Elbadil - Issue 78 - 05-08-2015

Page 1

‫‪www.elbadil.com‬‬

‫صوت المستضعفين‬ ‫اإلصدار الثانى العدد ‪ 78‬األربعاء ‪ 5‬أغسطس ‪ 32 2015‬صفحة‬

‫‪ 190‬قرش ًا‬

‫الزعيم‬

‫أفكاره ومعتقداته بخط يديه‬


‫‪ 02‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫جريدة‬

‫صوت المستضعفين‬ ‫‪www.elbadil.com‬‬ ‫مصرية أسبوعية مستقلة‬ ‫تصدر عن مؤسسة التقدم‬ ‫للصحافة واإلعالم واإلعالن‬

‫أسسها‬

‫د‪ .‬محمد السيد السعيد‬ ‫‪2007/6/17‬‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫محمد الصبان‬ ‫رئيس التحرير‬

‫محمد زيادة‬ ‫مجلس التحرير‬

‫رشني طه‬ ‫أحمد خليفة‬

‫مدير امللتيميديا‬

‫محمود صابر‬ ‫املدير الفنى‬

‫تامر فتحى‬ ‫سياسة‬

‫أمري إبراهيم‬ ‫املحافظات‬

‫كريم سعيد‬ ‫ثقافات‬

‫وائل فتحى‬ ‫تقارير‬

‫حسن عبد الرب‬ ‫رأى ونافذة الوعى‬

‫محمد الطناوى‬

‫سكرتيرا التحرير‬

‫شادى عدس‬ ‫سماح منري‬ ‫املكتب اإلقليمى ملدن القناة وسيناء‬

‫سيد عبدالاله‬ ‫املدير العام‬

‫محمد خليفة‬ ‫املقر الرئيسى‪:‬‬ ‫‪ 20‬شارع عائشة التيمورية‬ ‫جاردن سيتى ‪ -‬القاهرة‬ ‫التوزيع واالشتراكات‪:‬‬ ‫‪)002( 01202495630‬‬ ‫اإلدارة‪:‬‬ ‫تليفاكس‪27962240 :‬‬ ‫‪admin@elbadil.com‬‬

‫التحريــر‪:‬‬

‫‪editorial@elbadil.com‬‬

‫الـــرأى‪:‬‬

‫‪article@elbadil.com‬‬

‫اإلعالنات‪:‬‬

‫‪ads@elbadil.com‬‬

‫‪)002( 01202495630‬‬ ‫مقاالت الرأى املنشورة ال تعبر‬ ‫بالضرورة عن رأى اجلريدة‬

‫الموت يالحق المصريين‬ ‫والفساد كلمة السر‬

‫أطفال بنى سويف‪ ..‬غرقى الوراق‪ ..‬حريق العبور‪ ..‬ضحايا اإلهمال فى شهر‬

‫أصبح املو ت ورائحته حتيط‬ ‫باملصريني من كل اجلوانب‪،‬‬ ‫فال مير أسبوع دون أنباء عن‬ ‫كارثة جديدة حتل باملواطنني‪،‬‬ ‫وتنتهى بفراق أحبائهم وذويهم‪،‬‬ ‫مصائب متعددة ومتكررة دون‬ ‫حلول واضحة وقاطعة لألسباب‬ ‫التى حتدث بسببها تلك‬ ‫الكوارث املتالحقة‪ ،‬وفى ظل‬ ‫األنباء املتداولة تظل احلكومة‬ ‫مكتوفة األيدى وال ترى حلوال‬ ‫سوى فى «فتح حتقيق وتعويض‬ ‫مادى»‪ ،‬وكأن احلال سيتبدل‬ ‫ملجرد التحقيق أو التعويض‬ ‫املادى‪ ،‬وكأن هذا هو كل ما‬ ‫تستطيع احلكومة تقدميه‪.‬‬

‫نافعة‪ :‬الثورة قامت إلسقاط دولة الفهلوة‪ ..‬والحكومة غير جادة فى اإلصالح‬ ‫فى ظل الغموض ال��ذى يتصدر املشهد مع‬ ‫الوقائع الكارثية املتعددة وقبل االنتهاء من‬ ‫تفسير أو معرفة األسباب احلقيقية حلدوث‬ ‫الكارثة حتل األخ��رى دون سابق إن��ذار‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من أن الكثير منها إن لم يكن جميعها‬ ‫ارتبطت بسبب واح��د وهو «اإله��م��ال»‪ ،‬إال أن‬ ‫احللول تظل متجمدة عند ردود األفعال وليس‬ ‫مالحقة الفساد واإلهمال والقضاء عليه‪.‬‬ ‫‪ 71‬شخصا ً لقوا مصرعهم فى ‪ 3‬أح��داث‬ ‫متالحقة فى شهر واحد ال يفصل بينها سوى‬ ‫أيام معدودة‪ ،‬ظلت احلكومة واقفة على الوقائع‬ ‫بالبيانات الصادرة والتصريحات املتكررة عن‬ ‫التعويضات املادية التى ال تغنى أحدا عن فقد‬ ‫ذوي���ه‪ ،‬ففى األس��ب��وع األخ��ي��ر م��ن شهر يوليو‬ ‫شهدت محافظة بنى سويف كارثة متثلت فى‬ ‫وفاة ‪ 4‬أطفال بني ‪ 36‬أصيبوا بارتفاع مفاجئ‬ ‫ف��ى درج���ات احل���رارة وإس��ه��ال وقيئ وغثيان‬ ‫وفقدان للوعى‪ ،‬بسبب تناولهم محلول جفاف‬ ‫فى مستشفيات مراكز ببا وإهناسيا والواسطى‪،‬‬ ‫فيما التحق بهم طفل آخر مساء السبت األول‬ ‫من أغسطس‪ ،‬ليصبح إجمالى ضحايا إهمال‬ ‫مستشفيات محافظة بنى سويف ‪ 5‬أطفال‪.‬‬ ‫وعلى ال��رغ��م م��ن أن ه��ذه احل��ادث��ة انتهت‬ ‫بالتحقيق ف��ى ال��واق��ع��ة دون امل��س��اس بوزير‬ ‫الصحة ال���ذى ط��ال��ب الكثير بإقالته عقب‬ ‫الواقعة‪ ،‬استيقظ الشعب املصرى بعد أيام قليلة‬ ‫على فاجعة جديدة ليست فى نوعها ولكن فى‬ ‫تعدادها‪.‬‬ ‫حادثة غرق مركب ال��وراق‪ ،‬التى جاءت فى‬ ‫إطار االحتفاالت بعيد الفطر‪ ،‬وأسفر احلادث‬ ‫عن مصرع ‪ 40‬شخصا لينضموا إل��ى قائمة‬ ‫ضحايا اإلهمال‪ ،‬ومثل سابقاتها انتهت احلادثة‬ ‫بتصريح من رئيس الوزراء إبراهيم محلب‪ ،‬يؤكد‬ ‫فيه أن اإلهمال هو الذى تسبب فى احلادث وأن‬ ‫التعويض املادى ينتظر أهالى الضحايا‪.‬‬ ‫ويأبى شهر يوليو أن ينتهى إال بعد أن يترك‬ ‫بصمة ثالثة كارثية على املصريني‪ ،‬ففى يوم‬ ‫‪ 29‬من الشهر اندلع حريق مبصنع‬ ‫لأثاث املكتبى فى مدينة العبور‪،‬‬ ‫تسبب فى مصرع ‪ 26‬شخصا‬ ‫وإصابة آخرين توفيت من‬ ‫بينهم إحدى العامالت‪،‬‬ ‫‪ 26‬س���ن���ة‪ ،‬ول��ف��ظ��ت‬ ‫أن��ف��اس��ه��ا األخ���ي���رة‬ ‫داخ�������ل امل��س��ت��ش��ف��ى‬ ‫م��ت��أث��رة ب��إص��اب��ت��ه��ا‬ ‫ب��ح��روق متفرقة‬ ‫باجلسم‪.‬‬ ‫انتهى األمر‬ ‫بصرف ‪ 5‬آالف‬

‫زارع‪ :‬الشعب‬ ‫ال يلتزم‬ ‫مبعايير‬ ‫السالمة‬ ‫والدولة‬ ‫ال تطبق‬ ‫القانون‬ ‫رغم تكرار‬ ‫احلوادث‬ ‫وتشابهها‬ ‫ال توجد‬ ‫محاوالت‬ ‫جادة‬ ‫لإلصالح‬ ‫املؤسسى‬

‫صوت المستضعفين‬

‫جنيه ألسر املتوفني‪ ،‬وصرف تعويض لصاحب‬ ‫املصنع حسب تصريحات محافظ الدقهلية‬ ‫املهندس محمد عبدالظاهر‪ ،‬الذى أكد أنه‬ ‫«ت��ق��رر ص��رف ‪ 5‬آالف جنيه م��ن صندوق‬ ‫احلاالت اإلنسانية كتعويض ألسرة كل متوفى‬ ‫ف��ى احل���ادث م��ن أب��ن��اء املحافظة‪ ،‬بخالف‬ ‫التعويضات التى ستصرفها هيئة املجتمعات‬ ‫العمرانية‪ ،‬وصاحب املصنع»‪.‬‬ ‫وكشفت التحقيقات األول��ي��ة أن املصنع‬ ‫بدون ترخيص‪ ،‬ويفتقر ألبسط وسائل األمن‬ ‫الصناعى‪ ،‬وأن األحهزة املعنية رفضت منحه‬ ‫املوافقات فى ‪ 2011‬لعدم توافر الشروط‪،‬‬ ‫وهو ما أكده أمني غنيم‪ ،‬رئيس جهاز مدينة‬ ‫العبور‪.‬‬ ‫«اإلهمال» أصبح كلمة السر واللعنة التى‬ ‫تطارد املصريني فى كل الكوارث دون وجود‬ ‫رادع‪ ،‬وباتت احلكومة تعمل فقط كرد فعل‬ ‫على ال��ك��وارث التى حتصد األرواح بسبب‬ ‫اإلهمال املنتشر فى كل بقعة على أرض مصر‪،‬‬ ‫وأصبح الرد يقتصر على االعتراف واالعتذار‬ ‫والتعويض وفقط‪.‬‬ ‫ال��دك��ت��ور ح��س��ن ن��اف��ع��ة‪ ،‬أس��ت��اذ ال��ع��ل��وم‬ ‫السياسية بجامعة القاهرة‪ ،‬ق��ال‪ :‬اعتادت‬ ‫احلكومات التى تعاقبت على إدارة الدولة‬ ‫املصرية منذ عشرات السنني التهوين من‬ ‫خطورة املشكالت التى يواجهها الشعب كل‬ ‫ي��وم‪ ،‬وتعمدت نسبتها إلى أخطاء أو عيوب‬ ‫إنسانية أو ف��ردي��ة أطلقت عليها تسميات‬ ‫مختلفة‪ :‬إه��م��ال‪ ،‬تسيب‪ ،‬ف��س��اد‪ ،‬فهلوة»‪.‬‬ ‫وأض���اف‪ :‬وب��ال��رغ��م م��ن ذل��ك فاحلكومة ال‬ ‫مطلقاا بأى قصور مؤسسى أو سياسى‬ ‫تعترف مطل ًق‬ ‫تقدم أى محاولة جادة‬ ‫من جانبها‪ ،‬ل��ذا لم ّ‬ ‫خصوصاا املؤسسات‬ ‫�إص���الح‬ ‫إص�‬ ‫ل�إص�‬ ‫ل�إص‬ ‫خصوص‬ ‫�الح املؤسسى‪،‬‬ ‫�إص‬ ‫ً‬ ‫السيادية‪ ،‬وعلى الرغم من أن تكرار وتشابه‬ ‫احل��وادث التى تقع على هذا النحو يكشف‬

‫قصورا كبيرا فى أداء وكفاءة هذه املؤسسات‬ ‫بأكثر مم��ا يكشف وج���ود أخ��ط��اء ف��ردي��ة‪.‬‬ ‫نافعة‪ ،‬أشار إلى أن ثورة يناير اندلعت ضد‬ ‫«دول��ة الفهلوة» حت��دي� ً�دا‪ ،‬على أم��ل أن تقيم‬ ‫«دولة القانون» بدال منها‪ ،‬ورغم جناح الثورة‬ ‫فى إسقاط رأس النظام ممثال فى شخص‬ ‫الرئيس األسبق مبارك كخطوة ال بد منها‬ ‫متهيدا إلقامة دولة القانون‪ ،‬فإن ورثة هذا‬ ‫ً‬ ‫النظام الفاسد‪ ،‬وشبكة املصالح املرتبطة‬ ‫ب��ه م��ا زال����وا ه��م األس���ي���اد املتحكمني فى‬ ‫مقدرات البلد وفى صنع سياساته الداخلية‬ ‫واخل��ارج��ي��ة‪ ،‬فاإلهمال والتسيب والفهلوة‬ ‫والفساد حلقات فى منظومة واح��دة متثلها‬ ‫دولة الفساد واالستبداد‪.‬‬ ‫م��ن جانبه‪ ،‬ق��ال احلقوقى محمد زارع‪،‬‬ ‫رئيس املنظمة العربية لإصالح اجلنائى‪،‬‬ ‫إن هناك أخطاء متكررة من الشعب والدولة‪،‬‬ ‫فالشعب ال يطبق معايير السالمة ويتالعب‬ ‫ب����أرواح البشر‪ ،‬وال��دول��ة ل��أس��ف ال تطبق‬ ‫القانون وال تلزم مواطنيها بتطبيقه‪.‬‬ ‫وأض��اف أن الدولة أحيانا تكون متورطة‬ ‫ف��ى ق��ض��اي��ا ف��س��اد تتسبب ف��ى وق���وع تلك‬ ‫ال��ك��وارث‪ ،‬وأحيانا أخ��رى تغض النظر عن‬ ‫اإلهمال الواضح أمامها‪ ،‬مؤكدا أن مثل واقعة‬ ‫مستشفيات بنى سويف فى دولة متقدمة كانت‬ ‫تستدعى فتح حتقيق موسع عن ما حدث‬ ‫لأطفال وت��ق��دمي ك��ل األط���راف للمحاكمة‬ ‫مبا فيهم وزير الصحة‪ ،‬لكن لأسف هذا ال‬ ‫يحدث فى مصر‪.‬‬ ‫فى السياق ذات���ه‪ ،‬أك��د الدكتور مغاورى‬ ‫شحاتة‪ ،‬رئ��ي��س جلنة ال��ك��وارث بأكادميية‬ ‫البحث العلمى‪ ،‬أن اجلهل املجتمعى يقابله‬ ‫عدم وجود استراتيجية حقيقية لدى احلكومة‬ ‫فى مواجهة األزمات واحلد منها هما أسباب‬ ‫انتشار الكوارث وتكرارها على هذا النحو‪.‬‬ ‫وأضاف أن الدولة البد أن تقدم برنامجا‬ ‫تدريبيا ملوظفيها على التعامل مع الكوارث‬ ‫باإلضافة إلى أن الدولة البد أن يكون لها‬ ‫خطط استراتيجية حقيقية تعنى بكيفية‬ ‫م��واج��ه��ة األزم���ة ب��دال م��ن التصرف‬ ‫العشوائى والفوضوى الذى نشهده‪،‬‬ ‫وأي��ض��ا كيفية جتنب الكارثة‬ ‫قبل وقوعها‪ ،‬وهو ما يجب أن‬ ‫يحدث من خالل إدارة األزمات‬ ‫امل��وج��ودة ف��ى ك��ل مؤسسة من‬ ‫مؤسسات الدولة‪ ،‬لكنها ال تعمل‬ ‫فى حقيقة األمر‪.‬‬

‫كتبت‬

‫شيماء حمدى‬


‫‪ 03‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫بصيرة‬

‫و‬ ‫المغربلين‬

‫كنوز تاريخية فى قبضة الباعة والمتسولين‬

‫كتب ‪ -‬حسن هاشم‪:‬‬ ‫م��ن ب��داي��ة ش��ارع املغربلني إل��ى ش��ارع‬ ‫ال��غ��وري��ة‪ ،‬مي��ت��زج احل��ن��ني للماضى بعبق‬ ‫وعراقة األماكن التى تبوح بكم هائل من‬ ‫الذكريات عن أحداث وسير وفنون وبناء‬ ‫وعمارة وصراع مملوكى وعثمانى‪ ،‬ملحمة‬ ‫متعددة الفصول حتكى تاريخ بقعة عزيزة‬ ‫لطاملا شهدت أشهر وأقوى األحداث التى‬ ‫حفرت فى التاريخ سطورا مهمة‪.‬‬ ‫«البديل» جتولت فى املنطقة ملشاهدة‬ ‫املبانى األث��ري��ة التى تزخر بها املنطقة‪،‬‬ ‫ورصد ما حلق بها من تغيرات وما طالها‬ ‫من تشوه فى ظل غياب ثقافة احلفاظ‬ ‫على اآلثار‪.‬‬ ‫مسجد الفكهانى‬ ‫يعج املسجد بآالف املصلني العابدين‪،‬‬ ‫مع دروس لتحفيظ ال��ق��رآن يلقيها أئمة‬ ‫وفقهاء كبار‪ ،‬وترجع تسمية اجلامع بهذا‬ ‫االسم لوجود سوق لتجارة الفاكهة بجواره‪،‬‬ ‫وهو أحد اآلثار الفاطمية‪ ،‬أنشأه اخلليفة‬ ‫الفاطمى الظافر بنصر اهلل‪ ،‬عام ‪1148‬م‪،‬‬ ‫ال يعكر صفوه سوى وجود بعض السلبيات‬ ‫مثل تكدس الباعة اجلائلني املتراصني على‬ ‫جانبى ال��ش��ارع‪ ،‬وق��د ات��خ��ذوا من أس��وار‬ ‫املسجد مكانا ً لعرض بضائعهم من مالبس‬ ‫وأقمشة ومفروشات‪ ،‬بجانب املتسولني‬ ‫الذين ينامون داخ��ل املسجد ويفترشون‬ ‫سالمله‪.‬‬ ‫مررنا أثناء سيرنا على «سبيل محمد‬ ‫على»‪ ،‬تلك التحفة الفنية املعمارية التى‬ ‫تفوقت على مثيالتها‪ ،‬واألثر الهام والوحيد‬ ‫الذى بناه محمد على‪ ،‬من األسبلة كصدقة‬ ‫ج��اري��ة على روح اب��ن��ه إسماعيل باشا‪،‬‬ ‫ول��ألس��ف وج��دن��ا امل��الب��س وامل��ع��روض��ات‬ ‫والعديد من املنتجات معلقة على السبيل‬ ‫والباعة من حولها يتزاحمون‪.‬‬ ‫سوق الغورية‬ ‫عند دخولنا سوق الغورية أشهر أسواق‬ ‫القاهرة وجدنا اآلالف من أهالى مصر‬ ‫وق��د وف���دوا م��ن ك��ل امل��ح��اف��ظ��ات لشراء‬ ‫امل��ن��ت��ج��ات احل��ري��ري��ة وأق��م��ش��ة التنجيد‬ ‫ومستلزمات العرائس والصينى واحللى‬ ‫(اإلكسسوارات)‪.‬‬ ‫السوق ميتلئ مبشاهد سيئة وقميئة‪،‬‬ ‫فالقمامة تنتشر فى كل مكان‪ ،‬وحالة اآلثار‬ ‫متردية للغاية للدرجة التى تبدو معها‬ ‫وكأنها مبانٍ قدمية بالية ال قيمة لها‪.‬‬ ‫أم��اال��ب��اع��ة اجل���ائ���ل���ون ف��ي��ت��زاح��م��ون‬ ‫وي��ت��واج��دون فى كل شبر بعشوائية ومبا‬ ‫يعيق حركة السير فى الشارع‪ ،‬واملتسولون‬ ‫ينتشرون فى كل مكان وبينهم نساء وأطفال‪.‬‬ ‫مسجد الغورى‬ ‫م��ن أه��م املساجد األث��ري��ة التاريخية‬ ‫بالغورية‪ ،‬وتكاد معامله تختفى من كثرة‬ ‫انتشار أكشاك املالبس واإلكسسوارات‬ ‫واألقمشة‪ ،‬وبسبب فوضى البائعني الذين‬ ‫قاموا بعرض بضائعهم وتعليقها فى ساحة‬ ‫املسجد وبيعها للمواطنني‪.‬‬ ‫جامع الصالح طالئع‬ ‫ومبرورنا بسوق املغربلني‪ ،‬وجدنا جامع‬ ‫الصالح طالئع‪ ،‬وحوله تنتشر من اجلانبني‬ ‫محالت األقمشة وامل��ف��روش��ات واخليام‬ ‫والسجاجيد‪.‬‬ ‫بوابة املتولى‬ ‫أما بوابة املتولى فتحيط بها املحالت‬ ‫واألكشاك املستأجرة من وزارة األوقاف‪،‬‬

‫وينتشر الباعة اجلائلون‬ ‫وامل���ت���س���ول���ون‪ ،‬ومت��ل��ؤه��ا‬ ‫القمامة‪.‬‬ ‫وأم���ام ال��ب��واب��ة يوجد‬ ‫مسجد ف��رج ب��ن ب��رق��وق‪،‬‬ ‫ال��������ذى أص����ب����ح م��ه��م��ال‬ ‫وم����ه����ج����ورا وب�����ال زوار‪،‬‬ ‫حتيطه من اجلانبني محالت‬ ‫وب���اع���ة امل��ن��ت��ج��ات اخل��ش��ب��ي��ة‬ ‫واأللومنيوم‪.‬‬ ‫الدكتور حجاجى إبراهيم‪ ،‬أستاذ‬ ‫اآلث��ار‪ ،‬قال إن ما آلت اليه آثار القاهرة‬ ‫ال��ق��دمي��ة ي���دل ع��ل��ى أن��ه��ا ل��م ت��ع��د محل‬ ‫اهتمام املسؤولني‪ ،‬وشيئا فشيئا ستفقد‬ ‫قيمتها التاريخية كرمز مييز املدينة نظرا‬ ‫ملا يتهددها من أخطار‪ ،‬فما يحدث بشأن‬ ‫تأجير املواطنني لألماكن األثرية القدمية‬ ‫م���ن وزارة األوق�����اف ه���و خ��ط��أ ق���دمي‪،‬‬ ‫ولألسف استمر إل��ى اآلن‪ ،‬وعلى وزارة‬ ‫اآلثار تصحيح هذا الوضع‪.‬‬ ‫وأك���د أن ال�����وزارة ل��دي��ه��ا ع���دد كبير‬ ‫م��ن ش��ب��اب املفتشني ذوى اخل��ب��رة فى‬ ‫العمل على املواقع التراثية‪ ،‬وكثير منهم‬ ‫متخصصون ف��ى م��ج��االت م��ح��ددة مثل‬ ‫احلفظ والترميم وعلوم اآلث��ار‪ ،‬مطالبا‬ ‫بضرورة تطوير سبل التعاون بني مصر‬ ‫واليونيسكو فى املستقبل‪ ،‬من أجل دعم‬ ‫مصر بجميع الوسائل وتوفير خبراتها‬ ‫وجهودها فى ه��ذه االجت��اه��ات‪ ،‬وتعزيز‬ ‫امل��ش��ارك��ة ال��دول��ي��ة ف��ى م��ش��روع تطوير‬ ‫القاهرة الفاطمية‪.‬‬ ‫حجاجى‪ ،‬أشار إلى أنه يجب‬ ‫العمل على تنفيذ مشروعات‬ ‫اقتصادية وسياحية ترتبط‬ ‫ب��أى متحف أو موقع‬ ‫أثرى بغرض توفير‬ ‫امل�������وارد امل��ال��ي��ة‬ ‫ل���ل���ص���رف ع��ل��ى‬ ‫ه���ذا األث����ر‪ ،‬كما‬ ‫ميكن أن يخدم هذه‬ ‫املشروعات أهالى هذه‬ ‫املدن واملحافظات‪.‬‬ ‫م��ن ج��ان��ب��ه‪ ،‬ط��ال��ب ال��دك��ت��ور‬ ‫م��خ��ت��ار ال��ك��س��ب��ان��ى‪ ،‬أس��ت��اذ اآلث��ار‬ ‫اإلس��المم��ي��ة‪ ،‬واس��ت��ش��ارى م��ش��روع‬ ‫تطوير القاهرة التاريخية فيقول‪..‬‬ ‫ب��ض��رورة ت��ك��ات��ف اجل��ه��ات املعنية‬ ‫م��ن أج���ل احل��ف��اظ ع��ل��ى ال��ق��اه��رة‬ ‫�الل االستغالل‬ ‫التاريخية م��ن خ��ال‬ ‫�ال‬ ‫خ��الل‬ ‫األم���ث���ل ل���ل���م���وارد ال��ط��ب��ي��ع��ي��ة‬ ‫والبشرية باملنطقة‪ ،‬وكذلك‬ ‫ال��ت��خ��ط��ي��ط ال��س��ل��ي��م‪،‬‬ ‫باإلضافة إل��ى تطبيق‬ ‫م���ف���ه���وم ال��ت��ن��م��ي��ة‬ ‫امل��س��ت��دام��ة وال���ذى‬ ‫ي���ش���م���ل اإلن����س����ان‬ ‫ك������م������ورد ب���ش���رى‬ ‫م���ن زي����ادة ال��وع��ى‬ ‫واإلدراك بقيمة‬ ‫ال��ت��راث احل��ض��ارى‬ ‫واإلنسانى‪،‬‬ ‫وأخيراً نظام اإلدارة‬ ‫احل��ك��وم��ي��ة م��ن حيث‬ ‫مستوى كفاءة وفاعلية‬ ‫ال��ن��ظ��ام اإلدارى‪ ،‬فى‬ ‫احل��ف��اظ على اإلرث‬

‫محمد الصبان‬

‫تدشين المرحلة السيسية‬

‫لست من هؤالء الذين بدأوا منذ أسابيع يبذلون كل جهد وكل‬ ‫حلظة إلثبات فشل «مشروع قناة السويس اجلديدة»‪ ،‬بل أقول لهم‬ ‫إن رائحة املرض تفوح منكم بشكل كبير‪ ،‬ولغتكم فى الغالب لغة‬ ‫شخص ال يستطيع إخفاء ارتباكه فبدا عليه التوتر والفشل‪ ،‬مع‬ ‫أن األمر أبسط من ذلك وال يستدعى كل هذه الضجة املفتعلة‬ ‫واألرقام الكاذبة والهجوم غير املبرر واخلرائط املفبركة‪ ،‬والتى‬ ‫تزيد من كراهية الناس لكم أكثر وأكثر‪.‬‬ ‫لو نظرنا لألمر بهدوء وعناية‪ ،‬وسألنا وب��دون االستسالم‬ ‫للهوى والعصبية واألحكام املسبقة الختلف األمر كثيرا‪ ،‬نعم هناك‬ ‫مشروع ضخم فى قناة السويس استطاعت الدولة إجنازه فى‬ ‫فترة قياسية‪( .‬نقطة)‬ ‫(النقطة) هنا للتوقف بعدها‪ ،‬وترك اجلدل العقيم حول ملاذا‬ ‫تصر الدولة على مصطلح «قناة السويس اجلديدة» برغم أن‬ ‫املشروع هو تطوير القناة نفسها وتوسعتها وإضافة تفريعة جديدة‬ ‫لها‪ ،‬وهل هذه التفريعة ستعود بفائدة أم ال وعلى أى مدى‪ ،‬وكل‬ ‫هذه الثرثرة التى ال تسمن وال تغنى من جوع‪ ،‬وإن كان لها مجالها‬ ‫الذى على املتخصصني احلديث فيه بشكل موضوعى‪.‬‬ ‫ولكن القضية فى حقيقتها هى أن الدولة استطاعت أن تنفذ‬ ‫«مشروعا» بالفعل‪ ،‬واستطاعت استخدام هذا املشروع إعالميا‬ ‫لتحقيق مكاسب أكبر بكثير من تلك املكاسب التى حتاولون البحث‬ ‫عنها‪ ،‬فعندما نرى الشعار املرافق لالحتفال «هدية مصر للعالم»‬ ‫فى كل مكان نفهم املكسب الذى يريده السيسى على الفور‪ ،‬فهذا‬ ‫املشروع له بعد دولى وإقليمى ومحلى‪ ،‬ويحقق مكاسب فعلية هى‬ ‫األهم فى نظر من قاموا به‪.‬‬ ‫فى نظرة تاريخية سريعة حلكام مصر على مدار القرن املاضى‬ ‫سنعلم جيدا أن هذا املشروع وهذا االحتفال مكسبه احلقيقى‬ ‫والكبير هو إعالن وتدشني عهد جديد لرئيس جديد‪ ،‬فاملشاريع‬ ‫فى التاريخ دائما هى السحر الفعال الذى يجدد الدماء داخل أى‬ ‫نظام‪ ،‬وال يحتاج النظام لهكذا فكرة فقط فى بدايته‪ ،‬وإمنا أيضا‬ ‫يحتاجها كلما طالت مدة بقائه كنوع من جتديد الشباب والبداية‬ ‫اجلديدة‪ ،‬القناطر اخليرية‪ ،‬قناة السويس‪ ،‬خزان أسوان‪ ،‬السد‬ ‫العالى‪ ،‬مشروع توشكى‪ ،‬وغير ذلك الكثير‪.‬‬ ‫الفارق اجلوهرى الوحيد بني كل مشروع وآخر وكل عهد وعهد‬ ‫آخر هو «الصدق والكذب»‪ ،‬فاألنظمة التى أسست مشاريعها‬ ‫فقط لهذا الهدف ‪ -‬وهو هدف مشروع باملناسبة ‪ -‬لم تستمر‬ ‫طويال‪ ،‬وغالبا ما تكون نهايتها مأساوية‪ ،‬أما األنظمة التى سعت‬ ‫لهذا الهدف ولكنها فى الوقت نفسه حملت فكرا واستراتيجية‬ ‫واضحة‪ ،‬ومشروعا نهضويا متكامال‪ ،‬وفكرا حرا وطنيا مستقال‪،‬‬ ‫مع نخبة واعية ومدركة هى التى خلدها التاريخ وحظيت بالنجاح‪.‬‬ ‫مشروع القناة مشروع ناجح فى حتقيق هدف «تدشني العهد‬ ‫اجلديد» وإعالن بداية العهد السيساوى الذى قد يستمر طويال‬ ‫أو قصيرا‪ ،‬فعلى املستوى اخلارجى بذل السيسى جهدا مضنيا‬ ‫وشاقا طول العامني املاضيني كانت نتيجته قبول أغلب املجتمع‬ ‫الدولى به والتعامل والتعاون معه‪ ،‬وأيضا بذل جهدا مضنيا‬ ‫لصنع استقرار داخلى والتفاف شعبى حوله‪ ،‬ساعده فى ذلك‬ ‫جهل اإلخوان وحماقتهم‪ ،‬وأيضا اإلرهاب الذى بات يهدد حياة‬ ‫املصريني اليومية‪ ،‬وج��اء ه��ذا «امل��ش��روع» تتويجا لهذا اجلهد‬ ‫ليضاعف هذه املقبولية الدولية وااللتفاف الشعبى‪.‬‬ ‫ولكن بالنظر لسنن التاريخ واألمم جند أن أغلب حكام مصر‬ ‫وغيرها قاموا باألمر نفسه‪ ،‬ولكن الفارق اجلوهرى يكمن فى‬ ‫الثمار‪ ،‬فكثير من احلكام لم يفكروا وهم يسعون لهذا الهدف أنه‬ ‫سالح ذو حدين‪ ،‬فهو يحقق املقبولية الدولية ويرسخ الشرعية‬ ‫وااللتفاف الشعبى من جهة‪ ،‬ولكنه أيضا يزيد من التعطش‬ ‫واالنتظار للثمار لدى الطرفني من جهة أخرى‪ ،‬فالدول الكبرى‬ ‫وغير الكبرى تتعطش أكثر لتحقيق مصاحلها وأمنياتها بناء على‬ ‫دعمها وتنتظر الثمار بشغف‪ ،‬والشعب أيضا بطريقة تلقائية يشعر‬ ‫بالتعطش‪ ،‬وتلمع عيونه ويزداد جوعه انتظارا لهذه الثمار‪.‬‬ ‫وبالتالى إذا لم يكن أى مشروع مصحوب برؤية واضحة وشاملة‬ ‫ومشروع حقيقى نهضوى ويحقق جلميع األطراف ما يصبون إليه‪،‬‬ ‫«الدبة التى قتلت صاحبها»‪.‬‬ ‫�«الدبة‬ ‫سرعان ما يتحول املشروع لل��ل�«الدبة‬ ‫فهل حتمل بالدنا هذه الرؤية العميقة والقوية؟ هل لدينا‬ ‫استراتيجية فى التعامل مع الدول التى قدمت لنا الدعم؟ أم‬ ‫سيتحول هذا الدعم السياسى أو االقتصادى لقيد يخنق رقابنا؟‬ ‫وهل منتلك حقا تصورا للثمار وسقوطها على الشعب وإحساسه‬ ‫بها؟ أم سيتحول تعطش الشعب مع مرور الوقت لسيف بتار؟‬ ‫هذه هى األسئلة التى يجب أن نسألها ونتناقش فيها‪ ،‬وهى‬ ‫النظرة األعمق واألشمل ملن يريد أن يفهم وينتقد ال أن يبكى‬ ‫على اللنب املسكوب ويصرخ بعيون املرتبك املتوتر الفاشل‪.‬‬ ‫‪moh.elsaban@gmail.com‬‬


‫‪ 04‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫يهدف املشروع القومى‬ ‫الستصالح ‪ 4‬ماليني فدان‬ ‫ضمها إلى األراضى القدمية‬ ‫واملستصلحة والتى تقارب الـ‪8‬‬ ‫ماليني فدان‪ ،‬وينفذ املشروع‬ ‫على مدار ‪ 6‬سنوات من ‪2014‬‬ ‫حتى ‪ ،2020‬على ‪ 3‬مراحل‪،‬‬ ‫تضم املرحلة األولى ‪ 11‬منطقة‬ ‫على مستوى اجلمهورية‬ ‫وتهدف إلى استصالح مليون‬ ‫و‪ 18‬ألف فدان‪ ،‬ومن املخطط أن‬ ‫يتم استصالح ‪ 911‬ألف فدان‬ ‫فى ‪ 12‬منطقة خالل املرحلة‬ ‫الثانية‪ ،‬واملرحلة الثالثة‬ ‫وهى املستحوذة على املساحة‬ ‫األكبر من األراضى التى سيتم‬ ‫استصالحها واملقدرة بـ‪ 2‬مليون‬ ‫و‪ 50‬ألف فدان بـ‪ 9‬مناطق‪.‬‬

‫استصالح ‪ 4‬مليون فدان‬ ‫أمل جديد وحلم طموح‬ ‫المرحلة‬ ‫األولى‪:‬‬

‫استصالح مليون و‪ 18‬ألف فدان ‪ 11 -‬منطقة ‪ -‬توشكى‬ ‫‪ 108‬ألف فدان «الرى السطحى» ‪ -‬آبار توشكى ‪ 30‬ألف‬ ‫فدان ‪ -‬الفرافرة القدمية ‪ 200‬ألف فدان ‪ -‬الفرافرة‬ ‫اجلديدة ‪ 100‬ألف فدان ‪ -‬امتداد الداخلة ‪ 50‬ألف‬ ‫فدان ‪ -‬امتداد شرق العوينات ‪ 50‬ألف فدان ‪ -‬جنوب‬ ‫منخفض القطارة ‪ 50‬ألف فدان ‪ -‬جنوب شرق املنخفض‬ ‫‪ 50‬ألف فدان ‪ -‬غرب املنيا ‪ 200‬ألف فدان ‪ -‬املغرة‬ ‫‪ 150‬ألف فدان ‪ -‬شرق سيوة ‪ 30‬ألف فدان‪.‬‬

‫المرحلة‬ ‫الثانية‪:‬‬ ‫استصالح ‪ 911‬ألف فدان ‪ 12 -‬منطقة ‪ -‬غرب املنيا‬ ‫‪ 200‬ألف فدان ‪ -‬الفرافرة اجلديدة ‪ 200‬ألف فدان ‪-‬‬ ‫امتداد شرق العوينات ‪ 100‬ألف فدان ‪ -‬سهل اجلالبة‬ ‫‪ 100‬ألف فدان ‪ -‬غرب كوم امبو ووادى اللقيطة ‪70‬‬ ‫ألف فدان ‪ -‬شرق األقصر ‪ 50‬ألف فدان ‪ -‬غرب إسنا‬ ‫«وادى النسيم والصراف» ‪ 40‬ألف فدان ‪ -‬امتداد‬ ‫وادى الصعايدة ‪ 15‬ألف فدان ‪ -‬شمال ووسط وجنوب‬ ‫سيناء ‪ 8‬آالف فدان‪.‬‬

‫يهدف المشروع الستصالح ‪4‬‬ ‫ماليين فدان لضمها إلى األراضى‬ ‫القديمة والمستصلحة والتى‬ ‫تقارب الـ‪ 8‬ماليين فدان‬

‫ينفذ المشروع على مدار ‪6‬‬ ‫سنوات من ‪ 2014‬حتى ‪2020‬‬ ‫على ‪ 3‬مراحل‬

‫يستهدف املشروع استصالح ‪33‬‬ ‫منطقة جديدة تستحوذ املرحلة‬ ‫الثالثة على املساحة األكبر من‬ ‫األراضى املستصلحة‬

‫المرحلة‬ ‫الثالثة‪:‬‬ ‫استصالح مبساحة ‪ 2‬مليون و‪ 50‬ألف فدان ‪ 9 -‬مناطق‬ ‫ مناطق حدودية مع ليبيا ‪ 690‬ألف فدان ‪ -‬غرب‬‫واحة باريس ‪ 400‬ألف فدان‪ ،‬وهى املستحوذة على‬ ‫املساحة األكبر من األراضى التى سيتم استصالحها‪.‬‬

‫إعداد‬ ‫صوت المستضعفين‬

‫مروة أحمد‬


‫‪ 05‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫الشعب مصدر السلطات‪ ،‬بهذه العبارة نهضت شعوب وذاقت حالوة احلرية‪ ،‬ومن غفل‬ ‫مطيعا لألنظمة االستبدادية املختلفة‪ ،‬التى احتكرت صوت الشعب‪،‬‬ ‫عبدا‬ ‫عنها صار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إما بشرائه أو إرهابه‪ ،‬ولكن يبدو أن هناك بادرة أمل فى البرملان املزمع خوض انتخاباته‬ ‫خالل نوفمبر ‪ 2015‬اجلارى‪ ،‬بحسب تصريحات رئيس الوزراء‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى حديث محمد سعد الكتاتنى‪ ،‬آخر رئيس ملجلس الشعب مبصر‪ ،‬فى‬ ‫اجللسة االفتتاحية‪ ،‬قائالً «نسجد هلل شكر ًا على توفيقه لشعب مصر يف ثورته العظيمة‬ ‫البيضاء التي أطاحت بالنظام الفاسد واقتلعت جذور الظلم والفساد»‪ ،‬ولكن يبدو أنه كان حديث‬ ‫خرافة‪ ،‬لم ي‪j‬حقق منه شيء حتى حل برملان اإلخوان فى ‪ 14‬يونيو ‪ ،2012‬ليحرم الشعب من حقه فى‬ ‫حتديد مصيره حتى اآلن‪ ،‬وتصبح السلطة املطلقة فى يد رئيس اجلمهورية ورئيس املحكمة الدستورية‪.‬‬

‫مزارعو المنيا لمرشحى البرلمان‪ :‬نطالبكم بالرعاية‬ ‫الصحية ولن ُنعامل كـ«عبيد» بعد اليوم‬ ‫كتب ‪ -‬أحمد الدليل‪:‬‬ ‫مع اقتراب دخول مرشحى ‪ 2015‬املحتملني باملنيا‬ ‫فى معترك املنافسة للوصول إلى مقعد مجلس النواب‬ ‫ترصد «البديل» مطالب املزارعني من البرملان املقبل‬ ‫والقوانني واإلجراءات التى يأملون‪ ،‬وجميعها ترمى‬ ‫للقضاء على مشكالتهم‪ ،‬ومن ثم حتسني أوضاع‬ ‫الزراعة‪ ،‬ومساعدة الغالبية العظمى من الفالحني‬ ‫املنتجني لالستمرار فى مهنتهم ووقف مغادرتهم‬ ‫لألرض ورفع إنتاجيتها والعناية بها واحلفاظ على‬ ‫خصوبتها‬ ‫طالبت نقابات صغار الفالحني باملنيا وعددها‬ ‫‪ 19‬نقابة مرشحو البرملان‪ ،‬بالتشديد على الوفاء‬ ‫باحلقوق املنصوص عليها فى الدستور‪ ،‬وتعديل‬ ‫قانون العالقة بني املالك واملستأجر لتصبح فترة‬ ‫اإليجار خمس سنوات ال أقل‪ ،‬مع تخفيض القيمة‬ ‫اإليجارية لألرضى‪ ،‬إضافة لتسويق املحاصيل بأسعار‬ ‫تدر ربحا مناسبا ‪.‬‬ ‫نقابات صغار الفالحني التى تضم عمال‬ ‫ومزارعني مالكني وباألجر اليومى‪ ،‬طالبت أيضا‬ ‫بتوفير ودعم مستلزمات اإلنتاج الزراعى‪ ،‬عن طريق‬ ‫زيادة املقررات املوزعة باجلمعيات الزراعية واإلصالح‬ ‫الزراعى‪ ،‬وتوزيعها للمزارع الفعلى ال املالك‪ ،‬مع‬ ‫توفير مياه رى كافية وصاحلة‪ ،‬وذلك بشق قنوات‬ ‫جديدة وتطهير الترع واملساقى واملجارى‪ ،‬وصيانتها‬ ‫وتطهيرها‪ ،‬وأيضا تأمني املواشى وصرف األعالف‬ ‫وإنشاء وحدات البيطرية بالقرى‪.‬‬ ‫قائمة املطالب شملت توفير الرعاية الصحية‬ ‫والعالج املجانى عبر إدراج الفالحني حتت مظلة‬ ‫التأمني الصحى وفقا للمادة رقم (‪ ،)18‬وتوفير‬ ‫الرعاية التعليمية املجانية ألبناء الريف‪ ،‬ورفع‬ ‫قيمة معاش الفالح من ثالثمائة وخمسون إلى‬ ‫ألف ومائتى جنيها شهريا‪ ،‬وخفض سن املعاش‬ ‫للفالح من ‪ 65‬إلى ‪ 50‬عاما‪ ،‬وبإتاحة قروض ميسرة‬ ‫بفوائد بسيطة‪ ،‬وضمان متثيل صغار الفالحني‬ ‫بنسبة ‪ %80‬مبجالس إدارة اجلمعيات التعاونية‪ ،‬ومنع‬ ‫الزحف على الزراعات‪ ،‬وتخفيض فوائد القروض‪.‬‬ ‫وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى‪ ،‬قال فى خطاب‬ ‫تنصيبه رئيسا إن التنمية الزراعية سيكون لها‬ ‫نصيب كبير يتواكب معه النهوض بأوضاع الفالح‪.‬‬ ‫إسحاق فاروق وعادل أنور عضوا النقابة‪ ،‬اتفقا‬ ‫فى الرأى على أن قانون املالك واملستأجر كان‬ ‫حتقيقا لرغبة الكبار وإعادة زمن العبيد من جديد‪،‬‬ ‫وأنه أدى إلى ارتفاع قيمة اإليجار من ‪ 600‬جنيه‬ ‫قبل القانون إلى ‪ 9‬آالف جنيه للفدان الواحد‪،‬‬ ‫كما تسبب فى عدم استقرار األسر ألن املالك‬ ‫يرفض تأجير األرض أكثر من عام‪ ،‬وأضاف أنور‬ ‫أن املالك يأخذ السماد من اجلمعية ويرفض تسليمه‬ ‫للمزارع مما يجبر املزارع على شرائه من السوق‬ ‫السوداء‪ ،‬وهو ما نرفضه ونؤكد على أننا لن نعامل‬ ‫«عبيد» بعد اليوم‪.‬‬ ‫ك�ك�ك�«عبيد»‬ ‫�«عبيد»‬ ‫رئيس االحتاد العام للفالحني‪ ،‬طالب بضرورة‬ ‫تعديل السياسات الزراعية التى أدت لتدهور‬ ‫املحاصيل‪ ،‬وإفقار الفالح ونقص األيدى العاملة‬ ‫‪ %80‬وتهجيرها من الريف‪،‬‬ ‫بنسبة ‪%80‬‬ ‫وأضاف أن الدولة عندما كانت‬ ‫تتعاون مع الفالح وتضع خطة‬ ‫سنوية للزراعة وجتمع املحاصيل‬

‫كانت الزراعة مزدهرة ومساهمة باإلنتاج الزراعى‬ ‫فى املجال الصناعى‪ ،‬وطالب بأن ترعى الدولة‬ ‫الفالح والزراعة رعاية حقيقية مع دراسة األوضاع‬ ‫احلالية باستخدام مراكز البحوث وأساتذة اجلامعة‬ ‫واستنباط جينات ومحاصيل زراعية تنهض بالزراعة‪.‬‬ ‫وطالب تقرير صادر عن جلنة التنمية الزراعية‬ ‫باملنيا بوضع سياسة سعرية وأخ��رى تسويقية‬ ‫للمحصول وإعالن األسعار قبل املوسم الزراعى‪،‬‬ ‫وطالب تقرير آخر للجنة التنمية الزراعية بضرورة‬ ‫توفير التقاوى اجليدة واملياه الالزمة للرى‪.‬‬ ‫وطالب الدكتور محمد جنيب أستاذ بكلية زراعة‬ ‫املنيا ومدير وحدة توكيد اجلودة بإعادة الدورة‬ ‫الزراعية‪ ،‬واعتماد خطة موحدة للزراعة‪ ،‬والتصدى‬

‫رئيس احتاد الفالحني‪:‬‬ ‫السياسات الزراعية أفقرتنا‪..‬‬ ‫و‪ %80‬من األيدى العاملة‬ ‫هجرت الريف‬

‫بكل حزم ملحاوالت تقليص املساحات املنزرعة جراء‬ ‫التعدى اجلائر عليها‪.‬‬ ‫يأتى ذلك فى الوقت الذى يغيب الدور احلقيقى‬ ‫والفعلى للحياة السياسية واحلزبية باملنيا‪ ،‬فأغلب‬ ‫األح��زاب تكتالت ورقية ال دور لها فى الشارع‬ ‫املنياوى‪ ،‬كما طالت أحزاب املنيا حملة من االستقاالت‬ ‫اجلماعية‪ ،‬قبيل العملية االنتخابية لبرملان ‪،2015‬‬ ‫لتهدم كيانات كاملة بكافة مراكز وقرى املحافظة‪،‬‬ ‫وتسهم فى إضعاف دورها السياسى وقاعدتها‬ ‫اجلماهيرية وإن كانت محدودة‪ ،‬وتركزت أسباب‬ ‫االستقاالت ما بني القرارات املركزية واجلوانب‬ ‫التنظيمية لألحزاب وكذا االعتبارات الشخصية‬ ‫واملوقفية‪.‬‬ ‫وفيما يخص ملف الزراعة فلجان وأمانات الزراعة‬ ‫املنبثقة عن األحزاب باملنيا تغيب عن دائرة احتياجات‬ ‫ومطالب الفالح وأهم مشكالته ولم يقم أى حزب‬ ‫باملحافظة بأى دور جتاه ملف الزراعة سواء فى‬ ‫صورة فعاليات أو نقل صوت املزارع‪.‬‬ ‫كما أن املكلفني بتولى تلك األمانات اخلاصة‬ ‫بالزراعة ليسوا أهال لها‪ ،‬ففى حزب حماة الوطن‬ ‫وبدال من تولية الدكتور محمود منصور مدرس‬ ‫مساعد بكلية الزراعة ملف الزراعة مت توليته شؤون‬ ‫الشباب‪ ،‬وفى حزب مستقبل وطن أمانة الفالحني‬ ‫غير أنه لم يقم بأى دور جتاه املزارع‪ ،‬إلغفال احلزب‬ ‫هذا امللف متام‪ ،‬وتركيزه على االنتخابات البرملانية‬ ‫فقط‪ ،‬شأنه شأن باقى األحزاب‪ .‬وتسببت حملة‬ ‫االستقاالت اجلماعية وتغيير األمانات بصفة مستمرة‬ ‫بعدد من األحزاب فى عدم استقرار احلياة احلزبية‬ ‫وبالتالى إغفال ملف الزراعة كغيره من امللفات‪.‬‬ ‫وبسؤال عدد من املزارعني عن دور أعضاء‬ ‫مجلس الشعب فى الفترات السابقة جتاههم قالوا‬ ‫إن وعودهم ذهبت أدراج الرياح وظلت مطالبهم‬ ‫حبيسة األدراج‪ ،‬وهو ما يتوقعونه من املرشحني‬ ‫احلاليني بعد فوزهم مبقاعد برملانية‪.‬‬ ‫واقترح الدكتور محمود منصور عقد املرشحني‬ ‫احلاليني خاصة املمثلني لدوائر املراكز التسع ال‬ ‫البندر ندوات بالقرى الواقعة فى نطاق كل مركز‬ ‫للتعرف على مشكالت الفالح عن قرب ومطالبه‪ ،‬مع‬ ‫تشكيل جلان من القرى ملتابعة تفعيل تلك املطالب‬ ‫عقب فوز املرشح‪ .‬كما اقترح أن تتركز املطالب‬ ‫حول استعادة املحاصيل األساسية واالستراتيجية‬ ‫على أن يتم تذليل كافة العقبات أمام الفالح فى‬ ‫طريقة زراعة تلك املحاصيل بداية من إلقاء البذور‬ ‫حتى عملية احلصاد والتوريد‪ ،‬وذلك لعودة ازدهار‬ ‫الزراعة فى مصر‪.‬‬ ‫وطالب محمود العوام ومحمد سليمان وأحمد‬ ‫أبورية عمال مبصنع حليج األقطان باملنيا التركيز‬ ‫على زراعة القطن وازدهاره حيث أن عملهم يرتبط‬ ‫ارتباطا وثيقا بالقطن‪ ،‬وقالوا إن القطن املصرى‬ ‫يعلن وفاته ما يهدد بغلق املصنع متاما وتسريح‬ ‫العمالة املوجودة بداخله‪.‬‬ ‫فيما طالب رضا العوضى مبصنع سكر أبوقرقاص‬ ‫باملنيا بالقضاء على مشاكل توريد محصولى قصب‬ ‫وبنجر السكر لتالشى املشكالت السابقة التى واجهت‬ ‫املصنع جراء تعسف صرف مستحقات املزارعني‪،‬‬ ‫وما أعقبها من عدول بعض املزارعني عن زراعة‬ ‫املحصول‪.‬‬

