Ä¿àb ¿ R R@ r ÀR > ¿ ÂR R#¿ âaAF ¿ ÀR > ¿ p TJL sH TL A ¿ T ¿ÉÇ
OGóYEG ÂɨdG »∏Y ºã∏c .O 2010
�إعداد د .كلثم علي الغامن 2010
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الفهر�س العنوان
المحتويا ت المقدمة ال�شباب والمجتمع الف�صل الأول �أوال :تعريف مفهوم ال�شباب ثانيا :ال�شباب والثقافة المجتمعية ثالثا :خ�صائ�ص ال�شباب و�سماته رابعا :العوامل الم�ؤثرة في ال�شباب خام�سا :حاجات ال�شباب الف�صل الثاني
الزواج وق�ضايا االختيار الزواجي �أوال :تعريف الزواج ثانيا :نمط الزواج المنظم ثالثا :االختيار الزواجي
رقم ال�صفحة 4 6 9 11 13 14 17 21 22 25 28
الإتجاهات النظرية المف�سرة لالختيار الزواجي الف�صل الثالث �أوال� :أهم النظريات المف�سرة لالختيار الزواجي ثانيا :نظرية التجان�س ثالثا :نظرية المعايير رابعا :نظرية تكامل الحاجات
33 35 36 39 41
معايير االختيار الزواجي في مجتمعات مختلفة �أوال :العمر ثانيا :ال�شكل الخارجي والجاذبية ثالثا :الدين والأخالق والعاطفة
45
الف�صل الرابع
المجلس األعلى لشؤون األسرة
46 47 48
المحتويات
رقم ال�صفحة
العنوان
التغير االجتماعي واالختيار الزواجي الف�صل الخام�س في مجتمعات الخليج العربية �أوال :حرية االختيار الزواجي ثانيا :موا�صفات ال�شريك ثالثا :التقاليد وت�أثيرها في االختيار الزواجي الف�صل ال�ساد�س
51 53 57 62
محددات االختيار الزواجي في المجتمع القطري �أوال :محدادات االختيار الزواجي في الإ�سالم ثانيا :معايير االختيار الزواجي في الثقافة ال�شعبية ثالثا :تف�ضيل زواج الأقارب رابعا :عادات الزواج في المجتمع القطري
واقع الزواج وال�شباب في المجتمع القطري الف�صل ال�سابع �أوال :خ�صائ�ص الأ�سرة القطرية ثانيا :الحالة الزواجية ثالثا :متو�سط العمر عند الزواج رابعا :درجة القرابة بين الزوجين خام�سا :ارتفاع معدالت الطالق
67 68 74 75 79 83 84 86 88 89 90
المجلس األعلى لشؤون األسرة
المحتويات
العنوان
الف�صل الثامن �إتجاهات ال�شباب القطري نحو الزواج ومعايير االختيار الزواجي �أوال :الإجراءات المنهجية ثانيا :خ�صائ�ص ال�شباب القطري من واقع بيانات الدرا�سة الميدانية ثالثا :نتائج الدرا�سة الميدانية الف�صل التا�سع
الخال�صة والتو�صيات وبرامج العمل �أوال :النتائج الأ�سا�سية للدرا�سة ثانيا :التو�صيات ثالثا :المقترحات والبرامج العملية
المالحق �أوال :قائمة المراجع ثانيا :اال�شكال البيانية ثالثا :الجداول رابعا� :أداة الدرا�سة
المجلس األعلى لشؤون األسرة
رقم ال�صفحة
95 96 98 101 125 126 132 134 137 145 146 151
المقدمة تمر مجتمعات الخليج ومن بينها المجتمع القطري بتغيرات اجتماعية وثقافية وا�سعة النطاق ،وهي تغيرات مرهونة بالتغيرات االقت�صادية الجوهرية التي ت�سارعت وتائرها خالل العقود القليلة الما�ضية ،ونتيجة التو�سع في نطاق التعليم وفي نوعيته ،وات�ساع نطاق االحتكاك مع ثقافات �أخرى تعلي من الدور الفردي في الحياة االجتماعية� ،أدت �إلى تغيرات �أ�سا�سية في حجم الأ�سرة التي تتجه نحو �سيطرة نمط الأ�سرة الزواجية مقابل اختفاء نمط الأ�سرة الممتدة� ،أو تراجعها ب�شكل ملحوظ ،و�إلى تغيرات �أكيدة في �أو�ضاع المر�أة ،مهدت لتغيرات جذرية في عملية اتخاذ القرار داخل الأ�سرة في هذه المجتمعات ،كما انعك�ست على طبيعة العالقة الزوجية نف�سها. وبما �أن ال�شباب هم �أكثر فئات المجتمع �إدراكا للتحوالت الحادثة ،والأكثر تفاعال مع المتغيرات الجديدة؛ ف�أن ت�أثر اتجاهاتهم نحو الزواج وق�ضاياة �أمر متوقع ،كذلك �أو�ضاعهم الأ�سرية ،وقدرتهم على تكوين �أ�سرة ،وعلى �إنجاح العالقة الزوجية ،بما يوفر اال�ستقرار خ�صو�صا و�أن الواقع يك�شف عن مجموعة من الظواهر التي لها النف�سي واالجتماعي لهم، ً عالقة -في الأ�سا�س -بق�ضايا االختيار الزواجي ونظرة الجن�سين نحو بع�ضهما ،و�شبكة العالقات االجتماعية التي ينخرط بها الفرد ،وب�ضغوط الحياة والتعليم والعمل ،ومظاهر اال�ستهالك و�أنماطة ال�شائعة بين ال�شباب ،فالأ�سرة الخليجية ت�شهد الآن ظاهرة العنف الأ�سري التي لم تكن موجودة من قبل ،كما �أن معدالت التفكك الأ�سري باتت في ازدياد، فالبيانات الإح�صائية ُتظهر زيادة معدالت الطالق ،ففي المجتمع القطري بلغت ن�سبة الطالق -بالقيا�س �إلى الزواج في ال�سنوات ال�سابقة� -أكثر من ثلث حاالت الزواج ،كما �أن معظم حاالت الطالق تقع بين الأزواج ال�شباب ،وغالبيتها تحدث قبل الدخول “البدء بالعالقة الزوجية ال�شرعية”. وفي �ضوء ذلك انطلقت الدرا�سة من فر�ضية �أ�سا�سية ،وهي �أن العوامل االجتماعية ومعايير المجتمع حول الزواج واختيار ال�شريك تلعب دو ًرا في الت�أثير على عملية االختيار الزواجي،
4
المجلس األعلى لشؤون األسرة
و�أن ال�شباب القطري يخ�ضع لمعايير المجتمع وطريقة الزواج المنظم التي تعتمد على الأ�سرة والمجموعة القرابية في اختيار ال�شريك ،وت�ساهم في �إنت�شار زواج الأقارب مع ما يترتب عليه من مخاطر �صحية ،كما ت�شكل ر�ؤيتهم حول الخ�صائ�ص والأدوار التي يجب �أن يقوم بها ال�شريك ،وبطبيعة العالقة الزوجية التي تت�أثر بالتق�سيم االجتماعي للأدوار للذكور والإناث، مع مايترتب على ذلك من م�شكالت زوجية. و�سوف تحاول الدرا�سة ا�ستطالع ت�أثير هذه التف�ضيالت المجتمعية على قرارات ال�شباب بالزواج وباختيارال�شريك وبالعالقة الزوجية وباتخاذ قرار الطالق .ولقد ُطبقت درا�سة ميدانية على عينة من ال�شباب ،من “المرحلة العمرية من ”30-18بلغ حجمها 526بهدف الك�شف عن اتجاهاتهم نحو ق�ضايا االختيار الزواجي .وخرجت الدرا�سة بعدة نتائج مهمة يمكن االعتماد عليها في و�ضع �سيا�سة معينة في مجال �إعداد ال�شباب للعالقة الزوجية. ً تعريف مفهوم ال�شباب وبع�ض وتت�شكل الدرا�سة من �ستة ف�صول؛ يقدم الف�صل الأول خ�صائ�صهم ،و�أهم العوامل التي يت�أثرون بها وم�شكالت ال�شباب في المجتمعات المعا�صرة، على حين يناق�ش الف�صل الثاني مفهوم الزواج ودوره في الحياة االجتماعية وطرق الزواج ومحدادت االختيار الزواجي ،ويتناول الف�صل الثالث النظريات المف�سرة لق�ضايا االختيارالزواجي ،و�أما الف�صل الرابع في�شرح معايير االختيار الزواجي من خالل نتائج الدرا�سات من مجتمعات مختلفة ،ويناق�ش الف�صل الخام�س ق�ضية الدور الذي يلعبه التغير االجتماعي في تغير مفاهيم الزواج ومعايير االختيار الزواجي عند ال�شباب في المنطقة، في حين يناق�ش الف�صل ال�ساد�س بع�ض ق�ضايا الزواج ،وطرق الزواج ،والعادات والتقاليد المرتبطة به في المجتمع القطري ،ويقدم الف�صل ال�سابع تحلي ًال حول واقع ال�شباب والزواج في المجتمع القطري ،وي�شرح الف�صل الثامن الإجراءات المنهجية للدرا�سة الميدانية، ويعر�ض �أهم النتائج التي تو�صلت �إليها الدرا�سة ،ويحتوي الف�صل التا�سع على خال�صة البحث والتو�صيات .كما يحتوي التقرير على مالحق هي عبارة عن الجداول الإح�صائية ون�سخة من �أداة الدرا�سة.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
5
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل الأول
ال�شباب واملجتمع
المجلس األعلى لشؤون األسرة
7
املقدمة يعد ال�شباب ال�شريحة المهمة في كل المجتمعات؛ وذلك ب�سبب العديد من ال�صفات التي يتميزون بها؛ فهم الجيل الفتي والمعد لممار�سة الأدوار الهامة ،وتولي الم�س�ؤوليات في المجتمع ،ومنها :تكوين الأ�سرة ،والإنجاب ،وتربية ال�صغار ،وهم الفئة المنتجة ،التي قام المجتمع بتدريبها ح�سب �أحدث ماتو�صل له من اكت�شافات وماتم نقله اليه من خبرات ،كذلك ال�شباب هم دماء جديدة ت�سعى للتغير والتحديث ب�سبب عنفوانها وقدرتها على �أخذ زمام المبادرة . ومع ذلك ف�إن ال�شباب هم �أكثر الفئات تعر�ضا للمخاطر � ً أي�ضا ،ب�سبب ال�صفات التي يتمتعون بها؛ فهم من يقاتلون في الحروب ،وكثيرا ما ُي�ستغلوا في ال�صراعات الم�سلحة، وهم من يتعر�ضون لمخاطر التغير االقت�صادي واالجتماعي اال�سريع فيقعون تحت طائلة البطالة ب�سبب عدم قدرتهم على مناف�سة الكبار في العمل؛ �إما ب�سبب كونهم ال يمتلكون الخبرة الكافية� ،أو ب�سبب قله الوظائف مقارنة بفر�ص العمل ،وبعدد الداخلين اليها من قوى ب�شرية. وكذلك فال�شباب ،وب�سبب مرحلتهم العمرية وفتوتهم ،يتعر�ضون لمخاطر الدخول في عالقات جن�سية ت�ؤدي �إلى �إ�صابتهم ب�أمرا�ض خطيرة ،ويتعر�ض ال�شباب لمخاطر االنحرافات الفكرية �أكثر من غيرهم ب�سبب المرحلة العمرية التي يمرون بها ،تلك التي لم يكتمل فيها تكوينهم القيمي والمعرفي؛ ونتيجة ذلك ُي�ستغلوا في حركات التطرف الفكري والديني، وعلى النقي�ض � ً أي�ضا ُي�ستغلوا في ن�شر الأفكار الفو�ضوية وال�شاذة ،كما �أن تعر�ضهم لمخاطر االنحرافات ال�سلوكية �أكبر في ظل العولمة وانت�شار و�سائل االت�صال الحديثة وع�صر الديجتيال والأجهزة االلكترونية التي يجيد ال�شباب التعامل معها ،بل �إنهم هم قادة االختراع والتقدم التقني فيها .وفي هذا الف�صل �سوف نتناول مفهوم ال�شباب ،ونحلل بع�ض العوامل الموثرة في واقعهم.
8
المجلس األعلى لشؤون األسرة
�أوال :تعريف مفهوم ال�شباب: �إن تحديد المرحلة العمرية لل�شباب من الأمور التي اختُلف حولها فثمة من يحدد تلك المرحلة بين � 30-10سنة على حين �أن البع�ض الآخر يحددها بين 21-13على الأقل وي�سمونها بمرحلة المراهقة ،وهناك من يبد�ؤها بالـ 14ويحدد فترتها الأولى بنهاية الـ 18 وي�صل بفترتها الثانية �أو المتاخرة حتى ، 27ويرى �آخرون �أنها تغطي الفترة بين 27-17 �أو �إلى حدود الـ . 1 30ومما ال �شك فيه �أن ح�صر �شريحة ال�شباب �ضمن فئة عمرية محددة هو �أمر بالغ التعقيد؛ لذا يذهب بع�ض الباحثين �إلى القول ب�أن تلك المرحلة ع�صية على التحديد؛ �إذ تختلف بدايتها ونهايتها من فرد �إلى فرد ،ومن جن�س �إلى جن�س ،ومن ثقافة �إلى ثقافة . 2 ولقد ترتب على ذلك العديد من االلتبا�سات ،خ�صو�صا بالن�سبة للتفريق ما بين مرحلتي المراهقة وال�شباب ،فهي عند �أطباء الأع�صاب تنتهي عند �سن الع�شرين� ،أي حين يكتمل نمو الجهاز الع�صبي وتنتهي عند �أخ�صائي النمو في �سن الخام�س والع�شرين� ،أي عندما يكتمل نمو الجهاز العظمي؛ فلكل مقايي�سه ح�سب االخت�صا�ص فللقا�ضي مقيا�س الم�س�ؤولية الجزائية وللمربي مقيا�س فترة انتهاء المرحلة التعليمية الإجبارية عند �سن ال�ساد�سة ع�شرة� .3إال �أنه وفي عام 1985اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعريفا لفئة ال�شباب ال يزال ي�ستخدم �إلى الآن كمعيار معتمد دوليا في غالبية الدرا�سات واالح�صائيات ،حيث حدد التعريف ال�شباب "ب�أنهم الأفراد الذين تقع �أعمارهم ما بين � 15إلى � 24سنة". و�أثار هذا التعريف ،وال يزال ،نقا�شا وا�سع النطاق حول مدى مالئمته للواقع العملي المتنوع في مختلف دول العالم ،وات�ساقه مع ن�صو�ص االتفاقيات الدولية .فطبقا لهذا التعريف ف�إن - 1حممد يا�سر اخلواجة ،ال�شباب العربي ،يف كتاب :خ�ضر زكريا و�آخرون ،درا�سات يف املجتمع العربي املعا�صر ،دم�شق:الأهايل للطباعة والن�شر والتوزيع،ط�،1999 ،1ص.258 - 2املرجع ال�سابق. - 3املنجي الزيدي ،مقدمات ل�سو�سيولوجيا ال�شباب ،جملة عامل الفكر ،املجلد ،30العدد – 3د –.املجل�س الوطني للثقافة والفنون واالداب – الكويت. 2002 -
المجلس األعلى لشؤون األسرة
9
الأطفال هم من تكون �أعمارهم �أقل من � 14سنة ،بينما تحدد المادة ( )1من اتفاقية الأمم المتحدة الخا�صة بحقوق الأطفال لعام ،1979الأطفال ب�أنهم جميع من تكون �أعمارهم من الثامنة ع�شرة �سنة ف�أقل .كما �أن نقا�شا حيويا قد جرى خالل عامي � 1998-1997أثناء �إعداد ن�ص االتفاقية رقم 182الخا�صة بمنع �أ�سو�أ ا�شكال عمل الأطفال ،حول الفرق في تعريف "الطفل" و"ال�شاب" .وقد تم خالل منتدى ال�شباب الدولي في "داكار" ،ال�سنغال، في �أغ�سط�س 2001الطلب من الأمم المتحدة �إعادة النظر في تعريف ال�شباب ،وبرفع الحد الأق�صى لل�سن؛ لي�صل �إلى 30عاما ،حتى يفي بمتطلبات تعريف ال�شباب خا�صة في البلدان النامية .4 وقد كان الهدف من مرونة "التعريف" تو�سيع نطاق الحماية االجتماعية ،خا�صة في المراحل االنتقالية للفرد من عالم الطفولة �إلى عالم البالغين .بالإ�ضافة �إلى ذلك ف�إن عوامل ذات �صلة مبا�شرة بعنا�صر �سو�سيولوجية واقت�صادية و�سيا�سية في مختلف المجتمعات تلعب دورا �أ�سا�سيا في تعاملها المعياري والفعلي مع فئة ال�شباب . 5 وينظر بع�ض الباحثين �إلى مرحلة ال�شباب على �أنها ظاهرة �إجتماعية ومنهم من يعتقد �أنها مجموعة من الظواهر النف�سية والن�ضج الجن�سي والج�سمي والعقلي واالجتماعي والإنفعالي، �إال �أن المفهوم الذي يلقي قبو ًال هو �أن ال�شباب يمثل مرحلة زمنية . 6بمعنى �أنها مجموعة من الخ�صائ�ص الج�سمية واالنفعالية تميز مرحلة عمرية معينة .ومع ذلك ف�إن المنظور ال�سو�سيولوجي لل�شباب ال يف�صل بين مرحلة ال�شباب والنمو الف�سيولوجي ،والنمو االجتماعي، ففي هذه المرحلة يدرك ال�شباب �أدوارهم االجتماعية ،وعلى ر�أ�سها �أدوارهم االجتماعية، فيبد�أون بالبحث عن �شريك ليتقا�سموا معه تكوين �أ�سرة . - 4حممد �إبراهيم ديتو ،بطالة ال�شباب يف العامل العربي :نحو منظور جديد لتحدي الع�صر ،الأمم املتحدة ،منظمة العمل الدولية، الندوة الإقليمية الثالثية للخرباء حول ت�شغيل ال�شباب واال�ستخدام يف املنطقة العربية ،عمان/الأردن 8-6 ،ني�سان/ابريل 2004 - 5املرجع ال�سابق. http://www.arrouiah.com/node/44409 - 6
10
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وتك�شف هذه المرحلة عن مدى قدرة المجتمع على تزويد ال�شباب بالخبرات والمعلومات الكافية لل�شباب؛ لكي يهي�ؤوا �أنف�سهم لأدوار الكبار ،وهذا يتم بدرجات متفاوته بين المجتمعات؛ فالفرد في هذه المرحلة لم يعد �صغيرا خ�صو�صا من الناحية الج�سمانية والجن�سية ،ورغم �أنه �أ�صبح م�ستعدا لممار�سة �أدوار الكبار ف�إنه ال يمتلك المعرفة الكاملة التي ت�ساعده على ذلك . 7 من ناحية �أخرى ،يتمكن الأفراد �أو ال�شباب في هذه المرحلة من �إدراك المفاهيم والقيم المجتمعية ،ومن خالل �إدراكهم بكونهم يمثلون الم�ستقبل يبد�أون بمراجعة الموروث، وينق�سمون �إلى عدة �أنماط كانعكا�س لنوعية الأ�سرة التي تربوا في ظلها وبم�ستواها االجتماعي والفكري يتمكنون من تحديد مواقفهم؛ فهم �إما مدافعون عن الما�ضي �أو �أنهم يحاولون تغييره� ،أو تغيير بع�ض جوانبه على الأقل. ثانيا :ال�شباب والثقافة املجتمعية: �إن لكل مجتمع مكو ًنا ثقاف ًّيا يميزه عن باقي المجتمعات الأخرى ،ويت�شكل من العقيدة الدينية ،واللغة ،والمعارف ،والعلوم ،والمهارات ،والأن�شطة ،والفنون ،والآداب ،والتراث والقيم ،والتقاليد والعادات والأخالق ،والتاريخ والأحداث والتجارب الم�شتركة ،وطرق الحياة التي ت�سكن الوجدان ال�شعبي ،ومعايير العقل وال�سلوك والآداب والأحكام والقيم العامة ،وغيرها من العنا�صر التي تتطور وتتغاير عبر الزمن .وفي �أجزاء منها ينتمي �إلى الن�سق الثقافي االن�ساني الم�شترك الذي ت�شكل وتراكم عبر ال�سنين ونتيجة االحتكاك الثقافي والتوا�صل بين ال�شعوب المختلفة ،وجزء �آخر هو نتاج لمجتمع بعينه ،يعد المقوم الأ�سا�سي الذي يبني هذا المجتمع �أو ذاك هويته الثقافية المتفردة عن ثقافة باقي الأمم. ويدور �صراع ثقافي بين الأنا والنحن “الفرد -الجماعة” �أو الهوية الفردية التي تميز 7 - S.N. Eisenstadt:Power,Trust and MeaningEssays in Sociological Theory and Analysis, University of Chicago Press,1995,pp.71-73.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
11
كل �شخ�ص عن الآخر ،وبين الهوية الجن�سية �أو البيولوجية “الذكور -الإناث” وبين الهوية الزمنية التي تميز الأفراد ح�سب مراحلهم العمرية “الأطفال – ال�شباب -الم�سنين” ،وبين الهوية الجماعية التي تعبرعن القوا�سم الم�شتركة بين الأفراد كالخ�صائ�ص االجتماعية واالقت�صادية كالطبقات “عليا – و�سطى – دنيا” ،وبين النحن والآخر “الجماعة مقابل جماعة �أخرى” �أو الهوية الثقافية لمجتمع معين مقابل الثقافات الآخرى ،التي ت�شير �إلى االختالف بين الجماعت الب�شرية. ويتم هذا ال�صراع على عدة �أ�صعدة لعل �أهمها؛ ال�صراع بين القيم المحافظة ومتطلباتها من التم�سك بقيم الما�ضي ،وبين القيم الجديدة ومتطلباتها من التغيير .بين هذا وذاك يقع ال�شباب في معترك ال�صراع ،بو�صفهم �أدوات التجديد ،وفي الوقت نف�سه هم مطالبون بالمحافظة على الهوية وعلى الذات الجماعية. فعلى الرغم من �أن �أدوات العولمة الثقافية ،ومن بينها ،االقت�صاد وحركة ر�ؤو�س الأموال، تو�سع �شبكة االت�صاالت وتدفق المعلومات ،تنقل الخبرات والأيدي العاملة والهجرات مابين الدول ،ات�ساع نطاق تطبيق القوانين الدولية ،تعاظم دور الآلة االعالمية ،والتي كلها قد �ساعدت على انتقال وانت�شار وت�أكيد رموز الثقافة الغربية في المجتمعات المختلفة و�أ�سهمت بت�سريع عمليات التغير االجتماعي� ،إال �أن ال�شباب غالبا ما يت�أثرون بنمط الأ�سر التي ينتمون �إليها “ح�ضرية -بدوية – ريفية” مع كافة خ�صائ�صها االجتماعية واالقت�صادية ،وبطرق التن�شئة االجتماعية ،وبتق�سيمات الجندر في المجتمع ،وبالرموز وال�صور النمطية التي تتبناها الثقافة المجتمعية. ووفق هذا المنظور ف�إن ال�شباب الذي ينتمي لأ�سر تعي�ش في مناطق ح�ضرية والتي تتميز عادة بارتفاع م�ستواها االقت�صادي والتعليمي ،وبقدرتها على توفير فر�ص تعليم م�ستمرة للأبناء ،ف�إن من المتوقع �أن ين�ش�أ ال�شاب في �أجواء �أكثر تقبال للتغيير ،كما �أن الأ�سر التي تت�سم فيها العالقات بين الأجيال بنوع من اال�ستقاللية في القرار ،وتكون الفروق المبنية على الجندر قليلة ،وترتكز طرق التربية فيها على الحوار والديمقراطية ،ف�إنه يتوقع �أن نجد �شبابا �أكثر تمردا على التقاليد و�أكثر قدرة على اتخاذ القرار الم�ستقل ،وبذلك ي�صبح اختيار
12
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ال�شريك لي�س مهمة الأهل بالكامل ،وعندها يتم تجاوز نمط الزواج المنظم ب�سهولة ومن دون م�شكالت .في حين يتوقع �أن ال�شباب الذي يعي�ش في ظل �أجواء تت�سم باالعتمادية وبقوة العادات والتقاليد ،ويتفرد فيها الكبار بعملية اتخاذ القرار ،تبدو تف�ضيالت ال�شباب بالن�سبة ل�شريك الحياة بعيدة المنال . ثالث ًا :خ�صائ�ص ال�شباب و�سماته: تعد مرحلة ال�شباب من �أهم المراحل التي يمر فيها الفرد ،فبالإ�ضافة �إلى اكتمال النمو الفيزيولوجي الذي يتميز فيه البناء الج�سماني بالقوة والفتوة ،يكتمل � ً أي�ضا نموه ال�سيكولوجي حيث تبد�أ �شخ�صيته بالتبلور .8وتن�ضج ال�شخ�صية من خالل ما يكت�سبه الفرد من مهارات ومعارف ،ومن خالل الن�ضوج الج�سماني والعقلي ،والعالقات االجتماعية التي ي�ستطيع الفرد �صياغتها �ضمن اختياره الحر .و�إذا كان معنى ال�شباب �أول ال�شيء ،ف�إن مرحلة ال�شباب تتلخ�ص في �أنها مرحلة التطلع �إلى الم�ستقبل بطموحات عري�ضة وكبيرة . ويمكن لل�شباب تطوير ن�سق ثقافي خا�ص يعبر عنه بثقافة ال�شباب وفيها تحد �صريح لقيم المجتمع وثقافته .9 وغالبا ماتطلق �صفة ال�شباب على الذكور ،ولكن في العقود الأخيرة بد�أ تناول ق�ضايا ال�شباب من دون التق�سيم ال�سابق؛ فال�شباب مرحلة عمرية يمر بها كل من الرجل والمر�أة ،ومع ذلك ف�إن مواقف المجتمع تختلف ناحية ال�شباب من الجن�سين ،وحتى الدرا�سات العلمية نجدها قد ركزت و�أفا�ضت في درا�سة ال�شباب الذكور �أكثر من الإناث ،وذلك ت�أثرا بثقافة الجندر في المجتمعات ،وال�سيما �أن مرحلة ال�شباب ت�صنف كمرحلة الفتوة والتمرد ،في حين تت�سم نظرة المجتمع للمر�أة في كافة مراحلها العمرية ككيان �ضعيف ومطيع. 8 - Marvin B. Sussman, Suzanne K. Steinmetz, Gary W. Peterson:, Handbook of marriage and the family, “Eds.” 2nd ed., 1999, p.26 9 -Brake M:the sociology of youth culture and youth sub- culture- sex and drugs and rockn'roll,routledge and kegan Paul,London, 1980.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
13
رابعا :العوامل امل�ؤثرة يف ال�شباب: �أو�ضح تقرير الأمم المتحدة عن ال�شباب لعام 2005ب�أن ال�شباب قد زاد عددهم في العالم فيما بين عامي 1995و ،2005حيث ارتفع عدد الأ�شخا�ص الذين تتراوح �أعمارهم بين � 15سنة و � 24سنة من 1025مليار �إلى 1153مليار ،و�أ�صبح ال�شباب ي�شكلون في الوقت الراهن %18من عدد �سكان العالم .وهناك %85منهم يعي�شون في البلدان النامية وفي ظل �أو�ضاع اقت�صادية غير منا�سبة. وي�شير التقرير نف�سه �إلى �أنه تنبغي مالحظة التغيرات االقت�صادية واالجتماعية التي حدثت في الظروف العالمية منذ ،1995والتي تتمثل في خم�س م�سائل جديدة ﺗﻬم ال�شباب وهي: العولمة ،وزيادة ا�ستخدام تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت ،ولكليهما ت�أثيرات متفاوتة في حياة ال�شباب ،هذا �إلى جانب انت�شار وباء نق�ص المناعة الب�شرية /الإيدز ،وتعاظم م�شاركة ال�شباب في ال�صراعات الم�سلحة �سواء �أكانوا جناة �أم مجن ًّيا عليهم ،وازدياد �أهمية العالقات بين الأجيال في اﻟﻤﺠتمع العالمي الآخذ في ال�شيخوخة .10 ويك�شف التقرير ال�سابق عن ق�ضية �آخرى هامة تتمثل في �أن ال�شباب ي�صل الآن �إلى �سن البلوغ في �أعمار مبكرة ويتزوجون في �أوقات مت�أخرة .كما يبد�أ الن�شاط الجن�سي لل�شباب في العديد من البلدان المتقدمة قبل الزوا ج� ،سواء بالن�سبة للن�ساء �أو للرجال ،ولم يعد الزواج يمثل العالقة التي يمار�س من خاللها الن�شاط الجن�سي في تلك المجتمعات؛ ولذلك نجد هناك تراج ًعا في عدد الزيجات المعقودة �سنويا .وح�سب التقرير ف�إن العالقات الجن�سية قبل الزواج لم تعد مقت�صرة على المجتمعات الغربية فهي �آخذة في االزدياد في العديد من الدول. و�أ�شار التقرير نف�سه �إلى المخاطر التي يتعر�ض لها ال�شباب ب�سبب ممار�سة العالقات - 10الأمم املتحدة ،اجلمعية العامة ،الدورة ،60املجل�س االقت�صادي االجتماعي ،الدورة املو�ضوعية لعام ،2005تقرير الأمني العام ،تقرير ال�شباب العام لعام �.2005ص.3
14
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الجن�سية في فترة المراهقة وقبل الزواج� ،إال �أن التقرير لم يو�ضح �أهمية دور الزواج في الحماية من العالقات الجن�سية المتعددة التي تزداد فيها مخاطر الإ�صابة بالأمرا�ض الجن�سية ومخاطر الإ�صابة بمر�ض فقدان المناعة المكت�سبة “الإيدز” ،هذا �إلى جانب دور الزواج في اال�ستقرار النف�سي لل�شباب والذي ح�سبما ي�شير بالتقرير تزداد لديه ن�سبة االنتحار والقلق واالكتئاب. وعلى الرغم من �أن لكل مجتمع ظروفة الخا�صة وم�شكالته النوعية المرتبطة بم�ستوى التنمية االجتماعية وبنوعية الموارد المتاحة ،وبقدرة ال�شباب �إلى الو�صول لها ،وبالثقافة ال�سائدة ،وبمجريات التغير االجتماعي ،ف�إن المجتمعات الإن�سانية الآن تتوا�صل وتنت�شر بينها الأفكار ب�صورة �أ�سرع و�أكثر ت�أثيرا ،و�أ�صبح ال�شباب �أكثر ال�شرائح االجتماعية ت�أثرا بالعولمة االقت�صادية والثقافية. و�إذا كان حوالي %80من �إجمالي ال�شباب في العالم ينتمون �إلى العالم النامي ،ف�إن حجم التحديات التي تواجهها هذه ال�شريحة في تلك المجتمعات م�ضاعفة ،بالنظر �إلى �ض�آلة الموارد ،وت�أخر التقدم االجتماعي واالقت�صادي ،فكلما ت�ضاءلت فر�ص التنمية في المجتمعات تزايدت العوامل التى ت�شكل تحديات عنيفة تواجه ال�شباب .ومن ناحية �أخرى برزت ثقافة عالمية لل�شباب خلقت ازمة ثقة بالتراث لدى ال�شباب وولدت م�شكالت البحث عن الهوية. ويواجه ال�شباب في الدول النامية� ،أزمة انتماء ،نتيجة االحباطات التي يعانوت منها ب�سبب عدم قدرة المجتمع على توفير الفر�ص التي يمكن �أن ي�ستفيدوا منها ،هذا �إلى جانب �إدراك ال�شباب لحالة التخلف الفكري واالقت�صادي واالجتماعي التي تواجهها مجتمعاتهم قيا�سا بالدول المتقدمة . .11ولقد ولدت هذه الأ�شكاليات لدى البع�ض منهم حالة من التمرد والتبرم �أو حالة من ال�سلبية والأنزواء لدى البع�ض الآخر ،الأولى �أفرزت م�شكالت التطرف والفو�ضى الفكرية عند بع�ض ال�شباب ،والثانية �أدت �إلى ظهور انحرافات وم�شكالت �سلوكية مثل ،الإدمان على المخدرات والعالقت الجن�سية غير ال�شرعية. - 11يا�سر اخلواجة ،ال�شباب العربي ،املرجع ال�سابق.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
15
ولقد ت�أثرت �أو�ضاع ال�شباب العربى والإ�سالمى بالأو�ضاع االقت�صادية واالجتماعية لهذة المجتمعات ،خ�صو�صا و�أن معظم الدول العربية والإ�سالمية ت�صنف �ضمن الدول النامية، والتي يواجه ال�شباب فيها م�شكالت عميقة ،مثل� :ض�آلة فر�ص التعليم ،وتخلف مناهج التعليم ،وارتفاع تكاليف المعي�شة ،والبطالة ،نتيجة قلة فر�ص العمل �أو نتيجة عدم تال�ؤم مهارت ال�شباب مع متطلبات التطور في �سوق العمل ،فمثال تعد بطالة ال�شباب في العالم العربي من �أعلى معدالت البطالة في العالم ،وقد ا�شار �إلى هذه الحقيقة ،التقرير ال�صادر عن منظمة العمل الدولية بعنوان "اتجاهات الت�شغيل في العالم" . 12ويو�ضح الجدول الآتي توزيع معدالت البطالة في المجتمعات العربية :13 جدول رقم ()1 معدل البطالة لدى ال�شباب يف جمموعة من البلدان العربية البلد البحرين الأردن الكويت لبنان عمان اجلمهورية العربية ال�سورية اليمن
معدل البطالة 6.3 17.1 1.5 10.9 4.9 5.0 13.2
معدل بطالة ال�شباب% 24 27.1 6.2 30.0 17.6 7.3 19.8
� - 12آفاق ال�سكان يف العامل"-دائرة ال�سكان باالمم املتحدة . 2000
World Population Prospects: The 2000 Revision, United Nation Population Division 13 -http://www.ilo.org/public/arabic/region/arpro/beirut/employment/youthemploy/ppers/dito.htm
16
المجلس األعلى لشؤون األسرة
خام�سا :حاجات ال�شباب: هناك عدد من الحاجات الأ�سا�سية التي يتطلب �إ�شباعها منذ مراحل الطفولة مرورا بال�شباب ،مثل الحاجة �إلى الأمن و�إلى المعافاة في مرحلة الطفولة ،بينما نجد حاجات �أ�سا�سية ومتنوعة تتطلب الإ�شباع في مرحلة ال�شباب ،مثل الحاجة �إلى الحرية والهوية التي تتمثل في الحريات الآتية : الحاجة �إلى حرية الحركة ،وتتعلق بالحق في ال�سفر وا�ستقبال ال�ضيوف ،والحق في التعبير والكتابة والن�شر. الحاجة �إلى الحرية ال�سيا�سية ،وتتعلق بالحق في اكت�ساب وعي و�إدراك ،والحق في التعبئة للقيام ب�أعمال تطوعية اجتماعية وغيرها ،والحق في المواجهة والمقارنة ال�سيا�سية. الحاجة �إلى الحرية الق�ضائية ،وتتعلق هذه الحاجة بحق التقا�ضي �أمام العدالة �سواء كان بالن�سبة للطفل �أو ال�شاب والرا�شد ،وخا�صة بالن�سبة لل�شباب �إذا ما تعر�ض لظلم �أو ا�ستغالل �أو �أعمال تم�س كرامته ك�إن�سان. الحاجة �إلى ال�شغل ،وتت�ضمن هذه الحاجة الحق في ال�شغل وممار�سة مهنة. الحاجة �إلى حرية االختيار ،وتتعلق بالحق في اختيار المهنة ،والحق في اختيار الزوج، والحق في اختيار موقع ال�سكن. و�أ�سهم التطور الحا�صل في النظم والت�شريعات في تحول هذه الحاجات �إلى حقوق تكفلها الد�ساتير والقوانين� ،إال �أن الق�ضية ال�شائكة ال تتمثل في توفر القوانين ولكن في مدى تفاعل هذه القوانين مع الواقع ،فكلما كانت م�ستويات التنمية االجتماعية متدنية كان تطبيق القوانين �أقل ،وهذا ينطبق على الحقوق التي يحتاج �إليها ال�شباب لكي ي�صبح هو �أداة التغيير في مجتمعه. فكما ر�أينا ف�إن ال�شباب يواجه تحديات كبيرة في معظم المجتمعات ،وفي بع�ضها يتم خروج ال�شاب مبكرا للعمل فيفقد فر�صة �إكمال التعليم الأمر الذي يدفعه للعمل في مهن
المجلس األعلى لشؤون األسرة
17
هام�شية ومنخف�ضة المهارة ،فعدم �إكمال م�سيرة التعليم قد �أثر و�سي�ؤثر في م�ستقبل ال�شباب المهني ،وبع�ض ال�شباب قد بد�أ م�سيرته المهنية منذ الطفولة؛ ففي �أفريقيا -ح�سب تقرير اليوني�سيف -هناك طفل من كل � 3أطفال يخرج للعمل ،كما ترتفع ن�سبة عمالة الأطفال في كثير من الدول العربية مثل م�صر والجزائر والمغرب واليمن رغم وجود قوانين تمنع عمالة الأطفال. �أما بالن�سبة للتعليم ،فعلى الرغم من �أن كل المجتمعات تقريبا تفر�ض التعليم الإلزامي، ف�إن هناك تفاوت وليونة في تطبيق هذا القانون؛ ولذلك نجد �أن ن�سبه الأمية ال تزال تظهر بين ال�شباب في الدول النامية وفي الدول العربية والإ�سالمية * .وتظهر الم�ؤ�شرات �أن معظم من يعاني من الأمية في المرحلة العمرية 29-15هن الإناث ،وذلك نتيجة العوامل الثقافية المرتبطة بتعليم الفتيات ،التي ال تزال منت�شرة في المناطق الريفية. ورغم �أن العديد من الدول العربية لديها برامج لتنمية الأ�سرة وال�شباب ،ف�إن الكثير من ال�شباب العربي ال يجد فر�صة عمل؛ فيهاجر �أو يعاني من البطالة ،وهذا ي�ؤدي به �إلى انخفا�ض م�ستوى الدخل ووجود الفراغ ،الذي قد يتطور من فراغ زمني �إلى فراغ فكري ي�سهل معه الت�أثير عليه .ومن جهة �أخرى ت�ؤدي ال�صعوبات المادية �إلى عدم قدرته على الزواج ب�سبب ارتفاع تكاليف المعي�شة وغالء المهور ،مما ي�ؤدي به �إلى االنتظار ل�سنوات طويلة لكي يتمكن من ت�أ�سي�س �أ�سرة ،فمثال ال�شباب في م�صر يت�أخر في الزواج لما بعد �سن � 35سنة نتيجة ال�ضغوط االقت�صادية مما يعر�ضهم لمخاطر عديدة لعل �أقلها الإ�صابة بالقلق واالكتئاب ،وظهور �أنماط من الزواج ال�سري كالزواج العرفي .وبالطبع عندما ال يتمكن الذكور من الزواج ف�إن الإناث يت�أخر زواجهن نتيجة ذلك؛ ومن هنا تتولد -بين ال�شباب -جملة من المظاهر ال�سلوكية غير الم�ألوفة ،ومنها :ظاهرة ال�شذوذ الجن�سي وزواج الم�سيار. * �أو�ضح التقرير ال�سنوي لعام 2005م حول ق�ضايا ال�شباب والذي �صدر م�ؤخرا عن ادارة ال�سيا�سات ال�سكانية والهجرة بالقطاع االجتماعي بجامعة الدول العربية ,وجود تفاوت يف معدالت االمية لدى ال�شباب يف الفئة العمرية 15ـ� 29سنة على م�ستوى كل دولة عربية على حدة ,فرتاوحت يف تون�س عام 2002م بني %14.8لدى الذكور مقابل 31.0%لدى الإناث ,ويف اليمن 2003م بني %13.2لدى الذكور مقابل 57.3%لدى الإناث ,ويف م�صر عام 1996م بني % 25.5لدى الذكور مقابل % 17.2لدى الإناث ,ويف االردن 2004م بني 1.8%لدى الذكور مقابل 3.1%لدى الإناث ,ويف عمان 2003م بني % 1.55لدى الذكورمقابل % 4.21لدى الإناث .و�أفاد التقرير �أن ا�ستمرار ارتفاع ن�سبة الأمية يف البلدان العربية حتى يف الفئات العمرية ال�شابة يعك�س وجود مكونات اجتماعية وثقافية ت�ؤثر يف وعي الأفراد واجلماعات باهمية التعليم http://www.npc-ts.org/article97. . .html- http://www.pactejeunesse
18
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ومن ذلك نجد �أن ال�شباب في الدول النامية ب�شكل عام وال�شباب العربي ب�شكل خا�ص ،يواجه م�شكالت �أ�سا�سية تتعلق بالتعليم وبالهوية وبالعمل وبالزواج وبالم�شاركة ال�سيا�سية ،حيث يفتقد ال�شباب �إلى االعتراف بدورهم على م�ستوى الم�شاركة بعملية �صنع القرار المجتمعي، وفي �إدارة التنمية ،وفي مجال ت�صميم برامج تخدم �إهدافهم وتطلعاتهم ،ومن ناحية �أخرى ال يزال ال�شباب غير قادرين� ،إما بتهمي�ش مق�صود� ،أو نتيجة انخفا�ض م�ستوياتهم المعرفية والعلمية ودرجة الوعي� ،أو ب�سبب عدم وجود �آليات تنظيمية تف�سح المجال لل�شباب لكي يكونوا فاعلين في الحياة االحتماعية .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
19
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل الثاين
الزواج وق�ضايا االختيار الزواجي
المجلس األعلى لشؤون األسرة
21
مرت المجتمعات الإن�سانية بتغيرات وتحوالت اجتماعية ب�سبب النمو الح�ضري الهائل وانت�شار التعليم و�سهولة االنتقال الجغرافي والمعرفي ،و�سيادة مفهوم ال�سوق والإنتاج ال�صناعي كبديل لللإنتاج المنزلي ،وكنتاج � ً أي�ضا النت�شار مفاهيم التنمية في دول العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية التي ك�شفت الفجوة العلمية والتقنية والتنظيمية بين الدول ال�صناعية والدول النامية؛ مما حدا بهذه الدول �إلى تبني برامج تنموية وا�سعة النطاق ،والآن تت�سارع عمليات التبادل الثقافي تحت مظلة العولمة بكافة �أ�شكالها ،الأمر الذي يتوقع منه حدوث مزيد من التغيرات بعيدة المدى و�إلى تحوالت عميقة في البنى االجتماعية و�إلى تغير مفاهيم الحياة ب�شكل عام. تلك التغيرات ،التي حدثت كنتاج لعملية التغير االجتماعي العام� ،أدت في نهاية المطاف �إلى تغيرات في بنية الأ�سرة ووظائفها ،و�إلى تغير في مفاهيم الحياة الزوجية ،وظهور م�شكالت تهدد كيان الأ�سرة وت�ضعف من دورها في الحياة االجتماعية ،ولعل �أهمها عزوف ال�شباب عن الزواج ،وت�أخر �سن الزواج في بع�ض المجتمعات ،وارتفاع ن�سبة التفكك الأ�سري ومعدالت الطالق في معظم المجتمعات ،وظهور �أ�شكال �أ�سرية جديدة ت�ؤطر لعالقات تقو�ض وظائف الأ�سرة ب�شكلها الطبيعي. وكما ر�أينا في الف�صل ال�سابق ف�إن ال�شباب ،في ظل التغيرات االجتماعية الحالية ،يمرون بحاالت من القلق ،ويدخلون في �صراعات مع العديد من النظم والأطر المعرفية المتوارثة، متجاوزين في كثير من المجتمعات النظم التقليدية للزواج .وفيما ي�أتي �شرح لمفهوم الزواج، واالختيار الزواجي ،ودور الأ�سرة في ترتيب زواج الأبناء ،والذي يطلق عليه نمط الزواج المنظم ،وعالقة هذا النمط بالبنيه االجتماعية التقليدية و�شرح لأهم معايير الزواج في مجتمعات مختلفة. �أوال :تعريف الزواج : يمثل الزواج م�ؤ�س�سة اجتماعيةُ ،تبنى على جملة من المعايير التي ت�ضبط العالقة بين التزامات وحقو ًقا متبادل ًة بين الطرفين ،كما �أنه الرجل والمر�أة ،وتحدد �أدوارهما بما يفر�ض ٍ يمثل الرباط العاطفي الذي يتم بين رجل وامر�أة ،ويكت�سب �شرعيته من الجماعات المرجعية ومنظومتها القيمية في المجتمع.
