطقة‪ ،‬وتوحيد الجهود من �أجل تعزيز وحدة دول‬ ‫مجل�س التعاون كما تتطلع �إليه �شعوبنا‪.‬‬ ‫كما �أننا يا �صاحب الجاللة نرى �أن ُ�س ُحب الحرب تتجمع في منطقتنا‬ ‫للمرة الثالثة‪ ،‬وكلنا يعلم �أن الحرب العراقية الإيرانية وغزو دولة الكويت‬ ‫ال�شقيقة قد عرقال �سبل التنمية في المنطقة وا�ستنـزفا ثرواتها الب�شرية‬ ‫واالقت�صادية‪ .‬و�إن دق طبول الحرب التي ت�ستهدف جمهورية العراق‬ ‫ال�شقيقة ليثير القلق لدى كل المحبين لل�سالم‪ ،‬و�إننا نعلن �أننا �ضد الحرب‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫وعلى الأطراف المعنية �أن تعلم �أن الحرب هي خراب ودمار لل�شعوب‪ .‬و�إننا‬ ‫ن�ؤكد �ضرورة االلتزام بالو�سائل ال�سلمية لإر�ساء دعائم الأمن وال�سالم في‬ ‫المنطقة ح�سب قرارات الأمم المتحدة‪ .‬و�إننا نتطلع �إلى موقف عربي موحد‬ ‫لن�صرة ال�شعب العراقي ال�شقيق وتجنيبه ويالت الحرب وتفعيل جهود ال�سالم‬ ‫الدولية والإقليمية‪.‬‬ ‫كما �أننا يا �صاحب الجاللة ليحز في نفو�سنا �أننا نعي�ش مثل هذه الظروف‬ ‫الأليمة التي تمر بها �أمتنا العربية في �أكثر من مكان وموقع وبالذات ما يمر به‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني ال�شقيق وهو ينا�ضل في �سبيل حريته ووطنه و�سلطته‬ ‫الوطنية �ضد قوة احتالل تمار�س �أب�شع و�سائل القمع التي لم يعرفها التاريخ‬ ‫المعا�صر وفي ظل �إحباطات عربية متزايدة‪.‬‬ ‫لذا ف�إننا ن�أمل في حكمتكم المعهودة ودوركم الف ّعال في توحيد ال�صف‬ ‫العربي وتعزيز العمل العربي الم�شترك وتفعيل دور الجامعة العربية و�آلياتها‬ ‫من خالل ا�ستثمار فر�صة عقد م�ؤتمر القمة العربية في مملكة البحرين في‬ ‫�شهر مار�س القادم وتقديم الدعم والم�ساندة لن�ضال ال�شعب العربي الفل�سطيني‬ ‫وكفاحه من �أجل �إعالن دولته الفل�سطينية الم�ستقلة على ترابه الوطني‬ ‫وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫كما ن�ؤكد دعوة جاللتكم �إلى �أن تعقد قمم �شعبية توازي قمم القادة وذلك‬ ‫بالدعوة �إلى تفعيل اجتماعات مجال�س ال�شورى والنواب في الوطن العربي‬ ‫لت�أخذ دوره��ا في تعزيز التوجه العربي وتفعيل الجامعة العربية و�إعطاء‬ ‫المواطن دوره الفاعل من خالل م�ؤ�س�ساته ال�شعبية في دعم التوجه ال�شعبي‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ون�ؤكد لجاللتكم �أننا �سنعمل ب���إذن اهلل م ًعا على تر�سيخ برنامجكم‬ ‫الإ�صالحي الذي نقلتم فيه وطننا و�شعبنا �إلى ال�صف الأول من الدول‬ ‫الديمقراطية العريقة‪ ،‬عاملين معكم على تر�سيخه وتطويره نحو الأف�ضل‪.‬‬ ‫وم ًعا �سنعمل مع دعوة جاللتكم الخيرة من �أجل بناء وطن عزيز و�شعب كريم‬ ‫قادر على البذل والعطاء‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫ون�ؤكد لجاللتكم �أن المجل�س �سوف يعمل متعاو ًنا مع مجل�س النواب‬ ‫وال�سلطة التنفيذية بروح الفريق الواحد لخدمة هذا الوطن وتحقيق التطلعات‬ ‫التي ر�سمتموها في خطابكم ال�سـامي‪ ،‬معاهدينكم ب�أن نكون قريبين من نب�ض‬ ‫ال�شارع البحريني للتفاعل والتوا�صل مع احتياجاته من �أجل توفير حياة كريمة‬ ‫تت�سم بالحرية والديمقراطية‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س ال�شورى‬ ‫الأربعاء ‪ 29‬يناير ‪2003‬م‬ ‫‪ 26‬ذو القعدة ‪ 1423‬هـ‬

‫‪17‬‬


‫ع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الأول ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الرحمن محمد جم�شير ‬ ‫�سعادة الع�ضو �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الجليل �إبراهيم الطريف ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور م�صطفى علي ال�سيد ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة ندى عبا�س حفاظ ‬

‫‪18‬‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬ ‫الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫دور االنعقاد الثاني‬

‫الفصل التشريعي األول‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الثاني‬

‫‪19‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثاني‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫ي�سعدنا �أن نفتتح دور االنعقاد الثاني للمجل�س‪ ،‬متمنين لكم جمي ًعا في‬ ‫مجل�س ال�شورى ومجل�س النواب دور ًة مثمرة �أخرى من العمل البرلماني‬ ‫المواكب لما يتطلع �إليه المواطنون من �أداء ف ّعال لل�سلطة الت�شريعية في‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫ويطيب لنا بداي ًة في هذا المقام �أن نعرب لكم عن تقديرنا وتقدير الوطن‬ ‫لما �أنجزتموه في العام الأول من عمر المجل�س‪ ،‬حيث مثل بداية م�شجعة‬ ‫وموفقة في م�سيرتنا البرلمانية المتجددة �ضمن م�شروعنا للإ�صالح والتحديث‬ ‫ال�شامل الذي �أقرته الإرادة الوطنية في اال�ستفتاء العام على الميثاق الوطني‪،‬‬ ‫وهو ما �سيبقى مو�ضع اعتزازنا والمنطلق الذي لن يتوقف لبناء بحرين الغد‪،‬‬ ‫يداً بيد مع كل بحريني وبحرينية‪.‬‬ ‫فبا�سم الوطن‪ ،‬نعرب لكم من القلب عن عميق التقدير وال�شكر‪ ،‬ف�أنتم‬ ‫الرواد في تجديد وانطالقة هذه الم�سيرة البرلمانية الد�ستورية المباركة‪ ،‬التي‬ ‫ف�شكرا لكم جمي ًعا ك�أع�ضاء في‬ ‫نعتبرها من �أعز �أمانينا من �أجل �شعبنا الوفي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مجل�س ال�شورى امتثلوا لأمانة التكليف‪ ،‬وك�أع�ضاء في مجل�س النواب‬ ‫امتلكوا �شجاعة االحتكام لإرادة ال�شعب‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�أيها الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫مقيا�سا دقيقًا‬ ‫�إن البدايات والمراحل االنتقالية في تجارب ال�شعوب تمثل‬ ‫ً‬ ‫لقدرتها على التكيف مع التطور في واقعها‪ ،‬واالنتقال به �إلى الأف�ضل‪،‬‬ ‫ويمكننا القول �إن �شعب البحرين قد ا�ستطاع بف�ضل اهلل‪ ،‬ممث ً‬ ‫ال في مجل�سكم‬ ‫الموقر‪ ،‬وكذلك في م�ؤ�س�سات مجتمعه المدني ومنابره ال�سيا�سية الحرة‪،‬‬ ‫وعلمائه وعماله ومثقفيه‪ ،‬بل رجاله ون�سائه كافة‪ ،‬تحقيق ذلك بنجاح كبير‬ ‫في زمن قيا�سي يدفعنا �إلى �أن نبني عليه بعزم وثقة ما نريده م ًعا للبحرين‪،‬‬ ‫وذلك ما ينبغي ترجمته في برنامج عملنا الوطني ال�شامل بالمزيد من البناء‬ ‫والتحديث بالمرونة واالنفتاح على العالم‪ ،‬بم�شاركة كافة القوى الوطنية‪،‬‬ ‫وبما يحقق الهدف المن�شود‪ ،‬الذي يعزز الثقة في اال�ستراتيجية الوطنية‬ ‫ومبادئها ومن �أهمها تر�سيخ دولة القانون واالقت�صاد الحر ورفع م�ستوى‬ ‫معي�شة المواطن‪ ،‬وال�شفافية والتعددية واالعتدال واحترام حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫بما يرقى مفهوم الأمن الوطني �إلى م�صاف الأمن الإن�ساني الذي تن�شده الأمم‬ ‫قاطبة‪ ،‬وبقوات م�سلحة تحفظ الكيان وجبهة داخلية متما�سكة تكون رديفة‬ ‫لال�ستراتيجية الدفاعية الوطنية من �أجل �سالمة الوطن‪ ،‬وذلك ما نراه يتحقق‬ ‫بف�ضل اهلل‪ ،‬ثم بتعاونكم والحكومة الموقرة برئا�سة �صاحب ال�سمو العم‬ ‫العزيز الوالد ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الذي ال ي�ألو‬ ‫جهدا بعميق خبرته من �أجل ال�صالح العام‪ ،‬فهذا التعاون البناء بين ال�سلطتين‬ ‫ً‬ ‫له الأولوية المطلقة لي�صل االزدهار �إلى كل مواطن و�أ�سرة‪ ،‬فيتر�سخ الإ�صالح‬ ‫الديمقراطي على �أ�س�س وطيدة من البناء االقت�صادي الذي ينبغي �أن نحر�ص‬ ‫في برنامجنا االجتماعي على �أن ي�شمل مردوده مختلف فئات المواطنين‬ ‫وعلى الأخ�ص ذوي الدخل المحدود‪ ،‬وبما يعزز الأمن االقت�صادي للمواطن‬ ‫من م�سكن وعمل‪ ،‬ويزيد �إنتاجيته في عملية التنمية ال�شاملة لوطنه‪ .‬وفي �ضوء‬ ‫الخطط الجارية‪ ،‬ف�إنا نود الإ�شادة ب�إ�سهامات ولي عهدنا �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة في تفعيل حركة االقت�صاد الوطني والإعداد‬ ‫لإقامة المدن الجديدة التي تمثل دعائم م�شروع الإ�سكان ال�شامل في بحرين‬ ‫الم�ستقبل‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫وبتعميق هذه الأ�س�س الواقعية الم�ؤدية �إلى الرخاء الوطني العام‪ ،‬ف�إننا في‬ ‫الوقت ذاته نر�سخ الدعائم الوطيدة والدائمة لوحدتنا الوطنية التي تحققت‬ ‫بالتفاعل الإيجابي بين مختلف م�ؤ�س�ساتنا الوطنية لم�صلحة �أبناء الوطن‪.‬‬ ‫و�ضمن �سيا�ستنا تعزيز االقت�صاد الحر‪ ،‬فقد حان الوقت لتنامي الدور الأهلي‬ ‫و�إ�سهام القطاع الخا�ص في االنطالقة االقت�صادية‪� .‬إن ريادة البحرين �آخذة في‬ ‫التجدد على مختلف الأ�صعدة‪ ،‬وهي �إذ توا�صل دورها الحيوي كمركز مالي‬ ‫أي�ضا مرك ًزا للق�ضاء الإقليمي المتقدم‪،‬‬ ‫متطور للمنطقة والعالم‪ ،‬فقد غدت � ً‬ ‫ومنتدى للتحاور الفكري بين الم�سلمين‪ ،‬وكذلك للحوار بين مختلف‬ ‫الثقافات‪ ،‬و�ست�شهد المزيد من الفعاليات و�إن�شاء مراكز المعلومات‬ ‫والدرا�سات اال�ستراتيجية المتميزة ومدار�س الم�ستقبل الرائدة‪.‬‬

‫�أيها الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫ال يخفاكم �أن العام الجاري هو من �أ�صعب الأع��وام التي مرت على‬ ‫المنطقة العربية وخا�صة في فل�سطين والعراق‪ ،‬ورغم دقة الأو�ضاع فقد �أمكن‬ ‫عقد القمة العربية التي كان للبحرين �شرف رئا�ستها في هذه الدورة‪ .‬و�أهم ما‬ ‫نجم عنها توافق القادة الأ�شقاء على طرح ت�صورات لتطوير ميثاق الجامعة‬ ‫العربية تفعي ً‬ ‫ال للعمل العربي الم�شترك في هذا المنعطف التاريخي وذلك ما‬ ‫يتطلب المزيد من المتابعات الجادة‪ .‬وينبغي �أن تكون الر�سالة جلية والموقف‬ ‫وا�ضحا‪� ،‬إن هذه الأمة تريد ال�سالم‪ ،‬وتن�شد العدل‪ ،‬وترغب في الم�شاركة‬ ‫ً‬ ‫البناءة في الح�ضارة الإن�سانية كما كانت‪ ،‬لكنها لن تقبل �أن تهان كرامتها‬ ‫وتنتهك قيمها وحقوقها‪ ،‬وفي نهاية الأمر لن ي�ساعدها �أحد �إن لم ت�ساعد‬ ‫نف�سها‪ .‬وال بد لنا في هذا ال�صدد من ثالثة انعطافات �أ�سا�سية‪�:‬إ�صالح‬ ‫�أو�ضاعنا‪ ،‬و�إحياء ت�ضامننا بفاعلية‪ ،‬والعودة الجادة �إلى اكت�ساب التقدم‬ ‫الح�ضـــاري الالزم لبناء الأمم في ع�صـــرنا‪ ،‬فالأمة في خطــر وال بد من‬ ‫�صحوة م�س�ؤولة‪.‬‬ ‫برنامجا‬ ‫وبعد‪ ،‬فهذه النظرة ال�شاملة للأفق الوطني والعربي ت�ضع �أمامنا‬ ‫ً‬ ‫‪23‬‬


‫مكثفًا يتطلب المزيد من العمل والفكر والجهد المتكاتف‪ ،‬ولقد �أثبتم من‬ ‫خالل عملكم البرلماني �أن تطلعات المواطنين ال يمكن �أن تتحقق �إال بمثل‬ ‫هذه الم�شاركة البناءة وعبر عملية التراكم القانوني المتنامي من خالل‬ ‫القنوات ال�شرعية‪ ،‬وبالتم�سك الواعي بثوابت نظامنا ال�سيا�سي القائم على‬ ‫الت�سامح واالنفتاح‪ ،‬والذي �صان الوطن‪ ،‬ور�سخ منجزاته‪ ،‬وقاد نه�ضته‪،‬‬ ‫فاتحا المجال للمزيد من التطوير العام ح�سب �سنن التقدم الطبيعي والمدرو�س‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي الختام نعرب لكم مجد ًدا عن تقديرنا العميق لجهدكم المبرور عند‬ ‫اهلل �سبحانه‪ ،‬ولدى كل مواطن مخل�ص‪.‬‬ ‫هكذا نرفع م ًعا راية البحرين خفاقة في كل الآفاق وهي في �سماء الكرامة‬ ‫والعزة‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل‪ ،‬و�إلى المزيد من العطاء‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ال�سبت ‪ 11‬دي�سمبر ‪2003‬م‬ ‫‪� 17‬شوال ‪ 1424‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪24‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثاني‬ ‫‪w‬ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ح�ضـرة �صاحب الجـاللة المـلك حمد بن عي�سى �آل خليفة ملك مملكة‬ ‫البحرين حفظه اهلل ورعاه‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫بعد �أن انق�ضى قرابة عام على بدء تد�شينكم مرحلة جديدة من مراحل‬ ‫العمل الوطني‪ ،‬ها نحن ن�سعد ثانية بلقاء جاللتكم في يوم �آخر �أغر من �أيام‬ ‫البحرين الخالدة‪� ،‬إيذانا بمتابعة العمل وموا�صلة الجهد لن�ستكمل م ًعا ر�سم‬ ‫معالم ال�صورة الأجمل والأبهى من خالل �إر�ساء بناء ت�شريعي محكم ت�ضطلع‬ ‫بم�سئوليته ال�سلطة الت�شريعية المتمثلة في مجل�سي ال�شورى والنواب‪ ،‬بعد �أن‬ ‫تم تفعيل دورها في �ضوء ما توافق عليه معكم �أبناء �شعبكم الوفي بمقت�ضى‬ ‫تج�سيدا للم�شروع الإ�صالحي التحديثي‬ ‫ميثاق العمل الوطني‪ ،‬والذي جاء‬ ‫ً‬ ‫ور�سوخا بف�ضل ما �أ�سبغتموه‬ ‫لجاللتكم‪،‬الذي ي�شهد على الدوام قوة وثباتًا‬ ‫ً‬ ‫عليه من ر�أي ثاقب‪ ،‬وفكر م�ستنير‪ ،‬ووعي عميق ل�ضرورات الحا�ضر‬ ‫الم�ست�شرف لآفاق الم�ستقبل‪ ،‬وهو ما وفر ال�ضمانات الالزمة لنجاحه‪ .‬فبات‬ ‫المواطن يتنف�س �أجواء الحرية‪ ،‬ويعي�ش مناخ الديمقراطية‪ ،‬ويتفاعل مع كل‬ ‫ذلك بح�س وطني �صادق‪ ،‬وهو ما �شكل المنهج ال�سليم للمحافظة على‬ ‫�سالمة الوطن و�صون �إنجازاته ومكت�سباته‪.‬‬ ‫ففي يوم ال�سبت الحادي ع�شر من �أكتوبر عام ‪3002‬م ت�شرف رئي�سا‬ ‫‪25‬‬


‫مجل�سي ال�شورى والنواب و�أع�ضا�ؤهما باال�ستماع �إلى الخطاب ال�سامي‬ ‫لجاللتكم في افتتاح الدور الثاني من الف�صل الت�شريعي الأول‪ ،‬والذي �أعربتم‬ ‫فيه عن �أمنياتكم ب�أن يتوا�صل الأداء بالوتيرة ذاتها ليكون دور االنعقاد الثاني‬ ‫ناجحا‪ ،‬تحقيقًا لآمال المواطنين الذين يتطلعون �إلى �أن ي�ستمر �أداء‬ ‫ك�سابقه‬ ‫ً‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية ف ّعا ًال‪ ،‬وهو ما نطمئن �إلى تحقيقه في �ضوء النتائج الطيبة‬ ‫التي �أنجزها كال المجل�سين على �صعيد العمل الت�شريعي‪ ،‬وما قام به مجل�س‬ ‫ال�شورى من جهد ملمو�س في �إطار بناء ج�سور التوا�صل مع المجال�س‬ ‫الت�شريعية في العديد من الدول ال�شقيقة وال�صديقة‪ ،‬بل �إننا نطمح ونتطلع �إلى‬ ‫�أن يكون الدور الثاني �أكثر عطاء بفعل تكري�س ما اكت�سبه الأع�ضاء من خبرة‬ ‫وتجربة هما ثمرة لممار�سة ميدانية على �صعيد العمل البرلماني‪ ،‬الذي ي�شهد‬ ‫وتطورا منذ �أن �أر�سى الآباء والأجداد بن�ضالهم الم�ضني‬ ‫على الدوام نماء‬ ‫ً‬ ‫وكفاحهم الد�ؤوب ركائزه الأولى والأ�سا�سية‪ ،‬مما يحفزنا على الم�ضي قد ًما‬ ‫في م�سيرتنا البرلمانية الد�ستورية الملتزمة ب�أ�س�س العمل الوطني وثوابته‪،‬‬ ‫واالنطالق بها نحو �أفق �أكثر رحابة بما يعود بالنفع والخير على هذه التجربة‬ ‫وبالتالي على مملكتنا الغالية‪.‬‬ ‫وي�شرفنا ‪-‬يا �صاحب الجاللة‪� -‬أن نعرب لكم عن امتناننا العميق وغبطتنا‬ ‫البالغة حيال ما حر�صتم جاللتكم على الإ�شارة �إليه في خطابكم ال�سامي من‬ ‫تقدير للإنجاز الذي تحقق في العام الأول من عمر الم�سيرة البرلمانية‪ ،‬التي‬ ‫ومقوماتها من الح�صيلة المتراكمة للخبرات والتجارب‬ ‫ا�ستلهمت خ�صائ�صها‬ ‫ِّ‬ ‫المرتبطة بتراب هذا الوطن‪ ،‬وا�ستمدت حيويتها من محتوى الم�شروع‬ ‫ونهجا‪،‬‬ ‫الإ�صالحي التحديثي وم�ضمونه الذي �أطلقتموه جاللتكم �أ�سلو ًبا‬ ‫ً‬ ‫مما �أ�سهم في تعزيز الم�سيرة المباركة التي يقودها جاللتكم بكل حكمة‬ ‫مقومات العطاء لدى‬ ‫وحنكة واقتدار من خالل �شحذ الهمم‪ ،‬وا�ستنها�ض ّ‬ ‫المتقدم ومكانتها‬ ‫�شعب البحرين لتحافظ مملكة البحرين بذلك على مركزها‬ ‫ّ‬ ‫المرموقة بين �أقطار العالم الحرة والمتح�ضرة‪ .‬و�إننا �إزاء ذلك لنبادل جاللتكم‬ ‫التحية المقرونة بخال�ص ووافر التقدير واالمتنان والعرفان‪ ،‬م�ؤكدين لجاللتكم‬ ‫‪26‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫�أن الم�سيرة البرلمانية الد�ستورية التي �أر�سيتم دعائمها وثوابتها �ست�ستمر‬ ‫وتتوا�صل لتتنامى وتتطور وفق خطوات مدرو�سة في ظل الإجماع الوطني‬ ‫لتقدم للعالم النموذج والقدوة لتجربة ديمقراطية وا�ضحة الأبعاد والر�ؤى ِّبينة‬ ‫المعالم والمقا�صد محددة الأهداف والغايات‪ ،‬م�ستذكرين في هذا المجال‬ ‫التعاون البناء والتن�سيق القائم بين المجل�س والحكومة الموقرة طيلة دور‬ ‫االنعقاد الأول الذي جاء بناء على التوجيهات ال�سديدة ل�صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر‪ ،‬والذي �أ�سهم ب�شكل‬ ‫فاعل في �إنجاح التجربة البرلمانية‪ ،‬م�ؤكدين لجاللتكم �أننا عاقدو العزم على‬ ‫تر�سم النهج ذاته في تعاوننا مع الحكومة الموقرة على‬ ‫الم�ضي قد ًما في ّ‬ ‫مختلف ال�صعد‪ ،‬انطالقًا من قناعتنا الأكيدة ب�أهمية ذلك‪ ،‬ولأنّ التعاون البناء‬ ‫بين ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية ‪ -‬كما �أ�شرتم جاللتكم في خطابكم‬ ‫ال�سامي ‪ -‬له الأولوية المطلقة لي�صل االزدهار �إلى كل مواطن و�أ�سرة‪ ،‬ولأن‬ ‫ذلك يقود بال�ضرورة �إلى تر�سيخ الإ�صالح الديمقراطي على �أ�س�س وطيدة من‬ ‫البناء االقت�صادي واالجتماعي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا �إذ ن�ؤكد على هذا التعاون باعتباره �أحد مرتكزات ومنطلقات عملنا‬ ‫لنعد جاللتكم بم�ضاعفة الجهود ل�سن ت�شريعات وقوانين تدفع قوى وفعاليات‬ ‫مجتمعنا الحي �إلى الأمام في �سباق مع الوقت من جانب‪ ،‬وحر�ص على‬ ‫جودة العمل من جانب �آخ��ر‪ .‬فمق�صدنا وهدفنا �إعطاء كل الت�شريعات‬ ‫والقوانين حقها من الدرا�سة والبحث الم�ستفي�ضين لت�أتي ملبية لحاجات‬ ‫المجتمع‪ ،‬مواكبة لمعطيات الع�صر‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫نبرا�سا لنا جمي ًعا لأنه مفعم بالإ�ضاءات‬ ‫�إن خطابكم ال�سامي ي�شكل‬ ‫ً‬ ‫الكا�شفة والعبر الغنية لما يجب �أن يكون عليه منهج الإ�صالح والتطوير‬ ‫‪27‬‬


‫�شخ�ص الخطاب بعمق طبيعة التحديات وال�صعوبات التي‬ ‫والتنميـــة‪� .‬إذ ّ‬ ‫تقترن عادة مع البدايات والمراحل االنتقالية حيث قلتم‪� :‬إن البدايات‬ ‫والمراحل االنتقالية في تجارب ال�شعوب تمثل مقيا�ســًا دقيقًا لقدرتها على‬ ‫التكيف مع التطور في واقعـنا واالنتقال به �إلى الأف�ضل‪ .‬فهذه النظرة الثاقبة‬ ‫تنم مدلوالتها و�أبعادها عن حكمة قائـد خبير بالتاريخ ملم بالحوادث مدرك‬ ‫للتحوالت الكبرى‪ ،‬فاالنتقاالت الوا�سعة ال تتحقق في الغالب �إال ب�إرادة‬ ‫وم�ضاء وعزم ال يلين‪ .‬وفي ذلك نداء محفز للجميع لي�شمروا عن �ساعد‬ ‫الجد‪ ،‬ويعملوا التفكير وي�شحذوا الهمم‪ ،‬ويقتربوا من الواقع ومجريات‬ ‫الأمور وطبيعتها‪ ،‬ويتدار�سوا الحقائق‪ ،‬ويجيدوا اختيار الم�سار‪ ،‬مما يتطلب‬ ‫نتبين الطريق والو�سيلة المثلى لل�سير فيه بقدرة ال�شعب المت�سلح‬ ‫منا جمي ًعا �أن َّ‬ ‫بالوعي والناقد والمبدع والمتطور الذي ي�ضع الم�صلحة العامة فوق كل‬ ‫مقد�سة ي�شترك في تحملها المجتمع‬ ‫اعتبار‪ ،‬ذلك �أن خدمة الوطن م�سئولية ّ‬ ‫ب�أ�سره‪ ،‬وفي طليعته قواه الحية‪ ،‬و�شرائحه الواعية‪.‬‬ ‫و�إننا لن�شاطر جاللتكم ما �أكدتم عليه من �أن البحرين قد ا�ستطاعت تحقيق‬ ‫ذلك بنجاح كبير وفي زمن قيا�سي بف�ضل من اهلل ثم ب���إرادة وطنية قادها‬ ‫جاللتكم‪ ،‬وانتظمت فيها كل فعاليات المجتمع وبخا�صة ال�سلطة الت�شريعية‬ ‫والنواب وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني والمنابر‬ ‫المتمثلة في مجل�سي ال�شورى ّ‬ ‫ال�سيا�سية والعلماء والعمال والمثقفين رجا ًال ون�ساء‪ ،‬متطلعين �إلى توظيف‬ ‫هذا النجاح وترجمته في برنامج عمل وطني �شامل ي�أخذ في الح�سبان‬ ‫ا�ستثمار الطاقات والإمكانات المتاحة كافة لتعزيز م�سيرة العمل والبناء‪،‬‬ ‫والإ�سراع في عملية التحديث باعتماد المرونة واالنفتاح على العالم‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن ما يدفعنا �إلى التركيز ب�شكل �أكبر على هذه الم�ساحة الم�ضيئة من‬ ‫خطابكم ال�سامي هو ما يحدث بين الفينة والأخرى من بع�ض الحوادث‬ ‫العابرة التي قد ت�ضع الع�صا ‪ -‬دون �أن تعي ‪ -‬في عجلة التطوير والإ�صالح‪،‬‬ ‫‪28‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫وتخلق ب�ؤر توتر جديدة لم�سيرة ت�سعى �إلى االنطالق‪ ،‬وهي معب�أة بالغايات‬ ‫الكبيرة والأهداف النبيلة‪ .‬لذا ف�إننا نتمنى �أن تتعامل م�ؤ�س�سات المجتمع‬ ‫المدني كافة مع هذه الق�ضايا بما تمليه عليها م�سئولياتها الوطنية‪ ،‬داعين‬ ‫الحكومة الموقرة �إلى اال�ستمرار في معالجة ذلك بما عرف عنها من حكمة‬ ‫ورو ّية لنوا�صل م�سيرتنا في م�شروعنا الإ�صالحي‪ ،‬م�ؤكدين �أن مثل هذا‬ ‫فر�صا ممتازة لتخطي‬ ‫التعاطي الحي والمرن والمت�سامح بين الجميع �سيخلق ً‬ ‫العقبات‪ ،‬وتقوية ج�سور الت�آلف والتعاون المثمر والبناء‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا لنعتقد جازمين ب�أن م�سئوليات كبيرة تقع على عاتق جميع القوى‬ ‫الفاعلة في المجتمع‪ ،‬خا�صة في هذه المرحلة المف�صلية من مراحل العمل‬ ‫الوطني‪ .‬و�إن الجميع مدعو �إلى ممار�سة دوره في بناء مجتمع الأمن وال�سلم‪،‬‬ ‫والإ�سهام بفاعلية في تحقيق اال�ستراتيجية الوطنية في ظل ر�ؤيتكم الوا�ضحة‬ ‫التي تقوم على االرتقاء بمفهوم الأمن الوطني �إلى م�صاف الأمن الإن�ساني‬ ‫الذي تن�شده وتتطلع �إليه �شعوب و�أمم الأر�ض قاطبة‪ ،‬م�ستذكرين في هذا‬ ‫المجال ال�شوط الكبير الذي قطعته مملكة البحرين على هذا الطريق وبخا�صة‬ ‫فيما يتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية وتما�سك الجبهة الداخلية التي هي رديفة‬ ‫لال�ستراتيجية الدفاعية الوطنية كما �أ�شرتم جاللتكم في خطابكم ال�سامي‪،‬‬ ‫منوهين في هذا ال�ش�أن بالدور البارز الذي ت�ضطلع به قوة دفاع البحرين‬ ‫ّ‬ ‫باعتبارها الح�صن المنيع لحماية الوطن و�صون مكت�سباته‪ ،‬وهو ما �أ�سهم في‬ ‫�أن تحظى البحرين بتقدير واحترام الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة‪ ،‬بل‬ ‫والمجتمع الدولي ب�أ�سره باعتبارها �إحدى �أبرز الدول التي تعنى بحقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وتوفر له �أ�سباب الحياة الحرة الكريمة‪ ،‬حيث �إن هذه النتائج الطيبة‬ ‫التي تحققت �إنما جاءت بال�شك ثمرة لجهود م�ضنية بذلت من قبل جميع‬ ‫المعنيين بال�ش�أن العام‪.‬‬ ‫�إننا يا �صاحب الجاللة لن�ؤيد ما ت�ضمنه خطاب جاللتكم ال�سامي ب�أن‬ ‫‪29‬‬


‫يكون البرنامج االجتماعي �شام ً‬ ‫ال ليغطي مختلف فئات المواطنين دون‬ ‫تمييز‪ ،‬وخا�صة ذوي الدخل المحدود‪ ،‬وبما يعزز الأمن االقت�صادي للمواطن‬ ‫من م�سكن وعمل‪ ،‬و�أن يت�ضمن هذا البرنامج الآليات التي ت�ضمن زيادة‬ ‫�إنتاجية المواطن في عملية التنمية ال�شاملة والم�ستدامة‪ ،‬مع التركيز على تفعيل‬ ‫حركة االقت�صاد الوطني‪ ،‬والإ�سراع في تنفيذ الم�شاريع الإ�سكانية التي تم‬ ‫الإعالن عنها‪ ،‬والإعداد لإقامة المدن الجديدة مع الدعوة �إلى مبا�شرة العمل‬ ‫�سري ًعا في �إن�شائها لتلبية االحتياجات الإ�سكانية الملحة للمواطنين �إر�ساء‬ ‫لدعائم م�شروع الإ�سكان ال�شامل في مملكة البحرين لهذا الجيل والأجيال‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫وا�سمحوا لنا يا �صاحب الجاللة �أن ن�ستذكر هنا بالعرفان والتقدير الدور‬ ‫البارز ل�صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي العهد الأمين‬ ‫القائد العام لقوة دفاع البحرين‪ ،‬م�شيدين بجهود �سموه المخل�صة في دعم‬ ‫مجاالت التنمية االقت�صادية‪ ،‬و�إن�شاء الم�شروعات الإ�سكانية الطموحة في‬ ‫مختلف مناطق البالد‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن ما �أكدتم عليه في خطابكم ال�سامي من �أهمية تر�سيخ دولة القانون‬ ‫واالقت�صاد الحر‪ ،‬ورفع م�ستوى معي�شة المواطن وال�شفافية والتعددية‬ ‫واالعتدال واحترام حقوق الإن�سان‪� ،‬إنما هو �إ�شارة �إلى �أدوات الإ�صالح‬ ‫والتطوير والنمو‪ ،‬ومرتكزاته الأ�سا�سية‪ .‬و�إن هذه الأدوات الفاعلة هي التي‬ ‫�ستقودنا �إلى بلوغ الهدف‪ ،‬وتحقيق المنجزات �إن �شاء اهلل‪.‬‬ ‫فالمواطن الذي تراعى حقوقه وت�صان في دولة القانون‪ ،‬ويتم توفير العي�ش‬ ‫الكريم له‪ ،‬ويعي�ش الأمان والحرية هو الذي ي�ستطيع �أن ينتج ويعمل ويتفاعل‬ ‫مع الأهداف الكبرى‪ .‬فلقد قامت الدول المتقدمة على ت�شريعات من�صفة‬ ‫وعادلة يتم تطبيقها واحترامها‪ .‬ولن يتحقق كل ذلك �إال �ضمن مناخ ي�سوده‬ ‫النظام‪ ،‬والقوانين والت�شريعات‪ ،‬وتحفظ فيه حقوق االن�سان‪ ،‬ويتمتع المواطن‬ ‫‪30‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫فيه بكل هذه الحقوق‪ ،‬خا�صة في العمل وال�صحة والتعليم والحماية الأمنية‪.‬‬ ‫وانطالقًا من ت�أكيد جاللتكم �أهمية تر�سيخ نظام االقت�صاد الحر الذي‬ ‫يراعي م�صالح جميع المواطنين‪ ،‬ويرفع من م�ستوى معي�شتهم‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد‬ ‫على �ضرورة الم�ساهمة الف ّعالة للقطاع الخا�ص في التنمية‪ ،‬حيث �إن هناك‬ ‫قنوات و�آفاقًا متعددة تتطلب من ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية التعاون‬ ‫ب�ش�أنها لو�ضع الآليات المنا�سبة لتحقيق ذلك‪ ،‬وفي مقدمتها ا�ستكمال‬ ‫الت�شريعات والقوانين والأنظمة التي ت�ساهم في دفع عجلة التنمية‪ ،‬وت�شجع‬ ‫القطاع الخا�ص على اال�ستثمار في مجمل م�شاريع التنمية‪ ،‬ومن �أهمها تلك‬ ‫المتعلقة بال�شفافية ومحاربة الف�ساد الإداري والمالي بتفعيل الرقابة المالية‬ ‫والإدارية‪.‬‬ ‫جهدا في القيام بما‬ ‫و�إننا يا �صاحب الجاللة لنتعهد لجاللتكم ب�أننا لن ن�ألو ً‬ ‫يمليه علينا الواجب في هذا ال�ش�أن‪ ،‬متعاونين مع الحكومة الموقرة لتحقيق‬ ‫هذا الهدف النبيل‪.‬‬ ‫وفي �ضوء ذلك نرى �ضرورة ت�أكيد عدد من المحاور الأ�سا�سية فيما يتعلق‬ ‫بال�ش�أن االقت�صادي يمكن �إيجازها في التالي‪:‬‬ ‫‪ .1‬ت�سهيل �إجراءات اال�ستثمار لجذب وا�ستقطاب المزيد من اال�ستثمارات‬ ‫الخارجية ور�ؤو�س الأموال‪ ،‬مما ي�ستوجب اتباع �أ�ساليب و�أنماط جديدة‬ ‫في التعامل مع الم�ستثمرين‪.‬‬ ‫‪ .2‬دعم الحكومة و�أجهزتها للقطاع الخا�ص بت�سهيل وتب�سيط �إجراءاتها‬ ‫بعيدا عن البيروقراطية والتعقيد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .3‬تفعيل مجل�س التنمية االقت�صادية لي�ضطلع بمهامه وم�سئولياته‪ ،‬وتعزيز‬ ‫دوره لو�ضع اال�ستراتيجيات التي ت�سهم في تحريك عجلة االقت�صاد‬ ‫والنهو�ض به‪.‬‬ ‫‪� .4‬إقامة م�شاريع اقت�صادية جديدة ت�ساعد على تطوير وتنمية االقت�صاد‬ ‫‪31‬‬


‫الوطني‪ ،‬بما في ذلك اقت�صاد المعرفة‪ ،‬لخلق فر�ص عمل للمواطنين‪.‬‬ ‫‪ .5‬ت�شجيع ودعم اال�ستثمارات المبا�شرة المحلية كم�شروع الفورميال واحد‬ ‫و�أم��واج ودرة البحرين ومرف أ� البحرين المالي وغيرها‪ ،‬والعمل على‬ ‫ت�أ�سي�س بنية تحتية وطنية في المجاالت المالية واالقت�صادية وال�سياحية‬ ‫والتعليمية وال�صحية‪.‬‬ ‫‪ .6‬دعم وتعزيز برامج التدريب لخلق المزيد من العمالة الوطنية المدربة‬ ‫والم�ؤهلة لتحل محل العمالة الأجنبية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد تحققت �إنجازات اقت�صادية كثيرة �ضمن م�سيرتنا التنموية‪ ،‬غير �أن ثمة‬ ‫عراقيل قد تحول دون انطالقتنا ب�سرعة �أكبر وب�أداء �أكثر تمي ًزا‪ ،‬م�ؤكدين في‬ ‫هذا المقام �أن عجلة الإ�صالح االقت�صادي لن تت�سارع وتيرتها دون وجود‬ ‫نظام �إداري ومالي دقيق ووا�ضح ي�سهم في ك�سب ثقة الم�ستثمرين‪ ،‬وت�أمين‬ ‫معوقات �أو م�صاعب �أو عقبات‪.‬‬ ‫احتياجاتهم دونما ِّ‬

‫ولأنه ال نماء اقت�صاديًا في ظل اال�ضطرابات المجتمعية‪ ،‬وال�صراعات‬ ‫الطائفية والتوتر ال�سيا�سي‪ ،‬والتناحرات الفئوية‪ ،‬ف�إننا يا �صاحب الجاللة‬ ‫لن�ؤكد ت�أييدنا المطلق لتوجهات جاللتكم الهادفة �إلى تر�سيخ الدعائم الوطيدة‬ ‫والدائمة للوحدة الوطنية التي هي ثمرة للتفاعل الإيجابي بين جميع‬ ‫الم�ؤ�س�سات الوطنية التي ت�ضع م�صلحة الوطن و�أبنائه فوق كل اعتبار‪،‬‬ ‫م�ؤكدين �أهمية �أن تلتزم جميع �شرائح المجتمع وم�ؤ�س�ساته وفعالياته بمختلف‬ ‫�أطيافها وتوجهاتها وانتماءاتها بهذا المبد أ� الذي هو من دعائم وثوابت‬ ‫و�أ�سا�سيات مبادئ العمل الوطني الذي �أكد عليه م�شروع جاللتكم الإ�صالحي‪.‬‬

‫وفي هذا الخ�صو�ص ف�إن من الأهمية بمكان و�ضع برنامج للتربية والتثقيف‬ ‫ال�سيا�سي يهدف �إلى �إعداد الن�شء منذ البداية على �إدراك واجباته الوطنية‬ ‫وحقوقه في ظل النظام الديمقراطي‪ ،‬مع التعريف بالآلية الد�ستورية والقانونية‬ ‫‪32‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫التي يتم من خاللها ت�أدية الواجبات و�صون الحقوق‪ .‬لذا ف�إننا نقترح �أن يتم‬ ‫تعليم هذه المبادئ في المدار�س‪ ،‬ويتم ت�ضمين المناهج الدرا�سية جميع هذه‬ ‫جنبا �إلى جنب مع البرامج الأخرى للتربية الوطنية وحقوق الإن�سان‬ ‫المبادئ ً‬ ‫التي تتم من خالل مختلف الو�سائل المتاحة‪ ،‬ومن بينها مدار�س الم�ستقبل‬ ‫الرائدة‪ ،‬حيث ي�أتي م�شروعكم الكبير للإ�صالح التعليمي الذي يعرف‬ ‫بم�شروع حمد لمدار�س الم�ستقبل �ضمن هذا الإطار‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا ن�شهد الآن و�ضع اللبنات الأولى لنه�ضة كبيرة واعدة‪ ،‬تتمثل في‬ ‫الم�شاريع المتالحقة والكبيرة التي تطرحونها جاللتكم والتي تحمل في‬ ‫طياتها الكثير من ب�شائر الخير التي تزيدنا ثقة �أكبر في قيادتكم الحكيمة‬ ‫والواعية‪ ،‬ف�إلى جانب ما تتمتع به مملكة البحرين من ريادة مالية وتطور‬ ‫وثقافيا تت�ضاعف �أهميته‬ ‫ت�شريعيا وفكريًا‬ ‫�إنمائي ف�إنها غدت الآن مرك ًزا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫با�ستمرار‪ .‬وا�سمحوا لنا يا �صاحب الجاللة �أن نغتنم هذه الفر�صة للتعبير عن‬ ‫نظرا‬ ‫أي�ضا مرك ًزا للق�ضاء االقليمي‬ ‫�أمنياتنا ب�أن ت�صبح البحرين � ً‬ ‫ّ‬ ‫المتقدم‪ً ،‬‬ ‫للمعطيات العديدة التي تتوافر فيها وما تمتلكه من �إمكانات تجعلها م�ؤهلة‬ ‫لأن ت�ضطلع بمثل هذا الدور الهام‪ ،‬والذي �سيف�ضي في حالة تحققه �إلى تعزيز‬ ‫مكانة المملكة باعتبارها دولة قانون‪ ،‬ومنتدى للحوار الفكري والثقافي‪.‬‬ ‫وال�شك �أن البحرين بما تمتلكه من ر�صيد فكري وثقافي وح�ضاري‬ ‫وتاريخي‪ ،‬وما يمتاز به �شعبها من انفتاح على مختلف الح�ضارات والثقافات‬ ‫يجعلها قادرة على القيام بهذا الدور الطليعي بكفاءة عالية‪ .‬و�إن تحقيق ذلك‬ ‫يتطلب الإ�سراع في و�ضع الآليات واال�ستراتيجيات والبرامج التي ت�سهم في‬ ‫و�ضع البحرين على خارطة �أهم مناطق جذب المنتديات الفكرية والثقافية‪،‬‬ ‫وملتقى لحوار الأديان والتقريب بين المذاهب الإ�سالمية‪ ،‬متطلعين بعزم‬ ‫وثقة كبيرين �إلى تحقيق ما �أ�شرتم �إليه جاللتكم من �أن البحرين �ست�شهد المزيد‬ ‫من الفعاليات‪ ،‬و�إن�شاء مراكز المعلومات والدرا�سات اال�ستراتيجية المتميزة‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن البحرين وهي ت�شهد هذه النه�ضة الكبيرة البد لها من اال�ستفادة من‬ ‫جميع طاقات المجتمع القادرة على الإنتاج‪ ،‬وهو ما يدعونا �إلى ت�أكيد �أهمية‬ ‫فتح جميع المجاالت �أمام المر�أة‪ ،‬وتطوير كفاءاتها لت�ؤدي دورها الريادي في‬ ‫هذه النه�ضة المباركة‪ ،‬وخا�صة بعد �أن �أكدت المر�أة البحرينية قدرتها في‬ ‫ميدان العمل والإنتاج‪ ،‬وتفوقها في جميع المجاالت‪ .‬لذا ف�إن مجل�س‬ ‫ال�شورى ي�ؤكد �ضرورة تطوير الت�شريعات المتعلقة بالمر�أة بالتعاون مع جميع‬ ‫الفعاليات التي تعنى ب�شئون المر�أة البحرينية‪ ،‬وعلى ر�أ�سها المجل�س الأعلى‬ ‫للمر�أة‪ .‬كما �أن الطفولة باعتبارها الم�ستقبل الواعد لهذا الوطن تحظى هي‬ ‫الأخرى باهتمام ورعاية المجل�س‪ ،‬حيث يتم التعاون والتن�سيق في دعم‬ ‫ورعاية وحماية الطفولة مع العديد من الجهات المعنية‪ ،‬و�إن المجل�س ينوي‬ ‫تركيز الجهود على �ضرورة الت�شريعات والقوانين المتعلقة بحماية الطفولة‪.‬‬ ‫�إن �سيا�ستكم الحكيمة ‪-‬يا �صاحب الجاللة‪ -‬قد جعلت من البحرين‬ ‫أنموذجا ح�ضاريًا مرموقًا على الم�ستويين العربي والعالمي‪ ،‬وهو ما نلم�سه‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫من خالل الح�ضور البارز والم�شرف للبحرين في كل المحافل العربية‬ ‫والإقليمية والدولية‪ ،‬ذلك �أن تجربتكم الرائدة تلقى الثناء وال�صدى الإيجابي‬ ‫في الوطن العربي ب�أ�سره وفي مختلف دول العالم‪ .‬وال نبالغ �إذا قلنا �إن‬ ‫الطالئع ال�سيا�سية والفكرية ال�ساعية للتطوير في الدول العربية ترنو �إلى تجربة‬ ‫البحرين الرائدة في م�سيرتها الناجحة التي �أ�صبحت واحدة من العالمات‬ ‫البارزة على طريق الإ�صالح في العالم العربي‪ ،‬وهو ما يبعث في نفو�سنا‬ ‫االرتياح ويمل�ؤها بال�سعادة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا لن�شاطر جاللتكم الر�أي في �أن العام الجاري كان من �أ�صعب الأعوام‬ ‫مرت على المنطقة العربية‪ ،‬وخا�صة في فل�سطين والعراق‪ ،‬حيث يعي�ش‬ ‫التي ّ‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني ال�شقيق ظروفًا بالغة ال�صعوبة نتجت عن االحتالل‬ ‫‪34‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الإ�سرائيلي وممار�ساته القمعية العدوانية‪.‬‬ ‫يتعر�ض لأزمات ومحن خانقة‬ ‫كما �أن ال�شعب العراقي ال�شقيق اليزال ّ‬ ‫جراءها الكثير من �أرواح �أبنائه وتطال �آثارها كل مناحي الحياة فيه‪ .‬غير‬ ‫يدفع ّ‬ ‫�أننا على ثقة تامة ب�أن جاللتكم باعتباركم رئي�س الدورة الحالية لجامعة الدول‬ ‫العربية وبما تمتلكونه من حكمة وحنكة وبعد نظر‪ ،‬وبالتعاون مع �إخوانكم‬ ‫يتعر�ض له �أبناء‬ ‫قادة الدول العربية ال�شقيقة �ستعملون على الحد من �آثار ما ّ‬ ‫ال�شعبين ال�شقيقين من ممار�سات واعتداءات خطيرة‪ ،‬وتجنيبهما المزيد من‬ ‫الم�آ�سي والويالت والدمار‪ ،‬منا�شدين القادة العرب في هذا الظرف الدقيق‬ ‫والخطير �أن تنتظم جهودهم وتتوحد م�ساعيهم الخيرة للحفاظ على وحدة‬ ‫و�شعبا‪ ،‬م�ؤكدين في الوقت ذاته على الدور البارز الذي يجب‬ ‫أر�ضا‬ ‫العراق � ً‬ ‫ً‬ ‫�أن ت�ضطلع به المرجعيات الدينية و�شيوخ القبائل والع�شائر وكذلك القوى‬ ‫الوطنية في تعزيز الوحدة الوطنية في العراق ال�شقيق‪ ،‬بما ي�سهم في درء‬ ‫المخاطر‪ ،‬وتجاوز المحنة‪.‬‬ ‫عودنا مجل�س التعاون لدول الخليج العربية بتفاعله الإيجابي مع‬ ‫وكما ّ‬ ‫الق�ضايا الم�صيرية للأمة العربية‪ ،‬باعتباره جز ًءا ال يتجز أ� من ن�سيجها العام ف�إننا‬ ‫جهدا من�سقًا وم� ًؤثرا للمجل�س في الإ�سهام في ا�ستتباب‬ ‫نتطلع �إلى �أن نرى‬ ‫ً‬ ‫الأمن واال�ستقرار في ربوع العراق ال�شقيق‪ ،‬والعمل مع المجتمع الدولي‬ ‫ب�أ�سره في حل الق�ضية الفل�سطينية من خالل �إر�ساء دعائم ال�سالم العادل‬ ‫والدائم الذي يكفل الحقوق الم�شروعة لل�شعب الفل�سطيني ال�شقيق‪ ،‬و�إقامة‬ ‫عاليا‬ ‫دولته الم�ستقلة على ترابه الوطني وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬مثمنين ً‬ ‫جهود جاللتكم الحثيثة بالتعاون مع �إخوانكم قادة دول المجل�س في تفعيل‬ ‫دوره وتمكينه من �أن ي�سرع الخطى نحو تلبية وتحقيق تطلعات �شعوب‬ ‫المجل�س نحو مزيد من التن�سيق والتعاون ليلم�س المواطنون ثمرة ذلك في‬ ‫�شكل م�شروعات وبرامج م�شتركة تعزز اللحمة والوحدة واالنتماء في ظل‬ ‫المبادئ ال�سامية التي قامت عليها هذه المنظومة الخليجية‪ ،‬م�ؤكدين �أهمية‬ ‫‪35‬‬