‫جنب‬ ‫الحيط‬ ‫محمد صالح‬

‫بينما تفرح مصر‬

‫بعيدا عن تفاصيل مشروع تفريعة قناة السويس وحجم‬ ‫اإلجناز واجلهد املبذول فى تنفيذ املشروع‪ ،‬ودون التطرق إلى‬ ‫حتليالت اجلدوى االقتصادية واالستراتيجية للمشروع‪ ،‬لنترك‬ ‫مبالغات املؤيدين وانتقادات املعارضني‪ ،‬ونترفع عن مناقشة‬ ‫مدعى التوازن بني الطرفني مبنطق «حلوة بس مش أوى»‪ ،‬ألن‬ ‫كل محاوالت لنقاش املشروع يجب أن تنتهى إلى نقد النظام‬ ‫االقتصادى القائم من األس��اس‪ ،‬ومراجعة خريطة النظام‬ ‫وإجراءاته فى إصالح االقتصاد املتعثر‪ .‬لن ننساق إلى أرقام‬ ‫مهاب مميش‪ ،‬الوهمية التى يخلط فيها بني العائد احلالى‬ ‫للقناة واملتوقع وأحالمه الليلية‪ ،‬ولن نهتم باإلعالم الذى مزج‬ ‫بني مشروع تفريعة قناة السويس والذى لن ينتج عليه سوى‬ ‫زيادة رسوم املرور «الكارتة» مبقدار عادى‪ ،‬وبني عوائد مشروع‬ ‫تنمية محور قناة السويس الذى الزال «حبرا على ورق»‪ ،‬إن كان‬ ‫له ورق من األساس‪ .‬لنخرج من اإلطار الضيق للصورة‪ ،‬وننظر‬ ‫نظرة أكثر شموال‪ ،‬ولنهمل مقدمات حفل افتتاح القناة املعنون‬ ‫من صفحة السيسى ب�«هاشتاج» مصر بتفرح‪ ،‬والذى مت اختياره‬ ‫كشعار لفترة االحتفاالت التى بدأت قبل موعد احلفل بحوالى‬ ‫األسبوعني‪ ،‬منذ انتهاء احتفاالت ذكرى ‪ 23‬يوليو حتديدا‪.‬‬ ‫لنبحث عن األحداث التى وقعت فى مصر واإلقليم والعالم‪،‬‬ ‫ولم يتسع الوقت ألحد بالتوقف عندها النغالقنا على أنفسنا‪،‬‬ ‫وحتلقنا حول مجرى التفريعة الذى ال يتجاوز طوله ‪35‬كم‪.‬‬ ‫بينما انشغلنا باحلديث عن كيد السيسى للدول احلاقدة‬ ‫الناقمة علينا من أمثال قطر وتركيا‪ ،‬وكيف استطاع أن يخرق‬ ‫عينهم «الردية» التى نظروا بها إليه ويكتم أنفاسهم باإلجناز‬ ‫التاريخى‪ ،‬استضافت الدوحة عدة اجتماعات لرسم حاضر‬ ‫املنطقة وتخطيط مستقبلها‪ ،‬حيث التقى فى الدوحة فى‬ ‫يوم واح��د وزراء خارجية مجلس التعاون اخلليجى‪ ،‬ووزي��را‬ ‫اخلارجية األميركى والروسى‪ ،‬والقيادى احلمساوى األبرز‬ ‫«خالد مشعل»‪ ،‬فى اجتماعات متفرقة‪ .‬وبينما كانت نيران‬ ‫اإلعالم تفتح على أحد السياسيني لتقليله من جدوى مشروع‬ ‫التفريعة‪ ،‬استطاع عدد من ناشطى فرنسا عمل حملة سياسية‬ ‫منظمة تستهدف مصيف امللك السعودى بساحل الريفيرا‪،‬‬ ‫واستطاعت احلملة رغم قلة عدد ناشطيها خلق صدى إعالمى‬ ‫على مستوى العالم حول رح��الت كانت تبقى طى الكتمان‬ ‫قدميا‪ ،‬مما اضطر امللك إلى قطع إجازته فى فرنسا واالنتقال‬ ‫إلى املغرب‪ .‬بينما كان مهاب مميش‪ ،‬يتحدث عن توفير املشروع‬ ‫ملليون فرصة عمل لشباب الوطن‪ ،‬كان إبراهيم محلب‪ ،‬رئيس‬ ‫الوزراء‪ ،‬يصارح الشباب بأن زمن الوظيفة احلكومية قد انتهى‬ ‫وعليهم القبول ب��أى عمل وإن ك��ان «سائق توكتوك»‪ .‬بينما‬ ‫أغرقت شوارع القاهرة اللمبات امللونة ‪ -‬غير املوفرة ‪ -‬احتفاال‬ ‫بالتفريعة‪ ،‬طالب وزير الكهرباء املواطنني بترشيد استهالكهم‬ ‫من الكهرباء مهددا بالعودة إلى سياسة تخفيف األحمال بقطع‬ ‫الكهرباء بالتناوب‪ .‬بينما أعلن سامى عبدالعزيز‪ ،‬عضو الفريق‬ ‫املنظم الحتفاالت القناة‪ ،‬وعميد كلية اإلعالم سابقا‪ ،‬أن جزاء‬ ‫املشككني فى مشروع القناة أن نغرقهم فيها‪ ،‬أعلن القيادى‬ ‫اجلهادى ط��ارق الزمر‪ ،‬عن مشاركته فى نقاشات سياسية‬ ‫لطرح مبادرة للمصاحلة بني اإلخوان وأنصارهم ومعارضى‬ ‫السيسى‪ ،‬تضمن عدم مشاركة التيار اإلسالمى فى احلكم‬ ‫ملدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬ووضع حد أقصى للمنافسة البرملانية ب�‪،%40‬‬ ‫والقبول بالبرادعى كحل لألزمة‪ .‬بينما قامت وزارة املالية‬ ‫بصك ‪ 22.500‬عملة ذهبية متدرجة الوزن مبا تكلفته ‪200‬‬ ‫مليون جنيه لتوزيعها على ضيوف حفل افتتاح القناة وإرسالها‬ ‫إلى باقى قادة العالم‪ ،‬بينما أنفقت ماليني أخرى على حفل‬ ‫االفتتاح وتأمني القناة‪ ،‬بينما استوردت احلكومة ‪ 4000‬كلب‬ ‫لتأمني القناة بطولها ومتشيط مدن القناة‪ ،‬قام مواطن سويسى‬ ‫بإشعال النيران فى جسده داخل مستشفى السويس العام‪،‬‬ ‫بعد رفض املستشفى إجراء جراحة استصال «امل��رارة» لعدم‬ ‫توافر «سرير» فارغ‪ .‬بينما كانت مصر «النظام» تتزين وتتلون‬ ‫وتغنى احتفاال بإجناز السيسى بحفر التفريعة‪ ،‬وبينما كان‬ ‫مؤيدو السيسى يحشدون أنصارهم ويدفعونهم رغما عنهم إلى‬ ‫االحتفال باملشروع‪ ،‬اجتمع شيوخ اخلليج مع الغرب والشرق‬ ‫لرسم شكل جديد للمنطقة‪ ،‬وسنكون بالشك ورق��ة ضمن‬ ‫ملفاتهم يقايض بها اجلميع‪ ،‬وكان نشطاء فرنسا يستخدمون‬ ‫حقوقهم ويدافعون عن حريتهم ويجبرون العالم على احترامهم‪،‬‬ ‫ويجبرون ملك الرجعية على االنصياع لهم‪ ،‬وك��ان اإلخ��وان‬ ‫وحلفاؤهم يجهزون أنفسهم جلولة ثانية من املعركة مع النظام‪،‬‬ ‫ويحاولون استجالب رضا من استبد بهم نظام السيسى‪ .‬بينما‬ ‫كانت مصر النظام تفرح‪ ،‬كان الشعب يلملم أشالءه من حوادث‬ ‫الطرق والقطارات واملراكب‪ ،‬وكان املرضى يحرقون أنفسهم‬ ‫للحصول على حقهم فى العالج‪.‬‬


‫‪ 06‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪237‬‬ ‫تشهد الدوائر‬ ‫االنتخابية العشر‬ ‫مبحافظة الغربية‬ ‫ظا وحرا ًكا‬ ‫طا ملحو ً‬ ‫نشا ً‬ ‫سياس ًّيا للعديد من‬ ‫املرشحني من األفراد‬ ‫استعداد ا‬ ‫واألحزاب‬ ‫ً‬ ‫لالنتخابات البرملانية‬ ‫املقبلة‪ ،‬بالرغم من‬ ‫حالة التخبط انتظارا‬ ‫لقرار حاسم مبوعد‬ ‫إجرائها‪ ،‬وأبدى عدد‬ ‫من أصحاب الوجوه‬ ‫اجلديدة تخوفهم من‬ ‫عودة فلول احلزب‬ ‫الوطنى إلى املشهد‪.‬‬

‫دائرة انتخابية‪ ..‬تقسم جمهورية مصر العربية‬ ‫إلي ‪ 237‬دائرة انتخابية تخصص لالنتخاب بالنظام‬ ‫الفردى‪ ،‬كما تقسم إلى ‪ 4‬دوائر انتخابية تخصص‬ ‫لالنتخاب بنظام القوائم‪.‬‬

‫االنتخابات البرلمانية بالغربية‪ ..‬أحــــ‬ ‫نشاط لمرشحى الفردى واألحزاب‪ ..‬و«النور» يستعد بدورة كروية‬ ‫أهالى بسيون‬ ‫يجمعون‬ ‫توقيعات‬ ‫ملطالبة الرئيس‬ ‫مبقعدين فى‬ ‫املجلس‬ ‫إدارة العملية‬ ‫االنتخابية فى‬ ‫دورة تدريبية‬ ‫تقيمها جامعة‬ ‫طنطا‬

‫يعتبر حزب النور احلزب الوحيد الذى يعمل‬ ‫بجدية منذ فترة استعدادا خلوض االنتخابات‪ ،‬من‬ ‫خالل تنظيم القوافل الطبية والعالجية والتعليمية‬ ‫وتقدمي املساعدات اإلنسانية والغذائية للمواطنني‬ ‫بكافة الدوائر‪ ،‬وتتواصل قيادات احلزب‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم ياسر عبدالغنى‪ ،‬أمييني مساعد احلزب‬ ‫باملحافظة‪ ،‬مع املسؤولني حلل مشاكل املواطنني‪،‬‬ ‫مؤخرا العديد من الفعاليات منها‬ ‫كما أقام احلزب‬ ‫ً‬ ‫دورى كرة قدم بقرية الدجلمون جلذب أصوات‬ ‫شباب القرية والقرى املجاورة‪.‬‬ ‫أما حزب حماة الوطن‪ ،‬فقد أعلن عن مشروع‬ ‫سياحى خللق فرص عمل للشباب‪ ،‬بعد تدريبهم‬ ‫من خالل ورش العمل امليدانية ومبشاركة أصحاب‬ ‫املشاريع السياحية الصغيرة‪.‬‬ ‫وقييال أحمد عبداملنعم‪ ،‬األمييني املساعد‪ ،‬إن‬ ‫احلزب وقع بروتوكوال للتعاون مع وزارة السياحة‬ ‫وهيئة املعونة اإلمنائية «‪ »GIZ‬وغرفة املنشآت‬ ‫الفندقية وعييدد ميين شييركييات القطاع اخليياص‪،‬‬ ‫لتنويع املجاالت السياحية والترويج لها‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫اقتراحات باستكمال مشروعات التنمية السياحية‬ ‫املتوقفة‪ ،‬وخلق مناسبات ترويجية على مدار العام‪.‬‬ ‫وقيييال محمد أحييمييد سييالييم‪ ،‬رئيييييس االحتيياد‬ ‫اإلقليمى لنقابات الدلتا‪ ،‬إن االحتيياد اإلقليمى‬ ‫سوف يدعم مرشحى الفردى فقط فى االنتخابات‬ ‫البرملانية ومن بينهم رئيس نقابة العاملني ببنك‬ ‫مصر بدائرة الشهداء منوفية‪ ،‬ورئيس نقابة عمال‬ ‫املواقف بالغربية بدائرة بندر املحلة الكبرى‪.‬‬ ‫وميين النساء سيدعم االحتيياد أمييني صندوق‬ ‫االحتاد اإلقليمى لنقابات الدلتا‪ ،‬والتى تعتمد فى‬ ‫حملتها على دعم قيادات املرأة العاملة بالدلتا‪،‬‬ ‫لسابق مشاركتها فى قضاياهن ومشاكلهن‪ ،‬وتسعى‬ ‫الستكمال املشوار من أجل هموم ومشاكل الطبقة‬ ‫العاملة‪ ،‬ومشاكل املصانع املتوفقة ومشاكل املصانع‬ ‫التى عادت للدولة مرة أخرى بعد خصخصتها‪،‬‬ ‫وحاالت الفصل التعسفى‪ ،‬وقانون العمل وقانون‬ ‫النقابات العمالية وقانون التأمني الصحى اجلديد‪،‬‬ ‫وكل القوانني التى ترتبط بعمال مصر‪.‬‬ ‫وقيييال املييحيياسييب أحييمييد فيييودة نييصييييير‪ ،‬أمييني‬ ‫عام حزب مصر بلدى‪ ،‬بالغربية إنه مت االتفاق‬ ‫مييع جامعة طنطا على منح احلييزب ‪ 20‬منحة‬ ‫لدراسة كيفية إدارة االنتخابات وإتاحتها للشباب‬ ‫مشيرا إلى أن‬ ‫تدعيما للتجربة الدميقراطية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الدورة ستستمر ‪ 5‬أيام‪ ،‬ويحاضر فيها عدد من‬ ‫السياسيني والقانونيني‪ ،‬ومنهم املستشارة تهانى‬

‫اجلبالى‪ ،‬نائب رئيس املحكمة الدستورية السابق‪،‬‬ ‫والدكتور سعد الزنط‪ ،‬والدكتور أحمد درويش‪،‬‬ ‫وزيييير التنمية اإلدارييييية األسييبييق‪ ،‬وسيييوف مينح‬ ‫املتدرب شهادة معتمدة من اجلامعة‪.‬‬ ‫وقال سامح حبيب‪ ،‬أمني عام حزب مستقبل‬ ‫وطن بالغربية‪ ،‬إنه فى سبيل املساهمة بحل مشكلة‬ ‫البطالة مت تعيني مجموعة من الشباب لدى إحدى‬ ‫الشركات الكبرى مبدينة طنطا بجميع املجاالت‬ ‫والتخصصات‪ ،‬مؤكدا أن كل من تقدم وانطبقت‬ ‫عليه الشروط مت تعيينه بالفعل من خالل احلزب‪،‬‬ ‫الفتا إلى أن هذا هو دور احلزب وميثل هدفا من‬ ‫أهدافه بعيدا عن الرشاوى االنتخابية‪.‬‬ ‫وقييال لييؤى الشيخ‪ ،‬أمييني العمل اجلماهيرى‬ ‫ببندر طنطا‪ ،‬إن احلزب يسعى لتعيني أكبر عدد‬ ‫ممكن من الشباب‪ ،‬كما أكد خالد الطوخى‪ ،‬أمني‬ ‫جلنة االتييصييال واملتابعة باملحافظة‪ ،‬أنييه سيتم‬ ‫تعيني مجموعة من الشباب كل أسبوع عن طريق‬ ‫احلييزب‪ ،‬من خالل االتفاقات املبرمة مع كبرى‬ ‫الشركات بالغربية‪.‬‬ ‫ظواهر غريبة‬ ‫ظواهر غريبة لم يعتدها املصريون من قبل‪،‬‬ ‫وتصرفات ال معقولة يقدم عليها بعض املرشحني‬ ‫والناخبني مبحافظة الغربية لكسب ود اجلماهير‬ ‫استعدادا لالنتخابات املقبلة‪.‬‬ ‫من تلك الظواهر الدعوة التى دعا إليها اإلعالمى‬ ‫نييزار محمد الييريييدى‪ ،‬املرشح بدائرة أول طنطا‬ ‫لالجتماع بباقى املرشحني بالدائرة لوضع ميثاق‬ ‫شرف فى سابقة لم حتدث فى تاريخ املحافظة على‬ ‫مطالبا املرشحني بالتحلى باألخالق‬ ‫حد وصفه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واالبتعاد عن التجريح‪ ،‬والوقوف بجانب املرشح‬ ‫الذى سيوفق للنهوض مبدينة طنطا‪.‬‬ ‫وفييى قرية «صاحلجر» التابعة لدائرة مركز‬ ‫بسيون‪ ،‬قرر عدد من األهالى اختيار مرشح واحد‬ ‫من أهالى القرية‪ ،‬وتنازل له باقى املرشحني على‬ ‫أن يتعهد بحل مشاكل القرية‪ ،‬وطالبوا بتوقيع كل‬ ‫مرشح على إيصال أمانة لضمان القبول برأى‬ ‫مجلس حكماء القرية وما سيتم اإلجماع عليه‪،‬‬ ‫وبناء عليه وقع أحد املرشحني على إيصال أمانة‬ ‫على بياض‪ ،‬وأبدى باقى املرشحني استعدادهم‬ ‫للتوقيع‪ ،‬وسيتم تشكيل جلنة من ‪ 10‬أعضاء من‬ ‫القرية إلجراء انتخابات واختيار أحد املرشحني‪،‬‬ ‫على أن يتنازل له الباقون‪ ،‬وعلى أن يقوم املرشح‬ ‫بحل مشاكل الدائرة وتبنى مطالب اجلماهير بفعل‬

‫صوت المستضعفين‬

‫إيصاالت األمانة املوقعة‪.‬‬ ‫ميين أبييييرز املييالمييح كييذلييك الفييتييات الييدعيياييية‬ ‫التى انتشرت مبكرا ببعض الييدوائيير‪ ،‬وإقامة‬ ‫سرادقات عزاء لبعض ضحايا احلوادث اإلرهابية‬ ‫األخيييييرة واستغاللها فى الدعاية‪ ،‬كما ظهرت‬ ‫حاالت لرشاوى عينية متثلت فى عقود توظيف‬ ‫ومستلزمات دراسييييية وبطاطني وقييوافييل طبية‬ ‫لكسب ود الناخبني‪.‬‬ ‫فى السياق ذاتييه تشهد الييدوائيير االنتخابية‬ ‫العشرة باملحافظة حييرا ًكييا واسي ًيعييا للمرشحني‬ ‫املحتملني من نييواب احلييزب الوطنى السابقني‬ ‫لكسب ود املواطنني واحلييصييول على أصواتهم‬ ‫خالل االنتخابات‪.‬‬ ‫أحالم الفلول‬ ‫جدد احلكم القضائى بأحقية قيادات احلزب‬ ‫الوطنى املنحل فى الترشح لالنتخابات األمل لدى‬ ‫نييواب احلييزب السابقني فى خوض االنتخابات‪،‬‬ ‫وأخيييذوا فييى االسييتييعييداد جييد ًّيييا خلوضها ضمن‬ ‫حتالفات مختلفة‪ ،‬مبباركة من اللواء أمني راضى‪،‬‬ ‫نائب رئيس حزب املؤمتر‪ ،‬وابن مركز كفر الزيات‪،‬‬ ‫وعمرو موسى‪ ،‬الييذى التف حوله نييواب الوطنى‬ ‫املنحل خالل زيارته األخيرة للمحافظة‪ ،‬حيث عقد‬ ‫عدد كبير من نييواب الوطنى السابقني بالغربية‬ ‫اجتماعا مع موسى‪ ،‬فى أحد املقاهى السياحية‬ ‫ً‬ ‫للتنسيق فيما بينهم وتوزيع الدوائر بالتراضى‪،‬‬ ‫على أن يتم دعييم رجييال الوطنى املنحل فى كل‬ ‫الدوائر‪.‬‬ ‫حالة من الغضب واالستياء انتابت أعضاء‬ ‫احلركات والقوى الثورية وشباب الثورة باملحافظة‪،‬‬ ‫بسبب تصدر فلول احلزب الوطنى املنحل ملؤمتر‬ ‫جامعة طنطا‪ ،‬الذى عقد بقاعة املؤمترات‪ ،‬ضمن‬ ‫فعاليات البرنامج التدريبى الييذى ينظمه قطاع‬ ‫خدمة املجتمع وتنمية البيئة باجلامعة‪ ،‬للتأهيل‬ ‫والتدريب األكادميى والعلمى للمرشحني للمجالس‬ ‫النيابية‪ ،‬واعتبر شباب القوى الثورية ذلك عودة‬ ‫رسمية للفلول من خالل مؤسسات الدولة‪ ،‬ولفتوا‬ ‫خصيصا للفلول برعاية جامعة‬ ‫إلى أن املؤمتر أعد‬ ‫ً‬ ‫طنطا‪.‬‬ ‫فيما أكييد الدكتور عبداحلكيم عبداخلالق‬ ‫خليل‪ ،‬رئيس اجلامعة‪ ،‬أن املييؤمتيير والبرنامج‬ ‫التدريبى اللذين يتخذان من شعار «صالح األمة‬ ‫من صالح مشرعيها» عنوا ًنا لهما‪ ،‬ينطلقان من‬ ‫إميان اجلامعة مبسؤولياتها املجتمعية وحرصها‬

‫عمرو موسى يجتمع بنواب «املنحل»‬ ‫لتوزيع الدوائر بالتراضى‬

‫«مستقبل وطن» يوفر فرص عمل‬ ‫للشباب باالتفاق مع الشركات‬


‫‪07‬‬ ‫‪2‬‬

‫تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪7.5‬‬

‫مليون و‪ 500‬ألف جنيه‪ ..‬احلد األقصى ملا ينفقه‬ ‫املرشحون على القائمة املخصص لها ‪ 15‬مقعدا‬ ‫مليونان و‪ 500‬ألف جنيه‪ ،‬ويكون احلد األقصى‬ ‫لإلنفاق فى مرحلة اإلعادة مليون جنيه‪.‬‬

‫مليون جنيه ‪ ..‬احلد األقصى لإلنفاق بالنسبة‬ ‫للقائمة املخصص لها ‪ 45‬مقعدا هو ‪ 7.5‬مليون جنيه‬ ‫وفى اإلعادة ‪ 3‬ماليني جنيه‪.‬‬

‫ــــالم الفلول وغضب الشباب‬ ‫عودة رموز الحزب الوطنى يثير مخاوف القوى الشبابية‬ ‫«حماة الوطن»‬ ‫يوقع بروتوكوال‬ ‫مع «السياحة»‬ ‫إلقامة مشروع‬ ‫ترويجى‬ ‫«نقابات‬ ‫الدلتا» تدعم‬ ‫النقابيني‪..‬‬ ‫وقيادة نسائية‬ ‫تخوض معارك‬ ‫العمال‬ ‫على أن تفرز االنتخابات القادمة نخبة سياسية‬ ‫ونيابية تعكس واقع املجتمع املصرى‪ ،‬وقادرة على‬ ‫اقتراح تشريعات تنموية ترقى لتطلعات الشعب‬ ‫املصرى‪ ،‬وليس لتجميل صورة أعضاء املنحل‪.‬‬

‫ولعله مما يحز فى نفوسنا أن هذا يحدث بعد‬ ‫ثورة ‪ 30‬يونيو العظيمة‪ ،‬التى كان ألهالى مركز‬ ‫بسيون مبدنه وقراه السبق فى املشاركة فيها‪ ،‬بل‬ ‫والتخطيط لها»‪.‬‬

‫تقسيم الدوائر‬ ‫فقدت محافظة الغربية فى التقسيم اجلديد‬ ‫للدوائر االنتخابية التى ستجرى بها انتخابات‬ ‫مجلس النواب ‪ 2015‬أرب��ع دوائ��ر انتخابية فى‬ ‫مراكز طنطا واملحلة الكبرى وزفتى وبسيون‪،‬‬ ‫ومت دمج دائرتى أول وثانى طنطا‪ ،‬لتصبحا فى‬ ‫التقسيم اجلديد دائرة واحدة هى مدينة طنطا‪،‬‬ ‫وبالتالى فقدت هذه الدائرة مقعدين فى البرملان‬ ‫املقبل‪ ،‬كما مت دم��ج دائرتى أول وثانى املحلة‪،‬‬ ‫وأصبحتا دائرة واحدة‪ ،‬ومن ثَم فقدت هذه الدائرة‬ ‫مقعدين آخرين فى البرملان املقبل‪ ،‬ومت إلغاء دائرة‬ ‫بشبيش ودمجها ف��ى ال��دائ��رة اجل��دي��دة مبركز‬ ‫املحلة‪ ،‬وتخصيص ‪ 3‬مقاعد لها‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫إلغاء دائرة نهطاى التابعة ملركز زفتى ودمجها فى‬ ‫الدائرة اجلديدة مبركز زفتى‪ ،‬والغاء دائرة بسيون‬ ‫ودمجها ب��دائ��رة ق��ط��ور‪ ،‬ول��م ي��زد ع��دد املقاعد‬ ‫البرملانية‪ ،‬حيث مت تخصيص مقعدين لدائرة‬ ‫املركز فى التقسيم اجلديد‪ ،‬وأصبح عدد دوائر‬ ‫محافظة الغربية فى التقسيم اجلديد ‪ 10‬دوائر‬ ‫بعد أن كانت ‪ ،13‬وأصبح عدد املقاعد الفردية‬ ‫مقعدا‬ ‫مقعدا بعد أن كانت ‪26‬‬ ‫املخصصة لها ‪21‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فرد ًّيا فى انتخابات ‪ 2011‬و‪.2012‬‬

‫خوف وترقب‬ ‫من جانبها‪ ،‬عبرت عبير سليمان‪ ،‬املرشحة‬ ‫املستقلة عن غضبها الشديد‪ ،‬بسبب عودة أشباح‬ ‫برملان احلزب الوطنى للمشهد السياسى‪ ،‬قائلة‬ ‫«كانت أمنيتى الترشح أن��ا وغيرى من النساء‬ ‫والشباب‪ ،‬على أم��ل أن املجلس القادم سيكون‬ ‫منوذجا ملجلس مثالى يليق بشعب وجيش خاض‬ ‫ً‬ ‫معركة حياة أو موت‪ ،‬لتكلل دولتنا اجلديدة ببرملان‬ ‫يستحقه الشعب‪ ،‬كنا نحلم مبجلس ال يعلم عن‬ ‫واقع احلسابات واالنتهازية شيئًا‪ ،‬يضم كل شريف‬ ‫عفوا‬ ‫وكل منزوع االنتهازية والنفعية غير محتكر‪ً ،‬‬ ‫تلك أحالم تشبه طموحات ماليني املصريني بعد‬ ‫معاناة دامت ‪ ٤‬سنوات»‪.‬‬ ‫وأض��اف��ت «ه���ذه األح���الم ذه��ب��ت م��ع ال��ري��ح‪،‬‬ ‫وأحبط اجلميع بعد ظهور أشباح األنظمة السابقة‬ ‫ورموز الفساد املالى والسياسى والتربح واالمتياز‬ ‫الذين يلتحفون بعباءة احل��ق واملواطنة‪ ،‬منوهة‬ ‫بأنهم أتوا بذات املمارسة ميطرون أموالهم فى‬ ‫انتهاك صريح للقانون‪ ،‬وقبل موعد الدعاية تعلق‬ ‫الالفتات وتدفع الرشاوى االنتخابية بال خجل وال‬ ‫وجود للمحاسبة والردع»‪ ،‬حسب قولها‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلى أن هذا يأتى فى ظل حتالفات‬ ‫تتصارع صراع الديناصورات‪ ،‬وأحزاب ترجتف‪،‬‬ ‫وقادات تخصص وتنصص وتزايد‪ ،‬ثم تختلف من‬ ‫أجل محاوالت لشراء كراسى البرملان بال خجل‪،‬‬ ‫جميعا إلى أن يتحقق حلم شريف‬ ‫مؤكدة «سنكمل‬ ‫ً‬ ‫لبلد عظيم يستحق الريادة وبلوغ العدالة وكامل‬ ‫السيادة‪ ،‬ويعلو االنتماء‪ ،‬ويحيا الوطن‪ ،‬ونبنى‬ ‫مستقبالً جليل لن يرحمنا إذا فقدنا الوطن»‪.‬‬ ‫وق��ال��ت املرشحة املستقلة ش��روق أبواملجد‪،‬‬ ‫أمني صندوق االحت��اد اإلقليمى لنقابات الدلتا‬ ‫«فى ظل ارتباك األح��زاب السياسية والتحالف‪،‬‬ ‫كنت أفضل وجود فترة لترتيب األوراق السياسية‬ ‫واألخالقية ووضع أولويات وخطة منظمة تضمن‬ ‫تكتالت برملانية فى مجلس النواب القادم تنحاز‬ ‫ألولويات الشعب فى لقمة العيش واألمن والنمو‬ ‫االق��ت��ص��ادى»‪ ،‬إال أن��ه��ا أك���دت أن االنتخابات‬ ‫البرملانية تعد االستحقاق الثالث املكمل خلارطة‬ ‫الطريق‪ ،‬وهى أيضا ً املتمم لشرعية النظام احلالى‪،‬‬

‫غضب فى بسيون‬ ‫دشنت اللجنة الشعبية للدفاع عن حق مركز‬ ‫بسيون مبحافظة الغربية فى التمثيل النيابى حملة‬ ‫جلمع التوقيعات على التماس للرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسى‪ ،‬الستعادة ال��دائ��رة التى ضاعت بعد‬ ‫صدور قانون تقسيم الدوائر‪.‬‬ ‫وعقدت اللجنة الشعبية عدة اجتماعات مبقر‬ ‫حزب املصريني األحرار ببسيون‪ ،‬حضرتها القوى‬ ‫السياسية والشبابية والثورية باملركز‪ ،‬ومت االتفاق‬ ‫على التقدم بطلب بتوقيعات لرئيس اجلمهورية‬ ‫لتعديل القانون مبا يسمح باستعادة الدائرة‪.‬‬ ‫وقال ناصر أبوطاحون‪ ،‬املتحدث الرسمى باسم‬ ‫اللجنة الشعبية‪ :‬إن «مركز بسيون الذى يحظى‬ ‫مبقعدين طوال فترة متثيله النيابى‪ ،‬والتى متتد‬ ‫ألكثر من ‪ 80‬عاما‪ ،‬يجد أنه قد ُغ� نِ�� فى حقه‬ ‫ال��ذى اكتسبه بطول الزمن النيابى فى مصر‪،‬‬

‫وذلك يعتبر أولوية ملن يهتم بثبات الدولة وبلوغها‬ ‫الوضع الذى يدعم حتركها والتصدى لكافة أنواع‬ ‫النيل منها أو االحتيال املتربص بنا من اخلارج‪.‬‬ ‫كما متنت غادة كامل‪ ،‬املرشحة بدائرة طنطا‪ ،‬أن‬ ‫تدار االنتخابات بشكل ذى نسق وسياق معقولني‪،‬‬ ‫وأن تنفذ آلية ملراقبة الرشاوى االنتخابية املقنعة‬ ‫وسبل الدعاية خارج فترة الدعاية التى حددها‬ ‫قانون االنتخابات‪ ،‬على أن تصل العقوبة حلد‬ ‫شطب املتجاوز من اجل��داول‪ ،‬الفتة إلى أنه من‬ ‫غير املعقول أن ميارس عضو االحتيال أو اختراق‬ ‫القانون‪ ،‬ويكون هو املعنى بالتشريع والرقابة‬ ‫ومكافحة الفساد‪.‬‬ ‫وأكدت أن تشجيع عشوائية اإلدارة‪ ،‬وعدم ردع‬ ‫املخالفني وعدم بلوغ عدالة منصفة على مستوى‬ ‫اإلجراءات والعقوبات تطبق على كافة املرشحني‪،‬‬ ‫ستنتج لنا برملا ًنا غير شريف ألعضائه‪ ،‬وال نلوم إال‬ ‫أنفسنا وغياب دولة القانون والعدل‪.‬‬ ‫وحذر د‪.‬عبداحلكيم عبداخلالق خليل‪ ،‬رئيس‬ ‫جامعة طنطا‪ ،‬من محاولة املتاجرة بالشعارات‬ ‫الدينية وتسلل من أفسدوا احلياة السياسية فى‬ ‫السابق إل��ى البرملان اجل��دي��د‪ ،‬وطالب اجلميع‬ ‫بتغليب املصلحة الوطنية العليا عند االختيار‪،‬‬ ‫وأن تكون الكفاءة والقدرة على حتمل املسؤولية‬ ‫مؤكدا‬ ‫املعيار الوحيد عند اختيار النواب اجلدد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن التصويت للشخص غير املناسب مهما كانت‬ ‫املبررات خيانة للوطن ودماء الشهداء‪.‬‬ ‫يذكر أن اللجنة االنتخابية بالغربية قد أعلنت‬ ‫عن استبعاد ‪ 6‬من املتقدمني النتخابات مجلس‬ ‫النواب بسبب املخدرات وأسباب أخرى‪ ،‬واعتماد‬ ‫مرشحا‪ ،‬وأوضحت اللجنة أن‬ ‫قبول أوراق ‪279‬‬ ‫ً‬ ‫املستبعدين من دوائ��ر قسم أول طنطا ومركز‬ ‫طنطا ومركز كفر الزيات ومركز بسيون ومركز‬ ‫املحلة وم��رك��ز سمنود‪ .‬وق��ال املستشار حسام‬ ‫طرطير رئيس محكمة طنطا االبتدائية ورئيس‬ ‫جلنة انتخابات الغربية إن إجمالى الذين مت قبول‬ ‫مرشحا‪،‬‬ ‫أوراقهم بعد عملية االستبعاد بلغ ‪279‬‬ ‫ً‬ ‫منهم ‪ 39‬بدائرة قسم أول وثانى طنطا‪ ،‬و‪ 27‬مبركز‬ ‫طنطا‪ ،‬و‪ 5٤‬بقسم أول املحلة‪ ،‬و‪ 25‬مبركز املحلة‪،‬‬ ‫و‪ 20‬مبركز كفر الزيات‪ ،‬و‪ 21‬مبركز زفتى‪ ،‬و‪22‬‬ ‫مبركز السنطة‪ ،‬و‪ 22‬مبركز قطور‪ ،‬و‪ 2٤‬مبركز‬ ‫سمنود‪ ،‬و‪ 25‬مبركز بسيون‪.‬‬

‫تقرير‬

‫محمد ربيع‬

‫هيثم البشالوى‬

‫قناة السويس الجديدة بين‬ ‫األمن القومى والتنمية (‪)1‬‬

‫مع أول معول حلفر برزخ السويس عند ساحل‬ ‫بالوظة على البحر األبيض املتوسط‪ ،‬كان أبرز‬ ‫حتول جيواستراتيجى شهدته الكرة األرضية فى‬ ‫مستهل النصف الثانى من القرن التاسع عشر‬ ‫يتحقق‪ ،‬وم��ع آخ��ر م��ع��ول ك��ان ت��اري��خ ط��وي��ل من‬ ‫الصراع ينتظر ليصنع أرشيفا طويال لقوة القناة‬ ‫االستراتيجية‪.‬‬ ‫ب��داي��ة‪ ،‬جت��ب اإلش���ارة إل��ى أننا ن��ح��اول وضع‬ ‫فرضية بحثية تبدو جديدة رغم داللتها القدمية‪،‬‬ ‫تلك الفرضية تقول‪ :‬هل تكون القناة اجلديدة‬ ‫مدخال للتنمية الدفاعية بقدر ما هى بالفعل مانع‬ ‫استراتيجى؟ هل القناة املستحدثة وقت الصراع‬ ‫املحتمل حتارب معنا أم ضدنا؟‪.‬‬ ‫وقبل أى أجابه يجب أن نشير اإلشارة املعتادة‬ ‫بأن تلك الفرضية البحثية ليست مدفوعة بخصومة‬ ‫أو انفعال‪ ،‬فالعلم ال يفهم كالهما‪ ،‬وكل ما ميكن أن‬ ‫ندعيه هنا أننا نحاول إثبات داللة دامغة تقول إن‬ ‫ازدواج مانع مائى على أكثر اجلبهات االستراتيجية‬ ‫حساسية للصراع يجب أن يوظف كمدخل لتنمية‬ ‫دفاعية ووضعه ضمن صياغة استراتيجية أوسع‬ ‫حتى ال يكون عامل عزلة مضافة لسيناء‪.‬‬ ‫وهنا حقيقة الب��د من التوقف عندها قليال‪،‬‬ ‫فسيناء بشكل أو بآخر تنتمى للقناة ال العكس كما‬ ‫يبدو لنا‪ ،‬فهى حاجز جغرافى عند عبوره شرقا‬ ‫يجبرها خلضوع امتدادها أمامه حيث املضايق‪،‬‬ ‫فإذا عبرناها من الشرق إلى الغرب كانت امتداد‬ ‫طرق ومحاور سيناء على ضفاف القناة الشرقية‪،‬‬ ‫أى أن سيناء هى من تخضع للقناة عند عبورها‬ ‫شرقا‪ ،‬وتخضع القناة لها عند عبورها غربا‪ ،‬وبهذا‬ ‫تصبح سيناء بالقناة وبجغرافيتها العنيدة تعاقب‬ ‫من يتخلى عنها‪.‬‬ ‫ثم زاد عناد ومعضلة جغرافيا القناة بشق ممر‬ ‫مالحى م��وازٍ شكل مانعا مضافا يجعل من هذا‬ ‫االزدواج إجن��ازا عاجزا فى ح��ال ع��دم االلتفات‬ ‫لواقع وتوابع جغرافيا القناة اجلديدة‪.‬‬ ‫وب��رغ��م عظمة إجن��از م��ش��روع قناة السويس‬ ‫اجل���دي���دة‪ ،‬إال أن��ن��ا ي��ج��ب أن ن���درك أن���ه بقدر‬ ‫عظمة املشروع بقدر ما يجب توظيفه بالضرورة‬ ‫كمدخل لتنمية سيناء‪ ،‬فهو وعلى الرغم من عائده‬ ‫االقتصادى إال أنه يشكل فى جغرافيته مانعا مائيا‬ ‫مزدوجا يقف بني الشرق والغرب‪ ،‬وال ينبغى أن يكون‬ ‫هذا املشروع عامل عزلة مضافة لعزلة سيناء‪ ،‬بل‬ ‫ويجب إدراك أن هذا التحول فى إدارة اجلغرافيا‬ ‫سينعكس بطبيعة احلال على ما بعد حفر القناة‪،‬‬ ‫وما بعد تنمية إقليم القناة اقتصاديا‪ ،‬فما هو أبعد‬ ‫من الهدف االقتصادى هو البعد االستراتيجى لقوة‬ ‫القناة‪ ،‬مبعنى هل هو مدخل للتنمية أم أنه مانع‬ ‫استراتيجى يحول بيننا وبني العبور وقت الضرورة؟‬ ‫وإذا كان كذلك فما هو احلل؟‪.‬‬ ‫وعند ه��ذا التساؤل ميكننا أن نضع أس��اس‬ ‫نظرية قوة القناة لنقول إن القناة ليست خط الدفاع‬ ‫األخير لنا بقدر ما هى محور الهجوم املضاد األول‪،‬‬ ‫والهدف األول للقوة اجلوية للعدو من خالل (خليج‬ ‫العقبة وصوالً ملنحنى خليج السويس ومنه للشمال‬ ‫حيث القناة‪ ،‬أو من خالل ساحل املتوسط ومنه إلى‬ ‫اجلنوب عبر بورسعيد) واألرجح أن القناة حتارب‬ ‫معنا إذا كنا نتحرك هجوما منها وليس عبرها‪،‬‬ ‫وحت���ارب ضدنا إذا انسحبنا للتحصن خلفها‪،‬‬ ‫فالوصول إليها من الشرق هو استراتيجية حتسم‬ ‫أم��ر سيناء بأكملها‪ ،‬والعبور منها للشرق يكون‬ ‫مصيدة طولية وخاصة عند الدفاع ال الهجوم‪.‬‬ ‫املقال القادم‪ :‬التنمية الدفاعية لسيناء فريضة‬ ‫استراتيجية على مصر بعد حفر القناة اجلديدة‪.‬‬ ‫‪h.beshlwy@gmail.com‬‬


‫‪ 08‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪10‬‬

‫رؤساء للبرملان‪ ،‬بعد قيام ثورة يوليو ‪ 1952‬مت تعيني‬ ‫‪ 10‬رؤساء للبرملان املصرى بدءا بالبغدادى‪ ،‬و السادات‪،‬‬ ‫و لبيب شقير‪ ،‬وحافظ بدوى‪ ،‬و سيد مرعى‪ ،‬وصوفى‬ ‫أبوطالب‪ ،‬ومحمد كامل ليلة‪ ،‬و رفعت املحجوب‪ ،‬و أحمد‬ ‫فتحى سرور‪ ،‬وبعد ثورة ‪ 25‬يناير سعد الكتاتنى‪.‬‬

‫األحزاب التاريخية بدمياط تقبع فى الظل‬

‫األهالى‪« :‬كرتونية» ال وجود لها بالشارع‪ ..‬وتلعب دور المحلل لـ«الوطنى» فى االنتخابات‬ ‫مقصورا‬ ‫ظل ِذك��ر األح��زاب السياسية‬ ‫ً‬ ‫على مواسم االنتخابات فقط‪ ،‬من خالل‬ ‫دعاية متمثلة فى الفتات وصور للمرشحني‬ ‫وبعض الشعارات‪ ،‬وسرعان تنتهى باكتساح‬ ‫احل��زب الوطنى احلاكم‪ ،‬ليعود كل حزب‬ ‫إل��ى م��ك��ان��ه‪ ،‬يتلقى ال��دع��م ال��س��ن��وى من‬ ‫احلكومة‪ ،‬ال��ذى يبلغ نصف مليون جنيه‬ ‫توزع على القيادات فقط‪.‬‬ ‫وتعد أح���زاب الوطنى املنحل والوفد‬ ‫والتجمع واألح����رار والعمل قبل جتميد‬ ‫نشاطه‪ ،‬األبرز تاريخ ًّيا بدمياط‪ ،‬وكلها ما‬ ‫عدا الوطنى املنحل لم يكن لها أى نشاط‪،‬‬ ‫ومازالت على عهدها السابق‪ ،‬باالستمرار‬ ‫فى الظل واحلفاظ على االس��م فقط‪ ،‬ال‬ ‫خدمات وال مشاركات وال ن��دوات وال أى‬ ‫نوع من التواصل‪ ،‬ولم يكن لها دور سوى‬ ‫املحلل للوطنى ف��ى االن��ت��خ��اب��ات‪ ،‬فهم ال‬ ‫يشغلون أنفسهم بقضايا املواطنني‪ ،‬وكذلك‬ ‫كانت كل اجلهات التنفيذية مسخرة خلدمة‬ ‫أعضاء الوطنى وإظهارهم مبظهر قوى فى‬ ‫مناطقهم ودوائرهم‪.‬‬ ‫استطلعت «البديل» آراء بعض املواطنني‬ ‫بعدة قرى‪ ،‬فى األحزاب وما تقدمه لهم من‬ ‫خدمات أو عن تواجدها‪ ،‬وكانت املفاجأة‬ ‫أن الكثير ليس لديه خبر بهذه األح��زاب‬ ‫أو حتى بأسمائها‪ ،‬الكل فقط يحفظ اسم‬ ‫احل��زب الوطنى الدميقراطى‪ ،‬والبقية ال‬ ‫يعرفها اَّإال النخبة‪.‬‬ ‫وبعد قرار حل احلزب الوطنى إبان ثورة‬ ‫يناير ‪ 2011‬لم تتحرك تلك األحزاب وظلت‬ ‫ساكنة‪ ،‬ب��ل حتولت م��ن سيئ إل��ى أس��وأ‪،‬‬ ‫الفتقادها الدعم امل��ادى ال��الزم لتحركها‪،‬‬ ‫وض��ع��ف م��وارده��ا م��ق��ارن��ة باإلمكانيات‬ ‫أيضا‬ ‫التى كانت ل��دى احل��زب الوطنى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ساهم وج��ود عدد من األح��زاب اجلديدة‬ ‫ف��ى اس��ت��م��رار جت��اه��ل ال��ش��ارع ل��أح��زاب‬ ‫التاريخية‪ ،‬فحزبا احلرية والعدالة التابع‬ ‫جلماعة اإلخ��وان والنور التابع للسلفيني‪،‬‬ ‫حظيا بشهرة كبيرة‪ ،‬كل حسب انتشاره‬ ‫فى ال��ش��ارع وق��درة أعضائه على تنظيم‬ ‫الكثير من الفاعليات باسم احلزب‪ ،‬حتى‬ ‫إن الكثير كان يطلق عليه احلزب الوطنى‬ ‫اجلديد لقوة انتشاره والزخم اإلعالمى‬ ‫الذى حظيت به أعماله ومساهماته‪ ،‬وفى‬ ‫املرتبة الثانية‪ ،‬حزب النور التابع للدعوة‬ ‫السلفية‪ ،‬الم��ت��الك��ه ق��اع��دة جماهيرية‬ ‫�ارا ال يحظى ب��ه أى م��ن األح��زاب‬ ‫وان��ت��ش� ً‬ ‫التاريخية وال اجلديدة‪.‬‬ ‫يقول محمد مصطفى ع��ارف‪ ،‬موظف‬ ‫عاما‪:‬‬ ‫من مركز كفر سعد دمياط‪ ،‬خمسون ً‬ ‫بعد احلزب الوطنى املنحل وما كان يقدمه‬ ‫من خدمات باسم أعضائه من ميزانية‬ ‫ال���دول���ة‪ ،‬ظ��ل��ت بقية األح����زاب كرتونية‬

‫تؤدى فقط دور املحلل فى االنتخابات من‬ ‫أجل الشكل العام‪ ،‬فال يعرف الكثير من‬ ‫املواطنني عنها شيئًا‪ ،‬اللهم اَّإال حزب الوفد‬ ‫لقدرة رئيسه املادية‪ ،‬وجريدته التى تصدر‬ ‫يوم ًّيا باسمه‪ ،‬واإلعالنات التى تذاع على‬ ‫مساء عن إجنازات‬ ‫صباحا‬ ‫مسامع الناس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫احلزب التاريخية‪ ،‬لكن بال وجود على أرض‬ ‫الواقع ال فى احلياة السياسية وال حتى فى‬ ‫احلياة العامة بني الناس‪.‬‬ ‫ويضيف خالد طلعت‪ ،‬طالب جامعى‪:‬‬ ‫بعد ث��ورة يناير سمعنا عن ح��زب احلرية‬ ‫والعدالة وح��زب ال��ن��ور‪ ،‬وهذين احلزبني‬ ‫فقط من ظهرا على الساحة بتقدمي خدمات‬ ‫للمواطنني‪ ،‬وشاهدنا حمالت انتخابية‬

‫كبيرا بينهما‪،‬‬ ‫وتنافسا‬ ‫قوية لكال احلزبني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا من سيطرتهما على البرملان‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫فى ‪ ،2012‬كل بحسب وزن��ه‪ ،‬ول��وال نظام‬ ‫التمثيل النسبى للقوائم ملا سمعنا اسم أى‬ ‫حزب فى السابق‪ ،‬وهذا دليل على أن هذه‬ ‫األح��زاب ليس لها أى واق��ع على األرض‪،‬‬ ‫وليس لها أى قاعدة جماهيرية متكّنها من‬ ‫املنافسة فى استحقاق انتخابى‪ ،‬ألن الشارع‬ ‫يعرف احلزب وأعضاءه من تواجدهم بني‬ ‫املواطنني‪ ،‬ومن املشاركة الفاعلة للحزب‬ ‫وأعضائه ف��ى العمل على ح��ل مشكالت‬ ‫الناس‪ ،‬والتخفيف من همومهم‪ ،‬ومشاركتهم‬ ‫ف��ى أف��راح��ه��م وأح��زان��ه��م‪ ،‬ب��ل وف��ى تبنى‬ ‫احلزب للمشكالت العامة للناس‪ ،‬ومحاولة‬

‫صوت المستضعفين‬

‫مرشح‬ ‫مستقل‪:‬‬ ‫لن يكون‬ ‫لألحزاب‬ ‫واقع بني‬ ‫الناس إال إذا‬ ‫تخلت عن‬ ‫دور املؤيد‬ ‫لسياسات‬ ‫الرئيس‬ ‫والنظام‬

‫الوصول إلى حلول لها مع الدولة‪ ،‬والقيام‬ ‫بدور بارز فى حلها‪.‬‬ ‫ويقول محمد ص��ادق‪ ،‬مرشح مستقل‬ ‫سابق فى االنتخابات البرملانية‪ :‬لن يكون‬ ‫لهذه األحزاب واقع بني الناس اَّإال إذا تخلت‬ ‫عن دور املؤيد لسياسات الرئيس أو النظام‬ ‫أ ًّي���ا ك���ان‪ ،‬ألن ه��ذه األح����زاب ك��ان��ت أي��ام‬ ‫مبارك تقوم بدور املحلل فى االنتخابات‬ ‫فقط‪ ،‬ولم نر لها أى معارضة قوية تتيح لها‬ ‫املنافسة للوصول إلى سدة احلكم‪ ،‬وهذا‬ ‫هو األساس الذى تقوم عليه األحزاب‪.‬‬ ‫ويتابع صادق‪ :‬اليوم نرى نفس الدور من‬ ‫وأيضا من‬ ‫األحزاب القدمية أو التاريخية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األحزاب اجلديدة‪ ،‬كل االحزاب اآلن تؤيد‬ ‫وتبارك الرئيس ونظامه‪ ،‬فلماذا إذن تأسس‬ ‫احلزب إذا لم يكن من أولوياته املعارضة‬ ‫واملنافسة على احلكم وتطبيق رؤيته فى‬ ‫إدارة ال��ب��الد؟ م��ن امل��ع��روف أن األح��زاب‬ ‫يتم تأسيسها وف ًقا لبرنامج سياسى يعمل‬ ‫احلزب وهيئته وأعضاؤه على الوصول إلى‬ ‫احلكم لتنفيذ برنامجه‪ ،‬الذى يفترض أن‬ ‫يكون املخلّص أو األفضل للدولة‪ ،‬وأنا من‬ ‫وجهة نظرى أن أى حزب ال يسعى للوصول‬ ‫للحكم ه��و خ��ائ��ن ل��ب��رن��ام��ج��ه وم��ب��ادئ��ه‬ ‫وألعضائه‪ ،‬أنا أفهم أن يعمل احلزب وفق‬ ‫منظومة ملساعدة الدولة‪ ،‬اَّ‬ ‫أبدا‬ ‫وأال يكون ً‬ ‫أحد مشجعى النظام وفقط‪ ،‬ال يعارض وال‬ ‫يحاول الوصول للقواعد اجلماهيرية التى‬ ‫تعانى من ضيق احلال وتخنقها املشكالت‬ ‫اليومية‪ ،‬التى تقف ال��دول��ة عاجزة أمام‬ ‫إيجاد حلول جذرية لها‪.‬‬ ‫ويضيف ص���ادق‪ :‬ليس ل��أح��زاب فى‬ ‫ال��وق��ت احل��ال��ى‪ ،‬ال تاريخية وال جديدة‪،‬‬ ‫أى وجود فى الشارع‪ ،‬ألن الكل يخاف من‬ ‫احلركة أن حتسب عليه معارضة للنظام‬ ‫فيتم تصنيفه إرهاب ًّيا أو خالف ذلك من‬ ‫التهم اجلاهزة التى يلصقها النظام القائم‬ ‫مبن يشاء‪ ،‬ويظل املواطن هو من يدفع ثمن‬ ‫ذلك‪ ،‬فال تواصل وال خدمات وال تواجد‪ ،‬إذ‬ ‫ال وجود لهذه األحزاب وال نراها اَّإال أثناء‬ ‫الدعاية االنتخابية‪ ،‬وال يحصلون اَّإال على‬ ‫ما تريده اإلدارة السياسية فقط‪ ،‬ألنهم‬ ‫لم يستطيعوا الوصول للمواطنني لضمان‬ ‫مؤازرتهم فى أى استحقاق انتخابى‪.‬‬ ‫ويتضح من آراء املواطنني بدمياط أن‬ ‫هذا هو حال كل األحزاب باملحافظة‪ ،‬فال‬ ‫وجود لها على األرض وال بني املواطنني‪،‬‬ ‫حتى إن الكثير م��ن املواطنني يجهلونها‬ ‫متاما فى أى‬ ‫اسما‪ ،‬ومنهم من يفقد األمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يوما ما‪.‬‬ ‫دور من األدوار لهذه األحزاب ً‬

‫تقرير‬

‫صبرى أنور‬


‫‪ 09‬تقارير‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪568‬‬

‫عضوا يشكلون مجلس النواب‪ ،‬ويجوز لرئيس‬ ‫اجلمهورية تعيني ما ال يزيد عن ‪ %5‬من األعضاء‪،‬‬ ‫ويكون انتخاب أعضاء مجلس النواب بواقع ‪448‬‬ ‫مقعدا بالنظام الفردى‪ ،‬و‪ 120‬مقعدا بنظام القوائم‬ ‫املغلقة املطلقة‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫مرة مت حل البرملان منذ عام ‪ ،1866‬حيث شهدت‬ ‫الفترة من ‪ 1923‬وحتى ‪ 10 ،1952‬حاالت حلل للبرملان‪،‬‬ ‫وبعد قيام ثورة يوليو ‪ ،1952‬شهدت أيضا ‪ 10‬حاالت‬ ‫كان أكثرها عددا فى عهد الرئيس األسبق حسنى‬ ‫مبارك (‪.)2011-1981‬‬

‫اإلرهاب يهدد إجراء‬ ‫االنتخابات البرلمانية بسيناء‬ ‫خبراء يتوقعون إلغاءها‬ ‫أو إجراءها خارج المحافظة‬