22
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ورغم التحوالت والتبدالت التي م�ست طريقة الزواج و�إجراءاته ،ف�إنه ك�شكل ووظيفة لم يتغير ،وظل يمثل �أ�سا�س تكوين الوحدة الطبيعية الأولى في المجتمع وهي الأ�سرة ،ويعد تعريف و�سترمارك Edward Westermarckعام � 1930أ�شهر التعريفات التي قدمت حول الزواج ،حيث �أ�شار في درا�سته ال�شهيرة حول تاريخ الزواج عبر ثقافات مختلفة �إلى �أن الزواج ب�شكل عام وفي كل المجتمعات ي�شير �إلى " رباط �شرعي واجتماعي عادة مايكون رجل وامر�أة ،يخ�ضع للقوانين والقواعد والعادات والمعتقدات واالتجاهات التي ت�سود بين ٍ المجتمع وتحدد الحقوق والواجبات لل�شريكين ،والذي من خالله تح�صل ذريتهما على المكانة والن�سب .15وهنا يركز و�سترمارك على �شرعية العالقة الزوجية التي يكت�سبها الزواج من القواعد العامة في المجتمع ،والدور الذي يلعبه الزواج في �إنجاب الأطفال ،واكت�سابهم الو�ضع ال�شرعي المقبول من المجتمع .ويالحظ �أن هذا التعريف يف�سر العالقة الزوجية ب�شكلها التقليدي من خالل الثقافة ال�سائدة؛ ومن َث ّم ف�إن اختالف الثقافات قد ي�ؤدي �إلى اختالف الطرق ولكن ال يغير من جوهر الرباط ال�شرعي للزواج في كافة المجتمعات. وذهب و�سترمارك �إلى �أن الزواج لي�س م�ؤ�س�سة لتلبية االحتياجات العاطفية والبيولوجية فقط ،فهو م�ؤ�س�سة اقت�صادية �أي�ضا؛ حيث يلبي من خاللها جميع �أفراد الأ�سرة احتياجاتهم المادية .16 .و�أكدت بع�ض الدر�سات الحديثة عن الزواج �أن المر�أة ال تزال تعد الزواج ا�ستثما ًرا اقت�صاد ًّيا ،بالإ�ضافة �إلى تلبية االحتياجات ال�سيكولوجية الأخرى. وفي عام َ 1948ع ّد مردوك� .Murdock G Pأن الزواج م�ؤ�س�سة اجتماعية تت�ألف من رجل و�أمر�أة يعي�شان معا في ظل عالقة زوجية ،ويتعاونان في �سد احتياجاتهما المادية ويت�شاركان في الموارد .ومن الوا�ضح �أن مردوك يحاول �أن يظهر العالقة الت�شاركية بين الرجل والمر�أة في ظل العالقة الزوجية؛ فالزواج م�ؤ�س�سة تعاونية ،ومن �ش�أن هذه الم�ؤ�س�سة �أن ت�ؤدي وظائف هامة للمجتمع؛ لذلك هو يعدها ظاهرة عامة ،وقا�س ًما م�شتر ًكا في كل المجتمعات .ومع ذلك ف�إن التعريف يعد ناق�صا؛ ففي بع�ض المجتمعات جميع �أفراد الأ�سرة ي�سهمون اقت�صاديا في توفير احتياجات الأ�سرة ،ويتقا�سمون الفوائد المترتبة على ذلك، 15 - Edward Westermarck, A Short History of Marriage Macmillan, 1930. 332 p.1. 16 - Edward Westermarck,ibid.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
23
مثل التجمعات التعاونية في المجتمعات اال�شتراكية �أو في المزارع الجماعية ،17وكذلك في الأ�سر الممتدة التي تت�شكل منها المجتمعات القبلية والع�شائرية ،حيث يت�شارك جميع �أفراد الأ�سرة ال�صغار والكبار الن�ساء والرجال في الموارد االقت�صادية ويمثلون �أ�سرة متعددة الأجيال والأدوار. فعلى الرغم من �شهرة التعريفين ،وا�ستخدامهما من قبل العديد من الدرا�سات ،ف�إن التطورات المجتمعية ،وكذلك تراكم نتائج الدرا�سات ،قد ب ّينا �أن التعريفين ال ي�شمالن كافة ا�شكال الزواج �أو الي�شرحان طبيعة العالقات التي يفرزها هذا التنظيم ،وهو ما ذهبت �إليه كونتز 18 2005 Coontz؛ ففي العديد من المجتمعات قد ال يعي�ش الزوجان مع بع�ضهما كما هو حادث لدى بع�ض المجتمعات القبلية في افريقيا واندوني�سيا ،كما �أن هناك �أ�شكا ًال متعددة للزواج ،وتق�سيم الأدوار قد يكون حادا في بع�ضها �أو قد يعتمد على على الزوجة فقط .كذلك لم يعد يفهم الزواج والعائلة ،في علم االجتماع المعا�صر ،على �أنه م�ؤ�س�سة نظاما فرع ًّيا Sub-Systemللنظام ت�ؤدي وظائف للمجتمع بل �أخذ ينظر �إليه دائما بو�صفه ً االجتماعي �أو للمجتمع ،الذي يت�شكل من قواعد ومعاييرتحدد طبيعة التفاعل والتكامل بين �أجزاء المجتمع �سواء كانت جماعات �أم كانت م�ؤ�س�سات ،وبما �أن المجتمع اليمكن �أن يقوم على عائلة واحدة ،فالزوجان عادة ينتميان �إلى �أ�سرتين مختلفتين� ،سواء �أكان الزواج ح�صل �ضمن جماعة قرابية واحدة كالقيبلة �أو الع�شيرة �أو من خارجها “زواج قرابي �أو داخلي �أو وزواج خارجي �أي من جماعة �أخرى” ،لذلك نجد �أن الزواج ي�سهم في ظهور المجتمعات المحلية التي في مجموعها ت�شكل المجتمعات .19 ومن خالل الزواج يتدرب الفرد على مجموعة من الأدوار الأ�سرية “كدور الزوج والزوجة والأب والأم والأبن والأبنه” .فالزواج هو الم�ؤ�س�سة التي يمار�س من خاللها الفرد تجاربة االجتماعية بو�صفه �إن�سا ًنا را�شدً ا يمتلك ال�سلطة لممار�سة �أدوار متعددة ومتنوعة �ضمن م�ؤ�س�سة الزواج .كما يقوم الزواج بعدة وظائف اجتماعية و�شخ�صية – �أ�سا�سية ،مثل: الإ�شباع الجن�سي ،واالحتياجات العاطفية والمادية .وعلى م�ستوى المجتمع ف�إن الزواج ينظم العالقات بين الجن�سين ،ويمثل الوحدة التي ت�ضمن الإنجاب ،وا�ستمرار التكاثر ،والمحافظة 17 - Harry M. Johnson, Sociology, A systematic Introduction, Routledge and kegan Paul .Sarma International Journal of Comparative Sociology.1961,p,149 18-Rebecca Stefoff,Marriage, New York : Marshall Cavendish Benchmark,2007,p.27. 19 - K. Ishwaran - editor, John M. Mogey - editor. Publisher: E. J. Brill. Leiden, The Netherlands. 1963. P: iii.
24
المجلس األعلى لشؤون األسرة
على الن�سل .والزواج ي�ضمن الحقوق لكال ال�شريكين ،ويحدد و�ضع الأطفال في المجتمع، ويمنحهم ال�شرعية وحقوقهم المادية والعاطفية ح�سبما يراها المجتمع وثقافته. ويمكن تلخي�ص �أهم الوظائف التي يقوم بها الزواج في الآتي: • تنظيم الحياة االجتماعية. • تلبية الحاجات الأ�سا�سية عند الإن�سان. • توفير الدعم المادي والأمن النف�سي للإن�سان. • الدورالذي تلعبه التن�شئة الوالدية في �إعداد الأطفال لممار�سة �أدوارهم الم�ستقبلية، وتن�شئتهم التن�شئة ال�سليمة ،وحمايتهم ،وتوفير االعتراف االجتماعي لهم. • يعد الزواج الم�ؤ�س�سة ال�شرعية التي يتم من خاللها التوالد والتكاثر� .أما الطالق �أو االنف�صال بين الزوجين ،ف�إنه يعد ظاهرة �سلبية ،بل �إذا زادت عن معدالتها الطبيعية عدت م�شكلة اجتماعية. وعادة ما تق�سم الأدوار في الزواج ح�سب الجندر ،فالزوج يقدم الرعاية المادية والحماية، والزوجة ترعى الأطفال وتهتم بجميع �أفراد الأ�سرة� .إال �أن هذا التق�سيم الجندري للأدوار الأ�سرية قد تغير في العقود الأخيرة ،و�أ�صبحت الأدوار تقوم على الت�شاركية �أكثر من التكامل، ولم تعد حدود الأدوار الأ�سرية وا�ضحة؛ فالزوجة تعمل وت�شارك بالإنفاق على الأ�سرة ،والزوج ي�شارك في رعاية الأطفال واال�شراف على تعليمهم ،كما يت�شارك الزوجان في الهوايات والأن�شطة وعملية اتخاذ القرار بالأ�سرة. ثانيا :منط الزواج املنظم: يعد الزواج العن�صر الم�ؤثر في الأ�سرة ،وهو ال�سبيل للتكوين الأ�سري في المجتمعات قديما وحديثا ،ويعد ظاهرة �صحية في المجتمعات ،وينظم المجتمع عملية الزواج بطرق متعددة من خالل و�ضع قواعد معينة تتعلق باختيار ال�شريك؛ فهناك قواعد للزواج في بع�ض المجتمعات تمنع الع�ضو في جماعة معينة من الزواج من �أي �شخ�ص لي�س ع�ضوا في الجماعة؛ وهو مايطلق عليه بالزواج الداخلي .Endogamyوهناك قواعد تمنع زواج الع�ضو في الجماعة
المجلس األعلى لشؤون األسرة
25
من �أي �شخ�ص يكون ع�ضوا في الجماعة ويطلق عليه بالزواج الخارجي � Exogamyأي ي�سمح له فقط بالزواج من خارج الجماعة القرابية ،وهاتان القاعدتان لي�ستا متناق�ضتين مادامتا تتعلقان بجماعتين مختلفتين؛ لذلك فقد يظهر الزواج الداخلي والخارجي في الجماعة الواحدة نف�سها .20 وعلى الرغم من �أن الزواج من �شخ�ص يحمل نف�س الخ�صائ�ص ،مثل �أن ينتمي �إلى نف�س العائلة� ،أو الطبقة� ،أوالعرق ،هو النمط الأكثر تف�ضيال في معظم المجتمعات ،ف�إن بع�ضها يتيح مجاال �أكبر للزواج المغاير �أو من �شخ�ص يختلف في خ�صائ�صة االجتماعية �أو ال�شخ�صية .21ويظهر هذا النمط في المجتمعات ال�صناعية والتي �أ�صبحت الإنتماءات العائلية �أقل ت�أثيرا في الو�ضع االجتماعي للفرد ،لكي يحل محلها المهنة والمركز الوظيفي والدخل� ،أوالمجتمعات التي �أ�صبحت تعلي من الإنجازات الفردية والكفاءة ال�شخ�صية . مع ذلك توجد في كل ثقافة معايير تحدد نوع الزواج الذي يمكن ال�سماح به� ،أو منعه� ،أو رف�ضه ،ويعاقب من يمار�سه .ويعد الزواج من �ضمن المجموعة القرابية �أو الزواج الداخلي �أقدم القواعد االجتماعية للزواج ،خ�صو�صا عندما تكون العالقات مع الجماعات الأخرى محدودة ،ف�إن الزواج الداخلي ي�صبح النتيجة الطبيعية لهذة العزلة .22 وفي الحاالت التي يكون فيها اختيار ال�شريك مرتبط بالأ�سرة وبت�أثير من �شبكة العالقات االجتماعية يطلق عليه الزواج المنظم ، arranged marriagesوهو نمط من الزواج يخ�ضع للترتيبات الأ�سرية ،تكون فيه �إرادة الفرد� ،أو ال�شخ�ص الذي يتزوج� ،أ�ضعف من �إرادة المجموعة القرابية. وهذا النمط من الزواج ي�ؤكد مجموعة من الحقائق االجتماعية هي كالآتي : 23 -1تفوق معيار القرابة على الجمال كمرجعية في م�شروع الزواج. -2الزواج التف�ضيلي هو الزواج الداخلي “بين �أبناء العمومة”. 20-Encyciopaedia Britannica: http://www.britannica.com/EBchecked/topic/366152/marriage# 21 - Louie E. Ross, Mate Selection Preferences Among African American College Students, Journal of Black Studies, Vol. 27, No. 4 “Mar., 1997”, pp. 554-569 22 -Ibid.
- 23و�سيلة بروقي،الزواج الداخلي “الأندوغامي” من خالل الأمثال ال�شعبية اجلزائرية ،جملة علوم �إن�سانية ،ال�سنة اخلام�سة :العدد � :36شتاء . 2008
26
المجلس األعلى لشؤون األسرة
-3الزواج الداخلي مف�ضل لأنه يقوي روابط القرابة داخل الع�شيرة ويحافظ على �أمالكها وثرواتها. � -4إن الخروج عن قواعد الثقافة ال�شعبية “الزواج الداخلي” ي�ؤدي �إلى التدني في الو�ضع االجتماعي. وال يزال هذا النمط ينت�شر في العديد من المجتمعات رغم تباين ثقافاتها ،فعلى الرغم من كونه �سمة تميز المجتمعات التقليدية �أوتلك التي تمر بمرحلة �إنتقالية� ،إال �أنه ال يزال ينت�شر حتى في الدول ال�صناعية ،فعلى الرغم من كل التغيرات االجتماعية في المجتمعات الغربية وزيادة القدرة على االختيارالزواجي marriages of choiceوظهور �أ�شكال متعددة من الزواج اوحتى العالقات من دون زواج ،ف�إن الدرا�سات قد �أظهرت �أن متغيرات مثل :الخ�صائ�ص االجتماعية ،واالقت�صادية ،والطبقة ،والمكانة ،والعرق ،والعمر ،والأبوين، والأ�صدقاء ،ال تزال ت�ؤثر في االختيار الزوجي �أو ال�شريك ،وهذا ما �أ�شارت �إليه درا�سة لوي رو�س .24 1997 وفي المجتمعات التي ال تزال فيها الأ�سرة الممتدة extended familyهي الوحدة الأ�سا�سية ،عادة مايتم ترتيب الزواج من قبل الأ�سرة على افترا�ض �أن الحب بين الزوجين �سوف ي�أتي بعد الزواج ،على حين يتم التركيز على الفوائد االقت�صادية واالجتماعية التي يمكن �أن تجنيها الأ�سرة من وراء هذا الزواج للأ�سرة الكبيرة .على العك�س من ذلك في المجتمعات التي ي�شيع فيها نمط الأ�سرة النووية �أو الزواجية Nuclear Familyنجد �أن ال�شباب �أو المقبلين على الزواج تتاح لهم فر�صة �أكبر في اختيار ال�شريك . 25ومع ذلك �أ�شارت درا�سة �أو اكثر �إلى �أن المجتمعات ال�صناعية ،التي يغلب عليها طابع الأ�سرة الزواجية، ال يزال الزواج فيها واق ًعا تحت ت�أثير ال�ضغوط الأ�سرية واالجتماعية واالقت�صادية وحتى الدينية والعرقية. 24 - Louie E. Ross,ibid, pp. 554-569 25 -Ibid
المجلس األعلى لشؤون األسرة
27
�إن هذه التدخالت ت�ضمن تحقق �أهداف الجماعة �أكثر من الفرد؛ فالزواج حدث اجتماعي �أكثر منه فردي ،وجميع الوظائف التي يحققها تمثل �أ�س�س بقاء المجتمع و�ضمان ا�ستمرايته، لذلك ف�إن اختيار الزوج �أو الزوجة عملية ت�شارك بها عدة �أطراف و�أهمها �أ�سرة ال�شابين؛ فهي التي تحدد خياراتها لموا�صفات ال�شريك بالنظر للطبقة والمعتقد والجماعة القرابية. وطبق ًا للن�سق التقليدي للأ�سرة ف�إن كل فرد ي�صبح ع�ضو ًا في �أ�سرتين نوويتين؛ �أ�سرة الإنجاب و�أ�سرة التوجية .وتت�شعب القرابة وتتفرع؛ في�صبح لكل فرد قرابة من الدرجة الأولى من الأ�سر النووية التي ينتمي �إليها ،وهناك ثالثة وثالثون نمط ًا من القرابة من الدرجة الثانية ،ومائة وواحد وخم�سون نمط ًا من قرابة الدرجة الثالثة .وهذه العالقات حقيقة تاريخية ،وتخ�ضع للتف�سير ،وينبثق �شكل �أو بناء العالقات القرابية من �أ�ساليب ال�سلوك الجمعي وال�سنن االجتماعية ال�سائدة التي تميزها في �أي مجتمع .26 وهناك العديد من النظم التي تحدد طرق الزواج فلكل مجتمع مرا�سيمه وطرقه الخا�صة في �إجراء عملية الزواج و�إتمامها ،ومن هذه الطرق :طريقة التبادل وفيها ُيت َفق بين �أ�سرتين على تبادل الأزواج والزوجات ،طريقة تقديم المهر ،طريقة ت�أدية الخدمات لأهل العرو�س وهذا كان �سائدا في المجتمعات الزراعية البدائية ،طريقة خطف العرو�س وكانت تمار�س في المجتمعات البدائية وهي من �صور الزواج الأولى ،طريقة الميراث و كانت تحتم على الرجل ان يرث زوجة �أخيه المتوفي حفاظا على الأبناء ،طريقة التعاقد وتتمثل في �إبرام عقد الزواج بين الرجل والمراة �أو من يمثلهما �شرط الإيجاب والقبول بين طرفي العقد .27 ثالثا :االختيار الزواجي : ينظر �إلى االختيار الزواجي بو�صفه مرحلة ت�سبق الزواج .ويت�ضمن �إجراءات ترتبط بثقافة المجتمع ،وتت�أثر بالر�ؤية ال�شخ�صية والمعايير االجتماعية ،وهو �أمر ينطبق على الإناث والذكور ،حين يعلنون موقفهم بالموافقة �أو عدمها على �شريك الحياة ،وتختلف المجتمعات - 26عبدالر�ؤف ال�ضبع ،علم االجتماع العائلي ،اال�سكندرية ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والن�شر.2002 ، - 27م�صطفى اخل�شاب ،علم االجتماع العائلي ،القاهرة :الدرا القومية للطباعة والن�شر.1966 ،
28
المجلس األعلى لشؤون األسرة
في معايير االختيار الزواجي و�أ�س�سه بح�سب ثقافة كل مجتمع ،فهناك بع�ض المجتمعات تقوم فيها الأ�سرة بدور الوكيل للزواج وتختار الزوج �أو الزوجة لأبنائها بالنيابة عنهم ومن دون الرجوع �إليهم ،كالمجتمعات البدوية والريفية والتقليدية ،وبع�ضهم الآخر يتخذ الفرد فيها قرار االختيار بمفرده من دون الرجوع لأ�سرته كالمجتمعات ال�صناعية بوجه عام .28 ومع كل التغيرات التي �أ�صابت عملية االختيار الزواجي �إال �أنه يمكن تلخي�ص عملية االختيار لل�شريك �ضمن ع�شرة طرق �أو و�سائط تتمثل بما يلي :29 -1ال�سيطرة المطلقة للأهل في االختيار. -2ال�سيطرة الجزئية للأهل في االختيار. -3االختيار المعتمد على جزء من الأهل. -4ال�سيطرة الالحقة من الأهل في المرحلة الالحقة. -5االختيار غير المبا�شر. -6االختيار عبر و�سائل الإعالم. -7االختيار عن طريق الخاطبة. -8االختيار عن طريق رجال الدين. -9االختيار من خالل التردد �إلى الجامعات والأندية ومجاالت العمل. -10االختيار من خالل "الخاطبة االلكترونية " . وكثيرا ما ت�ؤدي القيم القبلية� ،أو الع�شائرية دو ًرا كبي ًرا وفاع ًال في تحديد �أ�س�س اختيار الزواج ،فمثال في المجتمعات الخليجية ،من غير المقبول �أن يتزوج الرجل من غير قبيلته وقد ُتجبر الفتاة على الزواج من �أحد �أبناء القبيلة .و تعد هذه العوامل االجتماعية الإطار العام الذي يمكن �أن تترك داخله م�ساحة من الحرية ال�شخ�صية والأ�سرية في االختيار الزواجي ب�شرط عدم اختراقه للإطار العام .30 � - 28سامية ال�ساعاتي ،النظرية االجتماعية يف درا�سة اال�سرة ،القاهرة :دار املعارف.1987، - 29حممد خليفة املحرزي ،فن اختيار �شريك احلياة ،بريوت :دار ابن حزم.2006 ، - 30فهد النا�صر� ،سعاد �سليمان ،معايري االختيار الزواجي لدى ال�شباب يف املجتمع اخلليجي :درا�سة مقارنة بني ال�شباب الكويتي وال�شباب العماين ،جامعة الكويت ،جمل�س الن�شر للعلمي ،جملة درا�سات اخلليج واجلزيرة العربية – العدد – 127ال�سنة .33
المجلس األعلى لشؤون األسرة
29
وال تزال بع�ض القيم االجتماعية ت�ؤثر في عملية االختيار الزواجي في العديد من المجتمعات، حيث ت�ساهم في تف�ضيل �صفات معينة يجب �أن يتمتع بها الزوج �أو الزوجة المنتظرة خ�صو�صا في المجتمعات التي لم ينت�شر بها التعليم �أو في الطبقات وال�شرائح المنخف�ضة التعليم ، مثال على ذلك تف�ضيل الزواج من الإناث الالتي تم ختانهن �أكثر من الآخريات الالتي لم يتعر�ضن لهذا النوع من التقليد في بع�ض المجتمعات الأفريقية ،ففي درا�سة على غانا وجد �أن الذكور يف�ضلون الزواج من الإناث الالتي تم ختانهن ،و�أظهرت الدرا�سة عالقة بين انخفا�ض م�ستوى التعليم والرغبة بالزواج من المختنات وكذلك الإنتماء �إلى الجماعت التقليدية ،حيث ي�سود �إعتقاد ب�أن الزوجة المختنة �سوف تكون �أكثر وفاء للزوج لأن الختان يقلل من رغباتها الجن�سية .31 ومع ذلك ف�إن عملية االختيار الزواجي تخ�ضع لم�ؤثرات التغير االجتماعي في المجتمعات المختلفة ،خ�صو�صا في الفترات االنتقالية التي تتداخل فيها العنا�صر التقليدية مع عنا�صر التحديث �أو في المجتمعات ،التي لم تقطع �شوطا كبيرا بالن�سبة لعملية التحديث �أو التي تطال اتجاهات التحديث فيها جوانب معينة �أكثر من غيرها ،وفي ذلك ي�شير على ليلة � 1991إلى �أن الفترات االنتقالية تت�ضمن معايير غالبا ماتكون متباينة �إلى الحد الذي قد ت�صبح فيه مدخال لل�صراع بين الأطراف المتفاعلة فيما يخ�ص معايير االختيار الزواجي . 32وهذا النمط من ال�صراع عادة ما يحدث بين الآباء والآبناء في المجتمعات الأبوية ،خ�صو�صا تلك التي يتمتع فيها الذكور ب�إمتيازات تتعلق باال�ستقاللية وحرية اتخاذ القرار والهيمنة على الأ�سرة والتي تعد من متطلبات الدور الأبوي للرجل التي والتي تفر�ض عالقة �أحادية االتجاه بين الأطراف المتفاعلة. ومن ذلك ف�إن عملية ال�صراع بين الآباء والأبناء حول معايير االختيار ،ك�إفراز لعملية التغير االجتماعي ،التي �أ�صابت الأدوار الأ�سرية في المجتمعات التقليدية ،ومن بينها المجتمع القطري ،قد �أخذت �أبعادا �أكثر عمقا بعد التغيرات التي حدثت في �أو�ضاع المر�أة وولوجها عوالم جديدة تنم عن التغير االجتماعي في مكانتها و�أدوارها ،خ�صو�صا في العقود الثالثة الآخيرة في العديد من المجتمعات المتحولة ،ومن بينها المجتمعات الخليجية كنتاج للتغير 31- Evelyn Sakeah, Andy Beke, Henry V. Doctor and Abraham V. Hodgson : Males' Prefeence for Circumcised Women in Northern Ghana, African Journal of Reproductive Health, Vol. 10, No. 2 (Aug., 2006), pp. 37-47 - 32علي ليلة و�آخرون ،ال�شباب القطري :اهتماماته وق�ضاياه ،الدوحة :جامعة قطر ،مركز الوثائق والدرا�سات الإن�سانية� ،1991،ص107
30
المجلس األعلى لشؤون األسرة
االجتماعي االقت�صادي ،وكذلك ب�سبب تنامي حركات حقوق الإن�سان والحركات الن�سوية والهيئات والمنظمات الدولية ،و�أي�ضا كنتاج النت�شار التعليم وانتقال العنا�صر الثقافية ب�سبب العولمة بمظاهرها المختلفة؛ ولذلك يتوقع �أن �صراعا حول دور المر�أة في عملية االختيار الزواجي يمكن �أن يحدث في تلك المجتمعات ،وال�سيما تلك المجتمعات التي تتبع النمط الأبوي ،ومازالت تعاني المر�أة فيها من الهيمنة الذكورية وا�ستالب الر�أي. وعلى �ضوء ذلك ،يمكن القول ب�أن جميع الأطراف االجتماعية تت�أثر بظروف التغير االجتماعي ،التي تعد العولمة �أحد عواملها� ،إال �أن هناك اختالفات في درجة التغير و�سرعته، وذلك ح�سب درجة مقاومة الأطر االجتماعية والقيمية التي تحدد الأو�ضاع االجتماعية للأفراد �سواء �أكانت تلك المرتبطة بالجندر �أو بالطبقة �أو بالجماعة الأثنية �أو بالمعتقد �أو بالعرق.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
31
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل الثالث
االجتاهات النظرية املف�سرة لالختيار الزواجي
المجلس األعلى لشؤون األسرة
33
مقدمة كثي ًرا ما يعود ف�شل الزواج �إلى االختيار غير ال�سليم لل�شريك ،وما ينتج عنه من عدم توافق ال�شريكين في التوجهات ،على الرغم من تغير تقاليد الزواج بتطور الحياة االجتماعية واختالفها باختالف المجتمعات على مر الع�صور ،ومن المنظور االجتماعي ف�إن االختيار الزواجي مقدمة لظواهرعديدة ايجابية و�سلبية على ال�سواء ،وهو الم�سهم الأكبر في طبيعة الزواج نجاحا �أو ف�شال ،ويترتب عليه التوافق النف�سي �أو �سوء التوافق النف�سي بين الطرفين، وت�شير بع�ض البحوث العلمية �إلى �أن �سوء االختيار الزواجي هو ال�سبب الأول للتفكك الأ�سري وما ينتج عنه من �إ�صابة الأبناء باالكتئاب والت�أخر الدرا�سي وانحرافهم في �أفعال م�ضادة للمجتمع كما �أن تبني اعتقادات مت�شددة ب�ش�أن االختيار الزواجي -بالتفاعل مع المتغيرات االجتماعية واالقت�صادية -يف�سر تراجع معدالت الزواج عموما وت�أخر �سن الزواج والعنو�سة في بع�ض المجتمعات؛ ومن ثم �إ�ضعاف الأ�سرة .33 ومن ناحية �أخرى ف�إن االنفتاح الكامل ومنح حرية اختيار ال�شريك بلغ في بع�ض المجتمعات حدا و�صل �إلى ظهور �أ�شكال متعددة للزواج قد ت�صل �إلى حد التطرف ،مثل الزواج بين مثلي الجن�س “بين رجلين �أو بين امر�أتين” ،وهي �أمور قد بد�أت تهدد الزواج التقليدي بين رجل و�أمر�أة ،كنمط م�ستقر ل�شكل الأ�سرة ،وبو�صفها الوحدة الطبيعية التي ن�ش�أت من خاللها المجتمعات ،والتي نظمت العالقات البيولوجية واالن�سانية بين الرجل والمر�أة ،و�أدت �إلى تكاثر الب�شرية ون�شوء النظم العائلية والع�شائرية والمجموعات القرابية التي ولدت في نهاية المطاف �أ�شكال متنوعة من الأجنا�س والثقافات ميزت الب�شرية منذ ن�ش�أة التاريخ ،والتي كفلت وال تزال نظم للرعاية والحماية والأمن النف�سي واالجتماعي واالقت�صادي للأجيال، وت�ساعد على نقل وغر�س القيم الثابته التي تكفل ا�ستمرار النظم االجتماعية وتدعم التما�سك واال�ستقرار االجتماعي. - 33املرجع ال�سابق .
34
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وفي الحقيقة ف�إن هناك عوامل متباينة قد ت�ؤثر في االختيار الزواجي ،كما �أن دور ال�شباب في اختيار ال�شريك قد ينطلق من عنا�صر �أو عوامل معينة -وهو الأمرالذي الحظناه في الف�صل ال�سابق -وكل ذلك قد �أدى �إلى ظهور نظريات متعددة اختلفت في تف�سيرها لالختيار الزواجي بح�سب اتجاه كل نظرية ومنظورها ،وجاء تف�سيرها لعملية االختيار الزواجي و�أهم العوامل التي ت�ؤثر فيه وفقا للتخ�ص�صات العلمية والنظريات التي ينطلق منها التخ�ص�ص خ�صو�صا العلوم االجتماعية وال�سيكولوجية وحتى البيولوجية والطبية .وفي هذا الف�صل �سوف يتم تناول بع�ض النظريات في مجال االختيار الزواجي من المنظور االجتماعي وال�سيكولوجي. �أوال � :أهم النظريات املف�سرة لالختيار الزواجي : مع تعدد االتجاهات النظرية �إال �أنه يمكن ت�صنيف معظم الدرا�سات الحديثة حول االختيار الزواجي وفق اتجاهين نظريين رئي�سين في هذا المجال؛ الأول هو االتجاه التطوري ،والثاني هو االتجاه البنائي االجتماعي .ويركز االتجاه التطوري على تطور نزعات و�سلوكيات وميول معينة ت�ؤثر في االختيار الزواجي ،وفي المقابل يركز االتجاه البنائي االجتماعي على التبادل الثقافي وتوقعات الأدوارالمرتبطة بالنوع االجتماعي .وكال الإتجاهان يقدمان معايير دقيقة يمكن االحتكام �إليها في قيا�س معايير االختيار الزواجي .وفي �ضوء ذلك ف�إن توحيد االتجاهين ح�سب وجهة نظر اليزابيث �شوماك � 2007 Elizabeth Shoemakeسوف ي�ساعد على تقديم فهم �أف�ضل لمو�ضوع االختيار الزواجي ،و�ستكون له فوائد �أكبر في تف�سير ق�ضايا االختيار الزواجي في الم�ستقبل .34 �أهم نظريات االختيار الزواجي : النظرية ال�سيكولوجية – Psychological Theoryتحلل عملية االختيارالزواجي34 - Elizabeth G. Shoemake, Human Mate Selection Theory: An Integrated Evolutionary and Social Approach , Journal of Scientific Psychology ,November 2007 .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
35
من المنظور الفرويدي ،على افترا�ض �أن الال�شعور يدفع بالذكر �إلى اختيار ال�شريكة التي ت�شبه الأم ،و الأنثى تختارال�شخ�ص الذي ي�شبه �أباها. نظرية تكامل الحاجات – Need Theroy of Complementaryتربط بين نزوعالفرد نحو ال�شخ�ص الذي يكمل ماينق�صه من الحاجات والأدوار واختيار ال�شريك. نظرية المعايير - Norms Theoryوتف�سر عملية االختيار الزواجي من خاللالتزام الفرد بمعايير مجتمعة عند اختيار ال�شريك. نظرية التجان�س - Social Homogomay Theoryتركز على الميل �إلىاختيار ال�شريك الذي ي�شبهه في الخ�صائ�ص العمرية واالقت�صادية واالجتماعية. نظرية الدور Role Theoryترى ب�أن عملية االختيار الزواجي تتم بناء على توقعاتالدور ال�صريحة وال�ضمنية التي يرغب الفرد �أن يقوم بها ال�شريك تجاهه �أو تجاه المجتمع. نظرية القيمة – Value Theoeyوتربط بين القيم والإفكار والمعتقدات التي ي�ؤمنبها الفرد واختياره �شري ًكا يتبنى هذه القيم نف�سها؛ فيختار من ينتمي لنف�س الثقافة �أو الطبقة �أو ينتمي لنف�س الدين �أو المعتقد �أو الطائفة. النظرية الإيكولوجية � Ecology Theroyأو نظرية التقارب المكاني ،والتي تربط بينظروف البيئة والمكان الذي يوجد به الفرد وعملية االختيارالزواجي ،مثل :الجيرة ،ومكان العمل ،والتعليم� ،أواللقاء المتنقل� ،أو ال�سفر. ثانيا :نظرية التجان�س :Social Homogomay Theory ترتكز هذه النظرية على فكرة �أن ال�شبيه يتزوج ب�شبيهه ،و�أن التجان�س هو الذي يف�سر عملية اختيارالنا�س بع�ضهم ً بع�ضا ك�شركاء في الزواج� ،أي �أن الت�شابه والتجان�س في الخ�صائ�ص االجتماعية العامة وال�سمات الج�سمية والنف�سية ،ويمكن تعريف الزواج المتجان�س ب�أنه ميل
36
المجلس األعلى لشؤون األسرة
النا�س �شعوري ًا وال �شعوري ًا الختيار �شريك تت�شابه خ�صائ�صه مع خ�صائ�صهم .35ومجموعة الخ�صائ�ص االجتماعية التي تحدد عملية اختيار ال�شريك يطلق عليها معايير االختيار الزواجي الداخلي .endogamous mate selection normsوعادة ما ي�ساعد الت�شابة في الخ�صائ�ص على وجود عالقة ت�شاركية نتيجة ت�شابة الأفكار والقيم والر�ؤى والأن�شطة والهوايات ،وهو الأمر الذي يزيد من التفاهم بين الزوجين ،وينعك�س على حالة اال�ستقرار الأ�سري. وعادة ما يتم اختيار ال�شريك �سواء �أكان من خالل الفرد �أم الأ�سرة �ضمن خ�صائ�ص اجتماعية ترتبط بالجماعة التي ينتمي �إليها كل من ه�ؤالء ،مثل :العرق� ،أوالخلفية الأثنية، �أوالطبقة� ،أو الدين� ،أو الم�ستوى االجتماعي� ،أو االقت�صادي ،وباقي الخ�صائ�ص مثل م�ستوى التعليم ،العمر ،هذا �إلى جانب �صفات �أو خ�صائ�ص فردية ،مثل� ،أن يكونوا من الطول نف�سه، وكذلك الوزن ،والذكاء �..إلخ .وفي معظم المجتمعات هناك �صفات معينة تكون مطلوبة �أكثر في الزوجة تختلف باختالف الثقافات المرتبطة بالمر�أة وبالعالقة بين الجن�سين ،والتي تعززها الثقافة ال�شعبية ب�أ�شكالها التقليدية الموروثة �أو الم�ستحدثة. وعلى الرغم من �أن معايير االختيار الزواجي ت�ؤكد وجوب �أن يكون هناك ت�شابه بين ال�شريكين ،ف�إن االنتماء �إلى العرق نف�سه والمكانة والدين والخلفية الأثنية يعد �أكثر هذه المعايير ت�أثيرا في االختيار الزواجي ،فمعظم الأ�سر تريد �أن يتزوج �أبنا�ؤها من الجماعة الأثنية نف�سها ،التي تتميز باالنتماء لعرق معين ،وكذلك ل�سمات ثقافية واحدة ،كالمعتقد والعادات والتقاليد.وهنا نجد �أن المعايير الذاتية وال�صفات ال�شخ�صية الم�شتركة بين الزوجين �أكثر ت�أثيرا في عملية االختيار الزواجي في المجتمعات التي �أ�صبح فيها قرار الزواج قرارا فرديا �إلى حد بعيد � ،إما في المجتمعات التي ال تزال الجماعة هي العن�صر الفاعل في القرار الأ�سري ف�أن الفرد ال يزال يخ�ضع لمعايير الجماعة في االختيار. ويعد الدين من �أهم العوامل التي ت�ؤثر في االختيار الزواجي؛ حيث ت�سعى الجماعات والأفراد للزواج من نف�س الديانة ،كما �أن الت�شابه في المعتقد ي�صبح �أمرا حتميا في عملية - 35عبدالر�ؤف ال�ضبع ،علم االجتماع العائلي ،املرجع ال�سابق.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
37
االختيار الزواجي في بع�ض المجتمعات خ�صو�صا المجتمعات المتدينة وفي بع�ض الجماعات الدينية ،ففي العديد من المجتمعات يحظر الزواج من الطوائف الدينية الأخرى مثل بع�ض الطوائف الدينية في الهند ،وفي الإ�سالم واليهودية ال يحل للمر�أة �أن تتزوج من ديانة �أخرى، وحتى عهد قريب كان الزواج بين �أ�شخا�ص ينتمون �إلى المذهب الكاثوليكي والبروتان�ستي يعد �أمرا غير مقبول في بع�ض المجتمعات الأوروبية ،ومن ناحية �أخرى ،ف�إن التدين ك�صفة تميز ال�شريك تعد من ال�صفات المطلوبة في المجتمعات المحافظة وتلك التي ال تزال تمر بمرحلة �إنتقالية ،وغالبا مايكون التدين ك�صفة تميز ال�شريك مطلوبة من المر�أة �أكثر من الرجل حيث تتوقع المر�أة وتف�ضل �أن تتوفر هذه ال�صفة في الزوج المنتظر. وغالبا ما ت�شجع الأ�سر �أبنائها على الزواج من ال�شبيه ،وعلى العك�س فهي تنفرهم من الزواج المغاير ،وبالطبع هذا له عالقة باالعتراف االجتماعي والطبقي والأثني للأ�سرة� ،إذ يعد زواج الأبناء �أحد الو�سائل التي تعتمد عليها الأ�سرة في ت�أكيد بع�ض المكا�سب االجتماعية .ومع ذلك ف�إن هذه المقولة قد تختلف في مجتمعات ت�صبح فيه حرية االختيار الزواجي �أكثر ارتباطا بالفرد وتف�ضيالته ،ففي درا�سة طبقت على الواليات المتحدة في عام �36 1991أظهرت �أن الطبقة االجتماعية بخ�صائ�صها الم�شتركة لم تعد ت�ؤثر كثيرا على عملية االختيار الزواجي، وفي الوقت نف�سه ك�شفت عن �أن تقارب م�ستوى التعليم �أ�صبح تدريجيا �أكثر ت�أثيرا من الإنتماء لنف�س الطبقة ،و�أن هناك م�ؤ�شرات تظهر �أن الن�سب �أو العزوة لم يعد له نف�س الت�أثير ال�سابق في عملية االختيار الزواجي. ومع ذلك ف�أن هناك �إنتقادات توجه لهذة النظرية بالن�سبة للنتائج المتباينة التي �أ�سفرت عنها الدرا�سات التي �أختبرت هذة الفر�ضية ،وخ�صو�صا من قبل نظرية الدور التي تركز على �أن الفرد يختار �شريك يتالئم مع توقعاته عن الأدوار التي يمكن �أن يقوم بها الآخر ولي�س لأنه ي�شبهه في ال�صفات والخ�صائ�ص ،حيث ت�شير هذة النظرية �إلى �أنه وعلى الرغم من �أن هناك نماذج متعددة لتوقعات الدور في المجتمع الواحد �إال �أن الفرد يختار في النهاية من تتالئم �أدواره مع �سماته ال�شخ�صية وتوقعاته ،فمثال فتاة بالغة ترغب بالزواج ف�إنها �سوف 36 - Matthijs Kalmijn, Status Homogamy in the United States,The American Journal of Socology, Vol. 97, No. 2 “Sep., 1991”, pp. 496-523.