‫التركيز على التكامل بين دول المجل�س للتعاطي مع الم�ستجدات التي يفرزها‬ ‫ع�صر التكتالت الكبيرة‪.‬‬ ‫كما �أن ما �أ�شرتم �إليه جاللتكم في خطابكم ال�سامي من توافق القادة‬ ‫العرب على طرح ت�صورات لتطوير ميثاق الجامعة العربية تفعي ً‬ ‫ال للعمل‬ ‫ليعبر عن �أمل اليزال يراود �أبناء ال�شعب العربي من خليجه‬ ‫العربي الم�شترك ّ‬ ‫�إلى محيطه‪ ،‬داعين لكم وقادة الأمة العربية بالتوفيق في بلوغ هذا الحلم‪،‬‬ ‫الذي �إن تحقق ف�ستكون له �آثار �إيجابية على م�سيرة العمل العربي الم�شترك‪،‬‬ ‫وخا�صة �أن الأمة العربية قد عانت الكثير من الهوان والإذالل على يد �أعدائها‬ ‫بدد طاقات الأمة‪،‬‬ ‫جراء ت�شرذمها وانكفاء كل قطر عربي على نف�سه‪ ،‬مما ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�ستباحا للمترب�صين بها من الإ�سرائيليين ال�صهاينة وغيرهم‪،‬‬ ‫نهبا‬ ‫ً‬ ‫وجعلها ً‬ ‫رغم ما ي�ستقر في �ضمير هذه الأمة من توجه نحو ال�سالم واال�ستقرار‪ ،‬ورغبة‬ ‫�صادقة للإ�سهام في م�شاركة �أمم الأر���ض الأخ��رى عملية البناء الفكري‬ ‫والح�ضاري والإن�ساني‪ ،‬وهو الوجه الحقيقي لهذه الأمة الذي ميزها على‬ ‫مدار التاريخ‪.‬‬ ‫وبمراجعة �شاملة وفاح�صة ودقيقة لطبيعة الأو�ضاع التي نجتازها ف�إننا‬ ‫ن�ؤيد ب�شكل مطلق ما �أكدتموه جاللتكم من �أن الأمة بحاجة �إلى ثالثة‬ ‫انعطافات تاريخية تتمثل في �إ�صالح �أو�ضاعنا‪ ،‬و�إحياء ت�ضامننا بفاعلية‪،‬‬ ‫والعودة الجادة �إلى اكت�ساب التقدم الح�ضاري الالزم لبناء الأمم في هذا‬ ‫البد‬ ‫الع�صر‪ .‬ون�شاطر جاللتكم ر�ؤيتكم الح�صيفة ب�أن الأمة في خطر‪ ،‬و�أنه َّ‬ ‫من �صحوة م�سئولة‪ .‬وانطالقًا من هذا النداء ف�إن الم�سئولية القومية تقت�ضي من‬ ‫الجميع القيام بواجبهم في مثل هذا المنعطف التاريخي والظرف المف�صلي‬ ‫الذي تجتازه الأمة العربية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا وقد �سعدنا بما ا�شتمل عليه خطابكم ال�سامي من معانٍ جليلة و�آراء‬ ‫‪36‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫�سديدة لنود �أن نعرب لجاللتكم مرة �أخرى عن خال�ص ال�شكر وعظيم‬ ‫التقدير واالمتنان لما حفل به الخطاب ال�سامي من دالالت وا�ضحة ت�ؤكد ثقة‬ ‫جاللتكم في ح�سن �أداء المجل�س الوطني في ال��دور الأول من الف�صل‬ ‫الت�شريعي الأول‪ ،‬وهو ما يغمرنا بال�سعادة‪ ،‬ويحملنا في الوقت ذاته م�سئوليات‬ ‫ج�سا ًما ن�س�أل المولى جلت قدرته �أن يهبنا القوة على تحملها بكل �أمانة‬ ‫و�إخال�ص‪ ،‬م�ؤكدين لجاللتكم �أننا �سنفرغ كامل جهدنا للقيام بواجبنا تجاه‬ ‫عملية الت�شريع والتقنين التي تتطلب الكثير من الجهد والوقت‪.‬‬ ‫و�إننا بعد اتكالنا على اهلل ثم على دعم جاللتكم وبالتعاون مع مجل�س‬ ‫النواب والحكومة الموقرة �سنعمل على القيام بم�سئولياتنا في هذه المرحلة‬ ‫الهامة من تاريخ وطننا الغالي‪ ،‬بعد �أن اجتزنا بنجاح المرحلة الأولى في‬ ‫م�سيرتنا الديمقراطية‪.‬‬ ‫و�إنه بقدر ما يمل�ؤنا من �شعور باالطمئنان �إلى موا�صلة نجاحنا في هذه‬ ‫المهمة ف�إننا نود �أن نطمئن جاللتكم و�أبناء �شعبكم الكريم ب�أننا معا �سائرون‬ ‫على درب واحد‪ ،‬ونحو غايات واحدة تهدف �إلى خير هذا الوطن العزيز‬ ‫و�إ�سعاد ورفاهية �أبنائه المخل�صين‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س ال�شورى‬ ‫الثالثاء‪ 20‬يناير ‪2004‬م‬ ‫‪ 28‬ذو القعدة ‪ 1424‬هـ‬

‫‪37‬‬


‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الثاني ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫الع�ضو عبد الرحمن محمد جم�شي ر‬ ‫�سعادة الع�ضو �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الجليل �إبراهيم الطريف ‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد هادي �أحمد الحلواجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة نعيمة في�صل الدو�سري ‬

‫‪38‬‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫دور االنعقاد الثالث‬

‫الفصل التشريعي األول‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الثالث‬

‫‪39‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثالث‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫تتقدم الم�سيرة‪ ،‬وتكبر التجربة‪ ،‬ويعلو البناء‪ ،‬فنلتقي اليوم الفتتاح دور‬ ‫مزيدا من العطاء تلبية‬ ‫االنعقاد الثالث لمجل�سنا الوطني بجناحيه‪ ،‬متمنين لكم ً‬ ‫لتطلعات �شعبنا الوفي ال�ستكمال مقومات الحياة الحرة الكريمة التي تليق‬ ‫بن�ضاله الوطني وعمله المنتج ووعيه الم�ستنير‪.‬‬ ‫ويطيب لنا بداي ًة �أن ن�سجل باعتزاز �أنكم خالل العامين الما�ضيين قد‬ ‫�أر�سيتم‪ ،‬بالتعاون مع الحكومة الموقرة‪ ،‬وب�شكل غير م�سبوق في تاريخ‬ ‫�صالحا‬ ‫البحرين‪ ،‬تقاليد للعمل البرلماني الم�سئول نعتقد �أنها تمثل منطلقًا‬ ‫ً‬ ‫لحياة ديمقراطية مت�صلة الحلقات �سواء في نطاق الت�شريع �أو متابعة الأداء‬ ‫الحكومي طبقًا ل�صالحياتكم الد�ستورية وبما يعك�س الإرادة ال�شعبية التي‬ ‫�ستبقى‪ ،‬ب�إذن اهلل‪ ،‬م�صدر �إلهامنا جمي ًعا‪ ،‬و�إنه ل�شرف عظيم �أن يكون كل‬ ‫واحد منكم ممث ً‬ ‫ال لل�شعب ب�أ�سره كما ن�ص الد�ستور‪ ،‬دون تمييز بين اتجاه‬ ‫و�آخر‪ ،‬حيث �إن الجامع بيننا بعد اهلل �سبحانه وتعالى‪ ،‬هو االنتماء للبحرين قبل‬ ‫كل �شيء‪.‬‬ ‫معربين عن دعمنا لمجل�سكم في �أداء واجبه بالروح الب ّناءة والحري�صة على‬ ‫م�صلحة الوطن العليا‪� ،‬ضمن نظامنا الد�ستوري القائم على الف�صل بين‬ ‫ال�سلطات الثالث‪ :‬الت�شريعية والتنفذية والق�ضائية‪ ،‬بما يكفل ا�ستقالل كل‬ ‫‪41‬‬


‫منها عن الأخرى في �أداء عملها مع تعاونها الم�شترك من �أجل ال�صالح العام‪،‬‬ ‫تحقيقًا لتوازن ال�سلطات الذي تتطلبه الممار�سة الديمقراطية‪.‬‬ ‫قانونيا‬ ‫و�إذ ن�شير في هذا الموقف �إلى �أهمية القيام بذلك وتعزيز الوعي به‬ ‫ً‬ ‫خالل هذه الدورة‪ ،‬ف�إنه يهمنا الت�أكيد ب�أنه في دولة القانون البد من تعزيز‬ ‫ثقافة القانون ب�صفة عامة‪ ،‬في مختلف المجاالت‪ ،‬بحيث يتر�سخ الوعي‬ ‫القانوني الالزم لدى الجميع‪ ،‬مواطنين وم�سئولين‪ ،‬فيعرف كل ذي حق‬ ‫حقه‪ ،‬على ال�صعيدين العام والخا�ص‪ ،‬وتتو�ضح الحقوق والواجبات وكذلك‬ ‫الم�سئوليات في مختلف القوانين ال�سارية‪ ،‬وما تحتاجه البالد من ت�شريعات‬ ‫جديدة لأو�ضاعنا الم�ستجدة‪ ،‬وبما ي�ؤدي بال�سرعة الممكنة �إلى تعديل‬ ‫القوانين المعيقة للتطوير‪� ،‬أو لال�ستثمارات‪� ،‬أو للم�سيرة المباركة ب�صورة‬ ‫عامة‪ ،‬وبال�شك‪ ،‬ف�إن �إقامة التوازن العملي بين متطلبات الت�شاور الديمقراطي‬ ‫في مجل�سكم وما يتطلبه من وقت‪ ،‬واحتياجات البالد �إلى �إ�صدار القوانين‬ ‫المالئمة وما يتطلبه من �إ�سراع هو المعادلة المثلى لأداء هذه المهمة الحيوية‪،‬‬ ‫تنظيما لمختلف التعامالت في‬ ‫المتمثلة في ا�ستكمال البناء القانوني ال�شامل‬ ‫ً‬ ‫البــالد‪ ،‬وبحيث ال ُيواجـــه �أي تجاوز للقـــانون �إال بمنطق القـــانون‪ ،‬على‬ ‫كل �صعيد‪.‬‬ ‫و�ضمن هذا ال�سياق‪ ،‬وتجاو ًزا لأ�شكال التمييز الذي يواجه المر�أة‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إعادة تنظيم �شئون الأ�سرة‪ ،‬بقانون مرن ومتوافق عليه‪ ،‬يراعي مبادئ ال�شريعة‬ ‫وير�شد العالقة ال�شرعية بين الزوج‬ ‫ال�سمحة‪ ،‬بما ي�صون حقوق الأم والطفل‬ ‫ّ‬ ‫مواكبا‬ ‫والزوجة‪� ،‬سيبقى هدفًا حيويًا لمجتمعنا‪ ،‬والبد �أن يكون مجل�سكم‬ ‫ً‬ ‫م�ستمدا من‬ ‫لهذا الم�شروع بحكم م�سئوليته الد�ستورية‪ ،‬على �أن يكون‬ ‫ً‬ ‫�صميم عقيدتنا الإ�سالمية‪ ،‬وما تتميز به من و�سطية واعتدال‪ ،‬وما تتيحه من‬ ‫اجتهاد ح�سب تغير الأزم��ان‪ ،‬كما يتجلى من تجديد قوانين الأ�سرة في‬ ‫مختلف البالد الإ�سالمية‪ ،‬ونحن على ثقة ب�أن متابعة �إ�صدار مختلف هذه‬ ‫القوانين والت�شريعات �ست�أتي على الوجه الأكمل ب�إذن اهلل بالتعاون الب ّناء بين‬ ‫‪42‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫مجل�سكم والحكومة الر�شيدة بقيادة العم العزيز الوالد �صاحب ال�سمو ال�شيخ‬ ‫خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء‪ ،‬الذي يقوم والحكومة الموقرة‬ ‫على توفير احتياجات المواطنين وتلبية رغباتهم في �شتى المجاالت‪ ،‬هذا‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال عن النجاحات الكبيرة التي حققتها الحكومة بقيادة �سموه على امتداد‬ ‫م�سيرة التنمية‪ ،‬واليزال الكثير الذي يجب �إنجازه في مجال التنمية ال�سيا�سية‬ ‫وطنيا‬ ‫والتنمية االقت�صادية حتى نحافظ على المكانة المرموقة للبحرين‬ ‫ً‬ ‫وعالميا‪.‬‬ ‫ً‬

‫هذا وا�ستكما ًال لم�سيرة الإ�صالح ال�شامل‪ ،‬التي بد�أت باال�ستفتاء العام‬ ‫على الميثاق وتفعيل الد�ستور‪ ،‬ومثلت منعطفًا في تاريخ كفاحنا الطويل من‬ ‫تطورا‪،‬‬ ‫�أجل الحرية والتقدم والعدل‪ ،‬ونقلت الحوار الوطني �إلى مراحل �أكثر‬ ‫ً‬ ‫ومواكبة للمتغيرات الدولية في ميادين المعلومات واالت�صاالت واالنفتاح‬ ‫وحر�صا منا على م�ساهمة مختلف القطاعات‬ ‫ال�سيا�سي‪ ،‬والنمو االقت�صادي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الوطنية من التجار والعمال والجامعيين والكتاب وم�ؤ�س�سات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬و�إ�شراك عامة المواطنين والمواطنات العاملين ب�صمت‪ ،‬في حوارات‬ ‫�أ�شمل و�أعمق ب�ش�أن الم�ستقبل وبلورة القرار الوطني تحقيقًا للتنمية ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية والتعليمية وغيرها‪ ،‬ف�إن �صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد‬ ‫�آل خليفة ولي العهد‪ ،‬قد ُكلف من قبلنا بمهمة متابعة بحث هذه الق�ضايا‬ ‫الوطنية ح�سب �أهميتها بمواكبة الحوارات الوطنية الجارية وتعزي ًزا لها‪،‬‬ ‫ا�ستمرارا‬ ‫و�سيقوم �سموه ب�إطالعنا عليها وفق جدول �أعمال �سيعلنه‪ ،‬وذلك‬ ‫ً‬ ‫لتوليه مثل هذه الق�ضايا منذ بحث تفعيل ميثاق العمل الوطني ورئا�سة �سموه‬ ‫للمجل�س االقت�صادي‪ ،‬وعلى الأخ�ص مبادرته المدرو�سة لإقامة ور�شة �إ�صالح‬ ‫توفيرا‬ ‫�سوق العمل في البالد بم�شاركة مختلف الأطراف الوطنية المعنية‬ ‫ً‬ ‫للمزيد من فر�ص العمل �أمام �أبناء البالد وما يتطلبه ذلك من معالجات‬ ‫م�ستقبلية �سنتوافق عليها بالت�شاور مع المعنيين بالأمر‪ ،‬ونعتقد �أنه من ال�شجاعة‬ ‫�أن ت�صارح الدولة مواطنيها بالم�شكالت فذلك بداية الحل‪ ،‬وهو توجه ينال‬ ‫دعمنا الكامل‪ ،‬هذا مع توجيهنا لولي العهد ب�ضرورة العمل منذ الآن و�ضمن‬ ‫‪43‬‬


‫هذه المهمة على �إعداد ال�صف الثاني من القيادات ال�شابة التي �ستتولى‬ ‫الم�سئولية وترفع الراية وتوا�صل ر�سالة الإ�صالح‪ ،‬وبم�شاركتهم معنا في‬ ‫�إعداد الم�ستقبل الذي هو من ن�صيبهم‪ ،‬ب�إذن اهلل‪ ،‬يكونون قد بد�أوا الإ�سهام‬ ‫في �صنعه‪ ،‬مثلما �أ�سهمت معنا �أجيال من ال�شباب في بناء قوة دفاع البحرين‬ ‫التي لها من المكانة ال�سامية في قلوبنا مع كافة الأجهزة الأمنية ما يدفعنا �إلى‬ ‫الفخر واالعتزاز بها‪ ،‬وما ي�ستوجب منا بذل المزيد من التطوير والتحديث‬ ‫لما تقدمه من خدمات لي�س في المجاالت المخت�صة بها فح�سب‪ ،‬بل تتعداها‬ ‫�إلى مختلف المجاالت االجتماعية والإن�سانية وغيرها‪ ،‬ف�إلى �ضباطها وكافة‬ ‫�أفرادها كل التحية والتقدير‪.‬‬

‫�أيها الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫�أما على ال�صعيد الخارجي‪ ،‬فقد كانت دعوة البحرين للم�شاركة في ملتقى‬ ‫تقديرا‬ ‫الدول ال�صناعية الكبرى في يونيو الما�ضي في الواليات المتحدة‬ ‫ً‬ ‫للنموذج الذي تمثله في هذه المنطقة من العالم‪ ،‬وهذا ما يدعونا �إلى‬ ‫ا�ستكمال الم�سيرة المباركة بالمزيد من الت�صميم والعزم‪ ،‬و�أما على �صعيد‬ ‫الجوار الخليجي والعربي‪ ،‬ب�صفة خا�صة‪ ،‬ف�إنا نعتقد �أنه بعد مرور الخليج‬ ‫بثالث حروب مكلفة‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن تداعيات ال�صراع في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ف�إن‬ ‫�شعوبنا بحاجة ما�سة �إلى تحقيق الأمن واال�ستقرار ال�ستئناف تقدمها الح�ضاري‬ ‫وتطورها الديمقراطي وم�شروعاتها الإ�صالحية‪ .‬و�إنه لي�سعدنا �أن نرحب‬ ‫بانعقاد القمة الخليجية المقبلة في البحرين متطلعين �إلى لقاء القادة الأ�شقاء‬ ‫بدول المجل�س لتطوير م�سيرته بما يلبي تطلعات �شعوبنا ال�شقيقة ويواكب‬ ‫المتغيرات المت�سارعة‪ ،‬وفي تقديرنا ف�إنه على المدى الم�ستقبلي‪ ،‬البد من‬ ‫تعزيز اال�ستراتيجية الم�شتركة لمجل�س التعاون بر�ؤية متجددة لترتيبات النظام‬ ‫الإقليمي الأ�شمل في الخليج‪ ،‬بم�شاركة كافة الأط��راف المعنية والقوى‬ ‫الدولية ذات ال�صلة في الوقت ذاته‪.‬‬ ‫�إال �أن ذلك لن يكتمل �إال بالتو�صل �إلى �سالم �شامل وعادل في ال�شرق‬ ‫‪44‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الأو�سط يقوم على �ضمان الحدود الآمنة لكافة دول��ه بما فيها الدولة‬ ‫الفل�سطينية الم�ستقلة وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ .‬وعلينا �أال نكل عن هذه‬ ‫المطالبة‪� ،‬أيًا كانت الم�صاعب‪ ،‬لأنها عادلة وال يمكن لل�ضمير العالمي �أن‬ ‫يتخلى عنها في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تتابع الحروب وال�صراعات الدامية في المنطقة‪ ،‬ف�إنا‬ ‫ن�ؤمن ب�أن ك�سب ال�سالم ل�صالح جميع �شعوبها هي المعركة التي ينبغي �أن‬ ‫نعبئ جهودنا من �أجلها‪ ،‬بد ًءا بالعراق ال�شقيق الذي ال حل لم�شكلته �إال من‬ ‫موحدا ت�صون‬ ‫ذاته وذلك ليتفرغ لإعادة بناء وطنه الذي يجب �أن يبقى‬ ‫ً‬ ‫وحدته الديمقراطية‪ ،‬والتعاون البناء مع جيرانه‪ ،‬واالنفتاح على المجتمع‬ ‫الدولي‪ .‬ولعل الدعوة لعقد م�ؤتمر دولي ب�ش�أن العراق ت�شارك فيه الأطراف‬ ‫الإقليمية يمثل �أن�سب مدخل للم�ساعدة على معالجة الم�شكالت التي‬ ‫يعانيها‪ ،‬كما �أن مثل هذا الم�ؤتمر يمكن �أن يتكامل م�ستقب ً‬ ‫ال مع ترتيبات الأمن‬ ‫في حو�ض الخليج ب�صفة عامة‪.‬‬ ‫مثمرا يعتز‬ ‫ختا ًما‪� ،‬أيها الإخوة والأخوات‪ ،‬نتمنى لكم جمي ًعا دور انعقاد ً‬ ‫به الوطن في رحاب هذه الم�ؤ�س�سة الت�شريعية العزيزة‪ ،‬وال بديل وال م�صدر‬ ‫للتطوير الديمقراطي �إال �أنتم �أبناء هذا البلد وممثليه‪ ،‬فنحن لم ن�ستورد‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬ول�سنا ب�صدد ا�ستعارة مظاهرها من الخارج‪ ،‬فقد �أردناها منذ‬ ‫البدء نابعة من ذاتنا لأنها عميقة الجذور في كفاح الآباء والأجداد‪ ،‬ولها‬ ‫�أ�سا�س وطيد في تراثنا‪ ،‬الأمر الذي يمنحها مجال النمو والتفتح‪ ،‬ودعوتنا‬ ‫�ستبقى مت�صلة لمزيد من الم�ساهمات الوطنية المخل�صة والم�سئولة من �أجل‬ ‫تطويرها من �صميم هذه الأر�ض طبقًا للإرادة ال�شعبية وم�ؤ�س�ساتها الد�ستورية‪.‬‬ ‫م�ؤكدين �أهمية االلتزام بر�صانة الحوار و�أدب االختالف في الر�أي على كل‬ ‫�صعيد فذلك ما نعتبره من جوهر �أخالق �أهل البحرين‪ ،‬و�إن كان ثمة ر�سالة‬ ‫نوجهها با�سم البحرين �إلى �أمتنا‪ ،‬ونحن ن�شهد ما تعانيه من احتراب‪ ،‬فهي �أن‬ ‫نبادر‪ ،‬حماية لعقيدتنا و�أوطاننا‪� ،‬إلى تعزيز ثقافة الحوار وال�سلم والبناء‬ ‫‪45‬‬


‫واالنفتاح على الثقافات الأخ��رى‪ ،‬لن�ستفيد ونفيد كما علمتنا ح�ضارتنا‬ ‫العربية الإ�سالمية‪ ،‬والبد من م�صالحة النف�س �أو ًال‪ ،‬فالبيوت المنق�سمة ال تبني‬ ‫�أوطا ًنا عامرة‪.‬‬ ‫نوجه هذا النداء من على هذا المنبر الم�سئول اعتزا ًزا ب�أدائكم المتميز‬ ‫الذي جعله منار ًة للخير والحق ت�ستمد ر�سوخها من �أ�صالة �أهل البحرين‬ ‫وفطرتهم ال�صافية‪ ،‬واثقين �أنكم �ستحافظون على ثوابت هويتنا البحرينية التي‬ ‫ات�ضح معدنها للجميع‪ ،‬و�شهد بها العالم‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ال�سبت ‪ 9‬اكتوبر ‪2004‬م‬ ‫‪� 25‬شعبان ‪ 1425‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪46‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ملك مملكة البحرين‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫لقد ت�شرف مجل�س ال�شورى بالنظر فيما ا�شتمل عليه خطابكم ال�سامي‪،‬‬ ‫في الجل�سة االفتتاحية لدور االنعقاد العادي الثالث ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫في يوم ال�سبت الموافق ‪� 9‬أكتوبر ‪4002‬م والذي �سيكون النهج القويم لهذا‬ ‫المجل�س‪ ..‬هذا النهج ال��ذي �سيبقى بف�ضل قيادتكم الواعية نموذج ًا‬ ‫للديمقراطية القائمة على �أ�س�س العدل واحترام حقوق الإن�سان والم�ساواة‬ ‫بين المواطنين وتكاف�ؤ الفر�ص والف�صل بين ال�سلطات في توازن يليق بمكانة‬ ‫مملكة البحرين وتاريخها العريق و�أهدافها الوطنية والتنموية‪.‬‬ ‫لقد عززتم جاللتكم بما �أكدتموه في خطابكم الكريم ثقتنا بالم�ستقبل‬ ‫الذي �أو�ضحتم معالمه لوطن حر عزيز �أبي‪ ،‬يحت�ضن كل مواطنيه الحري�صين‬ ‫على �صون وحدته ويوفر لهم الكرامة والأمن واال�ستقرار والعي�ش الكريم‪،‬‬ ‫وي�ساهم بفاعلية في م�سيرة �أمته العربية‪.‬‬ ‫وال �شك �أن �إنجازات المجل�س الوطني التي تحققت من خالل العمل‬ ‫البرلماني الجاد في الدورتين الأولى والثانية من الف�صل الت�شريعي الأول‪،‬‬ ‫تمثل فر�صة ثمينة لال�ستفادة من درو�سها التي خلقتها الممار�سة والتجربة‬ ‫لتجذير الحياة الديمقراطية وتو�سعة دوائرها في مختلف مجاالت الت�شريع‬ ‫‪47‬‬


‫ومتابعة الأداء الحكومي القائم على برامج تف�صيلية محددة الأهداف في �إطار‬ ‫من ال�شفافية ورقابة العمل البرلماني المرتكز على م�سيرة التنمية ال�شاملة‪.‬‬ ‫�إن هذه التجربة الفتية تتعزز‪ ،‬يا �صاحب الجاللة‪ ،‬باختياركم ال�صائب‬ ‫�أ�سلوب التدرج في تطبيق الإ�صالحات والمبادئ المن�صو�ص عليها في‬ ‫الد�ستور وميثاق العمل الوطني‪� ،‬إيمان ًا ب�أن الديمقراطية هي ممار�سة تراكمية‬ ‫وعملية متوا�صلة ال تحمل �صفة ال�صيغ الجاهزة المفتقرة �إلى قدرة التحول‬ ‫والتغير التي يتوق �إليها المجتمع وما يتفق عليه و�صو ًال �إلى ديمقراطية متميزة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن فكرة ر�صانة الحوار و�أدب االختالف التي جاءت في خطاب جاللتكم‬ ‫تحمل في طياتها مبادئ احترام الر�أي الآخر‪ ،‬وتع�ضد دعوتكم ال�سامية‬ ‫لتد�شين منظومة الحوارات الوطنية ال�شاملة وبلورة القرار الوطني لتعميد‬ ‫ا�ستراتيجية تعطي الأولوية والدور الحقيقي للمواطن في �إطار �سيادة القانون‪.‬‬ ‫وقد جاء تكليف جاللتكم �صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل‬ ‫خليفة ولي العهد الأمين وت�سليمه م�سئولية هذه الحوارات والإ�شراف على‬ ‫بلورتها تعميق ًا وتجذيراً وت�أكيداً لهذه الر�ؤية العميقة من لدن جاللتكم ورافداً‬ ‫لها‪ .‬وفي هذا ال�صدد ف�إن مجل�س ال�شورى ي�ؤكد تقديره وتثمينه لدعوتكم‬ ‫ال�سامية �إلى بناء الم�ستقبل �سيا�سي ًا واقت�صادي ًا واجتماعي ًا ويعاهدكم على الدعم‬ ‫عن طريق العمل البرلماني الجاد وتر�سيخ مبادئ الحوار و�آداب االختالف‬ ‫في �أن�شطة الحياة ال�سيا�سية المختلفة‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من ت�أكيد جاللتكم �أهمية تعزيز الوعي وثقافة القانون‪ -‬حماية‬ ‫ال�ستقاللية ال�سلطات الثالث في �أداء عملها ب�صورة متوازنة وتعاونها الم�شترك‬ ‫من �أجل ال�صالح العام‪ -‬ف�إننا في مجل�س ال�شورى‪ ،‬ن�ؤيد هذا التوجه الحكيم‬ ‫لبث الوعي بين المواطنين والم�سئولين بحقوقهم والتزاماتهم عن طريق ت�أكيد‬ ‫دعوتكم لإن�شاء مركز يهتم بن�شر الوعي ب�أحكام الد�ستور‪ ،‬وميثاق العمل‬ ‫‪48‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الوطني‪ ،‬وتنمية ثقافة الحقوق المدنية وال�سيا�سية والقانونية‪ ،‬وتر�سيخها‬ ‫ت�أكيداً لمبد�أ �سيادة القانون‪.‬‬ ‫�إن الإ�سراع في �إيجاد هذا المركز �سينمي ‪-‬بال �شك‪ -‬ثقافة الديمقراطية‬ ‫والقانون بين ال�شباب ويعزز احترام الم�ؤ�س�سات الد�ستورية واالحتكام �إليها‬ ‫وذلك بالعمل مع وزارة التربية والتعليم والم�ؤ�س�سة العامة لل�شباب والريا�ضة‬ ‫من خالل البرامج الدرا�سية والأن�شطة العلمية والثقافية واالجتماعية‪� ،‬ضمن‬ ‫ا�ستراتيجية تعنى با�ستثمار الطاقات ال�شبابية في مجاالت التعليم والتدريب‬ ‫والعمل‪ ،‬وتبني مفهوم التعليم الم�ستمر مدى الحياة وت�أكيد دور التعليم في‬ ‫خلق المواطن القادر على الم�شاركة‪ ،‬والتفاعل مع التطورات ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية واالقت�صادية والثقافية والمتغيرات العالمية‪.‬‬ ‫�إن هذا المركز �سوف ي�ساعد العاملين في الم�ؤ�س�سات البرلمانية والمجتمع‬ ‫المدني على الدرا�سة والبحث لتلبية حاجة البحرين �إلى ت�شريعات جديدة‪،‬‬ ‫والعمل على �إزالة الق�صور في الت�شريعات والقوانين المطبقة حالي ًا في مختلف‬ ‫جوانب الحياة من �أجل دفع حركة النمو واالزدهار �إلى الأمام‪.‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ي�ساند خطواتكم ‪-‬يا �صاحب الجاللة‪ -‬في تر�سيخ‬ ‫مبادئ القانون واالحتكام �إليه انطالق ًا من الحقوق وااللتزامات الواردة في‬ ‫الد�ستور‪ ،‬كما يعاهد جاللتكم العمل على تحديد الحاجة �إلى الت�شريعات‬ ‫الجديدة التي تتطلبها عملية التطوير لإزالة �أي عائق يربك م�سيرة الإ�صالح‬ ‫والإعمار‪،‬و�إيجاد الو�سائل القانونية من خالل التن�سيق مع مجل�س النواب‬ ‫وال�سلطة التنفيذية وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني التي ت�سهل حريات التعبير‬ ‫والتجمع والتنظيم وال�صحافة وغيرها من الحريات‪ ،‬دون �أن ينال تنظيمها �أو‬ ‫تحديدها من جوهر الحق والحرية في ممار�سته‪.‬‬ ‫لقد عمل المجل�س في الدورتين ال�سابقتين على �إنجاز مجموعة من‬ ‫القوانين ذات العالقة بالإعالم وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني االجتماعية‬ ‫والثقافية‪ ،‬و�أدخل تعديالت على مجموعة من القوانين ال�صادرة قبل فترة‬ ‫‪49‬‬


‫الإ�صالح‪ ،‬لذا ف�إنه يرى �أهمية الإ�سراع في �إ�صدارها لتوفير حزمة قانونية‬ ‫�ضرورية ت�ساند التطورات التي ي�شهدها مجتمع البحرين‪ ،‬وتوفر القاعدة‬ ‫الت�شريعية للبناء ال�سيا�سي واالقت�صادي والثقافي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫والتزام ًا بتوجيهات جاللتكم ال�سامية‪ ،‬و�إيمان ًا بما جاء في كلمتكم‬ ‫الكريمة حول �أهمية تجاوز جميع �أ�شكال التمييز التي تواجه المر�أة‪ ،‬ف�إن‬ ‫مجل�س ال�شورى يقدر بكثير من االعتزاز المكا�سب التي جاء بها الم�شروع‬ ‫الإ�صالحي من خالل ما �أقره ميثاق العمل الوطني والد�ستور من حقوق‬ ‫من�صو�ص عليها للمر�أة البحرينية‪ ،‬يكفلها القانون الذي �سنعمل مع مختلف‬ ‫الجهات الر�سمية والأهلية على توفير قاعدته الت�شريعية والقانونية الالزمة‬ ‫لإعادة تنظيم �ش�ؤون الأ�سرة وا�ستكمال الت�شريعات الوطنية المتعلقة ب�أفرادها‬ ‫كافة من خالل قانون متطور ي�صون حقوق المر�أة والطفل ويحمي العالقة‬ ‫ال�شرعية بين الزوج والزوجة وي�أخذ بمبادئ ال�شريعة الإ�سالمية ال�سمحة‬ ‫نبرا�س ًا ودلي ً‬ ‫ال‪ .‬ولقد عمل مجل�س ال�شورى من خالل اللجنة الم�ؤقتة للمر�أة‬ ‫والطفل على مراجعة القوانين الخا�صة في المملكة ومواءمتها مع االتفاقيات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫لذا ف�إن مجل�س ال�شورى يتفق مع جاللتكم حول �ضرورة �إ�صدار قانون‬ ‫لتنظيم �أحكام الأ�سرة و�سوف يعمل جاهداً على بناء ج�سور من التعاون مع‬ ‫المجل�س الأعلى للمر�أة‪ ،‬وال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني‬ ‫من �أجل �أن يخرج هذا القانون متميزاً ومعبراً عن تطلعات مختلف فئات‬ ‫المجتمع‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد جاءت دعوة جاللتكم الكريمة لالهتمام بالتنمية االقت�صادية معبرة عن‬ ‫نظرة ثاقبة‪ ،‬لما تحمله من تطلعات لخدمة المواطن دون تمييز‪ ،‬حر�ص ًا على‬ ‫‪50‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫تح�سين ورفع معدالت النمو‪ ،‬ودعم ًا لمتطلبات التنمية الم�ستدامة التي ت�ؤكد‬ ‫م�شاركة المواطن في الإنتاج واقت�سام ثمار النمو‪ .‬وانطالق ًا من هذا التوجه‬ ‫ال�صادق‪ ،‬ف�إننا نعاهد جاللتكم على �أن نقف �صف ًا واحداً م�سانداً لم�شروع‬ ‫جاللتكم الإ�صالحي ال�شامل‪ ،‬وم�ؤيداً للجهود التي تبذل لإعادة هيكلة �سوق‬ ‫العمل‪ ،‬ومواجهة م�شكلة البطالة‪ ،‬و�ساعي ًا �إلى تعزيز المقدرة التناف�سية‬ ‫لالقت�صاد الوطني‪ ،‬و�ضمان ا�ضطالع القطاع الخا�ص بدور المحرك الفعال‬ ‫للنمو الم�ستقبلي‪ .‬كما ن�ؤكد لجاللتكم اهتمامنا وحر�صنا على دعم كل‬ ‫خطوات تفعيل بنود اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع الواليات المتحدة‬ ‫الأمريكية لما تت�ضمنه من فوائد تعود بالنفع على االقت�صاد الوطني‪ ،‬متمثلة في‬ ‫زي��ادة حجم التبادل التجاري وفتح الأ�سواق من خالل تحرير التجارة‬ ‫وا�ستقطاب ر�ؤو�س الأموال التي �سيكون من نتائجها الأولى تعزيز المركز‬ ‫الإقليمي للبحرين‪ ،‬ودعم م�شروع الإ�صالح االقت�صادي‪.‬‬ ‫�إن هذه الأهداف الطموحة تحتاج �إلى �إعطاء �أولوية لبرامج الإ�صالح‬ ‫الوطني ت�أييداً للخطوات التي يقوم بها �صاحب ال�سمو ولي العهد الأمين‬ ‫لإ�صالح االقت�صاد والتعليم والتدريب‪ ،‬والبدء ب�إ�صالح هيكلية �سوق العمل‬ ‫�ضمن ا�ستراتيجية �إ�صالح االقت�صاد‪ ،‬و�إطالق الحوار الوطني وم�شاركة‬ ‫مختلف م�ؤ�س�سات المجتمع للتعرف �إلى �آرائها ومعطياتها‪ .‬لذا ف�إن مجل�س‬ ‫ال�شورى ي�ضع ن�صب عينيه �ضرورة الإ�سراع في �إيجاد الأطر الت�شريعية‬ ‫والبحث عن الأ�ساليب التي من �ش�أنها تقلي�ص حجم المعوقات الت�شريعية لهذا‬ ‫الم�شروع الوطني‪.‬‬ ‫�إن خطـــاب جاللتـــكم ال�ســـامي‪ ،‬يعــد فر�صـــ ًة ثمينة لدرا�ســة �إيقـــاع‬ ‫التطور االقت�صادي واالجتماعي وال�سيا�سي الذي ت�شهده المملكة والذي‬ ‫�أدى �إلى نقلة نوعية في معي�شة المواطن‪ .‬وال �شـــك �أن هذا التطور الوا�ضح‬ ‫في الإنجازات هو نتاج جهــد د�ؤوب‪ ،‬وحـــر�ص كبير‪ ،‬ومتابعة يومية دقيقة‬ ‫تقوم بها الحـــكومة الر�شيدة بقيادة �صاحب ال�سمو ال�شيخ خليفــة بن‬ ‫‪51‬‬


‫�ســلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر‪ ،‬والخطوات المدرو�ســـة التي‬ ‫�أر�ســاها لتفعيل روح المبادرة الفردية وتنويع م�صادر الدخل القائم على‬ ‫مبادئ االقت�صاد الحر و�آليات ال�سوق‪.‬‬ ‫لذا فــ�إن المجل�س يثمن �أداء العمل الحــكومي‪ ،‬والجهــــود المبذولة في‬ ‫دفع عجلة الن�شاط االقت�صـــادي �إلى االزدهـــار من خالل تطوير البنية‬ ‫الأ�سا�ســية الالزمة‪ .‬ويدعو �إلى �إزالة العوائق البيروقراطية‪ ،‬وتفعيــل الرقابة‬ ‫المالية والإدارية‪� ،‬إلى جانب تي�ســـير المعـــامالت‪ ،‬وتح�سين الخـــدمات‪،‬‬ ‫وتوفير البيئــــة المنا�سبة لجذب اال�ستثمارات وتطوير م�ستوى ونوعية الأداء‬ ‫الحكومي ب�شكل عام‪.‬‬ ‫كما �أن الإ�سراع في �إن�شاء ديوان الرقابة الإدارية �سوف ي�ساهم ب�صورة‬ ‫فعالة في التحقق من �سالمة تطبيق الأنظمة والإجراءات الإدارية وم�سايرتها‬ ‫مع المعايير العالمية للجودة‪ ،‬والتمــيز في الأداء والإنجاز الإداري‪ .‬كما‬ ‫�سيكون الديوان و�سيلة للــحد من الت�سيب والبيروقراطية في الإجراءات‬ ‫الإدارية‪ ،‬حيث �إن هذا التوجه ي�شكل جانب ًا مهم ًا في تقديم الخدمات العامة‬ ‫والتجارية واال�ستثمارية ب�سرعة وكفاءة‪� ،‬إ�ضافة �إلى ك�شف الق�صور في الأداء‬ ‫الإداري والعمل على تقويمه‪ ،‬خدمة للمواطن والم�ستثمر‪.‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ‪-‬يا �صاحب الجاللة‪ -‬ي�شارككم التقدير العالي لما‬ ‫�أنجزته م�سيرة التنمية التي قادها �صاحب ال�سمو رئي�س الوزراء الموقر‪ ،‬وفي‬ ‫الوقت ذاته يثمن دعوتكم لرفد هذه الم�سيرة الناه�ضة‪ ،‬وديمومة فاعليتها‬ ‫ب�إعداد ال�صف الثاني من جيل القيادات ال�شابة التي �ستتحمل الم�سئولية‬ ‫وتوا�صل العمل في دفع م�سيرة الإ�صالح‪ ،‬وال �شك �أن الإ�سراع في �إيجاد‬ ‫الأطر الإدارية والت�شريعية لهذه المهمة المجتمعية م�سئولية م�شتركة وملحة‬ ‫و�ضرورية ترافق الم�شروع الرائد لإ�صالح االقت�صاد و�سوق العمل والتعليم‬ ‫والتدريب‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ي�شارك جاللتكم االهتمام بقوة دفاع البحرين وي�ؤكد‬ ‫دعمه لجهودكم الد�ؤوبة لتحديث قدراتها‪ ،‬وتوفير الدعم المادي الالزم‬ ‫لتطويرها من حيث القوى الب�شرية والتقنية الحديثة‪ ،‬فهي الح�صن الح�صين‬ ‫لأمن الوطن و�سالمته‪ .‬كما يبارك المجل�س كل خطوات العناية والرعاية‬ ‫للأجهزة الأمنية وااللتزام بتطويرها لما لها من دور فعال و�أ�سا�سي في �إر�ساء‬ ‫الأمن والطم�أنينة في نفو�س المواطنين والمقيمين والزائرين‪ ،‬ويعزز توفير‬ ‫المناخ المنا�سب ال�ستقطاب اال�ستثمارات المختلفة‪ ،‬غير �أن مجل�س ال�شورى‬ ‫يعبر عن قلقه الكبير حيال الظواهر االجتماعية الطارئة على مجتمعنا من‬ ‫ارتفاع ن�سبة الجريمة وتزايد ال�سرقات وظهور جرائم جديدة لم يعهدها‬ ‫مجتمع البحرين من قبل‪ ،‬حيث تقع على �أجهزة الأمن الم�سئولية في منع‬ ‫الجريمة قبل حدوثها و�ضبط ما يقع منها حفاظ ًا على الأمن الداخلي‪ ،‬ولن‬ ‫يت�أتى ذلك �إال من خالل تطوير الأجهزة الأمنية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ينظر بالكثير من التقدير والدعم والإعجاب �إلى ما‬ ‫حققته �سيا�ستكم على �صعيد العالقات مع دول العالم وم�شاركاتكم في‬ ‫مختلف المحافل الدولية‪ ،‬حام ً‬ ‫ال ر�سالة مملكة البحرين الح�ضارية وخطابها‬ ‫االنفتاحي‪ ،‬ودعوتها لعالم ت�سوده العدالة والتعاون وال�سالم‪ ،‬و�إننا ن�ؤكد‬ ‫اعتزازنا بما �أف�ضت �إليه هذه ال�سيا�سة من مكانة دولية مرموقة لمملكة‬ ‫البحرين‪ ،‬تمثلت ‪ -‬على نحو خا�ص ‪ -‬بم�شاركتها في ملتقى الدول ال�صناعية‬ ‫الكبرى‪ ،‬وان�ضمامها التفاقية التجارة الحرة مع الواليات المتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫كما ن�ؤكد �ضرورة ا�ستثمار هذه المكانة وتوظيفها لما فيه خير الوطن‬ ‫والمواطن‪ ،‬خا�صة في قطاعي االقت�صاد واال�ستثمار‪ ،‬اللذين ي�شكالن �أولوية‬ ‫على �أجندة الحكومة برئا�سة �صاحب ال�سمو رئي�س الوزراء الموقر‪.‬‬ ‫و�أما على �صعيد العالقات داخل الأ�سرة الخليجية ف�إن مجل�س ال�شورى‬ ‫‪53‬‬


‫يتطلع بالكثير من الأمل لتفعيل قرارات قمة دول مجل�س التعاون لدول‬ ‫الخليج العربية م�ؤكداً في الوقت ذاته دعوة جاللتكم �إلى تعزيز اال�ستراتيجية‬ ‫الم�شتركة لدول مجل�س التعاون‪ ،‬وفي هذا المجال ف�إن مجل�س ال�شورى‬ ‫يبدي ا�ستعداده الكامل للقيام بدوره الوطني المطلوب في هذه اال�ستراتيجية‪،‬‬ ‫التي نرى �أن ر�سم الم�ستقبل المنظور للمنطقة والإقليم يعتمد عليها‪ ،‬ويت�أ�س�س‬ ‫على مدى �إدراكنا لتبعاتها ونتائجها‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد ا�ستمع العالم �إلى دعواتكم المت�صلة ب�ضرورة العمل على �إحالل‬ ‫ال�سالم في المنطقة وخا�صة فل�سطين والعراق‪ .‬ولقد نا�شدتم جاللتكم‬ ‫ال�ضمير العالمي والإن�ساني للقيام بواجبه حيال ما يتعر�ض له �أهلنا في فل�سطين‬ ‫المحتلة من القتل واالغتيال وتدمير البنى التحتية وم�صادرة الحقوق‪ ،‬بما فيها‬ ‫الحق في الحياة‪ .‬و�إننا �إذ ن�ؤيد دعواتكم الخيرة ونداءاتكم المتكررة لن�ؤكد‬ ‫للعالم �أجمع �أن الق�ضية الفل�سطينية �ستبقى هي الق�ضية المركزية بين ق�ضايانا‪،‬‬ ‫و�أن ال�سالم المن�شود على �أر�ض ال�سالم لن يتحقق �إال بعودة الحقوق ال�شرعية‬ ‫�إلى �أ�صحابها وقيام الدولة الفل�سطينية على �أر�ضها وعا�صمتها القد�س‬ ‫ال�شريف‪.‬‬ ‫�أما ب�ش�أن العراق وما يعانيه �أهلنا في هذا البلد ال�شقيق ف�إننا نرى �أن طريق‬ ‫ال�سالم يبد�أ بوقف العنف والإرهاب الم�سلط عليه‪ ،‬وبت�سليم �أبنائه م�سئولياتهم‬ ‫الوطنية بدعم حقيقي من الأ�سرة الدولية ودون تدخل في القرار الوطني‬ ‫العراقي‪ .‬و�إن مجل�س ال�شورى ي�شارك جاللتكم التفا�ؤل والدعوة لعقد م�ؤتمر‬ ‫دولي ب�ش�أن العراق يجري بالتوازي مع �إع��ادة ترتيب الأمن في حو�ض‬ ‫الخليج‪ ،‬لإبعاد �شبح التوتر عن هذه المنطقة التي هيمنت عليها طبول الحرب‬ ‫�أكثر من ثالثة عقود متتالية‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫في الختام البد لنا من �أن نمعن النظر جيداً في عبارات جاللتكم ال�شجاعة‬ ‫والح�صيفة والتي طالبتم فيها الدولة بم�صارحة مواطنيها بالم�شاكل‪ ،‬و�أن‬ ‫الحوارات هي الطريق �إلى بناء الوطن الموحد لأن البيوت المنق�سمة ال تبني‬ ‫�أوطان ًا‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من هذه الدعوات الحكيمة ن�ؤكد لجاللتكم دعم مجل�س‬ ‫ال�شورى لم�ساعيكم الخيرة‪ ..‬متمنين لجميع الجهود التوفيق والنجاح‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س ال�شورى‬ ‫الثالثاء ‪ 1‬مار�س ‪2005‬م‬ ‫‪ 20‬محرم ‪ 1426‬هـ‬

‫‪55‬‬


‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الثالث ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫�سعادة الع�ضو من�صور ح�سن بن رج ‬ ‫ب‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد هادي �أحمد الحلواجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور ها�شم ح�سن البا�ش ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة فوزية �سعيد ال�صالح ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�شي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور حمد علي ال�سليطي ‬ ‫�سعادة الع�ضو �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الح�سن �إبراهيم بوح�سين ‬ ‫�سعادة الع�ضو �أل�س توما�س �سمعان ‬ ‫الع�ضو فواد �أحمد الحاجي ‬

‫‪56‬‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫دور االنعقاد الرابع‬

‫الفصل التشريعي األول‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الرابع‬

‫‪57‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي الرابع‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني‪.‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫يمثل االلتقاء بكم في بداية دور االنعقاد الرابع من الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫لل�سلطة الت�شريعية منا�سبة عزيزة على النف�س كما في كل لقاء معكم لكون‬ ‫مجل�سكم الموقر مدخل الإ�صالح ال�شامل الذي توافقنا عليه مع �شعبنا الوفي‬ ‫تجديدا للحياة الديمقراطية في البالد وهو هدف واختبار وطني بالغ الأهمية‬ ‫ً‬ ‫يتطلب �أعمق القدرات ال�سيا�سية لتطويره وتعزيزه والو�صول به �إلى ما ن�صبو‬ ‫�إليه‪ ،‬وذلك من خالل الم�شاركة ال�سيا�سية البناءة في م�سيرة العمل الوطني‬ ‫الذي هو محك القدرة على البناء والعطاء الملمو�س وخدمة المواطنين‬ ‫والمحافظة على مكانة البحرين الرائدة‪ .‬ويطيب لنا �أن ن�شيد بالدور الكبير‬ ‫والفعال الذي قمتم به خالل الفترة الق�صيرة الما�ضية في تحقيق الكثير من‬ ‫�آمال ال�شعب و�أمانيه وطموحاته‪ ،‬فلقد با�شرت ال�سلطة الت�شريعية بجناحيها‬ ‫ال�شورى والنواب خالل �أدوار االنعقاد الثالثة ال�سابقة م�سئولياتها و�صالحياتها‬ ‫الد�ستورية �سواء في مجال الت�شريع �أو الرقابة على الأداء الحكومي‪ ،‬وا�ضعة‬ ‫ن�صب عينيها م�صلحة الوطن والمواطنين‪ ،‬وجاعلة الم�صلحة العليا لبالدنا‬ ‫أ�سا�سيا لها و�إرادة ال�شعب الم�صدر لما تقره من قوانين وما تتخذه من‬ ‫هدفًا � ً‬ ‫قرارات‪ .‬وفي مجال الدور الرقابي على الأداء الحكومي ف�إنكم قد �أر�سيتم‬ ‫بالتعاون مع الحكومة تقاليد للعمل البرلماني الم�سئول وهى تقاليد تحقق‬ ‫التعاون البناء والمثمر في العالقة بين ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية في �إطار‬ ‫‪59‬‬