‫كتب ‪ -‬كرمي أنور‪:‬‬ ‫يحل سباق الدعاية االنتخابية مبحافظة شمال سيناء وسط حالة‬ ‫عدم استقرار وصراع ال يعرف الهدنة‪ ،‬توقع بسببها عدد من اخلبراء‬ ‫ورؤس��اء األح��زاب‪ ،‬أن يتم تأجيل االنتخابات مبحافظة شمال سيناء‬ ‫حلني استقرار األوضاع‪.‬‬ ‫وق��ال الدكتور إيهاب اخل��راط‪ ،‬عضو الهيئة العليا بحزب املصرى‬ ‫الدميقراطى ورئيس جلنة حقوق اإلنسان مبجلس الشورى السابق‪ :‬من‬ ‫املتوقع اَّأال جترى االنتخابات البرملانية بشمال سيناء‪،‬‬ ‫ملا تتعرض له املنطقة من أعمال إرهابية‪ ،‬الف ًتا إلى‬ ‫أن ذلك حدث من قبل‪ ،‬مضي ًفا أن الدولة قادرة على‬ ‫حماية املقار االنتخابية وتأمني الناخبني‪ ،‬بالتنسيق‬ ‫بني الشرطة والقوات املسلحة‪ .‬وأوض��ح اخل��راط أن‬ ‫تأجيل االنتخابات باملحافظة‪ ،‬لن يؤثر على االنتخابات‬ ‫نظرا لتلك الظروف األمنية‪.‬‬ ‫أو البرملان املقبل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫من جانبه أك��د مرصد االنتخابات البرملانية فى‬ ‫ت��ق��ري��ره‪ ،‬ال��ذى يغطى الفترة م��ن ‪ ١7‬إل��ى ‪ ٢3‬يوليو‬ ‫كبيرا ف��ى التفجيرات‬ ‫ضا‬ ‫‪ ،٢٠١5‬أن ه��ن��اك انخفا ً‬ ‫ً‬ ‫وأح��داث العنف التى شهدتها البالد ه��ذا األسبوع‪،‬‬ ‫حيث شهد ‪ 3٠‬ح��ادث عنف‪ ،‬مقارنة ب���‪ 63‬األسبوع‬ ‫امل��اض��ى‪ ،‬أى ان��خ��ف��اض بنسبة ‪ ،%5٢‬م��ع اس��ت��م��رار‬ ‫اس��ت��ه��داف العناصر اإلره��اب��ي��ة بشكل كبير للقوات‬ ‫املسلحة والشرطة‪ ،‬بنحو ‪ ٢٠‬حادث عنف هذا األسبوع‬ ‫علما ب��أن غالبية‬ ‫من إجمالى ‪ ،3٠‬أى بنسبة ‪ً ،%67‬‬ ‫املحاوالت باءت بالفشل‪ ،‬واستطاعت القوات املسلحة‬ ‫وال��ش��رط��ة مباغتة التنظيمات اإلره��اب��ي��ة وإف��ش��ال‬ ‫محاوالتها فى الوقت املناسب‪.‬‬ ‫كما رصد التقرير استمرار استهداف العناصر اإلرهابية للمواطنني‬ ‫هذا األسبوع ب�‪ 6‬وقائع عنف من إجمالى ‪ ،3٠‬أى بنسبة ‪ ،%٢٠‬وكذلك‬ ‫أيضا‬ ‫استهداف أبراج الكهرباء والضغط العالى ودور العبادة‪ ،‬ب�‪ 4‬وقائع‬ ‫ً‬ ‫من إجمالى ‪ ،3٠‬أى بنسبة ‪.%١3‬‬ ‫كبيرا فى توزيع التفجيرات‬ ‫ضا‬ ‫وأشار التقرير‪ ،‬إلى أن هناك انخفا ً‬ ‫ً‬ ‫وأح��داث العنف فى مختلف املحافظات‪ ،‬حيث انتشرت هذا األسبوع‬ ‫فى ‪ 8‬محافظات فقط‪ ،‬مع استمرار تركزها بشكل كبير بشمال سيناء‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر أن «البعثة الدولية املحلية املشتركة ملتابعة االنتخابات‬ ‫البرملانية مصر ‪ ،»٢٠١5‬حتالف يضم الشبكة الدولية حلقوق والتنمية‬ ‫بالنرويج والمنهد الدولى للسالم والندالة وحقوق اإلنسان « ‪»IIPJHR‬‬ ‫بجنيف وشريكهما املحلى مؤسسة ماعت للسالم والتنمية وحقوق‬ ‫اإلنسان « ‪ ،»MAA‬باإلضافة ل�‪ 3١‬منظمة محلية‪.‬‬ ‫وع��ل��ى اجل��ان��ب اآلخ����ر‪ ،‬ك��ش��ف��ت م��ص��ادر مطلعة ب��ال��ل��ج��ن��ة العليا‬ ‫لالنتخابات البرملانية‪ ،‬أن اللجنة فى انتظار تصديق الرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسى على قوانني االنتخابات اخلاصة مبجلس النواب ومباشرة‬ ‫احلياة السياسية خ��الل األي��ام القليلة املقبلة‪ ،‬موضحة أن��ه بالنسبة‬ ‫للجان االنتخابية باملحافظات احل��دودي��ة‪ ،‬وحت��دي� ً�دا شمال سيناء‪،‬‬ ‫ستطرح اللجنة مقترحاتها من خالل االجتماعات لتحديد كيفية إجراء‬ ‫االنتخابات فى تلك الدوائر‪ ،‬ودراسة إجرائها فى دوائر داخل املدينة‪،‬‬ ‫بالتنسيق مع األجهزة األمنية أو إجرائها خ��ارج ح��دود املحافظة‪ ،‬أو‬ ‫وضع مقترحات أخرى سيتم طرحها خالل اجتماعات‬ ‫اللجنة العليا‪ ،‬وبالتنسيق مع اجلهات األمنية ممثلة‬ ‫فى وزارت��ى ال��دف��اع والداخلية لوضع اخلطة‬ ‫األمنية لتأمني اللجان واملقرات االنتخابية‪.‬‬ ‫وعن دور األحزاب فى دحر اإلرهاب‬ ‫بشمال سيناء‪ ،‬قال الدكتور شعبان‬ ‫عبدالعليم‪ ،‬عضو املكتب الرئاسى‬ ‫حلزب النور‪ :‬األح��زاب السياسية‬ ‫يجب أن ي��ك��ون لها دور ف��ى حل‬ ‫األزمة بسيناء‪ ،‬السيما األحزاب‬ ‫التى لديها م��ق��رات‪ ،‬مضي ًفا‬ ‫أن دور األح��زاب يكمن فى‬ ‫امل���واج���ه���ات ال��ف��ك��ري��ة‬ ‫ل��ت��ل��ك ال��ت��ن��ظ��ي��م��ات‬ ‫اإلرهابية املتطرفة‪،‬‬ ‫وال��ت��وع��ي��ة الفكرية‬ ‫أله����ال����ى امل���ح���اف���ظ���ة‪،‬‬

‫كبيرا فى ظل وجود مواجهات مسلحة بني اجليش‬ ‫ولن يكون دوره��م‬ ‫ً‬ ‫والتنظيمات اإلرهابية‪.‬‬ ‫بينما قال الدكتور محمود العاليلى‪ ،‬أمني اللجان النوعية بحزب‬ ‫املصريني األحرار‪ :‬ال ميكن أن يكون لألحزاب دور فيما يحدث بسيناء‬ ‫حاليا‪ ،‬ألن اجليش والشرطة يحاربان تنظيمات تريد احتالل هذه‬ ‫ً‬ ‫األرض‪ ،‬مما يغلب ال��دور األمنى والعسكرى‪ ،‬ور ًّدا على اقتراح حزب‬ ‫النور بضرورة املواجهة الفكرية‪ ،‬أض��اف أن التنظيمات اإلرهابية ال‬ ‫ميكن التعامل معها باملواجهات الفكرية‪ ،‬لكن البد من الدور العسكرى‬ ‫لوقف العمليات اإلرهابية‪ ،‬ثم تعقبه التنمية االجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫والتى يكون لألحزاب دور فيها‪.‬‬ ‫وق��ال امل��ه��ن��دس ي��اس��ر ق���ورة‪ ،‬رئ��ي��س ح��زب املستقبل‪ :‬يقتصر دور‬ ‫األحزاب فى الفترة الراهنة على دعم ما يتخذ من قرارات وقوانني فى‬ ‫هذه الفترة االستثنائية كقانون مكافحة اإلرهاب‪ ،‬مضي ًفا أن سيناء ذات‬ ‫طبيعة خاصة‪ ،‬حيث إن مساحتها ‪ 6٠‬ألف كيلو متر‪ ،‬وعدد سكانها قليل‪،‬‬ ‫ولذا فهى حتتاج إلى خطة اقتصادية ومشروعات عاجلة‪.‬‬ ‫مرشحا و‪ 4‬مقاعد‬ ‫‪4٠‬‬ ‫ً‬ ‫مرشحا على ‪ 4‬مقاعد‪ ،‬بثالث ‪ 3‬دوائر‬ ‫ويتنافس بشمال سيناء ‪4٠‬‬ ‫ً‬ ‫هى «رف��ح‪ ،‬العريش‪ ،‬بئر العبد»‪ ،‬وتنقسم دائ��رة مدينة العريش إلى‬ ‫مقعدين تضم أقسام أول وثان وثالث ورابع العريش‪ ،‬وتضم هذه الدائرة‬ ‫نحو ‪ ١٠3‬آالف ناخب‪ ،‬دائ��رة الشيخ زوي��د ورف��ح مقعد واح��د‪ ،‬تضم‬ ‫أقسام الشيخ زويد ورفح والقسيمة وتضم هذه الدائرة نحو ‪ 56‬ألف‬ ‫ناخب‪ ،‬دائرة بئر العبدورمانة ووسط سيناء‪ ،‬مقعد واحد‪ ،‬تضم أقسام‬ ‫بئر العبدورمانة واحلسنة ونخل‪ ،‬وتضم هذه الدائرة نحو ‪59‬‬ ‫أل��ف ن��اخ��ب‪ .‬فيما ع��زف��ت ع��دة قبائل‬ ‫باملحافظة عن ترشيح أبنائها‪،‬‬ ‫ل��ل��ظ��روف األم��ن��ي��ة العصيبة‬ ‫بالبالد‪.‬‬

‫إياد حرفوش‬

‫هكذا تحدث على دوابشة‬

‫هل تعجب من قولى «حت��دث الرضيع»؟ لك‬ ‫فاعلم‪ ،‬عندما مي��وت الرضيع حرقا‪ ،‬ويتفحم‬ ‫جسده الغض‪ ،‬ينطلق لسانه من عقال الطفولة‪،‬‬ ‫فيتحدث بأبلغ الكالم وأقساه‪ ،‬لعالمٍ ق� ٍ‬ ‫�اس لم‬ ‫ي��رح��م رق��ة عظمه ول��ط��ف حل��م��ه‪ ،‬حت��دث إلى‬ ‫الرضيع املحترق بحضن أمه فى نابلس على يد‬ ‫اإلرهاب الصهيونى‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ع��ذرا يا عماه! لم يعد وجهى جميال ناعما‬ ‫يبعث البهجة فى نفسك‪ ،‬لم أع��د ق���ادرا على‬ ‫محاولة نطق اسمك بلسانى الذى كان غضا نديا‪،‬‬ ‫شفتي اللتني تعلمتا منذ‬ ‫فقد أتت النيران على‬ ‫ّ‬ ‫وقت قصير تقبيل األعمام واألخ��وال‪ ،‬ال حتاول‬ ‫حملى يا عماه‪ ،‬فمازالت النيران تلتهب بشحمى‪،‬‬ ‫فأخشى على يديك أنت تتضررا لو حملتنى‪ ،‬كما‬ ‫تتضرر كل يد حتمل قضية شعبى ووطنى‪ ،‬هذا‬ ‫عذرى إليك يا عم‪ ،‬ولكن ما هو عذرك أنت؟‪.‬‬ ‫لقد انشغلت عنى يا عماه فى األعوام اخلمس‬ ‫األخيرة كثيرا‪ ،‬وقد كنت أنت وبعض األعمام من‬ ‫القوميني املنتشرين فى العالم العربى عزائى‬ ‫األخير‪ ،‬نعم لم تفعلوا لى شيئا ماديا ملموسا‪،‬‬ ‫فلستم أرباب سيف وقنا‪ ،‬لكنكم كنتم على األقل‬ ‫على بأصواتكم وأقالمكم‪ ،‬وتضمدون بها‬ ‫تربتون ّ‬ ‫جراحات أهلى‪ ،‬وتواسون بها آالمهم‪ ،‬وبها كنتم‬ ‫حتيون قضيتنا حتى ال متوت فى الضمائر كما‬ ‫ماتت فى املحافل‪.‬‬ ‫ثم جرت اخلطوب اجلسام منذ ‪ ٢٠١١‬ولليوم‪،‬‬ ‫فنسيتمونى‪ ،‬أنت ضد «حماس» يا عماه‪ ،‬وكثير‬ ‫من أهلى هنا فى نابلس ضدها بدورهم‪ ،‬نعم‪،‬‬ ‫أذك��ر أن��ك كنت تقول إن «فلسطني ليست غزة‬ ‫وغ���زة ليست ح��م��اس»‪ ،‬لكنك سمحت بالفعل‬ ‫لبغضك لتنظيم اإلخوان أن يتفوق فى قلبك على‬ ‫حبك لفلسطني‪ ،‬وسمحت لل�« َع َرض الداعشى» أن‬ ‫يلهيك عن «املرض الصهيونى»‪ ،‬فما هو عذرك؟‪.‬‬ ‫ق��د أف��ه��م ع���ذر ب��ع��ض م��ن ال ي��ع��رف��ون‪ ،‬من‬ ‫يحسبون أن قضية فلسطني للعرب هى قضية‬ ‫تعاطف أخوى‪ ،‬أو ترابط قومى‪ ،‬من ال يفهمون أن‬ ‫جسد هذه األمة قد غرس فيه االستعمار ثالثة‬ ‫خناجر مسمومة‪ ،‬أولها خنجر الكيان الصهيونى‪،‬‬ ‫وثانيها خنجر اجلماعات التكفيرية‪ ،‬وثالثها‬ ‫األنظمة التقليدية فى اخلليج العربى‪ ،‬والتى‬ ‫تهادن اخلنجر األول وترعى اخلنجر الثانى‪ ،‬قد‬ ‫أغفر ملن ال يفهم أال مناء وال رواء ألى قطر عربى‬ ‫ما بقيت تلك اخلناجر الثالث فى جسد األمة‪،‬‬ ‫قد أغفر ملن لم يقرأ التاريخ‪ ،‬ولم يعرف أن كل‬ ‫قائد عربى عروبى فى التاريخ احلديث كان البد‬ ‫لالستعمار من كسره‪ ،‬ألن��ه يشير نحو الطريق‬ ‫الصحيح‪ ،‬وأن كل تيار طائفى ودينى كان البد من‬ ‫دعمه ورعايته ألنه يشير للطريق الذى يبرر وجود‬ ‫إسرائيل ويكرس لها‪.‬‬ ‫هكذا حتدث الشهيد «على دوابشة»‪ ،‬بعمره‬ ‫الذى لم يتجاوز الثمانية عشر شهرا! فأجبت‪:‬‬ ‫عذرا يا ولدى! رمبا كنا فى زمن يتحتم فيه‬ ‫أن يحترق الصغار ليفيق الكبار‪ ،‬رمبا كنا فى‬ ‫زم��ن ننسى فيه أول��ي��ات عروبتنا‪ ،‬وال نذكرها‬ ‫إال عندما متس رائحة اللحم البشرى املحترق‬ ‫أنوفنا‪ ،‬بحريق جسدك الغض ل��م تهزنا هزة‬ ‫عنيفة نفيق بها وحسب‪ ،‬بل أجبت على العديد‬ ‫م��ن األس��ئ��ل��ة احل��ائ��رة عبر ال��س��ن��وات اخلمس‬ ‫املاضية‪ ،‬ملاذا يتعني على تلك املنطقة من العالم‬ ‫أن تنزف دائما؟ من أين أتتنا ثقافة حرق األحياء‬ ‫ونحر الصغار؟ جماعات اليمني الدينى ال تخدم‬ ‫نفسها قطعا مبا يجرى فى املنطقة‪ ،‬فمن تخدم؟‬ ‫حريق جسدك أبلغ رسالة ملن لم يفهم وهو يرى‬ ‫الدواعش فى مشافى العدو الصهيونى‪ ،‬يشيدون‬ ‫بفيض حتنانه عليهم‪ ،‬لعلنا نفيق‪ ،‬ولعلنا نستعيد‬ ‫البوصلة احلقيقية‪.‬‬ ‫‪mohamed.altanawy1@gmail.com‬‬


‫‪10‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫ارتباك بأروقة وزارة الزراعة‬ ‫بعد قرار خفض ميزانيتها‬

‫استقطاع ‪ %68‬من مخصصات‬ ‫الوزارة وإلغاء خطتها االستثمارية‬ ‫حالة من الغضب سادت بني الزراعيني واملهتمني بالشأن الزراعى‬ ‫مما قام به الدكتور أشرف العربى‪ ،‬وزير التخطيط‪ ،‬من خفض ميزانية‬ ‫وزارة الزراعة واستصالح األراض��ى مبا يعادل ‪ %68‬من امليزانية‬ ‫املخصصة لها فى العام املالى املاضى ‪ ،2015 - 2014‬لتصبح ‪300‬‬ ‫مليون جنيه فقط بدالً من ‪ 700‬مليون جنيه‪ ،‬بحجة أن احلكومة ألغت‬ ‫الباب السادس من امليزانية املخصص للخطة االستثمارية مكتفية‬ ‫فقط بالباب األول املخصص لألجور‪ ،‬األمر الذى يلقى بظالله على‬ ‫جميع خطط التنمية وزيادة الرقعة الزراعية واستصالح األراضى‬ ‫بالسلب‪ ،‬بجانب تعريض اآلالف من باحثى مركز البحوث الزراعية‬ ‫ومركز بحوث الصحراء للتشريد‪ ،‬وتوقف عدد من املشاريع البحثية‬ ‫والعلمية التى تقع ضمن اخلطة االستثمارية ملشروعات قومية كبرى‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال الدكتور نادر نور الدين‪ ،‬اخلبير الزراعى‪ ،‬إن‬ ‫تخفيض امليزانية بهذه القيمة سيؤثر على جميع خطط التنمية‬ ‫الزراعية وزيادة الرقعة الزراعية واستصالح األراضى‪ ،‬ولن تكفى‬ ‫ميزانية مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء إال ملرتبات‬ ‫الباحثني فقط‪ ،‬فى الوقت الذى نبحث فيه عن زيادة اإلنتاج الزراعى‬ ‫رأس ًّيا عن طريق زيادة إنتاج التقاوى املحسنة عالية اإلنتاجية‪ ،‬وإنتاج‬ ‫أصناف تتحمل ارتفاع درجات احلرارة والعطش واجلفاف‪ ،‬ملالحقة‬ ‫التغيرات املناخية ونقص املوارد املائية املصرية وتلوثها‪.‬‬ ‫وأكد نور الدين‪ ،‬أن القرار خاطئ‪ ،‬وقيمة اخلفض التى أقرتها‬ ‫املوازنة العامة للعام املالى احلالى ‪ُ 2016 - 2015‬ممغالى‬ ‫غالى فيها وغير‬ ‫مبررة‪ ،‬وال تساعد على تنفيذ خطط الدولة فى زيادة إنتاج الغذاء‬ ‫ستراتيجية‪ ،‬والال تتناسب مع خطط زي��ادة الصادرات‬ ‫والسلع االستراتيجية‪،‬‬ ‫مؤكدا أنه كان من املفترض زي��ادة امليزانية من‬ ‫الزراعية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أجل األبحاث على أقل تقدير‪ ،‬أو مشروع استصالح‬ ‫املليون فدان‪ ،‬حيث إن املطلوب فى الفترة احلالية‬ ‫زيادة ميزانية الزراعة ال تقليصها‪ ،‬حتى نزيد من‬ ‫إجراء األعمال البحثية التى لن تنهض الزراعة‬ ‫كاشفاا عن التأثيرات السلبية‬ ‫املصرية بدونها‪ ،‬كاش ًف‬ ‫التى ستطال برامج احلد من الفقر فى الريف‬ ‫فقراا وحتسني‬ ‫فقر‬ ‫ألكثر‬ ‫وحتسني أح��وال القرى األ‬ ‫األكثر‬ ‫كثر ً‬ ‫دخول املزارعني من الزراعة‪ ،‬لتقليل التعديات‬ ‫راض���ى الزراعية وتقليل الهجرة من‬ ‫على األراض‬ ‫الريف للحضر وغيرها‪.‬‬ ‫ولفت اخلبير الزراعى إلى أن تراجع اجلنيه‬ ‫مؤشر‬ ‫خرى كان‬ ‫املصرى أمام العمالت األ‬ ‫مهماا على‬ ‫مهم‬ ‫األخرى‬ ‫ً‬ ‫مؤشراا ًّ‬ ‫تراجع قتصاد‬ ‫االقتصاد املصرى‪ ،‬خاصة مع تراجع السياحة والصادرات‬ ‫الزراعية‪ ،‬وزيادة اإلنفاق على البنية األساسية فى مجال الكهرباء‬ ‫ستثمارات األجنبية‪ ،‬كل هذا تسبب فى تراجع‬ ‫والطرق‪ ،‬مع تراجع االستثمارات‬ ‫مصحوبا بزيادة فى اإلنفاق العام والعاجل‪ ،‬مثل إصالح‬ ‫موارد الدولة‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫ومحوالت الكهرباء التى تتعرض للعمليات اإلرهابية وزيادة‬ ‫أبراج‬ ‫تسليح الشرطة ورجال املفرقعات‪ ،‬وزيادة اخلطط واللجان األمنية‪،‬‬ ‫جدا‪ ،‬والتى ميكن أن نطلق عليها ميزانية طوارئ‬ ‫وجميعها مكلفة ًّ‬ ‫أيض‬ ‫أيضاا وراء خفض ميزانية وزارة الزراعة لهذا‬ ‫وميزانية حرب‪ ،‬وهى ً‬ ‫العام‪.‬‬ ‫فيما قال مصدر مطلع بوزارة الزراعة إن الدكتور صالح هالل‪،‬‬ ‫وزير الزراعة‪ ،‬بصدد إعداد مذكرة سيتم إرسالها إلى وزير التخطيط‬ ‫خ��الل األسبوع احلالى‪ ،‬للرد على ق��رار تخفيض ميزانية وزارة‬ ‫الزراعة‪ ،‬والتى ستفند اآلثار السلبية املترتبة على تخفيض امليزانية‬ ‫االستثمارية‪ ،‬وما سوف يستتبعه من توقف لعدد من املشاريع البحثية‬ ‫والعلمية التى تقع ضمن اخلطة االستثمارية ملشروعات قومية كبرى‬ ‫فى مقدمتها اإلعداد ملشروع املليون فدان‪ ،‬الف ًتا إلى أن ميزانية مركز‬ ‫بحوث الصحراء ستتقلص من ‪ 40‬مليون جنيه إلى ‪ 13‬مليو ًنا فقط‪،‬‬ ‫وتتقلص ميزانية مركز البحوث الزراعية من ‪ 220‬مليون جنيه إلى‬ ‫‪ 20‬مليو ًنا‪ ،‬مما يهدد ‪ 13‬ألف باحث فى هذين املركزين بالتشرد‪.‬‬ ‫وأوضح املصدر أن تخفيض امليزانية من شأنه التأثير على تنفيذ‬ ‫مشروع املليون فدان الذى يأتى ضمن خطة الرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسى‪ ،‬والذى يقوم مركزا بحوث الصحراء والبحوث الزراعية‬ ‫بوضع التركيب املحصولى لها فى ‪ 9‬مناطق‪ ،‬كما يؤثر التخفيض‬ ‫على مشروع أغصان الزيتون الذى يتم تنفيذه فى ‪ 49‬ألف فدان‪،‬‬ ‫والذى يشترك فى تنفيذه مركز البحوث الزراعية من خالل معهد‬ ‫بحوث املحاصيل‪ ،‬بتوفير الشتالت وتدريب صغار املزارعني‪ ،‬بجانب‬ ‫أن تخفيض امليزانية سوف يتسبب فى إحداث عجز حاد فى توفير‬ ‫األمصال واللقاحات السيادية التى توفرها الهيئة العامة للخدمات‬ ‫البيطرية بأسعار مدعمة لنحو ‪ 9‬ماليني رأس ماشية ميتلكها‬ ‫الفالحون‪ ،‬كاشفا ً عن تخفيض امليزانية املخصصة للهيئة إلى أكثر‬ ‫من ‪ 5‬ماليني جنيه‪ ،‬رغم مطالبة رئيس الهيئة برفعها من ‪ 10‬إلى‬ ‫‪ 100‬مليون‪ ،‬للوفاء باحتياجاتها من األمصال واللقاحات‪.‬‬

‫مروة أحمد‬

‫صوت المستضعفين‬

‫‪13‬‬

‫ألف باحث‬ ‫فى «بحوث‬ ‫الصحراء»‬ ‫و«البحوث‬ ‫الزراعية»‬ ‫مهددون‬ ‫بالتشرد‬


‫‪11‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫مشهد مأساوى صادم أقرب إلى الفوضى والعبث منه إلى اجلد والنظام والعناية واالهتمام‪ ،‬حيث‬ ‫الكالب والقطط وغيرها من احليوانات األخرى‪ ،‬تتمركز أمام الباب الرئيس ملستشفى حميات حلوان‪،‬‬ ‫اً‬ ‫فضال عما يشهده املستشفى من مخالفات على املستوى الصحى‪ ،‬لبعده اجلغرافى عن العاصمة‪ .‬قامت‬ ‫«البديل» بجولة ميدانية مبستشفى حميات حلوان‪ ،‬ورصدت العديد من املخالفات واإلهمال الصحى‬ ‫على املستويات كافة‪ ،‬فمن املتعارف عليه أن مستشفى احلميات من املستشفيات النوعية‪ ،‬املخصصة‬ ‫الستقبال احلاالت املرضية التى تهدد األشخاص املعافني باألصالة من عدوى األمراض‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى عدة مخالفات أخرى منها «املبانى املتهالكة والعنابر غير املجهزة للعزل الصحى‪ ،‬بجانب كونه‬ ‫كبيرا‪ ،‬سكان محافظة حلوان ومحافظتى الفيوم‬ ‫قطاعا جغراف ّاًيا‬ ‫املستشفى الوحيد الذى يخدم‬ ‫اً‬ ‫اً‬ ‫وبنى سويف‪ ،‬فمعدالت مكافحة العدوى به ضعيفة‪ ،‬ال تسمح بتحصني حياة املواطنني الذين يزورون‬ ‫املستشفى‪ ،‬فيسهل انتقال العدوى منهم إلى املعافني بدن ّاًيا‪ ،‬لعدم املتابعة من ِق َبل الوزارة‪ ،‬وإهمالها‬ ‫لتلك املستشفيات البعيدة رغم الضغط الكبير عليه من املواطنني باملناطق النائية عن العاصمة‪.‬‬

‫«حميات حلون»‪ ..‬داء ووباء‬

‫الكالب والقطط تسد باب المستشفى‬ ‫وضعف مكافحة العدوى يهدد الزوار‬ ‫كتب ‪ -‬هند غنيم‪:‬‬

‫قال «م‪ .‬أ» أحد املرضى املحتجزين باملستشفى‪ :‬هناك‬ ‫بعض املشكالت التى أعانيها أثناء توجهى إلى املستشفى‬ ‫جدا‪ ،‬لتزايد أعداد املرضى‪،‬‬ ‫كبيرا ًّ‬ ‫للكشف‪ ،‬حيث أقف وق ًتا ً‬ ‫فأحتمل عذاب االنتظار وعذاب املرض‪.‬‬ ‫الزوار معرضون لإلصابة باألمراض‬

‫جاد‪ :‬عدم‬ ‫وجود بعض‬ ‫التخصصات‬ ‫أكبر املشكالت‬ ‫التى تواجهنا‬

‫وفى سياق متصل قال محمد كمال‪ ،‬ذو صلة قرابة بأحد‬ ‫نزالء املستشفى‪ :‬أقارب املرضى ال يتم االهتمام بهم‪ ،‬فال‬ ‫توجد مكافحة عدوى‪ ،‬وفى الوقت نفسه األدوية التى يتم‬ ‫طلبها من الزائرين نحضرها من اخلارج‪ ،‬ألنها تكون غير‬ ‫موجودة بصيدلية املستشفى‪ ،‬وهذا يدل على عدم وجود‬ ‫إمكانيات للمحافظة على حياة املرضى‪ ،‬ومنع نقل العدوى‬ ‫إلى املواطنني املعافني‪ .‬بينما قالت «س‪.‬م» أحدى النزيالت‬ ‫باملستشفى تعانى من احلمى‪ :‬املستشفى مقبول إلى حدما‬ ‫بالنسبة إل��ى مستوى اخل��دم��ة الطبية املقدمة‪ ،‬فأنا ال‬ ‫أستطيع حتمل تكاليف العالج فى املستشفيات االستثمارية‬ ‫أو اخل��اص��ة‪ ،‬واألط��ب��اء باملستشفى جيدون ويهتمون بى‬ ‫ومبحاولة تشخيص األم��راض ومساعدتى على التماثل‬ ‫للشفاء بدون تكلفة‪.‬‬ ‫م��ن جانب آخ��ر‪ ،‬ق��ال الدكتور محمود أح��م��د‪ ،‬طبيب‬ ‫حميات‪ :‬مستشفى احلميات من املستشفيات املتخصصة أو‬ ‫النوعية‪ ،‬وهى تستقبل حاالت خاصة مثل «أنفلونزا الطيور‬ ‫واخلنازير وحميات البحر املتوسط» الحتياج تلك احلاالت‬ ‫إلى العزل عن األخرى‪ ،‬ملنع انتقال العدوى إليهم‪ .‬وأكمل‪:‬‬ ‫هذه املستشفيات يجب أن تكون مجهزة الستقبال احلاالت‬ ‫املرضية احلرجة‪ ،‬واحلميات التى تتطلب عزل املرضى عن‬ ‫املواطنني اآلخرين‪ ،‬لعدم نقل العدوى املرضية إليهم‪.‬‬ ‫وأكد أحمد أن عوامل مكافحة العدوى متعددة‪ ،‬منها‬ ‫ض��رورة توفر أدوي��ة األنفلونزا بأنواعها املختلفة‪ ،‬وتوفر‬ ‫وأيضاا‬ ‫وأيض‬ ‫أس��رة بغرف العناية املركزة باملستشفيات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫التأكد من وجود فرق ذات كفاءة عالية وهم‬ ‫املسؤولون عن ‪infection control‬‬ ‫تكون وظيفتهم األساسية توفير وسائل‬ ‫مكافحة العدوى والتأكد من استخدامها‬ ‫وتطبيقها داخ���ل املستشفيات‪ ،‬مثل‬ ‫قبببلل‬ ‫وجود اجلونتيات واستخدامها من ِق َ‬ ‫الطواقم الطبية والعاملني والفنيني‪،‬‬ ‫وال��ت��أك��د م��ن وج���ود القطن النظيف‪،‬‬ ‫وتغيير إب��ر اخلياطة‪ ،‬وع��زل القمامة‬ ‫املوجودة باملستشفى‪ ،‬كل صندوق لنوع‬ ‫م��ع� ‪،‬‬ ‫�ني‪ ،‬والتخلص م��ن القمامة بشكل‬ ‫دورى وب��ط��رق صحية ح��ت��ى ال تكون‬ ‫رئيسا فى نقل العدوى وانتشار‬ ‫سببا‬ ‫العدوى‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫األم��راض واألوب��ئ��ة‪ ،‬والتأكد من مسح األرض��ي��ات بفنيك‬ ‫والديتول وم��واد التنظيف بصفة مستمرة‪ ،‬لزيادة معدل‬ ‫األمان ومكافحة العدوى‪.‬‬ ‫املستشفى يخدم حلون وبنى سويف والفيوم‬

‫وبالتواصل مع مديرة مستشفى حميات حلوان الدكتورة‬ ‫عال عبدالرحمن‪ ،‬رفضت اإلدالء بأى تصريحات صحفية‬ ‫وطلبت من محررة «البديل» احلضور إلى اإلدارة املركزية‬ ‫للشؤون الصحية بحلوان‪ ،‬وبعد االلتقاء بالدكتور أمين جاد‪،‬‬ ‫رئيس اإلدارة املركزية‪ ،‬الذى أوضح عدة نقاط‪ ،‬منها أن‬ ‫يخدم على منطقة سكنية كبيرة‪ ،‬فإن منطقة‬ ‫املستشفى‬ ‫ّ‬ ‫حلوان من أكبر املناطق‬ ‫ازدحاما من حيث عدد السكان‬ ‫ً‬ ‫مشير‬ ‫القاطنني بها‪،‬‬ ‫يخدم على‬ ‫أيضا ّ‬ ‫مشيراا إلى أن املستشفى ً‬ ‫ً‬ ‫ع��دد م��ن املحافظات األخ���رى مثل بنى سويف‬ ‫والفيوم‪،‬‬ ‫موضحا أنه ال توجد أى مشكالت‬ ‫ً‬ ‫أو ع��ق��ب��ات ت��واج��ه امل��س��ت��ش��ف��ى س���وى فى‬ ‫بعض ح��االت لنقل املرضى إل��ى مستشفى‬ ‫آخ��ر‪ ،‬لعدم وج��ود بعض التخصصات مثل‬ ‫األوعية الدموية واجلراحات املعقدة‪ ،‬التى‬ ‫ال يسهل وج��وده��ا باملستشفيات التابعة‬ ‫لوزارة الصحة‪ ،‬لكنها تواجد بشكل دائم‬ ‫باملستشفيات التعليمية واجلامعية‪،‬‬ ‫ل��ت��واج��د ه��ذه التخصصات ب��وف��رة‪،‬‬ ‫ول����ذل����ك ت��ع��ق��د ال���������وزارة ب��ع��ض‬ ‫االتفاقيات لتقدمي سبل التعاون‬ ‫ب��ي��ن��ه��ا وب�‬ ‫وب���ني اجل���ه���ات األخ���رى‬

‫كاملعاهد التعليمية واملستشفيات اجلامعية‪ ،‬لتوفير األطباء‬ ‫فى التخصصات الالزمة‪ ،‬التى يكون بها العجز‪.‬‬ ‫كبيرا على نقص امليزانية‬ ‫وأشار جاد إلى أن هناك عبئًا‬ ‫ً‬ ‫اخلاصة بالصحة فى مصر‪ ،‬وأنها النقطة الرئيسة فى‬ ‫التدهور الذى أصاب املنظومة الصحية‪ ،‬ولذلك جند الوزارة‬ ‫دائما تطالب بزيادة امليزانية املخصصة للقطاع الصحى من‬ ‫ً‬ ‫إجمالى الناجت القومى‪ ،‬باإلضافة إلى أن مصر لم تصل‬ ‫إلى متوسط احلد األدنى للمخصصات الصحية فى الدول‬ ‫املحيطة أو النامية‪ ،‬حيث بلغت مقدرات املخصصات املالية‬ ‫للقطاع الصحى فى ال��س��ودان ‪ %7.3‬من إجمالى الناجت‬ ‫القومى‪ ،‬وبلغت فى مصر ‪ %4.8‬من إجمالى قيمة الناجت‬ ‫القومى‪ ،‬وه��و ما يتسبب فى وج��ود ه��ذه اخلدمة الطبية‬ ‫السيئة‪ ،‬ول��ذل��ك ف��إن زادت املطالب ب��زي��ادة املخصصات‬ ‫الصحية ستتحسن املنظومة‪ ،‬وسترتفع درج���ة اخلدمة‬ ‫املقدمة للمواطنني‪ ،‬وسيشعر اجلميع فى هذا الوقت بطفرة‬ ‫فى الوضع الصحى مبصر‪ ،‬وذل��ك ملعاجلة سبب املشكلة‬ ‫األساسى وهو ضعف املوارد املالية‪ ،‬وسوء التوزيع الثروات‬ ‫على القطاعات املختلفة‪ .‬وأكدت الدكتورة عال عبدالرحمن‬ ‫ً‬ ‫مستمرا بني املسؤولني عن املستشفيات‬ ‫تواصال‬ ‫أن هناك‬ ‫ً‬ ‫ورؤوسائهم املباشرين فى العمل أو بالوزارة لصالح املواطن‬ ‫ظا منهم على صحته‪ ،‬مشيرة إلى أن هناك‬ ‫املصرى‪ ،‬وحفا ً‬ ‫تعليمات من ِق َبل الوزارة بعدم اإلدالء بأى تصريحات صحفية‬ ‫اَّإال عن طريق املكتب اإلعالمى لوزارة الصحة‪.‬‬

‫هند غنيم‬


‫‪12‬‬

‫حوار‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫فى فترة قصيرة نسبيا‪ ،‬تغيرت قيادة حزب املؤمتر‪ ،‬بسبب‬ ‫ما تردد عن وجود مشاكل وخالفات جترى داخل أروقة‬ ‫احلزب أدت إلى استقالة عدد من القيادات‪ ،‬لعل أبرزهم‬ ‫السفير محمد العرابى‪ ،‬الرئيس السابق للحزب‪ ،‬والدكتور‬ ‫صالح حسب اهلل‪ ،‬نائب رئيس احلزب‪.‬‬ ‫وفى حواره لـ«البديل»‪ ،‬قال الربان عمر صميدة‪ ،‬رئيس‬

‫احلزب‪ ،‬إن االستقاالت كانت ألسباب خاصة باملستقيلني‪،‬‬ ‫وإن احلزب ليست به مشاكل ولكن به اختالف فى وجهات‬ ‫النظر يتم حسمه بشكل دميقراطى‪ ،‬كما حتدث عن‬ ‫استعدادات احلزب لالنتخابات البرملانية القادمة‪ ،‬ورؤية‬ ‫احلزب لقانونى االنتخابات واإلرهاب واملصاحلة مع‬ ‫اإلخوان‪ ..‬وإلى نص احلوار‪..‬‬

‫عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر فى حواره لـ«البديل»‪:‬‬

‫الحلول األمنية غير‬ ‫كافية‪ ..‬ومواجهة‬ ‫اإلرهاب تتطلب رؤية‬

‫القضاء على اإلهمال وحل األزمات وتنمية المحافظات الحدودية ضرورة‬

‫قدمنا‬ ‫مقترحات‬ ‫لقانون‬ ‫االنتخابات‪..‬‬ ‫وسنخوض‬ ‫املنافسة‬ ‫حتت أى‬ ‫ظرف‬ ‫نتفاوض‬ ‫مع الوفد‬ ‫لتشكيل‬ ‫حتالف‪..‬‬ ‫و«فى حب‬ ‫مصر» ليس‬ ‫لها معالم‬

‫■ كيف تقيم أداء الدولة فى مواجهة اإلرهاب؟‬ ‫ احل����رب ع��ل��ى اإلره�����اب حت��ت��اج جل��ه��ود كل‬‫ف��رد‪ ،‬فاإلرهاب أصبح خطرا يهدد العالم أجمع‪،‬‬ ‫والب��د م��ن وج��ود رؤي��ة متكاملة ل��دى ال��دول��ة تبدأ‬ ‫بتجفيف منابعه‪ ،‬ورصد اجلهات التى متوله‪ ،‬وحتى‬ ‫التشريعات‪ ،‬وال ينبغى أن نكتفى باحلل األمنى‬ ‫ف��ق��ط‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل���ى ض���رورة االه��ت��م��ام بتنمية‬ ‫األم��اك��ن واملحافظات احل��دودي��ة التى تعتبر بيئة‬ ‫خصبة النتشار العناصر اإلرهابية‪ ،‬لذلك البد من‬ ‫التنمية وحل األزم��ات التى نعانى منها على مدار‬ ‫سنوات من التهميش واإلهمال‪.‬‬ ‫■ م ��ا م��وق��ف احل� ��زب م ��ن ال �ق ��وان ��ن ال �ت��ى أث ��ارت‬ ‫ج��دال كقانون اإلره��اب وق��ان��ون ع��زل رؤس��اء األجهزة‬ ‫الرقابية؟‬ ‫ هناك جلنة قانونية فى احل��زب تعمل حاليا‬‫على دارس��ة ه��ذه ال��ق��وان��ن‪ ،‬وسيتم تقدمي تقرير‬ ‫مفصل للحكومة ح��ول��ه��ا م��رف��ق ب��ه رؤي���ة احل��زب‬ ‫ومقترح بشكل القانون اجلديد الذى ن��راه‪ ،‬فضال‬ ‫القوانن التى‬ ‫ن‬ ‫عن أننا نرى ضرورة تأجيل إصدار‬

‫أثارت حالة من اجلدل حلن انتخاب البرملان‪ ،‬حتى‬ ‫تتسنى مناقشتها بشكل أوسع‪ ،‬مع عرض مقترحات‬ ‫القوى السياسية داخل املجلس‪ ،‬وفى كل األحوال‬ ‫أنا أرفض مبدأ حبس الصحفين أو املساس بحرية‬ ‫اإلعالم‪.‬‬ ‫■ وما هى استعدادات احلزب لالنتخابات؟‬ ‫ يعمل احلزب حاليا على تشكيل حتالف انتخابى‬‫بن بعض القوى السياسية‪ ،‬ولعل أق��رب األح��زاب‬ ‫إلينا أحزاب اجلبهة املصرية التى جنتمع مع رؤسائها‬ ‫للتنسيق‪ ،‬ونحن فى انتظار إعالن اجلدول الزمنى‬ ‫لالنتخابات املتوقع إجراؤها قبل نهاية العام اجلارى‬ ‫حتى نعلن رسميا عن استعداداتنا وعدد املرشحن‬ ‫الذين سندفع بهم خلوض املنافسة‪ ،‬ونعمل حاليا‬ ‫على وضع برنامج انتخابى للحزب‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫برنامج مفصل لكل دائرة حسب احتياجات الدوائر‬ ‫على مستوى اجلمهورية‪.‬‬ ‫وف��ى املرحلة األول��ى كنا مستعدين بنحو ‪290‬‬ ‫مرشحا متت تصفيتهم إل��ى نحو ‪ ،70‬وحتى اآلن‬ ‫�ح�ن ال���ذي���ن س��ي��خ��وض��ون‬ ‫ل���م ن��ح��س��م ع���دد امل��رش��ح ��ن‬ ‫االنتخابات باسم احلزب‪ ،‬باإلضافة إلى أن هناك‬ ‫ات��ص��االت م��ع ق��ائ��م��ة «ف��ى ح��ب م��ص��ر»‪ ،‬ول��ك��ن لم‬ ‫نصل إلى اتفاق نهائى فى ظل عدم حتديد موعد‬ ‫االنتخابات‪ ،‬كما أن قائمة فى حب مصر لم تظهر‬ ‫لها مالمح محددة‪ ،‬وال يوجد لها مؤسسة تتحدث‬ ‫باسمها حتى اآلن‪.‬‬ ‫■ ملاذا لم يدخل احلزب فى حتالف انتخابى حتى‬ ‫اآلن؟‬ ‫ هناك مفاوضات مع بعض القوى السياسية‬‫لتشكيل حتالف انتخابى‪ ،‬واحل���زب ك��ان مشاركا‬ ‫فى حتالف الوفد املصرى‪ ،‬ولكنه لم يستمر بسبب‬ ‫وجود بعض اخلالفات مع حزب الوفد‪ ،‬وعلى كل‬ ‫حال فنحن حاليا فى مرحلة التفاوض‪ ،‬واجلبهة‬ ‫املصرية هى األقرب لنا فى هذه املرحلة‪.‬‬ ‫■ ما موقف احلزب من قانون االنتخابات؟‬ ‫ لدينا حتفظات على القانون الذى صدر‬‫دون مقترحات ال��ق��وى السياسية مب��ا فيها‬ ‫ق��دم احل��زب مقترحا‬ ‫ح��زب امل��ؤمت��ر‪ ،‬وق��د ّ‬ ‫لتعديل القانون وزيادة عدد مقاعد القائمة‬ ‫ال���ذى ن���راه ي��ص��ب ف��ى ص��ال��ح األح���زاب‬ ‫السياسية ويساعد على وج��ود أحزاب‬ ‫قوية لها ممثلون فى مجلس النواب‪،‬‬ ‫ول��ك��ن��ن��ا س��ن��ح��ت��رم ال��ق��ان��ون حينما‬ ‫ي���ص���در‪ ،‬وس��ن��خ��وض االن��ت��خ��اب��ات‬ ‫حتت أى ظرف وبأى قانون‪.‬‬ ‫■ م� ��ا س� �ب ��ب ال� �ه� �ج ��وم ع �ل��ى‬ ‫احل��زب خ��ال‬ ‫�الل ال�ف�ت��رة املاضية‬ ‫ال� � �ت � ��ى ان � �ت � �ه� ��ت ب ��اس� �ت� �ق ��ال ��ة‬ ‫العديد من القيادات؟‬ ‫‪ -‬االس���ت���ق���االت ال��ت��ى‬

‫صوت المستضعفين‬

‫شهدها احل��زب لم تكن بسبب سياسيات احلزب‪،‬‬ ‫ول��ك��ن��ه��ا مت��ت ألس��ب��اب خ��اص��ة ب��األع��ض��اء ال��ذي��ن‬ ‫استقالوا‪ ،‬ووج��ود خالفات سياسية داخ��ل احلزب‬ ‫أمر دميقراطى‪ ،‬فمن الطبيعى أن يكون هناك أكثر‬ ‫م��ن وجهة نظر‪ ،‬ويتم االختيار بينها وفقا لنظام‬ ‫األغلبية‪.‬‬ ‫وال��ف��ت��رة ال��ق��ادم��ة ستشهد إع���ادة هيكلة بعض‬ ‫اللجان على مستوى اجلمهورية بعد أن نقيم أداءها‬ ‫طبقا لألهداف واألنشطة املطلوبة‪ ،‬ومن بن اللجان‬ ‫التى كان أداؤها ضعيفا جلنة احلزب فى محافظة‬ ‫القليوبية‪ ،‬التى يتم حاليا تعين ق��ي��ادات جديدة‬ ‫ل��ه��ا‪ ،‬وسيتم استكمال ه��ذه اخل��ط��ة على مستوى‬ ‫املحافظات‪.‬‬ ‫■ كيف ترى أداء احلكومة احلالية؟‬ ‫احل��ك��وم��ة ت��ول��ت ال��ع��م��ل ف��ى م��رح��ل��ة م��ن أصعب‬ ‫املراحل التى مرت على مصر فى تاريخها احلديث‪،‬‬ ‫نعم هناك بعض السلبيات‪ ،‬وهناك بعض ال��وزراء‬ ‫ال��ذي��ن ل��م يقدموا املطلوب منهم‪ ،‬ولكنها إجماال‬ ‫كانت كما يقال «حكومة حرب» فى ظروف محاربة‬ ‫اإلره���اب‪ ،‬م��ع تدشن امل��ش��روع��ات‪ ،‬وإدارة ملفات‬ ‫الدولة وسط حالة من االستهداف والترصد‪ ،‬وفى‬ ‫ظ��ل ن��ق��ص امل����وارد‪ ،‬وغ��ي��ره��ا م��ن ال��ت��ح��دي��ات التى‬ ‫واجهتها احلكومة‪ ،‬ولكنها قامت ب��دور كببر خالل‬ ‫توليها املسؤولية‪.‬‬ ‫■ م ��ا م ��وق ��ف احل � ��زب م ��ن دع� � ��وات ال �ت �ص��ال��ح م��ع‬ ‫جماعة اإلخوان؟‬ ‫ه��ذا ال��ق��رار أوال ف��ى ي��د ال��ش��ع��ب‪ ،‬واحل���زب من‬ ‫جانبه يرحب بأى فصيل سياسى ال ينتهج العنف‬ ‫أو يدعم اإلره��اب وه��ذا لألسف ما فعلته جماعة‬ ‫اإلخوان عقب عزل الرئيس مرسى‪ ،‬وعودة اإلخوان‬ ‫إلى املشهد السياسى ليست بيد أى حزب أو فصيل‪،‬‬ ‫فهناك قضايا تنظر من قبل القضاء‪ ،‬وم��ن أجرم‬ ‫يعاقب‪ ،‬ومن لم يثبت فى حقه اتهام فأهال به فى‬ ‫احلياة السياسية‪ ،‬بعد أن يعترف بالنظام احلالى‪،‬‬ ‫ويقر بأن ‪ 30‬يونيو ثورة شعبية‪.‬‬ ‫■ كيف تقيم أداء األح��زاب فى ظل وجود أكثر من‬ ‫‪ 100‬حزب؟‬ ‫ اخل��ري��ط��ة ال��س��ي��اس��ي��ة ل���ألح���زاب ف��ى مصر‬‫ستتغير ب��ع��د ان��ت��خ��اب��ات ال��ب��رمل��ان ال���ق���ادم‪ ،‬وم��ن‬ ‫الطبيعى أن تكون هناك أحزاب كثيرة بسبب عدم‬ ‫وضع قيود على التأسيس‪ ،‬وه��ذا نهج دميقراطى‬ ‫ال بأس به‪ ،‬ولكن الرؤية ستتضح بتشكيل البرملان‪،‬‬ ‫وأعتقد أن هناك أحزابا كثيرة صغيرة ستختفى أو‬ ‫ستندمج مع أحزاب أخرى تتشابه معها فى األفكار‬ ‫وال��ب��رام��ج‪ ،‬وه��ذا ما ح��دث فى بعض ال��دول التى‬ ‫مرت بظروف مشابهة‪.‬‬

‫حوار‬

‫سامى سعيد‬


‫وانتـصـــــــــار التيارات الرجعية‬

‫خيانة‬ ‫المثقف‬

‫‪p.13‬‬

‫َّ‬ ‫إنا ّنحب الورد‪..‬‬ ‫لكنا نحب الخزب‬ ‫أكرث‬ ‫ونحب عطر الورد‬ ‫لكن السنابل منه‬ ‫أطهر‬

‫محمود درويش‬

‫‪www.elbadil.com‬‬

‫صوت المستضعفين‬ ‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫ملحق خاص يصدر شهري ًا عن جريدة «البديل»‬

‫كتب‪ -‬وائل فتحى‪:‬‬ ‫فى غمرة الصراع الدائر على مسرح وزارة الثقافة‬ ‫املصرية‪ ،‬بني الوزير عبدالواحد النبوى ومن انحاز‬ ‫ملوقفه من جهة‪ ،‬والدكتور أحمد مجاهد‪ ،‬رئيس‬ ‫الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬ومن انحاز ملوقفه من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬انزلق كثير من املثقفني املصريني إلى هاوية‬ ‫االستقطاب الذى طاملا حاربوه طيلة سنوات الثورة‪،‬‬ ‫ويعتبره الكثير منهم حتى اآلن أكبر أسباب فشل‬ ‫احلوار املجتمعى‪ ،‬بل وفشل الثورة ذاتها‪.‬‬ ‫املعارك الثقافية ليست غريبة على املجتمع املصرى‬ ‫وجماعته الثقافية متعددة ومتنوعة االجتاهات‪ ،‬بل‬ ‫كثيرا ما ضجت بالصراعات واملعارك‬ ‫إن الساحة‬ ‫ً‬ ‫الفكرية اجل��وه��ي��رة وال��ف��رع��ي��ة‪ ،‬حتى إن بعضها‬ ‫عنيفا‪ ،‬بني جيل وآخ��ر أو اجت��اه وآخ��ر‪ ،‬تارة‬ ‫ك��ان‬ ‫ً‬ ‫بني دعاة األصالة ودعاة املعاصرة‪ ،‬تارة بني دعاة‬ ‫تغليب النقل ودعاة تغليب العقل‪ ،‬تارة بني اليسار‬ ‫واليمني‪ ،‬وإلى آخره من القضايا التى أثرت واقع‬ ‫الثقافة املصرية‪ .‬بينما تشهد الساحة الثقافية اآلن‬ ‫حالة من الصراع الشخصى على املناصب‪ ،‬الذى‬ ‫كشف حال اجلماعة الثقافية املصرية وتناقضاتها‬ ‫فى الفترة األخيرة‪ ،‬وهو األمر الذى يوضح أسباب‬ ‫انتصار الرجعيني واألصوليني على مدعى التنوير‪،‬‬ ‫ومن ثم انتشار األفكار التكفيرية وغيرها‪ ،‬مما يولد‬ ‫ماردا نسميه اإلرهاب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذن ل��ن��راف��ق امل��ف��ك��ر وال��ن��اق��د وامل����ؤرخ امل��ص��رى‬ ‫الراحل الدكتور غالى شكرى‪ ،‬إلى الساحة الثقافية‬ ‫امل��ص��ري��ة‪ ،‬ف��ى ستينيات ال��ق��رن امل��اض��ى‪ ،‬لنشهد‬ ‫واحدة من املعارك الثقافية الكبرى‪ ،‬بني التيارات‬ ‫األصولية والتنويرية‪ ،‬من خ��ال ق��راءة كتابه من‬ ‫األرشيف السرى للثقافة املصرية‪ ،‬ال��ذى أع��ادت‬ ‫مؤخرا‪ ،‬والذى‬ ‫الهيئة العامة املصرية للكتاب نشره‬ ‫ً‬ ‫ص��در ألول م��رة ع��ام ‪ 1975‬ببيروت‪ ،‬حيث تعذر‬ ‫النشر داخل الباد‪ ،‬بعد انحسار اليسار املصرى‪،‬‬ ‫وهجرة كثير من املثقفني إلى اخلارج‪ ،‬وتنامى املد‬ ‫الوهابى‪ ،‬داخل قطاعات املجتمع املصرى‪ ،‬وتوافقه‬ ‫مع السلطة‪ ،‬التى كانت فى مواجهة مع التيارات‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫التنويرية‬ ‫ً‬


‫محمود درويش‪..‬‬ ‫يحل أغسطس ومتر سنة جديدة على وفاته‪ ،‬هذا‬ ‫معا فى دراس���ات‪ ،‬اهتم النقاد خاللها‬ ‫العام نقرأ ً‬ ‫بالوقوف على احل��رف والكلمة فى قصائد محمود‬ ‫دروي���ش‪ ،‬بالتحليل والنقد‪ ،‬وألن��ه ق��ال «م��ا ك��ان لى‬ ‫أمسى‪ ..‬وما سيكون لى»‪ ،‬فهذا له كذلك‪ ،‬نقدمه له‪/‬‬ ‫لروحه وللقراء‪..‬‬

‫لن نبدأ بسطور من أشعاره‬ ‫كما اعتاد اجلميع‪ ،‬ولن‬ ‫نحكى كيف عاش ومات‬ ‫ودرس وعمل وكافح وقاوم‬ ‫ومترد فاعتقل‪ ،‬لن نسرد‬ ‫إجنازاته ولن نلجأ حتى‬ ‫لبعض صوره فى شوارع‬ ‫القاهرة أو فى أوروبا‪ ،‬أو‬ ‫حتى على منصة الشعر‪،‬‬ ‫يكفى أن نكتب اسمه‬ ‫بخط تقليدى «محمود‬ ‫درويش»‪ ،‬ليبدأ الشريط‬ ‫بال توقف باحلركة فى‬ ‫ذكريات عرفناها عنه‪،‬‬ ‫نتذكر تلقائ ًّيا ريتا‬ ‫والبندقية‪ ،‬وخبز أمه‪،‬‬ ‫وقهوة أمه‪ ،‬أوراق الزيتون‪،‬‬ ‫نتذكر وحدنا يوميات‬ ‫احلزن العادى‪ ،‬ونغنى‬ ‫«أعدى لى األرض‬ ‫معا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أحبك‬ ‫فإنى‬ ‫أستريح‪/‬‬ ‫كى‬ ‫ّ‬ ‫حتى التعب‪ /‬صباحك‬ ‫فاكهةٌ لألغانى‪ /‬وهذا‬ ‫املساء ذهب‪ /‬ونحن لنا‬ ‫ظل إلى ظلّه‬ ‫حني يدخل ٌّ‬ ‫فى الرخام‪ /‬وأشبه نفسى‬ ‫حني أعلّق نفسي‪ /‬على‬ ‫عنقٍ ال تعانق غير الغمام‪/‬‬ ‫وأنت الهواء الذى يتع ّرى‬ ‫أمامى كدمع العنب‪/‬‬ ‫وأنت بداية عائلة املوج‬ ‫تشبث بالب ّر‪ /‬حني‬ ‫حني‬ ‫ّ‬ ‫أحبك‪،‬‬ ‫وإنى‬ ‫اغترب‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫أنت بداية روحى‪ ،‬وأنت‬ ‫اخلتام‪ /‬يطير احلمام‪/‬‬ ‫يحطّ احلمام‪.»...‬‬