38
المجلس األعلى لشؤون األسرة
تختار ال�شخ�ص الذي يمكن �أن يمار�س دور الزوج الذي تتخيله في العالقة الزوجية ،والذي �سوف ي�سمح لها بممار�سه دور الزوجة الذي يتالئم مع ت�صوراتها عن هذا الدور .37 ثالثا :نظرية املعايري : Norms Theroy تف�سر هذه النظرية االختيار الزواجي على �أنه عملية �إرادية تتم في �ضوء المعايير التي ي�ضعها المجتمع من حيث ال�سن والم�ستوى االقت�صادي والدين والتعليم والمكانة االجتماعية وغيرها بحيث تكون في ذهن الفرد المقبل على الزواج معايير محددة عن موا�صفات ال�شريك بمعنى ان المجتمع حدد له ما هو مقبول وما هو مرفو�ض وعليه حينها التجاوب مع معايير المجتمع .38 وا�ستنبط كاتز Katzوهيل Hillق�ضايا �أكثر تحديد ًا حول كيفية ت�أثير العوامل المعيارية في اختيار القرين .و�أرجعا االختيار الزواجي �إلى ت�أثره بالمعايير المتعلقة بال�سلوك الإن�ساني وكذلك بالمعايير الثقافية ،وذكرا عدد ًا من الق�ضايا تعد من �أهم المعاييرالتي ت�ؤثر في االختيار وهي تلك المتعلقة بالدين والعمر والمكانة االجتماعية .39 و�إذا كانت النظرية التطورية تذهب �إلى ان الطبيعة الب�شرية قد طورت مجموعة من المعايير التي نجدها في كل المجتمعات ،و التي تحدد ماهو مرغوب �أو مرفو�ض بناء على دوافعها �أو النتائج المترتبة عليها ،فكلما كانت النتيجة �ضارة �أو نتائجها وخيمة على الفرد والمجتمع كان الحكم الإخالقي عليها قا�سيا فمثال الحكم الإخالقي على االغت�صاب �أكبر بكثير من الحكم مثال على فعل �أقل خطورة كال�سرعة الزائدة �أثناء قيادة ال�سيارة ...وهكذا. ولكن االتجاه النف�سي التطوري ال ي�ستطيع �أن يف�سر لماذا يقبل مجتمع ما في زمن ما الزواج 37 - Bernard I. Murstein: Empirical Tests of Role, Complementary Needs, and Homogamy Theories of Marital Choice, Journal of Marriage and the Family, Vol. 29, No. 4 (Nov., 1967), pp. 689-696 - 38فهد النا�صر� ،سعاد �سليمان ،املرجع ال�سابق. - 39عبدالر�ؤف ال�ضبع ،املرجع ال�سابق .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
39
المتعدد ومجتمع �آخر يطور نظام الزواج لكي ال يقبل �سوى نمط الزواج الأحادي الزواج ب�إمراة واحدة 40؛ ومن ثم ف�إن الحكم على الزواج يختلف من مجتمع �إلى �آخر� ،أو من طبقة �إلى �أخرى �أو نطاق جغرافي عن �آخر(ريف – ح�ضر) ،فالتطورات االقت�صادية والثقافية حتى في المجتمع الواحد قد ت�سهم في تطوير نظام �أو نمط معين للزواج ،يتحول تدريجيا لكي ي�صبح هو النمط المقبول اجتماعيا ،بعد �أن يكت�سب حكما �أخالقيا �أو معياريا ،لكي ي�صبح جز ًءا من الثقافة الموروثة. وفي الإطار نف�سه ،ف�إن اختالف الأطر الفكرية والمعيارية بين المجتمعات يكون لها دور في هذا ،ف�إن اختالف المعايير الموجهه لالختيار الزواجي تتفاوت هي � ً أي�ضا من مجتمع �إلى �آخر ،وبذلك ما يعد معيارا للزواج في مجتمع قد ال يكون كذلك في مجتمع �آخر� ،أو تقل �أهميته مقابل معيار �آخر ،وحتى بالن�سبة لمعيار العمر ،الذي يعد من المعايير الم�شتركة� ،أو يحتل �أهمية �أكيدة في الثقافات المختلفة ،والذي عادة ما يحدد م�ستوى عمر ال�شريكين عند الزواج ،ويتمثل في تف�ضيل �أن تكون المر�أة �أ�صغر من الرجل �إذا كان هناك مجال لالختيار �شخ�صا كبي ًرا في الزواجي� ،إال �أنه وفي بع�ض المجتمعات يمكن �أن تتزوج الفتاة ال�صغيرة ً ال�سن ،في حين �أن العك�س يعد �أم ًرا غير مرغوب ،وهنا تتدخل عوامل الجندر ومكانة المر�أة، والنظرة �إليها ككيان فيزيقي �أكثر منه معنوي في عملية االختيار الزواجي ،ويالحظ �أنه كلما تقدم المجتمع قل الفارق العمري بين الزوجين� ،إال �أنه غالبا ما يت�أثر بمعايير الجمال في الثقافات المختلفة ،والتي تتطلب ال�شباب والن�ضارة ،حيث تظل معايير ال�شكل الخارجي ذات �أهمية في كل المجتمعات. واختالف المعايير يرتبط باختالف الموجهات القيمية لكل مجتمع ،ف�إذا كان مجتمعا متدينا ف�إن التركيز يكون على درجة تدين ال�شريك ،في حين ال يحتل هذا المعيار �أية �أهمية في المجتمعات العلمانية؛ ومن هنا يمكن تف�سير معايير االختيار الزواجي في ظل منظومة القيم والمعايير التي يتبناها المجتمع وفي تف�سير االختالفات في معايير الزواج بين الثقافات المختلفة. 40 -Michael Hechter and Karl-Dieter Opp: Social Norms,Russell Sage Foundation,2001,p.282
40
المجلس األعلى لشؤون األسرة
رابعا :نظرية تكامل احلاجات : Theory of Complementary Needs تركز هذه النظرية على وجود احتياجات تحدد عملية االختيار الزواجي ،هذه االحتياجات ال تركز على ت�شابة ال�شريك في الخ�صائ�ص ،ولكنها تركز على مدى توفر خ�صائ�ص في ال�شريك ت�شبع حاجات معينة لديه ،وكلما كان التوقع بالإ�شباع �أكبر زادت الدافعية نحو اختياره ك�شريك في العالقة الزوجية .وتفتر�ض هذه النظرية �أن دوافع االختيار الزواجي تكاملية �أكثر منها تجان�سية .وهذه الفر�ضية تتناق�ض مع فر�ضيات نظرية التجان�س التي ترى العك�س ب�أن ال�شخ�ص يبحث عن ال�شبيه عند اتخاذ قرار االقتران .وبالتالي ف�إن هذه النظرية تعلي من دور الخ�صائ�ص ال�سيكولوجية المغايرة �أكثر من الخ�صائ�ص االجتماعية المت�شابهة لدى ال�شريك “كالتعليم -الطبقة – الدخل – الدين ..الخ” في عملية االختيار الزواجي . فهناك حقيقتان مرتبطتان بفر�ضية تكامل الحاجات في االختيار الزواجي وهي؛ �أن �أنماط حاجات الأزواج الجدد �ستميل لالختالف �أكثر من الت�شابة ،ثانيا؛ �أن هناك متغيرات �أو حاجات معينة �سوف ت�ؤدي �إلى اختيارات معينة ،مثال ال�شخ�ص ذو ال�شخ�صية المهيمنة يتوقع �أن ينجذب نحو ال�شخ�صية المذعنة �أو الخا�ضعة ويختارها ك�شريك ..وهكذا .41 وتفتر�ض نظرية ون�ش وجود عالقة عك�سية بين حاجات القرناء �أو ال�شريكين المتوقع �أن يقيما عالقة زوجية ،ويعتمد اختبار هذه الفر�ضية ،على قائمة يوجد بها 15متغي ًرا �أو حاجة، ويفتر�ض ون�ش �أن ال�شخ�ص الذي لديه حاجة مرتفعة تمثلها �إحدى هذه المتغيرات �سوف يختار ال�شريك الذي لديه هذه الحاجة منخف�ضة .هذه المتغيرات تمثل 12حاجة هي: الإذالل .abasement الإنجاز . achievement الدنو �أو االقتراب .approach41 - James A. Schellenberg and Lawrence S. Bee, A Re-Examination of the Theory of Complementary Needs in Mate Selection, Marriage and Family Living, Vol. 22, No. 3 “Aug., 1960”, pp. 227-232
المجلس األعلى لشؤون األسرة
41
اال�ستقاللية .autonomy االحترام �أو التبجيل deference الهيمنة .dominance العدائية .hostility العناية والحنو .nurturance التقديرواالعتراف .recognition الطموح . aspiration status المقاومة . striving status الم�ساعدة .succoranceبالإ�ضافة �إلى ثالث �سمات عامة �أخرى ،هي: القلق .anxiety االنفعال .emotionality التحمل .vicariousnessولقد ُطورت نظرية تكامل الحاجات حول االختيار الزواجي واختبرت من قبل ون�ش Winch وزمالئه ،الذي قام بقيا�س نمط الحاجات عند عينة من الطالب بلغ عددهم 25وزوجاتهم، وتبين وجود عالقة بين مجموعة كبيرة من الحاجات بين الأزواج؛ مما يثبت وجهة نظره ب�أن االختيار الزواجي يبنى على نمط الحاجات لدى الفرد ويوجه عملية اختيار الزوج �أو الزوجة . 42ومن وجهة نظر ون�ش ف�إن �أهمية هذه النظرية تكمن في قدرتها على فح�ص العالقة وتحليلها بين حاجات ال�شريكين� ،سواء �أكانوا مقبلين على الزواج �أم من المتزوجين فعال. وتربط هذه النظرية بين الحاجات النف�سية والأ�سرة التي تربى بها الفرد؛ �أي �أن تاريخ 42 - Charles E.Bowerman, Barbara R. Day, A Test of the Theory of Complementary Needs as Applied to Couples During Courtship, American Sociological Review, Vol. 21, No. 5 “Oct., 1956”, pp. 602-605.
42
المجلس األعلى لشؤون األسرة
طفولة الفرد له دور �أ�سا�سي في �أكت�ساب الفرد خ�صائ�ص و�سمات �سيكولوجية معينة ،ولتي ت�ؤثر فيما بعد في اختياره �شريك حياته الذي �سيك ّون معه ا�سرة وينجب من خاللها الأطفال، فالمر�أة �سوف تختار رج ًال ي�شبه �أبيها واالبن �سوف يختار زوجة ت�شبه �أمه بتاثير من النظرية الفرودية في تف�سير ال�سلوك الإن�ساني .وت�ستخدم هذه النظرية في تف�سير ظواهر مثل �أ�سباب ا�ستمرار العنف الأ�سري لدى الأجيال. ويالحظ �أن جميع االتجاهات النظرية ال�سابقة تقدم تف�سيرات لمعايير االختيار الزواجي ترتبط �إما بالفرد نف�سه وبتطوره البيولوجي واحتياجاته و بتكوينه النف�سي� ،أو بالمحيط االجتماعي الذي ين�ش�أ فيه ،وبجماعته القرابية التي ت�ؤثر في �أفكاره وخياراته ،ويكت�سب من خاللها وجوده االجتماعي .وفي هذا الإطار �سوف ي�ساعد تكامل التف�سيرات على تقديم فهم �أف�ضل لطبيعة االختيار الزواجي وت�أثيره في الفرد وعلى البنى االجتماعية ،وعلى �أو�ضاع ال�شباب وعالقاتهم الزواجية و�أدوارهم الأ�سرية.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
43
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل الرابع
�أهم معايري االختيار الزواجي -تحليل لنتائج دراسات في مجتمعات مختلفة -
المجلس األعلى لشؤون األسرة
45
تت�أثرعملية االختيار الزواجي بمجموعة من المعايير �أو ال�صفات التي تميز ال�شخ�ص وت�سهم في تحديد موا�صفات ال�شريك المقبل العالقة الزوجية ،وتجعل المقبلين �أو الراغبين في الزواج �أو �أ�سرهم ،يبحثون عن هذه الموا�صفات لكي ُيحددوا الموقف من االختيار ،وفيما ي�أتي �شرح لأهم هذه العوامل من واقع نتائج الدرا�سات في مجتمعات مختلفة ،والتي �أظهرت تباين المعايير التي ت�ؤثر في اختيار ال�شريك بين المجتمعات : �أوال :العمر: رغم �أن ال�شكل التقليدي لعملية االختيار الزواجي تتمثل في �أن يختار الرجال والن�ساء �شركاءهم المت�شابهين معهم ،نجد �أن هناك اختال ًفا بالن�سبة للعمر ،حيث ت�شير درا�سات علم النف�س االجتماعي �إلى �أن هناك اختالفات في اختيار ال�شريك بين الذكور والإناث مبنية على العمر المف�ضل لل�شريك؛ ففي حين يف�ضل ال�شباب الرجال الن�ساء الأ�صغر �سنا منهم ،تف�ضل الن�ساء الرجال الأكبر �سنا منهن ،وهو ما ت�شير �إليه درا�سات علم النف�س نموذج�أ تطور ًّيا لالختيار االجتماعي ،في المقابل نجد �أن علم النف�س ال�سلوكي قد �صاغ ً الزوجي وال�ستراتيجية الإنجاب مبنية على العمر والفروق بين الجن�سين ،و�أظهرت نتائج �ست درا�سات في هذا المجال �أن االختيار الزوجي يت�أثر بتقدم العمر بالن�سبة للرجال؛ ففي البداية يف�ضلون زوجة �أ�صغر منهم قليال ،ثم مع تقدم العمر يتجهون لتف�ضيل �أن يكون الفارق �أكبر� ،أما الن�ساء فهن يف�ضلن �أن يكون الزوج �أكبر قليال ،وال يتغير هذا االتجاه في االختيار مع تقدمهن في العمر .43 فعلى م�ستوى ال�سن على وجه التحديد� ،أ�شارت درا�سات �أخرى �إلى �أنه كلما انخف�ض عمر الزوج عند الزواج ق ّل الفارق في ال�سن بين الزوجين ،والعك�س �صحيح ،في المقابل ف�إن الفارق في ال�سن بين الزوجين يتناق�ص مع ارتفاع عمر الزوجة عند الزواج .44 43 - Kenrick DT; Keefe, Age preferences in mates reflect sex differences in human reprodutive strategies, Behavioral and Brain Sciences. 1992 Mar; 15(1”:75-91. 44 - Lee, GR, Age a marriage and marital satisfaction: A multivariate analysis with implic”tions for marital stability, Journal of marriage and the family, 1977.
46
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ولقد �أكدت درا�سة �سبر�شر هافيلد Sprecher, S.Sullivanand Hafieldفي عام ،45 1994التي �شارك فيها � 329أميركيا من الجن�سين من فئة الأعزب �ضمن الفئة العمرية � 35-19سنة طلب منهم بالإدالء ب�آرائهم حول � 12صفة من موا�صفات ال�شريك �أهمية عامل �سن ال�شريك عند الإختيار ،حيث بينت الدرا�سة الآتي : ك�شفت الن�ساء عن رغبتهن في الزواج بمن �أقل منهن و�سامة و�أكبر منهن عمرا بخم�سة�سنوات وم�ستوى تعليمي ومهني �أعلى. ك�شف الذكور عن الرغبة بالزواج بمن هن �أكثر و�سامة منهم و�أ�صغر عمرا بـ � 5أعوامومن م�ستوى تعليمي �أعلى . ثانيا :ال�شكل اخلارجي واجلاذبية : �أظهرت درا�سة فينجولد 46 1992 Feingoldالتي �أجريت على 48من الذكور و 61من الإناث ،وا�ستهدفت التعرف على الم�ؤ�شرات التي ي�ستند عليها الفرد عند تقييم جاذبية الجن�س الآخر� ،أن الرجال يعطون وزنا لجاذبية الإناث الج�سدية بينما �أعطت الإناث وزنا �أكبر لطموح الرجل ومكانته االقت�صادية وحالته المزاجية .وهي نف�س النتيجة التي �أثبتتتها درا�سة �سبر�شر هافيلد Sprecher, S.Sullivanand Hafieldال�سابقة . �إال �أن درا�سة باميال ريجان Pamela C. Reganوالين بر�شايد Ellen Berscheid عام 1997حول ال�صفات المف�ضلة في الزوج �أو ال�شريك قد �أظهرت عدم وجود فروق بين الجن�سين بالن�سبة ل�صفات الجاذبية وال�شكل وكذلك بالن�سبة لل�صفات االجتماعية والقوة المادية والدرجة العلمية لل�شريك ،وهذة نتيجة تختلف عن ما هو مت�صور ب�أن الإناث يف�ضلن 45 -Sprecher, S.Sullivanand Hafield, mate selection preferences: gender differences exained in national sample .journal of personality and social psychology, 1994. 46 -Feingold ,Alan : gender differences in mate selection preferences : a test of the parental investment model psychological bulletin 1992.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
47
ال�صفات الأخيرة . 47وفي درا�سة حديثة �أجرتها كري�ستين �إيفانز Kristen Evansعام 2007ا�ستهدفت التعرف على الخ�صائ�ص التي ت�ؤثر في اختيار ال�شريك ،وتحديد عما �إذا كانت هناك فروق بين الجن�سين في هذا المجال ،تبين عدم وجود فروق بين الجن�سين بالن�سبة ل�صفة الذكاء والجاذبية بو�صفها �صفات مف�ضلة في ال�شريك ،في حين كانت �صفة الطيبة �أو العطف قد وجدت �أ�ستجابة �أكبر بين الإناث ك�صفه مف�ضلة في ال�شريك .48 ونتو�صل من خالل هذه النتائج �إلى �أن الن�ساء �أقل اهتماما من الرجال بال�شكل الخارجي لل�شريك .فالحكم على ال�شكل مهم بالن�سبة للرجل في عملية االختيار �أكثر من المر�أة ،ويمكن ربط هذه الخا�صية باتجاه الرجال لإعادة الزواج �أو الدخول في عالقة عاطفية جديدة عندما تتقدم الزوجة �أو ال�شريكة في العمر. ثالثا :الدين والأخالق والعاطفة : ك�شفت درا�سة بدادا وتيمان Badahdah - Tiemanفي عام 49 2005عن �أهمية المعيار الديني خ�صو�صا في المجتمعات الم�سلمة ،حيث قام الباحثان بتحليل م�ضمون � 500إعالن من �إعالنات الزواج الخا�صة بالم�سلمين الذين يعي�شون في الواليات المتحدة االميركية، وتبين �أنه ال فروق بين الجن�سين في ما يتعلق بجاذبية المظهر الخارجي المطلوب توفره لدى ال�شريك� ،إال �أن الإناث �أعطين وزنا �أكبر من الذكور ب�أن يكون ال�شريك المرتقب متم�سكا بالدين ،و�أن يكون عاطفيا ،ولديه �إمكانات مادية ،وا�شتراط �أن يكون �أكبر �سنا منهن ،في حين تطلب الذكور زوجة �أ�صغر منه �سنا . 47 - Pamela C. Regan, Ellen Berscheid, Gender Differences in Characteristics Desired in a Potential Sexual and Marriage Partner,Journal of Psychology & Human Saxuality, Volume 9, Issue ,January 1997 , pages 25 - 37 . 48 -Kristen Evans, Journal of Social and Personal Relationships, Vol. 24, No. 5, 781-791 ”“2007 49 -Badahdah , Abdullah Mohamed, Tieman Kathleen A, mate selection criteria among Mulims living in America : evolution and human behavior , Volume 26, Issue 5, Pages 432-440 2005
48
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وقارنت درا�سة -عبر ثقافية -بين ثقافة المجتمع الهندي والمجتمع الأمريكي �أجريت عام ،50 2005عن الفوارق واالختالفات الجوهرية بين الأميركيين والهنود ،فالأميركيون هم �أكثر تف�ضيال للموا�صفات المادية المح�سو�سة كالمظهر والثراء ثم ال�شخ�صية� ،أما الهنود فقد �أولوا االهتمام بموا�صفات المحافظة كالحب وااللتزام ،كما ترتفع لديهم قيمة م�ؤ�شرات جودة الزواج ،مثل :الترابط العاطفي ،واالخال�ص لل�شريك ،وااللتزام الأ�سري. والنتيجة نف�سها �أظهرتها درا�سة �شانج Chuang 51وهي عبارة عن 3م�سوحات على عينة من 644من الطالب الجامعيين في المجتمع ال�صيني ،يتوزعون بين 278من الإناث و 366 من الذكور ،حيث تبين �أن الن�ساء هن �أكثر تف�ضيال للمبادئ الأخالقية واالن�سجام واالتفاق مقارنة بالجمال والتركيز على �أهمية ال�شكل الخارجي عند الذكور. وفي درا�سة �أجريت على عينة من ال�شباب في المجتمع الم�صري 52بلغت 700تتراوح �أعمارهم بين � 36- 18سنة حول الزواج وموا�صفات ال�شريك التي يرغبون به تبين �أن الزواج كنتاج لعالقة عاطفية كان هو النمط المف�ضل لدى العينة ،يليه في المرتبة الزواج التقليدي �أو اختيار الأهل ثم الأ�صدقاء .وكانت هناك فروق ح�سب متغير الجن�س ل�صالح الإناث في كال النمطين؛ الزواج عن طريق عالقة عاطفية والزواج عن طريق الأهل ،وهذا يك�شف عن تداخل العنا�صر التقليدية في الزواج مع الطرق الحديثة ،وتواجه الإناث تناق�ضات في اتجاهاتهن �أكبر من الذكور ،ويظهر ذلك � ً أي�ضا من خالل ما ك�شفت عنه الدرا�سة من �أن الذكور �أكثر تقبال للزواج من زوجة جن�سية �أخرى في حين انعدمت تقريبا �آراء الإناث بالن�سبة لهذا المو�ضوع .و�أظهرت الدرا�سة اهتمام العينة بموا�صفات ال�شريك الج�سدية والتدين ثم باقي الموا�صفات ،ولم تكون هناك فروق بين الجن�سين في هذا المجال ،وي�شير اهتمام عينة ال�شباب الم�صري ب�صفة التدين ك�أحد المعايير التي يتم من خاللها اختيارال�شريك �إلى دور الدين في المجتمعات ال�شرقية ب�شكل عام . 50 -Myers ,Jane E.etal ,marriage satisfaction and wellness in India and united states : a prliminary comparison of arranged marriages and marriages of choice , journal of counseling and development , 2005. 51 - Chuang, yao-chia. Sex differences in mate selection preference and sexual strategy: tests for evolutionary hypotheses Chinese journal of psychology,2002 - 52حممد ح�سن غامن ،ال�شباب املعا�صر و�أزماته ،القاهرة :الدار العربية للن�شر.2007 ،
المجلس األعلى لشؤون األسرة
49
وفي �ضوء الفروق بين الجن�سين في معايير االختيار الزوجي ،التي ك�شفت عنها الدرا�سات في مجتمعات مختلفة ،وكذلك الفروق بين المجتمعات في مجال دور الدين والقيم في الت�أثير على معايير االختيار الزواجي ،يمكن ر�صد اختالفات بين المجتمعات ال�شرقية مقابل المجتمعات الغربية في هذا المجال ،هذه االختالفات قد �أفرزتها عملية تاريخية بعيدة المدى �شكلت الثقافات وارتبطت بالظروف االجتماعية واالقت�صادية واتجاهات التغير االجتماعي في تلك المجتمعات ،بالإ�ضافة �إلى اختالف منهج التغير ،ودرجة �سرعته ،وطبيعة المجاالت التي �شملها التغير االجتماعي بين المجتمعات؛ ففي الوقت الذي ت�سود فيه الثقافة المادية في المجتمعات ال�صناعية ،نجد �أن المجتمعات في الدول النامية ال تزال تت�أثر بالقيم الروحية والدينية .وت�شمل مظاهر التنوع الثقافي الأطر الت�صورية عن الحياة والعالقة بين الجن�سين وعن الزواج والأ�سرة كم�ؤ�س�سة اجتماعية ،وي�شمل � ً أي�ضا طرق تنظيم الحياة الأ�سرية وتوزيع الأدوار والنظرة لكل جن�س .ولقد انعك�س كل هذا التنوع ،على محددات االختيار الزواجي.
50
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل اخلام�س
التغري االجتماعي واالختيار الزواجي يف جمتمعات اخلليج العربية
المجلس األعلى لشؤون األسرة
51
في ظل منظومة ثقافية تف�ضل الزواج من الأقارب ،وتحدد لل�شباب طرق الزواج وموا�صفات ال�شريك ،كان االختيار الزواجي الم�ستقل يكاد يكون معدوما بالن�سبة للمقبلين على الزواج من ال�شباب في المنطقة ،حيث كان يت�أثر ب�شكل كبير بر�أي العائلة ،ويختفي منه القرار الفردي واالختيار المبني على القناعات ال�شخ�صية لل�شريك ،وكانت الإناث �أكثر ت�أثرا بالأطر التقليدية في االختيار الزواجي ،فهل تغيرت الأمور؟ وهل �أ�صبح لل�شباب في المنطقة دور �أ�سا�سي في عملية اختيار ال�شريك؟ ،وماهي طبيعة التغيرات التي حدثت وفي �أي اتجاة؟. وللإجابة على هذة الت�سا�ؤالت ور�صد التحوالت والتغيرات التي حدثت �سوف نقوم في هذا الف�صل بمراجعة وفح�ص نتائج الدرا�سات حول مو�ضوع االختيار الزواجي في فترات زمنية متعاقبة في مجتمعات الخليج. االختيار الزواجي وعنا�صر التحديث: من المفتر�ض �أن ت�ؤدي عوامل التحديث الممتدة من 1950حتى الآن ،كتغير �أنماط العمل وال�سكن وانت�شار التعليم وارتفاع م�ستوياته “كزيادة عدد �أ�صحاب الم�ؤهالت الجامعية” وانت�شار و�سائل الإعالم ومظاهراالحتكاك الثقافي� ،إلى موجات من التغير االجتماعي ،والتي غالبا ما تكون الأ�سرة المجال الحيوي لمثل تلك التغيرات .فبقدر ماتكون التحوالت جوهرية مثل التغيرات في البنية والتركيب كاختفاء �شكل الأ�سرة الممتدة لكي تحل محلها الأ�سرة الزواجية “وهو المظهر الذي ك�شفت عنه الم�سوح االجتماعية وال�سكانية في مجتمعات الخليج” ،تكون هناك تغيرات في الأدوار وفي طبيعة العالقات الأ�سرية واالجتماعية ب�شكل عام .فهل �أدت هذه التغيرات �إلى تغيرات في �شكل العالقات ومداها ودرجة ت�أثيرها في حياة الفرد� ،أو �إلى تغيرات في الأفكار واالتجاهات ،ومن بينها ا�ستقاللية ر�أي الفرد بالن�سبة للقرارات التي ت�ؤثر في حياته ال�شخ�صية. وعند هذا الحد ،ف�إن ت�سا�ؤالت �ضرورية يجب �أن تثار ،مثل� :إذا كانت هذه التغيرات مطلوبة في ظل ارتفاع معدالت الطالق والخالفات الأ�سرية ،وتزايد عدد حاالت العنف الأ�سري عند
52
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الأ�سرة الخليجية .فهل �أ�سلوب الزواج الذي يكون للفرد فيه دور في عملية االختيار �أكثر �ضمانا لال�ستقرار الأ�سري؟ و�إذا كان كذلك فلماذا ترتفع معدالت الطالق في المجتمعات الغربية ،التي ت�سودها النزعة الفردية ،وتكون فيها عملية االختيار الزواجي م�ستقلة �إلى حد كبير؟ �أم �أن عدم اال�ستقرار الأ�سري يت�أثر بمجموعة عوامل يكون االختيار الزواجي �أحدها، ومن ثم ال يعود الزواج المنظم هو الم�سئول عن الم�شكالت الأ�سرية؟. و�سوف تحاول الدرا�سة الحالية البحث في التغيرات التي حدثت في مجال االختيار الزواجي وموا�صفات ال�شريك ونظرة ال�شباب لل�شريك والأدوار الزواجية ،من خالل تحليل نتائج الدرا�سات ال�سابقة حول هذا المو�ضوع ،خ�صو�صا و�أن درا�سات االختيار الزواجي في المنطقة قد بد�أت منذ فترة تزيد على � 30سنة ،كما �أنها كانت من �أكثر المجاالت التي دُر�ست ،الأمر الذي يوفر قاعدة بيانات تتيح ر�صد وتتبع التغيرات في مواقف ال�شباب بين فترات زمنية مختلفة ،بالن�سبه من اختيار ال�شريك ،والقدرة على �صياغة قراراتهم نحو بع�ض الق�ضايا ومن بينها ق�ضية اختيار ال�شريك والتي هي م�ؤ�شر على التحرر من القيود العائلية في عملية االختيار وكنتاج للتغيرات االجتماعية . �أوال :حرية االختيار الزواجي : كانت �أول درا�سة �أجريت حول �أ�س�س االختيار الزوجي في �سنة 1965على عينة م�ؤلفة من 818من الذكور غير المتزوجين في الكويت في المجتمع الكويتي ، 53قد ك�شفت عن �أن %72 من العينة “وكلهم من الذكور” يف�ضلون اختيار زوجاتهم ب�أنف�سم ،وانق�سمت �آرا�ؤهم بين م�ؤيد ومعار�ض للزواج من الأقارب ،وك�شفت الدرا�سة عن �أن %89من العينة يرون ب�أن تعدد الزوجات �أمر غير �ضروري ،وي�شير موقف العينة هذا �إلى حدوث تغيرات في مفاهيم الزواج �آنذاك نتيجة عوامل التحديث التي دخلت على المجتمع الكويتي. - 53عبد اهلل غلوم ح�سني وعزت �سيد ا�سماعيل ،الزواج يف الكويت ،1965مطبعة حكومة الكويت ،يف� ،أ�سعد وطفة عي�سى االن�صاري ،اجتاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ،اجملة العلوم االجتماعية ،جامعة الكويت :جملد ،33العدد .2005 ،3
المجلس األعلى لشؤون األسرة
53
�إال �أن الق�ضية الهامة بالن�سبة لدور التحديث في تغير المفاهيم يتمثل في؛ مدى قدرة م�ؤثرات التحديث على بناء تغيرات تراكمية في الأفكار والقيم و�أنماط ال�سلوك ،فالواقع ي�شير �إلى حدوث تغير اجتماعي في مجتمعات الخليج في تلك الفترة ،ولكن هل ا�ستمر بالوتيرة نف�سها ،وفي االتجاه ذاته ،هذا ما �سوف ُيحلل باال�ستناد �إلى مقارنة نتائج الدرا�سات التي تمت في المنطقة حول اتجاهات ال�شباب نحو الزواج واالختيار الزواجي خالل فترات زمنية مختلفة. ففي الوقت الذي بد�أ فيه المجتمع الكويتي �شوط التحديث مبكرا عن باقي الدول الخليجية ،نجد �أن االتجاهات نحو بع�ض ق�ضايا الزواج قد تغيرت في حقبة الت�سعينيات من القرن الع�شرين والعقد الأول من الألفية الجديدة ،حيث اتجهت نحو المحافظة بعك�س فترة ال�ستينيات وال�سبعينيات ،التي ات�سمت باالتجاه نحو الحداثة ،ولقد حدث ذلك رغم �أن الكويت لم تقطع �شوطا كبيرا في التحديث في تلك الفترة ،ومع ذلك ف�إن زخم وتيرة التغير وت�سارعها انعك�س على ال�شباب واتجاهاتهم نحو الزواج. وجاءت نتائج درا�سة ال�سيد الح�سيني وجهينة العي�سى في �سنة ،54 1981التي �أجريت على 160طالب وطالبة من جامعة قطر في الإطار نف�سه ،حيث ر�أى �أفراد العينة �إمكانية الح�صول على الزوج �أو الزوجة المنا�سبة .ولم تكن الفروق كبيرة بين الجن�سين ولكن الذكور كانوا �أكثر ثقة من الإناث في العثور على الزوجة المنا�سبة ،ومع ذلك �أظهرت درا�سة �أجراها علي ليلة و�آخرون حول اتجاهات ال�شباب القطري في �سنة 55 1991على عينة قوامها � 540أن %44من العينة يرون ب�أن عدم وجود فر�ص حقيقية لالختيار الزواجي يعد من الم�شكالت الأ�سا�سية التي يواجهها ال�شباب القطري ،بالإ�ضافة �إلى غالء تكاليف الزواج. ولعل هذا يك�شف عن حقيقة هامة� ،أال وهي �أنه على الرغم من �أن ال�شباب يعتقد ب�إمكانية ح�صوله على زوجة منا�سبة ف�إنه يدرك قلة فر�ص االختيار المتاحة �أمامه ب�سبب العادات والتقاليد التي تمنع الر�ؤية قبل الزواج .ومع ذلك ف�إنه في ال�سنوات الأخيرة وخ�صو�صا منذ - 54ال�سيد احل�سيني ،جهينة العي�سى :درا�سة حول االجتاهات والقيم املرتبطة بالزواج لدى ال�شباب القطري،جامعة قطر ،حولية كلية الآداب والعلوم االجتماعية ،العدد .1981 ، 3 - 55علي ليله و�آخرون ،ال�شباب القطري� :إهتماماته وق�ضاياة ،املرجع ال�سابق� ،ص .115
54
المجلس األعلى لشؤون األسرة
بداية العقد الأول من الألفية الجديدة بد�أت الأمور بالتغير التدريجي ،حيث بد�أ المجتمع يف�سح مجاال �أكبر للمخطوبين؛ لكي يروا بع�ضهما قبل الزواج في المجتمع القطري بالذات . ويالحظ �أن م�شكلة االختيار الزواجي تظهر في كل المجتمعات الخليجية؛ ففي درا�سة �أجراها خالد ال�شالل 1997على ال�شباب الكويتي � 56أفاد ال�شباب ب�أن غياب حرية االختيار والعراقيل التي ي�ضعها الأهل من �أهم المعوقات التي يواجهها ال�شباب عند رغبتهم بالزواج ،57ثم ارتفاع تكاليف الزواج..الخ . وفي درا�سة �أخرى لأبراهيم الجوير �سنة �1995أجريت على المجتمع ال�سعودي حول ت�أخر ال�شباب الجامعي في الزواج تبين �أن �أفراد العينة يجدون �صعوبة في االختيار الزواجي ت�أتي من بين �أهم العوامل الم�ؤدية �إلى ت�أخر ال�شباب الجامعي في الزواج ،وموا�صلة التعليم، وارتفاع تكاليف الزواج ،وم�س�ؤولياته ،وغالء المهور ،وقلة دخل الأ�سرة ،والرغبة في الزواج من �سعودية ،كما بينت الدرا�سة ت�أثر ال�شباب ال�سعوديين ب�أفكار الوافدين ،وكذلك �إلحاح الأهل والأقارب على ال�شباب بالزواج من القريبات ،وعدم توفر ال�سكن المالئم. وتتفق هذه النتائج مع نتائج درا�سة �أجراها محمد المطوع 58على عينة من 548من طلبة المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية والجامعية في مجتمع الإمارات ،بهدف ا�ستك�شاف الم�شكالت الطالبية ،ومن بينها تلك المتعلقة بالإعداد للزواج فقد تبين �أن غالء المهور هو عائق كبير �أمام ال�شباب كما �أن هناك تحجي ًما لعملية االختيار الفردي ل�شريك الزواج المرتقب وكذلك تحكم الأهل في االختيار. وهذه النتائج ت�شير �إلى �أن ال�شباب ال يزال يخ�ضع لنمط الزواج المنظم ،رغم �أن �شباب فر�صا �أكبر لهم في االختيار الزواجي� ،إال �أن ال�ستينيات وال�سبعينات كانوا يرون �أن هناك ً الدرا�سات الحديثة على �شباب المنطقة تظهر م�ؤ�شرات تدل على تراجع هذه الثقة. - 56خالد ال�شال ل ،الزواج يف املجتمع الكويتي :تف�ضيالت االختيار الزوجي ومعوقاته يف املجتمع الكويتي ،حوليات كلية الرتبية ،جامعة الكويت ،العدد .18،1998 � - 57أبراهيم اجلوير ،تاخر ال�شباب اجلامعي يف الزواج :امل�ؤثرات واملعاجلة ،الريا�ض :مكتبة العبيكان.1995 ، - 58حممد املطوع ،م�شكالت ال�شباب يف جمتمع متغري م�سح اجتماعي بالعينة للطالب والطالبات يف دولة الإمارات العربية املتحدة ،جملة الآداب .العدد “ . ”7جامعة الإمارات العربية املتحدة.1991،
المجلس األعلى لشؤون األسرة
55
وقد ك�شفت درا�سة حديثة لفهد النا�صر و�سعاد �سليمان في عام 59 2007على عينة من ال�شباب الكويتي والعماني حول معايير االختيار الزواجي بلغ قوامها 619مفردة من ال�شباب المقبلين على الزواج ،وتوزعت ح�سب الجن�س بن�سبة %48.6للذكور وبن�سبة %51.4للإناث �إلى �أن �أفراد العينة بف�ضلون �أن يكون �شريك الحياة من الجن�سية نف�سها ،بمعنى �أن ال�شباب الكويتيين يف�ضلون �أن يكون �شريك الحياة من الجن�سية الكويتية ،وكذلك ال�شباب العمانيون يف�ضلون �أن يكون �شريك الحياة من الجن�سية العمانية .وك�شفت الدرا�سة � ً أي�ضا عن �أن االرتباط الزواجي من غير الأقارب هو ما تف�ضله �أكثرية ال�شباب ،كما �أنهم يميلون �إلى تف�ضيل ال�سكن الم�ستقل “ولي�س مع �أهل الزوج �أو مع �أهل الزوجة” .وهذا يك�شف عن �أن ال�شباب يريد �أن يغير مفاهيم الزواج التقليدي ،وال ي�ؤمن بها لكنه في الغالب ير�ضخ لها. ومن الوا�ضح �أن الزواج في المنطقة يتم تحت ت�أثير الأهل والأقارب ،وهو �أمر يتفق مع نتائج الدرا�سات حتى في المجتمعات الغربية ،التي ك�شفت عن �أن االختيار الزواجي ال يتم من خالل قناعات فردية؛ فالموقف المجتمعي والبيئة المحيطة بالفرد لها العامل الأكبر في تحديد من يكون ال�شريك في الزواج ،ولكن مجتمعاتنا تت�أثر ب�صورة �أكبر بهذا المعيار التف�ضيلي لزواج الأقارب �أو �أبناء العمومة �أو الخ�ؤولة ،حيث ينت�شر بها نمط زواج يف�ضل الزواج من الأقارب ،ولقد ك�شفت درا�سة على طالبات جامعة قطر بلغ حجم الم�شاركات بها 2787طالبة عن انت�شار زواج الأقارب بين المتزوجات منهن .60 ويعد زواج الأقارب ً نمطا يحظى بالموافقة عليه اجتماعي ًا في الوطن العربي منذ عهد زواجا يلم �شمل الأ�سرة من جهة ،كما يخفف من الأعباء طويل ،حيث ينظر �إليه بو�صفه ً المادية وتكاليف الزواج من جهة �أخرى ،حيث ال يطلب العم من ابن �أخيه مهر ًا غالي ًا من باب القرابة والمحبة ،وقد تعارف النا�س على �أن البن العم الحق والأولوية في الزواج من ابنة عمه ،وكان المثل ال�شعبي يقر ب�أن ابن العم يتمكن من خطف ابنة عمه من “الجلوة” �أي حين - 59فهد النا�صر� ،سعاد �سليمان ،معايري االختيار الزواجي لدى ال�شباب يف املجتمع اخلليجي :درا�سة مقارنة بني ال�شباب الكويتي وال�شباب العماين ،الكويت: جملة درا�سات اخلليج واجلزيرة العربية – العدد – 127ال�سنة � ،33أكتوبر .2007،
- 60كلثم الغامن ،العنف �ضد املر�أة ،درا�سة م�سحية على طالبات جامعة قطر ،املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة ،الدوحة .2006،
56
المجلس األعلى لشؤون األسرة
تكون مهي�أة ومزينة كعرو�س لغيره� ،إال �أن ذلك التعارف �إنما توا�ضع عليه النا�س ،ولم يرد فيه ن�ص �شرعي �أو قانوني ،وال بد من الت�أكيد والتذكير �أن العم وابن العم لي�س لهما حق �شفعة ،وال �إرغام على الزواج ،ولي�س البن العم حق �شرعي � ،أو قانوني ،في الزواج من ابنة عمه ق�سر ًا، بل على العك�س من ذلك فقد ثبت �أن زواج القربى ،وخا�صة زواج �أبناء العم ،وتكرار الزواج من العائلة ذاتها ،يت�سبب في حدوث �إعاقات� ،أو وجود احتمال �إعاقة لدى الأبناء ،وكذلك في �إنجاب ن�سل �ضاو� ،ضئيل ،وهو مانبه له الر�سول الأعظم في حديثه “تباعدوا ال ت�ضووا” ،كما ورد عن عمر بن الخطاب �أنه قال “يا بني ال�سائب قد �ضويتم ف�أنكحوا في الغرائب” .61 ثانيا :موا�صفات ال�شريك : �أظهرت درا�سة الح�سيني والعي�سى� 1981أن عملية اختيار ال�شريك لدى العينة تت�أثر بدرجة تدين ال�شريك ثم المال واالخالق والثقافة والتعليم ،وتبين من خالل درا�سة علي ليلة و�آخرين � 1991أن معظم ال�شباب القطري يظهرون اتجاها نحو التدين وااللتزام الديني ، 62كما �أ�شار %60.2من العينة �إلى �صفة التدين ك�صفة مرغوبة في ال�شريك ،63وتتفق هذه النتائج مع نتائج درا�سة خالد ال�شالل 64 1998على عينة من ال�شباب الجامعي الكويتي ،التي ك�شفت عن �أن التدين ي�أتي في مقدمة الموا�صفات المف�ضلة لدى ال�شباب في المجتمع الكويتي بالن�سبة لل�شريك ،ثم ح�سن الخلق ،والح�سب ،والن�سب. و�أظهرت درا�سة حديثة لحمود الق�شعان � 65 2009أجريت على عينة ع�شوائية قوامها 2523 فرد ًا من الذكور والإناث من المجتمع الكويتي� ،أن الأفراد الأكثر تدين ًا ،كانوا �أكثر ر�ض ًا في - 61جنوى ق�صاب ح�سن،الزواج املبكر وانعكا�ساته ال�صحية واالجتماعية ،من�شور يف موقع مركز �أمان : http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=295 - 62علي ليلة و�آخرون ،ال�شباب القطري :اهتماماته وق�ضاياه ،املرجع ال�سابق� ،ص .142 - 63املرجع ال�سابق� ،ص .111 - 64خالد ال�شال ل ،الزواج يف املجتمع الكويتي ،املرجع ال�سابق. - 65حمود الق�شعان ،دور االعتدال يف التدين لدى الزوجني يف �إيجاد التكامل والر�ضا النف�سي وال�سلوكي يف العالقة الزوجية “درا�سة ميدانية” ،م�ؤمتر التنمية الأ�سرية الأول ،دولة الكويت 29،مار�س – 1ابريل .2009،
المجلس األعلى لشؤون األسرة
57
حياتهم الزواجية ،كما �أظهر الذكور م�ستوى �أعلى من الإناث من حيث م�ستوى الر�ضا عن العالقة الزواجية ،ولم تك�شف الدرا�سة فروق ًا ذات داللة �إح�صائية بين الذكور والإناث من حيث م�ستوى التدين .وهذه النتائج ت�شير �إلى خا�صية التدين لدى ال�شباب في المنطقة ،كما �أنه من الوا�ضح �أن عامل التدين مهم جدا بالن�سبة لمواقف ال�شباب من الزواج. وفي االتجاه نف�سه ،جاءت نتائج درا�سة النا�صر و�سعاد �سليمان �سنة 2007على عينة من ال�شباب العماني والكويتي ،فقد تبين �أن «االلتزام ال�سلوكي» ي�أتي في مقدمة موا�صفات ال�شريك لدى ال�شباب العماني والكويتي ،ولم تكن هناك فروق بين الجن�سين في هذا المجال . 66وااللتزام ال�سلوكي يرتبط بالتدين ،ففي درا�سة عبدالرحمن م�صيقر حول معايير االختيار الزواجي في المجتمع البحريني �سنة ،2005التي �أجريت على � 300شاب و�شابة تتراوح �أعمارهم ما بين 18و� 25سنة بمتو�سط يقدر بـ� 20سنة وجميعهم لم يتزوجوا بعد تف�ضل الغالبية العظمى من ال�شبان في �أن تكون �شريكة حياتهم محجبة .67و�أظهرت الدرا�سات ت�شابه مواقف ال�شباب ب�ش�أن الموا�صفات المف�ضلة في �شريك الحياة في مجال التدين وح�سن الخلق� ،سواء من قبل الذكور �أو من الإناث .وبالطبع ف�إن دول الخليج تت�شابة في بنيتها االجتماعية ومنظومة العادات والقيم والمعايير العامة وفي طرق الزواج. و�أظهرت الدرا�سات موا�صفات �أخرى بالإ�ضافة للتدين ،تعد من وجهة نظر ال�شباب مهمة �أي�ضا ،مثل �سن ال�شريك ،وهو ما �أظهرته درا�سة الح�سيني والعي�سى ، 981فال�شباب من الذكور يف�ضلون من ت�صغرهم �سنا� ،أما الإناث فيف�ضلن من يكبرهن �سنا .والنتيجة نف�سها تو�صلت لها درا�سة فهد النا�صر و�سعاد �سليمان ،68 2007حيث �أظهرت الدرا�سة �أن ال�سن المنا�سبة لزواج الذكور هي ما بين � 26إلى � 30سنة ،و�أن ال�سن المنا�سبة لزواج الإناث هي ما بين 20 �إلى � 25سنة .وفيما يخ�ص التقارب في العمر بين الزوجين ،تبين من الدرا�سة �أن غالبية المفحو�صين “ %62من العينة الكويتية %55 ،من العينة العمانية” تف�ضل �أن يكون الزوج �أكبر - 66فهد النا�صر� ،سعاد �سليمان ،املرجع ال�سابق . - 67عبدالرحمن م�صيقر ،املوا�صفات التي يريدها ال�شبابفي املجتمع البحريني يف زوج �أو زوجة امل�ستقبل ،من�شورة على املوقع الآتي http://www.aawsat.com - 68نف�س املرجع .