‫من الف�صل بين ال�سلطات الذي قرره الد�ستور‪ ،‬فلقد مار�ستم حقكم الكامل‬ ‫بالطرق الد�ستورية المتاحة‪ .‬كما حر�صت الحكومة الموقرة على الإدالء‬ ‫بالبيانات الالزمة وتلبية العديد من االقتراحات برغبة‪ ،‬وكان لذلك كله �أثره‬ ‫الوا�ضح في دعم الم�سيرة الديمقراطية وحماية م�صالح المواطنين‪ .‬وهكذا‬ ‫�أ�صبحتم منبع القوانين والرقابة والم�ساءلة الر�صينة الم�شروعة وبيت الحرية‬ ‫وتجديدا �إلى غد‬ ‫تطويرا‬ ‫والوحدة الوطنية الذي تنطلق منه كافة منابرنا الحرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫البحرين الم�شرق‪ ،‬بهذا غدوتم روا ًدا في تاريخ الوطن ل�صنع م�ستقبله‪ ،‬وكنتم‬ ‫جديرين رجا ًال ون�ساء بحمل الم�سئولية‪ ،‬ف�سرعة ا�ستيعابكم للعمل الت�شريعي‬ ‫كانت محل �إعجاب الجميع‪� .‬أيها الإخوة والأخوات‪� ،‬إن مملكة البحرين قد‬ ‫�أثبتت قدرتها على التقدم في ان�سجام تام بين ما جاء في م�شروعنا الح�ضاري‬ ‫الم�شرف الذي �أنجزته الحكومة برئا�سة �صاحب‬ ‫من توجهات وبين العمل‬ ‫ّ‬ ‫ال�سمو رئي�س مجل�س الوزراء الموقر بالتعاون معكم �ضمن خياراتها الوطنية‬ ‫دعما للتنمية ال�شاملة التي ي�شهدها الوطن‪ ،‬فالم�ؤ�شرات تدل على‬ ‫الحرة ً‬ ‫ارتفاع معدالت النمو االقت�صادي واال�ستثماري وتح�سين م�ستوى الخدمات‬ ‫المقدمة للمواطنين وخا�صة خدمات الإ�سكان والتي يجري العمل لم�ضاعفتها‬ ‫في المرحلة المقبلة‪ .‬وفيما يخ�ص �سوق العمل و�أنظمته فلقد بلغت جهود‬ ‫الحكومة الموقرة لإعداد م�شروع قانون ال�ضمــــان االجتماعي للباحثـــين‬ ‫عن عمــــل مراحلها الأخـــيرة‪ ،‬الذي ن�أمل �أن ينجــز للتطبيق في مطـــلع‬ ‫العام القــــادم‪.‬كما قــــد �أنجــــزت جميع اال�ستعدادات لتنفيذ الم�شروع‬ ‫الوطني للتوظيف والذي ي�ؤكد ت�صميم الدولة على ت�أمين فر�ص العمل‬ ‫مطروحا للمناق�شة‬ ‫المنا�سب لهم جمي ًعا‪.‬كما �سيبقى �إ�صالح �سوق العمل‬ ‫ً‬ ‫والمفاهمـــة ومقرو ًنا بالتدرج العمــــلي وح�سب المعطيات االقت�صادية‬ ‫الراهنة ومدى تطورها‪ .‬وفي �إطــــار حر�صنا على الم�شاركة الفعالة لتجار‬ ‫البالد من �أهل الدار ورجال الأعمال الوافدين �إليها في م�شروعات اال�ستثمار‬ ‫الحالية والمقبلة ف�إنه يجـــب على الأجهــــزة المخت�صة العمل عــلى المزيد‬ ‫من ت�ســــهيل الإجراءات التجارية ك�أولوية للإ�صــــالح االقت�صادي الذي‬ ‫‪60‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫بد�أتموه ب�ضبـــط �أدق للإيرادات والم�صروفات بالتعاون المثمـــر مع‬ ‫الحكومة الر�شــيدة وهو �أداء دقيق نحيي عليه رئي�سي المجل�ســـين وكافة‬ ‫الأع�ضـــاء الكرام ونخــ�ص رئي�س لجنــة ال�شئون المالية واالقت�صادية بمجل�س‬ ‫النواب و�أع�ضاء اللجنة لتحملهم الم�سئولية قو ًال وعم ً‬ ‫ال بما ي�ؤكد �أننا ن�سير في‬ ‫الطريق ال�صحيح‪ .‬كما نثمن في هذا ال�سياق الدور المهم الذي ينه�ض به‬ ‫مجل�س التنمية االقت�صادية الذي يتر�أ�سه �صاحب ال�سمو ولي العهد القائد العام‬ ‫لقوة دفاع البحرين‪ ،‬حيث يتولى النهو�ض بال�سيا�سات االقت�صادية الهادفة �إلى‬ ‫م�شاركة القطاع الخا�ص والمواطنين الكرام في الم�سئولية و�أن تقوم الدولة‬ ‫بتن�سيق وتنظيم هذه العملية ولكي ي�صبح الجهاز التنفيذي بجميع �إداراته‬ ‫�أقرب �إلى احتياجات المواطنين ف�ستقوم كل وزارة بتحديد �أولوية عملها‬ ‫و�أهدافها الأ�سا�سية كمنطلق لتجديد برنامج الحكومة في هذه المرحلة خدمة‬ ‫للجميع و�سيكون لكم بحكم االخت�صا�ص دور هام في بلورة ذلك‪ .‬وبالمنا�سبة‬ ‫الم�شرف الذي ي�ضطلع به‬ ‫ال ي�سعني �إال �أن �أنوه بكل الفخر واالعتزاز بالدور‬ ‫ّ‬ ‫�أبنا�ؤنا في قوة دفاع البحرين وفي الأجهزة الأمنية الأخرى و�أننا اليوم ومن‬ ‫هذا المقام لن�ؤكد عزمنا على موا�صلة رعايتنا واهتمامنا بمتطلباتها لتكون‬ ‫تقديرا منا‬ ‫على الدوام في الم�ستوى الذي نن�شده لها ولمنت�سبيها الأوفياء‬ ‫ً‬ ‫لحملها �أمانة الم�سئولية فهي درع الوطن وح�صنه الح�صين وعيونه ال�ساهرة‬ ‫على �أمنه وا�ستقراره للحفاظ على �سالمته وعلى ما اختاره المواطنون من‬ ‫م�ؤ�س�سات في �إطار د�ستوري ليعي�شوا في ظله �آمنين مطمئنين م�شاركين في‬ ‫بناء بحرين المحبة والوئام والت�سامح‪ .‬على �صعيد �آخر ومما يبعث على‬ ‫االعتزاز وي�ستحق تهاني الجميع الحارة ما نراه من حر�ص �أبناء البحرين‬ ‫وبناتها على رفع رايتها عالية في جميع الآف��اق وما ح��ازه الريا�ضيون‬ ‫البحرينيون من ميداليات دولية ومراكز متقدمة في مختلف الم�سابقات‬ ‫الريا�ضية‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إبداعات مثقفيها وفنانيها فذلك دليل حي على نب�ض‬ ‫هذا الوطن التواق للحياة والتقدم‪ .‬ولي�س ذلك بغريب على البحرين التي‬ ‫بادرت �إلى التحديث في التعليم وغيره كما في التنظيم الريا�ضي الذي ت�ستمر‬ ‫‪61‬‬


‫�إنجازاته الم�شرفة �إلى يومنا وننتظر منها المزيد بحول اهلل ثم بعزم كافة‬ ‫المنت�سبين للريا�ضة البحرينية‪� .‬أما على �صعيد مجل�س التعاون الذي لمملكة‬ ‫البحرين �شرف رئا�سة قمته الحالية وا�ست�ضافتها فنحن متم�سكون بهذا الكيان‬ ‫العربي الخليجي الذي يمثل رك ًنا حيويًا في بنيان �أمته العربية ونعمل لتقوية‬ ‫قائدا من �أبرز‬ ‫التقارب والتكامل بين �شعوبه ال�شقيقة‪ ،‬و�إذ فقدنا هذا العام ً‬ ‫م�ؤ�س�سي المجل�س هو المغفور له ب�إذنه تعالى خادم الحرمين ال�شريفين الملك‬ ‫خيرا بعهد �أخيه خادم‬ ‫فهد بن عبدالعزيز �آل �سعود طيب اهلل ثراه ف�إننا ن�ستب�شر ً‬ ‫الحرمين ال�شريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز �آل �سعود وكلنا ثقة بما تمثله‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية في هذه المنطقة الحيوية من ا�ستقرار وا�ستمرار‪،‬‬ ‫معربين لأ�شقائنا في دول المجل�س كافة عن تقديرنا لما يبدونه من م�ساندة‬ ‫ودعم لم�سيرتنا المباركة‪� .‬أيها الإخوة والأخوات كانت البحرين وما تزال‬ ‫ال�ضمير الحي والبو�صلة الدقيقة لحركة التاريخ لما يتمتع به �شعبها من وعى‬ ‫عميق بما ي�ضاعف الم�سئولية الملقاة على عاتقنا في كافة المواقع وما كان‬ ‫لإنجازاتنا �أن تتحقق لوال الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الر�شيدة‬ ‫برئا�سة �صاحب ال�سمو العم العزيز الوالد ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة‪،‬‬ ‫فل�سموه مني التحية ال�صادقة مقرونة باالحترام والمحبة و�إلى المزيد �إن �شاء‬ ‫اهلل‪.‬كما �أن لتعاونكم المخل�ص �أطيب الأثر في تحقيق ذلك وبحكم تمثيلكم‬ ‫للوطن ف�أنتم مو�ضع االعتماد والثقة ف�سيروا على بركة اهلل �أمناء على تطلعات‬ ‫�شعبنا الوفي و�إلى دور انعقاد مثمر يتوج هذه التجربة التي لن ت�ستغني البحرين‬ ‫عن درو�سها النافعة من �أجل الم�ستقبل‪ .‬وفى الختام نبارك للجميع حلول‬ ‫�شهر رم�ضان المبارك �أعاده اهلل �سبحانه علينا جمي ًعا باليمن والبركات‪،‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ال�سبت ‪ 1‬اكتوبر ‪2005‬م‬ ‫‪� 27‬شعبان ‪ 1426‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪62‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي األول ‪ -‬دور االنعقاد العادي الرابع‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ملك مملكة البحرين المفدى‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬ ‫يت�شرف مجل�س ال�شورى رئي�ســًا و�أع�ضا ًء ب�أن يرفع �إلى مقام جاللتكم‬ ‫خال�ص ال�شكر‪ ،‬مقرونـًا بعظيم التقدير واالمتنان على تف�ضلكم ب�إلقاء خطابكم‬ ‫الملكي ال�سامي‪� ،‬إيذانـًا بافتتاح الدور الرابع من الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫للمجل�س الوطني‪ ،‬لموا�صلة م�سيرة العمل الوطني التي بد�أت بت�شكيل ال�سلطة‬ ‫تم التوافق بين القيادة الحكيمة‬ ‫الت�شريعية بغرفتيها ال�شورى‬ ‫َّ‬ ‫والنواب بعد �أن َّ‬ ‫و�شعب البحرين الوفي على ميثاق العمل الوطني‪ ،‬واالنطالقة المباركة‬ ‫لم�شروع جاللتكم الإ�صالحي التحديثي الذي حقق نقلة نوعية ات�سم بها‬ ‫م�سار العمل الوطني في البحرين وفق ما �أر�سيتموه جاللتكم من قيم ثابتة‪،‬‬ ‫ومعايير وطنية را�سخة تت�سع لت�شمل الوطن ب�أ�سره‪ ،‬وت�ستهدف خدمة ال�شعب‪،‬‬ ‫ورفعة ورقي مملكتنا الحبيبة‪ ،‬مثمنين عاليــًا الإ�شادة الكريمة التي تف�ضلتم‬ ‫ف�شملتم بها المجل�س الوطني ب�أع�ضائه ولجانه كافة‪ ،‬فكان ذلك مبعث اعتزاز‬ ‫وفخر الجميع‪ ،‬م�ؤكدين لكم �أننا �سائرون بم�شيئة اهلل على الدرب الذي‬ ‫توجهون‪ ،‬عم ً‬ ‫ال مخل�صــًا د�ؤوبـًا ي�ستلهم هديه من قيم ومبادئ الر�سالة‬ ‫الإ�سالمية ال�سمحة‪ ،‬وي�ستر�شد بعادات المجتمع وتقاليده الرا�سخة والأ�صيلة‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن و�صف جاللتكم للمجل�س الوطني ب�أنه مدخل الإ�صالح ال�شامل �إنما‬ ‫يعبر عن تقييم عميق لدور ال�سلطة الت�شريعية‪ ،‬وهي ت�ضطلع بم�س�ؤولياتها‬ ‫الوطنية في هذه الفترة المف�صلية من تاريخ البحرين الحديث‪ ،‬هذا المجل�س‬ ‫الذي يتخذ من الإ�صالح والتطوير منهجـًا را�سخــًا نحو مزيد من الديمقراطية‬ ‫وحكم القانون في �إطار من ثوابتنا وقيمنا الوطنية‪ ،‬وبما يف�ضي �إلى �إر�ساء‬ ‫الأر�ضية ال�صلبة لبناء ديمقراطي متطور نابع من خ�صو�صية هذا الوطن وتراثه‬ ‫الح�ضاري التليد‪.‬‬ ‫و�إننا يا ‪�-‬صاحب الجاللة‪ -‬لنتفق معكم في ر�ؤيتكم الثاقبة ب�أنه (هدف‬ ‫واختبار وطني بالغ الأهمية) وهو ما يتطلب منا باعتبارنا �سلطة ت�شريعية �شحذ‬ ‫الهمم وتجنيد الطاقات للدفع باتجاه عملية التطوير من خالل زيادة وتيرة‬ ‫العمل الت�شريعي‪ ،‬ب�إنجاز المزيد من م�شروعات القوانين واالقتراحات‬ ‫بقوانين التي ت�صب في �صالح الوطن والمواطن‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن المجل�س لي�ستذكر بعظيم الفخر واالعتزاز ما �أ�سبغتموه جاللتكم على‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية من �شكر وثناء‪ ،‬ال�ستجابتها لمتطلبات المرحلة ب�إنجازها‬ ‫العديد من م�شروعات القوانين واالقتراحات بقوانين حين قلتم جاللتكم‬ ‫موجهين الخطاب لأع�ضاء المجل�س الوطني‪( :‬هكذا �أ�صبحتم منبع القوانين‬ ‫والرقابة والم�ساءلة الر�صينة الم�شروعة وبيت الحرية والوحدة الوطنية الذي‬ ‫وتجديدا �إلى غد البحرين الم�شرق‪،‬‬ ‫تطويرا‬ ‫تنطلق منه كافة منابرنا الحرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبهذا غدوتم روا ًدا في تاريخ الوطن ل�صنع م�ستقبله وكنتم جديرين رجا ًال‬ ‫ون�ساء بحمل الم�سئولية‪ .‬ف�سرعة ا�ستيعابكم للعمل الت�شريعي كانت محل‬ ‫�إعجاب الجميع)‪ .‬وبقدر ما �أ�سعدنا ذلك يا �صاحب الجاللة‪ ،‬ف�إننا لن�ست�شعر‬ ‫عظم الم�سئولية التي ترتبت على هذا الت�شخي�ص الدقيق لطبيعة �أداء المجل�س‬ ‫بغرفتيه‪ ،‬وهو يت�صدى بوعي و�إدراك لم�س�ؤولياته الت�شريعية والرقابية‪ ،‬ويبادر‬ ‫‪64‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫بالتزام وطني �صادق �إلى بحث ومعالجة ق�ضايا المجتمع واحتياجاته ومتطلباته‬ ‫وممار�سة �صالحياته الد�ستورية ب�سن القوانين التي ت�سهم في تعزيز ال�شفافية‬ ‫والم�ساءلة وحفظ وحماية المال العام والنظام‪ ،‬وتحقيق �أق�صى درجات‬ ‫الم�صلحة الوطنية العليا بتعاون وثيق وبناء مع ال�سلطة التنفيذية التي تمار�س‬ ‫عملها وفق �أحكام ون�صو�ص القوانين المرعية في دولة القانون والم�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫وهو ما ي�ضع على كاهلنا واجبات تحتم علينا الم�ضي قدمـًا نحو تحقيقها‪،‬‬ ‫لتبقى هذه ال�صورة البهية التي ر�سمتموها جاللتكم ماثلة للعيان‪ ،‬معاهدين‬ ‫جاللتكم على ال�سير بخطى حثيثة وثابتة وبعزم �أكيد نحو مزيد من الإ�صالح‬ ‫والتغيير نحو الأف�ضل و�إر�ساء �أعلى قيم الحرية والوطنية وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫�إن هذا الفهم العميق لطبيعة ال�سلطة الت�شريعية وم�ستوى �أدائها والآمال‬ ‫الكبيرة المعقودة عليها يفر�ض على الجميع احترام هذه ال�سلطة وعدم‬ ‫الم�سا�س بهيبتها ومكانتها المرموقة‪ ،‬وتقدير �أدائها الذي ي�صب في م�صلحة‬ ‫المواطنين جميعـًا‪.‬‬

‫وبهذه المنا�سبة ن�سجل بعظيم االعتزاز والتقدير �شكرنا البالغ لجاللتكم‬ ‫على ما حظيت به ال�سلطة الت�شريعية من لدن جاللتكم من دعم وت�أييد �أ�سهم‬ ‫بكل ت�أكيد في نجاح التجربة الديمقراطية‪ ،‬وتوفير الزخم الالزم ال�ستمراريتها‬ ‫ور�سوخها وتجذرها في تربة هذا الوطن‪ ،‬معاهدين جاللتكم ب�أننا على العهد‬ ‫باقون لال�ستمرار في خدمة هذا الوطن ليكون كما �أردتم جاللتكم منارة‬ ‫قدمته التجربة الديمقراطية‬ ‫يهتدى بها‪ ،‬معربين عن �سعادتنا الغامرة لما ّ‬ ‫البحرينية من معطيات وخطوات تحديثية بارزة تحققت في عهدكم الزاهر‬ ‫الميمون وهو ما دفع المحافل الإقليمية والدولية للإ�شادة بهذه التجربة‬ ‫الديمقراطية التي جاءت مت�سقة مع خ�صو�صية هذا الوطن‪ ،‬والتي كان من �أبرز‬ ‫معالمها تعزيز مكانة المر�أة‪ ،‬و�صون حقوق الأقليات في هذا الوطن الذي‬ ‫يت�ساوى فيه الجميع بوئام و�ضمن �إطار ن�سيج مجتمعي واحد‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد ف�إن ال�سعادة تغمرنا للعطاء المتزايد لهذه التجربة الرائدة‬ ‫‪65‬‬


‫والذي نتلم�سه من خالل تواجدنا في �ساحة العمل الوطني‪ ،‬حيث يتعاطى‬ ‫المواطنون بوعي كامل مع المفاهيم والر�ؤى الديمقراطية التي جاءت ثمرة‬ ‫لجهد متوا�صل ُبذل على مدى الأعوام الثالثة التي هي عمر ديمقراطيتنا‬ ‫النا�شئة‪ ،‬والتي ت�ستمد �أ�صولها وركائزها من الإرث الح�ضاري المتجذر لهذا‬ ‫الوطن‪ ،‬والتي باتت ترفدها بالقوة والمنعة الم�شاريع الهادفة التي تتف�ضلون‬ ‫جاللتكم بالتوجيه نحو تنفيذها‪ ،‬و�أبرزها معهد التنمية ال�سيا�سية الذي جاءت‬ ‫فكرة �إن�شائه من لدن جاللتكم بناء على المر�سوم رقم (‪ )39‬ل�سنة ‪2005‬م‬ ‫ب�إن�شاء وتنظيم معهد البحرين للتنمية ال�سيا�سية‪ ،‬هذا المعهد الذي يهدف �إلى‬ ‫ن�شر الوعي ال�سيا�سي ليهيئ المناخ المالئم لفعاليات وم�ؤ�س�سات المجتمع‬ ‫المدني لتمار�س دورها بوعي و�إدراك كاملين مع ما تفرزه طبيعة المرحلة من‬ ‫ا�ستحقاقات انتخابية وفق الأ�س�س والمبادئ الديمقراطية الحديثة‪ ،‬فيما‬ ‫�سي�سهم كذلك في تنمية وتطوير الخبرات المتراكمة‪ ،‬وجعلها �أكثر قدرة‬ ‫على التعاطي مع الم�ستجدات في هذا ال�ش�أن‪ ،‬خا�صة �أننا على �أبواب‬ ‫انتخابات نيابية وبلدية قادمة‪ ،‬الأمر الذي يدعو �إلى الدفع باتجاه تفعيل الدور‬ ‫رافدا من روافد تعزيز الحياة الديمقراطية‬ ‫الهام لهذا المعهد الذي ُيعد بحق ً‬ ‫القائمة على �أ�س�س وطنية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا على قناعة تامة ب�أن البحرين التي �أنعم اهلل عليها بقائد فذ يتمتع بر�ؤية‬ ‫�سديدة وحنكة بالغة تعي�ش ع�صر ازدهار ورخاء و�سلم اجتماعي‪ ،‬و�أنها قد‬ ‫قطعت �أ�شواطــًا بعيدة في تر�سيخ مفهوم الف�صل بين ال�سلطات في �إطار من‬ ‫التعاون فيما بينها‪ .‬و�إننا نوافقكم الر�أي على �أن المملكة بمختلف �أجهزتها‬ ‫وم�ؤ�س�ساتها و�سلطاتها قد �أثبتت قدرتها على التقدم في ان�سجام تام بين ما‬ ‫جاء في م�شروعكم الح�ضاري من توجهات وثوابت و�أهداف وبين العمل‬ ‫الم�شرف الذي تنجزه ال�سلطات الثالث‪ ،‬وهو ما �أ�سهم في �أن يتجه الجميع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫كل �ضمن ما هو منوط به من مهام وم�س�ؤوليات‪ ،‬لإنجاز ذلك في ظل القانون‬ ‫‪66‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫والنظام العام‪ ،‬م�شيرين ‪ -‬في هذا ال�صدد ‪� -‬إلى �إ�سهامات م�ؤ�س�سات المجتمع‬ ‫المدني في هذا ال�ش�أن‪ .‬و�إن ما نود ت�أكيده عليه هو �أن ال�سلطة الت�شريعية‬ ‫ت�ضطلع بواجباتها بكل م�س�ؤولية وفاء بالعهد والوعد والق�سم‪ ،‬باذلة �أق�صى‬ ‫الجهود‪ ،‬وم�سخرة الطاقات كافة لتحقيق ما ت�صبون �إليه جاللتكم و�أبناء‬ ‫�شعبكم الوفي‪ ،‬م�ؤكدين �ضرورة و�ضع برامج وا�ستراتيجيات وطنية وا�ضحة‬ ‫لأولويات المرحلة المقبلة وفي مقدمتها توفير البيئة اال�ستثمارية لزيادة ن�سبة‬ ‫النمو االقت�صادي‪ ،‬وتوفير فر�ص العمل للحد من م�شكلة البطالة‪ ،‬وتطوير‬ ‫التعليم‪ ،‬ومعالجة الم�شكلة الإ�سكانية جنبــًا �إلى جنب مع تطوير الجهاز‬ ‫الإداري في المملكة وتدعيمه بالكفاءات الخالقة والنظم الحديثة‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد ف�إننا نثمن عاليـًا �إن�شاء ديوان الرقابة الإداري��ة تفعي ً‬ ‫ال‬ ‫متجد ًدا لم�ضامين ميثاق العمل الوطني‪ ،‬ودلي ً‬ ‫ال على اال�ستمرار في تعزيز‬ ‫ّ‬ ‫مناخات م�شروعكم الإ�صالحي المفعمة بالعطاء‪ ،‬و� ً‬ ‫أخذا بالنظم الحديثة‬ ‫المتطورة في المجال الإداري‪ ،‬بما يعزز كفاءة الأجهزة الحكومية‪ ،‬ومتابعة‬ ‫�أدائها ب�شكل يلبي طموحات المواطنين‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد جاء م�شروع �إ�صالح �سوق العمل وم�شروع �صندوق العمل وتوجيه‬ ‫جاللتكم بالتدرج في تطبيقهما‪� ،‬إ�ضافة �إلى م�شروع ال�ضمان االجتماعي �ضد‬ ‫التعطل‪ ،‬والم�شروع الوطني للتوظيف‪ ،‬في �إطار حر�ص جاللتكم على تلبية‬ ‫احتياجات مواطنيكم‪ ،‬و�إ�شاعة الطم�أنينة واال�ستقرار النف�سي لديهم‪ ،‬وتحقيق‬ ‫�سبل العي�ش الكريم لهم‪ ،‬تعزي ًزا ال�ستراتيجيات التنمية الب�شرية‪ ،‬باعتبارها‬ ‫جاهدا‬ ‫الركن الأ�سا�سي في التنمية الم�ستدامة‪ .‬و�إن مجل�س ال�شورى �إذ ي�سعى‬ ‫ً‬ ‫�إلى ترجمة رغبتكم ال�سامية ب�إنجاز الأدوات القانونية الالزمة لهذه الم�شاريع‬ ‫لي�شيد بالجهود الرامية �إلى بلورة م�شروع لتطوير التعليم والتدريب‪ ،‬بما‬ ‫يهدف �إلى تح�سين جودة النظام التعليمي والتدريبي في المملكة‪ ،‬وتزويد‬ ‫قطاعات المجتمع بالمهارات والقدرات الالزمة لتحقيق �آفاق �أو�سع في‬ ‫مجال التنمية االقت�صادية‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫كما ي�ستذكر المجل�س م�شاريع حيوية �أخرى تهدف �إلى تعزيز مبادئ‬ ‫التراحم والتكافل‪ ،‬وذلك برفع م�ستوى معي�شة �شرائح من المواطنين‪ ،‬وهو ما‬ ‫برز بو�ضوح في م�شروع قانون ال�ضمان االجتماعي‪ ،‬ولجنة كفالة الأيتام‪،‬‬ ‫و�إعادة بناء وترميم البيوت الآيلة لل�سقوط والتي جاءت بناء على مكرمات‬ ‫ملكية‪ ،‬وهو ما ي�ؤكد اهتمام جاللتكم بالأ�سر المحتاجة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا ن�ستمد من �شجاعتكم ومبادراتكم العزم والت�صميم ليكون التغيير‬ ‫الواعي والإ�صالح ال�شامل والمن�شود الذي تريدون عميقــًا وجذريــًا وفق‬ ‫ا�ستراتيجيات وا�ضحة الأبعاد والمعالم‪ .‬و�إننا يا �صاحب الجاللة نثمن عاليــًا‬ ‫دعوتكم الكريمة التي �أطلقتموها من على منبر المجل�س الوطني وطالبتم فيها‬ ‫كل وزارة بتحديد �أولوية عملها و�أهدافها الأ�سا�سية كمنطلق لتجديد برنامج‬ ‫الحكومة ولكي ي�صبح الجهــــاز التنفيذي بجميـــــع �إداراته �أقــــرب �إلى‬ ‫احتياجات المواطنــــين‪ .‬و�سيكون التزامنا بتنفيذ الدعوة التي وجهتموها لنا‬ ‫في هذا ال�سياق �إنجا ًزا لهذا الهدف‪ ،‬وبلورة لهذا التوجيه ال�سامي من قبل‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية وبالتعاون البناء مع ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وذلك با�ستكمال‬ ‫وتحديث الت�شريعات التي تطلبها التنمية‪ ،‬مقدرين ‪ -‬في الوقـــت ذاته ‪-‬‬ ‫الدور الرئي�س الذي تقــــوم به الحكومة الر�شـــيدة برئا�سة �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر في م�سار التنميـــة‬ ‫ال�شاملة والتطــــوير والتحديث‪� ،‬إ�ضافة �إلى التعاون البناء مع هذا المجل�س‪،‬‬ ‫وهو التعاون الذي تمثل في ا�ستجابة الحكومة �إلى الكثير من االقتراحات‬ ‫العملية البناءة‪ ،‬و�إ�صــــدار العديد من الت�شــــريعات المتطــــورة التي �شملت‬ ‫مختلف جوانب الحياة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن خطاب جاللتكم ال�سامي قد عزز فينا المزيد من الثقة بالم�ستقبل الذي‬ ‫‪68‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫ر�سمتم جاللتكم مالمحه وات�ضحت معالمه في ال�سنوات الما�ضية من‬ ‫عهدكم الميمون من خالل عملـــكم الد�ؤوب المتوا�صــــل وتوجيهاتكم‬ ‫الحكيمة‪ .‬وفي هذا المجـــــال ف�إننا لننظر بتقدير بالغ واعتزاز را�سخ للدور‬ ‫الريادي الذي ينه�ض به �صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي‬ ‫العهد الأمين القائد العام لقوة دفاع البحرين رئي�س مجلــــ�س التنميــة‬ ‫االقت�صــــادية‪ ،‬وذلك على �أكثر من �صــــعيد للدفع بال�سيا�سات االقت�صادية‬ ‫الهادفة �إلى م�شاركة القطاع الخا�ص وتعميم الر�ؤى اال�ستراتيجية في التخطيط‬ ‫مقدرين للقطاع الخا�ص ما يقوم به من‬ ‫وربطها باحتياجات الوطن و�أهدافه‪ّ ،‬‬ ‫دور متميز في عملية التنمية ال�شاملة‪ ،‬داعين �إلى تعزيز �إ�سهاماته وتفعيل‬ ‫م�شــــاركته ب�شكل �أكـــثر �شمو ًال لي�ضطلـــع بم�س�ؤولياته على ال�صعــــد‬ ‫معوقات �أو حواجز‪.‬‬ ‫االقت�صادية والتجارية واال�ستثمارية كافة‪ ،‬دونما ّ‬ ‫كما ن�شاطر جاللتكم الر�أي في الإ�شادة بما و�صلت �إليه قوة دفاع البحرين‬ ‫من م�ستوى متطور جعلها بحق الح�صن المنيع في الذود عن حيا�ض الوطن‪،‬‬ ‫منوهين ‪ -‬في هذا ال�سياق ‪ -‬بالإ�سهامات الوطنية الجليلة‬ ‫و�صون مكت�سباته‪ّ ،‬‬ ‫للأجهزة الأمنية الأخرى ودورها في الحفاظ على الأمن واال�ستقرار في‬ ‫ربوع هذا الوطن الغالي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫عاليا جهودكم المتوا�صلة لرفع راية الوطن‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ّ‬ ‫ليقدر ً‬ ‫خفاقة‪ ،‬و�إي�صال �صوته وخطابه الح�ضاري ور�سالته الإن�سانية �إلى كل المحافل‬ ‫معبرا عن اعتزازه بالعمل الد�ؤوب للمملكة في �سعيها‬ ‫الدولية والإقليمية‪ً ،‬‬ ‫مقد ًرا‬ ‫المخل�ص نحو تعزيز م�سيرة مجل�س التعاون لدول الخليج العربية‪ّ ،‬‬ ‫لجاللتكم ما حققه المجل�س خالل رئا�ستكم له العام المن�صرم‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫مو�ضع �إ�شادة قادة دول المجل�س‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد ف�إننا �إذ نحيي قادة دول المجل�س لن�ستذكر بالرحمة‬ ‫والمغفرة المغفور له ب�إذن اهلل تعالى خادم الحرمين ال�شريفين الملك فهد بن‬ ‫‪69‬‬


‫طيب اهلل ثراه‪ ،‬متطلعين ب�آمال الخير والتفا�ؤل �إلى خادم‬ ‫عبدالعزيز �آل �سعود َّ‬ ‫الحرمين ال�شريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز �آل �سعود يحفظه اهلل الذي‬ ‫يقود المملكة العربية ال�سعودية ال�شقيقة ب�سداد ر�أيه وحكمته المعهودة بما‬ ‫ي�سهم في تعزيز الأمن واال�ستقرار في هذه المنطقة‪.‬‬ ‫كما �أن مجل�س ال�شورى لينظر باعتزاز بالغ �إلى المكت�سبات التي تحققت‬ ‫عبر �أجهزة ومواثيق واتفاقيات مجل�س التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬معربـًا‬ ‫عن التقدير للأ�شقاء في دول المجل�س لما يبدونه من م�ساندة ودعم لم�سيرته‬ ‫المباركة‪ ،‬وتطوير لآليات التعاون وتوحيد الت�شريعات والأنظمة‪ ،‬والمواقف‬ ‫الم�شتركة الثابتة من الق�ضايا العربية المركزية وخا�صة ق�ضية فل�سطين وحق‬ ‫�أبنائها في تقرير م�صيرهم وا�ستقالل دولتهم وا�ستعادتهم لأرا�ضيهم ال�سليبة‪،‬‬ ‫والعراق وما يعانيه �شعبه من �إرهاب‪ ،‬وغياب الأمن والأمان في ربوعه‪.‬‬ ‫كما ي�سجل المجل�س بالإعتزاز والتقدير مواقف جاللتكم المت�سمة‬ ‫بالحكمة والروية في معالجة ق�ضايا الأمة العربية بالتعاون مع �إخوانكم قادة‬ ‫الدول العربية ال�شقيقة من خالل جامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫ويثمن المجل�س �أي�ضـًا م�شاركة جاللتكم في الجهود التي تبذلها منظمة‬ ‫الم�ؤتمر الإ�سالمي وغيرها من التجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية التي‬ ‫تتج�سد فيها مكانة البحرين ب�شكل بارز ومتميز‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا ندعم توجه جاللتكم نحو �إطالق طاقات مجتمعنا البحريني للمزيد‬ ‫من االنجازات ال�شبابية الواعدة والمكا�سب الريا�ضية والإبداعات الخالقة‪،‬‬ ‫ون�ؤكد مع جاللتكم �أن ال�شباب هم عدة الأمة وبناة م�ستقبلها‪ ،‬وهم رواد‬ ‫التغيير المن�شود نحو رخائها وازدهارها‪ .‬ولذا ف�إن �إعداد ال�شباب �إعدا ًدا‬ ‫الئقــًا ذهني ًا وبدني ًا ي�شكل ّ‬ ‫جل اهتمامنا‪ ،‬فيما نتطلع �إلى تفعيل ا�ستراتيجية‬ ‫�شبابية �شاملة تعمل على تحفيز طاقاتهم و�إبداعاتهم‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الأول‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫كما نعبر يا �صاحب الجاللة عن اعتزازنا بما تحقق حتى الآن من برامج‬ ‫ا�ستراتيجية ت�ستهدف النهو�ض بالمر�أة وتمكينها �سيا�سيـًا ومجتمعيــًا‪ ،‬ونحيي‬ ‫ في هذا ال�صدد ‪ -‬الجهود الريادية التي يبذلها المجل�س الأعلى للمر�أة‬‫برئا�سة �صاحبة ال�سمو ال�شيخة �سبيكة بنت �إبراهيم �آل خليفة رئي�سة المجل�س‬ ‫وم�صدر ريادته وانجازاته‪ ،‬م�ؤكدين اعتزازنا بالم�شاركة مع هذا المجل�س في‬ ‫جهوده المبذولة لتحقيق �أهدافه ال�سامية تجاه المر�أة البحرينية والأ�سرة‬ ‫البحرينية وا�ستقرارها ونمائها‪ ،‬مثمنين ‪-‬في الوقت ذاته‪ -‬الجهود المبذولة‬ ‫لدعم الطفولة وتكري�س حقوقها‪ ،‬بما يف�ضي �إلى �إيجاد المناخ المالئم‬ ‫لتن�شئتها على �أ�س�س من المبادئ والخلق القويم‪ .‬كما ن�ؤكد رعاية وتكريم‬ ‫�أ�صحاب الفكر والثقافة والأدب من �أبناء هذا ال�شعب الذين �أ�سهموا بفاعلية‬ ‫في رفد هذه الميادين بح�صيلة عطائهم المثمر‪ ،‬وهو ما ين�سجم مع ما تتميز‬ ‫به البحرين من ح�ضارة �ضاربة في �أعماق التاريخ‪ ،‬وحافلة بكل معطيات‬ ‫الفكر الإن�ساني‪ .‬وفي هذا ال�صدد ف�إن المجل�س ي�ؤكد �ضرورة تفعيل المجل�س‬ ‫الوطني للثقافة والفنون والآداب لي�ؤدي دوره في مجال تن�شيط الحركة‬ ‫الثقافية في البالد‪.‬‬ ‫وختامـًا ف�إننا ن�س�أل المولى العلي القدير �أن يحفظ جاللتكم‪ ،‬و�أن ي�سدد‬ ‫على طريق الخير خطاكم‪ ،‬و�أن يوفقكم لتحقيق طموحات و�آمال �شعبكم‬ ‫الوفي ووطنكم العزيز‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪..‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س ال�شورى‬ ‫ال�سبت ‪ 25‬فبراير ‪2006‬م‬ ‫‪ 27‬محرم ‪ 1427‬هـ‬

‫‪71‬‬


‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الرايع ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الأول‬ ‫�سعادة الع�ضو من�صور ح�سن بن رج ‬ ‫ب‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور ال�شيخ خالد بن خليفة �آل خليفة ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الجليل �إبراهيم الطريف ‬ ‫�سعادة الع�ضو فواد �أحمد الحاجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد ح�سن باقر ر�ضي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور من�صور محمد العري�ض ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة نعيمة في�صل الدو�سري ‬ ‫�سعادة الع�ضو وداد محمد الفا�ضل ‬

‫‪72‬‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫دور االنعقاد الأول‬

‫الفصل التشريعي الثاني‬ ‫دور اإلنعقاد العادي األول‬

‫‪73‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي األول‬ ‫�سم اهلل الرحمن الرحيم‪،‬‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪,‬‬ ‫ي�سرنا وي�سعدنا �أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك الفتتاح دور االنعقاد‬ ‫الأول للمجل�س الوطني في الف�صل الت�شريعي الثاني الذي بلغناه‪ ،‬بف�ضل اهلل‪،‬‬ ‫في ا�ستمرارية د�ستورية منتظمة فت�س ّلم مجل�سكم الموقر الأمانة الوطنية‪ ،‬طبقًا‬ ‫مقدرين لرئي�سي و�أع�ضاء مجل�سي‬ ‫للد�ستور‪ ،‬من المجل�س الذي �سبقه ّ‬ ‫ال�شورى والنواب في الف�صل الت�شريعي الأول ما �أنجزوه‪ ،‬وما عملوا على‬ ‫�إر�سائه من �أجل تجديد انطالقة الم�سيرة المباركة في البالد‪ ،‬داعين اهلل‬ ‫�سبحانه �أن يوفقكم بعد �أداء الق�سم �إلى �أداء المهمة الموكلة �إليكم من �شعبنا‬ ‫العزيز كممثلين لل�شعب على ال�صعيدين الت�شريعي والرقابي‪.‬‬

‫�أيها الإخوة والأخوات‪:‬‬ ‫و�إن ما يدعونا لالرتياح ما تحقق من منجزات وطنية في مجال الإ�سكان‬ ‫وتعميم خدماته‪ ،‬وفي معالجة العمالة الوطنية‪ ،‬و�إ�صدار القوانين الم�شجعة‬ ‫ل�شباب البالد على التهي�ؤ ل�سوق العمل‪ ،‬وعدد من القوانين الأ�سا�سية‪ ،‬وب�إذن‬ ‫اهلل �ستنجز الحكومة معكم متطلبات قانون الت�أمين �ضد التعطل‪ ،‬معربين في‬ ‫هذا المقام عن تقديرنا للحكومة الموقرة برئا�سة العم العزيز ال�شيخ خليفة بن‬ ‫جهدا بعميق خبرته من �أجل‬ ‫�سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الذي ال ي�ألو‬ ‫ً‬ ‫‪75‬‬


‫ال�صالح العام‪ ،‬كما نود الإ�شادة بجهود ولي عهدنا �صاحب ال�سمو ال�شيخ‬ ‫�سلمان بن حمد �آل خليفة في تن�شيط االقت�صاد الوطني والعمل على تح�سين‬ ‫فر�ص العمالة الوطنية والتخطيط لم�شاريع المدن الجديدة‪ ،‬وما قام به �سموه‬ ‫من حوارات وطنية ناجحة �أهمها برامج التعليم والتدريب المواكبة لمتطلبات‬ ‫الع�صر‪ ،‬والتي �سيكون من م�سئوليات مجل�سكم الموقر العمل بالتعاون مع‬ ‫الحكومة الموقرة‪ ،‬على ت�سهيل نقلها �إلى حيز التنفيذ خدم ًة لقطاع ال�شباب‬ ‫الذي و�ضعت من �أجله هذه البرامج‪.‬‬ ‫هذا و�سوف تتوجه �إليكم الحكومة ببرنامج عملها الذي �سي�شمل مختلف‬ ‫الخدمات والم�شروعات المنوي تحقيقها في المرحلة المقبلة ل�صالح الوطن‬ ‫والمواطن بحول اهلل‪ .‬داعين �إلى المزيد من التركيز على البحث عن م�صادر‬ ‫للطاقة في مجال النفط والغاز ل�ضمان توفير ركائز التنمية االقت�صادية في‬ ‫البالد في الم�ستقبل‪ ،‬والتي �سن�ضيفها لبن ًة بعد �أخرى في بنائها الوطني الذي‬ ‫لم ي�أت نهو�ضه وتقدمه من فراغ‪ ،‬و�إنما هو �أمانة غالية ورثناها من �آباء‬ ‫و�أجداد بنوا‪ ،‬ف�شيدوا‪ ،‬و�أح�سنوا البناء‪ ،‬م�سطرين على �صفحات التاريخ‬ ‫�أجمل مالحم ال�شرف‪ ،‬في تلك الظروف ال�صعبة‪ ،‬وذلك بالإنتاج والعمل‪،‬‬ ‫وبالتنوير والفكر‪ ،‬وباالنفتاح والتعاي�ش ال�سمح الكريم فك�سبوا المكانة‬ ‫المرموقة في العالم‪ ،‬و�أن�ش�أوا على هذه الأر�ض الطيبة وبالكلمة الطيبة �أ�سرة‬ ‫واحدة متحابة يتعاون �أفرادها في ال�سراء وال�ضراء من �أجل خيرهم الم�شترك‬ ‫ولم�ستقبل �أجيالهم القادمة‪ ،‬وا�ضعين تقدمنا ال�سيا�سي واالقت�صادي ُن�صب‬ ‫�أعيننا لنحقق الحياة الحرة الكريمة القائمة على الثقة المتبادلة‪ ،‬والمعنويات‬ ‫العالية‪ ،‬على �أ�سا�س وحدتنا الوطنية‪ ،‬التي هي من �أهم ثوابتنا‪ ،‬وذلك في �إطار‬ ‫دولة القانون والم�ؤ�س�سات التي تحمي �أبناءها جمي ًعا‪ ،‬وبكل الم�صداقية التي‬ ‫هي جزء من تراثنا الوطني وعنوان �أخالقنا البحرينية‪.‬‬ ‫كما نخ�ص بالتحية والتقدير قواتنا الم�سلحة البا�سلة التي تحمي �سياج‬ ‫الوطن‪ ،‬وتحافظ على وحدة التراب الوطني الطاهر‪ ،‬وتعمل على حماية‬ ‫حريتنا وا�ستقاللنا فهم مو�ضع اعتزاز وفخر للجميع‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫�أما على �صعيد التعاون الخليجي‪ ،‬فقد جاءت القمة الخليجية (قمة جابر‬ ‫طيب اهلل ثراه) هذا العام في الريا�ض وبرئا�سة الأخ العزيز خادم الحرمين‬ ‫ال�شريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز �آل �سعود‪ ،‬ملبي ًة لتطلعات �شعوبنا‬ ‫ال�شقيقة‪ ،‬وبما يرتقي �إلى م�ستوى متطلبات المرحلة‪ ،‬م�ؤكد ًة �أن هذا الكيان‬ ‫المكمل لبناء �أمته العربية قد ُوجد ليبقى ولن يتخلى عن‬ ‫الخليجي العربي‬ ‫ّ‬ ‫م�سئولية الأمن والرخاء في هذه المنطقة الحيوية من العالم‪.‬‬ ‫ومن دواعي التفا�ؤل �أن المجل�س �أكد الت�شاور مع مجال�س ال�شورى‬ ‫والنواب في المنطقة بما يعود بالخير على �شعوبها‪ ،‬وبهدف تعزيز االتحاد‬ ‫بين بلدانه‪ ،‬وذلك ما تهدف �إليه البحرين منذ بدء الم�سيرة الم�شتركة‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد التكامل بين ال�شقيقتين البحرين وقطر و�سائر دول مجل�س‬ ‫التعاون‪ ،‬ف�إن م�شروع ج�سر البحرين ‪ /‬قطر �سيكون من �أهم الإنجازات‬ ‫الم�شتركة في المنطقة بما يج�سد و�شائج الأخوة والقربى بين �شعوبنا كافة‬ ‫ويمتد كج�سر اتحاد بين بلدينا ال�شقيقين ب�صفة خا�صة‪ ،‬وذلك بدعم وم�ساندة‬ ‫�صاحب ال�سمو الأخ العزيز ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪� ،‬أمير دولة قطر‬ ‫ال�شقيقة‪.‬‬ ‫مثمرا وملي ًئا بالخير في ظل هذه‬ ‫ختا ًما‪ ،‬نتمنى لكم جمي ًعا دور انعقاد‬ ‫ً‬ ‫الم�ؤ�س�سة الت�شريعية الكريمة‪ ،‬بما يحقق ل�شعبنا العزيز ما ي�صبو �إليه وما يبديه‬ ‫من تفاعل رائع مع ق�ضاياه وق�ضايا الأمة الذي هو محل تقديرنا ودعمنا وبكل‬ ‫العزم الأكيد والإرادة الوطنية الحازمة‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الجمعة ‪ 15‬دي�سمبر ‪2006‬م‬ ‫‪ 24‬ذو القعدة ‪ 1427‬هـ‬

‫‪77‬‬


78


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي األول‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة حفظه اهلل ورعاه‬ ‫عاهل البالد المفدى‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬وبعد‬ ‫يت�شرف مجل�س ال�شورى رئي�ســًا و�أع�ضا ًء �أن يرفع �إلى مقام جاللتكم‬ ‫عظيم ال�شكر وجزيل االمتنان على تف�ضلكم ب�إلقاء خطابكم ال�سامي‪� ،‬إيذانـًا‬ ‫بافتتاح الف�صل الت�شريعي الثاني في دور االنعقاد العادي الأول‪ ،‬موا�صلة‬ ‫للنهج الذي �أر�سيتموه جاللتكم في ا�ستمرارية د�ستورية منتظمة‪� ،‬ضمن‬ ‫الم�سيرة الديمقراطية التي بد�أت ت�ؤتي ثمارها‪ ،‬بتر�سيخ مبادئ الحرية والعدالة‬ ‫والم�ساواة في دولة الم�ؤ�س�سات و�سيادة القانون‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫ا�ستكما ًال للدور الرائد الذي ا�ضطلع به المجل�س ال�سابق بكل �إخال�ص‬ ‫وتفان‪ ،‬والذي يرجع �إليه الف�ضل في الم�ساهمة في و�ضع الركائز للبناء‬ ‫الديمقراطي وت�أ�سي�س الأعراف البرلمانية‪ ،‬ف�إن مجل�س ال�شورى ‪ -‬بعـد �أن‬ ‫�أدى �أع�ضـــا�ؤه اليمين الد�ستــورية‪ -‬ليعاهد جاللتكم على الم�ضي قد ًما في‬ ‫تحمل هذه الأمانة الوطنيـــة الغالية‪ ،‬وال�سعي لتحقيق المزيد من الإنجازات‬ ‫على ال�صعيد الت�شريعي‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن ما تحقق من منجزات وطنية في مختلف المجاالت التنموية لم يكن‬ ‫ليتحقق لوال دعم وتوجيهات جاللتكم ال�سديدة‪ ،‬والتعاون بين ال�سلطتين‬ ‫الت�شريعية والتنفيذية‪ .‬ففي مجال الإ�سكان �أ�سهمت هذه المنجزات في زيادة‬ ‫االعتمادات المالية للم�شروعات الإ�سكانية في الميزانية ال�سابقة وميزانية‬ ‫‪2008 -2007‬م‪ ،‬وتحقيق العديد من الم�شاريع الإ�سكانية‪ ،‬وتقديم‬ ‫عالوات لطالبي الإ�سكان الم�سجلين على قائمة االنتظار للخدمات الإ�سكانية‬ ‫منوهين في هذا ال�صدد بتوجيهات جاللتكم الرائدة بتخ�صي�ص �أر�ض لكل‬ ‫مواطن‪ ،‬عاقدين العزم على ا�ستثمار كل الأدوات الت�شريعية الالزمة لترجمة‬ ‫ذلك في �صورة م�شاريع �إ�سكانية تجد طريقها �إلى التنفيذ العملي على �أر�ض‬ ‫الواقع؛ لي�ستفيد ويهن�أ بها المواطنون‪ .‬وهنا نود يا �صاحب الجاللة �أن ن�ؤكد‬ ‫�أهمية دور المجال�س البلدية والجهات المعنية الأخرى في تفعيل م�شروع بناء‬ ‫وترميم البيوت الآيلة لل�سقوط ب�آلية ووتيرة �أ�سرع؛ لي�سهم ذلك في توفير‬ ‫الم�سكن المنا�سب لذوي الدخل المحدود من المواطنين‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إن الم�شروع الوطني للتوظيف الذي جاء بنا ًء على توجيهاتكم ال�سديدة‪،‬‬ ‫كبيرا في تحقيق معالجة‬ ‫وفي ظل �سيا�ستكم الحكيمة قد �أ�سهم �إ�سها ًما‬ ‫ً‬ ‫مو�ضوع العمالة الوطنية من خالل توفيره المزيد من فر�ص العمل للمواطنين‬ ‫الباحثين عن عمل‪ ،‬وهو مثال بارز لت�ضافر الجهود بين القطاعين العام‬ ‫والخا�ص‪ ،‬حيث �أ�سهم هذا الم�شروع الحيوي في خف�ض ن�سبة العاطلين عن‬ ‫العمل‪ ،‬ورفع معدالت رواتب البحرينيين بن�سبة كبيرة بنا ًء على توجيهات‬ ‫جاللتكم برفع م�ستوى دخل المواطن؛ وهو ما �سي�ؤدي �إلى تح�سين الم�ستوى‬ ‫المعي�شي وا�ستقرار العمالة الوطنية‪ ،‬معبرين عن اعتزازنا الكبير بم�ساهمة‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية في �إ�صدار القوانين المتعلقة ب�إ�صالح �سوق العمل‪ ،‬متطلعين‬ ‫�إلى �أن تحقق هذه القوانين الأهداف المتوخاة منها‪.‬‬ ‫‪80‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫عاليا الدور الريادي المتميز ل�صاحب‬ ‫و�إننا يا �صاحب الجاللة لنثمن ً‬ ‫ال�سمو ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر‪ ،‬الذي لم ي� ُأل‬ ‫جهدا بعميق خبرته و ُبعد نظره في العمل من �أجل م�صلحة هذا الوطن‬ ‫ً‬ ‫ومواطنيه الكرام‪ .‬حيث كان لجهود �سموه المخل�صة �أكبر الأثر في تر�سيخ‬ ‫مبد�أ التعاون بين ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية‪ ،‬وتفعيل قنوات التن�سيق‬ ‫بينهما‪ ،‬وهو ما �أر�سى عالقة متينة قادت �إلى تحقيق الكثير من المنجزات التي‬ ‫ي�شهدها وطننا العزيز‪ .‬كما نعاهدكم على بذل ق�صارى الجهد‪ ،‬متعاونين مع‬ ‫الحكومة الموقرة لتحقيق مزيــد من الإنجازات‪ ،‬وبخا�صة متطلبات قانون‬ ‫الت�أمين �ضد التعطل‪ ،‬و�إ�صدار القوانين الم�شجعة لل�شباب على التهي�ؤ ل�سوق‬ ‫العمل‪ ،‬وكل ما من �ش�أنه توفير العي�ش الكريم لأبناء هذا الوطن المعطاء تفعي ً‬ ‫ال‬ ‫للمبادئ التي ن�ص عليها د�ستور مملكة البحرين‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إن مجل�س ال�شورى لي�شرفه �أن ي�شيد بالدور المحوري الذي يقوم به‬ ‫�صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة‬ ‫دفاع البحرين في تن�شيط االقت�صاد الوطني‪ ،‬وذلك ب�إر�ساء �أ�س�س متينة لالنطالق‬ ‫به �إلى �آفاق �أو�سع من خالل جذب وا�ستقطاب اال�ستثمارات‪ ،‬وتفعيل دور‬ ‫القطاع الخا�ص بما ُيمكنه من لعب دور �أكبر في عملية التنمية ال�شاملة التي‬ ‫ي�شهدها وطننا العزيز‪ ،‬ليتطلع ب�أمل وثقة كبيرين �إلى �أن ت�شهد المرحلة المقبلة‬ ‫والبنى الأ�سا�ســية‪ ،‬وبخا�صة في مجال تخطيط‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من م�شــاريع التنمــية ُّ‬ ‫م�شاريع المدن الجديدة‪ ،‬ودور �سموه الرائد في تحقيق هذه الم�شاريع لما‬ ‫يتمتع به من فكر ثاقب ونظرة م�ستقبلية‪ .‬معبرين عن اعتزازنا البالغ بما قام به‬ ‫�سموه من حوارات وطنية ناجحة �أ�سهمت في الدفع باتجاه بلورة برامج‬ ‫طموحة في مجال التعليم والتدريب‪ ،‬والتي �سيكون لمجل�س ال�شورى �شرف‬ ‫الم�ساهمة في العمل على ت�شريعها وت�سهيل نقلها �إلى �أر�ض الواقع‪ ،‬متعاونين‬ ‫في هذا ال�ش�أن مع الحكومة الموقرة‪ ،‬خدمة لقطاع ال�شباب‪ ،‬الذي هو عماد‬ ‫الحا�ضر و�أمل الم�ستقبل‪.‬‬ ‫‪81‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫كما �أ�شرتم جاللتكم في خطابكم ال�سامي‪ ،‬فقد ا�ستمع المجل�س الوطني‬ ‫�إلى برنامج عمل الحكومة الذي ا�شتمل على خطتها في مختلف المجاالت‬ ‫المتعلقة بم�صلحة المواطن‪ ،‬و�إننا �إذ نعبر عن ثقتنا في �أن ت�شهد المرحلة‬ ‫المقبلة تنفيذ ما جاء في برنامج الحكومة الموقرة من م�شاريع حيوية‪ ،‬لن�ؤكد‬ ‫على ما دعوتم �إليه جاللتكم للمزيد من عمليات البحث عن م�صادر جديدة‬ ‫للطاقة في مجال النــفط والغاز‪ ،‬معاهدين جاللتكم على بـــذل كل الجهد‬ ‫في توفير الأر�ضية الت�شريعية الالزمة لبلوغ هذا الهدف؛ وهو ما �سي�سهم بكل‬ ‫ت�أكيد في دعم وتوفير ركائز التنمية االقت�صادية في البالد‪ ،‬ودعم م�صادرها‬ ‫المتجددة‪.‬‬ ‫�إننا يا �صاحب الجاللة لنفخر ونعتز ب�أ�س�س وقواعد النه�ضة التي �أر�ساها‬ ‫الآباء والأجداد‪ ،‬معاهدين جاللتكم على اال�ستر�شاد بها‪ ،‬وحماية و�صون‬ ‫هذه الأمانة الغالية التي ورثناها عنهم‪ ،‬مكر�سين مبادئ الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫والتعاي�ش ال�سمح الكريم الذي يحثنا عليه ديننا الإ�سالمي الحنيف‪ ،‬وعاداتنا‬ ‫وتقاليدنا العربية الأ�صيلة‪.‬‬ ‫�إن مملكة البحرين كانت وما زالت تمثل النموذج الأب��رز للت�سامح‬ ‫واالنفتاح‪ ،‬والتقاء الح�ضارات؛ وهو ما جعلها تحتل مكانة مرموقة هي‬ ‫مو�ضع الإعجاب والتقدير من دول العالم‪ ،‬في ظل ما يتمتع به �شعبها من روح‬ ‫عالية في التم�سك بقيم الخير والإخاء والمحبة‪.‬‬ ‫و�إن مجل�س ال�شورى ‪ -‬وهو ي�ؤدي دوره الت�شريعي ‪� -‬سوف يج�سد ب�إذن‬ ‫اهلل هذه المعاني النبيلة‪ ،‬لي�ؤكد دور جميع الم�ؤ�س�سات الر�سمية وم�ؤ�س�سات‬ ‫المجتمع المدني في تر�سيخ مفاهيم وقيم المواطنة ال�صالحة القائمة على‬ ‫الت�سامح والمحبة والتعاون في ال�سراء وال�ضراء‪ ،‬وكل ثوابتنا الوطنية في �إطار‬ ‫دولة القانون والم�ؤ�س�سات التي تحمي �أبناءها جمي ًعا‪ ،‬وفي هذا ال�سياق ف�إننا‬ ‫ن�ؤكد على �ضرورة تر�شيد الخطاب الإعالمي على الم�ستويين الر�سمي‬ ‫تعبيرا عما ورثناه و�ألفناه من قيم �سامية نبيلة تحفظ كياننا وتالحمنا‬ ‫وال�شعبي ً‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫‪82‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إن مجل�س ال�شورى ي�شيد بقواتنا الم�سلحة البا�سلة وما و�صلت �إليه من‬ ‫م�ستوى متطور جعلها بحق الحامي ل�سياج هذا الوطن بالذود عن حيا�ضه‪،‬‬ ‫وحمايـــة مكت�سباته‪ ،‬والحفاظ على ترابه الطاهر‪ .‬منوهين في هذا ال�سياق‬ ‫بالإ�سهامات الوطنية الجليلة للأجهزة الأمنية الأخرى‪ ،‬ودورها في الحفاظ‬ ‫على الأمن واال�ستقرار في ربوع هذا الوطن الغالي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إننا ن�شيد مع جاللتكم بما تحقق من مكت�سبات في �ضوء انعقاد (قمة جابر‬ ‫طيب اهلل ثراه) من جميع الجوانب االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية‬ ‫َّ‬ ‫والأمنية‪.‬‬