‫‪p.14‬‬

‫حكاية الذات والوطن‬ ‫فى دراس��ة للدكتور رمضان عمر‪ ،‬بعنوان «ق��راءة‬ ‫فى سردية املشهد الشعرى عند دروي��ش»‪ ،‬يؤكد أن‬ ‫دروي��ش استطاع أن يفتح بوابة الشعر الغنائى على‬ ‫السرد احلكائى‪ ،‬بعد أن انساحت املسافات بني كل من‬ ‫الدرامى والغنائى والسردى‪ ،‬وبعد أن أخذت األجناس‬ ‫بعضا تقنيات عديدة‪،‬‬ ‫األدب��ي��ة تقتبس م��ن بعضها‬ ‫ً‬ ‫فتشكلت له قصائد ذات بنى تركيبية متزج بني الذاتى‬ ‫واملوضوعى‪ ،‬وتقف هذه الدراسة وقفتني متتاليتني‬ ‫على نصني لدرويش‪ً ،‬‬ ‫مثال حكاية الشعب الفلسطينى‬ ‫منذ النكبة حتى اللحظة‪.‬‬ ‫نلقى ال��ض��وء على ج��زء م��ن ال��وق��ف��ة األول���ى فى‬ ‫ال��دراس��ة‪ ،‬إذ يقف فيها الباحث مع دي��وان دروي��ش‬ ‫وحيدا؟»‪ ،‬الذى يراه اتخذ شكل‬ ‫«ملاذا تركت احلصان‬ ‫ً‬ ‫احلكاية‪ ،‬وهى حكاية الذات‪ /‬الوطن‪ /‬النكبة‪ ،‬فدرويش‬ ‫معتمدا على التذكر‪ ،‬فيرتد الزمن‬ ‫يحاول كتابة سيرته‬ ‫ً‬ ‫احلكائى إل��ى املاضى البعيد‪ ،‬حيث دروي��ش ووال��ده‬ ‫يعتسفان جبال شمال فلسطني إلى دولة الريح‪« :‬إلى‬ ‫أين تأخذنى يا أبى؟ إلى جهة الريح يا ول��دى»‪ ،‬هذا‬ ‫هو املشهد االفتتاحى لرحلة التشريد‪ ،‬يتجلى فى هذا‬ ‫السؤال احلائر «أين»‪.‬‬ ‫ويوضح أن البنية السردية هنا تنفتح على حوارية‪،‬‬ ‫ولد يسأل وأب يرد‪ ،‬حوار ينبئ عن رؤية ذات دالالت‬ ‫بعيدة‪ ،‬لم ت��أت ج��زا ًف��ا وال عب ًثا‪ ،‬فلم يكن رد األب‬ ‫محايدا موضوع ًّيا‪ ،‬يقول ما يوافق العالم اخلارجى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومتأثرا مبنظومة القيم‬ ‫متلبسا بوعيه‪،‬‬ ‫خطابا‬ ‫بل كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التى حتكمه‪ ،‬ه��ذه ه��ى البداية إذن‪ ،‬قصة حكاية‬ ‫معا‪،‬‬ ‫الرحيل والتشريد‪ ،‬وهى حكاية الذات واجلمع ً‬ ‫حكاية درويش الطفل‪ ،‬وحكاية شعبه املنكوب‪.‬‬ ‫ويقول‪ :‬عند تأمل البنية السردية‪ ،‬فإن الطابع العام‬ ‫لهذه البنية ينحى منحى رمز ًّيا فلسف ًّيا‪ ،‬يؤطر لعالقة‬ ‫واضحا منذ‬ ‫جدلية بني املكان وال��زم��ان‪ ،‬يبدو ذلك‬ ‫ً‬ ‫العبارة األولى «إلى أين تأخذنى»‪ ،‬لك أن تتساءل عمن‬ ‫يقف وراء هذا الصوت‪ :‬أهو صوت االب��ن ً‬ ‫فعال؟ أم‬ ‫مفتاحا لدراسة‬ ‫الشاعر‪ ،‬أم الراوى؟ فإن ذلك سيكون‬ ‫ً‬ ‫طبيعة التشكيل الهندسى لهذا النص‪ ،‬ولك أن تتساءل‬ ‫�ض��ا م��ا قيمة ه��ذا االستفهام ف��ى سياق املشهد‬ ‫أي� ً‬ ‫االفتتاحى؟ وما أثره فى تطور احلدث ودالالته؟‬ ‫ويضيف‪ :‬الراوى هنا هو من يقول على لسان األب‪:‬‬ ‫«إلى جهة الريح»‪ ،‬ألن منطق التلقى الواعى يرفض‬ ‫قبول فكرة أن تكون إج��اب��ة األب ه��ذه‪« :‬إل��ى جهة‬ ‫الريح» قد حصلت ً‬ ‫فعال‪ ،‬ذلك أن هذه العبارة شعرية‬ ‫ً‬ ‫درويشا هو من‬ ‫فعال‪ ،‬ورمزية إلى حد االعتقاد بأن‬ ‫ً‬ ‫أنتجها‪ ،‬ثم أسلمها إلى راو كلى املعرفة‪ ،‬ليوزع األدوار‬ ‫بعدها‪ ،‬فيجعل هذه العبارة من نصيب األب‪ ،‬نعم لقد‬ ‫استخرجها درويش من قاموسه‪ ،‬وأسلمها لراو اتكأ‬ ‫عليه النص‪ ،‬ثم أجراها الراوى على لسان والد درويش‬ ‫احلقيقى‪ ،‬وما يدعو إلى هذا الزعم أنه‪ :‬لم يحصل أن‬ ‫جاء فى حوارات درويش أن أباه قال له هذه العبارة‪،‬‬ ‫وهما يغادران فلسطني إثر النكبة األولى‪.‬‬ ‫إحباطات ومقاومة‬ ‫يقرأ كذلك الدكتور أحمد منصور فى كتاب «ذاكرة‬ ‫للنسيان»‪ ،‬ليقول‪ :‬محمود درويش‪ ،‬الشاعر الذى تغنى‬ ‫الوطن العربى بشعره املقاوم‪ ،‬والذى زار حلب وأنشد‬ ‫فيها ألول مرة قصيدته اخلالدة «عابرون فى كالم‬ ‫عابر»‪ ،‬التى تعتبر أكثر من صفعة ونبوءة مستقبلية‬ ‫مبصير الكيان القريب‪« :‬أيها امل��ارون بني الكلمات‬ ‫العابرة‪ /‬آن أن تنصرفوا‪ /‬وتقيموا أينما شئتم‪ ،‬ولكن‬ ‫ال متوتوا بيننا‪ /‬فاخرجوا من أرضنا‪ /‬من برنا‪ ..‬من‬ ‫بحرنا‪ /‬من كل شىء‪ ..‬واخرجوا»‪.‬‬ ‫ثم يؤكد‪ :‬محمود درويش شاعر املقاومة الصامد‬ ‫فى زنزانات العدو املحتل لوطنه‪ ،‬املتشرد فى أرض اهلل‬ ‫الواسعة فى الشرق والغرب‪ ،‬الذى كان يتغنى بذكريات‬ ‫وطنه املسروق‪ ،‬ويعلن أن فلسطني لن تستعاد باللقاءات‪،‬‬ ‫ب��امل��ؤمت��رات‪ ،‬باملباحثات‪ ،‬ب��ال��ن��دوات‪ ،‬مبجلس األمن‬ ‫فكل ذلك وهم وخ��داع‪ ،‬وإن عودتها عربية واستعادة‬ ‫وجهها اجلميل الذى قبحه الغزاة الهمج ال يكون اَّإال‬ ‫باملقاومة‪ ..‬شعلة احلياة املقدسة‪ ..‬املباركة‪ ..‬املقاومة‬ ‫بكل ضروبها‪ :‬بالشعر‪ ،‬ب��األدب‪ ،‬باملوسيقى‪ ،‬بالرسم‪،‬‬ ‫بالنحت‪ ،‬بالسينما‪ ،‬بالصحافة‪ ،‬إلى جانب االحتفاظ‬ ‫بالسالح جاه ًزا‪ ..‬تلك هى طرق العودة إلى بيارات‬ ‫الزيتون وك��روم العنب وبساتني البرتقال والليمون‪..‬‬


‫صوت المستضعفين‬

‫‪ .‬ال يعانق غير الغمام‬

‫وإل��ى حترير األق��ص��ى ال��ذى ط��ال أس��ره م��ن قبضة‬ ‫قراصنة الدمار والقتل‪ ..‬غضب اهلل ولعنة األمم‪.‬‬ ‫وعن رأيه فى الكتاب يقول‪« :‬ذاكرة للنسيان» متيزت‬ ‫بنزيف قلب يتمزق‪ ،‬أعصاب حتترق باللوعة والغربة‬ ‫والشوق للوطن‪ ،‬الذى كان الشاعر يتلمس ظالله وهو‬ ‫ميشى فى ش��وارع بيروت املحاصرة من قبل قطعان‬ ‫يهوذا عام ‪ ،1982‬لقد المست نصوص ذاكرة للنسيان‬ ‫قلوب محبى محمود درويش فطبعت عدة طبعات كان‬ ‫آخرها الطبعة الثامنة عام ‪ ،2007‬منذ الصفحات‬ ‫األولى يطالعنا الشاعر بإحباطاته التى تغلف إرادته‬ ‫املقموعة بوجوده فى غرفة موصدة تتعرض إلطالق‬ ‫الصواريخ‪ ،‬إنه يحاول استعادة تفكيره باحلصول على‬ ‫فنجان قهوة‪« :‬أريد رائحة القهوة ألمتاسك‪ ،‬ألقف على‬ ‫قدمى‪ ،‬ألحتول من زاحف إلى كائن»‪.‬‬ ‫مديح لصورة الشاعر‬ ‫محمد نعيم ف��رح��ات‪ ،‬اقتبس م��ن رينيه ويليك‬ ‫قوله «إن احلقيقة فى األدب مثل احلقيقة خارجه‪،‬‬ ‫إنها حقيقة نظامية ميكن اتباعها علنا على رؤوس‬ ‫األش���ه���اد»‪ ،‬ك��ت��ق��دمي ل��دراس��ت��ه وع��ن��وان��ه��ا «محمود‬ ‫دروي��ش‪ :‬رسم ألبعاد فى صورة الشاعر»‪ ،‬ويبدأها‬ ‫اً‬ ‫قائال‪ :‬هو ابن الساح ِل السورى وصدى كل الهالل‬ ‫اخل��ص��ي��ب وأع��ال��ى ال��ع��روب��ة وأع��ل��ى ال��ع��رب‪ ،‬اب��ن‬ ‫ت بنا وتَصعد ْ‬ ‫صعد ْ‬ ‫ت نحو النصر‬ ‫البدايات التى َ‬ ‫بالكلمات‪ ،‬فانتصرنا على يدى ملك ترك لنا الكالم‬ ‫ملك عصف بالسقم الذى فينا‬ ‫آفا اًقا ستبقى إلى أبد‪ٌ ،‬‬ ‫وحول املعانى جليش من الروح الناهضة التى تأخذ‬ ‫فى طريقها كل ش��ىء‪ ،‬كل ش��ىء‪ ،‬وأع��ادن��ا ألنفسنا‬ ‫طا الستعادة وعينا‬ ‫ساملني مع جروح بليغة‪ ،‬كانت شر اً‬ ‫�ك أرس��ل النصوص ف��ى أرب��ع��ة أرج��اء‬ ‫امل��ن��ش��ود‪ .‬م��ل� ٌ‬ ‫وجودنا كى تستعيدنا من اخليبة واالنكسار‪ ،‬وكانت‬ ‫مزودة بوصية واحدة فقط‪ :‬يعودون قتلى ُويعلن عن‬ ‫موتهم أو يعودون غامنني قادمني‪ ،‬ربحوا معرك َتهم‬ ‫ضد شوائبهم‪ ،‬ليذهبوا فى الطريق الشاق نحو الفوز‬ ‫َ‬ ‫بحروبهم ضد أعدائهم‪ ،‬محمولني على أمر واحد‬ ‫وتنازلهم األخير‬ ‫فقط‪ :‬أن يكون اندحارُهم الوحيد‬ ‫ُ‬ ‫هو النصر ال غير‪ ،‬فطوبى‪.‬‬ ‫لم يتوقف عند تلك الكلمات النارية‪ ،‬ألنه أضاف‪:‬‬ ‫محمود درويش صاحب اجلسد الرقيق امللىء باحلزم‬ ‫ويذهب‬ ‫والنزق فى تفاصيله وثناياه‪ ،‬يتعهد ُه الغمام‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ستولد‬ ‫وي‬ ‫به فى‬ ‫ُ‬ ‫ويشهد ُويدي ُن َ‬ ‫النشيد‪ :‬ليروى ويقول َ‬ ‫ِ‬ ‫وميي ُ‬ ‫صعد‬ ‫ط احلرير عن‬ ‫وي‬ ‫وي ُ‬ ‫كشف ُ‬ ‫ُ‬ ‫البسيط‪َ ،‬‬ ‫ويرف ُع َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ق��اس‪ ،‬و ُيعرينا كى يؤثث روحنا‬ ‫بنا َوي��ه��وى بجمال‬ ‫وكبدنا ووجدنا بالقيامة من جديد‪ ،‬ويحملنا عنوة إلى‬ ‫هناك‪ ،‬إلى حيث‪ :‬يجب ويتعني وال يفترض‪!!...‬‬ ‫يبدو أن س��ط��وره كلها م��دح حلو امل���ذاق ف��ى حق‬ ‫دروي��ش‪ ،‬حتى إنه ق��ال‪ :‬على قلق اليقني ن��ام‪ ،‬و«كأن‬ ‫اً‬ ‫أصال‪ ،‬وكان يصحو على‬ ‫كل الريح حتته» أو ال شىء‬ ‫نص ال يعو ُد له ما أن يقوله‪ ،‬نص ينتظم دون عناء فى‬ ‫صيرور ِة إعادة تشكيل الوعى وإعماره‪ ،‬وفى هندسة‬ ‫ال��روح واملعانى واألزمنة واجلمال والذائفة والثقة‪،‬‬ ‫وتوليد القوة والقدرة من العذاب واخليبة واالنكسار‬ ‫والوعد‪ ،‬ولطاملا شد شعبه ال��ذى حولته ريح عاتية‬ ‫لعهن املنفوش لقرون يابسة ليقف عليها فى طريقه‬

‫لم يشهد تاري ُخ قولنا املعاصر‬ ‫ترتيب‬ ‫نصوصا معمارية أعادت‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫الرو ِح والوعى بجمالٍ موجوع‬ ‫مثلما حاولت نصوص درويش‬ ‫السترداد معناه‪ ،‬ال‪ ،‬لم يشهد تاري ُخ قولنا املعاصر‬ ‫ترتيب الرو ِح والوعى بجمالٍ‬ ‫نصوصا معمارية‪ ،‬أعادت‬ ‫َ‬ ‫اً‬ ‫موجوع مثلما حاولت نصوص درويش‪.‬‬ ‫ح ًّرا صار أسطورة‬ ‫نبتعد ع��ن ال��ك��الم ال��ن��اع��م‪ ،‬ون��ذه��ب إل��ى دراس��ة‬ ‫مفيد جن��م «التناص األس��ط��ورى ف��ى شعر محمود‬ ‫درويش»‪ ،‬التى يؤكد خاللها أن أهمية األسطورة تنبع‬ ‫من حضورها فى الثقافة اجلمعية‪ ،‬ومن كونها متثل‬ ‫انعكاسا لال شعور اجلمعى مما يجعل استدعاءها‪،‬‬ ‫اً‬ ‫يستدعى معها فضاءها التخييلى والوجدانى وداللتها‬ ‫الرمزية املوحية‪ ،‬وأن استدعاء األسطورة وكثافتها‬ ‫ال��رم��زي��ة‪ ،‬م��ن خ���الل م��س��ت��وي��ات ال��ت��ن��اص وآل��ي��ات��ه‬ ‫املختلفة‪ ،‬فى جتربة الشاعر درويش‪ ،‬ينبع من طبيعة‬ ‫الرؤية التى تقدمها هذه التجربة‪ ،‬على املستويني‬ ‫ال��ف��ك��رى واجل��م��ال��ى‪ ،‬وإذا ك��ان ال��رم��ز األس��ط��ورى‬ ‫الشرقى الذى ينتمى إلى حضارات املنطقة العربية‬ ‫القدمية يأتى فى صدارة التراث األسطورى‪ ،‬الذى‬ ‫يجرى استدعاؤه فى قصائد الشاعر‪ ،‬فإن التراث‬ ‫معبرا ع��ن انفتاح‬ ‫تاليا‬ ‫اً‬ ‫األس��ط��ورى الغربى‪ ،‬يأتى اً‬ ‫القصيدة على التراث اإلنسانى‪ ،‬الدال على تداخل‬ ‫وتفاعل هذا امل��وروث األسطورى من خالل انتقاله‬ ‫من ثقافة إلى أخرى‪ ،‬فى رحلة احلضارات والثقافات‬ ‫اإلنسانية عبر التاريخ‪.‬‬ ‫أيضا‪ :‬إن استخدام ه��ذه الرموز فى‬ ‫ويقول لك‬ ‫اً‬ ‫نابعا من حاجة القصيدة‬ ‫القصيدة يجب أن يكون اً‬ ‫إلى تلك الرموز‪ ،‬وما متتلكه هذه الرموز‪ ،‬من مجال‬ ‫درامى أسطورى يتفاعل مع جتربة الشاعر املعاصرة‪،‬‬ ‫ألن على ه��ذا االس��ت��خ��دام أن يتجاوز ذك��ر الرمز‬ ‫األس��ط��ورى‪ ،‬أو احلكاية األس��ط��وري��ة إل��ى «مستوى‬ ‫االستلهام واالستيحاء والتوظيف» من خ��الل خلق‬ ‫سياق خ��اص يجسد تفاعل األس��ط��ورة مع التجربة‬ ‫الشعرية‪ ،‬ما يجعل هذا التناص معها يعيد تشكيلها‬ ‫وتكثيف دالالتها املوحية‪ ،‬وتطوير بعدها الدرامى‪ ،‬مبا‬ ‫ويعمق‬ ‫يجعلها تتفاعل مع التجربة الشعرية للقصيدة‪ِّ ،‬‬ ‫اتصالها مع التجربة الوجودية واإلنسانية بأبعادها‬ ‫الدرامية املختلفة‪ ،‬وفى قراءة للتناص الشعرى عند‬ ‫الشاعر مع هذا التراث األسطورى يظهر التعدد فى‬ ‫آليات التناص ودرجاته ومستوياته املختلفة‪ ،‬فإلى‬ ‫جانب تناص اخلفاء‪ ،‬هناك تناص التجلى‪ ..‬وإلى‬ ‫جانب استدعاء الشخصيات والرموز األسطورية‪،‬‬ ‫هناك تقنيتا القناع واالمتصاص والتذويب‪.‬‬

‫‪ 29‬أبيب ‪6256‬‬ ‫‪ 20‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪15-14‬‬

‫وللتوضيح‪ :‬تنتمى األساطير التى تتفاعل معها‬ ‫جتربة الشاعر وتستدعيها إل��ى أزم��ن��ة وح��ض��ارات‬ ‫مختلفة‪ ،‬منها ما يعود إلى حضارات وادى الرافدين‬ ‫القدمية‪ ،‬واحلضارة الفرعونية وحضارات الساحل‬ ‫ال��س��ورى‪ ،‬ومنها م��ا ينتمى إل��ى ح��ض��ارات ال��روم��ان‬ ‫واإلغ��ري��ق‪ ،‬ما يشى بتنوع مصادر ه��ذه األساطير‪،‬‬ ‫وت��ن��وع موضوعاتها ودرج��ات��ه��ا بهدف التأكيد على‬ ‫وحدة التجربة اإلنسانية وغناها‪ ،‬إضافة إلى تداخل‬ ‫مستويات هذه التجربة من جهة بأبعادها الوجودية‬ ‫والداللية والتخييلية‪ ،‬ومن جهة ثانية ويكشف عن‬ ‫حركة انتقال األسطورة فى املكان والزمان أو التناص‬ ‫األس��ط��ورى املتجدد ال���ذى كشفت عنه رح��ل��ة هذه‬ ‫األس��ط��ورة من حضارة إل��ى أخ��رى‪ ،‬وم��ن ثقافة إلى‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ويضيف‪ :‬إن قيمة توظيف األسطورة أو توظيف‬ ‫رموزها وشخصياتها ال تتمثل فى بعدها الداللى الذى‬ ‫تنطوى عليه‪ ،‬وإمنا تتجاوزه إلى البعد اجلمالى املتأتى‬ ‫من حضورها فى الالشعور اجلمعى‪ ،‬وم��ن الكثافة‬ ‫والتوتر الدرامى اللذين متتلكهما‪ ،‬والفضاء التخييلى‬ ‫الذى تستدعيه معها‪ .‬وقد متثل حضور األسطورة فى‬ ‫قصائد الشاعر فى محورين اثنني‪ ،‬فهى إما أن تكون‬ ‫محور النص وبؤرته‪ ،‬وفى هذا املحور غالبا ما يكون‬ ‫مذكورا فى عنوان القصيدة‪ ،‬وإما أن‬ ‫اسم األسطورة‬ ‫اً‬ ‫يكون فى جزء من األسطورة‪ .‬وقد يستخدم الشاعر‬ ‫الكثافة التكرارية السم الشخصية األسطورية‪ ،‬أو يتم‬ ‫استدعاء هذه األسطورة دون ذكر السم شخصياتها‪.‬‬ ‫ومن املالمح األخرى الستخدام األسطورة‪ ،‬أو استدعاء‬ ‫أحد شخصياتها أن القصيدة قد تكون حدي اًثا عن‬ ‫موجها إلى شخصية أو‬ ‫األسطورة‪ ،‬أو يكون اخلطاب‬ ‫اً‬ ‫رم اًزا يحيل عليها‪ ،‬كما قد يكون املتكلم فى القصيدة‬ ‫هو الشخصية األسطورية‪ ،‬أو شخصية الراوى التى‬ ‫هى شخصية الشاعر‪.‬‬ ‫مصلوب فى رحم القضية‬ ‫وتخبرنا ال��دك��ت��ورة ش��ادي��ة ش��ق��روش‪ ،‬ف��ى دراس��ة‬ ‫بعنوان «محمود درويش املصلوب فى رحم القضية»‪،‬‬ ‫أنها وجدت فى وفاة محمود درويش‪ ،‬حلظة للوقوف‬ ‫بإجالل أم��ام بعض أعماله الكبيرة وقصائده التى‬ ‫دخلت كل بيت وسكنت كل وجدان‪ ،‬كما قرأت القضية‬ ‫الفسلطينية بأكثر من عشرين لغة‪ ،‬بل وأرخت لتاريخ‬ ‫قضية بلده وشعبه وأهله‪ ،‬مالم تستطع معه األيام‬ ‫إدثاره فى غياهب التراكمات‪.‬‬ ‫وتقول‪ :‬وما لفتنى منها «أنا يوسف يا أبى» و«فى‬ ‫يدى غيمة» و«مديح الظل العالى» و«لم أعتذر للبئر»‪،‬‬ ‫بكونها تلتقى فيها مفردات نابضة‪ ،‬بخاصة قصيدة‬ ‫أنا يوسف يا أبى‪ ،‬وما حتمله هذه القصيدة من ربط‬ ‫تاريخى يجمع املاضى‪ ،‬بكل مكوناته األسطورية‪ ،‬فى‬ ‫الذاكرة املتواترة مضمو اًنا املتعددة رم��و اًزا‪ ،‬ليحضره‬ ‫فى واقع األيام يرسم صورة معاناة هذا الشعب وهذه‬ ‫القضية ب��إب��داع يصعب على غير الشاعر الراحل‬ ‫إح��ض��اره ف��ى م��ت��ون القصيد‪ .‬وف��ى بعد آخ��ر لهذه‬ ‫القصيدة‪ ،‬إن دروي��ش بذكائه الفطرى‪ ،‬يعلم مدى‬ ‫حضور قصة يوسف فى ال��ذاك��رة اإلنسانية‪ ،‬وليس‬ ‫اإلسالمية فحسب‪ ،‬ملا تختزنه من بالغة فى املوضوع‬ ‫وإنسانية حتاكى الوجدان وتشعل اخلاطر‪ ،‬فكانت‬ ‫قصيدة يوسف تأخذ أبعادها بكل املقاييس لتكون‬ ‫خطابا إنسان ّاًيا كما هى القضية الفلسطينية‪ ،‬وكما‬ ‫اً‬ ‫كان يريدها ويراها درويش‪.‬‬ ‫فى رأيها أن‪ :‬الشعراء استمدوا مادتهم من تاريخ‬ ‫البشرية‪ ،‬وتعاملوا مع موضوع يوسف بحرية‪ ،‬ولعل‬ ‫أب���رز م��ن مت� ّث��ل ه��ذا امل��وض��وع ه��و الشاعر محمود‬ ‫درويش‪ ،‬حيث اتخذ من موتيفات يوسف رمو اًزا للتعبير‬ ‫عن القضية الفلسطينية‪ ،‬فتحول يوسف إلى منوذج‬ ‫الالجئ‪ ،‬الفقير‪ ،‬املنبوذ‪..‬إلخ‪ ،‬ولعل الصورة املشاهدية‬ ‫التى تتماشى مع املعطيات الراهنة هى صورة األخوة‬ ‫األعداء الذين زجوا بيوسف فى عمق البئر‪.‬‬ ‫وتعود لتكشف‪ :‬لم تكن عبارة «أنا يوسف يا أبى» فى‬ ‫النص «املقدس» موجهة إلى األب‪ ،‬وإمنا كانت موجهة‬ ‫إلى اإلخوة ليؤكد لهم أنه هو يوسف‪ ،‬وأن اهلل أكرمه‪،‬‬ ‫ولكن النص الشعرى فارق النص املقدس بكلمة «يا‬ ‫أبى»‪ ،‬فتبدو عبارة محمود درويش «أنا يوسف يا أبى»‪،‬‬ ‫طافحة بالشكوى‪ ،‬وباملسكوت عنه فى النص املقدس‪،‬‬ ‫وكأنه بهذه الصياغة يخبر عن شكوى يوسف ألبيه‪،‬‬ ‫وهى كلمات ترد على شكل حضور صريح تأخذ شكل‬ ‫ومضات تتسع ببريق القصة الدينية ليتوارى خلفها‬ ‫اً‬ ‫آخر من أشكال احلضور‪،‬‬ ‫كالم مفارق «يؤسس‬ ‫شكال َ‬ ‫يتسم بالغموض واخلفاء»‪.‬‬

‫تقرير‬

‫بدقيقة واحدة‪ ،‬تنتهى‬ ‫ُ‬ ‫حياة ٍ‬ ‫بيت كاملة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قتيل‪ ..‬هو ً‬ ‫أيضا‬ ‫البيت‬ ‫ُ‬ ‫جماعى‬ ‫َق ْت ٌل‬ ‫ّ‬ ‫حتى لو خل من ُس َّكانه‪.‬‬ ‫للمواد‬ ‫مقبرة جماعية‬ ‫ّ‬ ‫األولية‬ ‫الـم َع َّد ِة لبناء مبنى‬ ‫ُ‬ ‫للمعنى‪،‬‬ ‫أو قصيد ٍة غير ذات شأن‬ ‫فى زمن احلرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫قتيل‪ ..‬هو َبت ُر‬ ‫البيت‬ ‫األشياء عن علقاتها‬ ‫وعن أسماء املشاعر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وحاجة التراجيديا إلى‬ ‫تصويب البلغة‬ ‫نحو َّ‬ ‫الت َب ُّصر فى حياة‬ ‫الشىء‪.‬‬ ‫يتوجع‪،‬‬ ‫كائن‬ ‫فى كل شىء ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ذكرى َأصابع وذكرى‬ ‫رائحة وذكرى صورة‪.‬‬ ‫والبيوت ُت ْق َت ُل كما ُي ْق َت ُل‬ ‫سكانها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ذاكرة األشياء‬ ‫وت ْق َت ُل‬

‫أحمد نبيل خضر‬

‫‪p.15‬‬


‫تعكس حالة التخبط واجلدل‬ ‫التى صاحبت اختيار البيت‬ ‫الفنى للمسرح لعروضه املشاركة‬ ‫فى الدورة الثامنة للمهرجان‬ ‫القومى للمسرح‪ ،‬التى تنطلق‬ ‫‪ 20‬أغسطس اجلارى‪ ،‬عشوائية‬ ‫قرارات رئيس البيت الفنى‬ ‫للمسرح‪ ،‬الفنان فتوح أحمد‪،‬‬ ‫ومنها إدارة أزمة املسرح القومى‬ ‫الذى مت افتتاحه‪ ،‬رغم شبهات‬ ‫الفساد وانتقادات كثير من‬ ‫املسرحيني‪ ،‬ليعاد إغالقه مرة‬ ‫أخرى الستكمال إنشاءاته‪.‬‬ ‫من تداعيات العشوائية‪ ،‬إعالن‬ ‫الناقد جرجس شكرى انسحابه‬ ‫من اللجنة العليا وفعاليات‬ ‫ضا على جتاهل‬ ‫املهرجان‪ ،‬اعترا ً‬ ‫رئيس البيت الختيارات النقاد‬ ‫متهما‬ ‫للعروض املمثلة للبيت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فتوح بالتالعب باللجنة‪،‬‬ ‫وتضامن معه باقى األعضاء‪،‬‬ ‫حسن عطية‪ ،‬خالد رسالن‪،‬‬ ‫محمد مسعد‪ ،‬معلنني‬ ‫االنسحاب مثله من فعاليات‬ ‫املهرجان كافة‪.‬‬

‫فتوح أحمد‬

‫ناصر عبد املنعم‬

‫‪p.16‬‬

‫جوائز بأسماء شهداء بنى سويف فى دورة خالد صالح‬

‫انسحابات تستبق الدورة الثامنة‬ ‫للمهرجان القومى للمسرح‬

‫ك���ان رئ��ي��س ال��ب��ي��ت ق��د ط��ل��ب م��ن ال��ن��اق��د أحمد‬ ‫خميس‪ ،‬استطالع آراء النقاد ف��ى اختيار ع��روض‬ ‫البيت فى املهرجان‪ ،‬كما حدث العام املاضى‪ .‬شكَّل‬ ‫خميس جلنة ق��ام��ت بالتصويت إل��ك��ت��رون� ًّي��ا‪ ،‬انتهت‬ ‫إلى اختيار مسرحيات‪« :‬روح» إخ��راج باسم قناوى‪،‬‬ ‫«وبحلم يا مصر» إخراج عصام السيد‪”،‬سهرة ملوكى»‬ ‫إخراج خالد حسونة‪« ،‬رجالة وستات» إخراج إسالم‬ ‫إمام‪ ،‬و«حلم ليلة صيف» إخراج مازن الغرباوى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائال إنها ليست‬ ‫«فتوح» جتاهل اختيارات اللجنة‪،‬‬ ‫جلنة اختيار‪ ،‬واستبعد «وبحلم يا مصر»‪ ،‬ألن مخرجه‬ ‫عضو باللجنة العليا للمهرجان‪ ،‬رغم إعالن عصام‬ ‫السيد انسحابه من التنافس على جائزة اإلخ��راج‪.‬‬ ‫متحمسا لهذا‬ ‫ومعروف أن رئيس البيت الفنى لم يكن‬ ‫ً‬ ‫العرض ال��ذى افتتح به املسرح القومى‪ ،‬بطلب من‬ ‫وزير الثقافة السابق‪ ،‬جابر عصفور‪.‬‬ ‫�ض��ا «س��ه��رة م��ل��وك��ى» إن��ت��اج مسرح‬ ‫واس��ت��ب��ع��د أي� ً‬ ‫الشباب‪ ،‬بدعوى أنه شارك بنفس األحل��ان واملخرج‬ ‫ب���اس���م ج��ام��ع��ة امل���ن���ص���ورة ف���ى ال������دورة ال��س��ادس��ة‬ ‫مطالبا‬ ‫للمهرجان‪ ،‬وهو ما نفاه املخرج خالد حسونة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مذكرا بأن العروض التى شاركت بدورات‬ ‫بالتحقيق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املهرجان موثقة‪.‬‬ ‫اخ��ت��ار «ف��ت��وح» ب��دي� ً�ال للمستبعدين‪ ،‬ع��رض «هنا‬ ‫انتيجون» للمخرج تامر ك��رم‪ ،‬و«ث��رى دى» للمخرج‬ ‫محمد ع��الم‪ ،‬وكالهما م��ن إن��ت��اج م��س��رح الطليعة‪،‬‬ ‫ال��ذى ميثله ث��الث��ة ع��روض م��ن اخلمسة ال��ت��ى متثل‬ ‫��دارا لعدالة متثيل‬ ‫البيت الفنى‪ ،‬ما رآه البعض إه� ً‬ ‫فرق البيت‪ ،‬مع اإلقرار بنشاط مكثف ومتميز لفرقة‬ ‫مسرح الطليعة برئاسة الفنان محمد الدسوقى‪،‬‬ ‫وكانت مع نظيرتها «الشباب» أنشط فرق البيت خالل‬ ‫هذا العام‪.‬‬ ‫فتوح برر موقفه بأن النقاد ال يعدون جلنة اختيار‪،‬‬ ‫وإمنا رأيهم استرشادى تتلخص فكرته فى مشاركتهم‬ ‫فيما يشبه استبيان عن العروض آلرائهم وآراء مديرى‬ ‫فرق البيت الفنى‪ ،‬ويتم وف ًقا له اختيار العروض التى‬ ‫حتصد أعلى الدرجات خالل التصويت لتمثيل البيت‬ ‫فى املهرجان‪.‬‬ ‫ه��ذا املوقف تكرر بحذافيره العام املاضى حيث‬ ‫اخ��ت��ارت جلنة نقاد شكَّلها أحمد خميس العروض‬ ‫ممثلة البيت‪ ،‬فاستبعد فتوح «مارا ‪-‬صاد» للمخرج‬ ‫سعيد سليمان‪.‬‬ ‫الئحة املهرجان تنص على أن جهة اإلنتاج لها حق‬ ‫اختيار آلية ال��ع��روض التى متثلها‪ ،‬ول��م يكن رئيس‬ ‫البيت بحاجة لكل ه��ذا اجل��دل والتخبط‪ ،‬إذ كان‬ ‫ميكنه اختيار ما ي��راه دون احلاجة للجنة‪ ،‬ويدخل‬ ‫املهرجان فى حالة تخبط‪ ،‬جتلت من قبل فى إدارة‬ ‫ف��ت��وح ألزم��ة امل��س��رح ال��ق��وم��ى‪ ،‬حيث أع��ل��ن أك��ث��ر من‬ ‫مرة عن افتتاح عرض ألف ليلة وليلة‪ ،‬بطولة يحيى‬ ‫الفخرانى‪ ،‬خالل رمضان‪ ،‬ثم فى العيد‪ ،‬فيما اليزال‬ ‫املسرح غير جاهز الستالمه هندس ًّيا‪.‬‬ ‫يتمثل أح��د ج��وان��ب أزم��ة اختيار ع��روض البيت‬ ‫الفنى للمسرح فى تقليص عدد العروض التى متثله‬ ‫فى املهرجان إلى خمسة عروض‪ ،‬ضمن خفض طال‬ ‫عدد املسرحيات املشاركة باملهرجان‪ ،‬مما أثار شكوى‬ ‫فنانى الثقافة اجلماهيرية‪ ،‬بسبب ضخامة إنتاج‬ ‫الهيئة مقارنة بإنتاج البيت‪ ،‬لكنهما يتساويان فى‬ ‫حجم املشاركة املسموح بها‪.‬‬ ‫كانت اللجنة العليا للمهرجان قد غيرت الئحته‪،‬‬ ‫وقلصت ع��دد ال��ع��روض م��ن ‪ 45‬إل��ى ‪ ،32‬بناء على‬

‫خالد صالح‬

‫رئيس املهرجان‪ :‬دورة‬ ‫هذا العام مهداة إلى‬ ‫اسم الفنان خالد صالح‬ ‫ويكرم حسن عطية‬ ‫والرملى وهانى مطاوع‬ ‫وسميرة أحمد ومحمد‬ ‫عوض وسناء جميل‬ ‫وحسن مصطفى والناقد‬ ‫محمد الشربينى‬

‫توصية من جلنة التحكيم‪ ،‬الختيار أفضل العروض‬ ‫للتنافس‪ ،‬ولظروف التنقل بني املسارح التى تؤخر‬ ‫العروض‪ ،‬وتسبب إرهاق جلنة التحكيم‪.‬‬ ‫وتنص الالئحة على أن جهات اإلنتاج التى تلتزم‬ ‫مبسابقات سنوية‪ ،‬تشترك بالعروض الفائزة فيها‬ ‫وف ًقا للعدد املخصص لكل منها‪ :‬خمسة عروض لكل‬ ‫من البيت الفنى للمسرح وقصور الثقافة واملسرح‬ ‫املستقل‪ .‬وع��رض��ان مل��راك��ز اإلب���داع‪ ،‬املعهد العالى‬ ‫للفنون املسرحية‪ ،‬قطاع الفنون الشعبية اجلامعات‪،‬‬ ‫منظمات املجتمع املدنى‪ ،‬الشركات واملسرح العمالى‪.‬‬ ‫يشارك فى املسابقة الرسمية للمهرجان‪ :‬عرضا‬ ‫«حت��ي��ا م��ص��ر» إخ���راج ع��اص��م جن��ات��ى‪ ،‬و«ب��اران��وي��ا»‬ ‫إخراج محسن حلمى وبطولة رمي حجاب‪ ،‬من إنتاج‬ ‫مسرح الهناجر‪ .‬و«الفيل األزرق» للمخرج مناضل‬ ‫عنتر املدير الفنى لفرقة الرقص املسرحى احلديث‪،‬‬ ‫و«نساء من مصر» للمخرج طارق حسن املدير الفنى‬ ‫لفرقة ف��رس��ان ال��ش��رق م��ن إن��ت��اج دار األوب���را‪ .‬ومن‬ ‫إنتاج صندوق التنمية الثقافية يشارك مركز اإلبداع‬ ‫الفنى بدار األوبرا ب�«بعد الليل» إخراج خالد جالل‪،‬‬ ‫وبطولة الدفعة األول��ى من طلبة ستوديو املواهب‪،‬‬ ‫وع��رض «األم��ي��ر» للمخرج محمد مرسى‪ ،‬من مركز‬ ‫إبداع قصر األمير طاز‪.‬‬ ‫وستشارك باملسابقة خمس مسرحيات تابعة لفرق‬ ‫ق��ص��ور ال��ث��ق��اف��ة‪ ،‬سيتم حت��دي��ده��ا ب��ن��اء ع��ل��ى نتيجة‬ ‫املهرجان اخلتامى لفرق األقاليم املسرحية‪ 8 ،‬أغسطس‬ ‫اجلارى‪ .‬وقالت دعاء منصور‪ ،‬مدير ادارة املسرح‪ :‬إنها‬ ‫العروض الثالثة الفائزة باملركز األول فى املهرجان‪،‬‬ ‫لفرق البيوت والقصور والقوميات‪ ،‬والعرضان الفائزان‬ ‫فى املهرجانني األخيرين لفرق نوادى املسرح‪.‬‬ ‫وت��خ��ت��ار ع����روض اجل��ام��ع��ات وم���راك���ز ال��ش��ب��اب‬ ‫وال��ش��رك��ات واجل��م��ع��ي��ات األه��ل��ي��ة وع���روض امل��س��رح‬ ‫امل��س��ت��ق��ل جل��ن��ة م��ش��اه��دة‪ ،‬ت��رأس��ه��ا ال��دك��ت��ورة نهاد‬ ‫ص��ل��ي��ح��ة‪ ،‬وي��ف��ت��رض أن ت��ن��ه��ى أع��م��ال��ه��ا ب��ع��د مثول‬ ‫اجلريدة للطبع‪.‬‬ ‫رئيس املهرجان‪ ،‬املخرج ناصر عبداملنعم‪ ،‬قال‪ :‬إن‬ ‫دورة هذا العام مهداة إلى اسم الفنان خالد صالح‪،‬‬ ‫ويكرم خاللها ثمانية مسرحيني هم‪ :‬الناقد الدكتور‬ ‫حسن عطية‪ ،‬الكاتب لينني الرملى‪ ،‬املخرج الدكتور‬ ‫هانى مطاوع‪ ،‬والدكتور سمير أحمد‪ ،‬أستاذ الديكور‬ ‫بأكادميية الفنون‪ ،‬والراحلون‪ :‬محمد عوض‪ ،‬والفنانة‬ ‫سناء جميل‪ ،‬الفنان حسن مصطفى‪ ،‬والناقد محمد‬ ‫الشربينى الذى أسهم فى توثيق حركة مسرح الثقافة‬ ‫اجلماهيرية ألكثر من ربع قرن‪.‬‬ ‫ختام املهرجان سيوافق ي��وم امل��س��رح امل��ص��رى‪5 ،‬‬ ‫سبتمبر‪ ،‬والذكرى العاشرة ملحرقة مسرح قصر ثقافة‬ ‫بنى سويف‪ ،‬لذلك تقرر إطالق أسماء ثالثة من شهداء‬ ‫املحرقة على جوائز املهرجان‪ :‬التأليف باسم الكاتب‬ ‫الدكتور محسن مصيلحى‪ ،‬والدراماتورج باسم املخرج‬ ‫حازم شحاتة‪ ،‬واإلخراج باسم الدكتور صالح سعد‪.‬‬ ‫وك��ش��ف عبداملنعم ع��ن مضاعفة القيمة امل��ادي��ة‬ ‫للجوائز‪ .‬وأنه مت اختيار املخرج الدكتور جمال ياقوت‪،‬‬ ‫ال��ذى ف��از بعدة جوائز من املهرجان‪ ،‬إلخ��راج حفل‬ ‫اخلتام‪ ،‬وهو أحد الناجني من محرقة بنى سويف‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬أسعى لتثبيت موعد ختام املهرجان سنو ًّيا‪،‬‬ ‫موعدا إلحياء ذكرى شهداء املسرح املصرى‪.‬‬ ‫ليظل‬ ‫ً‬

‫تقرير‬

‫انتصار صالح‬


‫صوت المستضعفين‬ ‫‪ 29‬أبيب ‪6256‬‬ ‫‪ 20‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪17-16‬‬

‫«سيد الوقت»‪ ..‬السهروردى ُيقتل كل يوم‬

‫صراع حرية الفكر وتوظيف‬ ‫الدين لخدمة السياسة‬ ‫«مل��اذا تردفون التفكير بالتكفير‪ ،‬مل��اذا يتفصد ال��دم كلما‬ ‫التجأنا إلى العقل؟» تساؤل طرحه العرض املسرحى «سيد‬ ‫الوقت»‪ ،‬لم جند إجابة له على مدى تاريخنا‪ .‬يسلط العرض‬ ‫الضوء على تاريخ طويل من العنف واالضطهاد‪ ،‬اللذين تعرض‬ ‫لهما املجتهدون وامل��ج��ددون‪ ،‬ف��ى مواجهة ال��رؤي��ة اجلامدة‬ ‫سياسياا فى مواجهة‬ ‫سياسيي‬ ‫للدين والتطرف الدينى واستغالل الدين سياس ًّ‬ ‫املختلقني واملعارضني‪ ،‬ورفض إعمال العقل ودع��وات جتديد‬ ‫اخلطاب الدينى فى إسقاط مباشر على واقعنا‪.‬‬ ‫العرض الذى قدم على مسرح الغد‪ ،‬إخراج ناصر عبداملنعم‪،‬‬ ‫مأخوذ عن مسرحية «ليلة السهروردى األخيرة» للشاعر محمد‬ ‫فريد أبوسعدة‪ ،‬يناقش أحد أبرز القضايا الفكرية فى التاريخ‬ ‫اإلس��المم��ى‪ ،‬التأويل فى مواجهة التفسير واالل��ت��زام بظاهر‬ ‫النص‪ ،‬والتجديد فى مواجهة التزمت واجلمود‪ ،‬من خالل سيرة‬ ‫السهروردى املتصوف‪ ،‬الذى نهل من معني الفسلفة وكان من‬ ‫جامعا بني العلوم الدينية والتصوف وإعمال‬ ‫أنبه أبناء عصره‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العقل والفلسفة‪.‬‬ ‫كان يدعو تالميذه للنظر إلى آيات القرآن نظرة عقالنية‪،‬‬ ‫ليصطدم بفقهاء السلطان الذين يخشون التجديد‪ ،‬يدرسون‬ ‫املذهب الذى يقره احلاكم ويكفرون سواه وفى العرض ذكر‬ ‫لضحايا آخرين للخالف الفكرى من أبشعها «اجلعد بن درهم»‬ ‫أح��د القائلني بخلق ال��ق��رآن‪ ،‬ال��ذى ذبحه وال��ى الكوفة فى‬ ‫املسجد‪ ،‬يوم عيد األضحى‪.‬‬ ‫عاصر الفيلسوف الصوفى‪ ،‬السهروردى‪ ،‬السلطان صالح‬ ‫الدين األيوبى بعد سقوط الدولة الفاطمية مباشرة‪ ،‬وحني‬ ‫اصطدمت آراؤه بتزمت فقهاء حلب‪ ،‬الذين وش��وا به لدى‬ ‫السلطان‪ ،‬فحكم بقتله لتنتهى حياته نهاية مأساوية‪ ،‬على يد‬ ‫تلميذه ملك حلب «الظاهر غازى»‪ ،‬جنل صالح الدين‪.‬‬ ‫ينطلق العرض من عصرنا مع طالب العلم «ن��وران»‪ ،‬الذى‬ ‫يحمل كتب فرج ف��ودة ونصر حامد أبوزيد‪ ،‬كنماذج لشهداء‬ ‫الفكر فى عصرنا‪ ،‬وضحيتان للتطرف الدينى‪ .‬قتل األول‪،‬‬ ‫وفرق الثانى عن زوجته فى دعوى حسبة‪ ،‬ونفى من وطنه‪ ،‬ثم ًن‬ ‫ثمناا‬ ‫لدعوتهما إلعمال العقل والنظر إلى الدين نظرة معاصرة‪.‬‬ ‫طالب العلم يجد فى كتبهم‬ ‫حمال ينوء به فى ظل ثقافة‬ ‫ًال‬ ‫ً‬ ‫معادال‬ ‫ترفض الفكر املغاير وتكبل العقل‪ ،‬يعتبر العلم والفكر‬ ‫لكيانه ولروحه‪.‬‬ ‫يبدأ ال��ع��رض بصدى أنفاسه املتقطعة‪ ،‬وه��و يهرب من‬ ‫مطاردين ال يحددهم‪ ،‬ثم يأخذنا إلى عالم السهروردى الذى‬ ‫مصلوبا‪ ،‬كأن حرية العقل والتفكير هو صليب كل‬ ‫يلتقيه نوران‬ ‫ً‬ ‫صاحب فكر يدفع دمه ثم ًنا حلرية عقله‪ ،‬ونعود فى الزمن مع‬ ‫(‪1191-1155‬م) املتصوف الزاهد‪ ،‬صاحب‬ ‫حكاية السهروردى‬ ‫‪1191‬م)‬ ‫مذهب االشراق الذى انفتح على الثقافات الشرقية والفلسفات‬ ‫القدمية‪.‬‬ ‫يستعرض «سيد ال��وق��ت»‪ ،‬عالقة ال��س��ه��روردى بتلميذه‪،‬‬ ‫ومريده‪ ،‬ملك حلب الظاهر جنل صالح الدين األيوبى‪ ،‬وصراع‬ ‫العالم الزاهد مع فقهاء السلطان الذين تآمروا عليه وأرسلوا‬ ‫لصالح الدين يطلبون قتل السهروردى بعد مناظرته لهم فى‬ ‫حلب‪ ،‬حيث اتهموه بفساد املعتقد وبارتباطه بأفكار القرامطة‪،‬‬ ‫اجلماعة املعادية ملؤسس الدولة األيوبية‪ .‬تصيدوا مقوالت‬ ‫مغلفة بطابع الصوفية ليتهموه بالتجديف‪ ،‬مثل قوله «إن قدرة‬ ‫اهلل غير املحدودة قادرة على خلق نبى آخر»‪ ،‬مدعني أنه يفضى‬ ‫إلى نهاية نبوة محمد‪.‬‬ ‫�الح ال��دي��ن‪ ،‬ال���ذى ع��رف عنه كراهيته‬ ‫اس��ت��ج��اب لهم ص� ح‬ ‫للفالسفة وألصحاب اآلراء‪ ،‬الذى كان آنذاك يطارد مخالفى‬

‫أمر صالح الدين‬ ‫بقتل السهرودى‬ ‫بعدما اصطدمت‬ ‫آراؤه بفقهاء حلب‬ ‫املتزمتني‬

‫املذهب السنى‪ ،‬ومنهم الفاطميني‪ ،‬أع��داؤه الرابضون على‬ ‫ح��دود مملكته‪ ،‬كما أنه خاف أن يتحول ابنه «الظاهر» إلى‬ ‫شوكة فى ظهره‪.‬‬ ‫يفضح العرض فساد رج��ال الدين الذين يرفلون فى النعيم‬ ‫بسبب بيعهم علوم الدين واقترابهم من احلاكم‪ ،‬ليفتوا له مبا يشاء‪،‬‬ ‫ومنبها إلى أن حاكمية‬ ‫محذراا من استغالل الدين فى السياسة‪،‬‬ ‫محذر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫البشر ميكن مقاومتها‪ ،‬واستبدال بها أخرى أكثر حرية وعد ً‬ ‫وعدال‪ ،‬أما‬ ‫حاكمية الفقهاء فتوسم اخلارجني عليها بالكفر والزندقة‪.‬‬ ‫يحفل ال��ع��رض بالكثير م��ن االس��ق��اط��ات ال��رم��زي��ة‪ ،‬منها‬ ‫مصلوبا كما املسيح‪ ،‬ورجمه من اتباع‬ ‫تقدمي ال��س��ه��روردى‬ ‫ً‬ ‫علماء السلطان‪ .‬مبوازاة أزمة امللك الظاهر‪ ،‬وسط صراع بني‬ ‫طاعته لوالده السلطان وخشيته من فقد ملكه‪ ،‬ووالئه الفكرى‬ ‫والعاطفى ألستاذه‪ ،‬ليظل حام ً‬ ‫حامال ذنب دمه وعذاب ضميره‪.‬‬ ‫وفى السياق‪ ،‬يناقش «سيد الوقت»‪ ،‬إشكالية كتابة املنتصر‬ ‫�الح الدين بط ً‬ ‫ص���الح‬ ‫�وذج��ا للعدل‬ ‫للتاريخ‪ ،‬ليصبح ص‬ ‫بطال قوم ًّيا ومن� ً‬ ‫واح��ت��رام اآلخ��ر‪ ،‬رغ��م الفظائع التى ارتكبها ضد املصريني‬ ‫واملفكرين‪.‬‬ ‫بصريا‪،‬ا‪ ،‬يحتفى باجلانب الصوفى فى شخصية السهروردى‬ ‫بصريي‬ ‫بصر ًّ‬ ‫من خالل السينوغرافيا التى صممتها نادية املليجى‪ ،‬ستائر‬ ‫بيضاء حتيط بجوانب املسرح‪ ،‬وقناديل إضاءة بزخارف نباتية‪،‬‬ ‫واخل��ط العربى لتشكيل ص��ورة راقصى املولوية‪ ،‬وف��ى عمق‬ ‫اخلشبة ستائر شفافة ت��دور خلفها مشاهد تعبيرية‪ ،‬وعلى‬ ‫جانبيها يؤدى راقص املولوية‪ ،‬شبراوى فى جهة‪ ،‬ورشا الوكيل‪..‬‬ ‫جامعا عبر‬ ‫فى رقص تعبيرى معاصر‪ ،‬فى اجلهة األخ��رى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الرقص بني املاضى واملعاصر‪ ،‬كثقافة عابرة لالزمنة‪ ،‬وهو ما‬ ‫جند صداه فى موسيقى شريف الوسيمى‪ ،‬وصوت املطرب‬ ‫مؤدياا أشعار السهروردى وابن الفارض‪.‬‬ ‫مؤدي‬ ‫فارس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫«سيد ال��وق��ت»‪ ،‬بطولة‪ :‬وائ��ل إب��راه��ي��م‪ ..‬ال��س��ه��روردى‪،‬‬ ‫تامر نبيل‪ ..‬امللك الظاهر‪ ،‬حسن عبداهلل‪ ..‬نوران‪ ،‬سامية‬ ‫عاطف‪ ..‬وردة‪ ،‬معتز السويفى وصالح السيسى ومحمود‬ ‫ال��زي��ات‪ ..‬رج��ال ال��دي��ن‪ ،‬واألط��ف��ال زي��اد إي��ه��اب وح��ازم‬ ‫عبدالقادر‪ ..‬التالميذ‪.‬‬ ‫الشيخ املقتول‬ ‫ه��و أبوالفتوح يحيى ب��ن حبش ب��ن أم��ي��رك ال��س��ه��روردى‪،‬‬ ‫امللقب بب���«شهاب‬ ‫«شهاب‬ ‫متييززا له عن‬ ‫ب�«شهاب الدين»‪ ،‬اشتهر بالشيخ املقتول متيي ً‬ ‫صوفيني آخرين‪ ،‬يحملون نفس االسم‪ ،‬وهو فيلسوف شافعى‬ ‫املذهب‪ ،‬ولد فى سهرورد شمال غربى إيران‪ ،‬وقرأ كتب الدين‬ ‫واحلكمة ونشأ فى مراغة‪ ،‬وسافر إلى حلب وبغداد‪ ،‬كان من‬ ‫كبار املتصوفة فى زمانه‪ ،‬ومن أفقه علماء عصره بأمور الدين‬ ‫والفلسفة واملنطق واحلكمة‪ ،‬جمع بني عدة توجهات فلسفية‬ ‫من اليونان ومصر وغيرهما‪ ،‬كنماذج فلسفية لتوضيح فلسفته‬ ‫اإلشراقية‪ ،‬ارحتل إلى حلب‪ ،‬وناظر بها الفقهاء الذين وشوا‬ ‫به عند السلطان الناصر صالح الدين األيوبى‪ ،‬فأمر بقتله‬ ‫بعد أن نسب البعض إليه فساد املعتقد‪ ،‬واخلروج عن الدين‪،‬‬ ‫ومن أشهر كتب السهروردى ورسائله‪ :‬حكمة اإلشراق‪ ،‬املشارع‬ ‫اسما‪ ،‬األسماء اإلدريسية‪،‬‬ ‫واملطارحات‪ ،‬هياكل النور‪ ،‬األربعون ً‬ ‫وكتاب البصر‪ ،‬والي��زال ملدرسته الفلسفية الصوفية «حكمة‬ ‫االستشراق» حضور حتى اليوم فى الهند وباكستان وإيران‪.‬‬