58
المجلس األعلى لشؤون األسرة
�سن ًا من الزوجة .وفي درا�سة عبدالرحمن م�صيقر تبين �أن %62من الذكور يف�ضلون �أن تكون زوجة الم�ستقبل ا�صغر منهم عمر ًا .بينما �صرحت %86من الإناث ب�أنهن يف�ضلن �أن يكون فتى �أحالمهن �أكبر منهن عمر ًا .69 وهذه النتائج تتفق مع نتائج العديد من الدرا�سات التي �أجريت حول االختيار الزواجي في مجتمعات مختلفة والتي ك�شفت عن هذا االتجاه حول �سن ال�شريك المف�ضل وعالقته بمتغير الجن�س “ذكر – �إنثى” حيث ال يت�أثر هذا المعيار ال ب�إختالف الثقافات وال بم�ستوى تقدم المجتمع� .أما المظهر الخارجي لل�شريك فقد جاء في المراتب الأخيرة وهو �أمر يختلف عن نتائج الدرا�سات في المجتمعات الغربية ،التي ك�شفت عن �أهمية هذه ال�صفة في ال�شريك بو�صفها من التف�ضيالت التي ت�ؤثر في اختيار ال�شريك. �أما بالن�سبة لعمل المر�أة �أو الزوجة ،فنجد �أن درا�سة الح�سيني ،العي�سى ،70 1981قد ك�شفت عن �أن %67من ال�شباب يف�ضلون الزوجة العاملة ،و�أظهرت درا�سة عبدالرحمن م�صيقر على المجتمع البحريني �سنة � 2005أن %55من ال�شبان يريدون �أن تكون زوجة الم�ستقبل عاملة، فقط %5قالوا �إنهم يف�ضلونها ال تعمل� ،أما الباقي “ ”%45فلم يهتموا بق�ضية عمل المر�أة .71وهذا ي�شير �إلى تغير في النظرة �إلى المر�أة؛ والذي قد يكون له ت�أثير على الموا�صفات المف�ضلة في ال�شريكة بالن�سبة لل�شباب ،ولكن درا�سة �أخرى �أجراها جابر عبد الحميد وح�صة فخرو عام 1988على 255من طلبة وطالبات جامعة قطر حول تغيرات اتجاهات ال�شباب القطري نحو مركز المر�أة في المجتمع 72هدفت �إلى تحديد جوانب التغير الذي طر�أ على اتجاهات ال�شباب نحو و�ضعية العمل في مجال العمل والتعليم واالختالط والحقوق ومركز المر�أة في المجتمع وفي اال�سرة ،قد �أو�ضحت �أن النظرة �إلى المر�أة ال تزال دونية وا�ستالبية، حيث �أعلنت غالبية العينة �أن المر�أة مخلوق �ضعيف ،و�أن اهلل خلقها لتخفف من ق�سوة الحياة على الرجل. - 69عبدالرحمن م�صيقر ،املرجع ال�سابق. - 70ال�سيد احل�سيني ،جهينة العي�سى ،املرجع ال�سابق . - 71عبداحلمن م�صيقر ،املرجع ال�سابق. - 72جابر عبداحلميد ،ح�صة عبداحلمن فخرو ،جامعة قطر:حولية كلية الرتبية ،العدد .1988 ،6
المجلس األعلى لشؤون األسرة
59
وبالطبع ف�إن نظرة المجتمع ومواقفه ومفاهيمه نحو الأدوار االجتماعية تت�أثر بالجندر، وتلك الأدوار تك�سب الأفراد موا�صفات معينة ت�ؤثر �إلى حد كبير في معايير الزواج االختيار الزواجي وموا�صفات ال�شريك ،ومع ذلك وكما ت�شير نتائج الدرا�ستين ال�سابقتين ف�إن هناك ً تناق�ضا بين النظرة التي ت�صنف المر�أة ككيان �ضعيف ،وهي �صورة نمطية للمر�أة في ثقافة المجتمع الخليجي ،وبين تف�ضيل �أن يكون لدى الزوجة عمل �أو مهنة ،فال�صورة الذهنية الموروثة هنا ال تتمكن من مواجهة مطالب الحياة اليومية للأ�سرة ،حيث �سيزيد عمل المر�أة من دخل الأ�سرة ،وهنا نجد �أن معايير االختيار الزواجي ال تجد تعار�ضا بين عمل المر�أة واختيارها ك�شريكة في الحياة الزوجية. ويمكن اال�ستدالل على التناق�ضات التي تعي�شها المر�أة الخليجية والعربية ب�شكل عام ،من خالل تغير نظرتها لنف�سها ولأدوارها الأ�سرية وعالقتها الزوجية ،والتي يبدو �أنها تختلف في جوانب منها عن ر�ؤية المجتمع ،ففي درا�سة م�سحية �أجراها �أحمد جمال ظاهر -خالل نف�س الفترة التاريخية -على عينة م�ؤلفة من 6901من ن�ساء دول الخليج 1982-1981 توزعت فيها العينة بين % 55من الطالبات و % 24من ربات البيوت و 14 %من الكوادر العليا والموظفات ، 73ك�شفت عن وجود طموح لدى المر�أة الخليجية لكي ينظر �إليها ك�شريكة ولي�س ك�آداة للتمتع والإنجاب ،كما �أنها ترف�ض اعتبارها عر�ض الرجل و�شرفه وتف�ضل �أن ينظر اليها ويعاملها ك�صديق ولي�س كزوج ،كما �أنهن ي�شعرن بالم�ساواة بين الرجل والمر�أة من حيث الحقوق والواجبات. ويالحظ �أنه مع تنامي وعي المر�أة بكيانها ،والفر�ص التي يمكن �أن يتحيها التعليم والعمل لها لممار�سة �أدوار �أكثر ا�ستقاللية� ،إال �أن ت�أثيرات الجندر التي تركز على �صورة المر�أة ال�ضعيفة والتي تعلي من هيمنة الذكر عليها موجودة في ثقافة المنطقة ال تزال ت�ؤثر في �أو�ضاع المر�أة الأ�سرية من ناحية وعلى مكانتها االجتماعية من ناحية �أخرى؛ ففي درا�سة �أجريت على 2787طالبة من طالبات جامعة قطر في عام 74 2006وافقت مان�سبته %42 - 73احمد جمال ظاهر :املر�أة يف دول اخلليج العربي ،درا�سة ميدانية ،الكويت ،دار ال�سال�سل ،1983 ،يف ا�سعد وطفة ،عي�سى االن�صاري ،اجتاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ،اجملة العلوم االجتماعية ،جامعة الكويت :جملد ،33العدد 2005 ،3
60
المجلس األعلى لشؤون األسرة
تقريبا على �أن المر�أة المعنفة ت�ستحق العنف الواقع عليها؛ مما يك�شف عن �صورة �سلبية لدى المر�أة عن نف�سها ،وت�ؤكد �أن التعليم لم يغير كثيرا في مفاهيم المر�أة عن ذاتها ،وفي درا�سة �أخرى حول العنف الأ�سري في المجتمع القطري �أجريت عام 2008وافق %31من العينة على �أن المر�أة يجب �أن ت�ؤدب من قبل زوجها في حال �أخط�أت ،وكان الذكور �أكثر ت�أييدا للمو�ضوع. وهذا معناه �أن هناك قيما اجتماعية تنت�شر بين الذكور والإناث ت�سهم في تقبل الجن�سين للعنف �ضد المر�أة .75 ومن الوا�ضح �أن هناك قي ًما ثقافية و�صو ًرا ذهنية حول طبيعة العالقة بين المر�أة والرجل تت�سم بالت�سلطية والتبعية �أكثر من الت�شاركية ،وهي لها عالقة ب�صورة ت�سكن الوجدان ال�شعبي حول المر�أة وم�س�ؤوليتها عن الأ�سرة والحفاظ عليها ،وهذه ال�صورة مرتبطة بتق�سيم الأدوار داخل الأ�سرة المبني على الجن�س .الأمر الذي ي�ؤدي �إلى �أن تتجاوز م�س�ؤولية المر�أة حدود حقوقها الفردية؛ لكي ت�صبح م�س�ؤولة عن �أي ف�شل يحدث داخل الأ�سرة وت�ستحق التعنيف عليه، وفي �ضوء ذلك نجد �أن دورها االقت�صادي في زيادة دخل الأ�سرة يجد تقبال من المجتمع، وي�صبح �أحد معايير التف�ضيل في االختيار الزواجي ،وهو الأمر الذي يرتبط بم�س�ؤولية المر�أة عن نجاح �أو ف�شل الأ�سرة ،لكنه في الوقت نف�سه ال يلغي مفاهيم الحماية والتبعية التي ت�ؤطر العالقة بين الرجل والمر�أة ب�شكل عام وبالعالقة الزوجية ب�شكل خا�ص .ومن ذلك يمكن القول ب�أن عمل المر�أة ال يعني في حقيقة الأمر تغي ًرا كبي ًرا في مكانتها �أو �صورتها في الثقافة بقدر مايعبر عن حاجة اقت�صادية لدى معظم الأ�سر. لقد تمكنت ثقافة المجتمع الخليجي من ا�ستيعاب عوامل التغير االجتماعي ،وت�ضع حدودًا فا�صلة بين التناق�ضات المفاهيمية حول �أدوار المر�أة التي تت�أثر بالجندر في مواقف معينة كعالقة المر�أة بالرجل داخل الأ�سرة وباالحتياجات الملحة للأ�سرة والمجتمع في مواقف �صراعا في المفاهيم والأدوار لدى المر�أة بالذات؛ لذلك �سيدة تحمل ال�شهادة �أخرى؛ مما ولد ً الجامعية ،وال تجد غ�ضا�ضة ب�أن تتقبل العنف الواقع عليها� ،أو ت�ؤمن ب�أنها ت�ستحق الت�أديب في حال �أخط�أت في عالقتها الزوجية. - 74كلثم الغامن ،العنف �ضد املر�أة ،املرجع ال�سابق. - 75كلثم الغامن ،العنف الأ�سري :م�سح بالعينة على بع�ض الأ�سر القطرية ،وزارة الداخلية� ،إدارة حقوق الأن�سان ،2008 ،درا�سة غري من�شورة .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
61
وت�ؤكد هذه النتائج حقيقة �أن التغير االجتماعي قد ال يحدث بال�صورة التراكمية المطلوبة، نتيجة تداخل عدة عوامل قد تقلل من ت�أثير التعليم في ت�شكيل الوعي خا�صة �إذا لم يت�ضمن التعليم قيما تغيرية� ،أي تهدف �إلى تغير منظم يعطي التغيرات في الحياة المادية �أبعادا �ضمنية ونوعية ،ت�ؤدي �إلى اكت�ساب قيم �إيجابية ت�ؤدي في نهاية المطاف �إلى تغير تدريجي في الأدوار والمكانة داخل الأ�سرة ،وتخلق مزيدً ا من الم�ساواة االجتماعية والعدالة والإن�صاف وتقلل من النتائج ال�سلبية للتناق�ضات االجتماعية ،بدال من �أن ي�أخذ التغير االجتماعي زمنا طويال وفي نهاية المطاف ال يحقق النتائج المرجوة. ثالثا :التقاليد وت�أثريها على االختيار الزواجي : لكل مجتمع عاداتة وتقاليدة التي تحدد طرق الزواج والأجراءات التي يمر بها ،وفي المجتمعات الخليجية ترف�ض منظومة التقاليد العالقات قبل الزواج ،فغالبية الزيجات تتم وفق ترتيبات �أ�سرية ،وتمنع هذه الطريقة على ال�شباب في معظم المجتمعات الخليجية ر�ؤية ال�شريك �أو التحدث والجلو�س معه قبل الزواج ،و�إن كان ذلك بن�سب متفاوته وفقا للطبقة �أو القبلية �أو المنطقة .ولقد ك�شفت الدرا�سات عن وجود اتجاه بين ال�شباب في المنطقة على التخل�ص من قيود الأ�سرة ،التي تفر�ض عليهم موا�صفات معينة تجعل من الزواج ا�ستثما ًرا اجتماع ًيا واقت�صاد ًيا ،وهي حقيقة موجودة في كل المجتمعات حتى في المجتمعات الغربية التي تزداد فيها حرية االختيار؛ فالكثير من الزيجات هناك ال تزال تتم بو�صفها ا�ستثما ًرا ولي�س تواف ًقا �أو نتيجة عالقة عاطفية. ويالحظ �أن �أ�س�س االختيار ومعاييره لدى ال�شباب القطري التي ك�شفت عنها درا�سة الح�سيني ،العي�سى ،76 1981في مدى تف�ضيل الزواج من العائلة �أو من خارجها ،قد بينت تغي ًرا في المفاهيم ورغبة لدى ال�شباب بالزواج من خارج العائلة %64من الطلبة و %67 ,وحول الجن�سية المف�ضلة للزواج ف�إن %55من الطلبة يف�ضلون الزواج من قطرية مقابل - 76ال�سيد احل�سيني ،جهينة العي�سى ،املرجع ال�سابق .
62
المجلس األعلى لشؤون األسرة
%59من الطالبات ،وك�شفت الدرا�سة �أنه في الوقت الذي يرحب به %33.3من ال�شباب من الزواج من �أجنبيات نجد �أن الإناث محافظات ،حيث لم تبد �أية واحدة منهن الرغبة في ذلك .وفي درا�سة علي ليلة 1991على عينة من ال�شباب القطري لم ي�ؤكد الزواج من الأقارب �سوى %2.2من العينة ،77وفي درا�سة �أحدث لفهد النا�صر و�سعاد �سليمان 2007ك�شفت �أن االرتباط الزواجي من غير الأقارب �أمر تف�ضله �أكثرية ال�شباب ،كما يميلون �إلى تف�ضيل ال�سكن الم�ستقل ولي�س مع �أهل الزوج �أو مع �أهل الزوجة. وهذه �أمور تك�شف عن تغير مفاهيم الزواج بالن�سبة لبع�ض المجاالت مثل الزواج من الأقارب �أو �أبناء العمومة ،وقد ي�شير هذا �إلى رغبة ال�شباب في التخل�ص من نمط الزواج الداخلي، الذي يفر�ض خيارات م�سبقة على ال�شباب في ازواج ،ويقلل حرية اختيارهم ال�شريك ،كما قد ي�شير �إلى تقل�ص دور الأ�سرة الممتدة؛ لكي ي�صبح الزواج منوط بالأ�سرة الزواجية “الأم والأب والأخوة”. و�أظهرت درا�سة �أحمد جمال ظاهر 78على المر�أة في الخليج �أن %85منهن يف�ضلن اختيار ال�شريك ب�أنف�سهن ،و %75يرف�ضن �أن يقوم الأهل بهذا الدور ،و %32فقط يف�ضلن الزواج من الأقارب .وهذه النتائج ت�شير �إلى رغبة ال�شباب في المنطقة للتخل�ص من طريقة الزواج المنظم من قبل الأ�سرة والتي ال تزال تمثل هاج�سا بالن�سبة لهم. وفي نف�س االتجاه ك�شفت درا�سة غنيمة المهيني 1980حول الأ�سرة والبناء االجتماعي في المجتمع الكويتي ،79على عينة م�ؤلفة من � 1487أن %47.3من ال�شباب يرون �أن الحب �ضروري قبل الزواج مقابل %52.7يرف�ضون هذه المو�ضوع ،وهذه نتائج تختلف ن�سبيا عن مواقف ال�شباب القطري في نف�س الفترة من بع�ض ق�ضايا الزواج .وفي درا�سة �أحدث على ال�شباب الكويتي والعماني لفهد النا�صر و�سعاد �سليمان 80 2007فيما يتعلق بتعرف �شريك الحياة من خالل الأهل� ،أو من خالل التعارف ال�شخ�صي ،تبين �أنه بينما يميل الذكور �أكثر �إلى طريقة التعارف ال�شخ�صي ،ف�إن الإناث يملن �أكثر �إلى طريقة تعرف �شريك الحياة من - 77علي ليلة و�أخرون ،املرجع ال�سابق� ،ص.111 - 78احمد جمال ظاهر ،املر�أة يف اخلليج ،املرجع ال�سابق . - 79غنيمة املهيني ،الأ�سرة والبناء االجتماعي ،،الكويت ،مكتبة الفالح ،1980،يف ا�سعد وطفة ،عي�سى االن�صاري ،املرجع ال�سابق. - 80فهد النا�صر� ،سعاد �سليمان ،املرجع ال�سابق.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
63
خالل الأهل .وبح�سب �آراء �أكثرية العينة ،ف�إن مدة التعارف المف�ضلة تراوح بين �شهرين �إلى �ستة �أ�شهر ،وتتفق غالبية العينة الكويتية “ ”%51.7و�أكثرية العينة العمانية “ ”%46.5على هذا المو�ضوع. وجاءت نتائج درا�سة م�صيقر على المجتمع البحريني مقاربة للنتائج ال�سابقة في مجتمعات خليجية �أخرى ،وتنم عن تغير في مفاهيم العالقة قبل الزواج لدى ال�شباب الذكور بالذات، حيث �أفاد %50من ال�شباب البحريني ب�أن الحب قبل الزواج مهم ،مقابل %35من الفتيات البحرينيات ،وهذا الفرق في االتجاه بين الجن�سين ،ي�شير �أن الذكور �أكثر اندفاعا نحو التغيير بعك�س الفتيات االتي ات�سمت اتجاهاتهن بالتحفظ على العالقات قبل الزواج ،وهذا يتالئم مع منظومة القيم ال�سائدة في مجتمعات الخليجي التي تغ�ض الب�صر عن عالقات ال�شاب قبل الزواج ،ولكنها ت�ستنكر �أن يكون للفتاة عالقات قبل الزواج ،بل �إن ذلك يقلل من فر�ص زواجها كثيرا. وفي عام � 2004أجرى علي وطفة وعي�سى الأن�صاري درا�سة ، 81حول اتجاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهره على عينة بلغت 714من �شباب الجامعة ور�صدت اتجاهاتهم نحو المظاهر التقليدية والحداثية في الزواج .و�أظهرت الدرا�سة ان ال�شباب الجامعي يرف�ض بع�ض مظاهر الزواج التقليدي رف�ضا قطعيا و�شامال مثل زواج المقاي�ضة وغالء المهور وي�ؤيدون مظاهر الزواج االخرى بن�سب متفاوتة ،ومن الوا�ضح �أن ال�شباب الكويتي يطالب ب�أن يكون له دور في االختيار ،لكن �أ�س�س االختيار ومعاييره لديه لم تتغير، كما �أنه يواجه م�شكلة ارتفاع تكاليف الزواج .وك�شفت نف�س الدرا�سة عن فروق دالة �إح�صائيا بين �إجابات �أفراد العينة وفقا لمتغير الجن�س؛ فمثال تبدي الن�ساء ً رف�ضا �أكبر من الرجال لمختلف مظاهر الزواج التقليدي ،وهي نتيجة تت�سق مع نتائج درا�سة �أحمد جمال وغنيمة المهيني وهي درا�سة �أجريت في الثمانينات من القرن الع�شرين ،ولكنها تختلف مع نتائج درا�سة فهد النا�صر و�سعاد �سليمان التي �أظهرت ميل الذكور للتعارف قبل الزواج �أكثر من الإناث. - 81ا�سعد وطفة ،عي�سى االن�صاري ،اجتاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ،اجملة العلوم االجتماعية ،جامعة الكويت: جملد ،33العدد .2005 ،3
64
المجلس األعلى لشؤون األسرة
�إن التتبع الزمني لمو�ضوع االختيار الزواجي لدى �شريحة ال�شباب ،من خالل تحليل نتائج الدرا�سات التي بد�أت منذ �ستينيات القرن الما�ضي ،قد ك�شف عن �أن ق�ضية االختيار الزواجي ال زالت تمثل م�شكلة لدى ال�شباب في المنطقة وت�شير �إلى وجود تناق�ضات بين اتجاهات ال�شباب ،ح�سب الفترات التاريخية ،وكذلك بين اتجاهات الذكور والإناث. وت�ؤكد هذه النتائج المقولة التي تطرحها هذه الدرا�سة وهي �أن اتجاهات التغير االجتماعي ال تحدث التراكم المطلوب في المنطقة ،و�أن مايحدث هو عملية تغير غير منتظمة ،تتجاذب فيها الأفراد متغيرات كثيرة ت�سهم في تبدل الآراء والأفكار واالتجاهات خالل فترات زمنية ق�صيرة ال تتعدى العقد الواحد �10-سنوات ،-كما �أن تنوع عوامل التغير االجتماعي وتداخلها وت�سارعها يقلل من �إمكانية ر�صد اتجاهات التغير في المنطقة وتحليلها ،فهي متذبذبة ومتناق�ضة في �أحيان كثيرة .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
65
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل ال�ساد�س
حمددات االختيار الزواجي يف املجتمع القطري
المجلس األعلى لشؤون األسرة
67
ال �شك في �أن االختيار الزواجي يت�أثر ت�أث ًرا كبي ًرا بالدين وبالمعتقد الذي ي�ؤمن به المجتمع ،وتتحدد اتجاهات الأفراد بالتوجيهات التي يت�ضمنها الدين ،كما تت�أثر كذلك بالخلفية الثقافية للأفراد ،وال�سيما من ينتمي منهم �إلى الموروث الثقافي الذي تتناقله الأفراد والأجيال ،وبمحتوى هذه الثقافة وما تقدمه من �صور نمطية و�صفات ،وما تعبر عنه من عالقات وتوزيعات للقوة يقوم عليها البناء االجتماعي ،ولعل التعليم والإعالم �أ�صبحا الآن يتداخالن مع المعتقد الديني والإرث الثقافي ،في ت�شكيل خيارات ال�شباب حول من �سيقترنون به وي�شكلون معه الأ�سرة الجديدة .وفي هذا الف�صل �سوف يتم تحليل وجهة نظر الدين الإ�سالمي حول معايير االختيار ،وبع�ض �أجزاء الثقافة ال�شعبية في المجتمع القطري، مثل الم�أثورات ال�شفهية كالتعبيرت الكنائية الخا�صة ،والأمثال ال�شعبية التي تعبر عن بع�ض قيم االختيار الزواجي ،هذا �إلى جانب تحليل عادات الزواج والك�شف عن ت�أثرها بطبيعة البناء االجتماعي. �أوال :حمدادات االختيار الزواجي يف الإ�سالم : ينظر الإ�سالم للزواج بو�صفه الرباط الوحيد الذي يمكن �أن تن�ش�أ من خالله العالقة بين الرجل والمر�أة وفي حين ي�ؤكد على �أهمية �أ�شباع احتياجات الجن�سين المادية والعاطفية، يراعي م�صلحة المجتمع ،ودور التكوين الأ�سري في حماية المجتمعات من كافة �أ�شكال الخلل االجتماعي وحتى االقت�صادي والقيمي والإخالقي .فالزواج هو الإجراء المنا�سب لتنظيم الحياة االجتاعية من خالل الأ�سرة التي تن�ش�أ من خالل رباط الزواج. قال تعالى “ :يا �أيها النا�س اتقوا ربكم الذي خلقكم من نف�س واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال ً كثير ًا ون�ساء “ . 82ت�شير الآية �إلى �أن الرجل والمر�أة مخلوقان من م�صدر واحد ،و�أطلق لقب الزوجة على المر�أة ،والزوج لغة هو ال�شيئان من نف�س ال�صنف �أو من �صنف واحد ،ومعنى من نف�س واحدة ي�شير �إلى االرتباط والتكامل ،فرغم �أنهما جن�سان مختلفان � - 82سورة الن�ساء الآبة رقم “.”1
68
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ف�إن المن�ش�أ واحد ،و�أن العالقة التي تقوم بين الرجل والمر�أة هي �أ�سا�س التكاثر الطبيعي في الحياة. وقال تعالى “ :ومن �آياته �أن خلق لكم من �أنف�سكم �أزواج ًا لت�سكنوا �إليها ،وجعل بينكم مودة
ورحمة� ،إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون “ .83هذه الآية العظيمة تلخ�ص قيمة الزواج في حياة الإن�سان ،وت�شجع على ت�أ�سي�س هذا الرباط العاطفي الذي يهدف �إلى �إ�شباع احتياجات الإن�سان النف�سية والعاطفية والغرائزية ،كما �أنه ي�ؤطر لعالقة بين الرجل والمر�أة � -ضمن رباط الزواج -تقوم على المودة والرحمة .هذا الرباط الذي يعد �أمرا �ضروريا ال�ستقرار الحياة االجتماعية وتنظيم العالقات الأ�سرية ،وت�ضمن حدوث التكاثر الطبيعي لبني الإن�سان وفق �أ�س�س منظمة تكفل للأجيال الحماية والرعاية والإ�شباع المادي والعاطفي والن�سب ي�شب �إن�سا ًنا �سو ًّيا لديه والء وانتماء والمكانة االجتماعية ،وهذه �أمور يحتاج الطفل �إليها؛ لكي ّ لمجتمع وفر له ال�سياق الطبيعي والمنظم لحياة كريمة . وورد م�صطلح الزواج في القر�آن بلفظ النكاح .قال تعالى (:و�أنكحوا الأيامى منكم وال�صالحين من عبادكم و�إمائكم “ 84وفي �سورة ال�شورى ورد لفظ الزواج (،يهب لمن ي�شاء �إناث ًا ويهب لمن ي�شاء ذكـ ــور ًا وزوجنــاهم ذكران ًا و�إناث ًا ويجعل من ي�شاء عقيم ًا “ .85والآية ت�شرع للتنا�سل ،الذي يوجب االتحاد بين الجن�سين الذكر والأنثى ،وهذا االتحاد ال يقبل �إال من خالل الزواج ال�شرعي المعلن عنه ،ذلك الذي يتم بر�ضا جميع الأطراف. والزواج لي�س تعبي ًرا عن اتحاد غريزي بين الذكر والأنثى ،ولكنه يعبر عن م�ؤ�س�سة �أو تنظيم يتبعه المجتمع وي�ؤطرة ال�شرع بحدود وقواعد معينة .وكلما نجح المجتمع في عقد زيجات قائمة على التكافئ والرغبة بااللتزام والر�ضوخ لحدود اهلل التي و�ضعها لبناء عالقة زوجية عادلة ومتزنة ،كان ذلك مدعاة لت�أ�سي�س عالقات زوجية دائمة وم�ستقرة. � - 83سورة الروم ،الآية “.”21 � - 84سورة النور ،الآية “.”32 � - 85سورة ال�شورى ،الآية “.”50
المجلس األعلى لشؤون األسرة
69
ويرف�ض الإ�سالم في هذا الإطار فكرة �أن يكون الفرد قادرا على الزواج وال يتزوج ،قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم “من قدر على �أن ينكح فلم ينكح فلي�س منا “ .86وعن علي بن �أبي طالب �أن ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم قال له “ :يا علي ،ثالث ال ت�ؤخرها :ال�صالة �إذا �أتت ،والجنازة �إذا ح�ضرت ،والأيم �إذا وجدت لها كفئ ًا”. وي�ساعد الزواج ال�شباب على اال�ستقرار النف�سي ،كما �أنه وقاية لهم من االنحرافات؛ ولذلك �شجع الإ�سالم على الزواج و�إح�صان ال�شباب ،قال تعالى" :و�أحل لكم ما وراء ذلكم �أن تبتغوا ب�أموالكم مح�صنين غير م�سافحين وال متخذي �أخدان " 87والإح�صان هو بالزواج ،فالزواج يح�صن الم�ؤمن وال�شباب من الوقوع في العالقات المحرمة ،وجاء في حديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " يا مع�شر ال�شباب ،من ا�ستطاع منكم الباءة فليتزوج ،ف�إنه �أغ�ض للب�صر، و�أح�صن للفرج ،ومن لم ي�ستطع فعلية بال�صوم ،ف�إنه له وجاء “ .88 وحث الإ�سالم على مد يد الم�ساعدة لل�شباب لتكوين �أ�سرة ،قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم " :ثالثة حق على اهلل عونهم ،المجاهد في �سبيل اهلل ،والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" و�شجع الأ�سر على تزويج الفتيات ،فقد �أو�صى الأهل بتزوجيهن من ال�شخ�ص المنا�سب " �إذا جاءكم من تر�ضون دينه وخلقه ف�أنكحوه �إال تفعلوا تكن فتنة في الأر�ض وف�ساد كبير " ،89ولتي�سير �سبل الزواج ،كما نهى عن المباهاة والمبالغة في المهور فقال�" :إن �أعظم النكاح بركة �أي�سره م�ؤنة " ،90و�شجع على الزواج ب�أي�سر المهور حتى �أنه وافق على �صحة الزواج �شرعا ولو عقد بخاتم من حديد� ،أو بتعليم قر�آن ،لما �أخرجه �أحمد وابن ماجة والترمذي .91 وقد حدد الإ�سالم قواعد ،وحدود ،ومعايير للزواج وهي كالآتي : - 86م�سند �أحمد . � - 87سورة الن�ساء ،الآية رقم “.”24 - 88رواة البخاري وم�سلم و�أحمد وغريهم . � - 89أخرجة الرتمذي و�أبن ماجه . - 90م�سند �أحمد . � - 91صديق حني خان القنوجي ،الرو�ضة الندية �شرح الدرر البهية/كتاب النكاح/ف�صل املهر واجب وتكره املغاالة ،عر�ض الكتاب يف املوقع الآتيhttp:// : ar.wikisource.org/wiki
70
المجلس األعلى لشؤون األسرة
التكليف؛ ومن عالماته البلوغ ،وهي االحتالم عند الفتى والحي�ض عند الفتاة ،وقد يقل�سن بلوغ الفتاة وفقا للعمر الذي تحي�ض فيه .والتكليف ال يقف عند حد البلوغ؛ �إذ ال يكون هناك تكليف على المجنون �أو المعتوه . الر�ؤية؛ ح�سب ماورد عن الر�سول �صلى اهلل علية و�سلم قال للمغيرة لما خطب امر�أةمن الأن�صار� :أنظرت �إليها ؟ قال المغيرة :ال .قال :فانظر �إليها ،ف�إنه �أحرى �أن ي�ؤدم بينكما “ . 92رواه الإمام �أحمد وغيره . التكاف�ؤ؛ حديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء "،93وقال مالك في مذهبه �إنها الدين ،وفي رواية عنه �أنها ثالث :الدين ،والحرية ،وال�سالمة من العيوب .وقال �أبو حنيفة :هي الن�سب والدين.وقال �أحمد :هي خم�سة :الدين ،والن�سب، والحرية ،وال�صناعة ،والمال .وقال �أ�صحاب ال�شافعي :يعتبر في الكفاءة الدين والن�سب والحرية وال�صناعة وال�سالمة من العيوب المنفرة .94وهي تعد معايير للأختيار الزوجي من وجهة نظر ال�شرع . الر�ضا؛ حديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم "ال ُتنكح الأيم حتى ت�ست�أمر وال تنكحالبكر حتى ت�ست�أذن “ (،95الأيم �أحق بنف�سها من وليها،والبكر ت�ست�أمر ،و�إذنها �سكوتها ".96 وفي الحديث ال�شريف " :عن عائ�شة ر�ضي اهلل عنها "�أن فتاة دخلت عليها ،و قالت� :إن �أبي زوجني من ابن �أخيه ،و �أنا له كارهه .ف�أجل�ستها حتى جاء ر�سول اهلل عليه ال�صالة و ال�سالم ف�أر�سل �إلى �أبيها ،وخيرها في فراق ابن عمها .فقالت قد �أجزت ما �صنع �أبي ،لكني �أردت �أن تعلم الن�ساء �أن لي�س للآباء من الأمر �شيء” �أي �أنه ال يجوز للأب �إكراه ابتنه على زواج من ال ترغب به .97 - 92رواة الأمام �أحمد وغرية . - 93رواة ابن ماجة واحلاكم عن عائ�شة ر�ضى اهلل عنها. � - 94شبكة الكفيف العربي ،كيف يكون التكاف�ؤ يف الزواجhttp://www.blindarab.net/vb/showthread.php?t=37389 ، � - 95صحيح البخاري . � ”- 96صحيح م�سلم. � - 97أروى الكيـالين ،دور الـدين فـي حمـايـة اال�ســرة :ورقة عمل مقدمة �إىل امل�ؤمتر العربي االقليمي االول حلماية اال�سرة /15-13-كانون اول 2005/م.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
71
العقد؛ قال تعالى" :و�أخذن منكم ميثاق ًا غليظ ًا" .98وهو االتفاق الذي يحل به ا�ستمتاعكل من الزوجين بالآخر ،وي�صبح انت�ساب الأبناء وفق هذا العقد �شرعيا. بع�ض معايري االختيار الزواجي كما يراها الإ�سالم : التدين� ،أحاديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم "�أن جاءكم من تر�ضون دينه فزوجوه"وقال " اظفر بذات الدين تربت يداك"� .شجع الإ�سالم على الزواج بالرجل المتدين وبالمر�أة المتدينة ،وع ّد ذلك من �أهم معايير االختيار عند الزواج. الح�سب ،قال الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " تنكح المر�أة لأربع :لح�سبها ،ومالها،وجمالها ،ودينها ". الإنجاب والحنان �أو الرعاية ،قال الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " تزوجوا الولوودالودود ف�إني مكاثر بكم الأمم " يبرز الحديث �أهمية البحث عن الزوجة التي لديها امكانية الإنجاب ،وتتمع بالرقة والحنان الم�ستوى االقت�صادي “ .تنكح المر�أة ..لمالها” .وقد ف�سر العلماء حديث الر�سول:"يا مع�شر ال�شباب ،من ا�ستطاع منكم الباءة فليتزوج..” �أن المق�صود بالباءة هو نفقات الزواج و�إمكان �إعا�شة الرجل للمر�أة. والإ�سالم ي�شترط في �صحة عقد النكاح ا�ستمرار قدرة الرجل على الإنفاق 99. ال�سالمة من العيوب الج�سمانية والعقلية .والمظهر الح�سن “تنكح المر�أة ..لجمالها”. الطاعة والعفة؛ وقال �صلى اهلل عليه و�سلم “خير الن�ساء من التي �إذا نظر �إليها �سرته،و�إذا �أمرها �أطاعته ،و�إذا �أق�سم عليها �أبرته ،و�إذا غاب عنها حفظته فى ماله ودينه“ .100هذا - 98الآية رقم � 21سورة الن�ساء. - 99جمموعة م�ؤلفون ،الزواج يف ظل الإ�سالم ،مكتبة الرتاث الإ�سالميhttp://www.al-eman.com/islamlib/viewchp. : asp?BID=303&CID=2#s3 - 100رواة �أبن ماجة.