‫م�ؤكدين �أن تعزيز كيان دول مجل�س التعاون لدول الخليج العربية �سي�ؤدي‬ ‫�إلى خلق التقارب والتوحيد بين النظم والت�شريعات فيما بين هذه الدول؛‬ ‫الأمر الذي �سي�سهم في توحيدها م�ستقب ً‬ ‫ال بما يحقق الم�صلحة ل�شعوب‬ ‫المنطقة‪ ،‬وهو ما بد�أ فع ً‬ ‫ال من خالل ا�ستمرارية تفعيل تطبيق االتحاد الجمركي‬ ‫وال�سوق الخليجية الم�شتركة وتي�سير التبادل التجاري‪.‬‬ ‫كما ندعم ون�ؤيد فكرة جاللتكم ب�ش�أن �إن�شاء البرلمان الخليجي الموحد‬ ‫التي كانت مو�ضع �إ�شادة الجميع‪ ،‬م�شيرين في هذا ال�صدد �إلى �أنها و�إن كانت‬ ‫ال تزال فكرة في هذه المرحلة �إال �أنها �ستتحقق وتتبلور بف�ضل جهود‬ ‫جاللتكم‪ ،‬وجهود �إخوانكم �أ�صحاب الجاللة وال�سمو قادة دول مجل�س‬ ‫التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن م�شروع الج�سر بين ال�شقيقتين البحرين وقطر لي�ؤكد مدى التالحم‬ ‫و�شعبا‪ ،‬ويج�سد مدى عمق العالقة بينهما‪ .‬و�إننا‬ ‫الوثيق بين البلدين قياد ًة‬ ‫ً‬ ‫نتطلع �إلى ما �سيحققه هذا الم�شروع العمالق من �إنجازات وطموحات على‬ ‫‪83‬‬


‫ال�صعيدين االقت�صادي والتنموي‪ ،‬بما ي�صب في م�صلحة البلدين و�شعبيهما‬ ‫ال�شقيقين‪.‬‬ ‫ختا ًما‪ ،‬ف�إننا ندعو المولى عز وجل �أن يحفظ جاللتكم‪ ،‬ويديم عليكم‬ ‫نعمة ال�صحة والعافية‪ ،‬ويمنحكم القوة وال�سند والت�أييد لموا�صلة م�سيرة‬ ‫الخير والعطاء التي تقودونها جاللتكم بحكمتكم وحنكتكم المعهودتين‪،‬‬ ‫تحقيقًا لآمال وتطلعات �شعبكم الوفي‪ ،‬و�صو ًال �إلى الأيام الأجمل‪.‬‬ ‫�سدد اهلل على طريق الخير خطاكم‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪..‬‬ ‫الأثنين ‪� 9‬أبريل ‪2007‬م‬ ‫‪ 21‬ربيع الأول ‪1428‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪84‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الأول ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫�سعادة الع�ضو �أل�س توما�س �سمعا ن‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�شي ‬ ‫�سعادة الع�ضو جهاد ح�سن بوكمال ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور حمد علي ال�سليطي ‬ ‫�سعادة الع�ضو دالل جا�سم الزايد ‬ ‫�سعادة الع�ضو فواد �أحمد الحاجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد هادي �أحمد الحلواج ‬ ‫ي‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬

‫‪85‬‬


86


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫دور االنعقاد الثاني‬

‫الفصل التشريعي الثاني‬ ‫دور اإلنعقادالعادي الثاني‬

‫‪87‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثاني‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫في�سعدنا �أن نفتتح دور االنعقاد الثاني من الف�صل الت�شريعي الثاني لمجل�سنا‬ ‫الوطني‪ ،‬وبالتقائكم جمي ًعا في هذا الملتقى الوطني تكتمل فرحة الوطن‪،‬‬ ‫ويعم �أهله ال�سرور‪ ،‬الم�سين الوحدة الوطنية في جمعكم الكريم‪ ،‬هذا ويطيب‬ ‫لنا في هذا المقام �أن نعرب لكم جمي ًعا عن خال�ص التقدير لما �أحطتمونا به‬ ‫من نبيل الم�شاعر غير الم�ستغربة من المواطنين الكرام الأوفياء في مختلف‬ ‫المواقف والمنا�سبات‪ ،‬كما وي�سعدنا �أن ن�شيد ب�إنجازاتكم التي حققتموها‬ ‫خالل الدور الأول‪ ،‬ف�أنتم بحق من يمثل التطلعات الوطنية‪.‬‬ ‫والواقع ف�إن ما تحقق لدينا من ُمنجز ديمقراطي ي�ؤهل البحرين للدخول‬ ‫طرفًا �أ�صي ً‬ ‫ال في ال�شراكة الديمقراطية الدولية التي تعمل على �إقامتها اليوم‬ ‫ال�سلم واال�ستقرار في العالم‪ ،‬ونبذ العدوان والعنف‪،‬‬ ‫ديمقراطيات عدة ل�صيانة ِ‬ ‫بعيدا عن هذا التجمع‬ ‫و�إ�شاعة االزدهار والنماء‪ ،‬وال يمكن �أن تبقى البحرين ً‬ ‫الإن�ساني المتقدم بحكم ن�ضجها ال�سيا�سي ومخزونها الح�ضاري وحبها‬ ‫للحرية وال�سالم‪ ،‬ومن �أجل هذه الديمقراطية المتنامية في ربوع المملكة‪،‬‬ ‫ف�إن العمل االقت�صادي وما يرتبط به من ا�ستثمار وت�شجيع للقطاع الأهلي‬ ‫الخا�ص يبقى في �صلب اهتمام الدولة ورعايتها‪ ،‬و�إذ يزدهر اقت�صادنا الوطني‬ ‫ويتنامى ‪ -‬وهو اقت�صاد حر خالٍ من ال�ضرائب ‪ -‬ف�إن الم�أمول �أن يعم الرخاء‬ ‫والعي�ش الكريم‪.‬‬ ‫‪89‬‬


‫دائما وبا�ستمرار على رفع‬ ‫وعلينا �أن نفي البحرين حقها‪ ،‬و�أن نعمل ً‬ ‫الم�ستوى المعي�شي للمواطن والإ�سراع بتنفيذ برامج الإ�سكان‪ ،‬واالرتقاء‬ ‫�أكثر بم�ستوى الخدمات ال�صحية والخدمات التعليمية والتدريبية �إلى المراتب‬ ‫العالمية‪ .‬و�أن نعمل على توجيه وتركيز الدعم المالي الحكومي لي�صل �إلى‬ ‫الجهات الأكثر حاجة له في مجتمعنا المت�آخي‪ .‬و�أن نعمل با�ستمرار على‬ ‫جلب المزيد من اال�ستثمارات المحلية والأجنبية ورفع معدالت الإنتاجية‬ ‫والمهنية في اقت�صادنا الوطني مما ير�سخ مكانة البحرين على قائمة الدول‬ ‫وعالميا‪.‬‬ ‫إقليميا‬ ‫ً‬ ‫المف�ضلة لال�ستثمار � ً‬

‫والبد �أن يواكب ذلك قانون م�ستنير يكفل حرية ال�صحافة و�إي�صال الكلمة‬ ‫النـزيهة الم�سئولة التي نعتبرها �ضمانة الديمقراطية‪ ،‬ونعتبر �أقالمها الحرة‬ ‫�شركاءنا في البناء‪.‬‬

‫�أيها الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫ال يخفاكم �أن الإن�سانية تعي�ش اليوم ع�صر الف�ضاء وت�ستفيد من منجزاته‪،‬‬ ‫وال تملك البحرين �إال مواكبته وتطوير قدرتها في مجال االت�صاالت‪،‬‬ ‫وحر�صا منا على ا�ستيعاب علوم الع�صر فقد وافقنا كذلك على االن�ضمام �إلى‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬وحظيت رغبتنا بموافقة جميع �أع�ضائها‬ ‫في الدورة الحادية والخم�سين‪ ،‬بما يتيح لمملكة البحرين فر�صة م�شاركة‬ ‫المجتمع الدولي والدخول بكل �شفافية في ميدان اال�ستخدام ال�سلمي للطاقة‬ ‫النووية بم�شاركة �أ�شقائنا في دول مجل�س التعاون‪ ،‬هادفين من هذه الع�ضوية‬ ‫�إلى الحد من انت�شار �أ�سلحة الدمار ال�شامل في المنطقة‪ ،‬وا�ستفادة �شعبنا من‬ ‫اال�ستخدام ال�سلمي للطاقة الذرية في مجاالت ال�صحة والكهرباء والتعليم‬ ‫والزراعة‪.‬‬ ‫م�شيديـن ب�أداء حكومتـنا الموقرة برئا�سـة �صاحب ال�سمو العــم العزيز‬ ‫ال�شيـخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء‪ ،‬وقيام قواتنا الم�سلحة‬ ‫‪90‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫بمهامها على �أكمل وجه بقيادة ولي عهدنا �صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن‬ ‫حمد �آل خليفة‪.‬‬ ‫دائما‪ ،‬ف�إن الجامع بيننا بعد اهلل‪ ،‬هو االنتماء للبحرين‬ ‫وختا ًما‪ ،‬وكما �أكدنا ً‬ ‫أخيرا‪.‬‬ ‫�أو ًال و� ً‬ ‫وفقكم اهلل‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الأربعاء ‪� 17‬أكتوبر ‪2007‬م‬ ‫‪� 5‬شوال ‪ 1428‬هـ‬

‫‪91‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثاني‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة ملك مملكة‬ ‫البحرين‪ ،‬حفظه اهلل ورعاه ون�صره بن�صر من عنده‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫ت�شرف رئي�س و�أع�ضاء‬ ‫في يوم �أغر من �أيام مملكة البحرين الديمقراطية ّ‬ ‫مجل�س ال�شورى باال�ستماع �إلى خطابكم ال�سامي‪ ،‬بمنا�سبة افتتاح دور‬ ‫معبرا عن‬ ‫االنعقاد العادي الثاني من الف�صل الت�شريعي الثاني‪ ،‬الذي جاء‬ ‫ً‬ ‫الإرادة الوطنية ال�شعبية التي تحققت بف�ضل من جاللتكم‪� .‬إن الم�شاعر‬ ‫ال�صادقة من قبل المواطنين عبرت عن حب و�إخال�ص عميقين لقائد �أحب‬ ‫حبا بحب‪ .‬و�إننا‪ ،‬يا �صاحب الجاللة‪ ،‬ن�س�أل اهلل ع ّز وجل �أن‬ ‫�شعبه فبادله ً‬ ‫يرعاكم بعنايته و�أنتم تقودون وحدتنا الوطنية المتمثلة في المجل�س الوطني‪،‬‬ ‫ال��ذي يعك�س تطلعات المواطنين من �أج��ل التجديد التاريخي للعمل‬ ‫الديمقراطي في مملكتنا الحبيبة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫منذ تد�شين جاللتكم هذا الإنجاز التاريخي ب�إعادة الحياة البرلمانية‬ ‫تراكمت تجربة ديمقراطية �آفاقها مفتوحة للجميع‪ ،‬وهي �آخذة بالتطور‬ ‫المتدرج والمدرو�س‪.‬‬ ‫وقد �أكدتم جاللتكم ‪ -‬في �أكثر من محور من محاور الحراك ال�سيا�سي‬ ‫‪93‬‬


‫ على تقبلكم كل ر�أي واجتهاد معار�ض مادامت المعار�ضة مرتبطة بتراب‬‫هذه الأر�ض‪ ،‬محافظة على نقائها الوطني‪.‬‬ ‫�إن ما تحقق من �إنجاز ديمقراطي ‪ -‬كما �أكدتم جاللتكم ‪ -‬ي�ؤهل البحرين‬ ‫للدخول طرفـًا �أ�صي ً‬ ‫ال في ال�شراكة الديمقراطية الدولية‪ ،‬مما يتطلب �إنجاز‬ ‫توقيع المعاهدات‪ ،‬واالن�ضمام �إلى المنظمات الدولية‪ ،‬و�إ�شراك منظمات‬ ‫المجتمع المدني في هذه التحوالت الديمقراطية‪.‬‬ ‫�إن هذه ال�شراكة الديمقراطية الدولية تلقي على عاتق مملكة البحرين‬ ‫التزامات وم�س�ؤوليات تتمثل في التعامل مع منظمات المجتمع المدني‬ ‫أ�سا�سيا للممار�سة الديمقراطية في المجتمع‪ ،‬و�أن يتم التعامل‬ ‫بو�صفها‬ ‫عن�صرا � ً‬ ‫ً‬ ‫معها ب�سوا�سية وعدالة‪ ،‬و�أن يقدم لها الدعم والتمويل بكل �شفافية‪ .‬والبد هنا‬ ‫من الإ�شادة بالتوجه �إلى �إن�شاء الهيئة الوطنية لحقوق الإن�سان‪ ،‬والتي �سوف‬ ‫تعزز من المكانة الدولية للمملكة في هذا المجال‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن خطاب جاللتكم ال�سامي يالم�س تطلعات المواطنين في تعزيز قطاع‬ ‫المال والتجارة واال�ستثمار‪ ،‬من خالل ربط المنجزات الديمقراطية بالتنمية‬ ‫االقت�صادية‪ .‬وفي هذا ال�ش�أن ف�إن مجل�س ال�شورى يتطلع �إلى التعاون مع‬ ‫يجرم الف�ساد المالي والإداري‪ ،‬وغيره من الت�شريعات‬ ‫الحكومة ل�سن قانون ّ‬ ‫التي ت�ساهم في تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬ومحاربة الفقر‪ ،‬وتعمل على‬ ‫تحقيق التنمية الم�ستدامة‪.‬‬ ‫�إن �أي مراقب من�صف ال يملك �إال �أن يقر ب�أن مملكة البحرين قد حققت‬ ‫ملمو�سا‪ ،‬وقفزة في ا�ستقطاب اال�ستثمارات الأجنبية‪،‬‬ ‫تطورا اقت�صاديًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتوقعات �إيجابية ال�ستمرار تح�سن الأداء االقت�صادي؛ وذلك بف�ضل �سيا�ساتكم‬ ‫الوطنية الإ�صالحية القائمة على تر�سيخ دولة القانون والم�ؤ�س�سات‪ ،‬وتطبيق‬ ‫مبادئ الحرية االقت�صادية‪ ،‬ورفع م�ستوى معي�شة المواطن‪ ،‬وال�شفافية‪،‬‬ ‫والتعددية‪ ،‬واالعتدال‪ ،‬واحترام حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪94‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫وفي هذا ال�سياق ف�إن مجل�س ال�شورى يرى �أنه من الأهمية بمكان و�ضع‬ ‫�إ�ستراتيجية وطنية اقت�صادية تعد من قبل الحكومة بم�شاركة الأط��راف‬ ‫المجتمعية كافة‪ ،‬بحيث ت�ضمن المحافظة على ما تحقق من �إنجاز وتطويره‪.‬‬ ‫ويرى المجل�س �ضرورة �أن تحدد هذه الإ�ستراتيجية و�سائل توفير الموارد‬ ‫البديلة في الم�ستقبل القريب عندما ين�ضب النفط‪ ،‬وتحديد الطاقة المطلوبة‬ ‫لت�سيير الم�شاريع ال�صناعية واال�ستثمارية التي نريد ا�ستقطابها‪ ،‬و�أن تت�ضمن‬ ‫هذه الإ�ستراتيجية خطة وا�ضحة المعالم للخ�صخ�صة‪ ،‬و�إعطاء القطاع الخا�ص‬ ‫دورا مهمـًا لي�صبح المحرك الرئي�س لالقت�صاد الوطني‪.‬‬ ‫ً‬

‫كما ي�ؤكد المجل�س �أهمية �إنجاز المخطط الهيكلي الإ�ستراتيجي الوطني‬ ‫ال�ست�صالح الأرا�ضي‪ ،‬وتطوير البنية التحتية المحفزة لجذب اال�ستثمارات‪،‬‬ ‫و�إقامة مناطق حرة‪ ،‬وتوفير الموانئ والمناطق ال�صناعية الالزمة ال�ستقطاب‬ ‫اال�ستثمارات الجديدة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن اهتمام جاللتكم برفع الم�ستوى المعي�شي للمواطن محل اعتزازنا‬ ‫وتقديرنا‪ .‬ونعاهد جاللتكم بالعمل على توفير الأر�ضية الت�شريعية الالزمة‬ ‫لتحقيق الأهداف والتوجيهات الملكية ال�سامية لتوفير الرخاء والعي�ش الكريم‬ ‫للمواطن‪ ،‬وتوجيه الدعم المالي الحكومي لي�صل �إلى الفئات الأكثر حاجة له‬ ‫في مجتمعنا المت�آخي‪ .‬كما نرى �أن تقل�ص الطبقة المتو�سطة �سوف ي�ؤدي �إلى‬ ‫عدم ا�ستقرار الأمن االجتماعي؛ لذا فقد بات من الأهمية بمكان �أن تقوم‬ ‫الجهات الم�س�ؤولة بدرا�سة هذه الظاهرة‪ ،‬واقتراح الحلول الناجعة لها‪.‬‬ ‫وعلى ذلك ف�إن مجل�س ال�شورى يتطلع �إلى تنفيذ الإرادة الملكية ال�سامية‬ ‫بتح�سين ظروف المواطن المعي�شية‪ ،‬وخا�صة المتقاعدين والأ�شخا�ص ذوي‬ ‫االحتياجات الخا�صة من خالل �إيجاد حلول �شاملة وجذرية ت�سهم فيها‬ ‫وخ�صو�صا فيما يتعلق بم�شاكل الإ�سكان‪،‬‬ ‫الحكومة والقطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتوفير فر�ص العمل المنا�سب للمواطنين‪.‬‬ ‫‪95‬‬


‫�إن التنمية الإن�سانية هي المحرك الرئي�س لتحقيق التنمية الم�ستدامة‪ ،‬ورغم‬ ‫ما حققته المملكة من م�ستويات متقدمة في الخدمات ال�صحية والتعليمية‬ ‫وفق الم�ؤ�شرات العالمية‪ ،‬ف�إن توجيهات جاللتكم لمزيد من االرتقاء بها‬ ‫ي�ؤكد �أهمية رفع الميزانيات المر�صودة لرفع م�ستوى هذه الخدمات‪ ،‬وذلك‬ ‫وفق معدالت الإنفاق العالمي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى يعبر عن تقديره للدور الكبير الذي قمتم به جاللتكم‬ ‫لتمكين المر�أة البحرينية وتعزيز مكانتها حتى تبو�أت �أعلى المراكز والمنا�صب‪،‬‬ ‫و�إننا نفخر ب�أن مملكة البحرين كانت رائدة في منطقتنا في مجال ح�صول‬ ‫المر�أة على حقوقها ال�سيا�سية كافة في التر�شح واالنتخاب‪ ،‬م�ؤكدين لجاللتكم‬ ‫جهدا في العمل على تطوير وت�شريع مختلف‬ ‫�أن مجل�س ال�شورى لن ي�ألو‬ ‫ً‬ ‫القوانين التي تكفل للمر�أة البحرينية حقوقها في الم�ساواة التي ن�صت عليها‬ ‫االتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬و�ضمان تطبيقها على �أر�ض الواقع بما يتفق‬ ‫و�أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫منذ تولي جاللتكم مقاليد الحكم كانت الديمقراطية والحريات ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية ركيزة �أ�سا�سية من ركائز م�شروع جاللتكم‬ ‫الإ�صالحي‪ ،‬وكانت حرية الر�أي والتعبير من �أهم محاور ذلك الم�شروع‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�سياق ف�إن البحرين في حاجة ما�سة �إلى �صقل وبلورة �أ�س�س مهمة‬ ‫و�ضرورية لدعم هذه الحرية وغيرها من الحريات‪ ،‬معاهدين جاللتكم على‬ ‫�أن نعمل جاهدين على تعزيز حرية ال�صحافة باعتبارها ال�سياج لحرية الر�أي‬ ‫والفكر‪ ،‬وذلك من خالل قانون م�ستنير ي�شكل �ضمانة حقيقية للإ�صالح‬ ‫أكيدا لتوجيهات‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬ويكفل و�صول الكلمة النزيهة الم�س�ؤولة‪ ،‬ت� ً‬ ‫‪96‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫جاللتكم للمجل�س الوطني باعتبار الأق�لام ال�صحافية �شريكة في البناء‬ ‫الديمقراطي‪.‬‬ ‫اقتراحا بقانون‬ ‫و�إن��ه لمن دواع��ي فخرنا �أن مجل�س ال�شورى قد �أقر‬ ‫ً‬ ‫لل�صحافة يعك�س هذه التطلعات‪ ،‬وقد تم رفعه �إلى ال�سلطة التنفيذية‪� ،‬آملين �أن‬ ‫تتم �إحالته �إلى مجل�س النواب في هذه الدورة‪ .‬ونتطلع ‪ -‬في هذا ال�صدد ‪-‬‬ ‫�إل��ى �أن يقوم الكيان المهني لل�صحافيين بو�ضع ميثاق �شرف يلتزم به‬ ‫ال�صحافيون ل�ضمان نزاهة الكلمة وعدالتها‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫و�إذ ي�شيد المجل�س بالتوجهات التي عبرتم عنها جاللتكم لمواكبة دخول‬ ‫البحرين ع�صر الف�ضاء‪ ،‬واال�ستفادة من منجزاته‪ ،‬وا�ستيعاب علوم الع�صر‪،‬‬ ‫واال�ستخدام ال�سلمي للطاقة النووية بم�شاركة �أ�شقائنا في دول مجل�س التعاون‬ ‫لدول الخليج العربية‪ ،‬مع اتخاذ جميع االحتياطات الالزمة لتفادي �أخطار‬ ‫النفايات النووية‪ ،‬والحد من انت�شار �أ�سلحة الدمار ال�شامل في المنطقة‪،‬‬ ‫والت�شديد على �أهمية حماية البيئة؛ ف�إنه يتطلع �إلى توفير المهارات الفنية‬ ‫والمهنية الوطنية في مجاالت الطاقة‪ ،‬واال�ستخدام التطبيقي في العلوم‬ ‫وال�صناعة‪ ،‬وربط ذلك بمتطلبات البحرين ومجاالت اال�ستثمار االقت�صادي‬ ‫في مناحي الحياة المختلفة‪ ،‬على �أن ُيـ�شرك القطاع الخا�ص في هذا التوجه‬ ‫لتحقيق الكفاية الوطنية في الإنفاق على البحث العلمي‪ ،‬و�إيجاد �آلية‬ ‫ال�ستمراره‪.‬‬ ‫كما �أ�شرتم جاللتكم بنظرتكم الثاقبة �إلى قطاع االت�صاالت المتقدمة‬ ‫نموا‪ ،‬و�أ�صبح منفذا من منافذ تنويع م�صادر‬ ‫والذي غدا من �أ�سرع القطاعات ً‬ ‫الدخل بالمزاوجة بين قطاعي االت�صاالت والمعلومات �إذا ما توافر لهما‬ ‫وخ�صو�صا توافر الكوادر الب�شرية‬ ‫المناخ اال�ستثماري والقانوني والإداري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الم�ؤهلة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت‪ ،‬و�إزالة العقبات كافة‬ ‫‪97‬‬


‫من خالل ت�شجيع ال�شراكة ما بين القطاعين العام والخا�ص‪ ،‬و�إن�شاء المجمعات‬ ‫التقنية والقرى الذكية التي ت�ضم الحا�ضنات التكنولوجية‪ ،‬و�إيجاد هيئة ُتـعنى‬ ‫بتنمية التكنولوجيا والبحث العلمي‪ ،‬و�إعداد الكوادر الم�ؤهلة في مختلف‬ ‫المجاالت العلمية الجديدة‪ ،‬مما يتطلب ت�ضافر الجهود بين الم�ؤ�س�سات‬ ‫المختلفة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن هذه الإنجازات ما كان لها �أن تتحقق في مملكتنا العزيزة لوال ذلك‬ ‫الف�صل بين ال�سلطات الثالث‪ ،‬مع تعاونها من �أجل �إر�ساء تقاليد للعمل‬ ‫البرلماني الم�س�ؤول‪� ،‬سواء في نطاق الت�شريع �أو متابعة الأداء الحكومي؛‬ ‫تحقيقـًا لتوازن ال�سلطات الثالث الذي تتطلبه الممار�سة الديمقراطية‪.‬‬

‫وهذا التعاون البنـّاء لم يكن ليثمر لوال الدور الكبير الذي يقوم به �صاحب‬ ‫ال�سمو ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س مجل�س ال��وزراء الموقر‬ ‫وحكومته الر�شيدة‪ ،‬ولوال دعم �صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل‬ ‫خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى وهو يتابع المواقف الدولية والتدخالت في المنظومة‬ ‫الإقليمية بمنطقة الخليج‪ ،‬وما �سوف ت�سببه من تداعيات على الأو�ضاع‬ ‫الداخلية‪ ،‬يرى �ضرورة تح�صين الجبهة الداخلية وحمايتها‪.‬‬ ‫وفي خ�ضم هذا التوتر الإقليمي ندعو م�ؤ�س�سات المجتمع المدني‬ ‫والأطياف ال�سيا�سية كافة �إلى تدار�س هذه الأو�ضاع من �أجل �إيقاف تداعياتها‬ ‫على الن�سيج الوطني‪ ،‬واتخاذ كل ما هو �ضروري لتر�سيخ الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫وكما �أكدتم جاللتكم في خطابكم ف�إن الجامع بيننا ‪ -‬بعد اهلل ‪ -‬هو‬

‫‪98‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫أخيرا‪ .‬و�إذ ن�شارك جاللتكم هذه الم�شاعر ف�إننا‬ ‫االنتماء للبحرين �أوال و� ً‬ ‫نعاهدكم على �أن نكون خير عون لكم لتحقيق ما ن�صبو �إليه جمي ًعا‪.‬‬ ‫حفظكم اهلل وحفظ البحرين و�أهلها من كل مكروه‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الأثنين ‪ 3‬مار�س ‪2008‬م‬ ‫‪� 25‬شوال ‪ 1429‬هـ‬

‫‪99‬‬


‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الثاني ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫�سعادة الع�ضو �أل�س توما�س �سمعا ن‬ ‫�سعادة الع�ضو �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكنورة بهية جواد الج�شي ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد حبيب مكي ها�شم ‬ ‫�سعادة الع�ضو خالد ح�سين الم�سقطي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة عائ�شة �سالم مبارك ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة فوزية �سعيد ال�صالح ‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد هادي �أحمد الحلواجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو وداد محمد الفا�ضل ‬

‫‪100‬‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫دور االنعقاد الثالث‬

‫الفصل التشريعي الثاني‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الثالث‬

‫‪101‬‬



‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثالث‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫ي�سعدنا اليوم �أن نفتتح دور االنعقاد الثالث من الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫للمجل�س الوطني‪� ،‬ضمن م�سيرتكم البرلمانية الحافلة‪ ،‬التي �أ�صبحت غنية‬ ‫بالدرو�س والتجارب الجديرة بالنظر واال�ستفادة لتوجيه ذلك من �أجل‬ ‫م�صلحة الوطن والمواطنين‪.‬‬ ‫فمن ثوابت هذه الم�سيرة �أن المجل�س الوطني بجناحيه يمثل ‪-‬ك�سلطة‬ ‫ت�شريعية‪ -‬وحدة الوطن وال�شعب‪ ،‬وهذه هي م�سئوليته الكبرى‪.‬‬ ‫فهو المظلة الجامعة لمختلف �ألوان الطيف الوطني والعاك�سة لوحدتها‬ ‫والتقائها في �سبيل البناء الم�شترك‪ ،‬والبد من االرتقاء بم�ستوى هذا التالقي‪،‬‬ ‫والعمل على دعمه‪ ،‬والحر�ص على نقاء �صورته‪ ،‬فهو المر�آة المعا�صرة لذلك‬ ‫النموذج التاريخي في ما�ضي البحرين للتعاي�ش الإن�ساني ال�سمح بمختلف‬ ‫�أطيافه‪ ،‬هذا التعاي�ش الذي �صارت تطمح �إليه في ع�صرنا �شعوب العالم قاطبة‪،‬‬ ‫حيث قامت عليه في بالدنا الح�ضارة‪ ،‬وت�أ�س�ست الدولة الحديثة‪ ،‬ون�ش�أ على‬ ‫�أ�سا�سه المجتمع المدني الذي تتميز به البحرين‪ ،‬وتلك هي المهمة التاريخية‬ ‫المعبرة عن هذه الحقيقة‪ ،‬والحاملة لأمانتها‪،‬‬ ‫لمجل�س النواب كونه ال�صورة‬ ‫ّ‬ ‫في ت�ضافره مع مجل�س ال�شورى �ضمن �إطار المجل�س الوطني الممثل لل�سلطة‬ ‫‪103‬‬


‫ورقابيا ف ّعا ًال يحقق لهم ما‬ ‫ت�شريعيا‬ ‫الت�شريعية‪ ،‬التي ينتظر منها المواطنون �أدا ًء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي�صبون �إليه في حياتهم العملية‪ ،‬وذلك بالتعاون الإيجابي مع ال�سلطة‬ ‫التنفيذية‪.‬‬

‫الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫ا�ستطاعت البحرين ‪ -‬بف�ضل اهلل ‪� -‬أن تخف�ض معدالت البطالة �إلى �أدنى‬ ‫م�ستوى لها لت�ستقر عند معدل (ثالثة فا�صل ثمانية في المائة) خالل الثالثة‬ ‫�شهور الأخيرة‪ ،‬وهو معدل طبيعي و�آمن‪ ،‬ي�ضع بلدنا في م�صاف الدول‬ ‫المتقدمة‪ ،‬التي نجحت في معالجة ظاهرة البطالة وال�سيطرة على �آثارها‬ ‫ال�ضارة‪ ،‬مع تقديم كافة �أوجه الحماية والدعم للعاطلين عن العمل‪� ،‬سواء من‬ ‫حيث تقديم المزايا التي كفلها قانون الت�أمين �ضد التعطل �أو من خالل برامج‬ ‫التوظيف والتدريب التي تعمل بجد ومثابرة لتوفير عمل الئق وحياة كريمة‬ ‫وم�ستقرة لكل مواطن‪.‬‬ ‫لقد تحقق هذا االنعطاف التاريخي �ضمن برنامج الحكومة الموقرة‬ ‫برئا�سة العم العزيز �صاحب ال�سمو ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة‪ ،‬رئي�س‬ ‫الوزراء الموقر‪ ،‬مقدرين جهود �سعادة وزير العمل والعاملين في وزارته في‬ ‫تحقيق هذا الإنجاز‪.‬‬ ‫وقبل ذلك تمك ّنا من �إنهاء الملف الإن�ساني الحقوقي المعروف بم�شكلة‬ ‫يبق في‬ ‫مطلبا‬ ‫عالميا في مختلف الدول‪ ،‬ولم َ‬ ‫ً‬ ‫(البدون) التي �أ�صبح حلها اليوم ً‬ ‫البحرين من يعاني منها‪ ،‬حيث �أ�صبح الجميع �سوا�سية في االنتماء والمواطنة‬ ‫دون تمييز‪.‬‬ ‫هذا ولقد تابعنا ‪ -‬ومازلنا نتابع ‪ -‬باهتمام ارتفاع الأ�سعار العالمية ومدى‬ ‫ت�أثيرها على الو�ضع المعي�شي للمواطنين البحرينيين‪ .‬و�أ�صبح في مقدمة‬ ‫الأولويات التي حظيت باهتمام كبير من الدولة في الآونة الأخيرة الت�صدي‬ ‫للآثار ال�سلبية الناجمة عن هذه الزيادة الملحوظة في معدالت الت�ضخم‪،‬‬ ‫نتيجة ارتفاع �أ�سعار مختلف �أنواع ال�سلع والخدمات‪ .‬واتخذنا للتخفيف من‬ ‫‪104‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫ذلك �إجراءات تنفيذية حكومية‪ ،‬واعتمدنا مجموعة متكاملة من البرامج‬ ‫والم�شاريع التي تهدف �إلى تح�سين م�ستويات الرواتب والعالوات‪ ،‬والتو�سع‬ ‫في برنامج المظلة االجتماعية من خالل �صرف الم�ساعدات للأ�سر المحتاجة‬ ‫وتفعيل الت�أمين �ضد التعطل‪ .‬و�إ�ضافة �إلى ما �سيتم في الميزانية العامة للدولة‬ ‫لل�سنتين الماليتين القادمتين‪ ،‬فقد �أمرنا بر�صد اعتماد �إ�ضافي ملحق بالميزانية‬ ‫ويخ�ص�ص للإ�سراع في وتيرة تنفيذ الم�شاريع الإ�سكانية مما �سيلبي �أكبر عدد‬ ‫ممكن من طلبات المواطنين الحالية‪.‬‬ ‫و�صاحب هذا التحول النوعي التقرير الدولي ب�ش�أن نجاح البحرين في‬ ‫تقلي�ص درجة الفقر ح�سب المعايير الدولية‪ ،‬وتنمية الأ�سر محدودة الدخل‪،‬‬ ‫والإنجازات التنموية المكملة‪ ،‬بما ي�ضع البحرين في م�ستوى الريادة‪ .‬وقد‬ ‫�أ�صبحت البحرين تواجه �أقل ن�سبة للت�ضخم في المنطقة‪ .‬و�إننا ما�ضون في‬ ‫ت�شجيع �سيا�سة اال�ستثمار تفعي ً‬ ‫ال لحركة االقت�صاد الوطني في ظل الأنظمة‬ ‫والقوانين ال�شفافة التي تتميز بها البحرين وتجعل منها �أحد البلدان الأ�سرع‬ ‫نموا في المنطقة في ظل مناخ مالي تناف�سي وظروف عالمية غير م�ستقرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يحتم ا�ستمرار التنبه والمبادرة واليقظة حماي ًة لمكت�سبات المواطنين الكرام‪.‬‬ ‫ونحن على كل حال متفائلون وقادرون بعون اهلل على �إدارة �شئوننا وذلك‬ ‫ب�سبب �سيا�سة االعتدال وتطبيق القوانين الرقابية‪.‬‬ ‫و�إننا نالحظ بالتقدير التطورات الإيجابية التي ي�شهدها قطاع النفط والغاز‬ ‫في م�سيرتنا التنموية‪ ،‬من خالل مجموعة متكاملة و�أ�سا�سية من م�شاريع‬ ‫اال�ستك�شاف والتنقيب عن النفط في المناطق البحرية والبرية‪ ،‬عالوة على‬ ‫ا�ستخراج كميات �إ�ضافية من الغاز الطبيعي في القريب ب�إذن اهلل‪ ،‬وتحديث‬ ‫ال�صناعة النفطية من خالل تحديث م�صنع التكرير وخلق م�شاريع تكرير‬ ‫جديدة‪� .‬إن نتائج هذه الم�شاريع �سوف تكون عو ًنا لنا في رفع م�ستوى‬ ‫المعي�شة للمواطنين وخلق فر�ص عمل جديدة لأبنائنا‪.‬‬ ‫ومن المقرر �أن تقدم الحكومة الموقرة ر�ؤي��ة البحرين االقت�صادية‬ ‫‪105‬‬


‫و�إ�ستراتيجيتها الوطنية‪ ،‬والتي ُ�أعدت من قبل مجل�س التنمية االقت�صادية‬ ‫بجهود ومتابعة �صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي العهد‬ ‫جهدا في �سبيل بلوغ هذا الهدف الوطني الم�شرف‪،‬‬ ‫الأمين الذي لم يدخر‬ ‫ً‬ ‫وذلك بو�ضع ر�ؤية لم�ستقبل مملكة البحرين‪ ،‬تتمحور حول الوطن والمواطن‬ ‫من منطلق جعل المواطن البحريني الخيار الأوحد والم�ستفيد الأول من‬ ‫ازدهار وخيرات التنمية االقت�صادية واالجتماعية في مملكة البحرين‪.‬‬ ‫وتوجز هذه الر�ؤية طموحاتنا وتطلعاتنا الم�ستقبلية لمجتمعنا واقت�صادنا‬ ‫وفقًا لعقيدتنا الإ�سالمية ال�سامية وتقاليدنا العربية الأ�صيلة‪ ،‬واندماجنا في‬ ‫المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫وبهذه المنا�سبة‪ ،‬يطيب لنا �أن نعرب عن �شعورنا بالفخر بقواتنا الم�سلحة‬ ‫وقوة الأمن العام والأجهزة الأمنية على ما تقوم به من مهام تحقق الهدف‬ ‫المرجو من �أجل حماية اال�ستقرار واالزده��ار للحياة الكريمة‪ ،‬فلهم منا‬ ‫التقدير واالحترام‪.‬‬ ‫وختا ًما �أيها الإخوة والأخ��وات‪ ،‬ف�إن البحرين ت�ستحق منا كل اهتمام‬ ‫ورعاية‪ .‬وهذه دعوة للجميع لر�ص ال�صفوف وتقديم الم�صلحة الوطنية فوق‬ ‫كل �شيء‪� .‬إن كافة ال�سلطات والم�ؤ�س�سات و�سائر �ألوان الطيف الوطني‬ ‫مدعوة للوقوف عند هذه الم�سئولية التاريخية‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫الأحد ‪� 19‬أكتوبر ‪2008‬م‬ ‫‪� 20‬شوال ‪ 1429‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪106‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثالث‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫عاهل البالد المفدى حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪:‬‬ ‫لقد ت�شرفنا يا �صاحب الجاللة باال�ستماع �إلى خطابكم ال�سامي في افتتاح‬ ‫دور االنعقاد الثالث من الف�صل الت�شريعي الثاني والذي جاء حاف ً‬ ‫ال بالر�ؤى‬ ‫والتطلعات الطموحة التي تعك�س رغبة جاللتكم ال�صادقة في االرتقاء‬ ‫ب�أو�ضاع المواطنين المعي�شية وتحقيق طموحاتهم من خالل تطوير و تنمية‬ ‫االقت�صاد الوطني‪.‬‬ ‫وكعهدكم يا �صاحب الجاللة‪ ،‬ف�إن المواطن البحريني يظل دائم ًا محور‬ ‫اهتمامكم وهدف تطلعاتكم في خطط الدولة وا�ستراتيجيـــاتها التنموية‪� ،‬إذ‬ ‫�أن التنمية والتطور ال يمكن �أن يتحققا ويكتمال ما لم يحققا للمواطن �سبل‬ ‫العي�ش الكريم والتنمية الم�ستدامة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد توقفنا عند العديد من المحطات الهامة التي وردت في خطابكم‬ ‫حقيقيا‬ ‫ال�سامي وعلى ر�أ�سها ثقتكم بالمجل�س الوطني باعتباره انعكا�س ًا‬ ‫ً‬ ‫للتعاي�ش بين جميع فئات المجتمع ودرع ًا حامي ًا للوحدة الوطنية‪ ،‬مما ي�ؤكد‬ ‫‪107‬‬


‫م�سئوليتنا التي نعاهد جاللتكم على موا�صلة حملها بكل �أمانة و�صونها من‬ ‫كل ما من �ش�أنه الإ�ساءة �إلى االن�سجام والتعاي�ش ال�سمح الذي عرف به مجتمع‬ ‫البحرين منذ القدم‪ .‬كما نعاهدكم يا �صاحب الجاللة �أن نظل دائم ًا ك�سلطة‬ ‫ت�شريعية مدافعين عن الوحدة الوطنية و�أن ن�صونها ونقويها و�أن نبذل ق�صارى‬ ‫جهدنا بعملنا الت�شريعي لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق تطلعاتهم‪.‬‬ ‫تحمل‬ ‫�إن دعم جاللتكم لل�سلطة الت�شريعية‪ ،‬ي�شكل حافزاً لموا�صلة‬ ‫ّ‬ ‫ب�سن الت�شريعات التي تدعم‬ ‫الم�سئولية التاريخية الملقاة على عاتقنا وذلك ّ‬ ‫دعما وتعزي ًزا للمركز المالي للمملكة وجذ ًبا‬ ‫اقت�صادنا الوطني وزيادة نموه‪ً ،‬‬ ‫لال�ستثمارات‪ ،‬معاهدين جاللتكم على ال�سعي لترجمة هذه ال��ر�ؤى في‬ ‫الت�شريعات كي تجد طريقها للتنفيذ على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫�إن واجبنا يا �صاحب الجاللة يحتم علينا التعاون والتن�سيق مع ال�سلطة‬ ‫التنفيذية للقيام بدورنا الت�شريعي من �أجل تحقيق الأهداف وتوفير القوانين‬ ‫التي تلبي احتياجات وتطلعات المواطنين‪.‬‬ ‫وهنا ال بد من ت�أكيد تقديرنا الكبير للدور المتميز والرائد ل�صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر في دعم وتقوية‬ ‫التعاون بين ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إنه لمما يثلج ال�صدر ت�أكيد جاللتكم على انخفا�ض ن�سبة البطالة �إلى‬ ‫‪8‬و‪ ،٪3‬وهي ن�سبة تعك�س االهتمام الكبير الذي تولونه جاللتكم وحكومتكم‬ ‫الر�شيدة لهذه الم�ســ�ألة الحــيوية‪ ،‬والجدية التي تم بها الت�صدي لهذا الملف‬ ‫المهم وبذل الجهود لمعالجته بحكــمة‪ .‬وفي الوقت الذي نعتز فيه ب�إنجاز‬ ‫قانون الت�أمين �ضد التعطل‪ ،‬والـــذي جــــاء ا�ستجابــة لتوجيهات جـاللتــــكم‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى البرامج الإ�صالحية التي تبنتها الحكومة لمعالجة االختالالت‬ ‫الموجودة في �سوق العمل؛ ف�إننا ومن منطلق الحر�ص على �أمن وا�ستقرار‬ ‫وطننا العزيز‪ ،‬نتطلع �إلى موا�صلة الجهود لخف�ض معدل البطالة وخا�صة في‬ ‫‪108‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫�صفوف الن�ساء حيث �إنهن ي�شكلن �أكثر من ‪ ٪08‬من ن�سبة العاطلين‪،‬‬ ‫ومعالجة الفقر وتوفير كل ما يلبي احتياجات المواطن ويحفظ كرامته‪ ،‬و�أن‬ ‫يكون ذلك مترافقًا مع المزيد من برامـــج التدريب والتطويــــر‪ ،‬لتمكين‬ ‫المواطن البحريني من �شغل الوظائف التي ت�ضمن له الح�صول على الدخل‬ ‫المالئم للعي�ش الكريم‪ ،‬وبما يكفل االرتقاء ب�أو�ضاع المواطنين االقت�صادية‪،‬‬ ‫انطالق ًا من توجيهاتكم ال�سديدة التي �أدت �إلى ت�ضافر‬ ‫الجهود على �صعيد القطاع العام والقطاع الخا�ص‪ ،‬و �إننا نتطلع �إلي �إعطاء‬ ‫هذا المو�ضوع المزيد من االهتمام للحد مما قد ينــ� أش� عن الأزمــة المالـــية‬ ‫واالقت�صادية الحالية من �آثار �سلبية على ما تم تحقيقه من �إنجاز‪ .‬ونحن‬ ‫�سن القوانين‬ ‫ك�سلطة ت�شريعية قد عقدنا العزم على القيام بدورنا في مجال ّ‬ ‫المنظمة ل�سوق العمل وتحفيز االقت�صاد‪ ،‬وغيرها من القوانين الهادفة لرفع‬ ‫م�ستوى معي�شة المواطنين‪ ،‬معاهدين جاللتكم على الم�ضي قدم ًا في هذا‬ ‫النهج بالتعاون مع الحكومة الموقرة‪.‬‬ ‫و�إننا لعلى ثقة تامة يا �صاحب الجاللة ب�أن ما جاء في خطابكم ال�سامي من‬ ‫اعتبار م�شكلة الت�ضخم ومعالجة الغالء ك�أولوية وطنية‪� ،‬إنما يعك�س اهتمامكم‬ ‫وحكومتكم الر�شيدة بهذا الجانب‪ ،‬فقد كان لتوجيهاتكم ال�سديدة في‬ ‫تح�سين م�ستويات الرواتب والعالوات والتو�سع في برنامج المظلة االجتماعية‬ ‫من خالل �صرف الم�ساعدات للأ�سر المحتاجة‪ ،‬وزيادة الدعم الحكومي‬ ‫لل�سلع الأ�سا�سية الأثر الأكبر في الت�صدي للتداعيات ال�سلبية الرتفاع معدالت‬ ‫الت�ضخم على المواطنين‪.‬‬ ‫�إن توجيهكم ال�سامي يا �صاحب الجاللة لر�صد اعتماد �إ�ضافي في الموازنة‬ ‫القادمة للم�ساهمة بمعالجة الم�شكلة الإ�سكانية دليل وا�ضح على اهتمامكم‬ ‫الكبير بحل هذه الم�شكلة الذي هو محل �إجالل وتقدير مجل�س ال�شورى‪،‬‬ ‫معاهدين جاللتكم على العمل لإقرار هذا االعتماد وترجمة الر�ؤية ال�صائبة‬ ‫لجاللتكم �إلى واقع ملمو�س‪.‬‬ ‫�إننا يا �صاحب الجاللة وكما وجهتم حفظكم اهلل ن�ؤكد على �ضرورة‬ ‫‪109‬‬