‫تقرير‬

‫هل كان علينا أن نسقط‬ ‫من ُع ُل ّو شاهق‪،‬‬ ‫ونرى دمنا على أيدينا‬ ‫ُ‬ ‫لن ْدرك أننا لسنا‬ ‫مالئكة‪ ..‬كما كنا نظن؟‬ ‫وهل كان علينا ً‬ ‫أيضا‬ ‫أن نكشف عن عوراتنا‬ ‫أمام املأل‪ ،‬كى ال تبقى‬ ‫حقيقتنا عذراء؟‬ ‫كم َك َذبنا حني قلنا‪ :‬نحن‬ ‫استثناء!‬ ‫تصدق نفسك‬ ‫أن‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أسوأ من أن تكذب على‬ ‫غيرك!‬ ‫أن نكون ودودين مع َم ْن‬ ‫يكرهوننا‪،‬‬ ‫يحب َ‬ ‫ً‬ ‫وننا‪،‬‬ ‫وقساة مع َم ْن ّ‬ ‫ونية ا ُملتعالى‪،‬‬ ‫د‬ ‫هى‬ ‫تلك‬ ‫ُ ّ‬ ‫وغطرسة الوضيع!‬

‫انتصار صالح‬ ‫‪p.17‬‬


‫من خالل قراءة كتاب «من األرشيف السرى للثقافة املصرية» للمفكر والناقد واملؤرخ املصرى الراحل الدكتور‬ ‫واحدا من أبناء اجليل الذى عاصر‬ ‫غالى شكرى‪ ،‬الذى يقف فى مقدمته موقف الشاهد على العصر‪ ،‬ويقول‪:‬كنت‬ ‫ً‬ ‫املعركة السرية واملعلنة بني مثقفى اليمني وبقية صفوف الثقافة الوطنية التقدمية‪ ،‬وقد أتيح لى فى مختلف‬ ‫قريبا من األحداث والشخصيات الصانعة لها‪ ،‬وهى مواقف تعرفها أغلبية املثقفني ولكن‬ ‫الظروف واملواقع أن أكون‬ ‫ً‬ ‫ال أحد يكتبها‪.‬‬ ‫وال ينسى املؤرخ أن يذكرنا بأن ما يحويه الكتاب‪ ،‬ليس إ اَّإال مجرد قطرة فى بحر اخلطايا واجلرائم التى ارتكبها‬ ‫اليمني املصرى ضد الثقافة واملثقفني‪ ،‬كما أنه يتوقف عند أسماء بعينها ممن كان انتماؤهم للتيار التقدمى‪،‬‬ ‫لكنهم آثروا التلون حسب أهواء السلطة‪ ،‬فكانوا خير معني للرجعية والسلطة الفاسدة‪.‬‬

‫فصل من األرشيف السرى للثقافة المصرية‪:‬‬ ‫خيانة المثقف وانتصار التيارات الرجعية‬

‫فى فصله األخير‪ ،‬يفتح صاحب «مذكرات ثقافة حتتضر» املسرح‬ ‫على عشرة أع��وام من الصراع بني اليمني األصولى والتيار الذى‬ ‫أسماه الوطنى التقدمى‪ ،‬حتت عنوان «مؤامرة ‪ 1965‬جنحت فى‬ ‫‪ ،»1975‬إذ يروى كيف أن جمال عبدالناصر‪ ،‬بدأ بتغيير سياسته فى‬ ‫التعامل مع املثقفني املصريني املنتمني للتيار التقدمى‪ ،‬بعد خروجهم‬ ‫من السجون منتصف العام ‪ ،64‬ليفتح لهم أبواب الكثير من املجالت‬ ‫واجلرائد وامل��ح��ررات املختلفة‪ ،‬رغم أن املوجود على رأس وزارة‬ ‫الثقافة رجل ضد الثقافة وهو عبدالقادر حامت‪ ،‬كما يصفه شكرى‪،‬‬ ‫وبالفعل ترأست األسماء التقدمية الالمعة حترير كبريات الصحف‬ ‫واملجالت مثل الكاتب واملجلة والشعر وغيرها‪ ،‬ومهرت أسماءهم‬ ‫أعمدة نقدية فى الصحف الكبيرة كاألهرام‪.‬‬ ‫ويعلق شكرى على تلك السياسة والتوجه اجلديدين‪ ،‬بقوله‪ :‬كان‬ ‫قرار االنفتاح علو ًّيا‪ ،‬أما قنوات التنفيذ فكانت مسدودة بعشرات‬ ‫املتناقضات‪ .‬وق��د ص��رح لهم جمال عبدالناصر‪ ،‬أن��ه ل��واله لكان‬ ‫املثقفون اليزالون فى الصحراء حيث املعتقالت‪ ،‬األمر الذى يفتت‬ ‫أى تصور عن وحدة الدولة الناصرية‪ ،‬ويؤكد ذلك تاريخ ًّيا وجود‬ ‫مراكز القوى التى تخلص منها السادات فيما بعد‪ ،‬وانفرد باحلكم‬ ‫دونها ودون الشعب‪.‬‬ ‫درسا‬ ‫تعتبر‬ ‫األولى‬ ‫شكرى‪،‬‬ ‫غالى‬ ‫أمام‬ ‫املؤامرة‬ ‫حادثتان كشفتا‬ ‫ً‬ ‫فى كيفية حتويل القضايا الفكرية إلى قضايا دينية واستغاللها‬ ‫خلدمة أه��داف سياسية‪ ،‬بينما تكشف الثانية عن تكنيك اليمني‬ ‫للصعود التدريجى والقضاء على اخلصم نهائ ًّيا‪ .‬احلادثة األولى‬ ‫ب��دأت دون ب��وادر باجتماع ط��ارئ للجنة الشعر باملجلس األعلى‬ ‫للثقافة‪ ،‬وخرج بيان على إثره يتهم الشعراء واألدباء «الذين يسمون‬ ‫أنفسهم باجلدد» باإلحلاد والوثنية ومحاربة الدين الستخدامهم‬ ‫رموز وإشارات مستوحاة من ديانات غير موحدة باهلل‪ .‬وأنها موجة‬ ‫تهدف محاربة اإلسالم ومحاربة اللغة العربية‪ ،‬إذ أن املوجة «تهدم‬ ‫قواعد اللغة والعروض»‪ .‬واستفاض البيان فى االتهامات بصياغة‬ ‫محرضة كان قد قام بها الدكتور زكى جنيب محمود‪ .‬وبينما كان‬ ‫املثقفون والشعراء أمثال صالح عبدالصبور وأحمد عبداملعطى‬ ‫حجازى يخوضون معركة اعتبروها فكرية وأدبية‪ ،‬كان التيار اآلخر‬ ‫يعتبرها قضية دينية‪.‬‬ ‫فى الوقت نفسه وقعت احلادثة الثانية‪ ،‬إذ بدأ املحقق اللغوى‬ ‫محمود شاكر‪ ،‬سلسة من املقاالت مبجلة الرسالة‪ ،‬يرد بها على‬ ‫مقاالت الدكتور لويس عوض فى األهرام‪ .‬وقد بدت تلك املقاالت‬ ‫فى أول األم��ر وكأنها رد علمى على رأى آخ��ر‪ ،‬لكنها سرعان ما‬ ‫حتولت إلى منزلقات «طائفية ذميمة» انتهت إلى حملة ضد الكتاب‬ ‫األقباط‪ ،‬فى الوقت الذى فقد الكثير من الكتاب التقدميني أمكانهم‬ ‫فى الصحف واملجالت‪ ،‬وحتولت «الرسالة» إلى ما يشبه جرائد‬ ‫اإلخوان املسلمني‪ ،‬وانهالت البرقيات على رئاسة اجلمهورية‪ ،‬إثر‬ ‫الواقعتني اللتني قامتا بهما جلنة الشعر ومجلة الرسالة‪ ،‬تطالب‬ ‫بتطهير الصحف من «الكفار امللحدين احلمر»‪.‬‬ ‫ويقف شكرى عند نقطة غاية فى األهمية فى هذا املناخ‪ ،‬إذ‬ ‫«قامت املنظمات الشيوعية بحل نفسها‪ ،‬لالتفاف حول ناصر‪ ،‬بعد‬ ‫اإلجراءات التى اتخذها والتى كانت حتتاج دعم اليسار للتحول إلى‬ ‫االشتراكية‪ ،‬وكان القصد توحيد صفوف املنظمات ال حلها»‪.‬‬ ‫بني أن املواجهة تطورت من جانب اليمني‪ ،‬حيث حتولت من‬ ‫ً‬ ‫مسلحا‪ ،‬حيث حدثت‬ ‫شكال‬ ‫صراع على صفحات اجلرائد لتأخذ‬ ‫ً‬ ‫مؤامرة صيف ‪ ،65‬التى استهدفت اإلطاحة بناصر‪ ،‬وكانت ضمن‬ ‫املضبوطات فى حيازة اإلخ��وان املسلمني قوائم بأسماء الكتاب‬ ‫الوطنيني والتقدميني املطلوب اغتيالهم‪ .‬وهكذا كان احلل البوليسى‬ ‫هو الذى أخمد املؤامرة‪ ،‬لكنه لم مينع الهزمية من احل��دوث‪ ،‬ألن‬ ‫التناقض بني إج��راءات ناصر والتركيب االجتماعى للسلطة كان‬ ‫مأساويا كما يصفه الكاتب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ينتقل شكرى إلى بداية السبعينيات‪ ،‬وبلوغ املد الرجعى ذروته‬ ‫على الصعيدين املحلى والعربى‪ ،‬فيما عرف مبجزرة أيلول األردنية‪،‬‬ ‫صاحب ذلك عودة نغمة العودة إلى صحيح الدين‪ ،‬عبر إقامة دولة‬ ‫حوارا له مع توفيق احلكيم‪ ،‬عبر فيه األخير‬ ‫دينية‪ ،‬وقد ساق الكاتب‬ ‫ً‬ ‫عن أرقه من التحلل والتفسخ والعفن االجتماعى الذى هو «الوجه‬ ‫اآلخر للدولة الدينية»‪ ،‬واقترح التوقف عن الكتابة كاعتراض منه‬ ‫على التضييق على مثقفى اليسار فى مقابل فتح األبواب لليمينيني‪،‬‬ ‫ثم أص��در بيا ًنا وقع عليه الكثير من املثقفني حينها‪ ،‬األم��ر الذى‬ ‫أسماء المعة من املثقفني مع ديباجة تعنى‬ ‫أعقبه صدور قوائم تضم‬ ‫ً‬ ‫أنهم فصلوا من االحتاد االشراكى‪ ،‬حتى وصل عدد املفصوليني إلى‬ ‫‪p.18‬‬

‫عبدالناصر‪ :‬لوالى لظل املثقفون‬ ‫فى الصحراء حيث املعتقالت‬

‫وجدت السلطة فى السباعى واحلكيم‬ ‫وغيرهما من يدعمها فى مواجهة بقية‬ ‫املثقفني األمر الذى أسفر عن أكبر‬ ‫هجرة للعقول املصرية عام ‪1975‬‬

‫سريعا‪،‬‬ ‫كاتبا وصحاف ًّيا‪ « ،‬لكن األيام كشفت األصابع امللوثة‬ ‫ً‬ ‫‪ً 111‬‬ ‫فقد أصدر يوسف السباعى‪ ،‬سكرتير عموم الثقافة املصرية‪ ،‬حينها‬ ‫بيا ًنا يدين فيه حركة الطالب ويؤيد إج��راءات الدولة‪ ،‬وقَّع عليه‬ ‫صالح ج��ودت وعبدالعزيز الدسوقى وإبراهيم ال��وردان��ى‪ ،‬وبعض‬ ‫مشابها‪.‬‬ ‫موظفى دار الهالل‪ ،‬وأصدر موسى صبرى بيا ًنا‬ ‫ً‬ ‫فى ذلك الوقت‪ ،‬ورغم دعم توفيق احلكيم للمثقفني املستبعدين‬ ‫عن منابرهم فيما عداه هو وجنيب محفوظ وكتابة بيانهم‪َّ ،‬إال أنه‬ ‫تراجع بعد ذلك‪ ،‬وكتب «عودة الوعى» الذى انقلب فيه على املرحلة‬ ‫الناصرية‪ ،‬وساند فيه ال��س��ادات‪ ،‬وج��اء على النقيض من أعماله‬ ‫السابقة طول املرحلة الناصرية كاأليدى الناعمة‪.‬‬ ‫وهكذا وجدت السلطة فى السباعى واحلكيم وغيره‪ ،‬ما يدعهما‬ ‫فى مواجهة بقية املثقفني‪ ،‬األمر الذى أسفر عن أكبر هجرة للعقول‬ ‫املصرية‪ ،‬خارج البالد‪ ،‬عام ‪ ،1975‬وكأن مؤامرة ‪ 65‬قد أثمرت عام‬ ‫‪ ،75‬وبدا األمر كما لو أن اليمني قد حسم الصراع لصاحله‪.‬‬

‫قراءة‬

‫وائل فتحى‬


‫صوت المستضعفين‬ ‫‪ 29‬أبيب ‪6256‬‬ ‫‪ 20‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫‪19-18‬‬

‫بعد صدور ديوانه الجديد‬ ‫«آلهة الغسق»‪..‬‬

‫كريم الص ّياد يسعى شع ًرا إلى طرح‬ ‫وجه مختلف للوجود اإلنسانى‬ ‫فى العام ‪ ،2007‬أصدر ديوانه األول «األمر»‪ ،‬عن دار أكتب للنشر‪ ،‬حيث أعلن عن جتربة شعرية ثرية‪ ،‬وبداية‬ ‫مشروع أدبى واسع‪ ،‬عنى فى بدايته بالتشكل األول للذات والعالم واللغة‪ ،‬ليدخل بعدها مرحلة تدشني‬ ‫«كرمي الصياد» كمشروع إبداعى ذى خصوصية‪ ،‬يقف على قدمني‪ :‬الفلسفة واألنواع األدبية املختلفة‪.‬‬ ‫حاليا على استكمال‬ ‫كرمي الصياد‪ ،‬واحد من تالمذة املفكر العربى الكبير الدكتور حسن حنفى‪ ،‬يعكف‬ ‫ً‬ ‫مشواره الفلسفى فى أملانيا‪ ،‬وله مشروع سنتطرق إليه خالل حوارنا معه‪ ،‬بعد صدور ديوانه اجلديد «آلهة‬ ‫الغسق»‪ ،‬عن دار شرقيات‪ ،‬بعد فترة من التوقف عن كتابة الشعر‪ ..‬فإلى نص احلوار‪:‬‬ ‫■ بداية‪ ..‬آلهة الغسق‪ ،‬هو أول إنتاج إبداعى لكرمي الصياد‪،‬‬ ‫بعد إعالنه التوقف عن كتابة الشعر خالل السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫ترى ما الذى ورطه مرة أخرى فى التجربة؟‬ ‫اً‬ ‫طويل كفكرة‪ ،‬لكنها لم‬ ‫ «آلهة الغسق» جتربة شغلتنى‬‫تتحقق كتجربة شعورية حية معيشة اَّإل بعد سفرى إلى أملانيا‬ ‫لتحضير الدكتوراه‪ .‬عانيت الوعى باملكان فى ُبعده‪ ،‬والوعى‬ ‫باألب فى فقده‪ ،‬مبا حتمله التجربة من إمكانيات الغوص‬ ‫عمي اًقا إلى روح الشعوب األوروبية لكشف الروح القدمية‬ ‫كبيرا‬ ‫الوثنية فى الوعى الغربى‪ ،‬وهى الروح التى متد اً‬ ‫جزءا اً‬ ‫من الديوان بحياته اخلاصة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية التعرف‬ ‫إلى املجتمع الثقافى الغربى من قرب‪ .‬أعلنت اعتزال األدب‬ ‫فى أبريل ‪ 2012‬ولم أعد إلى الكتابة اَّإل فى مايو ‪2014‬‬ ‫حتت ضغط التجربة‪ ،‬من حيث حدتها‪ ،‬ومن جانب جدتها‪.‬‬ ‫وأنا سعيد بهذه العودة‪.‬‬ ‫■ تصدر الديوان إعالن عن متتالية شعرية‪ ،‬من أجزاء خمسة‪،‬‬ ‫هل لنا أن حتدثنا عن مفهوم «املتتالية» الشعرية‪ ،‬هل هى احلل‬ ‫الشعرى اجلديد الذى يساعد الشاعر على اإلنتاج واملضى فى‬ ‫مشروعه اإلبداعى؟‬ ‫ «آلهة الغسق» جزء ثان من متتالية شعرية بعنوان «إصدارات‬‫مقترح لفاوست ‪-‬‬ ‫حديثة عن دار اجلحيم» كان «منهج تربوى‬ ‫َ‬ ‫‪ »2009‬جزأها األول‪ .‬املتتالية الشعرية كبنية ليست جديدة‪،‬‬ ‫وتعنى رسم ملمح جتربة كبرى‪ ،‬شعورية وفنية وجمالية‪،‬‬ ‫من خلل دفقات مكثفة متعاقبة‪ ،‬هى الدواوين أو األعمال‬ ‫دائما يتجه إلى فكرة‬ ‫اً‬ ‫عموما التى تتكون منها‪ .‬أجد وعيى اً‬ ‫تعاليا‪ .‬ل أجد اً‬ ‫مناسبا‬ ‫مجال‬ ‫اً‬ ‫املشروع والتصميم األعلى فاألكثر اً‬ ‫للتعبير فى املدى القصير والعمل املفرد‪ .‬تهدف هذه املتتالية‬ ‫«إصدارات حديثة» إلى طرح وجه مختلف للوجود اإلنسانى‬ ‫األرضى غير السماوى وغير املعتمد فى وجوده على غيره‪.‬‬ ‫■ حدثنا عن التقاطعات بني مشروعك الشعرى ومشروعك‬ ‫الفلسفى؟‬ ‫ مشروعى الفلسفى يتكون من جانبني‪ :‬نقد العلوم اإلسلمية‬‫لمية‬ ‫كمساهمة فى املشاريع الفكرية العربية املعاصرة‪ ،‬وهو ذو وجه‬ ‫ت كثيرة فى‬ ‫اجتماعى واقعى‪ ،‬وقد صدرت منه أبحاث ومقالت‬ ‫ت علمية وكتب غير ما ينتظر‬ ‫صحف مصرية وعربية ومجلت‬ ‫الطباعة‪ ،‬واجلانب اآلخر هو الفلسفة السلبية أو (ال َفقْد)‪،‬‬ ‫د)‪،‬‬ ‫قد)‪،‬‬ ‫وهو ما لم يصدر أى من أجزائه بعد‪.‬‬ ‫واجلانبان يتوازيان مع جتربتى الشعرية فى مسار واحد‪،‬‬ ‫إن الفكرة التى يعيها الشاعر عن طريق خبرة حية معيشة‬ ‫ميكن له أن يعبر عنها فلسف اًّيا وأن يقيم منها نس اًقا‪ .‬وتختلف‬ ‫اللغة بني الشعر والفلسفة‪ :‬فى األول هى شيئية‪ ،‬وفى الثانية‬ ‫هى شارحة‪ .‬القصيدة الفلسفية هى مشروعى الشعرى‪ .‬وهى‬ ‫التى تقوم على توليد وعى جديد بفكرة معينة عبر نقل اخلبرة‬ ‫سببا فى الوعى بهذه الفكرة عند القارئ‪،‬‬ ‫املعيشة التى كانت اً‬ ‫بحيث يتوصل القارئ دون تصريح بالفكرة بلغة مجردة مقالية‬ ‫ودون استعمال معجم فلسفى بنفسه إلى الوعى الذى للشاعر‪.‬‬ ‫■ اعتمدت فى قصيدة العاصمة‪ ،‬على استخدام األشكال‬ ‫الهندسية كالدائرة وغيرها‪ ،‬فهل جاءت القصيدة على هذا‬ ‫نتاجا لتجربة السنوات األخيرة‪ ،‬أم أن األمر يرجع إلى‬ ‫الشكل‪ً ،‬‬ ‫التجريب؟ وما آثر الكتابة بهذا الشكل على مسار التجربة؟‬ ‫‪ -‬قصيدة العاصمة جتربة اعتمدت فيها على عنصرين‬

‫تشكيليني‪ :‬التفريعات الشجرية واألشكال التصويرية‪ ،‬مثل‬ ‫تصوير حائط برلني بخط أسود يقصم الصفحات نصفني‪،‬‬ ‫وتصوير اجلدران املحيطة مبيدان التحرير بالقاهرة بجدران‬ ‫سوداء عليها نقوش أو جرافيتى‪ .‬إنها محاولة لرسم القصيدة‬ ‫واستعمال لغة جديدة غير العربية واألملانية املستعملتني فى‬ ‫الديوان‪ .‬أتوقع أن أتوسع فى املستقبل فى صياغة هذا النوع‬ ‫أبعادا مختلفة‪.‬‬ ‫من القصائد‪ ،‬التى يضيف فيها الشكل للغة‬ ‫اً‬ ‫ومن أجواء الديوان‪ :‬قصيدة «جز ٌء مِ ن عشرة أجزاء‬ ‫مِ ن ألف جزء»‬ ‫ل توجد سجائر فى هذه املدينة‪.‬‬ ‫لقد َن َف ْوا كل أطفال الدخان وهم يرضعون‪.‬‬ ‫ت آثار أقدامهم احلافية الدقيقة على السماء‪،‬‬ ‫رأي ُ‬ ‫وهم يخرجون منها‪،‬‬ ‫فالسماء لم تعد تستقبل سوى أسلف األدخنة‪،‬‬ ‫وهم يعلنون انتصار األجيال‪،‬‬ ‫بعضا من مداخن املصانع واحلروق‪،‬‬ ‫ويتّخذون بعضهم اً‬ ‫عبق األرض‪.‬‬ ‫ويحملون َ‬ ‫السماء؟‬ ‫كيف نقضى عشية الثورة برئات عذراوات‪ ،‬ل تتنفس‬ ‫َ‬ ‫كيف نستعد للدمار‪ ،‬ونحن ل نحترق؟‬ ‫ص ٍ‬ ‫لت‬ ‫كيف نقول إننا مستعدون للموت‪ ،‬ونحن ل نفتح له َح ْو َ‬ ‫ليحرث حدائق الهواء؟‬ ‫إنه يكذب‪..‬‬ ‫من آمن بشىء‪ ،‬وهو ل يهاب املوت‪.‬‬ ‫السماء تستهني به‪،‬‬ ‫واآللهة يلفونه فى كفن رقيق‪،‬‬ ‫ويدعونه تب اًغا ممتا اًزا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ثم ل يستنشقونه!‬ ‫ل تكن لفافة تبغ بني إصبعى إله‪.‬‬ ‫كن جثة محترقة‪،‬‬

‫مدفونة على عمق سحيق‪،‬‬ ‫فى صدور الطواغى‪.‬‬ ‫■■■‬

‫جارتى الل دخانية‪..‬‬ ‫تتهمنى بالشيشة والسعوط‪،‬‬ ‫وقليل من (تبغ املضغ)‪.‬‬ ‫تراني‪-‬أنا مواطن العالم الثالث ‪-‬‬ ‫محتملاً‪،‬‬ ‫إرهابيا‬ ‫َ‬ ‫اً‬ ‫أريد اغتيال السماء البيضاء‪،‬‬ ‫ولو بدون سجائر‪.‬‬ ‫تقول أن اإلسلم جنسية‪.‬‬ ‫فأرد عليها أن النازيني قالوا قولتها عن اليهود أول مرة‪.‬‬ ‫وأختبئ خلف حجارة اليهود وأشجارهم‪.‬‬ ‫التف من التبغ‪،‬‬ ‫وأشعل ما اَّ‬ ‫وأمتنى للسماء اختنا اًقا هاد اًئا‪.‬‬ ‫هذا الدخان يا سماء‪..‬‬ ‫جزء من عشرة أجزاء من ألف جزء‪..‬‬ ‫حتارَق من الروح‪.‬‬ ‫مما َ َ‬ ‫■■■‬ ‫ل أزفر الدخان‪ ،‬فى ليالى العتبارات‪،‬‬ ‫بل أتركه يتسرب من مواضع تقبيلى للهواء‪،‬‬ ‫ثم متتد أذرعه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجت ِّسد فى مناذج نصف مرئية ‪-‬‬ ‫ما أفهمه من موسيقا‪،‬‬ ‫موافقا فى ٍ‬ ‫تأس‪،‬‬ ‫وأهز رأسى مواف اًق‬ ‫أبصرت اً‬ ‫جديدا‪،‬‬ ‫شكل‬ ‫ت‬ ‫كلما أبصر ُ‬ ‫اً‬ ‫يوما سأكون قد خلقت كل الصور التى احتزاها‬ ‫وأقول أننى اً‬ ‫اآللهة‪،‬‬ ‫وأقول بوعى مكتمل‪،‬‬ ‫وإرادة ل دور لها‪،‬‬ ‫أننى أحدهم‪،‬‬ ‫قد نفونى عن مجلسهم‪،‬‬ ‫ألنهم ل يدخنون‪.‬‬ ‫■■■‬ ‫عزيزز‪،‬‬ ‫الدخان عزي ٌ‬ ‫يحمل رائحة األب الراحل‪،‬‬ ‫واألصدقاء األبعدين‪،‬‬ ‫يحمل مشهد صديقتى‪ ،‬التى احتوت يدى بحنان‪،‬‬ ‫وأنا أحكى لها عن امرأة أخرى‪،‬‬ ‫خلياى السرطان‪،‬‬ ‫يزرع فى خ‬ ‫ويحصد املحبة‪،‬‬ ‫وهو أرحم القاتلني‪.‬‬

‫حوار‬

‫ً‬ ‫يغتالنى ُ‬ ‫حيانا‪:‬‬ ‫الن َّقاد َأ‬ ‫يريدون القصيدة َ‬ ‫ذاتها‬ ‫واالستعارة ذاتها…‬ ‫طريق‬ ‫يت على‬ ‫ف��إذا َم َش ُ‬ ‫ٍ‬ ‫شاردا‬ ‫جانبى‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الطريق‬ ‫قالوا‪ :‬لقد خان‬ ‫�رت على بالغة‬ ‫وإن ع��ث� ُ‬ ‫شب ٍة‬ ‫ُع َ‬ ‫ق��ال��وا‪ :‬ت��خ� َّ�ل��ى ع��ن عناد‬ ‫السنديان‬ ‫أصفر فى‬ ‫الورد‬ ‫رأيت‬ ‫وإن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الربيع‬ ‫تساءلوا‪َ :‬‬ ‫الوطنى‬ ‫الدم‬ ‫ين‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أوراقه؟‬ ‫فى‬ ‫ُ‬ ‫الفراشة‬ ‫كتبت‪ :‬هى‬ ‫وإذا‬ ‫ُ‬ ‫ختى الصغرى‬ ‫ُأ َ‬ ‫ِ‬ ‫احلديقة‬ ‫على باب‬ ‫ح��رك��وا امل��ع��ن��ى مبلعقة‬ ‫َّ‬ ‫احلساء‬ ‫األم ٌّأم‪ ،‬حني‬ ‫وإن َه َم ُ‬ ‫ست‪ُّ :‬‬ ‫تثكل طفلها‬ ‫تذوى وتيبس كالعصا‬ ‫قالوا‪ :‬تزغرد فى جنازته‬ ‫ُ‬ ‫ص‬ ‫وترق ُ‬ ‫فاجلنازة ُع ْر ُس ُه…‬ ‫نظرت إلى السماء لكى‬ ‫وإذا‬ ‫ُ‬ ‫َأرى ماال ُي َرى‬ ‫الشعر عن‬ ‫ق��ال��وا‪َ :‬ت َعالى‬ ‫ُ‬ ‫َأغراضه‬ ‫َ‬ ‫يغتالنى ُ‬ ‫الن ّق ُاد أحيان ًا‬ ‫َوأجنو من قراءتهم‪،‬‬ ‫وأش���ك���ره���م ع��ل��ى س��وء‬ ‫التفاهم‬ ‫ُ‬ ‫قصيدتى‬ ‫عن‬ ‫�ث‬ ‫�‬ ‫�ح‬ ‫ثم َأب�‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اجلديدة‬

‫وائل فتحى‬ ‫‪p.19‬‬


‫‪20‬‬ ‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫بالفن يواجهن‪..‬‬

‫إشراف‪ :‬وائل فتحى‬

‫«ممنوع على الفتيات» ‪ 4‬نماذج‬ ‫ناجحة واجهت التحرش والتح ّيز‬

‫‪p.20‬‬

‫صوت المستضعفين‬

‫كتبت ‪ -‬انتصار صالح‪:‬‬ ‫مع تصاعد ظاهرة التحرش ظهرت العديد من املبادرات ملواجهتها من ِق َبل املجتمع املدنى‪،‬‬ ‫وبالتوازى معها مبادرات فنية حاولت كشف الظاهرة فن ًّيا وزيادة الوعى بها‪ ،‬وتشجيع الفتيات‬ ‫على البوح والتعبير عن أنفسهن واستكشاف قوتهن الكامنة لرفض العنف ضدهن‪.‬‬ ‫قالت دراسة مصرية حديثة ملركز البحوث االجتماعية باجلامعة األمريكية فى القاهرة‪ :‬إن ‪%80‬‬ ‫من النساء على األقل أبلغن عن حوادث حترش لفظى‪ ،‬غمز‪ ،‬وصفير‪ ،‬وتعليقات غير الئقة‪ ،‬داخل‬ ‫املناطق التى يقط َّن بها وخارجها‪ .‬ورغم تشديد عقوبة التحرش اجلنسى وتزايد جهود مكافحتها‪،‬‬ ‫َّإال أن الغالبية العظمى من النساء ال يبلغن عنها‪ ،‬ألنها من وجهة نظرهن «أمور ال تستحق العناء»‪.‬‬ ‫من املبادرات الفنية ملواجهتها‪ ،‬ورش حكى وأفالم قصيرة‪ ،‬للمخرجة نيفني شلبى وغيرها‪،‬‬ ‫ونظم معهد جوته ورشة تدريبية لصناعة األفالم بالتعاون مع راديو حريتنا فى إطار مبادرة‬ ‫«ارفعى صوتك»‪ ،‬انطلقت فبراير املاضى واستمرت ‪ 4‬أشهر‪ ،‬مبشاركة ‪ 15‬فتاة من محافظات‬ ‫مختلفة‪ ،‬بهدف تزويدهن مبهارات التعبير عن آرائهن فى قضايا املجتمع بشكل فنى‪ .‬وإعدادهن‬ ‫ليصبحن صانعات أفالم وثائقية وصحفيات فيديو‪ ،‬وركزت الورشة على التحرش كمادة ألفالمهن‪.‬‬ ‫تولت التدريب فى الورشة املخرجة األملانية فرانشيسكا أندراده‪ ،‬والتى قالت‪ :‬إن الفتيات‬ ‫ً‬ ‫أشكاال‬ ‫تتعلم خالل الورشة مهارات صناعة األفالم وتسجيل الصوت وتقنيات املقابلة واإلخراج‪،‬‬ ‫مختلفة من السرد والقص وكتابة السيناريو‪ ،‬مضيفة أن الورشة تهدف إلى إرساء فكر التعلم‬ ‫باملمارسة‪ ،‬وحتمل املسؤولية‪.‬‬ ‫أنتجت الورشة ‪ 4‬أفالم وثائقية قصيرة‪ ،‬أبرزها «ممنوع على الفتيات»‪ ،‬الذى ركز على تقدمي‬ ‫رؤية أكثر إيجابية‪ ،‬مقاومة لألفكار التى متنع انخراط النساء فى مهن وأنشطة بعينها‪ ،‬ترسخ‬ ‫طارحا مناذج تؤمن بأن احلل فى تكثيف حضور املرأة وإيجابيتها وفرض‬ ‫للتحيز اجلنسى ضدهن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وجودها فى الشارع‪ ،‬عبر العمل اجلاد الذى يكسبها ثقة الناس واحترامهم‪.‬‬ ‫ورغم اعتراف املشاركات بتعرضهن ألنواع مختلفة من التحرش اللفظى‪ ،‬بنسب متفاوتة‪َّ ،‬إال‬ ‫أنهن أجمعن على أن مواصلتهن التواجد والعمل أكسبهن احترام كل من حولهن‪ ،‬والقوة ملواجهة‬ ‫أى جتاوز ضدهن‪ ..‬يتعرض الفيلم حلياة أربعة نساء‪ :‬نسرين «ميكانيكة» فى حلوان‪ ،‬تساعد‬ ‫والدها فى ورشته‪ ،‬وحتب هذه املهنة‪ ،‬ولديها شغف بالدراجات النارية‪.‬‬ ‫«أم محمود»‪ ،‬سائقة توك توك فى حدائق القبة‪ ،‬وهى حالة شديدة الندرة فى القاهرة‪ ،‬اشتكت‬ ‫من محاوالت حترش وعروض غير أخالقية‪ ،‬لكنها حسمت موقفها بالصمود‪،‬‬ ‫قائلة‪ :‬إن التجارب الصادمة لن تثنيها عن ممارسة مهنتها‪.‬‬ ‫«أسماء» جنارة تنجيد‪ ،‬تعمل مع زوجها فى محل بوسط البلد‪ ،‬وجتد‬ ‫كبيرا منه‪ ،‬فهما يشكالن ثنائ ًّيا عصر ًّيا‪ .‬تقول‪ :‬إنها فى الورشة‬ ‫دعما ً‬ ‫ً‬ ‫تكون األسطى أسماء‪ ،‬وتفرض هذا على كل من يتعامل معها‪ ،‬لكنها فى‬ ‫البيت تصبح الليدى أسماء‪.‬‬ ‫«آية»‪ ،‬حارس مرمى فى فريق كرة قدم نسائى‪ ،‬مبركز شباب زينهم‪،‬‬ ‫فى لعبة مازالت الفتيات تضغط لتحظى بالقبول املجتمعى‪.‬‬ ‫والفيلم تصوير وإخراج‪ :‬رشا حسنى‪ ،‬ندى اخلولى‪ ،‬نوران حامت‪ ،‬وداليا‬ ‫فايظى‪.‬‬ ‫ويناقش فيلم «أنت وأنا»‪ ،‬لنورا جمال‪ ،‬آالء اخلولى‪ ،‬رشا الديب‪ ،‬وفاء‬ ‫البدرى‪ ،‬تأثير ظاهرة التحرش على العالقات الطبيعية بني الرجل واملرأة‪،‬‬ ‫من خالل ثالثة شخصيات رئيسة‪ .‬ياسمني‪ ،‬فتاة جامعية‪ ،‬منوذج للفتاة‬ ‫التى تريد أن تعيش العالقة الطبيعية للرجل واملرأة بتتالياتها املختلفة‬ ‫ما بني صداقة وزمالة وحب‪ .‬سماح صاحبة فيديو «هل لديكم رغبات‬ ‫أخرى»‪ ،‬التى ارتدت فيه فستان الفرح ودارت فى شوارع القاهرة‪ ،‬للرد‬ ‫على فكرة اختزال مستقبل ودور الفتاة فى حلم الزواج والبيت‪ .‬وأحمد‪،‬‬ ‫الناشط بحقوق املرأة‪ ،‬الذى يحلل تطور العالقات بني الرجل واملرأة حتى وصلت إلى تلك الصورة‬ ‫الغريبة‪ .‬ويتطرق الفيلم إلى توجه املجتمع املصرى نحو االنفصال الفعلى بني اجلنسني فى وسائل‬ ‫النقل‪ ،‬رياض األطفال واملدارس‪ .‬فى محاولة لفهم األسباب التى أدت إلى هذا التطور وما تتعرض‬ ‫جمادا أو ملكية للرجل‪.‬‬ ‫له املرأة من متييز سلبى بالنظر إليها باعتبارها‬ ‫ً‬ ‫يتناول فيلم «اخلوف من البوح»‪ ،‬لسارة خالد‪ ،‬جنوان محمد‪ ،‬ماهى عادل‪ ،‬هبة عادل‪ ،‬منة‬ ‫الشيشينى‪ .‬جتارب ثالث نساء تعرضن للتحرش بطرق مختلفة‪ .‬رشا شاركت فى ورشة «حكاوى‬ ‫القصص»‪ ،‬تؤكد فكرة التأثير اإليجابى للبوح عن اللواتى تعرضن للتحرش‪ .‬فيما ترفض مشاركة‬ ‫أخرى‪ ،‬حكت جتربتها‪ ،‬الكشف عن هويتها خو ًفا من معرفة عائلتها بقصة التحرش بها‪ ،‬فى‬ ‫إشارة إلى الضغوط االجتماعية‪ ،‬وهى عامل رئيس وراء التواطؤ الذى يحيط بالظاهرة‪ ،‬بسبب‬ ‫الوصمة التى يفرضها املجتمع على الضحية‪.‬‬ ‫على النقيض‪ ،‬مارينا التى تصر على حترير محاضر ضد املتحرشني وصلت إلى ‪ 13‬بال ًغا‪،‬‬ ‫والتزال مصرة على االستمرار فى اإلبالغ عن مختلف حاالت التحرش‪.‬‬ ‫الرابع «على دقة البسبسة»‪ ،‬آلية تاج الدين‪ ،‬لينا نعسانة‪ ،‬األملانية تابيا شنيدر‪ .‬يوثق مشروع‬ ‫«ست احليطة»‪ ،‬وهو نتاج ورشة جرافيتى أَقيمت فى شارع محمد محمود‪ ،‬بوسط البلد‪ .‬ورؤى‬ ‫فنانى الورشة‪ ،‬ملكانة املرأة فى املجتمع‪ .‬ويرصد ردود أفعال املارة على الرسوم‪ ،‬أغلبها استنكرت‬ ‫قصصا واقعية فى‬ ‫رسم النساء‪ .‬ويتتبع الفيلم جتربة فريق «بصى»‪ ،‬مجموعة فنانني‪ ،‬يحكون‬ ‫ً‬ ‫مشروع «مونولوجات بصى»‪ ،‬تستهدف الكشف عن املسكوت عنه فى حياتنا اليومية‪ ،‬وينتهى‬ ‫الفيلم مع «ميام محمود»‪ ،‬مغنية راب‪ ،‬حققت شهرتها من تقدمي أغنيات ذات أحلان قوية وكلمات‬ ‫جريئة حتمل مخاوف جيل الشباب وتعبر عن هموم البنات‪.‬‬


‫‪21‬‬

‫سياسة‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫الكيان الصهيونى‬

‫قوانين عنصرية وانتهاكات تشعل الداخل الفلسطينى‬

‫كتبت ‪ -‬هدير محمود‪:‬‬ ‫على الرغم من اإلدان���ات املتواصلة‬ ‫لالنتهاكات الصهيونية التى متارسها‬ ‫إس��رائ��ي��ل ط��وال ال��وق��ت‪ ،‬واالس��ت��ه��داف‬ ‫املباشر للفلسطينيني س��واء باالعتقال‬ ‫وال��ت��ع��ذي��ب أو ال��ق��ت��ل‪ ،‬إال أن ال��ق��ي��ادة‬ ‫الصهيونية لم تنظر إلى هذه اإلدان��ات‬ ‫ب���ج���دي���ة‪ ،‬ب���ل أص��ب��ح��ت االن��ت��ه��اك��ات‬ ‫طرديا مع اإلدانات‬ ‫الصهيونية تتناسب‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينية والعربية واملطالبات الدولية‬ ‫مبحاسبة الكيان الصهيونى‪.‬‬ ‫ف��ى خ��ط��وة ج��دي��دة أجلتها القيادة‬ ‫الصهيونية لفترة خو ًفا من انعكاساتها‪،‬‬ ‫أق��ر ال��ب��رمل��ان اإلسرائيلى «الكنيست»‬ ‫ق���ان���ون ال��ت��غ��ذي��ة ال��ق��س��ري��ة ل��أس��رى‬ ‫امل��ض��رب��ني ع��ن ال��ط��ع��ام‪ ،‬ح��ي��ث تصدر‬ ‫االئتالف اليمينى بزعامة رئيس الوزراء‬ ‫بنيامني نتنياهو‪ ،‬نقاش برملانى امتد‬ ‫لوقت طويل‪ ،‬وخ��رج فى النهاية بإقرار‬ ‫عضوا‪ ،‬ومعارضة‬ ‫القانون مبوافقة ‪46‬‬ ‫ً‬ ‫عضوا فى الكنيست املؤلف من ‪120‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ً‬ ‫مقعدا‪ ،‬وكانت احلكومة اإلسرائيلية قد‬ ‫ً‬ ‫أصدرت مشروع القانون منتصف الشهر‬ ‫املاضى‪.‬‬ ‫تقدم مبشروع القانون وزي��ر األمن‬ ‫ال��داخ��ل��ى ج��ل��ع��اد أردان‪ ،‬م���ن ح��زب‬ ‫الليكود‪ ،‬حيث تشعر إسرائيل بالقلق‬ ‫منذ وقت طويل بسبب إضراب األسرى‬ ‫الفلسطينيني فى سجونها‪ ،‬مما قد يؤدى‬ ‫إلى وفاتهم ويفجر موجات من االحتجاج‬ ‫ف��ى الضفة الغربية املحتلة وال��ق��دس‬ ‫الشرقية‪ ،‬وهو املبرر نفسه الذى جلأ إليه‬ ‫أردان عند تقدمي مشروع القانون‪ ،‬حيث‬ ‫قال إن األسرى معنيون بتحويل اإلضراب‬ ‫عن الطعام إلى عملية انتحارية من نوع‬ ‫جديد يهددون فيها إسرائيل‪.‬‬ ‫مبوجب هذا القانون وبعد املصادقة‬ ‫عليه‪ ،‬فإنه يسمح للسلطات اإلسرائيلية‬ ‫إطعام األسير املضرب عن الطعام بشكل‬ ‫قسرى‪ ،‬إذا تعرضت حياتهم للخطر‪ ،‬بعد‬ ‫تصريح من قبل طبيب يؤكد فيه بأنه‬ ‫دون إطعامه فإن حياته يتهددها اخلطر‬ ‫خالل وقت قصير‪ ،‬أو قد يصاب بإعاقة‬

‫بان كى مون‬

‫نتنياهو‬

‫جلعاد أردان‬

‫لم تتوقف إسرائيل عن إجراءاتها الهادفة إلى التوسع االستيطانى واالستيالء‬ ‫على رقعة أكبر من األراضى الفلسطينية‬ ‫خطيرة غير قابلة للعالج‪.‬‬ ‫اخلطوة اإلسرائيلية اجلديدة قوبلت‬ ‫بالرفض التام ليس من أعضاء الكنيست‬ ‫ال��ع��رب واليساريني فحسب‪ ،‬ب��ل حتى‬ ‫اجلمعية الطبية اإلسرائيلية رفضته‪،‬‬ ‫حيث تعتبر التغذية القسرية شكال‬ ‫من أشكال التعذيب وت��راه ينطوى على‬ ‫مخاطر م��ن الناحية الطبية‪ ،‬وه��و ما‬ ‫دفعها إلى حث األطباء اإلسرائيليني على‬ ‫عدم االمتثال للقانون‪ ،‬ألنه يتنافى مع‬ ‫أخالق مهنة الطب‪.‬‬ ‫ب��دوره��ا أك���دت منظمة ال��دف��اع عن‬ ‫احلقوق املدنية فى إسرائيل‪ ،‬أن إطعام‬ ‫األسرى بالقوة أمر محظور إذا لم تتخذ‬ ‫ه��ذا القرار «جلنة طبية مستقلة ومبا‬ ‫يحترم احل��ق��وق امل��ش��روع��ة للمريض»‪،‬‬ ‫وسبق للسلطة الفلسطينية أن دعت‬

‫املجتمع الدولى إلى الضغط على إسرائيل‬ ‫ملنع عمليات اإلطعام القسرى لأسرى‬ ‫الفلسطينيني فى السجون اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫وح��ث��ت وزارة اخل��ارج��ي��ة الفلسطينية‬ ‫املجتمع ال��دول��ى على محاسبة كل من‬ ‫يشارك فى تشريع وتنفيذ قانون اإلطعام‬ ‫القسرى لأسرى املضربني عن الطعام‪.‬‬ ‫إق��رار القانون الصهيونى يأتى فى‬ ‫ال��وق��ت ال����ذى ي��ع��ال��ج ف��ي��ه ‪ 80‬أس��ي� ً�را‬ ‫فلسطينيا فى املستشفيات اإلسرائيلية‬ ‫ً‬ ‫بعد تدهور حالتهم الصحية إثر إضرابهم‬ ‫ع��ن ال��ط��ع��ام‪ ،‬فيما ح���ذرت جمعيات‬ ‫حقوقية م��ن إمكانية ت��ده��ور حالتهم‬ ‫الصحية إلضرابهم عن الطعام منذ ‪55‬‬ ‫�وم��ا‪ ،‬وغالبية األس���رى املضربني هم‬ ‫ي� ً‬ ‫قيد االعتقال اإلدارى‪ ،‬ويرفضون تناول‬ ‫احتجاجا على احتجازهم بدون‬ ‫الطعام‬ ‫ً‬

‫صوت المستضعفين‬

‫محاكمة‪ .‬يذكر أن التشريع يعود إلى‬ ‫يونيو من عام ‪ ،2014‬عندما صوت عليه‬ ‫الكنيست اإلسرائيلى على خلفية إضراب‬ ‫ج��م��اع��ى ع��ن ال��ط��ع��ام ق���ام ب��ه أس��رى‬ ‫فلسطينيون فى السجون اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫لكن البرملان حل قبل أن تنتهى آلية إقرار‬ ‫املشروع‪.‬‬ ‫فى الوقت نفسه لم تتوقف إسرائيل‬ ‫ع��ن إج��راءات��ه��ا ال��ه��ادف��ة إل���ى التوسع‬ ‫االستيطانى واالستيالء على رقعة أكبر‬ ‫من األراض��ى الفلسطينية‪ ،‬ففى الوقت‬ ‫ال��ذى تطالب فيه املجتمعات الدولية‬ ‫الكيان الصهيونى بوقف ه��ذا الزحف‬ ‫الهادف إلى تهويد األرض الفلسطينية‪،‬‬ ‫تفاجئ احلكومة اإلسرائيلية اجلميع‬ ‫ببناء وحدات استيطانية جديدة‪.‬‬ ‫ب��ن��ي��ام��ني ن��ت��ن��ي��اه��و‪ ،‬رئ��ي��س ال����وزراء‬

‫اإلسرائيلى‪ ،‬أعلن أنه سمح ببناء ‪300‬‬ ‫وح��دة استيطانية ف��وراً فى «بيت إيل»‬ ‫شمال رام اهلل فى الضفة الغربية‪ ،‬كما‬ ‫أيضا عن موافقته على مخطط‬ ‫أعلن‬ ‫ً‬ ‫لبناء أكثر من ‪ 500‬وحدة استيطانية فى‬ ‫القدس املحتلة‪.‬‬ ‫األم��ني العام ل��أمم املتحدة ب��ان كى‬ ‫م��ون‪ ،‬ن��دد بالقرار اإلس��رائ��ي��ل��ى‪ ،‬وق��ال‬ ‫«إننى أدي��ن إع��الن إسرائيل مصادقتها‬ ‫اليوم على بناء نحو ‪ 300‬وحدة سكنية‬ ‫فى مستوطنة بيت أيل بالضفة الغربية‪،‬‬ ‫وكذلك التخطيط لبناء ما يقرب من ‪500‬‬ ‫وحدة أخرى فى عدد من املستوطنات فى‬ ‫القدس الشرقية»‪ ،‬وأردف ً‬ ‫قائال‪« :‬أكرر‬ ‫أن املستوطنات غير شرعية مبوجب‬ ‫القانون الدولى‪ ،‬وتعيق حتقيق السالم‪،‬‬ ‫وال مي��ك��ن أن تتفق م��ع ن��ي��ة إس��رائ��ي��ل‬ ‫املعلنة إزاء مبدأ حل الدولتني‪ ،‬وإننى‬ ‫أحث حكومة إسرائيل على وقف هذه‬ ‫القرارات مبا يصب فى مصلحة السالم‬ ‫واتفاق الوضع النهائى فقط»‪.‬‬ ‫من جانبها قالت وزارة اخلارجية‬ ‫األمريكية إنها تشعر «بقلق عميق»‬ ‫إزاء ق��رار احلكومة اإلسرائيلية بناء‬ ‫م��س��ت��وط��ن��ات ج���دي���دة‪ ،‬وق�����ال ن��ائ��ب‬ ‫املتحدث باسم اخلارجية األمريكية‬ ‫مارك تونر‪« ،‬ال تزال الواليات املتحدة‬ ‫تنظر إلى املستوطنات على أنها غير‬ ‫ش��رع��ي��ة ون���ع���ارض ب���ش���دة خ��ط��وات‬ ‫ت��وس��ي��ع ال��ب��ن��اء ف��ى ال��ض��ف��ة الغربية‬ ‫والقدس الشرقية»‪ ،‬وأضاف «التوسع‬ ‫االستيطانى يهدد حل الدولتني ويشكك‬ ‫فى التزام إسرائيل بحل الصراع من‬ ‫خالل التفاوض»‪.‬‬ ‫وصفت منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫ال��ق��رار ب��أن��ه «ج��رمي��ة ح����رب»‪ ،‬ودع��ا‬ ‫عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل‬ ‫أبويوسف‪ ،‬إلى إعادة إحياء املبادرات‬ ‫ال��دول��ي��ة الس��ت��ئ��ن��اف امل��ف��اوض��ات بني‬ ‫الفلسطينيني واإلس��رائ��ي��ل��ي��ني‪ ،‬شرط‬ ‫ال��ت��زام اجل��ان��ب اإلس��رائ��ي��ل��ى بتطبيق‬ ‫القرارات الدولية‪ ،‬وعلى رأسها وقف‬ ‫االستيطان‪.‬‬


‫‪ 22‬سياسة‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫تركيا و«العمال الكردستانى»‪ ..‬معـــ‬

‫كتبت ‪ -‬ريهام التهامى‪:‬‬ ‫غ���ارات جوية أوهمت بها تركيا العالم أنها‬ ‫ت���دك م��ع��اق��ل تنظيم داع���ش ال���ذى ي��ت��م��دد فى‬ ‫العراق وسوريا‪ ،‬بعد أن ظلت صامتة أمام تقدم‬ ‫هذا التنظيم ولم تنخرط فى عمليات مناهضة‬ ‫هذا التنظيم وحتجيم انتشاره ألن ذلك يتعارض‬ ‫مع املصالح التركية‪ ،‬واتخذت من مقاتلى داعش‬ ‫وسيلة لتحقيق ه��دف أك��ب��ر‪ ،‬ورغ��م إعالنها أن‬ ‫ال���غ���ارات ج��وي��ة ال��ت��ى تشنها تستهدف م��واق��ع‬ ‫التنظيم‪ ،‬فإنها ضربت مخيمات لناشطى حزب‬ ‫العمال الكردستانى فى شمال العراق‪.‬‬ ‫وب��ع��د ه���ذه ال���غ���ارات‪ ،‬ي��ح��ت��دم اآلن ال��ص��راع‬ ‫ب��ن ال��رئ��ي��س ال��ت��رك��ى‪ ،‬رج���ب ط��ي��ب أردوغ����ان‬ ‫وفريقه احلكومى من جهة‪ ،‬وبن حزب الشعوب‬ ‫الدميوقراطى من جهة أخ��رى‪ ،‬حيث قبل أي��ام‪،‬‬ ‫ات��ه��م ال��ش��ع��وب ال��دمي��وق��راط��ى ال��دول��ة التركية‬ ‫العميقة بتدبير التفجير اإلره��اب��ى فى منطقة‬ ‫سروج احلدودية‪ ،‬من أجل ضرب صدقية األكراد‬ ‫الذين أعرضوا عن التصويت ألردوغان وحزبه فى‬ ‫االنتخابات البرملانية األخيرة‪ ،‬مسقطن مشروعه‬ ‫الرئاسى‪.‬‬ ‫واتهم زعيم الشعوب الدميوقراطى‪ ،‬صالح‬ ‫ال��دي��ن دم��ي��رت��اش‪ ،‬أردوغ����ان ب��أن��ه ي��ري��د إظهار‬ ‫ح��زب الشعوب وكأنه يعمل مع مجموعة حزب‬ ‫العمال الكردستانى التى تتخذ فى جبال قنديل‬ ‫شمالى العراق معقال لها‪ ،‬األمر الذى يجعل هذه‬ ‫احلرب تبدو وكأنها تدور من أجل تأمن أصوات‬ ‫القومين األتراك ملصلحة أردوغان‪ ،‬قبل ذهابه إلى‬ ‫انتخابات برملانية مبكرة‪.‬‬ ‫وتزامنا مع الغارات نفذت احلكومة التركية‬ ‫حمالت اعتقال ضد الناشطن األك��راد‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد تبنى حزب العمال قتل شرطين تركين عثر‬