72
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الحديث يحدد مجموعة من ال�صفات التي يجب �أن تتحلى بها الزوجة ،منه ال�شكل المقبول الذي ي�سر الرجل �إذا نظر �إليها� ،أو الحد الذى يرتاح له الرجل ويقبل به ،حيث �إنها م�س�ألة ن�سبية ،ولي�ست ثابتة ،ولكنها متفاوتة بين الرجال ،وبالإ�ضافة �إلى ذلك ،هناك �صفات و�سلوكيات مف�ضلة عند الزوجة منها الطاعة والعفة . تف�ضيل �أن ال يكون الزوجان من الأقارب .قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم“تباعدوا والت�ضووا” كذلك في الحديث ال�شريف “ال تزوجوا القرابة القريبة حتى ال يكون الن�سل �ضاويا “.101 وكما يحر�ص الدين على بيان �أ�س�س اختيار الزوج ،ف�إنه حر�ص � ً أ�س�سا للزواج أي�ضا �أن ي�ضع � ً الذي �أوجب �أن يكون قائما على الرغبة الم�شتركة واالختيار المطلق والر�ضا الكامل ،ف�إذا كان الر�ضا ال بد منه ف�إن الر�ؤية �أمر ال بد منه �أي�ضا ،وهي ت�شير �إلى �أن الغاية منها ال تنح�صر في ما يروق الرجل والمر�أة من الناحية الجمالية والنف�سية ،بل ت�شمل � ً أي�ضا تقييم الو�ضع ال�صحي والج�سمي ،انطالقا من كون الزواج يحفظ النوع الب�شري بالتوالد والتكاثر، فمن ح�سن االختيار من وجهة نظر الإ�سالم االبتعاد عن القرابة القريبة حفاظا على الذرية ال�سليمة .102كما �أن الإ�سالم �أتاح ف�سحة من الحرية في اختيار الطرف المنا�سب ،و�آمن بحق كل من الزوج والزوجة؛ في الإختيار ،فالزوج له الحرية التامة في اختيار �شريكة حياته ،وكذا ٍ الزوجة لها نف�س الحرية في اختيار �شريك حياتها. وال يحق لأي طرف في العائلة �أن يفر�ض عليهما �أو يجبرهما على الزواج من �شخ�ص معين، ال يرغبان فيه ،وهذا ال يعني �أن ي�ستغني ال�شاب وال�شابة عن م�شورة غيرهما في اختيار ال�شريك الآخر ،و�إنما الأف�ضل لهما �أن ي�ستعينا بالأبوين باعتبار �أن تجاربهما في الحياة، وما عا�شوه من عمر ،كفيل ب�أن يمنحهما الر�أي ال�صائب ،و�أي�ض ًا يمكنهما اال�ستفادة من ذوي الر�أي الح�صيف ،الذين �أن�ضجتهم تجارب الحياة .103 -101رواة �أبن ماجة . �- 102أامينة اجلابر ،الفح�ص الطبي قبل الزواج :ر�ؤية �شرعية ،جامعة قطر ،جملة كلية ال�شريعة والدرا�سات اال�سالمية ،العدد .2006 ،24 - 103ال�شيخ ح�سني العاي�شwww.altaqwa.net ،
المجلس األعلى لشؤون األسرة
73
وبذلك ف�إن الإ�سالم قد حدد التف�ضيالت والمعايير المنا�سبة لالختيار الزواجي ،بما ي�ضمن ر�ضا الطرفين وتوافقهما ،وهو الأمر الذي ي�ضع �أ�س�س النجاح لعالقة زوجية ناجحة و�أ�سرة �سليمة ومتما�سكة .فال�شريعة قد حددت معايير الزواج وطريقته وحددت طبيعة وحدود العالقة الزوجية .ومن المتوقع �أن تكون هذه الموا�صفات والمعايير متمثله لدى �أفراد المجتمع خ�صو�صا في مجتمعات متدينة مثل مجتمعات الخليج العربية ،و�أن ي�صبح التدين من العوامل الهامة الم�ؤثرة في عملية االختيار ،هذا �إلى جانب المعايير الأخرى التي حث عليها الإ�سالم عند تكوين الأ�سرة واختيار ال�شريك. ثانيا :معايري االختيار الزواجي يف الثقافة ال�شعبية : تعد الثقافة ال�شعبية بمظاهرها المختلفة نتاج لعالقات �إجتماعية تبلورت تدريجيا في �صور �أكثر تجريدية وتجلى بع�ضها في �صور مادية .ويعتبرالتراث ال�شفاهي بالذات مر�آة ال�شعوب الفكرية والأخالقية والفنية ،فهو يعبر عن الأطر الت�صورية والفكرية والأذواق والتف�ضيالت وماهو مقبول وغير مقبول في ثقافة معينة في زمن معين. وتت�ضمن الثقافة ال�شعبية ماي�سمى بال�صور النمطية stereotypeلل�شخ�صيات والأدوار التي تك�شف عنها الحياة االجتماعية ،وتحدد خ�صائ�ص ومحتوى و�صفات كل �شخ�صية ودور؛ لذلك نجد �صورة نمطية للرجل ،المر�أة ،للزوج ،الزوجة ،الأم ،الأب ،االبن ،الأبنه ،ال�شيخ، العجوز ،ال�شاب ،ال�شابة ،العان�س ،المطلقة ،الأرملة ..الخ من ال�صور التي ت�ضع الفرد �ضمن �إطار معين . وهناك �صفات مرتبطة بالزوجة والزوج ي�ستعين بها المقبلين على الزوا ج ،وي�ستمدون معظم �صفاتها من الثقافة ال�شعبية ،فمثال من �صفات الزوجة المنا�سبة في الثقافة ال�شعبية �أن تكون �صغيرة في ال�سن ،فنجد الأمثال ال�شعبية في المجتمع القطري وفي مجتمعات - 104ا�أنظر الدرا�سات الآتية :منور جنم ،عزيزة علي� ،صورة املر�أة يف الأمثال ال�شعبية الفل�سطينية ،http://www.thaqafa.orgفوزي بوخري�ص� ،صورة املر�أة يف الأمثال ال�شعبية :املر�أة يف م�ؤ�س�سة الزواج كنموذج� ،http://www.aljabriabed.net، ،آمال قرامي االختالف يف الثقافة العربية الإ�سالمية -درا�سة جندرية ،دار املدار الإ�سالمي
74
المجلس األعلى لشؤون األسرة
�أخرى 104تعزز هذه ال�صورة ،مثل " لي طالت بارت" �أي �أن الفتاة عندما تطول فترة عزوبيتها، �أو عدم زواجها تبور مثل ال�سلعة القديمة ،ومثال �آخر ينفر من الزواج من الكبيرة مثل " يا همه يا همه ماخذ وحدة قد �أمه" �أي �أن ال�شاب لو تزوج من التي تكبره في العمر ،ف�إن ذلك الهم .وهناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تزخر بها الثقافة ال�شعبية ،والتي �سيورثه ّ تحدد �صفات الزوج والزوجة ال�صالحة للزواج . وت�ؤثر هذه ال�صور بطرق مبا�شرة وغير مبا�شرة على االختيار الزواجي لل�شباب ،وي�ستخدمها الأهل والأ�صدقاء لإقناع ال�شباب المقبلين على الزواج بتف�ضيالت معينة وهم بذلك ي�سهمون في تر�شيد قرارتهم ولكن لي�س من منظور علمي بحت ولكن بت�أثير ماهو �أقوى� ،إال وهو الثقافة ال�شعبية ،و�إال لماذا يتزوج ال�شباب من الأقارب رغم كونهم متعلمين ويدركون المخاطر ال�صحية المترتبة على الزواج من الأقارب . ثالثا :تف�ضيل زواج الأقارب : يعد زواج االقارب جز ًءا من الثقافة العربية منذ مئات ال�سنين ،بالرغم من �أن الديانة الإ�سالمية ال ت�شجع مثل هذا الزواج ،ومن ناحية �أخرى ا�ستقر في ذهنية الأفراد �أن الزواج من الأقارب قالب ناجح للحياة الزوجية ب�سبب المعرفة ال�سابقة والتوافق بين الأزواج وعائالت الزوجين ، 105وفي ثقافة المجتمع القطري وباقي المجتمعات العربية تظهر مقوالت و�أمثال �شعبية ت�شجع على الزواج من القريبة �أو القريب وتظهر درجة عالية من الموافقة على هذا النمط من الزواج ،وتعتبره مدعاه لتوافق زوجي �أكبر وعالقات قرابية �أوثق ،وخ�صو�صا بالن�سبه للزواج من ابنة العم ،مثال " عليك بالطريق ولو دارت وبنت العم ولو بارت" وي�شجع هذا المثل الرجال على الزواج من ابنة العم حتى ولوكانت بائرة؛ �أي عزوف الرجال عن - 105راجح عبداهلل �شرقية ،بهاء مدلج ،حتديد م�ستوى معرفة ومواقف طالب �صفوف العا�شر حول الأمرا�ض الوراثية وزواج الأقارب من قريتني خمتارتني من منطقة املثلث ،جملة الر�سالة ،املعهد الأكادميي لإعداد املعلمني العرب ،العدد رقم � ،2006 ،14ص.188 * ت�شري الإح�صاءات �إىل �أن الن�سب الو�سطية للزواج من الأقارب ترتاوح بني %50-40من جممل الزيجات يف العامل العربي ،وقد ت�صل هذه الأرقام �إىل م�ستوى ال %60يف بع�ض املجتمعات كما يف ال�سودان وموريتانيا والإمارات العربية املتّحدة والعراق واململكة العربية ال�سعودية
المجلس األعلى لشؤون األسرة
75
الزواج عمنها ب�سبب كبر �سنها ،مثال �آخر “نار القريب وال جنة الغريب” وهذا ت�شجيع للفتيات على قبول الزواج من الأقارب حتى ولو كان الزوج الغريب �سيوفر لها حياة رغيدة. هناك مجموعة من العوامل التي �ساهمت في �إعالء قيمة الزواج من الأقارب في المنطقة العربية وفي مجتمعات الخليج العربية بالذات ،من بين هذه الأ�سباب ،عامل تطوري ي�ستهدف �إكثار القبيلة من نف�س خط الن�سب ،والذي يعد الدافع الأ�سا�سي لتف�ضيل زواج االقارب في المجتمعات العربية خ�صو�صا في المناطق الريفية وال�صحراوية ،والتي نا�سبها ،ح�سبما يذهب ابن خلدون في مقدمته �أن ت�صبح مجتمعات تعتمد على الع�صبية القبلية ،حتى تتمكن من ال�سيطرة على الموارد ال�شحيحة التي تتناف�س عليها القبائل ،106وهذا االحتكار بحاجه �إلى ا�ستمرار نمط الزواج من نف�س خط الن�سب ،فالأ�سا�س هو دافع اقت�صادي ي�ستهدف الحفاظ على ميراث العائلة �أو القبيلة من االنتقال �إلى قبائل �أخرى مناف�سة ،ولذلك عندما تنتفي الحاجة �إلى هذا النوع من الع�صبية خ�صو�صا عندما يتحول النا�س �إلى �سكنى المدن وتزداد الفوائ�ض ويرتفع م�ستوى المعي�شة ،ويبد�أ ال�صراع يتحول من �صراع جماعات �أو قبائل �إلى �صراعات �أفراد وطبقات ،عندها يبد�أ االهتمام بخط الن�سب يقل تدريجيا وتخف الع�صبية، ح�سب وجهة النظر الخلدونية وال يعود الحفاظ على خط الن�سب مبر ًرا الكت�ساب ال�شرعية في التحكم في الموارد �أو لتحقيق مكا�سب اجتماعية و�سيا�سية. ومع ذلك ف�إنه من المالحظ ب�أنه على الرغم من ات�ساع �سكنى المدن في مجتمعاتنا العربية المعا�صرة� ،إال �أن نمط زواج الأقارب ال يزال منت�شرا في هذه المجتمعات ،ورغم �أن الن�سب ت�شير �إلى �أن زواج الأقارب يمثل %20من حاالت الزواج في العالم ككل � ،إال �أنه في المنطقة العربية ي�صل �إلى ن�صف حاالت الزواج .فالتح�ضر لم ي�ؤثر في هذا النمط من الزواج – رغم محاذير �إطالق م�صطلح تح�ضر على كل من �سكن المدن -حيث �أكت�سب زواج الأقارب تدريجيا م�شروعية اجتماعية ،و�أ�صبح مورو ًثا ثقاف ًّيا يعبر عن هوية العائلة العربية ،وتحول �إلى جزء من المنظومة القيمية المرتبطة بالن�سب ،والتزواج ما بين الأ�سر حتى في المناطق الح�ضرية ولي�س مابين القبائل البدوية والريفية فقط .وهذا ي�شير �إلى �أن عامل التح�ضر - 106عبدالرحمن �أبن خلدون ،كتاب العرب وديوان املبتد�أ واخلرب يف �أيام العرب والعجم والرببر الكتاب الأول – املقدمة -كتاب ،القاهرة :دار ال�شعب ،الباب الثاين ،الف�صل الأول والف�صل ال�سابع� ،ص �ص. 117-109
76
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ال يعد كافيا لتغير هذه المنظومة الفكرية ،و�أن هناك عوامل �أخرى قد تكون �أكثر ت�أثيرا كالتعليم وبرامج التنمية الثقافية. وال يزال هذا النمط ينت�شر في العديد من المجتمعات العربية بل في غالبيتها ،وال يقت�صر على المناطق الريفية والبدوية ،حيث ال يزال ينت�شر في العديد من المدن العربية التي تمثل مجتمعات انتقالية �أو قريبة عهد بالتح�ضر ،وحاليا االمتداد الح�ضري للمدن العربية لي�س م�ؤ�ش ًرا على تغير المفاهيم االجتماعية ،في مجال الزواج ووال�سن المف�ضل للزواج ومعدل الإنجاب وتف�ضيل �إنجاب الذكور ..الخ من المتغيرات التي ت�ؤثر في الزواج ومعدالت التكاثر، وكذلك انت�شار �أمرا�ض وراثية معينة ب�سبب انت�شار زواج الأقارب في المجتمعات العربية. وت�شير درا�سات عديدة �إلى �إنت�شار زواج الأقارب بين ال�سكان غير اليهود في فل�سطين المحتلة “خ�صو�صا العرب من الم�سلمين والدروز بن�سبة % 35-% 40من الزيجات ،ويرتفع هذا النمط من الزواج في المناطق الريفية ،وكان �أكثر من ن�صف هذه الزيجات تتم بين الأقارب من الدرجة الأولى “�أبناء العم والخال المبا�شرين” . 107وت�صل ن�سبة الزواج بين الأقارب في بع�ض القرى ال�سعودية �إلى %40من عدد الزيجات ، 108وتنت�شر عادة الزواج من الأقارب في دولة الإمارات العربية المتحدة ب�شكل وا�سع �ضمن العديد من المجتمعات ،وال تنح�صر في مواطني الدولة فقط ،ولكن تتخطى ذلك لت�شمل المقيمين من العرب والآ�سيويين �أي�ض ًا .وت�شير الإح�صائيات �إلى �أن ن�سب الزواج من الأقارب ارتفعت خالل الجيلين الأخيرين من � %39إلى %50من مجمل الزيجات في الدولة .و�أن حوالى %26من الزيجات �ضمن الأقارب هي تلك التي بين الأقارب من الدرجة الأولى .ومن بين الأنواع المتعددة للزيجات بين الأقارب ف�إن ن�سبة الزواج بين الأقرباء من الدرجة الأولى 109هي الأكثر �شيوع ًا كما هي الحال في الأردن والمملكة العربية ال�سعودية والكويت والعراق ومملكة البحرين وم�صر. 107 - L Jaber, P Merlob, R Gabriel, and M Shohat: Effects of consanguineous marriage on reproductive outcome in an Arab community in Israe, J Med Genet. 1997 December; 34(12”: 1000–1002. - 108راجح عبداهلل وبهاء مدلج ،املرجع ال�سابق� ،ص .189 109 - Ghazi Omar Tadmouri, Sarah Al-Haj Ali, Pratibha Nair, Abeer Fareed: Genetic Disoders in the United Arab Emirates, 2006.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
77
ومما ال �شك فيه ،ف�إن انت�شار هذه الظاهرة لها ت�أثير في التركيبة الوراثية للإن�سان ،حيث تزداد احتماالت تج ّمع بع�ض المورثات المتنحية في العديد من الأ�شخا�ص ،التي قد تع ّبر بن�سب ال نجدها عن نف�سها في بع�ض الحاالت با�ضطرابات وراثية و�أمرا�ض خلقية عديدةٍ ، في حاالت الزواج من غير الأقارب . 110ولقد �أظهرت نتائج العديد من الدرا�سات انت�شار خا�صة المتنحية منها ،في المجتمعات التي تتبع �أ�سلوب ن�سب عالية من الأمرا�ض الوراثيةّ ، الزواج من الأقارب ب�شكل متكرر .وقدمت بع�ض الأبحاث نتائج تربط ما بين عادة الزواج بين الأقارب وانت�شار ا�ضطرابات التع ّلم بين الأطفال ،والأمرا�ض ال�سيكولوجية ،واعتالالت الجهاز الع�صبي المركزي ،وتكرر حاالت �سقوط الأج ّنة ،وانت�شار المتالزمات القاتلة ،والأنواع الوراثية من الأمرا�ض ال�سرطانية .111 وك�شفت درا�سات في المنطقة عن عالقة بين الأمرا�ض الوراثية والإ�صابة بالإعاقة وبين الزواج من الأقارب؛ ففي درا�سة على مدن المثلث في ال�سعودية تبين �أن ن�سبة الإعاقة منذ الوالدة عند االطفال الذين والديهم �أبناء العم /الخال الأوائل كانت بن�سبة %15.8في مقابل %4.5عند االطفال الذين ال توجد بين الديهم �صلة قرابة . 112ولوحظ ظهور بع�ض متالزمات الت�ش ّوه ب�شكل كبير في الإمارات العربية المتّحدة وبخا�صة في بع�ض القبائل والعائالت ،حيث تعد متالزمة جوبرت من �أكثر �أنواع متالزمات الت�ش ّوه انت�شار ًا في الإمارات �إذ تولد حالة متنحية ال�صفة ينتج تحمل المتالزمة في كل 5000والدة .وتعد متالزمة جوبرت ع ّلة وراثية ّ وع َمه الب�صيرة الحركي وم�شاكل عنها ق�صور في نم ّو دودة المخيخ والهزع ونق�ص التق ّوي َ التنف�س لدى حديثي الوالدة والتخلف العقلي .113 وال توجد درا�سات علمية حول هذا المو�ضوع بالن�سبة للمجتمع القطري حتى الآن� ،إال �أن هناك مالحظات لدى الأطباء بوجود عالقة بين �إ�صابة المولود ب�إعاقة �أو بمر�ض وراثي 110 - Arab Genomic Studies, Genetic Disorders in the Arab World –Bahrain,Volume 2, 2006. 111 - Ibid. - 112راجح عبداهلل وبهاء مدلج ،املرجع ال�سابق� ،ص .189 - 113حلاظ الغزايل ،متالزمات الت�ش ّوه و�أنواع َح َثل النم ّو العظمي والغ�ضرويف يف الإمارات العربية املتّحدة ،اال�ضطرابات الوراثية يف العامل العربي :دولة الإمارات العربية املتّحدة ،اجلزء الأ ّول.2004 ،
78
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وبكون الوالدين من الأقارب . 114ويمكن ا�ستنتاج �إحتمالية الإ�صابة بالإمرا�ض الوراثية لدى الأ�سر القطرية �إذا ما ربطنا ذلك ب�إرتفاع عدد عقود الزواج ال�سنوية التي تتم بين �أزواج من الأقارب من الدرجة الأولى ،وهو ما �أف�صح عنه تحليل خ�صائ�ص المتزوجين ح�سب عقود الزواج ال�سنوية. رابعا :عادات الزواج يف املجتمع القطري : �إذا كانت عادات الزواج في قطر في الما�ضي ترتكز على �أن تقوم الأ�سرة باختيار ال�شريك وبترتيب كل مايتعلق بالزواج بعيدا عن ال�شريك نف�سه ،ف�إن هناك تغيرات �أ�سا�سية حدثت في هذا المجال قد ال تكون في دور الأهل ،ولكنها حدثت بالن�سبة للعمر عند الزواج وفي طريقة االختيار وفي ترتيبات الزواج واالحتفال به .وفيما ي�أتي �شرح طريقة الزواج قديما والتغيرات التي حدثت. كان الأب هو من يقوم بتزويج ابنه؛ �إما بقرار منه �أو بطلب من االبن ،وعادة ماتكون ابنة العم هي الزوجة المنتظرة ،بل في غالبية الحاالت يقرر ذلك من ال�صغر “فالن لفالنه” ومن َث ّم يعلم جميع الرجال الكبار وال�شباب �أن هذه الفتاة محجوزة البن عمها ،فال يجر�ؤ �أحد على خطبتها ،و�أحيانا يقر �أحد �أبناء عمومتها ،الذي يكبرها �سنا ،ويكون في الغالب متزوجا، ب�أن يحجز فتاة �صغيرة من بنات �أعمامه .وهذا حق لأبناء العم وال ينطبق على �أبناء الخال. و�إذا اختار الأب عرو�س ابنه فلي�س له االعترا�ض ،بل يقبل حتى ولوكان كارها ،وال�شئ نف�سه بالن�سبة للفتاة ،فلي�س لها االعترا�ض حتى ولوكان الزوج �أكبر منها �سنا� ،أو متزوجا� ،أو - 114يف مقابلة مع الدكتورة غالية بنت حممد �آل ثاين الرئي�س ال�سابق ملجل�س �إدارة الهيئة الوطنية لل�صحة يف جريدة العرب القطرية بتاريخ 1يوليو ،2008 العدد http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=14648&issueNo=159&secId=16 ،7294 قالت� :إن الفح�ص الطبي قبل الزواج ي�ساعد على تفادي بع�ض الأمرا�ض الوراثية عند الأطفال حديثي الوالدة والتي �أظهرت درا�سات حديثة زيادة ن�سبتها يف قطر ،و�أن م�شكلة زواج الأقارب ال تزال موجودة ،والأعقد من ذلك �أن بع�ض العائالت ال يوجد فيها خيار لأبنائهم املقبلني على الزواج �إال بالزواج من نف�س العائلة ،وهذه العائالت هي التي تعاين الآن من الأمرا�ض الوراثية ، ،فالأب والأم هما من يختار ،طبقا ملا يتالءم مع العائلة املمتدة ،اجلد يجب �أن يوافق �أي�ضا ،وكذلك العم واخلال.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
79
�شيخا كبيرا ،فقد يتزوج الكهل وال�شيخ من فتاة �صغيرة ،وكان ال يجد المجتمع غ�ضا�ضة في هذا؛ فالعمر بالن�سبة للرجل لي�س له اعتبار في عملية االختيار �أو في الموافقه على من تقدم لخطبة الفتاة� .أما بالن�سبة للفتاة في�شترط �أن تكون �صغيرة في ال�سن خ�صو�صا بالن�س�سبة لل�شاب الذي �سوف يتزوج لأول مرة� ،أما �إذا كان زواجه الثاني �أو الثالث �أو الرابع “تعدد الزوجات” ف�إن العمر ال يعد �شرطا �أ�سا�سيا حيث يمكن �أن يتزوج الرجل الكبيرة في ال�سن ن�سبيا والمطلقة والأرملة ،مع ذلك يظل الزواج من ال�صغيرة هو المف�ضل. وعادة ما يترواح عمر الفتاة المرغوب بالزواج منها �آنذاك من � 16-13سنة ،ف�إذا تعدت هذا ال�سن ،ولم تتزوج تعد مت�أخرة في الزواج� ،أما �إذا تعدت �سن الع�شرين فتعد “بائرة” �أي ال يرغب �أحد بالزواج منها ،وتع ّير بذلك وت�صبح منعزلة ن�سبيا عن الحياة االجتماعية حيث ال تدعى للمنا�سبات وتظل حبي�سة دار �أهلها .فالزواج -حتى عهد قريب -هو الذي يك�سب المر�أة الو�ضع االجتماعي ،وت�صبح �سيدة لها مكانتها ،وتدعى للمنا�سبات ،و ُتق ّدر على هذا الأ�سا�س .فالزواج لي�س فقط م�ؤ�س�سة للتزواج ،ولكنه �أكثر من ذلك بكثير ،فمعظم المكت�سبات االجتماعية واالقت�صادية ترتبط به ،وال يمكن الح�صول عليها عن طريق �آخر خ�صو�صا بالن�سبة للمر�أة. وحاليا ،وبعد �أن التحقت المر�أة بركاب التعليم ولفترات طويلة ،نجد �أن ظاهرة ت�أخر �سن الزواج هي الأكثر بروزا ،بل �إن هناك ن�سبة من الإناث في المنطقة قد تتعدى �أعمارهن �سن الثالثين وال يتزوجن ،ولم يعد طلب يد من تعدت الثالثين �أمرا م�ستنكرا كما كان من قبل، بل نجد �أن هناك �إقبا ًال على الإناث الالتي تخطين �سن ال � 25سنة خ�صو�صا بعد انتهائهن مجز، من الدرا�سة الجامعية ،الذي يعد م�ؤ�شرا على قدرة ال�شريكة على العمل براتب �أو �أجر ٍ وهو الأمر الذي �سيوفر للأ�سرة النا�شئة م�صدر دخل جيد .وهذه التغيرات تدل على حجم التحوالت االجتماعية في الأ�سرة ،الذي انعك�س على معايير االختيار الزواجي بالتغيير؛ لكي تتالئم مع متطلبات الحياة االجتماعية في ع�صرنا الحالي ،ولقد تم ذلك في مدى زمني ق�صير ال يتعدى عقودًا قليلة. ومن عادات الزواج قديما �أن العرو�س تخطب من والدها �أو �أخوها� ،أو �أي من �أقاربها الذكور في حال وفاة الأب� ،أو �صغر �سن �أخوتها .وي�أخذ الولي وقتا كافيا للتفكير ال�ست�شارة الأهل.
80
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وغالبا ما يتقدم للزواج من الفتاة ابن عمها �أو ابن خالها ،و�إذا لم يتقدم لها االثنان تح�صل على البراءة من القبيلة ،ويحق لها الزواج من خارج القبيلة التي تنتمي �إليها ،وبالطبع هذا النمط من الزواج قد اختفى تدريجيا ،ولم يعد له وجود �سوى لدى بع�ض القيائل الحديثة عهد بالتح�ضر .ومع ذلك ال يزال دور الأ�سرة قويا في تزويج ال�شباب وخ�صو�صا الإناث� ،أما من �سبق له الزواج من الذكور ،فيمكن �أن يقوم باختيار �شريكة حياته بنف�سه .و�أحيانا قد يتعار�ض ذلك مع �إرادة الأهل ،خا�صة �إذا كان �سيتزوج على ابنة عمه ،ويالحظ �أن ال�شباب الآن يقومون ب�إعادة الزواج بعيدا عن �سيطرة الأهل. وفي الما�ضي �إذا وافق الأب على الخطبة ،فلي�س على ابنته �إال القبول� .أما الآن ف�إن االبنة ُت�ست�شار ،كما �أن �صحة العقد ال تكون �إال �إذا ثبت موافقته الفتاة� ،أو التي �سيعقد قرانها على الزواج .وكان في ال�سابق ال يوجد نزاع �أو خالف بين الأ�سر حول المهر الذي عادة ما مقدما من قبل الزوج و�أهل العري�س ،وكان من الأمورالم�ستنكرة �أن يحدد �أهل العرو�س يكون ً المهر ،وال زال الأمر كذلك في العديد من الأ�سر� ،إال �أن الإح�صاءات في العقدين الأخيرين ك�شفت عن ارتفاع عدد حاالت الطالق قبل الدخول ،الذي كثيرا ما يحدث ب�سبب خالفات مادية على ق�ضايا المهر ونفقات االحتفال بالعر�س و�إمكانية توفير منزل الزوجية. وكان عقد القران يتم في مجل�س الرجال ،وبح�ضور �أحد الم�شايخ ،و�شهود ال تزال بع�ض الأ�سر تطبق هذه الطريقة ،وحال ًيا ال يمكن �أن يتم الزواج �إال من خالل المحكمة ال�شرعية، وكتابة عقد قران وتوفر �شهود اثنين مع ولي �أمر الزوجة �أو وجود الزوجة نف�سها .وتقوم المحكمة ال�شرعية بتوثيق عقد الزواج ،و�إ�صدار م�ستند قانوني يحدد فيه المهر ،ويوقع عليه ك ّل من الزوجين وال�شهود والقا�ضي ال�شرعي ،ثم ُيختَم ر�سمي ًا .وتجدر الإ�شارة �إلى �أنه ال يعترف ب�أي زواج يتم بخالف هذه الطريقة فال يوجد في قطر ما يعرف بالزواج المدني. وبنا ًء على عقد القران ،يتم تحديد حقوق الزوجين وواجباتهما ،كما يمكن لأي منهما �إدراج �شرط معين على العقد يخ�ضع لر�ضى الطرفين .وفي حال رف�ضت الزوجة اال�ستمرار في حياتها الزوجية يقوم والدها برد المهر لزوجها ،اما �إذا كان الزوج هو من يريد الطالق، فلي�س من حقه الح�صول على �أي �شيء ،بل عليه �أن يترك لها كل �شيء .وهو الأمر الذي يتفق مع ال�شريعة الإ�سالمية التي تنظم طرق الزواج والطالق في المنطقة.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
81
ولم تكن الخالفات الأ�سرية ت�ؤدي في ال�سابق �إلى قطعية حتى ولو حدث طالق بين الأبناء، وذلك ب�سبب قوة العالقات القرابية وعالقات الجيرة� ،أما الآن ومع ات�ساع نطاق المجتمع ف�إن هناك م�ؤ�شرات على �ضعف الروابط والعالقات القرابية ،خ�صو�صا بعد تفكك نظم الجيرة التقليدية في ظل التغيرات في التركيبة الح�ضرية والنمو العمراني ،وظهور �أ�شكال من ال�سكنى تفتر�ض نظام عالقات مغلق ،وتحول نظام الأ�سرة الممتدة �إلى �شكل الأ�سرة الزواجية ،ف�أ�صبح من ال�سهل �أن تفقد الأ�سر عالقاتها مع بع�ضها نتيجة الخالفات الزوجية ووقوع الطالق بين الأبناء ،بل �إن بع�ض الأخوة تتوتر عالقاتهم ببع�ض بعد طالق الأبناء.
82
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل ال�سابع
واقع الزواج وال�شباب يف املجتمع القطري
المجلس األعلى لشؤون األسرة
83
يمثل ال�شباب ال�شريحة الأكبر في المجتمع ب�سبب العمالة الوافدة ،ويتوقع �أن تكون الزيادة العددية في �شريحة ال�شباب ب�سبب نمط الهجرة الوافدة “من �أجل العمل” وب�سبب الزيادة وا�ضحا. الطبيعية ،والتي يتوقع تباط�ؤها تدريجيا �إال �أن ت�أثيرها في هذه ال�شريحة �سيظل ً ويتوقع � ً أي�ضا �أن تزداد بع�ض ال�شرائح بف�ضل الرعاية ال�صحية وارتفاع م�ستويات المعي�شة والوعي ال�صحي ،مثل �شريحة كبار ال�سن ،بف�ضل ارتفاع معدل الأعمار .ويتوقع �أن تتراوح ن�سبة ال�سكان القطريين ممن �أعمارهم � 18سنة ف�أكثر بين “ %”52 – 51من �إجمالي ال�سكان القطريين خالل الفترة .2010 – 2006وفيما يلي تحليل لبع�ض الخ�صائ�ص الديموغرافية التي تميز الأ�سرة والزواج في المجتمع القطري. �أوال :خ�صائ�ص الأ�سرة القطرية : �أظهر التعداد العام لل�سكان �سنة � 1997أن نحو %57من مجموع الأ�سر التي �أح�صاها ت�أخذ �شكل الأ�سرة الزواجية التي تت�شكل من زوج وزوجة -من دون �أوالد �أو مع وجود �أوالد -يليها �شكل الأ�سرة المركبة بن�سبة %15ثم نمط الأ�سرة الممتدة بن�سبة % 14.9ثم الأ�سرة الفردية بن�سبة ،%13.1وفي تعداد عام عام 2004بلغ عدد الأ�سر الزواجية %58.2في مقابل “� ”13025أ�سرة ممتدة ي�شكلون %12.7من مجموع الأ�سر�.أنظر الجدول رقم “.”2 وي�شير هذا البيان �إلى تراجع �شكل الأ�سرة الممتدة في مقابل زيادة عدد الأ�سر الزواجية، حيث ينتمي معظم الأفراد �إلى نمط الأ�سرة الزواجية . 115ويك�شف عن حجم التحوالت في بنية الأ�سرة القطرية ،التي تتجه نحو نمط الأ�سرة الزواجية �صغيرة الحجم ،وعلى الرغم من �أن هذه ظاهرة عالمية ،ف�إن الأمر الذي يثير الده�شة هو �سرعة التحوالت التي ت�صيب الأ�سرة القطرية والخليجية ب�شكل عام ،وبالطبع ال يكفي التغير في الحجم؛ لكي يمكن القول ب�أن هذه الظاهرة دليل على التغير االجتماعي؛ ومع ذلك فهي م�ؤ�شر يجب �أن يو�ضع في االعتبار. - 115انظر التعدادات ال�سكانية لدولة قطر للأعوام 1997و ،2004دولة قطر ،جهاز الإح�صاء ،جدول رقم 1الأ�سر والأفراد ح�سب الرتكيب العائلي للأ�سرة والوحدة ال�سكنية ،وا�ستخرجت الن�سب املئوية.
84
المجلس األعلى لشؤون األسرة
جدول رقم ()2 116 الرتكيب العائلي يف دولة قطر 2004 -1997 %من جمموع الأ�سر العدد ال�شكل الأ�سري 2004 1997 2004 1997 ال�سنة %13.4 % 13.0 13705 9576 الأ�سرة الفردية %58.2 %57.0 59510 41751 الأ�سرة الزواجية %12.7 %14.9 13025 10920 الأ�سرة املمتدة %15.7 %15.1 15944 11095 الأ�سرة املركبة 100.0 100.0 102184 73342 املجموع ومع ذلك ال يزال حجم الأ�سرة في البالد كبيرا ،فح�سب بيانات 2004بلغ متو�سط حجم الأ�سرة القطرية بما فيها الخدم “ ”8.5فردا . 117وال يتيح هذا البيان تحديد حجم الأ�سرة ب�شكلها الطبيعي الأبوين والأبناء .كما يالحظ ا�ستمرار ارتفاع الخ�صوبة الكلية لدى الإناث القطريات والذي بلغ %3.9في عام 2004رغم االنخفا�ض الن�سبي من % 4.4ح�سب بيانات . 1997ومن خالل هذه الم�ؤ�شرات نتو�صل �إلى �أن الأ�سرة القطرية ال تزال كبيرة الحجم ،و�أن الثقافة الإنجابية في المجتمع لم تتغير كثيرا .ورغم هذه الحقائق ف�إن البيانات قد �أظهرت � ً أي�ضا وجود عالقة عك�سية بين انخفا�ض الخ�صوبة وارتفاع التعليم 118فكلما ارتفع التعليم انخف�ضت الخ�صوبة عند المر�أة القطرية .الأمرالذي ي�شير �إلى �أن مفاهيم الإنجاب تتغير بفعل التعليم؛ وذلك باالتجاه نحو �إنجاب عدد �أقل من الأطفال. ومن المتوقع �أن تنخف�ض الخ�صوبة لدى المر�أة القطرية مع ارتفاع الم�ستوى التعليمي الم�ستمر لديها؛ مما �سي�ؤدي �إلى �أن ينخف�ض حجم الأ�سرة القطرية تدريجيا ،وهو الأمر الذي �سوف ي�ؤدي �إلى انخفا�ض معدالت النمو ال�سكاني للمواطنين على المدى البعيد .وهنا يثار - 116نف�س امل�صدر ال�سابق - 117دولة قطر ،جمل�س التخطيط ،الأمانة العامة ،م�ؤ�شرات بحث �إنفاق ودخل الأ�سرة بالعينة ،يونيو � ،2002ص .24 - 118انظر :تقرير املر�أة والرجل �صورة �إح�صائية ،دولة قطر :املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة .2006 ،و درا�سة اجتاهات احلالة الزواجية يف قطر ،دولة قطر :املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة .2005
المجلس األعلى لشؤون األسرة
85
ت�سا�ؤل مهم :هل المجتمع يرغب بانخفا�ض م�ستويات الخ�صوبة عند المر�أة القطرية ،ف�إذا كانت هذه الق�ضية ملحة عند العديد من المجتمعات ،وخ�صو�صا تلك التي تتميز بالكثافة ال�سكانية المرتفعة ،ف�إن في مجتمع مثل المجتمع القطري ،يتميز بقله عدد ال�سكان قد ي�صبح العك�س �ضرويا؛ ومن ّثم ي�صبح تغيير مفاهيم الإنجاب �أمرا قد ال يخدم الم�صلحة الوطنية. ثانيا :احلالة الزواجية: تتميز الأ�سرة القطرية بمجموعة من الظواهر بالإ�ضافة �إلى التغير في الحجم ،وتحولها من نمط الأ�سرة الممتدة �إلى نمط الأ�سرة الزواجية ،مثل ا�ستمرار ظاهرة الزواج من الأقارب، وا�ستمرار ارتفاع متو�سط العمرعند الزواج بين الإناث ،وارتفاع ن�سبة الطالق. جدول رقم ()3 التوزيع الن�سبي للحالة الزواجية بني القطريني 119لعام 2004 �إناث ذكور الحالة الزواجية % % 47.6 52.4 لم يتزوج �أبدا 49.0 51.0 متزوج 72.1 27.9 مطلق 91.4 8.6 �أرمل وتك�شف البيانات الخا�صة بالحالة الزواجية للقطريين عن ارتفاع ن�سبة الذكور المتزوجين قليال عن الإناث ،و�أن الفرق �أكبر بينهم �ضمن فئة من لم يتزوج �أبدا حيث بلغ الفارق 4.8 - 119م�ستخرجة من التعداد العام لل�سكان 2004م ،اجلدول رقم .18،
86
المجلس األعلى لشؤون األسرة
نقطة ،وهذا يعني �أن ن�سبة العنو�سة �أكبر بين الإناث ،ويزداد الفارق وب�شكل حاد بينهم �ضمن فئة مطلق حيث �أن معظمهم من الإناث وكذلك فئة �أرمل ،الأمر الذي يعني �أن المر�أة المطلقة والأرملة ال تتمكنا من �إعادة الزواج؛ لأ�سباب عديدة منها تربية الأبناء؛ وب�سبب قيم اجتماعية التف�ضل الزواج من المطلقة. وبتحليل الحالة الزواجية لل�سكان القطريين الذين يبلغون 15عام ًا فما فوق ح�سب الجن�س خالل الأعوام 2004 ،1997 ،1986يمكن �أن نالحظ :120 • تغير طفيف في التركيب الزواجي للن�ساء تمثل في انخفا�ض تدريجي في ن�سبة المتزوجات وارتفاع الن�سبة المئوية للأرامل في الفترة ،2004 - 1986كما �شهدت تلك الفترة ثبات ن�سبة المطلقات . • بلغت ن�سبة المتزوجين في المجتمع %70من جملة ال�سكان 15ف�أكثر في عام .2004 • بلغت ن�سبة الذكور المتزوجين %74من جملة المتزوجين في المجتمع في مقابل %26للإناث .الأمر الذي يوحي بوجود م�شكلة اجتماعية� ،إال �إن وط�أة الو�ضع تخف �إذا ما علمنا ب�أن معظم ال�سكان هم من الذكور ال�شباب �أ�سا�سا. • وعلى الرغم من �أن معظم ال�سكان في هذه المرحلة متزوجون ،ف�إن الن�سبة التي لم تتزوج � ً أي�ضا كبيرة �إلى حد ما ،وتزداد الظاهرة تعقيدا ب�سبب كونهم من الذكور الأجانب ،وت�صبح الق�ضية م�شكلة في ظل انت�شار نمط الم�ساكن الجماعية للعزاب وانت�شارها في المناطق ال�سكنية. متزوجا ف�إن ذلك اليعني �أنه يعي�ش مع �أ�سرته .فالواقع • و مع ذلك ،ف�إن كون الوافد ً يبين �أن الن�سبة الأكبر من الوافدين الذكور يتواجدون في المجتمع من دون �أ�سرهم، يك�شف عن ذلك انخفا�ض ن�سبة الإناث الوافدات في مقابل الذكور ،حيث يمثلن ما ن�سبته %23.4فقط من جملة الوافدين في المرحلة العمرية � 64 15سنة. - 120انظر :تقرير املر�أة والرجل �صورة �إح�صائية ،املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة .2006 ،و درا�سة اجتاهات احلالة الزواجية يف قطر ،املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة ،2005/والتعداد العام لل�سكان لعام .2004
المجلس األعلى لشؤون األسرة
87
• �إن ن�سبه المتزوجين القطريين تتوزع ب�شكل متوزن �إلى حد ما ،حيث بلغت ن�سبة %51 مقابل %49للإناث. • �أظهر تحليل الحالة الزواجية لل�سكان ككل �أن ن�سبة العزاب ت�صل �إلى %19.5من جملة ال�سكان � 15سنة ف�أكثر ،وان %68.2منهم من الذكور في مقابل � %31.8إناث .وهنا يظهر الفارق الكبير بين الذكور والإناث . ثالثا :متو�سط العمر عند الزواج الأول: وتك�شف متو�سطات العمر عند الزواج الأول خالل الفترة من 2007-1998عن وجود فارق في ال�سن بين الذكور والإناث عند الزواج الأول يترواح بين � 3.5إلى � 2.5سنوات ل�صالح الذكور ح�سبما تظهره العقود الر�سمية ال�سنوية للزواج في قطر ،وهذا الفارق لي�س كبيرا، كما �أنه يتجه نحو التقارب ،في حين �أن الفارق في معظم المجتمعات ي�صل �إلى � 5-4سنوات، وهو م�ؤ�شر مهم جدا يدل على درجة التغير في معايير الزواج في قطر ومجتمعات المنطقة ب�شكل عام ،وينبئ بتغيرات بالن�سبة �إلى معيار العمر المنا�سب للزواج بالن�سبة لل�شريكين، ويمكن تف�سير ذلك في �ضوء ارتفاع �سن زواج الفتاة والذي له عالقة برغبه الفتيات و�أ�سرهن با�ستكمال التعليم الجامعي ،ومع ذلك وعلى الم�ستوى المعياري ال يزال المجتمع يف�ضل �أن يكون �سن المر�أة �صغيرا عند الزواج ،والدليل �أن هناك العديد من الزيجات التي تعقد لفتيات تحت �سن الع�شرين ،كما �أن عدد المتزوجات في هذا العمر �أكبر بكثير من الذكور؛ مما يعطي انطباعا ب�أن زواج الفتاة ال�صغيرة ال يزال مف�ضال عند البع�ض.