‫االهتمام باال�ستثمار في الم�شروعات النفطية �آملين �أن ت�أتي اال�ستك�شافات‬ ‫والتنقيب عن النفط والغاز بنتائج �إيجابية‪ ،‬لما لذلك من انعكا�سات على‬ ‫م�صلحة الوطن والمواطنين‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إن تد�شين جاللتكم لر�ؤية البحرين االقت�صادية ‪� 0302‬إنما يعك�س نظرة‬ ‫م�ستقبلية م�ستنيرة لهذا الوطن العزيز‪ ،‬نظرة تعتبر �ضرورة ملحة لر�سم حا�ضر‬ ‫وم�ستقبل مملكتنا العزيزة‪ ،‬لكونها الإطار العام الذي ن�أمل ترجمته �إلى‬ ‫�إ�ستراتيجية وطنية تنبثق عنها خطط وبرامج عملية و�آليات تنفيذ من �ش�أنها‬ ‫الو�صول بهذه الر�ؤية المتقدمة �إلى �أهدافها البعيدة‪ ،‬الأمر الذي ي�ستلزم‬ ‫التعاون التام بين ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية‪ .‬و�إنه لمن دواعي العرفان و‬ ‫االعتزاز ف�إننا في مجل�س ال�شورى ن�شيد بالدور الذي قام به �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي العهد الأمين رئي�س مجل�س التنمية‬ ‫االقت�صادية‪ ،‬في بلورة هذه الر�ؤية الطموحة‪ ،‬و�سعيه الحثيث لتوفير مناخ‬ ‫اقت�صادي ينعم فيه المواطن بالأمن واال�ستقرار االجتماعي‪.‬‬ ‫�إن الأزمة المالية واالقت�صادية العالمية وتداعياتها المحتملة على االقت�صاد‬ ‫الوطني �ستحتم علينا في مجل�س ال�شورى العمل بالت�شاور والتباحث مع‬ ‫ال�سلطة التنفيذية لإيجاد �سيا�سات مالية واقت�صادية وا�ستثمارية فعالة لمواجهة‬ ‫هذه التحديات‪ ،‬والحد من �آثارها ال�سلبية على االقت�صاد‬ ‫الوطني وعلى التنمية الم�ستدامة‪ ،‬التي ن�سعى �إلى تحقيقها للنهو�ض‬ ‫و�سن‬ ‫بالم�ستوى المعي�شي للمواطنين‪ ،‬و ذلك من خالل تعزيز الرقابة‬ ‫ّ‬ ‫الت�شريعات التي تعزز قدرات م�ؤ�س�ساتنا المالية واالقت�صادية‪ ،‬وتجعل من‬ ‫القطاع الخا�ص المحرك الرئي�سي لالقت�صاد الوطني‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إنه لمن دواعي الفخر واالعتزاز �أن تتمكن البحرين من حل م�شكلة‬ ‫‪110‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫البدون‪ ،‬التزام ًا منها بمبادئ حقوق الإن�سان وحقوق المواطنة وبالمواثيق‬ ‫والمعاهدات الدولية‪ ،‬منوهين بما تحقق من �إنجاز متمثل في ح�صول مملكة‬ ‫البحرين على ع�ضوية مجل�س الأمم المتحدة لحقوق الإن�سان‪ ،‬ونجاحها‬ ‫بجدارة في المناق�شة العلنية ل�سجل حقوق الإن�سان‪ ،‬وما تركته هذه المناق�شة‬ ‫من �أثر �إيجابي على �إبراز موقف مملكة البحرين الوطني والإن�ساني من ق�ضايا‬ ‫حقوق الإن�سان �أمام المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫وال يفوتنا يا �صاحب الجاللة الإ�شارة �إلى دور م�ؤ�س�سات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬وغيرها من الم�ؤ�س�سات المجتمعية في دعم هذه التوجهات‪ ،‬وتوفير‬ ‫المناخ الم�ستقر الآمن الذي ي�ساعد على تنفيذ الخطط الطموحة‪ ،‬والعمل‬ ‫على تر�سيخ مبادئ حقوق الإن�سان والديمقراطية وتعزيز مفهوم المواطنة‪.‬‬ ‫�إن ما ت�شهده مملكة البحرين من تحركات‪ ،‬على ال�صعيدين العربي‬ ‫والدولي‪ ،‬نحو تخفيف التوتر وتحقيق التقارب بين �شعوب العالم‪ ،‬ي�ؤكد‬ ‫على دورها الح�ضاري الرائد في تعزيز مبد�أ الحوار والت�سامح الديني‪،‬‬ ‫م�شيدين في هذا ال�صدد بم�شاركة جاللتــــكم في م�ؤتمر حــــوار الأديان‬ ‫الذي يعبر عما تنعم به مملـــكة البحرين من انفتاح وتعاي�ش بين جميع‬ ‫الأديان والمذاهب‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مبادراتكم الكريمة لتعزيز الدور الذي تلعبه المر�أة ك�شريك �أ�سا�سي في‬ ‫التنمية االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية‪ ،‬هو محل تقدير واعتزاز من قبل‬ ‫�أع�ضاء مجل�س ال�شــــورى‪ .‬وال يفوتنا في هذا ال�صدد يا �صاحب الجـــاللة‬ ‫الإ�شادة بدور �صاحبة ال�سمو ال�شيخة �سبيكة بنت �إبراهيم �آل خليفة قرينة‬ ‫جاللة الملك المفدى رئي�سة المجل�س الأعلى للمر�أة وم�شاركتها في الم�ؤتمر‬ ‫الثاني لمنظمة المر�أة العربية تحت عنوان المر�أة في مفهوم و ق�ضايا �أمن‬ ‫الإن�سان‪ ،‬المنظور العربي والدولي مثمنين دعوة �سموها �إلى توفير المناخ‬ ‫الآم��ن للمر�أة على جميع الأ�صعدة االقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫‪111‬‬


‫وال�صحية والتعليمية‪ ،‬لتتمكن من القيام بدورها وت�أدية ر�سالتها الوطنية في‬ ‫م�سيرة التنمية والبناء‪ .‬كما ال يفوتنا التنويه بقرار المجل�س الأعلى للمر�أة‬ ‫باعتبار الأول من دي�سمبر يوم ًا للمر�أة البحرينية‪ ،‬مقدرين جهود المجل�س‬ ‫الأعلى للمر�أة للنهو�ض بالمر�أة البحرينية على جميع الأ�صعدة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا �إذ ن�ؤكد على العالقات الوثيقة مع دول مجل�س التعاون لدول الخليج‬ ‫العربية‪ ،‬ف�إننا نتطلع �إلي الإ�سراع في تنفيذ االتفاقيات المبرمة �ضمن �إطار‬ ‫المجل�س‪ ،‬وعلى ر�أ�سها االتفاقيات االقت�صادية والأمنية واالجتماعية وكل ما‬ ‫ي�ؤدي �إلى تحقيق �أهـــداف وطموحات قادة و�شعــوب دول المجــل�س‪ .‬كما‬ ‫ن�ؤكد على �أهمية العمل �سوي ًا مع �إخوانكم �أ�صحاب الجاللة وال�سمو قادة‬ ‫دول المجل�س على اتخاذ الإجراءات الالزمة لمواجهة �آثار الأزمة االقت�صادية‪،‬‬ ‫والإ�سراع في ا�ستكمال قيام ال�سوق الخليجية الم�شتركــــة‪ ،‬واعتماد العملة‬ ‫الخليجية الموحدة‪ ،‬والبطاقة الواحدة لت�سهيل التنقل بين دول المنطقة‪،‬‬ ‫وتحقيق الأم��ن الخليجي الم�شترك‪ ،‬لي�صل �إل��ى م�ستوى طموحاتكم‬ ‫وطموحات قادة و�شعوب دول المجل�س‪ ،‬و�صو ًال �إلى �إن�شاء البرلمان‬ ‫الخليجي لتعزيز الوحدة الخليجية على �أ�س�س ديمقراطية �شعبية‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد العربي ف�إننا يا �صاحب الجاللة نتطلع �إلى العمل مع‬ ‫جاللتكم وحكومتكم الموقرة على تقوية الجامعة العربية ليكون لها دور‬ ‫فاعل وم�ؤثر في الم�صالح العربية الم�شتركة‪ ،‬ونتطلع �إلي تر�سيخ وتقوية‬ ‫أ�سا�سا للم�شاركة‬ ‫التجربة البرلمانية العربية‪ ،‬المتمثلة في البرلمان العربي ليكون � ً‬ ‫ال�شعبية الفاعلة‪ ،‬و�أداة رقابية على الم�ؤ�س�سات العربية الموحدة‪.‬‬ ‫�أما على ال�صعيد الدولي ف�إننا ن�أمل �أن يتم تقوية عالقاتنا مع الدول‬ ‫ال�صديقة‪ ،‬وتعزيز الم�صالح االقت�صادية الم�شتركة‪ ،‬وزيـــادة التـــبادل‬ ‫التجاري‪ ،‬وت�سهيل تدفق اال�ستثمارات والأفراد بما يحقق الأهداف المرجوة‪.‬‬ ‫ون�ؤكد لجاللتكم التزامنا بالوقوف معكم وحكومتكم الر�شيدة في ال�سعي‬ ‫‪112‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫لالندماج في المجتمع الدولي لإقامة عالقات دبلوما�سية متوازنة مع الدول‬ ‫ال�شقيقة وال�صديقة‪ ،‬والعمل على االن�ضمام �إلى المزيد من المنظمات الدولية‬ ‫والإقليمية وتعزيز دور االتحاد البرلماني الدولي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا في مجل�س ال�شورى ن�شارك جاللتكم الإ�شادة بالدور الذي تلعبه قواتنا‬ ‫الم�سلحة وقوات الأمن العام والأجهزة الأمنية‪ ،‬في �إيجاد المناخ الآمن‬ ‫والم�ستقر الذي تقع م�سئوليته على كل فرد في المجتمع‪ ،‬وفي �أي موقع كان‪،‬‬ ‫ون�ؤكد لجاللتكم التزامنا التام بتقديم الدعم الالزم لتمكينها من النهو�ض‬ ‫بدورها الرائد في حماية المجتمع‪.‬‬ ‫و�إننــا �إذ ن�ؤكـــد على دعوة جاللتكم �إلى و�ضع الم�صلــحة الوطنيـــة فوق‬ ‫كل �شيء‪ ،‬ف�إننا نعاهدكم على �أن نكون جزءاً ال يتجز�أ من اللحمة الوطنية‪،‬‬ ‫ودرع ًا واقي ًا لهذا الوطن الغالي تحت قيادتكم الحكيمة‪.‬‬ ‫ودمتم يا �صاحب الجاللة ذخراً و�سنداً لهذاً الوطن ول�شعبكم الوفي‪.‬‬ ‫ ‬

‫الأربعاء ‪ 25‬فبراير ‪2009‬م‬

‫ ‬

‫‪� 30‬صفر ‪ 1430‬هـ‬

‫‪113‬‬


‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الثالث ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫�سعادة الع�ضو جمال محمد فخر و‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الرحمن محمد جم�شير ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�شي ‬ ‫�سعادة الع�ضو �أل�س توما�س �سمعان ‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد هادي �أحمد الحلواجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو خالد ح�سين الم�سقطي ‬ ‫�سعادة الع�ضو �صادق عبد الكريم ال�شهابي ‬ ‫�سعادة الع�ضو دالل جا�سم الزايد ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الرحمن عبد الح�سين جواهري ‬ ‫�سعادة الع�ضو ف�ؤاد �أحمد الحاجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو �أحمد �إبراهيم بهزاد ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة ندى عبا�س حفاظ ‬

‫‪114‬‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫نائب ًا للرئي�س‬ ‫مقررا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫‪115‬‬

‫الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫دور االنعقاد الرابع‬

‫الفصل التشريعي الثاني‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الرابع‬



‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي الرابع‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫في�سعدنا �أن نفتتح‪ ،‬بعون اهلل‪ ،‬دور االنعقاد الرابع من الف�صل الت�شريعي‬ ‫المتعاونين المت�آزر ْين في �أداء مهامه الت�شريعية‬ ‫الثاني لمجل�سنا الوطني بجناحية‬ ‫ْ‬ ‫والرقابية‪� ،‬ضمن تعاون ال�سلطات الثالث‪ ،‬التنفيذية والت�شريعية والق�ضائية‪،‬‬ ‫طبق ًا لنظامنا الد�ستوري الذي ين�ص على الف�صل بين هذه ال�سلطات وتعاونها‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬خدم ًة لم�صلحة الوطن والمواطن‪.‬‬ ‫�إن دور االنعقاد الرابع لمجل�سكم الموقر في هذا الف�صل الت�شريعي‪ ،‬يعتبر‬ ‫«مو�سم الح�صاد» المثمر لعمل د�ؤوب ا�ستمر �سنوات‪ ،‬محقق ًا مجموعة من‬ ‫االنجازات الوطنية‪ ،‬لي�س �أقلها موا�صلة الم�سيرة الديمقراطية المتجددة من‬ ‫خالل نظامنا الت�شريعي المتوازن في معماره‪ ،‬والذي نثق انه ُوجد ليبقى‬ ‫باعتباره �ضمانة الديمقراطية و�صمام �أمانها حفاظ ًا على المكا�سب الوطنية‬ ‫التي ال تراجع عنها‪ ،‬والتي �أنجز مجل�سكم الموقر في ظلها ر�صيداً خ�صب ًا من‬ ‫المنجزات تمثل �إ�ضافة نوعية لمزيد من البناء الوطني في حقول التنمية‬ ‫المنظمة للحقوق والواجبات‪ ،‬وهي �إ�ضافة تُذكر‬ ‫والحريات والقوانين‬ ‫ّ‬ ‫لمجل�سكم الموقر مع �إنجازات الحكومة الموقرة حيث ي�صب عطاء‬ ‫ال�سلطتين التنفيذية والت�شريعية مت�ضافراً ل�صالح البحرين وطن ًا ومواطنين‪.‬‬ ‫‪117‬‬


‫ويمكننا اخت�صار هذه المنجزات الم�شتركة في التالي‪:‬‬

‫�أو ًال‪ :‬نجاحنا‪ ،‬مع ًا في تحقيق النمو االقت�صادي المت�صاعد والم�ستمر‬ ‫لبلدنا في ظروف الأزمة االقت�صادية العالمية القائمة‪ ،‬مع العمل على تمكين‬ ‫الفئات محدودة الدخل وتعزيز دور الطبقة المتو�سطة في البالد‪ ،‬حيث تمك ّنا‬ ‫من حل م�شكلة البطالة التي �أ�صبحت في �أدنى م�ستوياتها‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬حفاظنا على اال�ستقرار االجتماعي للبالد رغم المتغيرات ال�ضاغطة‬ ‫والتحوالت االجتماعية العالمية المت�سارعة‪ ،‬مما �أدى �إلى تعزيز ال�سلم‬ ‫الأهلي و�أ�سهم في توطيد دعائم الدولة الد�ستورية المدنية المتقدمة في �إطار‬ ‫الد�ستور و�سيادة القانون واحترام حقوق الإن�سان وحريته في التعبير‪ ،‬متيحين‬ ‫المجال لتمكين المر�أة البحرينية‪� ،‬سيا�سي ًا واجتماعي ًا واقت�صادي ًا‪ ،‬بالقوانين‬ ‫والم�ؤ�س�سات الداعمة‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬تحقيقنا للحراك ال�سيا�سي الذي �شمل البالد بالن�شاط والوعي‬ ‫والحركة من �أجل التقدم نحو الأف�ضل بما يتما�شى مع تطورنا ال�سيا�سي‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬ومن �أهم االنجازات االبتعاد عن القرارات الفردية واالتجاه‬ ‫�إلى القرار الجماعي ومعالجة الف�ساد الإداري‪ ،‬كما �شرعنا بتطوير التعليم‬ ‫الذي قطع اليوم ت�سعين عام ًا‪� ،‬إ�ضافة �إلى تح�سين الخدمات ال�صحية والتقدم‬ ‫بو�ضوح في معالجة م�شكلة الإ�سكان‪.‬‬

‫�أيها الأع�ضاء الكرام‪:‬‬ ‫�إن ح�صيلة منجزاتنا الوطنية مجتمعة‪ ،‬في الع�شر �سنوات الما�ضية‪ ،‬متمثل ًة‬ ‫في عطاء الحكومة الموقرة وما حققه مجل�سكم الموقر يبعث على الفخر‬ ‫واالعتزاز واالبتهاج منوهين بالعمل الد�ؤوب ل�صاحب ال�سمو العم العزيز‬ ‫ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة‪ ،‬رئي�س ال��وزراء في ت�سيير دفة العمل‬ ‫الحكومي وال�سهر على الم�صالح الوطنية‪ .‬وبالعزم المخل�ص لولي عهدنا‬ ‫�صاحب ال�سمو ال�شيخ �سلمان بن حمد �آل خليفة رئي�س مجل�س التنمية‬ ‫‪118‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫االقت�صادية في ا�ست�شرافه الآفاق الجديدة لبحرين الغد‪ ،‬وحر�صه الدائم على‬ ‫انجاز المزيد من الرخاء للمواطنين والتمهيد لم�ستقبل �أبنائهم‪ .‬فلقد �أنجزنا‬ ‫مع ًا ‪� -‬أيها الأخوة ‪ -‬هياكل البنية التحتية ومجموعة الت�شريعات والقوانين‬ ‫الالزمة المنظمة ل�سير العمل‪� ،‬آملين �أن ُينجز م�شروع قانون ديوان الرقابة‬ ‫الإداري��ة‪ ،‬ونتطلع في الع�شر �سنوات المقبلة‪ ،‬ب�إذن اهلل‪� ،‬إلى تعظيم ثروة‬ ‫البحرين المادية عن طريق المزيد من ا�ستخراج النفط والغاز في العمق‪ ،‬و�أية‬ ‫ترتيبات نتو�صل �إليها مع الأطراف المنتجة والم�صدرة لإمدادات الطاقة‬ ‫�إقليمي ًا وعالمي ًا‪ ،‬م�ستذكرين الدور الرائد لقواتنا الم�سلحة وقوة الأمن العام‬ ‫والأجهزة الأمنية في ا�ستنها�ض �إرادة المحافظة على اال�ستقالل الوطني‪،‬‬ ‫و�سهرها الدائم على حماية هذه المنجزات‪.‬‬

‫الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫برز مجل�س التعاون لدول الخليج العربية متم�شي ًا مع توجهنا وقناعتنا‬ ‫الرا�سخة في التن�سيق والتقارب بين دوله ال�شقيقة‪ .‬وحقق من االنجازات‬ ‫الم�شتركة‪ ،‬والتقارب المن�شود ما كنا ن�أمله ونطمح �إليه‪ .‬وهو اليوم مر�شح‬ ‫للمزيد من التقارب‪ ،‬ومطالب بالمزيد من التن�سيق ما ي�سمو به �إلى م�ستوى‬ ‫االتحاد الف ّعال مواكب ًة لحركة الع�صر في ال�شرق وفي الغرب‪ .‬وقبل كل �شيء‪،‬‬ ‫ا�ستجاب ًة لتطلعات �شعوبه الخليجية التي ت�ؤمن �إن م�صالحها‪ ،‬بل وجودها في‬ ‫ال�صميم‪ ،‬ال يمكن �أن ي�صان �إال بمثل هذا التما�سك واالتحاد‪.‬‬ ‫و�إن مملكة البحرين م�ستعدة‪ ،‬بكل طاقاتها وامكاناتها‪ ،‬للعمل من �أجل‬ ‫وجهنا كافة �أ�صحاب االخت�صا�ص في بالدنا‪،‬‬ ‫هذا النموذج المن�شود‪ .‬وقد ّ‬ ‫لبذل الجهد في �سبيل ذلك في �ضوء متطلبات الع�صر فيما يتعلق باالقت�صاد‬ ‫والأمن والطاقة‪ .‬و�إننا على يقين ب�أن ذلك �سيكون نموذج ًا عربي ًا ب ّنا ًء للبناء‬ ‫عليه بين دولنا العربية قاطبة في نطاق الجامعة العربية �إذ ال يمكن ل�شعوبنا‬ ‫العربية �أن تتخلى عن فكرة كيانها العربي الواحد في �ضوء المتغيرات الإقليمية‬ ‫والدولية لمزيد من اال�ستقرار وال�سالم‪.‬‬ ‫‪119‬‬


‫داعين اهلل‪ ،‬في ُعاله‪� ،‬أن يوفقنا جميع ًا في «قمة الكويت» المقبلة �إلى‬ ‫اتخاذ ما يلتقي مع تطلعات �شعوبنا ال�شقيقة‪ ،‬خا�صة وان ال�شقيقة دولة‬ ‫الكويت لها من الإخال�ص والخبرة ما ت�ستطيع من خالله جمع ال�صف ولم‬ ‫ال�شمل‪ ،‬كما وفقنا اهلل في القمة العربية االقت�صادية بالكويت‪.‬‬ ‫وختام ًا‪� ،‬أيها الإخوة والأخوات‪ ،‬نتمنى لكم (مو�سم ح�صاد) موفق فعلى‬ ‫بركة اهلل وتوفيقه و�أنتم تقدمون على العام الرابع الذي هو (م�سك الختام) في‬ ‫هذا الف�صل الت�شريعي الثاني لمجل�سكم الموقر‪ ،‬متطلعين �إلى ف�صل ت�شريعي‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ ‬

‫الأحد ‪� 11‬أكتوبر ‪2009‬م‬

‫ ‬

‫‪� 22‬شوال ‪ 1430‬هـ‬

‫‪120‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثاني ‪ -‬دور االنعقاد العادي الرابع‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫ملك مملكة البحرين حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫ي�شرفنا يا �صاحب الجاللة‪ ،‬في مجل�س ال�شورى رئي�ســًا و�أع�ضاء‪� ،‬أن نرفع‬ ‫�إلى مقام جاللتكم �أ�سمى �آيات التقدير واالمتنان على تف�ضلكم بافتتاح دور‬ ‫االنعقاد العادي الرابع من الف�صل الت�شريعي الثاني للمجل�س الوطني‪.‬‬ ‫لقد ت�شرفنا يا �صاحب الجاللة باال�ستماع �إلى خطابكم ال�سامي الذي‬ ‫نترقبه عند بداية كل دور انعقاد‪ ،‬ليكون لنا منهجــًا وا�ضحــًا للعمل الجاد‬ ‫الد�ؤوب‪ ،‬ومرجعــًا لعملنا في المرحلة المقبلة‪ ،‬م�ستنيرين في ذلك بتوجيهات‬ ‫جاللتكم التي ت�ضع المواطن على قمة الأولويات‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‬

‫لقد ر�سمتم لنا بخطابكم ال�سامي برنامجـًا للتنمية الم�ستدامة‪ ،‬ولقد‬ ‫ا�ستلهمنا من هذا الخطاب الجامع الر�ؤى والتطلعات التي �ست�ساعدنا ب�إذن اهلل‬ ‫على ت�أدية الواجبات والمهام الت�شريعية المناطة بنا‪ ،‬والتي من �ش�أنها ترجمة‬ ‫هذه الر�ؤى �إلى واقع ملمو�س عبر حزمة ٍ من الت�شريعات الوطنية؛ �سعيـًا‬ ‫ويـوفر له‬ ‫لالرتقاء ب�أو�ضاع المواطنين من �أجل مجتمع �آمن ينعم باال�ستقرار‪ُ ،‬‬ ‫�سبل العي�ش الكريم‪ ،‬م�ؤكدين على الترابط الوثيق بين تطوير االقت�صاد الوطني‬ ‫وتنميته وتحقيق طموحات و�آمال المواطنين‪.‬‬ ‫‪121‬‬


‫و�إذ نثمـّن لجاللتكم الإ�شادة الكريمة بالمجل�س الوطني‪ ،‬ف�إننا نعاهدكم‬ ‫على �أن تكون �أولوياتنا وفقــًا لر�ؤاكم الثاقبة التي تعبر عن مالم�سة حقيقية‬ ‫لتطلعات المواطن و�أولويات الوطن‪ .‬وال�شك �أن ِ�إ�شادتكم يا �صاحب‬ ‫الجاللة بالمنجزات التي تحققت وو�صفها بالإ�ضافة النوعية للبناء الوطني‬ ‫خير دليل على ثقتكم ال�سامية بهذا المجل�س الذي يقوم على النظام الت�شريعي‬ ‫المتوازن‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن و�صف جاللتكم لهذا الدور بمو�سم الح�صاد �إنما ي�ؤكد على تقديركم‬ ‫لما تم �إنجازه في الأدوار ال�سابقة‪ ،‬الأمر الذي يزيد من فخرنا واعتزازنا بهذه‬ ‫الثقة الغالية‪ .‬و �إذ ن�ستذكر باعتزاز ما تمكنا ‪-‬بف�ضل اهلل‪ -‬من �إنجازه خالل‬ ‫الأدوار الثالثة الما�ضية �ضمن اخت�صا�صاتنا الد�ستورية والقانونية‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد‬ ‫على توافق هذا القول ال�سامي مع الإنجازات التي حققها المجل�س الوطني‪،‬‬ ‫معاهدين جاللتكم على موا�صلة الجهود‪ ،‬و ا�ستكمال الملفات التي بد�أنا‬ ‫العمل عليها من �أجل تحقيق التنمية ال�شاملة للمواطنين عبر ت�شريعات ٍ‬ ‫ت�ستهدف م�صالحهم‪ ،‬وتحقق �أمانيهم بما يتنا�سب مع الر�ؤية االقت�صادية‬ ‫‪ ،2030‬ليكون هذا الدور بالفعل مو�سمــًا للح�صاد كما و�صفتموه حفظكم‬ ‫اهلل‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد الم�س خطابكم ال�سامي العديد من الملفات المهمة‪ ،‬والتي ي�أتي على‬ ‫ر�أ�سها موا�صلة م�سيرة الإ�صالح‪ ،‬وتر�سيخ قيم الديمقراطية‪ ،‬والحفاظ على‬ ‫المكت�سبات الوطنية‪ ،‬وعلى نظامنا الد�ستوري الذي ين�ص على الف�صل بين‬ ‫ال�سلطات الثالث وتعاونها في الوقت ذات��ه‪ ،‬مما �سيكون له انعكا�ساته‬ ‫الإيجابية على تر�سيخ هذا المفهوم‪ ،‬ون�ؤكد لجاللتكم �أننا في مجل�س‬ ‫دائما على ت�أكيد مبد أ� التعاون الوثيق مع ال�سلطة التنفيذية؛‬ ‫ال�شورى عملنا ً‬ ‫‪122‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫لتحقيق التقدم في الت�شريع وتطبيق القوانين‪ .‬وما كان هذا الإنجاز ليتحقق‬ ‫لوال تعاون الحكومة الموقرة برئا�سة �صاحب ال�سمو الملكي الأمير خليفة بن‬ ‫�سلمان �آل خليفة‪ ،‬رئي�س مجل�س الوزراء الموقر‪ ،‬والذي طالما كان له الدور‬ ‫المهم في هذا التعاون وتطوير العمل الحكومي وتحقيق الم�صالح الوطنية‪،‬‬ ‫متطلعين �إلى قيام الوزارات ب�سرعة تنفيذ الم�شروعات المقررة في الموازنة‬ ‫العامة للدولة والمدرجة في برنامجها المقدم لل�سلطة الت�شريعية في بداية‬ ‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن اهتمام جاللتكم بالفئات محدودة الدخل‪ ،‬ودعوتكم لتعزيز دور‬ ‫الطبقة الو�سطى‪ ،‬وتحقيق اال�ستقرار االقت�صادي والمعي�شي �سيدفع ‪ -‬دون‬ ‫�أدنى �شك ‪ -‬باتجاه تحقيق اال�ستقرار االجتماعي‪ ،‬وتعزيز ال�سلم الأهلي‪.‬‬ ‫و�إننا �إذ نحيي في جاللتكم هذه الر�ؤية الثاقبة لن�ؤكد �أننا �سنعمل مع جاللتكم‬ ‫جنبـًا �إلى جنب لتو�سيع قاعدة الطبقة الو�سطى في البحرين‪.‬‬

‫لقد ت�ضمن خطابكم ال�سامي ر�ؤية م�ستقبلية ترتكز على مفهوم التنمية‬ ‫المترابطة وال�شاملة التي تحتاج �إلى توافق و�إجماع من قبل جميع الأطراف؛‬ ‫كي ت�أتي معبرة عن �آراء وم�صالح الجميع‪ .‬و ي�شرفنا �أن ن�ؤكد لجاللتكم �إننا‬ ‫في مجل�س ال�شورى �سنكون �أول الداعمين للتوافق والإجماع في كافة‬ ‫القرارات التي ت�ضع م�صلحة البحرين و�شعبها الوفي في المقدمة‪ ،‬و تدافع عن‬ ‫حقوقه ومكت�سباته الوطنية‪.‬‬ ‫لقد �أ�شرتم في خطابكم ال�سامي �إلى تطلعاتكم لتعظيم ثروة البحرين‬ ‫المادية عن طريق ا�ستخراج المزيد من النفط والغاز من العمق‪ .‬وال ي�سعنا في‬ ‫هذا المجال �إال �أن ن�ستذكر الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة لترجمة‬ ‫تطلعات جاللتكم نحو بلورة المزيد من التطوير النوعي لقطاع النفط والغاز؛‬ ‫بهدف تعزيز االقت�صاد الوطني والتنمية االقت�صادية في مملكتنا الغالية‪.‬‬ ‫وا�ستكماال لما قمنا به من الموافقة على االتفاقيات التي عقدتها المملكة‪،‬‬ ‫‪123‬‬


‫والتي �ست�ساهم في زيادة الدخل؛ ف�إننا نعاهد جاللتكم على �أننا �سنكون خير‬ ‫عون لكم وللحكومة الموقرة في �إ�صدار الت�شريعات والقوانين التي ت�ساهم‬ ‫في تنمية هذا القطاع‪.‬‬ ‫لقد كانت توجيهات جاللتكم المتوا�صلة هي العمل على تنمية االقت�صاد‬ ‫الوطني بو�ضع �إ�ستراتيجية اقت�صادية فعالة وقادرة على مواجهة التحديات‬ ‫الناجمة عن المتغيرات االقت�صادية‪ ،‬حيث �أ�سهمت الإ�ستراتيجية االقت�صادية‬ ‫والإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين في التخفيف من الآثار ال�سلبية‬ ‫للأزمة المالية واالقت�صادية العالمية‪ ،‬مما كان له الأثر الأكبر في تحقيق‬ ‫معدالت نمو �إيجابية‪.‬‬ ‫�إننا في مجل�س ال�شورى نعاهد جاللتكم على �أننا �سوف ن�ستمر في دعم‬ ‫كل ال�سيا�سات والمقترحات التي يمكن بها مواجهة تداعيات الأزمة المالية‬ ‫الراهنة‪ ،‬وذلك بتطوير الت�شريعات وتعزيز الرقابة فيما يتعلق بالم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية والقطاع الم�صرفي ب�شكل خا�ص‪.‬‬ ‫وبف�ضل توجيهات جاللتكم لموا�صلة االهتمام بالتنمية الب�شرية‪ ،‬قامت‬ ‫الحكومة وبرعاية من �صاحب ال�سمو الملكي رئي�س مجل�س ال��وزراء‬ ‫بتخ�صي�ص ميزانية كبيرة لال�ستثمار في برامج تنمية الموارد الب�شرية‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي �ساهم في خف�ض معدالت البطالة �إلى �أدنى م�ستوى لها في العقد‬ ‫الأخير‪ ،‬مما ي�ضع بلدنا في م�صاف الدول المتقدمة التي نجحت في معالجة‬ ‫ظاهرة البطالة وال�سيطرة على �آثارها ال�ضارة‪ ،‬وتقديم كافة �أوجه الحماية‬ ‫والدعم للعاطلين‪ .‬وفي هذا ال�سياق ف�إننا في مجل�س ال�شورى نحيي المبادرات‬ ‫الكريمة من جاللتكم بتخ�صي�ص موازنات �إ�ضافية لت�أهيل وتوظيف العاطلين‬ ‫الجامعيين‪.‬‬ ‫والبد من الإ�شادة هنا بحكمة �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان بن‬ ‫حمد �آل خليفة ولي العهد الذي �أر�سى دعائم �إ�صالح �سوق العمل من خالل‬ ‫ت�أ�سي�س هيئة تنظيم �سوق العمل و�صندوق العمل (تمكين)؛ لتوظيف مفاهيم‬ ‫‪124‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫ومعايير عالمية ت�ستهدف �إ�صالح �سوق العمل ال��ذي يعتبر �أح��د �أهم‬ ‫الم�شروعات المرتبطة بتطوير االقت�صاد الوطني‪.‬‬ ‫ومن �أجل تطبيق ما جاء في خطابكم ال�سامي ب�ش�أن ر�ؤية البحرين ‪،2030‬‬ ‫ف�إننا �سنعمل على تحويل هذه الر�ؤية �إلى حقيقة واقعة من خالل متابعتنا لأداء‬ ‫ال�سلطة التنفيذية في تطبيق البرامج والخطط التي اعتمدها مجل�س التنمية‬ ‫االقت�صادية برئا�سة �صاحب ال�سمو الملكي ولي العهد‪ ،‬وم�ساندة الحكومة‬ ‫في تنفيذ ال�سيا�سة االقت�صادية واال�ستثمارية المنا�سبة القادرة على تنويع م�صادر‬ ‫الدخل‪ ،‬وتح�سين الم�ستوى المعي�شي للمواطنين‪ ،‬وجذب المزيد من‬ ‫اال�ستثمارات الأجنبية والمحلية‪ ،‬وتوفير فر�ص العمل للمواطنين‪.‬‬ ‫�إن تقرير التنمية الب�شرية لعام ‪2009‬م ال�صادر عن برنامج الأمم المتحدة‬ ‫الإنمائي‪ ،‬بيـّن بو�ضوح ما حققته البحرين في مجاالت ال�صحة والتعليم‬ ‫وتمكين المر�أة وتح�سين م�ستوى الدخل‪ ،‬و�أكد �أن معدل التنمية الب�شرية يتفق‬ ‫مع العديد من دول العالم المتقدمة‪ ،‬مما ي�شير �إلى �أن موارد البالد يتم‬ ‫ا�ستخدامها ب�صورة جيدة ومدرو�سة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا �إذ نثمـّن دعوة جاللتكم �إلى محاربة الف�ساد الإداري و�إن�شاء ديوان‬ ‫للرقابة الإدارية‪ ،‬يكون مكمال لديوان الرقابة المالية‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد على دورنا‬ ‫ك�أع�ضاء في ال�سلطة الت�شريعية للو�صول مع جاللتكم �إلى �إطار ت�شريعي يحقق‬ ‫الغاية المن�شودة في حماية المال العام‪ ،‬والعمل على �إيجاد بيئة �إدارية ومالية‬ ‫خالية من الف�ساد‪ ،‬متطلعين �إلى �أن يتم في هذا الدور �إقرار ال�سلطة الت�شريعية‬ ‫لالقتراح بقانون المقدم من مجل�س ال�شورى ب�ش�أن الرقابة الإدارية في دور‬ ‫االنعقاد العادي الثاني من الف�صل الت�شريعي الأول‪ ،‬و�سوف نعمل على �إنجاز‬ ‫اتفاقية مكافحة الف�ساد‪ ،‬وم�شروع قانون ب�ش�أن الك�شف عن الذمة المالية في‬ ‫دور االنعقاد الحالي �إن �شاء اهلل‪.‬‬ ‫‪125‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫هناك الكثير من الق�ضايا التي تم�س المواطن ب�صورة مبا�شرة‪ ،‬ومنها على‬ ‫وجه الخ�صو�ص ما يتعلق بالإ�سكان والتعليم وال�صحة‪ .‬وال �شك �أن ت�أكيد‬ ‫جاللتكم على هذه الملفات المهمة �سيكون حاف ًزا للجهات المعنية لبذل‬ ‫المزيد من الجهد لتلبية احتياجات المواطن‪.‬‬ ‫وتحقيقــًا لهدف تطوير التعليم‪ ،‬فقد ت�ضافرت الجهود من �أجل �ضمان‬ ‫جودة التعليم والتدريب‪ ،‬والمحافظة عليه في كافة م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫والتدريب؛ من �أجل تمكين المواطن البحريني من االنخراط في �سوق‬ ‫العمل‪ ،‬مت�سلحـًا بالكفاءة العلمية والتدريب العالي‪ .‬وال �شك �أن المبادرات‬ ‫التي �أطلقها �صاحب ال�سمو الملكي ولي العهد لإ�صالح التعليم‪ ،‬وت�أ�سي�س‬ ‫تج�سد �أهداف الر�ؤية‬ ‫هيئة م�ستقلة ل�ضمان جودة التعليم والتدريب؛ �إنما‬ ‫ّ‬ ‫االقت�صادية في تحقيق معيار الجودة للو�صول بالتعليم �إلى الم�ستوى العالمي‪،‬‬ ‫وتعزيز االقت�صاد القائم على المعرفة‪ .‬ونتطلع في مجل�س ال�شورى �إلى �أن‬ ‫ن�شارك الحكومة ومجل�س التنمية االقت�صادية في تحقيق �أهدافنا الوطنية‬ ‫للنهو�ض بم�ستوى التعليم والتدريب اللذين كانا محور اهتمام جاللتكم‪.‬‬ ‫�أما في المجال ال�صحي فقد جاءت توجيهات جاللتكم ال�سديدة لجعل‬ ‫ال�صحة �ضمن الأولويات الوطنية في الر�ؤية االقت�صادية ‪ ،2030‬لتد�شـّن‬ ‫مرحلة انتقالية جديدة في م�سيرة تطوير النظام ال�صحي في البالد ليتما�شى مع‬ ‫الأنظمة ال�صحية المعمول بها في الدول المتقدمة وما تتطلبه الأنظمة ال�صحية‬ ‫العالمية‪ ،‬وذلك من خالل بناء نظام �صحي قائم على �أ�س�س الجودة والتناف�سية‬ ‫وال�شفافية والعدالة‪ ،‬و�إ�شراك القطاع الخا�ص في عملية االرتقاء بالخدمات‬ ‫ال�صحية‪.‬‬ ‫وانطالقــًا من �إيماننا بدورنا الت�شريعي‪ ،‬فقد بادر مجل�س ال�شورى برفع‬ ‫عدد من المقترحات بقوانين لتطوير الخدمات ال�صحية واالرتقاء بها‪،‬‬ ‫متطلعين �إلى �سرعة �إنجاز و�إقرار قانوني ال�صحة العامة والت�أمين ال�صحي لغير‬ ‫البحرينيين المعرو�ضين �أمام ال�سلطة الت�شريعية‪.‬‬ ‫‪126‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫ورغم �أن مملكة البحرين حققت معدالت مرتفعة في مجال توفير القوى‬ ‫المدربة‪ ،‬فمازالت هناك حاجة ما�سة �إلى �إيالء‬ ‫الوطنية ال�صحية والطبية‬ ‫ّ‬ ‫تدريب القوى العاملة الوطنية اهتمامـًا �أكبر‪ ،‬ودعم الم�ؤ�س�سات الوطنية‬ ‫العاملة في مجال تدريب و تهيئة العاملين في القطاع ال�صحي‪.‬‬ ‫�إن توجهات جاللتكم لإن�شاء م�ست�شفى الملك حمد العام جاءت لتلبية‬ ‫الحاجة �إلى خدمات �صحية متطورة‪ ،‬ولكي يكون معلمـًا طبيـًا بار ًزا‪� ،‬إال �أننا‬ ‫نلم�س بع�ض الت�أخير في ت�شغيل هذا الم�ست�شفى المهم الذي من �ش�أنه تخفيف‬ ‫ال�ضغط على مجمع ال�سلمانية الطبي‪ ،‬ورفع م�ستوى جودة الخدمات ال�صحية‬ ‫في البالد‪� ،‬آملين �أن تعمم هذه التجربة الرائدة على جميع محافظات‬ ‫المملكة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن الملف الإ�سكاني يعتبر من الملفات المهمة والحيوية التي ترتبط‬ ‫الت�صدي للم�شكلة الإ�سكانية يقت�ضي و�ضع‬ ‫ب�صورة مبا�شرة بالمواطن‪� ،‬إال �أن‬ ‫ّ‬ ‫خطة زمنية تف�صيلية‪ ،‬ي�شارك في تنفيذها القطاع الخا�ص الذي البد من‬ ‫�إدخاله �شريكـًا �أ�سا�سيــًا في و�ضع الحلول‪ ،‬وذلك بتذليل كافة العقبات التي‬ ‫تعتر�ض م�شاركته ب�شكل فاعل في الوقت الحا�ضر‪ ،‬وتقديم الخدمات‬ ‫ومتزايدا‪ ،‬الأمر الذي يتطلب و�ضع‬ ‫الإ�سكانية التي �سيبقى الطلب عليها قائمـًا‬ ‫ً‬ ‫�إ�ستراتيجية وطنية لمواجهة هذه الم�س�ألة‪ ،‬وعلى الأخ�ص تق�صير مدة االنتظار‪،‬‬ ‫وزيادة االعتمادات المخ�ص�صة لتمويل الم�شاريع الإ�سكانية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد ا�ستمعنا بكثير من التقدير �إلى ت�أكيدكم على تمكين المر�أة البحرينية‬ ‫�سيا�سيـًا واجتماعيـًا واقت�صاديـًا‪ ،‬م�ستذكرين باعتزاز الدور الذي يلعبه المجل�س‬ ‫الأعلى للمر�أة برئا�سة �صاحبة ال�سمو الملكي الأميرة �سبيكة بنت �إبراهيم �آل‬ ‫خليفة قرينة ملك البالد المفدى‪ ،‬والتي جعلت ق�ضية المر�أة محور اهتمامها‬ ‫لتمكينها اقت�صاديـًا و �إي�صالها �إلى مراكز �صنع القرار‪.‬‬ ‫‪127‬‬


‫و�إننا في مجل�س ال�شورى‪ ،‬لنعاهد جاللتكم على �أن نكون الدرع الح�صين‬ ‫لحماية هذه المكا�سب التي حققتها المر�أة والدفاع عنها‪ ،‬وال�سعي لتحقيق‬ ‫المزيد منها من خالل �سن القوانين والت�شريعات الداعمة لحقوقها‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي من �ش�أنه �أن ينعك�س على ا�ستقرار الأ�سرة‪ ،‬وبالتالي على ا�ستقرار‬ ‫المجتمع و�أمنه‪ ،‬متطلعين بكثير من الأمل والتفا�ؤل �إلى ا�ستكمال المنظومة‬ ‫الت�شريعية ب�إ�صدار ال�شق الثاني من قانون �أحكام الأ�سرة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن فئة ذوي االحتياجات الخا�صة تحظى باهتمام كبير من قبل جاللتكم‬ ‫والجهات الر�سمية الم�س�ؤولة عنها‪� ،‬آملين �أن ينعك�س هذا االهتمام على‬ ‫نوعية الخدمات المقدمة لهم‪ ،‬والمنا�سبة الحتياجاتهم و�أو�ضاعهم‪ ،‬م�ؤكدين‬ ‫على دورنا الت�شريعي في �إيجاد الأدوات القانونية الالزمة لت�أمين حياة حرة‬ ‫كريمة لهذه الفئة العزيزة من �أبناء البحرين‪.‬‬ ‫كما �أن لفئة المتقاعدين مكانة خا�صة �ضمن اهتمام جاللتكم‪ ،‬هذه‬ ‫ال�شريحة التي �أعطت للوطن كل ما ت�ستطيع‪ ،‬فالبد للوطن �أن يوفر لها كل ما‬ ‫يعينها على مواجهة م�صاعب الحياة ومتطلباتها بما ي�ضمن لها الحياة الكريمة‬ ‫التي ت�ستحقها‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن �أمر جاللتكم ب�إن�شاء الم�ؤ�س�سة الوطنية لحقوق الإن�سان يعد خطوة‬ ‫متقدمة و�إ�ضافة �إيجابية تح�سب لمملكة البحرين على الم�ستويين الإقليمي‬ ‫والدولي‪ ،‬ويعك�س �سيا�سة جاللتكم الحكيمة في تعزيز وحماية مبادئ‬ ‫حقوق الإن�سان‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫نقـدر دور جاللتكم الكبير في دعم م�سيرة مجل�س التعاون لدول‬ ‫و�إذ ّ‬ ‫‪128‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الخليج العربية‪ ،‬لنتطلع �إلى مزيد من التن�سيق والتقارب بين دول المجل�س‬ ‫للو�صول بهذا ال�صرح �إلى م�ستوى الطموح والآمال‪ ،‬بما يتنا�سب مع طبيعة‬ ‫المنظومة الخليجية‪ ،‬وما تمثله على الأ�صعدة المحلية والإقليمية والدولية‪،‬‬ ‫�آملين �أن ن�صل �إلى مرحلة االتحاد الذي تتطلع �إليه �شعوب الدول الخليجية‪،‬‬ ‫على غرار االتحادات الإقليمية الأخرى‪ ،‬متطلعين �إلى دور جاللتكم في‬ ‫�إقناع �أ�صحاب الجاللة وال�سمو قادة دول مجل�س التعاون ب�إن�شاء هذا الكيان‬ ‫الإ�ستراتيجي المهم‪ ،‬وخا�صة بعد �أن تم اتخاذ العديد من الخطوات على‬ ‫الأ�صعدة االقت�صادية واالجتماعية والثقافية التي تجعل من فكرة ت�أ�سي�س‬ ‫ي�سيرا‪ .‬كما �أننا نتطلع �إلى �أن تتخذ قمة الكويت العديد من‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫االتحاد � ً‬ ‫القرارات التي ت�صب في دعم م�سيرة مجل�س التعاون‪ ،‬وعلى الأخ�ص تطوير‬ ‫فكرة االجتماعات البرلمانية الدورية‪� ،‬سعيـًا �إلى ت�أ�سي�س برلمان خليجي‪،‬‬ ‫�أ�سوة بالبرلمانات الإقليمية الأخرى‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد العربي نود الت�أكيد على نظرة جاللتكم الثاقبة‪ ،‬والمتمثلة في‬ ‫الدعوة لمزيد من التعاون والت�ضامن على الم�ستوى العربي‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يعك�س التوجه القومي لجاللتكم‪ ،‬وي�ؤكد على مبد أ� عدم التخلـّي عن فكرة‬ ‫الكيان العربي الواحد‪ ،‬والعمل العربي الم�شترك‪ ،‬في �ضوء المتغيرات الدولية‬ ‫التي تقت�ضي تعزيز الت�ضامن العربي‪ ،‬وتفعيل دور الجامعة العربية والبرلمان‬ ‫العربي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫محورا مهمـًا في‬ ‫�إن م�س�ألة الأم��ن والدفاع والقوات الم�سلحة تعد‬ ‫ً‬ ‫خطاباتكم ال�سامية‪� ،‬إذ تحظى الم�ؤ�س�سة الع�سكرية باهتمامكم العميق‪،‬‬ ‫تقديرا لدورها في الحفاظ على اال�ستقالل الوطني‪ ،‬وحماية المنجزات‬ ‫وذلك‬ ‫ً‬ ‫الوطنية‪ ،‬ف�ضال عن جهودها في حفظ اال�ستقرار والأمن الداخلي‪.‬‬ ‫و�إننا في مجل�س ال�شورى ن�شاطر جاللتكم التقدير لهذه الم�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫‪129‬‬


‫المهمة‪ ،‬ونعاهدكم على �أننا �سنقوم بواجبنا الت�شريعي لدعمها وتعزيز‬ ‫�إمكانياتها الب�شرية والمادية عن طريق �سن الت�شريعات الالزمة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫في هذا العام تمر علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعـًا �أال وهي الذكرى‬ ‫العا�شرة على تولي جاللتكم مقاليد الحكم في البحرين‪� .‬إن ما حققتموه‬ ‫جاللتكم بف�ضل من اهلل و تعاون �شعبكم المحب الوفي من نقلة نوعية على‬ ‫كافة الم�ستويات ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والإن�سانية في عقد‬ ‫واحد‪ ,‬عجزت دول عديدة عن تحقيقه في عقود‪ .‬فهنيئـًا للبحرين و �شعبها‬ ‫ومعلما ن�ستنير بر�ؤاكم لتحديد معالم الم�ستقبل‪ ،‬متطلعين‬ ‫وقائدا‬ ‫بكم ملكـًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�إلى �أيامنا القادمة الجميلة التي وعدتمونا بها جاللتكم‪.‬‬ ‫�إننا �إذ ن�شاطر جاللتكم ر�ؤيتكم لم�ستقبل البحرين؛ ف�إننا ن�ؤكد التزامنا بما‬ ‫�أق�سمنا عليه من �صدق و�أمانة في ت�أدية واجبنا؛ لنكون ال�سند الداعم لجاللتكم‬ ‫ولحكومتكم الموقرة في تطلعاتكم الطموحة نحو عزة الوطن وكرامة‬ ‫المواطن‪.‬‬ ‫و�سندا لهذا الوطن و�شعبه الوفي‪.‬‬ ‫ذخرا‬ ‫ً‬ ‫ودمتم يا �صاحب الجاللة ً‬ ‫الخمي�س ‪ 4‬فبراير ‪2010‬م‬ ‫‪� 20‬صفر ‪ 1431‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪130‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثاني‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الرابع ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الثاني‬ ‫�سعادة الع�ضو جمال محمد فخر و‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�شي ‬ ‫�سعادة الع�ضو محمد هادي �أحمد الحلواجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبد الرحمن محمد جم�شير ‬ ‫�سعادة الع�ضو خالد ح�سين الم�سقطي ‬ ‫�سعادة الع�ضو �صادق عبد الكريم ال�شهابي ‬ ‫�سعادة الع�ضو دالل جا�سم الزايد ‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫مقررا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬

‫‪131‬‬


132


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الفصل التشريعي الثالث‬ ‫دور اإلنعقاد العادي األول‬ ‫الف�صل الت�شريعي الثالث‬ ‫دور االنعقاد الأول‬

‫‪133‬‬


134


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي األول‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫ي�سعدنا �أن نفتتح‪ ,‬بعون اهلل‪ ,‬الف�صل الت�شريعي الثالث للمجل�س الوطني‬ ‫الموقر �إيذان ًا بموا�صلة م�سيرة الخير والعطاء‪ ,‬ونقّدم لكم التهنئة الخال�صة‪,‬‬ ‫على اختياركم لتمثيل المواطنين والوطن‪ ,‬وهو ما ي�ضعكم على م�ستوى‬ ‫أعددتم �أنف�سكم لال�ضطالع بها‪.‬‬ ‫الم�سئولية الكبرى ال ّتي نذرتُم و�‬ ‫ُ‬

‫وقت‬ ‫و�إنها لمنا�سب ٌة تاريخية ومرحل ٌة متقدم ٌة من مراحل البناء والعمل‪ ,‬في ٍ‬ ‫العالم كله �إلى تجربتنا الديمقراطية بالإكبار‪ ,‬وي�شيد بنجاحها‪,‬‬ ‫يتط ّلع‬ ‫ُ‬ ‫يتحقق‬ ‫ور�سوخها‪ ,‬وانجازاتها في زمن قيا�سي ق�صير‪ ,‬وهو �إنجا ٌز ما كانَ له �أنْ‬ ‫َّ‬ ‫لوال توفيق اهلل �سبحانه وتعالى ورعايته‪.‬‬