‫على جثتيهما قرب احلدود السورية‪ ،‬ردا منه على‬ ‫هجوم انتحارى دم��وى وق��ع فى ال���‪ 20‬من يوليو‬ ‫فى مدينة سوروتش التركية‪ ،‬واستهدف ناشطن‬ ‫يسارين مؤيدين للقضية الكردية‪ ،‬واتهم املسؤولون‬ ‫األت��راك تنظيم داع��ش بالوقوف خلف التفجير‬ ‫الذى أوقع ‪ 32‬قتيال‪ ،‬وقيل إن تركيا التى دبرت‬ ‫هذا التفجير‪.‬‬ ‫محاولة الرئيس التركى أردوغان لضرب األكراد‬ ‫أدت إل��ى خ��رق اتفاق الهدنة بن أنقرة وحزب‬ ‫العمال الكردستانى التى مت توقيعها عام ‪،2013‬‬ ‫ويبدو أن الهجمات التى تستهدف مسلحى حزب‬ ‫العمال الكردستانى تفسر تخوف أنقرة من التفكير‬

‫فى قيام دولة كردية مستقلة على حدودها‪ ،‬وليس‬ ‫الهدف منها منطقة خالية من داعش حسبما أعلن‬ ‫وزير اخلارجية التركية مولود جاويش أوغلو‪ ،‬إذ‬ ‫اتخذ أردوغان من احلرب على داعش واملنظمات‬ ‫املتطرفة التى تقاتل ف��ى س��وري��ا املدعومة من‬ ‫نظامه ذريعة لشن غ��ارات على األك��راد‪ ،‬وبررت‬ ‫تركيا لألمم املتحدة استهداف األك��راد‪ ،‬مشيرة‬ ‫إلى املادة ‪ 51‬من ميثاق األمم املتحدة التى تعطى‬ ‫الدول بشكل منفرد أو بشكل جماعى حق الدفاع‬ ‫عن النفس فى مواجهة الهجمات املسلحة‪.‬‬ ‫لم ينتبه أردوغان إلى أن األكراد عندما صوتوا‬ ‫لهذا احلزب‪ ،‬إمنا كانوا يؤيدون عملية السالم فى‬

‫تركيا‪ ،‬وقد أكد دميرتاش أخيرا أن غاية العدالة‬ ‫والتنمية فى سوريا اليوم ليست ضرب داعش بل‬ ‫منع األكراد من الوصل بن مناطقهم وتوحيدها‪،‬‬ ‫ل��ه��ذا السبب واف���ق أردوغ����ان على فتح قاعدة‬ ‫إجنرليك أمام قوات التحالف الدولى‪.‬‬ ‫وكان أردوغان قد أكد من بعدها على استحالة‬ ‫العودة إلى عملية السالم مع األكراد‪ ،‬فى محاولة‬ ‫لشد عصب القومين وتأجيج مشاعرهم ضد‬ ‫األكراد من جديد‪ ،‬كذلك‪ ،‬حاول الرجل أن يحاكى‬ ‫دع���وات ح��زب احل��رك��ة القومية إل��ى منع حزب‬ ‫الشعوب الدميوقراطى وإغالق أبوابه متاما‪ ،‬مثلما‬ ‫حدث مع العدالة والتنمية فى املاضى‪ ،‬لكنه عاد‬

‫اليمن‪ ..‬مليارات الدوالرات تتطلبها إعادة اإلعمار‬

‫كتب ‪ -‬محمود على‪:‬‬ ‫تعيش اليمن واق��ع��ا م��أس��اوي��ا ج���راء احل��رب‬ ‫يوما‬ ‫الدائرة منذ ما يقارب ‪ 5‬أشهر‪ ،‬التى تقضى ً‬ ‫تلو اآلخر على األخضر واليابس‪ ،‬فبن خسائر‬ ‫فى املدنين‪ ،‬وتدمير طال أكثر املبانى السكنية‬ ‫ً‬ ‫فضال عن دم��ار البنية التحتية فى أغلب املدن‬ ‫التى تعانى من اش��ت��داد احل��رب فيها‪ ،‬وتكشف‬ ‫أحدث التقارير أن إعادة إعمار ما دمرته احلرب‬ ‫يتراوح بن ‪ 30‬إلى ‪ 50‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫محللون وخبراء أكدوا أن «مين» جديدا يتشكل‬ ‫بعد احل��رب‪ ،‬سيكون أس��وأ من سابقه ويختلف‬ ‫متاما عنه‪ ،‬مع صعوبة رس��م مالمحه‪ ،‬ويضيف‬ ‫أص��ح��اب ه���ذا ال����رأى أن اليمنين ف��ق��دوا فى‬ ‫هذه احل��رب الكثير‪ :‬بنية حتتية‪ ،‬قتلى وجرحى‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أنهم فقدوا الكثير‬ ‫ومبتورى أطراف‪،‬‬ ‫من أرواحهم‪ ،‬والكثير من عاداتهم وشخصيتهم‬ ‫امل��م��ي��زة‪ ،‬وال��ص��الت ال��ت��ى ك��ان��ت ت��رب��ط بينهم‪.‬‬ ‫ووفقا ً ملا قاله رئيس مركز اإلع��الم والدراسات‬ ‫االقتصادية مصطفى نصر‪ ،‬فمن الصعب احلديث‬ ‫عن الكلفة اإلجمالية إلعادة إعمار اليمن والبالد‬ ‫ما تزال تتكبد خسائر يومية من جراء استمرار‬ ‫املعارك جوا وبرا‪ ،‬فضالً عن أن االقتصاد اليمنى‬ ‫يشهد حالة من االنهيار‪ ،‬ووص��ف نصر‪ ،‬احلياة‬ ‫فى اليمن بأنها «ع��ادت بدائية وتفتقر ألبسط‬ ‫أس��اس��ي��ات احل��ي��اة ك��امل��ي��اه وال��ك��ه��رب��اء»‪ ،‬وكذلك‬ ‫توقفت العملية الدراسية والتعليمية واألكادميية‪،‬‬ ‫فيما س َّرح القطاع اخلاص غير املنظم واملنشآت‬ ‫الصغيرة واملتوسطة أكثر من ‪ %60‬من العاملن‬ ‫فيه‪ .‬وفى حال توقفت احلرب حالياً‪ ،‬توقع نصر‪،‬‬ ‫أن تتطلب إعادة اإلعمار ما ال يقل عن ‪ 50‬مليار‬ ‫دوالر خالل ‪ 5‬أعوام إلعادة إعمار البنية التحتية‬ ‫والعودة لالستقرار‪ .‬وعن كيفية حساب هذا الرقم‬ ‫أوض��ح أن هذ الرقم هو مجموع اخلسائر التى‬ ‫تكبدتها اليمن‪ ،‬خسائر منظورة وغير منظورة أى‬ ‫غير مباشرة‪ ،‬إضافة إلى أهم متطلبات التنمية‬ ‫خالل ‪ 5‬أعوام‪.‬‬ ‫�ض��ا م��ن م��س��ؤول‬ ‫ث��م��ة ت��ص��ري��ح��ات خ��رج��ت أي� ً‬ ‫جنوبى سابق توضح اخلراب الذى عم على اليمن‬ ‫جراء احلرب‪ ،‬حيث قدر ما يحتاجه اليمن إلعادة‬ ‫إعمار ما دمرته احلرب املستعرة منذ أكثر من ‪4‬‬ ‫أشهر‪ ،‬بأكثر من ‪ 30‬مليار دوالر فى حال توقفت‬ ‫احل���رب‪« ،‬أم��ا إذا تواصلت ف��إن اليمن سيكون‬ ‫بحاجة ل���‪ 10‬مليارات دوالر شهريا ً لتعويض ما‬

‫نصر‪ :‬احلياة فى اليمن أصبحت بدائية وتفتقر ألبسط أساسيات احلياة كاملياه والكهرباء‬ ‫تدمره احلرب»‪.‬‬ ‫وتوقع املسؤول سقوط ما بن ألف إلى ألفى‬ ‫قتيل وضعفهم من اجلرحى وألف معاق شهرياً‪،‬‬ ‫مؤكداً أن اليمن قادر على إعادة إعمار ما دمرته‬ ‫احل��رب ولكن خ��الل م��دة ال تقل ع��ن ‪ 20‬سنة‪،‬‬ ‫بحيث مير على اليمن جيالن أو ‪ 3‬أجيال لنسيان‬ ‫جزء مما حدث وليس كل ما حدث‪.‬‬ ‫دم��ار كبير حلق بالبنية التحتية واملؤسسات‬ ‫العسكرية واألمنية واملدنية هذا ما قاله املسؤول‬

‫صوت المستضعفين‬

‫معتبرا أن «عدن كانت إبان االستعمار‬ ‫اجلنوبى‬ ‫ً‬ ‫البريطانى أف��ض��ل ح��اال عما ه��ى عليه اآلن»‪،‬‬ ‫مضيفا ً أنها «ك��ان��ت ج��وه��رة ف��ى ي��د جواهرجى‬ ‫استفاد منها وأف��اد أهلها وبعد ذلك صارت فى‬ ‫يد فحام أم��ا اليوم فهى مدينة منكوبة»‪ .‬وفقا ً‬ ‫للدراسات االقتصادية‪ ،‬فاليمن بحاجة إلى مبلغ‬ ‫‪ 50‬مليار دوالر فى الوضع الطبيعى خ��الل ‪10‬‬ ‫سنوات‪ ،‬أما فى احلالة الراهنة ونظراً للخسائر‬ ‫وحالة االنهيار لكثير من القطاعات فإنها وفقا ً‬

‫ل��دراس��ات ق��ام بها م��رك��ز اإلع���الم وال��دراس��ات‬ ‫االقتصادية بحاجة لهذا الرقم على األقل خالل‬ ‫‪ 5‬سنوات‪ .‬رئيس مؤسسة مين كابيتال للتنمية‬ ‫والبحوث‪ ،‬الدكتور منير حسن سيف‪ ،‬يتفق أيضا ً‬ ‫على صعوبة حتديد الرقم النهائى إلعادة اإلعمار‬ ‫ال سيما فى ظل استمرار احلرب‪ ،‬لكنه أشار إلى‬ ‫أن اليمن قبل احل��رب كانت محتاجة لنحو ‪10‬‬ ‫مليارات دوالر لتأهيل االقتصاد اليمنى‪ ،‬فمعناه‬ ‫اآلن أن الرقم سيكون مضاعفا ً مبرات‪.‬‬


‫‪ 23‬سياسة‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫ــركة تصفية الحسابات‬

‫ودعا إلى ماحقة قادة هذا احلزب‪.‬‬ ‫وقبيل الضربة مباشرة سمح أردوغ��ان للمرة‬ ‫األولى لقوات التحالف الدولى املناهض لداعش‬ ‫باستخدام العديد من القواعد اجلوية التركية‪،‬‬ ‫ال سيما قاعدة إجنرليك العسكرية لشن غارات‬ ‫على معاقل داعش فى العراق وسوريا‪ ،‬مقابل غض‬ ‫طرف الواليات املتحدة عن توجيه تركيا ضربة‬ ‫لألكراد على احلدود التركية مع العراق وسوريا‪،‬‬ ‫وما يفسر ذلك هو تعليق واشنطن على الضربات‬ ‫التركية لألكراد‪ ،‬حيث قال أليستر باكسى‪ ،‬املتحدث‬ ‫باسم البيت األبيض‪« :‬إن لتركيا احلق فى الدفاع‬ ‫عن نفسها ضد هجمات املتمردين األكراد»‪ ،‬وذلك‬

‫أردوغان يسلم‬ ‫قواعد تركيا‬ ‫للتحالف الدولى‬ ‫املناهض لداعش‬ ‫لغض الطرف عن‬ ‫ضربه األكراد‬

‫بعد أن أعلن وزير الدفاع األمريكى آشتون كارتر‪،‬‬ ‫فى الشهر نفسه أن عمليات القصف األمريكية‬ ‫فى األيام األخيرة على الرقة معقل تنظيم داعش‬ ‫بسوريا‪ ،‬تهدف إلى دعم تقدم القوات الكردية‬ ‫التى تقف أمام تقدم التنظيم اإلرهابى‪ ،‬وما يؤكد‬ ‫ذلك هو تغير لهجة واشنطن أمام حزب العمال‬ ‫الكردستانى‪ ،‬حيث وصف مسؤول بالبيت األبيض‬ ‫ح��زب العمال الكردستانى ب��اإلره��اب��ى‪ ،‬مدينا‬ ‫الهجمات التى شنها احلزب على القوات التركية‪،‬‬ ‫وهو موقف يختلف متاما مع املوقف الذى اتخذته‬ ‫واشنطن من دعمها قضية األك���راد‪ ،‬وتسليحها‬ ‫مقاتلى البيشمركة للتصدى لداعش فى العراق‪.‬‬

‫تمديد فترة الرئاسة بالكونغو‪ ..‬مخاطر وتهديدات‬

‫كتبت ‪ -‬أسماء عبدالفتاح‪:‬‬ ‫قال موقع الفريك‪ ،‬إن جوزيف كابيا‪ ،‬رئيس‬ ‫جمهورية الكونغو الدميقراطية‪ ،‬يواجه خيارا‬ ‫تاريخيا‪ ،‬فإما أن يكتفى بفترته الرئاسية كما‬ ‫يقررها الدستور والتى تقتصر على واليتني‬ ‫رئاسيتني والتى ستكون نهايتها فى ديسمبر ‪2016‬‬ ‫املقبل‪ ،‬وإم��ا أن يستسلم ألطماع السلطة التى‬ ‫سيطرت على الكثير من زعماء إفريقيا ويحاول‬ ‫التمسك بالسلطة‪.‬‬ ‫وت��اب��ع امل��وق��ع أن تلك القضية أصبحت‬ ‫موضوع نقاش حاد فى الكونغو اآلن‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫كابيا لم يصرح علنا ً مبوقفة حول ما سيفعله‬ ‫فى ع��ام ‪ ،2016‬وق��ال كابيا‪« :‬دع��ون��ا ننتظر‬ ‫ونرى ما سيحدث»‪ ،‬فى تصريح تسبب بزيادة‬ ‫التكهنات‪ ،‬وأن كابيا قد ال يتخلى عن منصبه‬ ‫فى الوقت املحدد بسهولة‪ ،‬وأضاف املوقع أن‬ ‫كابيا إذا اختار أن يلتزم بالدستور ويتخلى‬ ‫عن السلطة طوعا ً فسوف تكون تلك خطوة‬ ‫كبيرة لألمام بالنسبة ألم��ة عانت من احلكم‬ ‫الديكتاتورى منذ االستعمار الوحشى فى عهد‬ ‫امللك ليوبولد الثانى‪ ،‬ملك بلجيكا‪ ،‬ثم عقود من‬ ‫الدكتاتورية فيما بعد االستعمار فى عهد موبوتو‬ ‫سيسى سيكو‪ ،‬ثم سنوات من احلرب الدامية‬ ‫التى أسفرت عن عدد من اجلماعات املتمردة‬ ‫واجليوش لتسعة فصائل اشتبكت على األراضى‬ ‫الكونغولية حتى جاء كابيا إلى السلطة فى‬ ‫ع��ام ‪ 2001‬ف��ى س��ن ال����‪ 29‬عاما بعد اغتيال‬ ‫والده لوران ديزيريه كابيا‪ ،‬فتطورت الكونغو‬ ‫وأص��ب��ح عهده ال يخلو م��ن اإلجن����ازات‪ ،‬وق��اد‬ ‫حكومة انتقالية فى عام ‪ 2006‬أسفرت عن أول‬ ‫منصب له متيز بدرجات متفاوتة من النجاح‪،‬‬ ‫وكان هدفه حتقيق االستقرار‪ ،‬واستطاع بالفعل‬ ‫إجراء انتخابات دميقراطية لم حتدث فى الباد‬ ‫منذ أكثر من ‪ 40‬عاما‪.‬‬ ‫وانتصر كابيا على اجلماعات املسلحة التى‬ ‫كانت متارس القتل واالغتصاب والنهب‪ ،‬وسعى‬ ‫لوضع حد لإلفات من العقاب ومحاسبة مرتكبى‬ ‫ه��ذه اجل��رائ��م‪ ،‬وطلبت حكومته م��ن املحكمة‬ ‫اجلنائية الدولية التحقيق فى تلك اجلرائم التى‬ ‫ارتكبت فى الكونغو‪ ،‬وسلمت العديد من املشتبه‬ ‫بهم إلى املحكمة‪ ،‬والتزمت بأوامر املحكمة أكثر‬ ‫من أى حكومة أخرى فى القارة السمراء‪.‬‬ ‫وأعلن رئيس الكونغو خ��ال األي��ام القليلة‬ ‫املاضية اتباع سياسة «عدم التسامح» جتاه العنف‬

‫اجلنسى من قبل قوات األمن بعد أن شجعه على‬ ‫اتخاذ هذه اخلطوة اجتماع عقد فى شرق مدينة‬ ‫غوما الكونغولية فى عام ‪ ،2009‬مما أدى إلى‬ ‫موجة من املاحقات القضائية املحلية البارزة‬ ‫وانخفاض شكاوى االغتصاب من قبل اجلنود‬ ‫احلكوميني‪.‬‬ ‫وفى أواخر عام ‪ ،2013‬جنح كابيا فى تخليص‬ ‫شرق الكونغو من آخر اجلماعات املتمردة التى‬ ‫تعمل فى املنطقة منذ ‪ 15‬عاما‪ ،‬لكن إذا اختار‬ ‫الرئيس التمسك بالسلطة‪ ،‬سيكون بذلك قد ش ّوه‬ ‫سمعته ليس فقط بسبب عدم احترام الدستور‪،‬‬ ‫بل سيتسبب فى إغراق الباد فى االحتجاجات‬ ‫والقمع العنيف‪ ،‬لذا فعليه أن يتعلم من جتارب‬ ‫أصدقائه وينظر إلى بوروندى‪ ،‬حيث أثمر إصرار‬ ‫الرئيس نكورونزيزا‪ ،‬على فترة والية ثالثة مشكوك‬ ‫فيها دستوريا مما أجج الوضع فى الباد وانتشر‬ ‫القمع والقتل‪ ،‬بجانب االحتجاجات اجلماهيرية‪.‬‬ ‫وفى يناير املاضى عندما حاولت حكومة‬ ‫ك��اب��ي��ا تغيير ق��ان��ون االن��ت��خ��اب��ات لتمكني‬ ‫متديد فترة والي��ت��ه‪ ،‬خ��رج آالف األشخاص‬ ‫إلى الشوارع وانتشر القمع والعنف من قبل‬

‫قوات األمن احلكومية‪ ،‬مما أسفر عن مقتل‬ ‫‪ 38‬شخصا ً وانتشر القمع فى امل��دن الكبرى‬ ‫مما تسبب فى سجن العشرات ومقتل عدد‬ ‫كبير من السياسيني والناشطني واملتظاهرين‬ ‫الذين جتمعوا احتجاجا على فكرة متديد فترة‬ ‫رئاسته‪ ،‬والسؤال هنا‪ :‬ما الذى قد يدفع كابيا‬ ‫للبقاء فى السلطة؟‪ ،‬وما هى امتيازات السلطة‬ ‫التى جتعله يخوض تلك املغامرة؟‪.‬‬ ‫اجلواب هنا أن هناك الكثيرين افترضوا أن‬ ‫كابيا يخشى على نفسه وعائلته من املعارضة‬ ‫بعد ترك احلكم وعلى سبيل املثال‪ ،‬فقد يراوده‬ ‫شبح أول زعيم منتخب دميقراطيا فى الكونغو‪،‬‬ ‫باتريس لومبومبا‪ ،‬الذى أعدم بعد انقاب أطاح‬ ‫به برغم أن لومومبا كان زعيما إفريقيا ناجحا‬ ‫ومحبوبا وقام بتفعيل الدميقراطية‪ ،‬إال أن ذلك لم‬ ‫ينقذه من املصير السيئ‪ ،‬وعاوة على ذلك‪ ،‬ووفقا‬ ‫ملصادر مطلعة من السياسيني والصحفيني‪ ،‬فإن‬ ‫أسرة كابيا جمعت ثروة كبيرة‪ ،‬مما قد يجعلها‬ ‫عرضة للتحقيقات فى املستقبل‪ ،‬مما يزيد من‬ ‫خوف كابيا الذى ال يرغب فى ترك الكونغو‪ ،‬أو‬ ‫التعرض للمساءلة القانونية هو وأفراد عائلته‪.‬‬

‫رؤى‬ ‫أمير إبراهيم‬

‫جوالت كيرى‬

‫بدأ وزير اخلارجية األمريكية «جون كيرى»‬ ‫منذ مطلع األسبوع اجلارى جولة شرق أوسطية‪،‬‬ ‫تصدرت القاهرة قائمة البلدان التى تشملها‬ ‫جولة كيرى‪ ،‬لينطلق الوزير األمريكى من مصر‬ ‫نحو قطر‪ ،‬بعد لقاء جمعه بالرئيس املصرى‬ ‫عبدالفتاح السيسى ووزي���ر خارجية القاهرة‬ ‫سامح شكرى‪ ،‬لتحط طائرته فى الدوحة‪ ،‬حيث‬ ‫تعقد مناقشات إقليمية بحضور عدد من وزراء‬ ‫خارجية ال���دول العربية‪ ،‬باإلضافة إل��ى وزي��ر‬ ‫اخلارجية الروسية «سيرجى الفروف»‪.‬‬ ‫ملفات عديدة مت طرحها على طاولة النقاش‬ ‫خ��ال ل��ق��اءات كيرى باملسؤولني ال��ع��رب‪ ،‬لكن‬ ‫مؤخرا بني‬ ‫االتفاق النووى الذى مت التوصل إليه‬ ‫ً‬ ‫طهران وال��دول الست الكبرى‪ ،‬بجانب األزم��ة‬ ‫السورية كانا حاضرين بقوة أثناء املحادثات التى‬ ‫عقدها الوزير األمريكى فى القاهرة والدوحة‬ ‫على ح��د س���واء‪ ،‬ه��ذا ب��اإلض��اف��ة إل��ى ال��ع��راق‬ ‫واملواجهات اجلارية ضد تنظيم داعش اإلرهابى‪،‬‬ ‫وكذلك الوضع فى ليبيا والقضية الفلسطينية‬ ‫فازا بوقت ليس بقليل من ساعات اللقاء‪.‬‬ ‫قبل وصول «كيرى» إلى العاصمة القطرية‪،‬‬ ‫كان يتواجد وزير خارجية موسكو هناك‪ ،‬وعقد‬ ‫عدة لقاءات أبرزها مع الرئيس السابق ملا ُيعرف‬ ‫باالئتاف السورى املعارض «معاذ اخلطيب»‪،‬‬ ‫وكذلك رئيس املكتب السياسى حلركة حماس‬ ‫«خالد مشعل»‪ ،‬وج��ود وزي��رى خارجية دولتني‬ ‫بحجم روس��ي��ا وأمريكا ف��ى ال��دوح��ة‪ ،‬يعنى أن‬ ‫الفترة القليلة املقبلة ستشهد انفراجة فى أزمات‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬خاصة أن وزير خارجية‬ ‫السعودية «ع���ادل اجلبير» ك��ان ح��اض� ً�را هذه‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫اللقاءات ً‬ ‫تأتى ه��ذه ال��زي��ارات التى يقوم بها «كيرى»‬ ‫و«الفروف» إلى املنطقة‪ ،‬بعد التقدم الكبير الذى‬ ‫مؤخرا‪ ،‬بالتوصل إلى‬ ‫شهدته الساحة الدولية‬ ‫ً‬ ‫اتفاق نهائى بني طهران وال��دول الكبرى حول‬ ‫برنامج إيران النووى‪ ،‬مما يعنى أن ثمة تطورات‬ ‫بامللفات اإلقليمية ستشهدها الشهور القليلة‬ ‫املقبلة‪ ،‬السيما أن الوضع فى اليمن والعراق‬ ‫وسوريا بلغ ذروت��ه‪ ،‬ه��ذا بجانب بعض امللفات‬ ‫التى ال ت��زال عالقة ول��م يتم حسمها بعد فى‬ ‫لبنان‪ ،‬لذا تؤكد هذه الزيارات واللقاءات املكثفة‬ ‫أننا نعيش اليوم مرحلة اإلعداد واالتفاق‪ ،‬خاصة‬ ‫أن نقطة االنطاقة لدى وزير خارجية واشنطن‬ ‫مع نظرائه العرب‪ ،‬كانت اإلجناز التاريخى الذى‬ ‫مؤخرا‪.‬‬ ‫حدث بالتوصل لاتفاق النووى اإليرانى‬ ‫ً‬ ‫ال��وض��ع ف��ى اليمن وت��ط��ورات احل���رب التى‬ ‫أيضا‬ ‫تقودها السعودية بالباد‪ ،‬كانت حاضرة‬ ‫ً‬ ‫على طاولة املناقشات بني كيرى ووزراء خارجية‬ ‫دول مجلس التعاون اخلليجى‪ ،‬ولعل هذا امللف‬ ‫هو األقرب للحسم خال الفترة املقبلة‪ ،‬السيما‬ ‫أن املبعوث ال��دول��ى إل��ى اليمن «إسماعيل ولد‬ ‫الشيخ» يجرى محاوالت مكثفة لتسوية األزمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضا عن أن الرياض لم حتقق أى إجناز عسكرى‬ ‫ُيذكر حتى اآلن‪ ،‬رغم مرور أكثر من ‪ 4‬شهور على‬ ‫املواجهات واملعارك التى تخوضها ضد اجليش‬ ‫اليمنى واللجان الثورية‪ ،‬مما يعنى أن فرص قبولها‬ ‫ب��أى تسوية حتتاج لبعض الضغوط األمريكية‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬وه��و ما قد يتم إجن��ازه عقب هذه‬ ‫اللقاءات التى جتمع «كيرى» و«الفروف»‪ ،‬بجانب‬ ‫وزراء خارجية مجلس التعاون‪.‬‬ ‫تتزامن هذه اللقاءت مع اجلهود التى تبذلها‬ ‫روسيا خال األيام اجلارية حلل األزمة السورية‪،‬‬ ‫والتوصل لتسوية سياسية عبر جمع املعارضة‬ ‫واحلكومة على طاولة نقاش واحد‪ ،‬ومنها يبدأ‬ ‫االتفاق على مامح الفترة املقبلة فى هذا البلد‬ ‫الذى أنهكته احل��روب منذ أكثر من ‪ 4‬سنوات‪،‬‬ ‫خاصة فى ظل تطورات املشهد بالشرق األوسط‪،‬‬ ‫حيث ب��دأت خطوات مد جسور التواصل س ًّرا‬ ‫ً‬ ‫فضا عن ع��دم جدوى‬ ‫بني دمشق وال��ري��اض‪،‬‬ ‫ال��ره��ان��ات األم��ري��ك��ي��ة ال��ت��رك��ي��ة رغ���م ت��دري��ب‬ ‫املعارضة وتزويدها باملعلومات االستخباراتية‪،‬‬ ‫لكن مازالت الغلبة للجيش السورى‪ ،‬الذى استعاد‬ ‫السيطرة على العديد من املناطق خال األسابيع‬ ‫القليلة املاضية‪.‬‬ ‫‪amiribrahim574@gmail.com‬‬


‫‪24‬‬

‫اقتصاد‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫خا من النضال‪ ،‬آملني أن يكون مبثابة انفراجة لألزمة‬ ‫نهضة جديدة وإجناز ضخم سطر به املصريون تاري ً‬ ‫االقتصادية التى تهدد البالد‪ ،‬ودفعة قوية لقاطرة التنمية االقتصادية وحتقيق الرخاء للشعب املصرى‪ ،‬حيث‬ ‫جديدا‬ ‫غدا افتتاح تفريعة قناة السويس اجلديدة‪ ،‬الذى يهدى به املصريون للعالم شريا ًنا‬ ‫ً‬ ‫يترقب العالم أجمع ً‬ ‫عاما من اجلهد واملتابعة‪.‬‬ ‫استغرق‬ ‫للتجارة العاملية‪،‬‬ ‫ً‬

‫آمال وتطلعات‬

‫المشروع بداية اقتصاد بحرى‬ ‫يغير موازين القـوى العالميـة‬ ‫دراسة تفصيلية‪ ..‬االستفادة‬ ‫من المشروع فى ‪2022‬‬ ‫ت��ه��دف اخل��ط��ة ال��ت��ى ح��ددت��ه��ا هيئة قناة‬ ‫السويس‪ ،‬إلى أن يدر هذا املشروع إيرادات قد‬ ‫تصل إلى ‪ 100‬مليار دوالر سنو ًّيا‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫اإلي��راد احلالى للقناة ‪ 5‬مليارات دوالر سنو ًّيا‬ ‫تقريبا‪ ،‬مما يجعل تلك الزيادة اجلديدة تساهم‬ ‫ًّ‬ ‫حاليا‪،‬‬ ‫فى حل األزمات التى تعانى منها مصر‬ ‫ً‬ ‫إلى جانب إعادة التوزيع العمرانى واجلغرافى‬ ‫للسكان‪ ،‬من خالل مشروعات عمرانية متكاملة‬ ‫تستهدف استصالح وزراع���ة نحو ‪ 4‬ماليني‬ ‫فدان‪.‬‬ ‫وأوضحت الدراسة التى وضعتها الهيئة أن‬ ‫تنمية إقليم قناة السويس بوجه عام تتضمن‬ ‫مشروعا ذا أولوية‪ ،‬منها ‪ 6‬مشروعات ذات‬ ‫‪42‬‬ ‫ً‬ ‫أهمية قصوى وه��ى‪ :‬تطوير ط��رق القاهرة‪/‬‬ ‫ال��س��وي��س اإلسماعيلية بورسعيد إل��ى طرق‬ ‫ح��رة‪ ،‬للعمل على سهولة النقل والتحرك بني‬ ‫أجزاء اإلقليم والربط بالعاصمة‪ ،‬وإنشاء نفق‬ ‫اإلسماعيلية املار مبحور السويس للربط بني‬ ‫ضفتى القناة «شرق وغرب»‪.‬‬ ‫وإن��ش��اء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة‬ ‫السويس لسهولة الربط واالتصال بني القطاعني‬ ‫الشرقى والغربى إلقليم قناة السويس‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة‪ ،‬وتطوير‬ ‫مطار شرم الشيخ‪ ،‬وإنشاء مأخذ مياه جديد‬ ‫على ترعة اإلسماعيلية‪ ،‬حتى موقع محطة تنقية‬ ‫شرق القناة لدعم مناطق التنمية اجلديدة‪.‬‬ ‫ال��ع��ائ��د االق��ت��ص��ادى للمرحلة األول����ى من‬ ‫بناء على الدراسة املقدمة من شركة‬ ‫املشروع ً‬ ‫اسكوم أكبر شركة للصناعات التعدينية بالشرق‬ ‫األوسط بلغ ‪ 216‬مليار جنيه بعد تغطية التكلفة‪.‬‬ ‫رئيسا‬ ‫مشروعا آخ��ر‬ ‫وح��ددت اخلطة ‪28‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لتنمية إقليم قناة السويس هى‪ :‬منطقة التجارة‬ ‫واللوجيستى ش��رق بورسعيد‪ ،‬املنطقة احلرة‬ ‫ب��رف��ح‪ ،‬منطقة ال��ت��ج��ارة واللوجيستى شرق‬ ‫اإلسماعيلية‪ ،‬منطقة التجارة واللوجيستى شمال‬ ‫شرق السويس‪ ،‬منطقة التجارة واللوجيستى‬ ‫بالعاشر م��ن رم��ض��ان‪ ،‬املنطقة احل��رة جنوب‬ ‫السويس‪ ،‬التنمية السياحية والعمرانية للمنطقة‬ ‫بني العريش‪ /‬الشيخ زوي��د‪ ،‬التنمية السياحية‬

‫والعمرانية للمنطقة بني الطور‪ /‬رأس محمد‪،‬‬ ‫إقامة قرى ومنتجعات سياحية بشرم الشيخ‪،‬‬ ‫إقامة قرى ومنتجعات سياحية جنوب محمية‬ ‫نبق‪ ،‬إقامة قرى ومنتجعات سياحية بدهب‪/‬‬ ‫نويبع‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى إقامة قرى ومنتجعات سياحية‬ ‫بنويبع‪ /‬طابا‪ ،‬مجمع صناعى للبتروكيماويات‬ ‫باملنطقة الصناعية باملساعيد‪ ،‬مجمع صناعى‬ ‫للبتروكيماويات باملنطقة الصناعية شمال غرب‬ ‫خليج ال��س��وي��س‪ ،‬مجمع صناعى للصناعات‬ ‫الغذائية باملنطقة الصناعية بالشيخ زوي��د‪،‬‬ ‫مجمع صناعى ملنتجات األس��م��اك باملنطقة‬ ‫الصناعية بالسويس‪ ،‬مجمع صناعى ملنتجات‬ ‫األسماك باملنطقة الصناعية بشرق بورسعيد‪.‬‬ ‫ومجمع للصناعات امليكانيكية والكهربائية‬ ‫باملنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس‪،‬‬ ‫مجمع للصناعات امليكانيكية والكهربائية‬ ‫باملنطقة الصناعية ش��رق بورسعيد‪ ،‬مجمع‬ ‫للصناعات التعدينية ومواد البناء مبنطقة شمال‬ ‫سيناء‪ ،‬مجمع للصناعات التعدينية ومواد البناء‬ ‫باملنطقة الصناعية بأبورديس‪.‬‬ ‫متر بقناة السويس نحو ‪ %10‬من التجارة‬ ‫العاملية‪ ،‬و‪ %22‬من جت��ارة احل��اوي��ات بالعالم‪،‬‬ ‫ورغم ذلك ما يتحقق من عائد من القناة ال يزيد‬ ‫على رسوم العبور فقط‪ ،‬التى تبلغ ‪ 5.2‬مليار‬ ‫دوالر سنو ًّيا‪.‬‬ ‫�روع��ا‪ ،‬إق��ام��ة مجمع‬ ‫�‬ ‫�ش‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫����‪28‬‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫وتتضمن‬ ‫ً‬ ‫للصناعات التعدينية وم���واد البناء باملنطقة‬ ‫ال��ص��ن��اع��ي��ة ب��ش��م��ال غ���رب خ��ل��ي��ج ال��س��وي��س‪،‬‬ ‫مجمعا صناع ًّيا لبناء وإصالح السفن باملنطقة‬ ‫ً‬ ‫مجمعا صناع ًّيا للغزل‬ ‫الصناعية شرق بورسعيد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والنسيج باملنطقة الصناعية بشرق بورسعيد‪،‬‬ ‫ومثله بالشرقية‪ ،‬عالوة على مجمع لصناعات‬ ‫األسمدة باملنطقة الصناعية بالشرقية‪ ،‬ومجمع‬ ‫للصناعات الغذائية بوسط سيناء‪ ،‬ومجمع‬ ‫صناعى ملنتجات السخانات الشمسية بوسط‬ ‫سيناء‪.‬‬ ‫وأش����ارت خ��ط��ة التنمية إل���ى ب��اق��ى ال����‪42‬‬ ‫مشروعا‪ ،‬وهى ‪ 8‬مشروعات داعمة فى إطار‬ ‫ً‬

‫صوت المستضعفين‬

‫امل��ش��روع��ات ذات األول��وي��ة لتنمية إقليم قناة‬ ‫ال��س��وي��س‪ :‬استثمار ط��ري��ق العائلة املقدسة‬ ‫م��ن خ���الل م��ش��روع ق��وم��ى م��ت��ك��ام��ل‪ ،‬إق��ام��ة‬ ‫جامعة تكنولوجية مبنطقة وادى التكنولوجيا‬ ‫باإلسماعيلية‪ ،‬إقامة مدارس فندقية باملنطقة‬ ‫املحصورة بني العريش‪ /‬الشيخ زوي��د‪ ،‬إنشاء‬ ‫مدينة للطب والعلوم بالتعاون مع جامعات دولية‬ ‫بشرق بورسعيد‪.‬‬ ‫وإن��ش��اء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة‬ ‫الشمسية ق��درة ‪ 2500‬ميجاوات‪ ،‬استصالح‬ ‫‪ 400‬أل���ف ف���دان ب��ش��م��ال س��ي��ن��اء ع��ب��ر ترعة‬ ‫ال��س��الم‪ ،‬م��ش��روع اس��ت��ص��الح ‪ 50‬أل��ف ف��دان‬ ‫على مياه السيول ب��ودي��ان ال��ب��روك‪ ،‬ومشروع‬ ‫استصالح ‪ 1.659‬مليون ف��دان بسهل وادى‬ ‫ال��ع��ري��ش‪ .‬االس��ت��ث��م��ارات وال��ب��ن��ي��ة األس��اس��ي��ة‬ ‫واإلنشاءات املتوقعة لتنمية إقليم قناة السويس‬ ‫ضخمة ج� ًّ�دا‪ ،‬وتقترب من حوالى ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر حتى عام ‪.2022‬‬

‫المستقبل االقتصادى لتفـ ـ‬

‫وعن ذلك يقول الدكتور الربان محمد احلداد‪،‬‬ ‫اخلبير ال��ب��ح��رى واس��ت��ش��ارى تشغيل امل��وان��ئ‬ ‫والرئيس التنفيذى للمجلس العربى حلكماء النقل‬ ‫والتجارة البحرية‪ :‬أهم ما حققه هذا املشروع‬ ‫إقناع القيادة السياسية مبلف االقتصاد البحرى‪،‬‬ ‫مشيرا‬ ‫بوصفه قاطرة التنمية لالقتصاد املصرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إلى أن هذا املشروع العمالق سيقلل من فترة‬ ‫التقاطر بني السفن العابرة ويقلل فترة العبور‬ ‫ويحقيق انسيابية فى حركة السفن‪.‬‬ ‫وطالب أن يستكمل الرئيس إع���ادة هيكلة‬ ‫وتطوير باقى عناصر هذا امللف‪ ،‬لتحويل مصر‬ ‫من دول��ة ذات نشاط بحرى إل��ى دول��ة بحرية‬ ‫مبعنى أن أكثر من ‪ %80‬من الدخل القومى من‬


‫‪25‬‬

‫اقتصاد‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫التفتيش اإللزامى والقناة الجديدة‬

‫ـ ـ ــريعة السويس وحل أزمة ‪ ٪75‬من البطالة‬ ‫الصناعات البحرية املختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫استيعاب أكثر من ‪ %75‬من البطالة‪ ،‬كما أن هذا‬ ‫التطوير ال يكلف ميزانية الدولة أى أعباء مالية‪،‬‬ ‫ألن جميع الدول تنفذ هذه املشروعات العمالقة‬ ‫بنظام‪ BOT‬أو نظام‪ PPP‬لضمان تشغيلها‪.‬‬ ‫وأك��د أن املرحلة الثانية من املشروع التى‬ ‫يطلق عليها تنمية محور قناة السويس مهمة‬ ‫للغاية‪ ،‬والب���د م��ن اإلع����داد اجل��ي��د لها قبل‬ ‫التنفيذ‪ ،‬ألن��ه��ا ستشمل ص��ن��اع��ة اخل��دم��ات‬ ‫وامل���راك���ز اللوجيستية وم��ش��روع��ات القيمة‬ ‫املضافة‪ ،‬ولنجاح ه��ذه املرحلة تسويق ًّيا أى‬ ‫جذب املستثمرين‪ ،‬البد من التعامل مع ملف‬ ‫االقتصاد البحرى املصرى كوحدة واحدة‪ ،‬تعمل‬

‫حتت وزارة متخصصة مبسمى أكثر شمولية‬ ‫«وزارة البحرية التجارية» التى كانت موجودة‬ ‫فى السابق حتت اسم «وزارة النقل البحرى»‬ ‫م��وج��ودا باإلسكندرية‬ ‫ال��ت��ى م���ازال دي��وان��ه��ا‬ ‫ً‬ ‫لوضع سياسات تكاملية بني املوانئ وليست‬ ‫س��ي��اس��ات تنافسية‪ ،‬ف��ال يصح وض��ع قانون‬ ‫خاص لكل منطقة‪ ،‬فمن الضرورى وضع قانون‬ ‫موحد للبحرية التجارية‪ ،‬وهو ما يطلق عليه‬ ‫‪ MERCANTILE MARINE LAW‬يحقق خمسة‬ ‫أه����داف ه��ى احل��ف��اظ ع��ل��ى أص���ول ال��دول��ة‪،‬‬ ‫احلفاظ على حقوق العامل وحقوق صاحب‬ ‫العمل وجذب املستثمر األجنبى واحلافظ على‬ ‫املستثمر املصرى من الهروب خارج البلد‪.‬‬

‫واستنكر احل���داد جتاهل السلطة البحرية‬ ‫املختصة‪ ،‬املمثلة فى الهيئة املصرية لسالمة‬ ‫املالحة البحرية للتفتيش الطوعى املفروض‪ ،‬أن‬ ‫سلبا‬ ‫ما تقوم به املنظمة البحرية الدولية سيؤثر ً‬ ‫على ملف االقتصاد البحرى املصرى برمته‪ ،‬بعد‬ ‫أن يصبح التفتيش إلزام ًّيا فى عام ‪ ،2016‬أو أن‬ ‫غرق الوحدات البحرية مثل القاطرة الدخيلة ‪6‬‬ ‫فى بوغاز ميناء اإلسكندرية‪ ،‬وغرق السفينة طابا‬ ‫سلبا على هذا امللف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا سيؤثر ً‬ ‫وأكد احلداد أنه لنجاح املشروع اجلديد بقناة‬ ‫السويس الب��د م��ن وضعه ف��ى إط��ار االقتصاد‬ ‫البحرى وضمن سياساته وتشريعاته املفروض‬ ‫تعديلها مع عدم اعتباره منطقة ذات طبيعة خاصة‪،‬‬ ‫فهذا سيضر بباقى عناصر امللف وأهمها املوانئ‬ ‫بعضا‪ً ،‬‬ ‫بدال من أن تتكامل‪،‬‬ ‫التى حتارب بعضها‬ ‫ً‬ ‫ألنها ت��دار بفكر أشخاص وليس باستراتيجية‬ ‫مؤسسات‪ ،‬فنرى ت��ارة م��ن يخطط لعمل مول‬ ‫جت��ارى وج���راج متعدد الطوابق داخ��ل امليناء‪،‬‬ ‫وت��ارة أخ��رى يسطو مسلحون على سفينة ويتم‬ ‫خطفها من داخل ميناء آخر على مرأى ومسمع‬ ‫ومبباركة السلطات‪ ،‬ونرى اإلتاوات التى تفرض‬ ‫على السفن وربابنها من ِق َبل بعض املرشدين‬ ‫واملسؤولني فى كل املوانئ وقناة السويس‪ ،‬فأصبح‬ ‫ال مناص من فصل اخلدم�ات واملشروعات عن‬ ‫الهيئات وعلى رأسها هيئة قناة السويس‪ ،‬التى‬ ‫فشلت فى إدارة الشركات التابعة لها‪ ،‬التى ال‬ ‫حتقق ما حتققه العمالة البحرية الفلبينية (‪14‬‬ ‫مليار دوالر سنو ًّيا) على أن تعمل الهيئات فقط‬ ‫على إدارة املرفق‪ ،‬وحتصيل الرسوم السيادية‪ ،‬أما‬ ‫باقى اخلدمات فتدار بفكر جتارى‪ ،‬كما هو متبع‬ ‫فى جميع دول العالم‪..‬وتابع‪ :‬حتى نحافظ على‬ ‫املشروع ليحقق أعلى عائد‪ ،‬وال يتكرر الفشل الذى‬ ‫أصاب هيئات ومؤسسات الدولة‪ ،‬البد من وضع‬ ‫قول سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم «إذا‬ ‫وسد األمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» نصب‬ ‫أعيننا فى اختيار املسؤولني‪ ،‬وأن نعلى قيمة العلم‬ ‫والتخصص حتى ننهض بالبالد‪.‬‬

‫واستطرد‪ :‬الب��د من التصدى للفساد داخل‬ ‫هذا القطاع احليوى‪ ،‬الذى تسيطر عليه عائالت‬ ‫بأكملها من املوظفني‪ ،‬وعدم السماح ألى مسؤول‬ ‫أ ًّيا كان حجمه أو موقعه‪ ،‬من أن يضع مفاتيح احلل‬ ‫والربط فى يده‪ ،‬ويسعى لضم هيئات ومؤسسات‬ ‫له‪ ،‬كأنه خالد فى منصبه حتى يرث اهلل األرض‬ ‫ومن عليها‪ ،‬والبد من إعالء مصلحة الوطن فوق‬ ‫أى مصلحة‪ .‬وأكدت دكتور سلوى املهدى‪ ،‬أستاذ‬ ‫النقل بجامعة عني شمس‪ ،‬أن الهدف احلقيقى‬ ‫من محور قناة السويس لن يتحقق بالفعل اَّإال‬ ‫بتحقق املنظومة الكاملة من االستفادة من النقل‬ ‫البحرى بشكل كلى‪ ،‬فإذا كانت قناة السويس تعمل‬ ‫بشكل جيد على النهوض باالقتصاد املصرى‪،‬‬ ‫فبقية النقل البحرى يعد ثورة اقتصادية ضائعة‬ ‫فى ظل ما يحدث بقطاع النقل البجرى فى الفترة‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫وأض��اف املهدى‪ :‬ال أحد ينكر أن محور قناة‬ ‫السويس نفذ فى وقت قليل‪ ،‬وبالتالى فإن السلطة‬ ‫املصرية ق��ادرة على فعل املستحيل‪ ،‬لذا فالبد‬ ‫سريعا خلدمات النقل البحرى ككل‪،‬‬ ‫من التطرق‬ ‫ً‬ ‫والعمل على النهوض بها‪ ،‬مشيرة إلى أن النقل‬ ‫البحرى فى مصر يعد ثروة اقتصادية مهملة بفعل‬ ‫الفساد واملحسوبيات من العاملني بالقطاع‪.‬‬ ‫وتابعت‪ :‬األه��م من محور قناة السويس ما‬ ‫سينفذه م��ن م��ش��اري��ع أخ����رى‪ ،‬ك��إق��ام��ة مجمع‬ ‫للصناعات التعدينية وم���واد البناء باملنطقة‬ ‫الصناعية باإلضافة إل��ى مجمع صناعى لبناء‬ ‫وإص����الح ال��س��ف��ن باملنطقة الصناعية ش��رق‬ ‫بورسعيد‪ ،‬مجمع صناعى للغزل والنسيج باملنطقة‬ ‫الصناعية بشرق بورسعيد‪ ،‬ومثله بالشرقية‪،‬‬ ‫عالوة على مجمع لصناعات األسمدة باملنطقة‬ ‫الصناعية بالشرقية‪ ،‬مجمع للصناعات الغذائية‬ ‫بوسط سيناء‪ ،‬ومجمع صناعى ملنتجات السخانات‬ ‫الشمسية بوسط سيناء‪.‬‬

‫تقرير‬

‫شريهان أشرف‬


‫‪ 26‬نافذة الوعى‬ ‫شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫الحــق فـى ركائبـه‬

‫هو رجل جالد الصعاب وعاين األهوال مذ فتحت‬ ‫عيناه على دنيا الناس‪ ،‬لكن احتماله كان فوق احتمال‬ ‫البشر‪ ،‬أما صبره واحتسابه فى سبيل اهلل فسيصير‬ ‫مضرب األمثال عبر الزمن‪ ،‬ليس لعمار بني صحابة‬ ‫رسول اهلل شبيه‪ ،‬فهو تربه الذى ولد معه فى نفس‬ ‫العام‪ ،‬وهو الذى صار لصيقا به أيام الطفولة والشباب‪،‬‬ ‫كذلك كان عمار من أول من آمن وصدق دعوة احلق‪.‬‬ ‫ال يترك الرسول اخلامت فرصة إال ويعلن فيها حبه‬ ‫الشديد لعمار حتى إنه يقول البن عفان معاتبا حني‬ ‫انتهر عمار‪« :‬عمار جلدة ما بني عينى وأنفى»‪ ،‬وهو‬ ‫يذكره ضمن عدد من أصحابه اشتاقت لهم اجلنة‪ ،‬وال‬ ‫ينسى له املصطفى سبقه وفضله أبدا‪ ،‬فيداوم على‬ ‫الدعاء له وألبويه ياسر وسمية اللذان قضيا شهيدين‬ ‫فى بواكير الدعوة‪ ،‬وقد وعد الرسول آل ياسر باجلنة‬ ‫لصبرهم واحتسابهم وملا حتملوه من تعذيب وحشى‬ ‫على يد أبى جهل فرعون األمة أحد سادة بنى مخزوم‬ ‫الذى كان ياسر حليفا لهم‪ ،‬فكيف كان ذلك؟‬ ‫قبيل حادثة الفيل بسنوات قدم ياسر إلى مكة من‬ ‫اليمن مع أخوين له للبحث عن أخ لهم كان قد وفد‬ ‫مكة للحج ولكنه لم يعد وانقطعت أخباره‪ ،‬وبعد البحث‬ ‫لفترة لم يتوصل األخ��وة لشىء فهموا بالعودة‪ ،‬لكن‬ ‫ياسر آثر البقاء فى مكة بعد أن أعجبه ما متور به من‬ ‫حياة وحركة‪ ،‬عكس ما كانت عليه بالده آنذاك إذ كان‬ ‫اجلدب قد ضربها فتحولت من السعادة إلى شر حال‪.‬‬ ‫وبحسب ما تقتضى القواعد كان على ياسر أن‬ ‫يدخل فى حلف سيد من سادات قريش‪ ،‬حتى يأمن‬ ‫على نفسه من عدوان العادين وما أكثرهم‪ ،‬فكان أن‬ ‫دخل فى حلف أبى حذيفة ابن املغيرة املخزومى‪ ،‬وهو‬ ‫شيخ من أشياخ مكة ُع��رف باحلكمة ونبل النفس‬ ‫وحميد اخلصال‪ ،‬وكان الدخول فى حلف سيد من‬ ‫س��ادات قريش يوجب على املتحالف تبعات كثيرة‬ ‫تقترب فى قسوتها من ش��روط العبودية‪ ،‬لكن أبا‬ ‫حذيفة قد أعفى ياسرا من كل ذلك‪ ،‬وما لبث أن زوجه‬ ‫من أمة عنده تدعى سمية‪.‬‬ ‫أجنبت سمية لياسر عمار ثم ثنّت بعبداهلل‪ ،‬وقد‬ ‫نشأ الفتيان فى كنف بنى مخزوم‪ ،‬وقد أصبح سيدهم‬ ‫أبواحلكم عمرو بن هشام الذى أسماه الرسول األكرم‬ ‫أبا جهل‪.‬‬ ‫يقول عمار‪« :‬كنت تربا لرسول اهلل» وملا كان محمد‬

‫آية فى التواضع والعطف على املستضعفني‪ ،‬لذلك‬ ‫تعلق قلب عمار به منذ أن رآه وهما ما زاال طفلني‬ ‫يلعبان فى طرقات مكة‪ ،‬ثم كان أن الزم عمار محمدا‬ ‫حتى صارا شابني‪ ،‬بل إن عمارا هو من توسط فى‬ ‫زواج النبى األك��رم من السيدة خديجة بنت خويلد‬ ‫رضى اهلل عنها‪.‬‬ ‫ث��م ي��أذن اهلل تعالى ل��ن��وره أن يسطع ف��ى سماء‬ ‫مكة‪ ،‬وي��س��ارع عمار إل��ى صديقه ف��ى دار األرق��م‪،‬‬ ‫ليسمع منه ويسلم على يديه هو وصهيب بن سنان‬ ‫الرومى‪ ،‬ويظالن بصحبته إلى الليل‪ ،‬ثم يخرجان وهما‬ ‫مستخفيان توقيا ألعني قريش‪.‬‬ ‫وم��ا ك��ان لقريش أن تنام ع��ن عبيدها وإمائها‬ ‫ومواليها‪ ،‬وقد دخلوا فى الدين اجلديد الذى يعدهم‬ ‫باحلرية ومينيهم بالعدل ويلهب خيالهم باحلياة‬ ‫الكرمية التى تخلو من القهر واالستعباد‪ ،‬ويقف‬ ‫أبوجهل محرضا على التنكيل بكل من اتبع محمدا‪،‬‬ ‫بل ويجعل من نفسه مثاال يحتذى فى التنكيل مبن‬ ‫حتت يده من العبيد واإلماء واملوالى‪ ،‬وكان آلل ياسر‬ ‫من العذاب نصيبا وافرا أودى بحياة األبوين‪ ،‬أما ياسر‬ ‫فقد أربى على مصير أبويه‪ ،‬لوال أن اهلل كان قد ادخره‬ ‫لنصرة هذا الدين لعقود آتية‪ ،‬وحتت وطأة التعذيب‬ ‫الشديد بني السحل فى رمضاء مكة واإلغراق فى املاء‬ ‫حتى االختناق‪ -‬غاب ياسر عن الوعى وما بني غيبوبة‬ ‫وأخرى تفوه مبا أمروه به فما كان منهم إال أن أطلقوه‪،‬‬ ‫وعندما أفاق ذهب إلى الرسول باكيا فيسأله الرسول‪:‬‬ ‫ما وراءك؟ فيقول‪ :‬ش ٌّر يا رسول اهلل‪ ،‬واهلل ما تركت‬ ‫حتى نلت منك يا رسول اهلل‪ ،‬وذكرت آلهتهم بخير‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فكيف جتد قلبك؟ قال‪ :‬مطمئ ٌن باإلِميان‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فان عادوا ُعد‪ .‬وفى ذلك نزلت اآلية الكرمية‪« :‬إال من‬ ‫أكره وقلبه مطمئ ٌن باإلِميان»‪.‬‬ ‫ثم يأذن الرسول ألصحابه فى الهجرة إلى احلبشة‪،‬‬ ‫فيخرج اثنا عشر رجال منهم على رأسهم جعفر بن أبى‬ ‫طالب‪ ،‬وفيهم عمار بن ياسر‪ ،‬ويقيم هؤالء فى أمان‬ ‫النجاشى‪ ،‬وتفشل كل محاوالت قريش فى استعادتهم‪،‬‬ ‫ثم يهاجر النبى إلى املدينة وهناك يصبح عمار أحد‬ ‫أعمدة تلك الدولة الوليدة‪ ،‬فال يفارق الرسول أبدا‬ ‫يبنى معه املسجد ويحمل لبنتني بدال من واحدة فيراه‬ ‫الرسول ويعجب من جلده‪ ،‬ويدعو له بخير ويقول له‪:‬‬ ‫«ويحك يا عمار تقتلك الفئة الباغية‪ ،‬تدعوهم إلى‬