88
المجلس األعلى لشؤون األسرة
جدول رقم ()4 121 متو�سط العمر عند �أول زواج 2007 - 1998 غير قطريين قطري الفرق ال�سنة �إناث ذكور �إناث ذكور بال�سنوات 23.3 27.0 3.5 22.7 26.2 1998 24.7 28.7 3.3 23.8 27.1 2000 24.9 28.9 3.3 23.8 27.1 2002 24.5 28.9 4.4 24.8 29.2 2004 25.6 28.9 2.8 23.6 26.4 2006 27.4 29.0 2.8 23.7 26.5 2007 وت�شير بيانات عقود الزواج في قطر �أن معظم الزيجات تقع بين الفئة العمرية � 24-20سنة بالن�سبة للإناث و� 29-25سنة للذكور� ،إال �أن عقود الزواج ت�ؤكد زواج المر�أة في �سنّ مبكرة �أكثر من الرجل؛ فالبيانات الم�ستخل�صة من عقود القران ال ٌمبرمة بين القطرين تظهر �أن � 355أنثى يقعن في الفئة العمرية ،19-15و�أن � 926أنثى تقع في الفئة العمرية ،24-20ح�سب بيانات ن�شرة الزواج في �سنة .122 2007 رابعا :درجة القرابة بني الزوجني: تظهر �إح�صاءات عقود الزواج ال�سنوية انت�شار زواج الأقارب بالمجتمع القطري بن�سبة ت�صل �إلى ،%42و�أن %54من هذه الزيجات تمت بين �أقارب من الدرجة الأولى .وهو �أمر ملفت للنظر بالنظر �إلى الأمرا�ض الوراثية التي تزداد احتماالت انتقالها بين الأقارب من خالل الزواج ،خ�صو�صا بين الأقارب من الدرجة الأولى .انظر الجدول الآتي: - 121دولة قطر ،جهاز االح�صاء ،الن�شرة ال�سنوية �إح�صاءات الزواج والطالق للعام ، 2007اجلدول رقم 2 - 122دولة قطر،الإمانة العامة للتخطيط التنموي ،الن�شرة احليوية للزواج والطـالق ،لعام .2008
المجلس األعلى لشؤون األسرة
89
جدول رقم ()5 123 عقود الزواج للقطريني ح�سب �صلة القرابة بني الزوجني – 2007 �صلة قرابة الدرجة �صلة قرابة من المجموع ال توجد �صلة قرابة الدرجة الثانية االولى 2097 1216 405 476 100 58.0 19.4 22.6 خام�سا :ارتفاع معدالت الطالق: تظهر البيانات ارتفاع ن�سبة الطالق بين القطريين خالل العقدين الما�ضيين ،ففي عام 1991بلغت � ،%29.1إذ �سجلت 332حالة طالق مقابل 1141حالة زواج .في حين بلغت ن�سبة الطالق عام 2000حوالي 31.8في المائة ،حيث �سجلت 471حالة طالق مقابل 1483حالة زواج .124ولم تتغير ن�سب الطالق في العقد الحالي ،بل �إنها ارتفعت في عام � 2007إلى %36 تقريبا .125انظر الجدول الآتي: جدول رقم ()6 ن�سب الطالق �إىل الزواج منذ 2007 -2001 ن�سبة الطالق ال�سنوات %28.9 2001 %34.6 2002 %32.7 2003 %32.6 2004 %25.4 2005 %30.0 2006 %36.0 2007 ومن الملفت للنظر �أن معظم حاالت الطالق الم�سجلة �سنويا تحدث في ال�سنوات الأولى للزواج ،بل �إن %31.5من حاالت الطالق تتم قبل الدخول� ،أي قبل البدء بالحياة الزوجية، انظر الجدول رقم( )7ورقم (:)8 - 123م�ستخرجة من الن�شرة احليوية للزواج والطالق لعام .2007 - 124م�ستخرجة من الن�شرة احليوية للزواج والطالق للفرتة من 1991حتى2000م. - 125م�ستخرجة من الن�شرة احليوية للزواج والطالق للفرتة من 2001حتى2005م.
90
المجلس األعلى لشؤون األسرة
جدول رقم ()7 126 ن�سبة الطالق قبل الدخول ح�سب الفئات العمرية 2005 ن�سبة الطالق الفئات العمرية %50.0 15-19 %53.0 20-24 %37.8 25-29 %40.7 30-34 %36.9 35-39 جدول رقم ()8 �شهادات الطالق ح�سب نوع الطالق ومدة احلياة الزواجية للزوج – قطريون 2007- نوع الطالق خلع بينونة كبرى المجموع بينونة �صغرى رجعي عمر الزواج 227 1 10 559 157 قبل الدخول 39 1 0 33 5 اقل من �سنة 72 0 2 59 11 �سنة 52 0 2 39 11 2 63 2 1 42 18 3 39 1 3 22 13 4 112 4 3 76 29 9-5 45 2 4 30 9 14-10 21 0 1 14 6 19-15 14 0 0 7 7 24-20 35 5 1 13 16 25 + 2 0 0 2 0 غير مبين 721 16 27 396 282 المجموع - 126ا�ستخرجت الن�سبة امل�ؤية من البيانات الواردة يف اجلدول رقم 72بن�شرة الزواج والطالق ،الإح�صاءات احليوية ،جهاز الإح�صاء ، ،دولة قطر .2008
المجلس األعلى لشؤون األسرة
91
ويالحظ من المعطيات الواردة بالجدول ال�سابق وجود حاالت طالق الخلع ،وي�شير �إلى �أن المر�أة هي التي بد�أت ب�أخذ المبادرة ب�إنهاء العالقة الزوجية ح�سب ال�شرع الإ�سالمي ،وتتيح القوانين في قطر للمر�أة طلب الطالق� ،إذا اثبتت وقوع ال�ضرر عليها وا�ستحالة الع�شرة الزوجية. وفي �ضوء ما�سبق يمكن �أن نتو�صل �إلى �أن التغير الأ�سا�سي في الزواج يتمثل في تقل�ص حجم الأ�سرة ،وتحولها من �أ�سرة ممتدة �إلى نمط الأ�سرة النووية .وبالطبع ف�إن هذا التغير في الحجم يرافقه تغير في التركيب والأدوار والعالقات ،وفيما ي�أتي ملخ�ص �أهم التغيرات التي طالت الأ�سرة القطرية : على الرغم من تزايد انتقال الأ�سر المتكونة حديث ًا �إلى مناطق جديدة ،وافتراق الأهلعن �أوالدهم المتزوجين ف�إن الأ�سرة ال تزال تلعب الدور الأ�سا�سي في ترتيب الزواج واختيار ال�شريك. ال يزال زواج الأقارب ًنمطا منت�ش ًرا في المجتمع وبن�سبة كبيرة ،رغم الم�شكالت ال�صحية الناتجة عن الأمرا�ض الوراثية ،التي بد�أت تظهر �آثارها في زيادة عدد �أ�صحاب الإعاقات العقلية والج�سدية في المجتمع ،وهي ق�ضية تحتاج �إلى درا�سة . تغير الأدوار الأ�سرية وما ترتب على ذلك من تغير في العالقات الأ�سرية ،فبعد �أن كانتوزيع الأدوار ي�ستند �إلى النوع والعمر� ،أ�صبحت المر�أة تمار�س �أدوا ًرا تتجاوز الجن�س الذي تنتمي �إليه بعد �أن �أ�صبحت زوجة و�أ ًّما وعاملة في نف�س الوقت ،و�أ�صبح تعدد الأدوار وتعار�ضها �أهم م�شكلة تواجه المر�أة في المجتمع القطري المعا�صر خ�صو�ص ًا و�أن محتوى الأدوار وما يترتب عليها من مكا�سب و�أعباء ومكانة لم يتغير تغير ًا كبير ًا .وهناك حاجة لدرا�سة الآثار المترتبة على الأدوار الجديدة للمر�أة في الأ�سرة. رغم تغير نمط العالقات االجتماعية� ،إال �أن الأ�سرة الممتدة ال تزال تمثل بقيمها ،ومايرتبط بها من عادات وتقاليد ،الإطار الذي ت�ستمد منه الأ�سرة المعا�صرة �شرعيتها ومكانتها االجتماعية ،وذلك على الرغم من تراجع �أداء �أدوارها ،ولم تدر�س حتى الآن الآثار المترتبة على العالقات االجتماعية.
92
المجلس األعلى لشؤون األسرة
فر�ضت ظروف التطور العمراني تباعد الأمكنة وتفكك عالقات الجيرة نتيجة الحراكالجغرافي للأ�سر المتكونة حديث ًا ونزوحها �إلى مناطق جديدة ،فقد ن�ش�أت حاجة للتباعد عن القبيلة الأم لي�س ب�سبب ظروف المعي�شة ،ولكن ب�سبب تكاثر �أفراد القبيلة مع �ضيق الم�ساحة المكانية وارتفاع قيمة الأرا�ضي في منطقة اال�ستقرار الأ�صلية ،وب�سبب عوامل �أخرى ذات طبيعة اجتماعية مثل تغير رموز المكانة ودخول عن�صر مكان ال�سكن بو�صفه �أحد �أ�س�سها ،الأمر الذي ترتب عليه تفكك عالقات الجيرة القديمة �إال �أن توفر و�سائل النقل واالت�صال� ،أ�سهم في تقليل الآثار المترتبة على تباعد الأمكنة ،حيث ظلت العالقة قائمة بين الأ�سرة الزواجية و�أ�سرة التوجية. ارتفاع تكاليف الزواج ب�سبب �سيادة المظاهر �إال�ستهالكية في المجتمع وغلبه اال�ستهالكالمظهري في حفالت الزواج ،و�أ�صبحت و�سيلة لإبراز المكانة االجتماعية واالقت�صادية ،حتى �أن البع�ض ي�ستدين من �أجل �أن يعقد حفلة الزواج في فندق معين �أو قاعة حفالت معينة ..الخ. تغير مفاهيم الزواج وقيم اختيار ال�شريك ،عامالن �ساهما في ت�أخر �سن الزواج عما كانعليه من قبل ،الأمر الذي �أدى �إلى ارتفاع ن�سبة غير المتزوجات في المجتمع .وما تزال م�شكلة ت�أخر �سن الزواج عند المر�أة القطرية ت�شكل تحديا اجتماعيا حيث تبين من �إح�صاءات تعداد عام � 2004أن %24من الإناث القطريات في الفئات العمرية من � 39-25سنة لم يتزوجن وهذا ي�شكل عبئا اجتماعيا ونف�سيا في ظل قيم اجتماعية تعطي المر�أة المتزوجة ،التي لديها �أبناء ،قيمة اجتماعية وفر�ص ًا في الم�شاركة االجتماعية �أكثر من المر�أة غير المتزوجة وخا�صة المطلقة. ي�شهد المجتمع تراجع في معدالت الأمية وارتفاع عدد �أفراد الأ�سرة القطرية الحا�صلينعلى التعليم الجامعي ،الأمر الذي ي�ستنتج منه تغير في طرق التفكير ,نمط العالقات ,طرق التن�شئة االجتماعية.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
93
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل الثامن
اجتاهات ال�شباب القطري نحو الزواج ومعايري االختيار الزواجي من واقع الدراسة الميدانية
المجلس األعلى لشؤون األسرة
95
مقدمة في ظل التغيرات التي �أ�صابت الأ�سرة القطرية ،وارتفاع معدالت الطالق في المجتمع ،كان من المهم �إجراء درا�سة ميدانية ال�ستطالع مواقف واتجاهات ال�شباب نحو الزواج ومعايير االختيار الزواجي ،خ�صو�صا و�أنه لم تجرى درا�سة حديثة حول المو�ضوع منذ عقدين من الزمن تقريبا ،وفي هذه الفترة حدثت تطورات كبيرة في المجتمع في الجانب االقت�صادي والتنظيمي وال�سيا�سي وفي الجوانب التكنولوجية والتعليمية والمعرفية .وتغيرت �أو�ضاع المر�أة و�أ�صبح ال�شباب ي�شكل �شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع ،فهل �أدت هذه التطورات �إلى تغيرات في مواقف ال�شباب تجاه الزواج؟ وهل كان لها �أثر في بلورة �أ�س�س االختيار الزواجي ومعاييره التي يتبناها المجتمع؟ ،وهل تغير دور الأ�سرة في عملية االختيار؟. �أوال :الإجراءات املنهجية : في �ضوء المحددات الأ�سا�سية للدرا�سة ُطبقت درا�سة علمية على عينة من ال�شباب القطري للك�شف عن اتجاهات ال�شباب نحو بع�ض ق�ضايا الزواج والطالق ،وتحديد العوامل االجتماعية والثقافية التي يمكن �أن ت�ؤثر في اتجاهات ال�شباب نحو الزواج واختيار ال�شريك �أو اال�ستمرار في الحياة الزوجية. � -1أهداف الدرا�سة: .1الك�شف عن اتجاهات ال�شباب نحو الزواج واختيار ال�شريك. .2الك�شف عن م�ستوى وعي ال�شباب بم�سئوليات الحياة الزوجية. .3الك�شف عن دور الأ�سرة حيث الت�أثير في قرار الزواج بين ال�شباب .4الك�شف عن المعوقات التي ت�ؤثر في قرار الزواج لدى ال�شباب. .5و�ضع� ،أو ت�صميم ،برامج لمواجهة ت�أخر �سن الزواج و�إعداد ال�شباب لممار�سة �أدوارهم الزواجية ،وزيادة قدرة ال�شباب على مواجهة تكاليف الزواج.
96
المجلس األعلى لشؤون األسرة
-2ت�سا�ؤالت الدرا�سة : .1ما موا�صفات ال�شريك عند ال�شباب؟ .2ما مدى ا�ستقاللية قرار ال�شباب في اختيار ال�شريك؟ .3هل يت�أثر قرار ال�شباب بالزواج بالظروف المادية ؟ .4هل يرغب ال�شباب في تغيير طرق الزواج ؟ .5هل يوجد اختالف بين الجن�سين بالن�سبة لمفهوم الزواج وموا�صفات ال�شريك ومتطلبات الحياة الزوجية ؟ -3المنهج الم�ستخدم : يعد المنهج الو�صفي التحليلي من المناهج المنا�سبة للك�شف عن اتجاهات ال�شباب نحو ق�ضايا الزواج وتقديم و�صف وتحليل لطبيعة الم�شكالت التي يواجهونها في هذا المجال. � -4أداة الدرا�سة : ُ�صممت ا�ستبانه لقيا�س اتجاهات ال�شباب نحو الزواج ،تحتوي على مجموعة من العبارات، و ُق�سمت �إلى 3اق�سام :ق�سم يحتوي على 38عبارة يجيب عليها كال الجن�سين ،وق�سم ثان وحكمت الإداة يحتوي على �أ�سئلة خا�صة بالذكور ،وق�سم ثالث ي�ضم �أ�سئلة تجيب عنها الإناثُ . من قبل � 3أ�ساتذة متخ�ص�صين في العلوم االجتماعية ،و�أجريت بع�ض التعديالت بناء على المالحظات التي �أبدوها ،كما طبقت الأداة على عينة تجريبية بلغت 60مفردة وتبين �أن الأداة منا�سبة حيث لم تظهر عملية التطبيق �أي م�شكالت ،وبد�أ بالتطبيق الفعلي خالل الفترة الممتدة مابين �شهري ابريل – مايو .2008 -5العينة : اختيرت عينة ع�شوائية من ال�شباب من الجن�سين تفي بال�شروط الآتية : �أن ال يقل العمر عن � 18سنة وال يزيد عن � 30سنة� -أن يكون من الجن�سية القطرية
المجلس األعلى لشؤون األسرة
97
�أن يكون غير متزوج ،ولم ي�سبق له الزواج .ا�ستغرق تطبيق الأداة فترة �شهرين “مار�س – ابريل ”2008من قبل فريق من الباحثين الميدانيين من طالبات كلية التربية بجامعة قطر. وبلغ حجم العينة 526مفردة توزعت ح�سب الجن�س �إلى 189من الذكور و 337من الإناث ويو�ضح ال�شكل البياني الآتي توزيع العينة ح�سب الجن�س: ال�شكل رقم ()1 توزيع العينة ح�سب اجلن�س
ذكور �إناث
� -6أ�سلوب التحليل : �أجريت مجموعة من التحليالت االح�صائية بهدف ر�سم �صورة متكاملة عن المو�ضوع وتمثلت في الآتي: التكرارات والن�سب المئوية . المتو�سطات واالنحرافات المعيارية. T. testلمعرفة داللة الفروق بين مجموعتين “الذكور – الإناث”.ثانيا :خ�صائ�ص ال�شباب القطري من واقع بيانات الدرا�سة امليدانية : ك�شفت الدرا�سة الميدانية على عينة من ال�شباب القطري عن مجموعة من النتائج التي
98
المجلس األعلى لشؤون األسرة
تظهر الخ�صائ�ص الآتية: -1الم�ستوى التعليمي : �أظهر تحليل البيانات ارتفاع الم�ستوى التعليمي للعينة ،فمعظمهم جامعيون �أو على مقاعد الدرا�سة الجامعية و %21.3يحملون ال�شهادة الثانوية .انظر ال�شكل الآتي: ال�شكل رقم ()2 توزيع العينة ح�سب م�ستوى التعليم �إعدادي ثانوي جامعي درا�سات عليا
-2الحالة العملية : ك�شف التحليل �أن معظم مفردات العينة ال يزالون على مقاعد الدرا�سة الجامعية وذلك بن�سبة %82.6من العينة وهذا ين�سجم مع اتجاهات التعليم في المجتمع القطري خ�صو�صا بالن�سبة للإناث الالتي ي�شكلن %64من حجم العينة . ،انظر ال�شكل رقم ( .)2وك�شفت الدرا�سة �أن هناك %4.3من العينة يبحثون عن عمل ،انظر ال�شكل رقم ( )1بالمالحق. ال�شكل رقم ()3 توزيع العينة ح�سب احلالة العملية يعمل البحث عن عمل طالب
المجلس األعلى لشؤون األسرة
99
-3العمر :بلغ متو�سط عمر العينة � 20.57سنة وهذا يحقق هدف الدرا�سة وهو ا�ستطالع ر�أي ال�شباب نحو ق�ضايا الزواج ،انظر الجدول رقم(.)9 -4حجم الأ�سرة :ك�شفت الدرا�سة عن ارتفاع حجم الأ�سرة التي يعي�ش في ظلها ال�شباب حيث بلغ متو�سط عدد �أفراد الأ�سرة � 8أفراد تقريبا. جدول ()9 املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية للعمر ،وعدد �أفراد الأ�سرة وعدد الأقارب ممن يعي�شون مع الأ�سرة المتو�سط الح�سابي االنحراف المعياري المتغير 3.89 20.57 العمر 5.72 8.40 عدد �أفراد الأ�سرة ممن يعي�شون في المنزل 2.30 0.95 عدد الأقارب ممن يعي�شون مع الأ�سرة -5م�ستوى الدخل : تفاوتت م�ستويات الدخل لدى �أفراد العينة ،وكانت الن�سبة الأكثر تمثيال هي ن�سبة فئة الدخل من 1000لأقل من 5000االف وهي ن�سبة دخل تعد منخف�ضة ،وهذا راجع �أ�سا�سا �إلى �أن معظم مفردات العينة من الطالب ولي�س لديهم عمل؛ ومن ثم يتوقع �أنهم ال يزالون يعتمدون على �أ�سرهم في توفير احتياجاتهم .انظر ال�شكل رقم “ ”3بالمالحق . من خالل تحليل البيانات الأ�سا�سية نجد �أن ال�شباب القطري يتميز بالخ�صائ�ص الآتية: متو�سط العمر للفئة الم�ستهدفة � 20سنة. ارتفاع م�ستوى التعليم. يعي�ش في ظل �أ�سرة كبيرة الحجم. -ن�سبة العاملين منهم قليلة.
100
المجلس األعلى لشؤون األسرة
معظمهم على مقاعد الدرا�سة. م�ستوى الدخل منخف�ض ب�سبب عدم العمل.ثالثا :نتائج الدرا�سة امليدانية ا�ستهدفت الدرا�سة قيا�س اتجاهات ال�شباب حول مجموعة الق�ضايا المرتبطة بالزواج ومعايير االختيار الزواجي ،و ُق�سمت العبارات الواردة باال�ستبانة �إلى مجموعات تقي�س اتجاهات ال�شباب نحو الق�ضايا الآتية: مفهوم الزواج. �صفات �شريك الحياة. العالقات الزوجية . الزواج التقليدي. تكاليف الزواج.وفيما ي�أتي تحليل نتائج الدرا�سة : -1اتجاهات العينة نحو مفهوم الزواج: يقي�س هذا البند اتجاهات العينة نحو معنى الزواج بالن�سبة لل�شباب القطري ،الذي يعر�ض الجدول رقم ( )10توزيعات ا�ستجابات العينة حول العبارات التي تقي�س هذا االتجاه .وك�شفت النتائج عن الآتي: العبارة رقم( .)1الزواج يمثل لي اال�ستقرار.وافق %45.8من العينة ب�شدة و %40.7وافقوا على �أن الزواج يمثل اال�ستقرار بالن�سبة لهم. وهذا يك�شف عن اتجاه �إيجابي وهو الأمر الذي �أُ ّكد من خالل احت�ساب متو�سط الدرجات للعينة الكلية وللجن�سين .انظر الجدول رقم ( )1بالمالحق .وجاءت ا�ستجابة العينة نحو
المجلس األعلى لشؤون األسرة
101
العبارة رقم ( )2مت�سقة مع ا�ستجابتهم ال�سابقة ،حيث اعتر�ض معظم ال�شباب على �أن الزواج يمثل الم�شاكل والخالفات ،وهذا يت�سق مع النتيجة ال�سابقة. ال�شكل رقم ()4 الزواج ميثل يل اال�ستقرار �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة
العبارة رقم( .)3الزواج هو طريقة م�شروعة لتحقيق الأمومة و الأبوة.�أظهرت ا�ستجابابات العينة �أن ال�شباب يتبنى المفهوم التقليدي للأ�سرة ب�أن الزواج يرتبط بالأمومة والأبوة ودورة في عملية التكاثر .وتبين من ح�ساب المتو�سطات �أن لديهم اتجاهً ا �إيجاب ًّيا نحو هذه الق�ضية .ولم تظهر فروق ذات داللة بين الجن�سين.انظر الجدولين رقم ( )1و( )2بالمالحق. العبارة رقم( .)4الزواج �سوف يقيد حريتي.�أظهرت الدرا�سة �أن العينة انق�سمت بين م�ؤيد ومعار�ض على �أن الزواج �سوف يقيد حريتهم، كما �أن ن�سبة من كان مترددا كبيرة � ً أي�ضا ،وهذا ي�شير �إلى �أن ال�شباب القطري ،في ظل متغيرات الع�صر ،تتناوبه �صراعات لم تكن موجودة من قبل مثل تف�ضيل الحرية ال�شخ�صية والخوف من الزواج بو�صفة قيد على الحرية ،ولم تظهر فروق ذات داللة �إح�صائية بين الجن�سين بالن�سبه لهذا الموقف ،انظر الجدول رقم 2بالمالحق ،وهو �أمر ي�ستدعي الت�أمل خ�صو�صا، و�أن النظرة ال�شائعة عن المر�أة �أنها ت�سعى للزواج خ�صو�صا في مجتمعاتنا؛ لأنه يخل�صها من قيود الأ�سرة ،ولكن من الوا�ضح �أن الأمور قد تغيرت ،وقد يكون ذلك نتيجة ارتفاع م�ستوى المعي�شة؛ مما يقلل االهتمام لدى المر�أة في النظر �إلى الزواج بو�صفة ا�ستثما ًرا اقت�صاد ًّيا، كما �أظهرته بع�ض الدرا�سات في المجتمعات الغربية حول معايير االختيار الزواجي.
102
المجلس األعلى لشؤون األسرة
العبارة رقم ( .)18رغبتي في التعليم تمنعني من الزواج حاليا.�أظهرت ا�ستجابات العينة اتجاه نحو الموافقة على ت�أجيل الزواج رغبة في ا�ستكمال التعليم. وبالطبع ف�إن ا�ستكمال التعليم �أ�صبح �أحد الخيارات الهامة التي يقف عندها ال�شباب ،وفي مجتمعات محافظة مثل المجتمع القطري يرف�ض المجتمع وجود عالقات الزواج ،ف�إن عماية ت�أجيل الزواج لأ�ستكمال التعليم تظهر وجود اتجاه عقالني لدى ال�شباب القطري يرتب فيه �أولوياته ،فبما �أن معظم العينة من الجامعيين ف�إن االتجاه هو نحو ا�ستكمال التعليم ،ثم التفكير بالزواج ،وقد �أو�ضح تحليل التباين �أحادي الم�صدر One Way Anovaعلى �أن هناك عالقة بين التعليم واالتجاة نحو ت�أجيل الزواج .انظر الجدول رقم “ ”3بالمالحق . العبارة رقم(� .)27أعتقد �إنني ال �أزال غير م�ستعدة /م�ستعد على الزواج.اظهرت النتائج �أن معظم ال�شباب يجد نف�سه غير م�ستعد للزواج الآن ،وهذا يت�سق مع ا�ستجابتهم على العبارة رقم ،18و�أظهر التحليل عدم وجود فروق بين الجن�سين بالن�سبة لهذا المو�ضوع. العبارة رقم ( .)30يف�ضل �أن يكون لدي الفرد عدد كبير من الأطفال.تقي�س اتجاه ال�شباب القطري نحو الإنجاب ،وللت�أكد من وجود اتجاه نحو �إنجاب عدد كبير من الأطفال ،وهو النمط الذي ال يزال منت�شرا لدى الأ�سرة القطرية المنت�شر حاليا ،فتبين �أن هناك بوادر تغير في المفاهيم الإنجابية لدى المقبلين على الزواج ،حيث بلغ مجموع غير الموافقين ب�شدة وغير الموافقين على العبارة % 53.6تقريبا من �أفراد العينة ،في مقابل %29.4من الموافقين ب�شدة والموافقين .انظر الجدول رقم( .)10وكان االتجاه الغالب لدى �أفراد العينة �سلبيا نحو العبارة ،وظهرت فروق بين الجن�سين لها داللة �إح�صائية عند م�ستوى 0.01حيث كانت الإناث اكثر اتجاها نحو عدم الموافقة على العبارة ،وهذا يدل على تغير مفاهيم الإنجاب عند ال�شباب ب�شكل عام وعند الإناث ب�شكل خا�ص ،وهذه الفروق بين الجن�سين قد تولد �صراعات حول عدد الأطفال المرغوب في �إنجابهم لدى بع�ض المتزوجين في الم�ستقبل .انظر الجدولين رقم ( )1و ( )2بالمالحق.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
103
ال�شكل رقم ()5 يف�ضل �أن يكون لدى الفرد عدد كبري من الأطفال �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
جدول رقم ()10 اجتاهات العينة نحو مفهوم الزواج العبارة
�أوافق �أوافق ال �أعرف غير غير موافق غير ب�شدة موافق ب�شدة م�ستجيب - 3.4 1.7 8.4 40.7 45.8
-1الزواج يمثل لي اال�ستقرار. -2الزواج يعني لي الم�شاكل والخالفات الم�ستمرة.
2.9
-3الزواج هو طريقة م�شروعة لتحقيق الأمومة و الأبوة.
1.9 25.5 68.4
-4الزواج �سوف يقيد حريتي.
1.00 33.5 16.5 13.1 27.0 8.9
0.2 46.2 26.2 15.0 9.5 2.1
1.7
0.2
-18رغبتي في التعليم حاليا.تمنعني من 1.5 19.4 15.2 6.8 29.7 27.4 الزواج � -27أعتقد �أنني ال �أزال غير م�ستعدة /م�ستعد على الزواج.
1.5 20.5 12.0 11.0 33.5 21.5
-30يف�ضل �أن يكون لدى أطفال.الفرد عدد 0.8 31.9 21.7 16.3 17.9 11.4 كبير من ال
104
المجلس األعلى لشؤون األسرة
-2اتجاهات العينة نحو �صفات �شريك الحياة: يقي�س هذا المحور معايير االختيار الزواجي لدى ال�شباب القطري ،ويعر�ض الجدول رقم ()11 ا�ستجابات العينة نحو بع�ض العبارات التي تقي�س اتجاهاتهم .وظهر التحليل النتائج الآتية: العبارة رقم( .)5يهمني ال�شكل الخارجي لل�شريك� .أظهر التوزيع التكراري والن�سبي�أن غالبية العينة لديها اتجاه �إيجابي نحو معيار ال�شكل الخارجي لل�شريك حيث وافق %46.8 و 17.5منهم وافقوا ب�شدة على ذلك ،وتبين �أن هناك فرو ًقا ذات داللة �إح�صائية بين الجن�سين عند م�ستوى داللة بلغ 0.01وكان الذكور �أكثر اهتماما بال�شكل من الإناث ،وهو الأمر الذي يتفق مع نتائج الدرا�سات في مجتمعات مختلفة .انظر الجدول رقم ( )2بالمالحق. العبارة رقم(� .)8أ�شترط االرتباط /ب�شريك يحمل ال�شهادة الجامعية.كان عدد الموافقين على العبارة �أكثر من غير الموافقين ،وعليه يمكن اال�ستنتاج ب�أن معيار التعليم الجامعي �أ�صبح من المعايير التي ي�سعى ال�شباب �إلى توفرها لدى ال�شريك ،ومع ذلك ف�إن هناك %30من العينة لم يوافقوا على ذلك ،الأمر الذي يعني �أن هناك ن�سبة من ال�شباب ال تهتم بالتعليم كمعيار لالختيار الزواجي. العبارة رقم(� .)9أ�شترط االلتزام الديني لدى ال�شريك.وافق %64.3من العينة ب�شدة على توفر االلتزام الديني في ال�شريك ،ووافق على ذلك ،%27.6ولم يعتر�ض على العبارة �سوى %4.4من العينة .وبذلك يكون اتجاه ال�شباب نحو تدين ال�شريك �إيجاب ًّيا ب�شكل كبير ،بل �إنه ي�أتي في مقدمة الموا�صفات التي يرغبون في توافرها لدى ال�شريك.انظر الجدول رقم ( )1بالمالحق. ال�شكل رقم ()6 �أ�شرتط االلتزام الديني لدى ال�شريك �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
المجلس األعلى لشؤون األسرة
105
العبارة رقم(� .)10أف�ضل ال�شريك من نف�س م�ستوى القبيلة التي �أنتمي �إليها.كان عدد المعتر�ضين �أكبر من الموافقين على تف�ضيل االقتران ب�شخ�ص من نف�س م�ستوى القبيلة التي ينتمي لها� ،أظهرتحليل المتو�سطات الح�سابية وجود اتجاه �سلبي لدى العينة بالن�سبة لهذة الق�ضية ،وال توجد فروق ذات داللة بين الجن�سين ،انظر الجدولين رقم ()1 و( )2بالمالحق وعليه نخل�ص �إلى �أن اختيار ال�شريك من نف�س القبيلة لي�س له �أهمية كبيرة بين الن�سبة الأكبر من ال�شباب ،و�أنه ال تزال هناك ن�سبة غير قليلة بين �أفراد العينة ت�صل �إلى %40من العينة تف�ضل �أن تتزوج من نف�س القبيلة ،وهذا ي�شير �إلى ا�ستمرار �سيطرة االنتماءات القبلية عند بع�ض ال�شباب في المجتمع .كما ي�شير -في الآن ذاته� -إلى وجود اتجاه نحو الزواج من �شخ�ص يتمتع بنف�س المكانة االجتماعية والخ�صائ�ص التي تميز الجماعة التي ينتمي لها .انظر الجدول رقم(.)11 العبارة رقم (� .)11س�أرتبط بال�شريك المتقارب مع م�ستواي المادي.ك�شفت عن اهتمام العينة بالت�شابة في الم�ستوى المادي عند اختيار ال�شريك ،حيث بلغ مجموع الموافقين ب�شدة والموافقين %60.3من العينة في مقابل %26.6من غير الموافقين ب�شدة وغير الموافقين . وكان اتجاه الذكور �سلبيا نحو الق�ضية بعك�س الإناث الالئي كان موقفهن �إيجابيا ،وكانت الفروق بين الجن�سين عند م�ستوى داللة بلغ . 0.01وت�شير هذه النتيجة �إلى �أن الت�شابة في الخ�صائ�ص له �أهمية لدى ال�شباب ،وهذا يتفق مع فر�ضيات نظرية التجان�س التي ترى �أن الفرد يبحث عن �شبيهه لكي يقترن به. العبارة رقم(� .)15أجد �صعوبة في توفر الموا�صفات التي �أرغب في �أن تكونفي �شريكة� /شريك الحياة. لم يت�ضح اتجاه غالب بالن�سبة لمو�ضوع �صعوبة توفر الموا�صفات التي يرغب �أفراد العينة ب�أن تكون في ال�شريك .انظر الجدول رقم ( ،)11كما لم تظهر فروق بين الجن�سين نحو هذه الق�ضية� ،إال �أن اتجاه العينة كان �سلبيا نحوها .انظر الجدولين رقم( )1و( )2بالمالحق .
106
المجلس األعلى لشؤون األسرة
العبارة رقم (ُ .)31ي َّف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي نحبه. هناك اتجاه غالب لدى �أفراد العينة بن�سبة 71.2بين موافقين ب�شدة وموافقين نحو تف�ضيل الزواج من �شخ�ص يحبونه ،وظهرت فروق بين الجن�سين ذات داللة �إح�صائية عند م�ستوى ،0.05حيث كان الذكور �أكثر ميال من الإناث نحو تف�ضيل الزواج عن حب ،وهذا ي�شير �إلى تغير كبير في معايير االختيار الزواجي لدى �شباب اليوم ،وهذا لم يكن موجودا قبل عقود قليلة .انظر الجدول رقم (.)11 ال�شكل رقم ()7 يف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي حتبه �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
العبارة رقم ( .)32من ال�ضروري �أن ي�شاركني من �س�أتزوجه هواياتيواهتماماتي. ك�شف التحليل عن �أن %65.6من العينة يرون ب�ضرورة �أن تتوفر لدى ال�شريك نف�س االهتمامات والهوايات .انظر الجدول رقم ( .)11ولم تظهر فروق بين الجن�سين بالن�سبة لهذا المو�ضوع .انظر الجدول رقم ( )2بالمالحق. وت�شير هذه النتائج �إلى حدوث تغير في معايير االختيار الزواجي التي �أ�صبحت تميل �إلى معايير فردية �أكثر منها خيارات جمعية �أو بت�أثير �أفراد �آخرين من الأ�سرة �أو المجتمع. العبارة رقم( .)38ال �أمانع من الزواج من ال�شريك المنا�سب حتى ولو كان غيرقطري /قطرية .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
107
�أظهر التوزيع �أن غالبية العينة ال توافق على الزواج من �شخ�ص من جن�سية �أخرى ،حيث بلغ مجموع غير الموافقين ب�شدة وغير الموافقين على العبارة ما ن�سبته %53في مقابل %37.9 من الموافقين ب�شدة والموافقين ،انظر الجدول رقم (. )11 وظهرت فروق ذات داللة بين الجن�سين نحو هذه الق�ضية عند م�ستوى ،0.01حيث كان الذكور �أقل رف�ضا لق�ضية الزواج من غير القطريات .في حين كانت الإناث �أكثر ميال لعدم الموافقة على الزواج من �شخ�ص من غير الجن�سية القطرية ،وهنا يظهر دور عوامل التن�شئة االجتماعية وت�أثيرات مفهوم الزواج الداخلي الذي يتبنى نظرة �أكثر ت�شددا نحو زواج الفتاة من �شخ�ص خارج الجماعة القرابية �أو الطبقة �أو الجن�سية .انظر الجدولين( )1و(2 (بالمالحق. جدول رقم ()11 اجتاهات العينة نحو �صفات ال�شريك العبارة
�أوافق �أوافق ال �أعرف غير غير موافق غير ب�شدة موافق ب�شدة م�ستجيب
-5يهمني ال�شكل الخارجي لل�شريك6.5 46.8 17.5 . � -8أ�شترط الأرتباط /ب�شريك يحمل ال�شهادة الجامعية.
2.5 17.1 9.7
1.3 21.7 10.1 9.5 31.7 25.7
� -9أ�شترط االلتزام الديني لدى ال�شريك2.7 27.6 64.3 .
1.7
2.7
1.1
� -10أف�ضل ال�شريك من نف�س إليها1.00 28.9 21.9 8.0 22.2 18.1 . م�ستوى القبيلة التي انتمي � � -12س�أرتبط بال�شريك المتقارب 1.1 17.9 8.7 12.0 44.7 15.6 مع م�ستواي المادي.
108
المجلس األعلى لشؤون األسرة
� -15أجد �صعوبة في توفر الموا�صفات التي � الحياة.أرغب 0.4 25.1 14.4 14.3 29.1 16.7 في �أن تكون في �شريكة� /شريك -31يف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي نحبه4.6 13.7 33.7 37.5 .
8.6
2.1
-32من ال�ضروري �أن ي�شاركني واهتماماتي.من 1.0 17.3 5.3 10.8 43.2 22.4 �س�أتزوجه هواياتي -38ال �أمانع من الزواج من ال�شريك المنا�سب حتى ولو كان غير 0.2 17.1 35.9 8.7 21.9 16.2 قطري /قطرية . -2اتجاهات العينة نحو العالقة الزوجية خ�ص�صت مجموعة من العبارات لقيا�س اتجاه ال�شباب الذين لم يتزوجوا بعد نحو العالقة الزوجية؛ وذلك من �أجل الك�شف عن نظرة ال�شباب للعالقة الزوجية واحتياجاتهم ومتطلباتهم منها ،والتعرف على العوامل التي يمكن �أن ت�ؤثر فيها ،التي قد ت�ؤدي بهم �أحيانا �إلى االختالف مع ال�شريك ،و�أحيانا اللجوء �إلى الطالق ،فكانت النتائج كالآتي: العبارة رقم ( .)20يمكن تقبل االختالفات في التفكير بيني وبين ال�شريكة/ال�شريك. ك�شف التحليل �أن وجود اتجاه لدى معظم �أفراد العينة نحو تقبل االختالف في التفكيربينهم وبين ال�شريك .انظر الجدول رقم ( ،)12و�أ�شار ح�ساب المتو�سطات �إلى وجود اتجاه �إيجابي نحو هذه الق�ضية عند العينة ولم تكن هناك فروق بين الجن�سين .انظر الجدولين رقم ( )1و( )2بالمالحق؛ مما ي�شير �إلى �أن ال�شباب القطري لديه توجه على الأقل نحو تقبل االختالف في التفكير بينه وبين ال�شريك المنتظر ،وهذه ميول ت�سبق الزواج؛ لأن العينة كلها من العزاب. العبارة رقم ( .)21احتاج �إلى توعية بالحياة الزوجية قبل اتخاذ قرارالزواج.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
109
�أظهرت الدرا�سة رغبة ال�شباب في الح�صول على توعية بالحياة الزوجية قبل اتخاذ قرار الزواج وكان اتجاههم �إيجابيا نحو العبارة ،وظهرت فروق ذات داللة عند م�ستوى 0.05حيث كانت الإناث �أكثر رغبة في الح�صول على برامج التوعية .انظر الجدول رقم ( )12وال�شكل البياني الآتي: ال�شكل رقم ()8 �أحتاج �إىل توعية باحلياة الزوجية قبل اتخاذ قرار الزواج �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
العبارة رقم ( .)23الزواج يجب �أن ي�ستمر رغم الم�شكالت بين الزوجين. وافق حوالي %64.7من العينة بين موافق ب�شدة وموافق على �أن الزواج يمكن �أن ي�ستمر رغم الم�شكالت بين الزوجين ،حيث كان االتجاه ايجابيا تجاة العبارة� ،إال �أن هناك فرو ًقا ذات داللة عند م�ستوى 0.01بين الجن�سين ،حيث كانت الإناث �أكثر موافقة على العبارة . انظر الجدولين رقم ( )1و( )2بالمالحق . العبارة رقم (� .)25س�أتخذ قرار االنف�صال �إذا لم يعجبني ال�شريك. يالحظ من توزيع ا�ستجابات العينة وجود تقارب بين الموافقين وبين غير الموافقين نحو ق�ضية اتخاذ القرار باالنف�صال في حال لم يعجبهم ال�شريك ،وكانت ن�سبة من �أفاد ب�أنه ال يعرف كبيرة وهي تدل على تردد البع�ض نحو اتخاذ قرار الإنف�صال .ولم تكن هناك فروق ذات داللة بين الجن�سين تجاة العبارة .انظر الجدول رقم ( )2بالمالحق .ولم تظهر فروق بين الجن�سين في هذا المجال.