‫�أيها الأخوة والأخوات‪� ,‬أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪:‬‬ ‫و�س ِّن‬ ‫تنتظركم اليوم واجبات كثيرة‪� ,‬سواء في مجال تطوير القوانين َ‬ ‫الت�شريعات‪� ,‬أو في مجال �إقرار الحقوق وحماية الحري ّات‪� ,‬أو مجال الرقابة‬ ‫على الأداء الحكومي و�إ�صالح الأو�ضاع‪� ,‬أو مجال التنمية االقت�صادية‪,‬‬ ‫واجبات لن تكون �سهل ًة ومي�سور ًة �إال بتعاونكم‬ ‫وغيرها من المجاالت وهي‬ ‫ٌ‬ ‫الموقرة ال ّتي لن ت�ألو جهداً في التعاون‬ ‫وتكاتفكم وتعاونكم مع الحكومة‬ ‫ّ‬ ‫معكم‪ ,‬وفي ت�سهيل مهمتكم‪ ,‬فهدفكم وهدف الحكومة واحد‪ ,‬وهو خدمة‬ ‫‪135‬‬


‫الجميع ّ‬ ‫الذين ينتظرون منكم المزيد من الجهد والبذل والعطاء‪ ،‬في �إطار ما‬ ‫نعتز به من �شراكة وطنية جديرة بكل رعاية تجمعنا مع ًا‪.‬‬ ‫برئا�سة‬ ‫وفي هذا ال�سي ّاق يطيب ل َنا �أنْ ن�شيد ّبما �أنجزته حكومتنا الموقرة‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ال�سمو الملكي‪ ,‬العم العزيز الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س‬ ‫�صاحب ّ‬ ‫أظهرت التزام ًا‬ ‫مجل�س الوزراء الموقر‪ ,‬في مختلف ميادين العمل‪ ,‬حيث �‬ ‫ِ‬ ‫وا�ضح ًا بتطبيق القوانين‪ ,‬وتنفيذ الخطط التنموية ال�شاملة‪ ,‬وحماية الأمن‬ ‫واال�ستقرار‪ ,‬وخلق فر�ص اال�ستثمار والعمل‪ ,‬كما يطيب لنا الإ�شادة بجهود‬ ‫ولي عهدنا �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان بن حمد �آل خليفة وما‬ ‫حققه من تطوير للر�ؤية االقت�صادية للمملكة من خالل مجل�س التنمية‬ ‫االقت�صادية والذي كلف ب�إدارة االقت�صاد الوطني‪ ،‬وفق نهج تكاملي يحقق‬ ‫للمملكة عهدها الريادي‪.‬‬ ‫كما ن�شيد بقواتنا الم�سلحة لقيامها بمتطلبات الجاهزية الدفاعية عن‬ ‫الوطن‪ ،‬فال�شكر هلل �أو ًال ولجميع منت�سبي قوة الدفاع �ضباط ًا و�ضباط �صف‬ ‫و�أفراداً‪ ،‬وفي الوقت ذاته ن�شيد بما �أبدتُه الم�ؤ�س�سات الأمنية من ان�ضباط‬ ‫وتطبيق القانون على المخالفين له‪ ,‬حفظ ًا للبالد‪ ,‬وحماية للمكت�سبات‪,‬‬ ‫فلي�س �أدعى للتنمية من الأمن واال�ستقرار ويطيب لنا في هذا المقام �أن نعرب‬ ‫مقدرة في �سبيل هذه‬ ‫عن ال�شكر لمعالي وزير الداخلية على ما بذله من جهود ّ‬ ‫الأهداف‪.‬‬ ‫واليوم �أمامنا مهام عدة م�ستجدة ال بد من الت�صدي لها‪ ،‬وانجازها‪،‬‬ ‫نلخ�صها في التالي‪� -:‬أو ًال‪ :‬موا�صلة الجهد لتطوير التعليم في بالدنا من‬ ‫خالل مبادرات الم�شروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب وغيرها من‬ ‫البرامج الرائدة‪ ،‬ودعم جهود مجل�س التعليم العالي لالرتقاء بهذا القطاع‬ ‫الحيوي لأداء مهمته على الوجه الأكمل‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ننوه بالجهد الذي يبذل في �إدارة االقت�صاد الوطني‪ ،‬والذي انعك�س‬ ‫في الحفاظ على معدالت نمو �إيجابية ون�سب متدنية للبطالة‪ ،‬وذلك في فترة‬ ‫‪136‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫مر فيها االقت�صاد العالمي ب�أزمة حادة امتدت �آثارها وتداعياتها �إلى مجمل‬ ‫الهياكل االقت�صادية على م�ستوى العالم‪.‬‬ ‫وال �شك �أن هذا الجهد البناء يتعين �أن ت�صاحبه مراجعة للخطة االقت�صادية‬ ‫و�سيا�سات مالية متزنة تكمله وتعظم من مكت�سباته‪ ،‬بحيث يتم التقيد‬ ‫بالموازنات والإعتمادات المالية المو�ضوعة و�إخ�ضاع الم�صروفات‬ ‫الحكومية للمراجعة الم�ستمرة‪ ،‬بغية ا�ستعادة التوازن في الميزانية العامة‬ ‫للدولة في �أقرب مدى زمني ممكن‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬وعلى م�ستوى ال�سيا�سات والإ�ستراتيجيات الخا�صة بقطاع الطاقة‪،‬‬ ‫ف�إننا نثمن التطورات الإيجابية في هذا القطاع في ال�سنوات الخم�س الأخيرة‬ ‫ون�ؤكد ب�أن ال�سمة المميزة لهذه التوجهات ينبغي �أن تتميز باال�ستدامة‪ ،‬بحيث‬ ‫تمثل �إطاراً عام ًا للعمل في هذا الميدان على نحو يحقق اال�ستغالل الأمثل‬ ‫لم�صادر الطاقة ب�أنواعها ويجعل من هذا القطاع قوة دافعة للنمو االقت�صادي‬ ‫وزي��ادة الإنتاجية و�أداة لإيجاد فر�ص عمل جديدة وبما ي�سهم في رفع‬ ‫م�ستويات المعي�شة‪ ،‬مع العمل على تحري كافة الم�سارات المتاحة بغر�ض‬ ‫تحديد م�صادر الطاقة الأكثر فعالية و�أمن ًا وتحقيق ًا لمعايير ال�سالمة واالعتبارات‬ ‫البيئية واعطائها الأولوية في توفير احتياجات البالد من الطاقة لل�سنوات‬ ‫المقبلة‪ ،‬مع الأخذ في االعتبار اال�ستخدامات ال�سلمية للطاقة النووية‪ ،‬على �أن‬ ‫تكون منطقة ال�شرق الأو�سط خالية من �أ�سلحة الدمار ال�شامل‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬ولقد �أثبتت الممار�سة في مجال التجني�س انه من غير المعقول �أن‬ ‫ينتمي �إن�سان �إلى بوتقة الهوية الوطنية البحرينية والتي نعتز بها جميع ًا‪� ،‬إال �إذا‬ ‫كان مت�شبع ًا بالروح الوطنية البحرينية العالية طبع ًا و�أخالق ًا و�سلوك ًا‪ ،‬ومحترم ًا‬ ‫للقانون الذي هو �أ�سا�س تلك الروح العريقة‪ ،‬و�أن يكون لديه انتماء‪ ،‬والوطن‬ ‫بحاجة �إليه‪ ،‬وفي �أ�ضيق الحدود عدداً‪ ،‬وذلك ما يجب االلتزام به‪.‬‬ ‫�أما على ال�صعيد الإقليمي‪ ,‬فال تدخر مملكتنا و�سع ًا في دعم منظومة‬ ‫التعاون الخليجي‪ ,‬وترى �أنَّ مجل�س التعاون هو الإطار ال�سيا�سي واالقت�صادي‬ ‫‪137‬‬


‫الذي يحفظ للدول الأع�ضاء �أمنها وقوتّها واقت�صادها‪,‬‬ ‫والأمني واالجتماعي ّ‬ ‫وعلى ال�صعيد العربي تدعم البحرين كل المبادرات الخيرة وال�صحيحة ال ّتي‬ ‫ت�صب في النهو�ض بالعمل العربي الم�شترك من �أجل قو ّة الأمة وتجديد‬ ‫ُّ‬ ‫العربية وحدها‪,‬‬ ‫لي�س في المنطقة‬ ‫وال�سالم والتقدم‪َ ,‬‬ ‫حيويتها‪ ,‬لخدمة الأمن ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�إنما في العالم كله‪..‬‬ ‫وعلى �صعيد العالقات الثنائية بين البحرين والدول ال�شقيقة وال�صديقة‪,‬‬ ‫فنحن ما�ضون ‪ -‬بعون اهلل ‪ -‬في تعزيز عالقات الجوار‪ ,‬وعالقات التعاون‪,‬‬ ‫لل�سالم‪ ,‬بما ُيك�سب مملكة البحرين المزيد من‬ ‫الدول‬ ‫مع جميع ّ‬ ‫المحبة ّ‬ ‫ّ‬ ‫التقدير واالحترام‪.‬‬

‫وفي هذا ال�سياق ن�ؤكد على الدور ّ‬ ‫الذي تقوم به مملكتنا العزيزة في خدمة‬ ‫ق�ضايا التنمية وال�سالم في العالم‪ ,‬ودعم الحقوق العربية و�صيانتها‪ ,‬وفي‬ ‫مقدمتها حق الفل�سطينيين في �إقامة دولتهم الم�ستق ّلة على �أرا�ضيهم وعا�صمتها‬ ‫ّ‬ ‫القد�س ال�شريف‪� ,‬إقراراً لل�سالم العادل ال�شامل‪ ,‬وعم ً‬ ‫الدولي‬ ‫ال مع المجتمع َ‬ ‫دور م�شهود به لمملكة‬ ‫ِ‬ ‫لتكوين عا َل ٍم خال من ال�صراعات والحروب‪ ,‬وهو ٌ‬ ‫البحرين على مدى التاريخ‪.‬‬ ‫فنحن‪ ،‬وهلل الحمد‪ ،‬دولة عربية م�سلمة منفتحة للتعاي�ش بين مختلف‬ ‫الأديان والثقافات والح�ضارات‪.‬‬

‫�أيها الأع�ضاء المحترمون‪ ,‬لقد كان الف�صالن الت�شريعيان الأول والثاني‬ ‫لمجل�سكم الموقر حافلين باالنجازات‪ ,‬واليوم نتط ّلع �إلى المزيد من ذلك في‬ ‫هذا الف�صل الثالث �أخذ اللهّ ب�أيدينا جميع ًا لما فيه خير �شعبِنا‪ ,‬وعز ُة البحرين‪,‬‬ ‫ورفع ُة �أم ِتنا‪ ,‬وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ع�صر الثالثاء ‪ 14‬دي�سمبر ‪2010‬م‬ ‫‪138‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي األول‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ملك مملكة البحرين‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫بعد �أن ت�شرفنا باال�ستماع للخطاب ال�سامي لجاللتكم في افتتاح دور‬ ‫االنعقاد الأول للف�صل الت�شريعي الثالث‪ ،‬ف�إننا نرفع لمقامكم ال�سامي �أ�سمى‬ ‫�آيات ال�شكر والعرفان لتف�ضلكم بافتتاح هذا الدور الذي يبد أ� ف�ص ً‬ ‫جديدا‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫في م�سيرة الإ�صالح‪ ،‬وها هي �شجرة الديمقراطية التي غر�ستموها جاللتكم‬ ‫في تربة الوطن قد بد�أت تنمو وتزدهر‪ ،‬وقد �أينعت فيها ثمار الوحدة الوطنية‬ ‫والإ�صالح والنمو االقت�صادي واحترام حقوق الإن�سان‪ .‬وهي المبادئ التي‬ ‫جعلت مملكة البحرين محط �أنظار العالم‪ ،‬لما تميزت به تجربتها من �شفافية‬ ‫وطموح‪ ،‬وما حققته من �إنجازات عبر فترة زمنية ق�صيرة‪ ،‬بحيث �أ�صبحت‬ ‫المتدرج والم�شاركة الفعالة من‬ ‫نموذج ًا يحتذى به في التطور الديمقراطي‬ ‫ّ‬ ‫قبل جميع المواطنين‪.‬‬ ‫وبعد �أن ع ّززنا هذه التجربة في الف�صلين الت�شريعيين الأول والثاني بف�ضل‬ ‫اهلل وعونه‪ ،‬وفي منعطف تاريخي هام من م�سيرتنا الوطنية‪ ،‬ف�إننا نتطلع مع‬ ‫بداية الف�صل الت�شريعي الثالث �إلى تطوير هذه الم�سيرة المباركة لترقى �إلى‬ ‫‪139‬‬


‫م�ستوى الديمقراطيات العريقة‪ ،‬منطلقين من م�شروع جاللتكم الإ�صالحي‬ ‫لإر�ساء مبادئ ال�شورى والديمقراطية في ظل الد�ستور و�سيادة القانون‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي �سي�ضع مملكة البحرين في م�صاف الدول العريقة كطرف �أ�صيل وفاعل‬ ‫في ال�شراكة الديمقراطية الدولية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد جاء خطاب جاللتكم بمثابة نهج و�إطار للعمل من �أجل االرتقاء‬ ‫ب�أو�ضاع الوطن والمواطن‪ ،‬وم�صداق ًا للحكمة والر�ؤية الثاقبة والإح�سا�س‬ ‫العميق بالم�شاكل والرغبة في �إيجاد الحلول لها‪ .‬وقد �أر�سيتم جاللتكم بذلك‬ ‫القواعد والأ�س�س للم�س�ؤولية التي ينبغي �أن يتحملها الجميع ٌ‬ ‫كل من موقعه‪،‬‬ ‫بتب ّني ق�ضايا المواطنين وال�سعي الحثيث لحلها‪.‬‬ ‫نثمن ونعتز بالثقة التي �أوليتمونا �إياها جاللتكم‪،‬‬ ‫و�إننا ك�سلطة ت�شريعية‪� ،‬إذ ّ‬ ‫ف�إننا ندرك حجم هذه الم�س�ؤولية الملقاة على عاتقنا فيما يتعلق بدورنا في‬ ‫تطوير القوانين و�سن الت�شريعات‪ ،‬وفي �إقرار الحقوق وحماية الحريات‬ ‫والرقابة على الأداء الحكومي‪ .‬معاهدين جاللتكم على بذل المزيد من‬ ‫الجهد وموا�صلة العمل على دعم نظامنا الديمقراطي المتوازن‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن �إ�شادة جاللتكم بما �أنجزته الحكومة الموقرة برئا�سة �صاحب ال�سمو‬ ‫الملكي الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س مجل�س الوزراء الموقر في‬ ‫مختلف المجاالت‪ ،‬وكذلك جهود �صاحب ال�سمو الملكي ولي العهد‬ ‫نائب القائد الأعلى الأمير �سلمان بن حمد �آل خليفة في �إدارة االقت�صاد‬ ‫الوطني‪ ،‬لهو محل تقدير واعتزاز من قبلنا‪.‬‬ ‫نثمن هذه الجهود الخيرة التي �أ�سفرت عن العديد من الإنجازات‪،‬‬ ‫و�إذ ّ‬ ‫ف�إننا نرى �أن الم�س�ؤولية التي حملتمونا �إياها جاللتكم‪ ،‬ت�ضع على عاتقنا‬ ‫المزيد من المهام التي البد من الت�صدي لها بالتكاتف مع جهود الحكومة‬ ‫‪140‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫الموقرة‪ .‬متخذين من دعوة جاللتكم حاف ًزا لمزيد من التعاون بين ال�سلطتين‪،‬‬ ‫خدمة لأهدافنا الم�شتركة‪ ،‬وتر�سيخ ًا لمبد أ� ال�شراكة الوطنية الذي �أ�شرتم �إليه‬ ‫وتلم ً�سا للم�س�ؤوليات والتحديات‪ ،‬موقنين �أن ذلك لن ي�ؤتي ثماره‬ ‫جاللتكم ّ‬ ‫�إال بت�ضافر الجهود بيننا وبين الحكومة الموقرة‪ ،‬لالرتقاء بم�ستوى الأداء‪،‬‬ ‫تحقيقـًا لطموحاتنا و�أهدافنا الم�شتركة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ي�شيد بما و�صلت �إليه قواتنا الم�سلحة البا�سلة من‬ ‫جاهزية وتطور‪ ،‬جعلها بحق الدرع الحامي والعين ال�ساهرة على �صون‬ ‫نثمن‬ ‫وحماية تراب الوطن الغالي‪ ،‬والحفاظ على مكت�سباته‪ .‬كما البد �أن ّ‬ ‫ون�شيد في ذات الوقت بدور وزارة الداخلية والجهات الأمنية الأخرى‪ ،‬على‬ ‫ما بذلته وتبذله من جهود لتوفير اال�ستقرار والأمن المن�شود للوطن والمواطن‬ ‫الذي هو الركيزة الأ�سا�سية لتحقيق التنمية الم�ستدامة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫مما ال�شك فيه �أن �أهمية التعليم تحتم علينا �ضرورة تطوير جميع مراحله‬ ‫وخا�صة التعليم الجامعي ذلك �أن التعليم العالي �أ�صبح اليوم من الأمور التي‬ ‫ت�ستدعي االهتمام في �ضوء التو�سع المتزايد في م�ؤ�س�ساته‪ ،‬الأمر الذي يحتم‬ ‫و�ضع ال�ضوابط والمعايير لتوفير تعليم يتنا�سب مع تطور مجاالت الحياة‪ ،‬مع‬ ‫مناف�سا م�ؤه ً‬ ‫ال في‬ ‫�ضرورة ربط مخرجاته ب�سوق العمل �إلخ‪ ،‬لجعل المواطن‬ ‫ً‬ ‫هذه ال�سوق‪ ،‬مع الأخذ باالعتبار التطورات التقنية ال�سريعة التي تتطلب‬ ‫مهارات وقدرات خا�صة‪ .‬داعين �إلى تطوير �أ�س�س اختيار المعلمين‪ ،‬وتوفير‬ ‫التدريب المنا�سب وتح�سين �أو�ضاعهم المعي�شية ال�ستقطاب العنا�صر‬ ‫الم�ؤهلة‪.‬‬ ‫ونود �أن ن�ؤكد هنا على �ضرورة دعم وتعزيز دور الم�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫الر�سمية‪ ،‬لتكون جاذبة ومناف�سة للم�ؤ�س�سات الخا�صة‪ ،‬من �أجل �إيجاد توازن‬ ‫‪141‬‬


‫بين مخرجات التعليم الخا�ص والعام‪ ،‬وتحقيق الم�ساواة في الفر�ص التعليمية‬ ‫والعملية بين المواطنين‪ .‬وفي هذا ال�صدد البد من الإ�شادة بالجهود الحثيثة‬ ‫التي تبذلها هيئة تطوير نظام جودة التعليم والتدريب ومجل�س التعليم العالي‬ ‫لتقييم الم�ؤ�س�سات التعليمية في البالد والنهو�ض بم�سيرة التعليم �إلى الم�ستوى‬ ‫الذي يحقق الطموحات في تعليم يواكب الع�صر وم�ستجداته‪.‬‬ ‫وتفعي ً‬ ‫ال للن�ص الد�ستوري الذي يعتبر التعليم حق ًا لكل مواطن‪ ،‬ف�إننا ندعو‬ ‫�إلى االهتمام بتعليم ذوي االحتياجات الخا�صة ممن ال ت�سمح لهم ظروفهم‬ ‫بااللتحاق بالتعليم النظامي الر�سمي‪ ،‬عن طريق دعم الم�ؤ�س�سات الخا�صة‬ ‫التي تعنى بهذه الفئة‪ ،‬والتي �ساهمت في تخفيف العبء عن كاهل الدولة فيما‬ ‫يتعلق بهذه الخدمة‪ ،‬وذلك بزيادة الدعم المخ�ص�ص لها لتجنيبها الأزمات‬ ‫المالية التي قد تت�سبب في �إغالقها وحرمان �شريحة هامة من المواطنين من‬ ‫حق �أ�سا�سي كفله لهم الد�ستور‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من �إيماننا بدور التعليم في ت�شكيل �شخ�صية الفرد‪ ،‬ف�إننا ندعو �إلى‬ ‫تطوير منهج المواطنة وت�ضمينه في كل المواد الدرا�سية وفي جميع المراحل‬ ‫لتعزيز الهوية الوطنية واالنتماء لدى الأجيال ال�صاعدة‪ .‬كما ندعو �إلى ت�ضمين‬ ‫مبادئ حقوق الإن�سان في المناهج الدرا�سية لغر�س هذه الثقافة لدى النا�شئة‪،‬‬ ‫ولت�أكيد موقف مملكة البحرين من هذه الم�س�ألة الهامة التي تعك�س ال�صورة‬ ‫الح�ضارية للمملكة والتزامها بالمواثيق والمعاهدات الدولية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا �إذ نحيي الجهود المبذولة في �إدارة االقت�صاد الوطني والتي انعك�ست‬ ‫�آثارها في تحقيق معدالت نمو �إيجابية‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد على ما جاء في خطاب‬ ‫جاللتكم من �ضرورة مراجعة الخطة االقت�صادية على �ضوء الم�ستجدات؛‬ ‫وندعو �إلى اال�ستفادة من القدرة التناف�سية لالقت�صاد البحريني‪ ،‬مع و�ضع‬ ‫�سيا�سات مالية متزنة‪ ،‬من �ش�أنها �أن تحقق التكامل بين الخطط المو�ضوعة‬ ‫والموارد المالية المتاحة‪ .‬وال�شك �أن ر�ؤية البحرين االقت�صادية ‪،2030‬‬ ‫‪142‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫تحتاج �إلى �آليات و�سيا�سات لتفعيلها وتحقيق �أهدافها‪ ،‬كما تحتاج �إلى‬ ‫مراجعة م�ستمرة وفقا للتغيرات واالحتياجات‪� ،‬إ�ضافة �إلى �ضرورة ت�ضافر‬ ‫جهود ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية كل في مجاله‪ ،‬لالرتقاء ب�أو�ضاع‬ ‫المواطن البحريني ولتحقيق هذه الر�ؤية الطموحة لما نرغب �أن تكون عليه‬ ‫مملكة البحرين‪.‬‬ ‫والبد من الت�أكيد هنا على دعوة جاللتكم ب�ضرورة االلتزام بالموازنات‬ ‫واالعتمادات المالية المقررة وعدم تجاوزها‪ ،‬و�إخ�ضاع الم�صروفات‬ ‫الحكومية للمراجعة الم�ستمرة‪ .‬م�ؤكدين على دعم المتطلبات المعي�شية‬ ‫الأ�سا�سية للمواطن لم�ساعدته على مواجهة الم�شاكل الناتجة عن غالء‬ ‫المعي�شة‪.‬‬ ‫وال يفوتنا هنا �أن نحيي الجهود التي بذلت من قبل الحكومة في مواجهة‬ ‫الأزمة االقت�صادية والتقليل من تداعياتها المالية واالقت�صادية واحتواء تبعاتها‬ ‫عالميا تعزي ًزا‬ ‫وذلك بالمحافظة على مركز البحرين االقت�صادي ومكانته‬ ‫ً‬ ‫لت�صنيف مركز البحرين المالي وثقة البنوك والم�صارف الدولية بنظامنا‬ ‫االقت�صادي‪.‬‬ ‫كما ندعو �إلى درا�سة احتياجات ال�سوق واال�ستفادة من اتفاقية التجارة‬ ‫ويح�سن الميزان التجاري‬ ‫الحرة بما يعزز ال�صادرات الوطنية غير النفطية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ل�صالح المملكة ويدعم ميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫كما ندعو �إلى تنويع م�صادر الدخل باالهتمام بال�صناعات التحويلية‬ ‫والخفيفة‪ ،‬واال�ستفادة الق�صوى من البنية التحتية التي د�شنتها حكومتكم‬ ‫الموقرة كميناء خليفة ومدينة �سلمان ال�صناعية‪ ،‬واالهتمام ب�صناعة تقنية‬ ‫المعلومات‪ ،‬ودعم م�ؤ�س�ساتها ال�صغيرة والمتو�سطة والخدمات الم�صاحبة‬ ‫�سعيا لتحقيق الأمن‬ ‫لها‪ ،‬واالهتمام بالثروة ال�سمكية وتطوير الزراعة دون تربة ً‬ ‫الغذائي‪ .‬م�شيدين ب�إن�شاء المجل�س اال�ست�شاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع‬ ‫الزراعي برئا�سة �صاحبة ال�سمو الملكي الأميرة �سبيكة بنت �إبراهيم �آل خليفة‬ ‫‪143‬‬


‫قرينة عاهل البالد المفدى‪ ،‬لما لذلك من انعكا�سات عملية على �ضمان الأمن‬ ‫الغذائي‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫من منطلق الم�س�ؤولية الملقاة على عاتقنا في الرقابة على الأداء الحكومي‬ ‫كما تف�ضلتم جاللتكم في خطابكم ال�سامي‪ ،‬ف�إننا ن�شيد بالتقرير ال�صادر عن‬ ‫تميز بالو�ضوح وال�صراحة‬ ‫ديوان الرقابة المالية والإدارية للعام ‪2009‬م والذي ّ‬ ‫كر�سها الم�شروع الإ�صالحي لجاللتكم‪.‬‬ ‫وال�شفافية التي ّ‬

‫و�إذ ندعو ال�سلطة التنفيذية �إلى التعاطي باهتمام مع ما جاء في هذا التقرير‬ ‫من تو�صيات وا�ضحة وهامة‪ ،‬واتخاذ الإجراءات الالزمة بحق المخالفين‪،‬‬ ‫ف�إننا ندعوها كذلك لو�ضع يدها على مكامن الخلل ومعالجته‪ ،‬باتخاذ‬ ‫الإجراءات والتدابير الالزمة لمحاربة الف�ساد وحماية المال العام‪ ،‬ب�صفتها‬ ‫الجهة الم�س�ؤولة والم�ؤتمنة عليه‪ .‬وندعو لتفعيل اخت�صا�صات ديوان الرقابة‬ ‫المالية والإداري��ة في التحقيق الإداري و�إحالة الأمر �إلى الجهة المخت�صة‬ ‫بتحريك الدعوى الجنائية بالن�سبة للتجاوزات التي ت�شكل جرائم‪ .‬ونحن‬ ‫ك�سلطة ت�شريعية نعاهد جاللتكم بمتابعة تطبيق هذه التو�صيات تفعي ً‬ ‫ال لدورنا‬ ‫الرقابي في المحافظة على المال العام‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مو�ضوع البطالة ي�شكل �أحد التحديات الهامة التي ينبغي مواجهتها‪.‬‬ ‫نثمن ما تحقق من �إنجازات في الو�صول �إلى ن�سبة معقولة في خف�ض‬ ‫و�إننا �إذ ّ‬ ‫البطالة‪ ،‬ف�إننا نرى �أن الإنجاز الحقيقي يكمن في ديمومة الحلول وا�ستمراريتها‬ ‫في �إبقاء تلك الن�سبة منخف�ضة‪ ،‬و�ضرورة اال�ستفادة من العنا�صر ال�شابة‬ ‫المتعلمة لتعزيز م�سيرة التنمية‪ .‬م�ؤكدين على الن�ص الد�ستوري الداعي لتوفير‬ ‫فر�ص العمل للمواطنين‪ ،‬مما يقت�ضي �إتاحة التدريب الالزم لإعداد عمالة‬ ‫وطنية ماهرة وقادرة على التعاطي مع متطلبات �سوق العمل‪ ،‬حيث �إن توفير‬ ‫‪144‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫العمل والراتب الذي يفي بمتطلبات المعي�شة الكريمة وت�أمين م�ستقبل الأ�سرة‬ ‫هو الأ�سا�س الحقيقي لال�ستقرار‪ ،‬مما يتطلب �إعادة النظر في م�ستوى الرواتب‬ ‫والعالوات الدائمة‪ ،‬لتتالءم مع الغالء الذي ي�ؤرق �شريحة كبيرة من المواطنين‪،‬‬ ‫ويمثل تهديداً للأمن واال�ستقرار المجتمعي‪ ،‬باعتبار �أن �أمن المجتمع مرتبط‬ ‫بتوفر الأمن المعي�شي للمواطن‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي ن�ؤكد فيه على دعوة جاللتكم المتكررة لتوفير العي�ش‬ ‫الكريم للمواطن‪ ،‬ف�إننا نرى �أن الم�شكلة الإ�سكانية تعتبر من �أهم التحديات‬ ‫التي ينبغي الت�صدي لها‪ ،‬حيث �إن من �أهم مقومات العي�ش الكريم هو توفير‬ ‫ال�سكن المنا�سب الذي يفي باحتياجات الأ�سرة‪ .‬و�إذ نقدر الجهود التي تقوم‬ ‫بها وزارة الإ�سكان‪ ،‬ف�إننا ندعو �إلى �سرعة معالجة الق�صور الذي يعيق تقديم‬ ‫هذه الخدمة وذلك بتقلي�ص فترة االنتظار بزيادة بناء الوحدات ال�سكنية‬ ‫وخ�صو�صا حديثي‬ ‫وتطوير ال�سيا�سة الإ�سكانية تلبية الحتياجات ال�شباب‬ ‫ً‬ ‫الزواج‪ .‬م�ؤكدين هنا على �ضرورة ت�شجيع القطاع الخا�ص للقيام بدوره في‬ ‫هذا المجال‪ .‬داعين �إلى ا�ستثمار المبالغ المخ�ص�صة في الميزانية للإ�سراع في‬ ‫�إنجاز الم�شاريع الإ�سكانية‪ ،‬والبحث عن الحلول المبتكرة بما يتنا�سب‬ ‫واحتياجات الأ�سرة البحرينية والأخذ بعين االعتبار احتياجات الأفراد ذوي‬ ‫الإعاقة في الم�شاريع الإ�سكانية‪ ،‬م�ؤكدين على �ضرورة الحفاظ على الن�سيج‬ ‫االجتماعي عند التخطيط والتوزيع‪ .‬معاهدين جاللتكم على بذل مزيد من‬ ‫الجهد لتطوير قوانين الإ�سكان بما يتالءم مع احتياجات المرحلة الجديدة‪،‬‬ ‫داعين �إلى تفعيل القرارات الخا�صة بتمكين المر�أة من اال�ستفادة من الخدمات‬ ‫الإ�سكانية‪ .‬والبد من الإ�شادة هنا بم�شروع جاللتكم الرائد لترميم البيوت‬ ‫الآيلة لل�سقوط‪ ،‬منتهزين هذه الفر�صة لدعوة القائمين على هذا الم�شروع �إلى‬ ‫�ضرورة �سرعة الإنجاز حتى تتحقق الغاية المرجوة منه‪ ،‬لما لذلك من �أثر بالغ‬ ‫في قلوب المواطنين الم�ستفيدين من هذا الم�شروع الإن�ساني الكبير‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن �إ�شارة جاللتكم لل�سيا�سات واال�ستراتيجيات الخا�صة بقطاع الطاقة‬ ‫والت�أكيد على مبد�أ اال�ستدامة لتحقيق اال�ستغالل الأمثل لم�صادر الطاقة‬ ‫ب�أنواعها‪ ،‬وجعل هذا القطاع قوة دافعة للنمو االقت�صادي وزيادة الإنتاجية‬ ‫و�أداة لإيجاد فر�ص عمل جديدة‪ ،‬لهو ت�أكيد على نظرتكم الثاقبة وحكمتكم‬ ‫المعهودة‪ ،‬حيث �إن مملكتنا الغالية تمر حالي ًا ب�شح في الغاز الطبيعي الالزم‬ ‫لإنتاج الطاقة من ناحية‪ ،‬وحتمية البحث عن بدائل من ناحية �أخرى‪.‬‬ ‫و�إننا �إذ نثمن الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة الموقرة خالل‬ ‫ال�سنوات الخم�س الما�ضية‪ ،‬والمبادرات الجادة والف ّعالة التي اتخذتها‬ ‫للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية لمملكة البحرين‪ ،‬ف�إننا نتطلع‬ ‫بكل �أمل وترقب �إلى توجيهات جاللتكم ال�سامية من �أجل الإ�سراع بتنفيذ‬ ‫عمليات التنقيب عن الغاز العميق‪ ،‬والم�ضي قدم ًا في �أعمال تطوير حقل‬ ‫البحرين وفق ًا لالتفاقيات التي �أقرتها ال�سلطة الت�شريعية في الف�صل الت�شريعي‬ ‫الثاني‪ ،‬كما ن�أمل في ال�سياق ذاته �أن تتوا�صل جهود الحكومة الر�شيدة لتوفير‬ ‫الغاز الطبيعي من الدول المجاورة‪ ،‬وذلك بالتوازي مع الجهود الحالية‬ ‫للتنقيب داخل المملكة‪� ،‬إذ �إن توفير هذا الم�صدر الهام للطاقة �أ�صبح �أمراً‬ ‫غاية في الأهمية للمملكة‪ ،‬لي�س ل�ضمان ا�ستمرار تدفق الطاقة الكهربائية‬ ‫وتلبية الطلب المتنامي عليها فح�سب‪ ،‬بل �أي�ض ًا من �أجل توفير المادة الخام‬ ‫الأ�سا�سية الالزمة للتو�سع في ال�صناعة عموم ًا والبتروكيماويات خ�صو�ص ًا‪،‬‬ ‫الأمر الذي �سي�ساهم في توفير فر�ص عمل جديدة للأجيال القادمة‪ .‬كما ندعو‬ ‫�إلى ت�شجيع ا�ستخدام الطاقة المتجددة في المباني لتوفير الكهرباء‪ ،‬من �أجل‬ ‫الحد من ال�ضغط على ال�شبكة الكهربائية وتقليل ا�ستهالك الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد ف�إننا ن�شيد بت�شكيل اللجنة العليا للطاقة وذلك لأهميتها‬ ‫البالغة في ر�سم وتطبيق ال�سيا�سات المتعلقة بهذا القطاع الهام‪ .‬كما نثمن‬ ‫مبادرة جاللتكم للدعوة للحفاظ على البيئة و�صيانتها ومنع التلوث وحماية‬ ‫‪146‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫المواطنين من �آثاره‪ .‬وندعو �إلى �إدراج البعد البيئي في �سيا�سات التنمية‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية لتحقيق هذه الدعوة‪.‬‬ ‫ونعاهدكم يا �صاحب الجاللة على �أن مجل�س ال�شورى �سي�ضطلع من‬ ‫جانبه بدوره الفاعل في تبني الت�شريعات الالزمة متعاون ًا مع ال�سلطة التنفيذية‬ ‫في هذا المجال‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن ر�ؤية جاللتكم المتعلقة باال�ستخدام ال�سلمي والآمن للطاقة النووية‪،‬‬ ‫وت�أكيدكم على �أن تكون منطقة ال�شرق الأو�سط خالية من �أ�سلحة الدمار‬ ‫ال�شامل‪ ،‬هو �أمر في غاية الأهمية‪ ،‬و�إننا �إذ ن�شاطركم االهتمام بهذه الق�ضية‬ ‫التي تهدد الأمن وال�سالم في العالم‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد على �ضرورة ا�ستمرار الجهود‬ ‫لتفعيل التعاون الدولي لال�ستخدام ال�سلمي للطاقة النووية‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد �أ�شرتم جاللتكم �إلى �ضرورة �أن يكون الحا�صل على الجن�سية‬ ‫البحرينية منتمي ًا �إلى الهوية الوطنية البحرينية‪ ،‬ومت�شبع ًا بالروح الوطنية العالية‬ ‫طبع ًا و�أخالق ًا و�سلوك ًا‪ ،‬و�أن يكون محتر ًما للقوانين ولديه انتماء و�أن يكون‬ ‫الوطن بحاجة �إليه‪ .‬و�إننا �إذ ن�ضم �صوتنا �إلى �صوت جاللتكم‪ ،‬ف�إننا ن�ؤكد على‬ ‫�أن هذا النهج ينبغي �أن يكون بداية لإعادة النظر في الأ�س�س التي تمنح‬ ‫الجن�سية بموجبها‪ ،‬والتي ين بغي عدم تجاوزها‪.‬‬ ‫وت�أكيداً لموقف جاللتكم ف�إننا ندعو لعدم �إغفال جوانب ال�سلم الأهلي‬ ‫واالجتماعي واالقت�صادي عند الأخ��ذ بعملية التجني�س‪ ،‬لما لذلك من‬ ‫تداعيات خطيرة على ن�سيج المجتمع البحريني الم ّت�سم بالمحبة والت�آخي‬ ‫موحد باالنتماء والوالء للوطن وهويته وقيمه‬ ‫والتالحم وت�آلف �أبنائه في �شعور ّ‬ ‫و�أخالقه‪ ،‬ولن يكون ذلك �إال بالأخذ بمبد أ� التجني�س في �أ�ضيق الحدود وبما‬ ‫تقت�ضيه الحاجة كما �أكدتم جاللتكم‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي العمل على و�ضع‬ ‫‪147‬‬


‫�إطار تنظيمي وا�ضح‪ ،‬وتطوير المعايير وال�شروط لمن ي�ستحق �شرف الح�صول‬ ‫على الجن�سية البحرينية‪ .‬والبد من الت�أكيد هنا على �ضرورة االهتمام‬ ‫بمو�ضوع منح الجن�سية لأبناء البحرينية المتزوجة من غير بحريني‪� ،‬أ�سوة‬ ‫ب�أبناء البحريني المتزوج من غير بحرينية‪ ،‬وذلك تحقيقًا لمبد�أ الم�ساواة في‬ ‫الحقوق والواجبات بين المواطنين رجا ًال ون�سا ًء عمال بمبادئ د�ستور مملكة‬ ‫البحرين وميثاق العمل الوطني‪ ،‬وبما يتوافق مع ما و�صلت �إليه المر�أة‬ ‫البحرينية من مكانة متميزة في ظل الم�شروع الإ�صالحي لجاللتكم‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إيمانا منا في مجل�س ال�شورى بعمق الروابط ووحدة الم�صير مع دول‬ ‫مجل�س التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬لن�ؤكد على تعزيز هذه الم�سيرة الخيرة‬ ‫باعتبارها الدرع الواقي لأمن وا�ستقرار وقوة هذه المنطقة‪ ،‬داعين �إلى مزيد‬ ‫من التقارب في النظم والت�شريعات وتطبيق االتفاقيات المبرمة‪ ،‬تحقيقـًا‬ ‫لآمال وطموحات �شعوب المنطقة‪ .‬منوهين بالدور الم�ؤمل لمملكة البحرين‬ ‫في هذا المجال من خالل تبوئها من�صب الأمين العام للمجل�س‪.‬‬ ‫ونثمن في هذا ال�صدد حر�ص جاللتكم على تر�سيخ العالقات الثنائية مع‬ ‫أكيدا لمكانة مملكة البحرين‪ .‬كما ن�ؤكد على‬ ‫الدول ال�شقيقة وال�صديقة ت� ً‬ ‫دعوة جاللتكم للنهو�ض بالعمل العربي الم�شترك‪ ،‬وحر�صكم على وحدة‬ ‫ال�صف العربي‪ ،‬ليكون للأمة �صوتها القوي وم�ساهمتها الفاعلة في خدمة‬ ‫الق�ضايا العربية وق�ضايا ال�سالم والتقدم في العالم �أجمع‪.‬‬ ‫ختا ًما‪ ،‬ومع انتظار الموعد المتجدد من كل عام‪ ،‬ف�إن الأمل يتجدد لدينا‬ ‫في م�ستقبل تر�سمون جاللتكم مالمحه من خالل ر�ؤيتكم الثاقبة وطموحاتكم‬ ‫العالية لالرتقاء ب�أو�ضاع الوطن والمواطن‪ ،‬متخذين من هذه الر�ؤى نهج ًا‬ ‫لعملنا ك�سلطة ت�شريعية‪.‬‬ ‫و�سندا للبحرين و�أهلها‪ ،‬وال�سالم عليكم ورحمة‬ ‫ذخرا‬ ‫ً‬ ‫ودمتم جاللتكم ً‬ ‫اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫‪148‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الأول‬

‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الأول ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الثالث‬ ‫رئي�سا‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�شي ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيدة دالل جا�سم الزايد ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيدة �سميرة �إبراهيم رجب ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد حبيب مكي ها�شم ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد �صادق عبدالكريم ال�شهابي ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد عبدالرحمن �إبراهيم عبدال�سال م‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتور عبدالعزيز ح�سن �أبل ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو عبدالرحمن عبدالح�سين جواهر ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيدة لولوه �صالح العو�ضي ‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد محمد ح�سن باقر ر�ض ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد محمد هادي �أحمد الحلواجي ‬ ‫ً‬

‫‪149‬‬


150


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الفصل التشريعي الثالث‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الثاني‬

‫الف�صل الت�شريعي الثالث‬ ‫دور االنعقاد الثاني‬

‫‪151‬‬


152


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثاني‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫�أيها الإخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫يطيب لنا بداية �أن نهنئ �أ�صحاب ال�سعادة �أع�ضاء مجل�س النواب الجدد‬ ‫فوزهم في االنتخابات التكميلية‪ ،‬و�أن نهنئكم جميعا على بدء �أعمال دور‬ ‫االنعقاد الثاني للف�صل الت�شريعي الثالث‪ .‬وكما �أ�سعدنا و�أفرح كل الوطن تلك‬ ‫الروح الوطنية الجامعة التي �سادت حوار التوافق الوطني‪ ،‬فقد زاد من‬ ‫�سعادتنا نجاح االنتخابات النيابية التكميلية واكتمال عقد مجل�س النواب‪،‬‬ ‫ليثبت للجميع �أن البحرين القوية بعون اهلل وعنايته قادرة بوعي �شعبها على‬ ‫حماية مكت�سباتها وتاريخها‪ ،‬واجتياز التحدي تلو الآخر‪.‬‬ ‫وال يفوتنا في هذه المنا�سبة‪� ،‬أن نهنئ المر�أة البحرينية‪ ،‬التي �أثبتت جدارتها‬ ‫وقدرتها على المناف�سة للفوز ب�شرف خدمة هذا الوطن‪ ،‬والم�شاركة في‬ ‫م�سيرة البناء والإ�صالح‪.‬‬ ‫ونحمد اهلل �سبحانه وتعالى على عظيم نعمه علينا‪ ،‬فكانت البحرين دوما‬ ‫الأر�ض الطيبة المباركة‪ ،‬فهذه ف�صول تاريخها تحكي ق�صة الإن�سان المجتهد‬ ‫والمثابر والعا�شق لوطنه والمحب لأهله �أهل البحرين جميعا‪� ..‬أن البحرين‬ ‫كانت و�ستبقى بيت الجميع والعائلة الواحدة‪.‬‬

‫‪153‬‬


‫الأخوة والأخوات‪،‬‬ ‫ي�أتي اجتماعنا اليوم بمركز عي�سى الثقافي الذي احت�ضن حوار التوافق‬ ‫الوطني برئا�سة رئي�س مجل�س النواب الموقر وبرعاية من ال�سلطة الت�شريعية‬ ‫بالتعاون مع الحكومة الموقرة‪ ،‬ت�أكيداً على التزامنا الثابت والال محدود‬ ‫بدعم دولة القانون وتر�سيخ دور الم�ؤ�س�سات الد�ستورية ومبد�أ التعاون بين‬ ‫ال�سلطات‪.‬‬ ‫فجاءت مرئيات التوافق الوطني‪ ،‬التي تحظى بت�أييدنا ودعمنا‪ ،‬لتعك�س‬ ‫وتج�سد عمق االنتماء الح�ضاري لهذا الوطن و�أهله الكرام‪ ،‬فالحوار لغة‬ ‫الح�ضارة و�سبيل الر�شد والفالح والخير‪.‬‬

‫الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫�إن النمو االقت�صادي وتوفير فر�ص العمل ي�شكالن التحدي الرئي�س في‬ ‫مناطق عدة من العالم خالل هذه الفترة‪ ،‬و�إننا نفخر ب�سيا�سة االنفتاح‬ ‫االقت�صادي التي كانت دائما خيار مملكة البحرين على مر الزمن‪ ،‬و�سيظل‬ ‫التحدي هو المحافظة على معدالت نمو �إيجابية واال�ستمرار في خلق فر�ص‬ ‫عمل منا�سبة‪.‬‬ ‫كما �إنه ال بد �أن تظل �سيا�ستنا االقت�صادية �شاملة للجميع‪ ،‬مع تركيز‬ ‫الحكومة على ت�شجيع اال�ستثمار وتوفير كافة الت�سهيالت للم�ستثمرين‪ .‬وفي‬ ‫هذا الخ�صو�ص ننوه وبكل اعتزاز وتقدير ب�صاحب ال�سمو الملكي العم‬ ‫الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء في قيادة العمل الحكومي‬ ‫وعمله الدءوب خدم ًة للم�صلحة الوطنية‪.‬‬ ‫وبالعزم الذي ال يلين لولي عهدنا �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان‬ ‫بن حمد �آل خليفة في تطوير منجزات هذا البلد والتمهيد لم�ستقبل �أكثر‬ ‫�إ�شراق ًا لأبنائه‪.‬‬ ‫‪154‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫ت�أتي قوة دفاع البحرين درعا واقيا ي�صون الوطن ويحفظ مكت�سباته‪ ،‬تلك‬ ‫هي الأولوية الوحيدة لدى منت�سبي قوة دفاع البحرين �ضباطا وجنودا فهم‬ ‫ح�صن الوطن المنيع‪ ،‬وبهذه المنا�سبة ن�شيد بالم�ستوى الم�شرف الذي‬ ‫و�صلت �إليه تدريبا وت�سليحا وتنظيما‪ ،‬كما ن�شكر �أبنائنا من منت�سبي وزارة‬ ‫الداخلية والحر�س الوطني على ما قدموه من عطاء مخل�ص‪ ،‬فلقد كانوا على‬ ‫م�ستوى الم�س�ؤولية في حفظ الأمن والنظام‪ ،‬وبث الطم�أنينة وال�سكينة في‬ ‫نفو�س المواطنين والمقيمين‪ ..‬ويطيب لنا �أن نعرب عن تقديرنا لقوات درع‬ ‫الجزيرة كقوة خير و�أمن و�سالم‪ ،‬ونموذجا للتعاون ال�شامل بين دول المجل�س‬ ‫و�شعوبه‪ ،‬كامتداد طبيعي وجزء ال يتجز�أ من قوة كل دولة من دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وفي هذا الخ�صو�ص تعتز مملكة البحرين بالدعم ال�سيا�سي والدفاعي من‬ ‫قبل �أ�شقائنا في دول مجل�س التعاون‪ ،‬وهو الأمر الذي يعك�س مقدار المكانة‬ ‫المتبادلة بين دول المجل�س بع�ضها البع�ض‪.‬‬ ‫ون�ؤكد لكم �أن مملكة البحرين �ستبذل كل جهودها في �سبيل تنمية وتقوية‬ ‫العالقات الأخوية المتميزة بين دول المجل�س‪ ،‬وذلك �إدراكا منا ب�أنه ال مجال‬ ‫في عالم القوة �إال للأقوياء‪ ،‬و�أن ركيزة وقوة مجل�س التعاون نابعة من �إيمان‬ ‫قادته و�إرادة �شعوبه ب�ضرورة تالحم �صفوفه ووحدته وبناء وتطوير م�ؤ�س�ساته‪،‬‬ ‫و�سن�سعى جاهدين نحو التن�سيق والتكامل والترابط بين دول المجل�س في‬ ‫جميع الميادين و�صوال �إلى وحدتها‪.‬‬ ‫واعتزازا بالمكانة الدولية التي تحظى بها مملكتنا الغالية بين الأمم‬ ‫وال�شعوب‪ ،‬ودعمها التام لأه��داف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة‪ ،‬فقد‬ ‫�شاركنا �شخ�صي ًا في الدورة ال�ساد�سة وال�ستين للجمعية العامة للأمم المتحدة‬ ‫بنيويورك‪ ،‬وعبرنا في خطابنا لزعماء وقادة الدول عن تطور هذا الوطن‪ ،‬وعن‬ ‫تطلعات وطموحات �شعبنا وم�سيرته الديمقراطية‪ ،‬و�أكدنا �أن نظام الدولة‬ ‫‪155‬‬


‫المدنية النابع من طبيعة التكوين الثقافي وال�سيا�سي واالجتماعي والديني هو‬ ‫الذي ينا�سب بالدنا ويعزز اللحمة الوطنية‪.‬‬

‫وفي الختام‪،‬‬ ‫�أتمنى لكم جميعا التوفيق وال�سداد فام�ضوا على بركة اهلل بكل �إيمان‬ ‫وثبات �إلى الأمام لتعميق ثقافة الحوار والديمقراطية وتطوير ممار�ستها‪،‬‬ ‫و�ستظل عيوننا وعقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل من يريد �أن يلتحق ب�سفينة الوطن‬ ‫الواحد وهويته العربية وعمقه الخليجي والعربي‪.‬‬ ‫و�سن�ساند من يعمل على التطوير الثابت الواثق ك�سنة تاريخية دونما قفز‬ ‫على المراحل �أو تراجع �أو تعثر‪ .‬حفظ اهلل البحرين وكل �أهلها من كل �سوء‬ ‫ومدهم بالعافية والخير وال�سعادة‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫مركز عي�سى الثقافي‬ ‫الأحد ‪� 9‬أكتوبر ‪1102‬م‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪156‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثاني‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫عاهل البالد المفدى حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫هاهي �سفينة الوطن تبحر بقيادة جاللتكم نحو موا�صلة م�شروعكم‬ ‫الإ�صالحي الذي التزمتم ب�آفاق ا�ستحقاقاته الد�ستورية‪ ،‬و�أر�سيتم بموجبه‬ ‫ركائز الم�شاركة ال�شعبية في ن�سج القرار الم�شترك بين م�ؤ�س�سات الدولة‬ ‫وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني و�سائر �أطياف المجتمع في المملكة‪.‬‬ ‫و�إننا وبكل فخر واعتزاز نرفع �إلى مقامكم ال�سامي �أ�صدق �آيات ال�شكر‬ ‫واالمتنان لتف�ضلكم بافتتاح دور االنعقاد الثاني من الف�صل الت�شريعي الثالث‪،‬‬ ‫م�ضيفين جاللتكم بذلك بادرة �أخرى من بوادر م�ساندتكم وثقتكم في‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية والدور المنوط بها‪ ،‬مقدرين خطابكم البليغ بكلماته‬ ‫نبرا�سا ل�شعبنا‬ ‫والعميق بمعانيه‪ ،‬والذي ي�ضيء دربنا بالتفا�ؤل والأمل‪ ،‬ليغدو‬ ‫ً‬ ‫الذي مهما مرت عليه من عوا�صف �سيظل قويًا ومتطل ًعا �إلى م�ستقبل واعد‬ ‫وم�شرق‪.‬‬ ‫وكما �أعلنتم جاللتكم ف�إن البحرين قوية بوعي �شعبها ولحمته الوطنية‬ ‫وقدرته على حماية مكت�سباته واجتياز التحدي تلو الآخر‪.‬‬ ‫و�إذ نعتز بالثقة الغالية التي �أوليتمونا �إياها‪ ،‬ف�إننا نعاهد جاللتكم على‬ ‫‪157‬‬