‫(‪)2-2‬‬

‫ألن معظم طالب األزهر قادمون من‬ ‫األري��اف‪ ،‬وكثيرا منهم فقراء يحتاجون‬ ‫إلى املساعدة والعون‪ ،‬فقد استغل تنظيم‬ ‫اإلخ���وان ه��ذه ال��ظ��روف‪ ،‬ليسيطر على آالف‬ ‫الطالب‪ ،‬بتوفير مساكن قريبة من اجلامعة‬ ‫األزه��ري��ة‪ ،‬وتيسير سبل اإلعاشة للفقراء منهم‪،‬‬ ‫كما نشط التنظيم فى مدينة البعوث‪ ،‬ورسخ أقدامه‬ ‫بني الطالب الوافدين‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن شيخ األزهر احلالى‪ ،‬الكتور أحمد‬ ‫ال��ط��ي��ب‪ ،‬رج��ل ذو ثقافة واس��ع��ة‪ ،‬يجيد اللغة الفرنسية‪،‬‬ ‫وتخرج من جامعة السوربون‪ ،‬إال أنه بدا عاجزا عن مواجهة‬ ‫نفوذ السلفيني واإلخ��وان داخ��ل األزه��ر‪ ،‬س��واء فى اجلامعة‬ ‫أو املعاهد‪ ،‬بسبب املشكالت التى تراكمت عبر عقود‪ ،‬كما‬ ‫أنه لم يستطع حتقيق تقدم جوهرى فى تطوير املناهج‪ ،‬ألن‬ ‫عملية التطوير ستؤول بالضرورة إلى جلان تضم أشخاصا‬ ‫غير مدركني ألهمية التطوير وأهدافه حينا‪ ،‬وغير مرحبني‬ ‫بالتطوير أصال أحيانا‪.‬‬ ‫وق��د ان��ع��ك��س ض��ع��ف خ��ري��ج��ى األزه���ر ب��ص��ورة مباشرة‬ ‫على أئمة املساجد‪ ،‬وه��م الواجهة األزه��ري��ة األول��ى أمام‬ ‫خ���الل خ��ط��ب��ة اجل��م��ع��ة‪ ،‬ال��ت��ى اتسمت‬ ‫اجل��م��اه��ي��ر‪ ،‬م��ن خ�‬ ‫بالسطحية والتكرار‪ ،‬وحتولت فى كثير من األحيان إلى‬

‫صوت المستضعفين‬


‫‪ 27‬نافذة الوعى‬ ‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫اجلنة ويدعونك إلى النار» ثم يشهد معه املشاهد كلها‪،‬‬ ‫ويازمه حتى حلاقه‪ -‬صلى اهلل على وسلم ‪ -‬بالرفيق‬ ‫األعلى‪ ،‬وترتد القبائل إثر وفاة الرسول ويشعر عمار‬ ‫مبا يتهدد دول��ة اإلس��ام‪ ،‬فيخرج فى ح��روب الردة‬ ‫مجاهدا‪ ،‬وهناك فى اليمامة يسطر صفحة أخرى من‬ ‫أنصع صفحات نضاله‪ ،‬وتقطع أذنه وهو منهمك فى‬ ‫القتال‪ ،‬دون أن يشعر‪ ،‬يقول عبداهلل بن عمر‪ :‬رأيت‬ ‫عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف‬ ‫يصيح‪ :‬يا معشر املسلمني‪ ،‬أمن اجلنة تفرون!؟ أنا‬ ‫�ى‪ ..‬وأنا أنظر إلى أذنه قد‬ ‫عمار بن ياسر هلموا إل� ّ‬ ‫قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال» وكان قد‬ ‫ناهز اخلامسة والستني من عمره‪ ،‬فأى رجل كنت يا‬ ‫عمار؟!‬ ‫وكان عمر قد واله على الكوفة فسار بني الناس‬ ‫بالسوية وعدل بني الرعية وكانت سيرته فيهم على‬ ‫أفضل ما يكون‪ ،‬ثم عزله عثمان فيمن عزل من خير‬ ‫ال��والة‪ ،‬ليولى قرابته من بنى أمية‪ ،‬يعزله وهو الذى‬ ‫قال عنه احلبيب‪« :‬إن عمارا ملئ إميانا حتى أخمص‬ ‫قدميه» وكان إذا لقيه قال‪« :‬مرحبا بالطيب املطيب»‪.‬‬ ‫ومع ذلك لم يكن عثمان ليرضى به واليا‪ ،‬وكذلك عمار‬ ‫ما كان يرضى أن يكون عاما له‪ ،‬وقد خبره منذ زمن‪،‬‬ ‫ثم كان بينهما ما ورد فى كتاب األنساب إذ كان فى‬ ‫ِ‬ ‫بيت املال باملدينة سف ٌ‬ ‫حلى وجوه ٌر‪ ،‬فأخذ منه‬ ‫ط فيه ّ‬ ‫الناس الطع َن‬ ‫فأظهر‬ ‫أهله‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫به‬ ‫ّى‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ما‬ ‫عثمان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫شديد حتى أغضبوه‪،‬‬ ‫عليه فى ذلك وكلّموه فيه بكام‬ ‫فخطب فقال‪ :‬لنأخذ َّن حاجتنا من هذا الفىء وإن‬ ‫ت أنوف أقوام‪ .‬فقال له اإلمام على‪ :‬إذن ُمتنع من‬ ‫رغِ م ْ‬ ‫ُشهد‬ ‫ذلك و ُيحال بينك وبينه‪ .‬وقال عمار بن ياسر‪ :‬أ ُ‬ ‫َ‬ ‫لى‬ ‫اهلل أن أنفى أول راغمٍ من ذلك‪ .‬فقال عثمان‪ :‬أ َع ّ‬ ‫يابن املتكاء جتترئ خذوه‪ ،‬فأُخذ ودخل عثمان ودعا به‬ ‫فحمل حتى أُتى به‬ ‫فضربه حتى غُشى عليه‪ ،‬ثم أُخرج ُ‬ ‫سلَمة فلم يصل الظهر والعصر واملغرب‪ ،‬فلما‬ ‫منزل أم َ‬ ‫أفاق توضأ وصلى وقال‪« :‬احلمد هلل‪ ،‬ليس هذا أول‬ ‫يومٍ أُوذينا فيه فى اهلل»‪.‬‬ ‫ثم كان يوم صفني وعمار وقد ج��اوز التسعني ال‬ ‫يكل عن نصرة احلق يازم اإلمام على فى حربه على‬ ‫املارقني املدعني الثأر لدم عثمان‪ ،‬وما هم إال بغاة قد‬ ‫حركتهم املطامح ولعبت برؤوسهم السلطة‪ ،‬وأثارت‬ ‫نفوسهم األطماع القدمية التى نامت عنها قريش‬ ‫إلى حني‪ .‬كان الفريقان يعلمان بحديث النبى وجملة‬ ‫من جيش الشام تتوجس خيفة من مقتل عمار على‬ ‫أيديهم‪ ،‬ومعاوية يخادعهم بقوله إن عمارا صائر إلى‬ ‫صفنا‪ ،‬وعمرو بن العاص يتابع أخبار القتال ونفسه‬ ‫على أوجف ما يكون‪ ،‬وعمار فى عقده العاشر بني‬ ‫الصفوف يشحذ الهمم ويقوى العزائم ويقول‪« :‬اللهم‬ ‫إن��ى ال أعلم عما هو أرض��ى لك من جهاد هؤالء‬ ‫الفاسقني»‪.‬‬ ‫ويستشهد عمار وتتبدى فى استشهاده اآليات تلو‬ ‫اآلي��ات وينكسر عسكر الشام‪ ،‬ويصبح النصر قاب‬ ‫قوسني أو أدنى من جيش العراق‪ ،‬لوال خديعة التحكيم‬ ‫التى تفتق عنها ذهن خبيث‪ ،‬يقول محمد عبداجلواد‬ ‫الفقيه‪« :‬لقد كان نبأ استشهاد عمار يوازى فى أهميته‬ ‫حقبةً من اجلهاد الطويل املثمر ألن��ه ك��ان الفاضح‬ ‫ٍ‬ ‫لفئة حتارب وتقاتل باسم احلق وباسم الدين‪ ،‬بينما‬ ‫احلق والدين كانا مع عمار! لقد كان شاهد حق مع‬ ‫على وأصحاب على‪ .‬وكان فى نفس الوقت حربا على‬ ‫معاوية ومن معه من البغاة‪.‬‬ ‫وال��ي��وم يشهد قبر عمار ف��ى ال��رق��ة ف��ى القطر‬ ‫العربى السورى فصا جديدا من البغى يقترفه شذاذ‬ ‫آفاق أتوا من كل حدب وصوب يحاربون باسم الدين‬ ‫ويرفعون رايته واإلسام منهم براء‪ ..‬رحم اهلل عمار بن‬ ‫ياسر‪ ،‬وقسم بغاة العصر وأرانا فيهم عجائب قدرته‪.‬‬

‫ماهر الشيال‬

‫بين الخطاب األصولى والتنويرى‬

‫وض ��ع امل� ��رأة ف��ى اإلس� ��ام واح ��د م��ن أب ��رز اإلش� �ك ��االت ال �ت��ى ت��واج��ه‬ ‫امل�ج�ت�م�ع��ات اإلس��ام �ي��ة‪ ،‬ول �ط��امل��ا ك��ان��ت أح ��د م �ي��ادي��ن ال �ت �ج��اذب بني‬ ‫التيارين األصولى املتشدد والتنويرى املجدد فاملفكرون والفاسفة‬ ‫ال�ت�ن��وي��ري��ون أك� ��دوا ب�خ�ط��اب��ات�ه��م ع�ل��ى أن اإلس� ��ام ج��اء ل�ي�ح��رر امل��رأة‬ ‫ويكرمها ويحقق لها امل �س��اواة‪ ،‬على اجل��ان��ب اآلخ��ر تعامل اخلطاب‬ ‫األصولى السلفى مع املرأة على أنها عورة وناقصة عقل ودين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من متتع املرأة مبنزلة مميزة فى بداية اإلسام‪ ،‬بإقرار‬ ‫مجموعة م��ن ال�ت�ش��ري�ع��ات ال�ت��ى أع ��ادت ص�ي��اغ��ة البنية االجتماعية‬ ‫وأعطت للمرأة العديد من حقوقها‪ ،‬فتم حترمي وأد البنات‪ ،‬ومباشرة‬ ‫جميع احل �ق��وق ك�ح��ق ال�ب�ي��ع‪ ،‬وح��ق ال �ش��راء‪ ،‬وح��ق ال�ت�م�ل��ك‪ ،‬وخ��اط��ب‬ ‫ال �ق��رآن ال�ن�س��اء م�ب��اش��رة مثلما خ��اط��ب ال��رج��ال وج�ع��ل اخل �ط��اب فى‬ ‫العبادات واملعامات موحد بني الرجل وامل��رأة‪ ،‬باإلضافة إل��ى األدوار‬ ‫اجلليلة التى قامت بها املرأة فى عهد النبوة وأقرها النبى محمد‪.‬‬ ‫لكن هذا الوضع سرعان ما تغير بعد انقضاء القرن األول من بعثة‬ ‫النبى محمد‪ ،‬فقد استعادت الثقافة القبلية املعادية للمرأة سطوتها‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬ولعب الفقهاء أيضا دور كبير فى تهميش املرأة وحتويلها‬ ‫إل��ى أداة للمتعة م��ن خ��ال توسعهم ف��ى ال�ف�ت��وى وتبنيهم ألح��ادي��ث‬ ‫نسبت للنبى تنتقص من املرأة‪.‬‬ ‫شهد القرن الثانى الهجرى توسع الفقهاء فى األحكام التكليفية‬ ‫ل�ت�ش�م��ل امل �ك��روه وامل �ب��اح وامل�س�ت�ح��ب‪ ،‬وم��ن األم ��ور ال �ت��ى شملتها ه��ذه‬ ‫التوسعات الفقهية األحكام التى تخص امل��رأة‪ ،‬وعمد بعض الفقهاء‬ ‫للخلط بني العادات والتقاليد واملكروهات الدينية‪ ،‬ومن هنا تعاملوا‬ ‫مع املرأة على كونها تابع للرجل‪ ،‬وأداة للمتعة‪ ،‬فنتج عن ذلك أن عرف‬ ‫جمهور الفقهاء عقد الزواج على أنه «عقد يفيد ملك املتعة باألنثى‬ ‫ق �ص��دا»‪ ،‬وج�ع�ل��وا م�ش��ارك��ة امل ��رأة ف��ى ه��ذا ال�ع�ق��د ق��اص��رة ع�ل��ى تقدمي‬ ‫املتعة والطاعة للرجل دون اإلش��ارة لدورها كإنسان له حقوق وعليه‪،‬‬ ‫باإلضافة للنصوص التى مت تفسيرها وتصديرها للسيطرة على املرأة‬ ‫ج� ُ�ل ا ْم� َ�رأَ َت� ُه إِ َلى‬ ‫ومعظمها أحاديث منسوبة للنبى ومنها «إِ َذا َد َع��ا ال� َّر ُ‬ ‫ح ًدا‬ ‫ِف َراشِ ِه َفأ َ​َب ْ‬ ‫حتَّى ت ْ‬ ‫ُص ِب َح»‪ ،‬و« َل ْو أَ َم� ْر ُت أَ َ‬ ‫ِىء َل َع َنت َْها ا ْمل َ َائِ َكةُ َ‬ ‫ت أَ ْن َت َ‬ ‫َ‬ ‫ح� ٍ�د ألَ َم� ْر ُت ا ْمل �َ ْرأَ َة أَ ْن ت َْسج َُد ِل َز ْوجِ َها»‪ ،‬و«ما أفلح قوم ولوا‬ ‫أل‬ ‫أَ ْن َي ْسج َُد َ‬ ‫أمرهم ام��رأة» و«النساء ناقصات عقل ودي��ن»‪ ،‬وغيرها من النصوص‬ ‫التى مت استخدامها فى خلق ثقافة حتتقر املرأة وتستغلها‪.‬‬ ‫وعلى مدار قرون مت تقديس هذه األفكار والنصوص‪ ،‬وحتولت من‬ ‫مجرد اجتهاد وفهم شخصى قابل للصواب واخلطأ إلى اعتبارها جزء‬ ‫أساسى من الدين اإلسامى‪ ،‬ليتعامل دعاة اخلطاب السلفى مع هذا‬ ‫التراث باعتباره املعبر عن اإلسام احلق‪.‬‬ ‫فى تأصيله لكون اإلسام أقر حرية املرأة وتعامل وساوى بينها وبني‬

‫مؤمتر سياسى يفرض فيه اخلطيب‬ ‫م��واق��ف��ه واخ��ت��ي��ارات��ه ع��ل��ى ج��م��ه��ور‬ ‫املصلني‪.‬‬ ‫ومن أهم صور ضعف األزهر وخريجيه‪،‬‬ ‫ح��ال��ة االض���ط���راب ف���ى ال���ف���ت���وى‪ ،‬وش��غ��ل‬ ‫اجلماهير ب��ت��واف��ه امل��س��ائ��ل‪ ،‬وت��ق��دمي الشيوخ‬ ‫خبرتهم االجتماعية باعتبارها دينا يجب االلتزام‬ ‫به‪.‬‬ ‫أما الفشل األكبر للمؤسسة األزهرية فكان فى‬ ‫عجزها عن تلبية مطالب التجديد واإلص��اح الدينى‪ ،‬رغم‬ ‫مساندة رئيس اجلمهورية وإحلاحه املتكرر على قيادات األزهر‬ ‫واألوقاف لتحمل مسئوليتهم جتاه مسألة التجديد‪ ،‬ومواجهة‬ ‫أفكار الغلو‪ ،‬ورفض كل ما يخالف الثقافة اإلسامية‪.‬‬ ‫ومن املؤكد أن من ال يحيط بالعلوم الشرعية فى صورتها‬ ‫التقليدية‪ ،‬ومن ال ميلك األدوات الازمة لفهم نصوص القرآن‬ ‫والسنة‪ ،‬لن يكون ق��ادرا على ممارسة عملية نقد حقيقية‬ ‫ل��ل��ت��راث الفقهى‪ ،‬وال��ك��ت��ب املعتمدة للتدريس ف��ى اجلامعة‬ ‫واملعاهد‪ ،‬ومن املؤسف أن هذا حال أغلب األزهريني‪ ،‬حتى‬ ‫أولئك الذين يشغلون عمادة الكليات ورئاسة األقسام‪.‬‬ ‫وم��ن ال��اف��ت أن األزه���ر وشيخه وع��ل��م��اءه يتعاملون مع‬ ‫دعوات التجديد بحذر شديد‪ ،‬ويقيمون حواجز شاهقة بينهم‬

‫وبني أصحاب املشاريع الفكرية اجل��ادة‪ ،‬باعتبارهم يهدمون‬ ‫ثوابت الدين‪ ،‬ويتعدون على دور املؤسسات الدينية املنوط بها‬ ‫وحدها التعامل مع كل ما يخص الشريعة والفكر اإلسامى‪.‬‬ ‫وق��د تعرض األزه���ر حل��رج بالغ بسبب ال��ص��ورة التى‬ ‫ظهر عليها ممثلوه فى وسائل اإلعام‪ ،‬وخاصة فى‬ ‫املواجهات الفكرية بشأن التراث‪ ،‬فقد ظهر ممثلو‬ ‫األزه��ر مرتبكني ضعافا‪ ،‬يهربون من األسئلة‬ ‫املوضوعية‪ ،‬ويركزون نقدهم على عقيدة ودين‬ ‫محاورهم‪.‬‬ ‫مت��ن��ح ال��دول��ة األزه���ر ن��ح��و ‪ 8‬م��ل��ي��ارات‬ ‫جنيه سنويا‪ ،‬تلتهم األجور اجلانب األكبر‬ ‫منها‪ ،‬إذ تذهب ‪ 6٫354‬مليار جنيه أجورا‬ ‫للمعاهد األزهرية‪ ،‬فيما تلتهم اجلامعة‬ ‫‪ 1٫211‬مليار جنيه‪ ،‬ليصبح األزه��ر‬ ‫عمليا غير قادر على متويل أى إصاح‬ ‫إدارى أو علمى‪.‬‬ ‫ك��م��ا أن ض��ع��ف ال��ت��م��وي��ل أج��ب��ر‬ ‫املؤسسة األزهرية على قبول التبرعات‬ ‫من بعض ال��دول العربية واإلسامية‪،‬‬ ‫وه��و ما فتح الباب أم��ام نفوذ كبير‬ ‫ل����دول ك���ان األزه����ر دائ��م��ا‬

‫الرجل فى كافة احلقوق والواجبات‪ ،‬حرص اخلطاب التنويرى على‬ ‫مواجهة األفكار السلفية التى تهدر قيمة املرأة وحتتقرها‪ ،‬ويعد ابن‬ ‫رش��د من أوائ��ل املفكرين املسلمني الذين خاضوا ه��ذه املواجهة‪ ،‬ففى‬ ‫كتابه «بداية املجتهد ونهاية املقتصد» حتدث عن ضرورة إشراك املرأة‬ ‫ف��ى احل�ي��اة على ك��ل املستويات‪ ،‬م��ؤك��دا أن ال�ف��روق ب��ني ال��رج��ل وامل��رأة‪،‬‬ ‫مجرد فروق جسمانية ال تؤثر على أهلية كل منهما للعمل واإلنتاج‪،‬‬ ‫وفى هذا السياق يقول «تختلف النساء عن الرجال فى الدرجة ال فى‬ ‫ال�ط�ب��ع‪ .‬وه��ن أه��ل لفعل جميع م��ا يفعل ال��رج��ال م��ن ح��رب وفلسفة‬ ‫ونحوهما»‪ ،‬وقد تعرض ابن رشد لهجوم كبير من قبل أصحاب الفكر‬ ‫األصولى بسبب آراءه التى تؤكد على أحقية امل��رأة فى تولى مناصب‬ ‫قيادية كالقضاء واإلمامة‪ ،‬وقد وضع ابن رشد مجموعة من الشروط‬ ‫يجب ت��واف��ره��ا ف��ى م��ن يتولى ال�ق�ض��اء واإلم��ام��ة‪ ،‬وط��امل��ا ت��واف��رت فى‬ ‫شخص فهو ج��دي��ر بتولى امل�ن�ص��ب‪ ،‬ب�ص��رف النظر ع��ن ك��ون��ه رج��ل أو‬ ‫ام��رأة‪ ،‬كما ي��رى أن امل��رأة ق��ادرة على خ��وض احل��روب وي��دل��ل على هذا‬ ‫بنساء البرارى والصحارى والثغور التى تبرهن البيئة على الدفاع‬ ‫عن أقوامهن‪.‬‬ ‫ورغم وجود العديد من الفاسفة واملفكرين التنويريني على مدار‬ ‫تاريخ الدولة اإلسامية‪ ،‬لكن السلطات احلاكمة حرصت دائما على‬ ‫تهميش اخلطاب التنويرى ودعم اخلطاب األصولى والسلفى‪ ،‬الذى‬ ‫يساعد احلكام على السيطرة على الشعوب واستغالها باسم الدين‪.‬‬ ‫ومع أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرت مجددا‬ ‫عديد من املحاوالت‪ ،‬للحاق باحلداثة وإعادة إحياء القيم التنويرية‬ ‫للحضارة اإلسامية‪ ،‬وكان من روادها رفاعة الطهطاوى وجمال الدين‬ ‫األفغانى ومحمد عبده وطه حسني وقاسم أمني وغيرهم من املفكرين‬ ‫اللذين سعوا النتزاع حق املرأة فى التعليم‪ ،‬ونادوا باملساواة بني الرجل‬ ‫واملرأة‪ ،‬وفى هذا رأى رفاعة الطهطاوى «املرأة مثل الرجل سواء بسواء‪،‬‬ ‫حقوقهن دليل‬ ‫أع�ض��اؤه��ا كأعضائه‪ ،‬وحاجتها كحاجته‪ ،‬وع��دم وف��اء‬ ‫ّ‬ ‫على الطبيعة البربرية»‪ ،‬وفى محاولته ملواجهة األفكار األصولية التى‬ ‫تسلع املرأة وتراها مجرد أداة للمتعة‪ ،‬أفتى اإلمام محمد عبده مبنع‬ ‫تعدد الزوجات إال للضرورة‪.‬‬ ‫ورغم هذه املحاوالت اجل��ادة التى تعد مبثابة ثورة فكرية وثقافية‬ ‫فى وقتها إال أن التيار األصولى سرعان ما استعاد سطوته مرة أخرى‬ ‫من خال حتالفه مع املحتل ثم مع السلطة املستبدة القمعية‪.‬‬

‫إسالم أنور‬

‫ميثل عقبة أمام زعامتها الدينية‪ ،‬مما ميكننا معه أن نقول إن‬ ‫افتقاد األزهر لاستقال ال ينحصر فقط فى عاقة املؤسسة‬ ‫باحلكم فى مصر‪.‬‬ ‫صحيح أن الدستور احلالى أكد على استقال شيخ األزهر‪،‬‬ ‫فنص ف��ى م��ادت��ه السابعة أن «األزه���ر الشريف هيئة‬ ‫إسامية علمية مستقلة‪ ...‬وشيخ األزه��ر مستقل‬ ‫غير قابل للعزل‪ ،‬وينظم القانون طريقة اختياره‬ ‫من بني أعضاء هيئة كبار العلماء»‪ .‬إال أن‬ ‫االس��ت��ق��ال العملى واحل��ق��ي��ق��ى للمؤسسة‬ ‫يظل محل نظر بسبب ضعف مخصصاتها‬ ‫فى موازنة الدولة‪ ،‬وقبولها للتبرعات من‬ ‫اخلارج‪.‬‬ ‫إن إنقاذ األزه��ر من محنته‪ ،‬ليقوم ب��دوره‬ ‫العلمى وال��ف��ك��رى ليس مسؤولية شيخ األزه��ر‬ ‫احلالى أو من سيخلفه‪ ،‬وإمنا هو مسؤولية الدولة‬ ‫املصرية كلها‪ ،‬كما أن مواجهة هيمنة املتطرفني على‬ ‫الكليات واملعاهد األزه��ري��ة ال تكون فقط بإبعادهم‬ ‫من مناصبهم‪ ،‬وإمن��ا تكون بإفقادهم الغطاء الفكرى‬ ‫والشرعى الذى توفره مناهج الدراسة فى املؤسسة العريقة‪.‬‬

‫هيثم أبوزيد‬


‫‪28‬‬

‫رأى‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫د‪ .‬مصطفى يوسف اللداوى‬

‫فى ظل الفوضى‪..‬‬ ‫مفاهيم استراتيجية إسرائيلية‬

‫فى هذه األيام يشهد الكيان الصهيونى على مستوى اجلامعات ومراكز‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أِ‬ ‫بحث تعقد على‬ ‫وحلقات‬ ‫ندوات‬ ‫الدراسات واملؤسسات األمنية والعسكرية‬ ‫الدوام وال تتوقف‪ ،‬وتبدو عليها اجلدية واالهتمام‪ ،‬والقلق واخلوف‪ ،‬وهى تتابع‬ ‫التطورات‪ ،‬وجتمع املعلومات‪ ،‬وحتلل املعطيات‪ ،‬وتخرج بالتوصيات والنتائج‪،‬‬ ‫وتوصى باحللول واملقترحات التى يرون أنها قد جتنب الكيان وسكانه األخطار‬ ‫املحيطة‪ ،‬فهم ال يعتقدون أنهم سيكونون مبنأى عما يحدث‪ ،‬وأن النتائج لن‬ ‫تكون صادمة بالنسبة لهم أو مفاجئة‪ ،‬خاصةً أنهم ال يستطيعون أن يتركوا‬ ‫شيئا ً للمفاجأة أو املصادفة‪ ،‬بل يؤمنون بضرورة أن تكون كل اخليارات‬ ‫مدروسة‪ ،‬وكل االحتماالت معروفة‪.‬‬ ‫يرى بعض الباحثني اإلسرائيليني املنشغلني فى هذه الورشات‪ ،‬أن املنطقة‬ ‫العربية تشهد عملية هندسة سياسية حقيقية وجادة‪ ،‬وهى بالنسبة للبعض‬ ‫حل ٌم ولكنها لغيرهم أل ٌم‪ ،‬وقد شكلت فى املاضى أحالماً‪ ،‬بينما خلقت عند‬ ‫آخرين كوابيس‪ ،‬ولكن عما قريب ستظهر النتائج وستقوم احلدود والوقائع‪،‬‬ ‫وستنشأ دو ٌل وحكوماتٌ‪ ،‬وستُعزل فيها طوائف وقومياتٌ‪ ،‬برضى أهلها أو‬ ‫ٍ‬ ‫بنهايات‬ ‫رغما عنهم‪ ،‬إذ أن املستقبل ال يحمل لهم حلوالً مرضية‪ ،‬وال يعدهم‬ ‫سعيدة‪ ،‬واأليام تنقلهم من ٍ‬ ‫سيئ إلى أسوأ‪ ،‬وتكلفهم فى ك أِل يومٍ أكثر‪ ،‬األمر الذى‬ ‫سيجبرهم على القبول بحلولٍ يستخدم فيها املشرط‪ ،‬الذى يحز اجللد ويجرح‪،‬‬ ‫ويتسبب باأللم وينزف بسببه الدم‪.‬‬ ‫ولكنهم يرون أن عملية رسم اخلرائط وتصميم املواقع تتم فى املكاتب‬ ‫وفى أروقــة الفنادق‪ ،‬حيث املكيفات امللطفة لألجواء‪ ،‬والكماليات امليسرة‬ ‫للعمل‪ ،‬بعيدا عن ضوضاء الــورش‪ ،‬وفوضى العمل امليدانى‪ ،‬الذى يقوم به‬ ‫الوكالء فقط‪ ،‬الذين يلتزمون بتنفيذ العمل وفق اخلرائط املرسومة‪ ،‬واخلطط‬ ‫املعتمدة‪ ،‬حيث ال يحق للعاملني فى الورش وعلى األرض أن يتدخلوا فى تعديل‬ ‫الرسومات‪ ،‬أو إجراء تغيير على التصاميم املرفقة‪ ،‬مهما بلغ عدد العاملني‪،‬‬ ‫ونشاط الفنيني‪ ،‬ومهارة املهندسني‪ ،‬فهم ليسوا أكثر من عمال منفذين‪ ،‬وأجراء‬ ‫ٍ‬ ‫عبيد سخرهم الرب خلدمتهم وتلبية‬ ‫شركة‪ ،‬بل إنهم‬ ‫يعلمون لدى مقاولٍ أو‬ ‫ٌ‬ ‫حاجاتهم‪.‬‬ ‫يؤكد هذا الفريق على ضــرورة عدم غياب احلكومة عن مكاتب الرسم‬ ‫والتصميم‪ ،‬ليتم األخذ مبالحظاتهم‪ ،‬والعمل وفق تصوراتهم‪ ،‬ويعتبرون أن‬ ‫احلضور هنا واجب‪ ،‬واملساهمة ضرورية‪ ،‬أما الغياب فهو جرمية قد ترقى‬ ‫إلى مستوى اخليانة‪ ،‬أما الغياب عن الورش املكلفة على األرض فهو ضرورة‬ ‫ٍ‬ ‫بدقة وأمانة‪ ،‬ويجتهدون فى‬ ‫ومصلحة‪ ،‬حيث يوجد عما ٌل ينفذون املهام‬ ‫استرضاء املقاولني‪ ،‬واحلصول على إشادة املتعهدين‪ ،‬وهؤالء يتعرضون للخطر‬ ‫باإلنابة‪ ،‬ويضعون أنفسهم فى مواقع املجازفة التى يجب على اإلسرائيليني‬ ‫أن يبتعدوا عنها‪ ،‬ويدعوا غيرهم يقوم بها بالوكالة عنهم‪ ،‬فهم يحسنون القيام‬ ‫بعملهم‪ ،‬ويؤدون املهام املوكلة إليهم بصدقٍ وأمانة‪.‬‬ ‫لهذا ينصح هذا الفريق احلكومة اإلسرائيلية أن تغيب كليا ً عن املواقع‪،‬‬ ‫وأال تكون فيها إال للمراقبة واملتابعة وجمع املعلومات‪ ،‬والتدقيق فى البيانات‬ ‫واملعطيات‪ ،‬لتتمكن من رسم اخلرائط املطلوبة وفق املعلومات الصحيحة‪ ،‬التى‬ ‫غنى عنها‪ ،‬خاص ًة‬ ‫تلبى حاجتهم‪ ،‬وحتقق أهدافهم‪ ،‬وجتنبهم دفع أثمانٍ هم فى ً‬ ‫أنهم يعلمون مسبقا ً أن هذه الورش قذرة وغير نظيفة‪ ،‬وأن أرضها سبخةٌ‬ ‫رخوة‪ ،‬يسهل الغوص فيها لكن يصعب اخلروج منها‪ ،‬والوكالء فيها متشاكسون‪،‬‬ ‫وأكثرهم غير أمينني‪ ،‬وقد ينقلبون فجأة‪ ،‬ويغيرون اجتاهاتهم بغت ًة‬ ‫يلخص هؤالء موقفهم‪ ،‬أ ّن أفضل طريقة للنجاة من العاصفة اإلقليمية‪،‬‬ ‫تكمن فى اعتماد استراتيجية سور دفاعية‪ ،‬مدعومة بقدرة مع ّززة على تسديد‬ ‫ضربات بعيدة املدى‪ ،‬والتعاون مع القوى والدول العربية التى تنجح فى البقاء‪،‬‬ ‫وتبدى رغبةً فى التعاون والتنسيق‪ ،‬علما ً أن أغلب القوى العربية الرسمية باتت‬ ‫تدرك أن مصاحلها مع الكيان أفضل‪ ،‬وأن مستقبلها فى ظله أضمن‪ ،‬وأن‬ ‫بقاءها إلى جانبه أكثر استقراراً وأمانا‪.‬‬

‫محمد عبدالواحد‬

‫إن الظن ال ُيغنى من الحق شي ًئا‬

‫أصبح من الطبيعى فى مجتمعنا أن ترى مشاجرات بني عائالت‬ ‫وأفراد يستخدم فيها الطرفان األسلحة النارية‪ ،‬التى تختلف أنواعها‬ ‫باختالف نفوذ وقوة العائالت‪ ،‬الغريب فى األمر أن طرفى النزاع يلجأون‬ ‫أيضا أن كل طرف‬ ‫للقوة كحل أول ونهائى فى التعامل مع اآلخر‪ ،‬والغريب ً‬ ‫يظن أنه صاحب احلق األصيل فى هذا النزاع‪ ،‬ولهذا فإنه يبيح لنفسه‬ ‫فعل أى شىء فى سبيل رد حقه‪ ،‬فالغاية عنده تبرر الوسيلة‪.‬‬ ‫واحلقيقة أننا نعيش فى عصر يشبه إلى حد كبير عصر اجلاهلية‬ ‫أيضا العصور‬ ‫الذى سبق ظهور اإلسالم فى اجلزيرة العربية ويشبه ً‬ ‫املظلمة التى عاشتها أوروبــا منذ عدة قرون ليست بالبعيدة‪ ،‬قبل أن‬ ‫تشتعل بها الثورات التى قضت على اجلهل واالستبداد هناك‪.‬‬ ‫أصبح احلق فى عصرنا كلمة مطاطة‪ ،‬يقولها كل متنب وجهة نظر ما‬ ‫أو موق ًفا ما‪ ،‬فنجده يدعى أنه ميثل احلق أو أنه سالك لطريقه‪ ،‬وهنا‬ ‫وجب على العقالء واحلكماء أن يقفوا لبرهة من الوقت‪ ،‬لوضع أسس‬ ‫لتعريف احلق‪ ،‬وعليهم نشرها بني العامة‪.‬‬ ‫فاحلق إذا أردنا أن نقف على تعريف منطقى له فيعنى «اإلدراك‬ ‫اليقينى املطابق للواقع»‪.‬‬ ‫وهنا يبرز التساؤل‪ :‬ما هى آلية الوصول لهذا اإلدراك اليقينى‪ ،‬وكيف‬ ‫صحيحا؟‬ ‫يكون بالفعل مطاب ًقا للواقع تطابقا‬ ‫ً‬ ‫ولإلجابة على هذا التساؤل البد أن نعرف ً‬ ‫أوال أن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫قد منح اإلنسان نعمة العقل ليميز من خالله بني احلق والباطل‪ ،‬لكن مع‬ ‫نوعا من املعوقات‪ ،‬فأصبح‬ ‫تعقد احلياة وظهور الشهوات املادية‪ ،‬شكلت ً‬ ‫عقل اإلنسان معا ًقا مبا عليه من غبار يعوقه عن الوصول للحق‪ ،‬وهذه‬ ‫املعوقات تعددت أشكالها‪ ،‬وجندها تتلخص فى مقولة سيدنا على بن‬ ‫احلسني بن امللقب بـ«زين العابدين» عندما قال‪:‬‬ ‫إن أفضل األعمال عند اهلل سبحانه وتعالى بعد معرفة اهلل ورسوله‬ ‫شعبا‪ ،‬فأول ما‬ ‫كثيرا وإن للمعاصى ُ‬ ‫هو « ُبغض الدنيا» وإن لذلك ُ‬ ‫ش ً‬ ‫عبا ً‬ ‫عصى اهلل به كان الكبر‪ ،‬وهو معصية إبليس حني أبى واستكبر وكان‬ ‫من الكافرين‪ ،‬واحلسد وهو معصية ابن آدم حني حسد أخاه فقتله‪،‬‬ ‫فتشعب من ذلك‪ :‬حب النساء‪ ،‬حب الدنيا‪ ،‬حب الرئاسة‪ ،‬حب الراحة‪،‬‬

‫حب الكالم‪ ،‬حب العلو‪ ،‬حب الثروة‪ ،‬حتى صارت سبع خصال اجتمعت‬ ‫كلها فى حب الدنيا‪ ،‬حتى قال العلماء بعد معرفة كل ذلك إن «حب الدنيا»‬ ‫رأس كل خطيئة‪.‬‬ ‫وهذه املعوقات تعوق عقل اإلنسان عن الوصول إلدراك الواقع بصورة‬ ‫موضوعية صحيحة‪ ،‬وإذا أراد اإلنسان أن يصل للحق‪ ،‬فعليه ً‬ ‫أوال إزالة‬ ‫هذه املعوقات‪ ،‬ويتحقق ذلك عندما ُي َف ّعل أحد جوانب نفسه أال وهى‬ ‫«النفس الل ّوامة» أو ما يطلق عليه علماء النفس «األنا األعلى بشقيه‬ ‫ومحاربا لشهواته‪،‬‬ ‫الضمير واألنا املثالى» وبذلك يصبح مستبط ًنا لذاته‬ ‫ً‬ ‫حتى يسمو بروحه وعقله عن براثن الشهوات‪ ،‬التى تعوق تفكيره عن‬ ‫الوصول للحقيقة‪ ،‬وعندما ينجح اإلنسان للوصول بعقله ملرحلة التجرد‬ ‫العقلى هى رجوع العقل لفطرته القابلة التباع أى دليل عقلى عليه أن‬ ‫ُيدرب عقله مبعرفة أصول وقواعد الفكر السليم‪ ،‬أال وهى «املنطقية‬ ‫فى التفكير» التى أرسى قواعدها الفليسوف اليونانى «أرسطو طاليس»‬ ‫وعندها يستطيع أن يك ّون إدرا ًكا مطاب ًقا للواقع‪.‬‬ ‫وهنـا يتبقى سؤال‪ :‬هل ميكن أن يتعارض ما يصل له شخصان ويكون‬ ‫كالهما على حقٍ ؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بالطبع «ال»‪ ،‬فكما قال ابن رشد «احلق ال يضاد احلق بل‬ ‫يوافقه ويشهد له»‪.‬‬ ‫فعندما يستخدم الشخصان قواعد الفكر السليم‪ ،‬فلن يختلفا فيما‬ ‫يصالن إليه من نتائج‪ ،‬ألن احلق مطلق وثابت وغير متغير‪ ،‬وذلك يرجع‬ ‫إلى أن قواعد التفكير تثمر إدرا ًكا يقين ًّيا معلوم السببية‪ ،‬لكن إذا بنى‬ ‫اإلنسان اعتقاده على مقدمات ظنية‪ ،‬سيصل إلى نتائج ظنية ومتغيرة‪،‬‬ ‫يثبت صحة نقيضها‪.‬‬ ‫وهى ليست بحقٍ ‪ ،‬الحتمالية أن ُ‬ ‫فكما قال اهلل تعالى فى كتابه العزيز «إن الظن ال ُيغنى من احلق‬ ‫شيئًا» صدق اهلل العظيم ‪/‬النجم ‪.28‬‬ ‫ومن خالل الرؤية التى طرحناها‪ ،‬نتوصل إلى ضرورة التجرد العقلى‪،‬‬ ‫من براثن حب الدنيا التى تعوق العقل عن الوصول للحق‪ ،‬ثم عليه أن‬ ‫ُيثقل عقله بتدريبه على استخدام قواعد الفكر الصحيح وإتقانها‪ ،‬ليصل‬ ‫لإلدراك اليقينى املطابق للواقع‪ ،‬أال وهو «احلق»‪.‬‬

‫اإلشكالية الكبرى التى واجهتها األخالق فى املنظومة اإلسالمية‪ ،‬أن العلماء‬ ‫لم يقدموا للعوام معيارا ثابتا واضحا لها وإمنا ربطوها بـ»السنة»‪ ،‬فما رفعته‬ ‫السنة رُفع وما تركته ترك‪ ،‬ومن يطبق السنة فهو املسلم الصالح‬

‫عمرو الشاعر‬ ‫من املعلوم واملشاهد عبر العصور ارتباط األخالق‬ ‫باألديان‪ ،‬فـ«رجال الدين» هم من كانوا ‪ -‬وال يزالون بدرجة‬ ‫كبيرة‪ -‬من يتحدثون ويكتبون عن األخالق‪.‬‬ ‫ت أِألُ َت َِّم‬ ‫«إأِنا بُ أِع ْث ُ‬ ‫ورغما عن احلديث النبوى الشهير‪ :‬مَّ َ‬ ‫صــا أِلـ َح ْاألَخ َ‬ ‫ْـــــال أِق[‪ ،»]1‬إال أن الناظر فى الكتابات عن‬ ‫َ‬ ‫األخالق يجد أنها جد قليلة مقارنة بغيرها فى «املكتبة‬ ‫اإلسالمية»‪ ،‬رغما ً عن أن اآليات التى تدور حول األخالق‬ ‫تفوق األلف وخمسمائة آية‪ ،‬بينما آيات األحكام أقل من‬ ‫اخلمسمائة آية!‪.‬‬ ‫وهذه الكتابات القليلة أكثرها كتابات «تطبيقية» قدمية‬ ‫ وليست تأصيلية ‪ -‬تقدم للمسلم كيف يطبق أو يعيش‬‫باألخالق‪ ،‬واحلديثة منها قائمة على تكرار ما جاء فى‬ ‫القدمي مع عرضه بلغة معاصرة وبعض الصور التوضيحية‬ ‫أو ما شابه‪ ،‬ومن ثم فإنها ‪ -‬قد ‪ -‬تكون مناسبة لألطفال‪،‬‬ ‫بينما ال تُسمن وال تغنى من جوع مع الكبار‪.‬‬ ‫ليس عجيبا ً إذن أن نرى هذا التردى السلوكى ألفراد‬ ‫املجتمعات اإلسالمية‪ ،‬وذلك ألن «األحكام» بدون «أخالق»‪،‬‬ ‫ال ميكن أن تُخرج إنسانا سويا ً بأى حال من األحوال‪ ،‬وهذا‬

‫نعيش فى عصر يشبه إلى حد كبير عصر اجلاهلية‬ ‫الذى سبق ظهور اإلسالم فى اجلزيرة العربية ويشبه‬ ‫أيضا العصور املظلمة التى عاشتها أوروبا منذ عدة‬ ‫ً‬ ‫قرون‬

‫عن األخالق اإلسالمية‬

‫ما قام به الرسول ‪ -‬وغفل عنه الالحقون ‪ -‬بتقدمي آالف‬ ‫التطبيقات والنماذج واألقوال‪ ،‬كانت الغاية منها هى ترسيخ‬ ‫القيم واملبادئ األخالقية ‪-‬واألســس الفكرية القومية ‪-‬‬ ‫عند املسلمني‪ ،‬من صدقٍ وأمانة وعدل ورحمة وحب وإخاء‬ ‫وتسامح وكرامة وحرية وعزة وسيادة وعفة وطهارة‪..‬إلخ‬ ‫إن اإلشكالية الكبرى التى واجهتها األخـــالق فى‬ ‫املنظومة اإلسالمية‪ ،‬أن العلماء لم يقدموا للعوام معيارا‬ ‫ثابتا واضحا لها وإنا ربطوها بـ»السنة»‪ ،‬فما رفعته السنة‬ ‫ُرفع وما تركته ترك‪ ،‬ومن يطبق السنة فهو املسلم الصالح‪،‬‬ ‫ومن لم يطبقها فهو مبتدع طالح‪ ،‬ولهذا لم يعد املسلم يثق‬ ‫كثيراً فى فطرته أو فى قدرته فى احلكم على األشياء‬ ‫ولم يعد مهتما مبشاعره‪ ،‬وأصبح كل همه أن يطبق كما‬ ‫فعل الرسول‪.‬‬

‫صوت المستضعفين‬

‫ولم يعد دور رجال الدين أن ُيزكوا املسلم ليصل إلى‬ ‫ قريب من ‪ -‬الدرجة التى وصل إليها الرسول ومن ثم‬‫أصبح يتصرف بهذا الشكل‪ ،‬وإنا عليهم أن يقنعوا املسلم‬ ‫أن يفعل كما فعل الرسول‪ ،‬رغما عن أن كثيرا مما قام به‬ ‫الرسول كان تصرفا تبعا لبيئته ولظروفه‪ ،‬وهو مما ينبغى‬ ‫أن يؤخذ منه املغزى واحلكمة وليس الشكل الظاهرى‪ .‬وال‬ ‫نريد أن نغمض الصوفية حقهم فى مجال التزكية‪ ،‬إال‬ ‫أن جل جهدهم كان فى اجلانب الشعائرى‪ ،‬وكان عمود‬ ‫تربيتهم‪ /‬تزكيتهم هو العزلة واخللوة وهو ليس مما ُينشئ‬ ‫أخالقا سليمة‪ ،‬وإنا ينشئ انفصاال عن الدنيا ومجافاة‬ ‫لها!‪ .‬وتبعا ً لربط األخالق بالسنة لم تعد لألخالق مكانة‬ ‫مستقلة وال املكانة التى تستحق‪ ،‬فهناك الكثير والكثير‬ ‫من الكتب التى تتحدث عن «التوحيد» والتفصيل فى كل‬

‫صغيرة وكبيرة من متعلقاته وتوابعه وما يترتب عليه‪ ..‬إلخ‪،‬‬ ‫وكذلك الكثير والكثير من الكتب عن السنن‪ ،‬بل وجتد كتبا ً‬ ‫كاملة عن سنة واحدة وبدعة واحدة وجمع ألقوال العلماء‬ ‫فى املسألة‪.‬‬ ‫إننا بحاجة إلى أن نعطى األخالق مكانتها احلقيقة‬ ‫فى الدين‪ ،‬بأن يصبح ركنا الدين الرئيسان هما‪ :‬اإلميان‬ ‫واألخالق ‪ -‬وهو ما جنده فى كثير من اآليات التى تتحدث‬ ‫عن الذين آمنوا وعملوا الصاحلات (وعمل الصاحلات هو‬ ‫نتيجة األخالق الصاحلة)‪.‬‬ ‫ومكتبتنا اإلسالمية بحاجة إلى كتابات كثيرة جديدة‬ ‫جادة تقدم تطبيقات معاصرة لألخالق‪ ،‬وكذلك كتابات‬ ‫أخرى تعرض لتلك األخالقيات التى غفل السابقون عن‬ ‫الكتابة فيها أو مروا عليها مرور أِ‬ ‫السراع‪ ،‬ألنها لم تكن‬ ‫من قضايا أو اهتمامات الفرد فى عصرهم‪ ،‬واألهم أننا‬ ‫بحاجة إلى كتابات تُعدل «القالب األخالقى القيمى»‬ ‫للمسلم‪ ،‬تُعرفه أن فطرته التى فطره اهلل عليها هى‬ ‫األصل‪ ،‬وأن الدين جاء مزكيا ومنميا ً لها وأن عليه أن‬ ‫ينصت لها‪.‬‬


‫‪ 29‬ثقافات‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫فى زحام األحداث‬ ‫السياسية‪ ،‬تهتز‬ ‫العالقة التاريخية‬ ‫ملصر بالقضية‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫ويخفت صوت‬ ‫خيار املقاومة مع‬ ‫تراجع االهتمام‬ ‫بقضية العرب‬ ‫املركزية‪.‬‬ ‫هذه العالقة‬ ‫تتجسد حية فى‬ ‫الفيلم التسجيلى‬ ‫«ساكن» للمخرجة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫األردنية ساندرا‬ ‫ماضى‪ ،‬إنتاج‬ ‫‪ ،2014‬عرض‬ ‫بالقاهرة فى‬ ‫سينما زاوية‪.‬‬

‫عن حياة مناضل فلسطينى‬ ‫يرعاه شاب مصرى‬

‫أو هكذا ُشلت قضية العرب المركزية‬

‫كتبت ‪ -‬انتصار صالح‬ ‫تواصل فيه املخرجة تقدمي جتليات مختلفة للقضية‬ ‫الفلسطينية التى شغلت مشروعها الفنى منذ بداياتها‪ ،‬منها‬ ‫أفالم «قمر ‪ 46( »١4‬دقيقة)‪ ،‬عن بطل املالكمة فرج درويش‪،‬‬ ‫ابن مخيم البقعة لالجئني الفلسطينيني‪« .‬ذاكرة مثقوبة» (‪62‬‬ ‫دقيقة)‪ ،‬عن جتربة مناضلني منسيني‪« .‬نهر البارد‪ ...‬مخيم‬ ‫اعتقال» (‪ 52‬دقيقة)‪ ،‬الذى يرصد مشاكل أهالى مخيم نهر‬ ‫البارد فى لبنان‪ ،‬بعد تدمير املخيم عام ‪ .2007‬و«نهر البارد‬ ‫ قلبى املعلق على احلائط بوتد» (‪ 72‬دقيقة)‪ ،‬فيه عرض‬‫النتفاضة أهالى مخيم نهر البارد حتى حتقيق مطالبهم‪.‬‬ ‫وفى «ساكن» تواصل املخرجة كشف عوالم املناضلني‬ ‫املنسية‪ ،‬مستعرضة العالقة الوجدانية بني مناضل فلسطينى‬ ‫قعيد الفراش وش��اب مصرى يرعاه فى مستشفى جيش‬ ‫التحرير باألردن‪ ،‬التابع ملنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬حيث‬ ‫يقيم املناضل إبراهيم‪ ،‬بعدما تسببت إصابته فى بيروت‪،‬‬ ‫خالل االجتياح اإلسرائيلى لها‪ ،‬بشلل كامل‪ .‬على مدار ساعة‬ ‫ونصف‪ ،‬ال تخرج أحداث الفيلم من املستشفى‪ ،‬مركزة على‬ ‫العالقة اإلنسانية البسيطة والفريدة بني الرفيقني طوال‬ ‫عاما‪ ،‬منذ قابلت إحدى قريبات إبراهيم «وليد»‪ ،‬الشاب‬ ‫‪ً ١5‬‬ ‫املصرى الريفى دقيق اجلسد‪ ،‬الذى ارحتل لألردن بح ًثا عن‬ ‫عمل‪ ،‬وأخبرته بحاجتهم إلى «رفيق» ملريض‪.‬‬ ‫بدا خائ ًفا أال يكون أهال ملهمة رعايته وحمله لضخامة‬ ‫حجمه‪ ،‬وأن يتسبب فى إيذائه دون قصد‪ ،‬إال أن إبراهيم‬ ‫طمأنه‪ ،‬وسرعان ما قامت بينهما عالقة شديدة اخلصوصية‪،‬‬ ‫فظل وليد راعيا إلبراهيم‪ ،‬يعود لقريته شهورا كل عام‪،‬‬ ‫خاللها تزوج وأجنب ثالثة أبناء‪.‬‬ ‫تتابع املخرجة اجلوانب املختلفة لعالقة إبراهيم ووليد‪،‬‬ ‫وقلق إبراهيم من احتمال عودة وليد إلى مصر‪ ،‬سواء بسبب‬ ‫مشاكل اإلقامة أو ألنه لم يعد قادرا على مشقة العمل‪ ،‬وال‬ ‫البعد عن زوجته وأطفاله‪ .‬فيما يحاول وليد البحث عن‬ ‫حلول‪ ،‬ألنه اليستطيع أن يترك إبراهيم ألنه يعتمد عليه وال‬ ‫يرتاح إال معه‪ .‬يقول‪« :‬حاسس أنه مسؤول منى أنا كأحد‬ ‫أطفالى»‪.‬‬ ‫فمنذ سنوات يعيش مرافقا له فى املستشفى الذى رفض‬ ‫إبراهيم مغادرته رغم استقرار حالته ألنه شعر أنه سيموت‬ ‫مبجرد خروجه منه‪ .‬وهذا ماحدث فعال‪ ،‬فحني رحل وليد‬ ‫فى زيارة قصيرة لعائلته فى مصر‪ ،‬وأخرج املستشفى نزالءه‬ ‫ملدة أسبوع فقط لرش املستشفى وتطهيره‪ ،‬ففارق إبراهيم‬ ‫احلياة بعد إبعاده عن املستشفى وسفر وليد‪.‬‬