110
المجلس األعلى لشؤون األسرة
جدول رقم ()12 اجتاهات العينة نحو العالقة الزوجية العبارة
�أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير ب�شدة �أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب
-20يمكن تقبل االختالفات في التفكير 1.5 5.7 6.3 8.4 58.2 20.0 بيني وبين ال�شريكة/ال�شريك. -21احتاج �إلى توعية بالحياة الزواج.الزوجية 1.0 8.0 4.2 6.5 45.2 35.2 قبل اتخاذ قرار -23الزواج يجب �أن ي�ستمر الزوجين.رغم 0.6 10.8 12.0 12.0 37.1 27.6 الم�شكالت بين � -25س�أتخذ قرار االنف�صال �إذا لم 1.0 20.5 17.1 24.7 24.1 12.5 يعجبني ال�شريك. -37لن اتنازل عن حقوقي الزوجية ال�شريك .حتى 0.8 22.1 14.8 18.8 24.0 19.6 ولو �أدى ذلك للم�شاكل مع � -26إن عدم التزام الطرف الآخر بما تم االتفاق علبه قبل الزواج قد ي�ؤدي �إلى 0.2 9.9 6.3 16.5 39.7 27.4 خالفات قد تنتهي بالطالق. -3اتجاهات ال�شباب نحو الزواج التقليدي
يقي�س هذ المحور اتجاه العينة نحو الزواج التقليدي �أو المنظم الذي يقل فيه دور الخيارات الفردية مقابل دور الجماعة �أو الأ�سرة في عملية االختيار الزواجي ،وهو النمط الذي يميز المجتمعات التقليدية والعربية ب�شكل عام ودرجة ت�أثر معايير االختيار الزواجي .فكانت نتائج التحليل كالآتي: العباروة رقم ( .)6ا�شترط موافقة �أ�سرتي عند اختيار ال�شريك. ك�شف تحليل اال�ستجابات �أن معظم �أفراد العينة وبن�سبة %88كان %50قد وافقوا وب�شدة
المجلس األعلى لشؤون األسرة
111
على العبارة؛ فهم ي�شترطون موافقة الأهل على ال�شريك المنتظر ،وهذا يظهر مدى ارتباط قرار الزواج لدى ال�شباب القطري بقرار الأ�سرة ،ولم تكن هناك فروق بين الجن�سين ب�ش�أن هذا المو�ضوع؛ مما ي�ؤكد قوة ت�أثير الأهل في قرار الزواج .انظر الجدول رقم(.)13 العبارة رقم ( .)11اف�ضل الزواج من �أحد افراد قبيلتي �أو جماعتي .رغم �أن الأكثرية لم توافق على العبارة كما يظهر من التوزيع الوارد بالجدول رقم ()13 ف�إن هناك %20وافقوا ب�شدة على الزواج من نف�س القبيلة بالإ�ضافة �إلى %13.4وافقوا على ذلك ،وتبين �أن هناك فرو ًقا دالة �إح�صائيا ل�صالح الذكور. كبيرا في اختيار �شريكة�/شريك الحياة. العبارة رقم (� .)13أ�سرتي تلعب دو ًرا ً وافق معظم �أفراد العينة وبن�سبة %76.5بين موافق ب�شدة وموافق ،على �أن �أ�سرهم هي من تقوم باختيار ال�شريك .انظر الجدول رقم ( .)13وهذا ي�ؤكد ا�ستمرار �أ�سلوب االختيار التقليدي لل�شريك ،و�أن الزواج المنظم هو النمط ال�سائد على الرغم من رغبة ال�شباب ب�أخذ زمام المبادرة من الأهل. ال�شكل رقم ()9 ريا يف اختيار �شريك احلياة �أ�سرتي تلعب دو ًرا كب ً �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
العبارة رقم ( .)14تتدخل �أ�سرتي في مقايي�س االختيار الخا�صة بال�شريك ت�شير اتجاهات العينة نحو هذه العبارة �أن الأ�سرة القطرية هي من تحدد موا�صفات �شريك الحياة ولي�س ال�شاب �أو ال�شابة ،وبن�سبة %56.6بين موافق وموافق ب�شدة .انظر الجدول رقم ( . )13ووجدت فروق جوهرية بين الجن�سين عند م�ستوى داللة 0.01ل�صالح الإناث الالتي كان اتجاههن �إيجابيا للعبارة بعك�س الذكور .انظر الجدولين رقم ( )1و( )2بالمالحق.
112
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وهذا يتفق مع الفروقات التي تميز �أو�ضاع الإناث عن الذكور في المجتمع ،الذي يكون التدخل في �أو�ضاع المر�أة وفي تزويجها ب�صورة �أكبر من الرجل ،و�إن كان كال الجن�سين يخ�ضعان ل�سيطرة الأ�سرة بالن�سبة للزواج المنظم. العبارة رقم (� .)16سوف ينجح زواجي �أكثر �إذا تم بالطريقة التقليدية. �أظهرت النتائج �أن ال�شباب غير متذمرين من تدخل الأهل حيث وافق على العبارة %49.5 من العينة بين موافق وموافق ب�شدة ،في حين كانت ن�سبة الذين لم يوافقوا على العبارة �أقل بكثير .انظر الجدول رقم ( .)13ومن الالفت للنظر �أن هناك %23.2من العينة �أجابوا ب�إنهم ال يعرفون ،وهي فئة محايدة لم ت�أخذ موق ًفا من الق�ضية. العبارة رقم ( .)28يحتاج المتزوج حديثا �إلى م�ساعدة �أهله. �أظهرت العينة اتجاها �إيجابيا نحو م�ساعدة الأهل للمتزوج حديثا ،كما هو مبين في الجدول رقم ( .)13ولم تظهر فروق بين الجن�سين .وهذه النتيجة لها عالقة بمو�ضوع دور الأهل في االختيار وترتيب الزواج؛ ومن ثم م�ساعدة الأبناء المتزوجين حديثا في تغطية التكاليف المادية ،ومن بينها توفير �سكن م�ؤقت للأ�سرة الجديدة في منزل الأ�سرة. العبارة رقم (� .)35إذا لم تر�ض والدتي عن ال�شريك لن �أتزوجه . تقي�س هذه العبارة الدور الذي تلعبه الأ�سرة في ترتيب الزواج ،بالنظر �إلى �أهمية ر�ضا الأم بالذات ،وتبين �أن العينة توافق على �أهمية موافقة الأم على ال�شريك وال�شريكة ،ولم تظهر فروق بين الجن�سين .وهذه العبارة ك�شفت عن ت�أثر ال�شباب تماما بر�أي الأم في االختيار الزواجي؛ ففي الأ�سر التقليدية رغم �أن الهيمنة للرجل ف�إن دور الأم ا�سا�سي خ�صو�صا في تزويج الأبناء .انظر الجدول رقم (.)13
المجلس األعلى لشؤون األسرة
113
جدول رقم ()13 اجتاهات العينة نحو الزواج بالطريقة التقليدية �أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير العبارة ب�شدة �أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب -6ا�شترط موافقة �أ�سرتي عند اختيار ال�شريك1.9 4.6 2.9 2.7 38.0 50.0 . -11اف�ضل الزواج من �أحد افراد قبيلتي �أو جماعتي 1.5 32.1 21.1 12.2 20.0 13.1 . � -13أ�سرتي تلعب دو ًرا كبي ًرا الحياةفي اختيار 0.8 10.3 6.7 5.9 45.1 31.4 �شريكة�/شريك -14تتدخل �أ�سرتي في مقايي�س االختيار 1.7 20.0 15.2 6.5 38.2 18.4 الخا�صة بال�شريك. � -16سوف ينجح زواجي � أكثر �إذا تم 0.2 13.1 14.1 23.2 29.7 19.8 بالطريقة التقليدية. -28يحتاج المتزوج حديثا �إلى م�ساعدة �أهله 0.6 6.5 8.2 8.0 46.0 30.8 . � -35إذا لم تر�ض والدتي .عن ال�شريك 1.0 8.4 9.5 12.7 32.9 35.6 لن �أتزوجه -4موقف العينة من الزواج على الطريقة الحديثة يقي�س هذا المحور اتجاهات ال�شباب نحو طرق الزواج الحديثة ،حيث احتوت اال�ستبانة على عدة عبارات تقي�س هذا المو�ضوع ،وكانت النتائج كالآتي: العبارة رقم (� .)7أف�ضل �أن �أختار ال�شريك بنف�سي. يالحظ من تحليل ا�ستجابات العينة �أنهم في الوقت الذي ي�شترطون فيه موافقة الأهل� ،إال �أن ذلك ال يعني �أنه لي�س لهم دور في عملية االختيار ،حيث وافق %35.9منهم على العبارة، ووافق ب�شدة عد ٌد بلغت ن�سبتهم . %26.4 ووفقا لهذة النتيجة ف�إن الغالبية من ال�شباب القطري يف�ضلون �أن يختاروا ال�شريك ب�إنف�سهم ،مع ذلك هناك ن�سبة ت�صل �إلى %17.7من العينة قد اعتر�ضت ب�شدة على العبارة،
114
المجلس األعلى لشؤون األسرة
وهذه الن�سبة ال زالت تخ�ضع تماما الختيار الأهل �شريك الحياة .انظر الجدول رقم(.)14 وهنا يالحظ �أن ال�شباب القطري في الوقت الذي يرغب ب�أن يكون اختيار ال�شريك نابع من قرارة ال�شخ�صي �إال �إنه ال ير�ضى ب�إن يكون ذلك خارج �إطار موافقة الأهل. ال�شكل رقم ()10 �أوافق ب�شدة �أف�ضل �أن اختار ال�شريك بنف�سي �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
العبارة رقم (� )17سينجح زواجي �إذا عرفت ال�شريكة /ال�شريك قبل الزواج. تقي�س هذه العبارة موقف العينة من الزواج التقليدي ،ولقد تبين �أن ن�سبة الموافقين �أكبر من المعتر�ضين� ،إال �أن هناك مان�سبته %17.9من العينة لم يحددوا موقفهم ،الأمرالذي ي�شير �إلى �أن ال�شباب يواجهون �صراعا حول تحديد موقفه من العالقة مع ال�شريك قبل الزواج. انظر الجدول رقم( .)14ولم تظهر فروق ذات داللة بين الجن�سين حول هذه الق�ضية .وهذا ي�شير �إلى �أن التغيرات في االتجاهات نحو الزواج التقليدي متقاربة بين الجن�سين. العبارة رقم(� .)19أف�ضل �أن �أتعرف على ال�شريكة /ال�شريك قبل عقد القران. ظهر �أن معظم العينة ترغب في التعرف على ال�شريك قبل عقد القران ،مع ذلك هناك %30.6يمثلون مجموع المعتر�ضين من �أفراد العينة ،كما �أن هناك %12.2منهم لم يحددوا موقفهم بعد .انظر الجدول رقم ( .)14وكانت هناك فروق ذات داللة بين الجن�سين ل�صالح الإناث عند م�ستوى ،0.01انظر الجدول رقم ( )2بالمالحق .ومما يلفت النظر �أن الإناث �أ�شد تحفظا من الذكور في مجال العالقات قبل الزواج . العبارة رقم ( . )22التعارف قبل الزواج يزيد من التفاهم بين الزوجين. �أثبتت نتائج ا�ستجابات ال�شباب على هذه العبارة التغير الحا�صل في مواقف ال�شباب تجاة الطريقة الحديثة للزواج ،حيث كان اتجاه معظم العينة �إيجابيا نحوها .انظر الجدول رقم( .)14ولم تظهر فروق بين الجن�سين في هذا المجال.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
115
العبارة رقم (� .)29سينجح الزواج �أكثر من دون تدخل الأهل. وافق معظم �أفراد العينة على هذه العبارة .انظر الجدول رقم ( )14وظهرت فروق بين الجن�سين عند م�ستوى قوي 0.01ل�صالح الإناث ،الأمر الذي ي�شير �إلى �أن الإناث لديهن ميل �إلى عدم الموافقة على العبارة .انظر الجدول رقم ( )2بالمالحق. العبارة رقم(.)24 العادات والتقاليد هي ال�سبب في ت�أخر �سن الزواج. ظهر �أن ن�سب الموافقين قريبة من ن�سب المعتر�ضين ،وهذا ي�ؤكد حقيقة ال�صراع الذي يعاني منه ال�شباب بين القيم التقليدية والحديثة .انظر الجدول رقم (.)14 جدول رقم ()14 اجتاهات العينة نحو الزواج بالطريقة التقليدية �أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير العبارة ب�شدة �أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب � -7أف�ضل �أن �أختار ال�شريك بنف�سي2.1 17.7 9.5 8.4 35.9 26.4 . � -17سينجح زواجي �إذا عرفت الزواج1.5 15.0 18.4 17.9 29.8 17.3 . ال�شريكة /ال�شريك قبل � -19أف�ضل �أن �أتعرف على ال�شريكة0.8 16.0 14.6 12.2 33.8 22.6 / ال�شريك قبل عقد القران. -22التعارف قبل الزواج يزيد من 1.0 10.8 12.4 11.4 35.4 29.1 التفاهم بين الزوجين. � -29سينجح الزواج �أكثر من دون تدخل الأهل0.8 16.9 11.4 11.8 29.5 29.7 . -24العادات والتقاليد هي الزواج.ال�سبب في 1.9 20.0 21.9 10.6 25.3 20.3 ت�أخر �سن � -35إذا لم تر�ض والدتي .عن ال�شريك 1.0 8.4 9.5 12.7 32.9 35.6 لن �أتزوجه
116
المجلس األعلى لشؤون األسرة
- 5اتجاهات العينة نحو ق�ضايا التكاليف المادية للزواج تقي�س العبارات ( )33و( )34و( )36اتجاهات العينة نحو تكاليف الزواج في المجتمع القطري ،وتبين �أن ال�شباب يواجهون �صعوبات من �أجل توفير تكاليف الزواج ،حيث وافق %77.6من العينة على العبارة رقم . 33انظر الجدول رقم ( .)15ولم تظهر فروق بين الجن�سين . ال�شكل رقم ()11 ال�شباب يجد �صعوبة يف توفري تكاليف الزواج �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة غير م�ستجيب
وتقاربت ن�سب الموافقين والمعتر�ضين على �إقامة حفلة كبيرة لليلة العمر( العبارة رقم .)34ولم تظهر فروق بين الجن�سين .وف�ضل %64.6من العينة ال�سكن في م�سكن م�ستقل. انظر الجدول رقم( .)15وظهرت فروق ذات داللة بين الجن�سين عند م�ستوى 0.01وهو م�ستوى داللة قوي ل�صالح الإناث الالتي وافقن ب�شكل �أكبر من الذكور على توفر م�سكن م�ستقل ،وهذه النتيجة تظهر �أن زوجات الم�ستقبل ال يرغبن في ال�سكن مع الأهل ،وعادة مايكون ذلك مع �أهل الزوج؛ ففي الوقت الذي يتمكن فيه ال�شاب من توفير التكلفة المادية للم�سكن الم�ستقل ،تف�ضل الإناث �أن يبتعدن عن تدخل �أهل الزوج.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
117
جدول رقم ()15 اجتاهات العينة نحو تكلفة الزواج �أوافق �أوافق ال غير العبارة �أعرف موافق ب�شدة - 33ال�شباب يجد �صعوبة في توفير 8.6 8.2 34.4 43.2 تكاليف الزواج. -34ال بد من �إقامة حفلة كبيرة لليلة 21.7 8.7 24.3 15.8 العمر رغم ارتفاع التكلفة �-36أف�ضل �أن يكون لي منزل.م�ستقل عن 8.9 9.9 30.2 34.2 الأهل بعد الزواج
غير موافق غير ب�شدة م�ستجيب 1.0 4.8 2.1 27.4 1.0 15.8
ثالثا :نتائج تحليل الأ�سئلة الخا�صة بالذكور فقط ( 189مبحوث) يقي�س هذا المحور اتجاهات ال�شباب الذكور نحو بع�ض معايير االختيار الزواجي كالتعليم والعمل والدين والطاعة ،هذا �إلى جانب اتجاهاته نحو طريقة االختيار والمهور . وكانت النتائج كالآتي: العبارة رقم .1يهمني الم�ستوى التعليمي لدى �شريكة حياتي �أظهر التحليل اهتمام ال�شباب بم�ستوى تعليم الزوجة ،حيث كان االتجاه �إيجابيا ب�شكل عام .انظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم � .3أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي موظفة. �أظهر التحليل �أن غالبية العينة يف�ضلون �أن تكون الزوجة موظفة ،مع ذلك �أظهر التحليل وجود ا�ستجابات �ضد عمل الزوجة .انظر الجدول رقم(.)16 العبارة رقم (� . )14أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي ربة بيت فقط تقاربت ن�سب الموافقين والمعتر�ضين على �أن تكون �شركة الحياة ربه بيت فقط .وهذا يدل على �أن ال�شباب بالفعل يعاني من �صراع بين القيم التقليدية ،التي تحدد �أدوار المر�أة
118
المجلس األعلى لشؤون األسرة
بالأدوار المنزلية وبين نظرة جديدة ترى �أن المر�أة يمكن �أن ت�شارك في �أعمال و�أن�شطة خارج المنزل .انظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم (� .)10أف�ضل ال�شريكة الملتزمة دينيا. كان االتجاه نحو تف�ضيل المتدينة كا�سحا لدى ال�شباب الذكور .انظر الجدول رقم ()16 وال�شكل رقم (.)12 ال�شكل رقم ()12 اجتاهات عينة الذكور �أف�ضل ال�شريكة امللتزمة دينيا �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة
العبارة رقم (� .)4أف�ضل �شريكة الحياة التي تهتم بزينتها. كان االتجاه �إيجابيا نحو هذه العبارة ،حيث �أظهر التحليل تف�ضيل ال�شباب للزوجة التي تعتني بزينتها .انظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم ( . )11من المهم �أن تتميز من �أتزوجها بالطاعة وتنفيذ �أوامري. وافق معظم الذكور على �صفة الطاعة وتنفيذ الأوامر ،وهذا يظهر تبني ال�شباب �صورة نمطية للمراة ،وقد ي�ؤدي ذلك �إلى خالفات زوجية فيما بعد؛ فالمر�أة قد تعلمت وتتوقع �أن تعامل بندية ،في حين �أن الزوج ال يعترف بذلك ،ويرغب في �أن تكون العالقة الزوجية عالقة تبعية .انظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم (� .)2أف�ضل �أن تختار لي والدتي �أو �أختي �شريكة حياتي.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
119
تقي�س هذه العبارة موقف الذكور من عملية �أو طريقة اختيار ال�شريكة ،ولقد وافق ما مجموعه %63من الذكور على تف�ضيلهم اختيار الأم �أو الأخت ل�شريكة حياته ،وهذا ي�ؤكد بالفعل �أنه في الوقت الذي يرغب ال�شباب �أن يكون الزواج المقبل قائ ًما على الحب والر�ؤية قبل الزواج ف�إنهم ير�ضخون للطريقة التقليدية في االختيار .انظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم ( .)5قد �أت�أخر في الزواج ب�سبب غالء المهور وارتفاع تكاليفه. وافق على هذه العبارة معظم الذكور من افراد العينة .وهذا يك�شف عن �أن ال�شباب لديهم تخوف من ت�أثير التكايف المرتفعة للزواج على قراراهم بالزواج .انظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم (� .)12إمكانياتي المادية ال ت�سمح لي بالزواج الآن. وافق معظم �أفراد العينة من الذكور على �أن واقعه المادي ال ي�سمح له بالزواج ،وبالطبع معظمهم من الطالب ،لكن النتيجة ت�شير �إلى �أنه حتى ولورغب بالزواج فلن ي�ستطيع ب�سبب ارتفاع تكاليف الزواج. العبارة رقم ( .)7متطلبات زواج القطرية كثيرة . هناك اتجاه لدى العينة ب�أن الزواج من القطرية يثقل كاهل الزوج ب�سبب الطلبات الكثيرة .انظر الجدول رقم(.)16 العبارة رقم (� . )8أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها ل�سكن م�ستقل . �أبدى معظم الذكور موافقتهم على طلب الزوجة ل�سكن م�ستقل في حال طلبت .وهذه النتيجة ت�شير �إلى �أن ال�شباب القطري يتفهم رغبة الزوجة بم�سكن م�ستقل؛ مما �سيح�سن من العالقة الزوجية .مع ذلك هم يمانعون من ال�سكن مع �أهل الزوجة �.أنظر الجدول رقم (.)16 العبارة رقم (� .)9أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها �إكمال تعليمها لم يمانع ال�شباب القطري من �إكمال الزوجة لتعليمها .انظر الجدول رقم ( .)16وهذه نتيجة ت�شير �إلى تفهم ال�شباب لأهمية التعليم للمراة؛ مما �سيقلل ال�صراعات في حال رغبتها في �إكمال التعليم �أو العمل .رغم �إن ن�سبة منهم تف�ضل �أن تكون الزوجة ربة بيت بت�أثير من ال�صورة النمطية للمر�أة ،لكن متطلبات الواقع تفر�ض عليهم اال�ستجابة الحتياجات المر�أة؛
120
المجلس األعلى لشؤون األسرة
لأن لها عالقة باحتياجات الأ�سرة فيما بعد ،خ�صو�صا دورها في دعم دخل الأ�سرة� ،إذا كانت تعمل والتعليم يوفر عم ًال ذا راتب �أف�ضل. جدول رقم ()16 ا�ستجابات الأ�سئلة اخلا�صة بعينة الذكور – 189مبحوث �أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير العبارة ب�شدة �أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب -1يهمني الم�ستوى التعليمي لدى - 3.2 12.7 13.2 42.9 28.0 �شريكة حياتي � -2أف�ضل �أن تختار لي والدتي �أو �أختي - 8.5 15.9 12.7 41.8 21.2 �شريكة حياتي. � -3أف�ضل �أن تكون موظفة�.شريكة حياتي 1.5 10.6 17.5 17.5 35.4 17.5 � -4أف�ضل �شريكة الحياة التي تهتم 0.5 3.2 7.9 12.7 36.5 39.2 بزينتها . -5قد �أت�أخر في الزواج ب�سبب غالء - 9.0 15.3 6.3 30.2 39.2 المهور وارتفاع تكاليفه -6الزواج م�س�ؤولية كبيرة ال اقدر على 0.5 37.6 34.4 7.4 10.6 9.5 تحملها. -7متطلبات زواج القطرية كثيرة 0.5 3.2 10.1 6.9 35.4 43.9 . � -8أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها 0.5 8.5 15.9 17.5 42.3 15.3 ل�سكن م�ستقل .
� -9أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها 2.6 3.7 5.3 47.1 41.3 �إكمال تعليمها
-
1.5 3.2 3.2 28.6 63.5
-
� 10أف�ضل ال�شريكة الملتزمة دينيا
-11من المهم �أن تتميز من � أوامري.أتزوجها 0.5 1.6 3.2 9.5 38.1 47.1 بالطاعة وتنفيذ �
المجلس األعلى لشؤون األسرة
121
� .12إمكانياتي المادية لي بالزواج الآن11.1 17.5 8.5 34.4 28.6 . -13ال �أمانع من ال�سكنى مع �أهل زوجتي. � -14أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي ربة 14.3 23.8 23.3 20.6 18.0 بيت فقط .
-
0.5 46.0 26.5 4.8 12.7 9.5 -
رابعا :نتائج حتليل الأ�سئلة اخلا�صة بالإناث فقط “ 337مبحوثة” يقي�س هذا المحور اتجاهات الإناث �إلى بع�ض الق�ضايا المرتبطة بالزواج ،وكانت النتائج كالآتي: العبارة رقم (� .)1س�أطلب �سكن م�ستقل في حالة زواجي. ك�شف التحليل �أن الإناث يطلبن منزال م�ستقال في حال زواجهن ،وهو مات�شير �إليه النتائج الواردة في الجدول رقم ( )17ولقد ر�أينا من قبل �أن ال�شباب الذكور �سيوافقون في حال طلبت ال�شريكة منزال م�ستق ًال .هذا التوجه يظهر بع�ض بوادر تغير تتمثل في رغبة ال�شباب في �سكن م�ستقل ،كما �أن الإناث ي�ضعن هذا كمطلب عندما يتزوجن .وبالطبع وفي �ضوء ارتفاع تكاليف المعي�شة والإيجارات وقيمة الأرا�ضي والبناء ،ف�إن �إلحاح الإناث قد يخلق م�شكلة �أمام ال�شباب. ال�شكل رقم ()13 اجتاهات عينة الإناث �س�أطلب �سكنا م�ستق ًال يف حالة زواجي �أوافق ب�شدة �أوافق ال �أعرف غير موافق غير موافق ب�شدة
122
المجلس األعلى لشؤون األسرة
العبارة رقم (� .)2أف�ضل ال�شريك الغني. ظهر اتجاه لدى الإناث نحو تف�ضيل الزوج الغني ،وهذا معيار ظهر في عدة مجتمعات خ�صو�صا لدى الإناث .وي�ؤكد حقيقة �أن الزواج يمثل للمر�أة نوع من اال�ستثمار االقت�صادي، ويالحظ �أن هذه النظرة للزواج تجعل العديد من الفتيات يقبلن الزواج من رجل يكبرهن ب�أعوام عديدة فقط ،حالة كونه ثريا �أو مي�سور الحال .انظر الجدول رقم ( .)17واتجاه الفتيات نحو توفر م�ستوى رفاهية معين لدى الزوج يظهر من خالل ا�ستجاباتهن نحو العبارة رقم ( .)7حيث ر�أت معظمهن �أن وجود الخادمة �ضروري بالن�سبة لهن في حياتهن الزوجية. العبارة رقم (� . )3أف�ضل ال�شريك الرومان�سي. ظهر من التحليل �أن الإناث يف�ضلن الزوج الرومان�سي ،والنظرة للعاطفة مهمة جدا بالن�سبة للإناث ،وتعد مطلبا ي�سعين للح�صول عليه من خالل الزواج ،وقد تكون هناك نتائج �سيئة على العالقة الزوجية في حال لم يكن ال�شريك رومان�سيا؛ ومن ثم يمكن و�ضع برامج لتوعية الفتيات ب�أن الزواج لي�س دائما هو م�صدر العاطفة التي ت�صل �إلى حد الرومان�سية ،ولكنه بمثابة �شراكة تتطلب التعاون وال�صبر .انظر الجدول رقم( .)17 العبارة رقم (� .)4س�أتكيف مع زوجي �إذا لم يكن ملتزم دينيا. ظهر تحليل ا�ستجابات الإناث نحو هذه العبارة �أنهن يطلبن االلتزام الديني من ال�شريك مثلهن مثل الذكور ،ولكنهن يطلبن من الزوج االعتدال في الدين ،وهو ما �أظهرته ا�ستجاباتهن نحو العبارة رقم ( . )8انظر الجدول رقم (.)17 و�أظهر التحليل �أن ال�شابات لديهن القدرة على اتخاذ قرار االنف�صال في حال خيانة الزوج، انظر العبارة ،5كما �أنهن يطلبن الم�شاركة الفعلية في الزواج ،حيث تبين �أنهن لم يوافقن على العبارة رقم ( )10ب�أنهن �سيطعن �أوامر الزوج من دون نقا�ش�.أنظر الجدول رقم(.)17
المجلس األعلى لشؤون األسرة
123
جدول رقم ()17 توزيع ا�ستجابات الأ�سئلة اخلا�صة بعينة الإناث 337 -مبحوثة �أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير العبارة ب�شدة �أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب � -1س�أطلب �سك ًن�أ م�ستق ًال في حالة زواجي- 4.5 15.4 14.8 36.8 28.5 . � -2أف�ضل ال�شريك الغني.
0.6 5.3 18.7 22.0 38.9 14.5
� -3أف�ضل ال�شريك الرومان�سي.
0.3 3.0 2.4 10.1 37.4 49.6
� -4س�أتكيف مع زوجي �إذا لم يكن ملتزم دينيا0.6 32.9 34.7 13.4 13.4 5.0 . � -5س�أطلب الطالق �إذا اكت�شفت خيانة زوجي2.7 6.2 12.5 22.3 19.9 36.5 . � -6أ�شترط �أن يكون ال�شريك في نف�س 1.2 4.7 23.1 11.0 39.2 20.8 م�ستواي التعليمي.
� -7أرى ب�أن وجود خادمة لي الزوجية� .ضروري في 0.9 7.1 14.2 10.1 40.1 27.6 حياتي
� -8أف�ضل ال�شريك المعتدل في اتباعه 0.3 1.2 1.8 2.4 36.5 57.9 تعاليم الدين. � -9أف�ضل الزواج بمن �أحبه.
0.3 1.8 8.3 19.3 35.0 35.3
-10المر�أة تطيع زوجها وتنفذ الأوامر من دون نقا�ش. � -11أف�ضل �أن تكون حفلة زفافي كبيرة جدا0.9 9.5 27.9 20.8 26.4 14.5 . 0.6 30.6 28.8 8.0 19.6 12.5
-12ال �أمانع من ال�سكن مع �أهل زوجي0.6 11.0 15.1 9.5 43.3 20.5 . -13نوع مهنة ال�شريك �أمر مهم بالن�سبه 0.6 4.5 11.9 14.5 40.1 28.5 التخاذي قرار بالزواج.
124
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الف�صل التا�سع
النتائج الأ�سا�سية والتو�صيات واملقرتحات
المجلس األعلى لشؤون األسرة
125
يناق�ش هذا الف�صل �أهم النتائج التي تو�صلت له الدرا�سة ،ويبلور ر�ؤية حول الطرق التي يمكن �أن ت�ساعد ال�شباب على تجاوز م�شكالت ارتفاع تكاليف الزواج ،وتر�شيد قراراتهم في الزواج وفي عملية االختيار الزواجي ومواجهة الم�شكالت التي تظهر لدى المتزوجين حديثا، وتغيير بع�ض ال�صور الذهنية الخاطئة حول الأدوار الأ�سرية بين الرجل والمر�أة. �أوال :النتائج الأ�سا�سية للدرا�سة : -1واقع ال�شباب والزواج في المجتمع القطري : �أو�ضحت التحليالت ال�سابقة لظروف الزواج وطرقة وتف�ضيالته� ،أن الزواج المنظم ال يزال هو الطريقة المنت�شرة في قطر ،و�أن الأ�سر القطرية تتحكم في عملية التزواج بين ال�شباب وفقا لل�شريعة الإ�سالمية وللموروث الثقافي وعادت وتقاليد المجتمع ،وال يوجد �أي �شكل �آخر للزواج معترف به في المجتمع ،كما �أن القوانين والت�شريعات خ�صو�صا قانون الأ�سرة يعتمد ب�شكل كامل في مجال الزواج والطالق على الت�شريعات الإ�سالمية وما �أقره الدين ،وف�صلته ال�سنة ،وما اتفقت عليه الجماعة. ّ و�ساعد التحليل االجتماعي والإح�صائي على ر�صد اتجاهات التغير الذي حدث في خ�صائ�ص المتزوجين ،خ�صو�صا بالن�سبة للتغير الذي حدث لل�سن المف�ضل للزواج ،حيث �أو�ضحت التحليالت ارتفاع �سن الزواج وو�صل متو�سط العمر عند الزواج الأول �27سنة للذكور و23 �سنة للإناث ،وظهر �أن الزيجات الجديدة تواجة بم�شكالت هامة جدا ،لعل �أهمها الطالق، حيث بلغت ن�سبة الطالق �إلى الزواج %36في عام ،2007وكان الطالق المبكر �أو الطالق قبل الدخول -قبل بداية العالقة الزوجية – �أكثر �أ�شكال الطالق �إنت�شارا والذي ي�صل �إلى %31.5من مجموع حاالت الطالق في المجتمع ح�سب �إح�صاءات ،2007والذي تبين �أنه يرتفع ب�صورة �أكبر بين الفئات العمرية ال�صغيرة. وال يزال الزواج من الأقارب هو النمط ال�شائع في المجتمع ،مع مخاطر هذا النوع من الزواج على زيادة احتماالت الإ�صابة بالأمرا�ض الوراثية ،و�أنه على الرغم من عدم توفر درا�سات حول العالقة بين زواج الأقارب والإ�صابة ب�أمرا�ض معينة في المجتمع القطري� ،إال �أن زيادة حاالت الإعاقة في المجتمع ،ووجود روابط قرابية بين الزوجين ،التي �أ�شار �إليها
126
المجلس األعلى لشؤون األسرة
�أكثر من طبيب وم�س�ؤول في القطاع الطبي في الدولة ت�ؤكد �إلى حد كبير هذه العالقة. ومما ي�ؤكد حقيقة ا�ستمرارا هذا النمط هو ارتفاع ن�سبة عقود الزواج التي يكون الزوجان لهما عالقة قرابية من الدرجة الأولى والثانية ،وك�شفت الدرا�سة الحالية من خالل التحليل الإح�صائي لبيانات الزواج ا�ستمرار �شيوع ظاهرة الزواج بين الأقارب ،حيث بلغت ن�سبة عقود الزواج المبرمة بين �أقارب ما ن�سبته %42من مجموع الزيجات ال�سنوية لعام .2007وتبين �أن �أكثر من ن�صف هذه العقود يتم بين �أقارب من الدرجة الأولى ،كما ك�شفت بع�ض الدرا�سات الميدانية التي �أجريت م�ؤخرا في قطر عن �أن ن�صف المتزوجين بينهم عالقة قرابة ،الأمر الذي يلفت االنتباه �إلى �ضرورة توعية الأ�سر بمخاطر هذا النوع من الزواج. ومن بين التغيرات التي طر�أت على الزواج ،التغير الذي حدث في مظاهرة ومن بينها ارتفاع تكلفة الزواج ،الذي �أ�صبح ي�صل �إلى م�ستوى اال�ستهالك المفرط ،ولم يعد الإنفاق مرتبطا بالأ�سر المي�سورة �أو الثرية ،بل �أ�صبح ً ً نمطا ال ت�ستطيع �أية الباذخ على حفالت الزواج �أ�سرة تجاوزه ،بما في ذلك الأ�سر المنخف�ضة الدخل؛ مما �أوقع العديد من الأ�سر تحت طائلة الدين ،والقرو�ض البنكية� ،أو اللجوء �إلى بيع بع�ض الأ�صول واال�ستثمارات. وك�شفت الدرا�سة الميدانية على عينة من ال�شباب القطري ،عن مجموعة من النتائج الهامة فيما يخ�ص ال�شباب القطري واتجاهاته نحو الزواج؛ تلك االتجاهات التي يمكن �أن ت�ؤثر في واقع الأ�سرة القطرية ،فيما ي�أتي عر�ض لهذه النتائج : -1خ�صائ�ص ال�شباب القطري : من خالل تحليل البيانات الأ�سا�سية نجد �أن ال�شباب القطري يتميز بالخ�صائ�ص الآتية: متو�سط العمر للفئة الم�ستهدفة � 20سنة. ارتفاع م�ستوى التعليم. يعي�ش في ظل �أ�سرة كبيرة الحجم. -ن�سبة العاملين منهم قليلة.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
127
معظمهم على مقاعد الدرا�سة. م�ستوى الدخل منخف�ض ب�سبب عدم العمل.وت�شير هذه الخ�صائ�ص �إلى �أن ال�شباب القطري يعاي�ش ظروفا �أ�سرية جيدة ت�ساعده على �إكمال م�سيرته العلمية ،كما �أن متو�سط العمر �صغير ن�سبيا ومالئم؛ لكونهم ال يزالون من العزاب ومازالوا م�ستمرين في درا�ستهم . -2مواقف ال�شباب من الزواج : تبين من تحليل ا�ستجابات ال�شباب نحو مو�ضوع الزواج ،ب�أنهم يدركون �أهمية الزواج في حياتهم ،و�أن الزواج بالن�سبة لهم يعني تكوين ا�سرة و�إنجاب الأطفال� ،إال �أن ذلك ال يعني اال�ستعجال بالن�سبه لهم؛ فهم يف�ضلون ت�أجيل الزواج �إلى حين االنتهاء من الدرا�سة الجامعية .وهذا يدل على �أنهم يريدون �أن يهيئوا �أنف�سهم ماديا ومعنويا للزواج ،والمثير لالنتباه �أنه التوجد فروق بين الجن�سين في هذا المحور؛ مما ي�شير �إلى اتجاه �إيجابي عام لدى ال�شباب حول الزواج ،فيما عدى الموقف من عدد الأطفال المرغوب في �إنجابهم الذي ك�شف عن تغير في المفاهيم ،ورغبة الإناث �أكثر في �إنجاب عدد �أقل من الأطفال. و�أظهرت الدرا�سة �أي�ضا حدوث تغير في مفاهيم ال�شباب حول الزواج حيث يتطلبون �أن يكون هناك تعارف قبل الزواج لأنه �سوف ي�ساهم في توفير مجال للتفاهم �أكبر �أثناء الحياة الزوجية ،بل �إنهم قد �صرحوا بالرغبة في وجود عالقة حب قبل الزواج ،وكانت الإناث �أكثر تحفظا من الذكور في هذا المجال ،وت�شير هذه النتائج �إلى تغيرات كبيرة في المفاهيم. ويالحظ �أنه على الرغم من التغيرات التي حدثت في مفاهيم الزواج عند ال�شباب في الألفية الجديدة ،ف�إن معظم ال�شباب ال يزال يف�ضل �أن تقوم والدته �أو �أخته باختيار ال�شريكة، وهذه تناق�ضات ت�شير �إلى حجم ال�صراع الذي يواجهه ال�شباب فيما بين ما يرغبون فيه، والواقع الذي يعاي�شونه ويندمجون معه .وفي �ضوء هذه النتائج يمكن القول ب�أن الزواج المنظم ودور الأ�سرة في عملية االختيار الزواجي �سوف ي�ستمر للفترة القادمة ،مع تغيرات في معايير االختيار وفي توفر فر�ص تعارف �أكثر بين ال�شباب ح�سب التوجه الذي يظهر لديهم حاليا.
128
المجلس األعلى لشؤون األسرة
-3معايير االختيار الزواجي : تبين من تحليل مواقف ال�شباب نحو معايير االختيار الزواجي� ،أن ال�شباب ُيعلون من �أهمية توفر �صفة التدين عند ال�شريك ،وبذلك تتفق نتائج ال�شباب القطري مع معظم نتائج الدرا�سات في مجال االختيار الزواجي في المجتمعات العربية والإ�سالمية ،التي يف�ضل ال�شباب فيها �أن يتزوجوا من �شريك يتمتع ب�صفة التدين .وكان توجه العينة ككل نحو االهتمام بال�شكل الخارجي �إيجابيا ،وكان الذكور �أكثر اهتماما من الإناث ب�شكل ال�شريك ،وهو ما يتفق � ً أي�ضا مع نتائج الدرا�سات في مجتمعات مختلفة. ومن النتائج المهمة التي تدل على تغير في معايير االختيار الزواجي هو تف�ضيل ال�شباب الزواج من �شخ�ص يحبونه .ويالحظ �أن الإناث تغلب عليهن العاطفة والرومان�سية حيث رغبن في الزوج الرومان�سي ،وهذا �شيء يتالئم مع المرحلة العمرية التي يمررن بها ،وومع ذلك يجب �أن يهي�أ ال�شباب من الجن�سين لم�سئوليات الزواج .كذلك �أظهرت نتائج التحليل �أن ال�شباب القطري المعا�صر يف�ضل �أن يت�شابه ال�شريك معه في االهتمامات والهوايات .وهذه النتيجة تدل على تغيرات كبيرة في مواقف ال�شباب نحو ال�شريك وطبيعة العالقة الزوجية، ناتجة عن عوامل التغير االجتماعي كالتعليم ومظاهر العولمة الثقافية. وك�شفت الدرا�سة � ً أي�ضا عن �أن ال�شباب ي�سعون للزواج من �شريك ي�شبههم من نواحي عدة، لعل �أهمها الم�ستوى االقت�صادي ،كما ظهر �أن %40من العينة ترغب في الزواج من القبيلة نف�سها بت�أثير من القيم االجتماعية ،التي تعلي من �أهمية الزواج من نف�س خط الن�سب� ،إال �أن غالبية العينة ال ترغب بالزواج من نف�س القبيلة ؛ مما ي�شير �إلى تغير في معايير االختيار وفي مفاهيم الزواج الداخلي ،وهو ما يتفق مع نتائج الدرا�سات في المنطقة التي ت�شير �إلى عدم تف�ضيل ال�شباب الزواج من نف�س القبيلة ،رغم �أن الواقع يك�شف عن �أن ن�صف الزيجات تقع بين الأقارب .وهو ما يتالئم مع وجود اتجاه لدى العينة نحو الزواج من �شخ�ص يتمتع بنف�س المكانة االجتماعية والخ�صائ�ص التي تميز الجماعة التي ينتمي لها والتي من بينها الإنتماء لنف�س المجموعة القرابية.وهذة النتائج ت�شير �إلى حاجة �أفراد المجتمع �إلى برامج توعوية فيما يتعلق بمخاطر الزواج بين الأقارب.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
129
وظهرت نتائج هامة �أخرى عند تحليل ا�ستجابة ال�شباب نحو العبارات التي تقي�س فهمه لطبيعة العالقة الزوجية ،لها ت�أثير في م�ستقبل العالقة الزوجية ،حيث ظهر �أن ال�شباب يواجه �صراعا حقيق ًّيا في مجال اتخاذ القرارات ال�صعبة في الحياة الزوجية كاالنف�صال؛ ففي الوقت الذي يت�سرع فيه بع�ضهم في اتخاذ قرار االنف�صال -رغم �أنه يدل على ا�ستقاللية القرار في العالقة الزوجية -نجد �أن هناك �شريحة م�ساوية �ست�صبر على العالقة الزوجية، رغم �أن ال�شريك ال يعجبها ،وقد يكون لذلك عالقة بعوامل �أخرى ،منها -على �سبيل المثال- طرق التربية ،والقرابة� ،أو التدين ،الذي ُيعلي من قيمة الزواج و�أهمية الحفاظ عليه ،كما ظهر �أن الإناث لديهن توجه نحو ال�صبر على الم�شكالت الزوجية �أكثر من الذكور ،كما �أبدى �أفراد ن�ضجا في التفكير حول الزواج وم�س�ؤولياته. العينة حاجتهم للتوعية قبل الزواج؛ مما يعك�س ً ويمكن القول �أن عوامل التغير االجتماعي التي �شهدها المجتمع القطري في العقد الأول من الألفية الجديدة �أدت �إلى تغير في معايير االختيار الزواجي, ،التي كانت تتحول ببطء �شديد وتتراجع في فترات� ،إال �أن ت�سارع وتيرة التغير وزخم عوامله في هذا العقد �أمر ي�ستدعي االهتمام بمخاطر التغير االجتماعي ال�سريع ،وال�سيما �أن ال�شباب بد�أ ي�ستقل تدريجيا عن ر�ؤية الأ�سرة ،ومعايير الجماعة في مجال االختيار الزواجي والقرارات المهمة المرتبطة بالزواج والطالق كما �أف�صحت عنه نتائج الدرا�سة الحالية. -4مواقف ال�شباب من الزواج التقليدي : �أظهرت الدرا�سة ت�أثر المقبلين على الزواج في المجتمع القطري بر�أي الأهل في عملية االختيار ،وبدا �أنهم ال يرف�ضون هذا التدخل ،بل �إن الزواج لن يتم من وجهة نظرهم� ،إذا لم يوافق عليه الأهل. وك�شفت مواقف ال�شباب حول الزواج على الطريقة الحديثة ،عن ميلهم �إلى �أن يكون االختيار قائ ًما على الحب ،كما �أن ن�سبة كبيرة منهم ف�ضلت التعرف على ال�شريكة قبل عقد القران .مع ذلك ال تزال تتنازعهم قيم المجتمع ،فهم غير مندفعين في عملية التخلي عن الطرق التقليدية في الزواج ،وظهر ذلك في تقارب اتجاهات الموافقين والمعتر�ضين على دور العادات والتقاليد في ت�أخير �سن الزواج.