‫ال�سعي لالرتقاء ب�أدائنا �إلى م�ستوى طموحكم وتطلعات �شعبكم‪ ،‬كي نكون‬ ‫جديرين بهذه الثقة‪ ،‬م�ستلهمين من خطابكم ال�سامي معالم الطريق لم�سيرتنا‬ ‫الوطنية والديمقراطية تحت قيادتكم ال�شجاعة والحكيمة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إذ �أ�صغينا باهتمام بالغ �إلى ا�ستهالل خطاب جاللتكم بتهنئة البحرين‬ ‫و�شعبا على نجاح االنتخابات النيابية التكميلية‪ ،‬وتهنئة �أع�ضاء‬ ‫حكومة‬ ‫ً‬ ‫مجل�س النواب الجدد‪ ،‬ف�إننا نعتبر هذا ف��و ًزا لنا جمي ًعا‪ ،‬م�شيدين بهذه‬ ‫االنتخابات التكميلية وما ات�سمت به من نزاهة و�شفافية‪ .‬وفي هذا ال�سياق ف�إن‬ ‫مجل�س ال�شورى ي�شيد ب�إ�صراركم على فتح الأبواب �أمام الجميع لاللتحاق‬ ‫ب�سفينة الوطن والتعبير عن المواطنة ال�صالحة‪ ،‬من خالل االنخراط في مبادرة‬ ‫الحوار الوطني والم�شاركة في االنتخابات التكميلية‪ ،‬لت�ستمر الم�سيرة‬ ‫الديمقراطية المعبرة عن �إرادة ال�شعب والروح الوطنية الجامعة‪.‬‬ ‫وبهذه المنا�سبة نرفع �إلى مقام جاللتكم تهانينا ومباركتنا بنجاح هذه‬ ‫االنتخابات‪ ،‬مهنئين الأع�ضاء الجدد في مجل�س النواب لتحملهم الم�س�ؤولية‬ ‫في هذا الظرف الع�صيب الذي يمر به الوطن‪ ،‬ولح�صولهم على ثقة ال�شعب‪،‬‬ ‫ونتطلع باهتمام �إلى التعاون مع مجل�س النواب من �أجل تر�سيخ مبادئ‬ ‫الديمقراطية في وطننا العزيز‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مجل�س ال�شورى ليقدر لفتة جاللتكم المعبرة عن ال�سعادة بالروح‬ ‫الوطنية الجامعة التي �سادت حوار التوافق الوطني‪ ،‬معتبرين خطابكم في هذه‬ ‫المرحلة ب�شائر خير لهذا الدور الت�شريعي‪ .‬و�سوف ُي� َّؤرخ لهذا الخطاب على‬ ‫�أنه خارطة طريق �سيا�سية وت�شريعية ورقابية‪ ،‬لإنجاز المزيد من التحوالت‬ ‫الإ�صالحية والديمقراطية التي من �ش�أنها تعزيز م�شروع جاللتكم الإ�صالحي‪،‬‬ ‫وهي من �أكبر الم�س�ؤوليات الملقاة على عاتقنا في م�سيرة عملنا الوطني‪،‬‬ ‫‪158‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫معاهدين جاللتكم على �إيالء مرئيات حوار التوافق الوطني التي تم التوافق‬ ‫عليها الأهمية الكبرى‪ ،‬من �أجل تج�سيدها على �أر�ض الواقع‪ ،‬لنكون عونـًا‬ ‫لجاللتكم في متابعة �أداء الحكومة الموقرة‪ ،‬وذلك بممار�سة دورنا الت�شريعي‬ ‫والرقابي للم�شاركة ب�إيجابية وبالتعاون مع جميع ال�سلطات في تنفيذ ما يتعلق‬ ‫بال�صالحيات والأدوات المتاحة لنا‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن مباركتكم الأبوية الكريمة للمر�أة البحرينية لما حققته من فوز في هذه‬ ‫االنتخابات‪� ،‬إنما تعبر عن موقفكم الداعم للمر�أة منذ بواكير ميثاق العمل‬ ‫الوطني وبداية م�شروعكم الإ�صالحي‪ ،‬الأمر الذي �شكل داف ًعا قويًا لم�شاركتها‬ ‫وعطائها في ال�سلطة الت�شريعية‪ ،‬وفي غيرها من المواقع التي �أثبتت من خاللها‬ ‫قدرتها على تحمل الم�س�ؤولية في �أ�صعب الظروف‪ ،‬م�ؤكدة بذلك جدارتها‬ ‫بكافة المنا�صب القيادية في هذا الوطن‪.‬‬ ‫والبد �أن ن�شيد هنا بالدعم الالمحدود من جاللتكم‪ ،‬والمتمثل في العديد‬ ‫من المبادرات الرائدة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها مبادرة �إن�شاء المجل�س الأعلى للمر�أة‬ ‫برئا�سة �صاحبة ال�سمو الملكي الأميرة �سبيكة بنت �إبراهيم �آل خليفة حفظها‬ ‫اهلل‪ ،‬والجهود التي تبذلها �سموها لتمكين المر�أة‪ ،‬معبرين عن تطلعنا �إلى �أن‬ ‫تتبو�أ المر�أة المزيد من المراكز القيادية ومراكز �صنع القرار‪ ،‬و�أن يتم تفعيل ما‬ ‫ورد في مرئيات حوار التوافق الوطني من �ضرورة تعزيز الجهود لتمكينها‬ ‫�سيا�سيا واقت�صاديًا‬ ‫واجتماعيا‪ ،‬وتوعيتها بحقوقها وواجباتها‪ .‬وفي هذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال�سياق ف�إننا نتطلع �إلى تفعيل اال�ستراتيجية الوطنية للنهو�ض بالمر�أة البحرينية‬ ‫ال�صادرة عن المجل�س الأعلى للمر�أة‪ ،‬والتي د�شنتموها جاللتكم‪ ،‬انطالقــًا‬ ‫من دعمكم واهتمامكم باالرتقاء ب�أو�ضاع المر�أة وتوفير كافة الفر�ص لها‪،‬‬ ‫وذلك بدمج محاورها �ضمن برنامج عمل الحكومة‪ ،‬منوهين بالدعم الذي‬ ‫تلقاه هذه اال�ستراتيجية من قبل �صاحب ال�سمو الملكي الأمير خليفة بن‬ ‫�سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر وتوجيهاته ال�سديدة في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪159‬‬


‫وال يفوتنا هنا الإ�شادة بمبادرة �إن�شاء وحدات تكاف�ؤ الفر�ص في مختلف‬ ‫م�ؤ�س�سات الدولة‪ ،‬ا�ستجابة لدعوة المجل�س الأعلى للمر�أة‪� ،‬آملين �أن يمثل‬ ‫هذا انطالقة جديدة نحو تطبيق مبد�أ تكاف�ؤ الفر�ص‪ ،‬م�شيرين �إلى الخطوة التي‬ ‫اتخذها مجل�س ال�شورى ب�إن�شاء وحدة لتكاف�ؤ الفر�ص في المجل�س‪ ،‬ليكون‬ ‫فعليا لإن�شاء مثل هذه الوحدة‪ ،‬تحقيقـًا لتطلعاتنا في‬ ‫بذلك �أول م�ؤ�س�سة تبادر ً‬ ‫توفير العدالة والم�ساواة للجميع‪.‬‬ ‫ون�ؤكد لجاللتكم ب�أننا �سنبذل �أق�صى جهدنا ال�ستكمال المنظومة الت�شريعية‬ ‫للنهو�ض ب�أو�ضاع المر�أة و�ضمان حقوقها‪ ،‬وعلى ر�أ�سها ا�ستكمال قانون‬ ‫�أحكام الأ�سرة في �شقه الجعفري‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد تج�سدت البحرين بكلماتكم البليغة والموجزة بكونها بيت العائلة‬ ‫الواحدة الذي يت�سع للجميع‪ ،‬وهي حقيقة منذ �أن و�سمت البحرين ا�سمها في‬ ‫مدونات التاريخ على �أنها البلد الذي ي�ضم �ألوانـًا من الطيف الإن�ساني‪:‬‬ ‫�أعراقـًا وطوائف و�أديانـًا ومذاهب‪� ،‬صهرتها في بوتقتها بحيث غدت هي‬ ‫روح البحرين التي تتجاوز الجغرافيا والتاريخ رغم تقلب الأزمنة‪ ،‬وقد عا�ش‬ ‫النا�س على هذه الأر�ض الطيبة و�صنعوا تاريخهم وقدموا الأمثلة للعالم �أجمع‬ ‫على �أنهم قادرون على تجاوز المحن‪ ،‬وعلى �إعالء روح التعاي�ش والتكاتف‬ ‫من �أجل بناء مملكة الت�سامح والمحبة وال�سالم‪.‬‬ ‫وواجبنا الآن هو المحافظة على هذه التعددية عبر احترام كل طرف‬ ‫للآخر‪ ،‬وال خيار �أمامنا �سوى خيار التوافق الوطني والتعاي�ش ال�سلمي وقبول‬ ‫الآخر‪ .‬ولقد كنتم يا �صاحب الجاللة خير قدوة ومثال لاللتزام بمبد�أ التحاور‬ ‫والت�شاور بين الجميع بما يعود بالخير على الوطن‪ .‬ون�ؤكد لكم ب�أننا �سن�سعى‬ ‫�إلى العمل مع �شرائح المجتمع كافة على �إ�شاعة ثقافة ال�سالم والحوار‪ ،‬لإر�ساء‬ ‫دعائم الأمن وال�سلم الأهلي واال�ستقرار المجتمعي‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي‬ ‫االهتمام بن�شر هذه الثقافة بين النا�شئة‪ ،‬وت�ضمينها في المناهج التعليمية على‬ ‫‪160‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫م�ستوى المدار�س والجامعات‪ ،‬وزيادة االهتمام بالجمعيات ال�شبابية باعتبار‬ ‫عن�صرا فاع ً‬ ‫ورئي�سا في هذا المجال وركيزة �أ�سا�سية من ركائز‬ ‫ال‬ ‫ال�شباب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المجتمع‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا �إذ نتفق مع مقولة جاللتكم من �أن التحديات التي نواجهها كثيرة‪ ،‬ف�إن‬ ‫هذا الأمر يلقي على عاتقنا مهمة تكري�س ثقافة الديمقراطية وحماية ال ُلحمة‬ ‫الوطنية بين مكونات ال�شعب الواحد‪ .‬والبد من الت�أكيد هنا على الدور الهام‬ ‫الذي ينبغي �أن يلعبه الإعالم في �إ�شاعة ثقافة الحوار والتعاي�ش واحترام الآخر‬ ‫ومبادئ حرية التعبير‪ ،‬وتوعية المجتمع بذلك من �أجل تر�سيخ هذا المفهوم‬ ‫في الوجدان ال�شعبي‪ ،‬لتوفير البيئة التي تكفل تحقيق التنمية ال�سيا�سية ال�شاملة‬ ‫والتي ال يمكن �إنجازها دون م�شاركة جميع فئات المجتمع‪ ،‬وعلى الأخ�ص‬ ‫م�ؤ�س�سات المجتمع المدني‪ ،‬متطلعين باهتمام �إلى ا�ستكمال �إجراءات �إ�صدار‬ ‫قانوني ال�صحافة والإعالم المرئي والم�سموع‪ ،‬اللذين ي�شكالن ركيزة �أ�سا�سية‬ ‫من ركائز الديمقراطية‪ .‬وفي هذا ال�صدد ف�إن المجل�س ي�ؤكد على الحاجة �إلى‬ ‫ا�ستراتيجية �إعالمية متكاملة‪ ،‬ت�أخذ بعين االعتبار ما و�صل �إليه الإعالم‬ ‫المعا�صر من تطور في الو�سائل والم�ضامين‪ ،‬ورفده بالكوادر الم�ؤهلة ت�أهي ً‬ ‫ال‬ ‫جيدا‪ ،‬وتنويع م�صادر الإعالم الوطني‪ ،‬واالهتمام بالخطاب الموجه للخارج‬ ‫ً‬ ‫بما يتنا�سب مع التحديات التي تواجهها المملكة‪ ،‬كما نرى �ضرورة تعزيز‬ ‫�سفارات المملكة في الخارج بملحقين �إعالميين وكفاءات �إعالمية متخ�ص�صة‬ ‫لتو�صيل الخطاب الإعالمي البحريني والدفاع عن ثوابت الوطن‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد �أو�صلتم من خالل كلمتكم ال�سامية ر�سالة �إلى �أبناء البحرين كافة دون‬ ‫تمييز ب�أن م�سيرة الإ�صالح لن تتوقف‪ ،‬وحددتم المعاني العميقة للديمقراطية‬ ‫ور�سمتم الأطر للم�شاركة في بنائها‪ .‬وما ت�أكيد جاللتكم على االلتزام الثابت‬ ‫‪161‬‬


‫ملمو�سا‬ ‫تعبيرا‬ ‫ً‬ ‫والالمحدود بدعم دولة القانون والم�ؤ�س�سات الد�ستورية‪� ،‬إال ً‬ ‫عن جوهر م�شروعكم الإ�صالحي الذي تعتبر المحافظة عليه م�س�ؤولية‬ ‫جماعية بين ال�سلطات الت�شريعية والق�ضائية والتنفيذية وقوى المجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد‪ ،‬ولأن العدل هو �أ�سا�س الملك‪ ،‬ف�إن الأمر ي�ستدعي‬ ‫االهتمام بالم�ؤ�س�سات الد�ستورية‪ ،‬متطلعين �إلى توفير المزيد من الدعم‬ ‫لل�سلطة الق�ضائية للقيام بدورها في تج�سيد فكرة دولة القانون‪ ،‬باعتبارها‬ ‫ال�سياج الحامي للعدالة‪ ،‬ومن هذا المنطلق ف�إننا ندعو �إلى تعزيز ا�ستقالل‬ ‫الق�ضاء‪ ،‬والعمل على توفير كل متطلبات االرتقاء بال�سلطة الق�ضائية وا�ستقاللها‬ ‫المالي والإداري لتطوير �أدائها‪ ،‬وا�ستقطاب الكفاءات المتقدمة و�إعدادها‬ ‫وت�أهيلها‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا ن�شاطركم الر�أي في �أننا نواجه تحديات اقت�صادية كبيرة‪ ،‬بع�ضها نتيجة‬ ‫تداعيات عالمية‪ ،‬والبع�ض الآخر �أفرزته تداعيات الأو�ضاع الداخلية‪ ،‬ولعل‬ ‫�أهم هذه التحديات هو تحدي الحفاظ على ال�سيا�سة االقت�صادية المنفتحة‬ ‫التي تنتهجها مملكة البحرين‪.‬‬ ‫وانطالقـًا من �أن االقت�صاد المزدهر هو عماد البالد‪ ،‬ف�إن المحافظة على‬ ‫معدالت نمو �إيجابية‪ ،‬واال�ستمرار في خلق فر�ص عمل منا�سبة‪ ،‬ال تت�أتى �إال‬ ‫من خالل اال�ستقرار ال�سيا�سي والأمني وال�سلم االجتماعي‪ ،‬وال يفوتنا هنا‬ ‫الت�أكيد على �ضرورة تحييد االقت�صاد عن الخالفات ال�سيا�سية‪ ،‬باعتباره‬ ‫الأر�ضية التي ت�سهم في خلق بيئة ا�ستثمارية ت�صب في م�صلحة الوطن‬ ‫والمواطن‪ ،‬حيث �إن الأمن واالقت�صاد يعتبران وجهين لعملة واحدة هي‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫كما ن�شدد على �أهمية تعزيز دور القطاع الخا�ص ليكون �شريكـًا فاع ً‬ ‫ال في‬ ‫‪162‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫�صياغة ال�سيا�سات والر�ؤى االقت�صادية الم�ستقبلية‪ ،‬مثمنين توجيهات جاللتكم‬ ‫المتمثلة في الدعوة لت�شجيع اال�ستثمار وتوفير كافة الت�سهيالت للم�ستثمرين‪،‬‬ ‫وباال�ستمرار في �سيا�سة االنفتاح االقت�صادي وتعزيز روح التناف�سية وتكاف�ؤ‬ ‫الفر�ص‪ .‬و�إن مجل�س ال�شورى ليتطلع �إلى م�شاركة القوى االقت�صادية الوطنية‬ ‫كافة‪ ،‬وتعاونها مع الحكومة ومجل�س التنمية االقت�صادية لإعادة الزخم �إلى‬ ‫وتيرة النمو االقت�صادي‪ ،‬وتر�سيخ الثقة باالقت�صاد البحريني‪ ،‬وتعزيز فر�ص‬ ‫اال�ستثمار وفر�ص العمل‪ ،‬وذلك ح�سب ما ت�ضمنته الر�ؤية االقت�صادية ‪2030‬‬ ‫وما ينبثق عنها من ا�ستراتيجيات اقت�صادية وتنموية‪ ،‬مع توجيه االهتمام �إلى‬ ‫تنويع م�صادر الدخل بما يحقق اال�ستقرار االقت�صادي المن�شود‪.‬‬ ‫ون�ؤكد هنا على �أن ت�شجيع اال�ستثمار وتوفير الظروف المنا�سبة ي�ستدعي‬ ‫�ضمان الحماية القانونية لتلك اال�ستثمارات من �أجل خلق بيئة جاذبة لر�ؤو�س‬ ‫الأموال‪.‬‬ ‫ون�ؤكد لجاللتكم التزامنا في مجل�س ال�شورى بالعمل على تحديث‬ ‫وا�ستكمال منظومة الت�شريعات والقوانين الخا�صة بتعزيز القدرات التناف�سية‬ ‫لالقت�صاد وت�شجيع اال�ستثمار ومكافحة الف�ساد‪ ،‬وهي المحاور التي �أكدتها‬ ‫مرئيات حوار التوافق الوطني‪ .‬والبد من الإ�شادة هنا بالدور الفاعل لديوان‬ ‫الرقابة المالية والإدارية في �ضمان حماية المال العام‪.‬‬ ‫ونعاهدكم يا �صاحب الجاللة ب�أن يكون دورنا الت�شريعي والرقابي م� ًؤثرا‬ ‫ومو�ضوعيا‪ ،‬يهدف لم�صلحة الوطن والحفاظ على المال العام بما يخدم‬ ‫ً‬ ‫م�سيرة البناء والتنمية‪ ،‬مثمنين وم�ؤكدين على �إ�شادة جاللتكم بدور �صاحب‬ ‫ال�سمو الملكي الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر في‬ ‫قيادة العمل الحكومي و�إر�ساء دعائم الدولة الحديثة‪ ،‬كما ن�شارك جاللتكم‬ ‫الثناء على جهود �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان بن حمد �آل خليفة‬ ‫ولي العهد الأمين‪ ،‬م�ؤكدين على مبادرات �سموه الحثيثة في الجانب‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬الأمر الذي ي�شكل بالن�سبة لنا حاف ًزا للعمل والتعاون مع ال�سلطة‬ ‫التنفيذية لم�ستقبل �أكثر �إ�شراقـًا للوطن والمواطنين‪.‬‬ ‫‪163‬‬


‫�إن الهدف الأ�سمى لجاللتكم هو م�صلحة المواطن البحريني الذي هو‬ ‫ثروتنا الوطنية وهو و�سيلتنا وغايتنا في تحقيق هذه التنمية الم�ستدامة‪ .‬ومن‬ ‫الأهمية بمكان ترجمة هذا الهدف �إلى خطة ا�ستراتيجية تطبقها الدولة من‬ ‫�أجل تحقيق العدالة والم�ساواة من خالل خلق الفر�ص المتكافئة‪ ،‬والحد من‬ ‫البطالة‪ ،‬وتحفيز البحرنة في كافة القطاعات االقت�صادية وخا�صة القطاع‬ ‫الم�صرفي‪ ،‬ورفع م�ستوى محدودي الدخل‪ ،‬وتو�سيع قاعدة الطبقة المتو�سطة‪،‬‬ ‫وزيادة الخدمات التي تقدمها الدولة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها خدمات الإ�سكان‪ ،‬داعين‬ ‫�إلى قيام �شراكة ا�ستراتيجية متكاملة بين الحكومة والقطاع الخا�ص ليقوم‬ ‫بدوره في دعم وتعزيز الم�شروعات الإ�سكانية من �أجل �سرعة الإنجاز‬ ‫وتحقيق العدالة في التوزيع‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫واقيا‬ ‫�إننا ن�شارك جاللتكم الإ�شادة بدور قوة دفاع البحرين باعتبارها ً‬ ‫درعا ً‬ ‫ي�صون الوطن ويحفظ مكت�سباته في وجه التهديدات والتدخالت الأجنبية‪،‬‬ ‫كما نثمن دور وزارة الداخلية وقوات الأمن والحر�س الوطني في حماية‬ ‫الوطن والمواطنين‪ ،‬وتحقيق الأم��ن وحفظ النظام‪ ،‬بما يحفظ حقوق‬ ‫المواطنين وحرياتهم‪ ،‬وفق �أف�ضل الممار�سات والمعايير الدولية في مجال‬ ‫حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وانطالقـًا من ذلك ف�إننا ندعو �إلى مزيد من الدعم الذي يرمي �إلى تطوير‬ ‫هذه القطاعات المحورية‪ ،‬والنهو�ض بها وب�أجهزتها الم�س�ؤولة عن حماية‬ ‫الوطن ومكت�سباته‪ ،‬وتوفير اال�ستقرار والأمان‪.‬‬ ‫كما ن�شارك جاللتكم تقديركم لقوات درع الجزيرة وجاهزيتها للت�صدي‬ ‫لأي تدخالت خارجية‪ ،‬ودورها الحيوي كقوة �أمن و�سالم في المنطقة‪ ،‬وما‬ ‫قامت به من دور م�شرف �إ ّبان الأزمة التي مرت بها البالد‪.‬‬ ‫ون�ؤكد على تعهد جاللتكم بموا�صلة م�سيرة التكامل بين دول مجل�س‬ ‫‪164‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫التعاون حتى بلوغ مرحلة الوحدة‪ ،‬ولن يتم تحقيق ذلك �إال عن طريق‬ ‫التن�سيق وتوحيد المواقف تجاه �أي �أخطار تهدد دول المجل�س‪ ،‬و�صو ًال‬ ‫للتكامل المن�شود الذي يمثل طموح ال�شعوب الخليجية كي ت�شعر بكيانها‬ ‫القوي و�سط هذا العالم الذي يعي�ش ع�صر التكتالت والدول القوية‪ .‬ف�إن‬ ‫ركيزة وقوة مجل�س التعاون ت�ستمد مقوماتها من �إيمان قادة دول المجل�س‬ ‫و�شعوبه ب�ضرورة التالحم والترابط في جميع المجاالت‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد �أثبتت البحرين وطوال تاريخها المعا�صر �أنها دولة مدنية ود�ستورية‪،‬‬ ‫وجاء م�شروع جاللتكم الإ�صالحي ليعمل على تر�سيخ وتعزيز هذا المفهوم‪،‬‬ ‫وقد �أكدتم جاللتكم في �أكثر من منا�سبة على الدور الفاعل لم�ؤ�س�سات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬و�أن التنمية ال�سيا�سية ال�شاملة ال تتحقق من دون هذه‬ ‫الم�ؤ�س�سات وغيرها من الجمعيات ال�سيا�سية الوطنية التي تعتمد العمل‬ ‫الوطني الملتزم بالقوانين والد�ستور والثوابت الوطنية‪.‬‬ ‫و�إن ت�أكيد جاللتكم على نظام الدولة المدنية الحديثة النابعة من التكوين‬ ‫الثقافي وال�سيا�سي واالجتماعي والديني‪ ،‬لهو �أ�صدق مثال على �إيمانكم‬ ‫بالتعددية الثقافية والدينية التي تميز بها مجتمع البحرين المنفتح والمتنوع‪،‬‬ ‫وهي ال�سبيل الأمثل لتعزيز اللحمة الوطنية وتر�سيخ بناء قاعدة المواطنة الحقة‬ ‫القائمة على الم�ساواة و�أ�س�س العطاء والوالء واالنتماء الوطني‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن �سفينة الوطن تت�سع للجميع‪ ،‬هذا ما �أكدتموه جاللتكم‪ ،‬وها هي‬ ‫ال�سفينة ترفع �أ�شرعتها العربية مبحرة تحت قيادتكم الحكيمة ودعوتكم‬ ‫ال�صادقة والنابعة من القلب‪ ،‬ويدكم الممدودة لكل من ي�سعى �إلى الخير‬ ‫تاريخيا‬ ‫ويريد االلتحاق بركب هذه ال�سفينة العربية بهويتها الم�ؤكدة‬ ‫ً‬ ‫وجغرافيا‪ ،‬ممثلة لروح البحرين الخالدة التي نعاهدكم على �أن نكون جنو ًدا‬ ‫ً‬ ‫مخل�صين للذود عن ثوابتها القومية وعمقها الخليجي والعربي‪.‬‬ ‫‪165‬‬


‫م�ؤكدين لجاللتكم �أن مجل�س ال�شورى الذي �شارك �أع�ضا�ؤه بفعالية في‬ ‫مبادرة حوار التوافق الوطني �سيكون عند ح�سن ظنكم في تحمل م�س�ؤولياته‬ ‫التاريخية لتعميق الحوار‪ ،‬متم�سكـًا بالثوابت الوطنية‪ ،‬كما �سيكون �أمينـًا على‬ ‫ر�ؤية جاللتكم‪ ،‬ولن يحيد عن �أداء دوره �أو يتراجع عن مد يده للتعاون مع‬ ‫ال�سلطات الأخرى‪ .‬ف�إن ما تحقق للبحرين خالل ال�سنوات الع�شر الما�ضية‬ ‫في عهد جاللتكم من �إنجازات‪ ،‬لدليل وا�ضح على �أننا نم�شي في الم�سار‬ ‫ال�صحيح الذي �سيقود �سفينة الوطن �إلى بر الأمان واال�ستقرار‪ ،‬متطلعين في‬ ‫الوقت نف�سه �إلى المزيد من هذه الإنجازات بما يتفق مع ر�ؤية جاللتكم‬ ‫وطموحات �شعبكم الوفي في التطور التاريخي التدريجي‪ ،‬دون قفز على‬ ‫المراحل �أو تراجع �أو تعثر‪ ،‬و�أن ت�أخذ كل مرحلة مداها من هذا التطور‪ ،‬كما‬ ‫�أو�ضحتم جاللتكم في خطابكم التاريخي �أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة‬ ‫في دورتها ال�ساد�سة وال�ستين‪ ،‬حيث �أكدتم �أمام العالم �أجمع على ا�ستمرار‬ ‫الم�سيرة الديمقراطية وتر�سيخ نظام الدولة الحديثة‪ ،‬و�أن البحرين ت�سير‬ ‫بخطى ثابتة لتر�سيخ العدالة والم�ساواة بين �أفراد ال�شعب بجميع مكوناته‬ ‫و�أطيافه‪.‬‬ ‫ذخرا للوطن ول�شعبكم الوفي‪،‬‬ ‫حفظكم اهلل يا �صاحب الجاللة ً‬

‫وحفظ اهلل البحرين عزيزة منيعة‪ ،‬و�أبقاها قلعة ح�صينة �أمام كل �سوء‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س ال�شورى‬

‫‪166‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثاني‬

‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫دور االنعقاد العادي الثاني ‪ -‬الف�صل الت�شريعي الثالث‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�ش ‬ ‫�سعادة الع�ضو �إبراهيم محمد علي ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو �أحمد �إبراهيم بهزاد ‬ ‫�سعادة الع�ضو رباب عبد النبي �سالم العري�ض ‬ ‫�سعادة الع�ضو �صادق عبدالكريم ال�شهابي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة عائ�شة �سالم مبارك ‬ ‫�سعادة الع�ضو عبدالجليل عبداهلل العويناتي ‬ ‫�سعادة الع�ضو ف�ؤاد �أحمد الحاجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو منيرة عي�سى بن هندي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة ندى عبا�س حفاظ ‬

‫رئي�سا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬ ‫ع�ضوا‬ ‫ً‬

‫‪167‬‬


168


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الفصل التشريعي الثالث‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الثالث‬

‫‪169‬‬


170


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثالث‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل وال�صالة وال�سالم على ر�سول اهلل وعلى �آله و�صحبه ومن وااله‪:‬‬ ‫�أيها الأخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقر‪..‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪..‬‬ ‫ي�سرنا وي�سعدنا �أن نفتتح معكم اليوم دور االنعقاد الثالث من الف�صل‬ ‫الت�شريعي الثالث للمجل�س الوطني الموقر �إيذان ًا ببدء دورة جديدة من‬ ‫تلم�س‬ ‫جهودكم المخل�صة التي نتطلع �إليها جميع ًا‪� ،‬أدا ًء لر�سالتكم النبيلة في ّ‬ ‫كافة الق�ضايا والمو�ضوعات التي تهم الوطن والمواطن ومناق�شتها وو�ضعها‬ ‫مو�ضع الت�شريع والقانون‪� ،‬إ�سهام ًا فيما ن�سعى �إليه جميع ًا لبناء نه�ضة وتقدم‬ ‫بلدنا الحبيب البحرين وتحقيق الحياة الكريمة الآمنة لكل مواطن‪.‬‬ ‫كما ويهمنا الت�أكيد على �أن �سير تنفيذ مرئيات حوار التوافق الوطني‬ ‫بنجاح يمثل موقف حا�سم في م�سيرة العمل الوطني الم�شترك �سعي ًا �إلى‬ ‫تر�سيخ روح الأ�سرة الواحدة في مجتمعنا‪.‬‬ ‫فلقد عك�ست هذه المرئيات في مختلف مجاالتها �سيا�سي ًا واقت�صادي ًا‬ ‫واجتماعي ًا وحقوقي ًا رغبة وطنية لبدء مرحلة جديدة لتقدم هذا الوطن الغالي‬ ‫ودفعه �إلى المكانة التي ي�ستحقها بكل جدارة بين الأمم وال�شعوب‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار ف�إننا لننظر بكل التقدير للجهود الد�ؤوبه التي ت�ساهم في‬ ‫بذلها الحكومة ومجل�سا النواب وال�شورى لو�ضع جميع المرئيات مو�ضع‬ ‫‪171‬‬


‫التنفيذ وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية‪ ،‬وبما �أ�سفر عن �إقرار‬ ‫تعديالت د�ستورية هامة تدعم تلك المرئيات وتنقلها �إلى حيز التنفيذ‪،‬‬ ‫لتر�سيخ الديمقراطية وتعزيز ال�شفافية وحقوق الإن�سان وحرية الر�أي في‬ ‫المملكة‪ ،‬موا�صلة لما طرحة الميثاق من م�شروع �شامل للإ�صالح الم�ستمر‪.‬‬ ‫ولقد جاء اعتماد منظمة الأمم المتحدة م�ؤخراً لتقرير البحرين في مجال‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬وتنفيذها للتو�صيات المقدمة من الدول الأع�ضاء بمجل�س‬ ‫حقوق الإن�سان الدولي بجنيف‪ ،‬وفوزها بع�ضوية اللجنة اال�ست�شارية بمجل�س‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬ت�أكيداً لثقة المجتمع الدولي في قدرة المملكة علـى الوفاء‬ ‫بالتزاماتها الدولية‪ ،‬مقدرين في هذا المقام جهود �سعادة وزير حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وكل الذين �شاركوا في تحقيق هذا االنجاز الوطني ال�صادق النابع‬ ‫من �شعورهم الأ�صيل تجاه بلدهم ومجتمعهم‪.‬‬ ‫وتعزيزاً لم�سعى تنفيذ مرئيات حوار التوافق الوطني وتكام ً‬ ‫ال معها ت�سير‬ ‫جهود تنفيذ تو�صيات تقرير اللجنة البحرينية الم�ستقلة لتق�صي الحقائق التي‬ ‫�أمرنا بت�شكيلها‪ ،‬ومنحنا �أع�ضاءها االمتيازات والح�صانات الالزمة‪ ،‬منوهين‬ ‫في هذا ال�ش�أن باللقاءات التي تجريها الحكومة الموقرة مع الجمعيات‬ ‫ال�سيا�سية في البالد‪ ،‬وم�ؤكدين على �أن باب الحوار مفتوح للجميع‪ ،‬بما‬ ‫يحقق االن�سجام التام لمجتمعنا ويوحد الجهود للبناء على ما حققته البحرين‬ ‫من �إنجازات‪.‬‬ ‫وانه لي�سعدنا في هذا المقام �أن ن�شيد بالجهود المتميزة البناءة التي يبذلها‬ ‫العم العزيز �صاحب ال�سمو الملكي الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة رئي�س‬ ‫الوزراء الموقر والذي يقود بكل الحكمة واالقتدار الجهاز التنفيذي في‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫كما ونعبر عن تقديرنا للجهود الطيبة التي تعك�س الروح الطموحة الوثابة‬ ‫التي يقوم بها �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي‬ ‫العهد نائب القائد الأعلى �إ�سهام ًا فيما ن�سعى �إليه جميعا من نه�ضة وتقدم‬ ‫لوطننا العزيز‪.‬‬ ‫‪172‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫والتقدير لقواتنا الم�سلحة البا�سلة الدرع الواقي والح�صن الأمين للذود عن‬ ‫الوطن وحمايته‪ ،‬وال�شكر ل��وزارة الداخلية ولكل منت�سبيها من ال�ضباط‬ ‫والأفراد على ما ي�سهمون به من جهود �أمنية و�أداء ح�ضاري و�إن�ساني م�شهود‪،‬‬ ‫هي مو�ضع تقديرنا وتقدير الجميع‪.‬‬

‫الأخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني‪:‬‬ ‫في ع�صر يت�سم بالأزمات والمتغيرات ال�سريعة المتالحقة �سواء كانت‬ ‫�سيا�سية �أو اقت�صادية تمتد �آثارها وتداعياتها على م�ستوى العالم كله‪ .‬ف�إن‬ ‫منطقتنا الخليجية قد مرت عبر العقود الثالثة الما�ضية بالعديد من التحديات‬ ‫التي واجهناها ب�صالبة‪ ،‬وبمواقف موحدة يج�سدها الدور الرائد الذي‬ ‫ي�ضطلع به مجل�س التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬الذي ن�سعى وبعون اهلل‬ ‫وتوفيقه ب�أن ي�صبح �أكثر وحدة بين دوله ال�شقيقة‪.‬‬ ‫وي�سرنا في هذا المقام �أن نعرب عن ترحيبنا بعقد القمة الثالثة والثالثين‬ ‫للمجل�س الأعلى لمجل�س التعاون لدول الخليج العربية في رحاب مملكة‬ ‫البحرين‪ ،‬متطلعين للقاء �أ�صحاب الجاللة وال�سمو الأخوة قادة دول المجل�س‬ ‫في بلدهم الثاني البحرين‪ ،‬معبرين عن �شكرنا وتقديرنا للدعم االقت�صادي‬ ‫الأخوي الكريم الذي يقدمه المجل�س لمملكة البحرين‪ ،‬والذي �سي�سهم في‬ ‫�إنعا�ش االقت�صاد وتنفيذ العديد من الم�شاريع الحيوية والهامة في مختلف‬ ‫المجاالت‪.‬‬ ‫و�سنبقى على الدوام حري�صين على �أن نمد �أيدينا لل�سالم‪ ،‬والرغبة ال�صادقة‬ ‫في التعاون مع كل الأمم وال�شعوب‪ ،‬معبرين في ذات الوقت عما ي�شعر به‬ ‫�شعبنا الآمن الم�سالم من �أ�سى و�أذى‪ ،‬وما يعانيه من تلك الفئة الم�ضللة التي‬ ‫ت�سعى لت�شويه �صورة البحرين في الخارج‪ ،‬وتحاول اال�ستعانة بمن ال يعنيهم‬ ‫الأمر بالتدخل في �ش�أننا الداخلي‪ ،‬م�ؤكدين رف�ضنا بكل حزم �أي تدخل‬ ‫خارجي في �ش�ؤوننا الداخلية‪ ،‬كما نرف�ض الت�صعيد الخطير في ال�شارع من‬ ‫م�س الممتلكات العامة‬ ‫قبل تلك الفئة‪ ،‬وممار�ساتها للعنف والإرهاب والذي ّ‬ ‫‪173‬‬


‫والخا�صة والمقيمين في البحرين‪ ،‬والذي من واجبنا حمايتهم من كل ما‬ ‫يم�س �أمنهم في هذا الوطن الغالي‪ ،‬كما �أنه لم يخطر على بالنا �أن ت�ستغل‬ ‫الديمقراطية لتحقيق المطالب بالعنف والإرهاب‪ ،‬ولذا ف�إننا ن�ؤكد دائم ًا ب�أن‬ ‫المطالب ال ت�ؤخذ بالقوة والعنف بل ت�ؤخذ بالحوار والتوافق الوطني كما‬ ‫ح�صل �سابق ًا بين �أطياف مجتمعنا‪ ،‬و�أنه ال ينبغي �أن تفر�ض فئة ر�أيها على‬ ‫الآخرين‪.‬‬ ‫�سن الت�شريعات الالزمة‬ ‫ومن هنا ف�إننا ن�أمل من مجل�سكم الموقر النظر في ّ‬ ‫لتجريم كل ما يم�س وحدتنا الوطنية و�أمن المجتمع وبكل الحزم‪.‬‬ ‫�أما على �صعيد �ساحتنا العربية ف�إننا �سنظل مدافعين بكل ما نملك من قوة‬ ‫عن ق�ضايانا وحقوقنا العربية الم�شروعة وعلى ر�أ�سها التم�سك بقيام الدولة‬ ‫الفل�سطينية وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪� ،‬آملين في وقف نزيف الدم العربي‬ ‫والإن�ساني في كل مكان‪ ،‬وبالأخ�ص في �سوريا ال�شقيقة في �أي �إطار من‬ ‫التوافق العام واحترام حقوق الإن�سان و�إرادة ال�شعوب‪.‬‬

‫الأخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني‪:‬‬ ‫و�إننا �إذ نقدر جهود الحكومة الموقرة في المعالجة الفعالة لخطط التنمية‬ ‫ال�شاملة والمو�ضوعات الحيوية التي تم�س الحياة اليومية للمواطن‪ ،‬وحماية‬ ‫الأمن واال�ستقرار في البالد‪ ،‬والمحافظة على معدل بطالة منخف�ض‪ ،‬وفي‬ ‫تعاونها المثمر مع مجل�سكم الموقر‪ ،‬لندعوكم في هذا الف�صل الت�شريعي‬ ‫الجديد نحو بذل مزيد من الجهد لتحقيق طموحاتنا الكبيرة للمواطنين‬ ‫الكرام‪ ،‬من خالل الإ�سهام في موا�صلة تطوير االقت�صاد والتنمية ال�شاملة‪،‬‬ ‫وتنويع م�صادر الدخل الوطني‪ ،‬وتح�سين الأداء والإنتاجية والعمل مع الدولة‪،‬‬ ‫في رعاية ال�شباب الذين هم عدة الم�ستقبل وثروته‪.‬‬ ‫وفي الختام ال يفوتنا في هذه الفترة المهمة لوطننا العزيز‪� ،‬إال �أن نتقدم‬ ‫بخال�ص ال�شكر والتقدير لكافة �أع�ضاء المجل�س الوطني على �أدائهم الوطني‬ ‫‪174‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫المخل�ص لكل �أبناء الوطن‪ ،‬وبتعاون الجميع ف�إن مملكة البحرين �ستبقى ب�إذن‬ ‫اهلل تعالى بخير وقويه ب�إرادتها الحره الأبيه‪.‬‬ ‫ن�س�أل اهلل تعالى �أن يهيئ لنا من �أمرنا ر�شداً‪ ،‬و�أن يوفق الجميع لما يحبه‬ ‫وير�ضاه‪ ،‬ولما فيه خير مواطنينا وبالدنا و�أمتنا �إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬ ‫«وقل اعملوا ف�سيرى اهلل عملكم ور�سوله والم�ؤمنون» �صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫و�صلى اهلل و�سلم على نبينا محمد وعلى �آله و�صحبه �أجمعين‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫‪175‬‬


‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي الثالث‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫عاهل البالد المفدى حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫رئي�سا و�أع�ضاء �أن نرفع �إلى مقام جاللتكم �أ�سمى‬ ‫ي�شرفنا في مجل�س ال�شورى ً‬ ‫�آيات ال�شكر واالمتنان على تف�ضلكم بافتتاح دور االنعقاد العادي الثالث من‬ ‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ ،‬وعلى ما �أبديتموه من تقدير للجهود التي تبذلها‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية من �أجل القيام بالمهمة الوطنية الملقاة على عاتقها‪.‬‬ ‫�إن توجيهاتكم ال�سامية �إلى �أع�ضاء المجل�س الوطني والتي ت�ضمنها خطاب‬ ‫جاللتكم‪ ،‬ت�ضع على عاتقنا م�س�ؤولية كبيرة تتمثل في ال�سعي بد�أب ومثابرة‬ ‫لو�ضع هذه التوجيهات والر�ؤى ال�سديدة والحكيمة مو�ضع التنفيذ من خالل‬ ‫االخت�صا�صات الت�شريعية المتاحة لنا‪.‬‬ ‫و�إن مجل�س ال�شورى �إذ ي�ؤكد على الم�ضامين التي ا�شتمل عليها الخطاب‬ ‫ال�سامي‪ ،‬ف�إنه ي�ست�شعر �أهمية المرحلة التي يجتازها الوطن تحت قيادتكم‬ ‫الحكيمة‪ ،‬وا�ضطالعكم بم�س�ؤولية النهو�ض بمملكة البحرين في كافة‬ ‫منهجا و�أ�سلوب حياة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫المجاالت‪ ،‬وتر�سيخكم للديمقراطية‬ ‫ً‬ ‫تجلى في اهتمام جاللتكم بدور ال�سلطة الت�شريعية ممثلة في مجل�سي النواب‬ ‫وال�شورى في تعزيز الحقوق والحريات وال�شفافية‪ ،‬وفي �سن الت�شريعات‬ ‫‪176‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫والقوانين ومبا�شرة الرقابة البرلمانية التي تحقق للوطن ا�ستقراره و�أمنه‬ ‫وازده��اره‪ ،‬وتحفظ للمواطن كافة حقوقه الد�ستورية وت�ضمن م�شاركته‬ ‫الإيجابية في م�سيرة التنمية والبناء من �أجل تر�سيخ دولة القانون والم�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫ون�ؤكد لجاللتكم �أننا ن�شاطركم الر�أي في �أهمية الدور الملقى على عاتقنا‬ ‫في تر�سيخ تجربتنا الديمقراطية التي ت�سير بخطى حثيثة وثابتة رغم ما يحيط‬ ‫بنا من ظروف وتحديات على الم�ستوى المحلي والإقليمي والدولي‪ ،‬وب�أننا‬ ‫�سنبذل ق�صارى جهدنا كي ال ت�ستغل الديمقراطية ب�أجوائها المفتوحة‪،‬‬ ‫لتحقيق المطالب بالعنف وتهديد الأمن واال�ستقرار‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إننا على ثقة كبيرة ب�أن ما �سارت عليه مملكة البحرين في معالجة ق�ضاياها‪،‬‬ ‫من خالل اتباع �أ�سلوب الحوار الوطني‪ ،‬ودعم جاللتكم لهذا النهج الذي بد�أ‬ ‫منذ تولي جاللتكم مقاليد الحكم‪ ،‬حيث كان نهجكم وال يزال هو الإ�صالح‬ ‫والتحاور‪� ،‬إنما هو دليل على �أن باب الحوار مفتوح للجميع‪ ،‬وذلك من‬ ‫منطلق اهتمامكم وحر�صكم على �أن يكون الحوار بين جميع �أطياف‬ ‫المجتمع هو اال�سلوب الأمثل لحل ق�ضايا الوطن‪ ،‬وهو النهج الح�ضاري‬ ‫الذي ت�سير عليه الأمم وال�شعوب‪ .‬وي�أتي ت�أكيد جاللتكم على �أن تنفيذ‬ ‫حا�سما في م�سيرة العمل الوطني‪،‬‬ ‫مرئيات حوار التوافق الوطني يمثل موقفًا‬ ‫ً‬ ‫التوجه‪.‬‬ ‫انعكا�سا لهذا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ولقد جاءت مرئيات حوار التوافق الوطني كما �أ�شرتم جاللتكم‪ ،‬متكاملة‬ ‫ومت�سقة مع جهود تنفيذ تو�صيات تقرير اللجنة البحرينية الم�ستقلة لتق�صي‬ ‫الحقائق التي �أمرتم جاللتكم بت�شكيلها‪ ،‬ومنحتم �أع�ضاءها ال�صالحيات‬ ‫والح�صانات الالزمة‪.‬‬ ‫ويحتم علينا واجبنا الوطني ب�أن يكون لنا كمجل�س �شورى دور فاعل في‬ ‫نهجا و�أ�سلو ًبا‪ ،‬بما يحقق لبالدنا الأمن واال�ستقرار‪،‬‬ ‫تر�سيخ مبد�أ الحوار واتباعه ً‬ ‫وير�سي الأ�س�س الديمقراطية من خالل م�ؤ�س�ساتنا الد�ستورية والوطنية‪.‬‬ ‫‪177‬‬


‫كما نعبر لجاللتكم عن حر�صنا‪ ،‬وبالتعاون مع مجل�س النواب وكافة‬ ‫الجهات الحكومية والأهلية‪ ،‬على العمل من �أجل و�ضع مرئيات حوار‬ ‫التوافق الوطني مو�ضع التنفيذ‪ ،‬بما يعزز م�سيرة الإ�صالح وي�ساهم في تنفيذ‬ ‫تو�صيات تقرير اللجنة الم�ستقلة لتق�صي الحقائق‪ ،‬والتي تعتبر تجربة فريدة‬ ‫ومتميزة على م�ستوى العالم‪.‬‬ ‫�إن التعديالت الد�ستورية التي تم الت�صديق عليها من قبل جاللتكم بعد‬ ‫�إقرارها من ال�سلطة الت�شريعية تعتبر دلي ً‬ ‫ال على عزمكم الأكيد على تطوير‬ ‫م�سيرة الديمقراطية والحفاظ على منجزاتها‪ .‬وال �شك �أن هذه التعديالت‬ ‫�سيكون لها �أثر كبير على الم�ستوى ال�سيا�سي والت�شريعي‪ ،‬كما �ست�ساهم في‬ ‫دعم مرئيات حوار التوافق الوطني وتعزيز تجربتنا الديمقراطية بما يتالءم مع‬ ‫الد�ستور وميثاق العمل الوطني‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد �أولى الم�شروع الإ�صالحي لجاللتكم ملف حقوق الإن�سان اهتما ًما‬ ‫بال ًغا‪ .‬وقد د�أبت مملكة البحرين على مراجعة وتطوير ت�شريعاتها بما ي�صون‬ ‫حقوق المواطن‪ .‬وقد كان التعاون مع منظمة الأمم المتحدة و�أجهزتها‬ ‫قائما على الم�صارحة وال�شفافية‪ .‬وجاء اعتماد تقرير‬ ‫المعنية بحقوق الإن�سان ً‬ ‫تر�سيخا لهذا التعاون وهذا‬ ‫مملكة البحرين في مجال حقوق الإن�سان بجنيف‬ ‫ً‬ ‫النهج‪ ،‬كما �أن الت�أكيد على التزام مملكة البحرين بالتو�صيات ال�صادرة عن‬ ‫مجل�س حقوق الإن�سان ومبادرتها بتقديم التقرير الطوعي بعد �سنتين‪� ،‬إنما‬ ‫يعك�س رغبة �صادقة في اال�ستمرار في عملية التطوير والإ�صالح‪.‬‬ ‫و�إننا في مجل�س ال�شورى لن�شارك جاللتكم الإ�شادة بالجهود الوطنية التي‬ ‫يبذلها الم�س�ؤولون عن هذا الملف من الجهات الحكومية وم�ؤ�س�سات‬ ‫المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإن�سان بالبالد‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�سياق ف�إننا ن�شيد بمبادرة جاللتكم باقتراح �إن�شاء المحكمة‬ ‫طيبا وتجاو ًبا من قبل جامعة الدول‬ ‫العربية لحقوق الإن�سان التي لقيت �صدى ً‬ ‫‪178‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫العربية‪ .‬كما نرفع �إلى مقام جاللتكم و�إلى �شعب البحرين الوفي ا�صدق‬ ‫التهاني بفوز مملكة البحرين بع�ضوية اللجنة اال�ست�شارية لمجل�س حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤكد ثقة المجتمع الدولي بالتزام مملكة البحرين‬ ‫بتعهداتها فيما يخت�ص بهذا الملف‪ ،‬وا�ستمرارها في تطوير العمل ال�سيا�سي‬ ‫والحقوقي‪ ،‬م�شيدين بترحيب المملكة بزيارة المنظمات الحقوقية‪� ،‬إيما ًنا‬ ‫أ�سا�سيا في ثقافة البحرين‬ ‫منها ب�أن م�س�ألة حقوق الإن�سان تمثل‬ ‫عن�صرا � ً‬ ‫ً‬ ‫ال�سيا�سية القائمة على العدل و�صون الحقوق‪.‬‬ ‫وي�ؤكد مجل�س ال�شورى ا�ستعداده الكامل للم�ساهمة في دعم هذا الملف‬ ‫الهام‪ ،‬من خالل �سن الت�شريعات ومواءمتها مع المعاهدات واالتفاقيات‬ ‫المنظمة لحقوق الإن�سان في مختلف المجاالت بما يتفق مع تعاليم ديننا‬ ‫الإ�سالمي الحنيف وتقاليدنا الرا�سخة‪ .‬وقد جاء �إقرار مجل�س ال�شورى في‬ ‫ومواكبا‬ ‫ؤكدا‬ ‫دور االنعقاد الحالي �إن�شاء لجنة نوعية دائمة لحقوق الإن�سان م� ً‬ ‫ً‬ ‫لهذا االهتمام‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن الديمقراطية التي ارت�ضيناها جمي ًعا والتزمنا بها‪ ،‬تحتم علينا احترام مبد أ�‬ ‫ف�صل ال�سلطات مع تعاونها جمي ًعا لما فيه خير و�صالح الوطن‪ ،‬وفي هذا‬ ‫ال�صدد ف�إننا ن�شيد بالتعاون المثمر والبناء بين ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية‪،‬‬ ‫دائما على تر�سيخ هذا المبد�أ‪ ،‬والتعاون مع‬ ‫م�ؤكدين لجاللتكم ب�أننا �سنعمل ً‬ ‫ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬مثمنين ما يبذله �صاحب ال�سمو الملكي الأمير خليفة بن‬ ‫�سلمان �آل خليفة رئي�س الوزراء الموقر حفظه اهلل ورعاه من جهود لتعزيز‬ ‫مفهوم التعاون بين ال�سلطتين وتوجيهاته الم�ستمرة للحكومة الموقرة في هذا‬ ‫نثمن بكل تقدير الدور الذي تقوم به الحكومة وما‬ ‫ال�صدد‪ .‬وال يفوتنا �أن ّ‬ ‫تبذله من جهد د�ؤوب لتطوير �أجهزتها التنفيذية لالرتقاء بعملها في خدمة‬ ‫المواطن وتحقيق م�صالحه وتلبية احتياجاته وفق ما دعت �إليه مرئيات حوار‬ ‫التوافق الوطني والتي ن�أمل �أن تنعك�س في برنامج عمل الحكومة وبالتالي في‬ ‫‪179‬‬