‫اعتمدت املخرجة على تتبع التفاصيل اليومية البسيطة‬ ‫للحياة فى املستشفى والروتني اليومى لرعاية وليد إلبراهيم‬ ‫فى كل تفاصيل حياته‪ ،‬من إطعامه إلى تقليم األظافر‪ ،‬وأجواء‬ ‫مشاهدتهما املشتركة لنشرات الفضائيات‪ ،‬ومناقشات زوار‬ ‫إبراهيم حول قضية فلسطني‪ ،‬وتطورات األحداث العربية‪.‬‬ ‫حياة إبراهيم حافلة مبفارقات عجيبة ومأساوية‪ ،‬ورغم‬ ‫ذلك نراه متمسكا باحلياة وراغبا فى التصالح مع حالته‪.‬‬ ‫يبدو تاريخه الشخصى منوذجا داال لتاريخ وطنه‪ ،‬فتى ابن‬ ‫الثامنة عشر‪ ،‬ضحية لعبث اإلدارة السياسة‪ .‬ترك عائلته فى‬ ‫الكويت‪ ،‬عام ‪ ،١980‬ليلتحق باملقاومة فى بيروت‪ ،‬شارك فى‬ ‫مواجهة اجتياح بيروت وجنوب لبنان‪ ،‬عام ‪ ،١982‬وأصيب‬ ‫ب�«نيران صديقة» من فصيل حليف للمقاومة‪ ،‬خالل نقاش‬ ‫تدهور إلى شجار باألسلحة‪ ،‬أثناء مهمة تأمني مرور موكب‬ ‫قعيدا‪ ،‬املفارقة أن‬ ‫لياسر عرفات‪ ،‬ليمضى باقى حياته‬ ‫ً‬ ‫املوكب لم مير من الطريق الذى كان يؤمنه‪.‬‬ ‫«ساكن»‪ ،‬ليس فقط اسم الفيلم‪ ،‬وإمنا إيقاعه الرتيب‬ ‫الساكن‪ ،‬وال ميكنك جتاهل داللته الرمزية على ما أصاب‬ ‫العرب من موات جتاه القضية الفلسطينية‪ .‬فإبراهيم القعيد‪،‬‬ ‫لم يفقد إميانه باملقاومة‪ ،‬ويتلقى رعاية روتينية حكومية‪ ،‬كما‬ ‫حال القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫ورغم أن الفيلم يحفل بخفة روح إبراهيم الذى لم يفقد‬ ‫حب احلياة وعناد املقاوم وحتى رومانسية الثائر احلالم رغم‬ ‫معاناة احلياة اليومية والروتني اململ وإحساس العجز القاتل‪،‬‬ ‫ورغم عذوبة العالقة اإلنسانية بني رجلني جمعتهما صداقة‬ ‫فريدة فنجد إبراهيم يتحدث لزوجة وليد تليفونيا بود شديد‬ ‫وخفة ظل‪ ،‬إال أن الفيلم يشع حالة من احلزن تتسلل لروح‬ ‫تدريجيا‪ ،‬حتى تصل ذروتها مع انتهاء الرحلة برحيل‬ ‫مشاهده‬ ‫ً‬ ‫إبراهيم ال��ذى كان يتوقعه منذ دخوله املستشفى ورفضه‬ ‫الغامض للخروج منه والعودة إلى منزل عائلته‪.‬‬ ‫«س��اك��ن» م��ن إن��ت��اج شركة ك��رب��ون أح��م��ر‪ ،‬حاصل على‬ ‫جائزة صندوق متويل األفالم الوثائقية الطويلة فى مؤسسة‬ ‫الشاشة فى بيروت ‪ ،20١3‬ودعم مالى آخر من «أدفا بيرثا»‪.‬‬ ‫ومهرجان اإلسماعيلية لألفالم التسجيلية‪.‬‬ ‫ول���دت امل��خ��رج��ة س��ان��درا م��اض��ى ف��ى األردن ألبوين‬ ‫فلسطينيني‪ ،‬وه���ى م��خ��رج��ة مستقلة ومم��ث��ل��ة ب��دأت‬ ‫مشوارها الفنى فى مجال املسرح حيث قدمت ‪ ١8‬عمال‬ ‫مسرحيا وأعماال عديدة ملسرح الطفل وأعماال تلفزيونية‬ ‫ع��دة‪ ،‬قبل أن تتجه إلى السينما وتعمل مخرجة أفالم‬ ‫تسجيلية مستقلة‪.‬‬

‫صوت المستضعفين‬

‫قدمت املخرجة ساندرا ماضى‬ ‫جتليات مختلفة للقضية‬ ‫الفلسطينية‬


‫‪ 30‬ثقافات‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫عجلة التاريخ تغيرت بنسبة مائة فى املائة عن فترة حكمه ملصر‪ ،‬اآلن لم تعد هناك أسرار ميكن‬ ‫سائدا فى زمن مضى‪ ،‬فإذا أردت أن تتعرف على كل خطاب كتبه الزعيم‬ ‫إخفاؤها‪ ،‬عكس ما كان‬ ‫ً‬ ‫الراحل جمال عبدالناصر ألهله وقت حرب فلسطني‪ ،‬أو حتى أخذك الفضول لتتصفح كراساته‬ ‫الدراسية فى الكلية احلربية قبل الثورة‪ ،‬ناهيك عن أوراقه اخلاصة‪ ،‬ميكنك فعل ذلك‪ ،‬ميكنك‬ ‫كذلك أن تتصفح كل سطر من حياته‪ .‬صدرت عن الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬ثالثة أجزاء من‬ ‫عاما على ثورة ‪ 23‬يوليو‪ ..‬جمال عبدالناصر‪ ..‬األوراق اخلاصة»‪ ،‬إعداد هدى‬ ‫كتاب بعنوان «‪ً 60‬‬ ‫جمال عبدالناصر‪ ،‬والكتاب عبارة عن أوراق لم تكتب للنشر‪ ،‬بل كتبها جمال عبدالناصر لنفسه‪،‬‬ ‫فجاءت معبرة عن أفكاره ومعتقداته وسياساته فى تطوراتها املختلفة‪.‬‬

‫«أوراق عبدالناصر الخاصة»‬

‫أفكاره ومعتقداته بخط يديه‬

‫طالبا‬ ‫يتحدث اجلزء األول وعنوانه «جمال عبدالناصر‬ ‫ً‬ ‫وضابطًا»‪ ،‬عن نشأة عبدالناصر‪ ،‬ثم دخوله الكلية احلربية‪،‬‬ ‫وتخرجه منها‪ ،‬وخدمته فى السودان والعلمني ثم االستقرار‬ ‫قائدا للضباط األحرار‪.‬‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬حتى أصبح ً‬ ‫ويتناول اجل��زء الثانى وعنوانه «ال��ث��ورة ف��ى سنواتها‬ ‫األولى»‪ ،‬تغيير النظام القائم وصدام اجليش مع األحزاب‬ ‫واجل��م��اع��ات السياسية والتغيير ال��دس��ت��ورى وإع���ان‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬ثم مفاوضات اجلاء‪ ،‬مبراحلها‪.‬‬ ‫أما اجلزء الثالث «تأميم قناة السويس والعدوان الثاثى‬ ‫على مصر فى ‪ ،»1956‬فيتناول مقدمات الصراع السياسى‬ ‫والعسكرى‪ ،‬ومعركة السد العالى وتأميم قناة السويس‪ ،‬ثم‬ ‫العدوان الثاثى على مصر‪ ،‬واملعركة السياسية بعد وقف‬ ‫إطاق النار‪.‬‬ ‫ملا أمت جمال عبدالناصر دراسته الثانوية وحصل على‬ ‫البكالوريا ف��ى القسم األدب���ى‪ ،‬ق��رر االلتحاق باجليش‪،‬‬ ‫ولقد أيقن بعد التجربة التى مر بها فى العمل السياسى‬ ‫واتصاالته برجال السياسة واألحزاب التى أثارت اشمئزازه‬ ‫منهم‪ ،‬أن حترير مصر لن يتم باخلطب بل يجب أن تقابل‬ ‫القوة بالقوة واالحتال العسكرى بجيش وطنى‪.‬‬ ‫تقدم إلى الكلية احلربية فنجح فى الكشف الطبى‪ ،‬لكنه‬ ‫سقط فى كشف الهيئة‪ ،‬ألنه حفيد فاح من بنى مر‪ ،‬وابن‬ ‫موظف بسيط‪ ،‬وألنه اشترك فى مظاهرات ‪ ،19٣5‬وألنه ال‬ ‫ميلك واسطة‪.‬‬ ‫وملا رفضت الكلية احلربية قبول جمال‪ ،‬تقدم فى أكتوبر‬ ‫‪ 19٣6‬إلى كلية احلقوق فى جامعة القاهرة ومكث فيها ستة‬ ‫أشهر إلى أن عقدت معاهدة ‪ 19٣6‬واجتهت النية إلى زيادة‬ ‫عدد ضباط اجليش املصرى من الشباب بصرف النظر عن‬ ‫طبقتهم االجتماعية أو ثروتهم‪ ،‬فقبلت الكلية احلربية دفعة‬ ‫فى خريف ‪ ،19٣6‬وأعلنت وزارة احلربية عن حاجتها لدفعة‬ ‫ثانية‪ ،‬فتقدم جمال مرة ثانية للكلية احلربية‪ ،‬ولكنه توصل‬ ‫إلى مقابلة وكيل وزارة احلربية اللواء إبراهيم خيرى الذى‬ ‫أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطًا‪،‬‬ ‫فوافق على دخوله فى الدورة التالية‪ ،‬أى فى مارس ‪.19٣٧‬‬ ‫واضحا فى‬ ‫لقد وضع جمال عبدالناصر أمامه هد ًفا‬ ‫ً‬ ‫الكلية احلربية‪ ،‬وهو «أن يصبح ضابطًا ذا كفاية وأن يكتسب‬ ‫ً‬ ‫وفعا‬ ‫قائدا»‪،‬‬ ‫املعرفة والصفات التى تسمح له بأن يصبح ً‬ ‫أصبح «رئيس فريق»‪ ،‬وأسندت إليه منذ أوائل ‪ 19٣٨‬مهمة‬ ‫تأهيل الطلبة املستجدين الذين كان من بينهم عبداحلكيم‬ ‫عامر‪ ،‬وطوال فترة الكلية لم يوقع على جمال أى جزاء‪ ،‬كما‬ ‫رقى إلى رتبة أومباشى طالب‪.‬‬ ‫شهرا‪ ،‬أى فى‬ ‫تخرج فى الكلية احلربية بعد مرور ‪1٧‬‬ ‫ً‬ ‫يوليو ‪ ،19٣٨‬فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط‬ ‫فى ذلك الوقت لتوفير عدد كاف من الضباط املصريني‬ ‫لسد الفراغ الذى تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة‬ ‫قناة السويس‪.‬‬ ‫وكانت مكتبة الكلية احلربية غنية بالكتب القيمة‪ ،‬فمن‬ ‫الئحة االستعارة تبني أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ‬ ‫مثل «بونابرت‪ ،‬اإلسكندر‪ ،‬جاليباردى‪ ،‬بسمارك‪ ،‬مصطفى‬ ‫كمال أتاتورك‪ ،‬هندنبرج‪ ،‬تشرشل‪ ،‬فوش»‪.‬‬ ‫كما ق��رأ الكتب ال��ت��ى تعالج ش���ؤون ال��ش��رق األوس��ط‬ ‫وال��س��ودان ومشكات ال���دول التى على البحر املتوسط‬ ‫والتاريخ العسكرى‪ ،‬وكذلك قرأ عن احلرب العاملية األولى‬ ‫وعن حملة فلسطني‪ ،‬وعن تاريخ ثورة ‪.1919‬‬ ‫التحق جمال عبدالناصر فور تخرجه بساح املشاة ونقل‬

‫جنيب‬

‫مورجان‬

‫ناصر‪ :‬الرؤساء يا‬ ‫حسن يسوؤهم‬ ‫ذلك الذى ال‬ ‫يتملق إليهم‬

‫إلى منقباد فى الصعيد‪ ،‬وقد أتاحت له إقامته هناك أن‬ ‫ينظر مبنظار جديد إلى أوض��اع الفاحني وبؤسهم‪ ،‬وقد‬ ‫التقى فى منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات‪.‬‬ ‫وف��ى ع��ام ‪ 19٣9‬طلب ج��م��ال عبدالناصر نقله إلى‬ ‫السودان‪ ،‬فخدم فى اخلرطوم وفى جبل األولياء‪ ،‬وهناك‬ ‫قابل زكريا محيى الدين وعبداحلكيم عامر‪ ،‬وف��ى مايو‬ ‫‪ 19٤٠‬رقى إلى رتبة املازم أول‪.‬‬ ‫جيشا غير مقاتل‪،‬‬ ‫كان اجليش املصرى حتى ذلك الوقت‬ ‫ً‬ ‫وكان من مصلحة البريطانيني أن يبقوه على هذا الوضع‪،‬‬ ‫ولكن بدأت تدخل اجليش طبقة جديدة من الضباط الذين‬ ‫كانوا ينظرون إلى مستقبلهم فى اجليش كجزء من جهاد‬ ‫أكبر لتحرير شعبهم‪.‬‬ ‫وذهب جمال إلى منقباد متلؤه املثل العليا‪ ،‬ولكنه ورفقاؤه‬ ‫أصيبوا بخيبة األم��ل فقد ك��ان معظم الضباط «عدميى‬ ‫الكفاءة وف��اس��دي��ن»‪ ،‬وم��ن هنا اجت��ه تفكيره إل��ى إصاح‬ ‫اجليش وتطهيره من الفساد‪ ،‬وق��د كتب لصديقه حسن‬ ‫النشار فى ‪ 19٤1‬من جبل األولياء بالسودان‪« :‬على العموم‬ ‫يا حسن أنا مش عارف أالقيها منني والا منني‪ ..‬هنا فى‬ ‫عملى كل عيبى إنى دغرى ال أعرف امللق وال الكلمات احللوة‬ ‫وال التمسح باألذيال‪ ،‬شخص هذه صفاته يحترم من اجلميع‬ ‫ولكن‪ ..‬الرؤساء‪ ،‬الرؤساء يا حسن يسوؤهم ذلك الذى ال‬ ‫يسبح بحمدهم‪ ..‬يسوؤهم ذلك الذى ال يتملق إليهم‪ ..‬فهذه‬ ‫كبرياء وهم شبوا على الذلة فى كنف االستعمار‪ ..‬يقولون‪..‬‬ ‫كما كنا يجب أن يكونوا‪ .‬كما رأينا يجب أن يروا‪ ..‬والويل‬ ‫كل الويل لذلك‪ ..‬الذى تأبى نفسه السير على منوالهم‪..‬‬ ‫ويحزننى يا حسن أن أقول إن هذا اجليل اجلديد قد أفسده‬ ‫اجليل القدمي متملقا‪ ..‬ويحزننى يا حسن أن أقول إننا نسير‬ ‫إلى الهاوية ‪ -‬الرياء ‪ -‬النفاق امللق تفشى فى األصاغر‬ ‫نتيجة ملعاملة الكبار‪ .‬أما أنا فقد صمدت وال زلت‪ ،‬ولذلك‬ ‫جتدنى فى عداء مستحكم مستمر مع هؤالء الكبار‪.»..‬‬ ‫وفى نهاية عام ‪ 19٤1‬بينما كان «روميل» يتقدم نحو‬ ‫احلدود املصرية الغربية عاد جمال عبدالناصر إلى مصر‬ ‫ونقل إل��ى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال‬ ‫بالقرب من العلمني‪.‬‬ ‫ويذكر جمال عبدالناصر‪« :‬فى هذه املرحلة رسخت فكرة‬

‫صوت المستضعفين‬

‫الثورة فى ذهنى رسوخا تاما‪ ،‬أما السبيل إلى حتقيقها‬ ‫فكانت ال ت��زال بحاجة إلى دراس��ة‪ ،‬وكنت يومئذ ال أزال‬ ‫أحتسس طريقى إلى ذل��ك‪ ،‬وك��ان معظم جهدى فى ذلك‬ ‫الوقت يتجه إلى جتميع عدد كبير من الضباط الشبان‬ ‫الذين أشعر أنهم يؤمنون فى قراراتهم بصالح الوطن‪ ،‬فبهذا‬ ‫وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة‬ ‫هذه القضية املشتركة»‪.‬‬ ‫وأثناء وجوده فى العلمني جرت أحداث ‪ ٤‬فبراير ‪19٤٢‬‬ ‫حينما توجه السفير البريطانى السير مايلز المسبون‪،‬‬ ‫ليقابل امللك ف��اروق بسراى عابدين فى القاهرة بعد أن‬ ‫�ذارا‬ ‫حاصر القصر بالدبابات البريطانية‪ ،‬وسلم امللك إن� ً‬ ‫يخيره فيه بني إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس‪،‬‬ ‫مع إعطائه احل��ق فى تشكيل مجلس وزراء متعاون مع‬ ‫بريطانيا وبني اخللع‪ ،‬وقد سلم امللك با قيد وال شرط‪.‬‬ ‫ويذكر جمال عبدالناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد‬ ‫شىء كما كان أبدا‪ ،‬فكتب إلى صديقه حسن النشار فى‬ ‫‪ 16‬فبراير ‪ 19٤٢‬يقول‪« :‬وصلنى جوابك‪ ،‬واحلقيقة أن‬ ‫ما به جعلنى أغلى غليانا مرا‪ ،‬وكنت على وشك االنفجار‬ ‫من الغيظ‪ ،‬ولكن ما العمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها‬ ‫مستسلمني خاضعني خ��ائ��ف��ني‪ .‬واحلقيقة أن��ى أعتقد‬ ‫أن اإلجنليز كانوا يلعبون بورقة واح��ده فى يدهم بغرض‬ ‫التهديد فقط‪ ،‬ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض املصريني‬ ‫ينوون التضحية بدمائهم ويقابلون القوة بالقوة النسحبوا‬ ‫كأى ام��رأة من العاهرات‪ .‬أما نحن‪ ..‬أما اجليش‪ ..‬فقد‬ ‫كان لهذا احل��ادث تأثير جديد على الوضع واإلحساس‬ ‫فيه‪ ،‬فبعد أن كنت ترى الضباط ال يتكلمون إال عن النساء‬ ‫واللهو‪ ،‬أصبحوا يتكلمون عن التضحية واالستعداد لبذل‬ ‫النفوس فى سبيل الكرامة‪ .‬وأصبحت تراهم وكلهم ندم‬ ‫ألنهم لم يتدخلوا ‪ -‬مع ضعفهم الظاهر ‪ -‬وي��ردوا للباد‬ ‫كرامتها ويغسلوها بالدماء‪ ..‬ولكن إن غدا لقريب‪ ..‬حاول‬ ‫البعض بعد احلادث أن يعملوا شىء بغرض االنتقام‪ ،‬لكن‬ ‫كان الوقت قد فات أما القلوب فكلها نار وأسى‪ .‬عموما فإن‬ ‫هذه احلركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعض األجساد‬ ‫وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها‪،‬‬ ‫وكان هذا درسا ولكنه كان درسا قاسيا»‪.‬‬


‫‪31‬‬ ‫ترقى جمال عبدالناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب)‪،‬‬ ‫فى ‪ ٩‬سبتمبر ‪ ،١٩٤٢‬وفى ‪ ٧‬فبراير ‪ ١٩٤٣‬عني مدرسا‬ ‫بالكلية احلربية‪ .‬ومن قائمة مطالعاته فى هذه الفترة يتضح‬ ‫أنه قرأ لكبار املؤلفني العسكريني من أمثال «ليدل هارت»‬ ‫و«كالوزفيتز»‪ ،‬كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيني‬ ‫مثل «كرومويل» و«تشرشل»‪ .‬وفى هذه الفترة كان جمال‬ ‫عبدالناصر يعد العدة لاللتحاق مبدرسة أركان حرب‪.‬‬ ‫وفى ‪ ٢٩‬يونيه ‪ ١٩٤٤‬تزوج جمال عبدالناصر من حتية‬ ‫محمد كاظم‪ ،‬إبنة تاجر من رعايا إيران‪ ،‬كان قد تعرف على‬ ‫عائلتها عن طريق عمه خليل حسني‪ ،‬وقد أجنب ابنتيه هدى‬ ‫ومنى‪ ،‬وثالثة أبناء هم خالد وعبداحلميد وعبداحلكيم‪.‬‬ ‫لعبت حتية دورا مهما ً ف��ى حياته‪ ،‬خ��اص��ة ف��ى مرحلة‬ ‫اإلعداد للثورة واستكمال خاليا تنظيم الضباط األحرار‪،‬‬ ‫فقد حتملت أعباء أسرته الصغيرة‪ ،‬عندما كان فى حرب‬ ‫فلسطني‪ ،‬كما ساعدته فى إخفاء السالح حني كان يدرب‬ ‫الفدائيني املصريني للعمل ضد القاعدة البريطانية فى قناة‬ ‫السويس فى ‪ ..١٩٥٢ ،١٩٥١‬لتبدأ من هنا قصة تنظيم‬ ‫الضباط األحرار‪.‬‬ ‫شهد عام ‪ ١٩٤٥‬انتهاء احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وبداية‬ ‫حركة الضباط األح���رار‪ ،‬ويقول جمال عبدالناصر فى‬ ‫حديثه إلى «دافيد مورجان»‪ :‬وقد ركزت حتى ‪ ١٩٤٨‬على‬ ‫تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى األمور‬ ‫فى مصر مبلغ استيائى‪ ،‬والذين توفرت لديهم الشجاعة‬ ‫الكافية والتصميم الكافى لإلقدام على التغيير ال��الزم‪.‬‬ ‫وكنا يومئذ جماعة صغيرة من األصدقاء املخلصني نحاول‬ ‫أن نخرج مثلنا العليا العامة فى هدف مشترك وفى خطة‬ ‫مشتركة‪.‬‬ ‫وعقب صدور قرار تقسيم فلسطني فى سبتمبر ‪،١٩٤٧‬‬ ‫اجتماعا واع��ت��ب��روا أن اللحظة‬ ‫عقد الضباط األح���رار‬ ‫ً‬ ‫جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا االنتهاك للكرامة‬ ‫اإلنسانية والعدالة الدولية‪ ،‬واستقر رأيهم على مساعدة‬ ‫املقاومة فى فلسطني‪.‬‬ ‫وف��ى اليوم التالى ذه��ب جمال عبدالناصر إل��ى مفتى‬ ‫فلسطني‪ ،‬الذى كان الجئا يقيم فى مصر اجلديدة فعرض‬ ‫عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربني لفرقة‬ ‫املتطوعني وكمقاتلني معها‪ .‬وق��د أج��اب��ه املفتى بأنه ال‬ ‫يستطيع أن يقبل العرض دون موافقة احلكومة املصرية‪.‬‬ ‫وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلب إج��ازة حتى‬ ‫يتمكن من االنضمام إلى املتطوعني‪ ،‬لكن قبل أن يبت فى‬ ‫طلبه أمرت احلكومة املصرية اجليش رسميا باالشتراك فى‬ ‫احلرب‪ .‬فسافر جمال إلى فلسطني فى ‪ ١٦‬مايو ‪ ،،١٩٤٨‬بعد‬ ‫أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) فى أوائل عام ‪.١٩٤٨‬‬ ‫لقد كان لتجربة حرب فلسطني آثارا بعيدة على جمال‬ ‫عبدالناصر‪ ،‬على حد قوله‪« :‬فلم يكن هناك تنسيق بني‬ ‫اجليوش العربية‪ ،‬وكان عمل القيادة على أعلى مستوى‬ ‫فى حكم املعدوم‪ ،‬وتبني أن أسلحتنا فى كثير من احلاالت‬ ‫أسلحة فاسدة‪ ،‬وفى أوج القتال صدرت األوامر لسالح‬ ‫املهندسني ببناء شاليه لالستجمام فى غزه للملك فاروق‪،‬‬ ‫بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئا واحدا‪ ،‬هو احتالل‬ ‫أوس��ع رقعة ممكنة من األرض بغض النظر عن قيمتها‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا‬ ‫العام فى القدرة على إحلاق الهزمية بالعدو خالل املعركة‬ ‫أم ال‪ .‬وقد كنت شديد االستياء من ضباط الفوتيالت أو‬ ‫محاربى املكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين‬ ‫القتال أو عن آالم املقاتلني‪ .‬وجاءت القطرة األخيرة التى‬ ‫�ى بأن أقود‬ ‫طفح بعدها الكيل حني ص��درت األوام��ر إل� ّ‬ ‫قوة من كتيبة املشاة السادسة إلى عراق سويدان التى‬ ‫كان اإلسرائيليون يهاجمونها‪ ،‬وقبل أن أبدأ فى التحرك‬ ‫نشرت حتركاتنا كاملة فى صحف القاهرة‪ .‬ثم كان حصار‬ ‫الفالوجا الذى عشت معاركه‪ ،‬حيث ظلت القوات املصرية‬ ‫تقاوم رغم أن القوات اإلسرائيلية كانت تفوقها كثيرا من‬ ‫ناحية العدد حتى انتهت احلرب بالهدنة التى فرضتها‬ ‫األمم املتحدة‪.‬‬ ‫وقد جرح جمال عبدالناصر مرتني أثناء حرب فلسطني‬ ‫ونقل إلى املستشفى‪ .‬ونظرا للدور املتميز الذى قام به خالل‬ ‫‪.١٩٤٩‬‬ ‫املعركة فإنه منح نيشان «النجمة العسكرية» فى عام ‪١٩٤٩‬‬ ‫وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبدالناصر‬ ‫واثقا أن املعركة احلقيقية هى فى مصر‪ ،‬فبينما كان‬ ‫ورفاقه يحاربون فى فلسطني كان السياسيون املصريون‬ ‫يكدسون األم���وال م��ن أرب���اح األسلحة ال��ف��اس��دة التى‬ ‫اشتروها رخيصة وباعوها للجيش‪.‬‬ ‫وأص��ب��ح مقتنعا أن��ه م��ن ال��ض��رورى تركيز اجلهود‬ ‫لضرب أسرة محمد على‪ ،‬فكان امللك فاروق هو هدف‬ ‫تنظيم الضباط األحرار منذ نهاية ‪ ١٩٤٨‬وحتى ‪.١٩٥٢‬‬ ‫وك��ان فى نية جمال عبدالناصر القيام بالثورة فى‬ ‫‪ ،١٩٥٥‬لكن احلوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة‬ ‫قبل ذلك بكثير‪.‬‬ ‫وبعد عودته من فلسطني عني جمال عبدالناصر‬ ‫مدرسا فى كلية أرك��ان ح��رب التى ك��ان قد جنح فى‬ ‫امتحانها بتفوق فى ‪ ١٢‬مايو ‪ .١٩٤٨‬وبدأ من جديد نشاط‬ ‫الضباط األح���رار وتألفت جلنة تنفيذية بقيادة جمال‬ ‫عبدالناصر‪ ،‬وتضم كمال الدين حسني وعبداحلكيم عامر‬ ‫�الح سالم وعبداللطيف البغدادى‬ ‫وص���الح‬ ‫وحسني إبراهيم وص‬ ‫وخالد محيى الدين وأنور السادات وحسني الشافعى وزكريا‬ ‫محيى الدين وجمال سالم‪ ،‬وه��ى اللجنة التى أصبحت‬ ‫مجلس الثورة فيما بعد عام ‪.١٩٥١ ،١٩٥٠‬‬ ‫وف��ى ‪ ٨‬مايو ‪ ١٩٥١‬رق��ى جمال عبدالناصر إل��ى رتبة‬ ‫البكباشى (مقدم)‪ ،‬وفى نفس العام اشترك مع رفاقه من‬ ‫الضباط األح��رار سرا فى حرب الفدائيني ضد القوات‬ ‫البريطانية فى منطقة القناة التى استمرت حتى بداية‬ ‫‪ ،١٩٥٢‬وذلك بتدريب املتطوعني وتوريد السالح الذى كان‬ ‫يتم فى إطار الدعوى للكفاح املسلح من جانب الشباب من‬

‫ثقافات‬

‫‪ 29‬أبيب ‪ 20 - 6256‬شوال ‪ - 1436‬العدد ‪78‬‬

‫وائل فتحى‬

‫سيماهم فى قصائدهم‬ ‫من الشاعر؟‬

‫من قائمة مطالعاته‬ ‫ليدل هارت وكالوزفيتز‬ ‫وكرومويل وتشرشل‬

‫كافة االجتاهات السياسية وال��ذى كان يتم خ��ارج اإلطار‬ ‫احلكومى‪.‬‬ ‫وإزاء ت��ط��ورات احل���وادث العنيفة املتوالية ف��ى بداية‬ ‫عام ‪ ١٩٥٢‬اجته تفكير الضباط األح��رار إلى االغتياالت‬ ‫السياسية ألقطاب النظام القدمي على أنه احلل الوحيد‪.‬‬ ‫وفعال بدأوا باللواء حسني سرى عامر ‪ -‬أحد قواد اجليش‬ ‫الذين تورطوا فى خدمة مصالح القصر ‪ -‬إال أنه جنا من‬ ‫امل��وت‪ ،‬وكانت محاولة االغتيال تلك هى األول��ى واألخيرة‬ ‫التى اشترك فيها جمال عبدالناصر‪ ،‬فقد وافقه اجلميع‬ ‫على العدول عن هذا االجت��اه‪ ،‬وصرف اجلهود إلى تغيير‬ ‫ثورى إيجابى‪.‬‬ ‫ومع بداية مرحلة التعبئة الثورية‪ ،‬ص��درت منشورات‬ ‫الضباط األحرار التى كانت تطبع وتوزع سرا‪ .‬والتى دعت‬ ‫إلى إعادة تنظيم اجليش وتسليحه وتدريبه بجدية بدال من‬ ‫اقتصاره على احلفالت واالستعراضات‪ ،‬كما دعت احلكام‬ ‫إلى الكف عن تبذير ث��روات البالد ورف��ع مستوى معيشة‬ ‫الطبقات الفقيرة‪ ،‬وانتقدت االجتار فى الرتب والنياشني‪.‬‬ ‫وفى تلك الفترة اتسعت فضيحة األسلحة الفاسدة إلى‬ ‫جانب فضائح اقتصادية تورطت فيها حكومة الوفد‪.‬‬ ‫ثم حدث حريق القاهرة فى ‪ ٢٦‬يناير ‪ ،١٩٥٢‬بعد اندالع‬ ‫املظاهرات فى القاهرة احتجاجا على مذبحة رجال البوليس‬ ‫باإلسماعيلية التى ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية‬ ‫فى اليوم السابق‪ ،‬والتى قتل فيها ‪ ٤٦‬شرطيا وجرح ‪ .٧٢‬لقد‬ ‫أشعلت احلرائق فى القاهرة ولم تتخذ السلطات أى إجراء‬ ‫ولم تصدر األوام��ر للجيش بالنزول إلى العاصمة إال فى‬ ‫العصر بعد أن دمرت النار أربعمائة مبنى‪ ،‬وتركت ‪ ١٢‬ألف‬ ‫شخص بال مأوى‪ ،‬وقد بلغت اخلسائر ‪ ٢٢‬مليون جنيها‪.‬‬ ‫وفى ذلك الوقت كان يجرى صراعا سافرا بني الضباط‬ ‫األحرار وبني امللك فاروق فيما عرف بأزمة انتخابات نادى‬ ‫ضباط اجليش‪ .‬حيث رشح امللك اللواء حسني سرى عامر‬ ‫املكروه من ضباط اجليش ليرأس اللجنة التنفيذية للنادى‪،‬‬ ‫وقرر الضباط األحرار أن يقدموا قائمة مرشحيهم وعلى‬ ‫رأسهم اللواء محمد جنيب للرئاسة‪ ،‬وق��د مت انتخابه‬ ‫بأغلبية كبرى وبرغم إلغاء االنتخاب بتعليمات من امللك‬ ‫شخصيا‪ ،‬إال أنه كان قد ثبت للضباط األحرار أن اجليش‬ ‫معهم يؤيدهم ضد امللك‪ ،‬فقرر جمال عبدالناصر ‪ -‬رئيس‬ ‫الهيئة التأسيسية للضباط األحرار ‪ -‬تقدمي موعد الثورة‬ ‫التى كان محددا لها قبل ذلك عام ‪ ،١٩٥٥‬وحترك اجليش‬ ‫ليلة ‪ ٢٣‬يوليو ‪ ١٩٥٢‬ومت احتالل مبنى قيادة اجليش بكوبرى‬ ‫القبة وإلقاء القبض على قادة اجليش الذين كانوا مجتمعني‬ ‫لبحث مواجهة حركة الضباط األحرار بعد أن تسرب خبر‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫وبعد جناح حركة اجليش قدم محمد جنيب على أنه قائد‬ ‫الثورة ‪ -‬وكان الضباط األحرار قد فاحتوه قبلها بشهرين‬ ‫فى احتمال انضمامه إليهم إذا ما جنحت املحاولة ‪ -‬إال أن‬ ‫السلطة الفعلية كانت فى يد مجلس قيادة الثورة الذى كان‬ ‫يرأسه جمال عبدالناصر حتى ‪ ٢٥‬أغسطس ‪ ١٩٥٢‬عندما‬ ‫صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد جنيب إلى‬ ‫عضوية املجلس وأسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها‬ ‫جمال عبدالناصر‪.‬‬

‫قراءة‬

‫احمد نبيل خضر‬

‫من غير مقدمات‪ ،‬أعتقد إن قصيدة الشاعر‬ ‫هى اللى بتوضح تصوراته عن الشعر والكتابة‪،‬‬ ‫وبتوضح هل عنده مفهوم خاص للشعر ‪ -‬كما هو‬ ‫مفترض فى كل شاعر ‪ -‬وال مجرد شخص عنده‬ ‫رغبة فى إنه يكتب «كلمتني حلوين» زى القصايد‬ ‫اللى قراها وعجبته‪.‬‬ ‫القصيدة بتوضح شكل األسئلة اللى بتشغله‪،‬‬ ‫وبتجاوب على أسئلة مهمة زى‪ :‬هل تصورات‬ ‫ه��ذا ال��ش��اع��ر للعالم ضيقة وال واس��ع��ة‪ ،‬وهل‬ ‫قرايته للعالم وللناس والواقع والتاريخ واألساطير‬ ‫ولنفسه‪ ،‬سطحية وال متفرسة وكاشفة‪.‬‬ ‫موضوع «قرايته للعالم» مش كالم كبير وغير‬ ‫واقعى‪ ،‬بالعكس هنالقى عند عبدالرحمن األبنوى‪،‬‬ ‫«حراجى القط» كان عنده قراية وأسئلة خاصة‬ ‫للعالم‪ ،‬و«أحمد سماعني» كذلك‪ ،‬صالح جاهني ملا‬ ‫قال «القمح مش زى الدهب القمح زى الفالحني»‬ ‫كان عنده موقف من موروث ثقافى ضخم‪ ،‬كون إن‬ ‫ده طلع حلضرتك بشكل بسيط‪ ،‬ده ال يعنى إطال ًقا‬ ‫إن��ه كتب ببساطة‪« ،‬البساطة» مرهقة للشاعر‪،‬‬ ‫وتختلف كتير عن «السطحية»‪.‬‬ ‫هكذا‪ ..‬القصيدة بتوضحلنا الشاعر شارب‬ ‫ثقافته‪ ،‬وقادر يتفاعل مع املعرفة اللى بيكتسبها‬ ‫وال أل‪ ،‬طبعا ده مالوش عالقة باستعراض املعرفة‬ ‫فى القصيدة‪ ،‬ده ش��ىء بيكون تلقائى «ك��ل إناء‬ ‫ينضح مبا فيه»‪ ،‬لذلك القصيدة برضه بتوضح هل‬ ‫الشاعر عنده قدرة على التخييِ ل وال اخليال نفسه‬ ‫مضطرب ‪ -‬التخييل غير التخيل‪ ،‬اإلنسان فى‬ ‫العموم كائن يقدر يتخيل‪ ،‬التخييِ ل هو إنك حتفز‬ ‫خيال غيرك وتخليه منتج ‪ -‬وال هو مجرد بيعيد‬ ‫ضخ مفردات املعرفة من غير ما يكون ناقشها مع‬ ‫نفسه وتفاعل معاها وهضمها كويس‪.‬‬ ‫ومبناسبة الهضم‪ ،‬القصيدة ب���رده بتفضح‬ ‫الشاعر إذا كان هاضم ملوروثه وال متطفل على‬ ‫املوروث ده‪ ،‬القصيدة برده اللى بتقول هل الشاعر‬ ‫ده مهموم إنه يعرف هو فى فني وفأى منطقة من‬ ‫طريق طويل مشيه الشعر والشعرا حلد دلوقتى‪،‬‬ ‫وبيحاول يكون له بصمة‪ ،‬وال مش مهتم ومش‬ ‫عارف إيه الطريق ده أصال‪ ،‬وبيستنسخ قصيدة‬ ‫واحدة لشاعر كبير وبيبتذلها وينوع على االبتذال‬ ‫ده‪.‬‬ ‫وبالنسبة للناس اللى شايفة إن الشعر أبسط‬ ‫من كده‪ ،‬أحب أقولهم الكالم ده أبسط كتير من‬ ‫الشعر‪ ،‬بالنسبة للى بيعتبر الشعر معيار للحكم‬ ‫على ثقافة شعوب واجلماعات اإلنسانية‪ ،‬ووعاء‬ ‫للقيمة وناقد لكل القيم‪ ،‬ألنه بيتعرض للمنطقة‬ ‫اللى بيتصب فيها القيمة وهى اللغة فى مستوياتها‬ ‫الشفاهية والكتابية‪ ،‬وده مش حكر على الشعر‬ ‫دون الفنون األدبية األخرى‪ ،‬وده موضوع لوحده‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لناس تانية هاحكى موقف لنموذج‬ ‫منهم‪ ،‬صديقة ليا شافت كالم على الفيس بوك‬ ‫لكاتب هى شايفاه مهم وبتحترمه‪ ،‬بيمتدح فى‬ ‫جدا‪ ،‬راحت سألته‪:‬‬ ‫شاعر هى شايفاه إنه ضعيف ً‬ ‫أنت شايف الكلمتني اللى هو بيكتبهم دول شعر؟‬ ‫طبعا وهايبقى شاعر هايل وبراهن عليه‪،‬‬ ‫قالها ً‬ ‫ردت وقالتله إيه اللى يخلى اللى بيكتبه ده يبقى‬ ‫اسمه شعر‪ ،‬قالها بثقة «الشعر مالوش كتالوج»‪.‬‬ ‫أح��ب أقولهم‪ :‬بالفعل الشعر مالوش تعريف‬ ‫م��ح��دد‪ ،‬لكن الشعر ككجنس أدب���ى ل��ه سمات‬ ‫طبيعية اتشكلت ولسه بتتشكل بتجارب الشعوب‬ ‫فى النوع ده من األدب والفن‪ ،‬وطبيعى إنه يبقى‬ ‫فيه ت��ن��وع س��م��ات داخ���ل ال��ن��وع ال��واح��د‪ ،‬زى ما‬ ‫حضرتك كده لك سمات وش��روط وج��ود بتقول‬ ‫إنك تنمتى لنوع اإلنسان ومذكر أو مؤنث وغيرها‬ ‫كمان أمور غير مادية زى سلوكك‪ ،‬لو السمات دى‬ ‫اتغيرت بره النوع‪ ،‬يبقى أكيد هاتكون كائن تانى‪،‬‬ ‫لكن طبقا لنظرية الكتالوج دى‪ ،‬فممكن نعتبر‬ ‫الفيلم قصيدة شعر مش مجا ًزا أل حقيقى‪ ،‬أو‬ ‫نعتبر القصة القصيرة أو الرواية أو غيرها من‬ ‫األشكال اإلبداعية شعر‪ ،‬وطبعا فى قضية أدبية‬ ‫كبيرة عن حتديد النوع أو اجلنس األدبى وقضية‬ ‫تداخل األن��واع‪ ،‬بس كل ده ألنه فيه إقرار بشىء‬ ‫اسمه النوع‪.‬‬


‫تعكس حالة التخبط واجلدل‬ ‫التى صاحبت اختيار البيت‬ ‫الفنى للمسرح لعروضه املشاركة‬ ‫فى الدورة الثامنة للمهرجان‬ ‫القومى للمسرح‪ ،‬التى تنطلق‬ ‫‪ 20‬أغسطس اجلارى‪ ،‬عشوائية‬ ‫قرارات رئيس البيت الفنى‬ ‫للمسرح‪ ،‬الفنان فتوح أحمد‪،‬‬ ‫ومنها إدارة أزمة املسرح القومى‬ ‫الذى مت افتتاحه‪ ،‬رغم شبهات‬ ‫الفساد وانتقادات كثير من‬ ‫املسرحيني‪ ،‬ليعاد إغالقه مرة‬ ‫أخرى الستكمال إنشاءاته‪.‬‬ ‫من تداعيات العشوائية‪ ،‬إعالن‬ ‫الناقد جرجس شكرى انسحابه‬ ‫من اللجنة العليا وفعاليات‬ ‫ضا على جتاهل‬ ‫املهرجان‪ ،‬اعترا ً‬ ‫رئيس البيت الختيارات النقاد‬ ‫متهما‬ ‫للعروض املمثلة للبيت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فتوح بالتالعب باللجنة‪،‬‬ ‫وتضامن معه باقى األعضاء‪،‬‬ ‫حسن عطية‪ ،‬خالد رسالن‪،‬‬ ‫محمد مسعد‪ ،‬معلنني‬ ‫االنسحاب مثله من فعاليات‬ ‫املهرجان كافة‪.‬‬

‫فتوح أحمد‬

‫ناصر عبد املنعم‬

‫‪p.16‬‬

‫جوائز بأسماء شهداء بنى سويف فى دورة خالد صالح‬

‫انسحابات تستبق الدورة الثامنة‬ ‫للمهرجان القومى للمسرح‬

‫ك���ان رئ��ي��س ال��ب��ي��ت ق��د ط��ل��ب م��ن ال��ن��اق��د أحمد‬ ‫خميس‪ ،‬استطالع آراء النقاد ف��ى اختيار ع��روض‬ ‫البيت فى املهرجان‪ ،‬كما حدث العام املاضى‪ .‬شكَّل‬ ‫خميس جلنة ق��ام��ت بالتصويت إل��ك��ت��رون� ًّي��ا‪ ،‬انتهت‬ ‫إلى اختيار مسرحيات‪« :‬روح» إخ��راج باسم قناوى‪،‬‬ ‫«وبحلم يا مصر» إخراج عصام السيد‪”،‬سهرة ملوكى»‬ ‫إخراج خالد حسونة‪« ،‬رجالة وستات» إخراج إسالم‬ ‫إمام‪ ،‬و«حلم ليلة صيف» إخراج مازن الغرباوى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائال إنها ليست‬ ‫«فتوح» جتاهل اختيارات اللجنة‪،‬‬ ‫جلنة اختيار‪ ،‬واستبعد «وبحلم يا مصر»‪ ،‬ألن مخرجه‬ ‫عضو باللجنة العليا للمهرجان‪ ،‬رغم إعالن عصام‬ ‫السيد انسحابه من التنافس على جائزة اإلخ��راج‪.‬‬ ‫متحمسا لهذا‬ ‫ومعروف أن رئيس البيت الفنى لم يكن‬ ‫ً‬ ‫العرض ال��ذى افتتح به املسرح القومى‪ ،‬بطلب من‬ ‫وزير الثقافة السابق‪ ،‬جابر عصفور‪.‬‬ ‫�ض��ا «س��ه��رة م��ل��وك��ى» إن��ت��اج مسرح‬ ‫واس��ت��ب��ع��د أي� ً‬ ‫الشباب‪ ،‬بدعوى أنه شارك بنفس األحل��ان واملخرج‬ ‫ب���اس���م ج��ام��ع��ة امل���ن���ص���ورة ف���ى ال������دورة ال��س��ادس��ة‬ ‫مطالبا‬ ‫للمهرجان‪ ،‬وهو ما نفاه املخرج خالد حسونة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مذكرا بأن العروض التى شاركت بدورات‬ ‫بالتحقيق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املهرجان موثقة‪.‬‬ ‫اخ��ت��ار «ف��ت��وح» ب��دي� ً�ال للمستبعدين‪ ،‬ع��رض «هنا‬ ‫انتيجون» للمخرج تامر ك��رم‪ ،‬و«ث��رى دى» للمخرج‬ ‫محمد ع��الم‪ ،‬وكالهما م��ن إن��ت��اج م��س��رح الطليعة‪،‬‬ ‫ال��ذى ميثله ث��الث��ة ع��روض م��ن اخلمسة ال��ت��ى متثل‬ ‫��دارا لعدالة متثيل‬ ‫البيت الفنى‪ ،‬ما رآه البعض إه� ً‬ ‫فرق البيت‪ ،‬مع اإلقرار بنشاط مكثف ومتميز لفرقة‬ ‫مسرح الطليعة برئاسة الفنان محمد الدسوقى‪،‬‬ ‫وكانت مع نظيرتها «الشباب» أنشط فرق البيت خالل‬ ‫هذا العام‪.‬‬ ‫فتوح برر موقفه بأن النقاد ال يعدون جلنة اختيار‪،‬‬ ‫وإمنا رأيهم استرشادى تتلخص فكرته فى مشاركتهم‬ ‫فيما يشبه استبيان عن العروض آلرائهم وآراء مديرى‬ ‫فرق البيت الفنى‪ ،‬ويتم وف ًقا له اختيار العروض التى‬ ‫حتصد أعلى الدرجات خالل التصويت لتمثيل البيت‬ ‫فى املهرجان‪.‬‬ ‫ه��ذا املوقف تكرر بحذافيره العام املاضى حيث‬ ‫اخ��ت��ارت جلنة نقاد شكَّلها أحمد خميس العروض‬ ‫ممثلة البيت‪ ،‬فاستبعد فتوح «مارا ‪-‬صاد» للمخرج‬ ‫سعيد سليمان‪.‬‬ ‫الئحة املهرجان تنص على أن جهة اإلنتاج لها حق‬ ‫اختيار آلية ال��ع��روض التى متثلها‪ ،‬ول��م يكن رئيس‬ ‫البيت بحاجة لكل ه��ذا اجل��دل والتخبط‪ ،‬إذ كان‬ ‫ميكنه اختيار ما ي��راه دون احلاجة للجنة‪ ،‬ويدخل‬ ‫املهرجان فى حالة تخبط‪ ،‬جتلت من قبل فى إدارة‬ ‫ف��ت��وح ألزم��ة امل��س��رح ال��ق��وم��ى‪ ،‬حيث أع��ل��ن أك��ث��ر من‬ ‫مرة عن افتتاح عرض ألف ليلة وليلة‪ ،‬بطولة يحيى‬ ‫الفخرانى‪ ،‬خالل رمضان‪ ،‬ثم فى العيد‪ ،‬فيما اليزال‬ ‫املسرح غير جاهز الستالمه هندس ًّيا‪.‬‬ ‫يتمثل أح��د ج��وان��ب أزم��ة اختيار ع��روض البيت‬ ‫الفنى للمسرح فى تقليص عدد العروض التى متثله‬ ‫فى املهرجان إلى خمسة عروض‪ ،‬ضمن خفض طال‬ ‫عدد املسرحيات املشاركة باملهرجان‪ ،‬مما أثار شكوى‬ ‫فنانى الثقافة اجلماهيرية‪ ،‬بسبب ضخامة إنتاج‬ ‫الهيئة مقارنة بإنتاج البيت‪ ،‬لكنهما يتساويان فى‬ ‫حجم املشاركة املسموح بها‪.‬‬ ‫كانت اللجنة العليا للمهرجان قد غيرت الئحته‪،‬‬ ‫وقلصت ع��دد ال��ع��روض م��ن ‪ 45‬إل��ى ‪ ،32‬بناء على‬

‫خالد صالح‬

‫رئيس املهرجان‪ :‬دورة‬ ‫هذا العام مهداة إلى‬ ‫اسم الفنان خالد صالح‬ ‫ويكرم حسن عطية‬ ‫والرملى وهانى مطاوع‬ ‫وسميرة أحمد ومحمد‬ ‫عوض وسناء جميل‬ ‫وحسن مصطفى والناقد‬ ‫محمد الشربينى‬

‫توصية من جلنة التحكيم‪ ،‬الختيار أفضل العروض‬ ‫للتنافس‪ ،‬ولظروف التنقل بني املسارح التى تؤخر‬ ‫العروض‪ ،‬وتسبب إرهاق جلنة التحكيم‪.‬‬ ‫وتنص الالئحة على أن جهات اإلنتاج التى تلتزم‬ ‫مبسابقات سنوية‪ ،‬تشترك بالعروض الفائزة فيها‬ ‫وف ًقا للعدد املخصص لكل منها‪ :‬خمسة عروض لكل‬ ‫من البيت الفنى للمسرح وقصور الثقافة واملسرح‬ ‫املستقل‪ .‬وع��رض��ان مل��راك��ز اإلب���داع‪ ،‬املعهد العالى‬ ‫للفنون املسرحية‪ ،‬قطاع الفنون الشعبية اجلامعات‪،‬‬ ‫منظمات املجتمع املدنى‪ ،‬الشركات واملسرح العمالى‪.‬‬ ‫يشارك فى املسابقة الرسمية للمهرجان‪ :‬عرضا‬ ‫«حت��ي��ا م��ص��ر» إخ���راج ع��اص��م جن��ات��ى‪ ،‬و«ب��اران��وي��ا»‬ ‫إخراج محسن حلمى وبطولة رمي حجاب‪ ،‬من إنتاج‬ ‫مسرح الهناجر‪ .‬و«الفيل األزرق» للمخرج مناضل‬ ‫عنتر املدير الفنى لفرقة الرقص املسرحى احلديث‪،‬‬ ‫و«نساء من مصر» للمخرج طارق حسن املدير الفنى‬ ‫لفرقة ف��رس��ان ال��ش��رق م��ن إن��ت��اج دار األوب���را‪ .‬ومن‬ ‫إنتاج صندوق التنمية الثقافية يشارك مركز اإلبداع‬ ‫الفنى بدار األوبرا ب�«بعد الليل» إخراج خالد جالل‪،‬‬ ‫وبطولة الدفعة األول��ى من طلبة ستوديو املواهب‪،‬‬ ‫وع��رض «األم��ي��ر» للمخرج محمد مرسى‪ ،‬من مركز‬ ‫إبداع قصر األمير طاز‪.‬‬ ‫وستشارك باملسابقة خمس مسرحيات تابعة لفرق‬ ‫ق��ص��ور ال��ث��ق��اف��ة‪ ،‬سيتم حت��دي��ده��ا ب��ن��اء ع��ل��ى نتيجة‬ ‫املهرجان اخلتامى لفرق األقاليم املسرحية‪ 8 ،‬أغسطس‬ ‫اجلارى‪ .‬وقالت دعاء منصور‪ ،‬مدير ادارة املسرح‪ :‬إنها‬ ‫العروض الثالثة الفائزة باملركز األول فى املهرجان‪،‬‬ ‫لفرق البيوت والقصور والقوميات‪ ،‬والعرضان الفائزان‬ ‫فى املهرجانني األخيرين لفرق نوادى املسرح‪.‬‬ ‫وت��خ��ت��ار ع����روض اجل��ام��ع��ات وم���راك���ز ال��ش��ب��اب‬ ‫وال��ش��رك��ات واجل��م��ع��ي��ات األه��ل��ي��ة وع���روض امل��س��رح‬ ‫امل��س��ت��ق��ل جل��ن��ة م��ش��اه��دة‪ ،‬ت��رأس��ه��ا ال��دك��ت��ورة نهاد‬ ‫ص��ل��ي��ح��ة‪ ،‬وي��ف��ت��رض أن ت��ن��ه��ى أع��م��ال��ه��ا ب��ع��د مثول‬ ‫اجلريدة للطبع‪.‬‬ ‫رئيس املهرجان‪ ،‬املخرج ناصر عبداملنعم‪ ،‬قال‪ :‬إن‬ ‫دورة هذا العام مهداة إلى اسم الفنان خالد صالح‪،‬‬ ‫ويكرم خاللها ثمانية مسرحيني هم‪ :‬الناقد الدكتور‬ ‫حسن عطية‪ ،‬الكاتب لينني الرملى‪ ،‬املخرج الدكتور‬ ‫هانى مطاوع‪ ،‬والدكتور سمير أحمد‪ ،‬أستاذ الديكور‬ ‫بأكادميية الفنون‪ ،‬والراحلون‪ :‬محمد عوض‪ ،‬والفنانة‬ ‫سناء جميل‪ ،‬الفنان حسن مصطفى‪ ،‬والناقد محمد‬ ‫الشربينى الذى أسهم فى توثيق حركة مسرح الثقافة‬ ‫اجلماهيرية ألكثر من ربع قرن‪.‬‬ ‫ختام املهرجان سيوافق ي��وم امل��س��رح امل��ص��رى‪5 ،‬‬ ‫سبتمبر‪ ،‬والذكرى العاشرة ملحرقة مسرح قصر ثقافة‬ ‫بنى سويف‪ ،‬لذلك تقرر إطالق أسماء ثالثة من شهداء‬ ‫املحرقة على جوائز املهرجان‪ :‬التأليف باسم الكاتب‬ ‫الدكتور محسن مصيلحى‪ ،‬والدراماتورج باسم املخرج‬ ‫حازم شحاتة‪ ،‬واإلخراج باسم الدكتور صالح سعد‪.‬‬ ‫وك��ش��ف عبداملنعم ع��ن مضاعفة القيمة امل��ادي��ة‬ ‫للجوائز‪ .‬وأنه مت اختيار املخرج الدكتور جمال ياقوت‪،‬‬ ‫ال��ذى ف��از بعدة جوائز من املهرجان‪ ،‬إلخ��راج حفل‬ ‫اخلتام‪ ،‬وهو أحد الناجني من محرقة بنى سويف‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬أسعى لتثبيت موعد ختام املهرجان سنو ًّيا‪،‬‬ ‫موعدا إلحياء ذكرى شهداء املسرح املصرى‪.‬‬ ‫ليظل‬ ‫ً‬

‫تقرير‬

‫انتصار صالح‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.