130
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ويالحظ من ا�ستجابات الإناث نحو ق�ضايا الزواج� ،أن الزوجة القطرية ال�شابة لم تعد مثل �أمها �أو جدتها ،فهي تريد �أن ت�شارك في الحياة الزوجية و�أن يكون لر�أيها اعتبار وقيمة ،ومن ناحية �أخرى تت�شابة معايير االختيار لديها مع الذكور� ،إال �إنها ت�ضع �أهمية �أكبر للم�ستوى المادي للزوج المنتظر ،وتتطلب م�ستوى محددًا من الرفاهية ،وكذلك تف�ضل �أن ت�سكن في منزل م�ستقل ،ومع ذلك فهي ال تمانع �أن ت�سكن مع �أهل الزوج م�ؤقتًا ،على اعتبار �أنه �سيتوفر لها م�سكن م�ستقل في الم�ستقبل ،وهذا ي�شير �إلى بع�ض المرونة عند ال�شابة القطرية بالن�سبة لمتطلبات الحياة الزوجية ،كما �أنها تعلي من �أهمية معيار الم�ستوى التعليمي ،وكذلك ت ََدين ال�شريك المعتدل. ويالحظ �أن الفتيات �أكثر ً حفاظا على التقاليد من الذكور ،فيما يخ�ص عادات الزواج وقيمه، فهي �أكثر اتجاها نحو الأخذ بر�أي الأ�سرة في عملية االختيار ،كما �أنها ترف�ض الزواج من غير زوجا رومان�سيا يعطيها االهتمام والحب . القطري ،لكنها في الوقت نف�سه تطلب ً -5تكاليف الزواج : �أظهرت الدرا�سة �أن ال�شباب الذكور يواجهون �صعوبات مادية من �أجل توفير تكاليف الزواج ووافق معظم الذكور على �أنهم قد يت�أخرون في الزواج ب�سبب غالء المهور وتكاليف الزواج، و�أن واقعهم المادي ال ي�سمح لهم بالزواج “معظمهم طالب” كما ظهر اتجاه لدى الذكور ب�أن الزواج من القطرية مكلف اقت�صاد ًّيا .ولقد وافق حوالي ن�صف العينة على �أهمية الإنفاق ببذخ على احتفال العر�س على اعتبار �إنها ليلة العمر ،وهذا يك�شف عن حاجة ال�شباب �إلى التوعية ب�أهمية تر�شيد النفقات خ�صو�صا و�أن معظمهم ي�شتكي من تكاليف الزواج. ملخ�ص لأهم نتائج الدرا�سة : تغير �شكل الأ�سرة ممث ًال في تراجع نظام الأ�سرة الممتدة. انت�شار زواج الأقارب. ارتفاع ن�سبة الطالق في المجتمع. ارتفاع ن�سبة الطالق المبكر بين ال�شباب. -تدخل الأهل ب�شكل كبير في عملية اختيار ال�شريك.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
131
اعتماد ال�شباب الذكور على الأم والأخت في عملية اختيار ال�شريكة. يواجه ال�شباب �صعوبات في توفير تكاليف الزواج. رغبة ال�شباب في �أن يكون لهم دور في عملية االختيار . رغبة ال�شباب ب�أن تتاح لهم فر�ص للتعرف على ال�شريك قبل الزواج. �أهمية توفر �صفة التدين وارتفاع م�ستوى التعليم والعمل في وظيفة جيدة وال�شكلالخارجي واالنتماء �إلى نف�س الجماعة القرابية وت�أثيرها في عملية االختيار لدى ال�شباب. رغبة الإناث في �أن تتوفر �صفة الرومان�سية والحنان لدى ال�شريك. رغبة ال�شباب الذكور في �أن تكون الفتاة ملتزمة دينيا. رغبة ال�شباب في توفر �سكن م�ستقل لبدء الحياة الزوجية. رغبة ال�شباب في ت�أهيلهم لم�س�ؤوليات الزواج قبل عقد القران. تف�ضيل الزواج من نف�س الجن�سية.ثانيا :التو�صيات : في �ضوء النتائج ال�سابقة ف�إن الدرا�سة تو�صي بما ي�أتي: -1ت�شجيع ال�شباب على الزواج مع توفير كافة الو�سائل التي ت�ساعدهم على بناء �أ�سرية قوية وم�ستقرة. -2توعية ال�شباب بم�س�ؤوليات الزواج وتثقيفهم حول العالقات الزوجية. -3تغيير ال�صور النمطية لتوزيع الأدوار الأ�سرية لكي تتالءم مع م�ستجدات الع�صر بهدف تقليل ال�صراعات الزوجية وفر�ص االنف�صال. -4توعية ال�شباب والأهل والمجتمع ككل بمخاطر الزواج بين الأقارب و�آثاره ال�ضارة على الذرية والأبناء.
132
المجلس األعلى لشؤون األسرة
-5توعية الأهل ب�أهمية �إف�ساح المجال لل�شباب لي�شاركوا في عملية االختيار ،وعدم ال�ضغط عليهم لكي يتزوجوا من الأقارب �أو من الأ�شخا�ص الذين تف�ضلهم الأ�سرة لخ�صائ�ص تميزهم ولكنها غير مف�ضلة بالن�سبة للراغب في الزواج. -6تقليل فر�ص الطالق المبكر والطالق قبل الدخول من خالل بحث �أ�سباب الم�شكلة وو�ضع الحلول المنا�سبة لها. -7تقديم دعم مادي لل�شباب الراغب بالزواج من خالل �إن�شاء �صندوق الزواج. -8تدريبال�شبابمنالجن�سينعلى�أهميةالإدخار،و�سبلتر�شيدالإنفاقواقت�صادياتالأ�سرة. � -9إجراء درا�سات علمية للك�شف عن مخاطر الزواج بين الأقارب في المجتمع القطري. -10توعية ال�شباب الذين تظهر لديهم �أمرا�ض وراثية من خالل الفح�ص المبكر. ال�شكل رقم ()14 خمطط يو�ضح �أهم جماالت التغيري توعية الأ�سر ب�أهمية م�شاركة ال�شباب يفعملية االختيار الزواجي. -توعية الأ�سر مبخاطر زواج الأقارب.
ال�شباب
الأ�سرة
توعية ال�شباب مب�س�ؤوليات احلياةالزوجية. ت�شجيع ال�شباب على الزواج وتكوينالأ�سرة توعية ال�شباب مبخاطر زواج الأقارب توعية ال�شباب ب�أهمية الفح�ص املبكرقبل الزواج.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
توعية املجتمع مبخاطر الزواج بني الأقارب. ت�أ�سي�س �صندوق لدعم ال�شباب الذي يرغب بالزواج . توعية ال�شباب الذين يظهر لديهم �أمرا�ض وراثية منخالل الفح�ص املبكر للزواج. -درا�سة �أ�سباب الطالق املبكر.
امل�ؤ�س�سات
املجتمع
حث م�ؤ�س�سات املجتمع املعنية بال�شباب على االهتمام بق�ضاياال�شباب املقبل على الزواج. تبني برامج تدريب للمتزوجني حديثا على �ضبط ميزانيةالأ�سرة. تدريب املتزوجني حديثا على كيفية مواجهة امل�شكالتالأ�سرية. -تغيري �أمناط اال�ستهالك لدى ال�شباب حول تكاليف الزواج.
133
ثالثا :املقرتحات والربامج العملية : (برنامج زواج بال م�شاكل) يهدف البرنامج �إلى " بناء �أ�سرة متما�سكة وتحقيق تغيير معرفي �إيجابي لدى ال�شباب نحو بع�ض ق�ضايا الزواج ،وم�ساعدة ال�شباب على مواجهة كافة الم�شكالت الأ�سرية التي قد يواجهونها بعد الزواج " . وتقترح الدرا�سة ما يمكن ت�سميته برنامج "زواج بال م�شاكل" الذي يحتوي على مجموعة من الآليات المقترحة التي ت�ساعد على تطوير واقع الزواج في المجتمع ،وتزيد من قدرة ال�شباب على بناء �أ�سرة متينة قادرة على اال�ستمرار. فيما يلي عر�ض لأهداف البرنامج وو�سائل تنفيذها: الهدف الأول :تقليل حاالت الزواج من الأقارب وال�سيما الأقارب من الدرجة الأولى. الأهداف الفرعية للهدف الأول : -1زيادة وعي المجتمع بالمخاطر ال�صحية المترتبة على زواج الأقارب. -2رفع درجة وعي المجتمع ب�أهمية ال�صحة الإنجابية والأمرا�ض الوراثية. -3تكوين اتجاهات �سلبية نحو الزواج من الأقارب من الدرجة الأولى. الآليات :وتت�ضمن: -1دورات تدريبية : الجهة المنفذة :وزارة ال�صحة – ق�سم التثقيف ال�صحي -مركز اال�ست�شارات العائلية -2مناهج تربوية الجهة المنفذة :المجل�س الأعلى للتعليم – الم�ؤ�س�سات التعليمية -3برامج �إعالمية الجهة المنفذة :و�سائل الإعالم المختلفة – قناة الجزيرة للأطفال
134
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الهدف الثاني :تقليل حاالت الطالق المبكر. الأهداف الفرعية للهدف الثاني: -1غر�س مفاهيم �إيجابية نحو الزواج لدى ال�شباب. -2توعية الأهل لإف�ساح المجال لل�شباب؛ لكي يكون لهم دور �أ�سا�سي في اختيار �شريك الحياة الزوجية. -3زيادة معارف ال�شباب نحو العالقة الزوجية والثقافة الجن�سية. -4تغيير ال�صورة النمطية للعالقة الزوجية ،وتدعيم �شكل جديد يقوم على ال�شراكة والتكامل في الأدوار. الآليات : -1برامج عالج �أ�سرية فردية وجماعية "العالج الأ�سري المتعدد الأجيال" الجهة المنفذة :مركز اال�ست�شارات العائلية -2مناهج تربوية : الجهة المنفذة :المجل�س الأعلى للتعليم -3برامج �إعالمية: الجهة المنفذة :و�سائل الإعالم المختلفة في المجتمع – قناة الجزيرة للأطفال -4دورات تدريبية: الجهة المنفذة :وزارة ال�صحة – مركز اال�ست�شارات العائلية -م�ؤ�س�سات المجتمع المدني. الهدف الثالث :زيادة قدرة ال�شباب على مواجهة الأعباء المادية للزواج وتكوين �سلوكيات تخدم اقت�صاديات الأ�سرة . الأهداف الفرعية للهدف الثالث:
المجلس األعلى لشؤون األسرة
135
-1زيادة القدرة المادية لل�شباب لت�أ�سي�س �أ�سرة. -2زيادة قدرة ال�شباب على التخطيط االقت�صادي وتحديد الأولويات وبناء ميزانية بعيدة المدى للأ�سرة. -3تنمية قيم االدخار لدى ال�شباب والنا�شئة. -4تدريب الإناث على كيفية تر�شيد ميزانية الأ�سرة. -5تغيير النظرة المجتمعية نحو تكاليف الزواج. الآليات: -1ت�أ�سي�س �صندوق الزواج. الجهة المنفذة :وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية – �صندوق الزكاة -2برامج تدريبية على اقت�صاديات الأ�سرة. الجهة المنفذة :غرفة تجارة و�صناعة قطر – دار الإنماء االجتماعي.
136
المجلس األعلى لشؤون األسرة
املالحق اوال :قائمة المراجع : المراجع باللغة العربية : � -1أبراهيم الجوير ،ت�أخر ال�شباب الجامعي في الزواج :الم�ؤثرات والمعالجة ،الريا�ض : مكتبة العبيكان.1995 ، -2احمد جمال ظاهر :المر�أة في دول الخليج العربي ،درا�سة ميدانية ،الكويت :دار ال�سال�سل ،1983 ،في ا�سعد وطفة -3عي�سى االن�صاري ،اتجاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ،جامعة الكويت، :مجلة العلوم االجتماعية مجلد ،33العدد 2005 ،3 � -4أروى الكيـالني ،دور الـدين فـي حمـايـة اال�ســرة :ورقة عمل مقدمة �إلى الم�ؤتمر العربي االقليمي االول لحماية الأ�سرة /15-13-كانون اول 2005/م. -5اتجاهات الحالة الزواجية في قطر ،الدوحة :المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة2005، � -6أمينة الجابر ،الفح�ص الطبي قبل الزواج :ر�ؤية �شرعية ،جامعة قطر :مجلة كلية ال�شريعة والدرا�سات اال�سالمية ،العدد .2006 ،24 � - 8آمال قرامي االختالف في الثقافة العربية الإ�سالمية -درا�سة جندرية، دارالمدارالإ�سالمي: الموقعhttp://www.aljabriabed.net : -9ال�سيد الح�سيني ،جهينة العي�سى :درا�سة حول االتجاهات والقيم المرتبطة بالزواج لدى ال�شباب القطري،جامعة قطر :حولية كلية الآداب والعلوم االجتماعية ،العدد .1981 ، 3 � -10أ�سعد وطفة ،عي�سى االن�صاري ،اتجاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ،جامعة الكويت:مجلة العلوم االجتماعية ،مجلد ،33العدد ،3 .2005 -11المنجي الزيدي ،مقدمات ل�سو�سيولوجيا ال�شباب ،جامعة الكويت :مجلة عالم الفكر، المجلد ،30العدد .2002، 3
المجلس األعلى لشؤون األسرة
137
-12جابر عبدالحميد ،ح�صة عبدالحمن فخرو ،جامعة قطر:حولية كلية التربية ،العدد .1988 ،6 -13حمود الق�شعان ،دور االعتدال في التدين لدى الزوجين في �إيجاد التكامل والر�ضا النف�سي وال�سلوكي في العالقة الزوجية “درا�سة ميدانية” ،م�ؤتمر التنمية الأ�سرية الأول، دولة الكويت 29،مار�س – 1ابريل 2009، -14خالد ال�شال ل ،الزواج في المجتمع الكويتي :تف�ضيالت االختيار الزوجي ومعوقاته في المجتمع الكويتي ،جامعة الكويت :حوليات كلية التربية ،العدد . 18،1998 -15راجح عبداهلل �شرقية ،بهاء مدلج ،تحديد م�ستوى معرفة ومواقف طالب �صفوف العا�شر حول الأمرا�ض الوراثية وزواج الأقارب من قريتين مختارتين من منطقة المثلث، مجلة الر�سالة ،المعهد الأكاديمي لإعداد المعلمين العرب ،العدد رقم.2006 ،14 � -16سامية ال�ساعاتي ،النظرية االجتماعية في درا�سة الأ�سرة ،القاهرة :دار المعارف1987، -17علي ليلة و�آخرون ،ال�شباب القطري� :إهتماماته وق�ضاياة ،الدوحة ،جامعة قطر : مركز الوثائق والدرا�سات االن�سانية� ،1991،ص.107 -18عبد اهلل غلوم ح�سين وعزت �سيد ا�سماعيل ،الزواج في الكويت ،1965حكومة الكويت، في� ،أ�سعد وطفة عي�سى االن�صاري ،اتجاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ،امجلة العلوم االجتماعية ،جامعة الكويت :مجلد ،33العدد ،3 .2005 -19عبدالرحمن م�صيقر ،الموا�صفات التي يريدها ال�شباب في المجتمع البحريني في زوج �أو زوجة الم�ستقبل،من�شور على الموقع الآتيhttp://www.aawsat.com : -20عبدالر�ؤف ال�ضبع ،علم االجتماع العائلي ،اال�سكندرية :دار الوفاء لدنيا الطباعة والن�شر ،والن�شر. 2002 ، -21عبدالرحمن �أبن خلدون ،كتاب العبر وديوان المبتد�أ والخبر في �أيام العرب والعجم والبربر ،الكتاب الأول المقدمة ،القاهرة :دار ال�شعب ،بدون تاريخ. -22غنيمة المهيني ،الأ�سرة والبناء االجتماعي ،الكويت :مكتبة الفالح .1980، -23فهد النا�صر� ،سعاد �سليمان ،معايير االختيار الزواجي لدى ال�شباب في المجتمع
138
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الخليجي :درا�سة مقارنة بين ال�شباب الكويتي وال�شباب العماني ،الكويت :مجلة درا�سات الخليج والجزيرة العربية ،العدد ،127ال�سنة � 33أكتوبر .2007، -24كلثم الغانم ،العنف �ضد المر�أة ،درا�سة م�سحية على طالبات جامعة قطر ،الدوحة : المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة.2006، ، -25كلثم الغانم ،العنف الأ�سري :م�سح بالعينة على بع�ض الأ�سر القطرية ،الدوحة :وزارة الداخلية� ،إدارة حقوق الإن�سان ، 2008،درا�سة غير من�شور. � -26صديق خان القنوجي ،الرو�ضة الندية �شرح الدرر البهية/كتاب النكاح: http://ar.wikisource.org/wiki
-27لحاظ الغزالي ،متالزمات الت�ش ّوه و�أنواع َح َثل النم ّو العظمي والغ�ضروفي في الإمارات العربية المتّحدة،اال�ضطرابات الوراثية في العالم العربي :دولة الإمارات العربية المتّحدة ،الجزء الأ ّول.2004. ، -28محمد ح�سن غانم ،ال�شباب المعا�صر و�أزماته ،القاهرة :الدار العربية للن�شر، .2007 -29محمد يا�سر الخواجة ،ال�شباب العربي ،في كتاب :خ�ضر زكريا و�آخرون ،درا�سات في المجتمع العربي المعا�صر ،دم�شق:الأهالي للطباعة والن�شر والتوزيع،ط.1999 ،1 -30محمد خليفة المحرزي ،فن اختيار �شريك الحياة ،بيروت :دار ابن حزم.2006 ، -31م�صطفى الخ�شاب ،علم االجتماع العائلي ،القاهرة :الدرا القومية للطباعة والن�شر، .1966 -32محمد �إبراهيم ديتو ،بطالة ال�شباب في العالم العربي :نحو منظور جديد لتحدي الع�صر ،الأمم المتحدة ،منظمة العمل الدولية ،الندوة الإقليمية الثالثية للخبراء حول ت�شغيل ال�شباب واال�ستخدام في المنطقة العربية ،عمان/الأردن 8-6 ،ني�سان/ابريل .2004 -33محمد المطوع ،م�شكالت ال�شباب في مجتمع متغير م�سح اجتماعي بالعينة للطالب والطالبات في دولة الإمارات العربية المتحدة ،مجلة الآداب .العدد “ . ”7جامعة الإمارات العربية المتحدة.1991، -34مجموعة م�ؤلفون ،الزواج في ظل الإ�سالم ،مكتبة التراث الإ�سالمي:
المجلس األعلى لشؤون األسرة
139
h t t p ://w w w .a l -e m a n .c o m /i s l a m l i b /v i e w c h p . s3#2=CID&303=asp?BID
من�شور على، الزواج المبكر و�إنعكا�ساته ال�صحية والإجتماعية، نجوى ق�صاب ح�سن- 35 http://www.amanjordan.org/aman_ : موقع مركز �أمان 295=studies/wmview.php?ArtID ،الزواج الداخلي “الأندوغامي” من خالل الأمثال ال�شعبية الجزائرية، و�سيلة بروقي-36 . 2008 �شتاء:36 العدد: ال�سنة الخام�سة،مجلة علوم �إن�سانية: جامعة الكويت : المراجع باللغة االنجليزية
1- Arab Genomic Studies, Genetic Disorders in the Arab World –Bahrain, Volume 2, 2006. 2- Badahdah , Abdullah Mohamed, Tieman Kathleen A, mate selection criteria among Muslims living in America : evolution and human behavior , Volume 26, Issue 5, ,2005. 3- Brake M: the sociology of youth culture and youth sub- culture- sex and drugs And rockn’roll, routledge and kegan Paul, London, 1980. 4- Bernard I. Murstein: Empirical Tests of Role, Complementary Needs, and Homogamy Theories of Marital Choice, Journal of Marriage and the Family, Vol. 29, No. 4 (Nov., 1967). 5- Charles E.Bowerman, Barbara R. Day, A Test of the Theory of Complementary Needs as Applied to Couples During Courtship, American Sociological Review, Vol. 21, No. 5 “Oct., 1956”, pp. 602-605. 6- Chuang, yao-chia. Sex differences in mate selection preference and sexual strategy: tests for evolutionary hypotheses Chinese journal of psychology, 2002. 7- Edward Westermarck, A Short History of Marriage Macmillan, 19301. 8- Elizabeth G. Shoemake, Human Mate Selection Theory: An Integrated Evolutionary and Social Approach, Journal of Scientific Psychology, November 2007. 9- Feingold, Alan: gender differences in mate selection preferences: a test of the parental investment model psychological bulletin 1992.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
140
10- Evelyn Sakeah, Andy Beke, Henry V. Doctor and Abraham V. Hodgson : Males’ Preference for Circumcised Women in Northern Ghana, African Journal of Reproductive Health, Vol. 10, No. 2 (Aug., 2006). 11- Harry M. Johnson, Sociology, A systematic Introduction, and Rutledge and kegan Paul.Sarma International Journal of Comparative Sociology.1961. 12- James A. Schellenberg and Lawrence S. Bee, A Re-Examination of the Theory of Complementary Needs in Mate Selection, Marriage and Family Living, Vol. 22, No. 3 ,Aug, 1960. 13- K. Ishwaran - editor, John M. Mogey - editor. Publisher: E. J. Brill. Leiden, the Netherlands. 1963. 14- Louie E. Ross, Mate Selection Preferences Among African American College Students, Journal of Black Studies, Vol. 27, No. 4 Mar, 1997. 15- Kenrick DT; Keefe, Age preferences in mates reflect sex differences in human reproductive strategies, Behavioral and Brain Sciences. NO. “1” Mar; 15, 1992. 16- Kristen Evans, Journal of Social and Personal Relationships, Vol. 24, No. 5, 781-791 “2007” 17- Lee, GR, Age a marriage and marital satisfaction: A multivariate analysis with implications for marital stability, Journal of marriage and the family, 1977. 18- L Jaber, P Merlob, R Gabriel, and M Shohat: Effects of consanguineous marriage on reproductive outcome in an Arab community in Israel, J Med Genet. 1997 December; 34(12”: 1000–1002. 19- Marvin B. Sussman, Suzanne K. Steinmetz, Gary W. Peterson: Handbook of Marriage and the family, “Eds.” 2nd Ed, 1999. 20- Matthijs Kalmijn, Status Homogeny in the United States, the American Journal Of Sociology, Vol. 97, No. 2 “Sep., 1991”, pp. 496-523. 21- Michael Hechter and Karl-Dieter Opp: Social Norms,Russell Sage Foundation,2001. 22- Myers, Jane E.etal, marriage satisfaction and wellness in India and United States: a preliminary comparison of arranged marriages and marriages of Choice journal of counseling and development, 2005.
141
المجلس األعلى لشؤون األسرة
23- Pamela C. Regan a; Ellen Berscheid, Gender Differences in Characteristics Desired in a Potential Sexual and Marriage Partner, Journal of Psychology & Human Sexuality, Volume 9, Issue, January 1997. 24- Rebecc Stefoff, Marriage, New York : Marshall Cavendish Benchmark,2007. 25- S.N.Eisenstadt: Power, Trust and Meaning Essays in Sociological Theory and Analysis, University of Chicago Press, 1995, pp.71-73. 26- Sprecher, S.Sullivanand Hafield, mate selection preferences: gender differences examined in national sample .journal of personality and social psychology, 1994.
: تقارير الدورة، المجل�س االقت�صادي االجتماعي،60 الدورة، الجمعية العامة، الأمم المتحدة-1 .3�ص.2005 تقرير ال�شباب العام لعام، تقرير الأمين العام،2005 المو�ضوعية لعام 2000 دائرة ال�سكان باالمم المتحدة-" �آفاق ال�سكان في العالم- 2 لعام، الن�شرة الحيوية للزواج والطـالق،الإمانة العامة للتخطيط التنموي، دولة قطر- 3 2008 2007 الن�شرة ال�سنوية �إح�صاءات الزواج والطالق للعام، جهاز االح�صاء، دولة قطر-4 ، جهاز الإح�صاء، دولة قطر،2004 و1997 التعدادات ال�سكانية لدولة قطر للأعوام-5 م�ؤ�شرات بحث �إنفاق ودخل الأ�سرة، الأمانة العامة، مجل�س التخطيط، دولة قطر-6 .24 �ص،2002 يونيو،بالعينة ، المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة:دولة قطر، تقرير المر�أة والرجل �صورة �إح�صائية-7 .2006 : مواقع الكرتونية
http://www.thaqafa.org http://www.arrouiah.com/node/44409 http://www.ilo.org/public/arabic/region/arpro/beirut/employment/
المجلس األعلى لشؤون األسرة
142
youthemploy/papers/dito.htm http://www.npc-ts.org/article97.html http://www.britannica.com/EBchecked/topic/366152/marriage# http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=295 http://www.aawsat.com http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=303&CID=#2s3 http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=303&CID=#2s3 http://www.blindarab.net/vb/showthread.php?t=37389 http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=14648&issueNo=159&secId=16 Encyciopaedia Britannica: http://www.britannica.com/EBchecked/ topic/366152/marriage
www.altaqwa.net . :موقع ال�شيخ ح�سين العاي�ش
، كيف يكون التكاف�ؤ في الزواج، �شبكة الكفيف العربي37389=http://www.blindarab.net/vb/showthread.php?t
143
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ثانيا :اجلداول الإح�صائية : جدول رقم “”1 الق�ضية 1 2 3 4 8 10 11 16 17 25 27 30 5 9 15 37 6 7 13 14 24 28
144
متو�سط درجات الدرجة المحايدة العينة الكلية 4.2376 3 *1.9638 3 4.5744 3 *2.6104 3 3.3006 3 *2.7850 3 *2.6023 3 3.2895 3 3.1622 3 *2.9098 3 3.2375 3 *2.5479 3 3.3879 3 4.5077 3 *2.9790 3 3.0421 3 4.2849 3 3.4485 3 3.8123 3 3.2031 3 3.0426 3 3.8700 3
عينة الذكور 4.5873 *1.8254 4.5722 *2.5882 3.2128 *2.7819 *2.8519 3.4286 3.2460 *2.8254 3.2419 *2.8095 3.6684 4.6085 3.0053 *2.9841 4.2299 3.5294 3.6138 *2.8556 3.0532 3.9468
عينة الإناث 4.0415 *2.0417 4.5757 *2.6228 3.3505 *2.7868 *2.4590 3.2113 3.1148 *2.9578 3.2349 *2.3994 3.2270 4.4502 *2.9642 3.0751 4.3161 3.4024 3.9249 3.4000 3.0366 3.8269
المجلس األعلى لشؤون األسرة
3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3
29 35 12 33 34 36 18 19 20 21 22 23 26 31 32 38
3.1383 3.6471 *2.9365 4.1481 *2.8466 3.3351 3.6270 3.5344 3.8989 3.7989 3.5829 3.8042 3.5397 4.0538 3.3690 3.2606
3.4387 3.7850 3.3173 4.0365 *2.7903 3.5873 3.3089 3.3276 3.8166 3.9635 3.6008 3.5889 3.6857 3.8874 3.4856 *2.8400
3.6078 3.8623 3.5347 3.9729 *2.7577 3.7297 3.1321 3.2102 3.7697 4.0572 3.6108 3.4671 3.7679 3.7933 3.5509 *2.6053
جدول رقم “”2 المتغير 1 2
النوع
العدد
ذكور �إناث ذكور �إناث
189 337 189 336
المجلس األعلى لشؤون األسرة
المتو�سط الح�سابي 4.5873 4.0415 1.8254 2.0417
االنحراف المعياري ,6516. 1.0021 ,9764. 1.1863
قيمة ت 6.730 2.133
م�ستوى الداللة ,01 0.05
145
3 4 8 10 11 16 17 25 27 30 5 9 15
146
ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث
187 337 187 334 188 331 188 333 189 329 189 336 187 331 189 332 186 332 189 333 187 326 189 331 189 335
4.5722 4.5757 2.5882 2.6228 3.2128 3.3505 2.7819 2.7868 2.8519 2.4590 3.4286 3.2113 3.2460 3.1148 2.8254 2.9578 3.2419 3.2349 2.8095 2.3994 3.6684 3.2270 4.6085 4.4502 3.0053 2.9642
,9210. ,6993. 1.3782 1.4379 1.3865 1.5641 1.4988 1.5287 1.5050 1.3987 1.3093 1.2813 1.3652 1.3161 1.2990 1.3344 1.4409 1.4643 1.4967 1.3125 1.1810 1.4307 ,8089. ,8772. 1.3625 1.5080
,049 ,267 1.004,035 2.993 1.85 1.075 1.100 ,052 3.259 3.578 2.036 ,310
,01 ,001 ,01 ,05 -
المجلس األعلى لشؤون األسرة
37 6 7 13 14 24 28 29 35 12 33 34 36
ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث
المجلس األعلى لشؤون األسرة
189 333 187 329 187 328 189 333 187 330 188 328 188 335 188 334 187 334 189 331 189 332 189 326 188 333
2.9841 3.0751 4.2299 4.3161 3.5294 3.4024 3.6138 3.9249 2.8556 3.4000 3.0532 3.0366 3.9468 3.8269 3.1383 3.6078 3.6471 3.8623 2.9365 3.5347 4.1481 3.9729 2.8466 2.7577 3.3351 3.7297
1.3467 1.4901 9976, . ,9956. 1.4001 1.4598 1.2899 1.2013 1.4201 1.4134 1.4941 1.4395 1.0784 1.1658 1.4814 1.4053 1.2966 1.2347 1.3900 1.2629 1.1620 1.1221 1.5133 1.4632 1.4660 1.4075
,694 ,944 ,963 2.769 4.201 ,124 1.159 3.593 1.874 5.007 1.692 ,656. 3.028
,01 ,01 ,01 0.01 0.01
147
18 19 20 21 22 23 26 31 32 38
148
ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث ذكور �إناث
185 333 189 333 188 330 189 332 187 334 189 334 189 336 186 329 187 334 188 337
3.6270 3.1321 3.5344 3.2102 3.8989 3.7697 3.7989 4.0572 3.5829 3.6108 3.8042 3.4671 3.5397 3.7679 4.0538 3.7933 3.3690 3.5509 3.2606 2.6053
1.3498 1.5583 1.3189 1.4220 ,9949. 1.0262 1.2682 1.0628 1.2773 1.3416 1.2286 1.3278 1.2225 1.2117 1.0539 1.2949 1.3630 1.3630 1.3879 1.3122
3.629 2.569 1.394 2.483 232 2.865 2.064 2.34 1.461 5.373
0.01 0.01 0.05 0.01 0.05 0.05 0.01
المجلس األعلى لشؤون األسرة
ثالثا� :أداة الدرا�سة
ا�ستبيان اجتاهات ال�شباب نحو ق�ضايا الزواج درا�سة ا�ستطالعية -(الأ�سئلة موجهة لل�شباب القطريني غري املتزوجني من اجلن�سني من �سن � 30 – 18سنة) 2008
المجلس األعلى لشؤون األسرة
149
تعليمات للباحثين : يطبق اال�ستبيان على ال�شباب من الجن�سين من عمر � 30 – 18سنة على غير المتزوجين من الجن�سية القطريةالبيانات الأ�سا�سية: -1اذكر العمر ......................................................................... : �أنثى ذكر -2الجن�س: .3الم�ستوى التعليمي: يقر�أ ويكتب ابتدائي �إعدادي ثانوي جامعي �أكثر من جامعي .4الحالة العملية� :أعمل �أبحث عن عمل طالب �أخرى .................................................................................... �-5إذا كنت تعمل ،اذكر نوع المهنة...................................................... : � .6إذا كنت ال تزال طالب /طالبة �أذكر المرحلة التعليمية: المرحلة الجامعية معهد تدريبي المرحلة الثانوية .7اذكر م�ستوى الدخل ال�شهري ؟ من � 0إلى 499رياال من � 500إلى 999رياال من � 1000إلى 4900ريال من � 5000إلى 9999رياال من � 10000إلى 19999الف رياال �أكثر من 20000الف ريال .8اذكر عدد �أفراد الأ�سرة الذين يعي�شون معك في المنزل بما فيهم الأب والأم ؟ ......... .............................................................................................. .9اذكر الأقارب الذين يقيمون معك من غير الوالدين و الأخوة ؟ ..........................
150
المجلس األعلى لشؤون األسرة
............................................................................................. .10اذكر المنطقة ال�سكنية ............................................................ : الأ�سئلة التالية ( :للجن�سني :الذكور +الإناث) العبارة -1الزواج يمثل لي اال�ستقرار. -2الزواج يعني لي الم�شاكل والخالفات الم�ستمرة. -3الزواج هو طريقة م�شروعة لتحقيق الأمومة و الأبوة. -4الزواج �سوف يقيد حريتي. -5يهمني ال�شكل الخارجي لل�شريك. � -6أ�شترط موافقة �أ�سرتي عند اختيار ال�شريك. � -7أف�ضل �أن �أختار ال�شريك بنف�سي. � -8أ�شترط االرتباط /ب�شريك يحمل ال�شهادة الجامعية. � -9أ�شترط االلتزام الديني لدى ال�شريك. � -10أف�ضل ال�شريك من نف�س م�ستوى القبيلة التي �أنتمي �إليها. -11اف�ضل الزواج من �أحد افراد قبيلتي �أو جماعتي . � -12س�أرتبط بال�شريك المتقارب مع م�ستواي المادي. � -13أ�سرتي تلعب دورا كبيرا في اختيار �شريكة�/شريك الحياة -14تتدخل �أ�سرتي في مقايي�س االختيار الخا�صة بال�شريك. � -15أجد �صعوبة في توفر الموا�صفات التي �أرغب �أن تكون في �شريكة� /شريك الحياة. � -16سوف ينجح زواجي �أكثر �إذا تم بالطريقة التقليدية.
المجلس األعلى لشؤون األسرة
غير موافق غير ال �أوافق أوافق � ب�شدة موافق �أعرف ب�شدة
151
� -17سينجح زواجي �إذا عرفت ال�شريكة /ال�شريك قبل الزواج. -18رغبتي في التعليم تمنعني من الزواج حاليا. � -19أف�ضل �أن �أتعرف على ال�شريكة/ال�شريك قبل عقد القران. -20يمكن تقبل االختالفات في التفكير بيني وبين ال�شريكة/ال�شريك. � -21أحتاج �إلى توعية بالحياة الزوجية قبل اتخاذ قرار الزواج. -22التعارف قبل الزواج يزيد من التفاهم بين الزوجين. -23الزواج يجب �أن ي�ستمر رغم الم�شكالت بين الزوجين. -24العادات والتقاليد هي ال�سبب في ت�أخر �سن الزواج. � -25س�أتخذ قرار االنف�صال �إذا لم يعجبني ال�شريك. � -26إن عدم التزام الطرف الآخر بما اتُّفق علبه قبل الزواج قد ي�ؤدي �إلى خالفات قد تنتهي بالطالق. � -27أعتقد �إنني ال �أزال غير م�ستعدة /م�ستعد على الزواج. -28يحتاج المتزوج حديثا �إلى م�ساعدة �أهله . � -29سينجح الزواج �أكثر من دون تدخل الأهل. -30يف�ضل �أن يكون لدي الفرد عدد كبير من الأطفال. -31يف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي نحبه. -32من ال�ضروري �أن ي�شاركني من �س�أتزوجه هواياتي واهتماماتي. -33ال�شباب يجد �صعوبة في توفير تكاليف الزواج. -34ال بد من �إقامة حفلة كبيرة لليلة العمر رغم ارتفاع التكلفة � -35إذا لم تر�ض والدتي عن ال�شريك لن �أتزوجه . � -36أف�ضل �أن يكون لي منزل م�ستقل عن الأهل بعد الزواج . -37لن اتنازل عن حقوقي الزوجية حتى ولو �أدى ذلك للم�شاكل مع ال�شريك . -38ال �أمانع من الزواج من ال�شريك المنا�سب حتى ولو كان غير قطري /قطرية .
152
المجلس األعلى لشؤون األسرة
الأ�سئلة( :خا�صة بالذكور فقط) العبارة
�أوافق �أوافق ارف�ض ارف�ض ال ب�شدة ب�شدة تعليق
-14يهمني الم�ستوى التعليمي لدى �شريكة حياتي � -15أف�ضل �أن تختار لي والدتي �أو �أختي �شريكة حياتي. � -16أف�ضل �شريكة حياتي �أن تكون موظفة. � -17أف�ضل �شريكة الحياة التي تهتم بزينتها . -18قد �أت�أخر في الزواج ب�سبب غالء المهور وارتفاع تكاليفه -19الزواج م�س�ؤولية كبيرة ال �أقدر على تحملها. -20متطلبات زواج القطرية كثيرة . � -8أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها ل�سكن م�ستقل . � -9أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها �إكمال تعليمها . � -9أف�ضل ال�شريكة الملتزمة دينيا -10من المهم �أن تتميز من �أتزوجها بالطاعة وتنفيذ �أوامري. � .11إمكانياتي المادية الت�سمح لي بالزواج الآن. -12ال �أمانع من ال�سكنى مع �أهل زوجتي. � -13أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي ربة بيت فقط .
المجلس األعلى لشؤون األسرة
153
الأ�سئلة( :خا�صة بالإناث) �أوافق �أوافق ارف�ض ارف�ض ال ب�شدة ب�شدة تعليق
العبارة � -7س�أطلب �سك ًنا م�ستق ًال في حالة زواجي. � -8أف�ضل ال�شريك الغني. � -9أف�ضل ال�شريك الرومان�سي. � -10س�أتكيف مع زوجي �إذا لم يكن ملتزم دينيا. � -11س�أطلب الطالق �إذا اكت�شفت خيانة زوجي. � -12أ�شترط �أن يكون ال�شريك في نف�س م�ستواي التعليمي. � -7أرى ب�أن وجود خادمة لي �ضروري في حياتي الزوجية. � -21أف�ضل ال�شريك المعتدل في اتباعه لتعاليم الدين. � -22أف�ضل الزواج بمن �أحبه. -23المر�أة تطيع زوجها وتنفذ الأوامر من دون نقا�ش. � -24أف�ضل �أن تكون حفلة زفافي كبيرة جدا. -25ال �أمانع من ال�سكن مع �أهل زوجي. -26نوع مهنة ال�شريك �أمر مهم بالن�سبه التخاذي قرار بالزواج.
رقم الإيداع بدار الكتب القطرية 745 :ل�سنة 2010 الرقم الدولي (ردمك)99921-53-61-x :
154
المجلس األعلى لشؤون األسرة