‫�أداء ال��وزارات لمهامها وما تقدمه للمواطنين من خدمات‪ .‬كما ن�شارك‬ ‫جاللتكم الإ�شادة بالر�ؤية الم�ستقبلية الطموحة ل�صاحب ال�سمو الملكي‬ ‫الأمير �سلمان بن حمد �آل خليفة ولي العهد الأمين‪ ،‬نائب القائد الأعلى‬ ‫حفظه اهلل ورعاه‪ .‬وال �شك �أن هذه الجهود المتكاملة من �ش�أنها �أن ت�صب في‬ ‫اتجاه خير ورفاه ونماء مملكتنا العزيزة وتحقيق �أمنها وا�ستقرارها وت�أهيلها‬ ‫لبلوغ المكانة التي نتطلع �إليها جمي ًعا على خريطة النه�ضة الحديثة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن المكت�سبات التي حققها �شعب البحرين على مدى تاريخه الطويل‪،‬‬ ‫والتي تع ّززت بم�شروع جاللتكم الإ�صالحي تتطلب ت�ضافر الجهود لحمايتها‬ ‫و�صونها‪ ،‬من خالل تعزيز الأمن واال�ستقرار واحترام القانون والنظام‪ .‬وفي‬ ‫هذا ال�صدد ف�إن مجل�س ال�شورى ي�ؤكد على ما تف�ضلتم به جاللتكم من‬ ‫حر�ص على دعم قواتنا الم�سلحة البا�سلة‪ ،‬ممثلة في قوة دفاع البحرين‬ ‫ورجالها المخل�صين‪ ،‬في م�س�ؤولياتهم المتمثلة في الدفاع والذود عن حمى‬ ‫الوطن‪ .‬كما ن�شيد بر�ؤية جاللتكم في �أن قوة الدفاع هي مبعث فخر واعتزاز‬ ‫دائما �إلى ا�ستكمال قوة الوطن و�أ�سباب منعته من خالل‬ ‫لنا جمي ًعا‪ ،‬ونتطلع ً‬ ‫تعزيز هذه القوة وتطوير قدراتها‪ ،‬وتوفير كل �أ�سباب التقدم واالزدهار لها‪.‬‬ ‫كما ال تفوتنا الإ�شادة بجهود وزارة الداخلية والحر�س الوطني ومنت�سبيهما‬ ‫من ال�ضباط والأف��راد الذين ي�سهرون على راحة المواطنين وتوفير الأمن‬ ‫والأمان لهم وللوطن‪ .‬و�إذ ن�شاطر جاللتكم التقدير لما ي�سهمون به من جهود‬ ‫م�شكورة‪ ،‬ف�إننا في مجل�س ال�شورى نعاهدكم على ا�ستخدام �صالحياتنا‬ ‫الت�شريعية‪ ،‬ل�صيانة حقوقهم وتوفير العي�ش الكريم لهم‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن العالم يعي�ش الآن ع�صر التكتالت التي تت�سم بالقوة والقدرة على‬ ‫تحدي ال�صعاب‪ .‬وقد �أثبتت تجربة مجل�س التعاون نجاحها في التن�سيق‬ ‫ّ‬ ‫‪180‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫والتكامل بين دوله ال�ست في مواجهة التحديات التي مرت بها المنطقة‬ ‫حيث �أثبت هذا الكيان قدرته على اال�ستمرار وال�صمود في وجه التحديات‪.‬‬ ‫ون�شاطر جاللتكم التطلع نحو االنتقال الى �شكل �أكثر وحدة بين دول‬ ‫المجل�س‪ .‬وقد جاءت دعوة خادم الحرمين ال�شريفين الملك عبداهلل بن‬ ‫عبدالعزيز �آل �سعود عاهل المملكة العربية ال�سعودية ال�شقيقة لأن يرتقي هذا‬ ‫التعاون �إلى م�ستوى االتحاد‪ ،‬بحيث ي�صبح �أكثر تكام ً‬ ‫ال بين دوله ال�شقيقة‪،‬‬ ‫مقدرين ا�ستجابة جاللتكم‬ ‫مت�سقة وم�ستجيبة لتطلعات المواطن الخليجي‪ّ ،‬‬ ‫لهذه الدعوة وم�ؤازرتكم وم�ساندتكم لها‪ ،‬لما لذلك من مردود �إيجابي‬ ‫وملمو�س على مواطني دول مجل�س التعاون‪ ،‬في ع�صر باتت فيه التكتالت‬ ‫قائما على �أ�سا�س الم�صالح‬ ‫والتجمعات الإقليمية والدولية حقـًا‬ ‫ً‬ ‫م�شروعا ً‬ ‫خ�صو�صا في ظل ما ي�شهده العالم من تغيرات و�أزمات‬ ‫والمنافع المتبادلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫�سيا�سية واقت�صادية‪ ،‬الأمر الذي ي�ستوجب توحيد الجهود‪ ،‬واال�ستفادة من‬ ‫الإمكانيات الب�شرية والمادية المتاحة‪ ،‬من �أجل التطوير وتحقيق التنمية‬ ‫ال�شاملة والم�ستدامة‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد ف�إننا ن�شارك جاللتكم الترحيب بعقد القمة الثالثة‬ ‫والثالثين للمجل�س الأعلى لمجل�س التعاون لدول الخليج العربية في مملكة‬ ‫البحرين‪� ،‬آملين �أن ي�سهم ذلك في االرتقاء بالتعاون بين دول المجل�س بما‬ ‫يخدم تطلعات �آمال القادة وال�شعوب‪ .‬ونقدر لدولنا ال�شقيقة بالمجل�س‬ ‫�إ�سهامها الخير في دعم اقت�صادنا الوطني من خالل برنامج التنمية الخليجي‪،‬‬ ‫للم�ساعدة في تنفيذ العديد من الم�شاريع الحيوية والهامة التي ن�أمل �أن ت�ساهم‬ ‫في و�ضع الحلول للملفات المعي�شية الحيوية للمواطن وعلى ر�أ�سها ملف‬ ‫الإ�سكان وغيره من الملفات الحيوية كاالرتقاء بمنظومة التعليم وال�صحة‪،‬‬ ‫المتجددة في هذه المجاالت‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال‬ ‫كي ت�أتي ملبية ومت�سقة مع االحتياجات‬ ‫ّ‬ ‫عن االهتمام بالم�شاريع الموجهة لل�شباب لأهميتها في بناء �شخ�صيتهم‬ ‫و�إعدادهم لم�ستقبل مزدهر وواعد‪.‬‬ ‫‪181‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا في مجل�س ال�شورى �إذ نقدر جهود جاللتكم الحكيمة في ال�سير‬ ‫ب�سفينة الوطن �إلى بر الأمان وتجنيبها �شرور التدخالت الخارجية؛ ف�إننا ن�ؤكد‬ ‫وقوفنا مع كل الخطوات الثابتة والرا�سخة التي تقومون بها جاللتكم‬ ‫وحكومتكم الموقرة‪ ،‬من �أجل حماية مكت�سبات الوطن وتثبيت دعائم‬ ‫�أمنه وا�ستقراره‪ ،‬وندين كل �أعمال التدخالت الخارجية والأعمال التي تقوم‬ ‫بها فئات م�ضللة ومتعاونة مع جهات م�شبوهة‪ ،‬لت�صعيد العنف في ال�شارع‪،‬‬ ‫وت�شويه �صورة بالدنا في الخارج و�إثارة الفزع وزعزعة اال�ستقرار‪ ،‬بت�صرفات‬ ‫دخيلة على طبائع و�أخالق �شعبنا المتح�ضر والمتكاتف ومجتمعنا الآمن‪،‬‬ ‫مما ي�ستلزم الوقوف تجاه هذه الممار�سات التي تدق �إ�سفينـًا في لحمتنا‬ ‫ووحدتنا الوطنية‪ .‬ون�ؤكد لجاللتكم �أن مجل�س ال�شورى �سيعمل على �سن‬ ‫تعبر عن‬ ‫الت�شريعات الالزمة والقوانين‪ ،‬لتجريم مثل هذه الت�صرفات التي ال ّ‬ ‫روح الديمقراطية والحوار واحترام حقوق الآخرين‪ ،‬وذلك بهدف حماية‬ ‫المجتمع والدولة من العبث بمقدراتها‪ ،‬وتعزيز روح المواطنة الحقة القائمة‬ ‫على المحبة والوالء والإخال�ص‪ ،‬مع �إيماننا الرا�سخ بما �أكدتم عليه جاللتكم‬ ‫من �أن المطالب ال ت�ؤخذ بالقوة والعنف‪ ،‬بل بالحوار والتوافق الوطني‪ ،‬وهو‬ ‫ومنهاجا لها لتر�سيخ دولة الم�ؤ�س�سات والقانون‪.‬‬ ‫ما اتخذته المملكة �شرعة‬ ‫ً‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫دائما على الوقوف مع الحق العربي‪ .‬وقد جاء‬ ‫لقد د�أبت مملكة البحرين ً‬ ‫ؤكدا لهذه الحقيقة‪ .‬و�أننا في مجل�س ال�شورى نثمن‬ ‫خطاب جاللتكم م� ً‬ ‫ون�ؤكد على موقف جاللتكم الثابت والمبدئي من ق�ضايا �أمتنا العربية‬ ‫الم�شروعة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها التم�سك بقيام الدولة الفل�سطينية وعا�صمتها القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬انطالقًا من مبادرة ال�سالم العربية التي �أطلقت في العام ‪2002‬م في‬ ‫القمة العربية ببيروت‪ ،‬والقوانين والقرارات الأممية والدولية بهذا ال�ش�أن‪،‬‬ ‫كما ن�ؤيد م�ساندة جاللتكم للمواقف والجهود التي تبذل لوقف نزيف الدم‬ ‫‪182‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫العربي والإن�ساني في �سوريا ال�شقيقة‪ ،‬والدعوة �إلى تر�سيخ مبد أ� التوافق العام‬ ‫واحترام حقوق الإن�سان و�إرادة ال�شعوب‪ .‬وال يفوتنا بهذه المنا�سبة الإ�شادة‬ ‫الخيرة التي قامت بها الم�ؤ�س�سة الخيرية الملكية ا�ستجابة لتوجيهاتكم‬ ‫بالجهود ّ‬ ‫ال�سامية لإقامة الم�شاريع الإن�سانية من �أجل تخفيف معاناة الأ�شقاء في �سورية‬ ‫وغزة وال�صومال‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫لقد تج ّلى في خطاب جاللتكم حر�صكم البالغ على تحقيق الرفاه‬ ‫للمواطن‪ ،‬ورغبتكم ال�صادقة في تحقيق العي�ش الكريم له في بلد ينعم بالأمن‬ ‫واال�ستقرار‪ ،‬و�إننا ن�ؤكد ا�ستجابتنا لدعوتكم الكريمة لتولي م�س�ؤوليتنا في‬ ‫الحفاظ على معدل بطالة منخف�ض‪ ،‬من خالل تنويع م�صادر الدخل الوطني‬ ‫وت�شجيع اال�ستثمار‪ ،‬واال�ستمرار في تنفيذ الر�ؤية االقت�صادية للمملكة ‪2030‬م‬ ‫بما يعود مردودها بالخير على المواطن‪ ،‬وي�ساهم في زيادة الموارد واالهتمام‬ ‫بمختلف �شرائح المجتمع وفئاته‪ ،‬و�سيظل هذا من �أولويات اهتمامنا ك�سلطة‬ ‫ت�شريعية‪.‬‬ ‫و�إذ ن�شيد باهتمام جاللتكم بال�شباب وحثكم على رعايتهم وتوفير �سبل‬ ‫العي�ش الكريم لهم‪ ،‬كونهم عدة الم�ستقبل وثروة الوطن الحقيقية‪ ،‬ف�إننا‬ ‫ن�ست�شعر واجبنا تجاه هذه ال�شريحة من مجتمعنا وي�سعدنا �أن تكون ر�ؤيتنا‬ ‫مت�سقة مع ر�ؤية جاللتكم في رعاية ال�شباب‪ ،‬ولذا ف�إننا ندعو �إلى تخ�صي�ص‬ ‫الموارد لتوفير الم�شاريع والخدمات التي من �ش�أنها تلبية احتياجاتهم وبناء‬ ‫�شخ�صياتهم كونهم عدة الم�ستقبل لهذا الوطن‪ .‬وفي هذا ال�سياق ف�إن مجل�سنا‬ ‫�أقر في دور االنعقاد العادي الثاني من الف�صل الت�شريعي الثالث‪� ،‬إن�شاء لجنة‬ ‫نوعية دائمة بمجل�س ال�شورى بم�سمى (لجنة �ش�ؤون ال�شباب)‪ ،‬ن�أمل �أن‬ ‫ن�ساهم من خاللها وبالتعاون مع الجهات المعنية بال�شباب بالمملكة لتحقيق‬ ‫ً‬ ‫�شريكا‬ ‫ما تطمحون �إليه جاللتكم وما نتطلع �إليه تجاه هذه الفئة‪ ،‬باعتبارها‬ ‫أ�سا�سيا في بناء وتنمية الوطن‪.‬‬ ‫� ً‬ ‫‪183‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا �أن ن�ستمع �إلى ما جاء في خطابكم ال�سامي‬ ‫من �شكر وتثمين للأداء الوطني لأع�ضاء ال�سلطة الت�شريعية‪ ،‬م�ؤكدين لجاللتكم‬ ‫�أن ما نبذله من جهد �إنما ينطلق من �إح�سا�سنا بواجبنا الوطني والثقة التي‬ ‫�أ�سبغتموها جاللتكم علينا‪ ،‬والتي ن�ستمد منها المزيد من القوة والعزم كي‬ ‫تبقى مملكة البحرين قوية و�أبية بعزيمة �أبنائها المخل�صين‪.‬‬ ‫�سائلين المولى عز وجل �أن يوفقنا في هذه المهمة الوطنية ال�سامية‪ ،‬لنكون‬ ‫ذخ��را للوطن‬ ‫على قدر م�س�ؤوليتها‪ ،‬و�أن يحفظكم يا �صاحب الجاللة‬ ‫ً‬ ‫ول�شعبكم الوفي‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س ال�شورى‬

‫‪184‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الثالث‬

‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�ش ‬ ‫ي‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد �أحمد �إبراهيم بهزاد ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد جميلة علي �سلمان ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة جهاد عبداهلل الفا�ضل ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد خليل �إبراهيم الذوادي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة عائ�شة �سالم مبارك ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيدعبد الجليل عبد اهلل العويناتي ‬ ‫�سعادة الع�ضو ف�ؤاد �أحمد الحاجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الفا�ضلة منيرة عي�سى بن هندي ‬

‫رئي�س اللجنة‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬

‫‪185‬‬


186


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الفصل التشريعي الثالث‬ ‫دور اإلنعقاد العادي الرابع‬

‫‪187‬‬


188


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي الرابع‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل وال�صالة وال�سالم على ر�سول اهلل �سيدنا محمد وعلى �آله و�صحبه‬ ‫�أجمعين‪.‬‬ ‫�أيها الأخوة والأخوات �أع�ضاء المجل�س الوطني الموقرين‪،‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫نفتتح معكم اليوم دور االنعقاد الرابع من الف�صل الت�شريعي الثالث‬ ‫للمجل�س الوطني‪ ،‬منطلقين مع ًا على طريق التطوير والإ�صالح‪.‬الطريق الذي‬ ‫�آمنا به والتزمناه بمح�ض �إرادتنا منذ ت�سلمنا �شرف �أمانة الحكم‪ ،‬ت�أكيداً على‬ ‫�أحقية �شعبنا بالم�شاركة في �إدارة �ش�ؤونه‪ ،‬وممار�سة حقوقه الد�ستورية‪.‬‬ ‫�إن هذه المنا�سبة الوطنية العزيزة التي نحتفي بها كل عام‪ ،‬تعيد �إلى �أذهاننا‬ ‫ما �أكدنا عليه قبل اثني ع�شر عام ًا‪ ،‬في �أول خطاب لنا �أمام �أول �سلطة ت�شريعية‬ ‫في عهدنا‪ ،‬ب�أن هذه التجربة البحرينية الأ�صيلة �ستبقى منفتحة على العالم‪،‬‬ ‫مواكبة لتقدمه‪ ،‬لكنها لن ت�ستوحي توجهاتها من �أي م�صدر غريب عنها‪،‬‬ ‫و�ستبقى متقبلة لكل ر�أي واجتهاد �آخر مادامت الآراء مرتبطة بتراب هذه‬ ‫والتوجه والوالء الخال�ص‬ ‫الأر�ض ومحافظه على نقائها الوطني في الروح‬ ‫ّ‬ ‫للبحرين �أو ًال و�أخيراً ونابعة من الداخل‪ ،‬حيث �أن الإ�صالح والتنمية وتحقيق‬ ‫الحياة الأف�ضل لكل فرد في هذا الوطن يجب �أن يبقي الهدف الأ�سمى الذي‬ ‫نعمل من �أجله دائم ًا‪ ،‬وال يغيب عن نظرنا في �أي وقت من الأوقات ومهما‬ ‫كانت الظروف‪.‬‬ ‫‪189‬‬


‫ولتحقيق ذلك‪ ،‬بد�أنا بالت�سامح وبالعفو ال�شامل عن من في الداخل �أو في‬ ‫الخارج دون قيد �أو �شرط وبح�سب ال�صالحيات التي �أقرها الد�ستور‬ ‫والقانون‪ ،‬لنبد�أ �صفحة جديدة �سطرها الميثاق الوطني‪ ،‬ودعونا المواطنين‬ ‫�إلى �أن يعبروا عن تطلعاتهم و�آرائهم بحرية وبجميع الو�سائل القانونية‪ ،‬و�أن‬ ‫يمار�سوا حقوقهم ال�سيا�سية علن ًا ال �سراً وي�شكلوا م�ؤ�س�ساتهم وجمعياتهم التي‬ ‫تعينهم على ذلك ح�سب الميثاق والد�ستور والقوانين‪ ،‬وهلل الحمد وال�شكر‬ ‫فقد �سخر لهذه الأر�ض الطيبة رجا ًال ون�ساء مخل�صين يقدرون التحوالت‬ ‫الكبيرة الإيجابية في بالدنا وما �أنعم اهلل �سبحانه به علينا من �إرادة وطنية‬ ‫حققت �أنت�صاراً قوي ًا على من �أراد الم�س بقيمنا ووحدتنا الوطنية والإخالل‬ ‫بالأمن‪ ،‬حيث �أن وحدتنا الوطنية والتوافق الوطني ركن �أ�سا�سي لال�ستقرار‬ ‫الذي ي�ؤدي �إلى مزيد من التطوير والإ�صالح‪َ ( :‬و َع َ�سى َ�أنْ ت َْك َر ُهوا َ�ش ْيئ ًا َو ُه َو‬ ‫َخ ْي ٌر َل ُك ْم َو َع َ�سى �أَنْ ت ُِح ُّبوا َ�ش ْيئ ًا َو ُه َو َ�ش ٌّر َل ُك ْم َواللهَّ ُ َي ْع َل ُم َو�أَ ْن ُت ْم ال ت َْع َل ُمونَ )‬ ‫�صدق اهلل العظيم‪ ،‬و�ستبقى راية البحرين ب�إذن اهلل راية عربية م�سلمة خفاقة‬ ‫جي ً‬ ‫ال بعد جيل‪ ،‬نهجها الت�سامح والتعاي�ش مع مختلف الطوائف منذ �أمد بعيد‬ ‫وقد ت�أ�صل هذا النهج في حياتنا اليومية وتم الت�أكيد عليه في د�ستورنا وقوانيننا‪،‬‬ ‫و�سيبقى مبد�أ الحوار من �أجل التوافق الوطني حا�ضراً بيننا بعون اهلل تيمن ًا‬ ‫ال�ص َ َ‬ ‫ورى َبي َن ُهم‬ ‫ين ا�س َت َجا ُبوا ِل َر ِّبهِ م َو�أَقَا ُموا َّ‬ ‫بقوله تعالى‪َ ( :‬وا َِّلذ َ‬ ‫مر ُهم ُ�ش َ‬ ‫ال َة َو�أ ُ‬ ‫ين �إ َذا �أَ َ�ص َا َب ُه ُم ا ْل َب ْغ ُي ُه ْم َين َت ِ�ص ُرونَ ) �صدق اهلل‬ ‫َو ِم َّما َر َزق َن ُ‬ ‫اهم ُي ِنفقُونَ ‪ ،‬و َا َّل ِذ َ‬ ‫العظيم‪.‬‬

‫الإخوة والأخوات‪،‬‬ ‫�إن مجل�سكم الموقر �سبق و�أن تحمل بكل �أمانة و�صدق تحويل مرئيات حوار‬ ‫التوافق الوطني �إلى واقع ملمو�س من خالل تعديالت د�ستورية و�أدوات ت�شريعية‬ ‫�ساهمت في تطوير تجربتنا الديمقراطية‪ ،‬وزيادة ال�صالحية الرقابية للمجل�س‬ ‫المنتخب وتفعيل مبد�أ الم�ساءلة ال�سيا�سية ودعم اال�ستقالل المالي والإداري‬ ‫لل�سلطة الق�ضائية‪.‬فلكم منا جميع ًا ال�شكر والتقدير على انجازاتكم الكبيرة‪.‬‬ ‫‪190‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫وهنا ن�ستذكر بكل تقدير‪ ،‬وقفتكم الوطنية الم�شرفة �ضد الإره��اب‬ ‫والتطرف والمحر�ضين عليه ورف�ضكم القاطع للتدخالت الخارجية في‬ ‫ال�ش�أن الداخلي‪ ،‬فكان اجتماع المجل�س الوطني الأول الذي دعونا �إليه‬ ‫برغبة منكم اجتماعا تاريخيا‪ ،‬وجاءت تو�صياتكم معبرة عن ا�ستراتيجيتنا‬ ‫للدفاع والأمن الوطني في المرحلة المقبلة من م�سيرتنا الوطنية‪.‬‬ ‫وفي هذا الوقت الذي ت�ستمر فيه حواراتنا الوطنية‪ ،‬فان مجل�سكم‬ ‫الت�شريعي �سيظل الركن الأ�سا�سي في م�سيرتنا الإ�صالحية‪ ،‬م�ؤكدين حر�صنا‬ ‫على ا�ستمرار الحوار بين الجميع‪ ،‬فالبحرين للجميع‪ ،‬وق�ضايانا الوطنية ال‬ ‫تعالج �إال بالحوار المتزن القائم على الم�س�ؤولية الوطنية‪.‬وبف�ضل اهلل �سبحانه‬ ‫ومنته ف�إن البحرين �ستظل في تطور ونمو م�ستمر‪ ،‬وبعزيمتنا وحر�صنا على‬ ‫تطوير مكت�سباتنا االقت�صادية حقق اقت�صادنا الوطني ن�سبة متقدمة تعك�س‬ ‫القدرة في المحافظة على ال�سمعة الطيبة التي تتمتع بها البحرين عالميا‪،‬‬ ‫و�سن�شهد ب���أذن اهلل في الفترة المقبلة المزيد من اال�ستثمار في مختلف‬ ‫المجاالت وخ�صو�صا في قطاع الطاقة‪.‬‬ ‫وال ي�سعنا في هذا المقام �إال �أن نتقدم بال�شكر الجزيل للحكومة الموقرة‬ ‫بقيادة �صاحب ال�سمو الملكي العم العزيز الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة‪،‬‬ ‫وبم�ساندة االبن البار �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان بن حمد �آل‬ ‫خليفة حفظهما اهلل‪ ،‬على عملهم الدءوب لتحقيق تطلعات �شعبنا في التقدم‬ ‫والبناء‪ ،‬وحفظ الأمن واال�ستقرار‪ ،‬والنهو�ض بم�ستوى الخدمات‪ ،‬ورفع‬ ‫معدالت النمو في جميع المجاالت‪.‬وعلى ما تم �إنجازه من تنفيذ ومتابعه‬ ‫م�ستمرة لتو�صيات مجل�سكم الوطني‪.‬‬ ‫و�شكر خا�ص لرجالنا المخل�صين في قوة دفاع البحرين والأمن العام‬ ‫والحر�س الوطني على �سهرهم و�إخال�صهم وتفانيهم في حفظ الأمن‬ ‫واال�ستقرار و�صيانة منجزات هذا الوطن و�شعبه الكريم‪ ،‬كما نقدر ما قدموه‬ ‫ويقدمونه من ت�ضحيات ج�سام من �أجل البحرين و�أهلها‪.‬‬ ‫‪191‬‬


‫ختام ًا‪ ،‬ومن هذا المنبر ندعو اهلل �سبحانه وتعالى �أن ينعم علينا وعلى دولنا‬ ‫العربية والإ�سالمية ال�شقيقة والعالم �أجمع‪ ،‬باال�ستقرار والأم��ن والأمان‬ ‫والطم�أنينة ل�شعوبنا كافة‪ ،‬و�أن ي�صرف عنا وعنهم عبث العابثين من �أهل‬ ‫التطرف والإرهاب‪.‬وال نن�سى في خ�ضم الأحداث التي تمر بها �أمتنا العربية‬ ‫والإ�سالمية‪ ،‬ق�ضيتنا الرئي�سية الأولى فل�سطين ومعاناة �شعبها‪ ،‬م�ؤكدين وقوفنا‬ ‫�إلى جانب ال�شعب الفل�سطيني في مطالبه الم�شروعة‪ ،‬وم�ساندين الجهود‬ ‫المتوا�صلة من �أجل الو�صول �إلى حل عادل و�شامل ودائم وذلك ب�إقامة الدولة‬ ‫الفل�سطينية الم�ستقلة وعا�صمتها القد�س ال�شريف وفق ًا لقرارات ال�شرعية‬ ‫الدولية ذات ال�صلة ومبادرة ال�سالم العربية وما يحقق م�صالح ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني ال�شقيق‪.‬‬ ‫ن�س�أل اهلل تبارك وتعالى �إن يحفظ مملكتنا الغالية البحرين‪ ،‬و�سائر بالد‬ ‫العرب والم�سلمين‪ ،‬و�أن ي�ؤلف بين قلوبنا‪ ،‬و�أن يديم علينا وحدتنا و�أخوتنا‪،‬‬ ‫وين�شر علينا رداء ال�سلم والأمن واالطمئنان‪ ،‬ويوفق هذا البلد �إلى كل خير‬ ‫و�صالح‪� ،‬إنه �سميع مجيب الدعاء‪.‬‬ ‫واهلل الموفق والهادي �إلى �سواء ال�سبيل‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫ملك مملكة البحرين ‪ -‬حفظه اهلل ورعاه‬ ‫الأربعاء ‪� 23‬أكتوبر ‪2013‬م‬ ‫مركز عي�سى الثقافي‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪192‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫رد مجلس الشورى على الخطاب الملكي السامي‬ ‫الفصل التشريعي الثالث ‪ -‬دور االنعقاد العادي الرابع‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‬ ‫ملـك مملكـة البحرين ‪ -‬حفظه اهلل ورعاه‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫رئي�سا و�أع�ضاء ‪ -‬ب�أن يرفع �إلى مقام جاللتكم‬ ‫يت�شرف مجل�س ال�شورى ‪ً -‬‬ ‫�أ�سمى �آيات ال�شكر واالمتنان على تف�ضلكم بافتتاح دور االنعقاد العادي‬ ‫الرابع من الف�صل الت�شريعي الثالث‪.‬‬ ‫ولقد ت�شرفنا يا �صاحب الجاللة باال�ستماع �إلى خطابكم ال�سامي الذي‬ ‫ج�سد مالمح الم�سيرة البحرينية الوطنية المباركة والتي اتّ�سمت بالإنجازات‬ ‫ّ‬ ‫والطموح‪ ،‬وو�ضعت مملكة البحرين في م�صاف الدول التي تتطلع �إلى‬ ‫الم�ستقبل‪ ،‬منطلقة من خ�صو�صية تجربتها وحر�صها على الديمومة وا�ستمرار‬ ‫البناء والمحافظة على ما تحقق‪ ،‬وهو الأمر الذي �أكدتموه جاللتكم منذ‬ ‫توليكم مقاليد الحكم‪ ،‬عندما عبرتم عن �إيمانكم بنهج التطوير والإ�صالح‪،‬‬ ‫و�أحقية �شعبكم الوفي في الم�شاركة في �إدارة �ش�ؤونه وممار�سة حقوقه‬ ‫الد�ستورية‪ ،‬مما يعني �أن التوجه اليوم ‪ -‬تعزي ًزا للديمقراطية التي ابتد�أناها‪-‬‬ ‫البد �أن يكون نحو تطوير م�سيرة الديمقراطية‪ ،‬وزيادة المكت�سبات الخا�صة‬ ‫بمبا�شرة الحقوق ال�سيا�سية‪ ،‬وزيادة الم�شاركة ال�شعبية في �إدارة ال�ش�أن العام‪،‬‬ ‫‪193‬‬


‫وا�ضعين ن�صب �أعيننا �أن الإ�صالح والتنمية وتحقيق الحياة الف�ضلى للمواطن‬ ‫�ستبقى الهدف الأ�سمى الذي ن�سعى �إليه جمي ًعا كما جاء في خطابكم‬ ‫ال�سامي‪.‬‬ ‫من هنا ف�إن كلمة جاللتكم ال�سامية جاءت معبرة عن طموحات المواطنين‬ ‫المتم�سكين باال�ستمرار في دفع عجلة التطوير والتنمية على �أ�س�س ديمقراطية‬ ‫حرة‪ ،‬وتو�سعة قاعدة الم�شاركة ال�شعبية في �صنع القرار و�إدارة �ش�ؤون البالد‬ ‫كما ذكرتم جاللتكم‪ ،‬وهو الأمر الذي ي�ؤكد التفاف المواطنين حول قيادتهم‬ ‫وت�شبثهم بوحدتهم الوطنية القائمة على �أ�س�س تاريخية عريقة من التعددية‬ ‫والتعاي�ش المن�سجم‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬

‫�إن هذا النهج القائم على الإ�صالح والتطوير‪ ،‬قد �أر�سى المالمح العامة‬ ‫لم�سيرة العمل الوطني‪ ،‬وعك�س �أ�صالة التجربة البحرينية الملبية لطموحات‬ ‫المواطنين‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي بال�ضرورة تكاتف الجهود‪ ،‬ب�أن ن�ضع �أيدينا‬ ‫في يد القيادة لبلوغ ما نطمح �إليه جمي ًعا‪.‬‬ ‫كما �أن ت�أكيد حق ال�شعب في الم�شاركة في �إدارة �ش�ؤونه وممار�سة حقوقه‬ ‫الد�ستورية‪ ،‬ي�ستلزم العمل على �إر�ساء مبادئ �سيادة القانون واحترام حقوق‬ ‫الإن�سان وتحقيق العدالة والعي�ش الم�شترك في ظل الأمن والأمان وال�سلم‬ ‫االجتماعي والتنوع الذي يميز مجتمعنا البحريني المعروف بانفتاحه‪ .‬ومن‬ ‫هذا المنطلق‪ ،‬فقد �أو�ضحتم جاللتكم مفهوم الديمقراطية و�أ�س�س الدولة‬ ‫التطرف واال�صطفافات‬ ‫المدنية الحديثة التي ال يمكن �أن تتحقق في ظل‬ ‫ّ‬ ‫الفئوية والتحري�ض والإرهاب المنظم‪.‬‬ ‫�إننا ‪ -‬يا �صاحب الجاللة ‪ -‬ن�ؤمن �إيما ًنا �صادقًا ب�أن وطننا البحرين وعلى‬ ‫مدى تاريخه الطويل‪ ،‬هو واحة للأمن واال�ستقرار‪ .‬وقد كانت للمجل�س‬ ‫الوطني في �أكتوبر ‪2013‬م مواقف وطنية تاريخية �شجاعة من �أجل �إر�ساء‬ ‫‪194‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫الأم��ن واال�ستقرار‪ ،‬راف�ضة للإرهاب والتطرف ومطالبة ب�سن القوانين‬ ‫والت�شريعات وتطبيقها من �أجل وقف �أعمال العنف والتخريب‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد ُعرفت مملكة البحرين طوال تاريخها بتفاعلها مع العالم واال�ستفادة‬ ‫من تجارب الآخرين‪ ،‬وها �أنتم ‪-‬يا �صاحب الجاللة‪ -‬وبعد اثني ع�شر عا ًما‬ ‫من م�سيرتنا الديمقراطية‪ ،‬تقدمون ر�سالة �إلى العالم مفادها �أن مملكة البحرين‬ ‫�ستبقى دولة م�ستقلة قائمة على القانون‪ ،‬م�ؤكدين جاللتكم ب�أن التجربة‬ ‫البحرينية الأ�صيلة المنفتحة على العالم لن ت�ستوحي توجهاتها من �أي م�صدر‬ ‫غريب‪ ،‬مما يعك�س �أ�صالة هذه التجربة وخ�صو�صيتها مع انفتاحها على‬ ‫الآخر‪ ،‬من دون الم�سا�س بالثوابت الوطنية المتمثلة في الوالء واالنتماء‬ ‫منهاجا‬ ‫أخيرا‪ ،‬وهو الدر�س البليغ الذي ينبغي �أن يكون‬ ‫ً‬ ‫للبحرين �أو ًال و� ً‬ ‫لمفهوم المواطنة‪ ،‬يدر�س للأجيال ال�صاعدة عبر المراحل الدرا�سية المختلفة‬ ‫من �أجل قطع الطريق على كل من يحاول النيل من اللحمة الوطنية ودق‬ ‫�إ�سفين الفرقة واالختالف بين �أبناء الوطن الواحد‪ ،‬الأمر الذي ي�ستلزم مراجعة‬ ‫متعمقة للمناهج الدرا�سية والبرامج الإعالمية‪ ،‬لتر�سيخ مفهوم المواطنة‬ ‫والوعي والوالء الوطني لدى الأبناء‪� ،‬أ�سوة بما هو قائم في الدول الديمقراطية‬ ‫المتقدمة‪ ،‬مع ت�أكيدنا �أهمية الم�س�ؤولية الأ�سرية والمجتمعية في تر�سيخ هذه‬ ‫المفاهيم‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫لقد بد�أتم عهدكم الزاهر الميمون بمبادرات تنم عن نظرة متطورة‬ ‫لم�ستقبل هذا الوطن‪ ،‬من خالل م�سيرة الإ�صالح والتطوير التي �أردتموها‬ ‫�شاملة وم�ستوعبة لجميع المواطنين‪ ،‬وقد جاء عفو وت�سامح جاللتكم مع من‬ ‫في الداخل والخارج من دون قيد �أو �شرط ووفقًا للقانون والد�ستور‪ ،‬دعوة‬ ‫للجميع لفتح �صفحة جديدة‪ ،‬والم�شاركة في بناء الوطن على �أ�س�س الم�شروع‬ ‫‪195‬‬


‫وتعبر عن‬ ‫الإ�صالحي الذي د�شنتموه جاللتكم ليكون مظلة تت�سع للجميع ّ‬ ‫�آمالهم و�آرائهم في جو من الحرية والديمقراطية‪ ،‬فد�شنتم جاللتكم بذلك‬ ‫حقبة تاريخية ات�سمت بالحراك ال�سيا�سي واالجتماعي واالقت�صادي والثقافي‪،‬‬ ‫ولقيت تجاو ًبا من �أبناء �شعبكم الأوفياء الذين ر�أوا في هذا الإنجاز التاريخي‬ ‫تحقيقًا لطموحاتهم وتطلعاتهم �إلى �أن تكون مملكة البحرين �ضمن الدول‬ ‫المدنية الحديثة والقائمة على �أ�س�س الد�ستور والقانون‪ .‬وقد قوبلت هذه‬ ‫المبادرة ال�سامية بترحيب محلي وعالمي‪ ،‬وا�ستطاعت �أن تنقل المملكة �إلى‬ ‫مرحلة تم فيها تكري�س حرية الر�أي‪ ،‬و�ضمان الحقوق ال�سيا�سية‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫الم�ؤ�س�سات المدنية والجمعيات ال�سيا�سية‪ ،‬لكي ت�سهم في �إثراء وتطوير‬ ‫الم�سيرة الديمقراطية وفقًا للميثاق والد�ستور والقوانين التي ت�ؤكد �أن مملكة‬ ‫البحرين هي دولة الم�ؤ�س�سات و�سيادة القانون‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي �أن‬ ‫ً‬ ‫مدركا لواجباته الوطنية‪.‬‬ ‫يكون المواطن‬ ‫ولذلك ف�إن مجل�س ال�شورى ي�شاطر جميع المخل�صين من �أبناء �شعبكم‬ ‫ت�سول له نف�سه العبث‬ ‫الوفي‪ ،‬الدعوة �إلى �ضرورة تطبيق القانون على كل من ّ‬ ‫ومقدراته‪ ،‬من دون ا�ستثناء لأحد‪ ،‬ذلك �أن م�سيرة الإ�صالح ال‬ ‫بهذا الوطن‬ ‫ّ‬ ‫يمكن �أن ت�ستمر وتزدهر �إال في ظل الأمن واال�ستقرار‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن ت�أكيدكم ا�ستمرار مبد�أ الحوار من �أجل التوافق الوطني �إنما يعك�س‬ ‫رغبة �صادقة في تعزيز اللحمة الوطنية بين �أبناء ال�شعب الواحد‪ ،‬والخروج‬ ‫حاليا من توترات و�إ�ضرار باال�ستقرار ال�سيا�سي واالجتماعي‬ ‫بالبالد مما تمر به ً‬ ‫الذي ي�ضر بكل �أبناء ال�شعب على حد �سواء‪ ،‬فالبحرين هي وطن للجميع‪.‬‬ ‫و�إننا �إذ نثمن لجاللتكم هذا التوجه‪ ،‬لن�ؤكد �أن الحوار الوطني المنبثق عن‬ ‫نيات �صادقة ورغبة حقيقية في ّ‬ ‫حل الم�شكالت‪ ،‬هو �أحد الو�سائل المهمة‬ ‫لإعادة الأمن واال�ستقرار‪ ،‬من �أجل دفع عجلة الإ�صالح والتنمية والبناء‪� ،‬إذ ال‬ ‫تنمية �أو نمو في ظل الفو�ضى والعنف واالنق�سام‪ .‬وقد كان لتوجيهاتكم‬ ‫‪196‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫ال�سديدة الأثر في �أن يحقق الحوار الأول في يوليو ‪2011‬م �أهدافه في �إثراء‬ ‫و�إغناء التجربة‪ ،‬وقد تمثل ذلك في �إجراء التعديالت الد�ستورية التي �أ�سهمت‬ ‫في تطوير م�سيرتنا الديمقراطية‪ ،‬وهو �إنجاز ي�ؤكد �صدق التوجه و�إرادة‬ ‫التغيير‪.‬‬ ‫كما �أن مجل�س ال�شورى ي�ؤكد �أهمية تعاون جميع الأطراف لإنجاح جولة‬ ‫ا�ستكمال حوار التوافق الوطني الراهنة‪ ،‬بتقديم مقترحات �إ�صالحية �إيجابية‬ ‫ت�سهم في تطوير العملية البرلمانية والنظام ال�سيا�سي‪ ،‬بما يحقق طموحات‬ ‫جميع �أبناء البحرين من دون �إق�صاء �أو تهمي�ش‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إنه لمن دواعي الفخر واالعتزاز ت�أكيد جاللتكم �أن المجل�س الت�شريعي‬ ‫�سيظل الركن الأ�سا�سي في م�سيرتنا الإ�صالحية‪ ،‬مما ي�ضع على عاتقنا‬ ‫وطنيا تجاه �إر�ساء �أ�س�س الدولة التي ينعم فيها المواطن‬ ‫م�س�ؤولية كبيرة‬ ‫وواجبا ً‬ ‫ً‬ ‫بحقوقه وي�ؤدي واجباته في ظل �سيادة القانون‪ .‬ونعاهد جاللتكم على �أننا‬ ‫ومن منطلق �صالحياتنا الد�ستورية‪� ،‬سنوا�صل كعادتنا جاهدين بذل كل ما في‬ ‫و�سن‬ ‫و�سعنا من �أجل تر�سيخ مبادئ الوحدة الوطنية ونبذ العنف‬ ‫والتطرف‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الت�شريعات التي ت�ساعد على �إر�ساء مبادئ دولة القانون والم�ؤ�س�سات التي ال‬ ‫مكان فيها للعبث بمقدرات الوطن‪ .‬ونجد من واجبنا �أن ن�ضاعف جهودنا‬ ‫لو�ضع هذه المرئيات مو�ضع التنفيذ‪.‬‬ ‫كما ن�ؤكد لكم يا �صاحب الجاللة ب�أننا �سنم�ضي قد ًما ‪ -‬بالتعاون مع‬ ‫مجل�س النواب ‪ -‬لترجمة هذه ال��ر�ؤى على �أر���ض الواقع‪ ،‬من خالل‬ ‫الت�شريعات والقوانين المنا�سبة التي ت�ساهم في تنمية وتطوير مكت�سباتنا‬ ‫االقت�صادية وال�سيا�سية‪ ،‬تعزيزا لما تتمتع به مملكة البحرين من �سمعة طيبة في‬ ‫هذا المجال‪.‬‬

‫‪197‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا ن�شاطركم ر�ؤيتكم ال�سديدة حول �ضرورة اال�ستثمار في قطاع الطاقة‬ ‫الذي �سي�ؤدي �إلى التو�سع في �إنتاج النفط والغاز‪ ،‬مما �سي�ساهم من دون �شك‬ ‫في توفير فر�ص عمل جديدة ورفع الم�ستوى المعي�شي للمواطنين‪ ،‬وفق‬ ‫�سيا�سات وا�ستراتيجيات بعيدة المدى‪ ،‬من �ش�أنها �أن تحقق �أف�ضل ا�ستغالل‬ ‫لم�صادر الطاقة لجعلها قوة دافعة للنمو االقت�صادي‪.‬‬ ‫وهنا ي�أتي دورنا نحن ال�سلطة الت�شريعية في اتخاذ هذه التوجيهات ال�سامية‬ ‫والخطوط العري�ضة �أولويات لعملنا الت�شريعي‪ ،‬بحيث تُ�شكل لبنة تبنى عليها‬ ‫�إنجازات المرحلة القادمة‪ ،‬للحفاظ على مكت�سباتنا االقت�صادية وتطويرها‬ ‫وتنويع م�صادر الدخل‪ ،‬وتطوير و�سائل تنمية الموارد الطبيعية‪ ،‬من �أجل خلق‬ ‫بيئة منا�سبة للأعمال واال�ستثمار‪ ،‬ودفعها في االتجاه الذي يدعم تناف�سية‬ ‫ومتانة اقت�صادنا الوطني‪ ،‬والذي ن�أمل �أن ي�ساهم في و�ضع الحلول لتلبية‬ ‫احتياجات المواطنين وعلى ر�أ�سها الخدمات الإ�سكانية وتح�سين فر�ص‬ ‫العمل‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫عاليا الدور الذي تقوم به الحكومة‬ ‫�إننا نتفق مع جاللتكم في تثمينكم ً‬ ‫الموقرة بقيادة �صاحب ال�سمو الملكي الأمير خليفة بن �سلمان �آل خليفة‬ ‫رئي�س الوزراء الموقر وجهود �صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سلمان بن حمد‬ ‫�آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫الموقر‪ ،‬حفظهما اهلل ورعاهما‪ ،‬ونعاهدكم ب�أننا �سنقف داعمين لهذه الجهود‬ ‫الد�ؤوبة من �أجل تحقيق تطلعات ال�شعب في التقدم والبناء‪.‬‬ ‫كما نعاهد جاللتكم على تكري�س تعاون ِج ِّد ٍّي وف ّعال مع ال�سلطة التنفيذية‬ ‫لتعزيز م�سيرة الإ�صالح والتنمية‪� ،‬آملين الأخذ في االعتبار بمالحظات‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية بهدف تحقيق الحياة الكريمة التي ت�ستند �إلى الحقوق‬ ‫‪198‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫والحريات والم�صالح الم�شروعة لكل مواطن‪ ،‬م�شاطرين جاللتكم التطلع‬ ‫�إلى م�شاركة جميع �أبناء الوطن بالجهد والعمل و�إب��داء ال��ر�أي‪ ،‬من �أجل‬ ‫الو�صول �إلى الم�ستقبل المن�شود‪ ،‬مرتكزين على قيم الوالء واالنتماء التي هي‬ ‫الم�سار ال�صحيح لتحقيق الآم��ال والطموحات‪ ،‬في بيئة ي�سودها الوئام‬ ‫واالن�سجام‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إننا ن�ؤكد ما ورد في خطابكم ال�سامي من �إ�شادة بالرجال المخل�صين في‬ ‫قوة دفاع البحرين والأمن العام والحر�س الوطني‪ ،‬على تفانيهم و�إخال�صهم‬ ‫الت�صدي‬ ‫للحفاظ على منجزات الوطن‪ ،‬وما يقدمونه من ت�ضحيات في‬ ‫ّ‬ ‫مقدمين بذلك‬ ‫لأعمال العنف‪ ،‬من �أجل �إ�شاعة الأمن واال�ستقرار في البالد‪ّ ،‬‬ ‫نموذجا في تحمل الم�س�ؤولية الوطنية التي ينبغي �أن يتح ّلى بها الجميع‪ ،‬الأمر‬ ‫ً‬ ‫الذي دفعنا في مجل�س ال�شورى �إلى مراجعة الت�شريعات والقوانين بما يعزز‬ ‫مكانتهم ويحفظ حقوقهم وي�ؤمن لهم الحماية الالزمة‪.‬‬

‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫دائما جز ًءا ال يتجز�أ من الأمة العربية‪،‬‬ ‫�إن مملكة البحرين كانت و�ستظل ً‬ ‫وها �أنتم ‪-‬يا �صاحب الجاللة‪ -‬تجددون ت�أكيدكم الدائم لهذه الحقيقة التي‬ ‫ت�ضعنا �أمام م�س�ؤولياتنا التاريخية تجاه ق�ضايانا العربية الم�صيرية‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫ق�ضية العرب الأول��ى الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬التي هي في �صدر اهتماماتنا‬ ‫و�أولوياتنا ك�سلطة ت�شريعية‪ ،‬في ظل ما تتعر�ض له الأمة من محن وم�ؤامرات‬ ‫ت�ستهدف وحدتها وكيانها‪ ،‬م�ستمدين من جاللتكم هذا الح�س العربي‬ ‫دائما‪ ،‬والذي �أكدتم من خالله �ضرورة �أن‬ ‫القومي الحا�ضر في وجدانكم ً‬ ‫ينال ال�شعب الفل�سطيني حقوقه الم�شروعة‪ ،‬و�إقامة دولته الم�ستقلة على ترابه‬ ‫الوطني وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬طبقـًا للقرارات الدولية ومبادرة ال�سالم‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪199‬‬


‫�صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫�إن خطابكم ال�سامي في دور االنعقاد الرابع من هذا الف�صل الت�شريعي هو‬ ‫خارطة ومنهاج ير�سم لنا طريق العمل ال�ستكمال ما بد�أناه‪� ،‬سائلين المولى‬ ‫يمدنا‬ ‫عز وجل �أن يوفقنا لنكون على م�ستوى ثقة جاللتكم الغالية‪ ،‬و�أن ّ‬ ‫بالقوة والعزيمة‬ ‫لتحمل الم�س�ؤولية في ترجمة هذه التوجيهات ال�سامية �إلى‬ ‫ّ‬ ‫حقائق ت�صب في خدمة الوطن ورفعته‪ ،‬وت�ساهم في تحقيق طموحات‬ ‫المواطنين في الحياة الكريمة في وطن ت�سوده المحبة والإخ��اء والعي�ش‬ ‫الم�شترك‪ ،‬لتظل البحرين كما كانت دائما منارة متميزة ومدعاة للفخر‬ ‫المتفرد‬ ‫وتنوع ن�سيجها االجتماعي‬ ‫واالعتزاز بخ�صو�صيتها و�إنجازاتها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بان�سجامه وتما�سكه ووحدته الوطنية‪.‬‬ ‫ختا ًما‪ ،‬ن�س�أل المولى العلي القدير �أن يحفظ جاللتكم و�أن ي�سدد على‬ ‫طريق الخير خطاكم و�أن يوفقكم في تحقيق ما ت�صبون �إليه من خير ورفعة‬ ‫وتحقيق طموحات و�آمال �شعبكم الوفي‪.‬‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬

‫‪200‬‬


‫الف�صل الت�شريعي الثالث‪ -‬دور االنعقاد الرابع‬

‫�أع�ضاء لجنة الرد على الخطاب الملكي ال�سامي‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة بهية جواد الج�ش ‬ ‫ي‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد �إبراهيم محمد ب�شمي ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد �أحمد �إبراهيم بهزاد ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد جميلة علي �سلمان ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة جهاد عبداهلل الفا�ضل ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيد خليل �إبراهيم الذوادي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الدكتورة عائ�شة �سالم مبارك ‬ ‫�سعادة الع�ضو ال�سيدعبد الجليل عبد اهلل العويناتي ‬ ‫�سعادة الع�ضو ف�ؤاد �أحمد الحاجي ‬ ‫�سعادة الع�ضو الفا�ضلة منيرة عي�سى بن هندي ‬

‫رئي�س اللجنة‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬ ‫ع�ضو‬

‫‪201‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.